You are on page 1of 179

‫إصدارات منصة أُريد العلمية‬

‫ما ال يسعُ املُدقِّق اللغويَّ جهلُهُ‬


‫‪WHAT THE PROOFREADER CANNOT IGNORE‬‬
‫دقِّقِ اللغويِّ)‬
‫(قارب اإلحبار يف القواعدِ األساسيةِ للمُ َ‬

‫أ‪ .‬د صاحل بن فليح املذهان‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د أمرية بنت زبري سَمْبَس‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د ملياء بنت عبد اهلل الشمري‬

‫د‪ .‬خالد بن فتحي اآلغا‬

‫د‪ .‬بسام بن مصباح األغرب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪ 1444‬هـ ‪ 2023 -‬م‬

‫الطبعة األولى‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫يسع امل َد ِّق َق اللغو َّي َجهل ُه‬ ‫اسم الكتاب‪ :‬ما ال‬

‫مقاس الكتاب‪10″ * 7″ :‬‬

‫عدد الصفحات‪177 :‬‬

‫رقم التسجيل الدولي‪ISBN :‬‬

‫‪arid.my | info@arid.my‬‬

‫‪2‬‬
‫التقديم‬
‫كلمة (‪:)1‬‬
‫بسم اهلل واحلمداهلل والصالة والسالم عىل أرشف خلق اهلل أمجعني‪ ،‬وبعد‪،‬‬
‫أعِّب عن انطباعايت عن سفر‬
‫كلامت معدود ٌة حمدودةٌ‪ ،‬أرجو عن طريقها أن ر‬
‫ٌ‬ ‫فهذه‬
‫غوي جه ُله "‪ .‬قام‬
‫دقق ال ّل َّ‬
‫يسع املُ َ‬
‫عظيم أصدره مؤلفوه حتت عنوان " ما ال ُ‬
‫بتأليف هذا السفر األصيل‪ ،‬جمموعة من علامء ال ّلغة واملختصني يف جمال البحث‬
‫العلمي يقودهم العالمة األستاذ الدكتور صالح فليح املدهان‪ ،‬والدكتورة‬
‫امللهمة أمرية زبري سمبس‪ ،‬ورفيقتها املبدعة الدكتورة ملياء الشمري‪ ،‬إضافة إىل‬
‫بسام مصباح‬
‫سعادة الدكتور املوهوب خالد فتحي األغا‪ ،‬والدكتور املستنري ّ‬
‫األغِّب‪ .‬وقد أسهم ٌّ‬
‫كل منهم بكيل وفري يف إعداد هذا املرجع املهم‪ ،‬وتقديمه‬
‫العلمي‪ ،‬الذي يعدُّ املرتكز األساس لبناء‬
‫ّ‬ ‫لزمرة الناهبني املهتمني بمجال البحث‬
‫الرقي والتطور‪ .‬وال أعتقد أن أحدا جيهل‬
‫ّ‬ ‫هنضة األمم والعبور هبا اىل جماالت‬
‫العلمي يف حتقيق هنضة األمة‪ ،‬والصعود هبا إىل مصاف األمم الراقية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دور البحث‬
‫ولكن لكي حيقق البحث العلمي هذا الدور املنوط به‪ ،‬فإنه يتوجب عيل الباحث‬
‫أن يقدم بحثه بلغة مبينة‪ ،‬فصيحة‪ ،‬رصينة‪ .‬فضعف ال ّلغة يشكل رضبة قاضية‬
‫قاصمة ملحتوى البحث مهام كان ق ّيام‪ ،‬وهيدم أركانه وأهدافه‪ ،‬وجيعله هباء‬
‫منثورا‪ .‬وقد تنبه مؤلفو هذا الكتاب إىل هذا األمر‪ ،‬فهم جمموعة مستنرية من أهل‬
‫التخصصات الدقيقة يف جمال البحث العلمي‪ ،‬الذي ال يستقيم له شأن حال‬
‫غوي وشيوع ال ّلحن واالخطاء ال ّلغوية فيه‪.‬‬
‫اضطراب مرتكزة ال ّل ّ‬

‫‪3‬‬
‫العلمي‪ ،‬فقد قامت هذه املجموعة‬
‫ّ‬ ‫ولتفادي مثل تلك العلل التي تفسد البحث‬
‫املباركة من الباحثني األفذاذ‪ ،‬بتأليف هذا السفر الفريد املفيد‪ ،‬الذي يعني‬
‫الباحثني واملدققني عىل تفادي الوقوع يف تلك املفاسد اهلازمة ألهداف البحث‬
‫العلمي ويقعده عن حتقيق غاياته السامية‬
‫ّ‬
‫وتم ترتيب األمر بحيث قام ُّ‬
‫كل فرد من أفراد الفريق‪ ،‬وبالتنسيق مع رفاقه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫بإعداد جزء من الكتاب يف جمال ختصصه الدقيق‪ ،‬يعالج جانبا حمددا من جوانب‬
‫العلمي‪ُ ،‬مركرزا عىل األخطاء الشائعة التي تتكرر يف كتابات‬
‫ّ‬ ‫كتابة البحث‬
‫الباحثني‪.‬‬
‫فقد تضمن الكتاب يف فصله األول مسائل الرصف الشائعة‪ ،‬وناقشها نقاشا‬
‫مستفيضا شمل مبادئ الرصف كافة وأنواع اجلموع‪ ،‬إضافة إىل جمموعة من‬
‫األحكام اخلاصة لضبط عمليات االشتقاق‪ .‬ويف فصله الثاين تناول الكتاب‬
‫األخطاء النحوية التي يقع فيها كثري من الباحثني‪ ،‬سيام تلك املتعلقة باألسامء‬
‫املعربة‪ ،‬وعالمات إعراهبا باحلركات الفرعية‪ .‬ثم دلف الكتاب يف فصله الثالث‬
‫إىل قضية صياغة اجلملة واألخطاء الشائعة فيها‪ ،‬وهنا وضح الكتاب خطوات‬
‫إنشاء اجلملة‪ ،‬كام حدد أسباب الضعف يف إنشاء اجلملة الصحيحة‪ .‬ويف الفصل‬
‫الرابع‪ ،‬تناول الكتاب موضوع الكتابة حيث ركَّز عىل القواعد اإلمالئية‬
‫وعالمات الرتقيم‪ ،‬وأساليب تعلم االمالء والكتابة الصحيحة‪ .‬ويف هناية الكتاب‬
‫تم تناول موضوع املعاجم وطرائق استخدامها وسبل البحث فيها‪ .‬فاملعجم‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫باحث جا ٌّد‪ .‬وهكذا جاء الكتاب‬ ‫يمثل ركنا أساسيا ال يستغني عنه ُمد رق ٌق أو‬
‫شامال كامال‪ ،‬مل هيمل شاردة وال واردة من األخطاء املحتملة‪ ،‬إال وشخصها‬

‫‪4‬‬
‫بدقة‪ ،‬ورشحها بمهارة فائقة‪ ،‬ثم اقرتح هلا الدواء النافع‪ ،‬والعالج الناجع‪،‬‬
‫ِّبأ من ر‬
‫كل عيب أو نقصان‬ ‫وهكذا خرج هذا املرجع م َّ‬
‫وأختم حديثي بالقول‪ :‬لو َّ‬
‫أن األمر بيدي‪ ،‬جلعلت هذا الكتاب كتابا مقررا‪،‬‬
‫لكل طالب الدارسات العليا يف املعاهد واجلامعات‬ ‫ومادة إلزامية تدرس ر‬
‫العيل القدير أن يوفق هذه املجموعة املباركة التي‬ ‫ٍ‬
‫املتطلعة لغد أفضل‪ .‬وأسأل اهلل ّ‬
‫أعدّ ت هذا السفر إىل إنجاز مزيد من األعامل املتميزة املرشدة إىل كتابة أبحاث‬
‫متم ّيزة تعِّب ببالدنا إىل ربر األمان‪ ،‬وتصل هبا إىل مصاف البالد الناهضة املتقدمة‪،‬‬
‫واهلل و ّيل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫بروفيسور عبد المجيد الطيب عمر‬


‫مركز اللغة الإنجليز ية‬

‫جامعة أم القرى‬

‫مكة المكرمة‬

‫‪5‬‬
‫كلمة (‪:)2‬‬
‫أناسا خملصني يقومون عىل لغتها وأدهبا يف‬
‫احلمد هلل رب العاملني الذي ه َّيأ للعربية ً‬
‫مشارق األرض ومغارهبا‪ ،‬ويدأبون عىل العناية هبا‪ ،‬ويرصدون ّ‬
‫كل ما يظهر من‬
‫اللغوي‪ ،‬وخاصة جمتمع املرتمجني؛ فيقفون عىل أعتاهبا ر‬
‫لفك‬ ‫ّ‬ ‫ختص املدقق‬
‫قضايا ُّ‬
‫مطموسها‪ ،‬والعمل عىل استظهاره‪ ،‬ووضع احللول العملية والواقعية له؛ وذلك‬
‫ملساندة مجهور الباحثني يف كل أطراف املعمورة‪ ،‬ومدّ يد العون هلم؛ ليصلوا هبم إىل‬
‫موطن األمن واألمان والسالمة من الضعف واالنكسار‪.‬‬

‫اللغوي‬
‫َّ‬ ‫وإنني ملا طالعت هذا اإلصدار القيم املوسوم بالعنوان (ما ال َيسع املُد رق َق‬
‫جه ُله)‪َّ ،‬‬
‫وجتولت بني دفتيه‪ ،‬وطفت بني املوضوعات والقضايا التي يتناوهلا؛ علمت‬
‫أمهية الدور الذي تقوم به ِمنصة (أريد) العلمية‪ ،‬وعرفت إخالصها الواضح‬
‫تبدو لغة القرآن الكريم يف ثوب قشيب يليق‬
‫للعربية وأهلها‪ ،‬وحرصها البالغ يف أن َ‬
‫ٍّ‬
‫مكتظ بالتحديات‬ ‫ٍ‬
‫عرص‬ ‫هبا وبمكانتها؛ لتزداد هيبة وجالال‪ ،‬وذلك يف ر‬
‫ظل‬
‫اجلسيمة‪ ،‬واملسالك الوعرة‪ ،‬حيتاج إىل جهود مضنية للمحافظة عىل هوية اللغة‬
‫ال وحمتد ًا وتارخيًا؛ لتظل شاخمة بني لغات العامل‪ ،‬الئقة بأهل األرض‬
‫العربية أص ً‬
‫والسامء‪.‬‬
‫وهذا ما يبدو بجالء يف تلك القضايا و املوضوعات التي يتعرض هلا هذا املؤلف‪،‬‬
‫وهذا ليس بغريب عىل منصة ( أريد ) العلمية؛ ّ‬
‫ألن القائمني عليها من العلامء‬
‫والباحثني األفاضل قد وقفوا عىل مواطن اخللل‪ ،‬وعرفوا مواضع الزلل‪ ،‬فأخذوا‬
‫مقرصين ‪ -‬العمل عىل عالج العلة‪ ،‬وحمو مواطن الزلة‪،‬‬
‫عىل عاتقهم ‪ -‬جادين غري ر‬
‫وتقديم مائدة عامرة بأصناف من ثامر النجاة؛ ملحو موطن الداء‪ ،‬ومعاجلة ما قد‬

‫‪6‬‬
‫ينتج عنه من سلب ال إجياب‪ ،‬فقدمت طائفة طيبة من النصائح النافعة ر‬
‫لكل من‬
‫يقوم عىل التدقيق اللغوي من الكتاب والباحثني واملرتمجني؛ فأضحى هذا املؤلف‬
‫تطبي ًقا عمل ًّيا وواقع ًّيا ملجهود املنصة؛ ألنه نتاج دورة تدريبية قامت عليها جلنة‬
‫توثيقي هلا‪ ،‬وتلك‬
‫ّ‬ ‫حولت الدورة إىل كتاب‬
‫اللغوي باملنصة ‪ ،‬ثم َّ‬
‫ّ‬ ‫الرتمجة والتدقيق‬
‫هي القيمة الكِّبى والفائدة املنشودة؛ ألهنا حولت القول إىل فعل‪ ،‬واحللم إىل‬
‫حقيقة عىل أرض الواقع‪.‬‬

‫وتتأ صل القيمة احلقيقية يف هذا املؤلف عن طريق تلك الكوكبة الزاهرة من هؤالء‬
‫العلامء والباحثني واملرتمجني املتخصصني القائمة عىل حمتوى الكتاب يف إطار سياسة‬
‫نصة ( أريد) العلمية‪ ،‬ويزداد األمر هبا ًء يف استمرارية التحديث والتطوير املستمر‬ ‫ِ‬
‫م ّ‬
‫ملحتوى الكتاب أو مضمونه‪ ،‬وهذا منهج ومسلك مميز؛ ألنه يواكب طبيعة العرص‬
‫احلايل القائمة عىل املعرفة املفتوحة األبواب عىل مرصاعيها‪ ،‬تلك املعرفة التي‬
‫حولت العامل الواسع إىل قرية صغرية بفعل ثقافة اإلنرتنت‪ ،‬كام أن الكتاب هيتم‬
‫ّ‬
‫بمناقشة ما ُيطرح من أسئلة أو قضايا‪ ،‬وتقديم األجوبة املناسبة هلا بصفة مستمرة‪،‬‬
‫وهذا هو ما يمثل املفهوم احلقيقي للمعارصة‪.‬‬

‫ويتسع دور هذا الكتاب عامليا بفضل تلك اجلهات الراعية له‪ ،‬إذ هي جهات رائدة‬
‫وقفي‪ ،‬وهذا مما‬
‫ٌّ‬ ‫كتاب‬
‫ٌ‬ ‫يف خدمة العربية وأهلها‪ ،‬وتاج هذا األمر؛ أن هذا املُؤ َّلف‬
‫يزيد من منزلته بني أهل األرض والسامء‪.‬‬

