You are on page 1of 59

‫عبد الملك بن حَب ِيب‬

‫العلاج بالأعشاب‬
‫‪ ٢٣٨‬هـ‬

‫رقم الكتاب في المكتبة الشاملة‪٥١٢ :‬‬


‫الطابع الزمني‪٢٠٢٣-٠٩-١٥-١٣-١٩-٣٧ :‬‬
‫المكتبة الشاملة رابط الكتاب‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١‬‬
‫المحتو يات‬
‫‪٥‬‬ ‫ما جاء في الأمر بالتداوي والعلاج‬ ‫‪١‬‬

‫‪٦‬‬ ‫ما جاء في جواز عرض البول على الطبيب‬ ‫‪٢‬‬

‫‪٦‬‬ ‫ما جاء في حمية المر يض‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٦‬‬ ‫ما جاء في الحجامة وما يرجى من نفعها‬ ‫‪٤‬‬

‫‪٧‬‬ ‫ما جاء في مواضع الحجامة من الرأس والجسد‬ ‫‪٥‬‬

‫‪٨‬‬ ‫ما جاء في الأوقات والأيام التي تستحب فيها الحجامة وتكره‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٩‬‬ ‫ما جاء في كراهية الحجامة للشيخ‬ ‫‪٧‬‬

‫‪٩‬‬ ‫ما جاء في ما يستحب من دفن الحجامة‬ ‫‪٨‬‬

‫‪٩‬‬ ‫ما جاء في علاج الحمى‬ ‫‪٩‬‬

‫‪١٠‬‬ ‫ما جاء في علاج الخاصرة‬ ‫‪١٠‬‬

‫‪١١‬‬ ‫ما جاء في الإثمد وعلاج البصر‬ ‫‪١١‬‬

‫‪١٢‬‬ ‫ما جاء في علاج الصداع‬ ‫‪١٢‬‬

‫‪١٢‬‬ ‫ما جاء في علاج الفؤاد‬ ‫‪١٣‬‬

‫‪١٢‬‬ ‫ما جاء في علاج الدماميل‬ ‫‪١٤‬‬

‫‪١٢‬‬ ‫ما جاء في العذرة والسلفاغ‬ ‫‪١٥‬‬

‫‪١٣‬‬ ‫ما جاء في علاج الجذام والبرص واجتناب ما يجر إليهما‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪١٤‬‬ ‫ما جاء في الـكي والبط وقطع العروق‬ ‫‪١٧‬‬

‫‪١٥‬‬ ‫ما جاء في امرأة يموت ولدها في بطنها و يكون الجرح في موضع العورة فتحتاج إلى علاج الطبيب‬ ‫‪١٨‬‬

‫‪١٥‬‬ ‫ما جاء في ضمان الطبيب‬ ‫‪١٩‬‬

‫‪١٧‬‬ ‫ما جاء في مداواة الجراح‬ ‫‪٢٠‬‬

‫‪١٧‬‬ ‫ما جاء في التعالج بالسعوط واللدود والوجور والغمر والتمريخ والـكماد والتلديغ‬ ‫‪٢١‬‬

‫‪١٨‬‬ ‫ما جاء في التعالج بالحقن‬ ‫‪٢٢‬‬

‫‪١٨‬‬ ‫ما جاء في التعالج بالمشي من السنا والشبرم وأشباهها من العقاقير‬ ‫‪٢٣‬‬

‫‪١٩‬‬ ‫ما جاء في ما يكره التعالج به من الدواء الخبيث المخوف أو المحرم‬ ‫‪٢٤‬‬

‫‪٢‬‬
‫المحتو يات‬

‫‪١٩‬‬ ‫ما جاء في ما يكره من التعالج بالماء المر والحميم وماء الشمس‬ ‫‪٢٥‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫ما جاء في التعالج بألبان الأتن ومرارة السبع‬ ‫‪٢٦‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫ما جاء في التعالج بالتر ياق‬ ‫‪٢٧‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫ما جاء في فضل دهن البنفسج على غيره‬ ‫‪٢٨‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫ما جاء في علاج البلغم وعلاج النسيان وما يورث الحفظ‬ ‫‪٢٩‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫ما جاء في علاج الصدر والحلق والفم‬ ‫‪٣٠‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به للنفساء عند نفاسها‬ ‫‪٣١‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من التمر‬ ‫‪٣٢‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من العسل‬ ‫‪٣٣‬‬

‫‪٢٣‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من السمن‬ ‫‪٣٤‬‬

‫‪٢٣‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من اللبن‬ ‫‪٣٥‬‬

‫‪٢٣‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الزيت‬ ‫‪٣٦‬‬

‫‪٢٤‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الملح‬ ‫‪٣٧‬‬

‫‪٢٤‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من اللبان‬ ‫‪٣٨‬‬

‫‪٢٤‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الحرمل‬ ‫‪٣٩‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الحبة السوداء‬ ‫‪٤٠‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الـكست‬ ‫‪٤١‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الحناء‬ ‫‪٤٢‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الحرف والشبت والحلبة والرجلة والـكرفس‬ ‫‪٤٣‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من التلبين‬ ‫‪٤٤‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الثوم‬ ‫‪٤٥‬‬

‫‪٢٧‬‬ ‫ما جاء في ما يستشفى به من الأرض التي تستوباء‬ ‫‪٤٦‬‬

‫‪٢٨‬‬ ‫جامع ما يستشفى به للمر يض وما يرجى له وما يخشى عليه‬ ‫‪٤٧‬‬

‫‪٢٩‬‬ ‫مزاج الأطعمة والأشربة واللحمان والإدام والثمار والبقول والر ياحين ومعرفة ما فيها من العلاج والأشفية‬ ‫‪٤٨‬‬

‫‪٣٠‬‬ ‫مزاج القمح والشعير وما فيهما من العلاجات‬ ‫‪٤٩‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣‬‬
‫المحتو يات‬

‫‪٣٠‬‬ ‫مزاج القطاني وما فيها من العلاجات‬ ‫‪٥٠‬‬

‫‪٣١‬‬ ‫مزاج اللحمان من الأنعام والطير والحيتان والبيض‬ ‫‪٥١‬‬

‫‪٣٢‬‬ ‫مزاج الألبان وما فيها من العلاجات‬ ‫‪٥٢‬‬

‫‪٣٣‬‬ ‫مزاج السمن والزيت ومنافعهما‬ ‫‪٥٣‬‬

‫‪٣٤‬‬ ‫مزاج الأدهان‬ ‫‪٥٤‬‬

‫‪٣٥‬‬ ‫مزاج الثمار الخضرة واليابسة‬ ‫‪٥٥‬‬

‫‪٣٧‬‬ ‫مزاج الأشربة الحلال‬ ‫‪٥٦‬‬

‫‪٣٧‬‬ ‫مزاج البقول وما ضارعها من الخضر وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٧‬‬

‫‪٣٩‬‬ ‫مزاج الر ياحين وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٨‬‬

‫‪٤٠‬‬ ‫مزاج أبزار الطعام وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٩‬‬

‫‪٤١‬‬ ‫ما جاء في أمزجة الجسد‬ ‫‪٦٠‬‬

‫‪٤٢‬‬ ‫مزاج الإنسان‬ ‫‪٦١‬‬

‫‪٤٤‬‬ ‫الأزمنة وما يصلح فيها‬ ‫‪٦٢‬‬

‫‪٤٥‬‬ ‫علاج المثانة وما حوت إلى القدمين‬ ‫‪٦٣‬‬

‫‪٤٨‬‬ ‫ما جاء في السحر وعلاجه‬ ‫‪٦٤‬‬

‫‪٤٩‬‬ ‫ما جاء في العين‬ ‫‪٦٥‬‬

‫ما جاء في النشرة من العين وغيرها وروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال رأى عامر بن ربيعة‬ ‫‪٦٦‬‬
‫سهل بن حنيف يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط سهل مكانه فأتي رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه‬
‫‪٥٠‬‬ ‫عليه وسلم فقيل له يا رسول الل ّٰه هل لك في‬

‫‪٥١‬‬ ‫ما جاء في رقية القرحة والنملة‬ ‫‪٦٧‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ما جاء في الرقية من العين‬ ‫‪٦٨‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ما جاء في الرقية من لدغ العقرب‬ ‫‪٦٩‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ما جاء في الرقية من الرعاف‬ ‫‪٧٠‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ما جاء في الرقية من وجع الأسنان‬ ‫‪٧١‬‬

‫‪٥٣‬‬ ‫ما جاء في رقية عرق النساء‬ ‫‪٧٢‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤‬‬
‫المحتو يات‬

‫‪٥٣‬‬ ‫ما جاء في رقية الفرس إذا اعتل واستصعب‬ ‫‪٧٣‬‬

‫ما جاء في تعويذ المعتوه ومر ابن مسعود برجل مصاب فرقاه في أذنه بهذه الآية أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا‬ ‫‪٧٤‬‬
‫وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الل ّٰه الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الـكريم ومن يدع مع الل ّٰه إلها آخر‬
‫‪٥٤‬‬ ‫لا برهان له به فإنما حسابه‬

‫وعن عقبة أن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم كان يرقي بسم الل ّٰه أرقيك والل ّٰه يشفيك من كل داء يؤذيك‬ ‫‪٧٥‬‬
‫‪٥٤‬‬ ‫خذها فلشك‬

‫‪٥٥‬‬ ‫ما جاء في الأخذ على الرقية وأشباهها‬ ‫‪٧٦‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥‬‬
‫المحتو يات‬

‫عن الكتاب‬
‫الكتاب‪) :‬مختصر في الطب( العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب‬
‫المؤلف‪ :‬عبد الملك بن حَب ِيب بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي‪ ،‬أبو مروان )المتوفى‪٢٣٨ :‬هـ(‬
‫المحقق‪ :‬محمد أمين الضناوي‬
‫الناشر‪ :‬دار الـكتب العلمية ‪ -‬بيروت‬
‫الطبعة‪ :‬الأولى‪١٩٩٨ ،‬‬
‫عدد الأجزاء‪١ :‬‬
‫]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع[‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٦‬‬
‫المحتو يات‬

‫عن المؤلف‬
‫عبد الملك بن حَب ِيب )‪ ٢٣٨ - ١٧٤‬هـ = ‪ ٨٥٣ - ٧٩٠‬م(‬
‫عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الإلبيري القرطبي‪ ،‬أبو مروان‪ :‬عالم الأندلس وفقيهها في عصره‪ .‬أصله من طليطلة‪،‬‬
‫من بني سُليم‪ ،‬أو من مواليهم‪ .‬ولد في إلبيرة‪ ،‬وسكن قرطبة‪ .‬وزار مصر‪ ،‬ثم عاد إلى الأندلس فتوفي بقرطبة‪ .‬كان عالما بالتأريخ‬
‫والأدب‪ ،‬رأسا في فقه المالـكية‪ .‬له تصانيف كثيرة‪ ،‬قيل‪ :‬تزيد على ألف‪ .‬منها »حروب الإسلام« و »طبقات الفقهاء والتابعين« و‬
‫»طبقات المحدثين« و »تفسير موطأ مالك« و »الواضحة ‪ -‬خ« في السنن والفقه‪ ،‬في خزانة الرباط‪ ،‬و »مصابيح الهدى« و »الفرائض«‬
‫و »مكارم الأخلاق« و »الورع ‪ -‬خ« و »استفتاح الأندلس ‪ -‬ط« قطعة من أحد كتبه‪ ،‬و »وصف الفردوس ‪ -‬خ« في الأزهر ية‪،‬‬
‫و »مختصر في الطب ‪ -‬خ« في الرباط‪ ،‬و »الغاية والنهاية ‪ -‬خ« رسالة في ‪ ٢٤‬ورقة‪ ،‬أولها‪ :‬باب ما جاء في فضل المرأة الصالحة )انظر‬
‫مخطوطات الرباط( وغير ذلك وكان ابن لبابة يقول‪ :‬عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس‪ ،‬و يحيى بن يحيى عاقلها‪ ،‬وعيسى دينار فقيهها‬
‫نقلا عن‪ :‬الأعلام للزركلي‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪ ١‬ما جاء في الأمر بالتداوي والعلاج‬

‫ما جاء في الأمر بالتداوي والعلاج‬ ‫‪١‬‬

‫)م َا ج َاء َ فِي الْأَ مر بالتداوي والعلاج(‬


‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ح َدثنِي مطر ّف بن عبد الل ّٰه ع َن م َالك بن أنس ع َن زيد بن أسلم أَ ن رجلا فِي زم َان رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ جرح فاحتقن‬
‫أطب؟ "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الْجر ْح ب ِال َد ّ ِم و َأَ ن الرجل د َعَا برجلَي ْن من بني أَ نْمَار فَنَظَرا ِإلَيْه ِ فَق َا َ‬
‫ل لَهما رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬أيكما‪،‬‬
‫الطب خير‪ ،‬ي َا رَسُول الل ّٰه؟ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬أنزل ال َد ّو َاء ال َ ّذ ِي أنزل ال َد ّاء "‪ .‬ف َأَ مرهمَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫ّ‬ ‫فَق َال َا‪ :‬أَ فِي‬
‫طا الْجر ْح وغسلاه َ‬
‫ثم ّ خاطاه‪.‬‬ ‫و َسلم[ يومئذٍ بمداواته فب َ ّ‬
‫وَع َن زيد بن أسلم أَ ن رجلا أَ تَى الى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َقد نصل فِي بَطْنه نصل فَد َعَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[‬
‫أطب؟ "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ل لَهما‪ " :‬يكما‪،‬‬
‫رجلَيْنِ من الْع َر َب ك َان َا متطببين فَق َا َ‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ :‬أنزل ]ال َد ّو َاء[ ‪ ٨‬ال َ ّذ ِي ابتلى بالداء "‪.‬‬
‫ِب خير‪ ،‬ي َا رَسُول الل ّٰه؟ فَق َا َ‬
‫ط ّ‬‫فَق َال َا‪ :‬أَ فِي ال ّ‬
‫فبط بَطْنه واستخرج النصل َ‬
‫ثم ّ خاطه‪.‬‬ ‫أطب الرجلَي ْن ي َا رَسُول الل ّٰه‪ .‬ف َأمره رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بمداواته‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫ل أَ حدهمَا‪ :‬أَ نا‬
‫فَق َا َ‬
‫وَع َن أبي ه ُر َي ْر َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬تداوا ف َِإن الل ّٰه لم يخلق د َاء ِإ َلّا خلق لَه ُ‬
‫شف َاء علّة من ع ِلّة وجهله من جَهله ِإ َلّا دائين "‪ .‬قيل‪ :‬وَم َا هما ي َا رَسُول الل ّٰه؟ قَالَ‪ " :‬ال ْبرم و َال ْمَو ْت و َمثله "‪.‬‬
‫ِ‬
‫ع َن ُأسَام َة بن زيد و َاب ْن مَسْع ُود ع َن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َحدث الخزامي سندا ً أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪:‬‬
‫وبث ال َد ّو َاء و َجعل لكل د َاء دَو َاء من الشّجر و َالْعَسَل فتداوا "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بث ال َد ّاء‬
‫" ِإن الل ّٰه ّ‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬لكل د َاء دَو َاء ف َِإذا أصَاب دَو َاء ال َد ّاء[ بر ِئ ]ب ِِإذن الل ّٰه "‪ .‬وَع َن‬
‫قَتَاد َة أَ نه قَالَ‪ " :‬أنزل الل ّٰه ألف د َاء و َأنزل ألف دَو َاء "‪.‬‬
‫شف َاء؟ قَالَ‪ :‬مني‪ .‬قَالَ‪ :‬فَمَا ب َال ال َ ّ‬
‫طب ِيب؟‬ ‫رب م َِم ّن ال َد ّاء؟ قَالَ‪ :‬من ّي‪ .‬قَالَ‪ :‬م َِم ّن ال ِّ‬ ‫الر ّحْم َن عَلَيْه ِ ال َ ّ‬
‫سلَام قَالَ‪ :‬ي َا ّ‬ ‫وَرُوِيَ ع َن ابراهيم خ َلِيل َ‬
‫شف َاء‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬معالج على يَد َيْه ِ ال ِّ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من أَ ن ْت؟ "‪ .‬قَالَ‪:‬‬
‫ي أَ ن رجلا أَ تَى ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َا َ‬ ‫وَع َن ابراهيم َ‬
‫الت ّيْمِ ّ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ولعلك تدبر أَ شْ يَاء يحرق بهَا غَي ْرك "‪.‬‬
‫أَ نا طَب ِيب‪ .‬قَا َ‬
‫وَك َانَ ع َن عُثْم َان بن عفّان ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬طبيبان ]بعث[ ب ِأَ حَدِهِمَا ِإلَيْه ِ م ُع َاوِ يَة و َالْآخر عبد الل ّٰه بن ربيع َة‪.‬‬
‫وَع َن أنس بن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬أَ يهَا طَب ِيب داوى م ُسلما يُر ِيد بِه ِ و َجه الل ّٰه لم ي َأْ خ ُذ عَلَيْه ِ أجرا فصلح على‬

‫يَد َيْه ِ كتب الل ّٰه ِإذا نقل أجره ِإلَى يَو ْم الْق ِيَام َة و َمن أَ خذ عَلَيْه ِ أجرا فَه ُو َ حَظه فِي ال ُد ّن ْيَا و َالْآ ِ‬
‫خر َة "‪.‬‬
‫و َأسْ ند َ الخزامى أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬ل َا يَن ْبَغ ِي لأحد أَ ن يداوى ح ََت ّى يغلب م َرضه ِ َ‬
‫صح ّته "‪.‬‬
‫الن ّبِي كلما صلى َ‬
‫الصّ لَاة فقضاها ِإذا شَ ج َر َة قد نبت بَين يَد َيْه ِ فَيَق ُول‪ :‬م َا أَ ن ْت؟ فَت َقول‪ :‬أَ نا‬ ‫و َأسْ ند َ أَ ي ْضا ع َن اب ْن عب ّاس قَالَ‪ :‬ك َانَ سُلَيْم َان َ‬
‫شَ ج َر َة كَذ َا وَكَذ َا أَ نْف َع من كَذ َا وَكَذ َا‪ .‬فيأمر بهَا فتقطع فتكتب‪ :‬شَ ج َر َة كَذ َا وَكَذ َا تَنْف َع من كَذ َا وَكَذ َا‪.‬‬
‫شجَر َة فَق َالَ‪ :‬م َا أَ ن ْت؟ فَق َالَت‪ :‬أَ نا الخر ّوب‪ .‬قَالَ‪] :‬لِم َ[ أَ ن ْت؟ قَالَت‪ :‬لخراب هَذ َا ال ْم َ ْ‬
‫سجِد‪ .‬فَق َالَ‪ :‬م َا ك َانَ الل ّٰه يخرب‬ ‫فصلّى يَوْم ًا ف َرَأى ال َ ّ‬
‫سجِد و َأَ نا حيّ‪.‬‬
‫هَذ َا ال ْم َ ْ‬
‫ك‬
‫ك الخر ّوبة[ ع َصا ]و َلَقي ملك ال ْمَو ْت فَسَأَ لَه ُ ِإذا ]ج َاءَت[ و َفَاته أَ ن يُعلمه ُ‪ ،‬فلم ّا أعلمه ُ قَام َ وش ّد ثيَِابه و َأخذ تِل ْ َ‬
‫فنحت سُلَيْم َان من تِل ْ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٨‬‬
‫ما جاء في الحجامة وما يرجى من نفعها‬ ‫‪٤‬‬

‫م على الجنّ موتِي ح ََت ّى يعلم ال ِْإن ْس أَ نهم ك َانُوا ل َا يعلم ُونَ الْغَي ْب‪.‬‬ ‫الل ّه ُ َ ّ‬
‫م أغ ّ‬ ‫]الْعَصَا[ َال ّتِي نحت من الخر ّوبة‪ ،‬فتوكأ عَلَيْهَا و َقَالَ‪َ :‬‬
‫ل الل ّٰه تَع َالَى‪} :‬كل‬
‫و َأمر الجنّ فبنت عَلَيْه ِ قب ّة من ق َوَارِير ‪ -‬يَعْنِي الز ّجاج ‪ -‬ف َقبض ف ِيهَا و َه ُو َ مت ّكئ على عَصَاه ُ والجنّ تعْمل بَين يَد َيْه ِ كَمَا قَا َ‬
‫بنَِاء وغواص و َآخ َرين م ُقرنين فِي الأصفاد{ ]ص‪ ، [٣٨ - ٣٧ :‬وهم ير َ ْونَ أَ نه حيّ‪ ،‬ف َو َق َعت الأرضة فِي ]الْعَصَا[ ف َأَ ك َلتهَا فِي حول‬
‫ف َسقط حِين ضعفت ]الْعَصَا[ ف َعلم م َوته فَشَك َرت الأرضة الْج ِنّ و َال َ ّ‬
‫شيَاطِين للخر ّوب‪ ،‬فَلَا تر َاه َا فِي مَك َان إلا ّ ر َأَ ي ْته ندياً‪ ،‬وشكرت الأرضة‬
‫شيَاطِين ب ِال ْمَاءِ‪ .‬قَا َ‬
‫ل اب ْن عب ّاس‪ :‬و َقدر م َا م ِ ْقد َار أكله َا ]الْعَصَا[ فَك َانَ سنة‪.‬‬ ‫فأينما ك َان َت جاءتها ال َ ّ‬

‫ما جاء في جواز عرض البول على الطبيب‬ ‫‪٢‬‬


‫ما جاء في حمية المر يض‬ ‫‪٣‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي جَوَاز عرض ال ْبَو ْل على ال َ ّ‬
‫طب ِيب(‬
‫وَع َن عمر بن عُثْم َان قَالَ‪ :‬ر َأَ ي ْت بَو ْل عمر بن عبد الْعَزِيز فِي زجاجة عِن ْد ال َ ّ‬
‫طب ِيب ينظر ِإلَيْه ِ‪.‬‬
‫وَع َن ال ْوَاقِدِيّ ع َن يز ِيد مولى الز ِّن َاد أَ نه قَالَ‪ :‬ر َأَ ي ْت ُ‬
‫الز ّهْرِيّ و َأَ با الز ِّن َاد بالرصافة ير يان ال َ ّ‬
‫طب ِيب ال ْبَو ْل‪.‬‬
‫طب ِيب ينظر ِإلَيْه ِ ِإ َلّا أَ ن َ‬
‫الث ّو ْريّ ك َانَ يبْع َث بِه ِ ِإلَى ا ْلحـير َة‪.‬‬ ‫َالث ّو ْري يرسلان بالبول ِإلَى ال َ ّ‬
‫ل ال ْوَاقِدِيّ ‪ :‬و َقد ر َأَ ي ْت م َالِك ًا و َ‬
‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي حمية ال ْمَرِ يض(‬
‫الطب الحمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الطب التجربة‪ ،‬وَر َأس‬
‫ّ‬ ‫اب ْن حبيب قَالَ‪ :‬سمعتهم يَق ُولُونَ عوِّد جسما ً م َا تعو ّد‪ ،‬و َخير‬
‫قَالَ‪ :‬و َقد حمى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َأمر بالحمية عمر بن الْخطاب و َغ َيره من َ‬
‫الصّ ح َابَة‪.‬‬
‫ِث بن كلدة‪ :‬م َا ال َد ّو َاء؟ قَالَ‪ :‬الحمية‪.‬‬
‫ل لِلْحَار ِ‬
‫و َبَلغنِي أَ ن عمر قَا َ‬
‫وَع َن عَليّ بن أبي ذيب أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬اخلوا على ا ْلحمى " ‪ -‬يَعْنِي احتموا من ال َ ّ‬
‫طع َام ‪ -‬والخلا ب ِعَي ْن ِه‪ :‬الْجُوع‪.‬‬
‫وروى اب ْن حبيب مُسْندًا أَ ن عليا دخل على رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َه ُو َ حَدِيث عهد بحمى ف َأتى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫و َسلم[ برطب ف َأَ ر َاد َ عَليّ أَ ن يَقع ف ِيه ِ فَمَنعه رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َطرح ِإلَيْه ِ رطب َة رَطِبة ف َأكل ح ََت ّى ان ْتهى ِإلَى سبع رطبات‬
‫ثم ّ قَالَ‪ " :‬حَسبك ِإ َن ّك ناقه "‪.‬‬
‫َ‬
‫ق رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫وَع َن أمّ ال ْمُن ْذر المازنية قَالَت‪ :‬دخلت على رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َعلي يأكلان مِنْهَا‪ .‬قَالَت‪ :‬فَطَف ِ َ‬
‫و َسلم[ يَق ُول لعَلي‪ " :‬مهلا ِإ َن ّك ناقه " ح ََت ّى ّ‬
‫كف‪ ،‬و َقد صنعت‬

‫ما جاء في الحجامة وما يرجى من نفعها‬ ‫‪٤‬‬

‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من هَذ َا فأَصِب فَه ُو َ أوفق ل َك "‪ ،‬ف َأكل من ذَل ِك‪.‬‬
‫جئ ْت بِه ِ قَا َ‬
‫لَهما سلقا ًوخبز شعير فلم ّا ِ‬
‫ل ال ْوَاقِدِيّ ‪ :‬فَه ُو َ عندن َا ب ِال ْمَدِينَة ِ يُق َال لَه ُ سلق الْأَ نْصَار و َه ُو َ السرمق‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫السرمق ه ُو َ القطف‪ .‬وَك َان َت عَائِش َة تنْع َت سلق الْأَ نْصَار للمحموم و َتقول‪ :‬ه ُو َ صَالح‪ ،‬وَك َان َت تَحْم ِي ال ْمَرِ يض‪.‬‬
‫الطب فَق َالَ‪ :‬الأزم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ل عمر بن الْخطاب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬الْحا َرِث بن كل ّدة ع َن أفضل‬
‫وَسَأَ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٩‬‬
‫ما جاء في مواضع الحجامة من الرأس والجسد‬ ‫‪٥‬‬

‫ل عبد الْملك‪ :‬يَعْنِي الحمية حمية ال ْمَرِ يض‪ ،‬والأزم بِعَي ْن ِه‪ ،‬الْجُوع‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫م ال ْمَرِ يض و َيَق ُول‪ :‬أحماني الْحا َرِث شرب المَاء ِإ َلّا م َا ب ّد مِن ْه ُ‪ .‬وَع َن كريب ]مولى[ اب ْن‬
‫قَالَت بنت سعيد بن أبي و َقاص‪ :‬ك َانَ أبي يح ّ‬
‫ع ََب ّاس‪ :‬ال َ ّلح ْم من ا ْلحمى‪ .‬قَا َ‬
‫ل ن َاف ِـع‪ :‬لم يكن اب ْن عمر يحتمي فِي مرض‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫وَم َا علمنَا أحدا يكر ّه الحمية غ َيره‪ .‬قد حمى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬و َحمى عمر وَجَمَاع َة من َ‬
‫الصّ ح َابَة‪.‬‬
‫ل عمر‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه أَ لا ترى صُهَي ْب ي َأْ ك ُل‬
‫وَع َن صُهَي ْب قَالَ‪ :‬رمدت ف َأتى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بِتمَ ْر فَجعلت آكل مِن ْه ُ فَق َا َ‬
‫َ‬
‫التمّ ْر و َه ُو َ أرمد؟‬
‫ضحِك رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪.‬‬ ‫ف َقلت‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه ِإ َن ّمَا آكل بِثمن عَي ْني َ‬
‫الصّ حِيح َة‪ .‬ف َ َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الْ حجام َة وَم َا يُرْجَى من نَفعه َا(‬
‫مر‬ ‫َ‬
‫وَع َن أنس بن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬م َا م َرَرْت لَيْلَة أسر ِي بِي على ملك من ال ْمَلَائِك َة ِإلّا قَالُوا‪ :‬ي َا مُحَم ّد ْ‬
‫أمتك بالحجامة "‪.‬‬
‫]يتبي ّغ[ بالإنسان ح ََت ّى‬
‫َ‬ ‫شف َاء فِي الْعَسَل و َفِي الْ حجام َة واحتجموا ف َِإن ال َد ّم‬
‫ل " جعل الل ّٰه ال ِّ‬
‫و َعنه ُ ع َن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬قَا َ‬
‫يقْتله "‪.‬‬
‫وَع َن ن َاف ِـع ع َن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬أَ نه يَق ُول‪ " :‬من احْ تجم فعلى برك َة الل ّٰه و َه ُو َ على الر ِّيق أفضل وتزيد فِي الْحِفْظ‬
‫و َتذهب البلغم "‪ .‬وَع َن اب ْن عب ّاس أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬نِعْم َ ال َد ّو َاء الْ حجام َة تذْهب ال َد ّاء والصداع وت ّ‬
‫خف الصلب‬
‫وتجلو ال ْب َص َر "‪ .‬وَع َن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ِ " :‬إن ك َانَ دَو َاء يبلغ ال َد ّاء ف َِإن الْ حجام َة تبلغه "‪.‬‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ِ " :‬إن ك َانَ فِي شَيْء من ال َد ّو َاء خير فَه ُو َ فِي هَذِه الْ حجام َة "‪.‬‬
‫وَع َن الْحسن أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬اسْ ت َع ِين ُوا على شدّة الحر ّ بالحجامة "‪.‬‬
‫وَع َن سلمى خ َادِم رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ َ ّنهَا قَالَت‪ :‬م َا سَم ِعت أحدا يشكو ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ وجعا ً فِي‬
‫ل لَهُ‪ " :‬أخضبهما ب ِالْح َِن ّاء ِ "‪.‬‬
‫ل لَهُ‪ " :‬احْ تجم "‪ ،‬وَل َا وجعا ًفِي رجلَيْه ِ ِإ َلّا قَا َ‬
‫ر َأسه ِإ َلّا قَا َ‬
‫شف َاء من الْجن ُ ُون والجذام والبرص والأضراس و ُ‬
‫َالن ّع َاس "‪.‬‬ ‫وَع َن اب ْن ع ََب ّاس أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬الْ حجام َة ِ‬
‫هي َ[ الْ حجام َة و ََإن ّه ُ أفضل‬ ‫قيل لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬على م َا تُعْط ِي هَذ َا جِل ْدك يقطعه ُ؟ فَق َا َ‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬هَذِه ] ِ‬
‫م َا ]يتداوى[ بِه ِ "‪.‬‬

‫ما جاء في مواضع الحجامة من الرأس والجسد‬ ‫‪٥‬‬

‫كثْر َة النِّسَاء‬
‫وَع َن م َ ْكحُول أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬خمس من سفر ال ْمُر ْسلين‪ :‬الْ حجام َة‪ ،‬والتعطر‪ ،‬والسواك‪ ،‬والحناء‪ ،‬و َ َ‬
‫"‪, .‬‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ :‬قَالَ‪ " :‬نعْم َة الْع َادة القائلة ونعمة ال ْع َادة الْ حجام َة تَنْف َع ب ِِإذن الل ّٰه من الصداع‬
‫خف الصلب والصدر "‪.‬‬
‫ووجع الْأَ سْ نَان ووجع الْحلق وت ّ‬
‫جبْر ِيل ف َأمرنِي بالحجامة و َقَالَ‪ :‬أَ نْف َع دَو َاء يتداوى بِه ِ َ‬
‫الن ّاس "‪.‬‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ج َاءَنِي ِ‬
‫قَا َ‬
‫وَع َن اب ْن ع ََب ّاس أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ِ " :‬إن ك َانَ فِي شَيْء م َِم ّا تَصْ ن َع ُونَ خير فَفِي ن َزع َة حجام "‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫ما جاء في الأوقات والأيام التي تستحب فيها الحجامة وتكره‬ ‫‪٦‬‬

‫شف َاء فِي‬


‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬التمسوا ال ِّ‬ ‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ نه قَالَ‪ " :‬م َا تداوى َ‬
‫الن ّاس بِمثل الْ حجام َة وشربة عسل "‪ .‬و َقَا َ‬
‫ااثنين‪ :‬فِي شربة الْعَسَل أَ و ش َرط محجمة "‪.‬‬
‫ل سعيد بن الْمسيب لحجام‪ :‬أشرط شرطتين‪ .‬هَذ َا ال َ ّذ ِي ك َانَ الْحا َرِث بن كل ّدة َ‬
‫الث ّقَفِيّ ي َأْ مر بِه ِ‪.‬‬ ‫قَا َ‬

‫ثم ّ يشرط ضَرْبَة ُأ ْ‬


‫خر َى‪.‬‬ ‫ثم ّ يمصر ال َد ّم‪َ ،‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬يشرط ضربتين ب ِشَرْط ضَرْبَة‪َ ،‬‬
‫قَا َ‬
‫ل عبد الْملك‪ِ :‬إن عمر بن الْخطاب ك َانَ ي َأْ مر بذلك ال َ ّذ ِي يحجمه‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء فِي م َوَاضِـع الْ حجام َة من َ‬
‫الرأّْ س والجسد(‬ ‫َ‬
‫وَع َن ال ْوَاقِدِيّ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ حجمه أَ بُو هِن ْد ]مولى[ بني بياضة فِي يافوخ‬
‫شاة المسمومة َال ّتِي أكل مِنْهَا يَو ْم َ‬
‫خي ْب َر قَالَ‪ :‬وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يحتجم الذؤابة كل سنة‪ ،‬وَك َانَ يحتجم‬ ‫من أجل ال َ ّ‬
‫تَحت الذؤابة فِي النقرة و َفِي الأخدعين و َفِي الْك َاه ِل‪.‬‬
‫شاة المسمومة أَ ي ْضا َال ّتِي أكل يَو ْم َ‬
‫خي ْب َر‪.‬‬ ‫جم َ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ تَحت كتفه ال ْيُسْر َى من أجل ال َ ّ‬
‫و َاحْ ت َ َ‬
‫جم َ و َه ُو َ محرم على ظهر ال ْقد َم من وتي أَ صَابَه ُ فِي‬ ‫جم َ ف َوق الرّكْ ب َة من وجع الرّكْ ب َة و َاحْ ت َ َ‬ ‫جم َ بَين وركيه من وجع الصلب و َاحْ ت َ َ‬ ‫و َاحْ ت َ َ‬
‫قدمه‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫الرأّْ س‪ ،‬وَس َِت ّة فِي الْجَسَد‪.‬‬
‫فَهَذِه ِ ]عشر َة[ م َوَاضِـع احْ تجم ف ِيهَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ رْبَع َة مِنْهَا فِي َ‬
‫َت من م َوَاضِـع الْ حجام َة ِإ َلّا لعِلَ ّة‪.‬‬
‫فأمّا ا ْلخم َْسَة من هَذِه ال ْعشْر َة َال ّتِي احْ تجم ف ِيهَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَلَيْس ْ‬
‫تح ْت ال ْـكَتف‪ ،‬و َبَين ال ْوَرِكَيْنِ‪ ،‬و َف َوق الرّكْ ب َة‪ ،‬وعَلى ظهر ال ْقد َم‪.‬‬
‫وَهِي اليافوخ‪ ،‬و َ َ‬
‫شاة المسمومة َال ّتِي أكل مِنْهَا يَو ْم َ‬
‫خي ْب َر‪.‬‬ ‫تح ْت ال ْـكَتف ف َِإ َن ّمَا احْ تجم فيهم َا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ من أجل ال َ ّ‬
‫فأمّا اليافوخ و َ َ‬
‫جم َ بَين وركيه و َف َوق رُكْ بَتَيْه ِ من وجع أَ صَابَه ُ ف ِيهَا‪.‬‬
‫جم َ على ظهر قدمه و َه ُو َ محرم لوتي أَ صَابَه ُ ف ِيهَا بطرِ يق مك ّة‪ ،‬و َاحْ ت َ َ‬
‫و َاحْ ت َ َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫الص َح ّة و َال ْعلَ ّة‪ .‬و َثَلَاثَة مِنْهَا فِي َ‬
‫الرأّْ س وَهِي‪ :‬الذؤابة‪ ،‬وَهِي وسط‬ ‫ي م َوَاضِـع حجامة الْع َا َمّة على ِّ‬
‫فأمّا ا ْلخم َْسَة ال ْم َوَاضِـع ال ْبَاق ِي َة من ال ْعشْر َة فَه ِ َ‬
‫تح ْت الذؤابة وَهِي القمحدوة والنقرة‪ ،‬وَهِي نقرة القفاء والاثنان فِي الْجَسَد ال ْوَاحِد‪.‬‬ ‫َ‬
‫الرأّْ س و َ َ‬
‫فِي الأخدعين‪ ،‬وهما الزبرتان وهما صفحة َ‬
‫الر ّقَب َة من تَحت قصَص شعر القفاء‪.‬‬

‫ما جاء في الأوقات والأيام التي تستحب فيها الحجامة وتكره‬ ‫‪٦‬‬

‫و َا ْل ُأ ْ‬
‫خر َى فِي الْك َاه ِل و َه ُو َ ال ْعظم الناتي بَين ال ْـكَتِف َيْنِ تَحت الـكعب ال َ ّذ ِي ف َوق ُ‬
‫الر ّكْ بَتَيْنِ فِي مغرز ال ْع ُن ُق فِي الْجَسَد‪.‬‬
‫و َفِي كل هَذِه ا ْلخم َْسَة ال ْم َوَاضِـع قد ]ج َاءَت[ الْأَ ح َادِيث بالرغبة فِي حجمها ِإ َلّا فِي النقرة‪ ،‬ف َِإ َ ّنهَا تورث النسْيَان وفيهَا مَنْفَع َة فِي غير ذَل ِك‬
‫و َقد احتجمها رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َثَبت ع َنه ُ فِي حَدِيث أَ نه احْ تجم النقرة‪ ،‬والكاهل‪ ،‬والأخدعين‪ .‬و َفِي حَدِيث آخر أَ نه‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ احْ تجم على ال َد ّو َام بمحاجم صفر‪.‬‬
‫وَك َانَ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬يحتجم الذؤابة وَهِي وسط َ‬
‫الرأّْ س‪ ،‬وسماها‪ :‬الْمعين َة‪ .‬وَك َانَ يحتجم تَحت الذؤابة وَهِي القمحدوة‪ ،‬وسماها‪:‬‬
‫سبْع َة أدواء من الْجن ُ ُون‪ ،‬والجذام‪ ،‬والبرص‪ ،‬والصداع‪ ،‬وأكلة الْف َم‪ ،‬و َمن النعاس‪ ،‬ووجع الأضراس‪.‬‬
‫شف َاء من َ‬
‫المنقدة‪ .‬وَك َانَ ف ِيهَا ِ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١١‬‬
‫ما جاء في علاج الحمى‬ ‫‪٩‬‬

‫جم َ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ الْك َاه ِل و َأمر بهَا وسماها‪ :‬النافعة‪ ،‬و َقَالَ‪ " :‬تَنْف َع ب ِِإذن الل ّٰه حجامة الْك َاه ِل من سبعين د َاء مِنْهَا الْجن ُ ُون‬
‫و َاحْ ت َ َ‬
‫والجذام والبرص "‪.‬‬
‫جبْر ِيل‪.‬‬
‫وَع َن عَليّ بن أبي طَالب‪ :‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ احْ تجم الأخدعين‪ ،‬والكاهل؛ نزل عَلَيْه ِ بذلك ِ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الْأَ وْقَات و َالْأَ َي ّام َال ّتِي تسْت َحب ف ِيهَا الْ حجام َة و َتكره(‬
‫وَع َن اب ْن شه َاب أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من احْ تجم يَو ْم الْأَ رْبَع َاء‪ ،‬أَ و يَو ْم السبت ف َأَ صَابَه ُ وضح فَلَا يلوم ِإ َلّا نَفسه‬
‫"‪.‬‬
‫صحَاب رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ نهم سمع ُوا مثل ذَل ِك ع َن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬ ‫و َعنه ُ ع َن الْحسن ال ْبَصْر ِيّ ع َن خَمْسَة من أَ ْ‬
‫و َسلم[ ‪.‬‬

‫سب ْع َة عشر من ال َش ّهْر ِ‬


‫شف َاء من كل د َاء "‪.‬‬ ‫وَع َن أبي ه ُر َي ْر َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬حجامة يَو ْم ُ‬
‫الث ّلَاث َاء صَب ِيح َة َ‬

‫سبْع َة عشر‪ ،‬أَ و ت ِ ْسع َة عشر‪ ،‬أَ و أحد و َعش ْرين‪ ،‬و َمن‬ ‫وَع َن ُ‬
‫الز ّهْرِيّ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من ك َانَ محتجما ًفصبيحة َ‬
‫و َاف َقت حجامته يَو ْم ُ‬
‫الث ّلَاث َاء ال َ ّ‬
‫سبْع َة عشر ك َانَ دَو َاء سنة "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫الث ّلَاثَة الْأَ َي ّام ال ْمُتَق َ ّدم َة ك َان َت حجامة رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َأسْ ند َ ع َنه ُ ذَل ِك قَالَ‪ " :‬وَهِي أفضل أَ وْقَات الْ حجام َة من‬
‫و َفِي هَذِه َ‬

‫ثم ّ بعده يَو ْم ال ِْإث ْنَيْنِ‪َ ،‬‬


‫ثم ّ بعده يَو ْم الْأَ ح َد وأكرههما يَو ْم الْأَ رْبَع َاء و َيَو ْم‬ ‫ثم ّ بعده يَو ْم ا ْلخم َِيس‪َ ،‬‬ ‫ال َش ّهْر و َأفضل أَ َي ّام الْ حجام َة يَو ْم ُ‬
‫الث ّلَاث َاء‪َ ،‬‬
‫السبت خيفة البرص و َيَو ْم ا ْلجم ُُع َة خيفة ال ْمَو ْت "‪.‬‬
‫رَو َاه ُ اب ْن عمر ع َنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َلَفظه‪ " :‬إ َي ّاك ُ ْم والحجامة يَو ْم الْأَ رْبَع َاء ف َِإ َن ّه ُ د َاء " الحَدِيث‪.‬‬
‫مخَاف َة البرص "‪.‬‬
‫كعْب الْأَ حْ بَار ع َنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬خلق الضرّ يَو ْم الْأَ رْبَع َاء فبذلك كرهت الْ حجام َة يَو ْم الْأَ رْبَع َاء َ‬
‫وَع َن َ‬
‫وَع َن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ نه قَالَ‪ " :‬من احْ تجم يَو ْم ا ْلجم ُُع َة فَمَاتَ شرك فِي د َمه "‪ .‬و َقَا َ‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬الْ حجام َة‬
‫ل أَ ي ْضا‪ " :‬الْ حجام َة يَو ْم الْأَ ح َد ]كأنّها[ ]تداو[ بدواء سنة "‪.‬‬
‫شف َاء "‪ .‬و َقَا َ‬
‫ليَو ْم الْأَ ح َد ِ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫والحجامة تكره فِي أوّل ال ْهلَال‪ ،‬فَلَا ]يُرْجَى[ نَفعه َا ح ََت ّى ينقص ال ْهلَال‪ .‬وَع َن اب ْن سِير ِين ك َرَاه َة الْ حجام َة لرأس ال ْهلَال و َيَق ُول‪ِ :‬إ َ ّنهَا ل َا تَنْف َع‪.‬‬

‫ما جاء في كراهية الحجامة للشيخ‬ ‫‪٧‬‬

‫ما جاء في ما يستحب من دفن الحجامة‬ ‫‪٨‬‬


‫ما جاء في علاج الحمى‬ ‫‪٩‬‬

‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫و َي َ ْكفِي فِي معرف َة ذَل ِك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لم يحتجم ِإ َلّا فِي ن ُ ْقصَان ال ْهلَال‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي ك َرَاه ِي َة الْ حجام َة لل َ ّ‬
‫شي ْخ(‬
‫شي ْخ‪ .‬وَع َن سعيد بن الْمسيب أَ نه يكره الْ حجام َة لل َ ّ‬
‫شي ْخ ال ْـكَب ِير‬ ‫طب الْع َر َب فِي الْجا َه ِل َِي ّة ترك الْ حجام َة لل َ ّ‬
‫ّ‬ ‫ل حَكِيم بن حز َام‪ :‬م َِم ّا علمنَا من‬
‫قَا َ‬
‫و َيَق ُول‪ :‬تذْهب بنِ َفس ال َ ّ‬
‫شي ْخ‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫ما جاء في علاج الخاصرة‬ ‫‪١٠‬‬

