You are on page 1of 113

‫‪100‬‬

‫مسألة ومسألة‬
‫في أحكام الصيام‬
‫على مذهب اإلمام الشافعيرحمه هللا تعالى‬
‫َج َم َع َها‪:‬‬
‫لبيب نجيب عبد هللا‬
‫شعبان ‪1444‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد املرسلين‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪،‬‬
‫فهذه مسا ااا تتعلق بأحكام الصا اايام‪ ،‬جمعتها من كتب الفقه الشا اااف رجاء النفع واالنتفاع بها‪،‬‬
‫وكنت نش ا اارتها على ص ا اافيس الف س ا ااب قب أربع س ا اانين‪ ،‬وجمعها بعض الفض ا االء‪ ،‬ولم يت س ا اار‬
‫مراجعته ااا حينه ااا‪ ،‬والحم ااد هلل ال ااذ م َّن عل َّ ب اإع ااا ة النظر فيه ااا على عج ااال ااس‪ ،‬وتطريزه ااا بنق ل من‬
‫كتب سا تنا الفقهاء الشافعيس رحمهم هللا تعا ى‪ ،‬وقد أعملت ذهني ف بعض املسا معتم ًدا على‬
‫ً‬
‫ماا فهمتاه من أق الهم‪ ،‬فاإن وجادت ص ا ا ا ا ا ًباا فه قط ًعاا إليهم منس ا ا ا ا طب‪ ،‬أو طاأ فقط ًعاا على فهمي‬
‫َّ‬
‫اللهم وس ا ا االم‬ ‫ط‬
‫كريم يغفر الذن ب‪ ،‬وص ا ا ا‬ ‫الكلي ميس ا ا ا طب‪ ،‬وإ ى هللا تعا ى ألتجئ وأت ب‪َّ ،‬إنه عف ط‬
‫على سيدنا ميمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫الفقير إ ى عف ربه َّ‬
‫عزوج َّ ‪ :‬لب ب نجيب عبد هللا‬
‫قريس بل مبانج‪ ،‬كرن أنيار‪ -‬س ل – جاوى ال سطى – جمه ريس إندون سيا ‪ 20‬شعبان ‪1444‬ها‬

‫‪2‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫الصفيس‬ ‫عن ان املسألس‬

‫‪10‬‬ ‫أحا يث ف فض الصيام‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬ ‫تعريف الص م وفرض ته‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬ ‫مقاصد الص م‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬ ‫ثب ت رمضان‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬ ‫ما ال َّبد منه للثب ت العام‬ ‫‪5‬‬

‫‪15‬‬ ‫ثب ت الشهر بالحساب‬ ‫‪6‬‬

‫‪16‬‬ ‫اتيا املطالع وا تالفها‬ ‫‪7‬‬

‫‪17‬‬ ‫االنتقال من بلد إ ى بلد وأثر ا تالف املطالع‬ ‫‪8‬‬

‫‪18‬‬ ‫شروط صحس الص م‬ ‫‪9‬‬

‫‪19‬‬ ‫أركان الص م‬ ‫‪10‬‬

‫‪20‬‬ ‫ما يشترط ف نيس ص م الفرض‬ ‫‪11‬‬

‫‪21‬‬ ‫نيس ص م النف‬ ‫‪12‬‬

‫‪22‬‬ ‫أق ُّ النيس وأكملها‬ ‫‪13‬‬

‫‪23‬‬ ‫أحكام تتعلق بالنيس ف الص م‬ ‫‪14‬‬


‫ً‬
‫‪24‬‬ ‫نيس من ينقطع حيضها ليال‬ ‫‪15‬‬
‫ط‬
‫ضابط ط‬
‫‪25‬‬ ‫مهم‬ ‫‪16‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪26‬‬ ‫ابتالع الصا م للريق‬ ‫‪17‬‬

‫‪27‬‬ ‫بقايا الطعام بين األسنان‬ ‫‪18‬‬

‫‪28‬‬ ‫سبق املاء إ ى الج ف‬ ‫‪19‬‬

‫‪29‬‬ ‫االستقاءة للصا م‬ ‫‪20‬‬

‫‪30‬‬ ‫ل الذباب أثناء الص م‬ ‫النخامس و‬ ‫‪21‬‬

‫‪31‬‬ ‫مسحس ك رونا‬ ‫‪22‬‬

‫‪33‬‬ ‫ما يترتب على الفطر بالجماع ف نهار رمضان‬ ‫‪23‬‬

‫‪34‬‬ ‫بيان الكفارة املغلظس‬ ‫‪24‬‬

‫‪35‬‬ ‫صرف الكفارة إ ى أه املكفر‬ ‫‪25‬‬

‫‪36‬‬ ‫حكم ال صال‬ ‫‪26‬‬

‫‪37‬‬ ‫القبلس للصا م‬ ‫‪27‬‬

‫‪38‬‬ ‫االكتيال للصا م‬ ‫‪28‬‬

‫‪39‬‬ ‫األيام املنهي عن الص م فيها‬ ‫‪29‬‬

‫‪40‬‬ ‫ص ن اللسان عن الفيش‬ ‫‪30‬‬

‫‪41‬‬ ‫ص م املرأة املتزوجس‬ ‫‪31‬‬

‫‪42‬‬ ‫حكم قطع الص م‬ ‫‪32‬‬

‫‪43‬‬ ‫القرآن والصيام‬ ‫‪33‬‬

‫‪44‬‬ ‫فا دتان تتعلقان بقراءة القرآن‬ ‫‪34‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪45‬‬ ‫ما ُّ‬
‫يسن الفطر عليه‬ ‫‪35‬‬

‫‪46‬‬ ‫تابع ملا ُّ‬


‫يسن الفطر عليه‬ ‫‪36‬‬

‫‪47‬‬ ‫سنيس تعجي الفطر‬ ‫‪37‬‬

‫‪48‬‬ ‫ما ي ُّ‬


‫سن ق له عند الفطر‬ ‫‪38‬‬

‫‪49‬‬ ‫تفطير الصا مين‬ ‫‪39‬‬

‫‪50‬‬ ‫استيباب السح ر والحكمس منه‬ ‫‪40‬‬

‫‪51‬‬ ‫ما ُّ‬


‫يسن التسحر به‬ ‫‪41‬‬

‫‪52‬‬ ‫استيباب الغس قب الفجر‬ ‫‪42‬‬

‫‪53‬‬ ‫تابع ملسألس استيباب الغس قب الفجر‬ ‫‪43‬‬

‫‪54‬‬ ‫مما ُّ‬


‫يسن للصا م‬ ‫‪44‬‬

‫‪55‬‬ ‫آفات الت سع ف املأك الت ف رمضان‬ ‫‪45‬‬

‫‪56‬‬ ‫الس ا للصا م‬ ‫‪46‬‬

‫‪57‬‬ ‫ما يستثنى من كراهس الس ا للصا م‬ ‫‪47‬‬

‫‪58‬‬ ‫ف ا د تتعلق بمسألس الس ا للصا م‬ ‫‪48‬‬

‫‪59‬‬ ‫ج از الفطر للمسافر‬ ‫‪49‬‬

‫‪60‬‬ ‫مسافرون ال يج ز لهم الفطر‬ ‫‪50‬‬

‫‪61‬‬ ‫إذا أفطر ف األرض فلما طارت به الطا رة رأى الشمس‬ ‫‪51‬‬

‫‪62‬‬ ‫تفاوت سكان الع ا واملنخفضات ف الفطر‬ ‫‪52‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪63‬‬ ‫إذا أقلعت الطا رة واستمرت رؤيته للشمس‬ ‫‪53‬‬
‫ً‬
‫‪64‬‬ ‫البال التي يتأ ر غروب الشمس فيها أو ال تغيب أصال‬ ‫‪54‬‬

‫‪65‬‬ ‫الص م أفض للمسافر‬ ‫‪55‬‬

‫‪66‬‬ ‫الصبي والصيام‬ ‫‪56‬‬

‫‪67‬‬ ‫بيان حد باطن األذن‬ ‫‪57‬‬

‫‪68‬‬ ‫قطرة األذن تفسد الص م‬ ‫‪58‬‬

‫‪69‬‬ ‫بخاخ الرب يفسد الص م‬ ‫‪59‬‬

‫‪70‬‬ ‫ان السيجارة واملداعس يفسد الص م‬ ‫‪60‬‬

‫‪71‬‬ ‫التيامي تفطر الصا م‬ ‫‪61‬‬

‫‪72‬‬ ‫تذوق الطعام للصا م‬ ‫‪62‬‬

‫‪73‬‬ ‫التبرع بالدم ال يفسد الص م‬ ‫‪63‬‬

‫‪74‬‬ ‫حكم وضع اللصقات الجلديس أثناء الص م‬ ‫‪64‬‬


‫ً‬
‫‪75‬‬ ‫العين ل ست منفذا مفت ًحا إ ى الج ف‬ ‫‪65‬‬

‫‪76‬‬ ‫حكم اإلبر الطبيس‬ ‫‪66‬‬

‫‪80‬‬ ‫العلك والحبس تيت اللسان‬ ‫‪67‬‬

‫‪81‬‬ ‫َّ‬
‫والشمس‬ ‫القات‬ ‫‪68‬‬

‫‪82‬‬ ‫السباحس أثناء الص م‬ ‫‪69‬‬

‫‪83‬‬ ‫استعمال معج ن األسنان أثناء الص م‬ ‫‪70‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪84‬‬ ‫واء منع الحم‬ ‫‪71‬‬

‫‪85‬‬ ‫من رأى صا ًما يشرب ً‬


‫ماء‬ ‫‪72‬‬

‫‪86‬‬ ‫االستقاءة تفطر الصا م‬ ‫‪73‬‬

‫‪87‬‬ ‫الشك ف غروب الشمس‬ ‫‪74‬‬

‫‪88‬‬ ‫اإلمسا ملن أفطر ف رمضان بغير عذر‬ ‫‪75‬‬

‫‪89‬‬ ‫اإلمسا ملن أفطر ف رمضان بعذر‬ ‫‪76‬‬

‫‪90‬‬ ‫من أحكام اإلمسا ف نهار رمضان‬ ‫‪77‬‬

‫‪91‬‬ ‫ج از الفطر للمريض‬ ‫‪78‬‬

‫‪92‬‬ ‫تب يت النيس ملن استمر عليه املرض‬ ‫‪79‬‬

‫‪93‬‬ ‫ه يج ز الفطر للمريض أم يجب‬ ‫‪80‬‬

‫‪94‬‬ ‫الن م واإلغماء والجن ن للصا م‬ ‫‪81‬‬

‫‪95‬‬ ‫القضاء على املجن ن واملغمى عليه‬ ‫‪82‬‬

‫‪96‬‬ ‫حاالت اإلغماء واال تالف فيها‬ ‫‪83‬‬

‫‪97‬‬ ‫ص م املسافر واملريض ف رمضان غيره‬ ‫‪84‬‬

‫‪98‬‬ ‫الف ريس والتتابع ف القضاء‬ ‫‪85‬‬

‫‪99‬‬ ‫من مات وعليه صيام‬ ‫‪86‬‬

‫‪100‬‬ ‫الفديس ف قضاء رمضان‬ ‫‪87‬‬

‫‪101‬‬ ‫مقدار الفديس وجنسها ومصرفها‬ ‫‪88‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪102‬‬ ‫سق ط الفديس عن العاجز‬ ‫‪89‬‬

‫‪103‬‬ ‫اإلطعام َّ‬


‫عمن مات وعليه صيام‬ ‫‪90‬‬

‫‪104‬‬ ‫املفاضلس بين اإلطعام والصيام‬ ‫‪91‬‬


‫ط‬
‫‪105‬‬ ‫فا دة تتعلق باإلطعام عن امليت الذ عليه ص م‬ ‫‪92‬‬

‫‪106‬‬ ‫الفطر ف رمضان من غير عذر‬ ‫‪93‬‬

‫‪107‬‬ ‫ل رمضان مع التمكن‬ ‫تأ ير القضاء إ ى‬ ‫‪94‬‬

‫‪108‬‬ ‫حكم الحام واملرضع‬ ‫‪95‬‬

‫‪109‬‬ ‫مسا تتعلق بالحام واملرضع‬ ‫‪96‬‬

‫‪110‬‬ ‫الفطر ألصحاب األعمال الشاقس‬ ‫‪97‬‬

‫‪111‬‬ ‫الفطر إلنقاذ حي ان‬ ‫‪98‬‬

‫‪112‬‬ ‫فا دة تتعلق بالص م َّ‬


‫عمن مات وعليه ص م‬ ‫‪99‬‬

‫‪113‬‬ ‫‪ 100‬ألغاز تتعلق بالصيام‬

‫‪9‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ )1‬أحاديث في فضل الصيام‪:‬‬
‫‪ -1‬قااال النبي ص ا ا ا االى هللا عليااه وس ا ا ا االم‪ :‬كا ُّ عما ابن آ م لااه إال الص ا ا ا ا م‪ ،‬فااإنااه وأنااا أجز بااه‪،‬‬
‫والصا ا اايام ج َّن طس‪ ،‬فإذا كان ي م صا ا ا م أحدكم فال يرفث وال يص ا ا اخب‪ ،‬فإن سا ا ا َّاابه ط‬
‫أحد أو قاتله‬
‫فليقا ‪" :‬إني صا ا ا ا ااا م"‪ ،‬والااذ نفس ميمااد بيااده لخل ف فم الصا ا ا ا ااا م أطيااب عنااد هللا من ري‬
‫املسا ا ا ااك‪ ،‬للصا ا ا ااا م فرحتان يفرحهما إذا أفطر فر بفطره‪ ،‬وإذا لقي ربه فر بصا ا ا ا مه) متفق‬
‫عليه عن أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ -2‬قال النبي صالى هللا عليه وسالم‪ :‬من صاام مضاان ً‬
‫إيمانا واحتس ًاابا غفر له ما َّ‬
‫تقدم من ذنبه)‬ ‫ر‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫منه الص ا ااا م ن ي م‬ ‫‪ -3‬قال النبي ص ا االى هللا عليه وس ا االم‪َّ :‬إن ف الجنس ً‬
‫بابا يقال له الريان‪ :‬يد‬
‫القيامس‪ ،‬ال يد منه ط‬
‫أحد غيرهم) أ رجه النسا ااا ي عن سا ااه بن سا ااعد السا اااعد رضا ا ي هللا‬
‫عنه‪.‬‬
‫مس‪ ،‬والجمعس إ ى الجمعس‪ ،‬ورمضاان إ ى رمضاان‬ ‫ط‬ ‫‪ -4‬قال النبي صالى هللا عليه وسالم‪ :‬الصال ات‬
‫بينهن إذا اجتنبت الكبا ر) أ رجه مسلم من حديث أبي هريرة رض ي هللا عنه‪.‬‬ ‫ات ما َّ‬ ‫مكفر ط‬
‫‪ -5‬عن أبي أمامس رضا ي هللا عنه قال‪ :‬قلت يا رسا ل هللا‪ :‬أ برني بعم يد لني الجنس‪ ،‬قال‪ :‬عليك‬
‫بالص م؛ فإنه ال عدل له)‪ ،‬أو قال‪ :‬ال مث له) أ رجه النسا ي‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)2‬تعريف الصوم وفرضيته‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وشرعا‪ :‬إمسا ط عن مفطر بشروطه اآلتيس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مطلقا‪،‬‬ ‫الصيام لغس‪ :‬اإلمسا‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫وفرض ف ش ا ا ااعبان من ال َّس ا ا انس الثانيس‪ ،‬وص ا ا ااام النبي ‪ ‬تس ا ا ااع رمض ا ا ااانات‪ ،‬كلها ن اقص إال س ا ا اانس‬
‫ُّ‬
‫واحادة‪ ،‬قاال ف التيفاس ‪ :)587 /3‬وينقص ويكما ‪ ،‬وث ابهماا واحاد‪ ،‬كماا ال يخفى‪ ،‬وميلاه – كماا‬
‫ظاهر – ف الفضا ا ا املترتب على رمض ا ااان‪ ،‬من غير نظر أليامه‪ ،‬أما ما يترتب على ي م الثالثين‪،‬‬ ‫ط‬ ‫ه‬
‫ط‬
‫من ث اب واجبه‪ ،‬ومندوبه عند سح ره وفطره فه زيا ة يف ق [الكام ] فيها الناقص) اها‪.‬‬
‫ورمضان أفض أشهر السنس‪ ،‬وي م عرفس أفض أيامها‪.‬‬
‫وصيامه أحد أركان اإلسالم‪َّ ،‬ل على وج به ق له تعا ى‪ :‬يا أيها الذين آمن ا كتب عليكم الصيام)‪،‬‬
‫وق له‪ :‬فمن شا ا ااهد منكم الشا ا ااهر فليصا ا اامه)‪ ،‬وأحا يث منها‪ :‬بني اإلسا ا ااالم على مس‪ ،‬وذكر منها‬
‫الصيام)‪ ،‬وإجماع املسلمين‪.‬‬
‫وه من املعل م من الدين بالضرورة‪ ،‬فيكفر جاحده‪.‬‬
‫تتمس‪ :‬ال يكره ذكر رمضان بال شهر؛ ل رو ه ف أحا يث كثيرة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)3‬مقاصد الصوم‪:‬‬
‫قال اإلمام الغزا رحمه هللا تعا ى ف إحياء عل م الدين ‪:)236/1‬‬
‫املقص ا من الص ا م‪ :‬التخلق بخلق من أ الق هللا عز وج ‪ ،‬وه الص اامديس‪ ،‬واالقتداء باملال كس‬
‫منزه ن عن الش ااه ات‪ ،‬واإلنس ااان رتبته ف ق رتبس‬ ‫فإنهم َّ‬
‫ف الكف عن الش ااه ات بيس ااب اإلمكان‪َّ ،‬‬
‫البها م؛ لقدرته بن ر العق على كس اار ش ااه ته و ون رتبس املال كس الس ااتيالء الش ااه ات عليه‪ ،‬وك نه‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫مبتلى بمجاهدتها‪ ،‬فكلما انهمك ف الش ا ااه ات انيط إ ى أس ا ااف الس ا ااافلين‪ ،‬والتيق بغمار البها م‪،‬‬
‫وكلما قمع الشه ات ارتفع إ ى أعلى عليين والتيق بأفق املال كس) اها‬
‫العز بن عبد السالم رحمه هللا ف مقاصد الص م ص‪:)10‬‬ ‫قال ُّ‬
‫للص م ف ا د‪ :‬رفع الدرجات‪ ،‬وتكفير الخطيئات‪ ،‬وكسر الشه ات‪ ،‬وتكثير الصدقات‪ ،‬وت فير‬
‫اطر املعاص ي واملخالفات) اها‬ ‫الطاعات‪ ،‬وشكر عالم الخفيات‪ ،‬واالنزجار عن‬

‫‪12‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)4‬ثبوت رمضان‪:‬‬
‫يثبت رمضان‪:‬‬
‫ثب ًتا ً‬
‫عاما‪ ،‬ف ص رتين‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫رويس عدل شها ة الهالل‪.‬‬ ‫•‬
‫أو إكماال عادة ش ا ا ا ااعباان ثالثين ي ًماا؛ للحادياث‪ :‬ص ا ا ا ا م ا لرؤيتاه‪ ،‬وأفطروا لرؤيتاه‪ ،‬فاإن غ َّم عليكم‬ ‫•‬
‫فأكمل ا عدة شعبان ثالثين ي ًما)‪ ،‬أ رجه البخار ‪.‬‬
‫اصا‪ ،‬بأم ر منها‪:‬‬ ‫أو ثب ًتا ً‬ ‫ب‪-‬‬
‫رؤيس الهالل ف حق من رآه كعبد أو امرأة أو فاسق‪.‬‬ ‫•‬
‫إ بار ني صبي أو فاسق برؤيته إن وقع ف القلب صدقهم‪.‬‬ ‫•‬
‫إ بار عدل روايس برؤيته‪ ،‬س اء وقع ف القلب صدقه أم ال‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ط‬
‫تتمس‪ :‬عدل الش ا ااها ة‪ ،‬وه ‪ :‬من لم يرتكب كبيرة‪ ،‬ولم يص ا ا َّار على ص ا ااغيرة‪ ،‬وغلبت طاعاته معاص ا اايه‪ ،‬حال‬
‫ذكرا‪ ،‬وال تشترط الحريس والذك رة ف عدل الروايس‪.‬‬ ‫حرا ً‬‫ك نه ً‬

‫‪13‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫شهادة من أمرين‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫املسألة (‪ :)5‬ال َّبد لثبوت الهالل الثبوت العام بعدل‬
‫‪ -1‬أن يشا ا ااهد برؤيته عند القاضا ا ا ي‪ ،‬واملعتبر ه رؤيس الهالل بعد الغروب ال قبله‪ ،‬وال يكلف الشا ا اااهد‬
‫ذكر صفس الهالل وال مكان رؤيته‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يؤ الشها ة بلفظ أشهد)‪ ،‬ني ‪ :‬أشهد أني رأيت الهالل)‪ ،‬ال بلفظ‪ :‬أ بر) أو أق ا ُّار)‪.‬‬
‫ألنه قد يعتقد له بسا ا اابب ال ي افقه عليه‬ ‫غدا من مضا ا ااان"؛ َّ‬
‫وال يكفي ق ل الشا ا اااهد‪" :‬أشا ا ااهد َّأن ً‬
‫ر‬
‫املشه عنده‪ ،‬كأن يك ن أ ذه من الحساب‪.‬‬
‫ول رجع ال َّش ا ا ااهد العدل بعد ش ا ا ااروعهم ف ال ُّ‬
‫ص ا ا ا م‪ :‬لم يجز لهم الفطر‪ ،‬وكذلك ل رجع الحاكم بعد‬
‫الحكم بثب ته‪.‬‬
‫وه يثبت الش ا ا ااهر بق ل الحاس ا ا ااب‪ ،‬وه ‪ :‬من يعتمد منازل القمر‪ ،‬وتقدير س ا ا اايره‪ ،‬واملنجم‪ ،‬وه ‪ :‬من‬
‫ط‬
‫مبي طن ف الجدول اآلتي‪:‬‬ ‫الف َّ‬ ‫يعتمد النجم [أ ‪ :‬يرى َّأن أول الشهر ه طل ع النجم الفالني]؟‬
‫الرمل‬ ‫الخطيب‬ ‫ابن حجر‬ ‫الحاسب واملنجم‪:‬‬
‫يجب‬ ‫يج ز‬ ‫يج ز‬ ‫العم بعلمهما‪:‬‬
‫يجز‬ ‫ال ي ا ا ا ا اجا ا ا ا ااز ‪[ ،‬ف ا ا ا ا ا يجز‬ ‫اإلجزاء‪:‬‬
‫اإليعاب‪ :‬اإلجزاء]‬
‫يجب‬ ‫ال يج ز‬ ‫صدقهما]‪ :‬ال يج ز ً‬
‫مطلقا‬ ‫تقليدهما [ملن َّ‬

‫‪14‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)6‬هل يثبت الشهربالحساب‪:‬‬
‫ل الشهر بمجر الحساب ون الرؤيس – أ ‪:‬‬ ‫مذهب الشافعيس – كجمه ر الفقهاء ‪ -‬عدم إثبات‬
‫الثب ت العام – َّ‬
‫ألن الشرع ألغى الحساب بالنسبس لألم ر العامس‪.‬‬
‫قال العالمس الرمل رحمه هللا تعا ى ف نهايس املحتاج ‪ :)153/3‬الشارع لم يعتمد الحساب ب ألغاه‬
‫بالكليس) اها‪.‬‬
‫قال العالمس الشبراملس ي رحمه هللا تعا ى‪ :‬ق له‪ :‬ب ألغاه بالكليس) أ ‪ :‬بالنسبس لألم ر العامس كما‬
‫مر له من وج ب الص م به على من وثق به) اها‬ ‫سيصر به فال يناف ما َّ‬

‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪َّ " :‬إنا َّأمس أم َّيس ال نكتب وال نيسب الشهر هكذا وهكذا يعني‬
‫مرة تسعس وعشرين ومرة ثالثين" متفق عليه‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)7‬اتحاد املطالع واختالفها‬
‫إذا ثبت رؤيته ببلد لزم حكم ثب ت رؤيس الهالل البلد القريب ون البعيد‪.‬‬
‫ويثب اات البع ااد ب ااا تالف املط ااالع‪ ،‬والقرب ب اااتي ااا ه ااا على األص ا ا ا ا ‪ ،‬واملرا ب ااه‪ :‬أن يك ن غروب الش ا ا ا اامس‬
‫وطل عها ف املحلين ف وقت واحد‪.‬‬
‫يقدر بمسافس القصر‪.‬‬ ‫ومقاب األص ‪ :‬أن البعد َّ‬
‫وأشار إ ى ذلك ابن رسالن رحمه هللا بق له‪:‬‬
‫يجب ص م رمضان بأحد‪ ..‬أمرين‪ :‬باستكمال شعبان العد‬
‫أو رؤيس العدل هالل الشهر‪ ..‬ف حق من ون مسير القصر‪.‬‬
‫هذا الذ اشار إليه الراف ‪ ..‬والن و ا تار باملطالع‬
‫فعلى املعتمد – وه ‪ :‬االعتبار باتيا املطلع – ل رؤ الهالل ف زبيد لزم الص م أه عدن؛ التيا‬
‫مطلعهم‪ ،‬وإذا رؤ ف ك االملب ر لزم أه سنغاف را الص م ون أه جاكرتا ال تالف مطلعهم‪ ،‬قال ف‬
‫والشك ف ا تالفها كتيققه؛ َّ‬
‫ألن األص عدم ال ج ب) اها‬ ‫ُّ‬ ‫التيفس ‪:)601/3‬‬
‫ط‬
‫تتمس‪ :‬ف بلغس الطالب ف تلخيص فتاوى مشايخ األنجاب للشيخ طيف ر عل وفا ص‪ :)222‬وقد ح َّرر‬
‫العالمس عبد هللا بن عمر بامخرمس قاعدة ف ذلك ‪ -‬أ ‪ :‬اتيا املطلع وا تالفه ‪ -‬وه ‪ :‬أنه إذا كان تفاوت‬
‫الغروب ف م ضعين ثماني رجات فأق َّ فهما متفقان ف املطلع‪ ،‬وإال بأن كان أكثر ول ف بعض فص ل‬
‫السنس فمختلفان‪ ،‬والدرجس ال احدة أربع قا ق) اها‬
‫ً‬
‫فرسخا‪،‬‬ ‫وف التيفس ‪ :)601/3‬وقال التاج التبريز ُّ وغيره‪ :‬ال يمكن ا تالفها ف أق َّ من أربعس وعشرين‬
‫َّ‬
‫وكأن مستنده االستقراء) اها‬

‫‪16‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)8‬االنتقال من بلد إلى بلد و أثراختالف املطالع‬
‫إذا س ااافر من بلد رؤ فيه الهالل ي م الجمعس إ ى بلد رؤ فيه ي م الس اابت‪ ،‬فله حكم البلد الذ س ااافر‬
‫إليه‪ ،‬فإن صام ا تسعس وعشارين ي ًما كان له ثالث ن‪ ،‬وإن صام ا ثالثين ي ًما كان له ط‬
‫واحد وثالث ن‪.‬‬
‫أتم ثالثين؛ َّ‬
‫ألنه باالنتقال‬ ‫وعبارة التيفس مع املنهاج ‪ :)603/3‬فاألصا ‪َّ :‬أنه ي افقهم ف الصا م آ ًرا‪ ،‬وإن َّ‬
‫ص ا ا ا ا ااار مثلهم‪ ،‬وانتص ا ا ا اار األذرأ للمقاااب ا ؛ با َّ‬
‫اأن تكليفااه ص ا ا ا ا م أحااد وثالثين بال ت قيف [أ ‪ :‬بال نص من‬
‫معنى‪ ،‬كما ه ظاهر)‬ ‫ً‬ ‫معنى أ ُّ‬ ‫الشا ااارع]‪ ،‬ال معنى له‪ ..‬وليس كما قال؛ َّ‬
‫ألنه إذا تقرر اعتبار املطالع كان له ً‬
‫اها بتصرف يسير‪.‬‬
‫وإذا سااافر من بلد رؤ فيه الهالل ي م الساابت إ ى بلد رؤ فيه ي م الجمعس‪ ،‬فله حكم البلد الذ سااافر‬
‫ً‬ ‫إليه ً‬
‫أيضا‪ ،‬فإن صام ا ثالثين كان له تسعس وعشرون فال يلزمه ش طيء‪ ،‬وإن صام ا تسعس وعش اارين كان له‬
‫ثمانيس وعشرون‪ ،‬فعليه قضاء ي م‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)9‬شروط صحة الصوم أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪ ،‬فال يص الص م من كافر‪.‬‬
‫‪ -2‬العق ‪ ،‬فال يص الص م من مجن ن‪.‬‬
‫‪ -3‬النقاء من الحيض والنفاس‪ ،‬فال يص الص م من حا ض وال نفساء‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬ك ن ال قت قابال للص م‪ ،‬بأن لم يكن من األيام التي ييرم ص مها‪ ،‬كي مي العيد‪.‬‬
‫وشروط وج ب الص م ستس‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلسالم‪ ،‬فال يجب الص م على الكافر األصل ‪.‬‬
‫أتم سا اابع سا اانين وأطاقه‪ ،‬ويضا ارب ضا ا ًاربا‬ ‫‪ .2‬البل غ‪ ،‬فال يجب الصا ا م على الصا اابي‪َّ ،‬‬
‫لكنه يؤمر به إذا َّ‬

‫أتم عشر سنين وأطاقه‪ ،‬إن أفا الضرب‪.‬‬ ‫غير مبر على تركه إذا َّ‬

‫‪ .3‬العق ‪ ،‬فال يجب الص م على املجن ن‪.‬‬


‫َّ‬
‫الحسيس والش ا ا ا ارعيس‪ ،‬فال يجب الص م على من ال يطيقه‬ ‫‪ .4‬القدرة على الص م‪ ،‬وهذا يشم القدرة‬
‫حسا لكبر أو مرض ال يرجى برؤه‪ ،‬كما ال يجب على من ال يطيقه ً‬
‫شرعا لحيض أو نفاس‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ .5‬الص ا ا ااحس‪ ،‬فال يجب الص ا ا ا م على املريض مر ً‬
‫ض ا ا اا يبي التيمم‪ ،‬بأن يخاف ل ص ا ا ااام على نفس ا ا ااه أو‬
‫واقعا أو مت ً‬
‫قعا‪.‬‬ ‫عض ه أو منفعس عض ه أو ط ل مدة املرض أو زيا ته‪ ،‬وس اء كان املرض ً‬