‫اللغوي من الباحثني‬
‫ّ‬ ‫كل من يعمل يف ميدان التدقيق‬ ‫ومن هذا املنطلق؛ فإين أنصح َّ‬
‫واملرتمجني باالطالع عىل هذا الكتاب‪ ،‬والتفاعل البناء عىل ِمنصة (أريد) العلمية‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫والدعم الف ّعال ملرشوعاهتا اللغوية‪ ،‬وذلك من أجل االستمرارية ودوام الفائدة؛‬
‫خاصة أن هذا الكتاب يمثل احلداثة واملعارصة يف معنامها األصيل‪.‬‬

‫وال يفوتني يف ختام كلمتي أن أتوجه بخالص التحية والتقدير لتلك الكوكبة‬
‫نصة (أريد) العلمية‪ ،‬وعىل‬ ‫ِ‬
‫الالمعة من العلامء األجالء القائمة عىل إصدارات م ّ‬
‫التنفيذي ومؤسس منصة‬
‫ّ‬ ‫رأسها سعادة األستاذ الدكتور‪ :‬سيف السويدي؛ الرئيس‬
‫"أريد " العلمية‪.‬‬

‫رب العاملني‪ ،‬والصالة‬


‫هذا؛ وعىل اهلل قصد السبيل‪ ،‬فمنه الفضل واملنة‪ ،‬واحلمد هلل ّ‬
‫والسالم عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الله بن ناصر القرني‬


‫عميد كلية اللغة العربية في جامعة أم القرى سابقا‬

‫وأستاذ اللغو يات بقسم اللغة والنحو والصرف في كلية اللغة العربية‬

‫جامعة أم القرى – الممل كة العربية السعودية‬

‫‪8‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫إضاءات قرآنية ونبوية‬
‫قال اهلل ‪-‬تعاىل‪:-‬‬

‫ان ِم ْن َع َل ٍق (‪ )2‬ا ْق َر ْأ َو َر ُّب َك‬ ‫اس ِم َر رب َك ا َّل ِذي َخ َل َق (‪َ )1‬خ َل َق ْ ِ‬


‫اإلن َْس َ‬ ‫‪( -‬ا ْق َر ْأ بِ ْ‬
‫ان َما َمل ْ َي ْع َل ْم (‪( )5‬سورة العلق)‪.‬‬ ‫ْاألَك َْر ُم (‪ )3‬ا َّل ِذي َع َّل َم بِا ْل َق َل ِم (‪َ )4‬ع َّل َم ْ ِ‬
‫اإلن َْس َ‬

‫‪َ ( -‬و ُق ْل َر رب ِز ْد ِين ِع ْل ًام (‪( )114‬سورة طه)‪.‬‬

‫وسى َه ْل َأتَّبِ ُع َك َع َىل َأ ْن ُت َع رل َم ِن ِممَّا ُع رل ْم َت ُر ْشدً ا (‪َ )66‬ق َال إِن َ‬


‫َّك َل ْن‬ ‫‪َ ( -‬ق َال َل ُه ُم َ‬
‫ِّبا (‪( )67‬سورة الكهف)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع َمع َي َص ْ ً‬
‫ت َْستَط َ‬

‫قال رسول ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪:-‬‬

‫‪( -‬ال َّل ُه َّم إِ رين َأ ْس َأ ُل َك ِع ْل ًام نَافِ ًعا) (حديث حسن أخرجه ابن ماجه)‪.‬‬

‫(س ُلوا اهللََّ ِع ْل ًام نَافِ ًعا‪َ ،‬و َت َع َّو ُذوا بِاهللَِّ ِم ْن ِع ْل ٍم َال َينْ َف ُع)‪( ،‬حديث حسن أخرجه ابن‬
‫‪َ -‬‬
‫ماجه)‪.‬‬

‫ار َي ٍة‪َ ،‬أ ْو ِع ْل ٍم ُينْ َت َف ُع‬


‫ان ا ْن َق َط َع َعنْ ُه َع َم ُل ُه إِ َّال ِم ْن َث َال َث ٍة‪َ :‬صدَ َق ٍة َج ِ‬ ‫‪( -‬إِ َذا َم َ‬
‫ات ْ ِ‬
‫اإلن َْس ُ‬
‫بِ ِه‪َ ،‬أ ْو َو َل ٍد َصالِ ٍح َيدْ ُعو َل ُه) (أخرجه مسلم)‪.‬‬

‫‪( -‬إن اهلل حيب إذا عمل أحدكم عم ً‬


‫ال أن يتقنه)‬

‫‪9‬‬
‫معلومات مهمة حول الكتاب‬
‫حتديث هذا الكتاب بشكل مستمر عِّب منصة ُأريد العلمية وللحصول عىل‬
‫ُ‬ ‫يتم‬
‫أحدث نسخة منه عِّب زيارة موقع املنصة حيث ُتعقد العديد من املؤمترات‬
‫والدورات واملُحارضات وورش العمل للتوعية حول موضوع مهارات املدقق‬
‫اللغوي‪.‬‬

‫‪ARID.MY‬‬

‫اللغوي َجه ُل ُه‬


‫َّ‬ ‫المجتمعات العلمية ‪ /‬جم ُتمع خاص بقراء كتاب " ما ال ُ‬
‫يسع املُدَ رق َق‬
‫" حيث يتم طرح االسئلة وتلقي األجوبة حول املوضوع‪:‬‬

‫‪Go.arid.my/1300‬‬

‫منسخة مطبوعة من الكتاب ‪ /‬يمكن رشاء نسخة مطبوعة من الكتاب عِّب الرابط‬
‫أدناه حيث سيتم شحنه مبارشة اىل عنوانكم‪:‬‬

‫‪Go.arid.my/1301‬‬

‫دعم طباعة الكتاب ‪/‬هذا الكتاب وقفي ونعمل عىل توفريه بنسخ مطبوعة لتعم‬
‫الفائدة لذا يمكن املُسامهة يف محلة طباعة الكتاب عِّب الرابط‪:‬‬

‫‪go.arid.my/1302‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلهداء‬
‫‪ -‬إىل ُع َّشاق العربية يف ر‬
‫كل مكان‪....‬‬

‫روحا وحضار ًة وثقاف ًة وتارخيًا‪...‬‬


‫‪ -‬إىل َم ُن يرى يف العربية ً‬

‫ِ‬
‫الواعد من املثقفني وطالب العلم واملعرفة؛‬ ‫‪ -‬إىل اجليل‬
‫وه ِو َّيتهم‪...‬‬
‫الضاد عنواهنم ُ‬ ‫َّ‬
‫ألن لغة ّ‬

‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬إىل الباحثني وال ُكتَّاب واملؤلفني الذين يس َع ْون إىل إلباس نِتاجهم‬
‫ُح ّلة من البيان تضمن له البقاء واخللود‪...‬‬

‫الساعني يف تقويم اللسان طم ًعا يف الدخول يف مجلة األسباب التي‬


‫‪-‬إىل َّ‬
‫حيفظ هبا الذكر احلكيم‪ :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حلافظون‪....‬‬

‫‪ -‬إىل ر‬
‫كل هؤالء ُهندي جهدنا املتواضع هذا‪....‬‬

‫‪11‬‬
‫الجهات الراعية‬

‫لالنضامم إىل اجلهات الراعية للكتاب عرب الربيد‬

‫‪info@arid.my‬‬

‫‪12‬‬
‫ــل العـلم ِم ْرقــــــا ُة النــوال‬
‫َفنَ ْي ُ‬ ‫ِ‬
‫طلب املعــايل‬ ‫غامرت يف‬
‫َ‬ ‫إذا‬

‫والســنن العـــوايل‬
‫كر ُّ‬‫الذ ِ‬
‫ُب َعـ ْيدَ ر‬ ‫وأرشف ما أتى يف العلم قـدرا‬
‫ُ‬
‫مقــام ِ‬
‫القدْ حِ من حـدر النصـــال‬ ‫قامت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الضــاد‬ ‫ِ‬
‫لسـان‬ ‫علـو ٌم يف‬
‫َ‬
‫القول يرسي يف ِ‬
‫ِ‬ ‫حل ٍ‬ ‫ـــو ُم َّ‬
‫الفعال‬ ‫وح ْس ُن‬
‫ُ‬ ‫ــن مــن َبنيهــــا‬ ‫كل َ ْ‬ ‫ُت َق ر‬

‫الزهــر ُع ُ‬
‫نـوان اجلمـال‬ ‫ُ‬ ‫وذاك‬ ‫فدون ََك َز َ‬
‫هرهـا لو كنت تدري‬
‫الرصف يعـلو عن ِم ِ‬
‫ثـال‬ ‫ُ‬ ‫وفـ ُّن‬ ‫عــذب‬
‫ٌ‬ ‫أقبلت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫النحـــو إن‬ ‫ففـ ُّن‬

‫وكنــــز للنفـائــس و الغـــوايل‬


‫ٌ‬ ‫ــر‬ ‫ويف فــ رن املعـاجـم إِ ْر ُ‬
‫ث ُح ّ‬
‫ِ‬
‫كتنضـــيد اجلـواهــــر والآليل‬ ‫ومـا اإلمـــال ُء واإلنشــــا ُء إال‬

‫ِ‬
‫الشكـر يف ُحسن املقال‬ ‫ِ‬
‫ببعض‬ ‫لعيل (يا أريــد) أصو ُغ شعرا‬

‫نثر يف اليمـني ويف الشمــال‬


‫و ُي ُ‬ ‫سـتُهـــدي (جلن ُة التدقيق) ًّ‬
‫درا‬

‫ذكـــره فــي كل حـــال‬


‫ُ‬ ‫ُخيَــ َّلـدُ‬ ‫الكــنز ال يفنـى ولكـن‬
‫ُ‬ ‫وهــذا‬

‫خالد فتحي خالد الأغا‬


‫عضو لجنة الترجمة والتدقيق اللغوي‬

‫‪13‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫بالشكر والتقدير لكل من أسهم يف جتويد الكِتاب وتِّبع يف محلة طِباعته عِّب‬‫نتقدم ُ‬
‫كل من‪:‬‬‫جلامعي يف ِمنصة ُأريد وهم ٌّ‬ ‫ِ‬
‫نظام ال َتمويل ا َ‬

‫‪ -‬الدكتورة أمرية بنت زبري َس ْم َبس‬

‫‪ -‬األستاذة ميمونة بنت عبد امللك بنتن‬

‫‪ -‬الدكتورة أنجب بنت غالم نبي‬

‫الباب مفتوح لإلسهام يف احلملة الوقفية لطباعة الكتاب وتوزيعه جمانا عِّب الرابط‬

‫‪go.arid.my/1301‬‬

‫لتضم أسامء الداعمني هلذه احلملة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫هذه الصفحة حتدث باستمرار‬

‫‪14‬‬
‫ُ‬
‫تقديم منصة أريد العلمية‬
‫وبروجا‪،‬‬
‫ً‬ ‫احلمد هلل الذي أنزل كتابه‪ ،‬ومل جيعل له ِعوجا‪ ،‬وجعل السام َء سق ًفا‬
‫ورساجا‪ ،‬وعىل آله‬
‫ً‬ ‫ونذيرا‬
‫ً‬ ‫بشريا‬
‫والصالة والسالم عىل رسوله الذي أرسله للعامل ً‬
‫وصحبه أمجعني‪ ..‬أ ّما بعد‪:‬‬

‫اللغوي‪ ،‬وهو‬
‫ّ‬ ‫العلمي املهم نصائح وإرشادات مبارشة يف التدقيق‬
‫ُّ‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫وضح هذا‬
‫ُي ر‬
‫وج ٌه إىل َمن يرغب يف أن ُيد رق َق بحثه بنفسه‪ ،‬أو يرغب يف تقديم خدمات التدقيق‬
‫ُم َّ‬
‫اللغوي لآلخرين‪ ،‬يتناول بمحاوره اخلمسة أبرز ما يستشكل عىل املُدققني اللغويني‪.‬‬
‫ّ‬

‫الكتاب من دورة تدريبية ُقدر مت من ِقبل جلنة الرتمجة والتدقيق‬


‫ِ‬ ‫تو ّلدت فكر ُة‬
‫حضورا واهتام ًما واس ًعا من‬
‫ً‬ ‫اللغوي يف املدة من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬مارس ‪2022‬م‪ ،‬والقت‬
‫ّ‬
‫مقرتح حتويل الدورة إىل كتاب ُيو رثق‬
‫ُ‬ ‫قبل أعضاء منصة ُأريد العلمية‪ ،‬فجاء‬
‫املعلومات القيمة التي وردت يف الدورة‪.‬‬

‫تدقيق‬
‫َ‬ ‫اللغوي التطوعية املباركة التي تعمل عىل‬
‫ّ‬ ‫وللتعريف بلجنة الرتمجة والتدقيق‬
‫اإللكرتوين يف منصة أريد‪ ،‬وكذلك‬
‫ّ‬ ‫الكتب الصادرة عن منصة أريد‪ ،‬وكتب النرش‬
‫اللغوي يف جمالت أريد الدولية العلمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التدقيق‬

‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع به؛ ليكون‬


‫ً‬ ‫َ‬
‫العمل‬ ‫نسأل اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬أن جيعل هذا‬
‫ٍ‬
‫وممرات لإلبداع واالبتكار‬ ‫التطوعي‪،‬‬ ‫منارا هاد ًيا ييضء لآلخرين مسالك العمل‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫العيل العظيم‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬وأن ُيو رفقنا إىل ما ّ‬
‫حيب ويرىض‪ ،‬وما توفيقنا إال باهلل ّ‬

‫د‪ .‬سيف السويدي‬


‫رئيس منصة ُأريد العلمية‬

‫‪15‬‬
‫فهرس محتو يات الكتاب‬

‫التقديم ‪3 .....................................................................................................................‬‬

‫تمهيد ‪18 .....................................................................................................................‬‬

‫نبذة تعر يفية عن المُؤلف ِين ‪20 ..........................................................................................‬‬

‫الفصل الأول ‪22 .........................................................................................................‬‬

‫اللغوي‪22 ...................................................‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫الصرف الشائعة ِ لاستخدامها في التدقي ِ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫مسائ ُ‬

‫مبادئ علم الصرف () ‪23 .....................................................................................................‬‬

‫أحكام الاسم المقصور‪23 ...................................................................................................... :‬‬

‫أحكام الاسم المنقوص‪25 .................................................................................................... :‬‬

‫الاسم الممدود‪26 .................................................................................................................. :‬‬

‫جمع المؤنث السالم‪28 ............................................................................................................. :‬‬

‫جمع التكسير‪29 ..................................................................................................................... :‬‬

‫أحكام خاصة في ضبط المشتقات (اسم الفاعل‪ ،‬اسم المفعول‪ ،‬صيغ المبالغة‪ ،‬الصفة المشبهة‪،‬‬
‫اسما المكان والزمان‪ ،‬اسم الآلة) ‪31 ........................................................................................‬‬

‫التصغير‪40 .............................................................................................................................:‬‬

‫النسب‪42 ............................................................................................................................. :‬‬

‫الفصل الثاني ‪49 ..........................................................................................................‬‬

‫الأخطاء النحو ية في البحوث العلمية ‪49 ...........................................................................‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬الأسماء المعربة وعلامة إعرابها الحركات الفرعية ‪51 ......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النواسخ ‪54 ........................................................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المنصوبات ‪57 ................................................................................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬العدد والمعدود‪60 ...........................................................................................‬‬

‫‪16‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬المضاف والمضاف إليه ‪61 ..........................................................................‬‬

‫المطلب السادس ضمير الفصل‪63 .......................................................................................... :‬‬

‫المطلب السابع‪ :‬الفعل في التركيب النحوي ‪64 .......................................................................‬‬

‫المطلب الثامن‪ :‬كلما وبالتالي‪ ،‬وحيث‪ ،‬وغير ‪70 .....................................................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪78 .........................................................................................................‬‬

‫صياغة الجملة والأخطاء الشائعة فيها ‪78 .............................................................................‬‬

‫خطوات إنشاء جملة صحيحة‪78 ..............................................................................................:‬‬

‫أسباب الضعف في إنشاء الجملة العربية‪80 .............................................................................:‬‬

‫أخطاء الإعراب في الجملة‪81 ................................................................................................:‬‬

‫الفصل الرابع ‪96 ..........................................................................................................‬‬

‫القواعد الإملائية وعلامات الترقيم ‪96 .............................................................................‬‬


‫المبحث الأول‪ُ :‬‬
‫تعلم الإملاء‪ :‬توطئة‪107 ................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬علامات الترقيم ‪133 .......................................................................................‬‬

‫الفصل الخامس ‪143 ...................................................................................................‬‬

‫البحث فيها ‪143 ...............................................................‬‬


‫ِ‬ ‫ق‬
‫المعاجم ُ اللغو ية ُ العربية ُ وطرائ ُ‬

‫المطلب الأول‪ :‬المدارس المعجمية أولا‪ :‬مدرسة التقليبات الصوتية (كتاب العين) ‪149 .....‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدرسة التقليبات الهجائية (جَمهرة اللغة) ‪154 ................................................‬‬

‫ح العربية ِ) ‪159 ............................................‬‬


‫وصحَا ُ‬
‫ج اللغة ِ ِ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مدرسة القافية (تا ُ‬

‫(أساس البلاغة ِ) ‪165 ..............................................‬‬


‫ُ‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬المدرسة الهجائية العادية‬

‫الوسيط) ‪167 .................‬‬


‫ُ‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬من مشروعات المجمع اللغوي بالقاهرة (المعجم ُ‬

‫المطلب السادس‪ :‬أهم الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في الرجوع إلى المعاجم اللغو ية ‪172 .‬‬

‫‪17‬‬
‫تمهيد‬
‫‪ -‬تعريف التدقيق لغ ًة‪:‬‬
‫د َّق َق ُيدَ رق ُق تَدْ قي ًقا‪ ،‬فهو ُمدَ رق ٌق‪ ،‬واملفعول ُم ِد َّق ٌق‪.‬‬

‫أنعم َد َّق ُه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫صري ُه َدقي ًقا‪َ ،‬‬ ‫َد َّق َق اليش َء‪ :‬بالغ يف َد رقه َ‬
‫وس ْحقه‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‪.‬‬
‫النظر فيه‪َ ،‬حم َّ َ‬
‫َ‬ ‫َد َّق َق يف اليشء‪ :‬استعمل الدر َّق َة‪َ ،‬‬
‫أنعم‬
‫ٍ‬
‫بعناية وانتباه‪.‬‬ ‫رس ُه‬ ‫َد َّق َق الن َ‬
‫َّظر يف كذا‪َ :‬د َ‬
‫النظر فيها‪.‬‬ ‫بد َّق ٍة وي ِ‬
‫مع ُن‬ ‫معلوماته‪ :‬يراجعها ِ‬
‫ِ‬ ‫ُيدَ رق ُق يف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫اللغوي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تعريف التدقيق‬
‫املكتوبة ٍ‬
‫بلغة ما‪ ،‬والتأكد من صحتها وسالمتها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النصوص‬ ‫ِ‬
‫مراجعة‬ ‫هو ف ُّن‬
‫اللغوية‪ ،‬والنحوية‪ ،‬والرصفية‪ ،‬واإلمالئية‪ ،‬وإضافة عالمات الرتقيم‪.‬‬
‫أي تعديل‪ ،‬أو تغيري عليها وفق إرادته‪ ،‬جتعل املُدّ رق َق يدخل يف‬
‫وإذا أجرى املُدَ رق ُق َّ‬
‫اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫إطار التحرير‪ ،‬وهذا األمر غري مطلوب من املُدَ رقق‬

‫‪ -‬القصود بعنوان الكتاب‪:‬‬


‫اللغوي َجه ُل ُه)‪ :‬أي القواعدُ األساسي ُة واملهم ُة التي جيب عىل‬
‫َّ‬ ‫يسع ا ُملدَ رق َق‬
‫(ما ال ُ‬
‫ِ‬ ‫كل مدَ رق ٍق لغوي تَع ُّلمها‪ ،‬وهي املرتبط ُة بم ِ‬
‫عمله‪.‬‬ ‫يدان‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ر ُ‬
‫(ه َـذا ما ال ُيمك ُن للمسلم َج ْـهـ ُلـ ُه) مساوي ٌة يف الرتكيب ويف املعنى جلملة‬ ‫ومجل ُة َ‬

‫‪18‬‬
‫يسع لـ َاملسل ِم َج ْـهـ ُلـ ُه) وعندما حتذف (الم اجلر) قبل كلمة (املسلم)؛‬
‫(ه َـذا ما ال ُ‬
‫َ‬
‫يب الفصيح تصبح اجلملة عىل الشكل‬
‫ليستقيم الرتكيب‪ ،‬ويوافق الكالم العر ّ‬
‫اآليت‪:‬‬
‫(املسلم) مفعوال به منصو ًبا بسبب‬
‫َ‬ ‫يسع املُ ْسلِ َم َج ْـهـ ُلـ ُه)‪ ،‬فتُعرب كلمة‬
‫(ه َـذا ما ال ُ‬
‫َ‬
‫نزع اخلافض (أو بسبب نزع حرف اجلر)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫نبذة تعريفية عن المؤلفي‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫ورشفه باإليامن‪،‬‬
‫مجله بالعقل‪َّ ،‬‬ ‫احلمد هلل الذي خلق اإلنسان‪ ،‬وع َّلمه البيان‪ ،‬و َّ‬
‫والصال ُة والسالم عىل سيدنا حممد صالة يرىض هبا الرمحن‪ ،‬و ُينال هبا األمان‪ ،‬الذي‬
‫ُّجح يف ر‬
‫كل مكان‬ ‫كتب له الن َ‬ ‫ِ‬
‫والعمل بإتقان؛ َ‬
‫لينال حمب َة اهلل‪ ،‬و ُي َ‬ ‫َّ‬
‫حث عىل العلم‬
‫وزمان‪.‬‬

‫اللغوي‪ ،‬جلنة تطوعية يف منصة أريد‪ ،‬أخذت عىل عاتقها‬


‫ّ‬ ‫إن جلنة الرتمجة والتدقيق‬
‫تدقيق الكتب الصادرة عن منصة أريد‪ ،‬وكتب النرش اإللكرتوين يف منصة أريد‪،‬‬
‫َ‬
‫وكذلك التدقيق اللغوي يف جمالت أريد الدولية العلمية‪.‬‬

‫وامتدَّ عطا ُء هذه اللجنة؛ ليقدم هذه الدورة التدريبية املجانية‪ ،‬وعنواهنا‪:‬‬
‫اللغوي جه مل مه)‪ ،‬وقد مجعت حماور مخسة‪ ،‬ملن يريد أن يتعرف‬
‫َّ‬ ‫الدقق‬
‫َ‬ ‫(ما ال َي َس مع‬
‫اللغوي‪ ،‬ويرغب يف أن ُيد رق َق بحثه بنفسه‪ ،‬وحيب أن يكون‬
‫ّ‬ ‫عىل وسائل التدقيق‬
‫مدققا يف املستقبل؟‬

‫ثم رأى الدكتور‪ /‬سيف السويدي املؤسس واملدير التنفيذي ملنصة أريد أن ُجتمع‬
‫املادة العلمية هلذه الدورة التدريبية‪ ،‬يف كتاب حيمل العنوان نفسه‪ ،‬وهذا تكريم‬
‫للجنة الرتمجة والتدقيق اللغوي أ ّيام تكريم‪ .‬وها نحن نقدم ثمرة اجتهادنا عىل‬
‫وو رفقنا‪ ،‬فذلك من فضل اهلل علينا‪ ،‬وإن أخطأنا فمن تقصرينا‪،‬‬
‫استحياء‪ ،‬فإن أصبنا‪ُ ،‬‬
‫ومن الشيطان‪.‬‬

‫ضم الكتاب مخسة فصول‪ ،‬هي‪:‬‬


‫وقد ّ‬

‫‪20‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ّ‬
‫اللغوي‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مسائل الرصف الشائعة استخدامها يف التدقيق‬
‫بسام مصباح األغِّب)‬
‫(سعادة الدكتور‪َّ /‬‬
‫وزارة الرتبية والتعليم الفلسطينية‬
‫َّ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أخطاء نحوية يف كتابة البحوث العلمية‬ ‫الثان‪:‬‬
‫ي‬ ‫الفصل‬
‫(سعادة األستاذ الدكتور‪ /‬صالح فليح املذهان)‬
‫عميد كلية اللغة العربية وآداهبا يف اجلامعة اإلسالمية بمنيسوتا‪ /‬أمريكا‬
‫الفصل الثالث‪ :‬صياغة الجملة‪ ،‬واألخطاء الشائعة فيها‪.‬‬
‫(سعادة الدكتور‪ /‬خالد فتحي األغا)‬
‫عضو رابطة علامء املسلمني‪ -‬عضو اهليئة العاملية لفقهاء الرشيعة اإلسالمية‬
‫التقيم‬‫الفصل الرابع‪ :‬القواعد اإلمالئية وعالمات ر‬

‫(سعادة الدكتورة‪ /‬ملياء عبد اهلل الشمري)‬


‫األستاذ املساعد الدكتور يف قسم اللغة العربية كلية الرتبية للبنات ‪ -‬اجلامعة العراقية‬
‫الفصل الخامس‪ :‬المعاجم اللغوية العربية‪ ،‬وطرائق البحث فيها‪.‬‬
‫(سعادة الدكتورة‪ /‬أمرية زبري َس ْم َبس)‬
‫أستاذ فقه اللغة املشارك جامعة أم القرى سابقا‪ -‬اململكة العربية السعودية‬
‫و َّفق اهلل اجلميع‪ ،‬وسدَّ د اخلطى‪ ،‬ولنشدو بالفصحى‪ ،‬ونُح ريي َم ْن بشجواها شدا‪ ،‬فعىل‬
‫طريق اللغة نبني حصيلتنا العلمية التخصصية‪ ،‬و َعِّبها نتميز‪ ،‬وعىل َص ِ‬
‫هواهتا نُبدع‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وبمقدار إتقاننا للغة العربية يكون‬ ‫ختصصنا‪،‬‬
‫وبإتقاهنا نبدو لآلخرين ُمثقفني بارعني يف ُّ‬
‫متيزنا وإبدا ُعنا‪.‬‬
‫ُ‬

‫الدكتورة أميرة زبير رفاعي سَم ْب َس‬


‫رئيس قسم الترجمة والتدقيق اللغوي‬

‫‪21‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫الفصل األول‬
‫مسائل الرصف الشائعة الستخدامها يف التدقيق اللغوي‬
‫بسام مصباح األغت‬ ‫الدكتور َّ‬
‫وزارة ر‬
‫التبية والتعليم الفلسطينية‬

‫ني ن َِذ ًيرا‪ ،‬والصالة والسالم عىل‬


‫ُون لِ ْل َعاملَِ َ‬
‫ان َع َىل َع ْب ِد ِه لِ َيك َ‬
‫احلمد هلل الذي أنزل ا ْل ُف ْر َق َ‬
‫نبيه العريب البشري النذير‪ ،‬وعىل من سار عىل دربه إىل يوم الدين‪ ،‬وبعد‪،‬‬

‫فيسعدنا َأن نلتقي‪ ،‬وإياكم‪ ،‬عشاق العربية؛ لنسلط الضوء‪ ،‬حول أبرز القضايا‬
‫الرصفية التي ال يستغني عنها املدقق اللغوي‪ ،‬ولتسهيل عرض املادة‪ ،‬فقد قمنا‬
‫بتقسيمها يف مباحث‪ ،‬كاآليت‪:‬‬
‫• مبادئ علم الرصف‬
‫• أحكام االسم املقصور‬
‫• أحكام االسم املنقوص‬
‫• أحكام االسم املمدود‬
‫• مجع املؤنث السامل‬
‫• مجع التكسري‬
‫• أحكام خاصة يف ضبط املشتقات (اسم الفاعل‪ ،‬اسم املفعول‪ ،‬صيغ املبالغة‪،‬‬
‫الصفة املشبهة‪ ،‬اسام املكان والزمان‪ ،‬اسم اآللة‪ ،‬اسم التفضيل)‬
‫• النسب‬