‫يستحب من دفن الْ حجام َة(‬


‫ّ‬ ‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[‬
‫شعْر من الحلاق و َمن الجزار‪ ،‬و َدفن‬
‫مجَاه ِد أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ مر بدفن دم الْ حجام َة‪ ،‬و َدم الْحيض‪ ،‬و َدفن ال ّ‬
‫وَع َن ُ‬
‫قص‪ ،‬و َدفن السنّ ِإذا نزعت‪ .‬وَك َانَ خ َارِج َة بن زيد بن ث َابت ي َأْ مر بدفن ال َد ّم‪.‬‬
‫الظفر ِإذا ّ‬
‫وَع َن مُحَم ّد بن عَليّ أَ نه أَ مر حج ّاما ً يحجمه أَ ن يفرغ محجمة دم لك َل ْب أَ ن يلغه‪.‬‬
‫ل اب ْن حبيب‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ْس بمتبرع من الْفِعْل و َقد نهى ع َنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬و َأَ نه احْ تجم ف َأعْطى ال َد ّم رجلا ليدفنه و َقَالَ‪" :‬‬
‫و َِإن فعله مُح َم ّد بن عَليّ فَلَي َ‬
‫احذر أَ ن يبْح َث عَلَيْه ِ الْك َل ْب! "‪.‬‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه‬
‫فَانْطَلق بِه ِ الرجل فلم ّا أَ ر َاد َ أَ ن يدفنه ِإذا بكلب يطوف بِه ِ‪ ،‬فلم ّا خش ِي أَ ن يبْح َث عَلَيْه ِ ا ْزد َرده ُ‪ ،‬فلم ّا ان ْص َرف قَا َ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬أما أَ حْ بَب ْت أَ ن تحرز نَفسك من َ‬
‫الن ّار؟ "‪.‬‬ ‫عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا صنعت؟ "‪ ،‬ف َأخْبره ُ‪ .‬فَق َا َ‬
‫جد َار‪ .‬وَك َانَ يَق ُول للحجام‪ :‬ل َا تخلط دمي بِد َم غَيْرِي‪.‬‬ ‫وَك َانَ أنس بن م َالك ِإذا جزّ شعره جعله فِي طبق‪َ ،‬‬
‫ثم ّ جعله فِي ِ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي علاج ا ْلحمى(‬
‫جه َ َن ّم فأبردها ب ِال ْمَاء ِ "‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ا ْلحمى من فيح َ‬
‫قَا َ‬

‫ما جاء في علاج الخاصرة‬ ‫‪١٠‬‬


‫جه َ َن ّم ف َِإذا حستموها فاغتسلوا ب ِال ْمَاء ِ‬ ‫و َعنه ُ أَ ي ْضا ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ا ْلحمى أمّ ملدم تلدم ال َ ّلح ْم و َال َد ّم برده َا من ال َ ّ‬
‫شيَاطِين وحرّها من َ‬
‫مرات‪.‬‬
‫الْجا َرِي ثَلَاث ًا أَ و خم ْسا أَ و سبعا " يَعْنِي ّ‬
‫م ِإ َن ّمَا فعلت ذَل ِك تَصْ دِيق ًا ل ِرَسُول ِك و َِإر َاد َة ِ‬
‫شف َاء بك‪.‬‬ ‫الل ّه ُ َ ّ‬
‫الر ّاوِي‪ :‬ف َِإذا فعلت ذَل ِك ف َقل‪َ :‬‬
‫ل م َ ْكحُول َ‬
‫قَا َ‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لمّا قدم َ‬
‫خي ْب َر قدم ُوا على تَم ْر َة خضراء ف َأَ ك َلُوا ف َأَ صَابَتْه ُ ْم ا ْلحمى فاهتدتهم ف َأَ مره ْم رَسُول الل ّٰه‬

‫الل ّي ْل فِي الشتَاء‪ " :‬ف َِإذا ك َانَ بَين ا ْل ُأذ ُنَيْنِ فأفيضوا المَاء عَلَيْك ُم وا ْذك ُر ُوا اس ْم الل ّٰه عَلَيْه ِ " فَفَع َلُوا‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ ن يقدموا المَاء فِي َ‬
‫فَك َأَ َن ّمَا انشطوا من العقال‪.‬‬
‫وَك َان َت أَ سمَاء بنت أبي بكر ِإذا أتتها امْرَأَ ة محمومة ت َأْ خ ُذ المَاء فتصب ّه بَينهَا و َبَين جيبها و َتقول‪ِ :‬إن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ك َانَ‬
‫ي َأْ م ُرن َا أَ ن نبردها ب ِال ْمَاءِ‪.‬‬
‫جه َ َن ّم ف َِإن عَلَيْك ُم مِنْهَا شَيْء فانهزوها ب ِال ْمَاء ِ ال ْبَارِد "‪.‬‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ا ْلحمى رايد ال ْمَو ْت وسجن الل ّٰه فِي الأَ رْض و َقطع َة من َ‬
‫م أَ مر بقربة من م َاء فبر ّدت‪َ ،‬‬
‫ثم ّ صبّها على قرنة فاغتسل بهَا‪.‬‬ ‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا ح ّ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬اغ ْتسل ثَلَاث م َ َّرات‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رجلا ]شكا[ ا ْلحمى ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َا َ‬
‫شمْس و َقل‪ :‬ب ِسم الل ّٰه و َب َِالل ّه ِ اذهبي ي َا أمّ ملدم ف َِإن لم تذْهب فاغتسل سبعا "‬
‫قبل طُلُوع ال َ ّ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي علاج الخاصرة(‬
‫وَع َن عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه عَنْهَا ‪ -‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬وجع الخاصرة من عرق‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪ ١١‬ما جاء في الإثمد وعلاج البصر‬

‫ما جاء في الإثمد وعلاج البصر‬ ‫‪١١‬‬

‫شي ْئا فَعَلَيه ِ بالعسل و َال ْمَاء المحر ّق " يَعْنِي ا ْلحم َ ِيم‪ .‬قَالَت عَائِش َة‪ :‬وَك َان َت الخاصرة برَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[‬
‫الْك ُلية فَمن وجد مِنْهَا َ‬
‫وَك َان َت تشت ّد بِه ِ ح ََت ّى ِإن ك َان َت لتسهده‪.‬‬
‫وَع َن عمر بن عبد الْعَزِيز أَ نه قَالَ‪ :‬لم أر للخاصرة خيرا من ا ْلحم َ ِيم‪ .‬يَعْنِي يدْخل ف ِيه ِ و َيش ْرب الْعَسَل‪.‬‬
‫ل الْحا َرِث بن كل ّدة َ‬
‫الث ّقَفِيّ ع َن دَو َاء الخاصرة‪.‬‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن عمر بن الْخطاب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬سَأَ َ‬
‫ل الْحا َرِث‪ :‬و َأما ِإذا كنّا على غير ال ِْإسْ لَام فالخمر و َسمن ال ْب َقر‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬الحلبة تطبخ و َيجْع َل ف ِيهَا سمن ال ْب َقر‪ .‬قَا َ‬
‫ت مدّة من ل َا روع لَه ُ أَ ن ]يتداوى[ بهَا‪.‬‬
‫ل لَه ُ عمر‪ :‬ل َا نسْمع مِن ْك ذكر ا ْلخمر ف َِإن ِ ّي ل َا آمن ِإن طَال َ ْ‬
‫قَا َ‬
‫وَع َن الْأَ ْوز َاعِ يّ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من سبق الْع َاطِس ِإلَى ا ْلحَمد الل ّٰه عوفي من وجع الخاصرة "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الإثْمِد وعلاج ال ْب َص َر(‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالإثْمِد فاكتحلوا بِه ِ عِن ْد منامكم ف َِإ َن ّه ُ خير أكحالـكم و َه ُو َ يجلو ال ْب َص َر و َيذْهب القذى وينبت‬
‫قَا َ‬
‫جف الدمع "‪.‬‬
‫شعْر و ي ّ‬
‫ال ّ‬
‫وَك َان َت لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ محكلة ف ِيهَا إثْمِد يكتحل مِنْهَا عِن ْد الن ّوم‪ .‬و َسمع رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يَق ُول‪] " :‬الـكمأة[‬
‫شف َاء للعين "‪.‬‬
‫من المنّ وماؤها ِ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ثم ّ يرفع و يكتحل بِه ِ من اشْ ت َك َى عينه من الرمد و َغَيره‪ ،‬وَك َانُوا يك ْره ُونَ أكل الْحلََاو َة‪ ،‬و َأكل َ‬
‫التمّ ْر و َالر ّطب لصَاحب‬ ‫تعصر وَهِي رطب َة َ‬
‫ل اب ْن ال ْمُنْك َدر‪ :‬لم ير لكاتب وَل َا لعامل أَ ي شَيْء خير لبصره من الن ّظر ِإلَى الخضرة‪.‬‬
‫الرمد‪ .‬و َقَا َ‬
‫ل م َالك ع َن ال َض ّر ِير ال ْب َص َر ي ْقد َح المَاء من عينه فيمكث أَ رْبَع ِينَ لَيْلَة أَ و أقل من ذَل ِك أَ و أَ كثر ل َا يُصَل ِّي ِإ َلّا ِإ يمَاء ب ِر َأْ ِ‬
‫سه ِ فَق َالَ‪ :‬أكره‬ ‫وَسُئ ِ َ‬
‫ذَل ِك‪.‬‬
‫ولمّا نزل المَاء فِي عين اب ْن عب ّاس أَ ت َاه ُ طَب ِيب قَالَ‪ :‬أَ نا أقدح المَاء من عَي ْنك وتستلقي على ظهرك أَ رْبَع ِينَ يَوْم ًا يرجع ِإلَي ْك بَصرك‪ ،‬فكره‬
‫ذَل ِك اب ْن عب ّاس و َقَالَ‪ :‬م َا كنت لأشتري ]بَصر ِي[ بترك صَلَاتي‪.‬‬
‫و َمثل هَذ َا ع َن اب ْن ال ْمَاجشون حرفا بِ حرف‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫محْجُوب ال ْب َص َر ح ََت ّى م َاتَ ‪.‬‬‫ف َأَ قَام َ َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫خف ِيفا‪ ،‬و َلَو اسْ تَطَاعَ أَ ن يُصَل ِّي ج َال ِسا يُومِئ‬ ‫ل م َالك‪ :‬و َلَو ك َانَ ِإ َن ّمَا يستلقي من قدح المَاء من عَي ْنَيْه ِ ال ْيَو ْم ال ْوَاحِد و َ َ‬
‫نح ْوه لرأيت ذَل ِك َ‬ ‫قَا َ‬
‫الر ّكُوع و َال ُ ّ‬
‫سجُود فِي الْأَ رْبَعين لَيْلَة لم أر بذلك ب َأْ سا‪ .‬وَع َن أبي مليك َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من أَ خذ من‬ ‫سه ِ فِي ُ‬
‫ب ِر َأْ ِ‬

‫شَاربه وقلم أَ ظْ ف َاره يَو ْم ا ْلجم ُُع َة عوفي من الْجن ُ ُون والجذام والبرص و َِإن فيكمه ِإلَى ا ْلجم ُُع َة ا ْل ُأ ْ‬
‫خر َى وَز َاد غ َيره و َِإن أدْرك الر ِ ّج َال لم يُس َلط‬
‫عَلَيْه ِ "‪.‬‬
‫وَك َانَ ال ْوَلِيد بن عبد الْملك ي َأْ مر بنيه أَ لا يقلموا أظفارهم ِإ َلّا يَو ْم ا ْلخم َِيس والسبت و َيَق ُول‪ :‬ذكر لي أَ ن من فعل ذَل ِك لم يصبه ُ رمد م َا لزم‬
‫فعل ذَل ِك‪.‬‬
‫ك أَ ن ِ ّي لم أج ّد حكاكا ًبعيني وَل َا جلدي ِإ َلّا مسحتهما بر يقي‪.‬‬
‫وَع َن حبيب بن سَلم َة أَ نه قَالَ‪ :‬م َا رمدت عَي ْني وَل َا جربت وَذَل ِ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫ما جاء في العذرة والسلفاغ‬ ‫‪١٥‬‬

‫ما جاء في علاج الصداع‬ ‫‪١٢‬‬


‫)م َا ج َاء َ فِي علاج الصداع(‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬الصداع مرض الْأَ ن ْب ِيَاء "‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫سب ْع َة أَ َي ّام‪.‬‬
‫ل يَو ْم على الر ِّيق َ‬ ‫وَك َان َت عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه عَنْهَا ‪ -‬تنْع َت لصَاحب ال َد ّو َام )يَعْنِي الدوار( أَ ن ي َأْ ك ُل سبع تمرات ضحوة لك ّ‬
‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا أَ صَابَه ُ الصداع غلف ر َأسه ب ِالْح َِن ّاءِ‪ ،‬وَك َانَ يصدع من ال ْوَحْي ِإذا نزل عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫وَع َن أم ك ُل ْث ُوم بنت أبي بكر أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ دخل على عَائِش َة و َبهَا حرارة بصداع ف َأخذ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫تج ِد‪.‬‬
‫و َسلم[ خلق عمَام َته فَشَقه َا عصائب فعصب بهَا مفاصل ي َديهَا ورجليها ف َذهب م َا ك َان َت َ‬
‫وَك َانَ الْحا َرِث بن كل ّدة ي َأْ مر ال َ ّذ ِي بِه ِ الصداع والحرارة أَ ن يستعط بحضض ب ِال ْمَاء ِ ل َا يخالط بِغَيْرِه ِ وَر ُبمَا أَ مر بالصمغ الْع َر َبِيّ م َ َع شَيْء‬
‫من الـكندر‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬والـكندر‪ :‬ه ُو َ اللبان‪ ،‬والحضض‪ :‬كحل خولان‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َأْ مر بالاستعاط بالـكست ال ْهِنْدِيّ من الصداع‪ .‬يُؤْخ َذ الـكست فَي َح ُك بالسمسم أَ و بالزنبق‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬
‫يسعط بِه ِ من بِه ِ الصداع‪.‬‬
‫وَع َن يحيى بن سعيد قَالَ‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َأْ مر بالاستعاط بالحبة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء وَهِي الشونيز من الصداع‪.‬‬
‫ثم ّ تنقع الْخِر ْق َة فِي م َاء‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫ثم ّ يصْرَرْن فِي خرق َة‪َ ،‬‬
‫ك أَ ن ت َأْ خ ُذ سبع حبات‪ ،‬أَ و تسعا‪ ،‬أَ و ِإحْد َى عشر َة فيهشمن‪َ ،‬‬
‫ل يحيى بن سعيد‪ :‬وَذَل ِ َ‬
‫قَا َ‬
‫يعصر فِي مسعط على شَيْء من لبن امْرأَ ة‪ ،‬أَ و بنفسج‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يسعط صَاحب الصداع‪.‬‬ ‫َ‬
‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يسعط بالسمسم من الصداع‪ ،‬و َيغسل ر َأسه بالسدر‪.‬‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالمشط فتداوا بِه ِ ف َِإ َن ّه ُ يذهب الصداع "‪.‬‬
‫]الث ّلَاث[ من غير دهن وَر ُبمَا فعل ذَل ِك ب ِال ْمَاءِ‪.‬‬
‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يمشط لحيته وَر َأسه فِي ال ْيَو ْم المرّتين و َ‬
‫وَع َن عَليّ بن أبي طَالب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ :-‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬مشط َ‬
‫الرأّْ س‬

‫ما جاء في علاج الفؤاد‬ ‫‪١٣‬‬

‫ما جاء في علاج الدماميل‬ ‫‪١٤‬‬

‫ما جاء في العذرة والسلفاغ‬ ‫‪١٥‬‬

‫ل و َال َنّهَار يذهب الصداع "‪ .‬وَع َن قَتَاد َة قَالَ‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا دهن بَد َأَ بحاجبيه‪ ،‬و َقَالَ‪ " :‬هَذ َا‬
‫ِ واللحية ب َِالل ّي ْ ِ‬
‫أَ م َان من الصداع "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي علاج الْف ُؤَاد(‬
‫ل سعد‪ :‬ف َوضع رَسُول الل ّٰه‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ دخل على سعد بن أبي و َقاص و َه ُو َ يشتكي‪ .‬قَا َ‬
‫ل لي‪ " :‬أَ ن ْت رجل مفؤود أرسل ِإلَى اب ْن كل ّدة ف َِإ َن ّه ُ رجل‬
‫ص ْدرِي ح ََت ّى وجدت برده َا على ف ُؤَادِي فَق َا َ‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َده على َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫ما جاء في علاج الجذام والبرص واجتناب ما يجر إليهما‬ ‫‪١٦‬‬

‫متطبب فلتأخذ سبع تمرات من عَج ْو َة وشيئا ًمن كست هندي وشيئا ًمن ورس وشيئا ًمن ز َي ْت‪ ،‬فلتدق التمرات بنواهن َ‬
‫ثم ّ لِتجمع ذَل ِك‬
‫وتلذذ " ف َفعل فبرأ‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي علاج الدماميل(‬
‫نح ْوه َا فتطبخ ب ِال ْمَاء ِ ح ََت ّى‬
‫وَع َن ابراهيم بن مُحَم ّد ال ْهِنْدِيّ قَالَ‪ :‬ينفع ب ِِإذن الل ّٰه من الدماميل أَ ن ت َأْ خ ُذ من ال ْع ِن َب الْأَ حْم َر خمسين عنبة أَ و َ‬
‫يعود المَاء ِإلَى ُ‬
‫الث ّلُث َ‬
‫ثم ّ تشربه وتأكل ال ْع ِن َب‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي ال ْعذر َة والسلفاغ(‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن امْرَأَ ة دخلت على عَائِش َة ب ِاب ْن لَهَا و َب ِه ال ْعذر َة و َقد أعلقت ع َنه ُ و َأَ ن ْفه يسيل دَم ًا ف َدخل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه‬
‫عَلَيْه ِ و َسلم[ ف َرَآه ُ فَق َالَ‪ " :‬و يلـكنّ ل َا تقتلن أولادكنّ‬
‫سوْد َاء فلتحكه ب ِشَيْء من ز َي ْت َ‬
‫ثم ّ‬ ‫سه ِ فتأخذ كستا ًهنديا ًوشيئا ًمن ال َْحب ّة ال َ ّ‬ ‫]بأعلاق‪ .‬أ َي ّ َ‬
‫تكنّ أصَاب[ وَلَده َا من ال ْعذر َة أَ و من وجع ب ِر َأْ ِ‬
‫تسعطه ِإ َي ّاه " ف َأمر رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ عَائِش َة ف َفعلت ذَل ِك ]فبرئ[ ‪.‬‬
‫سق َطت بابن ّي عذرة فَجئ ْت رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ف َقلت‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه ِإن بابن ّي عذرة‪ ،‬أَ ب َا علق‬
‫وَع َن أم الغلامين قَالَت‪َ :‬‬
‫عَنْهُم َا؟‬
‫قَالَ‪ " :‬ل َا و َلـَكِن أسعطيهما بالحبة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء وبالـكست المر ّ وبالزيت و ]تؤكلن[ "‪.‬‬
‫قَالَت‪ :‬فَذ َه َبت فَلم تغدر لي نَفس ِي ح ََت ّى أعلقت عَنْهُم َا ف َقضى أَ ن م َات َا فسيحتهما‪َ ،‬‬
‫ثم ّ ذهبت ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فأعلمته‬
‫بموتهما و َب ِال َ ّذ ِي فعلت فَق َالَت‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه مصيبتي بمعصيتي لل ّٰه وَرَسُوله أش ّد من مصيبتي بابنيّ‪.‬‬
‫ل لَهَا‪ " :‬أَ ن ْت و َالِد َة ل َا جنَاح عَلَي ْك "‪.‬‬
‫فَق َا َ‬
‫قَالَت‪ :‬وألفيت عِن ْده نس َاء من ال ْمُه َاجِرين و َالْأَ نْصَار فَق َالَ‪ " :‬ي َا معشر النِّسَاء ل َا تعلقن على أولادكنّ ف َِإ َن ّه ُ قتل الس ِّرّ‪ ،‬و َلـَكِن أسعطن‬
‫بالحبة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء وبالـكست المر ّ وبالزيت وتؤكلن "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫سوْد َاء ‪ -‬وَهِي ال ْقرح ال َ ّذ ِي َ‬
‫يجْع َل فِي ا ْلخـبز ‪ -‬فتجعلها فِي شَيْء‬ ‫ل لي‪ :‬ت َأْ خ ُذ سبع حب ّات من ال َْحب ّة ال َ ّ‬
‫فَسَأَ لت قدام َة ع َن علاج ذَل ِك فَق َا َ‬
‫ثم ّ ت َأْ خ ُذ عويدا ً من كست مر ]فتسهكه[ فِي ذَل ِك َ‬
‫الز ّي ْت سهكا ًفَتقبل بِه ِ وتدبر‬ ‫ثم ّ تسهكها سهكا ً ح ََت ّى تنماع‪َ ،‬‬
‫من ز َي ْت‪َ ،‬‬
‫ّ‬

‫ما جاء في علاج الجذام والبرص واجتناب ما يجر إليهما‬ ‫‪١٦‬‬

‫الصّ يف فِي شدّة الحر ّ فَل ْيَكُن ذَل ِك ب ِشَيْء من لبن امْرَأَ ة و َه ُو َ ردّ ف َِإ َن ّه ُ‬
‫ثم ّ تقطره فِي مَن ْخر َيْه ِ و َِإن ك َانَ ذَل ِك فِي َ‬
‫ح ََت ّى م َاتَ مِن ْه ُ م َا م َاتَ ‪َ ،‬‬
‫ب َارِد‪.‬‬
‫حي ْثُ‬ ‫شدِيدا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل الْحلق واللهات َ‬ ‫ل لي قدام َة‪ :‬و َت َ ْفسِير الأعلاق أَ ن تحدد الحديدة أَ و ال ْعود ح ََت ّى كدح السهْم‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يحدد طرفه َ‬ ‫قَا َ‬
‫فيبط بِه ِ ح ََت ّى يسيل ال َد ّم‪ .‬والعذرة شَبيه السلفاغ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال ْعذر َة‬
‫)م َا ج َاء َ فِي علاج الجذام والبرص و َاجْ تنَاب م َا يجر ّ ِإلَيْهِم َا(‬
‫ِث بن كلدة‪ :‬عالجه‪.‬‬
‫ل عمر لِلْحَار ِ‬
‫وَرُوِيَ ]أَ ن[ الْأَ ْزدِيّ ك َاتب عمر بن الْخطاب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬أَ صَابَه ُ الجذام فَق َا َ‬
‫قَالَ‪ :‬ي َا أَ م ِير ال ْم ُؤمنِينَ أمّا أَ ن يبرأ فَلَا‪ ،‬و َلـَكِن أداو يه ح ََت ّى يقف م َرضه‪.‬‬
‫ل عمر‪] :‬فلَذَل ِك ك َانَ[ الْحا َرِث ي َأْ مر بالحنظل الرطب فيدهن بِه ِ قَدَمَيْه ِ ل َا يز ِيده ُ على ذَل ِك ف َوقف م َرضه ح ََت ّى م َاتَ ‪.‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫ما جاء في الـكي والبط وقطع العروق‬ ‫‪١٧‬‬

‫ْس بِه ِ بمرتفع‬


‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬إيت ب ِفنَاء لَي َ‬
‫وَج َاء رجل ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َب ِه برص‪ ،‬فَق َا َ‬
‫وَل َا منحدر فتمر ّغ ف ِيه ِ "‪ ،‬ف َفعل الرجل فَلم يز ْد برصه‪.‬‬
‫شعْر فِي الْأنف أَ م َان من الجذام "‪.‬‬
‫مجَاه ِد أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬نبت ال ّ‬
‫وَع َن ُ‬
‫شف َاء من الجذام "‪.‬‬ ‫وَع َن ُ‬
‫الز ّهْرِيّ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬غ ُبَار ال ْمَدِين َة ِ‬
‫و َعنه ُ‪] ،‬صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من أكل الجرجير لَي ْل ًا تردد الجذام عَلَيْه ِ ح ََت ّى يصبح "‪.‬‬
‫وَرُوِيَ فِي حَدِيث آخر‪ " :‬ل َا ت َأْ ك ُل الجرجير ف َِإ َن ّه ُ ي ْسقِي عروق الجذام "‪.‬‬
‫وَع َن أنس بن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬ل َا تستاكوا ب ِع ُود الرمّان‪ ،‬وَل َا الر يحان ف َِإ َن ّه ُ ي ْسقِي عرق الجذام "‪.‬‬

‫ما جاء في الـكي والبط وقطع العروق‬ ‫‪١٧‬‬

‫والبط و َقطع ال ْع ُر ُوق(‬


‫ّ‬ ‫)م َا ج َاء َ فِي الـكي‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫والبط و َقطع ال ْع ُر ُوق مَك ْر ُوه َة ِإ َلّا من اضْ طر ِإلَيْه ِ لداء ل َا دَو َاء لَه ُ ِإ َلّا ف ِيه ِ‪ ،‬و َأمر ل َا يُوجد ف ِيه ِ ب ّد فإمّا على ح َال َ‬
‫الت ّد َاوِي ]فِي م َا[‬ ‫ّ‬ ‫الـكي‬
‫ف ِيه ِ المندوحة بِغَيْرِه ِ ع َنه ُ فَلَا يجوز فعله‪ .‬لم تزل الـْك َرَاه ِي َة ف ِيه ِ فِي الْآث َار‪ ،‬و َفِي ال ْفتيا من أهل ال ْعلم‪.‬‬
‫وَع َن قَتَاد َة أَ ن رجلا دخل على رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ شا ٍ‬
‫ك قَالَ‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه لَو اكتويت؟‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬بل اكتوِ أَ ن ْت " فَمَا م َاتَ الرجل ح ََت ّى اكتوِيَ تسعا و َتِسْعين ك ََي ّة‪.‬‬
‫فَق َا َ‬
‫مرات فَنَهَاه ُ ثَلَاث‪ ،‬فاكتوى الرجل بِغَي ْر‬ ‫َ‬
‫وروى ِإ ب ْر َاه ِيم الن ّخعِيّ أَ ن رجلا اسْ ت َأْ ذن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ ن يكتوي ثَلَاث ّ‬
‫ِإذن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَغ َضب ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لمّا أخبر بِه ِ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ قَالَ‪ِ " :‬إذا أحرقه الل ّٰه ف َأَ حْرق ُوه ُ "‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪:‬‬ ‫وَج َاء رجل أَ ي ْضا ِإلَيْه ِ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َا َ‬
‫ل لَهُ‪ِ :‬إن بِي عرق النِّسَاء‪ ،‬و َقد أردْت قطعه‪ .‬فَق َا َ‬
‫ثم ّ اشربه على الر ِّيق ثَلَاثَة أَ َي ّام وادهنه بِه ِ ف َِإ َن ّه ُ ينفع ب ِِإذن الل ّٰه من‬
‫كب ْش ع َر بِيّ أسود فيذاب‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫استرق لَه ُ و َخذ إلية َ‬
‫ّ‬ ‫" ل َا تقطعه و َلـَكِن‬
‫عرق النِّسَاء "‪ .‬و َنهى اب ْن مَسْع ُود ع َن قطع اللهاة‪.‬‬
‫تمس اب ْنك ن َارا‬
‫ل لَه ُعمر بن الْخطاب‪ :‬ل َا ّ‬
‫وَع َن مُحَم ّد بن عَم ْرو بن عَلْقَم َة بن و َقاص أَ نه أَ صَابَته ذ َات الْجنب فَد َعَا لَه ُأَ بوه ُ طَب ِيبا يكو يه فَق َا َ‬
‫ف َِإن لَه ُ أََج َل ًا ه ُو َ بالغه لن يعدوه و َلنْ يت َأَ َ ّ‬
‫خر ع َنه ُ‪.‬‬
‫ل لَه ُ عمر‪ :‬اع ْلَم ِإن ال َ ّذ ِي كرهته ل َك ه ُو َ كَمَا ذكرت‪ ،‬و َه ُو َ حدث بابنك حدث فِي وَجَعه‬
‫فولى عَلْقَم َة بن و َقاص ر َاجعا فَنَاد َى عمر فَق َا َ‬
‫هَذ َا لم يزل عليّ فِي نَفسك من نهيي ]إ ي ّاك[ شَيْء اذْه َْب فَاصْ ن َعْ م َا ر َأَ ي ْت‪.‬‬
‫وروى اب ْن سعيد بن زارة‪ :‬أَ صَابَته الذبْ ح َة فَاسْ ت َأْ ذن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فِي الـكي فَنَهَاه ُ ف َأبى سعد ِإ َلّا أَ ن يكتوي‪ .‬فاكتوى‬
‫فَمَاتَ ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫و َقد اكتوى بَعضهم على ح َال ال ِاضْ ط ِرَار ِإلَيْه ِ ِإ ْذ لم يجد مِن ْه ُ بدا وَل َا ع َنه ُ غنى بِغَيْرِه ِ‪.‬‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن اب ْن سعد بن أبي و َقاص رمي ب ِسَهْم فِي ي َده ف َأمر رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ طَب ِيبا فكواه على م َوضِـع‬
‫َ‬
‫الر ّمية‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫‪ ١٩‬ما جاء في ضمان الطبيب‬

‫والبط‪ ،‬و َقطع ال ْع ُر ُوق لمن اضطّر ِإلَيْه ِ و َلم يجد من‬
‫ّ‬ ‫ل م َالك‪ :‬ل َا ب َأْ س بالـكي‪،‬‬
‫وروى م َالك ع َن ن َاف ِـع ع َن عمر أَ ن اكتوى من اللقوة‪ .‬و َقَا َ‬
‫بدا‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن خباب بن الْأَ ر َت اكتوى سبعا فِي بَطْنه لما لم يجد مِن ْه ُ بدا‪ .‬وَع َن أنس بن م َالك أَ نه اكتوى فِي عهد رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه‬
‫عَلَيْه ِ و َسلم[ من ذ َات الْجنب‪.‬‬
‫مرتَيْنِ يخرج مِن ْه ُ ال َ ّ‬
‫شحْ م‬ ‫شحْ م وغم ّه ح ََت ّى ك َانَ يوقفه على ال ْمَو ْت‪ّ ،‬‬
‫فبط بَطْنه َ ّ‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن الْم ِ ْقد َاد بن الْأسود ك َانَ عَظ ِيم ال ْب َطن قد أضر ّ بِه ِ ال َ ّ‬
‫البط‪.‬‬ ‫كثْر َة ال َ ّ‬
‫شحْ م‪ .‬فَمَاتَ من ذَل ِك على آخر ّ‬ ‫على غير مرض ِإ َلّا َ‬
‫و َخرج ع ُرو َة بن الزبير ِإلَى ال ْوَلِيد بن عبد الْملك فأصابت رجله الشافة فعظمت َ‬
‫ثم ّ آلت الى الْأكل َة ف َأَ ر َاد َ ع ُْرو َة قطعه َا فَد َعَا لَه ُ ال ْوَلِيد‬ ‫ْ‬
‫الْأَ ط َِب ّاء فَق َالُوا لَهُ‪ِ :‬إن أَ ن ْت قطعتها قتلت نَفسك‪.‬‬
‫فَق َالَ‪ :‬ل َا بُد من قطعه َا فَاقْطَع ُوا‪ .‬قَالُوا‪ :‬فنسقيك المرقد‪ .‬قَالَ‪ :‬ولِم َ؟ قَالُوا‪ :‬لِئ َل ّا ترى وَل َا تحس م َا نصْ ن َع ل َك‪ .‬قَالَ‪ :‬ل َا أشربه‪.‬‬
‫ثم ّ أدخلوها فِي َ‬
‫الز ّي ْت تَف ُور فَمَا تحر ّك‪.‬‬ ‫ثم ّ قطع ُوا بِه ِ سَاقه ف َوق الـكعب بأَ رْبع َة أَ صَاب ِـع َ‬
‫ف َأخذ ُوا منشارا ً فأحموه ح ََت ّى صَار كالجمرة َ‬
‫ثم ّ أَ مر بهَا فغسلت فكفنها فِي قبطية‪َ ،‬‬
‫ثم ّ أَ مر‬ ‫قط‪َ ،‬‬
‫فَلَم ّا قطعت و َنظر ِإلَيْهَا مَوْضُوع َة أَ م َامه ]قَالَ‪ [:‬أما ِإ َن ّه يعلم أَ ن ِ ّي لم أمش بهَا ِإلَى مَعْصِ ي ّة ّ‬
‫بهَا أَ ن تدفن فِي مَق َاب ِر ال ْم ُسلمين‪.‬‬

‫‪ ١٨‬ما جاء في امرأة يموت ولدها في بطنها و يكون الجرح في موضع العورة فتحتاج إلى‬
‫علاج الطبيب‬

‫ما جاء في ضمان الطبيب‬ ‫‪١٩‬‬


‫)م َا ج َاء َ فِي امْرَأَ ة يَمُوت وَلَده َا فِي بَطنهَا و َيكون الْجر ْح فِي م َوضِـع الْعَوْر َة فتحتاج ِإلَى علاج ال َ ّ‬
‫طب ِيب(‬
‫وَع َن الْأَ ْوز َاعِ يّ أَ ن امْرَأَ ة عسر وَلَده َا فِي ر َحمه َا ف َأمر عمر بن عبد الْعَزِيز ال َ ّ‬
‫طب ِيب أَ ن يقو ّر ثوبها على فرجه َا و َيدخل ي َده فيقطعه ف َفعل‪،‬‬
‫َ‬
‫ثم ّ جعل يعضيه فِي ر َحمه َا عطوا ً عطوا ً و َقَالَ‪ :‬ل َا ب َأْ س بذلك‪.‬‬
‫فيلف‬
‫ّ‬ ‫و َعنه ُ أَ ي ْضا‪ ،‬وَع َن م َ ْكحُول‪ ،‬وَعَطَاء و َغ َيرهم من َ‬
‫الت ّاب ِعين قَالُوا‪ :‬فِي ال ْمَر ْأَ ة بهَا الْجر ْح و َغ َيره ل َا ب َأْ س أَ ن يداويها الرجل ي َأْ خ ُذ ثوبها‬
‫بِه ِ م َا حول ال ْفرج ح ََت ّى ل َا يرى غير الْجر ْح َ‬
‫ثم ّ يداو يه‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي ضَمَان ال َ ّ‬
‫طب ِيب(‬
‫بطب فَه ُو َ ضَام ِن "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من تطبب و َلم يعرف قبل ذَل ِك‬
‫قَا َ‬
‫وَك َانَ عمر بن الْخطاب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬يتَق َ َ ّدم ِإلَى المتطببين و َيَق ُول‪ :‬من وضع ي َده من المتطببين فِي علاج أحد فَه ُو َ ضَام ِن ِإ َلّا أَ ن‬
‫يكون طَب ِيبا مَعْر ُوفا‪.‬‬
‫م يدك على هَذ َا‪،‬‬
‫و َأَ نه قدم طَب ِيبا مَعْر ُوفا من نجد فداوى رجلا من الْأَ نْصَار فَمَاتَ ف َرفع ِإلَى عمر بن الْخطاب فَق َالَ‪ :‬م َا حملك على أَ ن تض ّ‬
‫طب تعرف بِه ِ؟‬
‫ْس ل َك ّ‬
‫و َلَي َ‬
‫فَق َالَ‪ :‬ي َا أَ م ِير ال ْم ُؤمنِينَ أَ نا طَب ِيب الْع َر َب‪ ،‬و َلـَكِن أَ جله انْق َضى‪.‬‬
‫أطب َ‬
‫الن ّاس‪ .‬فَخلَ ّاه ُ عمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ل عبَاد َة‪ :‬ي َا أَ م ِير ال ْم ُؤمنِينَ ه ُو َ من‬ ‫ل ع َنه ُ عبَاد َة بن َ‬
‫الصّ ام ِت فَق َا َ‬ ‫فَسَأَ َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪ ١٩‬ما جاء في ضمان الطبيب‬

‫و َِإ َن ّمَا ت َ ْفسِير هَذ َا أَ ن يَمُوت ال ْمَرِ يض من علاج ال َ ّ‬


‫طب ِيب من بطّه‪ ،‬أَ و كي ّه‪ ،‬أَ و من قطعه‪ ،‬أَ و من شقّه‪ ،‬و َلم يخط ي َده فِي شَيْء‪ ،‬و َلم يُخَالف‬
‫ف َعِنْد َ ذَل ِك ل َا يكون عَلَيْه ِ ضَمَان ِإذا ك َانَ مَعْر ُوفا بالطب‪ ،‬و َِإذا لم يكن مَعْر ُوفا بالطب فَه ُو َ ضَام ِن لذَل ِك فِي م َاله وَل َا تحمل ذَل ِك ال ْع َاقِلَة‪،‬‬
‫وَل َا ق َود عَلَيْه ِ ل ِأَ َن ّه ُ لم يتعمّد قَتله و َِإ َن ّمَا أَ خطَأ ال َ ّذ ِي طلب من أَ صَاب َت‬

‫مداواته بجهله ذَل ِك‪ ،‬و َعَلِيه ِ من ال ُ ّ‬


‫سلْطَان ال ْعق ُوبَة الموجعة ب ِضَرْب ظَهره وإطالة سجنه‪ ،‬و َمنعه من أَ ن يعالج بعده أحدا‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫حي ْثُ ل َا يب َّط‪ ،‬أَ و يَسقي م َا‬
‫يبط َ‬
‫حي ْثُ ل َا يكون‪ ،‬أَ و يقطع عرقا ً ل َا يقطع‪ ،‬أَ و ّ‬ ‫فأمّا ِإذا أَ خطَأ ال َ ّ‬
‫طب ِيب فِي كي ّه‪ ،‬أَ و بطّه‪ ،‬أَ و شقّه فَيكون َ‬
‫ل َا يُؤمن شربه‪ ،‬أَ و يُجَاوز قدره فَيَم ُوت من ذَل ِك فَه ُو َ ضَام ِن‪ ،‬و َِإن ك َانَ طَب ِيبا مَعْر ُوفا بالطب وبالبصر بِه ِ ل ِأَ َن ّه ُ جِنَايَة ي َده بخطأ‪ ،‬وَذَل ِ َ‬
‫ك‬
‫على عَاقِلَته ِإذا ج َاوز م َا أصَاب ثلث الد ِّيَة‪ ،‬وَل َا عُق ُوبَة عَلَيْه ِ ل ِأَ َن ّه ُ لم يقدر بِ جَهْل‪ ،‬و َلم يت َع َ َمّد بيد‪ ،‬وَل َا بقلب ح ََت ّى زلت ي َده فِي جعله َا أَ و‬
‫حديده لسرعتها‪.‬‬
‫طب ِيب مَعْر ُوفا بالطب فَلَا ضَمَان عَلَيْه ِ ِإ َلّا أَ ن ]يت َع َ َ ّدى[ أَ و ]يُخطئ[ فَيكون ذَل ِك على ال ْع َاقِلَة ع َن بلغت‬
‫ل م َالك‪ِ :‬إذا ك َانَ ال َ ّ‬
‫ك قَا َ‬
‫وَكَذَل ِ َ‬
‫ل من ذَل ِك فَفِي م َاله‪.‬‬
‫ثلث الد ِّيَة و َِإن ك َانَ أق ّ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ك الخاتن يخـتن فَيَم ُوت الصبيّ من اختتانه ِإن ك َانَ بَصير ًا ب ِعَم َلِه ِ مَعْر ُوفا بِه ِ فَلَا شَيْء عَلَيْه ِ و َِإن لم يكن مَعْر ُوفا فَه ُو َ ضَام ِن لذَل ِك فِي‬‫وَكَذَل ِ َ‬
‫م َاله و َعَلِيه ِ ال ْعق ُوبَة‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬و َِإن ك َانَ أَ خطَأ فقد أكشفه‪ ،‬أَ و بَعْضه َا‪ ،‬أَ و قطع م َا ل َا يقطع‪ ،‬أَ و مضّ ت ي َده ِإلَى ال ْبَيْضَة‪ ،‬أَ و م َا أشبه ذَل ِك من الْخَطَأ وتعدى‬
‫]معروف[ بِه ِ فَفِي م َاله قَلِيلا ك َانَ أَ و كثيرا و َِإن‬
‫ٍ‬ ‫]معروف[ ‪ .‬و َِإن ك َانَ غير‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫الصّ وَاب فَه ُو َ ضَام ِن‪ .‬ك َانَ بَصير ًا بِعَم َلِه ِ مَعْر ُوفا بِه ِ أَ و غير‬
‫ك َانَ بَصير ًا بِعَم َلِه ِ مَعْر ُوفا بِه ِ فَذ َل ِك على عَاقِلَته ِإذا ج َاوز ذَل ِك ثلث الد ِّيَة‪ ،‬و َِإ َن ّمَا يفترقان فِي ال ْعق ُوبَة يُع َاقب غير ال ْمَعْر ُوف بذلك الْعَم َل‪،‬‬
‫ل م َالك فِي ذَل ِك كل ّه‪ ،‬و َقضى عمر بن عبد الْعَزِيز فِي خاتنه كَذ َا‪ ،‬فَمَاتَ الصبيّ‬
‫و َتصرف ال ْعق ُوبَة ع َن ال ْمَعْر ُوف بِعَم َلِه ِ ال ْب َصِ ير بِه ِ‪ .‬كَذَل ِك قَا َ‬
‫فَالد ِّيَة على عاقلتها‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫بالطب و َال ْب َص َر بِه ِ للظن ّة‬
‫ّ‬ ‫طب ِيب نَصْر َانيِ ّا فيسْقي ال ْم ُسلم فَمَاتَ فعلى ال ُ ّ‬
‫سلْطَان أَ ن يكشفه عم ّا سق َاه ُ‪ ،‬و َِإن ك َانَ طَب ِيبا مَعْر ُوفا‬ ‫و َِإن ك َانَ ال َ ّ‬
‫َال ّتِي تواقعه ]لعداوة[ َ‬
‫الن ّصَار َى لل ْم ُسلمين‪ ،‬وَم َا قد اضْ طربَ ال ْمَو ْت وجدر القَو ْل بِه ِ‪ِ :‬إن ]أطب ّاءهم[ يتعمّدون سقِِي ال ْم ُسلم ذِي ال ْقدر‬

‫فِي ال ِْإسْ لَام م َا يقْتله بِه ِ‪ .‬ف َأولى لل ُ ّ‬


‫سلْطَان أَ ن يشت ّد فِي ذَل ِك على من م َاتَ مِنْه ُم على أيديه‪ .‬ويبالغ فِي الشدّة عَلَيْه ِ فِي ال َض ّرْب و َالْحبَ ْس‬
‫والـكشف على ال َد ّو َاء بِعَي ْن ِه‪ ،‬و َِإن أمنع ذَل ِك‪ ،‬يم ْن َع ال ْم َُتّهم مِنْه ُم الظنّين ب ]الجرأة[ على م َا وصفوا بِه ِ من سقِِي ال ْم ُسلم ذِي ال ْقدر فِي‬
‫الاسلام من المتطب ّب ويشعر م َنعه ويتقدّم ِإلَيْه ِ فِي ذَل ِك‪.‬‬
‫ك ]فِي عهد[ هِشَام‬ ‫شام سقى سُلَيْم َان بن م ُوس َى شربة فَمَاتَ مِنْهَا ]وَك َانَ[ سُلَيْم َان كَب ِيرا من فُقَه َاء ال َ ّ‬
‫شام وَذَل ِ َ‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن طَب ِيبا نَصْر َانيِ ّا ب ِال َ ّ‬
‫طب ِيب مِنْهَا ال َد ّو َاء؟‬
‫ل لَهُ‪ :‬أتعرف القارورة َال ّتِي أَ خذ ال َ ّ‬
‫بن عبد الْملك‪ ،‬ف َأرْسل هِشَام ِإلَى غُلَام سُلَيْم َان فَق َا َ‬
‫فَق َالَ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫ف َأتى هِشَام بالطبيب و َبِمَا فِي بَيته ف َعرف ال ْغ ُلَام القارورة بِعَي ْن ِه‪.‬‬
‫ل هِشَام للطبيب‪ :‬اشرب مِنْهَا مثل م َا سقيته‪.‬‬
‫فَق َا َ‬
‫فَق َالَ‪ :‬بل أش ْرب من هَذِه ا ْل ُأ ْ‬
‫خر َى‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫ما جاء في التعالج بالسعوط واللدود والوجور والغمر والتمريخ والـكماد والتلديغ‬ ‫‪٢١‬‬