‫‪ .6‬اإلقامس‪ ،‬فال يجب الص م على املسافر بثالثس شروط‪:‬‬


‫ً‬
‫• ك ن السفر ط يال‪.‬‬
‫• ك نه ً‬
‫مباحا‪.‬‬
‫• أن يسافر قب الفجر‪ ،‬أ ‪ :‬أن يجاوز بنيان بلدته قبله‪.‬‬
‫وستأتي تفاصي هذه األحكام‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)10‬أركان الصيام ثالثة‪:‬‬
‫النيس بالقلب‪ ،‬فال تكفي باللسان وحده‪ ،‬وال يشترط َّ‬
‫التلفظ بها‪ ،‬ب يندب؛ ل ساعد اللسان القلب‪،‬‬ ‫•‬
‫ط‬ ‫ط‬ ‫لك ي م؛ َّ‬
‫ألن ص م ك ي م عبا ة مستقلس‪ ،‬فل ن ى أول ليلس ص م جميعه‪ :‬لم يكف لغير الي م األول‪.‬‬
‫تر املفطرات‪ ،‬اآلتي بيانها‪.‬‬ ‫•‬
‫ركنا‪ ،‬ولم يعدوا املصل ً‬
‫جماعس من فقهاء الشافعيس ‪ -‬رحمهم هللا تعا ى ‪ -‬الصا م ً‬ ‫ط‬ ‫الصا م‪َّ :‬‬
‫ركنا‬ ‫وعد‬ ‫•‬
‫عدمي ال وج له ف الخارج [أ ‪ :‬ال ص رة له ف الخارج]‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ألن الص م ط‬
‫أمر‬ ‫ف الصالة؛ َّ‬
‫ط‬
‫تتمس‪ :‬مذهب املالكيس – رحمهم هللا تعا ى ‪َّ :-‬أن النيس تكفي ف أول ليلس لك ص م يجب تتابعه‪ ،‬فإن انقطع‬
‫لعذر – كيا ض ‪ -‬وجب تجديدها‪ ،‬ويندب تجديدها لك ليلس عندهم‪.‬‬
‫قال العالمس ابن حجر – رحمه هللا تعا ى ‪ -‬ف املنهج الق يم ص‪ :)396‬ينبغ له ذلك [أ ‪ :‬نيس ص م جميع‬
‫تقليدا لإلمام مالك رحمه هللا تعا ى]؛ لييص له ث اب ص م رمضان إن نس ي‬ ‫الشهر أول ليلس من رمضان ً‬
‫َّ‬
‫بأن ذلك يكفي) انتهى‪.‬‬ ‫النيس ف بعض أيامه عند القا‬

‫‪19‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)11‬يشترط في نية صوم الفرض سواء رمضان أو نذرأو كفارة‪ ،‬أمران‪:‬‬
‫ً‬
‫▪ التب يت‪ ،‬أ ‪ :‬إيقاع النيس ليال‪ ،‬أ ‪ :‬فيما غروب الشامس وطل ع الفجر‪ ،‬ول ف صا م الصابي املميز؛‬
‫لحااديااث‪ :‬من لم يب ات الص ا ا ا ايااام قبا الفجر فال ص ا ا ا ايااام بااه) أ رجااه أب او ‪ ،‬وه ميم ل على‬
‫ألنه األص ‪.‬‬ ‫الفرض؛ بقرينس الحديث اآلتي‪ ،‬والنفي للصحس؛ َّ‬
‫قال ف فت املعين‪ :‬تس ا ا ُّن له [أ ‪ :‬النيس] أول الي م الذ نس ا اايها فيه؛ لييص ا ا له ص ا ا مه عند أبي‬
‫ألن مذهبه ‪ -‬رحمه هللا تعا ى – صحس ص م رمضان بنيس من النهار‪.‬‬ ‫حنيفس) اها؛ قلت‪َّ :‬‬
‫ً‬ ‫ول ش َّك ه وقعت ن ته قب الفجر أو بعده؟ لم تص َّ ؛ َّ‬
‫ألن األص عدم وق عها ليال‪.‬‬
‫وال يبط النيس ني أك وجماع مما يناف الصا ا ا م بعدها وقب الفجر‪ ،‬نعم ل قطعها قبله احتاج‬
‫لتجديدها ً‬
‫قطعا‪.‬‬
‫▪ التعيين للمن ف الفرض؛ كرمضا ا ا ا ااان أو نااذر أو ك َّفاارة‪ ،‬بااأن ين كا َّ ليلااس أ َّناه ص ا ا ا ا اا طم غا ًدا عن‬
‫النذر أو الكفارة‪ ،‬واملرا تعيين الجنس ال الن ع من كفارة ظهار أو يمين‪ ،‬ونذر تبرر أو‬ ‫رمض ا ا ا ااان أو َّ‬
‫لجاج‪ ،‬فال يشترط ذلك‪.‬‬
‫ط‬
‫تتمس‪:‬‬
‫قاال العالماس ابن حجر – رحماه هللا تعاا ى ‪ -‬ف املنهج الق يم ص‪ :)398‬ول تس ا ا ا ا َّاحر ليص ا ا ا ا م‪ ،‬أو‬
‫ف الفجر كفاه ذلك إن طر بباله الصا ا م‬ ‫ش اارب لدفع العطش نها ًرا‪ ،‬أو امتنع من ني األك‬
‫بالص اافات التي يش ااترط التعرض لها؛ لتض اامن ك متها قص ااد الص ا م‪ ،‬وكذا ل تس ا َّاحر ليتق َّ ى على‬
‫الص م و طر بباله ذلك) اها‬

‫‪20‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)12‬نية صوم النفل‪:‬‬
‫عل َّ النبي ‪‬‬ ‫▪ تصا ا من النهار قب الزوال؛ لحديث أم املؤمنين عا شا ااس رضا ا ي هللا عنها قالت‪:‬‬
‫ذات ي م‪ ،‬فقال‪ :‬ه عندكم ش ا ا ا طيء؟)‪ ،‬قلنا‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فإني إذا ص ا ا ااا طم)‪ ،‬ثم أتانا ي ًما آ ر‪ ،‬فقلنا‪:‬‬
‫س [وه ‪ :‬تمر ينزع منه ن اه وي َّدق مع أقط ويعجنان بالس ا ا ا اامن]‪ ،‬فقال‪ :‬أرينيه‪ ،‬فلقد‬ ‫أهد لنا ح ط‬
‫‪mentega‬‬ ‫‪keju‬‬

‫الم‪ ،‬وف بعض الروايات‪ :‬ه عندكم من غداء؟)‪ ،‬والغداء‪:‬‬ ‫أص ا اابيت ص ا ااا ًما)‪ ،‬فأك ‪ ،‬أ رجه مس ا ا ط‬
‫اسم ملا يؤك ف الغداة قب الزوال‪.‬‬
‫▪ وال يج ااب فيه ااا التعيين على املعتم ااد‪ ،‬فيص ا ا ا ا ول بني ااس مطلق ااس حتى ف األي ااام الف اااض ا ا ا ال ااس‪ ،‬كعرف ااس‬
‫وعاش ا راء‪ ،‬ف س ااقط الطلب‪ ،‬لكن ال ييص ا الث اب الخاص‪ ،‬فل ص ااام ف ي م عرفس غير مالحظ‬
‫َّأنه ي م عرفس‪ ،‬ص ا َّ ص ا مه‪ ،‬وس اقط عنه طلب ص ا م عرفس‪ ،‬وحص ا على ث اب النف املطلق‪ ،‬أما‬
‫الث اب املترتب على ص م عرفس فال ييص إال بالتعيين‪ ،‬أ ‪ :‬بنيس ك ن ص مه لي م عرفس‪.‬‬
‫▪ وال يشترط فيها قصد النفليس‪.‬‬
‫ط‬
‫تتمس‪ :‬قال العالمس ابن حجر ‪ -‬رحمه هللا تعا ى ‪ -‬ف املنهاج الق يم شر مسا التعليم ص‪:)397‬‬
‫ال ب َّاد من اجتمااع ش ا ا ا ارا ط الص ا ا ا ا م من الفجر‪ ،‬للحكم علياه باأ َّناه ص ا ا ا ااا طم من أول النهاار‪ ،‬حتى يثااب على‬
‫جميعه؛ إذ ص مه ال يتبعض) اها‬

‫‪21‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪[ :)13‬أقل النية و أكملها]‪:‬‬
‫أقا ُّ النيااس املجز ااس بنا ًااء على مااا تقا َّادم من اش ا ا ا ااتراط‪ :‬التب ياات‪ ،‬وتعيين الجنس ون غيرهمااا‪" :‬ن ياات ص ا ا ا ا م‬
‫رمضان"‪ ،‬ول بدون‪ :‬الفرض‪ ،‬أو غد‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأكملها‪" :‬ن يت ص م غد عن أ اء فرض رمضان هذه َّ‬
‫السنس هلل تعا ى"؛ لصحس َّ‬
‫النيس حينئذ اتفاقا‪.‬‬
‫فخرج بقيد األ اء) القضاء‪.‬‬
‫وبقيد فرض) النف ‪.‬‬
‫وبقيد رمضان) ط‬
‫فرض آ ر ككفارة‪.‬‬
‫ط‬
‫وبقيد هذه السنس) سنس أ رى‪.‬‬
‫قال ف بش ا ا ا ا اارى الكريم ‪ :)٤٠٥/٢‬ويس ُّان ‪ ...‬أن ين الصا م عند إفطاره‪ ،‬ف أن ينسا ى النيس بعد‪ ،‬وأن‬
‫ً‬
‫مفطرا ليال بعدها) انتهى‪.‬‬ ‫يعيدها بعد تسحره؛ للخالف ف صحتها َّأوله‪ ،‬وفيما ل تعاطى‬

‫‪22‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)14‬مما يتعلق بأحكام النية في الصيام‪:‬‬
‫‪ .1‬ن ى ليلس الثالثين من شعبان ص م غد نفال إن كان من شعبان‪ ،‬نظر‪:‬‬
‫‪ -‬إن بان ك نه من شعبان ص له النف ‪ ،‬إن كان ممن يج ز له ص مه ف ذلك الي م‪ ،‬كمن له عا ة‪.‬‬
‫‪ -‬وإن بان ك نه من رمضان فال يص ص مه؛ ألن ص م رمضان واجب مضيق ال يقب غيره‪.‬‬
‫‪ .2‬ل ن ى ليلس الثالثين من شا ا ااعبان صا ا ا م غد عن رمضا ا ااان إن كان منه‪ ،‬فتبين أنه من رمضا ا ااان‪ ،‬لم‬
‫يص ا ا ا ؛ لعدم الجزم بالنيس‪ ،‬واألصا ا ا بقاء شا ا ااعبان؛ إال إذا قامت عنده قرينس تق الظن َّأن غدا‬
‫من رمض ااان؛ كإ بار ص اابي رش اايد له برؤيته الهالل‪ ،‬واملرا بك نه "رش اايدا" هنا‪ ،‬أ ‪ :‬لم ي َّ‬
‫جرب عليه‬
‫الكذب‪ ،‬فيينئذ تص ا النيس‪ ،‬قال ف التيفس ‪ :)٦١٨/٣‬ثم إن بان قب الفجر أنه من رمض ااان لم‬
‫ييتج إلعا تها‪ ،‬وإال كان ي م شك‪ ،‬فال يج ز له ص مه) انتهى‪.‬‬
‫ً‬
‫ب ويقع مجز ا عن رمضان ول بان أنه منه بعد الفجر‪.‬‬
‫‪ .3‬ل ن ى ليلس الثالثين من رمض ا ا ا ااان ص ا ا ا ا م غد إن كان من رمض ا ا ا ااان‪ ،‬أجزاه ذلك؛ ألن األص ا ا ا ا بقاء‬
‫رمضان‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)15‬مسألة تتعلق بالنية ممن ينقطع حيضها ليال‪:‬‬
‫ً‬
‫ل ن ت الحا ض ليال قب انقطاع مها ص م غد‪ ،‬نظر‪:‬‬
‫️⬅ فاإن كاان َّ‬
‫تم لهاا ليال أكثر الحيض [وه مس ا ا ا ااس عش ا ا ا اار ي ماا]‪ ،‬أو كاان قادر عاا تهاا ال تختلف ص ا ا ا ا‬
‫ص مها بتلك النيس؛ البتناء نيتها على أص صحي ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫️⬅ وإن لم َّ‬
‫يتم لهاا أكثر الحيض‪ ،‬أو كاانات عاا تهاا مختلفاس‪ ،‬لم تص ا ا ا ا نيتهاا ليال؛ لعادم بناااهاا على أص ا ا ا ا‬
‫صحي ‪.‬‬
‫تتمس ‪:)1‬‬
‫يص ُّ الص م ممن انقطع حيضها قب الفجر‪ ،‬وإن اغتسلت بعده‪.‬‬
‫تتمس ‪:)2‬‬
‫َّ‬
‫شك نها ًرا ف تب يت النيس‪ ،‬ثم تذكر‪ ،‬نظر‪:‬‬ ‫ل‬
‫ً‬
‫قطعا‪.‬‬ ‫‪ -‬قب مض ي أكثر النهار ص َّ‬
‫‪ -‬أو بعد مض ي أكثره نها ًرا‪ ،‬أجزأه ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أو بعد الغروب أجزأه‪ ،‬واعتمده العالمس الرمل الفا للعالمس ابن حجر ‪ -‬رحمهما هللا تعا ى ‪.-‬‬
‫شك ف ذلك بعد الغروب لم َّ‬
‫يضر بخالف الصالة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أما ل‬

‫‪24‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)16‬ضابط مهم‪:‬‬
‫يجب اإلمس ااا عن األك والشا ا ا ا ا ا اارب‪ ،‬والض ااابط عند فقهاء الش ااافعيس رحمهم هللا تعا ى ه َّأن‪ :‬ك َّ عين‬
‫وصلت إ ى الج ف من منفذ مفت تفسد الصيام)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫والعين‪ :‬تشم ما يؤك عا ة وما ال يؤك ‪ ،‬فتفسد الصيام وإن قلت‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫و رج با "العين"‪ :‬األثر‪ ،‬ك ص ل الطعم ‪ )1‬بالذوق إ ى حلقه‪.‬‬
‫والج ف ه ‪ :‬البطن‪ ،‬والدماغ‪ ،‬وباطن األذن‪ ،‬والدبر‪ ،‬والقب ‪ ،‬أ ‪ :‬سا ا اء كان فيه ق ة إحالس أم ال‪ ،‬و رج‬
‫باه ماا يصا ا ا ا ا إ ى ني لحم السا ا ا ا اااق فال يفطر باه‪ ،‬وكاذلاك اإلحليا ‪ ،‬وه ‪ :‬مخرج ب ل ولبن‪ ،‬وإن لم يجاااوز‬
‫الحشفس والحلمس‪.‬‬
‫ً‬
‫واملرا بااملنفاذ املفت ‪ :‬املفت عرفاا أو فت ًياا يادر ‪ ،‬و رج باه ماا يصا ا ا ا ا ُّ عبر مسا ا ا ا ااام الجلاد‪ ،‬فال يفسا ا ا ا ااد‬
‫الص م‪.‬‬
‫وبناء على هذا الضابط ينبني الحكم على املستجدات املتعلقس باإلفطار‪.‬‬ ‫ً‬
‫ط‬
‫تتم ااس‪ :‬ق ااال العالم ااس ابن حجر رحم ااه هللا تع ااا ى ف التيف ااس ‪ :)627/3‬وك ااذا يفطر ب ااإ ااال أ نى جزء من‬
‫إصبعه ف بره أو قبلها‪ ،‬بأن يجاوز ما يجب غسله ف االستنجاء) اها‬

‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫‪(1‬بالفتح‪ ،‬وهو ما يؤديه الذوق‪ ،‬والطعم‪ :‬الطعام‪ ،‬فوصول الطعم إلى الجوف ال يفطربه‪ ،‬ومثله‪ :‬الرائحة‪ ،‬أما الدخان فيفطرإذا‬
‫انفصلت منه عين إلى الجوف‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)17‬ابتالع الصائم للريق‪:‬‬
‫يفطر به الصا م ف ص ر‪ ،‬وال يفطر به ف ص ر‪:‬‬
‫ال يفطر الصا م ببلع ريقه ما ام ف معدنه ‪ -‬وه ‪ :‬جميع الفم ‪ ،-‬حتى ول جمعه فابتلعه لم يفطر‬ ‫•‬
‫على األص ‪.‬‬
‫ول أ رج لسانه وعليه الريق ثم ر َّ ه وابتلع ما عليه فإنه ال يفطر ً‬
‫أيضا على املعتمد‪.‬‬ ‫•‬
‫ويفطر إذا ابتلع ريقه املتنجس بني م لثته وإن صفا‪ ،‬ولم يبق فيه ط‬
‫أثر للدم‪.‬‬ ‫•‬
‫ط‬
‫ويفطر إذا ابتلع ريقه‪ ،‬وه مختلط بعين انفصلت من طاهر‪.‬‬ ‫•‬
‫ويفطر إذا أ رج يقه إ ى ظاهر َّ‬
‫ثم ر َّ ه وابتلعه‪.‬‬
‫الشفس َّ‬ ‫ر‬ ‫•‬
‫ط‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويفطر إذا ب َّ يطا أو س اكا بريقه ور َّ ه إ ى فمه وعليه رط بس تنفص ‪ ،‬بخالف ما ل لم يكن على‬ ‫•‬
‫فإنه ال ُّ‬
‫يضر‪.‬‬ ‫الخيط أو الس ا ما ينفص لقلته أو لعصره أو لجفافه َّ‬
‫ط‬
‫عمن ابتل بدم لثته بييث ال يمكنه االحتراز عنه‪ ،‬فمتى ابتلعه املبتلى به‪ ،‬ول س له عنه ب ٌّد‬‫تتمس‪ :‬يعفى َّ‬
‫َّ‬ ‫يضر أثر ماء املضمضس وإن أمكن ُّ‬‫فص مه صحي ط ‪ ،‬وال ُّ‬
‫مجه؛ لعسر التيرز عنه ‪ ،)1‬فال يكلف تنشيف‬
‫الفم عنه‪ ،‬كما ف فت املعين وغيره‪.‬‬

‫‪ )1‬انظر حاشيس السنباطي على املحل ‪)186/3‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)18‬بقايا الطعام بين األسنان‬
‫ل بقي طع طام بين أسنانه فجرى به ريقه إ ى ج فه‪:‬‬
‫▪ بطبعه ال با تياره وفعله‪.‬‬
‫▪ وعجز عن تمييز الطعام عن الريق ومجه‪.‬‬
‫ً‬ ‫فال يفطر بذلك‪ ،‬وإن تر َّ‬
‫التخل – وه ‪ :‬تنظيف ما بين األسنان بني ع – ليال‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ويتأكد َّ‬
‫التخل بعد التسحر‪.‬‬
‫طر جز ًما‪.‬‬ ‫َّأما إذا لم يعجز عن تمييزه ومجه‪ ،‬أو ابتلع ما بقي من طعام بين أسنانه قص ًدا َّ‬
‫فإنه مف ط‬
‫ً‬ ‫وال يجب غس الفم َّ‬
‫مما أك ليال‪ ،‬لكن يندب‪.‬‬
‫قال العالمس ابن حجر ‪ -‬رحمه هللا تعا ى ‪ -‬ف املنهج الق يم ص‪ :)401‬ويفطر بجر الريق بما بين األسنان‬
‫بقدرة مجه‪ ،‬أ ‪ :‬مع قدرته عليه؛ لتقصيره حينئذ‪ ،‬بخالف ما إذا عجز عن تمييزه ومجه؛ لعذره) اها‬

‫‪27‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)19‬سبق املاء إلى الجوف‪:‬‬
‫قال العالمس الكر رحمه هللا تعا ى‪:‬‬
‫ينقسم سبق املاء إ ى ج فه بذلك ثالثس أقسام‪:‬‬
‫‪[ -‬أولهاا] يفطر باه مطل ًقاا باال أم ال‪ ،‬فيماا إذا س ا ا ا ابق ف غير مطل ب‪ ،‬ك َّ‬
‫االرابعاس‪ ،‬وكاانغمااسا ا ا ا اه ف املااء‬
‫لكراهته للصا م‪ ،‬ولغس تبر أو تنظف‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيها‪ :‬يفطر إن بال ‪ ،‬وذلك ف ني املضمضس املطل بس ف ني ال ض ء املطل ب‪.‬‬
‫‪ -‬ثااالاهااا‪ :‬ال يفطر مطل ًقاا‪ ،‬وإن بااال ‪ ،‬وذلااك عنااد ُّ‬
‫تنجس الفم؛ ل ج ب املبااالغااس حينئااذ على الصا ا ا ا ااا م‬
‫كغيره؛ ليغس ك َّ ما ف حد الظاهر‪.‬‬
‫فإنه يفطر ول ف الغس ال اجب؛‬ ‫تتمس ‪ :)1‬ل اغتس منغم ًسا فسبق املاء إ ى باطن األذن أو األنف َّ‬

‫لكراهس االنغماس للصا م كما َّ‬


‫مر‪.‬‬
‫ص‪ :)20‬املبالغس ن عان‪:‬‬ ‫تتمس ‪ :)2‬قال العالمس البنتاني رحمه هللا تعا ى ف بهجس ال سا‬
‫أحدهما‪ :‬أن يصعد املاء إ ى أقص ى الحنك ف املضمضس‪ ،‬وإ ى أقص ى الخ ش م ف االستنشاق‪.‬‬
‫ط‬
‫تصعيد‪ ،‬كما أفا ه الشرقاو ) اها‬ ‫ثانيهما‪ :‬م ء الفم أو األنف باملاء على الف العا ة‪ ،‬وإن لم ييص‬

‫‪28‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)20‬االستقاءة للصائم‪.‬‬
‫َّ‬
‫منك ًساا ‪َّ -‬‬
‫ألن‬ ‫تعمد إ راج القيء‪ ،‬حتى ول تيقن َّأنه لم يرجع شا طيء إ ى ج فه – كأن تقيأ‬
‫يفطر الصاا م إذا َّ‬
‫ط‬
‫مفطر بنفسه‪.‬‬ ‫تعمد إ راجه‬
‫وأ َّماا من ذرعاه القيء ‪ -‬أ ‪ :‬غلباه ‪ -‬باأن رج بغير ا تيااره‪ ،‬فال يفسا ا ا ا ااد ص ا ا ا ا ماه؛ قاال النبي ‪ :‬من ذرعاه‬
‫القيء –غلبه– وه ص ا ا ا ااا م‪ ،‬فل س عليه قض ا ا ا اااء‪ ،‬ومن اس ا ا ا ااتقاء فليقض) أ رجه أب او ‪ ،‬وقال اإلمام‬
‫ط‬
‫حسن بمجم ع طرقه)‪.‬‬ ‫الن و رحمه هللا تعا ى‪:‬‬
‫َّ‬
‫واملرا ‪ :‬إذا غلبه ولم يعد منه أو من ريقه املتنجس به ش ا ا ا ا طيء إ ى ج فه بعد وص ا ا ا ا له لحد الظاهر‪ ،‬أو عا‬
‫بعد وص له إ ى حد الظاهر بغير ا تياره‪ ،‬فال يفطر به‪.‬‬
‫حد الظاهر من الفم‪ ،‬وه ‪ :‬مخرج الحاء املهملس‪ ،‬فما بعده ط‬
‫باطن) اها‪.‬‬ ‫قال ف التيفس ‪ُّ :)623/3‬‬

‫قال الترمسا ا ا ي ‪ -‬رحمه هللا تعا ى ‪ -‬ف حاشا ا ا ته ‪ :)547/5‬ل احتاج املريض إ ى التقيؤ ألج التداو بق ل‬
‫طب ب أفطر) أ ‪ :‬وعليه القضاء‪.‬‬
‫وحكم القلس حكم القيء‪ ،‬ق ااال اإلم ااام الن و – رحم ااه هللا تع ااا ى ‪ :-‬ه بفت الق اااف والالم وب ااالس ا ا ا ااين‬
‫املهملس‪ ،‬يقال‪ :‬قلس يقلس بكس اار الالم‪ ،‬أ ‪ :‬تقيأ‪ ،‬والقلس ‪ -‬بإس ااكان الالم ‪ -‬القيء‪ ،‬وقي ‪ :‬ه ما رج من‬
‫الج ف ولم يمأل الفم قاله الخلي بن أحمد) اها‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)21‬النخامة ودخول الذباب أثناء الصوم‪:‬‬
‫ط‬ ‫ط‬
‫النخامس ‪ -‬ويقال لها‪ :‬النخاعس – ه ‪ :‬فضلس غليظس تنزل من الدماغ أو تصعد من الباطن‪.‬‬
‫وحكمها‪َّ :‬أنه ال يفطر بها الصا م إذا وصلت إ ى حد الظاهر – وه مخرج الحاء كما َّ‬
‫مر – ولفظها‪.‬‬
‫ً‬
‫ااهال مع ً‬ ‫َّ‬
‫اذورا أو‬ ‫أ َّماا ل ابتلعهاا مع القادرة على لفظهاا بعاد وص ا ا ا ا لهاا لحاد الظااهر فيفطر بهاا؛ إال إذا كاان ج‬
‫ً‬
‫ناسيا فال يفطر بذلك‪.‬‬
‫وإذا ابتلعها مع عدم القدرة على لفظها لم يفطر‪ ،‬كأن نزلت من الدماغ إ ى الباطن‪.‬‬
‫له‪ ،‬فل وصلت إ ى ج فه أفطر‬ ‫وال يفطر ب ص ل ني ذباب إ ى ج فه‪ ،‬وإن فت فاه ً‬
‫عمدا ألج‬
‫ضره بقاؤها أم ال ‪ -‬وجاز له إ راجها إن ض َّره بقاؤها مع القضاء‪ ،‬كما أفتى به‬ ‫بإ راجها م ً‬
‫طلقا ‪ -‬أ ‪ :‬س اء َّ‬

‫العالمس ابن حجر – رحمه هللا تعا ى ‪.-‬‬


‫أما ل تركها فال ُّ‬
‫يضر ذلك ص مه‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)22‬مسحة كورونا‪:‬‬
‫مس ا ا ا احاس األنف التي تعما للفيص من ك روناا تتجااوز منتهى الخ ش ا ا ا ا م باإفاا ة عاد من األطبااء‪ ،‬وعلياه‪:‬‬
‫فإنها تفسد الص م على املذهب الشاف ‪.‬‬
‫قااال العالمااس ابن حجر ‪ -‬رحمااه هللا تعااا ى ‪ -‬ف املنهج الق يم‪ :‬ماا وراء الخ ش ا ا ا ا م – وه أقص ا ا ا ا ى األنف –‬
‫ج طف) اها‪ ،‬والعين إذا وصلت إ ى الج ف من منفذ مفت أفسدت الص م كما َّ‬
‫مر‪.‬‬
‫وقال ف فت املعين‪ :‬وال يفطر ب صا ا ا ا ل شا ا ا ا يء إ ى باطن قص ا ا اابس أنف حتى يجاوز منتهى الخ شا ا ا ا م‪ ،‬وه‬
‫أقص ى األنف) اها‪ ،‬أ ‪ :‬فإذا جاوزه بط الص م‪.‬‬
‫ط‬
‫ولفقهااا نااا الشا ا ا ا ااافعيااس رأ ٌّ آ ر وه ‪ :‬يش ا ا ا ااترط ف الج ف أن تك ن بااه ق ة تييا الغااذاء‪ ،‬وعليااه ال يبطا‬
‫الص م بذلك‪ ،‬إال َّأنا ااه الف املعتمد ف املذهب‪ ،‬وذكره اإلمام الن و ف املنهاج بق له‪ :‬وقي ‪ :‬يشترط مع‬
‫هذا أن يك ن فيه – أ ‪ :‬الج ف – ق ة تيي الغذاء والدواء) اها‬
‫وأفتاات بعض ور اإلفتاااء – كاادار اإلفتاااء ف اململكااس األر نيااس نفع هللا بجه هم – َّأن الص ا ا ا ا ااا م ال يفطر‬
‫بتعاطي تلك املس ا ا ااحس حال الص ا ا اايام‪ ،‬وبن ا ذلك على املتقرر ف املذهبين املالكي والحنفي – كما يظهر من‬
‫الفت ى – إذ َّأن املذهب الحنفي يشااترط اسااتقرار الدا ف الج ف‪ ،‬وأال يبقى منه شا طيء ف الخارج‪ ،‬وه‬
‫ماا ال يت فر ف مس ا ا ا احاس ك روناا‪ ،‬قاال ف الفقاه الحنفي ف ث باه الجادياد ‪ :)411/1‬ماا ياد ا إ ى الج ف وال‬
‫ُّ‬
‫يستقر فيه ال يفسد الص م‪ ..‬وعدم االستقرار ف الج ف يك ن بأحد أمرين‪:‬‬
‫جزء من الدا إ ى الج ف ارجه‪.‬‬ ‫‪ -‬أولهما‪ :‬أن يبقى ط‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثانيهما‪ :‬أن يخرج من الج ف مباش ا اارة بعد الد ل فيه قب االس ا ااتقرار به‪ ،‬وانيالل شا ا ا يء منه ف‬
‫ط‬
‫ميزان الحرارة ف بره بشاارط‪:‬‬ ‫الج ف‪ ،‬وينبني على هذا صا طر كثيرة منها‪ :‬ال يفساد صا مه إذا أ‬
‫ألن ً‬ ‫ن ً‬
‫جافا؛ َّ‬
‫قسما منه يبقى ف الخارج) اها‪.‬‬ ‫أن يك‬
‫أما املذهب املالكي‪ ،‬فاملتقرر عندهم َّأن غير املا ع ال يفس ا ااد الص ا ا م إال إذا وص ا ا إ ى املعدة‪ ،‬وف الش ا اار‬
‫الدر ير املالكي رحمه هللا‪ :‬واحترز باملا ع عن غيره كيصاة و رهم ف ص له للحلق‬ ‫الصغير للعالمس أحمد َّ‬

‫‪31‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫ال يفس ا ااد ب للمعدة)‪ ،‬وقد س ا ااألت فض ا اايلس الش ا اايخ نايف آل الش ا اايخ مبار حفظه هللا تعا ى – وه فقيه‬
‫بأن مسحس ك رونا ال تفسد الص م وفق مذهب املالكيس‪.‬‬ ‫مالكي – فأفا َّ‬

