You are on page 1of 32

‫إبراهيم بن عبد الل ّٰه المديهش‬

‫السمبوسة في كتب التراث‬


‫معاصر هـ‬

‫رقم الكتاب في المكتبة الشاملة‪١٤٥٤٢٤ :‬‬


‫الطابع الزمني‪٢٠٢١-٠١-٢٠-١٦-٥٢-٠٧ :‬‬
‫المكتبة الشاملة رابط الكتاب‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١‬‬
‫المحتو يات‬

‫المحتو يات‬
‫‪٥‬‬ ‫‪ ١‬لا بد للمرء من تنفس عميق‬

‫‪٥‬‬ ‫‪ ٢‬أحاديث السمر والمذاكرة‬

‫‪٧‬‬ ‫‪ ٣‬الاستعدادات الهائلة في القنوات الفضائية‬

‫‪٧‬‬ ‫‪ ٤‬هذه الأكلة الرمضانية العجيبة‬

‫‪٨‬‬ ‫‪ ٥‬اسم السمبوسة‬

‫‪٨‬‬ ‫‪ ٦‬تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬

‫‪١١‬‬ ‫‪ ٧‬أطعمة العرب‬

‫‪١١‬‬ ‫‪ ٨‬دخول الأطعمة الفارسية والرومية البلاد العربية‬

‫‪١٢‬‬ ‫‪ ٩‬كتب الطبخ عند العرب‬

‫‪١٣‬‬ ‫‪ ١٠‬من معاني السمبوسة‪ :‬المثلث‪ ،‬فكل مثلث سمبوسة‬

‫‪١٥‬‬ ‫‪ ١١‬طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬شعرا(‬


‫‪ ١١.١‬وإسحاق بن إبراهيم هو ‪١٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪١٧‬‬ ‫‪ ١٢‬طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬نثرا(‬

‫‪١٩‬‬ ‫‪ ١٣‬السمبوسة في الشعر‬

‫‪٢٠‬‬ ‫‪ ١٤‬السمبوسة في »الهند« في القرن ‪ 8‬هـ‬

‫‪٢١‬‬ ‫‪ ١٥‬السمبوسة في »الأندلس«‬

‫‪٢٢‬‬ ‫‪ ١٦‬لقبت السمبوسة ب »جامع سفيان الثوري«‬

‫‪٢٢‬‬ ‫‪ ١٧‬السمبوسة في كتب الفقه‬


‫‪ ١٧.١‬الحنابلة ‪٢٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ١٧.٢‬الشافعية ‪٢٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ١٧.٣‬الحنفية ‪٢٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫‪ ١٨‬السمبوسة في كتب الحسبة‬

‫‪٢٦‬‬ ‫‪ ١٩‬ممن ذكر السمبوسة‬

‫‪٢٦‬‬ ‫‪ ٢٠‬من أخبار السمبوسة‬


‫‪ ٢٠.١‬السنبوسة من طعام الملوك ‪٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ٢٠.٢‬في مجلس الملوك لا يمد يده إلى »سنبوسة« مشتهاة! ‪٢٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ٢٠.٣‬هل رضى الرجل في »بطنه«؟ ‪٢٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢‬‬
‫المحتو يات‬

‫‪ ٢٠.٤‬الـكرم بالسمبوسة‪ ،‬وموقف محرج ‪٢٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬


‫‪ ٢٠.٥‬تنوع المأكولات من العادات السيئة صحيا ‪٢٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ٢٠.٦‬النهم في أكل السمبوسة ‪٢٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪٢٨‬‬ ‫‪ ٢٠.٦.١‬كثير من الناس في رمضان يتشبهون بالأسواري الأكول ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫‪ ٢٠.٦.٢‬من النصائح في الأكل ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫‪ ٢٠.٦.٣‬من أسماء الأكول ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫‪ ٢٠.٦.٤‬كثرة الأكل في رمضان ـ وغيره ـ ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪٢٩‬‬ ‫‪ ٢١‬الخلاصة‬
‫‪ ٢١.١‬وهي مع لذتها وحسنها‪ ،‬لا تناسب الصحة‪ ،‬خاصة في زماننا هذا‪ ،‬لأمور ‪٢٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ ٢١.٢‬نصيحة ‪٣٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣‬‬
‫المحتو يات‬

‫عن الكتاب‬
‫الكتاب‪ :‬السمبوسة في كتب التراث‬
‫المؤلف‪ :‬إبراهيم بن عبد الل ّٰه المديهش‬
‫النشرة‪ :‬الثالثة‪ ١٤٣٩ ،‬هـ‬
‫عدد الصفحات‪٧١ :‬‬
‫]البحث غير مطبوع[‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٤‬‬
‫المحتو يات‬

‫عن المؤلف‬
‫عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٥‬‬
‫‪ ٢‬أحاديث السمر والمذاكرة‬

‫لا بد للمرء من تنفس عميق‬ ‫‪١‬‬


‫السمبوسة‬
‫في كتب التراث‬
‫استجمام معرفي!‬
‫]صورة[‬
‫النشرة الثالثة‪ ١٤٣٩/ ١٠ /٤) ... :‬هـ( مَز ِيدَة ٌ ومُص ََحّ ح َة‬
‫النشرة الأولى‪ :‬مختصرة‬
‫)‪ ٤‬صفحات( في مجمع تعليمي )‪ ١٤٢١ /٩ /٢‬هـ(‪.‬‬
‫النشرة الثانية‪ :‬مُطَ َو ّلة ٌ‬
‫في التليجرام )‪ ٨ /٢٨‬شعبان‪ ١٤٣٩ /‬هـ(‬
‫النشرة الثالثة‪ :‬مزيدة‪ ،‬وم َ‬
‫ُصحّ حة‬
‫في قناة_إبراهيم_المديهش_العلمية في التليجرام‬
‫‪https://t.me/ibrahim_almdehesh‬‬
‫)‪ ١٠/ ٤‬شوال ‪ ١٤٣٩/‬هـ(‬
‫بسم الل ّٰه الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لل ّٰه وحده‪ ،‬والصلاة والسلام على من لانبي بعده‬
‫أما بعد‬
‫والنفس ضعيفة إن لم تخر ُجْ بها ـ أحيانا ً ـ عن الأحزان‪ ،‬وأخبار أمتنا الموجعة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فالتقنية الحديثة جعلتنا نقر ُأ ما يُحزِن أكثر مما يُفرح‪،‬‬
‫سكَ؛ ‪ ...‬ومع أحوال المسلمين المؤلمة تأتي أصواتُ م َرَدَة ِ المنافقين والمنافقات ـ في عدد من بلاد المسلمين ـ‬
‫ك حتى تشر َق بنَف َ ِ‬
‫أقعدت ْ َ‬
‫سحَر‪ ،‬وأوقات الإجابة بأن يُع َِز ّ الل ّٰه ُ الإسلام وأهله‪ ،‬ويذل المنافقين‬
‫دعوات صادِق َة في ال َ ّ‬
‫ٍ‬ ‫َات في القلب‪ ،‬تستِج ُِر ّ دمَع َات ح َا َرّة‪ ،‬بعد‬
‫وَخَز ٍ‬
‫والـكفرة ‪...‬‬
‫أعظم أَ ل ٍَم أن تقرأ م ِن مرَدة منافقي زماننا تهكما ً بدين الإسلام‪ ،‬وشعائره‪ ،‬وأهله المتمسكين به رجالا ً ونساءً‪ ،‬ولا يخفى على مؤمن أ َ ّ‬
‫ن‬
‫الل ّٰه أمر في كتابه بمجاهدة الكافرين والمنافقين كليهما‪ ،‬وجهاد ُ المنافقين بال َحجُ ّة ِ والبَيان‪.‬‬
‫ومع الدعاء بأن يُع َِز ّ الل ّٰه ُ دين َه وأهلَه‪ ،‬يُبَې ِ ّنُ أهل العلم الحقيقة الشرعية‪ ،‬لِيحذر المسلمون ما يلبِّس ُه عليهم أهل النفاق‪ ،‬ثم ي ُ ِ‬
‫ناصحوا المسؤول‬
‫ن النصيحة‪ ،‬وما عليك إلا البلاغ ‪...‬‬
‫بالطر يقة الشرعية‪ ،‬والدي ُ‬
‫ومع ذلك وبعد َه لا ب ُ َ ّد للمرء م ِن تن َُ ّف ٍ‬
‫س ع َميق؛ لِيخ ّف َِف ما يجد ُه قلب ُه ـ ولا يُلام ـ؛ وإلا آلم َنفسَه وج َرّ عليها الأمراض‪ ،‬والل ّٰه يقول لنبيه‪:‬‬
‫ك عليهم حسرات‪:‬‬
‫فلا تذه َْب نَفس ُ َ‬

‫أحاديث السمر والمذاكرة‬ ‫‪٢‬‬


‫الل ّه َ عَل ِيم ٌ‬
‫ن َ‬ ‫َات ِإ َ ّ‬
‫ك عَلَيْه ِ ْم حَسَر ٍ‬ ‫الل ّه َ يُضِ ُ ّ‬
‫ل م َنْ يَش َاء ُ و َيَهْدِي م َنْ يَش َاء ُ فَلَا تَذْه َْب ن َ ْفس ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫حسَنًا ف َِإ َ ّ‬
‫ن لَه ُ سُوء ُ ع َمَلِه ِ ف َرَآه ُ َ‬
‫قال تعالى‪} :‬أَ فَم َنْ ز ُي ِ ّ َ‬
‫بِمَا يَصْ ن َع ُونَ{ فاطر‪(٨) :‬‬
‫ك ِإ َلّا ال ْبَلَاغ ُ{ الشورى‪(٤٨) :‬‬
‫وقال تعالى‪}ِ :‬إ ْن عَلَي ْ َ‬
‫وسبحان من ن َو ّع بين عباده‪ :‬منهم من يستجم بالمعرفة قراءة ً‪ ،‬ومنهم‪ :‬بالاسترخاء سياحة ً‪ ،‬ومنهم بالصيد‪ ،‬ومنهم بالملاهي المباحة‪ ،‬ومنهم‬
‫بالملاهي المحرمة‪ ،‬والناس أجناس ‪ ...‬وإ َ ّ‬
‫ن الاستجمام بالمعرفة كتابة ً أعظم منها قراءة‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪ ٢‬أحاديث السمر والمذاكرة‬

‫ث فِيْهَا ـ )¬‪:(١‬‬ ‫ولل ُأو َل أكتب لي ولهم ما تجمع َ‬


‫لديّ في قصاصات ـ د ُ ْونَ ق َصْ دٍ م ِن ِ ّي لِل ْب َحْ ِ‬
‫ن أحاديثَ ال َ ّ‬
‫سم َر والمذاكرة ـ وهذه منها ـ ٺتسم بالتخفف من قيود التقييد‪ ،‬وشروط التحديث )¬‪ (٢‬فيها إطلاق للقلم على سجيته بعد‬ ‫إ َّ‬
‫مراعاة المحاذير الشرعية؛‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬أصلها‪ :‬مقالة لطيفة رائعة‪ ،‬بعنوان »السمبوسة في الأدب العربي« للأستاذ‪ :‬إبراهيم باجس‪ ،‬نشرها في ‪» ...‬جريدة الر ياض«‬
‫)عدد ‪ (١٠٧٨٤‬يوم الجمعة )‪ ١٤١٨ /٩ /٤‬هـ(‪ ،‬وفيها نقلان‪ ،‬الأول‪ :‬من معجم الفارسية‪ ،‬والثاني‪ :‬قصيدة إسحاق من »مروج‬
‫الذهب« للمسعودي‪.‬‬
‫استلطفتُ ورودها عند المسعودي في ذلك الزمن‪ ،‬فحفظت المقالة عندي‪ ،‬ثم زدت عليها يسيراً‪ ،‬ونشرتها في مجمع تعليمي‪ ،‬ثم بدأت‬
‫أضيف إليها ـ دون قصد للبحث ـ ما أقف عليه من معلومات تراثية عن هذه الأكلة المع َ َمّر َة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬بعض المؤلفات‪ ،‬والبحوث‪ ،‬والمقالات لا يق ّدِر المرء كتابتها ابتداءً‪ ،‬وإنما تأتي مفاجئة أحيانا ًبعد مرور عدد من فوائدها‪ ،‬فكأن‬
‫بعضها تفرض نفسها فرضا ًعلى الكاتب ـ وهذه المقالة عن السمبوسة من هذا الباب ـ‪.‬‬
‫)¬‪ (٢‬بالمناسبة‪ :‬هل توجد دراسة جامعية في »ال ُ ّ‬
‫س َن ّة وعلومها« عن أحاديث المذاكرة؟‬
‫لترويح النفس )¬‪ (١‬وإن لم يكن ثمة ج ّد ٌ في العلم‪ ،‬كانتشار الاستراحات في وقتنا وإن لم يكن ثمة تعب في البدن= مثل حال السابقين‬
‫الكادحين‪.‬‬
‫ن أحاديثَ ال َ ّ‬
‫سم َر أهم من الاستراحات‪ ،‬لأنها تغذية للمعرفة في الغالب‪ ،‬وفي الاستراحات تخمة في البدن غالبه‪.‬‬ ‫مع أ َ ّ‬
‫وأمر آخر‪ :‬عند السابقين تعب في البدن وراحة في النفس‪ ،‬وعند اللاحقين راحة في البدن وتعب في النفس؛ فأدب السمر لتخفيف‬
‫شئ يسير ـ لمن أحب القراءة ـ‪ ،‬وترويح عن الهم الجاثم على قلوب المسلمين الغيورين‪ ،‬من ضعف وهوان الأمة الإسلامية‪ ،‬وشيوع‬
‫التمرد على أحكام الدين‪ ،‬والاستهزاء بشعائره وعلمائه وولاة أمره‪ ،‬وعامة المستقيمين والمستقيمات على شرعه‪ ،‬من لدن المنافقين في العالم‬
‫الإسلامي ‪ ...‬ـ قاتلهم الل ّٰه أنى يؤفكون ـ‪.‬‬
‫َت المحاضراتُ والمسامرات حي ِّزا ً لابأس به في كتب التراث‪ ،‬وللعلم‪ :‬فالتراث العربي والشرعي لايحيط به فرد أو مجموعة‪،‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد أخذ ْ‬
‫جه ِل عنوانه‪ ،‬أو عُل ِم َ ولم يعرف مكانه‪(٢¬) .‬‬
‫لـكثرته وتعدده‪ ،‬مع ما ُ‬
‫هذه الـكتب في مجال المسامرة والمحاضرة‪ ،‬والإمتاع والمؤانسة فيها خروج من الج ِ ّدِ إلى أبواب من الهزل المباح‪ ،‬تلقيحا ً للفكر‪ ،‬وترو يحا ً‬
‫ق نظرة عابرة في‬‫للنفس‪ ،‬فأَ ل ِ‬
‫¬_________‬
‫ل كما تم َ ُ ّ‬
‫ل الأبدان‪.‬‬ ‫)¬‪ (١‬انظر‪» :‬الكامل« للمبر ِّد )‪ ،(٨٤٩ /٢‬وغيره كثير ممن تحدث عن ترويح النفوس‪ ،‬فإنها تم َ ُ ّ‬
‫)¬‪ (٢‬في مقدمة كتابي »منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان« استطراد في بيان أهمية كتب التراث الإسلامي‪ ،‬وغ َنَائ ِه بكل ما يمتع‬
‫و يفيد؛ وإنكار تغريب الثقافة‪.‬‬
‫»عيون الأخبار« لابن قتيبة‪ ،‬و »الكامل« للمبرد‪ ،‬و »الإمتاع والمؤانسة« و »البصائر« للتوحيدي‪ ،‬و »ألف باء للألباء« للبلوي‪» ،‬بهجة‬
‫المجالس وأنس المجالس« لابن عبدالبر‪ ،‬و »محاضرات الأدباء« للراغب‪ ،‬و »ربيع الأبرار« للزمخشري‪ ،‬و »العِقْد« لابن عبدربه‪ ،‬و »زهر‬
‫الآداب«‪ ،‬و »مسامرة الندمان«‪ ،‬و »نشوار المحاضرة« للتنوخي‪ ،‬و »كنز الكتاب«‪ ،‬و »الجليس الصالح« للجريري‪ ،‬و »لمح الملح«‪ ،‬وع َددٍ‬
‫من كتب أبي منصور الثعالبي )ت ‪ ٤٢٩‬هـ(‪ ،‬وغيرها كثير‪ ،‬ستجد المتعة والملَُح‪ ،‬والفائدة في اللغة والأدب‪.‬‬
‫جبُه ُ ْم المل َُحُ‪ ,‬و يُؤ ُث ِر ُونَ سَمَاعَه َا‪ ,‬و يَه ُ ُ ّ‬
‫شونَ إلى‬ ‫س وأكاب ِر ُه ُ ْم تُع ِ‬ ‫ل َ‬
‫الن ّا ِ‬ ‫ض ُ‬
‫قال الخطيب البغدادي )ت ‪ ٤٦٣‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬ولم تز َلْ أفَا ِ‬
‫ْب‪ ,‬و َإليْهَا تُصْ غ ِي الأَ سْمَاع ُ عِنْد َ المحُاد َثَة ِ‪ ,‬و بِهَا يَكُوْنُ الاستِم ْتَاع ُ في المؤانَسَة ِ(‪(١¬) .‬‬
‫ح الق َل ِ‬
‫س ومُسْت َرا ُ‬ ‫المذ َاك َرَة ِ بِهَا؛ ل ِأ َ ّنهَا جِمام ُ َ‬
‫الن ّ ْف ِ‬
‫قال الأصمع ُيّ )ت ‪ ٢١٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ :-‬النوادر تشحذ الأذهان‪ ,‬وتفتح الآذان‪(٢¬) .‬‬
‫وبعد‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٧‬‬
‫هذه الأكلة الرمضانية العجيبة‬ ‫‪٤‬‬

‫غل ّبَ الناصحون في حديثهم قبل رمضان‪ ،‬الحديثَ عن ال َنّهَم ُ في المشتر يات والإسراف في المأكولات ‪ ...‬إلخ الكلام المعروف‪.‬‬
‫قد َ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬التطفيل« للخطيب ـ تحقيق عسيلان ـ )ص ‪.(٥٩‬‬
‫)¬‪» (٢‬التطفيل« للخطيب )ص ‪.(٦٠‬‬