‫ل هِشَام‪ :‬ل َا و َالل ّٰه ِإ َلّا من هَذِه‪.‬‬


‫قَا َ‬
‫ف َشرب مِنْهَا فَمَاتَ ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫طب ِيب قد اتهم َ أَ ن يكون ِإ َن ّمَا سق َاه ُ ليَقْتُله ُ لفضل سُلَيْم َان بن م ُوس َى ومكانه من الاسلام‪ ،‬وَك َانَ ال َ ّ‬
‫طب ِيب نَصْر َانيِ ّا‪ ،‬فلَذَل ِك أمره‬ ‫وَك َانَ ال َ ّ‬
‫حي ْثُ سق َاه ُ تُهْم َة لَه ُ أَ ن يكون ِإ َن ّمَا سقِِي سم ّا ً وَم َا أشبهه فَك َانَ ذَل ِك كَذَل ِك‪.‬‬
‫هِشَام أَ ن يشرب من َ‬

‫ما جاء في مداواة الجراح‬ ‫‪٢٠‬‬

‫ما جاء في التعالج بالسعوط واللدود والوجور والغمر والتمريخ والـكماد والتلديغ‬ ‫‪٢١‬‬

‫)م َا ج َاء َ فِي مداواة الْجراح(‬


‫رُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ دوِي م َا ُأصِيب ب ِو َجْ هِه ِ يَو ْم أحد برماد حَصِ ير محرق‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫و َقَا َ‬
‫أر َاه ُ ك َانَ حَصِ يرا من دوم ل ِأَ َ ّنهَا حصر ال ْمَدِين َة‪ ،‬و َأما الحلفاء فَلم أره بهَا‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي التعالج بالسعوط واللدود والوجور والغمر والتمريخ والـكماد والتلديغ(‬
‫رُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ غشي عَلَيْه ِ فِي م َرضه ال َ ّذ ِي م َاتَ مِن ْه ُ فتخو ّفوا أَ ن تكون بِه ِ ذ َات الْجنب فلد ّدوه ف َوجد َ خفافا ً‬
‫فأفاق فَق َالَ‪ " :‬م َا صَنَعْتُم؟ " قَالُوا‪ :‬لد ّدناك ي َا رَسُول الل ّٰه‪ .‬قَالَ‪ " :‬بِمَاذ َا؟ " قَالُوا‪ :‬ب ِال ْعودِ ال ْهِنْدِيّ يَعْنِي الـكست وبشيء من ورس وقطارات‬
‫من زبد‪ .‬قَالَ‪ " :‬من أَ مركُم بذلك؟ " قَالُوا‪ :‬أَ سمَاء بنت ع ُمَي ْس‪ .‬قَالَ‪ " :‬هَذ َا ّ‬
‫طب أَ صَابَته ب ِأَ رْض الْحبََشَة "‪َ .‬‬
‫ثم ّ قَالَ‪ " :‬ل َا يب ْقين أحد فِي‬
‫ال ْبَي ْت ِإ َلّا الت ّد ِإ َلّا م َا ك َانَ من عمي " يَعْنِي الْع ََب ّاس‪.‬‬
‫قَالَ‪ " :‬م َا ال َ ّذ ِي تخافون عليّ؟ " قَالُوا‪ :‬ذ َات الْجنب‪.‬‬
‫قَالَ‪ " :‬م َا ك َانَ الل ّٰه ليسلطها عليّ‪ ،‬و َلـَكِن هَذ َا من شَأْ ن الْيَه ُود َِي ّة يَو ْم َ‬
‫خي ْب َر‪ ،‬هَذ َا أَ و َان قطع أَ بْه َري "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫وسمعتهم يستحبون لل ْمَرِ يض السعوط واللدود والغمس والتمريخ والـكماد والتلديغ ويذكرون أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ نهى ع َن‬
‫العلق‪ ،‬و َقَالَ‪ " :‬السعوط مَك َانَه ُ "‪ .‬و َنهى ع َن الـكي و َقَالَ‪ " :‬اجعلوا الـكماد مَك َانَه ُ‪ ،‬والتلديغ "‪ .‬و َقد سعط رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫و َسلم[ ‪.‬‬
‫سبْع َة أشفية لسبعة أدواء‪ .‬مِنْهَا ذ َات الْجنب‪ .‬يلد ّ بالـكست‪ ،‬والورس‪ ،‬و َالْملح الدراني‪.‬‬
‫ل عطا بن أبي ر َب َاح‪ :‬اللدود َ‬
‫و َقَا َ‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه قَالَ‪ :‬حطر رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بيَِدِه ِ لسعد بن زُر َار َة من الذبْ ح َة‪ .‬حطر‪ :‬لدغ‪ .‬التحطير ه ُو َ التلديغ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫و َت َ ْفسِير التلديغ‪ :‬أَ ن تحمى المسلّة وَم َا أشبهه َا من الأبر أَ و الْحَدِيد ال َد ّق ِيق فيلدغ بهَا صَاحب الذبْ ح َة‪ ،‬أَ و من غشي عَلَيْه ِ ع ُن ُقه فَلم يسْت َطع أَ ن‬
‫يلو يه‪ ،‬وَم َا أشبه ذَل ِك من الأوجاع فَكَذَل ِك التلديغ و يغني ع َن الـكي‪ ،‬والـكماد مَع َه يُغني ع َن الـكي‪.‬‬
‫ثم ّ يرْبط بِ خرق َة فيكمد بِه ِ م َوضِـع الوجع من ال ْب َطن‪ ،‬أَ و الْجَسَد‪ ،‬أَ و يحمى ال َ ّ‬
‫شقف فيفعل بِه ِ مثل ذَل ِك‪.‬‬ ‫و َت َ ْفسِير الـكماد‪ :‬أَ ن يسخن الْملح َ‬
‫و َالْملح‪ ،‬و َالشع ِير‪ ،‬والرماد السخن خير من الشقف‪.‬‬
‫ال ْغمر‪ :‬غمر الْقَدَم َيْنِ والساقين و َال ْيَد َي ْ ِن والذراعين وَسَائ ِر المفاصل والجسد ف َِإ َن ّه ُ جيد‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫ما جاء في التعالج بالمشي من السنا والشبرم وأشباهها من العقاقير‬ ‫‪٢٣‬‬

‫والتمريخ‪ :‬أَ ن يمرخ جسده بالدهن ِإن ك َانَ بِه ِ حرارة فيدهن‪ ،‬أَ و بالبنفسج‪ ،‬و َِإن ك َان َت بِه ِ برودة فبالزيت يسخن ب ِشَيْء من خل‪ ،‬و َِإن‬
‫ثم ّ يذاب بالدنبق ح ََت ّى يصير كالمخ فيمرخ بِه ِ الْجَسَد والمفاصل ف َِإ َن ّه ُ يذهب المليلة وأوجاع الْجَسَد‬
‫ك َانَ من مليلة فالصندل يسخن و َيح ْت َمل َ‬
‫كل ّها‪.‬‬
‫تح ْت َه ُ‪.‬‬ ‫و َأما اللدود‪ :‬فبأن يعالج ال َ ّذ ِي و َصفنَا ف َوق هَذ َا من اللدود فَيجْ ع َل فِي ملدة ذ َات أنبوبة‪ ،‬أَ و مجار مثله‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يرفع اللِّسَان فَيصب َ‬

‫ما جاء في التعالج بالحقن‬ ‫‪٢٢‬‬

‫و َأما العلق فَه ُو َ الأعلاق‪ :‬و َت َ ْفسِيره أَ ن يرفع اللهاة و َيدخل الإصبع فِي الْحلق فيخدش الْحلق بهَا أَ و ب ِع ُود ح ََت ّى يدمى‪.‬‬
‫والنفخ‪ :‬أَ ن يس ّد فَمه وينفخ فِي مخرجه‪ ،‬أَ و يس ّد مخرجه وينفخ فِي فَمه‪ .‬و َقد نهي ع َنه ُ وَع َن العلق‪.‬‬
‫وَع َن الشّعبِيّ ع َن عَائِش َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬اجعلوا السعوط مَك َان العلق واللدود مَك َان الـكي "‪.‬‬
‫محصن أَ َ ّنهَا أَ ت َت رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ب ِاب ْن لَهَا و َقد أعلقت ع َنه ُ من ال ْعذر َة‪ ،‬فَق َا َ‬
‫ل لَهَا رَسُول الل ّٰه ]صلى‬ ‫وَع َن أم قيس بنت ُ‬
‫سب ْع َة أشفية يلد من ذ َات الْجَان ِب ويسعط‬
‫الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬علام ]تدغرن[ أولادكنّ بِهَذ َا الأعلاق؟ عَلَيْك ُم ب ِال ْعودِ ال ْهِنْدِيّ ف َِإن ف ِيه ِ َ‬
‫من ال ْعذر َة "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي التعالج بالحقن(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ك َانَ من ]مضى[ من السّلف و َأهل ال ْعلم يك ْره ُونَ التعالج بالحقن ِإ َلّا من ضَر ُور َة غالبة ل َا يُوجد ع َن التعالج لَهَا بالحقنة مندوحة بغَي ْره َا‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رجلا عليلا ًجلس ِإلَى عمر بن الْخطاب فَسَأَ لَه ُ عمر ع َن علّته ف َأخْبره ُ و َقَالَ‪ِ :‬إ َن ّه ليقال م َا لي دَو َاء أوفق من الحقنة‪ .‬فَق َا َ‬
‫ل لَه ُ‬
‫شي ْئا فعد لَهَا‪.‬‬
‫عمر‪ :‬و َِإذا وجدت من شكواك َ‬
‫مجاهد‪ ،‬و َالشعْبِيّ‪ ،‬و َالزهْرِيّ ‪ ،‬وَعَطَاء‪ ،‬وابراهيم َ‬
‫الن ّخعِيّ‪ ،‬و َأَ بُو بكر بن حزم‪ ،‬و َالْحكم بن ع ُيَي ْن َة‪،‬‬ ‫وَع َن ال ْوَاقِدِيّ قَالَ‪ :‬ك َانَ عَليّ‪ ،‬و َاب ْن عب ّاس‪ ،‬و َ ُ‬
‫وَر َبِيع َة‪ ،‬و َاب ْن هُرْم ُز يكرهونها ِإ َلّا من ضَر ُور َة غالبة وَك َانُوا يَق ُولُونَ‪ :‬ل َا تعرفها الْع َر َب‪ ،‬وَهِي من فعل الْع َجم‪ ،‬وَهِي طرف من عمل قوم‬
‫لوط‪.‬‬

‫ما جاء في التعالج بالمشي من السنا والشبرم وأشباهها من العقاقير‬ ‫‪٢٣‬‬

‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫شعْب َة من عمل قوم لوط‪.‬‬
‫هي َ ُ‬
‫و َأَ خْبرنِي مطر ّف ع َن م َالك أَ نه كرهها‪ ،‬و َذكر أَ ن عمر بن الْخطاب كرهها و َقَالَ‪ِ :‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫وَسَمعنَا اب ْن ال ْمَاجشون يكرهها و َيَق ُول‪ :‬ك َانَ ]عُلَمَاؤ ُن َا[ يكرهونها‪.‬‬
‫ْي من السنا والشبرم وأشباهها من العقاقير(‬
‫)م َا ج َاء َ فِي التعالج ب ِال ْمَش ِ‬
‫ل د َاء ِإ َلّا من السام و َه ُو َ ال ْمَو ْت‪:‬‬ ‫وَع َن أنس بن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم ب ِأَ رْبَع ف َِإن ف ِيه َِنّ ِ‬
‫شف َاء من ك ّ‬
‫السنا‪ ،‬والسنوت‪ ،‬والثفاء‪ ،‬والحبة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ثم ّ السنوت الشبت والثفاء الْحَر ْف والحبة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء )الشونيز( ‪.‬‬ ‫والسنا القثاء لُغ َة َ‬
‫شف َاء َ‬
‫الصّ ب ْر والثفاء " يَعْنِي الْحَر ْف‪.‬‬ ‫الأمر ين من ال ِّ‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َاذ َا فِي‬
‫قَا َ‬
‫ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫ما جاء في ما يكره من التعالج بالماء المر والحميم وماء الشمس‬ ‫‪٢٥‬‬

‫ل لَهَا‪ " :‬م َا‬


‫وَع َن أَ سمَاء بنت ع ُمَي ْس أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ دخل عَلَيْهَا وَعِن ْده َا شبرم فَق َا َ‬

‫ما جاء في ما يكره التعالج به من الدواء الخبيث المخوف أو المحرم‬ ‫‪٢٤‬‬

‫هَذ َا؟ " فَق َالَت‪ :‬شبرم ي َا رَسُول الل ّٰه أردْت أَ ن أستمشي بِه ِ؟‬
‫ل لَهَا‪ِ " :‬إ َن ّه حارّ جارّ " يَعْنِي أَ نه يجر ّ ال َد ّاء‪.‬‬
‫فَق َا َ‬

‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪" :‬‬
‫خر َى وَعِنْدِي سنا ف َقلت‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه أردْت أَ ن أستمشي بِهَذ َا؟ فَق َا َ‬ ‫مرة ُأ ْ‬‫قَالَت‪ :‬و َدخل عليّ ّ‬
‫لَو ك َانَ شَيْء يشفي من ال ْمَو ْت لشفا مِن ْه ُ السنا "‪.‬‬
‫فَك َان َت أَ سمَاء تنهي بعده ع َن الشبرم لحرارته ع َن الْأَ ْدوِ يَة َال ّتِي ف ِيهَا السم ُوم‪ .‬وَك َان َت ِإذا شربت السنا تطبخه بالزيت‪.‬‬
‫ظهْر‪ ،‬ف َأرْسل عمر ِإلَى أَ زو َاج َ‬
‫الن ّبِي‬ ‫و َوصف الْحا َرِث بن كل ّدة لعمر بن الْخطاب شرب السنا يطْبخ بالزيت و َأَ نه ينفع من الخام ووجع ال ّ‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بنعت ذَل ِك يكن يتعالجن بِه ِ وَك َان َت عَائِش َة ل َا تعيبه‪.‬‬
‫وَع َن حبيب ك َاتب م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالسنا و َِإ َي ّاكُم والشبرم ف َِإ َن ّه ُ حارّ جارّ " يَعْنِي أَ نه يجر بالداء‪.‬‬
‫وَع َن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالأشبيوش ف َِإ َن ّه ُ مرهم ال ْب َطن "‪ .‬قَالَ‪ :‬والأشبيوش بزر قطونا‪ .‬وَك َانَ‬
‫الْم ِ ْقد َاد بن عمر يشرب دهن الخروع عَاما و يتركه عَاما‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يكره التعالج بِه ِ من ال َد ّو َاء الْخَبيث الْمخوف أَ و الْمحرم(‬
‫مجَاه ِد أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ نهى ع َن شرب ال َد ّو َاء الْخَبيث و َه ُو َ ال َ ّذ ِي يب ْقى فِي الأمعاء و َيقتل صَاحبه من العقاقير‬
‫وَع َن ُ‬
‫المسمومة مثل السقمونية والتاكوت والشبرم‬

‫ما جاء في ما يكره من التعالج بالماء المر والحميم وماء الشمس‬ ‫‪٢٥‬‬

‫والحنظل والعلقم وأشباهها من العقاقير المسمومة ف َِإن التعالج بهَا مَك ْر ُوه‪.‬‬
‫ل م َالك ع َن التعالج بهَا فكرهها و َنهى عَنْهَا ِإ َلّا من اضطّر لش َ ّدة د َاء و َيكون ال َ ّذ ِي يعالج بهَا ثِق َة م َأْ م ُونا عَالما بالطب والعلاج بِه ِ‬
‫و َقد سُئ ِ َ‬
‫فَلَع َ َ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ع َن ا ْلخمر أيتداوى بهَا ال ْمَرِ يض و َالصبيان؟ فَق َالَ‪ " :‬ل َا يقربونها ف َِإ َ ّنهَا د َاء دوِي " و َقَالَ‪ " :‬لَي َ‬
‫ْس‬ ‫وَسُئ ِ َ‬
‫شف َاء لأحد "‪.‬‬
‫شف َاء "‪ .‬و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا جعل الل ّٰه فِي شَيْء حرمه ِ‬
‫]فِي م َا[ حرم الل ّٰه ِ‬
‫ل لأحد أَ ن ]يداوي[ دبر ال َد ّو ّ‬
‫َاب ب ِا ْلخمرِ وَكَيف ]بمداواة[ ال ْمَرِ يض بهَا‪ .‬و َقد كرهها اب ْن عمر لناقته‪.‬‬ ‫ل م َالك‪ :‬ل َا يح ّ‬
‫و َقَا َ‬
‫وَك َانَ اب ْن عمر ِإذا د َعَا ]طَب ِيبا[ يداوي أَ هله اشْ ترط عَلَيْه ِ ألا ّ يداوي ب ِشَيْء م َِم ّا حرم الل ّٰه‪.‬‬
‫شمْس(‬ ‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يكره من التعالج ب ِال ْمَاء ِ المر ّ و َا ْلحم َ ِيم وَم َاء ال َ ّ‬
‫وَع َن الْحسن بن عَليّ أَ نه قَالَ‪ :‬المَاء العذب مبارك فأمّا المَاء المر ّ فَمَل ْع ُون فَلَا ٺتداووا بِه ِ‪ .‬وَكره رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ شرب‬
‫المَاء ا ْلحم َ ِيم للدواء‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ك ِإذا ك َانَ و َحده فأمّا ِإذا ك َانَ بالعسل فقد أَ مر بِه ِ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ للخاصرة‪ ،‬وَم َا‬
‫وَذَل ِ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫ما جاء في علاج البلغم وعلاج النسيان وما يورث الحفظ‬ ‫‪٢٩‬‬

‫ما جاء في التعالج بألبان الأتن ومرارة السبع‬ ‫‪٢٦‬‬

‫ك َانَ بالكم ّون‪ ،‬وَم َا أشبهه من الْأَ ْشجَار الحارّة فَذ َل ِك الفاشور وَل َا ب َأْ س بِه ِ‪ ،‬بل ه ُو َ من جيد العلاج للمعدة و َبرد الْجوف‪ .‬و َقَا َ‬
‫ل عمر بن‬
‫شمْس ف َِإ َن ّه ُ يُورث البرص‪.‬‬
‫الْخطاب‪ :‬ل َا تغتسلوا بِمَاء ال َ ّ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫و َقد روى غير و َاحِد من أهل ال ْعلم أَ نهم ك َانُوا يغتسلون بِه ِ‪ .‬واجتنابه بنهي عمر خيفة‪ .‬م َا ذكر أحب إليّ‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي التعالج بألبان الأتن ومرارة ال َ ّ‬
‫سبع(‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ع َن َ‬
‫الت ّد َاوِي ب ِشرب ألبان الأتن فَق َالَ‪ " :‬ل َا ب َأْ س بِه ِ "‪.‬‬ ‫سُئ ِ َ‬

‫ما جاء في التعالج بالتر ياق‬ ‫‪٢٧‬‬

‫ما جاء في فضل دهن البنفسج على غيره‬ ‫‪٢٨‬‬

‫وَك َان َت ر َملَة بنت الْمسور بن مخرم َة قد اشتكت رجله َا فنعت لَهَا ألبان الأتن ٺتداوى بهَا فَك َان َت تشربها‪ ،‬والمسور يُعلمه ُ فَلَا يُنكره‪.‬‬
‫وَع َن ال ْوَاقِدِيّ أَ ن سعيد بن الْمسيب و َالق َاسِم بن مُحَم ّد وَعَطَاء بن أبي ر َب َاح وَم َالك بن أنس قَالُوا‪ :‬ل َا ب َأْ س بالتداوي بشربها‪.‬‬
‫ل ع َن َ‬
‫الت ّد َاوِي بمرارة الذِّئ ْب و َغَيره من السبَاع و َقَالَ‪ :‬ل َا ب َأْ س بِه ِ لمن اضطّر ِإلَيْه ِ‪.‬‬ ‫وَع َن الْق َاسِم بن مُح َم ّد أَ نه سُئ ِ َ‬
‫ك ِإذا ذكي م َا يذكى بِه ِ َ‬
‫الصّ ي ْد لمرارته‪ ،‬و َلما‬ ‫ل ال ْوَاقِدِيّ ‪ :‬و َقَالَه ُ ُ‬
‫الز ّهْرِيّ ‪ ،‬وَسَع ِيد بن جُبَير‪ ،‬و َالْحسن بن سِير ِين‪ ،‬و َقَالَه ُ م َالك بن أنس وَذَل ِ َ‬ ‫قَا َ‬
‫يتداوى بِه ِ مِن ْه ُ فَلَا يُؤْخ َذ ذَل ِك من ميت‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي التعالج بالتر ياق(‬
‫وَرُوِيَ أَ ن عمر بن عبد الْعَزِيز اسْ تعْمل ال ْوَلِيد بن هِشَام على ال َ ّ‬
‫طائ ِف وزوّده التر ياق و َأمره أَ ن ي ْسق ِيه لمن لدغ من ال ْم ُسلمين‪ .‬وَك َانَ اب ْن‬
‫عمر ]يشرب[ التر ياق وَل َا يرى بِه ِ ب َأْ سا‪.‬‬
‫ل اب ْن أبي شب ْرم َة‪ :‬وَسَأَ لت ربيع َة و َأَ با الز ِّن َاد ع َنه ُ فَق َال َا لي‪ :‬اشربه وَل َا تسْأَ ل ع َنه ُ و َعَلَي ْك ب ِعَم َل أرِ يحَا فأمّا ِإن عملته أَ ن ْت فَلَا تجْع َل ف ِيه ِ‬
‫قَا َ‬
‫ِإ َلّا ح ََي ّة ذكية‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫صنْع َة التر ياق ي َأْ م ُره ُم أَ لا يجْع َلُوا ف ِيه ِ ِإ َلّا ح ََي ّة ذكية‪.‬‬
‫و َه ُو َ ق َول م َالك‪ .‬وَع َن معن بن عمر بن عبد الْعَزِيز كتب ِإلَى أرِ يحَا وهم َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي فضل دهن البنفسج على غ َيره(‬
‫رُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم بدهن البنفسج ف َِإن ف َضله على سَائ ِر الأدهان كفضلي على أدناكم "‪.‬‬

‫ما جاء في علاج البلغم وعلاج النسيان وما يورث الحفظ‬ ‫‪٢٩‬‬

‫)م َا ج َاء َ فِي علاج البلغم وعلاج النسْيَان وَم َا يُورث الْحِفْظ(‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬أكل اللبان يُورث الْحِفْظ و َيذْهب النسْيَان و َيقطع البلغم "‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫ما جاء في ما يستشفى به للنفساء عند نفاسها‬ ‫‪٣١‬‬

‫ل م َا يتعالج بِه ِ من البلغم‪ .‬و َيذكر أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫وَك َانَ أَ بُو بكر ال ْمُنْك َدر يُصِ يب الشونيز بالعسل كل غ ْدو َة و َيَق ُول‪ :‬ه ُو َ أج ّ‬
‫و َسلم[ ك َانَ يُصِ يبهَا كل غ ْدو َة‪.‬‬
‫وَع َن الحكم بن ع ُيَي ْن َة قَالَ‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ل َا ينَام لَيْلَة ح ََت ّى ي َأْ ك ُل مِثْق َال شونيز بِعَسَل و َِإذا أصبح أكل مِن ْه ُ مثل‬
‫ذَل ِك للْحِفْظ ولذهاب البلغم‪.‬‬
‫َالصيَام وتلاوة‬
‫سِوَاك و ِّ‬
‫ل " ثَلَاثَة يذْهبن البلغم من غير علاج‪ :‬ال ّ‬
‫وَع َن عَليّ ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَا َ‬
‫الْقُر ْآن "‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬خمس يزدن فِي النسْيَان‪ :‬الْ حجام َة فِي النقرة وإلقاء القملة و َال ْبَو ْل فِي المَاء الراكد و َأكل‬
‫التفاح و َأكل التفاح سور الفار "‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن بني ِإسْر َائِيل قَالُوا لمُوس َى بن عمرَان صلوَات الل ّٰه عَليّ نَبينَا و َعَلِيه ِ‪ِ :‬إ َن ّه نسْمع مِن ْك أَ شْ يَاء تدق قُلُوبنَا ف َِإذا ذ َهَب ْنَا عَن ْك نسيناها‬
‫فَادع الل ّٰه يذهب ذَل ِك ع ََن ّا‪.‬‬
‫]مرهم[ أَ ن ي َأْ ك ُلُوا اللبان فَفَع َلُوا ف َذهب ذَل ِك عَنْه ُم‪.‬‬
‫]فَشَكا[ ذَل ِك ِإلَى الل ّٰه ف َأوحى الل ّٰه ِإلَيْه ِ أَ ن ْ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ل م َا أذهب البلغم فَه ُو َ يذهب النسْيَان و َيُورث الْحِفْظ‪.‬‬
‫و َأكل اللبان يذهب البلغم وك ّ‬

‫ما جاء في علاج الصدر والحلق والفم‬ ‫‪٣٠‬‬

‫ما جاء في ما يستشفى به للنفساء عند نفاسها‬ ‫‪٣١‬‬


‫)م َا ج َاء فِي علاج َ‬
‫الصّ دْر و َالْحلق والفم(‬ ‫َ‬
‫ص ْدرِي‪.‬‬
‫وَع َن قَتَاد َة أَ ن رجلا أَ تَى ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َالَ‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه أشتكي َ‬
‫شف َاء لما فِي ُ‬
‫الصّ د ُور "‪.‬‬ ‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬اق ْرَأ الْقُر ْآن ف َِإن الل ّٰه يَق ُول‪ :‬ف ِيه ِ ِ‬
‫فَق َا َ‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رجلا قَا َ‬
‫ل لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ِ :‬إن ِ ّي أشتكي حلقي‪.‬‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬عَلَي ْك ب ِالْقُر ْآ ِ‬
‫ن فاقرأه "‪.‬‬ ‫فَق َا َ‬
‫صحَاب رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يلتقطون ال ْبرد لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فيأكله و َيَق ُول‪:‬‬
‫وَع َن ابراهيم بن مُحَم ّد قَالَ‪ :‬ك َانَ أَ ْ‬
‫" ِإ َن ّه يذهب أَ كل َة الْأَ سْ نَان "‪ .‬وَك َانَ عمر بن الْخطاب يَق ُول‪ :‬إ َي ّاك ُ ْم والتخلل بالقصب ف َِإ َن ّه ُ تكون مِن ْه ُ الْأكل َة‪.‬‬
‫ص َح ّة للثات والنواجذ "‪.‬‬
‫طع َام وتمضمضوا مِن ْه ُ ف َِإ َن ّه ُ مطهرة للفم م َ َ‬
‫مجَاه ِد أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬تخللوا من ال َ ّ‬
‫وَع َن ُ‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ للنفساء عِن ْد نف َاسه َا(‬
‫ل الْحسن‪ِ :‬إن لم يكن رطب فتمر‪.‬‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬نِعْم ال َ ّ‬
‫طع َام الرطب لل ْمَر ْأَ ة عِن ْد وِل َاد َتهَا "‪ .‬و َقَا َ‬ ‫قَا َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫حد َة‪ ،‬أَ و ثَلَاث ًا‪ ،‬أَ و خم ْسا‪ ،‬ف َِإن لم ت َأْ ك ُل رطبا‪ ،‬فتمر مبلول‪.‬‬ ‫قيل ل َا يَن ْبَغ ِي أَ ن يكثر مِن ْه ُ ف َِإ َن ّه ُ ّ‬
‫يرق ال ْب َطن‪ ،‬و َلـَكِن ت َأْ ك ُل مِن ْه ُ و َا ِ‬
‫ل أنيس‪ :‬ولدت امْرَأَ تي و َأَ نا م َ َع رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ف َأمرنِي أَ ن آخذ لَهَا تَمرا فأبلّه فِي قدح ح ََت ّى ِإذا ابت ّ‬
‫ل سقيته ]إ ي ّاها[‬ ‫قَا َ‬
‫شي ْئا أكْ ب ِره‪.‬‬
‫ففعلته فَمَا ر َأَ ي ْت َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫ما جاء في ما يستشفى به من العسل‬ ‫‪٣٣‬‬

‫ل الر ّبيع بن خثيم‪ :‬لم نجد للنفساء مثل الرطب‪ ،‬وَل َا لل ْمَرِ يض مثل الْعَسَل‪ .‬وَع َن ابراهيم َ‬
‫الن ّخعِيّ قَالَ‪ :‬يستحب ّون للنفساء الرطب‪.‬‬ ‫قَا َ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من التمر‬ ‫‪٣٢‬‬


‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫نخْلَة م َْر ي َم ك َان َت بدنية‪.‬‬
‫ك ِإن الل ّٰه أطْ عم م َْر ي َم عِن ْد وِل َاد َتهَا‪ ،‬و َبَلغنِي أَ ن َ‬
‫وَذَل ِ َ‬
‫سم َاء انش َ ّقت{ ]الانشقاق‪:‬‬
‫الر ّحِيم ِإذا ال َ ّ‬
‫الر ّحْم َن َ‬
‫ل اب ْن عب ّاس‪ِ :‬إذا عسر على ال ْمَر ْأَ ة وِل َاد َتهَا فتأخذ ِإن َاء نظيفا ً وتكتب ف ِيهَا‪} :‬ب ِسم الل ّٰه َ‬
‫قَا َ‬
‫‪ِ [١‬إلَى‪} :‬م َا ف ِيهَا وتخلت{ ]الانشقاق‪} ، [٤ :‬ك َأَ َ ّنه ُ ْم يَو ْم ير َ ْونَ م َا يوعدون لم يلَ ْبَث ُوا ِإ َلّا سَاع َة من نَهَار{ ]الْأَ حْ ق َاف‪} ، [٣٥ :‬ك َأَ َ ّنه ُ ْم يَو ْم‬
‫يرونها لم يلَ ْبَث ُوا ِإ َلّا عَش َِي ّة أَ و ضحاها{ ]النازعات‪} [٤٦ :‬لقد ك َانَ فِي قصصهم عِبْر َة{ ]يُوسُف‪ِ [١١١ :‬إلَى آخر ال ُ ّ‬
‫سور َة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تغسل ال ِْإن َاء‬
‫]فتستقي[ ال ْمَر ْأَ ة مِن ْه ُ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تنضح مِن ْه ُ بَطنهَا وفرجها‪.‬‬
‫)م َا ج َاء ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من َ‬
‫التمّ ْر(‬ ‫َ‬
‫م ح ََت ّى يُمْس ِي "‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من أكل سبع تمرات عَج ْو َة حِين يصبح لم يضرّه سحر وَل َا س ّ‬
‫قَا َ‬

‫ل عَليّ بن أبي طَالب‪ :‬من أكل عِن ْد نَومه سبع تمرات من عَج ْو َة قتلن ال ُد ّود فِي بَطْنه‪.‬‬
‫و َقَا َ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من العسل‬ ‫‪٣٣‬‬


‫التمّ ْر م َا ك َانَ وثرا ً و َمن اصطبح ب ِسبع تمرات عَج ْو َة م َِم ّا ]بَين[ ]لابتيها[ لم يضرّه يَو ْمه‬
‫حر َى م َا يُؤْك َل من َ‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬أَ ْ‬
‫م وَل َا سحر "‪.‬‬
‫ذَل ِك س ّ‬
‫م "‪.‬‬ ‫وَع َن أبي ه ُر َي ْر َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬الْع َجْ و َة من ]ال َْجن ّة[ وَهِي ِ‬
‫شف َاء من الس ّ‬
‫سبْع َة أَ َي ّام‪.‬‬
‫وَك َان َت عَائِش َة تنْع َت لصَاحب الدوار )يَعْنِي الدوران( ]أَ ن[ ي َأْ ك ُل سبع تمرات عَج ْو َة كل غ ْدو َة على الر ِّيق َ‬
‫وَع َن الْحسن أَ ن رَسُول ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬خير تمراتكم البرني يخرج ال َد ّاء وَل َا د َاء ف ِيه ِ "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬يَعْنِي أَ نه خير التمرات بعد الْع َجْ و َة‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الْعَسَل(‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬الْعَسَل ]يجلو[ ال ْب َص َر ويش ّد الْف ُؤَاد "‪.‬‬ ‫وَع َن ُ‬
‫الز ّهْرِيّ قَا َ‬

‫َث إليّ بشفاء‪ ،‬وَك َان َت بِه ِ ال ُد ّبَي ْلَة‪ ،‬فَبعث ِإلَيْه ِ رَسُول الل ّٰه‬
‫و َبعث لبيد بن ربيع َة ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه اب ْع ْ‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بعكة عسل‪ ،‬فَك َانَ يلعقها ح ََت ّى ]بر ِئ[ ‪.‬‬
‫وَع َن ن َاف ِـع قَالَ‪ :‬ك َانَ اب ْن عمر ل َا يُصِ يبه ُ شَيْء ِإ َلّا ]داواه[ بالعسل ح ََت ّى ِ]إ َن ّه[ ك َانَ ليجعله على القرحة والدماميل‪ ،‬و َيَق ُول‪ :‬قَا َ‬
‫ل الل ّٰه‪:‬‬
‫للن ّاس{ َ‬
‫]الن ّحْل‪. [٦٩ :‬‬ ‫شف َاء َ‬
‫}ف ِيه ِ ِ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[‬
‫ل لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ :‬اب ْني يشتكي بَطْنه‪ .‬فَق َا َ‬
‫وَع َن أبي سعيد الْخ ُ ْدرِيّ أَ ن رجلا قَا َ‬
‫‪] " :‬اسْ قِه ِ[ عسلا ً"‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫ج َع فَق َالَ‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه اب ْني يشتكي بَطْنه‪ .‬فَق َالَ‪] " :‬اسْ قِه ِ[ عسلا ً "‪ .‬قَالَ‪ :‬قد فعلت‪ .‬فَق َا َ‬ ‫ف َذهب َ‬
‫ثم ّ ر َ َ‬
‫و َسلم[ ‪] " :‬اسْ قِه ِ[ عسلا ً"‪ .‬صدق الل ّٰه و َكذب بطن اب ْنك " فَسَق َاه ُ عسلا ًفشفاه الل ّٰه‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫ما جاء في ما يستشفى به من الزيت‬ ‫‪٣٦‬‬

‫وَع َن عَليّ بن أبي طَالب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬قَالَ‪ِ :‬إذا اشْ ت َك َى أحدكُم ]فليسأل[ امْرَأَ ته دِرْهَمَيْنِ‪ ،‬أَ و ثَلَاث ًا ليبتع بهَا عسلا ً ويمزجه بِمَاء‬
‫سم َاء‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يشربه فَيجمع هنئا ًمرئا ًوشفاء وَم َاء م ُبَارَك ًا‪.‬‬ ‫ال َ ّ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من السمن‬ ‫‪٣٤‬‬


‫ما جاء في ما يستشفى به من اللبن‬ ‫‪٣٥‬‬

‫شف َاء من كل د َاء‪.‬‬ ‫شف َاء لما فِي ُ‬


‫الصّ د ُور و َالْعَسَل ِ‬ ‫وَع َن اب ْن مَسْع ُود أَ نه ك َانَ يَق ُول‪ :‬عَلَيْك ُم بالشفائين الْقُر ْآن و َالْعَسَل‪ ،‬فالقرآن ِ‬
‫ل لَهُ‪ِ :‬إن ِ ّي رجل وجيع‪ ،‬فَمَا أش ْرب؟ قَالَ‪ :‬المَاء ال َ ّذ ِي جعل الل ّٰه مِن ْه ُ كل شَيْء حيّ‪ .‬قَالَ‪ :‬ل َا‬
‫كعْب فَق َا َ‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رجلا أَ تَى اب ْن أبي َ‬
‫الل ّبن ال َ ّذ ِي غديت بِه ِ ك ّ‬
‫ل داب ّة‪.‬‬ ‫َب َ‬‫ل د َاء‪ .‬قَالَ‪ :‬ل َا يوافقني‪ .‬قَالَ‪ :‬فَاشْر ْ‬ ‫َب الْعَسَل ال َ ّذ ِي جعل الل ّٰه ف ِيه ِ ِ‬
‫شف َاء من ك ّ‬ ‫يوافقني‪ .‬قَالَ‪ :‬فَاشْر ْ‬
‫َب السو يق‪ .‬قَالَ‪ :‬ينفخني‪ .‬قَالَ‪ :‬أفالخمر تُر ِيد ُ؟‬
‫قَالَ‪ :‬ل َا يوافقني‪ .‬قَالَ‪ :‬فَاشْر ْ‬
‫شف َاء فِي اث ْنَتَيْنِ‪ :‬فِي‬
‫ل أَ ي ْضا‪ " :‬التمسوا ال ِّ‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا تداوى َ‬
‫الن ّاس بِمثل الْ حجام َة وشربة ال ْعَسَل "‪ .‬و َقَا َ‬ ‫قَا َ‬
‫شربة عسل‪ ،‬أَ و شرطة محجمة "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من السّمن(‬
‫ل اب ْن أخي يز ِيد بن الْأَ ص َم و َه ُو َ قريب لميمونة زوج َ‬
‫الن ّبِي‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا دخل جوفا ً مثل السّمن "‪ .‬قَا َ‬
‫قَا َ‬
‫ل يَو ْم نعجة مثل ال ْبَيْضَة من السّمن‪ ،‬فلم ّا ح َاز انْصِر َافه قلُ ْنَا‬ ‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ :‬نزل بنَِا ّ‬
‫عراف الْيم َا َم َة فأحسنا قراه وكنّا نحلب لَه ُ ك ّ‬
‫حب أَ ن تخصنا بخاصّة‪.‬‬ ‫لَهُ‪ :‬ن ّ‬
‫فَق َالَ‪ :‬م َا عولج متبر ِّد فِي جَوف بِمثل السّمن الْع َر َبِيّ‪.‬‬
‫)م َا ج َاء ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من َ‬
‫الل ّبن(‬ ‫َ‬
‫ل أَ ي ْضا‪ " :‬عَلَيْك ُم بألبان ال ْب َقر ف َِإ َ ّنهَا‬
‫شف َاء ولحمها ]د َاء[ "‪ .‬و َقَا َ‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالبقر ف َِإن لَبنهَا رقاء وسمنها ِ‬
‫قَا َ‬
‫ل الشّجر وفيهَا دَو َاء من‬
‫ت َأْ ك ُل من ك ّ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الزيت‬ ‫‪٣٦‬‬


‫ل د َاء ِإ َلّا ال ْه َرم "‪ .‬وَك َانَ الْحا َرِث بن كل ّدة ينع َت ألبان ال ْب َقر ]للأوجاع[ و َيَق ُول‪ :‬ل َا تشربه ِإ َلّا مخيضاً‪.‬‬
‫ك ّ‬
‫وَك َانَ ينع َت ألبان ال ِْإ ب ِل و َأَ ب ْوَالهَا لمن ك َانَ بِه ِ وجع أَ و د َاء فِي بَطْنه من م َاء‪ ،‬أَ و أَ مر مخوف‪ .‬و َي َأْ م ُر بشربها فِي قيل الشتَاء‪ ،‬و َينْهى ع َن‬
‫الصّ يف ِإ َلّا أَ ن يكون فصلا‪.‬‬
‫شربهَا فِي َ‬
‫شف َاء "‪.‬‬
‫وَك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َأْ مر بأبوال ال ِْإ ب ِل و َأَ ل ْبَانهَا للدوبة بطونهم‪ ،‬و َيَق ُول لَه ُم‪ " :‬ف ِيهَا ِ‬
‫)م َا ج َاء ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من َ‬
‫الز ّي ْت(‬ ‫َ‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لعَلي بن أبي طَالب‪ " :‬كل بالزيت وا َدّه ِن بالزيت ف َِإ َن ّه ُ من دهن بالزيت لم يقربه ُ َ‬
‫شيْطَان أَ رْبَع ِينَ‬ ‫قَا َ‬
‫يَوْم ًا "‪.‬‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالزيت فَك ُلُوا مِن ْه ُ وأدموا بِه ِ وا َدّه ِنوا مِن ْه ُ واستشعلوا بِه ِ ف َِإ َن ّه ُ دهن الأخيار وأدم المصطفين و َه ُو َ‬
‫دهنكم وإدامكم و َه ُو َ من شَ ج َر َة مباركة بوركت بالقدس مقبلة وبوركت بالقدس م ُدبر َة وَل َا يضرّ مَع َه َ‬
‫شيْطَان "‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪ ٣٩‬ما جاء في ما يستشفى به من الحرمل‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الملح‬ ‫‪٣٧‬‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من اللبان‬ ‫‪٣٨‬‬


‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الْملح(‬
‫شف َاء من اث ْنَتَيْنِ و َسبعين د َاء مِنْهَا‪ :‬الْجن ُ ُون‪ ،‬والجذام‪،‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬اجعلوا الْملح أوّل َطع َامك ُ ْم ف َِإن ف ِيه ِ ِ‬
‫قَا َ‬
‫والبرص‪ ،‬ووجع الأضراس‪ ،‬ووجع الْحلق‪ ،‬ووجع ال ْب َطن "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من اللبان(‬
‫ل شَيْء وَم َا من أهل بَيت يتبخرون بِه ِ ِإ َلّا نفى‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬تداووا بالـكندر ‪ -‬و َه ُو َ اللبان ‪ -‬ف َِإ َن ّه ُ بخور ك ّ‬
‫قَا َ‬
‫ل عفريت فاغر فَاه باسط ي َده و ََإن ّه ُ لينفي ع َن اث ْنَتَيْنِ و َسبعين د َارا كَمَا يَنْفِي ع َن ال َد ّار َال ّتِي يتبخر بِه ِ ف ِيهَا "‪.‬‬
‫الل ّٰه عَنْه ُم ك ّ‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬نعْم َة الدخنة اللبان وَهِي الدخنة َال ّتِي دخنت بهَا م َْر ي َم عِن ْد وِل َاد َتهَا و َِإن ال ْبَي ْت ِإذا دخن ف ِيه ِ باللبان لم‬
‫شيْطَان وَل َا سَاحر "‪.‬‬
‫يقربه ُ ح َاسِد وَل َا ك َاه ِن وَل َا َ‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ي َا معشرا ً محبالا ً غدين أولادكنّ فِي بطونكنّ باللبان ف َِإ َن ّه ُ يز ِيد فِي ال ْعقل ويش ّد ال ْقلب و َيقطع البلغم‬
‫و َقَا َ‬
‫و َيُورث الْحِفْظ و َيذْهب النسْيَان "‪.‬‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬بخروا بُي ُوتك ُ ْم باللوبان وبالحرمل وبالشيح وبالمر ّ وبالصعتر "‪.‬‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الحرمل‬ ‫‪٣٩‬‬


‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الحرمل(‬
‫وَع َن عبد الل ّٰه بن عَم ْرو بن الْع َا ِ‬
‫ص أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬م َا نبت عرق من الحرمل وَل َا أصل و َفرع‪ ،‬وَل َا ورقة‬
‫وَل َا زهر َة ِإ َلّا و َعَلَيْهَا ملك م ُوكل بهَا ح ََت ّى تصل ِإلَى من وصلت ِإلَيْه ِ‪ ،‬أَ و تكون حطاما ً و َِإن فِي أَ صْ له َا وفرعها نشرة و َِإن فِي حبّها لشفاء‬
‫ل شَيْء‪ .‬وَم َا من أهل بَيت يبخرون بهما‪ ،‬أَ و ب ِأَ حَدِهِمَا ِإ َلّا نفي عَنْه ُم ك ّ‬
‫ل‬ ‫من اث ْنَتَيْنِ و َسبعين د َاء فَتَد َاوَوْا بهَا‪ ،‬وبالـكندر ف َِإ َ ّنهُم َا بخور ك ّ‬
‫عفريت فاغر فَاه باسط ي َده و ََإن ّه ُ لينفي ع َن اث ْنَتَيْنِ و َسبعين د َارا كَمَا يَنْفِي ع َن ال َد ّار َال ّتِي تبخر بِه ِ ف ِيهَا "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫وَم َِم ّا يتداوى بالحرمل من الأدواء ]كل[ من ك َانَ بِه ِ سلّ‪ ،‬أَ و خبل‪ ،‬أَ و رمد‪ ،‬أَ و غاشية‪ ،‬أَ و حب ّة فِي و َجهه‪ ،‬أَ و ك َانَ ل َا ي َ ْشت َهِ ي ال َ ّ‬
‫طع َام‬
‫الز ّي ْت الحلو ح ََت ّى يصير مثل السو يق المشروب‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يفتر‬ ‫يصب عَلَيْه ِ من َ‬
‫ّ‬ ‫فيطحن الحرمل ويسقيه وينخله و ]يَجعله[ فِي قدر َة جَدِيد َة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬
‫ثم ّ يشرب مِن ْه ُ على الر ِّيق كاسا ًيوالي عَلَيْه ِ أَ َي ّام ًا‪.‬‬
‫الن ّار‪َ ،‬‬
‫على َ‬
‫فيسف مِن ْه ُ على الر ِّيق‪ ،‬و َعند الن ّوم م َا طَابَ لَه ُ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و َمن ]شكا[ صلبه‪ ،‬أَ و بَطْنه‪ ،‬أَ و قدمية‪ ،‬أَ و ف ُؤَاده‬
‫و َمن ك َانَ بِه ِ سعال فليسحق مِن ْه ُ وليلفه فِي بَيْضَة مشو ية يحسوها على الر ِّيق يوالي بِه ِ‪.‬‬
‫و َمن ك َانَ بِه ِ صداع فليطبخ الحرمل ‪ -‬أَ عنِي ُأصُوله وأغصانه وورقه ‪ -‬ب ِال ْمَاء ِ طبخا جيدا َ‬
‫ثم ّ يحمله ُ على ر َأسه ح ََت ّى يصبح‪.‬‬
‫و َمن ك َانَ بِه ِ ريح‪ ،‬أَ و نفخ‪ ،‬أَ و يكون ذَل ِك بالصبيان الصغار فليبخر بِه ِ ال ْبَي ْت و َال َد ّار َال ّتِي ه ُو َ ف ِيهَا و يلقي من أَ صله م َاء ال ْقدر َال ّتِي يغسل‬
‫مِنْهَا َ‬
‫الصّ بِي‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫ما جاء في ما يستشفى به من الـكست‬ ‫‪٤١‬‬

‫و َمن ك َانَ بِه ِ زكام فليبخر بِه ِ حلقه ومنخره‪ .‬و َمن ك َان َت بِه ِ حمر َة فليسحقه و يعجنه بخل‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يطلي بِه ِ م َوضِـع ا ْلحمر َة‪.‬‬
‫حبْلَى‬ ‫ثم ّ ليذره على الْحَشِيش ال َ ّذ ِي يتحشى و يطبخه بِلَحْ م ضَأْ ن‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يحسوا مرقه وَل َا يحسوا مِن ْه ُ امْرَأَ ة ُ‬ ‫و َمن ك َان َت بِه ِ نسم َة فليسحقه‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تطعمه دج َاج َة ح ََت ّى تسمن‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تذبح‪ ،‬وتأكلها ال ْمَر ْأَ ة و َحده َا ل َا‬ ‫و َِإن أَ ر َاد َت ال ْمَر ْأَ ة ]السّمن[ فلتطبخه م َ َع قَمح طبخا ًجيدا ح ََت ّى يتهرأ‪َ ،‬‬

‫ي َأْ ك ُل م َعه َا غ َيره َا‪ .‬توالي عَلَيْهَا ف َِإ َ ّنهَا تسمن ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫شي ْئا من ]فجل[ ‪ ،‬وثوم‪.‬‬
‫ويسعط بِه ِ ]ال ْم َجْ ن ُون[ ي َأْ خ ُذ مِن ْه ُ حب ّات فيشمّها و َيجْع َل م َعه َا َ‬
‫يجْع َل فِي خرق َة ف َِإن لم يكن لَه ُ م َاء رششته‪َ ،‬‬
‫ثم ّ عصرت مِن ْه ُ فِي مَن ْخر َيْه ِ قطرات‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثم ّ َ‬
‫توالي بذلك كلم ّا أَ صَابَه ُ وتبخره بِه ِ يذهب ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫ثم ّ تحقنها بِه ِ ف َِإ َن ّه ُ يذهب الْمغل و َِإن واليت بِه ِ على الداب ّة تحقنها بِه ِ كَمَا و َصفنَا ل َك سمنت ِإن‬‫ثم ّ اخلطه ب ِال ْمَاءِ‪َ ،‬‬
‫و َِإذا مغلت الداب ّة فاسحقه‪َ ،‬‬
‫شَاء َ الل ّٰه‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ن ال َ ّذ ِي ل َا يسمع ف ِيه ِ صُر َاخ ديك‪ ،‬وَل َا نبح كلب‪.‬‬
‫و َأفضل م َا يستشفى بِه ِ من الحرمل م َا جمع ب ِال ْمَك َا ِ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الحبة السوداء‬ ‫‪٤٠‬‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الـكست‬ ‫‪٤١‬‬


‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الحب ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء(‬
‫ثم ّ ُأوتِي َ بشونيز‬
‫ل د َاء "‪ .‬فأوتي بالفلفل‪ ،‬فَق َالَ‪ " :‬ل َا "‪َ .‬‬
‫شف َاء من ك ّ‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ر َأَ ي ْت ح ََب ّة َ‬
‫سوْد َاء ف ِيهَا ِ‬ ‫قَا َ‬
‫فَق َالَ‪ِ " :‬هي َ هَذِه "‪.‬‬
‫شف َاء ِإ َلّا السام "‪ .‬والسام‪ :‬ال ْمَو ْت‪.‬‬ ‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا من د َاء ِإ َلّا و َفِي ال َْحب ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء مِن ْه ُ ِ‬
‫والحب ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪ :‬الشونيز‪ .‬وَع َن الْحا َرِث بن كل ّدة ينع َت الشونيز للبطن و َيَق ُول ه ُو َ جيد لَه ُ ولغير ذَل ِك‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬‫قَا َ‬
‫وَم َا يستشفى بِه ِ بالشونيز ِإذا قلي فصرّ فِي خرق َة وشم ّه المزكوم من زكام البلة ِإذا ك َانَ من ال ْبرد نَفعه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫حب القرع فِي ال ْب َطن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وينفع ِإذا استسعط بِه ِ من البلة والغلظ و َال ْبرد ال َ ّذ ِي يج ْت َمع فِي َ‬
‫الرأّْ س فَيصير مِن ْه ُ الفالج و َِإذا شرب قتل‬
‫و َِإذا عجن بالعسل و َشرب بِمَاء حارّ أذاب الْحَصَا َال ّتِي تكون فِي الكليتين والمثانة و َينزل الْحيض و َال ْبَو ْل‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الـكست(‬
‫وَع َن عَليّ بن أبي طَالب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬خير ال َد ّو َاء الْ حجام َة والـكست والحب ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫سب ْع َة أشفية‪ :‬يلد ّ من ذ َات الْجنب‪ ،‬و يلد ّ من وجع الْف ُؤَاد‪،‬‬
‫و َبَلغنِي أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالـكست ف َِإن ف ِيه ِ َ‬
‫ويسعط من ال ْعذر َة‪ ،‬ويسعط من الصداع‪ ،‬ويتبخّ ر من ُ‬
‫الز ّك َام "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬ونسيت الدئتان‪.‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫‪ ٤٥‬ما جاء في ما يستشفى به من الثوم‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الحناء‬ ‫‪٤٢‬‬


‫ما جاء في ما يستشفى به من الحرف والشبت والحلبة والرجلة والـكرفس‬ ‫‪٤٣‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الْح َِن ّاء(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫بَلغنِي أَ ن الحن ّاء دَو َاء رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا أَ صَابَه ُ خدش‪ ،‬أَ و جرح‪ ،‬أَ و قرح َة وضع عَلَيْه ِ الحن ّاء ح ََت ّى يرى أَ ث َره على جلده‪،‬‬
‫وَك َانَ ِإذا صدع غلف ر َأسه بالحن ّاء‪ ،‬وَك َانَ ل َا يشتكي ِإلَيْه ِ أحد وجعا ًبرجليه ِإ َلّا أمره بالحن ّاء‪ .‬أَ ن يخضبهما بِه ِ‪.‬‬
‫شي ْئا من حن ّاء ف َأَ صَابَه ُ وضح‬
‫وَع َن أبي ه ُر َي ْر َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من دخل الحمّام ف َأصَاب هَذِه النورة و َلم يصب َ‬
‫فَلَا يلوم ِإ َلّا نَفسه "‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الْحَر ْف والشبت والحلبة والرجلة والـكرفس(‬
‫ل فِي السنا‬
‫وَع َن ج َابر بن عبد الل ّٰه أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬عَلَيْك ُم بالثفاء ف َِإن كل شَيْء يرد ال ْمَو ْت لرده الثفاء "‪ .‬قَا َ‬
‫ل د َاء ِإ َلّا السام " يَعْنِي ال ْمَو ْت‪ .‬الثفاء الْحَر ْف والسنوت الشبث‪.‬‬
‫شف َاء من ك ّ‬
‫ل أَ ي ْضا‪ " :‬عَلَيْك ُم بالثفاء والسنوت ف َِإن ف ِيهَا ِ‬
‫مثل ذَل ِك‪ .‬و َقَا َ‬
‫شف َاء لتداووا بِه ِ و َلَو بوزنها من ال َذ ّه َب "‪.‬‬ ‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬لَو علم َ‬
‫الن ّاس م َا فِي الحلبة من ال ِّ‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من التلبين‬ ‫‪٤٤‬‬


‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ تَو َ َ ّ‬
‫ضأ على الـكرفس فنالته برك َة رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ .‬و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫شف َاء من تسعين د َاء أدناها الصداع "‪.‬‬
‫و َسلم[ ‪ " :‬الرجلة ِ‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى‬
‫و َأَ ن رجلا ]شكا[ ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ وجعا ًبرجليه ف َأمره أَ ن يعالج بهَا رجلَيْه ِ ف َفعل فبرأ وصح ّ‪ .‬فَق َا َ‬
‫حي ْثُ شِئ ْت "‪.‬‬ ‫الل ّه ُ َ ّ‬
‫م ب َارك ف ِيهَا انبتي َ‬ ‫الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪َ " :‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من التلبين(‬
‫أَ مر رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بالتلبين و َقَالَ‪ " :‬ف ِيه ِ برك َة " و َقَالَ‪ " :‬و َلَو ردّ ال ْمَو ْت شَيْء لردّه التلبين "‪ .‬وَك َانَ يَق ُول‪ " :‬عَلَيْك ُم‬
‫بالبغيض النافع ف َِإ َن ّه ُ يغسل بطن أحدكُم من ال َد ّاء كَمَا يغسل أحدكُم و َجهه ب ِال ْمَاء ِ من ال ْو َسخ "‪ .‬وَك َانَ ِإذا اشْ ت َك َى أحد من أَ هله ل َا ينزل‬
‫برمتِه ِ ح ََت ّى ي َأْ تِي على أحد طَرفَيْه ِ‪.‬‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الثوم‬ ‫‪٤٥‬‬


‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ثم ّ يحل ّل ب ِال ْمَاءِ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يطْبخ ف َِإذا طبخ صفه فَذ َل ِك التلبين‪.‬‬ ‫يَعْنِي بالبغيض النافع‪ :‬التلبين و َه ُو َ أرق من الحريرة يعجن ال َد ّق ِيق‪َ ،‬‬
‫و َق َوله‪ :‬ل َا ينزل برمتِه ِ ح ََت ّى ي َأْ تِي على أحد طَرفَيْه ِ‪ .‬يَق ُول‪ :‬ل َا ينزل برمتِه ِ ال ْمَرِ يض من أَ هله ال َ ّذ ِي يعالج لَه ُ ف ِيهَا التلبين‪ .‬يَعْنِي أَ نه ل َا ينزل‬
‫يعالج بِه ِ ويتعاهد يحسوه ح ََت ّى ي َأْ تِي أحد طَرفَيْه ِ يَق ُول برأَ أَ و يَمُوت‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫ما جاء في ما يستشفى به من الأرض التي تستوباء‬ ‫‪٤٦‬‬

‫وَك َان َت عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه عَنْهَا ‪ِ -‬إذا هلك ه َالك من أَ هله َا فنبرق النِّسَاء أمرت بتلبية فصنعت لَهَا كسرة خبز‪َ ،‬‬
‫ثم ّ كسرت خبْز ًا فصب ّت‬
‫ثم ّ أكلت و َحسنت و َتقول‪ :‬سَم ِعت رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يَق ُول‪ِ " :‬إ َ ّنهَا ترثوا فؤاد الحزين وتسرّوا فؤاد السقيم "‪.‬‬
‫عَلَيْه ِ التلبينة‪َ ،‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫يَعْنِي بقوله‪ " :‬ترثوا فؤاد الحزين " تش ّد ف ُؤَاده‪ " .‬وتسرّوا ع َن فؤاد السقيم " تجلوا ع َن فؤاد َ‬
‫الضّ ع ِيف وَم َا يتقش ّر من فؤاد السقيم من الظلم َة‬
‫والفترة وَم َا أشبه ذَل ِك‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الثوم(‬
‫رُوِيَ ع َن حنيف أَ نه قَالَ‪ :‬ر َأَ ي ْت سعيد بن زيد بن عَم ْرو بن نفَي ْل و َأَ با أروى الدوسي بِذِي الحليفة يأكلان الثوم سِنِين لإحدى و َعش ْرين‬
‫لَيْلَة فِي كل شهر‪َ ،‬‬
‫ثم ّ ل َا‬

‫ما جاء في ما يستشفى به من الأرض التي تستوباء‬ ‫‪٤٦‬‬

‫ينزلان ِإلَى ال ْمَدِين َة ح ََت ّى يذهب ريح الثوم عَنْهُم َا‪ .‬قَالَ‪ :‬وَك َانَ أَ بُو ه ُر َي ْر َة ي َ ْفعَله و َه ُو َ بأرضه بالسحرة‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الأَ رْض َال ّتِي تستوباء(‬
‫هي َ ربعنا وميراثنا و َِإ َن ّمَا وبئت علينا‪ .‬فَق َا َ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى‬ ‫ل لرَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪] :‬إ َ ّ‬
‫ن لنا أَ رضًا[ ِ‬ ‫رُوِيَ أَ ن رجلا قَا َ‬
‫الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬دَع ُوه َا ف َِإن من الغرف التّلف "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫كثْر َة ال ْم َر َض والعلل‬
‫و َمعنى قَو ْله‪ :‬وبئت علينا‪ .‬يَق ُول‪ :‬كثر بهَا ال ْم َر َض والعلل‪ ،‬و َمعنى قَو ْله‪ " :‬من الغرف التّلف " فالغرف أَ ي ْضا ه ُو َ من َ‬
‫و َال ْمَو ْت‪.‬‬
‫و ]شكا[ قوم ِإلَى عمر ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬وباء بأرضهم فَق َالَ‪ :‬لَو ت َرَكْ تُم ُوه َا؟ ]قَالُوا[ ‪ِ :‬‬
‫هي َ م َع َاي ِشنَا ومعايش عيالنا‪ .‬ف َأرْسل عمر ع َن‬
‫هي َ ذ َات ]أنجال‪ ،‬وبعوض‪ ،‬وتريب[ ‪ .‬والنجل‪] :‬ه ُو َ[ الوباء‪ ،‬و َلـَكِن لَو‬
‫ذَل ِك الْحا َرِث بن كل ّدة فَق َالَ‪ :‬ي َا أَ م ِير ال ْم ُؤمنِينَ ال ْب ِلَاد الوبيئة ِ‬
‫خرج أَ هله َا مِنْهَا قريب ِإلَى أَ ن ترْتَفع الثر يا وأكلوا بهَا البصل والـكر ّاث‬
‫جو ْت أَ ن يسلم ُوا من وباء بهَا‪ .‬ف َأَ مره ْم‬‫والثوم ويتداووا بالسمن الْع َر َبِيّ يشربونه و َيُمْس ُونَ طيبا و َلم يعسوا ف ِيه ِ حفاثا ً و َلم يَنَام ُوا ب ِال َنّهَارِ‪ .‬ر َ َ‬
‫عمر بذلك‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫والأنجال‪ :‬الغدور و َاحِده َا نجل‪ ،‬والتريب‪ :‬الأَ رْض‪ .‬و َق َوله‪]ِ :‬إلَى أَ ن ترْتَفع الثر يا[ ف َِإن ]مُب ْت َدأ[ طُلُوع الثر يا فِي الن ّصْ ف من مي ّة و َه ُو َ‬
‫الصّ يف‪ .‬ف َأَ مره ْم أَ ن ]يختلوا[ ع َن موضعهم ح ََت ّى ترْتَفع الثر يا‪ .‬يَعْنِي ح ََت ّى يخرج عَنْه ُم الر ّبيع كل ّه و َه ُو َ ]الْف َصْ ل[ ‪،‬‬
‫برا الشتَاء واستقبل َ‬
‫كثْر َة ال ْمَو ْت‪.‬‬ ‫الصّ يف فراء‪ِ .‬إن َ‬
‫الصّ يف أصح ّ من الْف َصْ ل لذهاب ندوة الأَ رْض و َانْقِطَاع بعوضها والعلل و َ َ‬ ‫ويشت ّد َ‬
‫َيف ]صحتكم[ بهَا وَهِي أوبى بِلَاد الل ّٰه‪ ،‬فَق َالُوا‪] :‬ن َأْ ك ُل[ الثوم والتريب على الر ِّيق و‬
‫خي ْب َر‪ :‬ك َ‬
‫ل ليهود َ‬
‫رُوِيَ ع َن عمر بن الْخطاب ]أَ نه[ قَا َ‬
‫]نشرب[ السكر عَلَيْه ِ‪ ،‬وَخُر ُوج مِنْهَا ِإذا ]طلعت[ الثر يا ح ََت ّى ترْتَفع‪ ،‬و َال ْمَب ِيت بالبقاع‪ ،‬والنجل تحتنا أَ لا‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫جامع ما يستشفى به للمر يض وما يرجى له وما يخشى عليه‬ ‫‪٤٧‬‬

‫جامع ما يستشفى به للمر يض وما يرجى له وما يخشى عليه‬ ‫‪٤٧‬‬

‫ثم ّ اطر َحه ُ فِي م َاء و َليكن أول شَيْء تشربه بهَا ف َ َإن ّك تسلم‬
‫يصيبنا‪ .‬ف َأَ عْرض ع َن اب ْن عب ّاس أَ نه قَالَ‪ِ :‬إذا قدمت أَ رضًا قبضت من ترابها‪َ ،‬‬
‫ِإن شَاء َ الل ّٰه من وباء الأَ رْض‪.‬‬
‫)ج َامع م َا يستشفى بِه ِ لل ْمَرِ يض وَم َا يُرْجَى لَه ُ وَم َا يخ ْش َى عَلَيْه ِ(‬
‫وَع َن الْحسن أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬الطّيب نشرة‪ ،‬و ُ‬
‫َالر ّكُوب نشرة‪ ،‬و َ‬
‫َالن ّظَر ِإلَى الخضرة نشرة "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬والنشرة كل ّما خفف ع َن ال ْمَرِ يض و َأدْخل عَلَيْه ِ َ‬
‫الر ّاح َة‪.‬‬ ‫قَا َ‬
‫كمَاء‪ :‬علاج الْجَسَد فِي ثَلَاثَة أَ شْ يَاء من غير علاج‪ :‬رايحة طيب َة‪ ،‬وَحَدِيث حسن‪ ،‬و َخبر صَالح‪.‬‬
‫ل الْح ُ َ‬
‫و َقَا َ‬
‫ل د َاء من ثَلَاثَة من برد أَ و تَعب أَ و شبع "‪ .‬و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من ]أدفأ[‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬بَد َأَ ك ّ‬
‫و َقَا َ‬
‫طَرفَيْه ِ لم يضرّه ُ ال ْبرد شَيْء من جسده "‪.‬‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ل َا تيأسوا من مريضكم م َا د َام َ يطرف "‪ .‬و َدخل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ على مَر ِيض و َأَ هله يعرضون عَلَيْه ِ‬
‫و َقَا َ‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ل َا تك ْره ُوا مرضاكم على ال َ ّ‬
‫طع َام ف َِإن الل ّٰه يُطعمه ُ ْم ويسقيهم "‪.‬‬ ‫ال َ ّ‬
‫طع َام فَق َا َ‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬تعشوا و َلَو على تَم ْر َة ف َِإن ترك ال ْعشَاء مهوسة "‪.‬‬
‫و َقَا َ‬

‫و َأه ْديت لَه ُ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ سفرجلة ُأوتِي َ بهَا من الطايف فَق َالَ‪ " :‬نِعْم ال َ ّ‬
‫طع َام السفرجل يطيب الْف َم و َيذْهب ضخاء ال ْقلب " يَعْنِي‬
‫الضخاء‪ :‬و َه ُو َ م َا يغشي ال ْقلب‪.‬‬
‫وَع َن الْحسن أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬م َا من رمّانة ِإ َلّا وفيهَا قَطْر َة من م َاء الجن ّة "‪ .‬وَع َن عَليّ بن أبي طَالب أَ نه قَالَ‪:‬‬
‫كلوا ]الرمّان[ بشحمه ف َِإ َن ّه ُ يدبغ الْمعدة‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪] " :‬شكا[ نَبِي من الْأَ ن ْب ِيَاء ِإلَى الل ّٰه الضعْف ف َأوحى الل ّٰه ِإلَيْه ِ أَ ن‬
‫و َقَا َ‬
‫اطبخ ال َ ّلح ْم ب َِالل ّبنِ‪ ،‬و َليكن َطع َامك ف َِإن ِ ّي جعلت ف ِيه ِ الْق ُ َو ّة و َال ْبرك َة "‪.‬‬
‫]مرهم[ ي َأْ ك ُلُوا ال ْبيض بالحيتان‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن نَبيا من الْأَ ن ْب ِيَاء ]شكا[ ِإلَى الل ّٰه قلّة نسل قومه ف َأوحى الل ّٰه ِإلَيْه ِ أَ ن ْ‬
‫ثم ّ كُله ف َِإ َن ّه ُ يرجع ِإلَي ْك م َا‬
‫ل لَهُ‪ " :‬عَلَي ْك ب ِال َ ّلح ْ ِم فاطبخه ب َِالل ّبنِ‪َ ،‬‬
‫و ]شكا[ رجل ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ]قلّة[ ا ْلجِمَاع فَق َا َ‬
‫كنت تعرب من جماعك "‪.‬‬
‫وَك َانَ عَليّ ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬يَق ُول‪ :‬كلوا ال َ ّلح ْم ف َِإ َن ّه ُ ين ْبت ال َ ّلح ْم‪ .‬وَك َانَ عمر بن الْخطاب يَق ُول‪ :‬كلوا ال َ ّلح ْم ف َِإ َ ّنهَا شَ ج َر َة الْع َر َب َال ّتِي تن ْبت‬
‫مِنْهَا لـِكَثْر َة أكله َا ب ِال َ ّلحْمِ‪.‬‬
‫ل لَهَا‪ :‬م َا طَع َامكُمْ؟ قَالَت‪ :‬ال َ ّلح ْم‪ .‬قَالَ‪ :‬وَم َا شرابكم؟‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس قَالَ‪ :‬قَالَت امْرَأَ ة لاسماعيل بن ابراهيم‪ :‬انْز ِلْ نُطْع ِمك ونسقيك‪ .‬فَق َا َ‬
‫قَالَت‪ :‬المَاء‪ .‬قَالَ‪ :‬ب َارك الل ّٰه لـكم فِي ال َ ّلح ْم و َال ْمَاء‪.‬‬
‫ل سعيد بن جُبَير‪ :‬فَلَو أَ ن إنْس َانا أخلا عَلَيْهِم َا بِغَي ْر مكثر وجعلة‪ ،‬و َلَو أخلا بمك ّة لم يوجعه بَطْنه‪ .‬وَع َن مولى ل ِاب ْ ِن أبي ربيع َة وَك َانَ يقْرَأ‬
‫قَا َ‬
‫الت ّوْر َاة قَالَ‪ :‬ال َ ّلح ْم فِي َ‬
‫الت ّوْر َاة ساموع باصور‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل أَ ي ْضا ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬من ترك ال َ ّلح ْم أَ رْبَع ِينَ يَوْم ًا ]ساءت[‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ال َ ّلح ْم السمين يخرج ال َد ّاء "‪ .‬و َقَا َ‬
‫خلقه "‪.‬‬
‫الرأّْ س ويستحيل مِن ْه ُ الضوم‪.‬‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن ل ُ ْقم َان الْحَكِيم قَالَ‪ :‬طول الْجلُُوس على الْحَاجة يوجع الـكبد ويهيج البواسير ويثير الحر ّ فِي َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣١‬‬
‫مزاج الأطعمة والأشربة واللحمان والإدام والثمار والبقول والر ياحين ومعرفة ما فيها من العلاج والأشفية‬ ‫‪٤٨‬‬

‫وَع َن عَليّ ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬من أحب ال ْبَق َاء وَل َا بَق َاء فليباكر بالغداء وليقلل مجامعة النِّسَاء‬
‫ويتخفف الر ِ ّد َاء "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫قد قيل فِي الر ِ ّد َاء ِإ َن ّه الد ّين‪ ،‬و َقد قيل‪ِ :‬إ َن ّه الر ِ ّد َاء بِعَي ْن ِه‪ .‬وَع َن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬ل َا تديموا الْجلُُوس فِي‬
‫الل ّو ْن وٺثير ال َد ّاء الدفين "‪.‬‬
‫الث ّو ْب و َتغ َير َ‬
‫شمْس ف َِإ َ ّنهَا تكسل الْجَسَد وٺثقل الر ّيح وتخلق َ‬
‫ال َ ّ‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ال َ ّ‬
‫شمْس مكسلة للجسد مثقلة للريح ]مبلاة[ للثوب مثيرة للداء الدفين "‪.‬‬
‫شف َاء "‪.‬‬ ‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لعَلي‪ " :‬ل َا تسْتَقْبل ال َ ّ‬
‫شمْس واستدبرها ف َِإن فِي استقبالها د َاء و َفِي استدبارها ِ‬ ‫قَا َ‬
‫ل ف َِإ َن ّه ُ مبارك "‪.‬‬
‫ل لَهُ‪ " :‬تحول ِإلَى الظ ّ‬ ‫وَع َن أبي شه َاب أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ رأى رجلا فِي ال َ ّ‬
‫شمْس فَق َا َ‬
‫الصّ الح ح ََت ّى تولى ِإلَى الظلّ؟ ]فاستجب[ لَه ُ و َفرج ع َنه ُ‪.‬‬
‫وحدّث بِه ِ ن َاف ِـع الْمقري فَق َالَ‪ :‬أما سَم ِعت دَعْو َة الرجل َ‬
‫)صفحة فارغة(‬

‫مزاج الأطعمة والأشربة واللحمان والإدام والثمار والبقول والر ياحين ومعرفة ما فيها من‬ ‫‪٤٨‬‬
‫العلاج والأشفية‬

‫)مزاج الْأَ طْ عِم َة والأشربة واللحمان والإدام و َالثِمَّار والبقول والر ياحين وَمَعْرِف َة م َا ف ِيهَا من العلاج والأشفية(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ركبت الْأَ طْ عِم َة كل ّها والأشربة و َالثِمَّار والر ياحين من الأخلاط الْأَ رْبَع َة من الحر ّ‪ ،‬و َال ْبرد واليبس‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬فَمَا ك َانَ مِنْهَا م ُوَافقا لطبائع‬
‫الانسان لم يبلغ حرّه‪ ،‬وَل َا برده‪ ،‬وَل َا رطوبته‪ ،‬وَل َا يبسه سمي معتدلاً‪.‬‬
‫وَم َا ج َاوز ال ِاعْتِد َال من ذَل ِك جُزْء أَ رْبَع َة أَ جز َاء وح ّد أَ رْبَع َة حُد ُود‪ ،‬فَمَا ج َاوز ال ِاعْتِد َال باليسير نسب ِإلَى الْجُز ْء الأول‪ ،‬والح ّد الأول‬
‫الث ّانِي والح ّد َ‬
‫الث ّانِي‪ ،‬وَم َا قوي من‬ ‫ل أَ ي ْضا نسب ِإلَى الْجُز ْء َ‬ ‫من الْحَرَار َة‪ ،‬أَ و ال ْب ُر ُود َة‪ ،‬أَ و ُ‬
‫الر ّطُوبَة‪ ،‬أَ و اليبوسة‪ ،‬وَم َا ج َاوز ذَل ِك ال ْيَسِير ب ِالْق َلِي ِ‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬وَم َا أفرط فِي الْق ُ َو ّة وأضر بطبائع الْجَسَد ح ََت ّى يفْسد ويمرض نسب ِإلَى الْجُز ْء َ‬
‫الر ّاب ِـع‬ ‫الث ّال ِث والح ّد َ‬
‫ذَل ِك وأربى نسب ِإلَى الْجُز ْء َ‬
‫والح ّد َ‬
‫الر ّاب ِـع‪.‬‬
‫فَيَن ْبَغ ِي لل ْإنْس َان أَ لا يُصِ يب من الْأَ طْ عِم َة والأشربة ِإ َلّا م َا ]و َافق[ مِنْهَا طبائع جسده وعدلها ح ََت ّى يكون مزاجها معتدلاً‪ ،‬و َأَ نه ِإن بغى‬
‫طع َام و َالشر َاب وبضده ح ََت ّى يكسر بِه ِ م َا بغى عَلَيْه ِ من طبائعه‪.‬‬
‫عَلَيْه ِ شَيْء من طبائعه أَ ن يل ْزم من ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪ِ ،‬إ َ ّنهَا ركبت من الأخلاط الْأَ رْبَع َة‪ :‬من‬
‫هي َ قوامه أَ رْبَع َة وَهِي‪ :‬ال َد ّم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والمر ّة‪ ،‬الحرماء‪ ،‬والمر ّة ال َ ّ‬
‫ف َِإن طبائع الْجَسَد َال ّتِي ِ‬
‫مرة‪ ،‬والمر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‬ ‫الْحَرَار َة‪ ،‬والبرودة‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬واليبوسة‪ ،‬فالدم حارّ رطب ح ُل ْو‪ ،‬والبلغم ب َارِد رطب مالح‪ ،‬والمر ّة ا ْلحم َ ْرَاء حارّة يابسة ّ‬
‫ب َارِد َة يابسة حامضة‪.‬‬
‫ل ب َارِد ي َاب ِس حامض‪.‬‬ ‫ف َِإذا بغى عَلَيْه ِ ال َد ّم و َه ُو َ حارّ رطب ح ُل ْو لزم من ال َ ّ‬
‫طع َام و َالشر َاب ك ّ‬
‫ل حارّ ي َاب ِس‪.‬‬ ‫و َِإذا بغى عَلَيْه ِ البلغم و َه ُو َ ب َارِد رطب مالح لزم من ال َ ّ‬
‫طع َام و َالشر َاب ك ّ‬
‫ل رطب ب َارِد مالح‪.‬‬ ‫مرة لزم من ال َ ّ‬
‫طع َام و َالشر َاب ك ّ‬ ‫و َِإذا بَغت عَلَيْه ِ المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء وَهِي حارّة يابسة ّ‬
‫ل رطب حارّ ف َِإ َن ّه ُ ِإذا فعل اعتدل مزاجه‪ ،‬و َمن‬ ‫سوْد َاء وَهِي ب َارِد َة يابسة حامضة لزم من ال َ ّ‬
‫طع َام و َالشر َاب ك ّ‬ ‫و َِإذا بَغت عَلَيْه ِ المر ّة ال َ ّ‬
‫الص َح ّة وجانبه السقم ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫اعتدل مزاجه لَز ِمته ِّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٢‬‬
‫‪ ٥٠‬مزاج القطاني وما فيها من العلاجات‬

‫ل عبد ]الْملك[ ‪:‬‬


‫قَا َ‬
‫ومر‪ ،‬وحامض‪ ،‬ومالح‪ .‬و َف ِيه أَ رْبَع َة أمزجة‪ :‬حرارة‪ ،‬وبرودة‪ ،‬ويبوسة‪ ،‬ورطوبة‪.‬‬ ‫و َال َ ّ‬
‫طع َام و َالشر َاب كل ّه على أَ رْبَع َة أوجه‪ :‬ح ُل ْو‪ّ ،‬‬
‫فالحلو كل ّه حارّ رطب‪ ،‬والمر ّ كل ّه حارّ ي َاب ِس‪ ،‬والحامض كل ّه ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬والمالح كل ّه ب َارِد رطب‪ ،‬وَم َا فسر ل َك ذَل ِك نوعا نوعا ووجها ً‬
‫ل نوع مِن ْه ُ من العلاجات والأشفية على م َا بَلغنِي علمه‬
‫و َجها من الْأَ طْ عِم َة‪ ،‬والأشربة‪ ،‬واللحمان‪ ،‬و َالثِمَّار‪ ،‬والر ياحين‪ ،‬والبقول‪ .‬وَم َا فِي ك ّ‬
‫الطب من علم النبؤة بتِ َ ْقدِير الْعَزِيز الْعَل ِيم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و َبلغ كشفي م َِم ّن ك َلمته ف ِيه ِ واستوضحته ِإ َي ّاه من أهل ال ْعلم بِه ِ‪ ،‬ف َِإن أصل علم‬

‫مزاج القمح والشعير وما فيهما من العلاجات‬ ‫‪٤٩‬‬

‫)مزاج الْقَمْح و َالشع ِير وَم َا فيهم َا من العلاجات(‬


‫ل عبد الْملك بن حبيب رَض ِي الل ّٰه ع َنهُ‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫حب الْقَمْح وخبزه حارّ رطب فِي الْجُز ْء الأول‪ ،‬و َا ْلخـب ْز النقي من الْقَمْح قد يعْقد ال ْب َطن و َيجْع َل من المرهمات و َيُوضَع على ال ْم َوَاضِـع‬
‫ّ‬
‫َال ّتِي ف ِيهَا الْحَرَار َة فينفع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫و َا ْلخـب ْز الخشكار‪ :‬ف ِيه ِ بعض الْحَرَار َة لمَك َان النخالة و َه ُو َ سر يع الْخُر ُوج من ال ْب َطن‪.‬‬
‫و َا ْلخـب ْز الفطير‪ :‬أبقى فِي الْجِس ْم من ا ْلخـبز الخمير‪ ،‬و َأكْ ثر ر ياحا ًفِي ال ْب َطن‪.‬‬
‫ولباب الْقَمْح‪ :‬ينفع من الخشونة فِي الْحلق و َمن الكلف فِي ال ْوَجْه ِإذا طي ِّب‪ ،‬وخلط ب ِال ْمَاء ِ والزعفران وطلي بِه ِ ال ْوَجْه‪.‬‬
‫سوِ يق الْقَمْح‪ :‬حارّ لدن و َف ِيه بعض النفخة‪ ،‬ونخالة ال َد ّق ِيق )الطحين( ِإذا انقعت فِي المَاء َ‬
‫ثم ّ مرست وصفيت و َجعل من م َائِهَا حسوى‬ ‫وَ َ‬
‫خلط ب ِشَيْء من السكر وزيت اللوز أنضج م َا فِي ُ‬
‫الصّ د ُور ونفع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫و َِإذا مضغ الْقَمْح ف َوضع على الورم فِي بَدْء م َا يظْهر‪ ،‬و َفِي م َوضِـع عضة الْك َل ْب وَم َا يكون من ورم قبل العضة ف َِإ َن ّه ُ لاختلاطه بقر ّة الر ِّيق‬

‫وحب القرع فِي ال ْب َطن‪ ،‬والقمح ِإذا سخ ِّن ح ََت ّى يخرج مِن ْه ُ‬
‫ّ‬ ‫]ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه[ ‪ ،‬والقمح ِإذا أكل و َه ُو َ غير مطبوخ وَل َا مقلي ولد ال ُد ّود‪،‬‬
‫عرق شَبيه بالدهن وطلي بِه ِ على القوباء والحزازة نَفعه َا ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫وخمير عجين الْقَمْح‪ :‬ف ِيه ِ بعض الْحَرَار َة و َه ُو َ يحلل الورم وينضح الْحَرَار َة والدمل ِإذا وضع على ذَل ِك م َ َع الد ّهن‪.‬‬
‫ك أَ نه يطْبخ ح ََت ّى يغلظ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫ل نفع ب ِِإذن الل ّٰه من الْح َيَ ّات والعقارب‪ ،‬وَذَل ِ َ‬ ‫والعجين‪ِ :‬إذا اختمر و َلم يُجَاوز ح ّد الاختمار‪َ ،‬‬
‫ثم ّ أغلي م َ َع الْخ ّ‬
‫م واللدغ‪.‬‬
‫يطلى بِه ِ على م َوضِـع الس ّ‬
‫فيبث فِي المَاء‪َ ،‬‬
‫ثم ّ صفي و َجعل مِن ْه ُ وزن دانق من طباشير و َوزن دانق من‬ ‫ّ‬ ‫وخمير عجين الْقَمْح ال َد ّق ِيق‪ :‬الْمعدل فِي الاختمار ِإن أَ خذ‬
‫ثم ّ سقِِي مِن ْه ُ الصبيّ ال َ ّذ ِي بِه ِ ا ْلحمى والعطش والبطن‪ ،‬نفع ب ِِإذن الل ّٰه‪ ،‬و َسكن المر ّة‪ ،‬وأطفأ‬
‫سكر طبرزد‪ ،‬و َوزن قيراطين من زعفران‪َ ،‬‬
‫الْع َطش‪ ،‬وجسر ال ْب َطن لما ك َانَ من الحموضة م َ َع م َا ف ِيهَا من الْحَرَار َة‪.‬‬
‫يجْع َل ]مثل[ من زعفران‪ ،‬و ]مثل[ من قاقلة‪ ،‬ومثلا ً من ورد يسحق‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يجمع‪ .‬فَيجْ ع َل مِن ْه ُ أَ ق ْرَاص‪ ،‬و َيجْع َل‬ ‫و َت َ ْفسِير الطباشير‪ :‬أَ نه َ‬
‫مَع َه سكر فَذ َل ِك الطباشير‪.‬‬

‫مزاج القطاني وما فيها من العلاجات‬ ‫‪٥٠‬‬

‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٣‬‬
‫مزاج اللحمان من الأنعام والطير والحيتان والبيض‬ ‫‪٥١‬‬

‫و َالشع ِير‪ :‬وخبزه ب َارِد فِي الْجُز ْء الأول من ال ْب ُر ُود َة‪ ،‬و َف ِيه بعض اليبس‪ ،‬ويبسه من ق ِب َل قشره‪ ،‬و َِإذا نقي وقشر وطبخ ب ِال ْمَاء ِ صَار ب َارِد ًا‬
‫رطبا‪ .‬و َخبر الشّعير أَ ضْ ع َف غذ َاء من خبز الْقَمْح و َف ِيه بعض النفخة‪ .‬وَم َاء الـكشك‪ :‬يليّن َ‬
‫الصّ دْر‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل‪ ،‬و يعطلى بِه ِ و َه ُو َ فاتر‬
‫ْس كليّن الـكشك‪ .‬و َت َ ْفسِير‬ ‫الكلف ال َ ّذ ِي فِي ال ْوَجْه يذهبه ب ِِإذن الل ّٰه‪ .‬و َ َ‬
‫سوِ يق الشّعير‪ِ :‬إذا طبخ فيشرب م َائه يحبس ال ْب َطن‪ ،‬و َه ُو َ ليّن و َلَي َ‬
‫الـكشك‪ :‬أَ ن يقشر الشّعير‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدشّ ش فيطبخ فتلينه ه ُو َ الـكشك‪.‬‬
‫)مزاج القطاني وَم َا ف ِيهَا من العلاجات(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫الفول‪ ،‬صنفان‪ :‬أَ خْ ض َر و يابس‪ ،‬والأخضر مِن ْه ُ رطب ب َارِد‪ ،‬واليابس ه ُو َ ِإلَى ال ْبرد واليابس م َا ه ُو َ‪ ،‬و َف ِيه النفخة‪ ،‬و َفِي قشوره بعض‬
‫عز وجلّ!‬
‫الْقَب ْض و َِإذا عجن الفول ال ْيَاب ِس وأجيد ف َوضع على م َوضِـع الْقَي ْح والرطوبة أذهبه ب ِِإذن الل ّٰه‪ّ ،‬‬
‫و َقد يدلك بِه ِ الكلف فِي ال ْوَجْه و َه ُو َ ِإذا أكل جيد للصدر والرئة ل ِأَ َن ّه ُ ليّن ينقي‪ ،‬و َِإذا طبخ ب ِال ْمَاء ِ َ‬
‫ثم ّ يسحق بشحم الحنظل و َوضع مثل‬
‫المرهم على النقرس ك َانَ جيدا ن َافِع ًا‪ ،‬و َِإذا طبخ ب ِال ْمَاء ِ والخل وخلط بدقيق الشّعير و َجعل مثل المرهم ف َوضع على‬
‫الوقي والورم والعصب القاسح وعَلى الثديين والأنثيين ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والح َِم ّص‪ :‬حارّ رطب فِي الْجُز ْء الأول وَله نفخة و يغذي الرئة أفضل م َا يغذي الْمعدة‪ ،‬و َِإذا اعتلت الرئة أَ و ك َانَ ف ِيهَا قرح ف َأخذ من‬
‫د َق ِيق الحمص فأغلي ب َِالل ّبنِ )الحليب( ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ حسا مِن ْه ُ ال ْمَرِ يض‪ ،‬نَفعه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫الل ّبن‪ .‬ويذيب ]الْحَصَاة[ َال ّتِي تكون فِي المثانة‪ ،‬و َيفتح‬
‫والح َِم ّص أَ ي ْضا ينزل ال ْبَو ْل و َدم الْحيَْضَة ِإذا طبخ بقشره‪ ،‬و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‪ ،‬و َفِي َ‬

‫وحب القرع ال َ ّذ ِي فِي ال ْوَجْه‪ ،‬و َِإذا سحق و َجعل‬


‫ّ‬ ‫السدد َال ّتِي تكون فِي الرئة‪ ،‬و َيصْ لح الْمعدة‪ ،‬والـكبد‪ ،‬و َيقتل ال ُد ّود ال َ ّذ ِي فِي ال ْب َطن‪،‬‬
‫حي ْثُ ك َانَ من الْجَسَد لي ّنه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫مِن ْه ُ شَبيه المرهم و َوضع على الورم َ‬
‫و َِإذا عجن بالعسل ف َوضع على القرحة نَفعه َا وأذهب رطوبتها‪ ،‬و َأفضل الح َِم ّص الْأسود‪.‬‬
‫واللوبياء‪ :‬قريب من والح َِم ّص و َه ُو َ ِإذا طبخ ف َشرب م َائه أنزل الْحيَْضَة‪.‬‬
‫صب عَلَيْه ِ م َاء آخر وطبخ ث َانيِ َة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ أكل‪ .‬عقل‬ ‫ّ‬ ‫ثم ّ صفي مِن ْه ُ المَاء الأول‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫والعدس‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس ولبابه يقبض ال ْب َطن و َِإذا طبخ َ‬