‫‪22‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫• التصغري‬

‫مبادئ علم الرصف (‪)1‬‬


‫أي كلمة ليست‬
‫هيتم علم الرصف بالكلمة ذات اجلذور العربية‪ ،‬ويستبعد منها‪َّ ،‬‬
‫ال كانت مثل‪ :‬بئس‪ ،‬أو اس ًام مثل‪:‬‬
‫عربية األصل‪ ،‬مثل‪ :‬إبراهيم‪ ،‬أو كلمة جامدة؛ فع ً‬
‫التي‪ ،‬أو حرف ًا‪ ،‬مثل‪ :‬هل‪.‬‬

‫قوالب لغوي ًة تسمح اللغة بتشكلها‪ ،‬وتضبط حركتها‪ ،‬ثم‬


‫َ‬ ‫يستخلص علم الرصف‬
‫ُ‬
‫عمم تلك القوالب‪.‬‬
‫ُي ُّ‬
‫من أهم مبادئ علم الرصف‪ ،‬معرفة ما يطرأ من تغريات داخل الكلمة‪ ،‬فيام ُيعرف‬
‫باإلعالل‪ ،‬أو اإلبدال‪ ،‬أو القلب‪ ،‬والنظر إىل الزيادة اللغوية يف الكلمة‪ ،‬وما تؤديه‬
‫معان خمتلفة‪ ،‬وجيعل ما اشرتك يف تلك الزيادة يف حقول متعددة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تلك الزيادة من‬
‫مثل؛ اسم الفاعل‪ ،‬وحاالت مجع الكلمة املتعددة‪.‬‬

‫يدرس جذور الكلمة‪ ،‬وما يطرأ عليها من‬


‫ُ‬ ‫ويمكننا تعريف علم الرصف َبأنَّه‪ٌ " :‬‬
‫علم‬
‫تغيريات داخلية يسمح هبا التشكل اللغوي العريب؛ زيادة أو نقصان ًا يف املبنى‪ ،‬وما‬
‫يرتتب عىل ذلك من تغريات معنوية أو داللية يف النص" ‪. 2‬‬
‫( )‬

‫أحكام االسم المقصور‪:‬‬


‫ُيعرف االسم املقصور‪ ،‬بأنه هو اسم معرب آخره ألف الزمة‪ ،‬مثل‪ :‬هدى‪ ،‬رنا‪ ،‬أو‬
‫زائدة للتأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬كِّبى‪ ،‬أو زائدة للجمع‪ ،‬مثل‪ :‬جرحى‪.‬‬

‫(‪ )1‬أغبر‪ ،‬بسام‪ :‬الشواهد الصرفية في معجمي ديوان الأدب ومقاييس اللغة‪ ،‬تحليل ِإحصائي صوتي صرفي في ضوء علم اللغة‬
‫الحديث‪ .‬عمَّان‪ :‬دار الخليج‪ .‬ص‪.39-38 :‬‬
‫(‪ )2‬أغبر‪ ،‬بسام‪ :‬الشواهد الصرفية ص‪.41:‬‬

‫‪23‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫ومن أمثلته‪ ،‬قوله تعاىل‪َ { :‬قا ملوا َسم ْعنَا َفتًى َي ْذك ممر مه ْم مي َق مال َل مه إ ْب َراه م‬
‫يم (‪})60‬‬
‫[األنبياء‪]60 :‬‬
‫وقال الشاعر‪ :‬اهلل صريين عصا موسى لكم ** حتى تلقف إفككم ثعباين‬
‫وعند تثنية الثالثي منه؛ تعود األلف إىل أصلها‪ ،‬وتكون عالمة رفعه األلف‪،‬‬
‫وعالمة نصبه وجره الياء‪.‬‬

‫ويعامل عند مجعه معاملة مجع املؤنث السامل؛ إِذ تعود األلف إىل أصلها‪ ،‬وتكون‬
‫عالمة رفعه الضمة‪ ،‬وعالمة نصبه وجره الكرسة‪.‬‬

‫واجلدول اآليت يوضح ذلك‪:‬‬

‫جمعه‬ ‫مثناه‬ ‫أصل الألف فيه‬ ‫الاسم‬


‫ه ُديات‬ ‫ه ُديان‪ /‬ه ُديين‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها ياء‬ ‫هدى‬
‫ر َنوات‬ ‫ن‬
‫ر َنوان‪ /‬ر َنَو َي ْ ِ‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها واو‬ ‫رنا‬
‫عِصي‬ ‫عصوان‪ /‬عصوين‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها واو‬ ‫عصا‬
‫فتيان‬ ‫فتيان‪ /‬فتَيَي ْن‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها ياء‬ ‫فتى‬

‫االسم القصور الذي ألفه رابعة‪ ،‬أو أكثر‪:‬‬

‫أ) التثنية‪ :‬تُقلب األلف‪ ،‬عند التثنية ياء‪ ،‬بغض النظر عن أصل األلف‪ ،‬ويعرب‬
‫إعراب املثنى‪.‬‬
‫ب) اجلمع‪ :‬ما ُجيمع منه مجع مذكر سامل ًا‪ُ ،‬حتذف ألفه عند مجعه‪ ،‬و ُيفتح ما قبلها‪،‬‬
‫ويعرب إعراب مجع املذكر السامل‪.‬‬
‫ما ُجيمع مجع املؤنث السامل‪ ،‬تُقلب ألفه يا ًء بغض النظر عن أصلها‪ ،‬و ُيعرب إعراب‬
‫مجع املؤنث السامل‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ُجتمع بعض األسامء املقصورة مجع تكسري‪ ،‬مثل‪ :‬مبنى‪ٍ ،‬‬


‫مبان‬
‫واجلدول اآليت يوضح ذلك‪:‬‬

‫جمعه‬ ‫مثناه‬ ‫أصل الألف فيه‬ ‫الاسم‬


‫مصطفَوْن‪ /‬مصطف َي ْن‬ ‫مصطفيان‪/‬مصطفيَي ْن‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها واو‬ ‫مصطفى‬
‫مبان‬ ‫مَب ْنَيان‪ /‬م َبنيَي ْن‬ ‫لازمة‪ ،‬أصلها ياء‬ ‫م َبنى‬
‫عظميان‪ /‬عظميين‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫عظمى‬
‫كُبر يات‬ ‫كب ْر يات‪ /‬كبر يَي ْن‬
‫ُ‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫كُبرى‬
‫هي جمع‬ ‫لا تثنى‬ ‫زائدة للجمع‬ ‫ج َرحى‬

‫أحكام االسم المنقوص‪:‬‬


‫ُيعرف االسم املنقوص بأنه‪ :‬االسم املعرب املختوم بياء مد الزمة‪ ،‬مثل‪ :‬القايص‪ ،‬والداين‪.‬‬
‫وحتذف ياء االسم املنقوص النكرة‪ ،‬رفع ًا‪ ،‬وجر ًا‪ ،‬وتثبت وتظهر عليها عالمة‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ون‬ ‫اإلعراب نصب ًا‪ ،‬ومن األمثلة عليه‪ ،‬قوله تعاىل‪َ { :‬أ َل ْ ت ََر َأ ََّّنم ْم ِف ك ِّمل َواد ََي م‬
‫يم َ‬
‫(‪[ })225‬الشعراء‪]225 :‬‬
‫وقول الشاعر‪ :‬فهات يل قطرة من بحر فضلكم ** أو فلتمس وادي ًا واحلق بمن نعقوا‬

‫تثنيته‪:‬‬

‫أ) االسم املنقوص النكرة‪ ،‬تعود إليه ياؤه املحذوفة‪ ،‬مثال‪:‬‬


‫ِ‬
‫قاض‪ :‬قاضيان‪ /‬قاضيني‬ ‫راض‪ ،‬راضيان‪ /‬راضيني‪.‬‬

‫ب) ميثنى االسم املنقوص املعرفة عىل حاله بإضافة ألف ونون رف ّعا وياء ونون‬
‫نصب ًا وجر ًا‪ ،‬وحتذف النون عند اإلضافة‪:‬‬
‫حرض الداعيان‪ ،‬حرض داعيا اخلري‬

‫‪25‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫الداعيني‪ ،‬رأيت داعيي اخلري‬


‫ْ‬ ‫رأيت‬
‫مررت بالداعيني‪ ،‬مررت بداعيي اخلري‪.‬‬

‫ج) اجلمع‪ُ :‬حتذف ياء االسم املنقوص النكرة واملعرفة‪ ،‬عند مجعه مجع مذكر سامل ًا‪،‬‬
‫رفع ًا ونصبا وجرا‪،‬‬
‫يقول الواشون ليىل قصرية ** فليت ذراع ًا عرض ليىل وطوهلا‬
‫واسأيل الباغني ماذا هاهلم ** منه يف أكفانه إن تسأيل‬
‫يرشده‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلف بغزال ذي هيف ** خوف الواشني ر‬
‫االسم الممدود‪:‬‬
‫هو اسم معرب خمتوم هبمزة مسبوقة بألف زائدة‪ ،‬وهذه اهلمزة‪ ،‬قد تكون‪:‬‬
‫‪ .1‬أصلية‪ ،‬مثل‪ :‬إنشاء‪ ،‬بدَّ اء‪َّ ،‬قراء‬
‫‪ .2‬منقلبة عن أصل‪ ،‬مثل‪ :‬كساء‪ ،‬وعاء‪.‬‬
‫‪ .3‬زائدة للتأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬صحراء‪ ،‬محراء‪.‬‬
‫‪ .4‬زائدة للجمع‪ ،‬مثل‪ :‬أدباء‪ ،‬شعراء‪ ،‬كرماء‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫همزة االسم‬
‫الممدود‬

‫منقلبة عن‬
‫زائدة للتأنيث‬ ‫زائدة للجمع‬ ‫أصلية‬
‫أصل‬

‫صحراء‪،‬‬
‫أدباء‪ ،‬شعراء‬ ‫كساء‪ ،‬وعاء‬ ‫قراء‬
‫إنشاء‪َّ ،‬‬
‫حمراء‬

‫واجلدول اآليت‪ ،‬يوضح ذلك‪:‬‬

‫جمعه‬ ‫تثنيته‬ ‫نوع الهمزة فيه‬ ‫الاسم‬

‫إنشاءات‬ ‫إنشاءان‬ ‫أصلية‬ ‫إنشاء‬

‫كساءات‪/‬كساوات‬ ‫كساءان‪/‬كساوان‬ ‫منقلبة عن واو‬ ‫كساء‬

‫بناءات‪ /‬بناوات‬ ‫بناءان‪ /‬بناوان‬ ‫منقلبة عن ياء‬ ‫بناء‬

‫بيض‬ ‫بيضاوان‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫بيضاء‬

‫سود‬ ‫سوداوان‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫سوداء‬

‫حُمر‬ ‫حمراوان‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫حمراء‬


‫(‪)3‬‬
‫خضراوات‬ ‫خضراوان‬ ‫زائدة للتأنيث‬ ‫خضراء‬

‫قراؤون‪/‬قرائين‬ ‫قراء‬

‫(‪ )3‬يُقصد بالخضراوات هنا‪ :‬البقول والفاكهة‬

‫‪27‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫مجع الؤنث السال‪:‬‬


‫هو ما َّ‬
‫دل عىل أكثر من اثنتني بزيادة ألف وتاء عىل مفرده‪ ،‬وسلمت صورة مفرده‬
‫عند مجعه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مؤنث سال ًا‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫األسامء التي جتمع مجع‬

‫‪ .1‬ال َع َلم املؤنث تأنيث ًا حقيقي ًا‪ ،‬مثل‪ :‬دعد‪ ،‬دعدات‪ ،‬ومريم‪ :‬مريامت‬
‫‪ .2‬كل اسم آخره تاء تأنيث زائدة‪ ،‬سواء أكان عل ًام أم غري علم‪ ،‬مذكر ًا أم مؤنث ًا‪،‬‬
‫مثل‪ :‬فاتنة‪ :‬فاتنات‪ ،‬طلحة‪ :‬طلحات‪ ،‬ورقة‪ :‬ورقات‪.‬‬
‫‪ .3‬ما ُختِ َم بألف التأنيث املمدودة‪ ،‬أو املقصورة‪َ ،‬عل ًام كان أو غري علم‪ ،‬مثل‪ :‬حسناء‪:‬‬
‫حسناوات‪ ،‬وشيامء‪ :‬شياموات‪ ،‬وصغرى‪ :‬صغريات‪ ،‬وسلمى‪ :‬سلميات‪.‬‬
‫وهنري‪ُ :‬هنَ ْريات‪.‬‬
‫‪ .4‬صفة املذكر الذي ال يعقل‪ ،‬ومصغره‪ ،‬مثل‪ :‬شامخ‪ :‬شاخمات‪ُ ،‬‬
‫‪ .5‬معظم مصادر األفعال غري الثالثية‪ ،‬مثل‪ :‬اجتهاد‪ :‬اجتهادات‪.‬‬
‫‪ .6‬االسم اخلاميس‪ ،‬أو السدايس الذي مل ُيعهد له مجع آخر‪ ،‬سواء أكان أعجمي ًا أم‬
‫غري أعجمي‪ ،‬مثل‪ :‬تلغراف‪ :‬تلغرافات‪ ،‬ومهرجان‪ :‬مهرجانات‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مؤنث سامل ًا‪ ،‬عىل‬ ‫إذا كان املؤنث ثالثي ًا‪ ،‬أوسطه صحيح ساكن؛ فإِ َّن ُه ُجيمع مجع‬ ‫❖‬