‫الاستعدادات الهائلة في القنوات الفضائية‬ ‫‪٣‬‬

‫أما الآن فقد خفى هذا الصوت ـ بعض الشئ‪ ،‬ولا لَو ْم ـ؛ ل ِوجود ما هو أعظم وأط ُ ّ‬
‫م‪ ،‬أقصد به تلك الاستعدادات الهائلة في القنوات‬
‫الفضائية من شهر م َحر ّم ـ قبل رمضان ب ‪ ٨‬أشهر ـ إلى إعداد مسلسلات فيها م َحر ّمات‪ ،‬وفيها إساءة للدين‪ ،‬واستهزاء بما جاء به سيد‬
‫المرسلين ‪ -‬صلى الل ّٰه عليه وسلم ‪ ،-‬وتشو يه للتاريخ الإسلامي‪ ،‬وخلفاء المسلمين‪ ،‬فخزي ـ والل ّٰه ـ صدور هذه المهازل في بلاد المسلمين‬
‫كلها؛ استخفافا ًبمكانة هذا الشهر الفضيل المبارك‪ ،‬شهر القرآن‪ ،‬والنوافل‪ ،‬والصدقات‪ ،‬والبرِّ‪ ،‬والجود‪ ،‬والإحسان! !‬
‫هذا الاستعداد لرمضان منذ ثمانية أشهر‪ ،‬لأجل ماذا؟‬
‫ل أن الصيام ثقيل‪ ،‬ورمضان حزين‪ ،‬أم لتقريب العباد لرب العالمين؟ !‬
‫أَ لأَ جْ ِ‬
‫أم للفوز بجنة الل ّٰه التي أعدت للمتقين؟‬
‫أنس إعلانا ً= دعاية ً خبيثة في )رمضان ‪ ١٤٢٠‬هـ أو ‪ ١٤٢١‬هـ( عنوانها‬
‫لن َ‬
‫]خير جليس في رمضان ]‪mbc‬‬
‫سبحان الل ّٰه‪ ،‬في كل بلد مسلم يَع ُ ُ ّد أهل اللهو مسلسلات لإلهاء الناس عن رمضان‪ ،‬وإبعادهم عن التقوى فيه‪ ،‬فضلا ً عن تضمنها‬
‫مخالفات شرعية‪.‬‬
‫ذلك الشهر الفضيل الذي تُص َ ّفد فيه م َرَدَة ُ الشياطين‪ ،‬يبقى من إخوانهم من مرَدَة ِ شياطين الإنس على وفاء لهم وبِر ِّ ـ والل ّٰه حسيبهم‬
‫أجمعين ـ‬
‫بالل ّٰه عليك ـ ياعبد َالله ـ أين موقع هذه المسلسلات ومثيلاتها من قول الل ّٰه ‪» ...‬لَع َل ّـك ُ ْم ٺَت ّق ُونَ« في قوله‪} ... :‬ي َاأَ ُ ّيهَا ال َ ّذ ِي َ‬
‫ن آم َن ُوا كُت ِبَ‬
‫ن م ِنْ قَبْل ِـك ُ ْم لَع َل ّـك ُ ْم ٺَت ّق ُونَ{ البقرة‪(١٨٣) :‬‬
‫الصيَام ُ كَمَا كُت ِبَ عَلَى ال َ ّذ ِي َ‬
‫عَلَيْكُم ُ ِّ‬
‫ٌّ‬
‫حري بالعاقل أن يحفظ صيامه وصيام أهله وأولاده‪ ،‬ويرشدهم إلى تعظيم ورعاية الشهر الفضيل المبارك‪ ،‬ولا يخوضوا فيه مع الخائضين‪:‬‬
‫كلاماً‪ ،‬أو مشاهدة‪ ،‬أو حضورا ً ‪...‬‬
‫اللهم استعملنا فيما يرضيك‪.‬‬
‫واحفظ اللهم ديننا وأمننا ووحدتنا وولاة أمرنا وعلماءنا وجنودنا‪ ،‬وك َ ّ‬
‫ل م َن يخدم دين َه‪ ،‬وبلاده في الخـير‪.‬‬
‫اللهم انصر واحفظ جنودنا المرابطين على الحدود‪ ،‬وأعز المسلمين في كل مكان وانصرهم على من بغى عليهم‪.‬‬
‫اللهم َ‬
‫أعن ّا على صيام رمضان وقيامه‪ ،‬وقيام ليلة القدر إيمانا ًواحتساباً‪ ،‬واجعلنا فيه من المقبولين‪.‬‬

‫هذه الأكلة الرمضانية العجيبة‬ ‫‪٤‬‬


‫]صورة[‬
‫هذه الأكلة الرمضانية العجيبة »الفارسية« هي الوحيدة المع َمّرة‪ :‬باسمها‪ ،‬ووصفها‪ ،‬ومضمونها‪ ،‬لا أعرف لها مثيلا‪ ،‬قد بلَغ ْ‬
‫َت أكثر من‬
‫)‪ (١٢٠٠‬سنة! !‬
‫ذك َر َه َا‪ :‬الفقهاء‪ :‬الحنابلة‪ ،‬والشافعية‪ ،‬والحنفية‪ ،‬وذكرها بعض أهل الحديث‪ ،‬ورجال الحسبة‪ ،‬والأدباء‪ ،‬والشعراء‪ ،‬والر َحّالة‪ ،‬وم ُؤل ِّفو‬
‫كتب الطبخ ‪...‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٨‬‬
‫تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬ ‫‪٦‬‬

‫شبِّهت لجمالها وجودتها وتنوع مضمونها بكتاب كبير جميل ـ مفقود ـ‪» :‬الجامع الـكبير للإمام سفيان الثوري في الحديث والأثر‬
‫وقد ُ‬
‫والفقه«! »جامع سفيان«‪.‬‬
‫تلك الأكلة َ‬
‫المثل ّثة‪ ،‬المحشوة باللحم والخضروات‪ ،‬سهلة التناول‪ ،‬لذيذة المطعم‪ ،‬مجلبة للتخمة وثقل المعدة‪ ،‬المكثر منها يثقل عن قيام‬
‫ن الاعتياض عنها بأي طعام آخر‪ ،‬حتى ولَو كان ‪....‬‬
‫الليل‪ ،‬لـكنها من فرائض العادات‪ ،‬بل من آكدها‪ ،‬ولا يمك ُ‬
‫إذا رآها الطفل الصغير في غير رمضان‪ ،‬سأل‪ :‬هل جاء رمضان؟‬

‫اسم السمبوسة‬ ‫‪٥‬‬


‫اسم السمبوسة‬
‫»السنبوسة«‪» ،‬السمبوسه«‪» ،‬السنبوسك« )¬‪» ،(١‬السنبوسق«‪» ،‬السنبوسي«‪» ... ،‬السنبوسج«‪» ،‬سنبوسجة«‪» ،‬السموسك« )¬‪(٢‬‬
‫واللفظ الأعجمي إذا نُق ِل إلى اللغة العربية‪ ،‬يُلع َب به كيفما َات ّف َ‬
‫ق على لسان‬ ‫ُ‬ ‫المختار‪ :‬قُلْ ما شئت‪ ،‬ولا حرج؛ لأنها ليست عربية‪،‬‬

‫يٌ فالع ْ‬
‫َب ب ِه« )¬‪ (٣‬وإني أرى أن أقرب لفظة سلسة يسيرة على لسان العربي »سمبوسة«‪ ،‬خاصة أن اسمها‬ ‫عربي مبين‪ ،‬كما قالوا‪» :‬أعجم ّ‬
‫بالفارسية كما ذكر التازي في تعليقه على »رحلة ابن بطوطة« ـ سيأتي ـ ‪ (Sanbusa) ...‬ـ والأمر واسع جدا ً ـ‪.‬‬
‫قال الصقلي )ت ‪ ٥٠١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬و يقولون‪ :‬سنبوسك‪ .‬والصواب‪ :‬سبنوسج‪ ،‬وسنبوسق أيضاً(‪(٤¬) .‬‬
‫قال الصفدي )ت ‪ ٧٦٤‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬قلت‪ :‬وهذه الجيم والقاف يتعاقبان على‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬هذا الاسم أكثر ما ورد في كتب التراث‪.‬‬
‫)¬‪ (٢‬هذا الاسم لم أره إلا في »رحلة ابن بطوطة« عن تسمية الهنود له‪ .‬ولعله محرفة في نطقهم عن »سنبوسك«‪ .‬وذكرها العلامة أحمد‬
‫تيمور باشا عن ابن بطوطة‪ ،‬وقال‪ :‬لعله هو ـ أي سنبوسك ـ وحُرّ ِف في النسخة‪» ... .‬معجم تيمور الـكبير« )‪.(١٣٨ /٤‬‬
‫َب به« نُشر في جريدة الجزيرة‪ ،‬السبت )‪ ١٤٣٦ /٣ /٥‬هـ( )ص ‪ ١٩‬من المجلة الثقافية(‪ ،‬وهو‬
‫)¬‪ (٣‬لي مقال بعنوان »أعجمي فالع ْ‬
‫منشور في قناتي في التليجرام‪.‬‬
‫)¬‪» (٤‬ٺثقيف اللسان« للصقلي )ص ‪.(٥٤‬‬

‫تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬ ‫‪٦‬‬


‫هذا الباب فتقول‪ :‬لوزِينج ولَوزينق‪ ،‬وفالوذ َق وفالوذج‪ ،‬وجَوزينج وجوزينق(‪(١¬) .‬‬
‫وذكر العلامة‪ :‬أحمد تيمور باشا )ت ‪ ١٣٤٨‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬عن »البرهان القاطع« أن الكاف الأخيرة للتصغير‪ ،‬وفيه‪ :‬تعاقب الجيم‬
‫والقاف في َ‬
‫المعر ّبات(‪(٢¬) .‬‬
‫قال ابن هشام ال َ ّلخْمِي )ت ‪ ٥٧٧‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬السنبوسق‪ :‬وفيه لغتان‪ :‬سنبوسج‪ ،‬وسنبوسق‪ ،‬بفتح السين فيهما‪.‬‬
‫ل عا َمّة زماننا‪ :‬سنبوسك‪ ،‬بالكاف‪ ،‬فلَحْ نٌ(‪(٣¬) .‬‬
‫فأما قو ُ‬
‫وليس قوله بصواب‪ ،‬فالأكثر قبل زمانه وبعده ذكروها بلفظ »سنبوسك«‪ ،‬وليس في المسألة لحن‪ ،‬لأن الأمر في المعربات يسير‪.‬‬
‫والراجح ما ذكرته لك أولا ً»سمبوسه« تخفيفا ًوتيسيراً‪.‬‬
‫تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬
‫قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الخـير الأنصاري )ت ‪ ٥٧١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ :-‬السنبوسك لحم مدقوق بالأبازير الر ِّقاق‪(٤¬) .‬‬
‫¬_________‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٩‬‬
‫تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬ ‫‪٦‬‬

‫)¬‪» (١‬تصحيح التصحيف« للصفدي )ص ‪ ،(٣١٩‬وأحال محققه د‪ .‬رمضان عبد التواب في مسألة التعاقب في المعربات من‬
‫الفارسية‪ ،‬وغيرها إلى‪» :‬الكتاب« لسيبو يه )‪ ،(٣٠٥ /٤‬و »المزهر« للسيوطي )‪.(٢٧٤ /١‬‬
‫)¬‪» (٢‬معجم تيمور الـكبير« لأحمد تيمور باشا )‪.(١٣٨ /٤‬‬
‫)¬‪» (٣‬المدخل إلى تقويم اللسان« ل َ ّلخْمِي ـ تحقيق د‪ .‬حاتم الضامن ـ )ص ‪.(٢٠٤‬‬
‫)¬‪» (٤‬القرط على الكامل«‪.‬‬
‫قال داوود الأنطاكي )ت ‪ ١٠٠٨‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪») :(١¬) -‬سنبوسك«‪ :‬باليونانية ‪» ...‬بزماورد« وهو‪ :‬عجين يُحك َم عجن ُه بالأدهان‬
‫كالشيرج وال َ ّ‬
‫سمِن‪ ،‬ثم ي ُر َق و يُحشى لحما ًقد نُع ِم قطعه‪ ،‬وفوه وبزر ممزوجا ًبالبصل والشيرج‪ ،‬و يُطو َي عليه‪ ،‬و يُقلَى في الدهن أو يخـبز‪.‬‬
‫وأجودُه ُ‪ :‬ما حُم ِّض بنحو الليمون‪ ،‬وكان لحمُه صغيراً‪ ،‬أو عُم ِل من الدجاج‪.‬‬
‫رطب في الثانية‪ .‬والمخبوز يابس في الأولى‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وهو حارٌّ‪،‬‬
‫ج الشهوة‪.‬‬
‫يُغ ّذِي جي ِّداً‪ ،‬ويُسَمِّنُ‪ ،‬وي ُربي الشحَم‪ ،‬و يُقَوِّي الأعصاب‪ ،‬و يُهي ِّ ُ‬

‫ل أجوَد ُ‪.‬‬ ‫والمخبوز للمرطوبين أجود ُ من المقلي‪ ،‬والمَقْلِيّ ٌ لأَ صح َ ِ‬


‫اب السوداء واله ُزَا ِ‬
‫ح الغَلِيظَة َ‪ ،‬وإذا تجاوز بعد خبزه أكثر من يومين في الصيف‪ ،‬فلا يجوز تعاطيه‪.‬‬ ‫ل عَسِر ُ الهَضْمِ‪ ،‬يُول ِ ّد ُ ال َ ّ‬
‫سدَد َ والر ِّيا َ‬ ‫وهو ثَقِي ْ ٌ‬
‫و يُصل ِح ُه السكنجبين(‪(٢¬) .‬‬
‫قال المحب ِ ّي )ت ‪ ١١١١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬السمبوسق‪ :‬معروف‪ ،‬م ُعرب‪» ،‬سمبوسة« ‪ .( ....‬ثم نقل كلام داوود الأنطاكي بحذف‬
‫يسير ـ دون أن ينسبه إليه ـ‪(٣¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬داود بن عمر الأنطاكي‪ :‬عالم بالطب والأدب‪ .‬كان ضريراً‪ ،‬انتهت إليه ر ياسة الأطباء في زمانه‪ .‬انظر ترجمته في‪» :‬خلاصة‬
‫الأثر« للمحبي )‪» ،(١٤٠ /٢‬الأعلام« للزركلي )‪.(٣٣٣ /٢‬‬
‫)¬‪» (٢‬تذكرة داوود الأنطاكي« )‪ ،(١٨٦ /١‬المسماة ب »تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب« ـ ط‪ .‬محمد صبيح ـ عن‬
‫النسخة الأمير ية المطبوعة عام )‪ ١٢٨٢‬هـ(‪.‬‬
‫)¬‪» (٣‬قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل« للمحبي ـ تحقيق‪ :‬عثمان الصيني ـ )‪.(١٥٨ /٢‬‬
‫سن ْبو ْسَ ج‪ :‬ابن جزلة واحدتها سنبوسجة‪ ،‬ففي الاغاني )ص ‪ :(٦١‬سنبوسجة مغموسة في‬
‫قال رينهارت بيتر آن د ُوزِي )ت ‪ ١٣٠٠‬هـ(‪َ ]] :‬‬
‫سن ْبوسك )الكامل ص ‪ ،٤١٩‬الجريدة الآسيو ية‬
‫سن ْبو ُسق‪ :‬فطائر )همبرت ص ‪ (٧٥‬واحدتها سنبوسقة‪ .‬وفي محيط المحيط‪َ :‬‬
‫الخل‪َ .‬‬
‫‪ ٣٨٤ :٢ ،١٨٦٠‬واحدتها سنبة سكة‪ .‬العمراني ص ‪ (٨٨‬واسمها المألوف فيما يقول صاحب محيط المحيط‪ :‬سنبوسة وسنبوسك بلحم‪:‬‬
‫فطائر مثلثة )محيط المحيط( تحشى بقطع اللحم والجوز ونحوه )محيط المحيط( وتغطى بعجينة )بوشر(‪.‬‬
‫وسنبوسك‪ :‬فطيرة صغيرة )بوشر(‪.‬‬
‫سنبوسكة‪ :‬حلوى منفظّة )مونج ص ‪ ،٣٦٨‬روميو ف ج ص ‪.(٤٢‬‬
‫سقِى‪ :‬حلواني )همبرت ص ‪(١¬) .[[(٧٥‬‬ ‫سَن ّبو ُ َ‬
‫ولم يزد فائيل نخلة اليسوعي النصراني على قوله‪) :‬سنبوسك‪ :‬نوع طعام(‪(٢¬) .‬‬
‫ق العجين المعجون بال َ ّ‬
‫سمِنْ ‪،‬‬ ‫قال أدِّي شِير الكلداني الآثوري العراقي النصراني )ت ‪ ١٣٣٣‬هـ(‪) :‬السنبوسق‪ :‬فطائر َ‬
‫مثل ّثة‪ ،‬تُعم َل من رِقَا ِ‬
‫تح ْش َى بِقِط َِع اللحم والجوز‪.‬‬
‫و ُ‬
‫مُع ََر ّبُ سنبوسه‪ ،‬والسبنوسك لغة ٌ فيه(‪(٣¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬تكملة المعاجم العربية« لدوزي )‪ ١٥٩ /٦‬ـ ‪.(١٦٠‬‬
‫)¬‪» (٢‬غرائب اللغة العربية« )ص ‪.(٢٣٥‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫تعر يف السمبوسة‪ ،‬وطر يقة عملها‬ ‫‪٦‬‬

‫)¬‪» (٣‬معجم الألفاظ الفارسية المعربة« )ص ‪.(٩٥‬‬


‫وقال د‪ .‬محمد التو بخي‪ :‬من معاني السنبوسه‪ :‬فطائر محشوة باللحم‪ ،‬معرب سنبوسك‪ ،‬قطائف‪(١¬) .‬‬
‫وقال د‪ .‬ف عبدالرحيم‪) :‬سمبوسة‪ :‬بالفتح‪ ،‬فطي ِير ٌ م َُثل ّثُ الشكل‪ ،‬يُحشى لحما ًمفروما ًمع البَصَل‪.‬‬
‫ط ِي بها المرأة رأسها‪.‬‬ ‫ثم ّ يُطلَق كذلك على قطعة قماش َ‬
‫مثل ّثة ٍ‪ ،‬تُغ َ ّ‬ ‫مثل ّث الشكل‪ ،‬وم ِنْ َ‬
‫فارسي »سنبوسه«‪ ،‬وأصل معناه‪َ :‬‬
‫ومن هذه الكلمة نفسها »سموسه« بالأردية بمعنى الفطير َ‬
‫المثل ّث(‪(٢¬) .‬‬
‫ذكر الشيخ‪ :‬محمد بن ناصر العبودي ـ حفظه الل ّٰه ـ‪ :‬أن ال َ ّ‬
‫سمْب ُوسة‪ :‬رقائق من دقيق القمح‪ ،‬تُحشى باللحم المفروم والخضروات‪ ،‬وتصنع‬
‫على هيئة مثلثات‪ ،‬وتُقلى في السمن أو الزيت‪.‬‬
‫ولم يكونوا يعرفونها قبل التطور الأخير‪ ،‬بل لو ذَكر أحد ُهم اسمها أو وصفها؛ لضحك الناس منه‪ ،‬ولـكنها الآن اشتهرت مع ما اشتهر من‬
‫المأكولات الحديثة‪.‬‬
‫ثم ذكر قول الخفاجي ‪...‬‬
‫ن الخفاجي أخذ قول كشاجم‪َ ،‬‬
‫وفر ّع عليه )¬‪ ،(٣‬قال كشاجم ـ من أهل القرن الرابع ـ‬ ‫ثم قال‪ :‬الظاهر أ َ ّ‬
‫وسنبوسجة مقلُو ْ ‪ ...‬وَة ٍ في إثْر ِ َطر ْذين َه‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬المعجم الذهبي ـ فارسي عربي« )‪.(٣٥١‬‬
‫)¬‪» (٢‬معجم ال َد ّخِيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها« )ص ‪ ١٢٣‬ـ ‪.(١٢٤‬‬
‫)¬‪ (٣‬الأبيات التي ذكرها الخفاجي‪ ،‬مذكورة باختلاف الترتيب في »ديوان كشاجم« ـ كما سبق ـ‪.‬‬
‫وحمراء َ م ِن البَيض ‪ ...‬إلى ج َان ِِب ز َيت ُونه‪(١¬) .‬‬
‫د َّ‬
‫ل كلام الشيخ العبودي أن »السمبوسة« لم تدخل السعودية‪ ،‬خاصة »نجد« إلا في وقت قريب‪ ،‬ربما في الثلث الأخير من القرن‬
‫الماضي )ق ‪ ١٥‬هـ(‪.‬‬
‫فهي لم تُعرف عند العامة‪ ،‬أما أهل العلم فيعرفون اسمها؛ لأنها موجودة في كتاب ‪» ...‬كشاف القناع«‪ ،‬وهو من الـكتب الشهيرة في‬
‫الفقه الحنبلي المعتمدة عند القضاة‪ ،‬وكذا موجودة في »الروض المربع« وهو من أكثر الـكتب الفقهية مدارسة‪ ،‬وقبلهما في ‪» ...‬المغني«‬
‫ـ وسيأتي النقل منها ـ‪(٢¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬أحال العبودي إلى »ديوان كشاجم« )ص ‪.(٤٠١‬‬
‫انظر‪» :‬معجم الكلمات ال َد ّخِيلة في لغتنا الدارجة« للعبودي )‪ ،(٣٧٤ /١‬و »معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة« للعبودي )‪/٦‬‬
‫‪ ،(٤١٤‬و »معجم ألفاظ الحضارة في المأثورات الشعبية« )ص ‪ ،(١٧٦‬و »معجم الطعام والشراب في المأثور الشعبي« )‪،(٤٨ /٢‬‬
‫أربعتها للشيخ‪ :‬محمد العبودي ـ حفظه الل ّٰه ورعاه ـ‪.‬‬
‫)¬‪ (٢‬وجدتُ المستشرق الفرنسي‪ :‬تشارلز هوبر ذكر في كتابه »رحلة في الجزيرة العربية الوسطى ‪ ١٨٧٨‬ـ ‪ «١٨٨٢‬ـ فيما نقله عنه‬
‫د‪ .‬عوض البادي في كتابه »الرحالة الأوربيون في شمال ووسط الجزيرة العربية ـ منطقة حائل ـ« ـ ط‪ .‬نادي حائل الأدبي الثقافي ـ‬
‫)‪ (٥٧١ ،٥٣٧ /٢‬أ َ ّ‬
‫ن هوبر ذكر في يومياته في أحداث يوم )‪/٢٩‬ديسمبر ‪ ١٨٨٣ /١٢‬م( = )‪ ١٣٠١ /٢ /٢٨‬هـ( أنه دعا بعض‬
‫الضيوف الوجهاء الذين قدموا حائل‪ ،‬وهم‪ :‬أمير بريدة‪ :‬حسن بن مهنا‪ ،‬وراكان بن حثلين ـ شيخ العجمان ـ ومعهما مرافقون‪ ،‬دعاهم‬
‫هوبر للعَشَاء بعد صلاة الع ِشاء‪ ،‬وو َجّه خادم َه‪ :‬محمود‪ ،‬ليق ّدِم أفضل ما عنده من مهارة‪ ،‬وقد أع َ ّد وليمة ً رائعة لهؤلاء الضيوف‪ ،‬فق َ ّدم لهم‪:‬‬
‫الشاي أولاً‪ ،‬ثم عصير الليمون‪ ،‬ثم معجنات مع السكر واللوز أو التمر‪ ،‬وتُس َمّى »سمبوسك«‪ ،‬ثم حلو يات تُس َمّى »عوامة«‪ ،‬ثم شرائح ليمون‬
‫م ُغ َ َ ّ‬
‫طاة بالسكر‪ ،‬وأخيرا ً القهوة‪ .‬وأضفتُ إليها ماء الزهر والزباد‪ ،‬غادر ضيوفي أخيرا ً مسرورين في الساعة العاشرة والنصف‪= = .‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١١‬‬
‫دخول الأطعمة الفارسية والرومية البلاد العربية‬ ‫‪٨‬‬