‫ال ْب َطن وقوى الْمعدة‪ ،‬و َِإذا نقي من قشره أضرّ بالبول‪ ،‬وأحبسه‪ ،‬و َأَ غ ْلظ ال َد ّم فِي ال ْع ُر ُوق و َلم يجر‪.‬‬
‫سوْد َاء‪ .‬و َِإذا طبخ وسحق وصنع مِن ْه ُ مثل المرهم ف َوضع على الورم الحارّ ونزف ال َد ّم برد و َحبس‬
‫و َمن أَ كثر من أكله ولّد فضول الْمعدة ال َ ّ‬
‫ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬

‫مزاج اللحمان من الأنعام والطير والحيتان والبيض‬ ‫‪٥١‬‬

‫ك أَ نه‬ ‫الث ّانِي من الْحَرَار َة‪ ،‬وَهِي ِإلَى ال َد ّو َاء أقرب مِن ْه ُ ِإلَى ال َ ّ‬
‫طع َام ِإذا تدوي بِه ِ ك َانَ أقوى مِن ْه ُ ِإذا أكل‪ ،‬وَذَل ِ َ‬ ‫والترمس‪ :‬حارّ فِي الْجُز ْء َ‬
‫حب القرع والدود ال َ ّذ ِي فِي ال ْب َطن ِإذا طبخ و َشرب بالعسل و َال ْمَاء الحارّ‪ ،‬و َِإذا طبخ َ‬
‫ثم ّ ذرّ فِي‬ ‫ّ‬ ‫ينقي المر ّة‪ ،‬ويهضم الفضول‪ ،‬و َيقتل‬
‫ل حِين‪.‬‬
‫شعْر ِإذا تعاهد ذَل ِك فِي ك ّ‬ ‫الْموضع ال َ ّذ ِي يُر ِيد ال ِْإنْس َان أَ لا ين ْبت ف ِيه ِ ال ّ‬
‫شعْر لم ين ْبت فِي ال ّ‬
‫الجلبان‪ :‬حارّ ليّن ن َاف ِـع صَالح للر ياح‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والسعال‪ ،‬يطفي المر ّة‪ ،‬ويسكن ال َد ّم‪ .‬ونقلته من غير تأليف ]اب ْن[ حبيب‪.‬‬
‫)مزاج اللحمان من الْأَ نْع َام و َالطير و َالْح ِيتَان و َال ْبيض(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪ ٥٢‬مزاج الألبان وما فيها من العلاجات‬

‫صة‪ ،‬فلحم ال ْب َقر و َال ِْإ ب ِل والتيوس الجبلية غليظ ب َارِد ي َاب ِس يُولد بغلظه ال َد ّم الغليظ‬
‫اللحمان وأنواعها فِي ا ْلجم ُْلَة حارّة رطب َة و َلك ُل مِنْهَا خ َا َ ّ‬
‫و يولد المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪.‬‬
‫وَلحم خصيان الْمعز وإناثها‪ :‬معتدل فِي الحر ّ‪ ،‬و َال ْبرد‪ ،‬والغلظ‪ ،‬والرطوبة غير أَ نه ِإلَى ُ‬
‫الر ّطُوبَة م َا ه ُو َ‪ .‬و َه ُو َ من َطع َام الأصحاء‪ ،‬الأقو ياء‪،‬‬
‫الضّ أْ ن أحرّ و َأَ غ ْلظ من لحم الْمعز‪ .‬و ]ال َ ّلح ْم[ المالح يَعْنِي القديد حارّ ي َاب ِس‪.‬‬ ‫ْس بِطَع َام المرضى وَل َا ُ‬
‫الضّ عَف َاء‪ ،‬وَلحم َ‬ ‫و َلَي َ‬
‫ك أَ َ ّنهَا تولد ال َد ّم ال َد ّق ِيق‬
‫ْس من َطع َام الأشدّاء الأقو ياء وَذَل ِ َ‬
‫لحم الجديان‪ ،‬والحملان‪ ،‬والعجول‪ :‬وَم َا صغر مِنْهَا و َه ُو َ أس ْرع انهضاما ً و َلَي َ‬
‫الرطب وَل َا خير ]فِي م َا[ صغر‬
‫ك م َا كبر مِنْهَا جدا ل َا خير ف ِيه ِ‪ .‬وأصح ّ ال َ ّلح ْم من ذَو َات الْأَ رْبَع‪ ،‬و َالطير م َا ك َانَ فتيا ً لَي َ‬
‫ْس بصغير جدا‬ ‫كثْر َة رطوبته وَكَذَل ِ َ‬
‫مِنْهَا جدا لـِ َ‬
‫وَل َا كَب ِير جدا‪.‬‬
‫وَلحم الطير‪ :‬أحرّ وأيبس من لُحُوم ذَو َات الْأَ رْبَع‪ ،‬فلحم ال َد ّج َاج والديوك حارّ معتدل‪ ،‬وَلحم الفراريخ ال ُذ ّكُور أحرّ وألطف ومرقتها تلين‬
‫ال ْب َطن‪.‬‬
‫وأخف م َا فِي الطير‬
‫ّ‬ ‫وَلحم الإوز والبط‪ :‬أحرّ و َأَ غ ْلظ من جَم ِيع الطير الأهلي‪ ،‬وَلحم ا ْلحمام حارّ رطب ينفع الكليتين و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ و َال َد ّم‪.‬‬
‫الْجنَاح والصدر‪ ،‬وبطون جَم ِيع الطير ]حارّة حَدِيد َة[ ‪.‬‬
‫شي ْئا م َِم ّا فِي بطونها‬
‫ل حرّا ً و َأَ ع ْدل من الأنسي مِنْهَا‪ ،‬و َقد يطعم ال ْمَرِ يض من جَم ِيع أَ ن ْوَاع الطير‪ ،‬وَل َا يطعم َ‬
‫وَلحم صَغ ِير و َحش الطير‪ :‬أق ّ‬
‫وأخف لحم الطير ال َد ّج َاج و َبعده الحجل واليمام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ك ل ِأَ ن بطونها حارّة حَدِيد َة‪.‬‬
‫وَذَل ِ َ‬
‫وَلُحُوم البراطيل‪ :‬تزيد فِي ال ْمَنِيّ‪.‬‬
‫وَلُحُوم طير المَاء‪ :‬رطب َة غَلِيظَة ل ِأَ َ ّنهَا تغذى بالحشيش والسمك و َه ُو َ أرطب و َأَ غ ْلظ من الْأَ ه ْل َِي ّة والحبسية‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ك ل ِأَ َن ّه ُ ِإن صنع بالخل احْ تمل‬
‫الصّ ن ْع َة َال ّتِي يصنع بهَا كاختلاف لحومه وَذَل ِ َ‬
‫وَجَم ِيع م َا ذكرت من أَ ن ْوَاع لحم الطير والأنعام قد يخ ْتَلف عِن ْد َ‬
‫ق َُو ّة الْخ ّ‬
‫ل و َتغ َير ِإلَيْه ِ‪ ،‬و َِإن عمل بالحبوب تغير ِإلَيْهَا و َاحْ تمل قوتها و َِإن شوي ك َانَ على قوته‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫وبيض ال َد ّج َاج‪ :‬معتدل وبياضه غليظ ب َارِد بطئ الانهضام‪ ،‬و ]قشر[ ال ْبيض‬

‫مزاج الألبان وما فيها من العلاجات‬ ‫‪٥٢‬‬

‫حسن ج َاف لطيف ينفع من ال ْبيَاض فِي ال ْعين ِإذا سحق واكتحل بِه ِ و َحده‪ ،‬أَ و م َ َع الْأَ ْدوِ يَة و َقد ينفع بَيَاض ال ْبيض وصفرته وقشوره‬
‫من أوجاع ال ْعين‪ .‬و َيُوضَع عَلَيْهَا مثل المرهم‪ ،‬ينفع بياضه الصافي من الحر ّ والورم فِي ال ْعين‪ ،‬وقشره ينفع من ال ْبيَاض‪ ،‬و َقد تسْتَعْمل‬
‫صفرته فِي المرهمات َال ّتِي تُوضَع على الأورام الحارّة‪ ،‬و يطعمها من ك َانَ فِي أمعائه قرح َة‪ ،‬و يحتقن بهَا من ك َانَ فِي بَطْنه أَ و أمعائه بتر‬
‫وقروح‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫والسمك الطري‪ :‬كُله فِي ا ْلجم ُْلَة ب َارِد رطب‪ ،‬والنهري أرطب من البحري‪ .‬المالح من السّمك حارّ حَدِيد‪ .‬وَجَم ِيع أَ ن ْوَاع السّمك الطري‬
‫ِإذا شوي و َأكل حارّ ف َِإ َن ّه ُ يز ِيد فِي ال ْمَنِيّ و بخاصة شحمه‪.‬‬
‫ك أَ ن السّمك ِإ َن ّمَا ه ُو َ م َا ك َانَ لَه ُ بيض‪،‬‬
‫وسمك ال ْب َحْ ر‪ :‬ل َا يقدر على تَم ْي ِيزه و ]تصنيفه[ ِإ َلّا أَ ن فِي ال ْب َحْ ر دَو َاب تسمّى سمك ًا و َلَيْسَت‪ .‬وَذَل ِ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٥‬‬
‫مزاج السمن والزيت ومنافعهما‬ ‫‪٥٣‬‬

‫و َخلق من ال ْبيض‪ .‬وَم َا ك َانَ مِن ْه ُ ِإ َن ّمَا يلد وَل َا بيض فَلَي َ‬
‫ْس بسمك‪ ،‬و َقد يشبه بعضه لحم السّمك‪ ،‬و َيُشبه لحم بعضه لحم الْأَ نْع َام‪ ،‬و َقد‬
‫ْس بسمك‪،‬‬
‫يعرف السّمك من غير السّمك بِغَي ْر ال ْبيض‪ ،‬يعرف أَ ي ْضا بالسنبق فَمَا ك َانَ لَه ُ سنبق فَه ُو َ سمك‪ ،‬وَم َا لم يكن ]لَه ُ[ سنبق فَلَي َ‬
‫و َِإ َن ّمَا ه ُو َ من دَو َاب ال ْب َحْ ر‪.‬‬
‫)مزاج الألبان وَم َا ف ِيهَا من العلاجات(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫الل ّبن‪ :‬كُله فِي ا ْلجم ُْلَة ب َارِد رطب ِإ َلّا أَ ن لبن ]ال ْب َقر[ غليظ‪ ،‬و َلبن ال ِْإ ب ِل‬
‫َ‬
‫الضّ أْ ن معتدل‪ ،‬و َلبن َ‬
‫الضّ أْ ن أغ ْلظ من لبن الْمعز رطب‪ ،‬والمخيض ألطف من الحليب وأيبس‪ .‬وألطف الألبان لبن النِّسَاء‪،‬‬ ‫لطيف‪ ،‬و َلبن َ‬
‫الصّ دْر‪ ،‬والقرح ال َ ّذ ِي‬
‫وأشبه لبن النِّسَاء لبن الأتن‪ ،‬و َفِي لبن الأتن م َنَاف ِـع لمن ك َانَ بِه ِ إفراط حرارة ويبس‪ ،‬و َلمن ك َان َت بِه ِ أوجاع َ‬
‫الن ّاس‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يلَِيه ِ فِي اللطافة من الألبان ألبان ال ِْإ ب ِل و َقد يُطلق‬ ‫فِي الأمعاء‪ ،‬ووجع الكليتين‪ ،‬والسعال‪ ،‬و َف ِيه لطافة مشاكلة لرطوبة طباع َ‬
‫ال ْب َطن‪ ،‬وينفع من ك َانَ بِه ِ المَاء الْأَ صْ ف َر ِإذا شربه‪ ،‬وينفع أَ ي ْضا من ورم ]الطحال[ ‪ ،‬و َين ْقص الورم‪ ،‬و يعطوا الْجَسَد‪.‬‬
‫ك أَ ن ]يُؤْخ َذ[ لبن الْمعز فَيجْ ع َل‬
‫و َلبن الْمعز‪ِ :‬إذا غلي وطبخ ينفع من السعال‪ ،‬وقروح الأمعاء‪ ،‬وقرح الكليتين‪ ،‬وقرح الرئة والمثانة وَذَل ِ َ‬
‫الل ّبن فيغلي بهَا ح ََت ّى ينشف بعض لدونته‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يسقى مِن ْه ُ ال ْم ُحْ تَاج ِإلَيْه ِ كل يَو ْم‬ ‫يجْع َل َ‬ ‫ثم ّ ]يُؤْخ َذ[ الحصب أَ و الْحَدِيد فتحمى‪َ ،‬‬
‫ثم ّ َ‬ ‫فِي قدر َ‬
‫ب ِقدر ح َاجته‪.‬‬
‫تح ْت َه ُ ن َار لين َة ح ََت ّى يذهب المَاء و َيبقى َ‬
‫الل ّبن‪.‬‬ ‫و َقد يطْبخ أَ ي ْضا على و َجه آخر‪ :‬يُؤْخ َذ مكيال من لبن‪ ،‬ومكيال من م َاء فَيجْ ع َل فِي قدر فيوقد َ‬
‫و َقد يطْبخ مَع َه وزن مثالين أَ و ثَلَاثَة من الخشخاش و َه ُو َ زر يعة ُ‬
‫الن ّعْم َان ال ْـكَب ِير‬
‫و َشَيْء من طبرزد‪ .‬وَر ُبمَا طبخ مَع َه من الـكثيراء و َوزن مثقالين أَ و ثَلَاثَة فينفع ب ِِإذن الل ّٰه من السعال‪.‬‬
‫و َلبن ال ْب َقر‪ :‬الحليب ف َِإ َن ّه ُ ل َا ]يسقى[ لشَيْء من الأوجاع ِإ َلّا ال ْقرح يكون فِي الْأَ ْرح َام وسقيه مطبوخ أَ و حليب حارّ‪ ،‬ومخيض لبن ال ْب َقر‬
‫شف َاء من أمراض ش ََت ّى‪ ،‬و َه ُو َ جيد من السلّ‪ ،‬و َمن الْحَرَار َة فِي الـكبد‪ ،‬وهزالها وضعفها‪ ،‬و َه ُو َ يز ِيد فِي ال ْمَنِيّ م َا لم تشد حموضته‪ .‬و َلبن‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫احمض جدا‪ ،‬ك َانَ ب َارِد ًا‪ ،‬ي َابسا‪.‬‬ ‫ال ْب َقر أَ زِيد فِي ال ْمَنِيّ من سَائ ِر الأسمان والألبان‪ ،‬والمخيض من جَم ِيع الألبان ب َارِد رطب ف َِإذا‬
‫و َأما ا ْلجـُب ْن‪ :‬ال َ ّذ ِي يعْمل من لبن الْمعز فينفع من اليرقان و َه ُو َ صفر َة الْع َينَيْنِ والجسد‪ ،‬و َيخرج المر ّة ال ْمُحْتَرِق َة ِإذا شرب مِن ْه ُ قدر صَغ ِير‬
‫ب ِقدر ق َُو ّة شَاربه عَلَيْه ِ و َبِمَا خلط م َ َع القرطم المدقوق و َه ُو َ زر يعة العصفر‪.‬‬
‫و َلبن َ‬
‫الضّ أْ ن‪ :‬يشبه لبن الْمعز غير أَ نه أغ ْلظ وأسمن من لين الْمعز‪.‬‬

‫مزاج السمن والزيت ومنافعهما‬ ‫‪٥٣‬‬

‫واللين كل ّه قد يس ْرع َ‬
‫الت ّغْي ِير فِي الْجوف والانقلاب ِإلَى الْغ َال ِب من الأخلاط‪ِ :‬إن صَار َت المر ّة غالبة فِي الْجوف انْق َلب ِإلَيْهَا‪ ،‬و َِإن صَار‬
‫ثم ّ يشرب َ‬
‫الل ّبن‬ ‫الل ّبن الحليب‪ .‬فلَذَل ِك يَن ْبَغ ِي لمن أَ ر َاد َ شربه أَ ن يبْد َأ بنفض م َا فِي بَطْنه من الأوساخ‪َ ،‬‬
‫صة[ َ‬
‫البلغم غَالب انْق َلب ِإلَيْه ِ ]خ َا َ ّ‬
‫ف َِإ َن ّه ُ من شربه بعد نفض بَطْنه ان ْتفع بِه ِ وَز َاد عضوة للجسد‪ ،‬و َمن شربه قبل إنفاض بَطْنه ضرّه‪ ،‬وانقلب ِإلَى ال ْغ َال ِب من أخلاطه‪ .‬و َلبن‬
‫أرق الألبان من ال َ ّذ ِي يكون بعد م َا يبس المرعى‪.‬‬
‫الر ّبيع ّ‬
‫والجـبن الرطب‪ :‬كل ّه فِي ا ْلجم ُْلَة م َا ك َانَ مِن ْه ُ من الْمعز‪ ،‬أَ و َ‬
‫الضّ أْ ن‪ ،‬أَ و ال ْب َقر غليظ بطئ الانهضام‪ ،‬و َِإذا ك َانَ بالعسل فَه ُو َ سر يع الانهضام‬
‫وَل َا يضرّ عِن ْد ذَل ِك‪.‬‬
‫سوْد َاء ل ِأَ َن ّه ُ يولّد ال ْفضل الغليظ‪ ،‬و يولّد‬
‫ل م َا عتق ازدادت حرارته وولّد ال َد ّم الغليظ ال َ ّذ ِي يولّد المر ّة ال َ ّ‬
‫والجـبن الْع َت ِيق‪ :‬حارّ ي َاب ِس وك ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٦‬‬
‫مزاج الأدهان‬ ‫‪٥٤‬‬

‫]الْحَصَاة[ فِي المثانة ل ِأَ ن ]الْحَصَاة[ ِإ َن ّمَا تكون من ال ْفضل الغليظ‪ .‬و َقد ينفع لباب ا ْلجـُب ْن ِإذا شوي ف َأكل بالخل من استطلاق ال ْب َطن‬
‫ِإذا لم تكن الْمعدة ضَع ِيف َة‪.‬‬
‫)مزاج السّمن و َ‬
‫َالز ّي ْت ومنافعهما(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫السّمن‪ :‬حارّ رطب يز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‪ .‬والبقري مِن ْه ُ خير من المعزي‪.‬‬
‫الز ّي ْت وأشفى وأصح ّ‪ ،‬وَم َا عتق من السّمن و َ‬
‫َالز ّي ْت ك َانَ أحرّ لَه ُ‪.‬‬ ‫َالز ّي ْت‪ :‬حارّ رطب و َه ُو َ دون رُطُوبَة السّمن‪ .‬و َالسمن أغذى من َ‬
‫و َ‬
‫م الْق َات ِل‪ ،‬و َمن لدغ الْح َيَ ّات والعقارب‪ ،‬و َه ُو َ جيد للحر ّ ال َ ّذ ِي يكون فِي فؤاد الصّ بيان‪ ،‬و َن َاف ِـع‬
‫و َِإذا شرب السّمن بالعسل ينفع من الس ّ‬
‫من الأورام والصلابة َال ّتِي تكون فِي الإحليل‪ ،‬و َمن القروح َال ّتِي تكون فِي الْأَ ْرح َام‪.‬‬
‫َالز ّي ْت صنفان‪ :‬صنف مِن ْه ُ يُق َال لَهُ‪ :‬ال ِْإنْف َاق‪ :‬يصنع من َ‬
‫الز ّي ْت ُون الغليظ‪ ،‬و َف ِيه‬ ‫و َ‬

‫مزاج الأدهان‬ ‫‪٥٤‬‬

‫حرارة يسير َة مختلطة بالبرودة و َلَيْسَت ف ِيه ِ رُطُوبَة‪ ،‬و َه ُو َ لطيف و َف ِيه قبض‪ ،‬ينفع الْمعدة و يقويها‪ ،‬وأجوده الْجَدِيد مِن ْه ُ‪ .‬و َِإذا ]عتق[‬
‫اشتدت حرارته وقل ّت ف ِيه ِ ق َُو ّة الْقَب ْض‪.‬‬
‫الز ّي ْت السوقي ال َ ّذ ِي يصنع من َ‬
‫الز ّي ْت ُون النضج و َه ُو َ حارّ رطب و َف ِيه قبض‪.‬‬ ‫وصنف مِن ْه ُ يُق َال لَهُ‪َ :‬‬
‫ل حرّا ً وَل َا خير ف ِيه ِ للمعدة لشدّة رطوبته‪ ،‬و َه ُو َ ِإذا شرب ينزل الْحيَْضَة‪.‬‬ ‫وزيت السمسم‪ :‬رطب جدا أرطب من ز َي ْت َ‬
‫الز ّي ْت ُون‪ ،‬وأق ّ‬
‫وزيت الْجَو ْز‪ :‬معتدل فِي الْحَرَار َة والرطوبة و َه ُو َ جيد للمعدة والكليتين‪.‬‬
‫ل حرارة ورطوبة و َه ُو َ جيد للمعدة‪ ،‬والرئة‪ ،‬والصدر‪ ،‬والكليتين‪ .‬و َيفتح السدد َال ّتِي تكون‬
‫وزيت اللوز الحلو‪ :‬أغذى من ز َي ْت الْجَو ْز‪ .‬وأق ّ‬
‫الث ّعْلَب و َه ُو َ الْأكل َال ّتِي ينتق مِن ْه ُ ال ّ‬
‫شعْر‪ ،‬وينفع من‬ ‫فِي الـكبد و ]الطحال[ ويذيب ]الْحَصَاة[ ‪ .‬و َينزل ال ْبَو ْل والحيضة‪ ،‬وينفع من د َاء َ‬
‫القوابي و َمن السعفة‪ ،‬وَهِي النشقرة‪ِ ،‬إذا طلي عَلَيْهَا‪.‬‬
‫الز ّي ْت وَلذَل ِك يطلى د َاء َ‬
‫الث ّعْلَب و يخلط‬ ‫أرق وألطف من َ‬ ‫وزيت الخرواع‪ :‬أحرّ هَذِه الز يوت كل ّها وأحرّ من ز َي ْت َ‬
‫الز ّي ْت ُون الْع َت ِيق‪ ،‬و َه ُو َ ّ‬
‫من المرهمات و َيش ْرب فَينزل الْحيَْضَة وينفض ال ْو َسخ من الْجوف‪.‬‬
‫وزيت الفجل‪ :‬أحرّ و َأَ غ ْلظ من دهن الخرواع‪.‬‬
‫)مزاج الأدهان(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫والأدهان َال ّتِي ]تذ َ َ ّوب[ بالر ياحين ٺتصرّف ِإلَى ق َُو ّة الر ياحين َال ّتِي‬
‫]ت َذوب[ بهَا و َِإن ك َان َت من السمسم أَ و من اللوز الحلو‪.‬‬
‫فدهن السوس‪ :‬حارّ لطيف يحلل وينفع من وجع الْأذن والأعضاء ذ َات العصب ِإذا بردت‪ ،‬و َينزل الْحيَْضَة‪.‬‬
‫ل حرّا ً مِن ْه ُ و يلين َ‬
‫الصّ دْر والجنبين ِإذا مزج بِه ِ‪.‬‬ ‫ودهن النرجس‪ :‬معتدل و َه ُو َ شَبيه بدهن السوسن و َه ُو َ أق ّ‬
‫ل حِين و يخلص م َا عمل من اللوز الحلو‪.‬‬
‫ودهن الخـيري‪ :‬معتدل لطيف م ُوَافق كل مزاج و َفِي ك ّ‬
‫ودهن البنفسج‪ :‬ب َارِد لطيف ينفع من الحرقة فِي َ‬
‫الرأّْ س والجسد‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٧‬‬
‫‪ ٥٥‬مزاج الثمار الخضرة واليابسة‬

‫ودهن الياسمين‪ :‬شَبيه بالبنفسج ِإ َلّا أَ ن ف ِيه ِ بعض الْقَب ْض وَلذَل ِك ينفع من القروح و َمن الحر ّ ال َ ّذ ِي يكون فِي ظَاهر الْجَسَد وباطنه‪ ،‬وينفع‬
‫ِإذا شرب أَ و احتقن بِه ِ من القروح فِي الأمعاء‪.‬‬
‫شعْر يقو يه ويشدده‪.‬‬
‫ودهن فاغية الحن ّاء‪ :‬معتدل فِي الحر ّ و َال ْبرد و َف ِيه قبض و َه ُو َ جيد من استرخاء ال ّ‬

‫مزاج الثمار الخضرة واليابسة‬ ‫‪٥٥‬‬

‫شق ِيق َة و َمن الر ِّي َاح َال ّتِي تكون فِي َ‬
‫الرأّْ س‬ ‫ودهن المرزنجوش‪ :‬حارّ لطيف‪ ،‬ينفع ِإذا استسعط من الشدّة َال ّتِي تكون فِي الدِّم َاغ و َمن ال َ ّ‬
‫ِإذا دهن بِه ِ‪.‬‬
‫)مزاج الثِمَّار الخضرة واليابسة(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫أخف‬
‫ّ‬ ‫مخ ْتَلف فِي الغلظ والخفة ب ِقدر أَ ن ْوَاعه ومنابته‪ ،‬فالأبيض مِن ْه ُ‬ ‫التِّين‪ :‬الأول الباكور معتدل فِي الْحَرَار َة والرطوبة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ سَائ ِر التِّين ُ‬
‫ك الْأسود‪ .‬والتين كل ّه أخضره و يابسه حارّ رطب غير أَ ن يابسه أش ّد حرا وأخضره أش ّد لدونة‪.‬‬
‫التِّين كل ّه والأحمر أغ ْلظ التِّين كل ّه وَكَذَل ِ َ‬
‫الصّ دْر والسعال و َينزل ال ْبَو ْل‪ ،‬وينفي الفضول‪ ،‬و يلين الأورام الصلبة َال ّتِي تكون فِي الـكبدة و‬
‫والتين أخضره و يابسه ينفع من وجع َ‬
‫]الطحال[ و َف ِيه شَيْء من نفخة‪.‬‬
‫كه َة و َه ُو َ حارّ رطب فِي الْجُز ْء الأول و َه ُو َ دون التِّين فِي‬
‫و َال ْع ِن َب‪ :‬أغذا الْف َا ِ‬
‫ل حراراة‪.‬‬
‫شدِيد الْحلََاو َة ك َانَ أحرّ وَم َا ك َانَ حامضا ً ك َانَ أق ّ‬
‫اللدونة والحرارة و َف ِيه شَيْء من نفخة‪ ،‬وَم َا ك َانَ مِن ْه ُ َ‬
‫و َقد يليّن ال ْب َطن ِإذا ك َانَ حلوا ً و َف ِيه شَيْء من قبض لمَك َان قشره وحب ّه وَلذَل ِك ه ُو َ أفضل فِي الْمعدة من التِّين‪.‬‬
‫و َال ْع ِن َب الْأَ ب ْي َض‪ :‬أبرد و َأَ غ ْلظ و َأَ بْطَأ انهضاما ًمن الْأَ حْم َر‪ ،‬و َالْأسود‪ :‬أش ّد حرّا ً وألطف‪ ،‬و َال ْع ِن َب الغض‪ :‬يَعْنِي الحصرم ب َارِد ي َاب ِس‪.‬‬
‫و َ‬
‫َالز ّبِيب‪ :‬أش ّد حرّا ً من ال ْع ِن َب كَمَا أَ ن التِّين ال ْيَاب ِس أش ّد حرّا ً من التِّين الرطب وأش ّد ال ْع ِن َب قبضا وأبرده وأجوده فِي الْمعدة م َا ك َانَ ف ِيه ِ‬
‫حموضة‪ ،‬وأش ّد حرّا ً وأرخاه فِي الْمعدة م َا اشت ّد حلاوته‪.‬‬
‫والغض مِن ْه ُ ب َارِد ي َاب ِس يحبس ال ْب َطن‪ .‬وعصيره ينفع من الْحَرَار َة َال ّتِي تكون فِي الْف َم‬
‫ّ‬ ‫والتوت‪ :‬النضج مِن ْه ُ ب َارِد رطب يليّن ال ْب َطن‪،‬‬
‫ك الإجاص‪.‬‬
‫وَكَذَل ِ َ‬
‫الغض‬
‫ّ‬ ‫ك أَ ن‬
‫الغض مِن ْه ُ ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬يحبس ال ْب َطن والناضج مِن ْه ُ ب َارِد رطب يليّن ال ْب َطن غير أَ ن ذَل ِك فِي التوت أظهر وَذَل ِ َ‬
‫ّ‬ ‫وعيون ال ْب َقر‪:‬‬
‫مِن ْه ُ يحبس ال ْب َطن جدا و َقد يج ِف غضا ً و َيرْف َع و يعالج بِه ِ من استطلاق ال ْب َطن‪ ،‬و َالر ّطب مِن ْه ُ يليّن ال ْب َطن سَر ِيعا‪.‬‬
‫مخ ْتَلف ف ِيه ِ لاخْ ت ِلَاف أَ ن ْوَاعه‪ ،‬فمَِن ْه ُ الحلو‪ ،‬وَمِن ْه الحامض‪ ،‬وَمِن ْه بَين‬
‫والتفاح‪ُ :‬‬
‫ل رُطُوبَة وأش ّد بردا‪ .‬والتفاح‬
‫ذَل ِك‪ .‬وكل ّه ب َارِد‪ ،‬و َلـَكِن الحلو مِن ْه ُ ب َارِد رطب و َف ِيه شَيْء من حرارة‪ ،‬لمَك َان الْحلََاو َة‪ .‬والحامض أق ّ‬
‫شامي و َه ُو َ عندن َا ال َس ّرق ْ‬
‫سط ِي أعدل التفاح وأجوده‪.‬‬ ‫ال َ ّ‬
‫مخ ْتَلف َة فقشره حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء الأول‪ ،‬ولحمه ب َارِد رطب غليظ‪ ،‬وحامضه ب َارِد ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬وحب ّه‬ ‫والأترنج‪ :‬ف ِيه ِ قوات ُ‬
‫حارّ حَدِيد ي َاب ِس و َف ِيه شَيْء من لدونة‪ ،‬وورقه حارّ هضوم‪ ،‬و َقد ينفع حب ّه من لدغ الْح َيَ ّات والعقارب ِإذا شرب مِن ْه ُ مثقالين بِمَاء فاتر‬
‫دق ف َوضع على اللدغة فَه ُو َ ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫رب‪ ،‬أَ و عسل‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫ب ِشَيْء من ّ‬
‫الر ّدِيء و َفِي ورقه بعض الْقَب ْض ودهنه ال َ ّذ ِي يصنع من لباب نَوَاه ف ِيه ِ حرارة‪،‬‬
‫والخوخ‪ :‬ب َارِد رطب بطيء الانهضام ثقيل يُولد ال ْغذ َاء َ‬
‫وينفع من ورم ][ وَسَائ ِر الأورام ال ْبَارِد َة وينفع من ال َ ّ‬
‫شق ِيق َة‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫‪ ٥٥‬مزاج الثمار الخضرة واليابسة‬

‫والسفرجل‪ :‬ب َارِد قَابض و َه ُو َ يخ ْتَلف فِي أَ ن ْوَاعه‪ ،‬من الحلو‪ ،‬وَمِن ْه ال َ ّذ ِي ف ِيه ِ بعض الحموضة‪ ،‬والحلو مِن ْه ُ َ‬
‫خف ِيف جيد للمعدة مشَه ِّ للطعام‬
‫ل قبضا من الحامض وأغذا‪ ،‬و َف ِيه شَيْء من حرارة‪ ،‬والحامض أش ّد قبضا وأبرد‪.‬‬
‫و َه ُو َ أق ّ‬
‫ك أَ ن حب ّه ليَ ّن ذ ُو ز َي ْت و َلَي َ‬
‫ْس ف ِيه ِ قبض‪ .‬و َقد ينفع ِإذا نقع فِي شَيْء من م َاء‪ ،‬و َجعل مَع َه‬ ‫مخَالف لَه ُ وَذَل ِ َ‬
‫ل قد يسكن الْقَيْ ء وحب ّه ُ‬
‫وك ّ‬
‫طبرزد من خشونة الْحلق‪ ،‬وينفع صَاحب الر ّيح من يبس جَم ِيع الْأَ ْعضَاء ال ْبَاطِن َة‪.‬‬
‫ل‬
‫ل بردا‪ ،‬وأق ّ‬
‫مخ ْتَلف فِي أَ ن ْوَاعه‪ .‬فالحلو مِن ْه ُ أق ّ‬ ‫و ُ‬
‫َالر ّ َمّان‪] :‬لطيف رطب ب َارِد[ من أجل رطوبته قَابض من أجل عجمه وحموضته و َه ُو َ ُ‬
‫قبضا‪ ،‬والحامض مِن ْه ُ أَ شد بردا وأش ّد قبضا وأعدله ِإذا نقي عجمه و َه ُو َ جيد للصدر والسعال‪ ،‬و َقد يغذي الْجَسَد ه ُو َ وقشوره وجلّناره‬

‫قابضان جَم ِيع ًا ِإذا طبخا ب ِال ْمَاء ِ و َقعد ف ِيه ِ و ]ن َاف ِـع[ من استرخاء الْمعدة و َمن البلة َال ّتِي تكون فِي ا ْل ُأن ْثَيَيْنِ‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫دق وذرّ على القرحة‬
‫ذ َات البلة المحتاجة ِإلَى تجفيف جففها ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫دق وطبخ و َشرب مِن ْه ُ قتل‬ ‫و َِإن حرق قشوره ك َانَ رماده أش ّد تجفيفا ًللقرح مِن ْه ُ قبل أَ ن يحرق‪ ،‬و َِإذا أَ خذ قشور قصبانه أَ و عروقه َ‬
‫ثم ّ ّ‬

‫وحب القرع ال َ ّذ ِي يكون فِي الأمعاء‪ .‬و َِإذا أكلت الرمانة بشحمها دبغت الْمعدة المسترخية ودبغت المعي ال َد ّق ِيق ونفع ذَل ِك من‬
‫ّ‬ ‫ال ُد ّود‬
‫المعي‪.‬‬
‫والكمثري‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس يش ّد الْمعدة و َفِي الحلو مِن ْه ُ حرارة قَليلَة و َه ُو َ يدبغ الْمعدة و َيحبس ال ْب َطن و َيقطع الْقَيْ ء‪.‬‬
‫وطلع َ‬
‫التمّ ْر‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس قَلِيل الْقَب ْض‪ .‬والبلح الْأَ خْ ض َر قَابض يحبس ال ْب َطن‪ ،‬والبسر الْأَ حْم َر والأصفر معتدل و َف ِيه شَيْء من حرارة لمَك َان‬
‫ل رُطُوبَة و َه ُو َ يليّن ال ْب َطن أَ ي ْضا‪.‬‬ ‫الْحلََاو َة‪ ،‬و َالر ّطب حارّ ليِّن يُطلق ال ْب َطن‪ .‬و ََالتمّ ْر أَ ي ْضا أحرّ من ُ‬
‫الر ّطُوبَة‪ .‬وأق ّ‬
‫والبطيخ‪ :‬ب َارِد رطب سر يع الانهضام ليّن ينقي ال ْب َطن‪ ،‬و َقد ينزل ال ْبَو ْل‬
‫والحيضة وحب ّه جيد للصدر والسعال والكليتين والقرح فِي المثانة‪.‬‬
‫ط ِيخ و َف ِيه شَيْء من قبض‪ .‬و َقد ينفعان جَم ِيع ًا من ا ْلحمى الحارّة‪.‬‬
‫و َالْخيَار‪ :‬أبرد وأرطب من ال ْب ِ ّ‬
‫والقثاء‪ :‬مثلهم َا فِي مزاجه ِإ َلّا أَ نه أغ ْلظ مِنْهُم َا‪.‬‬
‫والموز‪ :‬معتدل فِي الْحَرَار َة والبرودة رطب سر يع الذوب فِي الْمعدة و َه ُو َ غذ َاء ودواء جيد للصدر‪ ،‬والكليتين‪ ،‬والمثانة‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل‪.‬‬
‫و َال ْع ِن َب‪ :‬معتدل فِي الْحَرَار َة والبرودة والرطوبة واليبس‪ ،‬جيد للصدر والسعال و َيكسر ال َد ّم و َه ُو َ يحبس ال ْب َطن‪.‬‬
‫دق‬
‫والجوز‪ :‬حارّ لمَك َان دسمه و َف ِيه لطافة و َه ُو َ يغذي الْجَسَد‪ ،‬والعتيق مِن ْه ُ أش ّد حرّا ً من الْجَدِيد‪ ،‬و َقد يذيب القروح الغليظة و يحل ّها ِإذا ّ‬
‫و َوضع عَلَيْهَا قبل أَ ن يفتن‪،‬‬
‫و َف ِيه شَيْء من قبض‪ ،‬و َالر ّطب مِن ْه ُ أش ّد قبضا وأبرد وقشره الْأَ خْ ض َر يصْ بغ‪ ،‬وقشره ال ْيَاب ِس ِإذا حرق ]جفف[ القروح ِإذا ذرّ عَلَيْهَا‬
‫شعْر‪.‬‬
‫والجوز ِإذا حرق بقشره أصبغ ال ّ‬
‫واللوز‪ :‬معتدل و َف ِيه شَيْء من برودة و َه ُو َ أغذا من الْجَو ْز و َأَ بْطَأ انهضاما ً و َه ُو َ جيد للدغ العقارب ِإذا أكل م َ َع التِّين‪ ،‬أَ و م َ َع َ‬
‫التمّ ْر‪ ،‬أَ و م َ َع‬
‫ك الْجَو ْز أَ ي ْضا ينفع م َِم ّا ذكرن َا ِإذا أكل ب ِالتِّينِ‪ ،‬أَ و ب َِالتمّْرِ‪ ،‬أَ و بالعسل‪ ،‬واللوز الحلو يصلح للصدر والرئة ويش ّد الْأَ سْ نَان‪ ،‬واللوز‬
‫الْعَسَل‪ .‬وَكَذَل ِ َ‬
‫المر ّ أش ّد حرّا ً وألطف من الحلو و َيخرج الفضول الردية من ال ْبدن‪ ،‬و َقد ج َاوز ِإلَى ]أَ ن[ صَار دَو َاء مرتفعا ً لما ف ِيه ِ من اللطافة والحرارة‬
‫]و َالْق ُ َو ّة[ فَه ُو َ يفتح السدد َال ّتِي فِي الـكبد ويذيب ]الْحَصَاة[ و َينزل ال ْبَو ْل وينفع من القولنج و َيقطع د َاء َ‬
‫الث ّعْلَب والسعفة والقراع ِإذا‬
‫سحق وخلط بالخل و َوضع على ذَل ِك كل ّه‪.‬‬
‫والجوز أحسن اعتدالا ًمن اللوز ِإ َلّا أَ نه بطئ الانهضام و َه ُو َ لين جيد للصدر والسعال و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ و َيصْ لح المثانة‪ ،‬و َيذْهب ال ْقرح َال ّتِي‬
‫تعرض ف ِيهَا‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٩‬‬
‫مزاج البقول وما ضارعها من الخضر وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٧‬‬

‫والفستق‪ :‬حارّ لطيف لين‪ ،‬يفتح سدد الـكبد و َه ُو َ جيد للمثانة‪ ،‬والصدر‪ ،‬والسعال و َه ُو َ جيد للدغ الْح َيَ ّات والعقارب ِإذا وضع عَلَيْه ِ‬
‫و َِإذا أكل‪.‬‬
‫والبلوط‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس يحبس ال ْب َطن و َيحبس ال ْبَو ْل والحيضة‪.‬‬

‫مزاج الأشربة الحلال‬ ‫‪٥٦‬‬

‫شي ْئا من البلوط وخيرهما ِإذا شوي‪.‬‬


‫والقسطل‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس أَ ي ْضا‪ ،‬يحبس ال ْب َطن و َه ُو َ ألطف َ‬
‫َالز ّي ْت ُون‪ :‬الغض ب َارِد قَابض ي َاب ِس‪ ،‬والنضيج مِن ْه ُ معتدل و َف ِيه لين‪ ،‬وورق َ‬
‫الز ّي ْت ُون ِإذا مضغ‪] .‬يجلب[ وينفع من السلاق وينفع من‬ ‫و َ‬
‫بالرب و َأمْسك فِي الْف َم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أكل الْأَ سْ نَان ِإذا طبخ‬
‫فصب على الوثء لم يورم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والسماق‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬يحبس ال ْب َطن و َِإذا طبخ‬
‫)مزاج الْأَ شْر ِبَة الْحلََال(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ال ْعَسَل‪ :‬حارّ ي َاب ِس لطيف جدا والطبيخ مِن ْه ُ ألطف من غَيره وكل ّه يذيب البلغم والخام‪ ،‬ويش ّد الْف ُؤَاد ]و يجلو[ ال ْب َص َر و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‬
‫و َيقطع الأبردة و َيذْهب ال َد ّاء‬

‫مزاج البقول وما ضارعها من الخضر وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٧‬‬

‫الصّ فْرَاء‪ ،‬و َلـَكِن شربه ب ِال ْمَاء ِ فِي َ‬


‫الصّ يف صَالح ل ِأَ َن ّه ُ‬ ‫الصّ يف حارّ جدا يقوى َ‬
‫كل ّه‪ ،‬و َيصْ لح شربه فِي الشتَاء و َالربيع والخر يف و َه ُو َ فِي َ‬
‫الث ّانِي و يولد المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء سر يع َ‬
‫الت ّغْي ِير ِإلَى المر ّة‪ِ ،‬إذا وصل‬ ‫يبرده و َتذهب حرارته لما ك َانَ المَاء ال ْبَارِد‪ .‬الْعَسَل نَفسه حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫ِإلَى الْمعدة نقّاها من فضول البلغم‪ .‬و َالسكر وعسله معتدل لطيف ليِّن ال ْب َطن‪.‬‬
‫ل يبسا ًمن شراب الْعَسَل و َمن شراب السكر لحرارته ويبسه‪.‬‬
‫ونبيذ التِّين حارّ ي َاب ِس أَ ي ْضا و َه ُو َ أق ّ‬
‫الرب ال َ ّذ ِي طبخ و َذهب ثلُُثَاه ُ بالطبخ حارّ ليِّن جيد للصدر والسعال والكليتين و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ و يليِّن ال َ ّ‬
‫طب ْخ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ونبيذ‬
‫الز ّبِيب الْأَ حْم َر أش ّد يبسا ًوأقبض‪ ،‬و َأما نَب ِيذ َ‬
‫الز ّبِيب الْأسود فَه ُو َ أَ لين وأحرّ‪.‬‬ ‫ونبيذ َ‬
‫يجْع َل الل ّٰه ف ِيه ِ دَو َاء وَل َا جعل فِي شَيْء م َِم ّا حرم الل ّٰه ف ِيه ِ ِ‬
‫شف َاء‪ ،‬بل قد زعم‬ ‫ل شراب فد َاء دوِي‪ ،‬لم َ‬
‫ف َأَ ما ا ْلخمر من ال ْع ِن َب و َمن ك ّ‬
‫أهل التجربة لَهَا أَ ن ف ِيه ِ عش ْرين د َاء‪ :‬تسدد‪ ،‬وتحفر‪ ،‬وتبخر‪ ،‬وتقطر‪ ،‬وتفقر‪ ،‬وتعمش‪ ،‬وترعش‪ ،‬وتفلج‪ ،‬وتنشج‪ ،‬وتمحق‪ ،‬وتملق‪ ،‬وتدرد‪،‬‬
‫الرب‪ ،‬وتوجب َ‬
‫الن ّار‪ ،‬و َتل ْزم الْع َار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الل ّو ْن‪ ،‬وتخلق َ‬
‫الصّ و ْت‪ ،‬وتخفق ال ْقلب‪ ،‬وتسخط‬ ‫وترعد‪ ،‬و َتغ َير َ‬
‫)مزاج ال ْبُق ُول وَم َا ضارعها من الْخضر وتصرّف م َنَاف ِعه َا(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ل الورم ال َد ّاخِل ِإذا طبخ و َأكل‪ ،‬و َِإذا طبخ و َوضع على الورم حلله وأذهبه ب ِِإذن الل ّٰه‪ .‬وحب ّه أقوى من‬
‫الـكرنب‪ :‬حارّ ي َاب ِس و َقد يح ّ‬
‫حب القرع فِي الأمعاء‪ ،‬و َِإذا حرق و َوضع على الأورام حللها‪ ،‬وينفع من الورم الحارّ ِإذا وضع عَلَيْه ِ‪ ،‬و َِإذا طبخ ورق‬
‫ّ‬ ‫ورقه وحب ّه يقتل‬
‫مرة‬
‫الـكرنب ّ‬
‫ثم ّ يطْبخ ث َانيِ َة ب ِال ْمَاءِ‪ ،‬أَ و الْخ ّ‬
‫ل حبس ال ْب َطن‪.‬‬ ‫ثم ّ أكل بالخل والكم ّون وحسي مرقه ليّن ال ْب َطن‪ ،‬و َِإذا طبخ ف َطرح م َائه‪َ ،‬‬
‫حد َة‪َ ،‬‬
‫و َا ِ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٠‬‬
‫مزاج البقول وما ضارعها من الخضر وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٧‬‬