‫النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬فتح احلرف الثاين‪ ،‬إِذا كان أوله مفتوح ًا‪ ،‬مثل‪َ :‬ر ْك َعة‪َ :‬ركَعات‪.‬‬
‫‪ .2‬تسكني احلرف الثاين‪ ،‬أو فتحه‪ ،‬أو إتباعه حلركة احلرف األول‪ ،‬إِذا كان أوله‬
‫مضموم ًا‪ ،‬أو مكسور ًا‪ ،‬مثل‪ُ :‬ح ْج َرة‪ُ :‬ح ْجرات‪ ،‬أو ُح َجرات‪ ،‬أو ُح ُجرات‪.‬‬
‫ِق ْط َعة‪ِ :‬ق ْطعات‪ ،‬أو ِق َطعات‪ ،‬أو ِقطِعات‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫االسم الثالثي الساكن العني‪ ،‬املفتوح األول‪ ،‬غري ُم َض َّعف وال ُم ْعتَل‪،‬‬ ‫❖‬

‫وِف هذه احلالة مُيا َلف بني االسم والصفة‪:‬‬


‫وجتمع مع ِ‬
‫بقاء السكون عىل احلرف الثاين‪َ :‬ض ْخ َمة‪َ :‬ض ْخامت‪.‬‬ ‫أ‪ .‬الصفة‪ُ ُ :‬‬
‫َع ْب َلة‪َ :‬ع ْبالت‪.‬‬
‫جي َم ُع مع حتريك ثانيه بالفتح للتفريق بني االسم والصفة‪َ .‬د ْعد‪:‬‬
‫ب‪ .‬االسم‪ْ ُ :‬‬
‫َد َعدات‪َ .‬ص ْف َحة‪َ :‬ص َفحات‪.‬‬
‫االسم املفتوح الفاء املعتل الالم‪ُ :‬حي َّرك ثانيه بالفتح‪َ .‬ظ ْب َية‪َ :‬ظ َبيات‬ ‫❖‬

‫جمع التكست‪:‬‬
‫أكثر ِمن اثنني‪ ،‬وله مفرد ُيشاركه يف معناه ويف أصوله‪ ،‬مع تغيري يطرأ‬ ‫هو ما َّ‬
‫دل عىل َ‬
‫عىل صيغته‪ ،‬إما بزيادة أحرف‪ ،‬أو حذف أحرف‪ ،‬أو تغيري حركات‪.‬‬
‫وتقسم أوزانه إىل مجوع قلة‪ ،‬ومجوع كثرة‬
‫أوزان مجوع القلة أربعة‪:‬‬

‫أس ُهم‪َ ،‬أ ْعنُق‪َ ،‬أ ْذ ُرع‪ ،‬أ ْي ُمن‬


‫َأ ْف ُعل‪َ :‬أ ْن ُفس‪ْ ،‬‬
‫َأ ْف َعال‪ :‬أعناق‪َ ،‬أ ْثواب‪َ ،‬أ ْسياف‪َ ،‬أ ْحزاب‪َ ،‬أ ْصالب‪َ ،‬أ ْعناب‪َ ،‬أ ْحرار‪.‬‬
‫َأ ْف ِع َلة‪ :‬أ ْط ِعمة‪َ ،‬أ ْمخِ َرة‪َ ،‬أ ْع ِمدَ ة‪َ ،‬أن ِْدية‪َ ،‬أ ْق ِف َية‪َ ،‬أ ِش َّحة‪.‬‬
‫فِ ْع َلة‪ِ :‬غ ْل َمة‪ ،‬فِ ْت َية‪ِ ،‬ج ْ َرية‪ِ ،‬ش َ‬
‫يخة‪.‬‬
‫أوزان مجوع الكثرة‪ ،‬وهي كثرية جد ًا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ُف ُعل‪ُ :‬ق ُضب‪ُ .‬ف َعل‪ :‬ك َُِّب‪ .‬فِ َعل‪ :‬كِ َرس‪ .‬فِعال‪ِ :‬مجال‪ُ .‬ف ُعول‪ :‬كُبود‪َ .‬ف ْعىل‪ :‬أرسى‪.‬‬
‫فِعال‪ :‬ظِراف‪ُ .‬ف َّعال‪ُ :‬ق َّراء‪ُ ،‬فعالء‪ :‬كُرماء‪َ .‬أ ْف ِعالء‪ :‬أغنياء‪َ .‬أفاعيل‪ :‬أزاهري‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫من األخطاء الشائعة ِف صيغ مجع التكسي‬


‫(‪ )1‬جيمعون (كفء) عىل‪َ :‬أكِ َّفاء بتشديد الفاء‪.‬‬
‫والصواب أن جتمع عىل َ‬
‫(أ ْك َفاء) بفتح الفاء بدون تشديد‪.‬‬
‫مثل‪ :‬قفل أقفال‪ ،‬وربع أرباع‪ ،‬وعمر أعامر‪...‬الخ‬
‫وأما (أكفاء) بالتشديد فهي مجع كفيف‪ ،‬مثل‪ :‬عزيز أعزاء‪ ،‬وذليل أذالء‪ ،‬وخليل أخالء‪..‬‬

‫(‪ )2‬جيمعون (بريء) عىل (أبرياء)‪.‬‬


‫واألدق واألصوب أن نقول يف مجعه‪( :‬برآء) إذا ما كانت هذه الِّباءة أبدية‪ ،‬قال‬
‫آء‬
‫تعاىل عىل لسان سيدنا إبراهيم عليه السالم والذين معه خماطبا كفار قومه‪{ :‬إنَّا مب َر م‬
‫ون م ْن مدون اهللَّ} [املمتحنة‪.]4 :‬‬
‫منْك ْمم َوِمَّا َت ْع مبدم َ‬
‫أما إذا كانت الِّباءة مؤقتة يف املوصوف هبا‪ ،‬فتجمع كلمة (بريء) عندئذ مجعا سامل ًا‪.‬‬
‫قال تعاىل عىل لسان سيدنا حممد ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم ‪ -‬خماطبا كفار مكة { َأ ْنت ْمم‬
‫ون} [يونس‪ ]41 :‬ونحن نعلم أهنم قد أسلموا‬ ‫مون ِمَّا َأ ْع َم مل َو َأنَا َبر ٌ‬
‫يء ِمَّا َت ْع َم مل َ‬ ‫َبريئ َ‬
‫بعد فتح مكة‪.‬‬
‫وعليه فإن مجع بريء عىل أبرياء يعد شاذا وخمالفا للقاعدة والقياس وخمالفا ملا ورد‬
‫يف أهم ينبوع من ينابيع العربية‪ ،‬وهو القرآن الكريم‪.‬‬

‫(‪ )3‬يقولون يف مجع مكان‪ :‬أماكن‪.‬‬


‫والصواب أن مجعه‪ :‬أمكنة مثل‪ :‬متاع وأمتعة‪.‬‬
‫ومجع أمكنة هو‪ :‬أماكن‪ .‬وعليه فاألماكن هي مجع اجلمع‪.‬‬

‫(‪ )4‬جيمعون (وفاة) عىل وفِ َّيات‪ .‬والصواب‪َ :‬و َف َيات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫(‪ )5‬جيمعون ٍ‬
‫(واد) عىل‪ :‬وديان‪ .‬والصواب‪ :‬أودية‬

‫(‪ )6‬يقولون‪ :‬هؤالء الضباط البواسل‪ .‬والصواب‪ :‬هؤالء البضاط ال ُبسالء‪ ،‬أو‬
‫الباسلون‪ .‬والبسالء‪ :‬مجع البسيل‪ ،‬معناها الشجاع‪ ،‬والبطل الشديد‪.‬‬
‫(‪ )7‬يقولون‪ :‬املجرم من شواذ الرجال‪ .‬والصواب‪ :‬من شذاذ الرجال‪.‬‬

‫أحكام خاصة يف ضبط المشتقات‬


‫(اسم الفاعل‪ ،‬اسم المفعول‪ ،‬صيغ المبالغة‪ ،‬الصفة‬
‫المشبهة‪ ،‬اسما المكان والزمان‪ ،‬اسم اآللة)‬
‫الصدر اليمي‪:‬‬
‫هو صيغة اسمية تدل عىل احلدث‪ ،‬وترد مبدوءة بميم زائدة‪ .‬مثل‪:‬‬

‫ْصعي ** ولك ْن ُأ ِغ ُّذ إليه اخلُطى‬ ‫ِ‬


‫لعمرك إ رين أرى َم ْ َ‬
‫أرى َم ْقتَيل دون حقي السليب ** ودون بالدي هو املبتغى‬

‫أي َم ْف َسدَ ة‬ ‫إِ َّن الشباب والفارغ ِ‬


‫واجلدَ ْة ** َم ْف َسدَ ٌة َ‬
‫للمرء ُّ‬

‫ُيصاغ املصدر امليمي عىل النحو اآليت‪:‬‬

‫(‪ )1‬من األَفعال الثالثية‪:‬‬


‫أ‪ .‬عىل وزن ( َم ْف َعل)‪ ،‬إذا كان الفعل ثالثي ًا‪ ،‬وليس مثاالً صحيح الالم‪ ،‬نحو‪َ :‬منْ َظر‪،‬‬
‫رصع‪ِ ،‬من‪َ :‬رص َع‪َ .‬م ْقتَل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من‪َ :‬ن َظر َينظر‪َ .‬م ْ َ‬
‫ب‪ .‬عىل وزن ( َم ْف ِعل)‪ ،‬إذا كان ثالثي ًا مثاالً صحيح الالم حمذوف الفاء يف املضارع‪،‬‬
‫وقف‪ِ ،‬من و َقف يقف‬ ‫وضع‪ِ ،‬من‪ :‬وضع يضع‪ .‬م ِ‬
‫َ‬
‫نحو‪ :‬مو ِعد‪ِ ،‬من‪ :‬وعد يعد‪ .‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫‪31‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫(‪ )2‬من األفعال غي الثالثية‪.‬‬


‫ُيشتق املصدر امليمي من الفعل غري الثالثي عىل وزن اسم املفعول‪ ،‬نحو‪ُ :‬مدَ ْح َرج‪،‬‬
‫ومم َ َّزق‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )3‬وِف بعض احلاالت‪ ،‬يرد املصدر امليمي منتهي ًا بتاء مزيدة يف آخره نحو‪َ :‬م ْر َ َ‬
‫محة‪،‬‬
‫ومو َّدة‬
‫رسة‪َ ،‬‬
‫و َم َ َّ‬
‫اسم الرة‪ :‬مصدر يدل عىل وقوع احلدث مرة واحدة‪ ،‬و ُيصاغ من الثالثي عىل وزن‬
‫( َف ْع َلة)‪ ،‬مثل‪َ :‬أ ْك َلة‪َ ،‬ج ْر َعة‪َ ،‬ن ْب َوة‪َ ،‬ك ْبوة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ومن غري الثالثي عىل وزن املصدر بزيادة تاء يف آخره‪ ،‬مثل‪ :‬ابتسامة‪.‬‬
‫إذا كان مصدر الفعل غري الثالثي خمتوم ًا بتاء‪ ،‬فإِ َّن اسم املرة يكون‪ ،‬أيضا‪،‬‬
‫بتخصيص هذا املصدر بالصفة (واحدة)‪ ،‬نحو‪ :‬دحرجت الكرة دحرجة واحدة‪.‬‬
‫اسم اهليئة‪ :‬مصدر يدل عىل هيئة الفعل وكيفيته حني وقوعه‪ ،‬و ُيصاغ عىل وزن‬
‫(فِ ْع َلة)‪ ،‬مثل‪ :‬مشى القائد م ْش َي َة األسد‪.‬‬
‫بياء مشددة‪ ،‬وتاء تأنيث مكسور ما قبلهام‪ ،‬وله معنى‬ ‫الصدر الصناعي‪ :‬اسم منْت ٍَه ٍ‬
‫ُ‬
‫املصدر‪ .‬مثل‪ :‬الوطنِ َّية‪ ،‬والرأساملِ َّية‪ ،‬الديمقراط َّية‪ ،‬البريوقراطية‪.‬‬
‫اسام الزمان والكان‪ :‬مها اسامن مشتقان يدل أحدمها عىل زمان وقوع احلدث‪،‬‬
‫واآلخر عىل مكان وقوع احلدث‪.‬‬
‫اشتقاقهام‪:‬‬

‫(أ) من الفعل الثالثي‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫عىل وزن َم ْف َعل بفتح العني‪ ،‬يف احلاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬إِذا َ‬
‫كان الفعل مضمو َم العني يف املضارع‪ ،‬مثل‪َ :‬أكَل َي ْأكُل‪َ :‬م ْأكَل‪َ .‬ب َزغ َي ْب ُزغ‪َ :‬م ْب َزغ‪.‬‬

‫مفتوح العني يف املضارع‪ ،‬مثل‪ :‬س َبح َي ْس َبح‪َ :‬م ْس َبح‪َ .‬ل َعب‪َ :‬ي ْل َع ُ‬
‫ب‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ .2‬إِذا َ‬
‫كان الفعل‬
‫َم ْل َعب‪.‬‬

‫‪ .3‬إِذا كان الفعل معت ً‬


‫ال ناقص ًا‪ ،‬مثل‪ :‬سعى‪َ :‬م ْس َعى‪ .‬رمى‪َ :‬م ْر َمى‪.‬‬

‫أجوف واوي ًا‪ ،‬مثل‪ :‬قام يقوم‪َ :‬مقام‪ .‬نام‪َ :‬منام‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ .4‬إِذا كان الفعل‬

‫عىل وزن َم ْفعل بكرس العني‪ ،‬يف احلاالت اآلتية‪:‬‬

‫وقف‪ .‬وطن‪َ :‬موطِن‪.‬‬


‫كان الفعل مثاالً واوي ًا‪ ،‬مثل‪ :‬وعد‪ :‬مو ِعد‪ ،‬وقف‪ :‬م ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫‪ .1‬إِذا َ‬

‫أجوف يائي ًا‪ ،‬مثل‪ :‬سال يسيل‪َ :‬مسيل‪ .‬غاب‪َ :‬مغيب‬


‫َ‬ ‫‪ .2‬إِذا كان الفعل‬

‫مكسور العني يف املضارع‪ ،‬مثل‪َ :‬جلس َجيلس‪َ :‬جمْلِس‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ .3‬إِذا كان الفعل‬