‫هكذا في كتاب البادي‪ ،‬ولم أرجع لكتاب هوبر‪ ،‬والظاهر أنه وهم ـ ربما من هوبر أو المعرِّب ـ‪ ،‬لأن الوصف المذكور لا ينطبق على‬
‫»السمبوسة«‪ ،‬بل هو أقرب إلى »البسبوسة«‪ ،‬وربما تصحفت عليه‪ ،‬ولو كانت سمبوسة ـ وهي مثلثة ـ للفتَ انتباه َ المؤل ِّف شكلُها‪،‬‬
‫صفَه َا‪ ،‬وذكر َ أنها محشية باللحم والخضرات‪.‬‬
‫وو َ َ‬

‫أطعمة العرب‬ ‫‪٧‬‬


‫سمْن والمحشوِ ّ باللحم المفروم وفتيت الجوز(‪(١¬) .‬‬ ‫سن ْب ُوسِك‪ :‬طعام ٌ مصنوعٌ من ُ‬
‫الر ّقاق المعجون بال َ ّ‬ ‫سن ْب ُوسَك‪َ /‬‬
‫وعرفها بعضهم‪َ ) :‬‬
‫هذا‪ّ َ ،‬‬
‫وذكر د‪ .‬رجب عبدالجواد إبراهيم أنها معر ّبة من الفارسية )¬‪(٢‬‬
‫أطعمة العرب‬
‫ن قُتيبة )ت ‪ ٢٧٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في رده على الشعوبية الطاعنين في العرب أنهم يعيرون العرب بخبث المطعم كالعلهز‪،‬‬
‫ذكر اب ُ‬
‫كالفظ والمجدوح قال‪ :‬فإن هذا وأشباهه طعام المجاوع والضرورات‪ ،‬وطعام نازلة القفر والفلوات ‪ ....‬وإنما‬
‫ِّ‬ ‫والحيات‪ ،‬وخبيث المشرب‬
‫ج‬
‫يكون هذا عيبا ً لو كانت العرب مختارة له في حالة اليُس ْر‪ ،‬كما تختار بعض العجم الذباب ـ و بِه ِ ْم عنه ُ غِن َى ـ‪ ،‬والسراطين ـ والدجا ُ‬
‫لهم م ُعرضَة ـ‪ ،‬فأما حال الضرورة فالناس كلهم يُعسرون؛ فَم َن لم يجد اللحم أكل اليربوع والضب‪،‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬معجم اللغة العربية المعاصرة« لأحمد مختار‪ ،‬وجماعة )‪ (١١١٦ /٢‬رقم )‪.(٢٦٢١‬‬
‫)¬‪ (٢‬في كتابيه‪» :‬ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري ـ دراسة في ضوء مروج الذهب للمسعودي ـ« ‪) ...‬ص ‪ ٣٢٢‬وص‬
‫‪ ،(٣٦٣‬و »ألفاظ المأكل والمشرب في العربية الأندلسية ـ دراسة في نفح الطيب للمقري« )ص ‪ ٤٠‬و ‪.(١١٥‬‬
‫ومن لم يجد الماء شر ِبَ المجدوح والف َ َّظ ‪ ...‬ثم ذكر ابن قتيبة‪ :‬أن أهل الثروة من العرب على خلاف ماعليه الصعاليك والع ُثر ُ ‪...‬‬
‫حسْن الأدب عند الأكل قال‪ :‬فهذا لعمري هو الأغلب على م َن الأغلبُ عليه‬ ‫ور َدّ على من عابهم بت َر ِ‬
‫ك طي ِّب الأطعمة والأطبخة و ُ‬
‫الفقر‪ ،‬فأما ذوو النعمة واليسار والأقدار فقد كانوا يعرفون أطايب الطعام‪ ،‬و يأكلونها‪ ،‬و يأخذون بأحسن الأدب عليها ‪ ...‬ثم ذكر أمثلة‬
‫عليها‪ :‬المضيرة والوشيقة والهريسة والعصيدة ‪(١¬) ...‬‬
‫في »عيون الأخبار« لابن قتيبة )ت ‪ ٢٧٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬فصول ماتعة عن الأطعمة عند العرب )‪ ١٩٧ /٣‬ـ ‪ (٢٩٩‬ـ ط‪ .‬الـكتب‬
‫المصر ية ـ‪ ،‬وفي غيرها من كتب الأدب المرتبة على الموضوعات‪(٢¬) .‬‬
‫ولمحمود شكري الآلوسي )ت ‪ ١٣٤٢‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬كلام جميل عن مطاعم العرب‪ ،‬ومن كلامه‪) :‬وكان لهم شغل شاغل عن‬
‫الاعتناء بأمر المأكل؛ لاضطراهم إلى النقْلَة في الغالب‪ ،‬لرعي مواشيهم‪ ،‬وتشاغلهم بالحروب وغزو بعضهم بعضاً‪.‬‬
‫وأما ما كان يتعاطاه غير ُهم من التأنق في الأطعمة المتنوعة‪ ،‬والألوان الشهية‪ ،‬فلم تكن العرب تعرفها‪ ،‬ولا كانت تمر على أذهانهم(‬
‫)¬‪(٣‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬فضل العرب والتنبيه على علومها« لابن قتيبة الدينوري ـ تحقيق د‪ .‬وليد خالص ـ )ص ‪ ٧٣‬ـ ‪.(٨٣‬‬
‫)¬‪ (٢‬وانظر أسماءها وبعض أوصافها في‪» :‬المخصص« لابن سيده )ت ‪ ٤٥٨‬هـ( )‪ ١١٨ /٤‬إلى ‪.(٥٨ /٥‬‬
‫)¬‪» (٣‬بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب« )‪ ٣٧٠ /١‬و ‪.(٣٨٠‬‬

‫دخول الأطعمة الفارسية والرومية البلاد العربية‬ ‫‪٨‬‬


‫دخول الأطعمة الفارسية والرومية البلاد العربية‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪ ٩‬كتب الطبخ عند العرب‬

‫ي ٌ في الطعام‪ ،‬فحَكّ ما بينهما شيخا ً قد أك َ‬


‫ل طعام الخُلفاء‪ ،‬فقال‪ :‬أ َمّا‬ ‫قال الأصمع ُيّ )ت ‪ ٢١٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ :-‬اختصم روميّ ٌ وفارس ّ‬
‫الر ّو ِم ُيّ فذهب بالحشو والأحشاء‪ ،‬وأما الفارس ُ ّ‬
‫ي فذهب بالبارد والحلَ ْواء‪(١¬) .‬‬ ‫ُ‬
‫قال العلامة‪ :‬ك ُرد علي )ت ‪ ١٣٨٢‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬الأطعمة في الأمم تابعة لحضارتها‪ ،‬تكون بسيطة في الأمة البدو ية ومركبة‬
‫منوعة في الأمة الحضر ية كما هي إلى السذاجة في الر يف والتنوع في المدن‪.‬‬
‫وذك َر أن أطعمة العرب‪» :‬سكان جزيرة العرب من تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن«‪ ،‬في جاهليتها على النزر القليل الذي انتهى إلينا‬
‫من أخبارها قبل الإسلام‪ ،‬كانت إلى السذاجة والفطرة خصوصا ً في البلاد التي هي إلى الإجداب أقرب منها إلى الإخصاب؛ لقلة‬
‫أمطارها وعصيان تربتها على الاستنبات‪.‬‬
‫إلى أن قال‪:‬‬
‫ن العقل يحكم بأن عرب الشام كغ َ ّ‬
‫سان كانوا لمجاورتهم للروم يأخذون عنهم كل شيء طر يف ولقمة كريمة ومضغة شهية‬ ‫ومهما يكن فإ َ ّ‬
‫أكثر من عرب الحجاز‪ ،‬وإنه كان لعرب الحـيرة من المطاعم ما ليس لأهل نجد؛ لقرب بلاد الأولى من بلاد الأكاسرة‪ ،‬وأخذِهم عنهم‬
‫رفاهة العيش‪ ،‬والناعم من الطعام؛ وم َطاعم ُ العرب في جملتها لا ٺتعدى اللحوم والألبان والبر والتمر‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬عيون الأخبار« لابن قتيبة )ت ‪ ٢٧٦‬هـ( )‪.(٢٠٤ /٣‬‬
‫سئل بعضهم عن حظوظ البلدان في الطعام وما ق ُسم لكل قوم منه؟ فقال‪ :‬ذهبت الروم بالجشم والحشو‪ ،‬وذهبت فارس بالبارد والحلو‪.‬‬
‫وقال‪ :‬وقد علم بهذا أن الحلو يات عند العرب ما يعملونه بالدقيق والتمر‪ ،‬ويدخل أكثرها الدبس أو العسل أو السكر‪ ،‬وهذا كان نادرا ً‬
‫في الجملة عندهم؛ لأنه يأتيهم من فارس‪ ،‬كما دل عليه اسمه عندهم‪ ،‬إذ أخذوا عن جيرانهم الاسم ونقلوا المسمى‪.‬‬
‫مرة إلى كسرى فأطعمه »الفالوذج«‪ ،‬فاستطابه وسأل كيف يُصنع؟ فقيل‬ ‫و يحكى أ َ ّ‬
‫ن عبد الل ّٰه بن جدعان أحد َ أشراف قريش ذهب َ ّ‬
‫له‪ :‬إنه لباب البُر ِّ يُلب َك بالعسل‪ ،‬فابتاع غلاما ً يصنعه له‪ ،‬ورجع إلى مكة وصنع الفالوذج‪ ،‬ودعا إليها أصحابه‪ ،‬وممن أكلها أمية بن أبي‬
‫الصلت فقال يمدحه ‪....‬‬
‫عر بُوه‪ ،‬ومنها ما أبقوه‬
‫ن معظم الأطعمة الشهية‪ :‬فارسية أو رومية‪ ،‬استعملها العرب في البلاد التي نزلوها‪ ،‬ومنها ما َ ّ‬‫وبذلك عرفتَ أ َ ّ‬
‫على حاله ولكل بلد خصائصه في مآكله‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ومن المجالس الغريبة المجلس الذي عقده المستكفي بالل ّٰه ليتذاكر مع ندمائه أنواع الأطعمة‪ ،‬وما قال الناس في ذلك منظوماً‪.‬‬
‫وقد أورد المسعودي في »مروج الذهب« هذه القصائد‪ ،‬ومنها‪ :‬قصيدة لابن المعتز يصف سلة سكارج كوامخ‪ ،‬وأخرى‪ :‬لـكشاجم في‬
‫صفة سلة نوادر‪ ،‬وثالثة‪ :‬لابن الرومي في صفة وسط‪ ،‬ورابع‪ :‬لإسحاق الموصلي في صفة سنبوسج‪ ،‬وأخرى‪ :‬لـكشاجم في وصف هليون‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫كتب الطبخ عند العرب‬ ‫‪٩‬‬


‫وللحافظ الدمشقي في وصف إدريسة‪ ،‬وغيرها في وصف المضيرة‪ ،‬ولغيره قصيدة في جوزابة(‪(١¬) .‬‬
‫كُتب الطبخ عند العرب‬
‫ذكر الأديب‪ :‬حبيب ز َي ّات )ت ‪ ١٣٧٣‬هـ( )¬‪ (٢‬عددا ً من الـكتب المؤلفة في الطبخ وآداب المائدة‪ ،‬واستعرض كتاب »الطباخة«‬
‫للفقيه‪ :‬ابن المبرد )ت ‪ ٩٠٩‬هـ(‪ ،‬وتحدث عن فن الطبخ وإصلاح الأطعمة في الإسلام‪ ،‬ودخول عدد من الأطعمة من الفرس‬
‫والروم على المسملين بعد الفتوحات الإسلامية‪.‬‬
‫وذكر غلبة الفن الفارسي على الموائد العباسية‪َ ،‬‬
‫ومث ّل بعدد من الأطعمة منها‪ :‬السنبوسج‪.‬‬
‫واستعرض كتاب »الطبخ وإصلاح الأغذية المأكولات« لأبي محمد المظفر بن نصر بن سيار الو َرّاق‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫من معاني السمبوسة‪ :‬المثلث‪ ،‬فكل مثلث سمبوسة‬ ‫‪١٠‬‬

‫وأشار إلى عدم وجود شئ يُذكر عن موائد الأمو يين‪ ،‬بخلاف العباسيين فقد بلغ الطبخ أوجه ‪ ...‬ونقل ما قيل بين يدي المستكفي فيما‬
‫أورده المسعودي في »المروج«‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬باختصار من مقال عن »مآكل العرب«‪ ،‬نشره في »مجلة المقتبس« )‪ ،(٥٦٩ /٣‬عدد )‪ ،(٣٣‬وبينه وبين مقال حبيب ز يات‬
‫في »الخزانة الشرقية« )‪ (٢ /٤‬تشابه‪.‬‬
‫)¬‪ (٢‬هو حبيب بن نقولا بن إلياس الز يات الدمشقي‪ ،‬الفرنسي موطنا ًومدفناً‪ ،‬النصراني‪ .‬ولد ‪ ١٢٨٨‬هـ‪ ،‬وتوفي )‪ ١٣٧٣‬هـ(‪ ،‬أنشأ‬
‫مجلة أدبية تار يخية متخصصة بالمشرقيات َ‬
‫سم ّاها »الخزانة الشرقية«‪ ،‬صدر الجزء الأول منها‪ :‬يوليو ‪ ١٩٣٦‬م‪.‬‬
‫له ترجمة في‪» :‬الأعلام« للزركلي )‪» ،(١٦٧ /٢‬معجم المؤلفين« لـكحالة )‪.(٥٢٦ /١‬‬

‫من معاني السمبوسة‪ :‬المثلث‪ ،‬فكل مثلث سمبوسة‬ ‫‪١٠‬‬


‫وتح َس ّر على فقدان كتاب »الطعام والإدام في صفة ألوان الطعام وما يقدم على الخوان« )‪ ١٥٠٠‬ورقة( لأبي عبدالله محمد المسب ِّحي‪.‬‬
‫واستعرض كتاب ابن َ‬
‫سي ّار‪ ،‬وفيه‪ :‬صنعة المحشوات واللقانق والسنبوسجات‪(١¬) .‬‬
‫وانظر أيضا ًفي َ‬
‫المؤل ّفات‪ :‬مقدمة تحقيق‪ :‬محمد شقرون لكتاب »فضالة الخوان« للتجيبي )ص ‪ ٩‬ـ ‪ ،(١٢‬و »معجم الموضوعات المطروقة«‬
‫للحبشي ـ ط‪ .‬المجمع الثقافي في »أبو ظبي« ـ )‪(٢¬) .(٧٩٠ /٢‬‬
‫ل َ‬
‫مثل ّث سمبوسة! !‬ ‫المثل ّث‪ ،‬فك ُ ُ ّ‬
‫من معاني السمبوسة‪َ :‬‬
‫مثل ّث الشكل‪ ،‬وم ِنْ َ‬
‫ثم ّ يُطلَق كذلك على قطعة قماش‬ ‫ل د‪ .‬ف عبدالرحيم‪ .... ) :‬فارسي »سنبوسه«‪ ،‬وأصل معناه‪َ :‬‬
‫سبق ذكر ُ قو ِ‬
‫ط ِي بها المرأة ُ رأس َها‪(٣¬) .(.‬‬ ‫َ‬
‫مثل ّثة ٍ‪ ،‬تُغ َ ّ‬
‫فهل يدل هذا على أن »السمبوسة« في الفارسية تعني‪ :‬م َُثل ّث؟ !‬
‫قال العلامة‪ :‬أحمد تيمور باشا )ت ‪ ١٣٤٨‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬من أنواع السنبوسك الآن‪ :‬الب ُ ُّف؛ لأنه يُصن َع رقيقا ًمنفوخاً‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬الخزانة الشرقية« لحبيب ز يات )‪ ،(١١٢ /٢‬و )‪ ،(١٣١ /٣‬و )‪ ١ /٤‬ـ ‪.(٢٣‬‬
‫)¬‪ (٢‬فائدة‪ :‬طُبع كتاب بعنوان‪» :‬الطعام والشراب في التراث العربي« لسهام الدبابي الميساوي‪ ،‬نشر كلية الآداب والفنون في تونس‬
‫‪ ،٢٠٠٨‬وهو كتاب كبير جداً‪ ،‬لم أجد فيه شيئا ًعن »السمبوسة«‪.‬‬
‫)¬‪» (٣‬معجم ال َد ّخِيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها« )ص ‪ ١٢٣‬ـ ‪.(١٢٤‬‬
‫والعامة تقول للقطعة َ‬
‫المثل ّث َة من الثوب‪ ،‬أو نحوه‪ :‬سنبوسكة‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬سنبوسكة‪ ،‬ولا يقولون َ‬
‫مثل ّثة مطلقاً‪.‬‬
‫وأحال إلى‪» :‬ديوان سبط ابن التعاويذي ـ النسخة المطبوعة ص ‪ ٧٦‬ـ أبيات في سنبوسجة كافور‪ ،‬وأنها وعاء للطيب‪َ ،‬‬
‫مثل ّث(‪(١¬) .‬‬
‫وهذه صورة القصيدة التي أحال إليها أحمد تيمور من »ديوان التعاويذي« )ت ‪ ٥٨٣‬هـ(‪:‬‬
‫مع ُ‬
‫التنب ّه إلى خطأ ونكارة قوله‪ :‬و يا مفتاح باب الرجاء والفر َج! !‬
‫فمفتاح باب الرجاء والفرج بيد رب العالمين ‪ -‬جل وعلا ‪ -‬وحده لا شر يك له‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬ديوان سبط ابن التعاويذي نشره المستشرق‪ :‬مرجليوث‪ ،‬وقد قال الزركلي في »الأعلام« )‪ (٢٦٠ /٦‬عن الديوان‪) :‬اقتنيتُ‬
‫َ‬
‫وحب ّذ َا لَو ْ يُعاد ُ نَشْرُه ُ(‪.‬‬ ‫َلأه ُ أغلَاطَاً‪،‬‬
‫شعْرِه ِ‪ ،‬وم َ‬ ‫ن ناشر َه الأستاذ »مرجليوث« تَع َمّد َ حَذ َ‬
‫ْف كَثيرٍ م ِن ِ‬ ‫مخطوطة ً منه‪ ،‬فظهر َ لي أ َ ّ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬معجم تيمور الـكبير« )‪ ١٣٨ /٤‬ـ ‪.(١٣٩‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫من معاني السمبوسة‪ :‬المثلث‪ ،‬فكل مثلث سمبوسة‬ ‫‪١٠‬‬