‫والسلق‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس حَدِيد لمَك َان ملوحيته غليظ‪ ،‬وعصر ورقه ومائه يستسعط بِه ِ فَيفتح السدد َال ّتِي فِي َ‬
‫الرأّْ س‪ ،‬و َِإذا استسعط بِه ِ مرَار َة‬
‫الـكر ْكيّ نفع من اللقوة وأذهبها ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫ن فتذهب حرارته ونفض غلظه‪.‬‬ ‫الرأّْ س بمائه أذهب الأبر ية‪ .‬و َمن أَ ر َاد َ أكله فليطبخه ب ِال ْمَاءِ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يطبخه ث َانيِ َة بِمَاء ثا ٍ‬ ‫و َِإذا غسل َ‬

‫وبقل ُ‬
‫الر ّومِي‪ :‬ال َ ّذ ِي يسمّى بالأندلس القطف‪ ،‬و َيُق َال لَه ُ ب ِال ْمَدِينَة ِ السرمق وسلق الْأَ نْصَار‪ ،‬ب َارِد رطب فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّانِي من ال ْب ُر ُود َة‬
‫دق و َوضع عَلَيْهَا من خ َارج‪ ،‬وينفع من اليرقان ال َ ّذ ِي يكون من شدّة الـكبد‪.‬‬
‫والرطوبة‪ .‬و َقد ينفع من الأورام الحارّة ِإذا ّ‬
‫والقرع‪ :‬مثل السرمق ب َارِد رطب فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّانِي من ال ْب ُر ُود َة والرطوبة‪.‬‬
‫والبقل الْيم َا َنِيّ‪ :‬ب َارِد رطب فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّانِي و َه ُو َ أَ نْف َع من السرمق والقرع‪.‬‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬و َقد ينفع من الْحَرَار َة َال ّتِي تعرض فِي د َاخل الْجَسَد وخارجه‬
‫والرجلة‪ :‬وَهِي البقلة الحمقاء فِي بعض الـْكتب ب َارِد رطب فِي الْجُز ْء َ‬
‫ِإذا وضعت على الْجَسَد‬
‫وأكلت‪ ،‬وينفع من الضرس وينفع حبّها وورقها من ال ْقرح ال َ ّذ ِي يكون فِي الأمعاء و َمن حرّة المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء‪ ،‬وينفع من القلاع و َه ُو َ ال َ ّذ ِي‬
‫م و َمن اللدغ‪ ،‬و َقد تزيد فِي ال ْمَنِيّ وَهِي سر يعة‬
‫يكون فِي ف َم الصّ بيان‪ ،‬وينفع عصيرها وحبّها وورقها ‪ -‬أَ خْ ض َر ك َانَ أَ و ي َابسا ‪ -‬من الس ّ‬
‫الذوب فِي الْمعدة‪.‬‬
‫والهليون‪ :‬و َه ُو َ الإسفراج حارّ لدن و َه ُو َ يز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‪.‬‬
‫ل لدن ِإ َلّا أَ ن اللفت تغيره َ‬
‫الصّ نْع َة وتحول مزاجه‪.‬‬ ‫كك ّ‬
‫والسلجم‪ :‬مثله و َه ُو َ اللفت حارّ لدن و َه ُو َ يز ِيد فِي ال ْمَنِيّ وَكَذَل ِ َ‬
‫والإسفنار ية‪َ :‬ال ّتِي تُؤْك َل‪ ،‬وَهِي تسمّى بالحجاز الجزر‪ ،‬وبالشام الإسطفلينة‪] :‬حارة[ لدنة‪ ،‬تغذي و َتَنْف َع وتهي ّج ال َش ّهْو َة‪ ،‬وفيهَا شَيْء من‬
‫حرارة‪ ،‬وحبّها أحرّ وأيبس و َه ُو َ ينزل ال ْبَو ْل والحيضة ِإذا طبخ ب ِال ْمَاء ِ و َالْعَسَل‪.‬‬
‫والملوخيا‪ :‬وَهِي الخباز ب َارِد رطب‪ ،‬مزاجه كمزاج السرمق والقرع‪.‬‬
‫والباذنجان‪ :‬ب َارِد غليظ يُولد المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪.‬‬
‫والبصل‪ :‬حارّ رطب فِي الْجُز ْء َ‬
‫الر ّاب ِـع من الْحَرَار َة و َف ِيه نفخة و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‪ ،‬وينفع صَاحب السمائم لرطوبته‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل و َالْحيض‪.‬‬
‫دق و َوضع على د َاء َ‬
‫الث ّعْلَب أذهبه‪ ،‬و َِإذا أحرق ك َانَ أَ نْف َع‪ ،‬و َِإذا‬ ‫دق وعجن بالخل و َوضع على الكلف القوابي أذهبه ب ِِإذن الل ّٰه‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫و َِإذا ّ‬
‫اكتحل بمائه أذهب البلة من ال ْعين‪ ،‬وينفع ]م َاؤُه ُ[ من المَاء ال َ ّذ ِي يدْخل فِي الْأذن ِإذا قطر فِي الْأذن‪ ،‬وينفع من ّ‬
‫عض الْك َل ْب‪ ،‬ولدغ‬
‫الْح َيَ ّات‪ِ ،‬إذا وضع عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫ل يبسا ً و َينزل ال ْبَو ْل و َالْحيض رطبا ك َانَ أَ و‬
‫ل حرّا ً وأق ّ‬ ‫والثوم‪ :‬ال ْيَاب ِس حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫الر ّاب ِـع من الْحَرَار َة واليبس‪ ،‬والأخضر أق ّ‬
‫دق‬
‫الث ّعْلَب‪ ،‬و َِإذا ّ‬ ‫دق وعجن بالخل و َوضع على الْأَ ْعضَاء َال ّتِي ف ِيهَا ُ‬
‫الر ّطُوبَة مجتمعة ف َِإ َن ّه ُ يحللها و َيذْهب ورمها‪ ،‬وينفع من د َاء َ‬ ‫يبساً‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫و َوضع على لسع الْح َيَ ّات والعقارب نفع‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫دق و َشرب بالعسل نفع من ]الطحال[ ‪ ،‬والثوم البر ّي أقوى من البستاني‪ ،‬والثوم تر ياق‬
‫أهل ال ْبَادِيَة‪.‬‬
‫والـكر ّاث‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّانِي من الْحَرَار َة واليبس‪ .‬و َف ِيه بعض الْقَب ْض و َه ُو َ قَلِيل ال ْغذ َاء لحرارته وحدّته‪ ،‬و َِإذا استسعط بمائه‬
‫دق و َوضع على لدغ الأفعاء نفع‪ ،‬و َِإذا أَ خذ عصيره وخلط بالخل و َشَيْء من لبان‪،‬‬
‫شَيْء من اللبان قطع الرعاف‪ ،‬ويسخن ال ْمَنِيّ‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫دق وخلط بالملح‬‫ودهن ورد نفع من وجع الْأذن ِإذا هاج من ال ْبرد‪ ،‬و َِإذا خلط عصيره بالبصاق واكتحل بِه ِ نفع من الغشاء‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫حب الآس نفع من نفت ال َد ّم‪ ،‬و َمن طبخه ب ِال ْمَاء ِ مرة أَ و مرتين‪َ ،‬‬
‫ثم ّ أخرجه من‬ ‫ّ‬ ‫]ووضِـعَ[ على الْجر ْح نَفعه َا ونشفها‪ ،‬و َمن أكله م َ َع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤١‬‬
‫مزاج الر ياحين وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٨‬‬

‫وحب الـكر ّاث أقوى من‬


‫ّ‬ ‫المَاء وطبخه بالخل و َ‬
‫َالز ّي ْت و َشَيْء من الكم ّون نفع الْمعدة ال ْبَارِد َة وسخن الكليتين وحرك ال ْمَنِيّ و َأنزل الْحيَْضَة‪.‬‬
‫ورقه و َِإذا دخنت بِه ِ المقعدة َال ّتِي ف ِيهَا ال ْبَاسُور أخففه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫دق أَ صله وعجن بالعسل و َشرب مِن ْه ُ مِثْق َال أذاب الفضول الغليظ اللزج‪ ،‬وسخن الْأَ ْعضَاء‬
‫و َِإن دخنت ال ْمَر ْأَ ة ب ِأَ صْ لِه ِ أنزل الْحيَْضَة‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫َال ّتِي ]تؤلم[ من ال ْبرد‪.‬‬
‫دق أَ صله وعجن بالخل و َجعل على عرق النِّسَاء والخام ال َ ّذ ِي يج ْت َمع فِي المفاصل نفع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫و َِإذا ّ‬
‫دق ورقه و ]عص ِر[ َ‬
‫ثم ّ احتقن بِه ِ ب ِشَيْء من ز َي ْت‪ ،‬وخلط ب ِشَيْء من م َاء النخالة‬ ‫دق و َوضع على لدغ ال ْه َوَام نفع ب ِِإذن الل ّٰه‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫و َِإذا ّ‬
‫استخرج البعر ال ْيَاب ِس المحترق‪ ،‬و َأنزل د َاء كثيرا‪.‬‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬يس ْرع َ‬
‫الت ّغْي ِير فِي الْمعدة ويهيج الجشا المنتنة‪ ،‬وحب ّه أحرّ من ورقه و َمن أَ صله‪ ،‬وينفع من القوابي‬ ‫والفجل‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫دق وخلط بالخل و َوضع عَلَيْه ِ‪ ،‬و َيذْهب الثواليل َال ّتِي تكون فِي ال ْوَجْه‪ ،‬و َقد تقيا بالفجل ِإذا أكل بالعسل‪.‬‬
‫والسعفة ِإذا ّ‬
‫الصّ ن ْع َة َال ّتِي تصنع بهَا‪.‬‬
‫والـكمأة‪ :‬ب َارِد َة رطب َة غَلِيظَة‪ ،‬تولد الفضول الغليظة الردية و َقد تخ ْتَلف ب ِقدر َ‬
‫والخِطْر‪ :‬ب َارِد لطيف‪ ،‬يُولد ال َد ّم بالج ّد ويهيج النعاس ِإذا ّ‬
‫دق بزره وعجن بِمَاء ب َارِد وطلي على الْجَبْه َة هيج كالنفس‪.‬‬
‫و َِإن جعل بزره مدقوقا ًمعجونا ًبدهن ال ْورْد و َال ْمَاء ال ْبَارِد على الورم الحارّ الْحَدِيد نَفعه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫و َِإن شرب ب ِال ْمَاء ِ ال ْبَارِد و َقطع شَهْو َة ا ْلجِمَاع‪ ،‬و َِإذا طبخ ورقه م َِم ّا يطْبخ السرمق‬
‫وأطعمه من ك َانَ بِه ِ الحر ّ‪ ،‬أَ و الْع َطش نَفعه‪ ،‬وأطفأ ع َنه ُ الحر ّ والعطش ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫دق و َرقه َا ف َوضع على الأورام الحارّة حللها ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والهندباء‪ :‬وَهِي السريس ب َارِد َة لدنة‪] ،‬تَنْف َع من[ السدد لما ف ِيهَا من الْحَرَار َة‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫والجرجير‪ :‬حارّ لدن يهي ِّج شَهْو َة ا ْلجِمَاع‪ ،‬وحب ّه يز ِيد ال ْمَنِيّ و َه ُو َ أحرّ من ورقه و َه ُو َ يتقى ل ِأَ َن ّه ُ ي ْسقِي عرق الجذام‪.‬‬
‫دق حب ّه وصنع مثل المرهم بالخل َ‬
‫ثم ّ وضع‬ ‫والحر ْف‪ :‬حارّ ي َاب ِس وأخضره و يابسه يقطع البلغم‪ ،‬ويسخن ال ْمَنِيّ‪ ،‬و َينزل الْحيَْضَة‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫على عرق النِّسَاء سخنه وحلله‪.‬‬
‫والخردل‪ :‬مثل الْحَر ْف فِي مزاجه كل ّه ِإ َلّا أَ نه أش ّد حرّا ً من الْحَر ْف‪.‬‬
‫والسذاب‪ :‬و َه ُو َ أورم و َه ُو َ الفيجن حارّ ي َاب ِس حَدِيد‪ ،‬يذهب الفضول الغليظة‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل‪ ،‬و َيحرق ال ْمَنِيّ‪ ،‬وحب ّه حارّ ي َاب ِس أحرّ‬
‫وأيبس و َأقوى من ورقه الْأَ خْ ض َر‪.‬‬
‫دق حب ّه ف َشرب مِن ْه ُ وزن دِرْه َم بالعسل ف َِإ َن ّه ُ يقطع الفواق ال َ ّذ ِي يكون من ال ْب ُر ُود َة فِي ر َأس الْمعدة‪.‬‬
‫و َِإذا ّ‬

‫مزاج الر ياحين وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٨‬‬


‫)مزاج الر ياحين وَم َا ضارعها وتصرّف م َنَاف ِعه َا(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ودق جفف البلة كل ّها والقروح ذ َات ُ‬
‫الر ّطُوبَة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الآس‪ :‬ه ُو َ الر يحان ب َارِد ي َاب ِس وورقه ِإذا جفف‬
‫والورد‪ :‬ب َارِد رطب لطيف و َه ُو َ جيد للمعدة والـكبد والحمى الحارّة َال ّتِي تكون من علّة الْمعدة‪ ،‬و َِإذا طبخ بالعسل وتغرغر بِه ِ نفع من‬
‫وجع الْحلق‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٢‬‬
‫مزاج أبزار الطعام وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٩‬‬

‫وصب م َائه على َ‬


‫الرأّْ س‪ ،‬أَ و‬ ‫ّ‬ ‫الرأّْ س ال َ ّذ ِي يهيج من ال ْبرد والبلغم ِإذا شم ّه الْإنْس َان‪ ،‬أَ و طبخ ب ِال ْمَاء ِ‬
‫والمرزنجوش‪ :‬حارّ لطيف جيد لوجع َ‬
‫ِ‬
‫ثم ّ وضع على وسط َ‬
‫الرأّْ س‪.‬‬ ‫الز ّي ْت‪َ ،‬‬
‫قلي فِي َ‬
‫ل وجع و َه ُو َ يحلل ويسخن‪.‬‬
‫والياسمين‪ :‬حارّ لطيف جيد لك ّ‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬لطيف يحلل وينفع من الْف ُؤَاد ال َ ّذ ِي يكون من ال ْبرد والرطوبة و بخاصة بزره ِإذا سقِِي مِن ْه ُ وزن‬
‫والسيسنبر‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫مِثْق َال ب ِال ْمَاء ِ ال ْبَارِد‪ ،‬و َِإذا وضع على الورم حلله‪.‬‬
‫والسوسن‪ :‬حارّ لطيف يحلل‪ِ ،‬إذا طبخ أَ صله بدهن ال ْورْد و َوضع على ال ْقرح جففه وأبراه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والنرجس‪ :‬معتدل لطيف يحلل‪ ،‬وبصله يجفف وينقي وينضج ال ُد ّبَي ْلَة ويسيل الْقَي ْح وينقي القروح و يجففها‪ ،‬و َِإن شرب ال ِْإنْس َان مِن ْه ُ‬
‫وزن مثقالين قتل الْفِد َاء والمر ّ ب َارِد‪.‬‬
‫ِإذا عصر وخلط م َائه بالبنفسج واستعسط بِه ِ نفع من الحر ّ فِي َ‬
‫الرأّْ س‪ ،‬و َِإن وضع مثل المرهم على الأورام الحارّة نفع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫دق ورقه و َجعل مرهما ً و َوضع على الورم حلله‪ ،‬و َقد يُؤْك َل ورقه‪ ،‬و َِإذا‬
‫والبادروج‪ :‬و َه ُو َ الحبق العر يض ال ْو َرق الطّيب حارّ لدن‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫أَ كثر من أكله أورث فِي ال ْعين الظلم َة‪.‬‬
‫دق ورقه و َطرح فِي جير صَار علقاً‪ ،‬و َأكل ورقه ينفع من خفقان ال ْقلب ال َ ّذ ِي يكون من ال ْبرد‪ ،‬وينفع من الجني ال َ ّذ ِي يكون من‬
‫و َِإذا ّ‬
‫المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء والبلغم‪.‬‬
‫و َقد يُؤْك َل كَمَا يُؤْك َل البقل و يصنع مِن ْه ُ مرقة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يأكلها ال ْمَرِ يض‪ ،‬و َقد سم ّي فِي بعض الـْكتب " مفرج قلب المحزون "‪.‬‬
‫ل احتراق ويهي ّج الن ّوم‪،‬‬
‫ل حرارة و َمن ك ّ‬
‫والحبق‪ :‬ال ْمَعْر ُوف عندن َا بالحبق ويسمّى بالمشرق سيد الحبق ب َارِد لدن‪ ،‬يقبض وينفع من ك ّ‬
‫وحب ّه يحبس ال ْب َطن المستطلقة من الحر ّ والحرقة ِإذا شرب مِن ْه ُ مِثْق َال بِمَاء ب َارِد‪.‬‬
‫والنعنع‪ :‬و َه ُو َ يسمّى بالمشرق الحبق البستاني حارّ ي َاب ِس‪ ،‬و َقد يُؤْك َل رطب كَمَا يُؤْك َل البقل و َه ُو َ يهي ّج ال َش ّهْو َة‪ ،‬وينفع من الر ّيح الغليظة‬
‫َال ّتِي تكون فِي الْمعدة والأمعاء والـكبد‪ ،‬وينفع من برد الكليتين‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل‪ ،‬و َيقطع الْقَيْ ء ويسكنه لطيب رِ يحه‪.‬‬
‫والضومران‪ :‬و َه ُو َ يسمّى بالمشرق الحبق ال َنّهْرِي قوي فِي الْحَرَار َة واليبس جدا‬

‫مزاج أبزار الطعام وما ضارعها وتصرف منافعها‬ ‫‪٥٩‬‬

‫وحب القرع لما ك َانَ ف ِيه ِ من المرارة والحرارة‪ ،‬وينفع من الفواق ِإذا شرب من ورقه‬
‫ّ‬ ‫وَلذَل ِك يحرق ال ْمَنِيّ‪ ،‬وعصيره وحب ّه يقتلان ال ُد ّود‬
‫وزن دِرْه َم‪.‬‬
‫والغبيرا‪ :‬وَهِي تسمّى بالمشرق الحبق البر ّي حارّ ي َاب ِس أش ّد حرّا ً وأيبس من جَم ِيع أَ ن ْوَاع الحبق‪ ،‬و َقد ينفع من لدغ العقارب والهوام كل ّها‬
‫ِإذا أكل مِن ْه ُ أَ و وضع على اللدغة‪.‬‬
‫والـك َر َفس‪ :‬حارّ ي َاب ِس‪ ،‬ينفع ورقه ِإذا أكل من الْمعدة والـكبد ال ْبَارِد َة‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل والحيضة‪ ،‬ويذيب ]الْحَصَاة[ ‪ ،‬وينفع عصير ورقه‬
‫من ا ْلحمى النافض يكون من البلغم‪ ،‬وحب ّه أقوى وأحرّ من ورقه‪.‬‬
‫)مزاج أبزار ال َ ّ‬
‫طع َام وَم َا ضارعها وتصرّف م َنَاف ِعه َا(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫دق ورق الـكسبر ف َوضع على‬
‫وحب الـكسبر ف ِيه ِ حرارة‪ ،‬و َِإذا ّ‬
‫ّ‬ ‫الـكسبر الْأَ خْ ض َر‪ :‬ب َارِد رطب‪ ،‬وعصيره قَاتل وعصير الخس يقتل أَ ي ْضا‪،‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٣‬‬
‫ما جاء في أمزجة الجسد‬ ‫‪٦٠‬‬

‫الْخنََازِير نَفعه َا ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬


‫ل َ‬
‫ثم ّ‬ ‫الث ّال ِث‪ ،‬و َه ُو َ ينزل ال ْبَو ْل و َف ِيه بعض الح ّد و َالْأسود مِن ْه ُ ه ُو َ ال َ ّذ ِي يسمّى الـْكرْم َانِي‪ ،‬و َِإذا نقع فِي الْخ ّ‬
‫والكم ّون‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫قلي حبس ال ْب َطن‪.‬‬
‫والشونيز‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬و َقد و َصفنَا مزاجه ف َوق هَذ َا الْموضع من‬
‫هَذ َا ال ْكتاب فِي قَو ْلنَا‪ " :‬م َا ج َاء َ ]فِي م َا[ يستشفى بِه ِ من الحب ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء "‪.‬‬
‫طع َام‪ ،‬أَ و خلط م َ َع ال َد ّو َاء و َه ُو َ أعظم للطعام من الكم ّون‪.‬‬
‫]والـكراو يا[ ‪ :‬حارّة يابسة‪ ،‬تَنْف َع من الر ّيح َال ّتِي تبقى فِي الأمعاء ِإذا عمل فِي ال َ ّ‬
‫ش َاب ّة حارّ ي َاب ِس‪ ،‬و َقد يخلط حب ّه م َ َع الْأَ طْ عِم َة والأدو ية‪ ،‬و َه ُو َ يذيب الأورام الغليظة و يحللها‪ ،‬وحب ّه أحرّ من ورقه و َه ُو َ‬
‫والكاشم‪ :‬و َه ُو َ ال َ ّ‬
‫جيد من الر ِّي َاح فِي ال ْب َطن‪.‬‬
‫و َِإذا أحرق ا ْزد َاد َ حرّا ً ويبساً‪ ،‬وينفع من القروح العتيقة الر ّطب َة ِإذا انثر عَلَيْهَا‪ ،‬و بخاصة م َا ك َانَ مِنْهَا فِي جلد َة الإحليل‪.‬‬
‫والفلفل‪ :‬حارّ ي َاب ِس فِي الْجُز ْء َ‬
‫الث ّال ِث‪ ،‬و َه ُو َ لطيف ر َق ِيق يخلط بالأطعمة و َه ُو َ من الْأَ ْدوِ يَة الْكِبَار‪.‬‬
‫ك القرفة الحارّة‪ :‬وَهِي د َار صيني‪ ،‬وَهِي من الْأَ ْدوِ يَة النافعة الأصحاء‪ ،‬وَهِي نافعة من ا ْلحمى َال ّتِي تكون من البلغم‪ ،‬وتخلط بالجوارش‬
‫وَكَذَل ِ َ‬
‫لمَك َان حَر َار َتهَا ولطافتها‪ ،‬و َتَنْف َع من برد الْمعدة‪ ،‬وتهضم ال َ ّ‬
‫طع َام‪ ،‬وتذيب البلغم وتلطفه‪ ،‬وتفتح‬
‫ال ْع ُر ُوق المنسدّة‪ ،‬وتنزل ال ْبَو ْل والحيضة‪ ،‬و َتَنْف َع من لدغ ال ْه َوَام‪ ،‬و َتذهب البلة الغليظة َال ّتِي فِي ال ْعين ِإذا خلطت م َ َع الأكحال‪ ،‬و َِإن سحقت‬
‫وعجنت بالخل فطليت على الكلف والقوابي ]أذهبتها[ ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والخل‪ :‬ب َارِد ي َاب ِس لطيف‪ ،‬يذيب غليظ ]الطحال[ و يلطفه و يقلل بلله‪ ،‬و َه ُو َ رَدِيء فِي العصب لما ك َانَ ف ِيه ِ من الْقَب ْض‪ ،‬و َال ْبرد‪،‬‬
‫ثم ّ وضع على الْموضع ال َ ّذ ِي تتحلب من المر ّة سكن‬ ‫شدِيدا‪ ،‬و َِإذا خلط ب ِال ْمَاء ِ ودهن ال ْورْد َ‬
‫واليبس‪ ،‬والحموضة فَه ُو َ يضر ّ بالعصب ِإضْر َار ًا َ‬
‫الْحَرَار َة و َمنع التحلب‪ ،‬وينفع من القروح والأكلة َال ّتِي تكون فِي الْأَ ْعضَاء‪ ،‬و َِإذا مزج ب ِال ْمَاء ِ و َشرب قطع الْع َطش ال َ ّذ ِي يكون من‬
‫الْحَرَار َة والرطوبة‪ ،‬و َيحبس ال َد ّم أَ يْنمََا سَالَ‪.‬‬
‫ويرق البلغم وينفع المعي م َ َع م َا ف ِيه ِ من الْقَب ْض‪ .‬و َالْملح يطيب ال َ ّلح ْم والسمك وَجَم ِيع‬
‫ّ‬ ‫و َالْملح‪ :‬حارّ ي َاب ِس قَابض و َه ُو َ جيد يجلو وينقي‬
‫يج ْع َل ف ِيه ِ‪.‬‬
‫م َا َ‬
‫والمر ّ‪ :‬حارّ ي َاب ِس لطيف قَابض‪ ،‬و يكتحل بِه ِ لمن ك َانَ ف ِيه ِ من الْقَب ْض فِي ب َدء م َا يظْهر من الجدري‪.‬‬
‫والصعتر‪ :‬من الْأَ طْ عِم َة والأدو ية و َه ُو َ حارّ ي َاب ِس و َه ُو َ جيد للر ياح والبلغم و َه ُو َ صنفان‪ :‬جبلي وبستاني‪.‬‬
‫وحب القرع من ال ْب َطن ِإذا طبخ و َشرب ]م َاؤُه ُ[ ‪ ،‬و َه ُو َ جيد‬
‫ّ‬ ‫فالجبلي أقوى من البستاني وكل ّهما ينزلان ال ْبَو ْل والحيضة‪ ،‬و يطرح الصفار‬
‫للمعدة ال ْبَارِد َة ذ َات البلغم‪ ،‬وينفع من وجع الْحلق‪ ،‬و َِإذا طبخ وكمدت بِه ِ ال ْعين ذ َات البلة نَفعه َا‪ ،‬وينفع ِإذا مضغ من وجع الْأَ سْ نَان‬
‫ال َ ّذ ِي يكون من ال ْبرد و َالر ِّيح‪ ،‬وينقي الْمعدة والصدر والـكبد‪.‬‬

‫ما جاء في أمزجة الجسد‬ ‫‪٦٠‬‬


‫)م َا ج َاء َ فِي أمزجة الْجَسَد(‬
‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫بطب الْع َر َب والمعرفة بالداء والدواء يَق ُول‪ :‬الْجَسَد أَ رْبَع َة أَ ن ْوَاع‪:‬‬
‫ّ‬ ‫سَم ِعت بعض ال ْمَد َنِيېن من أهل ال ْعلم‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٤‬‬
‫مزاج الإنسان‬ ‫‪٦١‬‬

‫مج ْل ِسه ذ َا تؤدة فِي أمره‪ ،‬والدماغ حارّ‬ ‫َ‬


‫]الرأّْ س‪ :‬الر ّبع الأول[ وملاكه الدِّم َاغ و َه ُو َ رِب َاط الْجَسَد‪ ،‬ف َِإذا كمل الدِّم َاغ ك َانَ الرجل زينا ًفِي َ‬
‫كالنار‪ ،‬والنخاع ب َارِد كالثلج‪.‬‬
‫فلولا برد النخاع أحرق الدِّم َاغ الْجَسَد و َلَوْل َا حرارة الدِّم َاغ أفسد النخاع الْجَسَد بِبرْدِه ِ‪.‬‬
‫والصدر‪ :‬الر ّبع َ‬
‫الث ّانِي وملاكه ال ْقلب و َه ُو َ بَين ]رئتي الْجَسَد يبر ّدهما[ ‪.‬‬
‫طع َام فِي الْمعدة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تصفيه فِي الـكبد فَي َأْ خ ُذ صَفوه فَيصير دَم ًا فتصبه‬ ‫الث ّال ِث ِإلَى المثانة وملاكه الـكبد و َه ُو َ م ُدبر َة وطابخة ال َ ّ‬
‫والبطن‪ :‬الر ّبع َ‬
‫الـكبد فِي ال ْقلب و َال ْقلب فِي ال ْع ُر ُوق‪ ،‬و َيدْف َع م َا لم يصف ِإلَى الأمعاء مِن ْه ُ َ‬
‫ثم ّ ِإلَى الْمخ ْرج‪.‬‬
‫والـكبد حارّة كالنار والمرارة ]اللاصقة[ بهَا ب َارِد َة كالثلج‪ ،‬فلولا برد المرارة أحرقت الـكبد الْجَسَد‪.‬‬
‫و َلَوْل َا حرارة الـكبد ]أفسدت[ المرارة الْجَسَد ببردها‪ ،‬و َلَوْل َا الـكبد لم ينضج ال َ ّ‬
‫طع َام فِي ال ْب َطن‪.‬‬
‫والمثانة وَم َا تحتهَا ِإلَى أَ سْ ف َل‪ :‬الر ّبع َ‬
‫الر ّاب ِـع وملاك ذَل ِك الر ّبع الكليتان‪ ،‬هما ]مدبرتان[ وهما حارتان كالنار‪ ،‬والمثانة ب َارِد َة كالثلج‪.‬‬
‫ل ذَل ِك بتِ َ ْقدِير الْعَزِيز الْعَل ِيم‪.‬‬
‫فلولا برد المثانة ]أحرقت[ الكليتان الْجَسَد و َلَوْل َا حرارة الكليتين أفسدت المثانة ربعه َا ببردها‪ .‬وك ّ‬

‫مزاج الإنسان‬ ‫‪٦١‬‬

‫)مزاج ال ِْإنْس َان(‬


‫ل عبد الْملك بن حبيب‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫بطب الْع َر َب والمعرفة بالداء والدواء يَق ُول‪ :‬ال َد ّاء أَ رْبَع َة أمزجة‪ ،‬و َالسّنة أَ رْبَع َة‪ ،‬و َال ِْإنْس َان أَ رْبَع َة‬
‫ّ‬ ‫و َسمعت بعض ال ْمَد َنِيېن من أهل ال ْعلم‬
‫أمزجة‪ ،‬فأمزجة ال َد ّاء الْأَ رْبَع َة‪ :‬ال َد ّم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والمر ّة ا ْلحم َ ْرَاء‪ ،‬والمر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪ .‬وأمزجة السّنة‪ :‬الشتَاء‪ ،‬و َالربيع‪ ،‬والصيف‪ ،‬والخر يف‪.‬‬
‫الصّ يف المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء‪ ،‬ومزاج الخر يف المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪.‬‬ ‫فمزاج الشتَاء البلغم‪ ،‬ومزاج الر ّبيع ال َد ّم‪ ،‬ومزاج َ‬
‫الرأّْ س فبلغم‪ .‬والبواسير من الخام‪ .‬و َال َد ّم‪،‬‬
‫الصّ دْر ِإلَى َ‬
‫الصّ دْر ِإلَى ال ْقد َم فالخام‪ ،‬و َمن َ‬
‫و َاع ْلَم أَ ن الخام من البلغم و َه ُو َ أَ صله فَمَا ك َانَ تَحت َ‬
‫هي َ من ا ْلحم َ ْرَاء‪.‬‬ ‫والمر ّة َ‬
‫الصّ فْرَاء ِ‬
‫وأمزجة ال ِْإنْس َان الْأَ رْبَع َة أَ ن ال ِْإنْس َان يكون غُلَاما سبع عشر َة سنة‪ ،‬وشاب ّا ًسبع عشر َة‪ ،‬وكهلا ًسبع عشر َة‪ ،‬وشيخا ًِإلَى آخر عمره‪.‬‬
‫فمزاج ال ْغ ُلَام ال َد ّم و َه ُو َ حارّ ذ ُو ابتلال‪ ،‬أخوف السّنة عَلَيْه ِ الر ّبيع ل ِأَ ن ف ِيه ِ سُلْطَان مزاجه‪ ،‬وَكَذَل ِ َ‬
‫ك الر ّبيع حارّ ذ ُو ابتلال ف َِإن ٺثور عَلَيْه ِ‬
‫غير ال َد ّم فَه ُو َ آمن عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫ك َ‬
‫الصّ يف حارّ ي َاب ِس ف َِإن‬ ‫الشاب المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء ومزاجه حارّ ي َاب ِس‪ ،‬أخوف السّنة عَلَيْه ِ َ‬
‫الصّ يف ل ِأَ ن ف ِيه ِ سُلْطَان مزاجه‪ ،‬وَكَذَل ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ومزاج‬
‫ٺثور عَلَيْه ِ غير المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء فَه ُو َ آمن عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫ك الخر يف ب َارِد ي َاب ِس‪،‬‬ ‫ومزاج الـكهل المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء ومزاجه ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬أخوف السّنة عَلَيْه ِ الخر يف ل ِأَ ن ف ِيه ِ سُلْطَان مزاجه وَكَذَل ِ َ‬
‫ف َِإن ٺثور عَلَيْه ِ المر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء فَه ُو َ آمن عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫ك الشتَاء ب َارِد ذ ُو‬ ‫ومزاج ال َ ّ‬
‫شي ْخ الخام والبلغم ومزاجهما ب َارِد ذ ُو ابتلال‪ ،‬أخوف السّنة عَلَيْه ِ الشتَاء ل ِأَ ن ف ِيه ِ سُلْطَان مزاجه‪ ،‬وَكَذَل ِ َ‬
‫ابتلال‪ ،‬ف َِإن ٺثور عَلَيْه ِ غير الخام والبلغم فَه ُو َ ك َانَ آمن عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫و َاع ْلَم أَ ن منزل ال َد ّم الـكبد ِإلَى ال ْع ُر ُوق ِإلَى ال ْقلب‪ ،‬و َال ْقلب حارّ ذ ُو ابتلال‪ ،‬وَكَذَل ِ َ‬
‫ك ال ْع ُر ُوق والـكبد‪ .‬ومنزلة المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء المرارة‪،‬‬
‫والمرارة حارّة يابسة‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٥‬‬
‫مزاج الإنسان‬ ‫‪٦١‬‬

‫الرأّْ س مِن ْه ُ مهبطه ِإلَى َ‬


‫الصّ دْر ِإلَى الرئة‪ ،‬والرئة ب َارِد َة ذ َات‬ ‫سوْد َاء ]الطحال[ ‪ ،‬ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬ومنزل البلغم الرئة ومعدنه َ‬
‫ومنزلة المر ّة ال َ ّ‬
‫ابتلال‪ .‬ومنزل الخام المفاصل‪ .‬ومنزل الر ّيح الأمعاء‪.‬‬
‫ل عبد الْملك ع َن وهب بن منب ّه‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫سبْع َة فِي ر َأسه واثنين فِي جسده‪ ،‬و َجعل عقله فِي دماغه‪ ،‬وسرّه فِي كليتيه‪ ،‬وغضبه‬ ‫لما خلق الل ّٰه آدم َ‬
‫ثم ّ جعل فِي جسده ت ِ ْسع َة أَ ب ْوَاب‪َ :‬‬
‫وَر َحمته فِي كبده‪ ،‬وندامته فِي قلبه‪ ،‬ورغبته و َنَفسه فِي رئته‪ ،‬وضحكه فِي ]طحاله[ ‪ ،‬وفرحه وحزنه فِي و َجهه‪ ،‬والمرحة فِي صَدره‪ ،‬وشهوته‬
‫فِي فرجه‪ ،‬و َذريته فِي صلبه‪ ،‬وقوته فِي مني ّه‪.‬‬
‫و َجعل لَه ُ عشر َة أَ صَاب ِـع فِي يَد َيْه ِ ق َُو ّة ]ليديه[ ‪ ،‬و َعشر َة أَ صَاب ِـع فِي رجلَيْه ِ ق َُو ّة لرجليه‪ ،‬و َجعل لَه ُ ب َابَيْنِ مِنْهُم َا يسمع قلبه‪ ،‬وبابين يبصر‬
‫ل شَيْء‪ ،‬ومنخرين‬
‫بهما قلبه وهما نور جسده‪ ،‬و َجعل لَه ُب َابا يع ِيش جسده مِن ْه ُ‪ ،‬و َجعل لَه ُف ِيه ِ لِسَانا يبېن ك َلَامه وحنكا ًيجيد بِه ِ طعم ك ّ‬
‫ل شَيْء‪ ،‬و َجعل لَه ُ ب َابَيْنِ مِنْهُم َا يخرج مِن ْه ُ ثقل َطع َامه و َشَر َابه‪.‬‬
‫يجد بهما ريح ك ّ‬
‫و َجعل ف ِيه ِ ثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ مفصلا و َثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ عظما‪ ،‬و َثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ عرقا ً سَاك ِنا و َثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ عرقا ًنافضاً‪ ،‬فَلَو‬
‫سكن عرق النافضة م َا نَفعه عَي ْش فَلَو نفض عرق من الساكنة م َا نَفعه عَي ْش‪.‬‬
‫ل‪ ،‬والـكبد للحزن‪ ،‬والكليتان للرأي و َال ْمَك ْر‪،‬‬
‫ل عَليّ بن أبي طَالب ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ :-‬الْحلق للصوت‪ ،‬و َاللِّسَان للحروف‪ ،‬و َال ْقلب لِلْع َ ْق ِ‬
‫و َقَا َ‬
‫والرئة َ‬
‫للن ّفس‪ ،‬و َال ْقلب و ]الطحال[ للضحك‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬أصل ال ْعقل ال ْقلب ومحلّه الدِّم َاغ‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫ل عمر ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ :-‬جوارح الْجَسَد أعوان ال ْقلب و َال ْقلب ملـكه َا‪.‬‬
‫و َقَا َ‬
‫ن جَنَاح َانِ‪ ،‬والعينان مرتادتان‪ ،‬و َاللِّسَان ترجمان‪ ،‬والأذنان تعيتان‪ ،‬والكليتان مدبرتان‪ ،‬و ]الطحال[ للضحك‬
‫فالرجلان يدان‪ ،‬و َال ْيَد َا ِ‬
‫ل‪ ،‬والأنثيان للنسل‪ ،‬والصدر للهم‪ ،‬و َالْأنف للشمّ‪ ،‬والشفتان‬ ‫َالر ّحْم َة‪ ،‬والرئة َ‬
‫للن ّفس‪ ،‬والدماغ لِلْع َ ْق ِ‬ ‫والفرح‪ ،‬والـكبد للحزن و َالْغَضَب و َ‬
‫للذوق‪ ،‬و َال ْقلب ملك ذَل ِك كل ّه‪ ،‬ف َِإذا طَابَ الْملك طابت جُن ُوده و َِإذا خبث الْملك خبث جُن ُوده‪.‬‬
‫ل لَه ُ عبد الل ّٰه بن سَلام وَكَعب الْأَ حْ بَار‪ :‬و َالل ّٰه ي َا أَ م ِير ال ْم ُؤمنِينَ ِإ َن ّه لهكذا عندن َا ]فِي م َا[ ق َرَأن َا من الـْكتب‪.‬‬
‫فَق َا َ‬
‫سب ْح َانَه ُ خلق آدم من طِين َة عذبة ومالحة‪ ،‬فَلَو ك َان َت عذبة لَيست بمالحة لم يحزن أبدا‪ ،‬و َلم يغْضب أبدا‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس أَ نه قَالَ‪ِ :‬إن الل ّٰه ُ‬
‫و َلم يسأ أبدا و َلم يجهل أبدا‪ ،‬و َلَو ك َان َت مالحة لَيست م َعه َا عذبة لم يفرح أبدا‪ ،‬و َلم يضْ حك أبدا‪ ،‬و َلم يرض أبدا‪ ،‬و َلم يحسن أبدا‪ ،‬و َلم يحلم‬
‫أبدا‪.‬‬
‫و َلـكنه خلقه من طين عذبة ومالحة فَمَا ك َانَ من ]رض ّى[ ‪ ،‬أَ و ف َرح‪ ،‬أَ و ِإحْ سَان‪ ،‬أَ و حلم فَمن العذبة‪ ،‬وَم َا ك َانَ من حزن‪ ،‬أَ و بكاء‪ ،‬أَ و‬
‫إساءة‪ ،‬أَ و جهل فَه ُو َ من المالحة‪.‬‬
‫ك ل ِأَ َن ّه ُ‬
‫وَع َن وهب بن منب ّه أَ نه قَالَ‪ :‬لما خلق الل ّٰه آدم ركب جسده من أَ رْبَع َة أَ شْ يَاء من اليبوسة‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬والحرارة‪ ،‬والبرودة‪ ،‬وَذَل ِ َ‬
‫خلقه من ت ُر َاب وَم َاء‪َ ،‬‬
‫ثم ّ جعل ف ِيه ِ نفسا وروحاً‪.‬‬
‫فيبوسته من قبل ال ُت ّر َاب‪ ،‬ورطوبته من قبل المَاء‪ ،‬وحرارته من قبل َ‬
‫الن ّفس‪ ،‬وبرودته من قبل الر ّوح‪.‬‬
‫هي َ قوام جسده وملاكه ل َا يقوم جسده ِإ َلّا بهَا‪ ،‬وَل َا يقوم مزاج أحد مِنْهَا ِإ َلّا بأقرانه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثم ّ خلق الل ّٰه ف ِيه ِ من بعد هَذ َا الْخلق أَ رْبَع َة أمزجة‪ِ ،‬‬
‫وَهِي‪ :‬ال َد ّم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬والمر ّة ا ْلحم َ ْرَاء‪ ،‬والمر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء‪.‬‬
‫سوْد َاء‪ ،‬ومسكن الْحَرَار َة فِي المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء‪ ،‬ومسكن ُ‬
‫الر ّطُوبَة فِي‬ ‫ثم ّ أسكن بعض هَذ َا الْخلق فِي بعض‪ ،‬فَجعل مسكن اليبوسة فِي المر ّة ال َ ّ‬
‫َ‬
‫ال َد ّم‪ ،‬ومسكن ال ْب ُر ُود َة فِي البلغم‪ .‬فأيما جسدا ً اعتدلت ف ِيه ِ هَذِه الأمزجة الْأَ رْبَع َة َال ّتِي جعله َا الل ّٰه قوام جسده‪ .‬فَصَار َ كل مزاج مِنْهَا‬
‫ربعا ل َا يز ِيد وَل َا ينقص‪ .‬كملت ِ َ‬
‫صح ّته واعتدلت فطرته وَك َانَ سَائ ِر جسده‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٦‬‬
‫الأزمنة وما يصلح فيها‬ ‫‪٦٢‬‬