‫فمن أ ذ بهذا الرأ فله ذلك‪ ،‬وال يجب عليه القضاء؛ لصحس تقليده‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫مقدا ًرا أق َّ من الع بييث ال يتجاوز منتهى الخ ش ا ا م‬ ‫‪ -‬األول‪ :‬أن الذ يجر الفيص قد يد‬
‫ً‬
‫مخالفا للتعليمات‪ ،‬فال فطر بذلك‪.‬‬ ‫فقا باملفي ص مع ك نه‬ ‫ً‬
‫ر‬
‫ً‬
‫‪ -‬الثاني‪َّ :‬أن من تعاطى مس ا ااحس ك رونا عبر األنف جاهال بك نها تفس ا ااد الص ا ا م‪ ،‬فال يفس ا ااد ص ا ا مه‬
‫حتى عند فقها نا الشافعيس‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)23‬ما يترتب على الفطربالجماع في نهاررمضان‪:‬‬
‫يترتب على من أفسد ص م ي م من رمضان بجماع أثم به ألج الص م ستس أم ر‪:‬‬
‫اإلثم‪.‬‬ ‫▪‬
‫فسا الص م‪.‬‬ ‫▪‬
‫وج ب اإلمسا بقيس الي م؛ لحرمس الشهر‪.‬‬ ‫▪‬
‫وج ب القضاء ف ًرا‪.‬‬ ‫▪‬
‫الضابط املشه ر‪ :‬ما فيه ٌّ‬
‫حد أو‬ ‫التعزير هنا مستثنى من َّ‬ ‫وج ب التعزير إن لم يأت تا ًبا‪ ،‬ووج ب َّ‬ ‫▪‬
‫ط‬
‫كفارة ال تعزير فيه‪.‬‬
‫وج ب الكفا ة املغلظس‪ ،‬وسيأتي بيانها‪ ،‬وهذا بيان ملحتر ات ُّ‬
‫ترتب الكفارة املغلظس‪ ،‬حيث‪:‬‬ ‫▪‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫رج با أفسد) ما ل لم يفسد بالجماع؛ ل ق ع الجماع حال نسيان أو إكراه مثال‪ ،‬فال تجب الكفارة‪.‬‬
‫و رج با ص م ي م)‪ ،‬ما ل ج َّن أو مات بعد إفطاره بالجماع‪ ،‬فال تجب عليه الكفارة‪.‬‬
‫و رج با ي م من رمضان) ما ل أفسد ص م ي م غير مضان‪ ،‬كنذر أو كفارة أو قضاء‪ ،‬فال تجب الكفارة‪.‬‬
‫و رج با جماع) ما ل أفسد ص مه بغير الجماع‪ ،‬كاستمناء وتعمد ق ء‪ ،‬فال تجب الكفارة‪.‬‬
‫ناويا التر ص؛ إذ ال يأثمان‪ ،‬فال‬‫و رج با أثم به) ما ل جامع من يج ز له الفطر – كمريض ومسافر – ً‬
‫تجب الكفارة‪.‬‬
‫ط‬
‫مسافر بغير نيس التر ص فإنه يأثم؛ لعدم نيس‬ ‫و رج با ألج الص م) ما ل أثم لغير الص م‪ ،‬كما ل جامع‬
‫التر ص ال ألج الص م‪ ،‬فال تجب عليه الكفارة‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)24‬بيان الكفارة املغلظة‪.‬‬
‫الكفارة املغلظس‪ ،‬ه ‪:‬‬
‫▪ عتق رقبس مؤمنس‪.‬‬
‫شرعا‪ ،‬صام شهرين متتابعين‪ ،‬فإن صام من أولهما أجزأه ذلك ول كانا‬ ‫حسا أو ً‬ ‫▪ فإن لم يجدها ً‬
‫كم من الثالث ليك ن ثالثين ي ًما‪ ،‬ول‬‫ناقصين [أ ‪ :‬ك واحد منهما ‪ 29‬ي ًما]‪ ،‬أو من أثناء األول َّ‬
‫أفطر – ول بني سفر أو مرض وجب عليه اإلفطار فيه – لزمه االستئناف‪ ،‬بخالف ما ل أفطر‬
‫بما يناف الص م‪ ،‬كجن ن أو إغماء فال ينقطع التتابع‪.‬‬
‫ً‬
‫طعاما‬ ‫مسكينا‪ ،‬بأن يملكهم‪ ،‬فل طبخ لهم‬‫ً‬ ‫▪ فإن عجز عن الص م لهرم أو مرض أطعم ستين‬
‫مد لك مسكين‪ُّ ،‬‬ ‫عشاهم لم يكف‪ ،‬ومقدار اإلطعام‪ٌّ :‬‬ ‫فغداهم أو َّ‬
‫َّ‬
‫واملد‪ :‬ربع صاع‪ ،‬ويعا ل بال زن‪:‬‬
‫تقريبا‪ ،‬ويجب ك نه من غالب ق ت بلد املكفر‪ ،‬كصدقس الفطر‪.‬‬ ‫‪ 600‬جم ً‬
‫وتتكرر الكفارة املغلظس بتكرر اإلفسا للصيام بالجماع‪ ،‬فل أفسد ك َّ أيام الشهر وجبت كفار ط‬
‫ات‬
‫ألن ال طء الثاني لم يصا ف‬ ‫بعد األيام‪ ،‬بخالف ما ل تكرر ال طء ف ي م واحد‪ ،‬فال تتكرر الكفارة؛ َّ‬
‫ص ًما‪.‬‬
‫ول علم تيريم ال طء وجه وج ب الكفارة وجبت عليه‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)25‬صرف الكفارة إلى أهل املكفر‬
‫ال يج ز وال يجز فع الكفارة إ ى من تلزم املكفر نفقته‪.‬‬
‫والج اب عما ور ف الحديث‪ :‬ذ هذا فأطعمه أهلك) من أربعس أوجه‪ ،‬ه ‪:‬‬
‫‪َّ -‬أن إطعامه أهله من باب الصدقس‪ ،‬مع استقرار الكفارة ف ذمته‪.‬‬
‫‪ -‬أ َّناه من باااب الكفااارة‪ ،‬ويج ز إذا تط َّ ع ش ا ا ا ااخص بااالتكفير عن غيره أن يطعم املكفر املتط ع أها‬
‫اكينا‪ ،‬قال العالمس ابن حجر رحمه هللا ف التيفس ‪ :)703/3‬وسا َّ غ‬ ‫املكفر عنه إذا كان ا ساتين مس ً‬ ‫َّ‬
‫املكفر عنه‪ ،‬وبهذا أ ذ أصحابنا‬ ‫بأن املكفر املتط ع يج ز له صرفها ملم ن َّ‬ ‫إعالما َّ‬
‫له صرفها ألهله ً‬
‫صرف ملم ن َّ‬ ‫ط‬
‫املكفر عنه) اها‪ ،‬وهذا أق ى األج بس‪.‬‬ ‫فقال ا‪ :‬يج ز للمتط ع بالتكفير عن الغير‬
‫‪َّ -‬أن هذا من باب الخص صيس‪.‬‬
‫‪َّ -‬أن هذا الحكم منس طخ‪.‬‬
‫ور َّ الج اب الثالث والرابع بعدم الدلي على الخص صيس أو النسخ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ط‬
‫تستقر ف ذمته‪ ،‬فإذا قدر على صلس منها فعلها‪ ،‬وإن قدر على‬ ‫تتمس ‪ :)1‬وال تسقط الكفارة باإلعسار ب‬
‫اتقر ف الذمس‬ ‫ألن حق ق هللا املاليس إذا كانت بساابب من الشااخص ‪ -‬كالكفارات ‪ -‬تسا ُّ‬ ‫أكثر من صاالس رَّتب؛ َّ‬
‫بالعجز‪ ،‬وإن لم تكن بسا اابب منه لم تسا ااتقر‪ ،‬كصا اادقس الفطر‪ ،‬وفديس العاجز عن الص ا ا م ملرض ال يرجى‬
‫برؤه‪.‬‬
‫ل َّ‬ ‫اامال‪ :‬عن أبي هريرة ‪ ‬قاال‪ :‬جااء رجا ط إ ى َّ‬ ‫ً‬ ‫ط‬
‫النبي ‪‬فقاال‪ :‬هلكات ياا رس ا ا ا ا‬ ‫تتماس ‪ :)2‬لفظ الحادياث ك‬
‫ً‬
‫قاال‪ :‬ووماا أهلكاك‪ ،،‬قاال‪ :‬وقعات على امرأتي ف رمضا ا ا ا اان‪ ،‬فقاال‪ :‬وها تجاد ماا تعتق رقباس‪ ،،‬قاال‪ :‬ال‪ ،‬قاال‪:‬‬
‫وفه تسا اتطيع أن تصا ا م شا اهرين متتابعين‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬وفه تجد ما تطعم سا اتين مسا اك ًينا‪ ،‬قال‪ :‬ال‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫النب ُّي ص ا ا الى عليه وس ا ا الم بعرق فيه تم طر‪ ،‬فقال‪ :‬وتص ا ا ا َّدق بهذا‪ ،،‬فقال‪ :‬أعلى أفقر م َّنا‪،‬‬ ‫ث َّم جلس فأتي َّ‬
‫النب ُّي ‪‬ح َّتى بادت أنيااباه‪ ،‬ث َّم قاال‪ :‬واذهاب فاأطعماه‬ ‫فماا بين البتيهاا أها ب ات أح ج إلياه م َّناا‪ ،‬فِ ا ا ا احاك َّ‬
‫أهلك‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)26‬حكم الوصال‬
‫ييرم علينا ال صااال بين صا مين شاارعيين‪ ،‬سا اء فرضااين أو نفلين‪ ،‬أو فرض ونف ؛ ملا ف الصااحييين من‬
‫حديث أنس رض ي هللا عنه مرف ًعا َّأنه صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال ت اصل ا)‪ ،‬قال ا‪ :‬إنك ت اص ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إني لست كأحد منكم‪ ،‬إني أب ت يطعمني ربي ويسقيني)‪.‬‬
‫وا تلف ف علس تيريم ال صال‪ ،‬على رأيين‪:‬‬
‫ض ا ا ا اعف‪ ،‬وه مااا ذكره ف املجم ع‪ ،‬قااال العالمااس ابن حجر – رحمااه هللا تعااا ى ‪ -‬ف التيفااس ‪،)659/3‬‬ ‫⃣‪ 1‬ال َّ‬
‫صاه‪ :‬وعلس ذلك‪ :‬الضاعف مع ك ن ذلك ‪ -‬أ ‪:‬‬ ‫وكالم األصاحاب كالصاري فيه) اه ا ا ا ا اا‪ ،‬وف املنهج الق يم ما ن ُّ‬
‫ط‬
‫ال صال ‪ -‬من ص صياته صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ففطم الناس عنه‪ ،‬وإن لم يكن فيه ضعف) اها‬
‫⃣‪ 2‬إيقاع العبا ة الص م) ف غير ميلها اللي )‪.‬‬
‫وينبني على اال تالف ف التعلي ‪ ،‬أم طر منها‪:‬‬
‫ه الجماع يمنع ال صال أم ال؟‬
‫ألن ال ص ااال إنما يزول بتناول ما ش ااأنه أن يق الص ااا م‪ ،‬واعتمده‬ ‫فعلى األول‪ :‬الجماع ال يمنع ال ص ااال؛ َّ‬
‫العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى‪.‬‬
‫وعلى الثاني‪ :‬الجماع يمنع ال صااال؛ إذ تناول أ مفطر يمنعه؛ لعدم اسااتدامس جميع أوصاااف الصااا مين‪،‬‬
‫واعتمده العالمس الرمل ‪.‬‬
‫كثيرا قب الغروب حرم عليه ال صاال مع انتفاء الضاعف‪،‬‬ ‫وال يشاك على التعلي األول َّأنه‪ :‬إذا أك ناس ًايا ً‬
‫كما ف بشرى الكريم ‪)416/2‬؛ ملا ف ذلك من التشبه بخص صياته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ً‬
‫مفطرا ال يعتبر‬ ‫ويؤ ذ من ق لهم‪ :‬بين ص ا ا ا مين شا ا اارعيين) َّأن املمسا ا ااك ‪ -‬كاملفطر بال عذر ‪ -‬ل لم يتناول‬
‫ً‬ ‫م اص ا ا ا ًاال؛ َّ‬
‫ألنه ل س م اص ا ا ااال بين ص ا ا ا مين ش ا ا اارعيين‪ ،‬إال َّأن التعبير بذلك فيه جر ٌّ على الغالب‪ ،‬كما ف‬
‫النهايس‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫َ‬
‫املسألة (‪ :)27‬القبلة للصائم‪.‬‬
‫حركت) عما ل‬‫حركت الش ااه ة‪ ،‬بييث يخاف اإلنزال أو فع الجماع‪ ،‬واحترز ب ا ا ا ا ا ا َّ‬ ‫تكره كراهس تيريم إذا َّ‬
‫كان من شأنها أنها تير الشه ة‪ ،‬ولكن لم يقع التيريك‪ ،‬فإنها ال تيرم‪.‬‬
‫ضاا؛ ملا ف ذلك من تعريضاه الق للفساا ‪ ،‬أما النف فال تيرم‬ ‫ومي ُّ كراهس التيريم‪ :‬إذا كان الصا م فر ً‬
‫فيه وإن حركت الشه ة؛ إذ يج ز قطعه متى شاء الصا م‪.‬‬
‫فإن لم تير الشه ة فإنها الف األو ى‪ ،‬ولم تكره لضعف؛ أ ااها إ ى اإلنزال‪.‬‬
‫وف الحديث َّأن النبي ص االى هللا عليه وس االم ر َّ ص ف القبلس للش اايخ وه ص ااا م‪ ،‬ونهى عنها الش اااب‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫الشيخ يملك إربه‪ ،‬والشاب يفسد ص مه)‪ ،‬أ رجه البيهقي رحمه هللا تعا ى‪.‬‬
‫واملعنى‪ :‬ش اايس إفس ااا الص ا م كما تقرر‪ ،‬فإذا لم يخش فس ااا الص ا م جازت ول مع الش اااب‪ ،‬وإذا ا ي‬
‫ذلك حرمت ول من الشيخ‪.‬‬
‫ومث القبلس فيما تقدم‪ :‬ك ُّ ملس ل يء من البدن بال حا ‪.‬‬
‫فإن قي ‪ :‬ملاذا حرمت القبلس املحركس للشه ة على الصا م‪ ،‬وكرهت املبالغس ف املضمضس كما َّ‬
‫مر؟‬
‫فالج اب؛ ألمرين‪:‬‬
‫‪َّ -‬أن القبلس أصلها غير مندوب‪.‬‬
‫‪َّ -‬أن قليلهااا ياادع إ ى كثيرهااا‪ ،‬واإلنزال املت لااد عنهااا ال حيلااس ف فعااه‪ ،‬بخالف املاااء الااذ ف الفم؛ إذ‬
‫يمكن ُّ‬
‫مجه‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)28‬االكتحال للصائم‪:‬‬
‫وإنما لم يضاار ذلك لحصا له بتشاارب‬ ‫ال بأس به‪ ،‬وال يضا ُّار وج طعمه ف حلقه‪ ،‬أو ل نه ف ني نخامته‪َّ ،‬‬
‫مسام ج فه‪.‬‬
‫ً‬
‫واملسام‪ :‬جمع سم ‪ -‬مثلث السين ‪ :-‬ثق ب لطيفس جدا ال تدر ‪.‬‬
‫وقال اإلمام مالك رحمه هللا تعا ى‪ :‬يفطر به الصا م‪.‬‬
‫ولذا قال العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف تيفس املحتاج ‪َّ :)٦٢٩/٣‬إنه الف األو ى)‪.‬‬
‫وما رواه البيهقي أنه صا ا االى هللا عليه وسا ا االم اكتي وه صا ا ااا طم‪ ،‬ضا ا ا َّاعفه اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف‬
‫املجم ع‪.‬‬
‫ب قال الترمذ رحمه هللا تعا ى‪ :‬ال يص ف هذا الباب ش طيء)‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬فقطرات العين ال تفسد الص م‪.‬‬
‫قال الساايد عمر البصاار – رحمه هللا تعا ى ‪ -‬ف حاشا ته على التيفس‪ :‬أه التشااري يثبت نه ‪ -‬أ ‪ :‬منفذ‬
‫ط‬
‫ملحق باملسام) انتهى‬ ‫العين ‪ -‬وقد يجاب‪َّ :‬أنه لخفا ه وصغره‬

‫‪38‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)29‬األيام املنهي عن الصوم فيها‪:‬‬
‫ه‪:‬‬
‫❖ ي م عيد الفطر‪.‬‬
‫❖ ي م عيد األضحى‪.‬‬
‫ً‬
‫❖ أيام التشريق‪ ،‬ه ‪ :‬ثالثس أيام بعد ي م النير‪ ،‬ول ملتمتع لم يجد الهد ‪ ،‬الفا للقديم القا‬
‫ً‬
‫بج ازه حينئذ‪ ،‬قال ف الروضس‪ :‬وهذا القديم ه أرج ليال)‪.‬‬
‫وتيريم الصيام ف هذه األيام ال فرق فيه بين م افقس عا ة أو ال‪.‬‬
‫❖ النصف األ ير من شعبان؛ لحديث‪ :‬إذا انتصف شعبان فال تص م ا) أ رجه أب او والترمذ ‪،‬‬
‫إال لا‪:‬‬
‫‪ -‬قضاء فرض أو نف ‪.‬‬
‫‪ -‬أو نذر [كأن نذر ص م ي م ف افق ي م الشك‪ ،‬بخالف ما ل نذر ص م ي م الشك فال يص ]‪.‬‬
‫تيرى إيقاعه ف النصف األ ير من شعبان حرم‪ ،‬ولم ينعقد]‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬أو كفارة [فل‬
‫‪ -‬أو ور ‪ ،‬وتثبت العا ة هنا َّ‬
‫بمرة‪.‬‬
‫‪ -‬أو وصله بما قبله‪ ،‬فل أفطر بعد ص مه املتص بالنصف األول امتنع عليه الص م بعده بال سبب‪.‬‬
‫تيدث الناس برؤيس الهالل ولم يشهد بذلك ط‬
‫عدل عند‬ ‫❖ ي م الشك‪ ،‬وه ي م الثالثين من شعبان إذا َّ‬
‫القاض ي‪ ،‬أو شهد من ال تقب شها ته‪ ،‬في م الشك ييرم ص مه ألمرين‪:‬‬
‫‪ -‬ك نه من النصف األ ير من شعبان‪.‬‬
‫‪ -‬ك نه ي م شك‪ ،‬فإن فقد سبب ك نه ي م شك حرم ص مه لك نه من النصف األ ير فقط‪.‬‬
‫يظن صدق املخبر [غير عدل الشها ة]‪ ،‬أما من َّ‬
‫ظن‬ ‫وي م الشك إنما ييرم ص مه على من لم َّ‬
‫صدقه أو اعتقده فيلزمه الص م‪ ،‬ويقع عن رمضان‪ ،‬كما ف التيفس ‪.)652/3‬‬
‫ألن رمضان واجب مضي طق ال يقب غيره‪.‬‬ ‫❖ أن يص م ف رمضان غيره‪ ،‬وإن أبي له فطره لني سفر؛ َّ‬

‫‪39‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)30‬صون اللسان عن الفحش‪:‬‬
‫ً‬
‫مباحا ‪ -‬ككذب على زوجس ‪ -‬وعن غيبس وني هما‪.‬‬ ‫يتأكد للصا م ص ن لسانه عن الكذب ول‬
‫ميرم؛ للحديث‪ :‬من لم يدع ق ل الزور والعم به‬ ‫َّ‬ ‫ومث اللسان‪ :‬سا ر الج ار ‪ ،‬فيتأكد ص نها عن ك‬
‫ط‬
‫فل س هلل حاجس أن يدع طعامه وشرابه) متفق عليه‪.‬‬
‫حرمات يبط بها ث اب الص م‪ ،‬وف الحديث‪ :‬ر َّب صا م حظه من صيامه‬ ‫والكذب والغيبس وني هما من امل َّ‬
‫ورب قا م حظه من قيامه السهر) أ رجه أحمد وابن ماجه‪ ،‬وه حسن‪.‬‬ ‫الج ع والعطش‪َّ ،‬‬
‫ب قال اإلمام األوزأ ُّ رحمه هللا تعا ى‪ :‬يبط أص الص م بذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫تذكيرا لها‪ ،‬وبلسانه‬ ‫كما يتأكد للصا م ص ن لسانه عن الشتم ‪ -‬ول بيق ‪ -‬فإن شتمه ط‬
‫أحد فليق ف نفسه‬
‫ً‬ ‫ز ً‬
‫جرا لخصمه‪ :‬إني صا م) مرتين أو ثالثا‪.‬‬
‫ظن ر ً‬
‫ياء‪.‬‬ ‫ومي ُّ ق ل ذلك بلسانه‪ :‬إذا لم ي َّ‬
‫ويست ف ذلك ص م الفرض والنف ‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)31‬صوم املرأة املتزوجة‪:‬‬
‫ً‬ ‫قضاء م ً‬
‫ً‬
‫ط‬
‫حاضر ف البلد إال‬ ‫سعا أو نفال يتكرر ك َّ أسب ع أو ك َّ شهر‪ ،‬وزوجها‬ ‫ييرم على املرأة أن تص م‬
‫ط‬
‫شاهد إال بإذنه) متفق عليه‪ ،‬وزا أب‬ ‫بإذنه؛ لق له صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال يي ُّ للمرأة أن تص م وزوجها‬
‫او ‪ :‬غير رمضان)‪.‬‬
‫سعا) ما ل كان القضاء مضي ًقا‪ ،‬فال يشترط فيه إذن الزوج؛ للزيا ة التي ف أبي او ‪:‬‬
‫قضاء م ً‬
‫ً‬ ‫و رج با‬
‫غير رمضان)‪.‬‬
‫ً‬
‫و رج با نفال يتكرر ك أسب ع أو شهر) ما يتكرر ك َّ سنس – كعرفس وعاش راء – ف شترط‪ :‬عدم منعه فقط‬
‫ال إذنه؛ ألنهما نا ران ف السنس‪.‬‬
‫حاضر)‪ ،‬ما ل كان غا ًبا عن البلد‪ ،‬فال ييرم عليها ذلك بال الف‪ ،‬وكذلك ل قام به ط‬
‫مانع‬ ‫ط‬ ‫و رج با زوجها‬
‫كإحرام أو اعتكاف منذور‪ ،‬ف ج ه حينئذ بيكم العدم‪ ،‬وكذلك ل قام بها ط‬
‫مانع من رتق أو قرن‪.‬‬
‫حاضر ف البلد)‪َّ ،‬أنه ييرم عليها مع حض ره فيه‪ ،‬وإن جرت عا ته َّأنه يغيب عنها من أول النهار إ ى‬
‫ط‬ ‫وأفهم‬
‫آ ره؛ إذ قد يطرأ له قضاء وطره ف بعض األوقات على الف عا ته‪.‬‬
‫ومع التيريم ل صامت ص َّ ص مها‪ ،‬ولزوجها وطؤها‪ ،‬وعليها اإلثم‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)32‬حكم قطع الصوم‪:‬‬
‫ً‬
‫مؤكدا – فله قطعه؛ لحديث‪ :‬الصااا م املتط ع أمير نفس اه‪ ،‬إن شاااء صااام‪،‬‬ ‫من َّ‬
‫تلبس بص ا م تط ع – ول‬
‫وإن شاء أفطر)‪ ،‬أ رجه الترمذ ‪ ،‬وكالص م غيره من التط عات عدا الحج والعمرة فييرم قطعهما‪.‬‬
‫وأما ق له تعا ى‪ :‬فال تبطل ا أعمالكم) فميله‪ :‬ف الفرض‪.‬‬
‫لكن يكره قطعاه من غير عاذر‪ ،‬ويترتاب على الكراهاس‪ :‬عادم الث اب على القادر املااض ا ا ا ا ي مناه‪ ،‬بخالف ماا ل‬
‫عز عليه امتناع مض ا اايفه منه – فال يكره‪ ،‬ب يس ا ا ُّان ويثاب على ما مض ا ا ى‬‫قطعه لعذر – كأك مع ض ا اايف َّ‬
‫منه‪ ،‬ومنه يؤ ذ َّأن من كان صاا ًما ف رمضاان ثم طرأ له ط‬
‫عذر كمرض فأفطر أنه يثاب على ما مضا ى‪ ،‬وف‬
‫مختصر تش يد البنيان مسألس رقم ‪ :)656‬من أفطر ف أثناء النهار لعذر أث ب على ما مض ى) اها‬
‫روجا من الف من أوجبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويستيب قضاء ص م التط ع إذا قطعه‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ومن تلبس بص ا ا ا ا م واجب أ ًاء أو قض ا ا ا ا ًااء حرم عليه قطعه‪ ،‬س ا ا ا ا اء كان القض ا ا ا اااء على الف ر كمن َّ‬
‫تعدى‬
‫بفطره‪ ،‬أو لم يكن على الف ر‪ ،‬كمن أفطر ملرض أو سفر‪.‬‬
‫وش اام ‪ :‬بصا ا م واجب) رمض ااان‪ ،‬والكفارة‪ ،‬والنذر‪ ،‬ب غير الصا ا م كالصا ا م؛ إذ س ااا ر الفروض العينيس‬
‫ييرم قطعها‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)33‬القرآن والصيام‬
‫رمض ا ا ااان ش ا ا ااهر القرآن‪ ،‬قال تعا ى‪ :‬ش ا ا ااهر رمض ا ا ااان الذ أنزل فيه القرآن ً‬
‫هدى للناس وب نات من الهدى‬
‫والفرقان)‪،‬‬
‫وف الص ااحييين‪ :‬كان رسا ا ل هللا ص االى هللا عليه وس االم أج الناس بالخير‪ ،‬وكان أج ما يك ن ف ش ااهر‬
‫رمض ا ااان حتى ينس ا االخ‪ ،‬فيأتيه جبري فيعرض عليه القرآن‪ ،‬فإذا لقيه جبري كان رسا ا ا ل هللا أج بالخير‬
‫من الري املرسلس)‪.‬‬
‫قال الحافظ القس ااطالني رحمه هللا تعا ى ف إرش ااا الس ااار ‪ :‬حكمس املدارس ااس‪ :‬ليك ن ذلك س اانس ف عرض‬
‫القرآن على من ه أحفظ منه‪ ،‬واالجتماع عليه واإلكثار منه) اها‬
‫وقال النبي صا ا االى هللا عليه وسا ا االم‪ :‬الصا ا اايام والقرآن يشا ا اافعان للعبد‪ ،‬يق ل الصا ا اايام‪ :‬أ رب! إني منعته‬
‫الطعام والش ااه ات بالنهار‪ ،‬فش اافعني فيه‪ ،‬ويق ل القرآن‪ :‬منعته الن م باللي ‪ ،‬فش اافعني فيه؛ ف ش اافعان)‬
‫أ رجه أحمد ف مسنده‪.‬‬
‫ط‬
‫قااال اإلمااام الن و رحمااه هللا تعااا ى ف التبيااان ص‪ :)161‬الس ا ا ا انااس‪ :‬كثرة االعتناااء بتالوة القرآن ف ش ا ا ا ااهر‬
‫رمضان وف العشر آكد‪ ،‬وليا ال تر منه آكد) اها‬
‫وذكر غير واحد ممن ترجم لإلمام الشاف رحمه هللا تعا ى َّأنه كان يختم ف رمضان ستين تمس‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)34‬فائدتان تتعلقان بقراءة القرآن‪:‬‬
‫األو ى‪ :‬قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف التبيان ص‪:)100‬‬
‫قراءة القرآن من املصا ا ااحف أفضا ا ا من القراءة عن ظهر القلب؛ َّ‬
‫ألن النظر ف املصا ا ااحف عبا ة مطل بس‬
‫فتجتمع القراءة والنظر‪ ،‬هكاذا قاالاه القااض ا ا ا ا ي حس ا ا ا ااين من أص ا ا ا احاابناا وأب حااماد الغزا وجمااعاات من‬
‫السا ا ا االف‪ ،‬ونق الغزا ف االحياء أ َّن كثيرين من الصا ا ا ااحابس رضا ا ا ا ي هللا عنهم كان ا يقرؤون من املصا ا ا ااحف‬
‫ويكره ن أن يخرج ي طم ولم ينظروا ف املصحف‪.‬‬
‫وروى ابن أبي او القراءة ف املصحف عن كثيرين من السلف‪ ،‬ولم أر فيه الفا‪.‬‬
‫ول قي ‪ :‬إنه يختلف با تالف األش ا ااخاص‪ ،‬فتختار القراءة ف املص ا ااحف ملن اس ا اات ى ش ا ا عه وتدبره ف‬
‫حالتي القراءة ف املصاحف وعن ظهر القلب‪ ،‬و طتختار القراءة عن ظهر القلب ملن لم يكم بذلك شا عه‬
‫ً‬
‫وتدبره‪ ،‬ويزيد على ش ا عه وتدبره ل قرأ من املص ااحف لكان هذا ق ال حس ا ًانا‪ ،‬والظاهر َّأن كالم الس االف‬
‫وفعلهم ميم ل على هذا التفصي ) اها‬
‫الثانيس‪ :‬الفرق بين املدارس ا ا ااس واإل ارة بالقرآن‪َّ ،‬أن املدارس ا ا ااس ه ‪ :‬أن يقرأ الثاني ما قرأه األول‪ ،‬واإل ارة‪ :‬أن‬
‫يقرأ الثاني من حيث انتهى األول‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)35‬ما ي َس ُّن الفطرعليه‪:‬‬
‫سن اإلفطار على رطب فتمر فبسر فماء – وك نه ماء زمزم أو ى‪ -‬فيل فيل ى‪.‬‬ ‫ي ُّ‬

‫والبس ا ا ا ار‪ :‬ثمر النخا األص ا ا ا اافر قبا أن يرطاب باالكلياس‪ ،‬والحل ‪ :‬ماا لم تمس ا ا ا ااه الناار كاالزب اب‪ ،‬والحل ى ماا‬
‫عملت بالنار‪.‬‬
‫قال الناظم‪:‬‬
‫فماء فيل ط ثم حل ى لك الفطر‬
‫فمن رطب فالبسر فالتمر زمزم … ط‬
‫إال َّأنه َّ‬
‫قدم البسر على التمر‪.‬‬
‫وقد يعرض ما يستدأ تقديم املاء على التمر‪ ،‬ف ص ر‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قدم التعجي على املاء؛ َّ‬
‫ألن مص ا ا ا االحس التعجي‬ ‫‪ -‬ل تعارض التعجي على ماء والتأ ير على التمر‪َّ ،‬‬
‫ط‬
‫فيها ص ا ا االس تع على الناس‪ ،‬أش ا ا ااير إليها ف حديث‪ :‬ال يزال الناس بخير ما ع َّجل ا الفطر) متفق‬
‫عليه‪.‬‬
‫ط‬ ‫ط ط‬
‫‪ -‬ل كان التمر فيه شبهس ق يس‪ ،‬واملاء فيه شبهس أضعف‪.‬‬
‫ط‬
‫تتماس‪ :‬قاال ف التيفاس ‪ :)656/3‬ال ش ا ا ا ا يء بعاد التمر غير املااء‪ ،‬فق ل الرويااني‪ :‬إن فقاد التمر فيل ط آ ر)‬
‫ط‬
‫ضعيف) اها‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)36‬تابع ملا ي َس ُّن الفطرعليه‪:‬‬
‫التمر‪ :‬أ َّناه لم تمس ا ا ا ااه ن طاار‪ ،‬مع إزالتاه‬
‫قاال العالماس ابن حجر ‪ -‬رحماه هللا تعاا ى ‪ -‬ف التيفاس‪ :‬وحكماس تقاديم َّ‬