‫ديوان شعر الاجل العالم الفاضل مجد الدولة والدين جمال َ‬


‫الكت ّاب‬
‫أبي لفتح محمد بن عبيد الل ّٰه بن عبد الل ّٰه المعروف بسبط ابن التعاويذي‬
‫وقد اعتنى بتنقيحه وتصحيحه‬
‫د‪ .‬س‪ .‬مرجليوث‬
‫أحد الاساتذة في مدرسة أكسفرد الجامعة‬
‫طبع في مطبعة المقتطف بمصر‬
‫‪١٩٠٣‬‬
‫‪٥٣‬‬
‫وقال وقد حضر في نيروز عند بعض الأكابر مع جماعة على مس َرّة فاودعه ُ بعض الحاضرين سنبوسجة كافور تم التمسها من الغد فكتبها إليه‬
‫"منسرح"‬
‫الر ّج َاء ِ و َالف َر َِج‬
‫َاب َ‬
‫حب ِ‬‫ق ُلْ ل ِاب ْ ِن نَصْر ِ ي َا ذ َا العَطَاء ِ وي َا ‪ ...‬مِفْتَا َ‬

‫ل ك َال ُس ّر ُج‬ ‫وَم َنْ سَ جَاي َاه لِل ْعُف َاة ِ ِإذ َا ‪ ...‬أَ ظْ لَم َ لَي ْ ُ‬
‫ل الْآم َا ِ‬
‫َب ‪ ...‬ل َا ح َار ٍِج َطب ْع ُه ُ وَل َا سَم ِِج‬
‫م َاذ َا ت َر َى فِي ف َت ًى لَه ُ أَ د ٌ‬

‫ج ُ ّد مُغْر َ ٍم لَه ِِج‬


‫ف ‪ ...‬بِ حُبِّه ِ ِ‬
‫ط ِيبُ وَه ْو َ ذو ك َل َ ٍ‬
‫يُعْجِب ُه ُ ال ّ‬

‫ُأودِعَ ك َاف ُورَة ً م ُثَلِّث َة ً ‪ ...‬أَ رِ يج َة ً ذ َاتَ مَنْظَر بَه ِِج‬


‫ِج‬ ‫ن الـ ‪َ ...‬ل ّو ْ ِم وَع َنْ ط ِ‬
‫ِيب ذِكْرِك َ الْأَ ر ِ‬ ‫ك َ‬
‫الن ّق ِِي م ِ َ‬ ‫ض َ‬
‫تخـْب ِر ُ ع َنْ ع ِْر ِ‬
‫ُ‬

‫َزج‬
‫َاب مُم ْت ِ‬
‫ق ‪ ...‬بِنَشْرِك َ ال ْمُسْتَط ِ‬
‫يَرْض َى بِمَا اسْ ت ُودِعَت ْه ُ م ِنْ ع َب َ ٍ‬
‫ق فِي َ‬
‫الصّ ْدرِ مُعْت ْل ِِج‬ ‫شو ْ ٍ‬
‫ج َاءَت ِإليْه ِ عَفْو ًا عَلَى َظم َإ ٍ ‪ ...‬مِن ْه ُ و َ َ‬
‫سم ِ‬
‫َاح م ِنْ حَر َِج‬ ‫فَه َلْ عَلَيْه ِ ِإذ َا أَ ل َ ّط بِهَا ‪ ...‬وأَ ن ْتَ قَاض ِي ال َ ّ‬
‫ِش سَاحِبًا م ُلَاءة َ مَسْر ُو ٍر ‪ ...‬بيَو ْ ِم َ‬
‫الن ّي ْر ُوزِ مُبْتَه ِِج‬ ‫ق وَع ْ‬
‫ف َأب ْ َ‬
‫َ‬
‫ل هذا على أن َ‬
‫المثل ّثَ يُطلق عليه‪ :‬سمبوسة!‬ ‫فد َ ّ‬
‫ولا أدري عن تأثر ابن المل ّق ِن بهذا الاصطلاح‪ ،‬فذكر مثَل ّثا ًبأنه‪ :‬على صفة السمبوسة!‬
‫قال ابن المل ّق ِن الشافعي )ت ‪ ٨٠٤‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في شرح الحديث الثاني عشر‪» ... :‬لعن الل ّٰه اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبائهم‬
‫مساجد« قال‪:‬‬
‫)ثامنها‪ :‬تحرم الصلاة إلى قبره ‪ -‬صلى الل ّٰه عليه وسلم ‪ -‬والسجود له؛ لما حرض ومنع منه من الصلاة إلى قبر غيره من الأنبياء صلَ ّى الل ّٰه ُ‬
‫وس َل ّم عليهم‪ ،‬ومنع من السجود له في حياته فبعد موته أولى‪ ،‬ولما علم الصحابة والتابعون ذلك لم يبنوا الحجرة النبو ية )¬‪ ... (١‬ـ على‬
‫مرب ّعة ً‪ ،‬بل بنوها من جهة شمالها مثلثة على صفة »السنبوسك«؛ لِئلا يُصلَ ّى هناك ويُسجد‪ ،‬وهذا كله‬
‫ساكنها أفضل الصلاة والسلام ـ َ‬
‫تعر يف لمقام الربوبية فإنه المتفرد بالعبادة‪ ،‬وكلما أوهم تعظيما ًكان فعلُه حراماً‪َ ،‬‬
‫إلا ّ ما قرره الشرع من التوقير والتعظيم للأشياء المضافة‬
‫إليه ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ :-‬ككتاب الل ّٰه تعالى‪ ،‬وبيته‪ ،‬والحجر الأسود‪ ،‬ومساجده‪ ،‬وأنبيائه وأوليائه وأحبابه والعلماء به وبأحكامه ونحو ذلك‬
‫من غير مجازفة ومجاوزة لحد في ذلك‪.‬‬
‫وأما التعظيم المطلق فهو لل ّٰه تعالى لا يشركه فيه غيره(‪(٢¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬فائدة‪ :‬أفضل م َن َ‬
‫تكل ّم عن الحجرة النبو ية ـ على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ‪ ،‬هو الشيخ‪ :‬عبدالرحمن بن سعد الشثري في‬
‫كتابه »حجرة النبي ‪ -‬صلى الل ّٰه عليه وسلم ‪ -‬تار يخها وأحكامها«‪ ،‬مجلد )‪ ٥٣٠‬صفحة(‪ ،‬طُبع عام )‪ ١٤٣٥‬هـ(‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬شعرا(‬ ‫‪١١‬‬

‫)¬‪» (٢‬الإعلام بفوائد عمدة الأحكام« لابن المل ّق ِن )‪ (٥١٩ /٤‬حديث )‪.(١٢‬‬

‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬شعرا(‬ ‫‪١١‬‬


‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬شعراً(‬
‫ذُكرت قصيدة في وصف »السنبوسة« من نظم إسحاق بن إبراهيم الموصلي المعروف بالمُغن ِ ّى )ت ‪ ٢٣٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪-‬‬
‫ذكرها أبو الحسن المسعودي )ت ‪ ٣٤٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪(١¬) -‬‬
‫في كتابه »مروج الذهب ومعادن الجوهر«‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬المسعودي‪ ،‬عراقي المولد والنشأة‪ ،‬من نسل الصحابي‪ :‬عبدالله بن مسعود ‪ -‬رضي الل ّٰه عنه ‪ ،-‬له ميول شيعية‪ ،‬وكتابُه من أعجب‬
‫كتب التاريخ‪ ،‬تع ِب في جمعه وتأليفه‪ ،‬اعتمد َ على مصادر متنوعة‪ ،‬منها ما أخذه من طر يق التجربة والمشاهدة‪ ،‬وذوي الصلة المباشرة‬
‫بالأحداث‪ .‬مع ماله من رحلات واسعة‪.‬‬
‫وعنده سعة أفق وحرص على ذكر مصادره‪ ،‬وله منهج متميز ساهم في تطوير فكرة التاريخ‪ ،‬وذلك بطَر ْق موضوعات جديدة تار يخية‪،‬‬
‫من ذلك‪ :‬المقارنة مع الثقافات العالمية‪ ،‬والجمع بين الدراسات الجغرافية والتار يخية‪ ،‬و َطر ْقه أبوابا ًمن علوم الاجتماع وعلم النفس‪ ،‬قبل‬
‫ظهورها مستقلة ‪ ...‬وله اهتمام بالتاريخ الفارسي‪ ،‬وقد اعتُبر كتابه هذا من المصادر المهمة فيه‪.‬‬
‫نزعته الشيعية أ َث ّر َت على كتاباته في تاريخ الخلفاء الراشدين‪ ،‬والأمو يين‪ ،‬والعباسيين‪ ،‬ودخله الهوى فيه‪ ،‬وكتابه الآخر‪» :‬التنبيه والإشراف«‬
‫أحسن حالا ًمن »المروج« في هذا الباب‪ ،‬لذا ينبغي الحذر عند قراءته‪.‬‬
‫و يورد شيئا ًمن الخرافات والأساطير ولم يكن مؤمنا ًبها‪ ،‬وإذا لم يورد حكما ًعليها‪ ،‬عزا القول إلى راو يه‪.‬‬
‫لم يرض عنه عدد ٌ من العلماء الذين ترجموا له؛ بسبب المعلومات التار يخية التي حاد َ فيها عن الصواب‪.‬‬
‫ما سبق منتقى يسير من خاتمة الكتاب التالي‪» :‬منهج المسعودي في كتابة التاريخ« د‪ .‬سليمان بن عبدالله السو يكت‪ ،‬وهي رسالته‬
‫الدكتوراه من »جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية«‪ ،‬طُب ِعت عام ‪ ١٤٠٧) ...‬هـ(‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لأجل نزعته الشيعية‪ ،‬اهتم الرافضة بهذا الكتاب‪ ،‬واعتمدوا عليه كثيراً‪ ،‬وطبعوه مراراً‪.‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في »منهاج السنة« )‪) :(٨٤ /٤‬وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب مالا يحصيه إلا الل ّٰه(‪= ... = ... .‬‬
‫= قال الذهبي ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في »سير أعلام النبلاء« )‪) :(٥٦٩ /١٥‬كان أخبار ياً‪ ،‬صاحب ملح وغرائب وعجائب وفنون‪ ،‬وكان‬
‫معتزلياً(‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في »لسان الميزان« )‪) :(٥٣٢ /٥‬وكتبه طافحة بأنه كان شيعيا ًمتعزليا ً‪.( ..‬‬
‫ونقده ابن العربي في كتابه »العواصم من القواصم«‬
‫وانظر أيضا ًكتاب‪» :‬نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التار يخية« للشيخ د‪ .‬سليمان العودة )ص ‪.(٤٨‬‬
‫فائدة‪ :‬ذكر الشيخ‪ :‬محمد بن ناصر العبودي ـ حفظه الل ّٰه ـ أنه قرأ كتاب »مروج الذهب« على شيخه قاضي بريدة الشيخ‪ :‬عبدالله بن‬
‫حميد‪ ،‬في الجامع الـكبير في »بريدة«‪.‬‬
‫قال المسعودي )ت ‪ ٣٤٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪] :-‬وقال آخر‪ :‬يا أمير المؤمنين ـ أي المستكفي بالل ّٰه )¬‪ (١‬ـ لإسحاق بن إبراهيم الموصلي في‬
‫صفة »سنبوسج«‪:‬‬
‫يا سائلي عن أطيب الطعام ‪ ...‬سألتَ عنه أبصر َ الأنام‬
‫اعم ِ ْد إلى اللحم اللطيف الأحمر ‪ ...‬فدقه بالشحم غير م ُكثر‬
‫واطرح عليه بصلا ًمدورا ‪ ...‬وكرنبا ًرطبا ًجنيا ًأخضرا ً‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬شعرا(‬ ‫‪١١‬‬

‫ق السذاب بعده موفرا ً ‪ ...‬ودار صيني وكف كزبرا ً‬


‫وأل ِ‬
‫وبعده شيء من القرنفل ‪ ...‬وزنجبيل صالح وفلفل‬
‫وكف ُ‬
‫كم ّون وشيء من مري ‪ ...‬وملء كفين بملح تدمر‬
‫فد َُق ّه يا سيدي شديدا ً ‪ ...‬ثم أوقد النار له وقودا ً‬
‫واجعله في القدر وصُب الماء ‪ ...‬من فوقه واجعل له غطاء‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬المستكفي هو أبو القاسم عبدالله ابن المكتفي‪ :‬علي ابن المعتضد العباسي‪.‬‬
‫بو يع له بالخلافة )‪ ٣٣٣ /٢ /٣‬هـ(‪ ،‬وخُلـِ ـع في )‪ ٣٣٤ /٨ /٢٣‬هـ(‪ ،‬فخلافته‪ :‬سنة وأربعة أشهر إلا أياماً‪.‬‬
‫ومات في السجن سنة )‪ ٣٣٨‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ ،-‬وعمره ست وأربعون سنة‪ .‬واستقل بملك العراق معز الدولة‪ ،‬وضعف دست الخلافة‬
‫جداً‪ ،‬وظهر الرفض والاعتزال ببني بو يه‪ ،‬نسأل الل ّٰه العفو‪ .‬انظر‪» :‬سير أعلام النبلاء« )‪» ،(١٠٥ /٢٩‬تاريخ الخلفاء« للسيوطي )ص‬
‫‪.(٦١٣‬‬
‫حتى إذا الماء فنى وقلا ‪ ...‬ونشفته النار عنه كلا‬
‫فل َ ُ ّفه إن شئت في رقاق ‪ ...‬ثم أحكم الأطراف بالإلزاق‬
‫أو شئتَ خذ جزءا ً من العجين ‪ ...‬معتدل التفر يك مستلين‬
‫فابسطه بالسو يق مستديرا ً ‪ ...‬ثم اطفرن أطرافه تطفيرا ً‬
‫وص َ ّ‬
‫ُب في الطابق زيتا ًطيبا ً‪ ...‬ثم اقلُه ُ بالزيت قليا ً عجبا ً‬
‫وضعه في جام له لطيف ‪ ...‬ووسطه من خردل حر يف‬
‫وكله أكلا ًطيبا ً بخردل ‪ ...‬فهو ألذ المأكل المعجل )¬‪(١‬‬
‫وإليك صورة من القصيدة‪ ،‬من طبعة المستشرق‪:‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬مروج الذهب« للمسعودي تحقيق‪ :‬شارل‪ ،‬ط‪ .‬الجامعة اللبنانية )‪ ،(٢٥٣ /٥‬وتحقيق‪ :‬محي الدين عبدالحميد )‪ .(٣٦٥ /٤‬وقد‬
‫أشار لها د‪ .‬رجب بن عبدالجواد إبراهيم في كتابه »ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري ـ دراسة في ضوء مروج الذهب للمسعودي‬
‫ـ« )ص ‪.(٣٢٢‬‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬

‫وإسحاق بن إبراهيم هو‬ ‫‪١١.١‬‬

‫والعجبُ أني لم أجد هذه القصيدة في مصدر آخر‪ ،‬لا في ترجمة إسحاق ـ في المراجع التالية‪ ،‬خاصة ً »الأغاني« لأبي الفرج فقد أطال جدا ً‬
‫في ترجمته‪ ،‬وكذا »تاريخ دمشق« ـ ولا في م َن نقل عن المسعودي‪ ،‬رغم ظرافة هذه القصيدة‪ ،‬وقِدَمِها‪ ،‬وعجبتُ أن الثعالبي لم يذكرها‪،‬‬
‫ولم يذكر شيئا ًعنها ـ حسب بحثي ـ سوى بيت كشاجم‪ ،‬مع أنه ذكر عددا ً من المنقولات في الأطعمة ـ والل ّٰه أعلم ـ‪(١¬) .‬‬
‫وإسحاق بن إبراهيم هو‪:‬‬
‫إسحاق بن إبراهيم بن ماهان‪ ،‬و يقال‪ :‬ميمون‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬و يقال‪ :‬أبو صفوان التميمي‪ ،‬المعروف والد ُه بالموصلي‪.‬‬
‫صاحب الغناء‪ ،‬وقد نادم جماعة من الخلفاء‪ ،‬وكان محببا ًإليهم‪ .‬وكان ابن الأعرابي يصفه بالصدق والحفظ‪ .‬وقال إبراهيم الحربي‪ :‬كان‬
‫ثقة عالماً‪.‬‬
‫وقال الخطيب البغدادي‪) :‬كان حسن المعرفة حلو النادرة جيد الشعر‪ ،‬مذكورا ً بالسخاء‪ ،‬معظما ًعند الخلفاء(‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬نثرا(‬ ‫‪١٢‬‬

‫قال ابن حجر في »لسان الميزان«‪) :‬وموضعه من العلم ومكانه من الأدب ومحله من الرواية وتقدمه في الشعر ومنزلته في المجالس أشهر‬
‫من أن يدل عليها‪ .‬وأما الغناء فكان أصغر علومه حتى كان المأمون مع معرفته وعلمه يقول‪ :‬لولا ما سبق لإسحاق وش ُهر به عند الناس‬
‫من الغناء؛ َ‬
‫لول ّيته القضاء بحضرتي‪ ،‬لأنه أعف وأصدق وأكثر دينا ًوأمانة من كثير من القضاة(‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬في عدد من كتبه‪ ،‬منها‪» :‬أحسن المحاسن« كما في )ص ‪ (٣١٢‬وما بعدها‪ .‬خاصة من )ص ‪.(٣٣٢‬‬

‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬نثرا(‬ ‫‪١٢‬‬


‫)ت ‪ ٢٣٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪(١¬) .-‬‬
‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬نثراً(‬
‫قال مؤل ِّف »كنز الفوائد في تنو يع الموائد«‪:‬‬
‫]صفة السنبوسك الحلو‪:‬‬
‫َ‬
‫وتدق ّه خشناً‪ ،‬وتعجن‬ ‫ِص البندقة‪،‬‬ ‫تحتاج إلى سكر‪ ،‬وقطر‪ ،‬أو عسل نحل‪ ،‬وماء ورد‪ ،‬وبندق‪ ،‬وشيرج‪ ،‬ورقاق الكنافة‪ ،‬فت َ ّ‬
‫َدق السكر‪ ،‬وتحم ّ َ‬
‫بالقطر مع السكر المدقوق وماء الورد‪ ،‬و يُعمل فيه أو يعجن بالعسل النحل‪.‬‬
‫طع ورق الكنافة عرض أربع أصابع‪ ،‬و يُعم َل عليه قليل من الحشو بقدر ماتريد‪ ،‬وتلف إلى آخرها على الحشو‪ ،‬و َ‬
‫يلب ّس بقليل عجين‪،‬‬ ‫وتق َ ّ‬
‫و يُقلى بالشيرج‪ ،‬و يُعم َل في‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬انظر في ترجمته‪» :‬تاريخ الطبري« )‪ ١٢٢ /٩‬ـ ‪» ،(١٢٣‬الأغاني« للأصفهاني )‪ ٢٦٨ /٥‬إلى ‪» ... ،(٤٣٥‬تاريخ بغداد«‬
‫للخطيب )‪» ،(٣٥٤ /٧‬طبقات الشعراء« لابن المعتز )‪ ٣٦٠‬ـ ‪» ،(٣٦٢‬تاريخ دمشق« لابن عساكر )‪» ،(١٤٢ /٨‬وفيات الأعيان«‬
‫لابن خلكان )‪ ٢٠٢ /١‬ـ ‪» ،(٢٠٥‬الوافي بالوفيات« للصفدي )‪ ٣٨٨ /٨‬ـ ‪» ،(٣٩٣‬النجوم الزاهرة« لابن تغري بردي )‪٢٦٠ /٢‬‬
‫ـ ‪» ،(٢٨٠‬معجم الأدباء« لياقوت )‪» ،(٥٩٤ /٢‬سير أعلام النبلاء« للذهبي )‪» ،(١١٨ /١١‬تاريخ الإسلام« للذهبي ‪/٥) ...‬‬
‫‪» ،(٧٨٩‬البداية والنهاية« لابن كثير ـ ط‪ .‬التركي ـ )‪ ٣٤٤ /١٤‬ـ ‪» ،(٣٤٥‬نزهة الألباء« ‪» ،(١١٦) ...‬إنباه الرواة« )‪،(٢١٥ /١‬‬
‫»لسان الميزان« لابن حجر )‪» ،(٣٨ /٢‬شذرات الذهب« لابن العماد )‪.(٨٢ /٢‬‬
‫أفردت ترجمته في كتابين‪ :‬الأول‪ :‬لمحمود بن أحمد الحفي ضمن »سلسلة أعلام العرب«‪.‬‬
‫والثاني بعنوان‪» :‬إسحاق بن إبراهيم الموصلي عالم الموسيقى والغناء في العصر العباسي« أ‪ .‬د‪ .‬خلف رشيد نعمان‪ ،‬ط‪ .‬الدار العربية‬
‫للموسوعات‪ ،‬ولم أجد فيهما القصيدة‪.‬‬
‫الصحون‪ ،‬وترش عليه السكر والبندق المح َمّص‪ ،‬و يُق َ ّدم‪.‬‬
‫صفة السنبوسك الحامض‪:‬‬
‫يؤخذ من اللحم المدقوق ما يُختار‪ ،‬فيُلقى في القدر‪ ،‬و يوضع منه مرقة‪ ،‬وقليل المصطكاء‪ ،‬وحوائج بقل‪ ،‬وشيرج‪ ،‬وخلّ‪ ،‬وفلفل‪ ،‬وبندق‪،‬‬
‫أو لوز‪ ،‬ورقاق بناع الكنافة‪ ،‬فتَد َ ُّق جمي َع اللحم ناعماً‪ ،‬و ي ُ َ‬
‫قر ّص قرصة واحدة بقدر الرغيف أو دونه على قدر اللحم‪ ،‬ويُسلَق‪ ،‬ثم يقلَب في‬
‫ويدق طر يقا ً أخرى ناعماً‪ ،‬وتُخر َج عروق اللحم‪ ،‬وت ُ َ‬
‫عل ّق الطاجن على النار‪ ،‬وتُعمل‬ ‫ّ‬ ‫الطاجن‪ ،‬و يُقطَف ريمه إلى حيث يستوي‪ ،‬في ُشال‬
‫فيه الشيرج‪.‬‬
‫مرة‪ ،‬ويسكب الخل في الطاجن‪ ،‬وتخر ّط عليه حوائج البقل‪ ،‬و يُقلَب حتى يذبل‪ ،‬ويسمط اللوز‬ ‫َ َ‬
‫وتقلي اللحم المدقوق فيه حت ّى ي ُحم ّر ثاني َ ّ‬
‫خشناً‪ ،‬والبندق َ‬
‫يحم ّص ويدق كذلك‪ ،‬و يلقى عليه‪ ،‬ويُدق الفلفل و يُعم َل عليه‪ .‬ولا تزال تغلي عليه حتى ينشف جميع الخل الذي عليه‪،‬‬
‫فتقطع الرقاق عرض أربع أصابع‪ ،‬و ينزل على النار بالحوائج‪ ،‬و يب َر ّد‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫طر يقة عمل السمبوسة ‪) ...‬نثرا(‬ ‫‪١٢‬‬