‫(ب) من غي الثالثي‪:‬‬

‫عىل وزن اسم املفعول؛ وذلك بقلب حرف املضارعة ميمي ًا مضمومة‪ ،‬وفتح ما قبل‬
‫جيت َِم ُع‪ُ :‬جمْت ََمع‪ُ .‬م ْس َت َقر‪ُ .‬م ْستَو َدع‬
‫اجتمع َ ْ‬
‫َ‬ ‫اآلخر‪ .‬مثل‪:‬‬

‫(ت) استعملت العربية بعض أسامء الزمان واملكان مزيد ًة بالتاء املربوطة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫َم ْط َب َعة‪َ ،‬م ْص َب َغة‪.‬‬

‫(ث) استعملت العربية بعض أسامء الزمان واملكان من األسامء الثالثية اجلامدة عىل‬
‫وزن َم ْف َعلة‪ ،‬مثل‪َ :‬م ْأ َسدة‪ِ ،‬من َأ َسد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫استعملت أسامء املكان اآلتية عىل وزن َم ْف ِعل‪ ،‬بكرس العني‪ ،‬وإن كانت القاعدة‬
‫تكون عىل وزن ( َم ْف َعل) بفتح العني‪ ،‬وهذه األسامء هي ‪: 4‬‬
‫( )‬ ‫َ‬ ‫تقتيض أن‬

‫رشق‪َ ،‬م ْغ ِرب‪َ ،‬م ْس ِجد‪َ ،‬م ْس ِقط‪َ ،‬منْبِت‪َ ،‬من ِْسك‪َ ،‬م ْف ِرق‪َ ،‬م ْرفِق‪َ ،‬م ْسكِني‪َ ،‬خم ْ ِزن‪،‬‬
‫َم ْ ِ‬
‫م ِ‬
‫عدن‪.‬‬ ‫َ‬
‫اسم اآللة‪ :‬اسم يدل عىل األداة التي تُستخدم يف الفعل‪.‬‬

‫من أشهر أوزانه‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .1‬م ْف َعل‪ :‬من َْرش‪ ،‬مدْ فع‪ ،‬من َْجل‪ِ ،‬جم ْ َهر‪ ،‬م َ‬
‫شجب‬

‫‪ِ .2‬م ْفعال‪ِ :‬حمراث‪ِ ،‬مصباح‪ِ ،‬ميزان‪ِ ،‬مقالع‬

‫‪ِ .3‬م ْف َع َلة‪ِ :‬مم ْ َس َحة‪ِ ،‬م ْروحة‪.‬‬

‫ومن أوزان أسامء اآللة‪ :‬فاعول‪ :‬ناقور‪ .‬فاعلة‪ :‬رافعة‪ .‬ف َّعالة‪ :‬ثالجة‪ ،‬غسالة‪.‬‬

‫وكثري من األسامء مل تُشتق من األفعال‪ ،‬مثل‪ :‬سكني‪ ،‬سيف‪ ،‬رمح‪َ ،‬قلم‪ .‬وهي أسامء‬
‫جامدة‪ ،‬ليس هلا وزن حمددة‪ ،‬أو قاعدة معينة تعرف هبا‪.‬‬

‫اسم التفضيل‪:‬‬

‫هو اسم مشتق عىل وزن (أفعل)‪ ،‬ومؤنثه عىل وزن ( ُفعىل)‪ ،‬يأيت للداللة عىل َأ َّن‬
‫اسمني اشرتكا يف صفة‪ ،‬وزاد أحدمها عن اآلخر يف الصفة‪ ،‬مثل‪ :‬مدينة فاس ُ‬
‫أمجل‬
‫مدن العامل‪.‬‬

‫(‪ )4‬تُضبط عين الفعل المضارع بالرجوع إلى المعجم‬

‫‪34‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫رشوط صياغة اسم التفضيل‪ :‬أن يكون الفعل ثالثي ًا‪ ،‬تام ًا‪ ،‬مثبت ًا‪ ،‬مبني ًا للمعلوم‪،‬‬
‫مترصف ًا‪ ،‬قاب ً‬
‫ال للتفاوت‪ ،‬أال يكون الوصف منه عىل وزن أفعل الذي مؤنثه عىل‬
‫وزن فعالء‪.‬‬

‫حاالت اسم التفضيل‪ ،‬هي‪:‬‬


‫أ‪ .‬اسم التفضيل النكرة يلتزم حالة ِ‬
‫اإلفراد والتذكري (وجوب ًا)‪ ،‬ويأيت املفضل عليه‬
‫جمرور ًا بِمن‪.‬‬

‫ب‪ .‬اسم التفضيل املضاف إىل نكرة جيب إفراده وتذكريه‪ ،‬وإضافته إىل املفضل‬
‫عليه‪ ،‬و ُيعرب املفضل عليه مضاف ًا إليه‪.‬‬

‫املفضل يف اجلنس‪ ،‬والعدد‪ ،‬وال‬ ‫املعرف بِـ (ال) جيب أن يطابق َّ‬ ‫ت‪ .‬اسم التفضيل َّ‬
‫الص َال ِة ا ْل مو ْس َطى} [البقرة‪]238 :‬‬ ‫ِ‬
‫الص َل َوات َو َّ‬
‫ِ‬
‫يذكر املفضل عليه‪َ { .‬حاف ُظوا َع َىل َّ‬

‫ث‪ .‬اسم التفضيل املضاف إىل معرفة‪ ،‬جيوز َأن يأيت مفرد ًا مذكر ًا‪ ،‬وجيوز أن يطابق‬
‫قرأت اخلِّب يف كُِّبيات‬
‫ُ‬ ‫قرأت اخلِّب يف أكِّب الصحف‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫املفضل يف النوع والعدد‪.‬‬
‫الصحف‪.‬‬
‫ِ‬
‫يستوف الرشوط‪ ،‬فإِننا نأيت بصيغة أفعل مستوفية‬ ‫ج‪ .‬إِذا أردنا التفضيل من فعل مل‬
‫لتلك الرشوط‪ ،‬مثل‪ :‬أكِّب‪ ،‬أصغر‪ ،‬أوىل‪ ،‬أقل‪ ،‬أكثر‪ ،‬أحق‪ ،‬أشد‪ ... ،‬ثم نأيت بمصدر‬
‫الفعل غري املستويف الرشوط‪ ،‬متييز ًا السم التفضيل؛ فمث ً‬
‫ال‬

‫(اجتهد)‪ :‬زيدٌ أكثر اجتهاد ًا من ٍّ‬


‫عيل‪.‬‬

‫(أزرق)‪ :‬السام ًء أشدُّ زرق ًة من مياه البحر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫( ُيرعى)‪ :‬الطفل أحق أن ُيرعى‪.‬‬

‫(ال يشعرن)‪ :‬األَ ُ‬


‫مهات أوىل أن ال يشعرن بضيق‬

‫ومن أمثلة األخطاء الشائعة يف اسم التفضيل‪:‬‬

‫يقولون‪ :‬هذا األمر له أمهية عظمى‬

‫الصواب‪ :‬هذا األمر له األمهية‪ ،‬أو أمهيته عظمى األمهيات‬

‫ألن ال ُعظمى مؤنث األعظم معرفا باأللف والالم‪ ،‬وال ُفعىل هي أعظم درجات‬
‫التفضيل‪ ،‬ومن ذلك ما ورد يف القرآن الكريم‪ ،‬يف قوله تعاىل‪{ :‬لنمر َي َ‬
‫ك م ْن آ َياتنَا‬
‫ون} [الدخان‪]16 :‬‬ ‫مربى} [طه‪ ]23 :‬وقوله‪َ { :‬ي ْو َم َن ْبط مش ا ْل َب ْط َش َة ا ْلك ْ َ‬
‫مربى إنَّا ممنْتَق مم َ‬ ‫ا ْلك ْ َ‬
‫اسم الفاعل‪:‬‬
‫هو اسم مشتق ُّ‬
‫يدل عىل احلدث ومن قام به‪ ،‬أو ات ََّصف به‪.‬‬

‫طريقة اشتقاقه‪:‬‬
‫‪ُ .1‬يشتق من الثالثي عىل وزن (فاعل) نرص نارص‪ ،‬منح مانح‪ ،‬ومن الفعل‬
‫املضعف‪ :‬جدَّ ‪ :‬جا ّد‪ ،‬ومن الفعل األجوف‪ :‬طاف‪ :‬طائف‪ ،‬ومن الفعل الناقص‪:‬‬
‫سعى‪ :‬سا ٍع‬

‫‪ُ .2‬يشتق من غري الثالثي عىل وزن مضارعه بإِبدال حرف املضارعة مي ًام مضمومة‬
‫وكرس ما قبل اآلخر‪َ :‬ع َّل َم ُم َع رلم‪َ .‬ت َقدَّ م ُم َت َقدر م‪.‬‬

‫اسم الفعول‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫وقع عليه احلدث‪.‬‬ ‫مشتق ُّ‬


‫يدل عىل احلدث وعىل َمن أو ما َ‬ ‫ٌ‬ ‫اسم‬

‫طريقة اشتقاقه‪:‬‬
‫اسم املفعول من الثالثي عىل وزن (مفعول)‪ ،‬ومن غري الثالثي عىل وزن‬ ‫‪ُ .1‬يبنى ُ‬
‫ستخرج‬
‫ُ‬ ‫مضارعه‪ ،‬مع إبدال حرف املضارعة مي ًام مضمومة‪ ،‬وفتح ما قبل اآلخر‪ُ :‬ي‬
‫ُ‬
‫النفط؟‬ ‫ُ‬
‫النفط‪ .‬أ ُمست َْخ َر ٌج‬
‫‪ُ .2‬يبنى اسم املفعول من الثالثي األجوف عىل وزن مضارعه‪ ،‬مع إبدال حرف‬
‫املضارعة مي ًام مفتوحة‪ :‬قال‪ :‬يقول‪َ :‬مقول‪ .‬باع‪ :‬يبيع‪َ :‬مبيع‪ .‬خاف خياف‪ :‬خموف‪.‬‬
‫‪ُ .3‬يبنى اسم املفعول من الفعل الثالثي الناقص عىل وزن مضارعه‪ ،‬مع إبدال‬
‫مرمي‪ .‬سعى‬
‫ّ‬ ‫حرف املضارعة مي ًام مفتوحة‪ ،‬مع تشديد احلرف األخري‪ .‬رمى يرمي‬
‫مسعي إليه‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫يسعى‬
‫ِ‬
‫بشبه اجلملة (جار وجمرور‪ ،‬أو‬ ‫‪ .4‬لبناء اسم املفعول من الفعل الالزم ُيستعان‬
‫دنو منه‪ ،‬موقوف َأمامه‪ُ ،‬م ْعت ََص ٌم به‪.‬‬ ‫الظرف) مثل‪ُ :‬مت ََج َّو ٌل فيه‪َ ،‬جمل ٌ‬
‫وس عليه‪َ ،‬م ٌّ‬
‫تأيت أحيان ًا صيغ ُة (فعيل) اسم مفعول برشط أن َّ‬
‫تدل عىل احلدث وعىل َمن أو ما‬
‫وقع عليه احلدث‪ ،‬مثل‪ :‬جريح بمعنى جمروح‪ .‬وأسري‪ ،‬بمعنى مأسور‪ ،‬وكحيل‪،‬‬
‫بمعنى مكحول‪.‬‬
‫قد يتساوى اسم الفاعل واسم املفعول يف الصياغة‪ ،‬أحيانا‪ ،‬ويتم التمييز بينهام‬
‫املحتل أن يقاو َم املحت ََّل‪.‬‬
‫ر‬ ‫اعتامدا عىل معنى اجلملة‪ ،‬نحو‪ِ :‬من واجب‬
‫من األخطاء الشائعة ِف اسمي الفاعل والفعول‪ ،‬يقولون‪:‬‬
‫‪ .1‬أمر هام‬

‫‪37‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫الصواب‪ :‬أمر مهم؛ ألنه مشتق من أمهه هيمه إمهام ًا‪ ،‬وهو الذي يبعث اهلمة يف‬
‫االنسان‪ .‬واهلام هو املحزن‪ ،‬وهو من مهه؛ أي‪ :‬أحزنه حزن ًا يذيب اجلسم‪.‬‬

‫‪" .2‬الفت" أم "ملفت"؟‬


‫يقولون‪ :‬ملفت للنظر‪ .‬والصواب‪ :‬الفت للنظر‪.‬‬
‫وكثريا ما نسمع قول بعضهم‪ :‬هذا املنظر أو احلادث ملفت للنظر ‪.‬‬
‫ً‬
‫وهذا االستعامل خطأ‪ .‬ووجه الصواب أن نقول ‪:‬الفت؛ من الفعل "لفت"‪ ،‬إذ ال يوجد‬
‫يف العربية فعل (ألفت)‪ ،‬واسم الفاعل من الثالثي عىل وزن (فاعل) فنقول‪ :‬الفت‪.‬‬