‫لض ااعف البص اار الحاص ا من الص ا م؛ إل راجه فض ااالت املعدة إن كانت‪ ،‬وإن لم تكن فتغذيته لألعض اااء‬
‫الر سس‪ ،‬كالقلب والكبد) اها بت ضي ‪.‬‬

‫بأن أك التمر يضعف‬ ‫صر األطباء َّ‬ ‫قال العالمس الخطيب رحمه هللا تعا ى ف مغني املحتاج‪ :‬فإن قي ‪ :‬قد َّ‬
‫البص ا ا ار فكيف يعل َّ‬
‫بأنه ير ه؟ أجيب‪َّ :‬‬
‫بأن كثيره يضا ا ااعفه وقليله يق يه‪ ،‬وال ا ا ا يء قد ينفع قليله ويضا ا ا ُّار‬
‫كثيره) اها‬
‫ُّ‬
‫ويسن ك ن اإلفطار على وتر‪ ،‬وف الحديث‪ :‬كان رس ل هللا صلى هللا عليه وسلم يفطر قب أن يصل على‬
‫رطبات‪ ،‬فإن لم تكن فعلى تمرات‪ ،‬فإن لم تكن حسا حس ات من ماء)‪.‬‬
‫ط‬
‫والتثليث ش ا ا اارط لكمال الس ا ا ا َّنس ال لحص ا ا ا ل أص ا ا االها‪ ،‬وه مطل طب ف التمر وك ما يفطر به ف س ا ا ا ُّان فيه‬
‫التثليث‪.‬‬
‫ً‬
‫وينبغ أال يكثر من الطعام عند فطره فتض اايع فا دة ص ا مه‪ ،‬فال ينهض للص ااالة إال متكاس ااال‪ ،‬يص االيها بال‬
‫ش ع‪ ،‬ب ربما فاتته صالة التراوي ‪ ،‬فييرم ًيرا ً‬
‫كثيرا‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)37‬سنية تعجيل الفطر‪:‬‬
‫من س ا ا اانن الص ا ا اايام‪ :‬تعجي الفطر إذا تيقق غروب الش ا ا اامس‪ ،‬ول كان ما ًرا ف الطريق فال تنخرم املروءة‬
‫بذلك؛ لحديث‪ :‬ال تزال أمتي بخير ما عجل ا الفطر) متفق عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫ويكره تأ يره إن رأى فيه فضيلس‪ ،‬وإال فال بأس‪ ،‬كما ف املنهج الق يم ص‪.)406‬‬
‫ط‬
‫قال الحافظ ابن عبد البر ‪ -‬رحمه هللا تعا ى ‪ :-‬واألحا يث ف تعجي الفطر مت اترة)‪.‬‬
‫واألفض ا ‪ :‬أن يفطر قب ص ااالة املغرب‪ ،‬لحديث‪ :‬كان ص االى هللا عليه وس االم ال يص اال إذا كان ص ااا ًما حتى‬
‫يؤتى برطب وماء فيأك ) أ رجه البيهقي‪ ،‬قال ف فت املعين‪ :‬وس ا ا ا ا َّن‪ ..‬تقديمه على ال َّ‬
‫ص ا ا ا االة‪ ،‬إن لم يخش‬
‫من تعجيله ف ات الجماعس أو تكبيرة اإلحرام) اها‬
‫ولتعجي الفطر ثالثس أح ال‪:‬‬
‫ً‬
‫مثال‪ ،‬كما َّ‬
‫مر‪.‬‬ ‫األول‪ :‬االستيباب‪ ،‬إذا تيقق غروب الشمس بمشاهدة‬
‫الثاني‪ :‬اإلباحس‪ ،‬بأن َّ‬
‫ظن غروب الشمس باالجتها ‪.‬‬
‫ظنه غير اجتها ؛ َّ‬
‫ألن األص بقاء النهار‪.‬‬ ‫شك ف غروب الشمس أو َّ‬
‫الثالث‪ :‬التيريم‪ ،‬بأن َّ‬

‫‪47‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫يسن قوله عند الفطر‪:‬‬ ‫املسألة (‪ :)38‬ما ُّ‬
‫اللهم ل ااك ص ا ا ا ام اات‪ ،‬وعلى رزق ااك أفطرت‪َّ ،‬‬
‫اللهم ذه ااب الظم ااأ‪ ،‬وابتل اات‬ ‫َّ‬ ‫يس ا ا ا ااتي ااب أن يق ل بع ااد الفطر‪:‬‬
‫العروق‪ ،‬وثبت األجر إن شاء هللا تعا ى)‪.‬‬
‫ويستيب ق ل ذلك س اء أفطر على ماء أو غيره‪.‬‬‫ُّ‬
‫وقدم لك) على صمت) إلفا ة كمال اإل الص‪.‬‬ ‫َّ‬

‫قال العالمس ابن عالن رحمه هللا تعا ى ف الفت حات الربانيس ‪:)340/4‬‬
‫ط‬
‫هذا من ذكر ما به االساتبشاار والفر املشاار إليه بق له تعا ى ف الخبر القد ا ي‪ :‬للصاا م فرحتان‪ :‬فرحس‬
‫عنااد فطره‪ ،‬أ ‪ :‬من جهااس الطبع‪ ،‬وه املش ا ا ا ا ااار إليااه بق لااه‪" :‬ذهااب الظمااأ"‪ ،‬ومن جهااس الت فيق أل اء هااذه‬
‫ط‬
‫العباا ة العظيماس‪ ،‬وفرحاس عناد لقااء رباه‪ ،‬أ ‪ :‬ملاا أع َّاد لاه من األجر املؤذن باه ق لاه "إال الص ا ا ا ا م فاإناه وأناا‬
‫أجز به"‪ ،‬أ ‪ :‬وت الكريم الجزاء لي ط على سعس العطاء‪ ،‬وه املشار إليه بق له هنا "وثبت األجر") اها‬
‫ط‬ ‫وإنم ااا ق ااال‪ :‬ذه ااب الظم ااأ) ون الج ع)؛ َّ‬
‫ألن أرض الحج اااز ح ااارة فك ااان ا يص ا ا ا اابرون على قل ااس الطع ااام ال‬
‫العطش‪.‬‬
‫وينبغ أن ييرص على الادعااء حينئاذ‪ ،‬ففي الحادياث‪ :‬ثالثاس ال تر ع تهم‪ :‬الص ا ا ا ااا م حين يفطر‪ ،‬واإلماام‬
‫العا ل‪ ،‬و ع ة املظل م يرفعها هللا ف ق الغمام وتفت لها أب اب السا ا ااماء‪ ،‬ويق ل الرب‪ :‬وعزتي ألنصا ا اارنك‬
‫ول بعد حين) أ رجه الترمذ ‪ ،‬وقد ور ف بعض الروايات‪ :‬الصا م حتى يفطر)‪.‬‬
‫ولع َّ مناسبس تخصيص اإلجابس ب قت الفطر َّأنه بعد عبا ة وتضرع‪.‬‬
‫وعن أنس رض ا ا ا ا ي هللا عنه َّأن َّ‬
‫النبي صا ا ا االى هللا عليه وسا ا ا االم قال‪ :‬ثالث ع ات ال تر ‪ :‬ع ة ال الد ل لده‪،‬‬
‫و ع ة الصا م‪ ،‬و ع ة املسافر) أ رجه البيهقي‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)39‬تفطيرالصائمين‪:‬‬
‫َّ‬
‫يس ااتيب تفطير الص ااا مين –ف رمض ااان وغيره– ملا أ رجه أحمد والترمذ مرف ًعا‪ :‬من فطر ص ااا ًما فله‬
‫مثله أجره‪ ،‬وال ينقص من أجر الصا م ش طيء)‪.‬‬
‫قال العالمس ابن حجر ف الفتاوى الفقهيس ‪ :)88/2‬الص ا ااا م ل لم ييص ا ا له ث اب على ص ا ا مه الرتكابه‬
‫فيه ما يبط الث اب‪ ،‬كالغيبس وق ل الزور كما صا ا ا ا َّ ف الخبر لم ييصا ا ا ا للمفطر ث ط‬
‫اب كما اقتضا ا ا اااه ما‬
‫يااأتي ف األحااا يااث " اكاان لااه مثا أجره"‪ ،‬فييااث ال أجر لااه ال ث اب ملفطره‪ ،‬وييتما َّأن املرا ‪ :‬لااه مثا أجر‬
‫عملاه ل فرض لاه ط‬
‫أجر‪ ،‬فيؤجر املفطر وإن لم يؤجر الصا ا ا ا ااا م‪ ،‬وهاذا ه الال ق بس ا ا ا اعاس الفضا ا ا ا ا ؛ إذ ال‬
‫تقصير) اها‬
‫ولتفطير الصا م مرتبتان‪:‬‬
‫– األو ى‪ :‬أن يك ن على ني تمر وشربس ماء‪.‬‬
‫ً‬
‫– واألكم ‪ :‬أن يشاابعهم‪ ،‬وف الحديث‪ :‬من أشاابع صااا ًما سااقاه هللا من ح ضا ي شاربس ال يظمأ حتى يد‬
‫الجنس) أ رجه البيهقي ف الشعب‪.‬‬
‫َّ‬
‫فطرهم سا اء كان صاا ًما أم ال؛ َّ‬
‫ألنه أليق بالت اضاع‪ ،‬وأبل ف‬ ‫ويس ُّان للمفطر أن يأك مع الصاا مين الذين‬
‫جبر قل بهم‪.‬‬
‫ويس ا ا ا ا ُّان ملن أفطر عند غيره أن يدع له‪ ،‬وف س ا ا ا اانن أبي او ‪ :‬أفطر عندكم الص ا ا ا ااا م ن‪ ،‬وأك طعامكم‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫األبرار‪ ،‬وصلت عليكم املال كس)‪ ،‬وه طبر بمعنى الدعاء‪ ،‬ومعنى صلت‪ :‬استغفرت‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫السحوروالحكمة منه‪:‬‬ ‫املسألة (‪ :)40‬استحباب ُّ‬
‫اتيب ال ُّساح ر – وه بضام الساين‪ :‬األك ف الساحر‪ ،‬أما بفتيها فاملأك ل ‪ -‬ألحا يث وار ة ف الترغيب‬ ‫يس ُّ‬
‫فإن ف السح ر بركس)‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬كيديث‪ :‬تسحروا َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومن وج ه البركاس‪َّ :‬أن فياه ً‬
‫أجرا التبااع ال ُّس ا ا ا اناس‪ ،‬وتق ياس للبادن‪ ،‬وتنش ا ا ا اايطاا على الص ا ا ا ا م‪ ،‬ومخاالفاس ألها‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫قااال ف التيفااس ‪ :)658/3‬وحكمتاه‪ :‬التق ‪ ،‬أو مخااالفااس أها الكتاااب؟ وجهااان‪ ،‬والااذ يتجااه‪ :‬أنهااا ف حق‬
‫من يتق َّ ى باه التق ‪ ،‬وف حق غيره مخاالفتهم‪ ،‬وباه ير ُّ ق ل جمع متقادمين‪ :‬إنماا يس ا ا ا ا ُّن ملن يرج نفعاه‪،‬‬
‫ولعلهم لم يروا حديث‪ :‬تس ا ا ااحروا‪ ،‬ول بجرعس ماء)‪َّ ،‬‬‫َّ‬
‫فإن من ال ا ا ا ا أنه لم يذكر هذه الغايس للنفع‪ ،‬ب‬
‫لبيان أق مجز ‪ ،‬نفع أو ال) اها‬
‫وقته‪ :‬بنص ا ااف اللي ‪ ،‬ويس ا ا ُّان تأ يره ما لم يقع ف ش ا ااك ف طل ع الفجر‪ ،‬فإن تر ف طل ع الفجر‬ ‫ويد‬
‫فاألو ى تركه؛ لحديث‪ :‬ع ما يريبك إ ى ما ال يريبك)‪.‬‬
‫وعن زيد بن ثابت رض ا ي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬تس ااحرنا مع رس ا ل هللا ص االى هللا عليه وس االم‪ ،‬ثم قمنا إ ى الص ااالة‪،‬‬
‫ط‬ ‫ً‬
‫وكان قدر ما بينهما مسا ااين آيس)‪ ،‬قال ف املنهج الق يم ص‪ :)407‬وفيه ضا اابط لقدر ما تيصا ا به سا ا َّنس‬
‫التأ ير) اها‬
‫وإذا أك ً‬
‫ظانا بقاء اللي ثم تبين أنه أك بعد الفجر‪ ،‬لزمه اإلمس ا ااا لحرمس الي م‪ ،‬وعليه القض ا اااء؛ إذ ال‬
‫عبرة بالظن إذا تبين طؤه‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)41‬ما ُّ‬
‫يسن التسحربه‪.‬‬
‫يس ُّان ك ن الساح ر على تمر؛ لحديث أبي هريرة مرف ًعا‪ :‬نعم ساح ر املؤمن التمر) أ رجه أب او وابن‬
‫حبان‪.‬‬
‫وييص أص سنته ول بجرعس ماء – كما َّ‬
‫مر ف الحديث –‬
‫وف حاش اايس البجيرمي على الخطيب ‪ )383/2‬ما نص ااه‪ :‬فإن قلت‪ :‬حكمس مش ااروعيس الص ا م ل الج ف‬
‫إلذالل النفس وكفها عن شه اتها والسح ر يناف ذلك؟‬
‫قلت ‪:‬ال ينافيه‪ ،‬ب فيه إقامس ال ُّسانس بني قلي مأك ل ومشااروب‪ ،‬واملناف إنما ه ما يفعله املترفه ن من‬
‫أن اع ذلك وتيس نه واالمتالء منه اها علقمي‪.‬‬
‫وف العه للشااعراني ‪:‬أ ذ علينا العه أال نشاابع الشاابع الكام قط ال ساايما ف ليا رمضااان‪ ،‬فإن األو ى‬
‫ألنه شهر الج ع‪ ،‬ومن شبع ف عشا ه وسح ره فكأنه‬ ‫كنا نأكله ف غيرها؛ وذلك َّ‬
‫النقص فيها عن مقدار ما َّ‬

‫لم يصم رمضان‪ ،‬وحكمه حكم املفطر من حيث األثر املشروع له الص م‪ ،‬وه إضعاف الشه ة املضيقس‬
‫ملجااار الش ا ا ا اايطااان ف الباادن‪ ،‬وهااذا األمر بعيااد على من ش ا ا ا اابع من اللحم واملرق‪َّ ،‬‬
‫اللهم إال أن تك ن امرأة‬
‫يضره إن شاء هللا تعا ى) اها‬ ‫ً‬
‫شخصا يتعاطى ف النهار األعمال الشاقس فإن ذلك ال ُّ‬ ‫مرضعس‪ ،‬أو‬

‫‪51‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)42‬استحباب الغسل قبل الفجر‪:‬‬
‫ُّ‬
‫يستيب اغتسال الجنب – ومثله الحا ض إذا طهرت – قب طل ع الفجر؛ وعل ذلك بثالثس أم ر‪:‬‬
‫َّ‬
‫الص م على طهارة‪.‬‬ ‫▪ ليؤ‬
‫▪ ولئال يص املاء إ ى ني باطن أذنه أو بره‪.‬‬
‫ً‬
‫جنبا‪ ،‬وه أب‬ ‫▪ وليخرج من الف القا ب ج ب االغتسااال حينئذ‪ ،‬وعدم صااحس صا م من أصااب‬
‫ً‬
‫جنبا فال ص م له)‪.‬‬ ‫هريرة رض ي هللا عنه؛ لحديث‪ :‬من أصب‬
‫وك ن هذا االغتس ا ا ااال مس ا ا ا ً‬
‫اتيبا ه ق ل عامس العلماء‪ ،‬ونق اإلجماع على ص ا ا ااحس ص ا ا ا م الجنب من‬
‫احتالم أو جماع؛ لحديث عا شس رض ي هللا عنها‪ :‬كان رس ل هللا صلى هللا عليه وسلم يدركه الفجر ف‬
‫رمض ااان وه جنب من غير حلم فيغتسا ا ويصا ا م) متفق عليه‪ ،‬وأما حديث أبي هريرة رض ا ي هللا عنه‬
‫مؤول بأنه ميم طل على نفي الكمال‪ ،‬أو منس ا ا ا طخ‪ ،‬ولذا رجع عن الق ل به رض ا ا ا ي هللا‬
‫ط‬ ‫املذك ر‪ ،‬فه إما‬
‫عنه‪.‬‬
‫جنبا بق له تعا ى‪ :‬فاآلن باش ا َّ‬
‫اروهن وابتغ ا ما كتب هللا لكم‪ ،‬وكل ا‬ ‫ً‬ ‫واس اات َّ‬
‫دل لص ااحس ص ا م من أص ااب‬
‫واش ا ا ا اارب ا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األس ا ا ا ا من الفجر)‪ ،‬وإذا جاز الجماع إ ى طل ع‬
‫جنبا ويص ص مه؛ وهذه اللس االلتزام اإلشارة) املعروفس ف أص ل الفقه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الفجر لزم منه أن يصب‬

‫‪52‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)43‬تابعة للمسألة السابقة‪:‬‬
‫يؤ ذ من تعليلهم استيباب اغتسال الصا م الجنب قب الفجر‪ :‬ليؤ العبا ة الص م) على طهارة‬
‫كاملس‪ ،‬مسألتان‪:‬‬
‫األولى‪َّ :‬أنه يساتيب لصاا م احتلم أثناء النهار أن يبا ر إ ى االغتساال‪ ،‬قال العالمس ابن حجر رحمه هللا‬
‫ف املنهج الق يم ص‪ :)407‬ومن ث َّم‪ :‬ندب له املبا رة إ ى االغتسال عقب االحتالم نها ًرا) اها ا ا‪ ،‬وني ه ف‬
‫فت الج ا ‪.)230/1‬‬
‫ً‬
‫الثانية‪َّ :‬أنه ل احتلم بعد ص ا ااالة العص ا اار فاألو ى له تأ ير الغس ا ا إ ى اإلفطار تقديما لدرء املفس ا اادة‬
‫وه ‪ :‬ف ل املاء إ ى أذنيه على مصا االحس مبا رة الصا ااا م الجنب إ ى االغتسا ااال‪ ،‬قال العالمس ابن‬
‫َّ‬ ‫حجر حمه هللا تعا ى ف اإلمدا ‪َّ :‬‬
‫وأنه ل احتلم قب الغروب وقد ص ا االى العص ا اار لم يندب له الغس ا ا‬ ‫ر‬
‫مر من ندب املبا رة ييم على غير هذه الحالس) اها‬ ‫ًفا من وص ل املاء إ ى ما ذكر‪ ،‬وما َّ‬
‫ويؤ ذ من التعلي الثاني ‪ -‬وه لئال يص ا ا املاء إ ى ني باطن أذنه أو بره ‪َّ -‬أنه إذا لم يت سا اار له قب‬
‫ً‬
‫الفجر االغتس ا ااال كامال غس ا ا ني أذنيه قبله‪ ،‬وباق جس ا ااده بعده‪ ،‬قال العالمس ابن حجر رحمه هللا‬
‫تعاا ى ف املنهج الق يم‪ :‬ومن ث َّم‪ :‬ينبغ لاه غسا ا ا ا ا هاذه امل اض ا ا ا ااع قبا الفجر إن لم يتهياأ لاه الغسا ا ا ا ا‬
‫الكام قبله) اها‪ ،‬وف فت الج ا ‪ )230/1‬ني ه‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)44‬مما ي ُّ‬
‫سن للصائم‪:‬‬
‫يس ُّن للصا م‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ُّ‬
‫▪ كف نفسه عن طعام فيه شبهس‪ ،‬بخالف الحرام فيجب الكف عنه‪.‬‬
‫كفها عن ش ا ااه ة مباحس؛ َّ‬
‫ألن الكف عن الش ا ااه ات ه املقص ا ا األعظم من الص ا ا م‪ ،‬إذ ه‬ ‫▪ و ُّ‬

‫كسا ا ا اار النفس عن ك ما تشا ا ا ااتهيه‪ ،‬فيكفها عن مسا ا ا اام ع مبا كالصا ا ا ا ت الحاصا ا ا ا بالتغني‪،‬‬
‫ُّ‬
‫بخالف الص ا ا ا ا ت الح اااص ا ا ا ا ا من آالت الله – كااال تر – فه حر طام يج ااب كف النفس عن ااه‪،‬‬
‫ومبص ا ا ا ار مب اا كااالنظر إ ى الز ااارف والنق ش‪ ،‬بخالف النظر َّ‬
‫املحرم كااالنظر إ ى األجنبي ااس‪،‬‬
‫ُّ‬
‫فيجب كف النفس عنه‪.‬‬
‫كف النفس عن مس الطيب وش اامه‪ ،‬ب يكره م ُّس اه‪ ،‬ول تعارض اات كراهس ُّ‬ ‫ُّ ُّ‬
‫مس الطيب‬ ‫▪ ويس اان‬
‫ألن كراهاس املس‬ ‫مع كراهاس ر ه‪ ،‬فاإناه يرتكاب كراهاس ر ه مراع ًااة لعادم ال ق ع ف كراهاس مس ا ا ا اه؛ َّ‬

‫تؤ إ ى نقصا ا ا ا ااان عباا ة الص ا ا ا ا م‪ ،‬وقاال ف فت املعين‪ :‬ول تعاارضا ا ا ا اات كراهاس مس الطياب‬
‫ألن كراهته تؤ إ ى نقصان العبا ة) اها‬ ‫للصا م‪ ،‬ور الطيب‪ ،‬فاجتناب املس أو ى؛ َّ‬

‫شرعا كي م الجمعس؟!‬ ‫وه يتر الصا م الطيب إذا كان مطل ًبا ً‬

‫قال العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف اإلمدا ‪ :‬األقرب‪َّ :‬أن املرا تر الشا ا ااه ة التي تريدها‬
‫النفس من حيث ك نها ال من حيث األمر بطلبها) اها‪.‬‬
‫واعتمد العالمس الرمل ُّ رحمه هللا تعا ى تركه‪ ،‬ول ي م الجمعس‪ ،‬وف حاش ا ا اايس قلي بي ما ن ُّ‬
‫ص ا ا اه‪:‬‬
‫ول ف ي م الجمعس مثال‪ ،‬وس ا ا اء األعمى والبص ا ااير‪ ،‬قال ش ا اايخنا ‪:‬ومي ُّ ذلك ف النهار‪ ،‬أما ل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستديما له لم يكره‪ ،‬كما ف املحرم) اها‬ ‫استعمله ليال وأصب‬
‫اتيب التطيب ملريد‬ ‫قال العالمس ابن زيا رحمه هللا تعا ى كما ف تلخيص املرا ص‪ :)189‬يس ا ُّ‬
‫الص م قب طل ع الفجر؛ ً‬
‫قياسا على مريد اإلحرام‪ ،‬وعلى الس ا قب الزوال) اها‬

‫‪54‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)45‬آفات التوسع في املأكوالت في رمضان‪:‬‬
‫تقدم َّأنه يس ا ُّان للص ااا م تر الش ااه ات املباحس‪ ،‬ومن ذلك تر الش اابع‪ ،‬ولذا قال بعض الفقهاء‪ :‬أق ُّ ذلك‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫أن تك ن عاا تاه من الترفاه واحادة ف رمض ا ا ا ااان وغيره‪ ،‬وهاذا أقا ُّ ماا ينبغ ‪ ،‬وقاد قاال ا‪ :‬إذا ش ا ا ا اابعات البطن‬
‫جاعت جميع الج ار ‪ ،‬وإذا جاعت البطن ش ا ا ا اابعت جميع الج ار ‪ ،‬ومن أحكم الج ع ف رمض ا ا ا ااان حفظ‬
‫من الش اايطان‪ ،‬أ َّما الذين يجعل ن لهم ف رمض ااان عا ات من الترفهات والش ااه ات التي ال يعتا ونها ف غير‬
‫ً‬
‫حسدا منه لهم حتى ال يجدوا بركس ص مهم‪ ،‬وال تظهر عليهم آثاره‬ ‫رمضان فغ ط‬
‫رور منهم َّ‬
‫غرهم به الشيطان‬
‫من األن ار واملكااش ا ا ا افاات‪ ،‬فللج ع و ل املعادة ط‬
‫أثر عظيم ف تن ير القلاب‪ ،‬ونش ا ا ا اااط الج ار ف العباا ة‪،‬‬
‫والش ا ا ا اابع أص ا ا ا ا ا قس ا ا ا ا تاه وغفلتاه وكس ا ا ا ا ا الج ار عن الطاااعااات‪ ،‬انتهى بتص ا ا ا اارف من إعااانااس الطااالبين‬
‫‪.)1282/2‬‬
‫ً‬
‫قال اإلمام الشاااف رضا ي هللا عنه‪ :‬ما شاابعت منذ ساات عشاارة ساانس إال مرة‪ ،‬فأ لت يد فتقيأتها؛ ألن‬
‫الش ا ا اابع يثق البدن‪ ،‬ويقس ا ا ا ي القلب‪ ،‬ويزي الفطنس‪ ،‬ويجلب الن م‪ ،‬ويض ا ا ااعف عن العبا ة)‪ ،‬ذكره اإلمام‬
‫الن و رحمه هللا تعا ى ف تهذيب األسماء واللغات‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)46‬السواك للصائم‪.‬‬
‫ً‬
‫ونفال – على معتمد املذهب؛ لحديث‪ :‬لخل ف فم َّ‬ ‫للصا م – ً‬
‫َّ‬
‫الصا م أطيب عند‬ ‫فرضا‬ ‫يكره الس ا‬
‫هللا من ري املسك)‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪َّ :‬أن أطيب ته عند هللا َّ‬
‫عزوج َّ ُّ‬
‫تدل على طلب إبقا ه‪ ،‬فكرهت إزالته‪.‬‬
‫وتزول كراهته بالغروب؛ النتفاء الص م‪.‬‬
‫ووقت الكراهس ه ‪ :‬بعد الزوال؛ لدلي وتعلي ‪:‬‬
‫أما الدلي ‪ ،‬جابر بن عبد هللا قال‪ :‬قال رسا ا ل هللا ص االى هللا عليه وس االم‪ :‬أعطيت أمتي ف ش ااهر رمض ااان‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫يعطهن نبي قبل ‪ :‬أما واحدة فإذا كان أول ليلس من ش ااهر رمض ااان نظر هللا تعا ى إليهم‪ ،‬ومن نظر‬ ‫مس ااا لم‬
‫ً‬
‫هللا إليه لم يعذبه أبدا‪ ،‬وأما الثانيس‪ :‬فإن ل ف أف اههم حين يمس ا ا ا ا ن أطيب عند هللا من ري املس ا ا ا ااك‪،‬‬
‫وأما الثالثس‪ :‬فإن املال كس تسااتغفر لهم ف ك ي م وليلس‪ ،‬وأما الرابعس‪ :‬فإن هللا تعا ى يأمر جنته فيق ل لها‪:‬‬
‫اسااتعد وتزيني لعبا ‪ ،‬أوشااك ا أن يسااتريي ا من تعب الدنيا إ ى ار وكرامتي‪ ،‬وأما الخامسااس‪ :‬فإنه إذا‬
‫ً‬
‫كاان آ ر ليلاس غفر لهم جميعاا‪ ،‬فقاال رجا من الق م‪ :‬أه ليلاس القادر؟ قاال‪ :‬ال‪ ،‬ألم تر إ ى العماال يعمل ن‬
‫وحسنه ابن الصال رحمهما هللا تعا ى‪.‬‬‫فإذا فرغ ا من أعمالهم و ُّف ا أج رهم) أ رجه البيهقي َّ‬
‫واملساء‪ :‬بعد الزوال‪.‬‬
‫ألن ُّ‬
‫التغير قبله ينشااأ ً‬
‫غالبا من أثر الطعام‪ ،‬وبعده من أثر العبا ة‪ً ،‬‬
‫وبناء على هذا التعلي‬ ‫وأما التعلي ‪ ،‬ف َّ‬

‫تنبني مسألتان َّأنه‪:‬‬


‫ً‬
‫مفطرا‪ ،‬كره من أوله‪.‬‬ ‫‪ -‬ل حص التغير من أول النهار؛ لك نه لم يتعاط‬
‫ُّ‬
‫يسن؛ لزوال التغير الناتج عن الص م‪.‬‬ ‫‪ -‬ول أك بعد الزوال ً‬
‫ناسيا‪ ،‬فال يكره له‪ ،‬ب‬
‫فإن قي ‪ :‬كيف حكم بالكراهس مع عدم نهي مخص ص؟‬
‫فالج اب من وجهين‪:‬‬
‫األول‪َّ :‬أن ا تصاص املكروه بك نه ما ور فيه ط‬
‫نهي مخص ط‬
‫ص إنما ه اصطال املتأ رين من األص ليين‪.‬‬
‫الثاني‪َّ :‬أن اشتدا الطلب يق م مقام النهي املخص ص‪.‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)47‬ما يستثنى من كراهة السواك للصائم‪:‬‬
‫معتمد العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى َّأنه يكره الس ا ا للص ااا م بعد الزوال وإن وجد مقتض له‪ ،‬كأن‬
‫ً‬
‫تقديما للمانع على املقتض ي‪.‬‬ ‫ً‬
‫ناسيا‪،‬‬ ‫نام بعد الزوال‪ ،‬أو تغير فمه بني أك‬
‫ومعتمااد العالمااس الرمل رحمااه هللا تعااا ى‪َّ :‬أن ميا َّ الكراهااس إن لم ي جااد س ا ا ا ابا طاب يقتض ا ا ا ايااه‪ ،‬ففي املثااالين‬
‫ألن الخل ف الحاص من الص م قد زال بالتغير الحاص من األك أو الن م‪.‬‬ ‫السابقين‪ :‬ال يكره عنده؛ َّ‬
‫وا تار اإلمام الن و حمه هللا تعا ى‪َّ :‬أنه ال يكره ً‬
‫مطلقا‪ ،‬وأشار إ ى هذا صاحب الزبد فقال‪:‬‬ ‫ر‬
‫َّأما استيا صا م بعد الزوال‪ ..‬فا تير لم يكره وييرم ال صال‬
‫تتمة (‪ :)1‬جرى صا اااحب فت املعين رحمه هللا تعا ى ف باب ال ض ا ا ء على معتمد العالمس الرمل رحمه هللا‬
‫تعااا ى‪ ،‬وعبااارتاه هنااا ‪ :‬ويكره للص ا ا ا ا ااا م بعااد الزوال إن لم يتغير فماه بني ن م)‪ ،‬و ااالف ذلااك ف كتاااب‬
‫الص ا ا ا ا م فجرى على ماا اعتماده ش ا ا ا اايخاه العالماس ابن حجر رحماه هللا تعاا ى‪ ،‬وعباارتاه‪ :‬ويكره س ا ا ا ا ا بعد‬
‫كريها ً‬
‫ناسيا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الزوال وقب الغروب‪ ،‬وإن نام أو أك‬
‫ُّ‬
‫تختص بالس ا ‪ ،‬كما ه مقتض ى طلب إبقا ه‪.‬‬ ‫تتمة (‪ :)2‬كراهس إزالس الخل ف ال‬