‫و يؤخذ منه على قدر ما يحتاج‪ ،‬فتعمل منه في كل ورقة‪ّ َ ،‬‬


‫وتلف إلى آخرها‪ ،‬وتلبس بقليل عجين‪ ،‬و يقلى بالشيرج‪ ،‬و يقطع عليه حوائج‬
‫َّ‬
‫وترش عليه ياسمين[‪ .‬انتهى‪(١¬) .‬‬ ‫البقل الأخضر‪ ،‬و يُعمل في الأوعية‪ ،‬و يُعم َل السنبوسك‪،‬‬
‫¬_________‬
‫ِف مجهول‪ ،‬تحقيق‪ :‬مانو يلا مار يف وديفيد واينز‪.‬‬
‫)¬‪» (١‬كنز الفوائد في تنو يع الموائد« )ص ‪ ٤٩‬ـ ‪ (٥٠‬وهو من كتب التراث لمؤل ّ ٍ‬
‫ط‪ .‬دار النشر فرانتس شتيز شتوتكارت‪ ،‬بيروت ‪ ١٤١٣‬هـ‪ ،‬ط‪ .‬الأولى ‪ ١٩٩٣‬م‪ ،‬إشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في‬
‫بيروت‪ ،‬طبع في المطبعة الكاثوليكية‪.‬‬
‫الكتاب )‪ ٤١٥‬صفحة بالفهارس(‪ ،‬وفيه‪ (٢٣) :‬باباً‪.‬‬
‫وفي كتاب »الطبيخ في المغرب والأندلس« لمؤلف مجهول )¬‪ (١‬بيان أن السنبوسك في »المغرب والأندلس« نوعان‪ :‬سنبوسك الملوك‪،‬‬
‫وسنبوسك العامة‪ ،‬والثانية‪ :‬ثلاثة أنواع‪ .‬وللأندلسييين طر يقة أخرى في عملها ‪ ...‬وقد ذكر وصفها‪.‬‬
‫تحذير صحي‪ُ :‬أخلي مسؤليتي من هذه الوصفة في كتاب »كنز الفوائد«‪ ،‬فإنها طلاسم مخيفة‪ ،‬الضرب فيها كثير‪ ،‬والأسماء غريبة‪ ،‬كغرابة‬
‫أسماء محققيها ودار نشر الكتاب! !‬
‫ومن يعمل هذه الوصفة‪ ،‬فإن مصيره نزلة معو ية‪ ،‬ومشاكل صحية باطنية وظاهر ية‪.‬‬
‫ما كتبت ُه لك إلا لتقرأه وتعلَم َ كيف تعاني النساء الأول في إعداد الطعام‪ ،‬وتسأل الل ّٰه العافية‪.‬‬
‫هل تراني الآن انسلل َتُ منها لي َ لا عل َيّ؟‬
‫ن تأليف كتابه قبل منتصف القرن ‪ ٧‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬عمل السنبوسك‪ :‬يؤخذ قدر‬
‫قال ابن رزين التجيبي الأندلسي )¬‪) (٢‬زم َ ُ‬
‫الـكفاية من السكر‪ ،‬و يُح َ ّ‬
‫ل بماء الورد‪،‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪) (١‬ص ‪ ١١٧‬و ‪ (٢١٣‬حققه ونشره‪ :‬أمبروز يو أويثى ميراندا‪ ،‬ط‪ .‬صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد‪،‬‬
‫المجلدان التاسع والعاشر ‪ ١٩٦١‬ـ ‪ ١٩٦٢‬م‪ .‬أفاده د‪ .‬رجب بن عبدالجواد إبراهيم في كتابه‪» :‬ألفاظ المأكل والمشرب في العربية‬
‫الأندلسية ـ دراسة في نفح الطيب للمقري« )ص ‪ ٤٠‬ـ ‪.(٤١‬‬
‫)¬‪ (٢‬اسمه‪ :‬أبو الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم محمد بن بن أبي بكر بن رزين التجيبي الأندلسي‪ ،‬فقيه‪ ،‬أديب‪ ،‬كاتب‪.‬‬
‫و يُضاف إليه لوز مدروس كالعجين‪ ،‬و يُحك برفق على نار لي ِّنة‪ ،‬حتى َ ّ‬
‫يلتف و يصير مثل حشو القاهر ية )¬‪ (١‬ثم يُترك على النار‪ ،‬و يضاف‬
‫إليه لوز مقشور مه َش ّم‪ ،‬وسنبل‪ ،‬وقرنفل‪ ،‬ويسير مصطكى‪ ،‬وزنجبيل‪ ،‬بعدما تحل هذه العقاقير مسحوقة في ماء ورد قد ح َ ّ‬
‫ل فيه قليل‬
‫كافور ومسك‪.‬‬
‫و يُعجَن الجميع حتى يمتزج و يلتحم‪ ،‬و يُعم َل منه أقراص غليظة كرو ية الشكل‪ ،‬على قدر الـكف‪ ،‬وهذا هو السنبوسك حقيقة‪ ،‬والذي‬
‫يصنعه أهل افر يقية محشوا ً باللحم‪ ،‬فليس بمستحسن‪ ،‬ولا مستطاب( ا‪ .‬هـ‪(٢¬) .‬‬
‫وكلامه ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬منكر غريب! ! ]]ابتسامة[[؛ لأمور‪:‬‬
‫‪ .١‬أن »السنبوسك« شرقية‪ ،‬فارسية ثم عربية‪َ ،‬‬
‫فأن ّى لأندلسي الحكم فيها‪.‬‬
‫‪ .٢‬وهي مثلثة محشوة باللحم بإجماع! ! ومن معاني السمبوسة‪َ :‬‬
‫المثل ّث‪ ،‬وقول المؤلف بأنها‪ :‬قرص غليظ‪ ،‬وكرو ية الشكل‪ ،‬وبقدر الـكف‪،‬‬
‫غير محشوة باللحم‪ ،‬وج َ ْزم ُه ُ بأن هذه هي السنبوسك الحقيقية‪ ،‬قول غير صحيح البتة‪ ،‬وووصفه المذكور يطابق قرص خبز‪ ،‬لا قطعة صغيرة‬
‫محشوة! ! وقريب من وصفه ما يسمى بيتزا بالخضار! !‬
‫‪ .٣‬قوله بأن السنبوسك الأفر يقية باللحم غير مستحسنة‪ ،‬غير صحيح‪ ،‬لأن أصلها شرقية محشوة باللحم‪ ،‬وقيمتها الحقيقة باللحم‪ ،‬وعدم‬
‫الاستحسان‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬ذكر المؤلف طر يقة عمل القاهر ية )ص ‪.(٢٤٨‬‬
‫)¬‪» (٢‬فضالة الخوان في طيبات الطعام والألوان« لابن رزين التجيبي )ص ‪.(٢٥١‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫السمبوسة في الشعر‬ ‫‪١٣‬‬

‫السمبوسة في الشعر‬ ‫‪١٣‬‬

‫والاستطابة إنما هي من المؤل ِّف فقط ـ ّ ٌ‬


‫رأي شخصي ـ مخالف لإجماع الأمة! ! فالناس كلهم! قد تلذذوا بها واستحسنوها شكلا ًومضمونا ً‬
‫]]ابتسامة[[‪.‬‬
‫قال خضر بن علي الآيديني )ت ‪ ٨١٦‬هـ تقريباً( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬السنبوسق‪ :‬أجود ُه المح َمّض بمياه الفواكه‪ ،‬أو بالخل‪.‬‬

‫ط ِش‪ ،‬يُبخ ِّر إلى الرأس‪ ،‬ينفع أصحاب الـكدِّ والر ياضة القو َي ّة‪ ،‬والهضوم الجي ِّدة‪ ،‬وإذا‬
‫الوقوف في المعدة‪ ،‬م ُع ّ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫غليظ‪ ،‬طو ي ُ‬
‫ٌ‬ ‫وهو‪ :‬حارٌّ‪،‬‬
‫انهض َم غ َ ّذى كثيراً‪ ،‬وخبزُه ُ لايكاد ينهضم‪.‬‬
‫ل مُد ََق ّق ُه‪ ،‬وت ُ َحم ّض‪ ،‬و يُح َش ّى به رِقاق السنبوسق‪ ،‬و يُقلى في الدهن(‪(١¬) .‬‬
‫وصنعته‪ :‬أن يُعم َ َ‬
‫السمبوسة في الشعر‬
‫قال أبو منصور الثعالبي )ت ‪ ٤٢٩‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ :-‬وأحسن وأظرف ما سمعتُ في وصف أطعمة شتى قول كُشاجم )¬‪ ،(٢‬وكتب‬
‫بها إلى صديق له يستدعيه‪:‬‬
‫متى تنشط للأكل ‪ ...‬فقد ز ُخر ِف َت الجُونَة‬
‫وقد َ‬
‫زي ّنها الطاهي ‪ ...‬لنا أحسن تزيينة‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬شفاء الأسقام ودواء الآلام« للآيديني ـ تحقيق د‪ .‬فاتن إبراهيم ـ )ص ‪.(٢٦٤‬‬
‫)¬‪ (٢‬هو‪ :‬محمود بن الحسين )ت ‪ ٣٦٠‬هـ(‪ ،‬وأبيات في »ديوانه« ـ تحقيق د‪ .‬النبوي شعلان ـ بتقديم وتأخير ‪) ...‬ص ‪ ٤٠١‬ـ‬
‫‪.(٤٠٢‬‬
‫إلى أن قال‪:‬‬
‫صدْنا لك تطجين َه‬
‫ُوج ‪ ...‬ق َ‬ ‫ُ‬
‫وفر ّوج و َطهْي ٍ‬
‫وسنبوسكَة ٍ مقلو ْ ‪ ...‬وَة ٍ في ِإثْر ِ َطرْذِي ْنَه ْ‬
‫إلى أن قال‪:‬‬
‫يول ِ ّدْنَ لذي التخمـ ‪ ...‬ــة جوعا ًويُشَهّ ِين َه‬
‫وهي في خمس وعشرين بيتاً‪(١¬) .‬‬
‫قال شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي )ت ‪ ١٠٦٩‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) ... :-‬كقوله ـ أي كشاجم ـ في استدعاء صديق له‪:‬‬
‫وسنبوسجة مقلو ْ ‪ ...‬و َة في ِإثر َطر ْزين َه‬
‫وعندي لك دستجة ‪ ...‬مطبوخ وقنينه‬
‫وطيهوج ُ‬
‫وفر ّوج ‪ ...‬أجدنا لك تطجينه‬
‫فما عذرك أن لا ‪ ...‬ترى في سكره طينه‪.‬‬
‫»سنبوسجة«‪ :‬رقائق يُحش َى‪ ،‬وأه ُ‬
‫ل مصر يقولون له‪ :‬سنبوسك‪.‬‬
‫وطرزينه‪ :‬اسم طعام َ‬
‫معر ّب أيضاً‪.‬‬
‫معر ّب دستي‪ ،‬وهو‪ :‬ال َجر ّة الصغيرة‪.‬‬
‫وطيهوج كديجور‪ ،‬ودستجة َ‬
‫وقوله‪ :‬في سكر طينه‪ .‬من أمثال المول َ ّد ِين‪ ،‬يقال‪ :‬سكران طينه‪ ،‬بمعنى‪ :‬لا يتماسك(‪(٢¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬أحسن المحاسن« )ص ‪ ،(٣٤٠‬والقصيدة في »ديوان كشاجم« تحقيق د‪ .‬النبوي شعلان )ص ‪.(٤٠١‬‬
‫)¬‪» (٢‬شفاء الغليل فيما في كلام العرب من ال َد ّخِيل« ـ ط‪ .‬الوهيية ‪ ١٢٨٢‬هـ ـ )ص ‪.(٤٧‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫‪ ١٤‬السمبوسة في »الهند« في القرن ‪ 8‬هـ‬

‫من قصائد السراج الو َرّاق )ت ‪ ٦٩٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪:-‬‬
‫ِف ‪ ...‬عجلت بديهة فكرة المتوالي‬ ‫ما أنصف َ‬
‫الصّ حنَين من ِ ّي واص ٌ‬
‫ن منهما ‪ ...‬أخوين كالقم َرين عند كمال‬
‫الصين أحس َ‬
‫لم يهد ملك ِّ‬
‫أرز تجاوره هريسة فستق ‪ ...‬كالخ ّدِ َ ّ‬
‫حف بعارِض سبال‬
‫ل‬ ‫ويروقني مع ذا وذا سنبوسج ‪ ...‬ح ُلو الضمير َ‬
‫مرق ّق الس ِّربا ِ‬
‫ل )¬‪(١‬‬ ‫ل الأنام ت ُحب ّه ‪ ...‬وله من الأقوام ش ٌ‬
‫خص قا ِ‬ ‫عجبا ًله ك ُ ّ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬ذكرها ابن فضل الل ّٰه العُم َري )ت ‪ ٧٤٩‬هـ( في »مسالك الأبصار في ممالك الأمصار« ـ ط‪ .‬أبو ظبي ـ )‪.(٢٢٣ /١٩‬‬
‫ن فضل الل ّٰه من ديوان السراج مقطوعات وقصائد‪ ،‬وأطول قصيدة اختارها قصيدة في رثاء حمار‪.‬‬
‫انتقى اب ُ‬
‫قال الذهبي في »تاريخ الإسلام« )‪) :(٨١٢ /١٥‬السراج الوراق‪ ،‬المصري الأديب المشهور‪ ،‬رفيق أبي الحسين الجزار‪.‬‬
‫مات بمصر في جمادى الأولى‪ ،‬اسمه عمر بن محمد بن حسن‪ ،‬وشعره سائر‪ ،‬عاش ثمانين سنة‪ ،‬مدح أكابر(‪.‬‬
‫وله ترجمة في‪» :‬فوات الوفيات« للـكتب )‪ ،(١٤٠ /٣‬وانظر‪» :‬الأعلام« للزركلي )‪.(٦٣ /٥‬‬

‫السمبوسة في »الهند« في القرن ‪ 8‬هـ‬ ‫‪١٤‬‬


‫السمبوسة في »الهند« في القرن ‪ ٨‬هـ‬
‫ذكر ابن بطوطة )ت ‪ ٧٧٩‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ (١¬) -‬في »رحلته« أثناء حديثه عن »الهند«‪) :‬ثم يجعلون شيئا ًيسمونه سموسك )¬‪،(٢‬‬
‫وهو لحم مهروس مطبوخ باللوز والجوز والفستق والبصل والأبازير‪ ،‬موضوع في جوف رقاقة م َقل َو ّة بال َ ّ‬
‫سمِن‪ ،‬يضعون أمام كل إنسان‬
‫خمس قطع من ذلك أو أربعا ً‪(٣¬) .( ..‬‬
‫وقال في موضع آخر‪) :‬ذكر عادتهم في إطعام الناس في الولائم‪.‬‬
‫وعادتُهم ببلاد الهند وببلاد ال َس ّرا َأن ّه إذا ف ُرغ من أكل الطعام في الوليمة جعل أمام ك ّ ِ‬
‫ل إنسان من الشرفاء والفقهاء والمشايخ والقضاة‬
‫مشوي‪ ،‬وأربعة أقراص معجونة بالسمن‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫ج سطح ُه من الخوض‪ ،‬وجعل عليه الرقاق ورأس غنم‬
‫شب ْه ُ الم ْهدِ‪ ،‬له أرب ُع قوائم‪ ،‬مَن ْسو ٌ‬
‫وعاء ٌ ِ‬

‫ممل َو ّة بالحلواء الصابونية‪ ،‬مغطاة بأربع قطع من الحلواء كأنها الآجر‪ ،‬وطبقا ً صغيرا ً مصنوعا ً من الجلد فيه الحلواء والسموسك‪ ،‬و يُغ َ ّ‬
‫طى‬
‫س غنم‪ ،‬ويُس ُمّونه الزل َ ّة‪ ،‬ومقدار النصف مما ذكرناه‪.‬‬
‫نصف رأ ِ‬
‫ُ‬ ‫ذلك الوعاء بثوب قطن جديد‪ ،‬وم َن كان دون م َن ذكرناه جُع ِل أمام َه‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬اسمه‪ :‬محمد بن عبد الل ّٰه بن محمد بن إبراهيم اللواتي‪ ،‬أبو عبد الل ّٰه الطنجي‪.‬‬
‫عل ّق محقق الرحلة‪ :‬عبدالهادي التازي المغربي بقوله‪ :‬من أصل فارسي‪ (Sanbusa) :‬وهي على شكل َ‬
‫مثل ّث‪ ،‬على نحو ما نُسمِّيه‬ ‫)¬‪َ (٢‬‬
‫في المغرب »البر يوات« جمع »بر يوة«‪ ،‬تصغير براءة‪ :‬الرسالة الصغيرة‪ ،‬أطلق عليها تشبيهاً؛ لأنها تُطو َى على وافي داخلها من لوز ونحوه(‪.‬‬
‫)¬‪» (٣‬رحلة ابن بطوطة« )‪ .(٩١ /٣‬المسماة بِـ »تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار« تحقيق‪ :‬عبدالهادي التازي ـ‬
‫ط‪ .‬أكاديمية المملـكة المغربية ـ في خمس مجلدات‪.‬‬
‫ل أحدٍ ما جُعل أمامه‪.‬‬
‫ومن كان دون هؤلاء أيضا ً جُعل أمامه مثل الربع من ذلك‪ ،‬ويرفع رجال ك ّ ِ‬
‫وأول ما رأيتهم يصنعون هذا بمدينة السرا‪ ،‬حضرة السلطان أوزبك‪ ،‬فامتنعتُ أن يرفع رجالي ذلك إ ْذ لم يكن لي به عهد!‬
‫وكذلك يبعثون أيضا ًلدار كبراء الناس من طعام الولائم(‪(١¬) .‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫‪ ١٥‬السمبوسة في »الأندلس«‬