‫‪ .3‬فلسطني السليبة‬
‫والصواب‪ :‬فلسطني السليب؛ ألن الصفة عىل وزن فعيل بمعنى مفعول إذا بقيت‬
‫عىل الوصفية واإلفراد‪ ،‬فإهنا ال حتتاج إىل عالمة تأنيث‪ ،‬بل تبقى مشرتك ًا فيها املذكر‬
‫واملؤنث‪ .‬ومثلها‪ :‬الفتاة الطريد‪ ،‬واملرأة اجلريح‪.‬‬
‫‪ .4‬هذه مم ْس َو َّد مة الكتاب‬
‫سود فالن الكتاب؛‬
‫الصواب‪ :‬هذه ُم َس َّو َد ُة الكتاب؛ ألن املسودة اسم مفعول من َّ‬
‫أي كتبه‬
‫ومن األخطاء الشائعة‪ ،‬يف هذا الباب‪ ،‬أيضا‪:‬‬
‫‪ .5‬النضال القومي الحتدَ م‪.‬‬
‫‪ .6‬مالبس غي حمت ََشمة‪.‬‬
‫‪ .7‬تناقش الضيوف ِف خمت َلف‪.‬‬
‫‪ .8‬الصمت الط َبق‪.‬‬
‫‪ .9‬بشكل متزا َيد‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الستجدَّ ة عىل الساحة الطبية‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ .10‬التطورات‬
‫مستفحل‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ .11‬الكورونا وباء‬
‫مشتق من الفعل الالزم‪ ،‬يدل عىل ما ُّ‬
‫يدل عليه‬ ‫ٌ‬ ‫الصفة الشبهة باسم الفاعل‪ :‬اسم‬
‫اسم الفاعل‪ ،‬مع الداللة عىل الثبوت‪ .‬ومن أشهر أوزاهنا‪:‬‬
‫‪ .1‬أفعل الذي مؤنثه فعالء‪ ،‬وهو ما دل عىل لون أوعيب‪ ،‬أو حلية‪ :‬أشقر‪ ،‬أعرج‪.‬‬
‫‪ .2‬فعالن الذي مؤنثه فعىل‪ ،‬مثل‪ :‬غضبان مؤنثه غضبى‬
‫‪َ .3‬فعيل‪ :‬كريم‪ ،‬بخيل‬
‫‪ُ .4‬فعال‪ :‬شجاع‪ ،‬فرات‬
‫‪َ .5‬ف ْعل‪َ :‬عذب‬
‫‪َ .6‬ف ِعل‪َ :‬ف ِرح‪ ،‬ن ِ‬
‫َجس‬

‫ومن األخطاء الشائعة فيها‪:‬‬


‫‪ .1‬يقولون‪ :‬هم رجال بلهاء‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬هو رجل أبله‪ ،‬وهي امرأة بلهاء‪ ،‬وهم رجال بله‪ ،‬وهن نساء بله‪.‬‬

‫ألن األبله صفة من صفات العيوب الظاهرة‪ ،‬ويأيت معنى البلهاء من النساء‬
‫الكريمة الغريرة املغفلة‪.‬‬

‫‪ .2‬يقولون‪ :‬كان ثوبه داكن ًا وجبته داكنة‬


‫الصواب‪ :‬كان ثوبه أدكن‪ ،‬وكانت جبته دكناء‪.‬‬

‫صيغة املبالغة‪:‬‬
‫ِ‬
‫الكثرة أو املبالغة يف احلدث‪.‬‬ ‫يدل عليه اسم الفاعل‪ ،‬مع الدَّ ِ‬
‫اللة عىل‬ ‫تدل عىل ما ُّ‬

‫‪39‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫ُشتق صيغ ُة املبالغة من الفعل الثالثي املبني للمعلوم‪.‬‬


‫ت ُّ‬

‫تأيت صيغ املبالغة عىل أوزان‪ ،‬من أشهرها‪:‬‬

‫قراء‪.‬‬
‫رشاب‪َّ ،‬‬ ‫‪ .1‬ف َّعال‪ ،‬مثل‪ :‬أكَّال‪َّ ،‬‬
‫‪ِ .2‬مفعال‪ ،‬مثل‪ِ :‬مهذار‪ِ ،‬مغوار‪.‬‬
‫‪َ .3‬فعول‪ ،‬مثل‪ :‬غفور‪ ،‬ضحوك‪.‬‬
‫‪َ .4‬ف ِعل‪ ،‬مثل‪َ :‬ح ِذر‪.‬‬
‫‪َ .5‬ف ِعيل‪ ،‬مثل‪ :‬عليم‪ ،‬رحيم‪ ،‬سميع‪.‬‬

‫التصغت‪:‬‬
‫ليدل عىل حتقريها أو بيان ق َّلتها‪ ،‬أو لتقريب‬
‫هو تغيري جيري عىل األسامء املعربة َّ‬
‫الزمان أو بيان قرب املكان‪ ،‬أو التحبب‪ ،‬أو التعظيم‪.‬‬
‫غرضه‬ ‫مصغره‬ ‫الاسم‬

‫التحقير‬ ‫جي ْل‬


‫رُ َ‬ ‫رجل‬

‫تقريب الزمان‪/‬المكان‬ ‫بُعَي ْد‬ ‫بعد‬

‫تقريب المكان‬ ‫ف ُو َي ْق‬ ‫فوق‬

‫التعظيم‬ ‫جُبَي ْل‬ ‫جبل‬

‫التحبب‬ ‫و ُلَي ْد‬ ‫ولد‬

‫تقليل الذات‬ ‫قُف َيل‬ ‫ق ُفل‬

‫طريقة تصغي األسامء‪:‬‬

‫كل اسم مصغر يكون مضمو َم األَول‪ ،‬مفتوح الثاين‪ ،‬وتزاد فيه ٌ‬
‫ياء ساكن ٌة بعد ثانيه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ .1‬ميصغّر الثالثي عىل صيغة ( ٌف َع ْيل)‪ ،‬مثل‪ :‬سهل‪ :‬مس َهيل‬

‫‪ .2‬ميصغّر تصغي الثالثي ُّ‬


‫كل اس ٍم ثالثي مخت َم بـ‪:‬‬

‫أ‪ .‬تاء التأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬صخرة ُص َخ ْ َرية‪.‬‬


‫ب‪ .‬ألف التأنيث املقصورة‪ ،‬مثل‪ُ :‬برشى‪ُ :‬ب َش ْريى‪.‬‬
‫ت‪ .‬ألف التأنيث املمدودة‪ ،‬مثل‪ :‬صحراء‪ُ :‬ص َح ْرياء‪.‬‬
‫ث‪ .‬األلف والنون الزائدتني‪ ،‬مثل‪ :‬سمعان‪ُ :‬س َم ْيعان‪.‬‬

‫‪ .3‬ميصغَّر الرباعي عىل صيغة ( مف َع ْيعل)‪ ،‬مثل‪َ :‬م ْهبط‪ :‬مم َه ْيبط‬

‫‪ .4‬ميصغَّر تصغي الرباعي كل اسم رباعي مخت َم بتاء التأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬مزرعة‪:‬‬
‫مم َز ْير َعة‪.‬‬

‫‪ .5‬ميصغر اخلاميس الذي رابعه حرف مدّ (علة) عىل صيغة ( مف َع ْيعيل)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫مزمار‪ :‬مم َز ْيمي‪ ،‬عنقود‪ :‬معنَ ْيقيد‪.‬‬

‫‪ .6‬ما كان ثانيه ألف ًا تر ُّد إىل أصلها‪ ،‬مثل‪ :‬تاج‪ :‬تويج‪ ،‬وناب‪ :‬نمييب‪ ،‬فإن كانت‬
‫زائدة مقلبت واو ًا‪ :‬صاحب‪ :‬صوحيب‪.‬‬

‫‪ .7‬ما كان ثالثه ألف ًا أو واو ًا تقلبان ياء‪ ،‬وتدغامن ِف ياء التصغي‪ ،‬وإن كان ثالثه‬
‫ياء أدغمت ِف ياء التصغي‪ ،‬مثل‪ :‬فتاة‪ٌ :‬ف َت َّية‪ ،‬عجوز‪ :‬مع َج ِّيز‪ .‬رغيف‪ :‬مر َغ ِّيف‪.‬‬

‫‪ .8‬الثالثي الؤنث تأنيث ًا حقيقي ًا أو جمازي ًا‪ ،‬وليس فيه عالمة تأنيث تلحقه تاء‬
‫التأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬دعد‪ :‬مد َع ْيدة‪ .‬شمس‪ :‬مش َم ْيسة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫‪ .9‬ما محذف حرف من أصوله مير ُّد عند التصغي‪ ،‬مثل‪ :‬يد‪ :‬ميدَ َّية‪ ،‬ه َبة‪ :‬مو َه ْي َبة‪.‬‬

‫النسب‪:‬‬
‫إسالمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هو زيادة ياء مشددة عىل آخر االسم َّ‬
‫لتدل عىل نسبته إىل املجرد منها‪ ،‬مثل‪ :‬اسالم‬

‫ِمن أبرز التغيريات التي تطرأ عىل بنية االسم عند النسب إليه‪:‬‬

‫‪ .1‬االسم الصحيح‪ :‬ميكرس ما قبل ياء النسبة‪ ،‬مثل‪ :‬ع ْلمي‪ّ ،‬‬
‫أديب‪َ ،‬ن ْث ّ‬
‫ري‬
‫‪ .2‬االسم القصور‪:‬‬

‫أ‪ .‬إذا كانت ألفه ثالثة ُقلبت واو ًا‪ ،‬وفتح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ِ :‬قنا ِقن َِو ّي‬
‫ب‪ .‬إذا كانت ألفه رابعة‪ ،‬وكان ثانيه ساكن ًا جاز حذف األلف‪ ،‬أو قلبها واو ًا‪،‬‬
‫يافاوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وي‪،‬‬
‫يايف‪ ،‬ياف ّ‬
‫وجاز إبقاؤها وزيادة واو قبل ياء النسب‪ ،‬مثل‪ :‬يافا ّ‬
‫ت‪ .‬إذا كانت ألف رابعة‪ ،‬وثانيه متحرك ًا ُحذفت ألفه‪ ،‬مثل‪ :‬بنام َبن َِم ّي‬
‫مصطفي‪ ،‬بولندا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ث‪ .‬إذا كانت ألف خامسة أو أكثر حذفت‪ ،‬مثل‪ :‬مصطفى‬
‫كندي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بولندي‪ .‬كندا‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬االسم المدود‪:‬‬
‫أ‪ .‬إذا كانت مهزته أصلية بقيت عىل حاهلا‪ ،‬و ُأضيفت ياء النسب‪ ،‬مثل‪َ :‬ق َّراء‪:‬‬
‫َق َّرائي‪ .‬إنشاء‪ :‬إنشائي‪.‬‬

‫واوا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ب‪ .‬إذا كانت مهزته منقلبة عن أصل‪ ،‬جاز بقاؤها مهزة‪ ،‬أو قلبها ً‬
‫ساموي‬
‫ّ‬ ‫سامئي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إمالوي‪ .‬سامء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫إمالئي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إِمالء‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫واوا‪ ،‬وإضافة ياء النسب‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫ت‪ .‬إذا كانت مهزته زائدة للتأنيث وجب قلبها ً‬
‫نجالوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صحراوي‪ .‬نجالء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫صحراء‪:‬‬

‫‪ .4‬االسم الختوم بالتاء‪:‬‬


‫غزي‬
‫قرطبي‪ .‬غزة‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ .‬حتذف تاؤه عند النسب‪ ،‬مثل‪ :‬قرطبة‪،‬‬
‫ب‪ .‬إذا صادف بعد حذف تاء التأنيث وجود ألف قبلها روعي يف النسب أحكام‬
‫وي‬
‫حصوي‪ .‬محاة‪َ :‬مح ّ‬
‫ّ‬ ‫االسم املقصور‪ ،‬مثل‪ :‬حصاة‪:‬‬
‫‪ .5‬االسم الجموع‪:‬‬
‫يس‬ ‫أ‪ .‬األرجح النسب إىل مفرده‪ ،‬مثل‪ :‬معلمون‪ُ :‬م َع رل ّ‬
‫مي‪ُ ،‬د َول‪َ :‬د ْو ّيل‪ .‬مدارس‪َ :‬مدْ َر ّ‬
‫الرياض‬
‫ّ‬ ‫املدائني‪ ،‬الرياض‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ .‬إذا كان اجلمع عل ًام نُسب إىل لفظه‪ ،‬مثل‪ :‬املدائن‪:‬‬

‫‪ .6‬ما محذف آخره‪ :‬األرجح إعادة احلرف املحذوف عند النسب‪ ،‬مثل‪ :‬أب‪:‬‬
‫وي‬
‫أبوي‪ ،‬يد‪َ :‬يدَ ّ‬
‫ّ‬

‫‪ .7‬االسم الركب‪ُ :‬ينسب إىل صدره‪ ،‬وإذا ُخيش اللبس‪ ،‬نُسب إىل عجزه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫قديس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عامدي‪ ،‬بيت املقدس‪َ :‬م‬
‫ّ‬ ‫عامد الدين‪:‬‬

‫من األخطاء الشائعة ِف النسب‪:‬‬


‫الساعات إلصالحها‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬ت ََرك ساعته عند‬
‫الصواب‪ :‬الساعي‬
‫ألن النسب إىل اجلمع يشرتط فيه أن تأيت باملفرد ثم تنسب إىل املفرد‬

‫‪ .2‬هذا عمل وحدوي ‪ /‬هذه خطوة وحدوية‬

‫‪43‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫الصواب‪ :‬هذا عمل وحدي ‪ /‬هذه خطوة وحدية‬


‫ألن النسب إىل املختوم بناء تأنيث تاؤه عند النسب مثل ‪ /‬القاهري وفاطمي‬

‫‪ .3‬يقولون خطأ‪ :‬اخلطة حتتاج إىل إمكانيات ضخمة‬


‫الصواب‪ :‬اخلطة حتتاج إىل إمكانات ضخمة‬
‫ألن إمكان جتمع عىل إمكانات وال داعي لياء النسب الواردة يف اجلمع األول‪.‬‬

‫ومن األخطاء الشائعة أيض ًا‪:‬‬


‫ِّبد عامل َل َغ ِو ٌّي مشهور‬
‫‪ .1‬الـ ُم ر‬
‫‪ .2‬مطار امللك خالد الدُّ َويل يف الرياض من أكِّب املطارات‬
‫‪ .3‬تكثر يف وسائل اإلعالم األخطاء الن ََحو ّية‬
‫‪ .4‬لقد بات االهتامم بالتعليم املِ َهنِ ّي أمر ًا ملح ًا‬
‫‪ .5‬أمحد ِح َر ٌّيف ماهر‪.‬‬