‫‪57‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)48‬فوائد تتعلق بمسألة السواك للصائم‪:‬‬
‫األولى‪ :‬قاال الحاافظ ابن حجر العس ا ا ا ااقالني رحماه هللا تعاا ى ف فت الباار ‪ :‬ويؤ اذ من ق لاه‪ :‬أطياب من‬
‫ألن م الشاهيد شابه رييه بري املساك‪ ،‬والخل ف وصاف‬ ‫ري املساك) َّأن الخل ف أعظم من م الشاها ة؛ َّ‬

‫بأنه أطيب‪ ،‬وال يلزم من ذلك أن يك ن الصا اايام أفضا ا من الشا ااها ة ملا ال يخفى‪ ،‬ولع َّ سا اابب ذلك النظر‬
‫إ ى أص ك منهما‪ ،‬فإن أص الخل ف طاهر‪ ،‬وأص الدم بخالفه‪ ،‬فكان ما أصله طاهر أطيب ر ً‬
‫ييا) اها‪.‬‬
‫وف ح اشا ي الرمل على شاار الروض ‪ :)35/1‬فيك ن ث اب ري الخل ف أكثر من ث اب ري م الشااها ة ‪-‬‬
‫أما نفس الزه ق بالشا ااها ة فل س الكالم فيه ‪ -‬وإنما كان أكثر ث ًابا؛ َّ‬
‫ألنه نشا ااأ عن عبا ة يبعد فيها الرياء‪،‬‬
‫بخالف القتال ف ش به أم طر أ رى) اها‬
‫الثانية‪ :‬كراهس الس ا ا ا ا للص ا ا ااا م بعد الزوال ل س مما انفر به املذهب الش ا ا اااف ‪ ،‬ب ه مذهب اإلمام‬
‫أحمد رض ا ا ا ي هللا عنه أي ً‬
‫ض ا ا اا‪ ،‬قال املر او ف اإلنص ا ا اااف – وه من الكتب املعتمدة عند الحنابلس –‪ :‬إال‬
‫للصاا م بعد الزوال‪ .‬فال يساتيب … ييتم أن يك ن مرا ه الكراهس‪ .‬وه إحدى الروايات عن أحمد‪ ،‬وه‬
‫املذهب) اها‪.‬‬
‫ً‬ ‫الثالثة‪ :‬هذه الكراهس تشام صا م الفرض والنف ‪ ،‬وتشام املمساك أي ً‬
‫ضاا‪ ،‬الفا للعالمس الخطيب رحمه‬
‫ً‬
‫هللا تعا ى حيث قال‪ :‬املمسك ل س بصا م حقيقس فال يكره له الس ا )‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)49‬جوازالفطرللمسافر‪:‬‬
‫يج ز الفطر للمسافر بثالثس شروط‪:‬‬
‫ط‬ ‫ً‬
‫يال‪َّ ،‬‬
‫وقدره جماعس من الش ااافعيس با ا ا ا ا ا ‪ 84‬كم)‪ ،‬فال يج ز الفطر ف س اافر قص ااير‬ ‫األول‪ :‬أن يك ن س اافره ط‬
‫ً‬
‫قطعا ف املذهب‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يك ن سفره ً‬
‫مباحا‪ ،‬فل سافر سفر معصيس لم يجز له التر ص بالفطر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يس ااافر قب الفجر‪ ،‬أ ‪ :‬أن يفارق ما يش ااترط مجاوزته للقص اار قب الفجر‪ ،‬فل س ااافر ف أثناء‬
‫تغليبا لحكم الحضار‪ ،‬هذا مذهب الشاافعيس والجمه ر‪ ،‬قال اإلمام الن و رحمه‬ ‫النهار لم يجز له الفطر ً‬
‫هللا تعا ى ف ش اار ص ااحي مس االم ‪ :)231/7‬مذهب الش اااف والجمه ر‪َّ :‬أنه ال يج ز الفطر ف ذلك الي م‬
‫– أ ‪ :‬إذا سافر بعد طل ع الفجر صا ًما‪ -‬وإنما يج ز ملن طلع عليه الفجر ف السفر) اها‬
‫ً‬ ‫ومنه يعلم‪َّ :‬أنه ييرم على من كان م عد رحلته ص ً‬
‫اباحا – السااعس الساا ساس أو الساابعس مثال – أن يصاب‬
‫ً‬
‫مفطرا ف اره‪.‬‬
‫وج از فطره من مفر ات الحنابلس رحمهم هللا تعا ى‪ ،‬وعبارة أ صا ا اار املختصا ا ارات مع حاشا ا اايس ابن ع ض‬
‫‪ :)579/1‬ويبا لحاضر سافر أثناء النهار‪ ..‬ويك ن فطره عند مفارقته بي ت قريته العامرة) اها‬
‫فيا الشروط جاز له بال كراهس الفطر‪ ،‬بشرط‪ :‬أن ين التر ص‪.‬‬ ‫سفرا مست ً‬
‫تتمة‪ :‬إذا سافر ً‬

‫‪59‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)50‬مسافرون ال يجوزلهم الفطر‬
‫ف مس ص ر ال يج ز للمسافر‪ -‬وإن استجمع الشروط السابقس ‪ -‬أن يفطر‪:‬‬
‫إذا نذر إتمام ص ا ا مه‪ ،‬قال ف بش ا اارى الكريم ‪ :)398/2‬إن نذر املس ا ااافر إتمام ص ا ا مه لم يجز له‬ ‫‪-‬‬
‫الفطر) اها‬
‫منا يقض ا ا ا ا ي فيه الص ا ا ا ا م كما ما اعتمده الرمل ُّ رحمه هللا‬ ‫إذا كان مديم الس ا ا ا اافر بييث ال يرج ز ً‬ ‫‪-‬‬
‫تعاا ى؛ أل َّناه يؤ إ ى إس ا ا ا اقااط ال ج ب باالكلياس‪ ،‬واعتماد العالماس ابن حجر رحماه هللا تعاا ى‪ :‬ج از‬
‫الفطر له‪.‬‬
‫ط‬ ‫إذا غلب على ظنه َّأنه ال يع ش إ ى أن يقضيه ‪ -‬كمن به ط‬
‫مرض مخ ف – وه قا طر على الص م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا قصد بسفره ميض التر ص‪ ،‬وعبارة التيفس ‪ :)669/3‬وال يبا الفطر حيث لم يخش مبي‬ ‫‪-‬‬
‫تيمم ملن قصد بسفره ميض التر ص) اها‬
‫إذا نذر ص ا ا ا م الدهر؛ النس ا ا اادا القض ا ا اااء عليه‪ ،‬وعبارة التيفس ‪ :)670/3‬وص ا ا ااري كالم األذرأ‬ ‫‪-‬‬
‫والزرك ا ا ا ي‪ :‬امتناع الفطر ف س ا ا اافر النزهس على من نذر ص ا ا ا م الدهر؛ َّ‬
‫ألنه انس ا ا ا َّاد عليه القض ا ا اااء‪،‬‬
‫بخالف رمضان) اها‬

‫‪60‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫َ‬
‫أفطرفي األرض فلما طارت به الطائرة رأى الشمس‪:‬‬ ‫املسألة (‪ :)51‬إذا‬
‫ل أفطر شا ا ااخص حين غربت الشا ا اامس قب صا ا ااع ه الطا رة‪ ،‬فلما طارت رأى الشا ا اامس‪ ،‬صا ا ا َّ صا ا ا مه؛‬
‫ل ق ع اإلفطار ف ميله‪.‬‬
‫قال النبي صالى هللا عليه وسالم‪ :‬إذا أقب اللي وأ بر النهار‪ ،‬وغابت الشامس فقد أفطر ال َّ‬
‫صاا م) أ رجه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫استند إ ى يقين‪ ،‬وأل َّن ك َّ إنسان َّ‬
‫متعب طد بما يراه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ومن جهس التعلي ‪َّ :‬‬
‫ألنه‬
‫قا ااال العالما ااس ابن حجر رحما ااه هللا تعا ااا ى ف التيفا ااس ‪ :)657/3‬ويعتبر كا ا ُّ ميا ا بطل ع فجره وغروب‬
‫شمسه فيما يظهر لنا‪ ،‬ال ف نفس األمر) اها‬
‫ظانا غروب الش اامس ثم تبين له عدم غروبها‪َّ ،‬‬
‫فإنه ف مس ااألس الظن‪ :‬يمس ااك‬ ‫وهذه غير مس ااألس‪ :‬ما ل أفطر ً‬

‫وج ًبا‪ ،‬وعليه القضاء ف ًرا‪.‬‬


‫وغير مس ا ااألس‪ :‬ما ل عا ت الش ا اامس بعد غروبها فإنه يفطر‪ ،‬ويلزمه القض ا اااء‪ ،‬كما ف البجيرمي على ش ا اار‬
‫املنهج فإنه قال‪ :‬فل عا ت بعد الغروب عا ال قت‪ ،‬ووجب قض ا ا ا اااء الص ا ا ا ااالة‪ ،‬أ ‪ :‬إعا ة املغرب إن كان‬
‫صا ا ااالها‪ ،‬ويجب على من أفطر ف الصا ا ا م اإلمسا ا ااا والقضا ا اااء؛ لتبين أنه أفطر نها ًرا‪ ،‬ومن لم يكن صا ا االى‬
‫العصر يصليها أ اء) اه ا ا اا‪ ،‬أما من أفطر حين غربت وه ف األرض‪ ،‬ثم ارتفع بالطا رة فال طأ منه ً‬
‫قطعا‪،‬‬
‫وفطره حاص ط ليال ال نها ًرا‪ ،‬فال ييكم ببطالن ص مه ولزوم القضاء عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫علما‪ :‬أن بعض الفض ااالء – نفع هللا بهم – قرروا عدم ص ااحس الص ا م‪ ،‬ووج ب اإلمس ااا والقض اااء‪ ،‬أ ذا‬
‫ط‬
‫من عبارات بعض الفقهاء‪ ،‬واملسألس جديرة بالبيث تفصيل ‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)52‬تفاوت سكان العوالي واملنخفضات في الفطر‪:‬‬
‫ينبني على ما تقرر ف املسألس السابقس‪:‬‬
‫عمن يسكن ف األماكن املنخفضس‪.‬‬ ‫َّأن الذين يسكن ن الجبال أو األبراج العاليس سيختلف إفطارهم َّ‬
‫قال صاااحب فت املعين رحمه هللا تعا ى ‪ :)273/1‬ويعرف – أ الغروب ‪ -‬ف العمران وال َّ‬
‫ص احار التي بها‬
‫ال بزوال ُّ‬
‫جب ط‬
‫الشعاع من أعا الحيطان والجبال) اها‪.‬‬
‫وقد حكي عن ابن أبي م ى الضرير رحمه هللا تعا ى من فقهاء الحنفيس ت‪334:‬ه ا اا) َّأنه سئ ع َّمن صعد‬
‫منارة اإلسا ا ا ااكندريس‪ ،‬فيرى الشا ا ا اامس بزمن ط ي بعدما غربت عندهم ف البلد‪ ،‬أيي ُّ له أن يفطر؟ فقال‪:‬‬
‫َّ ً‬
‫ألن كال مخاط طب بما عنده‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬ويي أله البلد‪،‬‬
‫واملرا ‪َّ :‬أنه‪ :‬كان على املنارة ال يزال يرى الش ا اامس‪ ،‬ومن ف البلد قد رأوا غروبها‪ ،‬ال َّأنه ص ا ااعد إ ى املنارة بعد‬
‫أن رأى غروبها ف البلد؛ إذ ل رأى غروبها ثم صا ااعد إ ى مرتفع فرأى الشا اامس صا ا صا ا مه‪ ،‬كما تقرر‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)53‬إذا أقلعت الطائرة‪ ،‬واستمرت رؤيته للشمس‪:‬‬
‫ً ً‬
‫مثال جااكرتاا إ ى عادن‪ ،‬فاإناه يبقى ن ً‬ ‫من كاان مس ا ا ا ا ً‬
‫ااظرا‬ ‫اافرا ف الطاا رة‪ ،‬فاأقلعات قبا الغروب واتجهات غرباا‪،‬‬
‫الشمس‪ ،‬فمتى يفطر؟!‬
‫للمعاصرين ثالثس آراء‪:‬‬
‫ً‬
‫استصحابا لحكمه‪.‬‬ ‫األول‪ :‬يفطر بت قيت البلد الذ أقلعت منه الطا رة؛‬
‫الثاني‪ :‬يفطر إذا حان الغروب ف البلد الذ ف قه الطا رة‪ ،‬وإن كان يرى الش ا ا اامس ‪ -‬وذلك كأن يخبر قا د‬
‫ألن لله اء حكم القرار‪.‬‬ ‫بأن الشمس غربت ف املدينس التي تطير ف قها ‪َّ -‬‬
‫الطا رة َّ‬

‫الثالث‪ :‬ال يفطر حتى تغرب الشمس‪ ،‬وإن طال ال قت لساعات‪.‬‬


‫ولعله األق ى؛ لق ل النبي ص االى هللا عليه وس االم‪ :‬إذا أقب اللي وأ بر النهار‪ ،‬وغابت الش اامس فقد أفطر‬
‫الص ا ااا م) أ رجه مس ا االم‪ ،‬وهذا ال يزال يرى الش ا اامس‪ ،‬فلم يد وقت اإلفطار ف حقه‪ ،‬ويض ا اعف الرأ‬
‫الثاني َّأن األصا ا ا ا َّأن ك إنسا ا ا ااان متعبد بما يراه‪ ،‬قال ف التيفس ‪ :)657/3‬ويعتبر ك ُّ مي بطل ع فجره‬
‫وغروب شامساه فيما يظهر لنا‪ ،‬ال ف نفس األمر) اه ا ا ا ا ا‪ ،‬وملا ف املساألس اآلتيس َّأن من وجد ف حقه لي ط ط‬
‫ونهار‬
‫فعليه إمسا جميع النهار‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫ً‬
‫املسألة (‪ :)54‬حكم البالد التي يتأخرغروب الشمس فيها أو ال تغيب أصال‪:‬‬
‫قال العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف تيفس املحتاج‪:‬‬
‫تنبياه‪ :‬ل عادم وقات العش ا ا ا اااء‪ ،‬كاأن طلع الفجر كماا غربات ‪ )1‬الش ا ا ا اامس وجاب قض ا ا ا اااؤهاا على األوجاه من‬
‫ا تالف فيه بين املتأ رين‪.‬‬
‫ول لم تغب إال بقدر ما بين العش اااءين‪ ،‬فأطلق الش اايخ أب حامد‪َّ :‬أنه يعتبر حالهم بأقرب بلد يليهم‪َّ ،‬‬
‫وفرع‬
‫علياه الزرك ا ا ا ا ُّي وابن العماا ‪َّ :‬أنهم يقادرون ف الص ا ا ا ا م ليلهم باأقرب بلاد إليهم‪ ،‬ثم يمس ا ا ا ااك ن إ ى الغروب‬
‫بأقرب بلد إليهم‪ ،‬وما قااله َّإنما يظهر إن لم تساع مدة غيب بتها أك ما يقيم بنيس الصاا م؛ لتعذر العم به‬
‫الدجال؛ ل ج‬‫عندهم فاض ا ا ااطررنا إ ى ذلك التقدير‪ ،‬بخالف ما إذا وس ا ا اع ذلك‪ ،‬ول س هذا حينئذ كأيام َّ‬
‫اللي هنا وإن قص ا ا ا ار‪ ،‬ول لم يسا ا ا ااع ذلك إال قدر املغرب أو أك الصا ا ا ااا م َّ‬
‫قدم أكله وقضا ا ا ا ى املغرب فيما‬
‫يظهر) اها‬
‫فأفا رحمه هللا تعا ى‪:‬‬
‫‪َّ -‬أن البال التي يسا ا ااتمر النهار فيها‪ ،‬يقدرون فطرهم وإمسا ا اااكهم بأقرب البال إليهم‪ ،‬وف الشا ا اارواني‬
‫على التيفس ‪ :)425/1‬ق له‪ :‬على األوجه) لم يبين حكم صا ا ا ا م رمضا ا ا ااان ه يجب بمجر طل ع‬
‫الفجر عندهم‪ ،‬أو يعتبر قدر طل عه بأقرب البال إليهم‪ ،‬ثم رأيت ق ل الشا ا ا ااار اآلتي‪َّ :‬‬
‫وفرع عليه‬
‫الزرك ا ي وابن العما ) إلخ‪ ،‬ويؤ ذ منه حكم ما نين فيه سام) على حج)‪ ،‬أ ‪ :‬وه أنهم يقدرون‬
‫ف الص م ليلهم بأقرب بلد إليهم ع ش) بيذف) اها‬
‫ً‬
‫قصيرا‪ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫وأن البال التي تغرب الشمس فيها ً‬
‫وقتا‬ ‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫• فإن كان وقت غروبها يسا ا ا ا ًايرا ال يتسا ا ا ااع ألك ما يقيم بنيس الصا ا ا ااا م قدر ف الصا ا ا ا م بأقرب‬
‫البال إليهم ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫• وإن كان يتس ا ااع لذلك فيلزمهم اإلمس ا ااا إ ى اللي ‪ ،‬والصا ا ا م من الفجر؛ ل ج هما‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪ ) 1‬أي‪ :‬حين غربت الشمس‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)55‬الصوم أفضل للمسافر‪:‬‬
‫املذهب‪َّ :‬أن الص م أفض ملن ال يتضرر به‪:‬‬
‫لق له تعا ى‪ :‬وأن تص م ا ير لكم)‪.‬‬ ‫▪‬
‫وأل َّنه األغلب من أح ال سيدنا ميمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫▪‬
‫وأل َّنه يي ز فضيلس ال قت‪.‬‬ ‫▪‬
‫وأل َّن فيه مبا ة بإبراء للذمس‪.‬‬ ‫▪‬
‫أما إذا ا ا ي ضا ا ً‬
‫اررا بالصا ا م ف الحال أو االسا ااتقبال بأن يضا ااعفه عن أعمال الطاعات والبر ‪ -‬كأن كان ف‬
‫س اافر حج أو جها ‪ -‬فالفطر أفض ا ؛ ملا ف الص ااحييين‪ :‬ل س من البر الص اايام ف الس اافر)‪ ،‬وكذلك يك ن‬
‫الفطر أفض إذا كان بيضرة أناس يقتدون به‪.‬‬
‫اررا يبي التيمم‪ ،‬كتلف نفس أو عض ا ا ا ا أو منفعته‪ ..‬إلخ‪ ،‬وعليه‬ ‫ب يجب الفطر إن تضا ا ا اارر بالص ا ا ا ا م ضا ا ا ا ً‬
‫ييم حديث‪ :‬أولئك العص اااة‪ ،‬أولئك العص اااة)‪ ،‬ملا أفطر ص االى هللا عليه وس االم فبلغه َّأن أنا ًس اا ص ااام ا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإنما كان ا عصا اااة بالصا ا م لخ ف املحذور‪ ،‬أو عصا اااة ملخالفتهم أمره صا االى هللا عليه وسا االم؛ ليتق وا على‬
‫عدوهم‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)56‬الفرق بين تفضيل القصروالصوم في السفر‪:‬‬
‫األصا ُّ عند الشااافعيس َّأن القصاار أفضا من اإلتمام ملن كان ساافره ثالث مراح ‪ ،‬ولم يكن يديم الساافر‪،‬‬
‫نص ا على َّأن األفض للمسافر الص م ال اإلفطار‪ ،‬فما الفرق؟‬ ‫ب نما ُّ‬
‫الج اب‪ :‬الفرق من أربعس أوجه‪:‬‬
‫األول‪َّ :‬أن ف الص ا ا م ال ي جد الف ُّ‬
‫يعتد به ف إيجاب الفطر‪ ،‬فكان الص ا ا م أفض ا ا ‪ ،‬ب نما هنا‬ ‫•‬
‫من قال ب ج ب القصر كاإلمام أبي حنفيس رحمه هللا تعا ى‪.‬‬
‫والثاني‪َّ :‬‬
‫بأن القصر فيه إبر طاء للذمس‪ ،‬أما الفطر ففيه إشغال للذمس بالقضاء‪.‬‬ ‫•‬
‫والثالث‪ :‬أن الغالب ف أح ال النبي ص االى هللا عليه وس االم الص ا م ف الس اافر‪ ،‬ب نما ولم يص ا عنه‬ ‫•‬
‫أتم الصالة ف السفر‪.‬‬‫صلى هللا عليه وسلم أنه َّ‬
‫ً‬ ‫والرابع‪َّ :‬‬
‫ألن ف الص م تيصيال لفضيلس ال قت‪.‬‬ ‫•‬
‫ألنها تختلف با تالف الناس وال تنضا اابط‪،‬‬ ‫تتمة‪ :‬سا اابب ج از اإلفطار ف رمضا ااان ه السا اافر ال املشا ااقس؛ َّ‬
‫ً‬
‫فنص ا اب ال َّش ا اارع املظنس ف م ض ا ااع الحكمس؛ ض ا اابطا للق انين الش ا اارعيس‪ ،‬كما يق ل الش ا اااطبي رحمه هللا ف‬
‫وبناء عليه‪ :‬فاملسافر ب سا امل صالت املرييس يج ز له التر ص بالفطر وغيره من‬ ‫امل افقات ‪ً ،)396/1‬‬
‫ر ص السفر إذا تيققت الشروط السابقس‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)57‬الصبي والصيام‬
‫يؤمر الصاابي والصاابيس وج ًبا كفا ًيا من قب وليه ‪ -‬كأب وأم ‪ -‬بالصاايام عقب إتمام ساابع ساانين إن‬
‫َّميز‪ ،‬فإن لم يميز فعند التمييز‪.‬‬
‫وإذا ميز قب السبع قب السبع أمر ً‬
‫ندبا‪.‬‬
‫ً‬
‫ويضا ارب على تركه بعد العشا اار السا اانين‪ ،‬على ما اعتمده العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى‪ ،‬الفا‬
‫للعالمس الرمل رحمه هللا تعا ى الذ اعتمد َّأنه يضرب ف أثناء العشر؛ ألنها مظنس بل غه‪.‬‬
‫فإنه ال يؤمر وال يضرب‪.‬‬ ‫وأمره وضربه مقيدان بإطاقته الص م‪ ،‬أما إذا لم يطق الص م َّ‬
‫وضابط التمييز‪ :‬أن يأك وحده‪ ،‬ويلبس وحده‪ ،‬ويستنج وحده‪.‬‬
‫وقي ‪ :‬أن يفهم الخطاب وييسن الج اب‪.‬‬
‫تتمةة‪ :‬ماا قرره الفقهااء هناا قياا ًسا ا ا ا اا على ماا جااء ف الص ا ا ا ااالة‪ ،‬ومنع بعض ا ا ا ااهم من القيااس باأ َّناه ‪ -‬أ ‪:‬‬
‫الصاابي ‪ -‬إنما ضارب على الصااالة للحديث‪ ،‬والصا م فيه مشااقس ومكابدة بخالف الصااالة فال يصا‬
‫اإللحاق‪.‬‬
‫بأن الضاارب عق بس فيقتصاار فيها على مي ورو ها‬ ‫ور َّ ذلك ف التيفس ‪ )667/3‬فقال‪ :‬والتنظير َّ‬
‫لتقيد بالتكليف واملعص اايس‪ ،‬وإنما القص ااد مجر اإلص ااال بإلف‬ ‫بأنا ال نس االم ك نه عق ًبس‪ ،‬وإال َّ‬ ‫ير ُّ َّ‬
‫العبا ة لينشأ عليها) اها‪.‬‬
‫وتع َّقاب ذلااك العالمااس ابن قاااس ا ا ا اام رحمااه هللا تعااا ى ف حاااش ا ا ا ا تااه على التيفااس ‪ ،)429/3‬فقااال‪ :‬ال‬
‫يخفى ما ف منع ك نه عق بس من التعس ااف‪ ،‬مع أنه يكفي ف الر منع امتناع القياس ف العق بات‪،‬‬
‫فإنه اس ا ا ااتفيد من جمع الج امع امتناع ج از القياس ف الحدو ‪ ،‬كقطع الس ا ا اارقس مع َّأنها عق بس)‬
‫اها‬
‫قلت‪ :‬يق القياس ك نه معق ل املعنى‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)58‬بيان حد باطن األذن‬
‫قااال العالمااس ابن حجر رحم ااه هللا تع ااا ى ف الفت اااوى ‪ :)58/2‬مااا جاااوز أول املنطبق من األذن إ ى املج َّ ف‬
‫ط‬
‫ج ف‪ ،‬وما ال فال) اها‪ ،‬فمرا ه باملنطبق‪ :‬ما بعد قيف الرأس‪ ،‬أ ‪ :‬عظم جمجمته‪.‬‬
‫ً‬
‫وف املنهج الق يم قااال العالمااس ابن حجر رحمااه هللا مع املتن‪ :‬ج فاا‪ ،‬كباااطن األذن واإلحليا ‪ ،‬وه مخرج‬
‫الب ل من الذكر واللبن من الثد ‪ ،‬فإذا أ ف شا ا يء من ذلك شا ا ًئا ف صا ا إ ى الباطن أفطر‪ ،‬وإن كان‬
‫فيه الحشفس أو الحلمس ف الثانيس) اها‬ ‫ال ينفذ منه إ ى الدماغ ف األو ى‪ ،‬أو لم يجاوز الدا‬
‫ط‬ ‫الترمس ا ي ‪ :)549/5‬ق له‪ :‬وإن كان ال ينفذ منه إ ى الدماغ ف األو ى)‪ ،‬أ ‪ :‬ف الص ا رة األو ى؛ َّ‬
‫ألنه نافذ إ ى‬
‫ً‬ ‫ط‬
‫ا قيف الرأس‪ ،‬وه ج ف‪ ،‬بناء على األص ‪َّ :‬أن الج ف ال يشترط ك نه مييال) اها‬
‫وف حاااش ا ا ا ايااس الجما ‪ :)318/2‬ق لااه‪ :‬وباااطن األذن) قااال ف ش ا ا ا اار البهجااس؛ ألنااه نااافااذ إ ى ا ا قيف‬
‫الرأس اه ا ا ا ا ا ا اا‪ ،‬ثم قال‪ :‬والقيف – بالكسا ا اار – العظم ف ق الدماغ‪ ،‬وما انفلق من الجمجمس فبان ال يدأى‬
‫قيفا حتى يبين وينكسر منه ش طيء اها ع ش على م ر) اها‬ ‫ً‬

‫تتمس‪ :‬ف الش ا ا اارواني على ق ل التيفس ف باب الغس ا ا ا ‪ :‬يتأكد ذلك ف األذن بأن يأ ذ ً‬ ‫ط‬
‫كفا من ماء ثم يمي‬
‫أذنه ويضاعها عليه؛ ليأمن من وصا له لباطنه‪ ،‬وبيث تعين ذلك على الصاا م؛ لألمن به من املفطر) اها ا ا ا اا‪،‬‬
‫ما ن ُّ‬
‫ص ا ا ا اه‪ :‬قض ا ا ا ا ته‪ :‬أنه ال يتعين عليه فعله‪ ،‬فيج ز له االنغماس وص ا ا ا ا ُّاب املاء على رأس ا ا ا ااه وإن أمكن له‬
‫اإلمالس‪ ،‬وعليه‪ :‬فه إذا وص ا منه ش ا يء إ ى الص ااما ين بس اابب االنغماس مع إمكان اإلمالس يبط ص ا مه‬
‫نظر‪ ،‬وقياااس الفطر‬ ‫ملااا أفااا ه ق لااه ويتااأكااد إلخ من َّأن ذلااك مكروه أو ال؛ ألنااه ت لااد من مااأذون فيااه؟ فيااه ط‬
‫ب ص ا ل ماء املض اامض ااس إذا بال ‪ :‬الفطر‪ ،‬لكن مي الفطر ‪ -‬كما قاله بعض ااهم ‪ -‬إذا كان من عا ته وص ا ل‬
‫املاء إ ى باطن أذنيه ل انغمس بأن يتكرر ذلك فال يثبت هنا بمرة) اها‬