‫استفدتُ الوقوف على هذين النصين في »رحلة ابن بطوطة« من د‪ .‬عبدالعزيز بن حميد الحميد ـ الأستاذ في كلية اللغة العربية في جامعة‬
‫الإمام محمد بن سعود في الر ياض ـ في كتابه النافع المفيد‪» :‬ابن بطوطة وجهوده اللغو ية والجغرافية ـ ألفاظ الأطعمة والأشربة أنموذجا ً‬
‫ـ«‪(٢¬) .‬‬
‫ن د‪ .‬عادل خلَف ذكر أ َ ّ‬
‫ن‬ ‫المعر ّبة‪ ،‬ومن التجيبي‪ ،‬والمحب ِ ّي‪ ،‬ودوزي‪ ،‬والتو بخي‪ .‬وأفاد َ أ َ ّ‬
‫َ‬ ‫وقد نقل د‪ .‬الحميد من‪ :‬الألفاظ الفارسية‬
‫السموسك هندية فارسية‪(٣¬) .‬‬
‫وذكر د‪ .‬الحميد في )ص ‪ (٤٠‬في جدول إحصائي بالأطعمة المذكورة في »رحلة ابن بطوطة«‪ ،‬فذكر أن »السموسك« طعام‪ ،‬البلد‪:‬‬
‫الهند‪ ،‬اللغة‪ :‬الهندية أو الفارسية‪.‬‬
‫ن ذِكر َ ابن بطوطة )ت ‪ ٧٧٩‬هـ( لهذه الأكلة في »الهند« لايدل على أنها هندية‪ ،‬فقد ذُكرت قبل ابن بطوطة بعدة قرون‪،‬‬ ‫وأقول‪ :‬إ َ ّ‬
‫وظاهر الاسم المختوم بالكاف ‪» ...‬سنبوسك« يدل على أن اللفظة فارسية‪ ،‬ولعل نطق الهنود لها بتحر يف وتخفيف‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬رحلة ابن بطوطة« )‪ ٢٤٤ /٣‬ـ ‪.(٢٤٥‬‬
‫)¬‪) (٢‬ص ‪ .(٥٦‬والكتاب حاز على جائزة ابن بطوطة للدراسات ‪ ٢٠٠٨‬ـ ‪ ٢٠٠٩‬م‪.‬‬
‫)¬‪» (٣‬معجم ألفاظ ابن بطوطة« د‪ .‬عادل خلف )ص ‪.(٧١‬‬

‫السمبوسة في »الأندلس«‬ ‫‪١٥‬‬

‫ُ‬
‫»سم ّوسك« وربما هي بتشديد الميم ـ والل ّٰه أعلم ـ‪.‬‬
‫السمبوسة في »الأندلس«‬
‫قال أحمد بن محمد المقري التلمساني )ت ‪ ١٠٤١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في الباب السادس‪ :‬الوافدون على الأندلس من أهل المشرق‪ ،‬في‬
‫ترجمة‪ :‬رئيس المغنين‪ :‬أبي الحسن علي بن نافع‪ ،‬المل َ ّقب بِـ »زر ياب« مولى المهدي العباسي )ت ‪ ٢٣٨‬هـ(‪:‬‬
‫) ‪ ...‬ومما اخترعوه من الطبيخ اللون المس َمّى عندهم بالتفايا )¬‪ ،(١‬وهو مصطنع بماء الـكزبرة الرطبة محلى بالسنبوسق والكباب‪ ،‬و يليه‬
‫عندهم لون التقلية المنسوبة إلى زر ياب(‪(٢¬) .‬‬
‫عُل ِم َ من هذا أن »السنبوسق« في الأندلس وردت عليهم من المشرق‪.‬‬
‫وسبق ذكر ُ قول ابن رزين التجيبي الأندلسي )ت القرن ‪ ٧‬هـ(‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬قال إحسان عباس في تحقيقه ل »نفح الطيب«‪) :‬التفايا‪ :‬عددها صاحب »كتاب الطبيخ« من بسائط الأطعمة‪ ،‬وهي أنواع‬
‫منها‪:‬‬
‫التفايا البيضاء‪ :‬وتُح َض ّر من لحم الضأن الفتي السمين في قطع صغار‪ ،‬و يُضاف إليها ملح وفلفل وكزبرة يابسة ويسير من ماء بصلة مدقوقة‪،‬‬
‫ومغرفة من الزيت العذب‪ ،‬وماء‪ ،‬وتجعل على نار لينة وتحرك‪ ،‬و يجعل فيها بندق ولوز مقشر مقسوم‪ ،‬فإذا أردتها خضراء أضفتَ إليها‬
‫ماء الـكزبرة الرطبة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬تفايا مبيضة‪ ،‬وأخرى‪ :‬مقلية‪ ،‬وأنواعٌ منها مشرقية‪» .‬كتاب الطبيخ ‪.(«١١٩ - ١١٨ ،٨٨ - ٨٥‬‬
‫)¬‪» (٢‬نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب« تحقيق‪ :‬إحسان عباس )‪ ١٢٧ /٣‬ـ ‪ (١٢٨‬في الباب السادس‪ :‬الوافدون على‬
‫الأندلس من أهل المشرق‪.‬‬
‫وانظر‪» :‬ألفاظ المأكل والمشرب في العربية الأندلسية ـ دراسة في نفح الطيب للمقري« د‪ .‬رجب بن عبدالجواد إبراهيم )ص ‪ ٤٠‬ـ‬
‫‪.(٤١‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪ ١٧‬السمبوسة في كتب الفقه‬

‫لقبت السمبوسة ب »جامع سفيان الثوري«‬ ‫‪١٦‬‬

‫ب »جامع سفيان الثوري« في الحديث والأثر والفقه‬


‫ل ُ ّق ِب َت السمبوسة ِ‬
‫]صورة[‬
‫الإمام سفيان بن سعيد الثوري الـكوفي )‪ ٩٧‬هـ ـ ‪ ١٦١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬إمام في العلم والعمل والزهد والورع‪َ ،‬أل ّف كتابا ًجامعا ً سُم ِّي‬
‫»جامع سفيان الثوري الـكبير« في الفقه والحديث‪ ،‬وهو من أوائل ما صُن ِّف في الحديث مرتبا ًعلى الأبواب‪.‬‬
‫ذكر أبو داوود في رسالته إلى أهل مكة بأن جامع سفيان من أحسن ما وضع الناس من الجوامع‪.‬‬
‫بلغ الجامع شهرة لم تبلغه كثير من المصنفات‪.‬‬
‫وللإمام سفيان ثلاثة جوامع‪ :‬الـكبير ـ وهو الذي يُضرب به المثل ـ‪.‬‬
‫والجامع الوسط‪ ،‬والصغير‪.‬‬
‫انظر‪» :‬جامع سفيان الثوري ـ منزلته‪ ،‬معالمه‪ ،‬رواياته« لر ياض بن حسين عبداللطيف البغدادي )غلاف ‪ ٨٢‬صفحة( ط‪ .‬الدار الأثر ية‬
‫في َ‬
‫عم ّان‪ ،‬ط‪ .‬الأولى ‪ ١٤٣١‬هـ‬
‫ل َ ّقبَ الطفيليون )¬‪» (١‬السمبوسة« ب »جامع سفيان«‪ ،‬كما لقبوا كثيرا ً من الأطعمة‪:‬‬
‫أصل المث َل‪:‬‬
‫قال الثعالبي )ت ‪ ٤٢٩‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬جامع سفيان‪ ،‬يُضرب المثل بجامع سفيان الثوري في »الفقه« للشي الجامع ك َ ّ‬
‫ل شئ‪ ،‬كما‬
‫يُضرب المثل بسفينة نوح‪.‬‬
‫وعهدي بأبي بكر الخوارزمي إذا رأى رجلا ًجامعا ًأو كتاباً‪ ،‬قال‪ :‬ما هو َ إلا سفينة نوح‪ ،‬وجامع سفيان‪ ،‬ومخلط خراسان‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬الط ُفيلي‪ :‬الذي يدخل وليمة ً لم يُدعَ إليها‪ ،‬وقد تط َ ّفل‪ .‬قال الأصمعي‪ :‬الطفيلي‪ :‬الداخل على القوم من غير أن يدعي‪ ,‬مأخوذ من‬
‫الطفل‪ ,‬وهو إقبال الليل على النهار بظلمته‪ .‬وأرادوا أن أمره يظلم على القوم‪ ,‬فلا يدرون من دعاه‪ ,‬ولا كيف دخل إليهم‪.‬‬
‫قال يعقوب‪ :‬هو منسوب إلى طفيل‪ :‬رجل من أهل الـكوفة من بني عبد الل ّٰه بن غطفان‪ ،‬وكان يأتي الولائم من غير أن يدعى إليها‪،‬‬
‫فكان يقال له‪ ،‬طفيل الأعراس‪ ،‬وطفيل العرائس‪ .‬وكان يقول‪» :‬وددت أن الـكوفة بركة مصهرجة فلا يخفى عل َيّ منها شئ«‪.‬‬
‫والعرب تسمِّى الطفيلي‪ :‬الوارش‪ .‬وله أسماء أخر‪ ،‬حكى ابن بري عن ابن خالو يه‪ :‬الطفيلي‪ ،‬والوارش‪ ،‬والواغل‪ ،‬والارشم‪ ،‬والزلال‪،‬‬
‫والقسقاس‪ ،‬والدامر‪ ،‬والدامق‪ ،‬والزامج‪ ،‬واللعمظ‪ ،‬واللعموظ‪ ،‬والمكزم‪.‬‬
‫انظر‪» :‬الصحاح« للجوهري )‪» ،(١٧٥٢ /٥‬تاج العروس« )‪ ،(٣٧٥ /٢٩‬وقد جمع العلامة‪ :‬محمد المكي حسين أسماء َ الطفيلي في كتابه‬
‫»أسماء لغو ية« )ص ‪ ٢٢٨‬ـ ‪.(٢٣٤‬‬
‫وللخطيب البغدادي )ت ‪ ٤٦٣‬هـ( كتاب مطبوع‪ ،‬وعنوانه »التطفيل وحكايات الطفيليين‪ ،‬وأخبارهم‪ ،‬ونوادر كلامهم‪ ،‬وأشعارهم«‬
‫ـ تحقيق د‪ .‬عبدالله عسيلان ـ )غلاف ‪ ٢٤٠‬صفحة(‪.‬‬

‫السمبوسة في كتب الفقه‬ ‫‪١٧‬‬


‫الحنابلة‬ ‫‪١٧.١‬‬
‫وقال أبو عبدالله بن الحجاج‪:‬‬
‫بالل ّٰه قولوا لي ولا تغضبوا ‪ ...‬لستُ من الحق بغضبان‪.‬‬
‫لٌ وخمول معا ً‪ ...‬أحسنتَ يا جام َع سفيان‪(١¬) .‬‬
‫فقر ٌ وذ ّ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫‪ ١٧‬السمبوسة في كتب الفقه‬

‫وانظر في تلقيب »السمبوسة« ب »جامع سفيان« )¬‪(٢‬‬


‫السمبوسة في كتب الفقه‬
‫ذكرها الحنابلة في باب الربا‪ ،‬والشافعية في‪ :‬البيع‪ ،‬وفي الأيمان‪ ،‬والحنفية في باب الأيمان‪.‬‬
‫الحنابلة‪:‬‬
‫الموف ّق ابن قدامة المقدسي )ت ‪ ٦٢٠‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في باب الربا والصرف‪:‬‬ ‫قال َ‬
‫)في بيع الحنطة وفروعها‪ ،‬وفروعها نوعان‪ :‬أحدهما‪ :‬ماليس فيه غيره كالدقيق والسو يق‪ ،‬والثاني‪ :‬مافيه غيره كالخـبز والهريسة والفالوذج‬
‫َ‬
‫والن ّشاء‪ ،‬وأشباهها‪ ،‬ولايجوز بيع الحنطة بشئ من فروعها‪ ،‬وهي ثلاثة أقسام ‪...‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬ثمار القلوب في المضاف والمنسوب« للثعالبي )‪ (٢٩١ /١‬رقم )‪ ،(٢٤٤‬وانظر فيه أيضاً‪ (٩٩ /١) :‬رقم )‪ ،(٤٣‬و )‪/١‬‬
‫‪.(٣٢٤‬‬
‫ق المح ِب ُيّ )ت ‪ ١١١١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في كتابه »ما يُع َو ّل عليه في المضاف والمضاف إليه« ‪ (٦٥٠ /٢) ...‬رقم‬
‫ونقل ما سب َ‬
‫)‪.(٣٥٢١‬‬
‫)¬‪» (٢‬نثر الدر« للآبي )ت ‪ ٤٢١‬هـ( )‪» ،(١٨٧ /٢‬التذكرة الحمدونية« لابن حمدون )ت ‪ ٥٦٢‬هـ( )‪» ،(١٣٢ /٩‬جامع سفيان‬
‫الثوري ـ منزلته‪ ،‬معالمه‪ ،‬رواياته ـ« لر ياض بن حسين عبداللطيف البغدادي ‪) ...‬ص ‪ ٣١‬ـ ‪.(٣٤‬‬
‫ثم تحدث عن مسألة بيع بعض فروعها ببعض‪. . .‬‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫فصل‪ :‬فأما مافيه غيره‪ ،‬كالخـبز‪ ،‬وغيره‪ ،‬فهو نوعان‪ :‬أحدهما‪ :‬أن يكون مافيه من غيره غير مقصود في نفسه‪ ،‬إنما جُع ِل فيه لمصلحته‪،‬‬
‫والن ّشَاء‪ ،‬فيجوز بيع كل واحد منهما بنوعه‪ ،‬إذا تساو يا في النشافة والرطوبة‪ ،‬و يعتبر التساوي في الوزن‪ ،‬لأنه يق َ ّدر به في العادة‪،‬‬
‫كالخـبز َ‬
‫ولا يمكن كيله‪. . . . .‬‬
‫ب باليابس؛ لانفرادِ أحدهما بالنقص في ثاني الحال‪ ،‬فأشبه َ ُ‬
‫الر ّطَبَ بالتمر‪.‬‬ ‫إلى أن قال‪ :‬ولا يجوز بيع َ‬
‫الر ّطْ ِ‬
‫ُ‬
‫التحر ّز ُ منه‪ ،‬أشب َه َ بي َع‬ ‫ن‬
‫ك ُ‬
‫ل رطوبتهما إذا لم يَكْثُرْ؛ لأن ذلك يسير‪ ،‬ولا يم ِ‬
‫ولا يمنع ز يادة ُ أخذِ النار من أحدهما أكثر من الآخر حا َ‬
‫شيْر َج‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالملح في ال َ ّ‬ ‫الحدِيثة بالعتيقة‪ .‬ولا يلزم ما فيه من الملح والماء؛ لأن ذلك ليس بمقصودٍ فيه‪ ،‬ويراد لمصلحته‪ ،‬فهو‬
‫ن ك َيْلُه ُ‪ ،‬فر ُ َدّ إلى أصلِه‪.‬‬ ‫وإ ْن يَب َِس الخـُب ْز ُ‪ ،‬فَد َ ُّق‪ ،‬وجُع ِ َ‬
‫ل فَت ِيتَاً‪ ،‬بيِ َع بمثله ك َيلاً؛ لأنه أمك َ‬
‫وقال ابن عقيل‪ :‬فيه وجْه ٌ آخر‪ ،‬أنه يباع بالوزن؛ َ‬
‫لأن ّه انتقل إليه‪.‬‬
‫شك َن َ ِ‬
‫انجْ‪ ،‬والسنبوسك‪ ،‬ونحوه‪ ،‬فلا يجوز‬ ‫النوع الثاني‪ ،‬ما فيه غير ُه مما هو مقصود‪ ،‬كالهريسة‪ ،‬والخَزِ ي ْرَة ِ‪ ،‬والفالوذج‪ ،‬وخُبْز ِ الأب َازير‪ ،‬والخ ُ ْ‬
‫ل واحد منهما يشتمل على ما ليس من جنسه‪ ،‬وهو مقصود‪ ،‬كاللحم في الهريسة‪،‬‬ ‫ن ك َّ‬ ‫ٍ‬
‫بنوع آخر؛ لأ َ ّ‬ ‫بيع بعضه ببعض‪ ،‬ولا بي ُع ٍ‬
‫نوع‬
‫والعسل في الفالوذج والماء‪ ،‬والدهن في الخزيرة‪ .‬و يكثر التفاوت في ذلك‪ ،‬فلا يتحقق التماثل فيه‪.‬‬
‫وإذا لم يمكن التماثل في النوع الواحد‪ ،‬ففي النوعين أولى(‪(١¬) .‬‬
‫جاء في »الإقناع« للحجاوي )ت ‪ ٩٦٨‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬مع شرحه »كشاف الق ِناع عن الإقناع« للبهوتي )ت ‪ ١٠٥١‬هـ( ‪ -‬رحمه‬
‫َب( كبُرٍّ )بسو يقه( لأن النار قد أخذت من السو يق‪ ،‬فهو كبيع الحنطة‬ ‫الل ّٰه ‪ -‬في أبواب الربا والصرف‪)]] :‬ولا( يصح بيع )دقيق ح ِّ‬
‫المقلية بالنيئة‪.‬‬
‫)ولا( يصح بيع )خبز‪ ،‬وز َلابية‪ ،‬وهَرِيسة‪ ،‬وفالوذج‪ ،‬ونشأ‪ ،‬ونحوها( كسنبوسك‪ ،‬وح َريرة )بحَبِّه ِ( لأن فيها ماءً‪ ،‬فلا يت َأتى العلم بالمماثلة‬
‫‪[ .....‬‬
‫وقال‪)] :‬فإن كان فيه( أي في المطبوخ )من غيره من فروع الحنطة مما هو مقصود كالهريسة والحريرة والفالوذج وخبز الأبازير فلا‬
‫شك َنَان ِك‪ ،‬والسنبوسك‪ ،‬ونحوه( كالـكعك‪) ،‬فلا‬
‫يجوز( أي الخـبز المضاف إليه الأبازير المقصودة لا اليسيرة التي لا تُقصد كما تقدم )والخ ُ ْ‬
‫يجوز بيع بعضه ببعض( كبيع هريسة بهريسة؛ لأنه من مسألة م ُ ّدِ عجوة ودرهم‪ ،‬وتأتي‪.‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫‪ ١٧‬السمبوسة في كتب الفقه‬

‫شك َنانكة لما تقدم[‪(٢¬) .‬‬


‫)ولا( يصح أيضا ً)بيع نوع منه بنوع آخر( كبيع خبز به َريسة‪ ،‬أو هريسة بحريرة‪ ،‬أو سنبوسكة بخ ُ ْ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬المغني« )‪ ٨١ /٦‬ـ ‪ ،(٨٤‬وانظر‪» :‬الشرح الـكبير على المقنع« )‪.(٥٦ /١٢‬‬
‫)¬‪» (٢‬كشاف الق ِناع عن الإقناع« للبهوتي ـ ط‪ .‬وزارة العدل ـ )‪ ١٦ /٨‬و ‪ .(٢٠‬وانظر‪» :‬الروض المربع بحاشية ابن قاسم« )‪/٤‬‬
‫‪.(٥٠٥‬‬