‫وغرائزه مستو ية‪ .‬ف َِإن ز َاد مزاج مِنْهَا ع َن ربعه غلبته الأمزجة َ‬
‫الث ّلَاثَة وقهرته و َدخل عَلَيْه ِ السقم ب ِقدر نقصانه وعجزه ع َن مقارنتها‪.‬‬
‫فَيَن ْبَغ ِي للطبيب الْع َالم بالداء والدواء أَ ن يعلم من أَ ي ْن سقم الْجَسَد بِز ِي َاد َة المزاج أَ و من نقصانه و َيعلم ال َد ّو َاء ال َ ّذ ِي يعالج بِه ِ‪ ،‬فينقص مِن ْه ُ‬
‫ِإن ك َانَ زايدا ً و َيز ِيد ف ِيه ِ ِإن ك َانَ ن َاق ِصا ح ََت ّى يقيمه على فطرته‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬و َجعل الل ّٰه هَذ َا الْخلق ال َ ّذ ِي و َصفنَا ع َنه ُ بنَِاء أَ خْلَاق بني آدم فِي طبائعهم َال ّتِي بهَا تعرف أفعالهم‪ .‬فَمن اليبوسة ال ْعَز ْم‪ ،‬و َمن ُ‬
‫الر ّطُوبَة‬
‫ت بِه ِ ُ‬
‫الر ّطُوبَة ك َانَ لينه مهانة‪ ،‬و َِإن‬ ‫اللين‪ ،‬و َمن الْحَرَار َة الحدّة‪ ،‬و َمن ال ْب ُر ُود َة الأناة‪ .‬ف َِإن ملك بِه ِ اليبوسة ك َانَ عزمه قساوة‪ ،‬و َِإن م َال َ ْ‬
‫ت بِه ِ ال ْب ُر ُود َة ك َان َت ]أناته[ بلادة ورثياً‪.‬‬
‫ت بِه ِ الْحَرَار َة ك َان َت حدّته سفها ًوطيشاً‪ ،‬و َِإن م َال َ ْ‬
‫م َال َ ْ‬
‫ف َِإن هَذِه الْأَ شْ يَاء الْأَ رْبَع َة من اليبوسة‪ ،‬والحرارة‪ ،‬والبرودة‪ ،‬والرطوبة ز َاد أَ و نقص‪ ،‬دخل عَلَيْه ِ ال ْعَي ْب من ناحيته‪ .‬ف َِإذا اعتدلت ف ِيه ِ‬
‫شي ْئا مِنْهَا أقرانه‪ ،‬ومعروفه‪ ،‬وتوسعه‪ ،‬وسهولته‪ ،‬وترسله‪ ،‬ولعبه‪ ،‬وضحكه‪،‬‬
‫ل َ‬
‫استقامت فطرته و َحسنت غريزته حِين دهر بَعْضه َا بَعْضًا و َلم يع ّ‬
‫وجزعه‪ ،‬وبطالته‪.‬‬
‫و َمن الر ّوح حلمه‪ ،‬ووقاره‪ ،‬وعفافه‪ ،‬و ]حياؤه[ وفهمه‪ ،‬وتقاه‪ ،‬وتكرمه‪ ،‬و َصدقه‪ ،‬ورفقه‪ ،‬وَصَبره‪ .‬وبالروح يسمع ال ِْإنْس َان‪ ،‬ويبصر‪،‬‬
‫و َي َأْ ك ُل‪ ،‬و َيش ْرب‪ ،‬و َيقوم‪] ،‬و[ يقْعد‪ ،‬و يفرح‪ ،‬و يضحك‪ ،‬ويبكي‪ ،‬و يحزن‪ .‬وبالروح يعرف ال ِْإنْس َان الحقّ من ال ْبَاطِل‪ ،‬والرشد من‬
‫الغي‪ ،‬و َ‬
‫َالصّ وَاب من الْخَطَأ‪ ،‬و َب ِه علم‪ ،‬و َيعلم‪ ،‬ويتعل ّم‪ ،‬و َيَعْف ُو‪ ،‬و َيُدبر‪ ،‬و يحذر‪ ،‬و يعزم‪ ،‬ويستحي‪ ،‬ويتكرم‪ ،‬فالحليم يتَع َاه َد أخلاقه و َينظر‬

‫َاف أَ ن يغلب‬ ‫َاف أَ ن يغلب عَلَيْه ِ بعض أَ خْلَاق يبوسة ال ُت ّر َاب‪ ،‬ألزم ك ّ‬
‫ل خلق مِنْهَا خلقا من أَ خْلَاق المَاء يمزجه بِه ِ‪ .‬و َِإذا خ َ‬ ‫ف ِيهَا‪ .‬ف َِإذا خ َ‬
‫ل خلق مِنْهَا خلقا من أَ خْلَاق الر ّوح بعده‪.‬‬ ‫عَلَيْه ِ بعض أَ خْلَاق َ‬
‫الن ّفس‪ ،‬ألزم ك ّ‬
‫الت ّف َاضُل بَين َ‬
‫الن ّاس فِي مغالبة الطبائع‪ .‬فإمّا أَ ن يسلم أحد من أَ ن‬ ‫ل طبيعة سوء غريزة‪ ،‬و َِإ َن ّمَا َ‬
‫ْس من أحد ِإ َلّا و َف ِيه من ك ّ‬
‫و َقد يُق َال‪ :‬لَي َ‬
‫يكون ف ِيه ِ مِنْهَا فَلَا‪ِ ،‬إ َلّا أَ ن الرجل‬

‫الأزمنة وما يصلح فيها‬ ‫‪٦٢‬‬

‫ال ْقوي الْحل َ ِيم يغلبها ب ِِإذن الل ّٰه‪ .‬بالقمع لَهَا كل ّما تطلعت أَ ن يبيتها ح ََت ّى ك َأَ َن ّمَا لَيست ف ِيه ِ‪ ،‬ولعلها ف ِيه ِ كامنة و َلنْ ينَال ذَل ِك ِإ َلّا بعون الل ّٰه‪.‬‬
‫الت ّد َاوِي بالأدو ية ِإذا سلم من الأدواء ل َا يحمل عَلَيْه ِ من ال ْم َأْ كُول والمشروب ِإ َلّا َ‬
‫خف َاء‪.‬‬ ‫يخْذُله ُالل ّٰه يه ْلك وأنفع م َا يل ْزم ال ِْإنْس َان من َ‬
‫و َمن َ‬
‫و َاع ْلَم أَ ن ال َد ّم ح ُل ْو ذ ُو ابتلال ف َِإذا ٺثو ّر فعالجه باليابس ال ْبَارِد الحامض‪ .‬والمر ّة ا ْلحم َ ْرَاء حارّة يابسة عللة‪ ،‬ف َِإذا ٺثو ّت فعالجها بالبارد الندي‬
‫الحلو‪ .‬والمر ّة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء ب َارِد َة يابسة حامضة‪ ،‬ف َِإذا ٺثو ّرت فعالجها بالسخن الندي الحلو‪ .‬والبلغم ب َارِد رطب مالح ف َِإذا ٺثو ّر فعالجه بالحارّ‬
‫ال ْيَاب ِس الحلو‪.‬‬
‫)الْأَ ْزم ِن َة وَم َا يصلح ف ِيهَا(‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫وسمعتهم يَق ُولُونَ‪ :‬السّنة أَ رْبَع َة أزمنة و َلها أَ رْبَع َة أمزجة‪ :‬صيف‪ ،‬وخر يف‪ ،‬وشتاء‪ ،‬وربيع‪.‬‬
‫فالشتاء ثَلَاثَة أشهر‪ :‬دجنبر وينير وفبراير‪ ،‬و َه ُو َ ب َارِد رطب ومزاجه البلغم والخام وهما باردان رطبان يُؤمر ف ِيهَا باجتناب أكل ]ال َ ّلح ْم[‬
‫البقري‪ ،‬والـكر ّاث والسلق‪.‬‬
‫ويستحب ف ِيه ِ شرب المَاء الفاتر على الر ِّيق‪ ،‬و َأكل ال َد ّج َاج‪ ،‬والحمص‪ ،‬والودك الـْكثير‪ ،‬والـكرنب‪ ،‬و َأكل الزنجبيل‪ ،‬والفلفل‪ ،‬و ِّ‬
‫َالصنَاب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ل حارّ وشربه‪.‬‬
‫و َأكل الثوم بالعسل‪ ،‬وك ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٧‬‬
‫علاج المثانة وما حوت إلى القدمين‬ ‫‪٦٣‬‬

‫ويستحب ف ِيه ِ تعاهد ا ْلجِمَاع والحمامات والاصطلاء وتعر يق الْجَسَد وغمره ل ِأَ ن ال ْع ُر ُوق والعصب تقسح ف ِيه ِ‬ ‫ّ‬ ‫و َاجْ تنَاب ال ْبَارِد من ال َ ّ‬
‫طع َام‬
‫وتبرد‪.‬‬
‫َالن ّو ْم كل ّه ب ِال َنّهَارِ‪ ،‬و ]ينْهَ ى[ ف ِيه ِ ع َن شرب‬
‫كثْر َة ال ِاغ ْتِسَال والتصبح و َ‬
‫و َيكره ُ ف ِيه ِ َ‬
‫ل بعد الن ّوم ف َِإن مِن ْه ُ يكون ضيق َ‬
‫الن ّفس‪.‬‬ ‫المَاء ب َِالل ّي ْ ِ‬
‫والرب و َلُزُوم الْقَيْ ء بالبكر ب ِأَ كْل الفجل‪ ،‬والخردل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫و َيسْت َحب ف ِيه ِ اسْ ت ِخْ رَاج الخام والبلغم ومضغ المخاضع و َلُزُوم الغراغر بالصناب‪،‬‬
‫ثم ّ يشرب عَلَيْه ِ الْعَسَل فَلبث قَلِيلا َ‬
‫ثم ّ يتقيأ على إثره‪.‬‬ ‫ل شَيْء حارّ‪َ ،‬‬
‫والجرجير‪ ،‬والثفاء‪ ،‬وك ّ‬
‫و َالربيع ثَلَاثَة أشهر وَهِي‪ :‬مارص‪ ،‬وإبر يل ومي ّه‪ .‬و َه ُو َ حارّ رطب يُؤمر ف ِيه ِ باجتناب أكل الثوم‪ ،‬والـكر ّاث‪ ،‬والبصل‪ ،‬والفجل‪ ،‬والسلق‪،‬‬
‫ل بقلة قديم َة‪ ،‬أَ و عروق يكون تَحت الأَ رْض من أجل ال َد ّاء ال َ ّذ ِي يكون فليها و َه ُو َ فِي عروقها ِإلَى فروعها‪ ،‬و َمن أكله َا‬
‫والـكرنب‪ ،‬وك ّ‬
‫ٺثو ّر عَلَيْه ِ ال َد ّم والبلغم و َأَ خذه فِي حنجره مثل الذبْ ح َة‪.‬‬
‫و َينْهى ع َن أكل الرؤوس والأكارع ورؤوس الْحيتَان وأذنابها من أجل الندى يسْقط على العشب فتأكل مِنْهَا الْبَهَائِم فيحري فِي رؤوسها‬
‫وأرجلها‪ .‬فَمن أكل الرؤوس والأكارع و َمن الْحيتَان الرؤوس والأذناب فِي هَذ َا الْجُز ْء علق ذَل ِك فِي ر َأسه وأصابته مِن ْه ُ غشاوة فِي بَص َره‪.‬‬
‫ويستحب ف ِيه ِ أكل الْحلََاو َة وشربها على الر ِّيق و َأكل ][‬
‫ّ‬ ‫كثْر َة شرب المَاء‪،‬‬
‫ك أَ نه يهيج و َيَت ّقِي ف ِيه ِ َ‬
‫و َيُؤمر ف ِيه ِ بإقلال من ا ْلجِمَاع وَذَل ِ َ‬
‫ل ي َاب ِس ب َارِد ل ِأَ ن ال َد ّم حارّ رطب‪.‬‬
‫ل شَيْء ف ِيه ِ حموضة‪ ،‬وك ّ‬
‫بالعسل و َب ِغير الْعَسَل‪ ،‬والنبق و َأكل السمّاق وشربه وك ّ‬
‫ويستحب ف ِيه ِ أكل القطف‪ ،‬والقرع‪ ،‬والرجلة‪ ،‬والملوخيا‪ .‬و َيُؤمر ف ِيه ِ بالاستمشاء‪ ،‬والاحتقان‪ ،‬والاحتجام‪ ،‬والاطلاء‪ ،‬و َقطع ال ْع ُر ُوق‬
‫ّ‬
‫لمن اضطّر ِإلَى قطعه َا‪ ،‬و َمن بَقِي ف َِإ َن ّه ُ ر ُبمَا بَقِي ف ِيه ِ على من ف ِيه ِ فضل دم وآبد على الطبيعة ل ِأَ َن ّه ُ زَم َانه وسلطانه وٺثو ّره‪.‬‬
‫و َمن علاج ٺثو ّره أَ ن يشرب من الإهليلج مِثْق َالا و َمن التربد مثقالين ف َِإ َن ّه ُ يمشي بعد الْحَرَار َة َال ّتِي يتثو ّر مِن ْه ُ ال َد ّم‪.‬‬
‫والصيف ثَلَاثَة أشهر‪ :‬ينيه و يليه وغشت و َه ُو َ حارّ ي َاب ِس‪ ،‬مزاجه المر ّة ا ْلحم َ ْرَاء وَهِي حارّة يابسة‪ ،‬يُؤمر ف ِيه ِ باجتناب أكل الرؤوس‬
‫والأكارع ورؤوس الْحيتَان وأذنابها كَمَا و َصفنَا فِي الْجُز ْء ال َ ّذ ِي قبله و ]ينْهَ ى[ ف ِيه ِ ع َن أكل الملوخيا‪ ،‬والفجل‪ ،‬والـكرنب‪ ،‬والأطعمة‬
‫َالصنَاب‪ ،‬و َ‬
‫َالز ّي ْت‪ ،‬والمالح كل ّه ف َِإن المالح والحارّ ]يهيجان[ ال ْع َطش فتثور مِن ْه ُ المر ّة و َال ْم َر َض‪ ،‬و يؤمن‬ ‫ل حارّ مثل الفلفل‪ ،‬و ِّ‬
‫السخنة‪ ،‬وك ّ‬
‫ف ِيه ِ بالإقلال من ا ْلجِمَاع من أجل ٺثو ّر ال َد ّم ف ِيه ِ من شدّة الحر ّ‪ ،‬و ]ينْهَ ى[ ع َن دُخُول ا ْلحمام‪ ،‬وَع َن السّفر لشدّة الحر ّ‪ ،‬وَع َن الْجلُُوس فِي‬
‫شمْس‪ ،‬و َقرب َ‬
‫الن ّار‪.‬‬ ‫ال َ ّ‬
‫ل ب َارِد‪ .‬و َشرب المَاء ال ْبَارِد على‬
‫ط ِيخ‪ ،‬والخوخ‪ ،‬والقطف‪ ،‬والقثاء‪ ،‬والرجلة‪ ،‬وك ّ‬
‫ل ب َارِد رطب مثل ال ْب ِ ّ‬
‫ويستحب ف ِيه ِ من الْأَ طْ عِم َة ك ّ‬
‫ّ‬
‫ل ح َال‪ ،‬و َأَ ن يتَع َاه َد ف ِيه ِ الحقن الملي ّنة ]المسهلة[ و َال ْمَش ْي ال َ ّذ ِي يسيل و يحرك الخام ل ِأَ ن‬
‫الر ِّيق و َيكثر ف ِيه ِ من شرب المَاء ال ْبَارِد على ك ّ‬
‫ف ِيه ِ يؤجع المَاء ِإلَى أَ صله و ]يلوى[ ال ْعود‪.‬‬
‫ورب السفرجل وأشبه ذَل ِك‪ ،‬و َيكثر ف ِيه ِ من أكل الْحلََاو َة‬
‫ّ‬ ‫ورب الأترج‬
‫ّ‬ ‫رب ال ْعصير‬
‫ل م َا يفْطر المر ّة من الروب ّ‬
‫و َيُؤمر ف ِيه ِ ب ِشرب ك ّ‬
‫ل شَيْء يلطّف حارّة المر ّة وأوجاعها‪.‬‬
‫والحموضة وك ّ‬
‫والخر يف ثَلَاثَة أشهر‪ :‬شتنبر واكتبر ونوبنبر‪ ،‬و َه ُو َ ب َارِد ي َاب ِس‪ ،‬مزاجه الْمرة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء وَهِي ب َارِد َة يابسة‪] ،‬ينْهَ ى[ ف ِيهَا ع َن أكل المملوح‪،‬‬
‫وَع َن أكل الملوخيا‪ ،‬وَع َن أكل الـكرنب ح ََت ّى يُصِ يبه ُ الأمطار‪.‬‬

‫علاج المثانة وما حوت إلى القدمين‬ ‫‪٦٣‬‬

‫و َيُؤمر ف ِيه ِ ب ِأَ كْل الـكر ّاث ني ّا ًومطبوخاً‪ ،‬و ]ب ِشرب[ َ‬


‫الل ّبن و َأكل التِّين‪ ،‬والتفاح‪ ،‬والحموضة كل ّها و َينْهى ف ِيه ِ ع َن دُخُول ا ْلحمام‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٨‬‬
‫علاج المثانة وما حوت إلى القدمين‬ ‫‪٦٣‬‬

‫)علاج المثانة وَم َا حوت ِإلَى الْقَدَم َيْنِ(‬


‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫الن ّفس ع َن ال َ ّ‬
‫طع َام‪،‬‬ ‫بالطب والعلل يَق ُولُونَ‪ِ :‬إذا اسْ تقْبل ال َد ّاء المثانة و َاجْ تم َع ِإلَيْهَا ف َِإن من م َاه َِي ّة ذَل ِك انصراف َ‬
‫ّ‬ ‫سَم ِعت أهل ال ْب َص َر‬
‫ونوم ثقيل‪ ،‬وقشعريرة‪ ،‬وأوجاع كأوجاع ال ْقرح ف ِيم َا بَين ال ْقرن ِإلَى الْقَدَم َيْنِ‪ ،‬وتقطير ال ْبَو ْل غير سر يع وبثر يخرج تَحت الخصيتين‪ ،‬ف َِإذا‬
‫شي ْئا من كرفس بأصوله و َشَيْء من بسباس بأصوله فيغسلهما من‬ ‫َّ‬
‫]أحس[ ال ِْإنْس َان ب ِشَيْء من ذَل ِك ف َِإن من أَ نْف َع دَو َاء بِه ِ أَ ن ي َأْ خ ُذ َ‬
‫ل ]غَد َاة[ بعد أَ ن يفتره كأسا ً ت َا َمّة على الر ِّيق‪ ،‬وليحتم من البطنة والوطئ حت ّى‬ ‫ثم ّ يطبخهما بِمَاء و َعسل‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يشرب مِنْهُم َا ك ّ‬ ‫ترابهما‪َ ،‬‬
‫يتفرغ ذَل ِك ع َنه ُ‪ .‬فَمن ]توانى[ ]ع َنه ُ[ أَ و عجز ع َن علاجه ]ف َِإن[ ذَل ِك ]يسبب[ من الأوجاع‪ :‬أَ ن يستغشي ال ْب َطن مِن ْه ُ غاشية من الـكبد‪،‬‬
‫سق ُوط من م َاء ال ْب َطن فِي ا ْل ُأن ْثَيَيْنِ‪ ،‬وقرحة تخرج فِي غشي المثانة‪.‬‬ ‫شدِيد‪ ،‬و َفَسَاد ]فِي[ َ‬
‫الل ّو ْن‪ ،‬و َ ُ‬ ‫وإسراف من ال ْبَو ْل‪ ،‬وأرق َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫تصب المَاء عَلَيْه ِ فتطبخه‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫َت وأبردت فَلم تحبس ال ْبَو ْل أَ ن ت َأْ خ ُذ الضومران المنقى‪ .‬فَت ِّر مِن ْه ُ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫و َمن علاج المثانة ِإذا أرقت و َاسْ تَرْخ ْ‬
‫تعصره فتسقيه ذَل ِك المَاء فاترا ً فَه ُو َ يرده ُ ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫و َمن علاج المثانة ِإذا اعتلت وسلس بولها أَ ن ]يطْبخ[ الحمص الْأسود و ]يق َش ّر فيؤكل و يحتسى[ مرقه ف َِإ َن ّه ُ يصلح المثانة‪ ،‬ويذيب الْحَصَاة‬
‫َال ّتِي تصير فليها‪ ،‬ويدرّ ال ْبَو ْل‪ ،‬و َيقطع حصيره‪ ،‬و َيز ِيد فِي مني الرجل و َفِي لبن ال ْمَر ْأَ ة‪ ،‬و َينزل الْحيَْضَة ِإذا ارْتَف َعت‪ ،‬و َيفتح السدد َال ّتِي‬
‫وحب القرع من ال ْب َطن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تكون فِي الْمعدة والـكبد‪ ،‬و َيخرج ال ُد ّود‬
‫شدِيد المرهم يوضع على الورم ال َ ّذ ِي يكون فِي أصل الأربي ّتين و َفِي ا ْل ُأن ْثَيَيْنِ‪ .‬ألان ذَل ِك وحلله‪ ،‬و َِإذا عجن بالعسل‬
‫و َِإذا طحن ف َصن َع مِن ْه ُ َ‬
‫و َوضع على القرحة نَفعه َا وأذهب رطوبتها‪.‬‬
‫ثم ّ يشربه سخنا ًبالغد وعَلى الر ِّيق ف َِإ َن ّه ُ ينفع ب ِِإذن الل ّٰه من ق ُر ُوح المثانة‪ ،‬و َمن‬
‫و َمن علاج المثانة ِإذا اعتل ّت أَ ن يطْبخ حليبا ًمن لبن الْمعز‪َ ،‬‬
‫ق ُر ُوح الكليتين والرئة‪ ،‬وقروح الأمعاء‪ ،‬و َمن السعال والسلّ‪ ،‬وطبخه على و َجْ ه َي ْن أَ حدهمَا فِي قدر و ]يحمى[ لَه ُ الْحَصْ بَاء‪ ،‬أَ و الحديدة َ‬
‫ثم ّ‬
‫يجْع َل فِي َ‬
‫الل ّبن فيغلي بهَا حت ّى يشقّ بعض لدونته‪.‬‬ ‫َ‬
‫الل ّبن‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يسقى‬ ‫تح ْت َه ُ[ بنَِار لين َة ح ََت ّى يذهب المَاء و َيبقى َ‬ ‫الل ّبن ومكيالا ًمن المَاء فتجمعهما فِي ال ْقدر‪َ ،‬‬
‫ثم ّ توقد ] َ‬ ‫الث ّانِي أَ ن ت َأْ خ ُذ مكيالا ًمن َ‬
‫َ‬
‫مِن ْه ُ ال ْم ُحْ تَاج ِإلَيْه ِ ب ِقدر ح َاجته‪.‬‬
‫الضّ أْ ن شَبيه بِلَبن الْمعز فِي دوائه ِإ َلّا أَ نه أغ ْلظ وأسمن من لبن الْمعز‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬و َلبن َ‬
‫وحب الضرو ]و َِإذا طَابَ [ واسود و َه ُو َ جيد‬
‫ّ‬ ‫حب البطم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وَم َِم ّا ينفع م َا تَحت السرّة من المثانة والكليتين أكل الحب ّة الخضراء‪ ،‬وَهِي‬
‫للمعدة و َتذهب‬
‫]الْحَصَاة[ وينفض ال ْبَو ْل ويدرّه و َيقطع حصره‪ .‬وَم َِم ّا يصلح المثانة أكل التِّين الْأَ خْ ض َر واليابس ف َِإ َن ّه ُ حارّ لدن و َه ُو َ يدرّ ال ْبَو ْل وينقي‬
‫الفضول من المثانة و يلين الأورام الصلبة َال ّتِي تكون فِي الـكبد و ]الطحال[ و َيفتح سددهما‪.‬‬
‫الرب ال َ ّذ ِي يصنع من عصير ال ْع ِن َب ح ََت ّى يذهب ثلُُثَاه ُ ف َِإ َن ّه ُ حارّ لين و َه ُو َ جيد‬
‫ّ‬ ‫وَم َِم ّا يصلح م َا تَحت السرّة من المثانة والكليتين ]شرْب[‬
‫للصدر والسعال‪ ،‬و َيز ِيد فِي ال ْمَنِيّ‪ ،‬و َينزل ال ْبَو ْل‪ ،‬و َيقطع حصره و يليِّن ال ْب َطن‪.‬‬
‫ط ِيخ ف َِإ َن ّه ُ ب َارِد رطب ليِّن ينقي َ‬
‫الصّ دْر والمثانة و َينزل ال ْبَو ْل والحيضة‪ ،‬وحب ّه جيد للصدر والسعال‬ ‫وَم َِم ّا يصلح المثانة وينفعها أكل ال ْب ِ ّ‬
‫والكليتين والقرح ال َ ّذ ِي يكون فِي المثانة ِإذا طبخ و َشرب ]م َاؤُه ُ[ ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤٩‬‬
‫علاج المثانة وما حوت إلى القدمين‬ ‫‪٦٣‬‬

‫و َمثله أكل اللوز م َِم ّا يصلح المثانة‪ ،‬ويذيب ]الْحَصَاة[ أكل اللوز و َشرب سو يقه ف َِإ َن ّه ُ معتدل و َف ِيه شَيْء من ال ْب ُر ُود َة و َه ُو َ ينزل ال ْبَو ْل و َيقطع‬
‫حصره‪ ،‬وينفع القولنج‪ ،‬و َيقتل ال ُد ّود فِي ال ْب َطن‪ ،‬وينفع من لدغ العقارب ِإذا أكل ب ِالتِّينِ‪ ،‬أَ و ب َِالتمّْرِ‪ ،‬أَ و بالعسل‪ ،‬ويش ّد ال ِْإنْس َان حلوا ً‬
‫مراً‪ ،‬والمر ّ أقوى‪.‬‬
‫ك َانَ أَ و ّ‬
‫وَم َِم ّا يصلحها أكل الصنوبر و َأكل الفستق‪ ،‬وينفع م َِم ّا ينفع لَه ُ اللوز ِإذا وضع على لدغ الْعَقْر َب‪.‬‬
‫وَم َِم ّا يصلح لَهَا و َلما ذكر م َعه َا أكل النعنع و َه ُو َ بِلِسَان الأندلس المنتة‪ ،‬وينفع من الر ّيح الغليظ َال ّتِي تكون فِي الْمعدة والأمعاء و َيقطع الْقَيْ ء‬
‫ويسكنه لطيب رِ يحه‪.‬‬
‫ثم ّ تدق ّه وتشربه بِمَاء فاتر على الر ِّيق ف َِإ َن ّه ُ مجر ّب ن َاف ِـع ِإن شَاء َ الل ّٰه‪.‬‬
‫وَم َِم ّا ينفع المثانة أَ ن تيبس ال ْورْد َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ثم ّ تعجنه بدقيق الشّعير مغربلا ًبالخل و َالْعَسَل ]وتبسطه[ على خرق َة وتضعه على‬ ‫وَم َِم ّا ينفع من قطر ال ْبَو ْل أَ ن ت َأْ خ ُذ وردا ي َابسا فتسحقه‪َ ،‬‬
‫المثانة‪ ،‬وَهِي الْع َانَة‪ ،‬ف َِإ َن ّه ُ يقطع ال ْقطر ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫وَم َِم ّا ينفع من الخاصرة أَ و ]الْحَصَاة[ أَ ن ت َأْ خ ُذ أصُول الحر ّيق فتغسلها من ترابها و ]تقطعها[ تقطيع ال ْعجل‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تلقيها فِي الْعَسَل النقي‬
‫ثم ّ تلعق مِنْهَا كل غدوات ثَلَاثَة أَ َي ّام على الر ِّيق ملعقة وَم َا زِدْت من الْأَ َي ّام ك َانَ أَ نْف َع‪.‬‬
‫الطّيب فتدعها ف ِيه ِ ثَلَاثَة أَ َي ّام‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تدق ّه ح ََت ّى يصير بِمَنْز ِلَة‬
‫شمْس َ‬
‫ثم ّ تيبسه فِي غير ال َ ّ‬
‫وَم َِم ّا ينفع من الخاصرة و ]الْحَصَاة[ أَ ن ت َأْ خ ُذ أصُول ال ْقصب فتمزع قشره الْأَ ع ْلَى َ‬
‫ل مرق أَ و مشوي أَ و بَيْضَة‪.‬‬
‫تجْعَله ُ ذرورا ً على ك ّ‬ ‫الفلفل وتغربله بغربال شعر‪َ ،‬‬
‫ثم ّ َ‬
‫وَم َِم ّا ينفع من الخاصرة و ]الْحَصَاة[ أَ ي ْضا رماد الضرو يشرب بالزيت أَ و رماد الأصاص يشرب ب ِال ْمَاء ِ الساخن الساكب‪ ،‬أَ و لبن حليب‬
‫الز ّي ْت فيسكبه عَلَيْه ِ فِي حرارته فيخلطهما جَم ِيع ًا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يشربهما صَاحب ]الْحَصَاة[ ‪ ،‬أَ و الخاصرة‬ ‫ثم ّ يعمد ِإلَى مثله من َ‬
‫يطْبخ بالرضف‪َ ،‬‬
‫ل و َاحِد من َ‬
‫الث ّلَاثَة ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬ ‫فك ّ‬
‫ثم ّ تسقيه ِإ َي ّاه بِمَاء و َعسل على الر ِّيق وَكَذَل ِ َ‬
‫ك تسقيه السنبل بعد سحقه بِمَاء‬ ‫وَم َِم ّا ينفع من ]الْحَصَاة[ و َيخرج النفخة أَ ن تسحق الْحَر ْف‪َ ،‬‬
‫ك طبخ أصل‬
‫فاتر‪ ،‬وَكَذَل ِ َ‬
‫ك شرب زرّ يعة الثوم بِمَاء فاتر ن َاف ِـع مِنْهُم َا‪.‬‬ ‫السوسن بالزيت َ‬
‫ثم ّ تشربه ن َاف ِـع مِنْهُم َا وَكَذَل ِ َ‬
‫رب طي ّب‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تشرب مِن ْه ُ ب ِقدر شَر ِيكه على الر ِّيق‪.‬‬ ‫وَم َِم ّا ينفع ]الْحَصَاة[ أَ ن يطْبخ أَ طْ رَاف الإكليل بِمَاء و َعسل أَ و ّ‬
‫وَم َِم ّا ينفع المثانة و يصلحها و َيذْهب ]الْحَصَاة[ الـكرفس و َه ُو َ مثل النعنع فِي حرارته‪ ،‬وينفع ورقه ِإذا أكل رطبا من الْمعدة‪ ،‬و َمن الـكبد‬
‫ال ْبَارِد َة‪ ،‬وينفع عصير ورقه من ا ْلحمى النافض وحب ّه أقوى وأحرّ من ورقه‪ ،‬و َف ِيه من ال َد ّو َاء م َا فِي ورقه‪.‬‬
‫الرب مثله‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يشربه فِي الحمّام أَ و فِي‬ ‫ّ‬ ‫تدق ورق الـكرنب حسنا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تعصر من م َائه قدر ]كأسٍ[ و َيج ْع َل من‬ ‫وَم َِم ّا ينفع من الخاصرة أَ ن ّ‬
‫قصر ية‪.‬‬
‫ثم ّ تشربه بِه ِ فِي م َاء سكب غداوة خَم ِيس على الر ِّيق ف َِإ َن ّه ُ ن َاف ِـع‬
‫الشب الْيم َا َنِيّ فتسحقه ن َاعِمًا َ‬
‫ّ‬ ‫وَم َِم ّا ينفع مِنْهَا أَ ن ت َأْ خ ُذ وزن دِرْهَمَيْنِ من‬
‫ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫وَم َِم ّا ينفع ويدبغ المثانة و يغلظها ويدرّ ال ْبَو ْل مِنْهَا أكل الرمّان بشحمه‪ ،‬و َأكل القسطل والبل ّوط نيا ًومشو ياً‪ ،‬و َأكله مشو يا ًأفضل من أكله‬
‫نياً‪.‬‬
‫ِ‬
‫و َقد يصنع مِنْهُم َا أَ و من أَ حدهمَا سو يق كسو يق اللوز‪ ،‬و َيش ْرب بالعسل‪ ،‬أَ و بالسكر فيصلح بِه ِ المثانة‪ .‬و َقد يطْبخ ب ِال ْمَاء بعد ]نزع[ قشره‪،‬‬
‫َ‬
‫ثم ّ يشرب م َائه فيصلح المثانة ويدبغها‪.‬‬
‫ثم ّ تقصبه عَلَيْه ِ‪ .‬وَم َِم ّا ينفع مِن ْه ُ أَ ي ْضا أَ ن تغطيه برغوة المَاء‪.‬‬
‫وَم َِم ّا ينفع من ورم الخصى أَ ن ت َأْ خ ُذ السلق فترضّه حسنا وتعجنه بالعسل‪َ ،‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٠‬‬
‫‪ ٦٤‬ما جاء في السحر وعلاجه‬

‫وَم َِم ّا ينفع من وجع الشرج أَ ن يكثر من أكل اللوز‪ ،‬و َيش ْرب سو يقه و َأَ ن يسحق‬
‫الْحَر ْف و يخلط ب ِشَيْء من د َق ِيق‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تعجنه بالخل السخن‪ ،‬وَتجْع َل مِن ْه ُ لصوقا ًفتركبه على الشرج‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫حفْر َة فتلقي ذَل ِك الزرجون ف ِيهَا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬ ‫وَم َِم ّا ينفع من وجع الصلب والوركين أَ ن ت َأْ خ ُذ قضبان الزرجون فتقطعها‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تحفر فِي الأَ رْض ُ‬
‫ثم ّ ادهن ال َ ّذ ِي بِه ِ وجع الصلب‬
‫ثم ّ اطر َح عَلَيْهَا كسَاء من صوف‪َ ،‬‬
‫ثم ّ ترش ّها ف َِإذا افترت فَخذ تبن الشّعير فغطّها بِه ِ حسنا‪َ ،‬‬
‫تشعلها ن َارا َ‬
‫ثم ّ اضجعه على الـكساء فِي الحفرة وغطّه حت ّى يعرق ف َِإ َن ّه ُ يرقه ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والوركين ب ِز َي ْت‪َ ،‬‬
‫وَم َِم ّا ينفع من وجع الرّكْ ب َة أَ ن ت َأْ خ ُذ من ورق التِّين‪ ،‬و َمن ورق الْجَو ْز فتسحقه حسنا بشحم اللوز‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تعصبه عَلَيْهَا فِي يَو ْم حارّ يوكأ بِه ِ‬
‫فيدق حسنا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يلقى‬ ‫ّ‬ ‫تجْعَله ُعلى خرق َة وَهِي فاتر‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تعصبه على الرّكْ ب َة أَ و ت َأْ خ ُذ أصل الحر ّيق‬ ‫أَ و ت َأْ خ ُذ بعر تَي ْس فَحل فتعجنه بالخل‪َ ،‬‬
‫ثم ّ َ‬
‫فِي ز َي ْت و يعصب على الرّكْ ب َة والورك أَ و تفعل بأطراف الأصاص مثل ذَل ِك‪ ،‬أَ و يعجن خثى ال ْب َقر بخل حاذق‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يعصبها على الرّكْ ب َة‬
‫ل ذَل ِك ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫والورك فك ّ‬
‫يدق البلشاقية بورقها وتعصبها عَلَيْه ِ أَ و ت َأْ خ ُذ أصل السوسن‬ ‫وَم َِم ّا ينفع من وجع الصلب َ‬
‫حي ْثُ ك َانَ أَ ن تدهنه ب ِز َي ْت طبخ الشب ّة‪ ،‬أَ و ّ‬
‫فترضه بورقه‪ ،‬وتستخرج ]م َاءه ُ[ فتعجنه بلباب ا ْلخـبز‪َ ،‬‬
‫ثم ّ تعصبه عَلَيْه ِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثم ّ تعصبها عَلَيْه ِ‪ ،‬أَ و ت َأْ خ ُذ فرث ]شَاة[ سخونة فَتدخل ف ِيه ِ قَدَمَي ْك ف َِإ َن ّه ُ ن َاف ِـع ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫ض الرجلة‪َ ،‬‬‫وَم َِم ّا ينفع من وجع الْقَدَم َيْنِ أَ ن ت َر َ ّ‬

‫ما جاء في السحر وعلاجه‬ ‫‪٦٤‬‬


‫)م َا ج َاء َ فِي السحر وعلاجه(‬
‫خرُجُوا عن ّي الساحرة‪َ .‬‬
‫ثم ّ أمرت‬ ‫وَع َن مُحَم ّد بن ال ْمُنْك َدر أَ ن امْرَأَ ة قَالَت لع َائِش َة‪ :‬ي َا أمّ ال ْم ُؤمنِينَ‪ ،‬ه َل عليّ من جنَاح أقيد جملي؟ فَق َالَت‪ :‬ا ْ‬
‫فصب عَلَيْه ِ م َاء وملح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بمكانها‬
‫مخَاف َة أَ ن يسحر ف ِيه ِ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬تَعْنِي بقولِهَا أقيد جملي أَ ن تسحر ز َوجه َا‪ :‬وَك َان َت عَائِش َة ت َأمر بدفن الْأَ ظْ ف َار و َالشعر‪ ،‬و َدم المحاجم َ‬
‫قَا َ‬
‫ثم ّ ِإن عَائِش َة اشتكت بعد ذَل ِك م َا شَاء الل ّٰه‪َ .‬‬
‫ثم ّ دخل عَلَيْهَا رجل‬ ‫وروت عم ْر َة أَ ن عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه عَنْهَا ‪ -‬ك َان َت بر ّت ج َارِ يَة لَهَا َ‬
‫َ‬
‫سندي فَق َالَ‪ِ :‬إ َن ّك مطبوبة‪ .‬قَالَت‪ :‬و َمن طب ّني؟‬
‫قَالَ‪ :‬امْرَأَ ة من نعتها كَذ َا وَكَذ َا‪ .‬فوصفها لَهَا فِي حجرها صبيّ قد ب َال عَلَيْهَا‪.‬‬
‫قَالَت عَائِش َة‪ :‬أَ ي فُلَانَة‪ ،‬لجار ية ك َان َت تخدمها‪ .‬ف َوَج َدتهَا عِن ْد جيران لَهَا و َفِي حجرها صبيّ قد ب َال فلم ّا غسلت بَو ْل صبيّها ج َاءَت فَق َالَت‬
‫لَهَا عَائِش َة‪ :‬سحرتني؟ قَالَت‪ :‬نعم‪ .‬قَالَت‪ :‬ولِم َ؟ قَالَت‪ :‬أَ حْ بَب ْت ال ْعت ْق‪ .‬قَالَت عَائِش َة‪ :‬أَ حْ بَب ْت ال ْعت ْق و َالل ّٰه ل َا تعتقين أبدا‪َ .‬‬
‫ثم ّ أمرت عَائِش َة‬
‫اب ْن أَ خِيهَا أَ ن يَب ِيعه َا من الْأَ عْرَاب م َِم ّن يسيء ملـكه َا فَبَاعَه َا‪.‬‬
‫ثم ّ ِإ َ ّنهَا ر َأَ ْ‬
‫ت فِي ال ْمَنَام أَ ن تَغْتَسِل من‬ ‫الز ّم َان‪َ ،‬‬
‫ثم ّ ابتع بِثمنِهَا ر َقَب َة ح ََت ّى اعتقها ف َفعل‪ .‬قَالَت عم ْر َة‪ :‬فَلبث م َا شَاء الل ّٰه من َ‬
‫َ‬
‫قَالَت عَائِش َة‪َ :‬‬
‫ثَلَاث آبار يم ّد بَعْضه َا بَعْضًا ف َ َإن ّك تشفين‪.‬‬
‫قَالَت عم ْر َة‪ :‬ف َدخل على عَائِش َة اب ْن أَ خِيهَا و َعبد َ‬
‫الر ّحْم َن بن سعيد بن زُر َار َة ف َذكرت عَائِش َة لَهما ذَل ِك فَانْطَلق َا ِإلَى قبَاء فوجدا آبارا ً ثَلَاث ًا‬
‫يم ّد بَعْضه َا بَعْضًا فاستقيا من‬
‫ِيعهنّ ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ أَ تَوا بِه ِ عَائِش َة فاغتسلت بِه ِ فشفيت‪ .‬وَك َان َت عَائِش َة ت َأمر المسحور أَ ن يسْتَقْبل‬ ‫ل بِئْر ثَلَاثَة سحب ح ََت ّى ]م َلأ[ السحب من جَم َ‬
‫ك ّ‬
‫مرات‪.‬‬
‫جر ية المَاء فيغطس ف ِيه ِ ر َأسه سبع ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥١‬‬
‫ما جاء في العين‬ ‫‪٦٥‬‬

‫و َقَالَت عَائِش َة‪ :‬من اسْ تقْبل جر ية المَاء ال َنّهْرِي فغطس ف ِيه ِ ر َأسه ِإحْد َى و َعش ْرين مرة‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يُغَي ِّره ُ فِي عَامه ذَل ِك سحر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫شدِيد َة ح ََت ّى خيف عَلَيْه ِ‪ ،‬و َمكث‬
‫وَرُوِيَ أَ ن بَنَات لبيد بن أعصم الْيَه ُودِيّ ]سحرن[ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فاشتكى شكية َ‬
‫جبْر ِيل عَلَيْه ِ ال َ ّ‬
‫سلَام فَق َالَ‪ :‬ي َا مُحَم ّد أَ ن ْت مطبوب‪ ،‬يَعْنِي مسحور‪.‬‬ ‫جسْمه ودهنه وخامره النسْيَان‪ ،‬ف َأَ ت َاه ُ ِ‬
‫أَ رْبَع ِينَ يَوْم ًا فِي شكايته و َقد تغير ِ‬
‫ن و َضعته؟ " قَالَ‪ :‬فِي‬
‫خف طلع ذَل ِك‪ .‬قَالَ‪ " :‬و َأَ ي ْ َ‬
‫قَالَ‪ " :‬و َمن طب ّني؟ " قَالَ‪ :‬بَنَات لبيد بن أعصم الْيَه ُودِيّ ‪ .‬قَالَ‪ " :‬و َف ِيم َا؟ " قَالَ‪ :‬فِي ّ‬
‫راعوفة بِئْر ذوران‪.‬‬
‫جبْر ِيل؟ " قَالَ‪ :‬تن ْزع م َاء ال ْبِئْر ح ََت ّى تبدوا الراعوفة فتستخرج من تحتهَا‪.‬‬
‫قَالَ‪ " :‬فَمَا دوائه‪ .‬ي َا ِ‬
‫وَك َان َت ال ْبِئْر فِي بني بياضة من الْأَ نْصَار ف َأرْسل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ لاستخراج ذَل ِك من ال ْبِئْر وأحضر ]لذَل ِك[ أَ ب َا بكر‬
‫كه َيئَة ِ م َاء الْح َِن ّاء‪َ ،‬‬
‫ثم ّ اسْ تخْ رجُوا الْخُف من تَحت الراعوفة ف َأتي بِه ِ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[‬ ‫و َعمر فنزعوا المَاء فوجدوه قد تغير َ‬
‫ل لَهُ‪ :‬اق ْرَأ ي َا مُح َم ّد!‬
‫جبْر ِيل على رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بالمعوذتين فَق َا َ‬
‫فوجدوا فِي عقدا معقدا ً و َنزل ِ‬
‫ل م َا ق َرأَ َ آيَة انْ حَل ّت عقد َة ِإلَى آخر المعوذتين‪ .‬فَبَر َق رَسُول الل ّٰه‬
‫َب الفلق{ ]الفلق‪ . [١ :‬فك ّ‬
‫فَق َالَ‪ " :‬وَم َا أَ قرَأ؟ " قَالَ‪ :‬اق ْرَأ‪} :‬قل أعوذ ب ِر ّ‬
‫ل صلوَات الل ّٰه عَلَيْه ِ‪ " :‬م َا تعوذت بِمِث ْلِه َا "‪.‬‬
‫]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ وصح ّ‪ .‬و َقَا َ‬
‫حفْر َة ]وواروهما[‬ ‫ثم ّ أحرقا َ‬
‫بالن ّار‪ ،‬وألقيا بعد احتراقهما فِي ُ‬ ‫صحَاب رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ إنْس َانا فَبَال على العقد والخف‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ثم ّ أَ مر أَ ْ‬

‫ب ِال ُت ّر ِ‬
‫َاب‪َ ،‬‬
‫ثم ّ د َعَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ببنات‬