‫‪68‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)59‬قطرة األذن تفسد الصوم‪:‬‬
‫تقدم َّأن وص ل عين إ ى باطن األذن تفسد الص م‪ ،‬وه معتمد املذهب الشاف ‪.‬‬
‫وجه‪َّ :‬أنه ال يفسد الص م‪،‬‬ ‫ومقابله ط‬
‫ومستند هذا ال جه أمران‪:‬‬
‫َّ‬
‫األول‪َّ :‬أنه ال منفذ من األذن إ ى الدماغ‪ ،‬قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف املجم ع ‪ :)337/6‬ل قطر‬
‫هنا أو غيرهما ف ص ا إ ى الدماغ ف جهان‪ ،‬أص ااحهما ‪:‬يفطر‪ ،‬وبه قطع املص اانف والجمه ر‬ ‫ماء أو ً‬ ‫ف أذنه ً‬
‫ملا ذكره املصاانف‪ ،‬والثاني‪ :‬ال يفطر‪ ،‬قاله أب عل الساانج ‪ -‬بالسااين املهملس املكسا رة وبالجيم ‪ -‬والقاضا ي‬
‫َ‬ ‫حس ا ا ااين والف راني وص ا ا ااححه الغزا كاالكتيال‪َّ ،‬‬
‫وادعوا أنه ال منفذ من األذن إلى الدماغ‪ ،‬وإنما يص ا ا االه‬
‫املسام تتشربه وال يفطر) اها‬ ‫َّ‬ ‫باملسام كالكي ‪ ،‬وكما ل هن بطنه فإن‬
‫ً‬
‫الثاني‪ :‬اشا ا ااتراط أن يك ن الج ف مييال‪ ،‬وه ما يفيده ق ل العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف التيفس‬
‫مع عبا ااارة املنها اااج ‪ :)627/3‬والتقطير ف با اااطن األذن واإلحليا ا ‪ ،‬وه ‪ :‬مخرج ب ل ولبن‪ ،‬وإن لم يجا اااوز‬
‫ً‬
‫بناء على األص ‪َّ :‬أن الج ف ال يشترط ك نه مييال) اها‬ ‫الحشفس أو الحلمس مفط طر ف األص ‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫تتمةة‪ :‬قاال الس ا ا ا اياد الش ا ا ا اااطر االبن رحماه هللا تعاا ى ف ش ا ا ا اار اليااق ت النف س‪ :‬وأتاذكر ق ال ف املاذهب‬
‫الشاااف مقاب األص ا ‪ :‬ال يبط الص ا م ب ص ا ل املاء إ ى باطن األذن‪ ،‬وه ق ل ق ٌّ ‪ ،‬قال الساايد أحمد‬
‫بك الحس ا ا ا اايني ف ش ا ا ا اارحه لكتاب األم‪ :‬س ا ا ا ااقطت على النس ا ا ا اااخ ف األم كلمس ال) من عبارتها وه ‪ :‬ويفطر‬
‫ب ص ا ا ا ل ش ا ا ا يء إ ى أذنه)‪ ،‬وأص ا ا ا العبارة‪ :‬وال يفطر ب ص ا ا ا ل شا ا ا يء إ ى أذنه) لكن هذا الشا ا اار لم يطبع‪،‬‬
‫ط‬
‫وتيقق اآلن َّأن األذن منفذ غير مفت ) اها كالمه‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)60‬بخاخ الربو يفسد الصوم‬
‫نعم‪ ،‬أفتى بذلك الدكت ر ن القض اااة رحمه هللا تعا ى ‪ 1432‬ها ا ا ا ا اا)‪ُّ ،‬‬
‫ونص فت اه‪ :‬أ ذ البخاخ عن طريق‬
‫ألن الدواء ف هذه البخا ات يرا له ال ص ل إ ى الر تين‪ ،‬وهما من الج ف)‪.‬‬ ‫األنف أو الفم مفط طر؛ َّ‬

‫وف من اااه ا العرف ااان من فت اااوى وف ا ااد الش ا ا ا اايخ فضا ا ا ا ا ا بن عب ااد الرحمن رحم ااه هللا تع ااا ى ص‪،)183‬‬
‫‪1421‬هاا)‪ ،‬ما نصه‪ :‬يسأل الناس عن استعمال البخا س ف رمضان نها ًرا‪ ،‬ه يبط ذلك الص م؟ ونين‬
‫ألن الدواء وسا ااط البخا س ط‬
‫عين سا ااا ط تبخره‬ ‫نجيبهم باإلبطال‪ ،‬ويج ز اسا ااتعماله للضا اارورة مع القضا اااء؛ َّ‬

‫اآللس عند االستعمال) اها‬


‫َّ‬
‫وقاد سا ا ا ا ااألات عاد ً ا من األطبااء عن مك ناات هاذه البخااخ‪ ،‬فقاال ا‪ :‬إ َّناه يتك ن من مااء‪ ،‬وأكس ا ا ا ااجين مركز‪،‬‬
‫وم ا وا يس تعم على ت سيع ُّ‬
‫الشعب اله ا يس‪ ،‬وهذا الدواء يتناول عن طريق الفم‪ ،‬حيث يضع املريض‬
‫ط‬
‫العب ة ف فمه ثم يضا ا ا ااغط عليها لتنطلق بخس إ ى ج فه‪ ،‬وهذه البخس تت جه النسا ا ا اابس األكبر منها إ ى ر تيه‬
‫يسيرا قال بعض الفقهاء املعاصرين؛ يعفى عنه وال يفسد الص م‪.‬‬ ‫يسير إ ى معدته؛ ولك نه ً‬ ‫وجزء ط‬ ‫ط‬
‫إال َّأن م ااا ذكره فقه اااؤن ااا رحمهم هللا تع ااا ى من الفطر ب ااالبخ اااخ ه ال ااذ يجر على تقريرات امل ااذه ااب؛‬
‫ألمرين‪:‬‬
‫األول‪َّ :‬أنهم ذكروا َّأن البطن ج ف ‪ -‬وهذا بال الف ف املذهب – س ا اء وصاالت العين إ ى الجهاز التنفس ا ي‬
‫عينا وصلت إ ى الج ف من منفذ مفت ‪.‬‬ ‫أو الهضمي فال فرق؛ لك نها ً‬
‫جدا‪ ،‬فإننا ال نس االم العف عنه‪ ،‬وقد‬ ‫بأن الجزء ال اص ا إ ى الجهاز الهض اامي يس ا طاير ً‬‫الثاني‪ :‬وعلى التس االيم َّ‬
‫ط‬ ‫ً‬
‫قال الفقهاء‪ :‬ل ب َّ يطا بريقه فر َّ ه إ ى فمه وعليه رط بس تنفص ا ا وابتلعها أفطر‪ ،‬بخالف ما ل لم يكن‬
‫فإنه ال ُّ‬ ‫َّ‬
‫لقلته أو لعصره أو لجفافه؛ َّ‬
‫يضر‪ ،‬كأثر ماء املضمضس ‪)1‬اها‬ ‫على الخيط ما ينفص‬
‫وف حاش ا اايس ال ُّس ا انباطي رحمه هللا تعا ى ‪ :)185/3‬ل اس ا ااتا بس ا ا ا بعد غس ا االه مع بقاء الرط بس عليه‬
‫أفطر) اها بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪ (1‬فت املعين ص‪.)216‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)61‬دخان السيجارة واملداعة يفسد الصوم‪.‬‬
‫ف "بغيس املسترشدين" للعالمس عبد الرحمن املشه ر رحمه هللا تعا ى‪ :‬ما فيه ط‬
‫عين كرا يس التتن‪،‬‬ ‫•‬
‫يعني التنبا ‪ ،‬لعن هللا من أحدثه؛ َّ‬
‫ألنه من البدع القبييس‪ ،‬فإنه يفطر به) اها‪.‬‬
‫وف رسالس "وض البطالن بالحكم بعدم الفطر باإلبرة بالحقن ف نهار رمضان" للعالمس سالم بن‬ ‫•‬
‫عين كرا يس التنبا فيفطر به؛ َّ‬
‫ألنه لكثافته تنفص‬ ‫سعيد بكير رحمه هللا تعا ى ما نصه‪ :‬بخالف ما فيه ط‬
‫منه عين) اها‪.‬‬
‫وف "إفا ة السا ة العمد" شر نظم الزبد ص‪ )350‬للعالمس ميمد بن أحمد بن عبد البار‬ ‫•‬
‫نصه‪ :‬الد ان الذ يشرب ف الب صس املداعس أو الش شس)‪َّ ،‬‬
‫فإنه مفط طر كما‬ ‫األهدل رحمه هللا تعا ى ما ُّ‬
‫الصاعد من ني املجمرة؛ َّ‬
‫ألنه لقلته ال يت لد منه‬ ‫جمع متأ رون‪ ،‬ول س ذلك كري البخ ر َّ‬ ‫أفا ذلك ط‬
‫عين‪ ،‬فلذا جزم الشيخ ابن حجر بعدم الفطر به‪ ،‬بخالف الد ان الصاعد من الب صس املسماة باملداعس‪،‬‬ ‫ط‬
‫اكم مشاه طد‪ ،‬فال يي ُّ تناولها للصا م) اها‪ ،‬وانظر للفا دة "عمدة املفتي‬ ‫ط‬
‫وسخ متر ط‬ ‫فإنه يت لد منه ط‬
‫عين‪ ،‬وه‬
‫واملستفتي"‪ ،‬للعالمس ميمد بن عبد الرحمن األهدل رحمه هللا تعا ى‪.‬‬
‫ً‬
‫وف الفتاوى مسألس رقم ‪ )551‬للعالمس عل بن عمر باكثير رحمه هللا تعا ى نقال عن صاحب‬ ‫•‬
‫ألنه ط‬
‫كثير) اها‬ ‫السمط‪ :‬التنبا الذ يشربه من ال الق له مفط طر بال شك؛ َّ‬

‫‪71‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)62‬التحاميل تفطرالصائم‪.‬‬
‫التيامي وك ُّ ما يد من القب أو الدبر‪ ،‬ومنظار املعدة ويك ن عبر الفم‪ ،‬ومثله ما يد عبر األنف‪،‬‬
‫ط‬
‫تفسد الص م؛ ألنها أعيان واصلس إ ى الج ف‪ ،‬من منافذ مفت حس‪.‬‬
‫واء ييقن به‬ ‫ط‬ ‫قال العالمس ابن قاسم الغز ف فت القريب‪ :‬والثالث‪ :‬الحقنس ف أحد السبيلين‪ ،‬وه‬
‫املريض ف قب أو بر)‪.‬‬
‫قال العالمس الباج ر ‪ :)419/2‬للتداو من مرضه‪ ،‬ومث ذلك الدواء‪ :‬ل ع أو إصبع ف الدبر‬
‫وني ه) اها‪.‬‬
‫وف إفا ة السا ة العمد ص‪ :)352‬ينبغ التيرز حالس االستنجاء أن يد ش ًئا من إصبعه ف بره)‪.‬‬
‫ط‬ ‫ألن َّ‬ ‫ط‬
‫مفطرة‪َّ ،‬‬
‫الشرج منفذ مفت ط ) اه ‪.‬ا‬ ‫وف الفقه املنهج ‪ :‬الحقنس الشرجيس‬
‫َّ‬
‫وقال ‪ .‬ميمد الزحيل حفظه هللا تعا ى ف املعتمد ف الفقه الشاف ‪ :‬إذا قطر ف اإلحلي أو ف قب املرأة‬
‫فإنه يفطر) اه ‪.‬ا‬ ‫َّ‬
‫وأيضا القسطرة الب ليس تفسد الص م‪.‬‬ ‫ً‬
‫متقطعا‪ ،‬فخرج منه ط‬
‫بعض إ ى ظاهر بره ثم‬ ‫ً‬ ‫ومن كان به إمسا ط ف بطنه وال يخرج منه الغا ط إال ً‬
‫ناشفا‬
‫رجع إ ى ا له فإنه يفطر بذلك‪ ،‬وأفتى العالمس ميمد بن صال الر س رحمه هللا تعا ى ص‪َّ :)93‬أنه ال‬
‫فطر بع ه بغير ا تياره‪ ،‬بخالف ما إذا تمكن من قطعه‪ ،‬فإنه يفطر‪.‬‬
‫اضطر لد ل أصبعه معها‪ ،‬قال العالمس ابن حجر رحمه هللا‬ ‫َّ‬ ‫وال يفطر إذا عا ت مقعدة املبس ر‪ ،‬وإن‬
‫تعا ى ف التيفس ‪ :)630/3‬ول رجت مقعدة املبس ر لم يفطر بع ها‪ ،‬وكذا إن أعا ها‪ ..‬وأما روج‬
‫املقعدة فه من الداء العاض الذ إذا وقع ام‪ ،‬فاقتضت الضرو ة العف عنه‪َّ ،‬‬
‫وأنه ال فطر بما يترتب‬ ‫ر‬
‫عليه) اها‬

‫‪72‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)63‬تذوق الطعام للصائم‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ويستيب أن يتيرز عن ذوق الطعام‪،‬‬ ‫قال العالمس الخطيب الشربيني رحمه هللا تعا ى ف "مغني املحتاج"‪:‬‬
‫ً‬
‫فا من وص له إ ى ج فه‪ ،‬أو تعاطيه لغلبس شه ته) اها‪.‬‬
‫وف "بغيس املسترشدين" للعالمس عبد الرحمن املشه ر رحمه هللا تعا ى‪ :‬ال يضر وص ل ري بالشم‪ ،‬وكذا‬
‫من الفم كرا يس البخ ر أو غيره إ ى الج ف وإن تعمده؛ ألنه ل س ً‬
‫عينا) اها‬
‫قال الدكت ر الفقيه عل اسماعي القديمي الشاف نفع هللا به ف منظ مته‪ ،‬فيما ال يفطر مع الكراهس‪:‬‬
‫ط‬
‫تذوق الطعام والتعطر … مكروهس وه ال تفطر‪.‬‬
‫ط‬
‫ويستثنى من ذلك‪ :‬ما ل عت حاجس‪ ،‬كمض الطعام لطف ‪ ،‬ولم يجد غيره يق م مقامه‪ ،‬أو كان تذوقه‬
‫ألج إصالحه؛ فتنتفي الكراهس للحاجس‪.‬‬
‫قال العالمس ميمد بن أحمد بن عبد البار األهدل ف "إفا ة السا ة العمد" ص‪ :)354‬وال يكره مض‬
‫الخبز لطف صغير ل س له من يمض له‪ ،‬وال مض التمر لتينيك امل ل ؛ للحاجس إ ى ذلك) اها ‪.)1‬‬

‫‪ (1‬الترمس ي ‪.)660/5‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)64‬التبرع بالدم ال يفسد الصوم‪:‬‬
‫ً‬ ‫التبرع بالدم ال يفسد الص م ً‬
‫قياسا على الحجامس‪ ،‬وه ال تفسده ف املذهب‪ ،‬ب عند الجمه ر الفا‬
‫للحنابلس‪ ،‬وكذلك أ ذ الدم للتيلي ‪ ،‬واألفض تأ يره إ ى بعد الغروب رو ًجا من الخالف‪ ،‬قال الناظم‬
‫‪ .‬القديمي حفظه هللا تعا ى‪:‬‬
‫ط‬
‫تبرع بالدم والتيلي … وبالحجامس لها تمثي‬
‫روج من الف‬ ‫ط‬ ‫ً‬
‫مفطرا‪ ،‬ولكن ذو الف … أو ى فتركه‬ ‫لس‬

‫وه الحجامس الف األو ى أم مكروهس؟‬


‫• الذ ف املجم ع ‪ :)1‬األول‪ ،‬وه املعتمد ف التيفس ‪ )2‬والنهايس ‪.)3‬‬
‫• وف الروضس ‪ :)4‬الثاني‪.‬‬
‫والحنابلس رحمهم هللا تعا ى القا لين بالتفطير بالحجامس يق ل ن‪َّ :‬إن العلس تعبديس فال يقاس عليها‪.‬‬
‫ولذا قال العالمس الكر رحمه هللا تعا ى‪َّ :‬أما الفصد فلم أقف على الف ف الفطر به) ‪)5‬اها‬
‫ً‬
‫وعليه‪ :‬فالتبرع بالدم وأ ذ الدم للتيالي ينبغ أن يك ن عدم الفطر به اتفاقا‪ ،‬لكن يبقى الكالم على‬
‫إ ال إبرة سحب الدم‪ ،‬وسيأتي إن شاء هللا تعا ى‪.‬‬

‫‪.)364/6 (1‬‬
‫‪.)640/3 (2‬‬
‫‪.)174/3 (3‬‬
‫‪.)357/2 (4‬‬
‫‪(5‬الح اش ي املدنيس ‪)122/2‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫َ‬
‫املسألة (‪ :)65‬حكم وضع اللصقات الجلدية أثناء الصوم‪.‬‬
‫وضع املراهم والكريمات واللصقات الجلديس ومرطب الشفاة وني ها ال يفسد الصيام‪ ،‬وإن تشربها املسام‪.‬‬
‫يضر وص ل الدهن ُّ‬
‫بتشرب املسام) اه ‪.‬ا‬ ‫قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف املنهاج‪ :‬فال ُّ‬
‫قال الخطيب الشربيني رحمه هللا تعا ى ف املغني‪ :‬فال يضر وص ل الدهن) إ ى الج ف بتشرب املسام وه‬
‫ثقب البدن‪ ..‬كما ل طلى رأسه أو بطنه به‪ ،‬كما ال يضر اغتساله باملاء البار وإن وجد له ً‬
‫أثرا بباطنه بجامع‬
‫َّأن ال اص إليه ل س من منفذ) اها‪.‬‬
‫وأفتت ار اإلفتاء األر نيس بعدم ضرر اللصقات الجلديس‪ ،‬وكذا مرطب الشفاة ال يفسد الص م؛ لعدم‬
‫وص له إ ى الج ف‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مفتوحا إلى الجوف‬ ‫املسألة (‪ :)66‬العين ليست منفذا‬
‫ً‬
‫املعتمد ف املذهب‪َّ :‬أن العين ل ست منفذا مفت ًحا إ ى الج ف‪ ،‬وبالتا ال يفطر الصا م بالقطرة فيها‪ ،‬ول‬
‫وجد طعمها ف حلقه‪.‬‬
‫ً‬
‫منه حتى ول‬ ‫وأثبت علماء التشري منفذا للعين‪ ،‬لكن هذا املنفذ يشبه املسام‪ ،‬ولذا فال يؤثر ما‬
‫وصلت العين إ ى حلقه بأن وجد ل ن الكي ف ني نخامته وطعمه بيلقه‪ ،‬قال السيد عمر البصر ف‬
‫ط‬
‫ملحق‬ ‫حاش ته على التيفس‪ :‬أه التشري يثبت نه – أ ‪ :‬منفذ العين ‪ ،-‬وقد يجاب‪َّ :‬أنه لخفا ه وصغره‬
‫باملسام) اها‪.‬‬
‫وف رسالس "وض البطالن بالحكم بعدم الفطر باإلبرة بالحقن ف نهار رمضان" ‪)1‬ما نصه‪ :‬إنما قال ا‬
‫عبر بعضهم بق له‪ :‬وإن وجد طعم الكي بيلقه)‪،‬‬ ‫أثر ال ط‬
‫عين‪ ،‬فقد َّ‬ ‫ألن ال اص منه ط‬‫بعدم الفطر ف ذلك؛ َّ‬
‫أ ‪ :‬الكيفيس كالحالوة وضدها‪ ،‬وبعضهم عبر بق له‪ :‬وإن وجد ل ن الكي )‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬أثر الكي )‪،‬‬
‫يضر‪ ،‬كما ل وص الري بالشم إ ى ماغه‪ ،‬أما ل وصلت عين الكي إ ى حلقه ول‬ ‫ووص ل األثر فقط ال ُّ‬
‫من عينيه فيفطر كما صر بذلك الشرقاو ف حاش ته على التيرير) اه ‪.‬ا‬
‫تعلق بما سيأتي ف مسألس اإلبرة‪،‬‬‫ولق له‪ " :‬أما لو وصلت عين الكحل إلى حلقه ولو من عينيه فيفطر" ط‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪ )1‬ص‪.)20‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)67‬حكم اإلبرالطبية‪:‬‬
‫حاص األق ال ف اإلفطار باإلبر [عند الشافعيس املعاصرين] ثالثس‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مطلقا‪ ،‬وه الذ أفتى به ط‬ ‫األول‪ :‬اإلفطار بها ً‬
‫كثير من فقهاء الشافعيس ف حضرم ت‪ ،‬وألف والد شيخ‬
‫ً‬
‫العالمس سالم بن سعيد بكير رحمه هللا تعا ى رسالس ف الر على من قال بعدم التفطير بها‪ ،‬سماها‪ :‬وض‬
‫ً‬
‫البطالن بالحكم بعدم الفطر باإلبرة بالحقن ف نهار رمضان)‪ - ،‬طبعت مذيلس برسالس أ رى بعن ان‪ :‬حكم‬
‫اإلبرة ف نهار رمضان)‪ ،‬للشيخ ميمد ع ض بن طاهر باوزير ‪ -‬جاء فيها بعد نق الت عن فقهاء املذاهب‪:‬‬
‫مفسد للص م على املذاهب األربعس س اء كان ف‬ ‫ط‬ ‫وبهذا يتِ ‪َّ :‬أن الدواء املعطى للصا م ب اسطس اإلبرة‬
‫العضالت أو ال ريد أو تيت الجلد أو قناة النخاع‪ ،‬وس اء كان للتغذيس وللتق يس وإكثار الدم‪ ،‬أو لتخدير‬
‫األعصاب أو لعالج مرض)اها‬
‫مطلقا‪ ،‬وممن قال بذلك ‪ .‬ميمد حسن هيت ف كتابه فقه الصيام‪ ،‬حيث‬ ‫الثاني‪ :‬عدم اإلفطار باإلبر ً‬
‫قال‪ :‬الحقنس العضليس أو التي تك ن ف ال ريد أو ما يسمى “باإلبرة” فإنه يج ز التداو بها ف نهار رمضان‬
‫مفتوح‪ ،‬كما َّأن‬ ‫منفذ‬ ‫َ‬ ‫للصا م‪ ،‬وبك أن اع الدواء‪ ،‬وال تؤ إ ى الفطر‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ٍ‬ ‫الدواء ال يدخل من ٍ‬ ‫ألن‬
‫ً‬
‫العض أو ال ريد ال يسمى ج فا‪ ،‬فمن أرا التداو بها ف نهار رمضان فال حرج عليه) اها‪.‬‬
‫أيضا شيخ مشايخنا العالمس ميمد بن سالم البيياني رحمه هللا تعا ى‪ُّ ،‬‬
‫ونص كالمه‪:‬‬ ‫وممن قال بذلك ً‬
‫والحقنس‪ :‬اإلبرة ف العضد والفخذ وف ك مكان من الجسم ال تفطر‪ ،‬وإن انتشر الدواء منها إ ى الجسد‬
‫كله وإن وجد طعمه ف لسانه) ‪)1‬اها‪.‬‬
‫ً‬ ‫وهذا أقرب االق ال إ ى الضابط املذهبي؛ َّ‬
‫ألن الفتيس التي تيدثها اإلبرة كفتيس املسام‪ ،‬فل ست منفذا‬
‫مفت ًحا‪ ،‬ولذا قال العالمس ابن قاسم معل ًقا على ق ل اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى‪ :‬شرط ال اص ‪ :‬ك نه‬
‫ً‬
‫عرفا أو ً‬
‫فتيا يدر ) اها‪.‬‬ ‫ف منفذ مفت ) أ ‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬التفصي ‪ ،‬قال الشيخ حسن بن أحمد الكاف حفظه هللا تعا ى‪ :‬وق ل فيه تفصي – وه األص‬
‫– وه ‪:‬‬
‫إذا كانت مغذيس فتبط الص م‪ ،‬وإذا كانت غير مغذيس فننظر‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت ف العروق املج َّ فس – وه األور ة – فتبط ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإذا كانت ف العض – وه العروق غير املج َّ فس – فال تبط ) اها‬
‫مطلقا‪ ،‬واإلبر ف ال ريد إن لم‬‫وهنا تفصي ط آ ر‪ ،‬وه ‪َّ :‬أن اإلبر ف العض ال يبط بها ص م الصا م ً‬

‫‪ (1‬فقه الصيام (ص‪.)87‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫تكن غذا يس فكذلك‪ ،‬وإال فاألقرب‪َّ :‬أنها يبط بها ص م الصا م‪ ،‬وهذا رأ ُّ العالمس عبد هللا بن ع ض بكير‬
‫حمه هللا تعا ى‪ ،‬وله سالس ف املسألس ‪ ،)1‬ويختلف هذا الرأ عن سابقه َّ‬
‫بأنه يرى التفطير باإلبر املغذيس‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ف ال ريد‪ ،‬والرأ الثالث‪ :‬يرى أنه إذا كانت ف ال ريد أفطر ً‬
‫مطلقا‪ ،‬ول كانت غير مغذيس‪.‬‬
‫وإذا تقرر هذا‪ ،‬فاألح ط عدم استعمالها أثناء الص م‪ ،‬فإن استعملها لم يفسد ص مه‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬تسميس من يرى عدم الفطر باإلبر الطبيس ً‬
‫مطلقا من الشافعيس‪:‬‬

‫‪ )1‬لم أقف عليها‪ ،‬لكن ذكر خالصة رأيه ابنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد هللا بكيررحمه هللا تعالى في تعليقه على شرح والده على‬
‫سفينة النجا املوسوم بة(نسيم الحياة) (ص‪.)155‬‬

‫‪78‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫‪ -1‬العالمس طيب بن عبد الرحمن بامخرمس من تالميذ العالمس ميسن ب نمي رحمهما هللا تعا ى ف‬
‫رسالس له اسمها "سط ع البرهان ف عدم الفطر باإلبر الطبيس ف نهار رمضان" ص‪.)20‬‬
‫‪ -2‬العالمس ميمد بن سالم البيياني رحمه هللا تعا ى ف كتابيه "تيفس رمضان" ص‪ ،)37‬و"الفقه‬
‫البسيط" ص‪.)77‬‬
‫‪ -3‬العالمس عبد هللا الهرتل من علماء األكرا رحمه هللا تعا ى ف شرحه على منهاج الطالبين‪.‬‬
‫‪ -4‬العالمس أحمد جابر جبران رحمه هللا تعا ى‪ ،‬ف النفيات املكيس ص‪.)445‬‬
‫‪ -5‬الدكت ر الفقيه ميمد حسن هيت حفظه هللا تعا ى ف فقه الصيام‪.‬‬
‫وللعالمس عبد هللا بن سعيد اللحج رحمه هللا تعا ى فت ى مص رة ف املسألس جديرة باملطالعس‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫َ‬
‫املسألة (‪ :)68‬العلك والحبة تحت اللسان‪:‬‬
‫العلك يفسد الص م إذا سرى إ ى الحلق‪،‬‬
‫قال العالمس ابن حجر الهيتمي رحمه هللا تعا ى ف التيفس ‪:)662/3‬‬
‫ألنه يعطش‪ ،‬ويفطر على ق ل‪ ،‬أما بكسرها فه‬ ‫أيضا؛ َّ‬
‫ويسن ‪ ..‬أن يتيرز عن العلك بفت العين‪ ،‬ب يكره ً‬ ‫ُّ‬
‫عين‪ ،‬بأن مض قب ذلك حتى‬ ‫املعل ‪ ،‬وتص إرا ته‪ ،‬لكن بتقدير مض ‪ ،‬والكالم ف علك لم تنفص منه ط‬
‫عين لكن لم يبتلع من ريقه املخل ط ش ًئا) اها‬ ‫ذهبت رط بته‪ ،‬أو مض وفيه ط‬
‫وقال ‪ .‬ميمد حسن هيت حفظه هللا تعا ى ف "فقه الصيام"‪ :‬وأما العلك فإن كان يتيل منه ش طيء‬
‫ط‬
‫يختلط مع الريق‪ ،‬ويبتلعه الصا م‪ ،‬كما ه معروف ف العلك الحا املعاصر‪ ،‬فهذا حر طام باإلجماع‪ ،‬ويفطر‬
‫ً‬
‫مثال‪َّ ،‬‬ ‫به الصا م‪ ،‬وأما إذا كان ال يتيل منه ش يء ً‬
‫فإن هذا يكره وال ييرم) اها‪.‬‬ ‫أبدا‪ ،‬كقطعس الر املطاط‬
‫وأما الحبس التي ت ضع تيت اللسان‪ ،‬ويستعملها مرض ى القلب؛ ملنع حدوث الذبيات الصدريس – عافانا‬
‫ألن تلك املنطقس يسرع االمتصاص‬ ‫هللا وجميع املسلمين – والتي يق ل األطباء‪َّ :‬إنها ت ضع تيت اللسان؛ َّ‬
‫منها ‪ ،‬فهي تد إ ى الجسم من مسامات ف تلك املنطقس ال عن طريق الفم‪ ،‬لكن قد يتيل منها ش يء‬
‫وبناء على كالمهم‪ ،‬أق ل‪:‬‬‫ويسر مع الريق إ ى الج ف عبر البلع م‪ً ،‬‬
‫َّإن امتصاص هذه الحبس من منطقس ما تيت اللسان ون أن يسر من أجزااها ش طيء مع الريق إ ى الج ف‬
‫ألن الفم بالنسبس لد ل غير الريق منه يعتبر من الظاهر ال من الباطن ‪ ،)1‬وامتصاص‬ ‫ال يفسد الص م؛ َّ‬
‫ً‬ ‫األجزاء املتيللس عبر املسامات التي تيت اللسان ال يؤثر على الص م؛ َّ‬
‫ألنه ل س منفذا مفت ًحا‪.‬‬
‫ألن الريق ال يفطر الصا م بشرط‬ ‫فإنها تفسد الص م؛ َّ‬ ‫أما ل تيللت أجزاء فد لت مع الريق إ ى الج ف َّ‬
‫ضر‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫ً‬
‫الصا‪ ،‬فل ا تلط بما يغير ل نه أو رييه َّ‬ ‫ك نه‬
‫وقد صدر قر طار ملجمع الفقه اإلسالمي ي افق هذا‪ ،‬فالحمد هلل رب العاملين‪.‬‬

‫‪ )1‬بشرالكريم (ص‪.)552‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫َّ‬
‫املسألة (‪ :)69‬القات والشمة‪:‬‬
‫والشمس يفسدان الص م إن سرى منهما ش يء إ ى الج ف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫القات‬
‫قال العالمس ميمد بن أحمد األهدل رحمه هللا تعا ى ف "إفا ة السا ة العمد" ص‪ :)354‬ومنه اللبان‬
‫الذ يب ُّ باملاء ويمض ‪ ،‬فإن از ر [ابتلع] الريق وه متغي طر بل ن ما يمضغه أفطر‪ ..‬ومن العلك‪ :‬القات‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بالنش ق‬ ‫متفتتا بييث يصير إ ى الحلق‪َّ ،‬‬‫ً‬
‫املسمى‬ ‫فإنه يفطر به‪ ،‬كما يفطر‬ ‫املعروف باليمن‪ ،‬فإن صار‬
‫ألن أجزاءه تسر ف الريق حتى يص إ ى الحلق‪ ،‬ثم إ ى الباطن‪ ،‬ومن زعم‬ ‫بالبر قان الذ ي ضع ف الفم؛ َّ‬
‫إلحاقه بالعلك فقد وهم) اها‪.‬‬
‫البر قان‪ :‬معروف ف اليمن با َّ‬
‫الش َّمس)‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)70‬السباحة أثناء الصوم‪:‬‬
‫املاء ً‬
‫سبقا بال قصد‪.‬‬ ‫تفسد الص م إذا وص املاء إ ى ج فه أو ماغه أو باطن أذنه‪ ،‬حتى ول‬
‫قاال العالماس الرمل رحماه هللا تعاا ى ف نهااياس املحتااج‪ :‬ل عرف من عاا تاه أناه يص ا ا ا ا املااء مناه إ ى ج فاه أو‬
‫ماغه باالنغماس وال يمكنه التيرز عنه َّأنه ييرم االنغماس‪ ،‬ويفطر ً‬
‫قطعا) اها‬
‫وف فت املعين‪ :‬إذا اغتس ا ا ا منغم ًس ا ا اا فس ا ا اابق املاء على باطن األذن أو األنف فإنه يفطر ول ف الغس ا ا ا‬
‫ال اجب) اها‬
‫ومي ُّ فطره‪ :‬إذا تمكن من الغس ‪ ،‬ال على تلك الحالس‪ ،‬وإال فال يفطر ‪ -‬فيما يظهر –‬
‫‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا ف الغس ال اجب فأمر السباحس وا‬