‫‪ ١٧.٢‬الشافعية‬
‫الشافعية‪:‬‬
‫في متن »تحفة المحتاج« لابن حجر الهيتمي )ت ‪ ٩٧٤‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬والخـبز يتناول كل خبز كحنطة وشعير وأرز وباقلا( بتشديد‬
‫اللام مع القصر على الأشهر )وذ ُرة( بمعجمة وهاؤها عوض عن واو أو ياء )وحمص( بكسر ففتح أو كسر وسائر المتخذ من الحبوب‬
‫قال الشرواني )ت ‪ ١٣٠١‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬في حاشيته‪) :‬قول المتن يتناول كل خبز( أي‪ :‬وإن لم يقتت اختيارا فيما يظهر اهـ‪ .‬ع‪.‬‬
‫ش‪ .‬ويتناول الكنافة والسنبوسك المخبوز والبقلاوة؛ لأنها تخـبز أولا م ر بخلاف ما إذا قليت أولا فالضابط أن الخـبز يتناول كل ما‬
‫خبز‬
‫وإن قلي وحدث له اسم يخصه دون ما قلي أولا فلا يتناول المقلي كالزلابية والقطائف سلطان وقليوبي اهـ‪ .‬بجـيرمي‪ ،‬عبارة الرشيدي‪:‬‬
‫وكذا الكنافة والقطائف المعروفة خبزا وأما السنبوسك فإن خبز فهو خبز‪ ،‬وإن قلي فلا‪ ،‬وإن كان رقاقه مخبوزا؛ لأنه جدد له اسم آخر‬
‫وكذا الرغيف الأسيوطي؛ لأنه مقلي وإن كان رقاقه مخبوزا أو لا؛ لأنه لا يسمى رغيفا من غير تقييد م ر اهـ‪ .‬سم على حج ومنه يؤخذ‬
‫أن ما استمر على اسمه عند الخـبز يحنث به‪ ،‬وإن تجدد له اسم غير الموجود عند الخـبز لا يحنث به كالسنبوسك المخبوز رقاقه كان عند‬
‫الخـبز يسمى رقاقا فلما قلي صار يسمى سنبوسكا‪ ،‬بخلاف السنبوسك المخبوز على هيئته كذا فهمته من تعاليلهم وأمثلتهم فليراجع اهـ‪.‬‬
‫ابن قاسم العبادي )ت ‪ ٩٩٢‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬قوله والخـبر يتناول كل خبز إلخ( ينبغي أن السنبوسك خبز إن كان مخبوزا إلا إذا‬
‫كان مقليا م ر‪.‬‬
‫ابن قاسم العبادي‪) :‬قوله ـ أي الهيتمي ـ‪ :‬والبقسماط والرقاق خبز(‪ ،‬وكذا الكنافة والقطائف المعروفة وأما السنبوسك‪ ،‬فإن خبز فهو‬
‫خبز‪ ،‬وإن قلي فلا‪ ،‬وإن كان رقاقه مخبوزا؛ لأنه حدث له اسم آخر‪ ،‬وكذا الرغيف الأسيوطي؛ لأنه مقلي‪ ،‬وإن كان رقاقه مخبوزا أو‬
‫لا؛ لأنه لا يسمى رغيفا من غير(‪(١¬) .‬‬
‫ما سبق في أبواب البيع‪ ،‬وجاء ذكر ُها في باب الأيمان!‬
‫ففي حاشية المغربي الرشيدي )ت ‪ ١٠٩٦‬هـ( على »نهاية المحتاج« للرملي ‪) ...‬ت ‪ ١٠٠٤‬هـ(‬
‫ن ا ْلخـُبْز َ ل َا يَتَنَاوَلُه ُأَ خْذًا م َِم ّا م َ َّر‬
‫َن أَ َ ّ‬
‫ك عَلَى ظ ّ ِ‬
‫شي ْئًا م ِنْ ذَل ِ َ‬
‫ل َ‬
‫ْث إذ َا أَ ك َ َ‬ ‫قال الرشيدي‪ :‬قَو ْلُهُ‪) :‬و َِإ ْن ل َ ْم يُعْه َ ْد ببَِلَدِه ِ( بَح َثَ اب ْ ُ‬
‫ن قَاس ِ ٍم عَدَم َ الْحِن ِ‬

‫ك ف َِإ ْن خ ُبِز َ فَه ُو َ خُبْز ٌ و َِإ ْن قلُِي َ فَلَا‪،‬‬


‫س ُ‬
‫سن ْب ُو َ‬ ‫َاط و ُ‬
‫َالر ّقَاقَ ( وَكَذ َا الْك ُنَاف َة ُ و َالْقَطَائ ُِف ال ْمَعْر ُوف َة ُ‪ ،‬و َأَ َمّا ال َ ّ‬ ‫ل م َا ذَك َر َ ال ْب ُ ْقسُم َ‬
‫ق )قَو ْلُه ُ وَشَم َ َ‬ ‫فِي ال َ ّ‬
‫طلَا ِ‬

‫مخ ْب ُوز ًا أَ َ ّول ًا ل ِأَ َن ّه ُ ل َا يُس َ َمّى رَغِيف ًا بِغَيْر ِ‬ ‫ِيف الْأَ سْ ي ُوطِ ُ ّ‬
‫ي ل ِأَ َن ّه ُ يُقْلَى و َِإ ْن ك َانَ ر ُقَاق ُه ُ َ‬ ‫جد َ لَه ُاسْمٌ آخَر ُ‪ ،‬وَكَذ َا َ‬
‫الر ّغ ُ‬ ‫مخ ْب ُوز ًا ل ِأَ َن ّه ُ و ُ ِ‬
‫و َِإ ْن ك َانَ ر ُقَاق ُه ُ َ‬

‫يح ْن َثُ بِه ِ و َِإ ْن تَج َ ّدد َ لَه ُ اسْمٌ غَي ْر ُ ال ْمَوْجُودِ عِنْد َ ا ْلخـَبْز ِ‬
‫ن م َا اسْ تَم ََر ّ عَلَى اسْمِه ِ عِنْد َ ا ْلخـَبْز ِ َ‬ ‫شار ِ‬
‫ِح‪ ،‬وَمِن ْه ُ يُؤْخَذ ُ أَ َ ّ‬ ‫ن قَاس ِ ٍم ع َنْ ال َ ّ‬
‫تَقْي ِيدٍ‪ ،‬كَذ َا نَق َلَه ُ اب ْ ُ‬
‫اف ال َ ّ‬
‫سن ْب ُوسَكِ ال ْم َخْ ب ُوزِ عَلَى‬ ‫سك ًا‪ ،‬بِ خ ِل َ ِ‬ ‫سن ْب ُوسَكِ ال ْم َخْ ب ُوزِ ر ُقَاقُه ُ ك َانَ عِنْد َ ا ْلخـَبْز ِ يُس َ َمّى ر ُقَاقًا فَلَم ّا قلُِي َ صَار َ يُس َ َمّى َ‬
‫سن ْب ُو َ‬ ‫يح ْن َثُ بِه ِ‪ ،‬ك َال َ ّ‬
‫ل َا َ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي« )‪ ٣٨ /١٠‬ـ ‪.(٣٩‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫السمبوسة في كتب الحسبة‬ ‫‪١٨‬‬

‫‪ ١٧.٣‬الحنفية‬
‫السمبوسة في كتب الحسبة‬ ‫‪١٨‬‬
‫س َ ّفه ُ الْآتِي‬
‫س حَن ِثَ بِه ِ( اُنْظُر ْ الْفَر ْقَ بَي ْن َه ُ و َبَيْنَ م َا لَو ْ د َ َّق ا ْلخـُبْز َ و َ َ‬
‫هَي ْئَتِه ِ كَذ َا فَهِمْته م ِنْ تَع َالِيلِه ِ ْم و َأَ مْثِلَتِه ِ ْم فَل ْيُر َاجَعْ )قَو ْلُهُ‪ :‬نَع َ ْم إ ْن خ ُبِز َ ث َُم ّ ب ُ َ ّ‬
‫ع َنْ اب ْ ِن الر ِّفْعَة ِ(‪(١¬) .‬‬
‫الحنفية‪:‬‬
‫ذُكرت في باب الأيمان‬
‫قال ابن عابدين الدمشقي الحنفي )ت ‪ ١٢٥٢‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪»]] :-‬قوله ومنه« أي‪ :‬من الخـبز الرقاق‪ ،‬وينبغي أن ي َ ّ‬
‫ُخص ذلك بالر ِّقاق‬
‫البيساني بمصر‪ ،‬أما الرقاق الذي يُحشى بالسكر واللوز فلا يدخل تحت اسم الخـبز في عرفنا كما لا يخفى‪ .‬بحر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وذلك كالذي يعمل منه البقلاوة والسنبوسك‪ .‬وينبغي أيضا ًأن لا يحنث بالـكعك والبقسماط؛ لأنه لا يُس َمّى خبزا ً في الع ُرف‬
‫»قوله لا الفطائر« الذي في الفتح والبحر‪ :‬القطائف وأما الفطائر فالظاهر أنها كذلك‪ ،‬فهي اسم عندنا لما يُعجن بال َ ّ‬
‫سمن و يخـبز أقراصا ً‬
‫يخـْب َز ويُس َمّى بغاجه فلا يحنث به‪ ،‬وكذا الزلابية[[‪(٢¬) .‬‬
‫كالخـبز‪ ،‬ولا يُس َمّى خبزا ً في العرف‪ ،‬وكذا ما يُوضع في الصواني و ُ‬
‫السمبوسة في كتب الحسْب َة‬
‫الاحتساب على صانعي السنبوسة‪:‬‬
‫كان الاحتساب في الزمن السابق على كل شئ‪ ،‬وأما الآن في التنظيمات الجديدة في عدد من الدول فالاحتساب على المطاعم والمتاجر‬
‫م ِن عمل »وزارة التجارة«‪،‬‬
‫و¬_________‬
‫)¬‪» (١‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج مع حاشية المغربي الرشيدي« )‪.(٢٠٠ /٨‬‬
‫)¬‪» (٢‬حاشية ابن عابدين« )‪.(٧٧٦ /٣‬‬
‫»البلديات«‪ ،‬ونحوهما‪.‬‬
‫ذكر عبدالرحمن بن نصر الشيزري الشافعي )ت ‪ ٥٩٠‬هـ تقريباً( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬وصفا ًمطولا ًفي الاحتساب على أصحاب المطاعم‪ ،‬وذكر‬
‫أنواعا ً من الغش التجاري‪ ،‬ومنها‪ ... ) :‬منهم من يحشو السنبوسك بلحوم السمك المشو ية‪ ،‬والتوابل‪ ،‬ومنهم من يغشها بالباقلا المنبت‬
‫المقشور‪ ،‬وبياض البصل‪.‬‬
‫و يعرف جميع ذلك بأن يشق ]المحتسب[ النقانق قبل قليها‪ ،‬فيظهر ما فيها للعين‪ .‬وإذا وضعت في المقلاة فلا تكاد تعرف؛ لأنهم ينخسونها‬
‫بالسفود إذا قاربت النضج‪ ،‬فيسيل ما فيها من الغش‪ ،‬وتنضجه النار‪ ،‬فلا يعرف‪ ،‬و يكون دهنها الذي تقلى به طيب الطعم‪ ،‬والرائحة‬
‫غير عتيق‪ ،‬ولا متغير‪ ،‬ثم ينثرون عليها بعد قليها الأبازير الطيبة‪ ،‬والتوابل المسحوقة الصالحة لها‪ ،‬والل ّٰه أعلم(‪(١¬) .‬‬
‫ومثله ابن بسام المحتسب )ت منتصف القرن ‪ ٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬فقد ذكر في الباب الحادي عشر‪ :‬في الطباخين وغشهم‬
‫قال ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬وكذلك غش السنبوسك يبېن قبل قَل ْيه وبعد قَليه‪ ،‬فإنه يُغش بالباقلاء المقشر المنبت‪ ،‬وبيان البصل‪ ،‬فإذا فتحت َه‬
‫رأيت َه عادما ًاللحم‪ ،‬وهو ما ذكرناه‪ ،‬فاعلم أنه مغشوش‪ ،‬وقد يعمل فيه من لحوم الأسماك المشو ية والتوابل(‪(٢¬) .‬‬
‫ج النساء‪ ،‬واختلاطهن بالرجال‪ ،‬ورفع الأصوات الغنائية فضلا ًعن الرقص‬
‫يُستكثر في زمننا في عدد من بلدان المسلمين إنكار الناس تبر َ‬
‫والتمايل‪ ،‬وغيرها‪،‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬نهاية الرتبة الظر يفة في طلب الحسبة الشر يفة« )ص ‪ ٣٨‬ـ ‪.(٣٩‬‬
‫)¬‪» (٢‬نهاية الرتبة في طلب الحسبة« ـ تحقيق الفيفي ـ )ص ‪.(١٤٥‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫من أخبار السمبوسة‬ ‫‪٢٠‬‬

‫ممن ذكر السمبوسة‬ ‫‪١٩‬‬


‫وقد كان الاحتساب في القرون السالفة شاملا ًشؤون الناس كلها‪ ،‬وانظر مثلا ًالاحتساب على المتاجر والمطاعم في المصادر التالية في‬
‫الحاشية )¬‪(١‬‬
‫م َِم ّن ذكر السمبوسة‬
‫‪ .١‬علي بن الحسين بن محمد‪ ،‬أبو الفرج الأصبهاني )ت ‪ ٣٥٦‬هـ(‪ .‬ذكر أنها ق ُ ّدِمت للخليفة المتوكل ـ بُو يع له بالخلافة )‪ ٢٣٢‬هـ(‪ ،‬وتوفي‬
‫سنة )‪ ٢٤٧‬هـ( ـ‪ :‬فجيء بخروف وسنبوسج‪ ،‬وأشياء قريبة المأخذ من طعام مثله‪(٢¬) .‬‬
‫‪ .٢‬ذكرها أبو بكر الرازي )ت ‪ ٣١٣‬هـ(‪» .‬سنبوسك« نقلا ًمن جالينوس‪(٣¬) .‬‬
‫‪ .٣‬في ترجمة أبي بكر بن مجاهد المقرئ )ت ‪ ٣٢٤‬هـ( ل َ ّفات‪ ،‬وسنبوسج‪(٤¬) .‬‬
‫ن الأمير‪ :‬علي بن كامة و ُضع له سم في »سنبوسق«‪ ،‬ومات )‪ ٣٧٤ /١١ /٦‬هـ(‪(٥¬) .‬‬‫‪ .٤‬ذُكر أ َ ّ‬
‫‪ .٥‬المحسن بن علي التنوخي البصري )ت ‪ ٣٨٤‬هـ(‪ :‬سنبوسج‪(٦¬) .‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬رسالة في القضاء والحسبة« لابن عبدون التجيبي )ت ‪ ٥٢٧‬هـ( )ص ‪ ٩٩‬وما بعدها(‪» ،‬تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ‬
‫الشعائر وتغيير المناكر« لمحمد بن أحمد العقباني التلمساني )ت ‪ ٨٧١‬هـ( ‪) ...‬ص ‪ ٢٧٤‬وما بعدها(‪» ،‬نصاب الاحتساب« لعمر‬
‫السنامي )ت ق ‪ ٧‬هـ( )ص ‪.(٢٣٠‬‬
‫)¬‪» (٢‬الديارات« لأبي الفرج الأصبهاني )ص( في حديثه عن »دير صليبا«‪.‬‬
‫)¬‪» (٣‬الحاوي في الطب« للرازي )‪.(٣٧٦ /٧‬‬
‫)¬‪ (٤‬كما في ترجمته في »تاريخ بغداد« للخطيب )‪.(٣٥٣ /٦‬‬
‫)¬‪» (٥‬تاريخ بيهق« لأبي الحسن علي بن زيد البيهقي )ت ‪ ٥٦٥‬هـ( ـ ط‪ .‬دار اقرأ ـ )ص ‪.(٢٦٠‬‬
‫)¬‪» (٦‬الفرج بعد الشدة« للتنوخي )‪.(٤٢٧ /٤‬‬

‫من أخبار السمبوسة‬ ‫‪٢٠‬‬


‫السنبوسة من طعام الملوك‬ ‫‪٢٠.١‬‬
‫‪ .٦‬في ترجمة صدقة بن الحسن بن الحسين بن بختيار الحداد )ت ‪ ٥٦٣‬هـ(‪ .‬سنبوسج )¬‪(١‬‬
‫‪ .٧‬محمد بن محرز الوهراني المغربي )ت ‪ ٥٧٥‬هـ(‪ .‬السنبوسك المورد‪ ،‬والدجاج المسمن )¬‪(٢‬‬
‫‪ .٨‬محمد أمين بن فضل الل ّٰه المحب ِ ّي الحموي الأصل‪ ،‬الدمشقي )ت ‪ ١١١١‬هـ(‪ .‬سنبوسكة‪(٣¬) .‬‬
‫من أخبار السمبوسة‬
‫السنبوسة من طعام الملوك‬
‫فقال أبو الحسن القفطي )ت ‪ ٦٤٦‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ .... ) :-‬حضرت اليوم في مجلس الملك الرحيم أتابك طغرل الظاهري وحضرت‬
‫المائدة وفيها طعام الملوك‪ :‬شواء‪ ،‬وشرائح وسنبوسج وحلاوات وغيرها كما جرت العادة‪ ،‬فتأملته فنفرت نفسي منه ولم تقبله‪ ،‬مع كوني‬
‫قد قارب ال ُ ّ‬
‫ظهر َ ولم أتغ َ ّد‪(٤¬) .‬‬
‫وفي حديث ابن بطوطة ـ كما سيأتي ـ ما يدل على أنها من طعام كبار القوم في ‪» ...‬الهند«‪.‬‬
‫¬_________‬
‫)¬‪ (١‬كما في ترجمته في »معجم الأدباء« لياقوت الحموي )‪.(١٤٤٨ /٤‬‬
‫)¬‪ (٢‬كما في ترجمته في »تاريخ الإسلام« للذهبي )‪.(٥٦٢ /١٢‬‬
‫)¬‪» (٣‬خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر« )‪.(٢٢٩ /٣‬‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫من أخبار السمبوسة‬ ‫‪٢٠‬‬

‫)¬‪» (٤‬معجم الأدباء« لياقوت الحموي )‪.(٢٠٣٤ /٥‬‬

‫في مجلس الملوك لا يمد يده إلى »سنبوسة« مشتهاة!‬ ‫‪٢٠.٢‬‬


‫هل رضى الرجل في »بطنه«؟‬ ‫‪٢٠.٣‬‬

‫في مجلس الملوك لا يم ُ ّد يد َه إلى »سنبوسة« مشتهاة!‬


‫قال علي بن عبد الل ّٰه الغزولي البهائي الدمشقي )ت ‪ ٨١٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) ... :-‬ولا يم ُ ّد يد َه إلى قطعة ِ لح ٍم مشهورة‪ ،‬ولا بيضة‬
‫منضورة‪ ،‬ولا »سنبوسجة« مشتهاة‪ ،‬ولا ما تقع الشهوة عليه‪ ،‬ولا ما تسارع النفس إليه ‪(١¬) .( ..‬‬
‫هل رِضى الرجل في »بطنه«؟‬
‫اشتهر عند بعض النساء اللاتي تبالغ في إرضاء زوجها بأنواع مسرفة من الطبخ‪ ،‬أ َ ّ‬
‫ن رِضى الرجل متوقف على سفرة الطعام! ! ولا‬
‫ينبغي الحرص على هذا‪ ،‬إن تض َمّن إسرافا ًوتبذيراً‪.‬‬
‫ذكر أبو العباس المبر ِّد )ت ‪ ٢٨٥‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬خبرا ً عن أحد العشاق‪:‬‬
‫س حتى نتغ َ ّدى‪ ،‬ونصطَب ِح‬ ‫ق م َدينية‪ ،‬فبعث إليها‪ :‬إ َ ّ‬
‫ن أخوانا ًلي زاروني‪ ،‬فابعثي إلي برؤو ٍ‬ ‫س َ ّقاء‪ ،‬ع َ ِ‬
‫ش َ‬ ‫بح ْر ال َ ّ‬
‫قال‪) :‬وذكروا أن أبا القمقام بن َ‬
‫ت‪.‬‬
‫على ذِكرك‪ ،‬ففَعَل َ ْ‬
‫فلما كان في اليوم الثاني بعثَ إليها‪ :‬إ َن ّا لم نفترق‪ ،‬فابعثي إلي بسنبوسكٍ حتى نصطبح اليوم على ذكرك‪.‬‬
‫فلما كان في اليوم الثالث‪ ،‬بعث إليها‪ :‬إن أصحابي مقيمون فابعثي إل َيّ ببقري َي ّة قَد َِي ّة‪ ،‬وجَز ُورِ َي ّة ٍ شهية‪ ،‬حتى نأكلها‪ ،‬ونصطبح على ذكرك‪.‬‬

‫يفيض إلى الـكبدِ والأحشاء‪ ،‬وإ َ ّ‬


‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َلب‪ ،‬و‬ ‫ب يح ُ ّ‬
‫ل في الق ِ‬ ‫فقالت لرسوله‪ :‬إني رأيتُ الح ُ َ ّ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬مطالع البدور ومنازل السرور« )‪.(١٤٤ /١‬‬