‫ما جاء في العين‬ ‫‪٦٥‬‬


‫لبيد بن أعصم فاعترفن بِمَا عملن‪ ،‬وكنّ ثَلَاث ًا أَ و أَ رْبعا‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫الصّ خْ ر َة َال ّتِي تكون فِي أَ سْ ف َل ال ْبِئْر يجلس عَلَيْهَا‬
‫خف‪ ،‬والراعوفة َ‬ ‫حي ْثُ يكون الطّلع‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يذهب الطّلع و َيبقى مَوْضِعه فَه ُو َ من ال ّ‬ ‫خف َ‬‫وال ّ‬
‫عِن ْد تنقيتها‪.‬‬
‫ل يحيى بن سعيد ع َن العَب ْد أبق فيعقد بِغَي ْر سحر فيغمى عَلَيْه ِ ال َ ّ‬
‫طرِ يق و َيم ْتَنع من ال ْبَو ْل والخلا فيشت ّد ذَل ِك عَلَيْه ِ فَيرجع ِإلَى أَ هله فَق َالَ‪:‬‬ ‫وَسُئ ِ َ‬
‫ر َأَ ي ْت ]كثيرا م َِم ّن[ أدركنا يكره ذَل ِك ك َرَاه ِي َة َ‬
‫شدِيد َة و َيُنْهِ ي ع َنه ُ‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬ه ُو َ من السحر م َا ه ُو َ‪ ،‬وَل َا يحل فعله‪.‬‬ ‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي ال ْعين(‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬ال ْعين حقّ تستنزل ا ْلجمل ال ْقدر و َالرجل الْقَب ْر "‪.‬‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ه َل يضرّ ال ْغَب ُْط؟ فَق َالَ‪ " :‬نعم كَمَا يضر ّ السحر‬ ‫وَرُوِيَ ع َنه ُ عَلَيْه ِ ال َ ّ‬
‫سلَام‪ " :‬ال ْعين تغلي الْقُد ُور وتملأ الْق ُب ُور "‪ .‬وَسُئ ِ َ‬
‫"‪.‬‬
‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ال ْعين‬
‫و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ نه قَالَ‪ " :‬ال ْعين حقّ ‪ ،‬و َلَو ك َانَ شَيْء يسْبق ال ْقدر لسبقته ال ْعين "‪ .‬و َقَا َ‬
‫حقّ يحضرها ال َ ّ‬
‫شيْطَان وحسد اب ْن آدم "‪.‬‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس فِي ق َول يَعْق ُوب لِبَن ِيه ِ‪} :‬ي َا بني ل َا تدْخلُوا من ب َاب و َاحِد{ ]يُوسُف‪ [٦٧ :‬الْآيَة‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٢‬‬
‫ما جاء في النشرة من العين وغيرها وروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف‬ ‫‪٦٦‬‬
‫يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط سهل مكانه فأتي رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم فقيل له يا رسول الل ّٰه هل لك في‬
‫ما جاء في النشرة من العين وغيرها وروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال‬ ‫‪٦٦‬‬
‫رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط‬
‫سهل مكانه فأتي رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم فقيل له يا رسول الل ّٰه هل لك في‬

‫حي ْثُ أَ مرهم أبوهم{ ِإلَى قَو ْله‪} :‬فضها{ ]يُوسُف‪ ، [٦٨ :‬و َتلك الْحَاجة‬
‫َاف عَلَيْه ِم ال ْعين عِن ْد اجْ تِم َاعهم و َق َوله‪} :‬و َلما دخلُوا من َ‬
‫قَالَ‪ :‬خ َ‬
‫شي ْئا و َه ُو َ قَو ْله‪} :‬و ََإن ّه ُ لذ ُو علم ٍِ لما َ‬
‫عل ّمنه{ ]يُوسُف‪ [٦٨ :‬يَعْنِي‬ ‫خوف ال ْعين عَلَيْه ِم و َقد علم أَ ن ذَل ِك ل َا يُغني عَنْه ُم من قَضَاء الل ّٰه و َقدره َ‬
‫علمه بذلك‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي النشرة من ال ْعين و َغ َيره َا{‬
‫وَرُوِيَ ع َن أبي ُأم َام َة بن سهل بن حنيف أَ نه قَالَ‪ :‬رأى عَامر بن ربيع َة سهل بن حنيف يغْت َسل فَق َالَ‪ :‬م َا ر َأَ ي ْت ك َال ْيَو ْ ِم وَل َا جلد مخبأة‪.‬‬
‫فلبط سهل مَك َانَه ُ ف َأتي رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ف َقيل لَهُ‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه ه َل ل َك فِي سهل بن حنيف و َالل ّٰه م َا يرفع ر َأسه؟‬
‫فَق َالَ‪ " :‬ه َل تتهمون لَه ُ أحدا؟ " قَالُوا‪ :‬نتهم لَه ُ عَامر بن ربيع َة‪.‬‬
‫فَد َعَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ عَامر فتغيظ عَلَيْه ِ‪ " :‬علام يقتل أحدكُم أَ خ َاه ُ أَ لا ب َركت اغ ْتسل لَه ُ "‪ ،‬ف َغسل لَه ُ عَامر و َجهه و َي َديه‬
‫ْس بِه ِ ب َأْ س‪.‬‬ ‫صب عَلَيْه ِ فراح سهل م َ َع َ‬
‫الن ّاس لَي َ‬ ‫ّ‬ ‫ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجلَيْه ِ وداخلة إز َاره فِي قدح َ‬
‫ثم ّ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ض المسبت‪ .‬يُق َال‪ :‬لبط بفلان لبطا ً و َه ُو َ ملبوط بِه ِ‪.‬‬
‫أمّا قَو ْله‪ " :‬فلبط سهل " فيعني صرع سَاق ِطا ك َال ْمَرِ ي ِ‬
‫وَمِن ْه حَدِيث َ‬
‫الن ّبِي ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ حِين خرج على ق ُر َي ْش لَيْلَة أَ ر َادوا أَ ن يَم ْك ُر ُوا بِه ِ ف َضرب الل ّٰه ب ِالنورِ على قُلُوبهم‪.‬‬
‫فَخرج رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ من منزله وقريش ملبوط بهم‪ .‬يَعْنِي أَ نهم سقطوا صرعى بَين يَد َيْه ِ‪ ،‬و َتقول الْع َر َب أَ ي ْضا‪ :‬ليج‬
‫بفلان‪ ،‬يَعْنِي لبط بِه ِ‪ ،‬و َه ُو َ الليج واللبط‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ثم ّ يمجه فِي ال ْقدح‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يغسل‬ ‫ل ُ‬
‫الز ّهْرِيّ ‪ :‬يُؤ ْتى العاين بقدح ف ِيه ِ م َاء فَيدْخل ف ِيه ِ كَفه فيمضمض‪َ ،‬‬ ‫وأمّا ت َ ْفسِير اغتسال العاين للمعين فَق َا َ‬
‫فيصب على مرفقيه‬
‫ّ‬ ‫فيصب بهَا على مرفقيه الْأَ يْمن‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل ي َده الْيم ُ ْن َى‬ ‫ّ‬ ‫و َجهه فِي ال ْقدح‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل ي َده ال ْيُسْر َى‬
‫فيصب على قدمه ال ْيُسْر َى‪ ،‬و َيدخل ي َده ]ال ْيُسْر َى[‬
‫ّ‬ ‫فيصب بهَا على قدمه الْيم ُ ْن َى‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل ي َده الْيم ُ ْن َى‬ ‫ّ‬ ‫الْأَ ي ْسَر‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل ي َده ال ْيُسْر َى‬
‫ل ذَل ِك فِي ال ْقدح‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يغسل د َاخِلَة إز َاره فِي ال ْقدح وَل َا‬ ‫فيصب بهَا على ركبته الْيم ُ ْن َى‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يدْخل ي َده الْيم ُ ْن َى فيصبّها على ركبته ال ْيُسْر َى‪ ،‬ك ّ‬ ‫ّ‬
‫حد َة يجْرِي على جسده‪.‬‬
‫يصب على ر َأس الْمع ِين من خ َلفه صفة و َا ِ‬
‫ّ‬ ‫يوضع ال ْقدح ]على الأَ رْض[ ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫وداخلة ال ِْإز َار و َه ُو َ الطّرف المتوالي ال َ ّذ ِي يَضَعه ُ المتورر على ]حقوه[ الْأَ يْمن‪.‬‬
‫و ]روى[ حَدِيثا مُسْندًا أَ ن سعد بن أبي و َقاص خرج يَوْم ًا بالعراق فِي ثَو ْبَيْنِ‪ ،‬و َه ُو َ أميرها يومئذٍ‪ ،‬فَنَظَرت ِإلَيْه ِ امْرَأَ ة فَق َالَت‪ِ :‬إن أميركم‬
‫هَذ َا ليعلم أَ نه أهضم الـكشحين فعاينته ف َرجع ِإلَى منزله ف َسقط‪ .‬فَبَلغه ُ م َا قَالَت ال ْمَر ْأَ ة ف َأرْسل ِإلَيْهَا فغسلت لَه ُ أطرافها هَكَذ َا‪َ ،‬‬
‫ثم ّ اغ ْتسل‬
‫بِه ِ ف َذهب ذَل ِك ع َنه ُ‪ .‬و َعنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ال ْعين حقّ ف َِإذا استغسلتم فاغتسلوا "‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬ال ِاغ ْتِسَال ال َ ّذ ِي فسرناه ف َوق هَذ َا‪.‬‬
‫قَا َ‬
‫ضأ لَه ُ أَ شد أَ هله لَه ُ حب ّا َ‬
‫ثم ّ يغْت َسل مِن ْه ُ و يجرع‪.‬‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ مر من أَ صَابَته ال ْعين أَ ن يت َو َ َ ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٣‬‬
‫ما جاء في رقية القرحة والنملة‬ ‫‪٦٧‬‬

‫ضأ لَه ُ أودّ أَ هله لَه ُ‪َ ،‬‬


‫ثم ّ اغسليه بِه ِ "‪.‬‬ ‫ل ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ي َا امْرَأَ ة ِإذا أَ صَاب َت اب ْنك عين فَليَت َو َ َ ّ‬
‫و َقَا َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫فالاغتسال للمعين يت َو َ َ ّ‬
‫ضأ العاين على ح َال م َا فسرناه ف َوق هَذ َا‪ .‬نشرة أَ مر بهَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ للمعين وشفاء جعله الل ّٰه‬
‫فِي ذَل ِك لمن عين‪.‬‬
‫و َقد أَ مر رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بالنشر لغير الْمع ِين أَ ي ْضا‪ .‬و َقد نشر فِي م َرضه‪ ،‬صلوَات الل ّٰه عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫قَالَت عَائِش َة‪ :‬أمرن َا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ ،‬فغسلنا من سبع قرب من سبع ِإن َاء و َه ُو َ مَر ِيض وَجَمَاع َة من َ‬
‫الصّ ح َابَة لم يَكُونُوا‬
‫ير َ ْونَ بهَا ب َأْ سا‪.‬‬
‫ل النشرة ل َا تضرّ من و َطن عَلَيْهَا فَلَا ب َأْ س بهَا‪.‬‬ ‫ل عَنْهَا م َالك و َ‬
‫َالث ّو ْري فَق َال َا‪ :‬ك ّ‬ ‫وَك َانَ سعيد بن الْمسيب ل َا يرى بهَا ب َأْ سا‪ .‬و َقد سُئ ِ َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫ْس يعلمه َا من ع َمله َا لتضر ّ أحدا ِإ َن ّمَا يعملها لتنفع من ينتشر‬
‫ل ح َال ضرّت أَ و لم تضرّ وَل َا ]تعدوا[ أَ ن تكون نشرة و َلَي َ‬
‫وَل َا ب َأْ س بهَا على ك ّ‬
‫بهَا‪.‬‬
‫ل عَنْهَا عطا بن أبي ر َب َاح فكره نشر الْأَ ط َِب ّاء و َقَالَ‪ِ :‬إ َ ّنه ُم يعقدون ف ِيهَا العقد‪ .‬و َأما شَيْء تَصنعه ُ لن َفسك فَلَا ب َأْ س بِه ِ‪.‬‬
‫وَسُئ ِ َ‬
‫وَع َن أبي ُأم َام َة ال ْبَاه ِلِيّ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ قَالَ‪ " :‬ينفع ب ِِإذن الل ّٰه من البرص و َالْجن ُ ُون والجذام والسعال والبطن والحمى‬
‫و َ‬
‫َالن ّفس ِإذا كتبت أَ ن تكْتب بزعفران أَ و عسل أَ و مشق‪ :‬أعوذ بِكَل ِمَات الل ّٰه التامات وأسمائه كله َا عَا َمّة من شرّ السامة والعامة و َمن‬
‫شرّ ال ْعين اللامة و َمن شرّ ح َاسِد ِإذا حسد و َمن شرّ أبي قترة وَم َا ولد "‪.‬‬
‫وصب اصيبا بأرضنا‪ .‬فَق َالَ‪ :‬خُذ ُوا أتربة من أَ رْضك ُم فامسحوا بوصبكم رقية مُح َم ّد ل َا يفلح‬
‫ّ‬ ‫ثَلَاثَة و َثَلَاثُونَ من ال ْمَلَائِك َة أَ تَوا ر بّهم فَق َالُوا‪:‬‬
‫من كتمها أبدا‪.‬‬
‫جبْر ِيل أَ ت َانِي فرقاني فأرجو الل ّٰه أَ ن يكون قد عافاني‬
‫ن ِ‬
‫صحَابه يعوذونه فَق َالَ‪ " :‬إ ّ‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ اشْ ت َك َى ف َأَ ت َاه ُ أَ ْ‬
‫"‪.‬‬
‫ل ح َاسِد و َعين الل ّٰه يشفيك "‪.‬‬ ‫ل شَيْء يُؤْذِيك من ك ّ‬ ‫قَالُوا‪ :‬وَم َا رقاك بِه ِ‪ ،‬ي َا رَسُول الل ّٰه؟ قَالَ‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه أرقيك من ك ّ‬
‫]مرث َد[ ‪ :‬دخلت ا ْلحمام ف َرَأى عَليّ بن م ُسلم الْخَول َانِيّ كتابا مُعَل ّقا ف َأدْخل‬
‫ل ْ‬ ‫قَا َ‬

‫ما جاء في رقية القرحة والنملة‬ ‫‪٦٧‬‬


‫ل‬ ‫ثم ّ قَالَ‪ :‬ي َا اب ْن أخي أرقيك برقية رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ َ‬
‫ثم ّ قَالَ‪ :‬ب ِسم الل ّٰه أرقيك و َالل ّٰه يشفيك من ك ّ‬ ‫ي َده فِي الْخَيط فَق َطعه‪َ ،‬‬
‫د َاء ف ِيك من نفس نافس و َعين عاين وحسد ح َاسِد‪.‬‬
‫)م َا ج َاء فِي رقية القرحة َ‬
‫والنمّْلة(‬ ‫َ‬
‫ل لَهَا‪ِ " :‬إ َ ّنهَا صَغ ِير َة " فَت َقول‪ :‬الل ّٰه يعظم م َا يَش َاء من‬ ‫رُوِيَ أَ ن عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه عَنْهَا ‪ -‬ترى ]البثرة[ َ‬
‫الصّ غ ِير َة فِي بدنهَا فتلح بالتعويذ فَق َا َ‬
‫صَغ ِير‪ ،‬و يصغر م َا يَش َاء من عَظ ِيم‪.‬‬
‫ق يجزع مِن ْه ُ و يلح فِي ال ُد ّعَاء فَق َالَ‪ " :‬ي َا حميراء ِإن الل ّٰه ِإذا‬
‫وَرُوِيَ أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ صَابَه ُ خرش عود فِي إصبعه فَطَف ِ َ‬
‫أحب أَ ن يكبر َ‬
‫الصّ غ ِير كبره "‪.‬‬ ‫ّ‬
‫و َأَ ت َاه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ رجل بِه ِ قرح َة قد أعيا عَلَيْه ِ أَ ن يجد من بريها ف َأخذ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بإصبعه من رِ يقه َ‬
‫ثم ّ‬
‫و َضعه َا على القرحة و َقَالَ‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه بر يق بَعْضنَا بِتُر َاب أَ رْضنَا يشفي سقيمنا ب ِِإذن ر بّنا "‪ .‬فبرئ الرجل مَك َانَه ُ‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٤‬‬
‫ما جاء في الرقية من وجع الأسنان‬ ‫‪٧١‬‬

‫ل أَ بُو ه ُر َي ْر َة ر َاوِي الحَدِيث ال ْمُتَقَدّم‪ :‬و َبَلغنِي أَ نه م َا من مَو ْلُود ِإ َلّا بعث الل ّٰه ِإلَيْه ِ ملكا ف َأخذ من الأَ رْض ت ُر َابا فَجعله على مقطع سرته‬
‫قَا َ‬
‫حي ْثُ أَ خذ ال ُت ّر َاب‪.‬‬
‫فَك َانَ ف ِيه ِ ]شفاؤه[ وَك َانَ قَبره َ‬
‫ح ْفصَة "‪[... ... ] .‬‬
‫ل لَهَا رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬علميها َ‬
‫وَع َن اب ْن ال ْمُنْك َدر أَ ن امْرَأَ ة من ق ُر َي ْش ك َان َت ترقي من النملة فَق َا َ‬

‫ما جاء في الرقية من العين‬ ‫‪٦٨‬‬


‫و ََاتّ خذ ُوا عَلَيْهَا صفدا ً َ‬
‫ثم ّ تكْتب فَاتِ ح َة الْك َات ِب و َثَلَاث آي َات من أوّل ال ْبَق َر َة‪} :‬وإلهكم ِإلَه و َاحِد ل َا ِإلَه{ ِإلَى‪} :‬يعْقلُونَ{ ]ال ْبَق َر َة‪١٦٣ :‬‬
‫‪ [١٦٤ -‬و َآيَة الـْكُر ْسِيّ‪ ،‬وآيتين بعْده َا ِإلَى‪} :‬خلدون{ ]ال ْبَق َر َة‪ [٢٥٧ :‬وخاتمة سُور َة ال ْبَق َر َة‪} :‬لل ّٰه م َا فِي ال َ ّ‬
‫سم َاو َات وَم َا فِي الأَ رْض{‬
‫]ال ْبَق َر َة‪ [٢٨٤ :‬ح ََت ّى يخ ْتم‪ ،‬و َمن آل عمرَان و َعشرا من آخره َا‪ ،‬وأوّل آيَة من النِّسَاء‪ ،‬وأوّل آيَة من ال ْمَائِد َة‪ ،‬وأوّل آيَة من الْأَ نْع َام‪ ،‬وأوّل‬

‫آيَة من الْأَ عْرَاف و َ ُأ ْ‬


‫خر َى فِي صدرها‪}ِ :‬إن ربك ُم الل ّٰه ال َ ّذ ِي خلق ال َ ّ‬
‫سم َاو َات و َالْأَ رْض{ ِإلَى }ال ْم ُحْ سِنِينَ{ ]الْأَ عْرَاف‪، [٥٦ - ٥٤ :‬‬
‫ل م ُوس َى م َا جئ ْتُم ْ بِه ِ السحر{ ِإلَى‪} :‬المفسدين{ ]يُونُس‪ ، [٨١ :‬و َآيَة فِي طه‪} :‬وألق م َا فِي يَمِينك{ ]طه‪ِ [٦٩ :‬إلَى آخر‬ ‫و َآيَة يُونُس‪} :‬قَا َ‬
‫الْآيَة‪ ،‬و َعشر من أوّل الصافات‪ ،‬وخاتمة سُور َة الْحَش ْر من قَو ْله‪} :‬لَو أنزلنَا هَذ َا الْقُر ْآن{ ]الْحَش ْر‪} ، [٢١ :‬قل ه ُو َ الل ّٰه أحد{ ]ال ِْإخْلَاص‪:‬‬
‫ضأ مِن ْه ُ كوضوئه َ‬
‫للصّ لَاة‬ ‫ثم ّ يشرب مِن ْه ُ ثَلَاث حسي‪ ،‬و َيت َو َ َ ّ‬
‫ثم ّ تغسله ثَلَاث‪َ ،‬‬
‫‪ ، [١‬والمعوذتين‪ ،‬تكْتب فِي ِإن َاء ]نظيف[ أَ و عجفة زجاج‪َ ،‬‬
‫ثم ّ يُصَل ِّي رَكْ ع َتَيْنِ يستشفي الل ّٰه‪ .‬يفعل ذَل ِك ثَلَاثَة أَ َي ّام‪.‬‬
‫يصب على ر َأسه وصدره مِن ْه ُ‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫و َال ْوُضُوء ال ُ ّ‬
‫طهْر‪ ،‬و‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الر ّقية من ال ْعين(‬
‫ل لحاضنتهما‪ " :‬م َا لي أراهما‬
‫جعْف َر بن أبي طَالب فَق َا َ‬
‫روى اب ْن حبيب ع َن م َالك أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ دخل على بني َ‬
‫صارعين "‪.‬‬
‫فَق َالَت‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه‪ ،‬تسرع ِإلَيْهِم َا ال ْعين و َلم يَم ْنعنِي أَ ن نسترقي لَهما ِإ َلّا أَ ن ِ ّي ل َا أَ ْدرِي م َا يوافقك من ذَل ِك‪.‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬استرقوا لَهما ف َِإ َن ّه ُ لَو سبق شَيْء للقدر لسبقته ال ْعين "‪ .‬و َقَالَت عَائِش َة‪ :‬أَ مرنِي رَسُول الل ّٰه ]صلى‬
‫فَق َا َ‬
‫الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ ن أسترقي من ال ْعين‪.‬‬

‫وَع َن اب ْن عب ّاس قَالَ‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يعوذ حسنا و َحسَي ْنا‪ُ " :‬أعِيذكُمَا بِكَل ِمَات الل ّٰه التامات من ك ّ‬
‫ل عين لامّة‬
‫شيْطَان و َه َامة " َ‬
‫ثم ّ يَق ُول‪ " :‬هَكَذ َا ك َانَ أبي اإبراهيم يعوذ ِإسْمَاعِيل و َِإ ْسحَاق "‪.‬‬ ‫و َمن َ‬

‫ما جاء في الرقية من لدغ العقرب‬ ‫‪٦٩‬‬


‫ما جاء في الرقية من الرعاف‬ ‫‪٧٠‬‬

‫ما جاء في الرقية من وجع الأسنان‬ ‫‪٧١‬‬

‫)م َا ج َاء َ فِي الر ّقية من لدغ الْعَقْر َب(‬


‫رُوِيَ أَ ن عقربا ًلدغت رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َه ُو َ يُصَل ِّي ف َأقبل و َه ُو َ يَق ُول‪ " :‬لعن الل ّٰه ال ْعَقْر َب م َا تبالي نَبيا لدغت أَ و غَيره "‪.‬‬
‫يصب من المَاء و َالْملح على مَك َان اللدغة ويمسحه بيَِدِه ِ و َيقْرَأ‪} :‬قل ه ُو َ الل ّٰه أحد{ ]ال ِْإخْلَاص‪ [١ :‬والمعوذتين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ودعا بِمَاء وملح فَجعل‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٥‬‬
‫ما جاء في رقية الفرس إذا اعتل واستصعب‬ ‫‪٧٣‬‬

‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ع َن رقية الْعَقْر َب‬
‫واسترقى اب ْن عمر من لدغ عقرب بِعَهْد رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ وَسُئ ِ َ‬
‫فَق َالَ‪ " :‬من اسْ تَطَاعَ مِنْك ُم أَ ن ينفع أَ خ َاه ُ فَل ْي ْفع َل "‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن من ق َرأَ َ حِين يصبح و َحين يُمْس ِي‪} :‬سَلام على نوح فِي ال ْع َالمين{ ]الصافات‪ [٧٩ :‬لم تلدغه عقرب يَو ْمه‪] .‬كَذَل ِك[ ك َانُوا‬
‫الن ّار و َمن حولهَا{ ِإلَى قَو ْله‪} :‬الْحَكِيم{ َ‬
‫]النمّ ْل‪. [٩ - ٨ :‬‬ ‫شف َاء المنهوش والملدوغ أَ ن يقْرَأ عَلَيْه ِ‪} :‬نُودي أَ ن بورك من فِي َ‬
‫يَق ُولُونَ ِ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الر ّقية من الرعاف(‬
‫ثم ّ يَق ُول‪ :‬ي َا أَ رض ابلعي مائك و َي َا سَمَاء اقلعي ف َِإ َن ّه ُ يعافى ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫يمس أَ نفه بإصبعه َ‬
‫شف َاء للرعاف أَ ن ّ‬
‫ل اب ْن حبيب‪ :‬ك َانُوا يَق ُولُونَ ِ‬
‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الر ّقية من وجع الْأَ سْ نَان(‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس أَ ن رجلا ]شكا[ ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بوجع الضرس فرقاه رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َالَ‪" :‬‬
‫اسكني أيتها الر ّيح أسكنتك ب ِال َ ّذ ِي سكن لَه ُ م َا فِي ال َ ّ‬
‫سم َوَات‬

‫ما جاء في رقية عرق النساء‬ ‫‪٧٢‬‬


‫ما جاء في رقية الفرس إذا اعتل واستصعب‬ ‫‪٧٣‬‬
‫سمِيع الْعَل ِيم " سبع م َ َّرات‪] .‬فبرئ[ الرجل واتخذها ال ْم ُسلم ُونَ رقية من الضرس‪] .‬وشكا[ ِإلَيْه ِ عبد الل ّٰه بن رَو َاح َة وجع‬ ‫و َالْأَ رْض و َه ُو َ ال َ ّ‬
‫ضرسه فَق َالَ‪ " :‬ادن من ّي و َال َ ّذ ِي بَع َثَنِي بالحقّ لأدعون ل َك دَعْو َة ل َا ي َ ْدع ُو بهَا مكروب ِإ َلّا كشف الل ّٰه ع َنه ُ "‪.‬‬
‫ف َوضع رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َده على الخد ال َ ّذ ِي ف ِيه ِ الوجع‪َ ،‬‬
‫ثم ّ قَالَ‪ " :‬اذْه َْب ع َنه ُ سوء م َا يجد فحشه بدعوة نبيك ال ْمُبَارك‬
‫ال ْمَكِ ّيّ ع َبده " سبع م َ َّرات فشفاه الل ّٰه قبل أَ ن يبرح و ]عافاه[ ‪.‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي رقية عرق النِّسَاء(‬
‫ج َاء َ رجل ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ فَق َا َ‬
‫ل لَهُ‪ِ :‬إن بِي عرق النِّسَاء و َقد أردْت قطعه‪.‬‬
‫ل شَيْء‬
‫ل شَيْء وإله ك ّ‬
‫ل شَيْء ومليك ك ّ‬
‫ل شَيْء وخالق ك ّ‬
‫رب ك ّ‬
‫م ّ‬‫الل ّه ُ َ ّ‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬ل َا تقطعه و َقل‪َ :‬‬
‫فَق َا َ‬
‫خلقتني وخلقت عرق النِّسَاء بِي فَلَا تسلطه عليّ بأذى وَل َا تسلطني عَلَيْه ِ ب ِقطع اشف ف َأَ نت الشافي ل َا شافي لَه ُ إلا ّ أَ ن ْت "‪.‬‬
‫شف َاء من عرق النِّسَاء تذاب ويدهن بهَا َ‬
‫ثم ّ يشرب مِنْهَا على الر ِّيق‬ ‫شاة[ ال َ ّ‬
‫سوْد َاء ِ‬ ‫وَرُوِيَ ع َنه ُ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أَ نه قَالَ‪ " :‬فِي إلية ]ال َ ّ‬
‫"‪.‬‬
‫ل واستصعب(‬ ‫)م َا ج َاء َ فِي رقية ال ْفرس ِإذا اعت ّ‬
‫شق ِيق قَالَ‪ :‬كنّا ج ُلُوسًا عِن ْد اب ْن مَسْع ُود ِإذا ]ج َاءَت[ ج َارِ يَة أعرابية وسيدها ج َالس فِي الْقَو ْم فَق َالَت لَهُ‪ :‬م َا يجلسك ق ُم فابتغ راقيا ً‬
‫وَع َن َ‬
‫مر بفرسك فعاينه فَه ُو َ يَد ُور ك َأَ َن ّه ُ فلك‪.‬‬
‫ف َِإن فلَانا ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٦‬‬
‫وعن عقبة أن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم كان يرقي بسم الل ّٰه أرقيك والل ّٰه يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلشك‬ ‫‪٧٥‬‬

‫ما جاء في تعويذ المعتوه ومر ابن مسعود برجل مصاب فرقاه في أذنه بهذه الآية أفحسبتم‬ ‫‪٧٤‬‬
‫أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الل ّٰه الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش‬
‫الـكريم ومن يدع مع الل ّٰه إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه‬

‫وعن عقبة أن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم كان يرقي بسم الل ّٰه أرقيك والل ّٰه يشفيك‬ ‫‪٧٥‬‬
‫من كل داء يؤذيك خذها فلشك‬
‫ل لَه ُ اب ْن مَسْع ُود‪ :‬ل َا تبتغ راقيا ًقُم على فرسك فانفث فِي منخره الْأَ يْمن أَ ربع م ََرات‪ ،‬و َفِي الْأَ ي ْسَر ثَلَاث م ََرات َ‬
‫ثم ّ قل‪ :‬ب ِسم الل ّٰه ل َا‬ ‫فَق َا َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّاس اشف و َأَ نت الشافي ل َا يكْشف الضرّ ِإ َلّا أَ ن ْت‪.‬‬
‫رب َ‬‫ب َأْ س أذهب ال ْب َأْ س ّ‬
‫فَمَا برحنا ح ََت ّى ج َاء َ الرجل فَق َالَ‪ :‬قد فعلت ال َ ّذ ِي أَ مرتنِي فَمَا ب َرحت ح ََت ّى ر َأَ ي ْته أكل وبال‪.‬‬
‫وَع َن اب ْن عب ّاس أَ نه قَالَ‪ِ :‬إذا استصعب عَلَي ْك دابّتك فاقرأ فِي أذنيها هَذِه الْآيَة‪} :‬أفغير دين الل ّٰه يَب ْغ ُونَ وَله أسلم من فِي ال َ ّ‬
‫سم َاو َات‬
‫و َالْأَ رْض َطو ْعًا وَكرها و َِإلَيْه ِ يرجع ُونَ{ ]آل عمرَان‪. [٨٣ :‬‬
‫)م َا ج َاء َ فِي تعويذ ال ْمَعْت ُوه{‬
‫ومر اب ْن مَسْع ُود ب ِرَج ُل مصاب فرقاه فِي ُأذ ُنه بِهَذِه ِ الْآيَة‪} :‬أفحسبتم أَ نما خ َلَقْنَاك ُ ْم ع َبَثا وأنكم ِإلَي ْنَا ل َا ترجعون فتعالى الل ّٰه الْملك الْحق ل َا ِإلَه‬
‫ّ‬
‫ِإ َلّا ه ُو َ رب الْعَر ْش الـْكَر ِيم و َمن يدع م َ َع الل ّٰه ِإلَهًا آخر ل َا بره َان لَه ُ بِه ِ ف َِإ َن ّمَا حسابه عِن ْد ربه ِإ َن ّه ل َا يفلح الْك َاف ِر ُونَ و َقل رب ا ْغف ِر و َا ْر َ‬
‫ح ْم‬
‫و َأَ نت خير َ‬
‫الر ّا ِحم ِينَ{ ]ال ْم ُؤمنِينَ‪. [١١٨ - ١١٥ :‬‬
‫ل رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ‪ " :‬م َا ق َرَأت فِي ُأذ ُنه؟ " ف َأخْبره ُ‪ .‬فَق َالَ‪ " :‬و َال َ ّذ ِي نَفس ِي بيَِدِه ِ لَو أَ ن رجلا موقنا ًق َرأَ َ ه َا على جبل‬
‫فَق َا َ‬
‫لزال "‪.‬‬
‫ي وآيتين بعْده َا‪ ،‬و َثَلَاث آي َات من آخره َا ل َا تقْرَأ فِي بَيت‬
‫أقسم الشّعبِيّ ع َن اب ْن مَسْع ُود فِي أَ ربع آي َات من أوّل ال ْبَق َر َة‪ ،‬و َآيَة الـْكُر ْس ِ ّ‬
‫مج ْن ُون ِإ َلّا أَ فَاق‪.‬‬
‫شيْطَان وَل َا تقْرَأ على َ‬
‫فيدخله َ‬
‫)ج َامع الرقى والسن ّة ف ِيهَا(‬
‫ل د َاء يُؤْذِيك خُذْه َا فلشك "‪.‬‬
‫وَع َن عقب َة أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ك َانَ يرقي‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه أرقيك و َالل ّٰه يشفيك من ك ّ‬
‫رب َ‬
‫الن ّاس اشف و َأَ نت الشافي ل َا شافي إلا ّ‬ ‫وَع َن عَائِش َة قَالَت‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا أرقى يَق ُول‪ " :‬أذهب ال ْب َأْ س ّ‬
‫أَ ن ْت "‪.‬‬
‫قَالَت عَائِش َة‪ :‬ف َعلمنَا هَذِه الر ّقية من رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ف َكنت ]أرقيها[ ‪ .‬وعنها أَ ن رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ك َانَ‬
‫ِإذا اشْ ت َك َى يقْرَأ على نَفسه بالمعوذات وينفث‪ .‬قَالَت‪ :‬فلم ّا اشت ّد وَجَعه كنت أَ قرَأ عَلَيْه ِ وامسح ع َنه ُ بيَِدِه ِ رَج َاء بركتها‪.‬‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬
‫ص ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ بوجع ك َانَ بِه ِ قد ك َانَ يهلـكه فَق َا َ‬
‫]وشكا[ عُثْم َان بن أبي الْع َا ِ‬
‫و َسلم[ ‪ " :‬امسحه بيمينك سبع م َ َّرات و َقل‪ :‬أعوذ بعزة الل ّٰه و َقدرته من شرّ م َا أجد "‪.‬‬
‫قَالَ‪ :‬ف َفعلت ذَل ِك ف َأذْهب الل ّٰه م َا ك َانَ بِي فَلم أزل آم ُر بهَا أَ هل ِي و َغَيرهم‪.‬‬
‫وَرُوِيَ أَ ن أَ ب َا بكر ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬دخل على عَائِش َة ‪ -‬رَض ِي الل ّٰه ع َنه ُ ‪ -‬وَهِي تَشْتَكِي و َيَه ُود َِي ّة ترقيها فَق َا َ‬
‫ل أَ بُو بكر‪] :‬ارقها[ بِكِتَاب الل ّٰه‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٧‬‬
‫ما جاء في الأخذ على الرقية وأشباهها‬ ‫‪٧٦‬‬

‫َيف ترى فِي الرقي؟ قَالَ‪ " :‬اعرضوا عليّ رقاكم ف َِإ َن ّه ُ ل َا ب َأْ س ]بالرقى[‬
‫وعَو ْف بن م َالك قَالَ‪ :‬كنّا نرقي فِي الْجا َه ِل َِي ّة فَق ُل ْنَا‪ :‬ي َا رَسُول الل ّٰه‪ ،‬ك َ‬
‫م َا لم يكن ف ِيه ِ شرك "‪.‬‬
‫شي ْئا مِن ْه ُ أَ ن ينفث عَلَيْه ِ َ‬
‫ثم ّ يَق ُول‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه أعوذ بعز ّة الل ّٰه و َقدرته من شر ّ م َا أجد‬ ‫وَك َانَ ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ي َأْ مر ال ِْإنْس َان ِإذا اشْ ت َك َى َ‬
‫ف ِيك " سبع م َ َّرات و َيمْسَح عَلَيْه ِ فِي ذَل ِك بيَِدِه ِ الْيم ُ ْن َى‪.‬‬
‫ل د َاء‬ ‫وَع َن عَائِش َة أَ َ ّنهَا قَالَت‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا اشْ ت َك َى رقاه ِ‬
‫جبْر ِيل‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه أرقيك و َالل ّٰه يشفيك من ك ّ‬
‫ل ذِي عين "‪.‬‬
‫يُؤْذِيك من شرّ ح َاسِد ِإذا حسد و َمن شرّ ك ّ‬
‫الل ّه ُ َ ّ‬
‫م اشف م َا‬ ‫ل ]حسد[ أَ و حَدِيد أَ و حجر طريد َ‬
‫ي الحميد من ك ّ‬
‫شف َاء الح ّ‬
‫صحَابه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ يَو ْم أحد‪ " :‬ب ِسم الل ّٰه ِ‬
‫وَك َانَ يرقي أَ ْ‬
‫بعبدك ِإ َن ّه ل َا شافي ِإ َلّا أَ ن ْت "‪.‬‬
‫ل لَه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ‬ ‫وَرُوِيَ أَ ن خ َالِد بن ال ْوَلِيد اشْ ت َك َى ِإلَى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ أرقا ً ك َانَ يجده من َ‬
‫الل ّي ْل‪ ،‬فَق َا َ‬
‫رب أَ ن يح ْضر ُون "‪.‬‬ ‫و َسلم[ ‪ " :‬قل أعوذ بِكَل ِمَات الل ّٰه التامات من غَضَبه و َمن شر ّ عباده و َمن همزات ال َ ّ‬
‫شيَاطِين و َأَ ع ُوذ بك ّ‬
‫رب َ‬
‫الن ّاس اشف‬ ‫و َقَالَت عَائِش َة‪ :‬ك َانَ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ِإذا اشْ ت َك َى ]عضوا[ مسح عَلَيْه ِ بِيمَِينِه ِ‪َ ،‬‬
‫ثم ّ قَالَ‪ " :‬أذهب ال ْب َأْ س ّ‬
‫شف َاء ِإ َلّا ]شفاؤك[ ِ‬
‫شف َاء ل َا يُغ َادر سقما ً"‪.‬‬ ‫و َأَ نت الشافي ل َا ِ‬
‫الل ّه ُ َ ّم ا ْغف ِر لي واجعلني فِي‬
‫ثم ّ قَالَ‪َ " :‬‬
‫قَالَت‪ :‬فلم ّا مرض ذهبت لأصنع كَمَا ك َانَ يصنع فَجعلت أَ مسَح بِيمَِينِه ِ رَج َاء بركتها فَان ْتزع ي َده من ّي‪َ .‬‬
‫الرفيق الْأَ ع ْلَى " َ‬
‫ثم ّ قبض صلوَات الل ّٰه عَلَيْه ِ‪.‬‬
‫وَع َن مُحَم ّد بن عَليّ فِي الرجل الوجيع يَق ُول‪ :‬أَ قْسَمت عَلَي ْك ي َا وجع ب ِال َ ّذ ِي اتخذ‬

‫ما جاء في الأخذ على الرقية وأشباهها‬ ‫‪٧٦‬‬


‫ِإ ب ْر َاه ِيم خ َلِيل ًا‪ ،‬وكلم م ُوس َى تكليماً‪ ،‬و َاتخذ ]مُحَم ّدًا[ صفيا ً وحبيباً‪ ،‬و َجعل ع ِيس َى بن م َْر ي َم روحه وكلمته أَ لا سكنت ع َن فلَان وَذ َه َبت‬
‫الن ّار ع َن ِإ ب ْر َاه ِيم‪ ،‬ف َِإ َن ّه ُ ]يشفى[ ب ِِإذن الل ّٰه‪.‬‬
‫ع َن فلَان كَمَا هربت َ‬
‫ل م َالك ع َن الرقي بالحديد و َالْملح فكره ذَل ِك‪.‬‬
‫ل عبد الْملك‪ :‬و َقد سُئ ِ َ‬
‫قَا َ‬
‫)م َا ج َاء َ فِي الْأَ خْذ على الر ّقية وأشباهها(‬
‫قَالَت عَائِش َة‪ :‬نهى رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ ع َن التمائم‪ .‬قَالَت عَائِش َة‪ :‬و َلَيْسَت التمائم م َا تعلق بعد نز ُول ال ْبلَاء ِإ َن ّمَا التمائم م َا تعلق‬
‫قبل نز ُول ال ْبلَاء لتدفع بِه ِ مقادير الل ّٰه تَع َالَى‪.‬‬
‫ل ربيع َة ع َن ال ْمَر ْأَ ة تعلق الْحِر ْز لـك َي تحبل أَ و لِئ َل ّا تحبل فكرهه وَر َآه ُ من التمائم وَكره لَهَا أَ ي ْضا أَ ن تشرب ال َش ّيْء يم ْن َع الْحَبل خيفة أَ ن‬
‫وَسُئ ِ َ‬
‫يقتل م َا فِي َ‬
‫الر ّحِم‪.‬‬
‫سوْد َاء أَ و لبن ال ْبَق َر َة ال َ ّ‬
‫سوْد َاء أَ و لبن امْرَأَ ة من أوّل بطن فَلم ]ير[ بذلك ب َأْ س‪.‬‬ ‫شاة[ ال َ ّ‬
‫ل أَ ي ْضا ربيع َة ع َن علاج ال ْمَرِ يض بِلَبن ]ال َ ّ‬
‫وَسُئ ِ َ‬
‫ل عبد الْملك‪:‬‬
‫قَا َ‬
‫و َأما م َا علق على َ‬
‫الصّ حِيح‪ ،‬أَ و ال ْمَرِ يض‪ ،‬أَ و الصّ بيان‪ ،‬أَ و غ َيرهم من كتاب الل ّٰه مثل الحرزة ولحا الشّجر أَ و رقية بِغَي ْر ذكر الل ّٰه أَ و م َا أشبه‬
‫ذَل ِك فَذ َل ِك من التمائم‪.‬‬
‫ْس من التمائم و َقد أج َازه أهل ال ْعلم‪.‬‬
‫و َقد نهى ع َنه ُ رَسُول الل ّٰه ]صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َسلم[ و َه ُو َ شعب من الش ّرك وَم َا ك َانَ من ذكر الل ّٰه فَلَي َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٨‬‬
‫ما جاء في الأخذ على الرقية وأشباهها‬ ‫‪٧٦‬‬

‫مجَاه ِد يكْتب التعاويذ للصبيان و يعلقها عَلَيْه ِم‪.‬‬


‫وَك َانَ ُ‬
‫ل أَ ي ْضا ع َن الرجل يكْتب للرجل ال َش ّيْء من‬
‫ل م َالك ع َنه ُ فَلم ير بِه ِ ب َأْ سا وَكره العقد فِي الْخَيط ال َ ّذ ِي يرْبط بِه ِ ذَل ِك ال ْكتاب‪ .‬وَسُئ ِ َ‬
‫وَسُئ ِ َ‬
‫ثم ّ يغسله ُ ب ِال ْمَاء ِ و َالْعَسَل‪ ،‬أَ و ب ِال ْمَاء ِ و َحده ويسقيه ِإ َي ّاه فَلم ير بِه ِ ب َأْ سا‪.‬‬
‫الْقُر ْآن فِي حامة من زجاج‪َ ،‬‬
‫وَك َانَ عَليّ بن أبي طَالب يَق ُول‪ِ :‬إن هَذِه ]الرقى[ َال ّتِي يرقى بهَا و ََال ّتِي تكْتب‬
‫و ََال ّتِي تعلق لَيست ب ِشَيْء ِإ َلّا من علق المواثيق َال ّتِي أَ خذ سُلَيْم َان بن د َاو ُود على هوَام الأَ رْض‪.‬‬
‫مخ ْت َصر مجروف الْأَ سَانِيد يسهل تنَاوله على الْق َارئ‪ .‬و َصلى الل ّٰه على سيدن َا ومولانا مُحَم ّد وعَلى آله صَلَاة دائمة ِإلَى يَو ْم‬ ‫ان ْتهى ال ْكتاب ه ُنَا ُ‬
‫رب الْأَ َ ّولين‬
‫اتخَاذ الصاحبة والبنين‪ .‬ل َا ِإلَه ِإ َلّا ه ُو َ ّ‬
‫الد ّين‪ .‬وَل َا حول وَل َا ق َُو ّة ِإ َلّا ب َِالل ّه ال ْعلي الْعَظ ِيم الْملك الحقّ ال ْمُبين ]المنز ّه[ ع َن ِ ّ‬
‫والآخرين‪ .‬وَسَلام على عباده ال َ ّذين اصْ طفى توسلنا ِإلَي ْك ي َا الل ّٰه بجاه سيدن َا ومولانا مُحَم ّد ال ْم ُصْ طَفى و َأَ ْ‬
‫صحَابه الْخل َُف َاء أَ ن يرزقنا تَو ْبَة و َحسن‬
‫ال ْو َفَاء و َال ْهِد َايَة‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥٩‬‬

You might also like