‫‪82‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)71‬استعمال معجون األسنان أثناء الصوم‪:‬‬
‫ش ا ا ا طيء منه‪ ،‬ولم يبتلع الريق الذ ا تلط به فإنه ال‬ ‫إذا اس ا ا ااتعم الص ا ا ااا م معج ن األس ا ا اانان‪ ،‬ولم يد‬
‫يفطر‪.‬‬
‫قال الس اايد عبد هللا بن ميف ح الحدا رحمه هللا تعا ى‪ ،‬وقد س ائ عنه‪ :‬ال يض ا ُّار ذلك مع املحافظس أال‬
‫أثر ال ط‬
‫عين) اها‬ ‫ألنها ط‬ ‫يضر بقاء َّ‬
‫النكهس؛ َّ‬ ‫يد ش طيء من نفس املعج ن وال الريق املختلط به‪ ،‬وال ُّ‬

‫وأما بقايا الطعام التي بين األسنان فيفطر إذا ابتلعها‪.‬‬


‫ل األسنان من الطعام فإنه يجب عليه أن‬ ‫قال ‪ .‬ميمد حسن هيت حفظه هللا تعا ى‪ :‬ما يبقى ف‬
‫عمدا أفطر عند الشافعيس بال الف) اها‪..‬‬‫يتيراه ويخرجه‪ ،‬فإن ابتلعه ً‬

‫بخالف ما ل جرى به الريق إ ى ج فه‪ ،‬قال العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف تيفس املحتاج ‪:)634/3‬‬
‫ً‬ ‫ط‬
‫طعام بين أسنانه فجرى به ريقه بطبعه ال بفعله لم يفطر إن عجز نها ًرا‪ ،‬وإن أمكنه ليال عن‬ ‫ول بقي‬
‫تمييزه ومجه؛ لعذره‪ ،‬بخالف ما إذا لم يعجز‪.‬‬
‫وقي ‪ :‬إن تخل لم يفطر وإال أفطر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويؤ ذ منه [أ ‪ :‬الخالف] تأكد ندب َّ‬
‫روجا من هذا الخالف‪ ،‬و رج با جرى)‬ ‫التخل بعد األك ليال‬
‫قصدا َّ‬
‫فإنه مفط طر ً‬
‫جزما) اها‬ ‫ابتالعه ً‬

‫‪83‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)72‬دواء منع الحمل‪:‬‬
‫استعمال املرأة الدواء ملنع الحيض؛ لتتمكن من الصيام مع الناس جا ز‪ ،‬وف فتاوى القماط ما حاصله‪:‬‬
‫ج از استعمال الدواء ملنع الحيض) اها‪ ،‬قلت‪ :‬ينبغ أن يقيد ذلك بعدم إلحاق الضرر بها‪.‬‬
‫والعالمس َّ‬
‫القماط ه ميمد بن حسن القماط الزبيد ت‪903 :‬ها)‪ ،‬ت ى قضاء عدن‪ ،‬له ترجمس ف الن ر‬
‫السافر‪.‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫ماء‪:‬‬ ‫ً‬
‫صائما يشرب ً‬ ‫املسألة (‪ :)73‬من رأى‬
‫ً‬
‫ل رأى صا ًما يشرب مثال‪ ،‬فإن كان حاله التق ى وعدم مباشرة املحرمات فاألو ى تنبيهه‪ ،‬وإن غلب على‬
‫حاله ُّ‬
‫ضد ذلك وجب نهيه‪ ،‬انظر الفتاوى للعالمس عل بن عمر باكثير رحمه هللا تعا ى مسألس رقم ‪،)560‬‬
‫ونظير هذا ما ذكره العالمس الشهاب الرمل رحمه هللا تعا ى ف حاشيس أسنى املطالب ‪:)119/1‬‬
‫فروع‪ :‬يستيب إيقاح النا م للصالة ال سيما إذا ضاق وقتها‪ ..‬قال ابن العما ‪ :‬ل عص ى النا م بالن م‪،‬‬
‫كما إذا نام عند ضيق ال قت وجب عليه أن ينبهه؛ لألمر باملعروف والنهي عن املنكر) اها‬

‫‪85‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)74‬االستقاءة تفطرالصائم‪:‬‬
‫يفطر الصا ا ا ا ااا م إذا تعمااد إ راج القيء‪ ،‬حتى ول تيقن أناه لم يرجع ش ا ا ا ا طيء إ ى ج فااه‪َّ ،‬‬
‫ألن تع ُّماد إ راجاه‬
‫مفط طر بنفسه‪ ،‬كاالستمناء‪.‬‬
‫أما من ذرعه القيء أ ‪ :‬غلبه‪ ،‬بأن رج بغير ا تياره‪ ،‬فال يفسااد صا مه؛ قال النبي صاالى هللا عليه وساالم‪:‬‬
‫من ذرعه القيء –غلبه– وه ص ااا م‪ ،‬فل س عليه قض اااء‪ ،‬ومن اس ااتقاء فليقض) أ رجه أب او ‪ ،‬وقال‬
‫الن و رحمه هللا تعا ى‪ :‬حسن بمجم ع طرقه)‪.‬‬
‫قال الترمسا ا ا ا ي ف حاشا ا ا ا ته ‪ :)547/5‬ل احتاج املريض إ ى التقيؤ ألج التداو بق ل طب ب أفطر) أ ‪:‬‬
‫وعليه القضاء‪.‬‬
‫وحكم القلس حكم القيء‪ ،‬قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى‪ :‬ه بفت القاف والالم وبالس ا ا ا ااين املهملس‪،‬‬
‫يقال‪ :‬قلس يقلس بكسار الالم‪ ،‬أ ‪ :‬تقيأ‪ ،‬والقلس بإساكان الالم القيء‪ ،‬وقي ‪ :‬ه ما رج من الج ف ولم‬
‫يمأل الفم قاله الخلي بن أحمد) اه ‪.‬ا‬

‫‪86‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫الشك في غروب الشمس‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫املسألة (‪:)75‬‬
‫تقدم َّأنه ييرم أك الصا ااا م آ ر النهار إذا شا ا َّاك ف غروب الشا اامس؛ ألن األصا ا بقاؤه‪ ،‬فإذا َّ‬
‫ظن انقضا اااء‬ ‫َّ‬

‫عدل بذلك جاز له أن يفطر‪ ،‬واألح ط‪ :‬أال يفطر إال بعد اليقين‪.‬‬ ‫النهار باجتها أو أ بره ط‬
‫وإذا أك َّ‬
‫ثم تبين له بقاء النهار‪ ،‬فسد ص مه ذلك الي م‪ ،‬ووجب عليه القضاء‪ ،‬لتيقق الف ما ظنه‪ ،‬وال‬
‫عبرة بالظن إذا تبين طؤه‪.‬‬
‫أما إذا لم يتبين له ش طيء أو بان له َّأن األمر كما ظنه من غروب الشمس فص مه صحي ‪.‬‬
‫قال الشبراملس ي رحمه هللا تعا ى‪ :‬واألقرب أنه ال يجب عليه السؤال عما يبين غلطه أو عدمه‪.‬‬
‫وميا ُّ ماا س ا ا ا اابق إذا أفطر بااجتهاا ‪ ،‬أماا إذا لجم آ ر النهاار فاأكا ‪ ،‬ثم تبين لاه بقااء النهااء‪ ،‬أو لم يتبين لاه‬
‫ش يء‪ ،‬وجب القضاء‪.‬‬
‫ً‬
‫ق ااال العالم ااس املليب ااار ف فت املعين‪ :‬ول أك ا ب اااجته ااا أوال [أ ‪ :‬قب ا الفجر ف ظن اه]‪ ،‬أو آ ًرا [أ ‪ :‬آ ر‬
‫يظن الغروب] فباان أ َّناه أكا نهاا ًرا بطا ص ا ا ا ا ماه؛ إذ ال عبرة باالظن البين طؤه‪ ،‬فاإن لم يبن ش ا ا ا ا يء‬
‫النهاار ُّ‬

‫ص َّ ) اها‬
‫َّ‬
‫قااال ف اإلعااانااس ص‪ :)1253‬واعلم َّأن هااذا كل اه إذا أكا باااجتهااا وتير‪ ،‬فل لجم من غير اجتهااا وتير‪،‬‬
‫ألن األص بقاؤه) اها‬‫فإن كان ذلك آ ر النهار أفطر‪ ،‬وإن لم يبن ش طيء؛ َّ‬

‫‪87‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)76‬اإلمساك ملن أفطرفي رمضان بغيرعذر‪:‬‬
‫مما ا َّ‬
‫تص به ص م رمضان عن غيره من الص م ال اجب‪ :‬وج ب اإلمسا على من سيأتي ذكرهم‪:‬‬

‫هؤالء يلزمهم اإلمسا بقيس النهار ف رمضان‪:‬‬

‫حكم القضاء‪:‬‬ ‫الص رة‪:‬‬

‫واجب على التراخ‬ ‫تار النيس ليال ناسيا ف الفرض‪:‬‬

‫واجب على الف ر‬ ‫املتعد بفطره ف رمضان‪:‬‬

‫واجب على التراخ‬ ‫من تسحر ً‬


‫ظانا بقاء اللي فبان الفه‬

‫واجب على التراخ‬ ‫من أفطر ً‬


‫ظانا الغروب باجتها فبان الفه‪:‬‬
‫ً‬ ‫من أفطر ً‬
‫واجب على الف ر‬ ‫ظانا الغروب بال اجتها أو شاكا فبان الفه‪:‬‬

‫واجب على الف ر‬ ‫من بان له ي م الثالثين من شعبان أنه من رمضان‬


‫من بال ف املضمضس واالستنشاق فسبق املاء إ ى ج فه‪ ،‬أو‬
‫واجب على الف ر‬ ‫ا ابعس ً‬
‫يقينا‬ ‫ز ر‬

‫‪88‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫عذر‬
‫املسألة (‪ :)77‬اإلمساك ملن أفطرفي رمضان ب ٍ‬
‫ُّ‬
‫يستيب اإلمسا ف الص ر اآلتيس‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا بل الصبي‪.‬‬
‫‪ -2‬أو أفاق املجن ن‪.‬‬
‫‪ -3‬أو قدم املسافر‪.‬‬
‫‪ -4‬أو شفي املريض‪.‬‬
‫‪ -5‬أو أسلم الكافر‪.‬‬
‫يب لهم اإلمس ااا ‪ ،‬وال يجب؛ َّ‬
‫ألن الفطر مبا لهم‬ ‫وأثناء النهار‪ ،‬والحال أنهم لم يك ن ا ص ااا مين اس اات َّ‬
‫مع العلم بيال الي م‪.‬‬
‫ومثلهم‪ :‬إذا طهرت الحا ض أو النفساء‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)78‬من أحكام اإلمساك في نهاررمضان‪:‬‬
‫اإلمسااا بقيس النهار من صااا ص رمضااان ون غيره؛ ال تصاااصااه بفضااا ال يشاااركه فيها غيره؛ لشاارف‬
‫وقته‪ ،‬ولذا وجبت الكفارة على من أفسد ص مه بجماع ون غيره‪.‬‬
‫وتعلي اإلمسا ‪ :‬حرمس الشهر‪ ،‬والتشبه بالصا مين‪ ،‬ولهذه العلس شرع له ما يشرع للصا مين من اآل اب‪.‬‬
‫قال العالمس املليبار رحمه هللا تعا ى ف فت املعين‪:‬‬
‫ل س املمسك ف ص م شرأ ‪ ،‬لكنه يثاب عليه‪ ،‬فيأثم بجماع‪ ،‬وال كفارة) اها‬
‫ً‬
‫فااملمسا ا ا ا ااك ل س صا ا ا ا ااا ًماا حقيقااس‪ ،‬لكنااه يكره لاه الس ا ا ا ا ا بعااد الزوال كمااا اعتمااده العالمتااان ابن حجر‬
‫ً‬
‫والرمل الف اا للعالم ااس الخطي ااب رحمهم هللا تع ااا ى جمي ًع اا‪ ،‬وش ا ا ا ا ُّام الري اااحين‪ ،‬واملب ااالغ ااس ف املض ا ا ا اامض ا ا ا ا ااس‬
‫واالستنشاق‪.‬‬
‫ويثاب على اإلمسا ‪ ،‬وإذا جامع أثناءه أثم وال تجب عليه الكفارة‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)79‬جوازالفطرللمريض‪:‬‬
‫ً‬
‫مريضا أو على سفر) أ ‪ :‬فأفطر فعدة‬ ‫يج ز للمريض أن يفطر ف رمضان؛ لق له تعا ى‪ :‬فمن كان منكم‬
‫من أيام أ ر)‪ ،‬تقدير اآليس‪ :‬فعليه ص ا م عدة أيام املرض والس اافر من أيام أ ر‪ ،‬فيذف املض اااف ص ا م)‬
‫واملض اااف إليه أيام املرض والس اافر) للعلم بهما‪ ،‬وهذا ت س ااير من هللا تعا ى وتخفيف‪ ،‬ولذا قال‪ :‬يريد هللا‬
‫بكم ال سر وال يريد بكم العسر)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإنما يج ز الفطر للمريض إذا كان الص ا م يش ااق عليه مش ااقس ظاهرة‪ ،‬أو يبي التيمم‪ ،‬كأن يخ ا ى زيا ة‬
‫مرضه بسبب الص م‪.‬‬
‫ً‬
‫وج از الفطر للمريض باملرض املذك ر يشام ما ل تع َّدى بتساببه لنفساه‪ ،‬كأن تناول ليال ما يمرضاه نها ًرا‬
‫قصدا‪ ،‬ومثله‪ :‬ج از القع ف صالة الفرض ملن تعدى بكسر رجله؛ النتهاء املعصيس‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪91‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)80‬تبييت النية ملن استمرعليه املرض‪:‬‬
‫ً ً‬
‫مستمرا ليال ونها ًرا‪ ،‬فال يجب عليه تب يت نيس الصيام‪ ،‬لدوام عذره‪.‬‬ ‫املريض إذا كان مرضه‬
‫وقتا ون وقت‪ ،‬ننظر‪:‬‬‫متقطعا بأن كان يشتد ً‬ ‫ً‬ ‫وإن كان مرضه‬
‫ً‬
‫مريضا جاز له تر النيس؛ ل ج العذر عند الشروع ف الصيام‪.‬‬ ‫إن كان وقت الشروع ف الص م‬
‫وإن كان وقت الش ا ا ااروع ف الص ا ا ا م غير مريض فيجب عليه النيس والص ا ا ا م؛ النتفاء عذره‪ ،‬فإن احتاج إ ى‬
‫الفطر نها ًرا بسبب اشتدا املرض فله الفطر‪.‬‬
‫ول أفطر املريض بسا اابب مرضا ااه‪ ،‬ثم ش ا افي ف النهار‪ ،‬فال يجب عليه اإلمسا ااا بقيس النهار‪ ،‬لكن يسا ا ُّان له‬
‫ذلك كما َّ‬
‫مر‪.‬‬
‫اابقا على الصا م‪ ،‬وإال‬ ‫تتمة‪ :‬يج ز الفطر باملرض إذا طرأ أثناء الصا م‪ ،‬بخالف السافر‪ ،‬فال َّبد أن يك ن س ً‬
‫بأن صام ثم سافر أثناء النهار فل س له الفطر‪ ،‬كما َّ‬
‫مر‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)81‬هل يجوزالفطرللمريض أم يجب؟‬
‫املريض إذا َّ‬
‫اشتد عليه املرض نها ًرا و اف مبي تيمم‪ ،‬فه يج ز له الفطر أم يجب؟‬
‫ط‬
‫الف‪:‬‬
‫اعتمد األول‪ :‬شيخ اإلسالم والعالمتان الخطيب والرمل رحمهم هللا تعا ى‪.‬‬
‫واعتمد الثاني‪ :‬العالمس ابن حجر وتبعه الزيا ‪ .‬رحمهما هللا تعا ى‪.‬‬
‫وقد اتفق ا على َّأنه إذا اف الهال أو ف ات منفعس عضا وجب الفطر‪ ،‬فإن تركه واسا َّ‬
‫اتمر صااا ًما حتى‬
‫ً‬
‫عاصيا؛ لق له تعا ى‪ :‬وال تقتل ا أنفسكم)‪.‬‬ ‫مات كان‬
‫ويشا ا ا ااترط لج از فطره‪ :‬نيس التر ص‪ ،‬بأن يعتقد َّأن اإلفطار جا طز له حينئذ‪َّ ،‬‬
‫وأن الشا ا ا اارع يسا ا ا ااه له هذا‬
‫األمر بتج يزه له‪ ،‬فإن أفطر ون هذه النيس أثم‪ ،‬وإنما تجب نيس التر ص إذا ش ا ا ا اارع ف الص ا ا ا ا م ثم أفطر‬
‫للمرض‪ ،‬ون من لم يصم إلطباق مرضه كما تقدم‪ ،‬انظر حاشيس الجم ‪332/2‬‬
‫ق ااال العالم ااس البنت اااني رحم ااه هللا تع ااا ى ف نه اااي ااس الزين‪ :‬ويلزم ك ا متر ص ب ااالفطر ني ااس التر ص؛ ليتميز‬
‫الفطر املبا عن غيره) اها‬

‫‪93‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)82‬النوم والجنون واإلغماء للصائم‪:‬‬
‫عم جميع النهار‪ ،‬وييصا ا ا ث اب الصا ا ا م بذلك‪ ،‬وإن كان النا م قد فاته طير‬‫ال يضا ا ا ُّار الن م الصا ا ا م ول َّ‬
‫ط‬
‫كثير‪.‬‬
‫ً‬
‫ويبط الص م بالجن ن‪ ،‬ول طرأ لحظس ما ف النهار‪.‬‬
‫أما اإلغماء فال يبط الص م إال إذا استغرق جميع النهار‪.‬‬
‫قااال العالمااس الرمل رحمااه هللا تعااا ى ف النهااايااس ‪ :)176/3‬فل قلنااا‪َّ :‬إن املس ا ا ا ااتغرق منااه ال يض ا ا ا ا ُّار اكاالن م‬
‫أللحقنا األق ى‪ ،‬باألضعف‪ ،‬ول قلنا إن اللحظس منه تضر كالجن ن أللحقنا األضعف باألق ى‪ ،‬فت سطنا‬
‫وقلنا إن اإلفاقس ف لحظس كافيس‪ ،‬والثاني‪ :‬يضر ً‬
‫مطلقا‪ ،‬والثالث‪ :‬ال يضر إذا أفاق أول النهار) اه ‪.‬ا‬
‫ً‬
‫وهذا يصل مثاال لقياس الشبه الذ ه ‪ :‬تر فرع بين أصلين‪.‬‬
‫تتم طاس‪ :‬كثرة الن م ط‬
‫مؤذن باالخاذالن وقلاس الت فيق‪ ،‬وه شا ا ا ا ااأن الكسا ا ا ا ااا ى‪ ،‬وي رث الغفلاس‪ ،‬ولاذا لجر الن م‬
‫أرباب املعا وتنافس ا ف اكتسابها‪ ،‬قال العالمس ابن رسالن رحمه هللا تعا ى‪:‬‬
‫ط‬
‫من نفسه شريفس أبيس ‪ ...‬يربأ عن أم ره الدنيس‬
‫َّ‬
‫ولم يزل يجن للمعا ‪ ...‬يسهر ف طالبها الليا‬
‫قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى‪ :‬بقيت ني سنتين لم أضع جنبي إ ى األرض) اها من تيفس الطالبين‪.‬‬

‫‪94‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)83‬القضاء للمجنون واملغمى عليه‪:‬‬
‫ً‬
‫تقاادم َّأن املجن ن ال يجااب الص ا ا ا ا م عليااه‪ ،‬وال يص ا ا ا ا منااه‪ ،‬وأ َّناه ل طرأ عليااه أثناااء النهااار ول لحظااس بطا‬
‫ً‬ ‫ص مه‪َّ ،‬‬
‫وأن املغمى عليه ال يص ص مه إن استغرق النهار سا ر الي م‪ ،‬فإن أفاق ول لحظس ص ص مه‪.‬‬
‫وه يجب عليهما القضاء‪:‬‬
‫املذهب‪َّ :‬أنه ال يجب القضاء على املجن ن‪ ،‬س اء ق َّ جن نه أو كثر‪ ،‬وس اء أفاق بعد رمضان أو ف أثنا ه‪،‬‬
‫قاله اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف املجم ع‪.‬‬
‫أيضا‪َّ :‬أنه يجب القضاء على املغمى عليه س اء استغرق جميع رمضان أو بعضه‪.‬‬ ‫واملذهب ً‬
‫مرض‪ ،‬والجن ن ط‬
‫نقص‪ ،‬ولهذا ال يج ز الجن ن على األنبياء صال ات هللا وساالمه‬ ‫والفرق بينهما‪ :‬أن اإلغماء ط‬
‫عليهم ويج ز عليهم اإلغماء‪ ،‬قاله الشيخ أب إسحاق الشيراز ف املهذب‪.‬‬
‫فإن قي ‪ :‬أل س املذهب عدم وج ب قضاء الصالة على املغمى عليه‪ ،‬فلماذا يجب قضاء الص م عليه؟‬
‫فالج اب‪َّ :‬أن الفرق بين الص ا ا م والص ا ااالة‪َّ :‬أن الص ا ااالة تتكرر ف ش ا ا ُّاق قض ا اااؤها بخالف الص ا ا م‪ ،‬وهذا ه‬
‫الفرق بين قضاء الحا ض الص م ون الصالة‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)84‬حاالت اإلغماء والخالف فيها‪:‬‬
‫اإلغماء إما أن يك ن بتعد أو بغيره‪ ،‬وقد ُّ‬
‫يعم النهار أو ال ُّ‬
‫يعمه‪.‬‬
‫فالحاالت أربع‪:‬‬
‫• أن يك ن بتعد َّ‬
‫وعم النهار‪.‬‬
‫يعمه‪.‬‬‫• أن يك ن بتعد ولم َّ‬
‫• أن يك ن بغير تعد َّ‬
‫وعمه‪.‬‬
‫• أن يك ن بغير تعد ولم َّ‬
‫يعمه‪.‬‬
‫فالذ اعتمده العالمس ابن حجر رحمه هللا ف التيفس‪َّ :‬أن الص م يبط ف الص ر كلها إال الرابعس‪.‬‬
‫والذ اعتمده ف فت الج ا وأصله‪َّ :‬أن الص م ال يبط ف الص ر كلها إال األو ى‪.‬‬
‫عم اإلغماء جميع النهار‪.‬‬ ‫والذ اعتمده العالمس الرمل رحمه هللا تعا ى‪َّ :‬أن الص م يبط حيث َّ‬
‫تتمة‪:‬‬
‫املغمى عليه بال تعد يجب عليه القضاء ال على الف ر‪ ،‬بخالف املتعد فإنه يأثم ويلزمه القضاء ف ًرا‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)85‬صوم املسافرواملريض في رمضان غيره‪:‬‬
‫قال اإلمام الن و ُّ رحمه هللا تعا ى ف املجم ع شر املهذب‪:‬‬
‫فرع‪ :‬ال يج ز للمسا ااافر وال للمريض أن يصا ا ما ف رمضا ااان غيره من قضا اااء أو نذر أو كفارة أو تط ع فإن‬
‫عما ن ى وال غيره‪ ،‬هذا مذهبنا وبه قال مالك‬ ‫ص ا ا ااام ش ا ا ا ًئا من ذلك لم يص ا ا ا ص ا ا ا مه ال عن رمض ا ا ااان وال َّ‬
‫وأحمد وجمه ر العلماء‪.‬‬
‫وقال أب حنيفس ف املريض كق لنا‪ ،‬وقال ف املسافر يص ُّ ما ن ى‪ ،‬ليلنا القياس على املريض) اها‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)86‬الفورية والتتابع في القضاء‪:‬‬
‫ً‬ ‫ال يجب الف ريس وال التتابع على من عليه قضاء من رمضان‪َّ ،‬‬
‫لكنه يستيب تعجيال لبراءة الذمس‪.‬‬
‫ويجب التتابع ف حالتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إذا تضيق عليه وقت القضاء‪ ،‬بأن كان عليه مس أيام ولم يبق من رمضان إال مسس أيام‪.‬‬
‫واجب ف ًرا‪.‬‬
‫ط‬ ‫الثانية‪ :‬إذا كان فطره بغير عذر؛ فالقضاء‬
‫عن عا ش ا ا ااس رض ا ا ا ي هللا عنها قالت‪ :‬كان يك ن عل َّ الص ا ا ا م من رمض ا ا ااان‪ ،‬فما أس ا ا ااتطيع أن أقض ا ا اايه إال ف‬
‫شعبان؛ الشغ من رس ل هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو برس ل هللا صلى هللا عليه وسلم) متفق عليه‪.‬‬
‫قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف ش اار مس االم‪ :‬مذهب مالك وأبي حنيفس والش اااف وأحمد وجماهير‬
‫السالف والخلف‪َّ :‬أن قضااء رمضاان ف حق من أفطر بعذر‪ ،‬كييض وسافر يجب على التراخ ‪ ،‬وال يشاترط‬
‫املبا رة به ف أول اإلمكان‪ ،‬لكن قال ا ال يج ز تأ يره عن ش ا ااعبان اآلتي‪ ..‬قال الجمه ر‪ :‬ويس ا ااتيب املبا رة‬
‫باه لالحتيااط فياه‪ ،‬فاإن أ َّ ره فاالص ا ا ا ااحي عناد املحققين من الفقهااء وأها األص ا ا ا ا ل‪ :‬أناه يجاب العزم على‬
‫فعله‪ ،‬وكذلك الق ل ف جميع ال اجب امل ساع َّإنما يج ز تأ يره بشارط العزم على فعله‪ ،‬حتى ل أ َّ ره بال‬
‫َّ ً‬ ‫مرتبا مت ً‬
‫عزم عص ا ى‪ ..‬ومن أرا قض اااء ص ا م رمض ااان ندب ً‬
‫مفرقا جاز عندنا‬ ‫اليا فل قض اااه غير مرتب أو‬
‫وعند الجمه ر؛ َّ‬
‫ألن اسم الص م يقع على الجميع) اها‬

‫‪98‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)87‬من مات وعليه صيام‪:‬‬
‫من أفطر ف رمض ا ا ااان بعذر‪ ،‬كمرض يرجى برؤه واس ا ا ا َّ‬
‫اتمر معه العذر حتى مات فال فديس عليه وال ص ا ا اايام؛‬
‫لعدم التمكن من القضاء‪ ،‬وال إثم عليه؛ لعدم تقصيره‪ ،‬ومث ص م رمضان ف هذا ص م النذر والكفارة‪،‬‬
‫ً ً‬
‫منا قابال للص ا ا ا م قب م ته بقدر ما عليه‪ ،‬ول س به ني مرض أو سا ا اافر‪ ،‬فل‬‫واملرا بالتمكن‪ :‬أن يدر ز‬
‫تمكن من قضاء بعض ما عليه ون بعضه اآل ر‪ ،‬فلك حكمه‪.‬‬
‫وعبارة املنهاج مع ش ا اار الجالل املحل رحمه هللا تعا ى ‪ :)210/3‬من فاته ش ا ا طيء من رمض ا ااان‪ ،‬فمات قب‬
‫َّ‬
‫استمر إ ى امل ت) اها‬ ‫إمكان القضاء فال تدار له‪ ،‬أ ‪ :‬للفا ت‪ ،‬وال إثم به إن فات بعذر‪ ،‬كمرض‬
‫ومن أفطر ف رمض ا ااان بعذر وتمكن من قض ا اااء فلم يقض حتى مات لزمته عنه الفديس‪ ،‬ول ليه أن يص ا ا م‬
‫عنه على القديم املعتمد‪.‬‬
‫أما من أفطر ف رمضان ً‬
‫تعديا فإنه يأثم ويلزمه القضاء ف ًرا‪ ،‬وسيأتي ما يتعلق بذلك إن شاء هللا تعا ى‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)88‬الفدية في قضاء رمضان‪:‬‬
‫ً‬
‫بدال عن الص ا ا ا م ً‬
‫غالبا‪ ،‬وتس ا ا اامى” الكفارة الص ا ا ااغرى” و “الكفارة املخففس” ملقابلتها “الكفارة‬ ‫تجب الفديس‬
‫املغلظس” ال اجبس بالجماع أثناء الص م‪.‬‬
‫والفديس تجب بأحد ثالثس أسباب‪ ،‬ه ‪:‬‬
‫ً‬
‫• ك نها بدال عن نفس الص م‪.‬‬
‫• ك نها لف ات فضيلس ال قت‪.‬‬
‫• ك نها لتأ ير القضاء عن وقته‪.‬‬
‫ً‬
‫ادال عن الص ا ا ا ا م “غاال ًباا” ال “ ا ًماا” َّ‬
‫ألن فادياس الهرم ومن ال يرجى برؤه تجاب ابت ً‬
‫اداء ال‬ ‫وإنماا كاانات الفادياس ب‬
‫ً‬
‫بدال عن الص م على األص ‪.‬‬
‫ومقابله الصحي )‪ :‬أنها بدل عن الص م‪ ،‬ويترتب على هذا الخالف مسا ‪:‬‬
‫بناء على األص ا ا ا ا ‪َّ :‬أن‬
‫فإنه ال يلزمه القض ا ا ا اااء‪ً ،‬‬ ‫منها‪َّ :‬أنه إذا قدر على الص ا ا ا ا م – ول قب إ راج الفديس – َّ‬
‫ً‬
‫ابتداء‪.‬‬ ‫الفديس وجبت‬
‫مخاطبا بالص ا ا م‬‫ً‬ ‫ألنه ل س‬ ‫ومنها‪َّ :‬أنه ل نذر العاجز لهرم أو مرض ال يرجى برؤه الص ا ا م‪ ..‬لم يص ا ا نذ ه؛ َّ‬
‫ر‬
‫ط‬
‫مخاطب بالفديس‪.‬‬ ‫ً‬
‫ابتداء‪ ،‬ب‬
‫ط‬ ‫ً‬
‫مقرر ف زكاة الفطر‪.‬‬ ‫ويعتبر ف لزوم الفديس‪ :‬أن تك ن فاضلس عن ق ته وق ت من ينفق عليهم‪ ،‬كما ه‬
‫َّ‬
‫تكلف من ال يرجى برؤه الص ا ا ا ا م فال ف اادي ااس علي ااه؛ ألن مي ا مخ اااطبت ااه ب ااامل ااد ابت ا ً‬
‫اداء إن لم ير‬ ‫تتم ةةة‪ :‬إذا‬
‫طب به‪.‬‬ ‫الص م‪ ،‬وإال‬