‫الـكرم بالسمبوسة‪ ،‬وموقف محرج‬ ‫‪٢٠.٤‬‬

‫ح َّ‬
‫ُب صاحِبَنا هذا‪ ،‬ليس يُجاوِز ُ المعِد َة(‪(١¬) .‬‬
‫َ‬
‫عل ّق أبو الحسن علي بن إبراهيم الخـير الأنصاري )ت ‪ ٥٧١‬هـ( في كتابه »القرط على الكامل«‪ :‬السنبوسك لحم مدقوق بالأبازير الر ِّقاق‪.‬‬
‫وموقف محرج‬
‫ٌ‬ ‫الـكرم بالسمبوسة‪،‬‬
‫ذكر ابن الطقطقي )ت ‪ ٧٠٩‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ ... -‬في وصف أبي جعفر المنصور المستنصر بالل ّٰه ـ بو يع له بالخلافة سنة )‪ ٦٢٣‬هـ( ـ‪،‬‬
‫وأنه كان شهما ًجوادا ً يباري الريح كرما ًوجوداً‪ ،‬وكانت هباته وعطاياه أشهر من أن يدل عليه‪ ،‬وأعظم من أن تُحصى‪ ،‬ولو قيل‪َ :‬إن ّه لم‬
‫يكن في خلفاء بني العباس مثله لصدق القائل )ت ‪ ٦٤٠‬هـ(‪.‬‬
‫محرِج‪ ،‬قيل‪ :‬بأنه قبل الوزارة‬
‫ذكر أنه استوز َر‪ :‬نصير الدين أبي الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد )ت ‪ ٦٤٢‬هـ(‪ ،‬وذَكر نصير الدين موقف ُ‬
‫حب قطن ونخالة‬ ‫َّ‬
‫وأحب أ ْن يُداعب بعض أصحابه‪ ،‬فأمر أن يحشى سبعون سنبوسجة ب ِّ‬ ‫عمل في بعض الأعياد ‪» ...‬سنبوسجاً« كثيراً‪،‬‬
‫وتجعل مفردة‪ ،‬وعمل »سنبوسجا كثيراً« كجاري العادة‪ ،‬وركب إلى دار الخليفة فطلب منه عمل شيء من »السنبوسج«‪ ،‬فذكر أ َ ّ‬
‫ن عنده‬
‫حب الق ُطن ومزج الجميع‪،‬‬
‫شيئا ًمفروغا ًمنه‪ ،‬وأمر خادما ًله بإحضار ما عنده من »السنبوسج«‪ ،‬فمضى الخادم عن غير معرفة بذلك المحشوِ ّ ب ِّ‬
‫ووضعه في الأطباق ليحمله إلى دار الخليفة‪ ،‬فجاء الجواري والخدم وقالوا‪ :‬أعطونا َ‬
‫حصّ تَنا من هذا‪ ،‬فأخذوا منه مئة »سنبوسجة«‪ ،‬وحمل‬
‫الخادم الأطباق بما فيها إلى دار الخليفة‪ ،‬فلما حمل »ال َ ّ‬
‫سنبوسج«‬
‫¬_________‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫من أخبار السمبوسة‬ ‫‪٢٠‬‬

‫)¬‪» (١‬الكامل« للمبرد )‪.(٨٦٩ /٢‬‬

‫تنوع المأكولات من العادات السيئة صحيا‬ ‫‪٢٠.٥‬‬

‫النهم في أكل السمبوسة‬ ‫‪٢٠.٦‬‬

‫حب القطن‪ ،‬فقالوا له‪ :‬ما عرفنا بشيء من ذلك‪ ،‬وفلان‬


‫وصار بدار الخليفة‪ ،‬ورجع ابن الناقد إلى داره سأل عن »السنبوسج« المحشوِ ّ ب ِّ‬
‫يشكّ أنه هالك وكادت تسقط ق َو ّته خوفا ًوخجلاً‪ ،‬فقال‪ :‬أما ت َخل ّف منه شيء قط؟ قالوا‪:‬‬
‫ج الجميع‪ ،‬وأخذه ومض َى‪ ،‬فلم َ‬
‫الخادم جاء ومز َ‬

‫قد اقتطع الجواري والخدم منه حدود مئة »سنبوسجة«‪ ،‬فقال‪ :‬أحضروها ُفأحضِر ْ‬
‫َت وفتحت بين يديه‪ ،‬فوجد السبعين »سنبوسجة« المحش َو ّة‬
‫حب القُطْن قد حصلت بأيدي الجواري والخدم في جملة ما أخذوه لأنفسهم‪ ،‬لم تش َ ّذ منهم واحدة إلى دار الخليفة(‪(١¬) .‬‬
‫ب ِّ‬
‫تنوع المأكولات من العادات السيئة صحيا ً‬
‫من العادات القبيحة في الأكل وفي الولائم‪ :‬الإسراف والتبذير‬
‫ذكر عبدالله النديم )ت ‪ ١٣١٤‬هـ( في مجلة »التنكيت والتبكيت« مقالا ً جميلا ً بعنوان »عادة قبيحة ألفناها« في بيان هذه العادات‬
‫مث ّل بالمأكولات المتعددة على ال ُ ّ‬
‫سفر َة‪ :‬السنبوسك‪(٢¬) .‬‬ ‫السئية‪ ،‬وقد َ‬
‫َ‬
‫النه ّم في أكل السمبوسة‬
‫قال ابن العمراني )ت ‪ ٥٨٠‬هـ( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪) :-‬حكى محمد بن عبد الملك الز يات في وصف المعتصم العباسي ‪ ...‬وكان في بكرة كل‬
‫يوم إذا وقف يتع َمّم‪ ،‬يلُقِم ُه خادم ٌ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬الفخري في الآداب السلطانية« ـ تحقيق‪ :‬مايو ـ )ص ‪ ٣١٦‬ـ ‪.(٣١٧‬‬
‫)¬‪» (٢‬مجلة التنكيت والتبكيت« العدد الأول ‪ ١٨٨١‬م )ص ‪ ،(٩٢‬تقديم‪ :‬د‪ .‬عبد العظيم رمضان‪ ،‬الناشر‪ :‬الهيئة المصر ية العامة‬
‫للكتاب‪ ،‬مصر ‪ ١٩٩٤‬م‪.‬‬

‫كثير من الناس في رمضان يتشبهون بالأسواري الأكول‬ ‫‪٢٠.٦.١‬‬

‫»السنبوسك« فع َ ُ ّدوا عليه إلى أن فرغ من التعميم مئة وخمسين سنبوسكة! ! )¬‪(١‬‬
‫أقول‪ :‬الل ّٰه أعلم بصحة هذا‪.‬‬
‫كثير من الناس في رمضان يتشبهون بالأسواري الأكول‬
‫ذكر ابن قتيبة الدينوري ت ‪ ٢٧٦‬هـ مبالغة مستطرفة‪:‬‬
‫)قيل للحارثي‪ :‬لم َ لا تؤاكل الناس؟‬
‫فقال‪ :‬لو لم أترك مؤاكلتهم إلا لنزوعي عن الأسواري )¬‪ (٢‬لتركتها!‬
‫ما ظنكم برجل نهش بضعة لحم بقر فانقلع ضرسه وهو لا يدري‪ .‬وكان إذا أكل ذهب عقله وجحظت عيناه وسكر‪ ،‬وسدر ]تحـ َي ّر[ َ‬
‫وترب ّد‬
‫وجهه ]تغ َي ّر[‪ ،‬وغضب‪ ،‬ولم يسمع ولم يبصر‪ ،‬فلما رأيت ُه وما يعتر يه و يعتري الطعام منه صرت لا آذن له إلا ونحن نأكل الجوز والتمر‬
‫س َ ّفا وزد َ ]رمى[ به زوداً‪ ،‬ولا وجده كنيزا ً إلا وتناول القطعة منه كجمجمة الثور‬
‫قط وأنا آكل تمرا ً إلا است َ ّفه َ‬
‫والباقلّى؛ ولم يفجأني ّ‬
‫كدمها كدما ]عضها بأدنى فيه[‪ ،‬ونهشها طولا ًوعرضاً‪ ،‬ورفعا ًوخفضاً‪ ،‬حتى يأتي عليها؛ ثم لا يقع ُ‬
‫عضّ ه إلا على الأنصاف والأثلاث؛‬
‫قط‪ ،‬ولا نزع قمعاً‪ ،‬ولا نفى عنه قشراً‪ ،‬ولا َفت ّشه مخافة السوس والدود(‪(٣¬) .‬‬
‫ولا رمى بنواة ٍ ّ‬
‫¬_________‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫الخلاصة‬ ‫‪٢١‬‬

‫)¬‪» (١‬الإنباء في تاريخ الخلفاء« لابن العمراني ـ تحقيق السامرائي ـ )ص ‪.(١٠٨‬‬


‫)¬‪ (٢‬الأسواري موصوف بالشر َه كما في »البخلاء« للجاحظ )‪ ٦٠‬ـ ‪.(٦٤‬‬
‫)¬‪» (٣‬عيون الأخبار« )‪.(٢٢٨ /٣‬‬

‫من النصائح في الأكل‬ ‫‪٢٠.٦.٢‬‬

‫من أسماء الأكول‬ ‫‪٢٠.٦.٣‬‬

‫كثرة الأكل في رمضان ـ وغيره ـ‬ ‫‪٢٠.٦.٤‬‬

‫قيل لأبي الحارث ج َُم ّين‪ :‬ما أطيب الأصوات؟‬


‫قال‪ :‬نشنشة المقالي بين غمغمة القدور‪ ،‬ولا تنسَي َ ّن قرقرة القناني! )¬‪(١‬‬
‫من النصائح في الأكل‪:‬‬
‫ر َّ‬
‫ُب أكلة تمنع أكلات‪ ،‬الب ِطن َة تُذه ِب الفطنة‪.‬‬
‫ل مالا يَشتهي‪.‬‬ ‫قال جالينوس‪ :‬العاقل يترك ما ي ُ ّ‬
‫ُحب لِيستغني َ عن العلاج بما يَكره‪ ،‬والصبر ُ على الامتناع عما يَشتهي أهونُ من أك ِ‬
‫شِب َع‪(٢¬) .‬‬
‫سئل حكيم‪ :‬كم آكل؟ قال‪ :‬فوق الجوع‪ ،‬ودون ال ّ‬
‫من أسماء الأكول‪:‬‬
‫القرشب‪ ،‬الهِقَمّ‪ ،‬الهِلباجة‪ ،‬المُف َ َو ّه ُ‪َ ،‬‬
‫الل ّهِمْ‪ ،‬الفارهة‪ ،‬الجُراف‪ ،‬البلْع َم‪ ،‬الفي ِّه‪ ،‬القرضوف‪ ،‬المجل ِّح‪ ،‬الأكول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الجُر ْض ُم‪ ،‬الجُرَجْمان‪ ،‬السرواط‪،‬‬
‫ال َس ّرْه َب‪ ،‬المِخْضَد‪ ،‬الجعظري‪ ،‬الشولقي‪ ،‬المسحوت‪ ،‬الع ُت ُ ُ ّ‬
‫ل‪(٣¬) .‬‬
‫كثرة الأكل في رمضان ـ وغيره ـ تُضعف القيام والخشوع لصلاة الليل‪ :‬التهجد‪ ،‬وتجلب الـكسل والخمول‪ ،‬وتباعد بين المرء وتدبر القرآن‪.‬‬
‫ك َّ‬
‫ظة‪ ،‬ولا خش َع ذو ب ِطن َة‪(٤¬) .‬‬ ‫نقل الجاحظ عن أبي عبدالرحمن الثوري‪ :‬لا أ َدّى حق الركوع والسجود ذو ِ‬
‫¬_________‬
‫)¬‪» (١‬أحسن المحاسن« للثعالبي )ص ‪.(٣٢٦‬‬
‫)¬‪» (٢‬أحسن المحاسن« للثعالبي )ص ‪ ٣١٤‬ـ ‪.(٣١٥‬‬
‫)¬‪ (٣‬انظرها مع شرحها في كتاب‪» :‬أسماء لغو ية« لمحمد المكي بن الحسين )ص ‪ ٢٤٩‬ـ ‪.(٢٥٢‬‬
‫)¬‪» (٤‬أحسن المحاسن« للثعالبي )ص ‪.(٣١٨‬‬

‫الخلاصة‬ ‫‪٢١‬‬
‫وهي مع لذتها وحسنها‪ ،‬لا تناسب الصحة‪ ،‬خاصة في زماننا هذا‪ ،‬لأمور‬ ‫‪٢١.١‬‬
‫الخلاصة‪:‬‬
‫أن السمبوسة فارسية‪ ،‬ولها أسماء ٌ عديدة‪ ،‬أكثرها ورودا ً »السنبوسك«‪ ،‬والأحسن من أسمائها ما كان على مقاربا ًللسان العربي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫»السمبوسة« لخفتها وبعد الكاف الفارسية‪.‬‬
‫وأول ذِكر ِ لها عند العرب في النصف الأول من القرن ‪ ٣‬هـ‪.‬‬
‫وقد ذكرها الفقهاء‪ :‬الحنابلة‪ ،‬والشافعية‪ ،‬والحنفية‪ ،‬وذكرها مؤلفو كتب الحسبة‪ ،‬والمؤرِّخون‪ ،‬والأدباء‪ ،‬وأصحاب المعاجم‪ ،‬ومؤلفو كتب‬
‫الطبخ التراثية‪.‬‬
‫وهي عجين‪ ،‬محشو ّ ٌ باللحم والخضروات‪ ،‬وشكلها َ‬
‫مثل ّث‪ ،‬وتُقلَى بالزيت‪.‬‬
‫]صورة[‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫الخلاصة‬ ‫‪٢١‬‬

‫سنِها‪ ،‬لا تناسب الصحة‪ ،‬خاصة في زماننا هذا‪ ،‬لأمور‪:‬‬ ‫ح ْ‬‫وهي مع ل َذ ّتِها و ُ‬
‫‪ .١‬كثرة مرضى الضغط‪.‬‬
‫‪ .٢‬كثرة مرضى الكلسترول‬
‫‪ .٣‬كثرة السمنة‪.‬‬
‫‪ .٤‬كثرة مرضى القولون‪ ،‬وعُس ْر الهضم‪ ،‬وعجينُها ع َسر الهضم ـ كما في قول الآيديني ـ‪.‬‬
‫‪ .٥‬قِلَ ّة الحركة عند غالب الناس‪.‬‬
‫‪ .٦‬غالبا ًما تؤكل مع أصناف عديدة‪ ،‬فيزيد ثقلها‪ ،‬والبلاء بها‪.‬‬
‫‪ .٧‬أنها أضرار مجتمعة‪ :‬لحم ـ وكثرة اللحوم في زماننا ممرضة ـ‪ ،‬وعجين عسر الهضم‪ ،‬وقليّ ٌ بالزيت‪.‬‬
‫فإن قلتَ يوجد صنعة لها بالفرن‪ ،‬دون قلي‪:‬‬
‫]صورة[‬
‫فالجواب‪ :‬تبقى الأضرار التسعة السابقة )ابتسامة(‬
‫سفْرَة ِ الع َشاء في رمضان! ! وهي عادة من عادات بعض المناطق في‬
‫وقد عجبتُ ولا زلتُ أعجب م ِن الجمع بين‪ :‬السمبوسة والفول في ُ‬
‫بلادنا‪ ،‬والجمع بين‬

‫‪ ٢١.٢‬نصيحة‬
‫الاثنين يس ُ ّد مسالك المعدة والأمعاء‪ ،‬والسمع والبصر‪َ ،‬‬
‫والن ّف َس‪ ،‬والإدراك‪ ،‬و يحبس الجوارح عن الحركة فضلا ًعن الصلاة )ابتسامة(‪.‬‬
‫ل‬
‫غليظ‪ ،‬طو ي ُ‬
‫ٌ‬ ‫وما أحسن قول خضر بن علي الآيديني )ت ‪ ٨١٦‬هـ تقريباً( ‪ -‬رحمه الل ّٰه ‪ -‬عن السمبوسة ـ سبق نقله ـ‪) :‬وهو‪ :‬حارٌّ‪،‬‬
‫ط ِش‪ ،‬يُبخ ِّر إلى الرأس‪ ،‬ينفع أصحاب الـكدِّ والر ياضة القو َي ّة‪ ،‬والهضوم الجي ِّدة‪ ،‬وإذا انهض َم غ َ ّذى كثيراً‪ ،‬وخبزُه ُ‬
‫الوقوف في المعدة‪ ،‬م ُع ّ‬
‫ِ‬
‫لايكاد ينهضم(‪.‬‬
‫ومع ذلك كله‪ ،‬ك ُلْ م ِن الطي ِّبات ولا تخف! ولا تُكث ِر‪ ،‬واستعن بعد ذلك بالر ياضة الجا َدّة‪ ،‬وتذ َك ّر إخوانك الفقراء والمش َرّدين الذين لا‬
‫يجدون مأكلاً‪ ،‬ثم أنف ِقْ مما آتاك الل ّٰه‪ ،‬واشكر الل ّٰه كثيراً‪ ،‬واجعل الأولو يات في رمضان‪:‬‬
‫ك التقوى‪ ،‬الذي من أجله شرع الل ّٰه صيام رمضان‪.‬‬ ‫ك ُّ‬
‫ل عمل يُبل ِغ ُ َ‬
‫نصيحة‪:‬‬
‫َ‬
‫وخصّ ه بميزات وخصائص‪ ،‬فالمغبون من‬ ‫احرص ـ يا عبدالله و يا أمة الل ّٰه ـ على هذا الشهر المبارك‪ ،‬فقد اختاره الل ّٰه من بين الأشهر‪،‬‬
‫أدركه رمضان‪ ،‬ولم يستفد منه‪ ،‬ولم تغفر ذنوبه‪.‬‬
‫رمضان‪ ،‬شهر‪ :‬الصلاة = النافلة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والصدقات‪ ،‬والقرآن‪ ،‬والعمرة‪ ،‬والذكر‪ ،‬والدعاء‪ ،‬والجود بالخـير بأنواعه‪. . .‬‬
‫فليس الشهر المبارك َلل ّ ْهوِ والعبث والأكل‪ ،‬ومتابعة المسلسلات ـ وما أكثرها ـ والر ياضة‪ ،‬وكثرة الذهاب إلى الأسواق‪ ،‬والاهتمام‬
‫المبالغ فيه في شراء وإعداد وأكل الأطعمة‪... .‬‬
‫َ‬
‫والموف ّق م َن عم َر َ وقته في طاعة الل ّٰه‪ ،‬فالنعيم الحقيقي‪ ،‬والمتعة الكاملة في جنات عدن ونهر‪ ،‬اعم َلْ ليقال‬ ‫العمر ُ قصير‪ ،‬والدنيا متاعٌ زائل‪،‬‬
‫شكُور ًا{ الإنسان‪(٢٢) :‬‬
‫سعْيُك ُ ْم م َ ْ‬ ‫لك في الجنة‪}ِ :‬إ َ ّ‬
‫ن هَذ َا ك َانَ لـَك ُ ْم جَز َاء ً وَك َانَ َ‬
‫كن ْتُم ْ تَعْم َلُونَ{ الطور‪ (١٩) :‬والمرسلات ‪٤٣‬‬
‫}ك ُلُوا و َاشْر َبُوا ه َن ِيئًا بِمَا ُ‬
‫}ك ُلُوا و َاشْر َبُوا ه َن ِيئًا بِمَا أَ سْ لَفْتُم ْ فِي الْأَ َي ّا ِم الْخَالِيَة ِ{ الحاقة‪ (٢٤) :‬و يُقال عنك }جَز َاء ً بِمَا ك َانُوا يَعْم َلُونَ{ الواقعة‪(٢٤) :‬‬

‫}و َنُود ُوا أَ ْن تِل ْـكُم ُ الْج َنَ ّة ُ ُأورِثْتمُُوه َا بِمَا ُ‬


‫كن ْتُم ْ تَعْم َلُونَ{ الأعراف‪(٤٣) :‬‬

‫ك الْج َنَ ّة ُ َال ّتِي ُأورِثْتمُُوه َا بِمَا ُ‬


‫كن ْتُم ْ تَعْم َلُونَ{ الزخرف‪(٧٢) :‬‬ ‫}و َتِل ْ َ‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣١‬‬
‫الخلاصة‬ ‫‪٢١‬‬

‫فالدنيا دار عمل‪ ،‬والآخرة دار الجزاء‪ ،‬وم َن صرفه الشيطان عن العمل في الأوقات الفاضلة‪ ،‬فغيرها من باب أولى‪.‬‬
‫اللهم َ‬
‫أعن ّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪.‬‬
‫اللهم َ‬
‫أعن ّا على صيام رمضان وقيامه‪ ،‬واجعلنا ممن يصومه و يقومه‪ ،‬و يقوم ليلة القدر إيمانا ًواحتساباً‪.‬‬
‫ل على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫اللهم ص ّ ِ‬
‫]صورة[‬
‫صورة النشرة الأولى )‪ ١٤٢١ /٩ /٢‬هـ( في أربع صفحات‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫]صورة[‬
‫كتبه‪:‬‬
‫إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن المديهش‬
‫مدينة الر ياض‬
‫النشرة الثالثة )‪ ١٤٣٩ / ١٠ /٤‬هـ(‬

‫‪Shamela.org‬‬ ‫‪٣٢‬‬

You might also like