‫‪100‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)89‬مقدارالفدية وجنسها ومصرفها‪:‬‬
‫ً‬
‫تقريبا ‪ 600‬جرام)‪.‬‬ ‫مقدار الفديس ملن عجز عن الص م ٌّ‬
‫مد عند الشافعيس واملالكيس وه‬
‫وجنسها‪ :‬ه جنس ما يخرج ف زكاة الفطر‪ ،‬أ ‪ :‬من غالب ق ت البلد‪.‬‬
‫نقدا‪ ،‬ب يجب ً‬
‫طعاما‪.‬‬ ‫والجمه ر‪َّ :‬أنه ال يجز إ راجها ً‬
‫وتعطى الفديس للفقراء واملساكين؛ لق له تعا ى ففديس طعام مسكين)‪ ،‬والفقير ُّ‬
‫أشد حاجس منه‪ ،‬فه من‬
‫باب أو ى‪ ،‬وال تعطى لغيرهما ممن يستيق ن الزكاة‪.‬‬
‫ويج ز إعطاء فديس ي مين أو أكثر ملسكين واحد‪ ،‬ب يج ز إعطاء فديس جميع مضان ملسكين واحد‪َّ ،‬‬
‫ألنه‬ ‫ر‬
‫كصرف زكاتين إليه‪ ،‬وإن كان الف األفض ‪.‬‬
‫قال سا االطان العلماء العز بن عبد السا ااالم رحمه هللا تعا ى‪ :‬سا ا ُّاد ج عس عشا اارة مسا اااكين أفضا ا من سا ااد‬
‫ج عس واحد عشرة أيام) اها‪.‬‬
‫بدل عن ص م ي م واحد‪ ،‬والص م ال يتجزأ‪.‬‬‫املد ط‬ ‫وال يج ز إعطاؤه أق َّ من مد؛ َّ‬
‫ألن َّ‬

‫ل‬ ‫أما وقت إ راج الفديس‪َّ :‬‬


‫فإن فديس الي م تخرج بعد طل ع فجره أو ف ليلته‪ ،‬وال يجز إ راجها قب‬
‫رمضان‪ ،‬وال ف أوله عن جميع الشهر‪ ،‬وتجز ف آ ر ي م منه أو بعده عن جميع الشهر‪.‬‬
‫قال اإلمام الن و ُّ رحمه هللا تعا ى ف منهاج الطالبين‪ :‬ومصا ا اارف الفديس‪ :‬الفقراء واملسا ا اااكين‪ ،‬وله صا ا اارف‬
‫أمدا إ ى شخص واحد‪ ،‬وجنسها‪ :‬جنس الفطرة) اها‬

‫‪101‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)90‬سقوط الفدية عن العاجز‪:‬‬
‫ااجزا أي ً‬
‫ضا ا ا ا اا عن الفادياس‪ ،‬فها تس ا ا ا ااقط عناه أم‬ ‫إذا كاان العااجز عن الص ا ا ا اياام لهرم ومرض ال يرجى برؤه ع ً‬

‫تستقر ف ذمته؟ الف ف املذهب‪:‬‬


‫فاملعتمد عند ش اايخ اإلس ااالم زكريا األنص ااار والعالمتين الخطيب الش ااربيني والرمل رحمهم هللا تعا ى‪ :‬أنها‬
‫ُّ‬
‫تستقر ف ذمته‪.‬‬
‫واملعتمد عند العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى‪ :‬أنها تس ا ااقط عنه‪ ،‬وه ما بيثه الن و ف املجم ع ش ا اار‬
‫أيضا‪ ،‬وه األوفق ب سر الشريعس وتخفيفاتها‪.‬‬ ‫املذهب‪ ،‬وه مذهب الحنفيس ً‬
‫اتقر ف ذمته‪َّ ،‬‬
‫لكنه صا َّح‬ ‫وعبارة التيفس ‪ :)683/3‬وقضاايس كالم املتن وغيره‪ :‬وج بها ول على فقير‪ ،‬فتسا ُّ‬
‫ط‬
‫عاجز حال التكليف بها‪ ،‬ول ست ف مقابلس جنايس وني ها) اها‬ ‫ف املجم ع‪ :‬سق طها عنه؛ كالفطرة؛ َّ‬
‫ألنه‬
‫وهذا مقتض ا ى الض ااابط املش ااه ر‪َّ :‬أن الحق ق املاليس إذا لم تكن بس اابب من الش ااخص فإنها ال تس ا ُّ‬
‫اتقر ف‬
‫ذمته‪ ،‬كزكاة الفطر)‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫عمن مات وعليه صيام‬ ‫املسألة (‪ :)91‬اإلطعام َّ‬
‫من مات وعليه ص ا طم من رمض ااان أو غيره‪ ،‬كنذر أو كفارة‪ ،‬فاملذهب الجديد‪ :‬أنه يخرج من تركته ٌّ‬
‫مد لك‬
‫ي م‪.‬‬
‫والقديم‪ ،‬وه املعتمد)‪َّ :‬أن ال َّ ي َّ‬
‫خير بين اإلطعام أو الص ا ا اايام عنه؛ لق ل النبي ص ا ا االى هللا عليه وس ا ا االم‪:‬‬
‫من مات وعليه ص طم صام عنه وليه) متفق عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عاصبا أو غيرهما‪.‬‬ ‫واملرا بال ‪ :‬القريب‪ ،‬س اء كان هذا القريب وارثا أو‬
‫ً‬ ‫ويشترط‪ :‬ك نه ً‬
‫بالغا عاقال‪.‬‬
‫ط‬ ‫ط‬
‫قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى‪ :‬ول س للجديد حجس من السنس‪ ،‬والخبر ال ار باإلطعام ضعيف‪ ،‬ومع‬
‫ضعفه فاإلطعام ال يمتنع عند القا بالص م) اها‬
‫وأش ااار رحمه هللا تعا ى إ ى حديث‪ :‬من مات وعليه ص اايام ش ااهر فليطعم عنه مكان ك ي م مس ا ً‬
‫اكينا) رواه‬
‫الترمذ ‪.‬‬
‫وق ل النبي ص ا ا االى هللا عليه وس ا ا االم‪ :‬من مات وعليه ص ا ا ا م ص ا ا ااام عنه وليه)‪ُّ ،‬‬
‫يدل بمفه م املخالفس أنه ال‬
‫صر به فقهاؤنا الشافعيس رحمهم هللا تعا ى‪.‬‬ ‫مطلقا‪ ،‬وه ما َّ‬ ‫ً‬ ‫يص ُّ الص م عن الح‬
‫بال الف‬ ‫قاال العالماس الخطياب الش ا ا ا ااربيني رحماه هللا تعاا ى ف مغني املحتااج‪ :‬ال يص ا ا ا ا الص ا ا ا ا م عن‬
‫معذورا كان أو غيره) اها‪.‬‬
‫تتمة‪:‬‬
‫‪ -‬ل مات وعليه صالة أو اعتكاف‪ ..‬فال قضاء عنه وال فديس على املعتمد‪.‬‬
‫‪ -‬ول مات ولم يحج ولم يكن قد وجب الحج عليه ف س ا ُّان لقريبه أو غيره أن يحج عنه س ا ًاء أوص ا ى بذلك‬
‫أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬ول مات وعليه ص م صام عنه ُّ‬
‫وليه أو أطعم‪ ،‬ويج ز ذلك لألجنبي بإذن‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)92‬املفاضلة بين اإلطعام والصيام‪:‬‬
‫تقدم ج از الصيام واإلطعام عمن مات وعليه ص م‪ ،‬فأيهما األفض ؟‬
‫ط‬
‫الف‪:‬‬
‫فمقتضا ى ق ل اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف شار مسالم‪ :‬يس ُّان) أ ‪ :‬الصا م‪َّ ،‬أنه أفضا من اإلطعام‪،‬‬
‫وعبارة العالمس الخطيب الش ااربيني رحمه هللا تعا ى ف مغني املحتاج وا ااحس ف ذلك‪ ،‬ون ُّ‬
‫ص اها‪ :‬يص ا م عنه‬
‫وليه – أ ‪ :‬يج ز له الص م عنه ‪ -‬ب يندب له‪ ،‬ويج ز له اإلطعام) اها‪.‬‬
‫وبه صر العالمس الباج ر رحمه هللا تعا ى ف حاش ته ‪.)446/2‬‬
‫والذ اعتمده العالمس ابن حجر الهيتمي رحمه هللا تعا ى ف شا اار املقدمس الحضا اارميس‪ :‬اإلطعام أو ى من‬
‫الص م؛ للخالف فيه ون اإلطعام)‪.‬‬
‫أول يس اإلطعام‪:‬‬ ‫ويق‬
‫أن نفعه متعد بخالف الص م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأنه ال الف ف إجزا ه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبن ا ًااء على م ااا تق اادم فل ق ااال بعض ال رث ااس‪ :‬نطعم‪ ،‬وق ااال بعض ا ا ا ااهم‪ :‬نص ا ا ا ا م‪ ،‬أجي ااب األول ن كم ااا رجح ااه‬
‫الزرك ي وابن العما ‪ ،‬انظر حاشيس الترمس ي ‪.)750/5‬‬
‫تتمة‪ :‬تقدم َّأنه يندب لل ‪ -‬وه القريب البال العاق ‪ -‬أن يصا ا م َّ‬
‫عمن مات وعليه صا ا م‪َّ ،‬‬
‫وأن هذا ه‬
‫القديم املعتمد‪ ،‬وإذا أرا أجنبي أن يص ا ا ا ا م عن امليت فال يج ز له ذلك‪ ،‬وال يص ا ا ا ا إال إذا أذن له امليت ‪-‬‬
‫أ ‪ :‬قب م ته ‪ -‬أو أذن له ال ُّ ‪.‬‬
‫كم ااا يج ز لقري ااب أن يطل ااب من أجنبي أن يص ا ا ا ا م عن املي اات ب ااأجرة‪ ،‬ق ااال ف ق ت الحب ااب ص‪:)182‬‬
‫ويج ز لألجنبي ذلك بإذن من امليت أو من ال ‪ ،‬بأجرة أو ونها بخالفه بال إذن) اها‬

‫‪104‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)93‬فائدة تتعلق باإلطعام عن امليت الذي عليه صوم‪:‬‬
‫تقدم َّأن من مات وعليه صا ا ا م – لفطره بال عذر‪ ،‬أو بعذر وتمكن من القضا ا اااء ولم يقض‪ ،‬أو لعجزه عن‬ ‫َّ‬

‫وليه أو يطعم‪ ،‬لكن ه هذا على سبي ال ج ب أو الندب؟‬ ‫كليا – فإما أن يص م عنه ُّ‬ ‫الص م ً‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫تفص ا ا ا اي ا ‪ :‬إن لف املي اات ترك ااس وج ااب على ال أح ااد األمرين‪ ،‬وإن لم يخلف ترك ااس ن ادب أح اادهم ااا‪ ،‬ق ااال‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫العالمس املليبار رحمه هللا تعا ى ف فت املعين‪َّ :‬‬
‫ثم إن لف [امليت] تركس وجب أحدهما‪ ،‬وإال ندب)‪.‬‬
‫ولألجنبي أن يص ا ا ا ا م عن امليات باإذن ال ‪ ،‬بخالفاه بغير إذناه‪ ،‬وها لاه – أ ‪ :‬األجنبي – أن يطعم عناه بال‬
‫إذن؟‬
‫الذ ف تيفس املحتاج ونهايس املحتاج‪َّ :‬أن األجنبي ل س له أن يس ا ا ااتق باإلطعام؛ َّ‬
‫ألنه ط‬
‫بدل عما ال يس ا ا ااتق‬
‫به‪ ،‬وه الصيام‪.‬‬
‫وف ح اااش ا ا ا اي ااس العالم ااس الب اااج ر ‪ )444/2‬م ااا يخ ااالف ذل ااك‪ ،‬وعب ااارت اه‪ :‬ولألجنبي – ول من غير إذن –‬
‫ألنه من قبي وفاء ين الغير عنه‪ ،‬وه صحي ) اها‬ ‫اإلطعام من ماله عن امليت؛ َّ‬

‫‪105‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫عذر‪:‬‬
‫املسألة (‪ :)94‬الفطرفي رمضان من غير ٍ‬
‫ط‬
‫الفطر ف رمضان من غير عذر كبيرة من كبا ر الذن ب‪.‬‬
‫ق ا ااال العالم ا ااس ابن حجر رحم ا ااه هللا تع ا ااا ى ف الزواجر عن اقتراف الكب ا ااا ر ‪ :)116/2‬الكبيرة األربع ن‬
‫والحا يس واألربع ن بعد املا س‪ :‬تر ص ا ا ا ا م ي م من أيام رمض ا ا ا ااان‪ ،‬واإلفطار فيه بجماع أو غيره بغير عذر‬
‫من ني مرض أو سفر)‪.‬‬
‫ً‬
‫صرح ا به‪ ،‬و ليله ما ذكرته‪.‬‬ ‫كبيرة ه ما َّ‬ ‫ثم قال رحمه هللا تعا ى‪ :‬تنبي طه‪ :‬ع ُّد ما ذكر‬
‫ً‬ ‫وظاهر‪َّ :‬أن مث ذلك تر واجب َّ‬ ‫ط‬
‫مضيق من نذر وكفارة‪ ،‬فيك ن كبيرة كاإلفطار منه بغير عذر‪.‬‬
‫وظاهر ‪ -‬وهللا أعلم ‪َّ -‬أن حكمس كثرة ما جاء من ال عيد ف تر الصا ا ا ااالة والزكاة ون الصا ا ا ا م‪َّ :‬أنه ال يتركه‬ ‫ط‬
‫فإنه ط‬‫النا ر‪ ،‬بخالف تر الص ا ا ا ااالة والزكاة َّ‬ ‫ُّ‬
‫الفذ َّ‬ ‫ً‬
‫كثير ف الناس‪ ،‬ب أكثر الناس‬ ‫كس ا ا ا ااال مع القدرة عليه إال‬
‫ُّ‬
‫يتهاون ن بالص ااالة والزكاة‪ ،‬ومع ذلك يثابرون على الص ا م‪ ،‬ومن ث َّم تجد كثيرين يص ا م ن وهم ال يص اال ن‪،‬‬
‫ُّ‬
‫وكثيرين ال يصل ن إال ف رمضان ون غيره‪ ).‬اها‬
‫ومذهب األ مس األربعس رحمهم هللا تعا ى َّأن من أفطر بغير عذر وجب عليه القضاء‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن عبد البر رحمه هللا تعا ى‪:‬‬
‫ً‬
‫وأجمعت األمس‪ ،‬ونقلت الكافس‪ ،‬فيمن لم يص ا ا ا اام رمض ا ا ا ااان عامدا وه مؤمن بفرض ا ا ا ااه‪ ،‬وإنما تركه أش ا ا ا ا ًرا‬
‫تعمد ذلك ثم تاب عنه‪َّ :‬أن عليه قضاءه)‪.‬‬ ‫وبطرا‪َّ ،‬‬
‫ً‬

‫‪106‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)95‬تأخيرالقضاء إلى دخول رمضان مع التمكن‪:‬‬
‫ط‬
‫عليه رمضاان اآل ر‪ ،‬مع تمكنه من الصا م فديس مع القضااء‪،‬‬ ‫يجب على من أ َّ ر قضااء رمضاان حتى‬
‫ثم ص ا ا ا َّ ولم يقض ا ا اه حتى أ ركه رمض ا ا ااان آ ر‬ ‫وقد ور ف ذلك حديث‪ :‬من أ ركه رمض ا ا ااان فأفطر ملرض َّ‬
‫صا ا ا ا ااام الااذ أ ركاه‪ ،‬ثم يقض ا ا ا ا ي مااا عليااه‪ ،‬ثم يطعم عن كا ي م مس ا ا ا ااكي ًناا) أ رجااه أب او ‪ ،‬وض ا ا ا ا َّاعفاه‬
‫الدارقطني والبيهقي‪ ،‬ويعض ا ا ااده إفتاء س ا ا ااتس من الص ا ا ااحابس رض ا ا ا ي هللا عنهم‪ ،‬هم‪ :‬عل بن أبي طالب‪ ،‬وابنه‬
‫ً‬
‫إجماعا‬ ‫الحس ا ا ا ااين‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأب هريرة‪ ،‬وجابر رض ا ا ا ا ي هللا عنهم‪ ،‬وال مخالف لهم فص ا ا ا ااار‬
‫سك ًتيا‪.‬‬
‫ومن جهس التعلي ‪َّ :‬أنه متعد بالتأ ير بال عذر‪.‬‬
‫أما إذا كان التأ ير الس ا ااتمرار العذر فل س عليه إال القض ا اااء فقط‪ ،‬قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف‬
‫ً‬
‫املجم ع شا ا اار املهذب‪ :‬إذا كان عليه قضا ا اااء رمضا ا ااان أو بعض ا ا اه‪ ،‬فإن كان معذورا ف تأ ير القضا ا اااء بأن‬
‫اتمر مرض ا ا ا اه أو س ا ا ا اافره وني هما جاز له التأ ير ما ام عذره ول بقي س ا ا ا اانين‪ ،‬وال تلزمه الفديس بهذا‬ ‫اس ا ا ا ا َّ‬
‫وإنماا علياه القض ا ا ا اااء فقط؛ أل َّناه يج ز تاأ ير أ اء رمض ا ا ا ااان بهاذا العاذر‬
‫اات‪َّ ،‬‬
‫التاأ ير‪ ،‬وإن تكررت رمض ا ا ا ااان ط‬

‫فتأ ير القضاء أو ى بالج از) اها‬


‫وهذه الفديس تتكرر بتكرر السنين‪.‬‬
‫قال العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى ف املنهج الق يم‪ :‬وتتكرر الفديس بتكرر األع ام‪ ،‬فيجب لك سا ا ا اانس‬
‫مد؛ َّ‬
‫ألن الحق ق املاليس ال تتدا ) اها‬ ‫ٌّ‬

‫رمضااان آ ر‪،‬‬ ‫عذر كمرض أو ساافر فأ َّ ر القضاااء حتى‬


‫ول أفطر ف رمضااان بال عذر‪ ،‬ثم حص ا له ط‬
‫ط‬
‫وجب عليه مع القضاء فديس عند العالمتين الخطيب وابن حجر رحمهما هللا تعا ى‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)96‬حكم الحامل واملرضع‪.‬‬
‫مذهب الشافعيس ف الحام واملرضع أنهما‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا افتا على أنفسهما أفطرتا وعليهما القضاء فقط‪.‬‬
‫‪ - 2‬وإذا افتا على أنفسهما مع الجنين أو الرضيع أفطرتا وعليهما القضاء فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬وإذا افت الحام على جنينها أو املرضا ا ااع على رضا ا اايعها ‪ -‬سا ا ا ًاء ولدها أو غيره ممن ترضا ا ااعه ‪ -‬أفطرتا‬
‫أيضا‪ ،‬وه مد من ق ت البلد ملسكين‪.‬‬ ‫وقضتا وعليهما الفديس ً‬
‫ط‬
‫وماا تفعلاه بعض النسا ا ا ا اااء من االكتفااء بااإلطعاام ون القضا ا ا ا اااء مخاالف للماذاهاب الفقهياس األربعاس حياث‬
‫عليهن‪ ،‬وإن استمر عذر َّ‬
‫هن بذلك لسن ات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أوجبت القضاء‬
‫وهذا بيان آلراء املذاهب األربعس‪:‬‬
‫ً‬
‫فاا على ولااديهمااا‪ ،‬ووج ب‬ ‫🔴مااذهااب الشا ا ا ا ااافعيااس والحنااابلااس‪ :‬وج ب الفااديااس مع القضا ا ا ا اااء إن أفطرتاا‬
‫القضاء فقط إن أفطرتا ًفا على نفسيهما أو نفسيهما مع ولديهما‪ ،‬وقد َّ‬
‫تقدم‪.‬‬
‫🔴وماذهاب املاالكياس‪َّ :‬أن الحااما عليهاا القض ا ا ا اااء فقط مطل ًقاا‪ ،‬واملرض ا ا ا ااع إن اافات على نفس ا ا ا اهاا فعليهاا‬
‫القضاء فقطا‪ ،‬أو على رضيعها فعليها الفديس مع القضاء‪.‬‬
‫🔴ومذهب الحنفيس‪َّ :‬أن عليهما القضاء فقط بال إطعام‪.‬‬

‫‪108‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)97‬مسائل تتعلق بالحامل واملرضع‪:‬‬
‫ا علياه رمضا ا ا ا ااان اآل ر مع تمكناه لم يجاب‬ ‫األولى‪ :‬ل أ َّ ر الهرم ومن ال يرجى برؤه إ راج الفادياس حتى‬
‫ً‬ ‫ط‬ ‫عليه بالتأ ير ٌّ‬
‫ابتداء ال بدل الص ا م‪ ،‬بخالف الحام واملرض ااع فإنه يلزم‬ ‫مد آ ر؛ ألن الفديس عليه واجبس‬
‫مد آ ر كما نقله الترمس ي ‪ )759/5‬عن الكر رحمهما هللا تعا ى‪.‬‬ ‫بتأ يرها ط‬

‫الثانية‪ :‬تجب الفديس على الحام واملرضع ف مالهما‪ ،‬وعبارة نهايس املحتاج‪ :‬لزمتهما) مع القضاء الفديس‬
‫ف األظهر) ف مالهما) اها‪ ،‬وعند الحنابلس‪َّ :‬أنها على من تلزمه نفقس الحم والرضيع‪.‬‬
‫الثةالثةة‪ :‬ال تتعاد الفادياس بتعاد األوال ‪ ،‬فل أفطرت املرأة ألنهاا حااما ط بطفلين‪ ،‬أو ترض ا ا ا ااع اثنين فاأكثر فال‬
‫تلزم إال فديس واحدة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الضا ااابط ف الخ ف املذك ر‪ :‬أن تخاف الحام اإلجهاض‪ ،‬واملرضا ااع قلس اللبن‪ ،‬فيتضا اارر الجنين‬
‫أو الرضيع بمبي تيمم‪.‬‬
‫وتس ا ا اات املرض ا ا ااع املس ا ا ااتأجرة واملتبرعس ف الفطر بس ا ا اابب ذلك‪ ،‬وعبارة التيفس ‪ :)685/3‬أو افتا على‬
‫ال لد أن تجهض أو يق َّ اللبن‪ ،‬فيتض ا ا اارر بمبي تيمم ول من تبرعت أو اس ا ا ااتؤجرت له وإن لم تتعين‪ ،‬بأن‬
‫تعد ت املراضع‪ ،‬كما َّ‬
‫صر به ف املجم ع) اها‬

‫‪109‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)98‬الفطرألصحاب األعمال الشاقة‪:‬‬
‫ط‬
‫حاص الشروط التي ذكرت ف ج از الفطر ألصحاب األعمال الشاقس ف نهار رمضان مسس‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن َّ‬
‫يشق عليهم الص م مشقس ال تيتم ‪ ،‬كما َّ‬
‫مر تقرير الضابط‪.‬‬
‫ً‬
‫الثاني‪ :‬أن ين ليال الصيام‪ ،‬ويصب صا ًما‪ ،‬فإذا تيققت املشقس املذك رة أفطر‪.‬‬
‫ً‬
‫الثالث‪ :‬أن يتعذر العم ليال‪ ،‬أو تأجيله إ ى بعد رمضان‪.‬‬
‫َّ‬
‫الرابع‪ :‬أال يقصد العم ليتر ص بالفطر‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬أن ين التر ص عند اإلفطار؛ ليتميز فطره املشروع عن غير املشروع‪.‬‬
‫ط‬
‫وف بعض هذه الشروط الف‪ ،‬قال العالمس باعشن ف بشرى الكريم ‪ :)395/2‬ويلزم أه العم املشق‬
‫ط‬ ‫ط‬ ‫َّ‬
‫كالحصا ين وني هم تب يت النيس‪ ،‬ث َّم من لحقه منهم مشقس شديدة أفطر‪ ،‬وإال‪ ..‬فال‪.‬‬ ‫ف رمضان‪،‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫وال فرق بين األجير والغني وغيره واملتبرع وإن وجد غيره وتأتى لهم العم ليال‪ ،‬كما قاله الشرقاو ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقال ف التيفس‪ :‬إن لم َّ‬
‫يتأت لهم ليال‪.‬‬
‫ول ت قف كسا اابه لني ق ته املضا ااطر إليه ه أو مم نه على فطره‪ ..‬جاز له‪ ،‬ب لزمه عند وج املشا ااقس‬
‫الفطر‪ ،‬لكن بقدر الضرورة‪.‬‬
‫ألن الحرمس ألمر ارج‪.‬‬ ‫ومن لزمه الفطر فصام‪ ..‬ص َّ ص مه؛ َّ‬

‫وال أثر لني صداع ومرض فيف ال يخاف منه ما م َّر) اها‬

‫‪110‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ :)99‬الفطرإلنقاذ حيوان‪:‬‬
‫يج ز ملن أرا إنقاذ غيره ‪ -‬كأن أشرف على الغرق ‪ -‬الفطر بثالثس شروط‪:‬‬
‫ألنه فطر ارتفق به شا ا ا ااخصا ا ا ااان‪ ،‬فل أفطر إلنقاذ مال‬‫‪ -‬ك ن املنقذ حي ًانا‪ ،‬وتجب الفديس إلنقاذه‪َّ ،‬‬
‫لم تجااب الفااديااس إن اكان املااال لاه‪ ،‬فااإن اكان لغيره وجبات؛ على معتمااد العالمااس ابن حجر‪ ،‬واعتمااد‬
‫العالمس الرمل ُّ عدم وج ب الفديس م ً‬
‫طلقا إلنقاذ املال‪.‬‬
‫‪ -‬ك نه م ً‬
‫يترما‪.‬‬
‫‪ -‬ك نه ال يمكن إنقاذه إال بالفطر‪.‬‬
‫ً‬
‫فا على املش ا ا اارف وحده وجب القض ا ا اااء والفديس‪ ،‬وإن‬‫قال العالمس البجيرمي رحمه هللا تعا ى‪ :‬إن أفطر‬
‫ً‬
‫أفطر فا على نفسه ول مع املشرف وجب القضاء فقط) اها‬

‫‪111‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫عمن مات وعليه صوم‪:‬‬ ‫املسألة (‪ :)100‬فائدة تتعلق بالصوم َّ‬
‫اخص وعليه ص ا ا ا ا م ثالثين ي ًما مثال من رمض ا ا ا ااان أو نذر أو كفارة‪ ،‬فص ا ا ا ااام عنه ثالث ن ً‬
‫قريبا‬ ‫ل مات ش ا ا ا ا ط‬
‫ً‬
‫وأجنبيا باإلذن أجزأ ذلك‪.‬‬
‫قال اإلمام الن و رحمه هللا تعا ى ف املجم ع‪:‬‬
‫ً‬
‫إنسانا ف ي م واحد‬ ‫إذا قلنا إنه يج ز ص م ال عن امليت وص م االجنبي بإذن ال فصام عنه ثالث ن‬
‫ه يجز ه عن ص ا ا م جميع رمض ا ااان؟ هذا مما لم أر ألص ا ااحابنا ً‬
‫كالما فيه وقد ذكر البخار ف ص ا ااحييه‬
‫عن الحسن البصر ‪ :‬أنه يجز ه‪ ،‬وهذا ه الظاهر الذ نعتقده) اها‬
‫قال الترمس ي رحمه هللا تعا ى ف حاش ته ‪:)749/5‬‬
‫وس ا ا اء ف ج از فع الص ا ا م ال اقع من جماعس ف ي م واحد عن ش ا ااخص أكان قد وجب فيه التتابع أم‬
‫ال؛ إذ التتابع إنما وجب ف حق امليت ً‬
‫ملعنى ال ي جد ف حق القريب) اها‬

‫‪112‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬
‫املسألة (‪ )101‬في ألغازتتعلق بالصيام‪:‬‬
‫فرض ال يجب فيه تبييت النية‪.‬‬
‫‪ -1‬لنا صوم ٍ‬
‫ص رته‪ :‬شخص ن ى ص م نف أثناء النهار ثم نذر إتمامه‪.‬‬
‫‪ -2‬شخص صام رمضان ‪ً 31‬‬
‫يوما‪.‬‬
‫ص ا ا رته‪ :‬من ص ا ااام ف بلده ي م الجمعس مثال ثم س ا ااافر إ ى بلد ص ا ااام ا الس ا اابت‪ ،‬وكان ص ا ا مهم ‪30‬‬
‫ي ًما‪ ،‬فيلزمه م افقتهم على معتمد العالمس ابن حجر رحمه هللا تعا ى‪ ،‬فيك ن قد صام ‪ 31‬ي ًما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عذر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بال‬ ‫ا‬
‫مفطر‬ ‫وأصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫ليال‬ ‫‪ -3‬شخص رأى هالل رمضان‬
‫ص رته‪َّ :‬أنه رأى الهالل ف بلده ث َّم انتق إ ى بلد مختلف ف املطلع ف ذات الليلس‪ ،‬لم ير فيها الهالل‪.‬‬
‫‪ -4‬أمران مكروهان إذا اجتمعا انتفت الكراهة‪.‬‬
‫صا ا ا ا رته‪ :‬صا ا ا ا م الجمعس والسا ا ا اابت‪ ،‬أو السا ا ا اابت واألحد‪ ،‬إذا جمعهما انتفت الكراهس‪ ،‬وإذا صا ا ا ااام‬
‫أحدهما مفر ً ا كره‪.‬‬
‫‪ -5‬تجب عليه كفارة الجماع في نهاررمضان مع عدم صومه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مجامعا ولم ينزع حاال‪ ،‬فإنه تجب عليه الكفارة والقضاء‪،‬‬ ‫ص رته‪ :‬من طلع عليه الفجر حال ك نه‬
‫مع ك ن ص مه لم ينعقد‪.‬‬
‫نفل يشترط فيه تبييت النية‪.‬‬ ‫‪ -6‬لنا صوم ٍ‬
‫ص رته‪ :‬ف ص م الصبي املميز؛ إذ يجب فيه التب يت‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫ائال هللا تعالى أن َّ‬ ‫َ‬
‫يمن َّ‬
‫علي باإلخالص والقبول‪ ،‬وأن يتجاوز‬ ‫انتهت املسائل بحمد هللا ت َعالى‪ ،‬س‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫عني وعن أحبابي وسائراملسلمين‪ ،‬اللهم آمين‪.‬‬
‫َ‬
‫وصل الله َّم وسلم َعلى سيدنا م َح َّم ٍد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪113‬‬ ‫‪ 100‬مسألة ومسألة في أحكام الصيام واالعتكاف‪ ،‬جمعها‪ :‬لبيب نجيب عبد هللا‬

You might also like