‫أمثلة من األخطاء الْصفية‪:‬‬


‫اجلريح يتوكأ عىل عصاتني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬كان‬
‫‪ .2‬أهنت الدولتان العظمتان حمادثاهتام حول ملف األسلحة النووية‪.‬‬
‫‪ .3‬نبه ابن هشام األنصاري عىل وجود مجلتني أخرتني هلام حمل من اإلعراب‬
‫‪ .4‬رحبت البنتان الكِّبتان بالضيوف‪.‬‬
‫‪ .5‬أقام دعوتني عىل خصمه‪.‬‬
‫‪ .6‬طالب املدارس معافيون من األمراض املعدية‪.‬‬
‫‪ .7‬دافع حمامي عن املتهم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ٍ‬
‫قاض متمرس ًا يف املحكمة العليا‪.‬‬ ‫‪ .8‬عينت الدولة‬
‫‪ .9‬النضال القومي املحتدَ م‪.‬‬
‫‪ .10‬مالبس غري حمت ََشمة‪.‬‬
‫‪ .11‬تناقش الضيوف يف خمت َلف‪.‬‬
‫‪ .12‬الصمت املط َبق‪.‬‬
‫‪ .13‬بشكل متزا َيد‪.‬‬
‫املستجدَّ ة عىل الساحة الطبية‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ .14‬التطورات‬
‫مستفحل‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ .15‬الكورونا وباء‬
‫‪ .16‬مطار امللك خالد الدُّ َويل يف الرياض من أكِّب املطارات‪.‬‬
‫‪ .17‬تكثر يف وسائل اإلعالم األخطاء الن ََحو ّية‪.‬‬
‫ملحا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫أمرا ًّ‬ ‫‪ .18‬لقد بات االهتامم بالتعليم امل َهن ّي ً‬
‫‪ .19‬أمحد ِح َر ٌّيف ماهر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫قائمة الصادر والراجع‪:‬‬


‫‪ -‬القرآن الكريم‬

‫‪ -‬األزهري‪ ،‬خالد بن عبد اهلل‪ :‬رشح التْصيح عىل التوضيح‪ .‬تح‪ :‬حممد ُّ‬
‫السود‪.‬‬
‫ط‪ .1.‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.2000 .‬‬

‫‪ -‬األزهري‪ ،‬حممد بن أمحد‪ :‬هتذيب اللغة‪ .‬تح‪ :‬عبد السالم هارون‪ .‬القاهرة‪ :‬الدار‬
‫املرصية للتأليف والرتمجة‪.‬‬

‫‪ -‬األسرتاباذي‪ ،‬رض الدين‪ :‬رشح الريض عىل الكافية‪ .‬تح‪ :‬يوسف عمر‪ .‬ط‪.2:‬‬
‫بنغازي‪ :‬جامعة قاريونس‪.1996.‬‬

‫‪ -‬األسرتاباذي‪ ،‬رض الدين‪ :‬رشح شافية ابن احلاجب‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.1982 .‬‬

‫‪ -‬األشموين‪ ،‬عيل بن حممد‪ :‬رشح األشموين عىل ألفية ابن مالك‪ .‬تح‪ :‬حممد عبد‬
‫احلميد‪ .‬ط‪ .2:‬القاهرة‪ :‬مطبعة مصطفى البايب احللبي‪.1939 .‬‬

‫‪ -‬أغرب‪ ،‬بسام‪ :‬الشواهد الْصفية ِف معجمي ديوان األدب ومقاييس اللغة‪ ،‬حتليل‬
‫عامن‪ :‬دار اخلليج‪.‬‬
‫إحصائي صوت رصِف ِف ضوء علم اللغة احلديث‪َّ .‬‬
‫‪ -‬أمني‪ ،‬عبد اهلل‪ :‬االشتقاق‪ .‬القاهرة‪ .‬جلنة التأليف والنرش والرتمجة‪.1956 .‬‬

‫‪ -‬أمني‪ ،‬حممد‪ ،‬وإبراهيم الرتزي‪ :‬جمموعة القرارات العلمية ِف مخسني عام ًا‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬اهليئة العامة لشئون املطابع األمريية‪.1984 .‬‬

‫‪46‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -‬الثامنيني‪ ،‬عمر بن ثابت‪ :‬رشح التْصيف‪ .‬تح‪ :‬ابراهيم بن سليامن البعيمي‪.‬‬


‫الرياض‪ :‬مكتبة الرشد‪.1999 .‬‬

‫‪ -‬احلمالوي‪ ،‬أمحد‪ :‬شذا العرف ِف فن الْصف‪ .‬الرياض‪ :‬مكتبة الرشيد‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬جواد‪ ،‬مصطفى‪ :‬قل وال تقل‪ .‬دمشق‪ :‬دار املدى‪2001 .‬‬

‫‪ -‬اخلطيب‪ ،‬عبد اللطيف‪ :‬خمتْص اخلطيب ِف علم التْصيف‪ .‬ط‪ .1:‬الكويت‪ :‬دار‬
‫العروبة‪2008 .‬م‬

‫‪ -‬الصفدي‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك‪ :‬تصحيح التصحيف وحترير التحريف‪.‬‬


‫تح‪ :‬السيد الرشقاوي‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة اجلانجي‪.1987 .‬‬

‫‪َ -‬ط َرزي‪ ،‬فؤاد حنّا‪ :‬االشتقاق‪ .‬بريوت‪ .‬مكتبة لبنان نارشون‪.2005 .‬‬

‫‪ -‬عبد العال‪ ،‬عبد املنعم‪ :‬مجوع التصحيح والتكسي ِف اللغة العربية‪ .‬ط‪.1‬‬
‫القاهرة‪ .‬مكتبة اخلانجي‪.1976 .‬‬

‫‪ -‬ابن عصفور‪ ،‬عيل بن مؤمن‪ :‬المتع ِف التْصيف‪ .‬تح‪ :‬فخر الدين قباوة‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.1987 .‬‬

‫‪ -‬العضيمي‪ ،‬خالد‪ :‬القرارات النحوية والتْصيفية لجمع اللغة العربية‪ .‬الرياض‪:‬‬


‫دار التدمرية‪.2003 .‬‬

‫‪ -‬ابن عقيل‪ ،‬عبد اهلل‪ :‬رشح ابن عقيل عىل ألفية ابن مالك‪ .‬تح‪ :‬حممد حميي الدين‬
‫عبد احلميد‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الرتاث‪.1980 .‬‬

‫‪ -‬عمر‪ ،‬أمحد خمتار‪ :‬معجم الصواب اللغوي دليل الثقف العريب‪ .‬ط‪ .1:‬القاهرة‪:‬‬
‫عامل الكتب‪ 1429‬هـ ‪ 2008 -‬م‬

‫‪47‬‬
‫مسائ ُل الصرفِ الشائع ِة الستخدامها في التدقي ِ‬
‫ق‬
‫اللغوي ِ‬

‫‪48‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الثان‬
‫ي‬ ‫الفصل‬
‫األخطاء النحوية يف البحوث العلمية‬
‫األستاذ الدكتور صالح فليح زعل المذهان‬
‫عميد كلية اللغة العربية وآدابها يف الجامعة اإلسالمية بمنيسوتا‪ /‬أمريكا‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا حممد وعىل آله‪ ،‬وصحبه‬
‫أمجعني‪ ،‬أما بعد فهذه جمموعة من األخطاء النحوية التي وردت يف األبحاث‬
‫العلمية‪ ،‬أردت منها أن تكون عونًا للباحث يف أثناء كتابة بحثه؛ ليكتب بلغة سليمة‬
‫خالية من األخطاء النحوية‪.‬‬

‫منهجا علم ًّيا؛ لتكون هذه التصويبات نافعة ومفيدة‪ ،‬فذكرت‬


‫ً‬ ‫وقد اتبعت يف كتابتها‬
‫القاعدة النحوية ثم اخلطأ النحوي يف سياقه اللغوي‪ ،‬ثم الصواب‪.‬‬

‫وهذه األخطاء وردت يف رسائل جامعية‪ ،‬وكتب علمية مطبوعة‪ ،‬وأبحاث علمية‬
‫وثقت املرجع يف أثناء عرض‬
‫ُ‬ ‫حمكمة منشورة يف جمالت علمية حمكمة‪ ،‬وقد‬
‫األخطاء؛ ِ‬
‫فإ َّن الغاية من ذكرها معرفة اخلطأ وتصويبه بأسلوب علمي‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يقع بعض الباحثني يف أخطاء نحوية شائعة‪ ،‬وال سيام يف األسامء املعربة التي تكون‬
‫عالمة إعراهبا العالمات الفرعية‪ ،‬وهذه األخطاء تكون يف مجع املذكر السامل واملثنى‪،‬‬

‫ومن األخطاء النحوية تعدي الفعل بحرف اجلر‪ ،‬ويف أحكام العدد وغريها‪ ،‬وهذا‬
‫البحث جييب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫ما أثر تعدي الفعل بحرف اجلر غري املناسب يف الداللة عىل املعنى؟‬
‫كيف نكتب مجع املذكر السامل واملثنى يف احلاالت اإلعرابية الثالثة؟‬
‫كيف نختار الفعل املناسب يف السياق النحوي؟‬

‫أمهية البحث‬
‫يقدم هذا البحث إىل املكتبة العربية ً‬
‫دليال نحو ًيا للباحث؛ ليتمكن الباحث من‬
‫تدقيق بحثه‪ ،‬وكتابته كتابة صحيحة خالية من األخطاء النحوية الشائعة‪.‬‬

‫أهداف البحث‬
‫جييب البحث عن األسئلة السابقة‪ ،‬و ُي َب رني الصواب النحوي يف األخطاء الشائعة‬
‫التي يقع فيها الباحثون يف أثناء كتابة بحوثهم العلمية‬

‫منهجية البحث‬
‫اتبع الباحث املنهج الوصفي التحلييل‪ ،‬فذكر القاعدة النحوية‪ ،‬ثم عرض األخطاء‬
‫وبني اخلطأ‪ ،‬والصواب؛ ليميز الباحث والقارئ اخلطأ‬
‫النحوية يف البحوث العلمية‪َّ ،‬‬
‫من الصواب‪.‬‬

‫هيكل البحث‬
‫قسم الباحث البحث إىل ثامنية مطالب‪:‬‬
‫َّ‬
‫املطلب األول‪ :‬عن األسامء املعربة وعالمة إعراهبا احلركات الفرعية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬النواسخ‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬املنصوبات‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫املطلب الرابع‪ :‬العدد‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬املضاف واملضاف إليه‪.‬‬

‫املطلب السادس‪ :‬ضمري الفصل‪.‬‬

‫املطلب السابع‪ :‬الفعل يف الرتكيب النحوي‪.‬‬

‫املطلب الثامن‪ :‬كلام وبالتايل‪ ،‬وحيث‪ ،‬وغري‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫األسماء المعربة وعالمة إعرابها الحركات الفرعية‬
‫القاعدة‬
‫األسامء اخلمسة ومجع املذكر السامل واملثنى أسامء معربة‪ ،‬وعالمة إعراهبا حركات‬
‫ف َو َأ مخو مه‬ ‫فرعية‪ ،‬وهي الواو يف األسامء اخلمسة‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪ (:‬إ ْذ َقا ملوا َل مي م‬
‫وس م‬
‫ني) يوسف‪8 :‬‬ ‫ب إ َىل َأبينَا منَّا َون َْح من مع ْص َب ٌة إ َّن َأ َبانَا َلفي َض َال ٍل ممب ٍ‬
‫َأ َح ُّ‬

‫ومجع املذكر السامل‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪ (:‬اهللَّم َال إ َل َه إ َّال مه َو َو َع َىل اهللَّ َف ْل َيت ََوكَّل الْم ْؤمن َ‬
‫مون)‬
‫َص َع َىل‬
‫التغابن‪ ،13 :‬واأللف يف املثنى‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪َ (:‬ف َل َّام ت ََر َاءت ا ْلف َئتَان َنك َ‬
‫َعق َب ْيه) األنفال‪.48 :‬‬

‫قال أحد الباحثني‪ ":‬لذا نرى الباحثون يسعون للتواجد عِّب هذا الفضاء اإللكرتوين‬
‫واالفرتاض وتعتِّب الشبكة العنكبوتية أوىل املنافذ التي متكنهم من ولوجه‪،‬‬

‫‪51‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫ً‬
‫وصوال إىل اجليل ‪ web 2.0‬املبنية عىل فكرة الشبكات‬ ‫ومع تطور مواقع الويب‬
‫االجتامعية‪.5"...‬‬
‫اخلطأ يف كلمة (الباحثون) فهي مفعول به منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الياء‪ ،‬والصواب‬
‫أن يقول‪ :‬لذا نرى الباحثني‪.‬‬

‫ومثله قوله‪ ":‬وتستخدم دراسة احلالة يف حياتنا اليومية من قبل الباحثني‪ .‬فالفرد‬
‫الذي يريد أن خيتار صديقا فإنه يدرس سلوكه احلايل والسابق وسمعته‪ .‬وقد‬
‫يستخدم الباحثني دراسة احلالة يف دراسة أسباب معدل دوران العمل لدى أحد‬
‫الرشكات"‪.6‬‬

‫نجد يف هذا النص أخطاء نحوية‪ ،‬فقوله‪ :‬وتستخدم دراسة احلالة يف حياتنا اليومية‬
‫من قبل الباحثني خطأ صوابه تستخدم دراسة احلالة يف حياتنا اليومية‪ ،‬ببناء الفعل‬
‫للمفعول أو نقول‪ :‬يستخدم الباحثون دراسة احلالة يف حياتنا اليومية‪.‬‬

‫فالرتكيب (من قبل الباحثني) تركيب غري صحيح‪ ،‬لذا ينبغي للباحث أن يتجنبه يف‬
‫أثناء كتابته العلمية‪.‬‬

‫وورد خطأ آخر وهو قوله‪ :‬وقد يستخدم الباحثني دراسة احلالة يف دراسة‪،‬‬
‫والصواب أن يقول‪ :‬وقد يستخدم الباحثون‪ ،‬فالباحثون فاعل مرفوع‪ ،‬وعالمة‬
‫رفعه الواو؛ ألنه مجع مذكر سامل‪.‬‬

‫‪ - 5‬البياتي‪ ،‬فارس رشيد‪ ،)2018( ،‬الحاوي في مناهج البحث العلمي‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬دار السواقي العلمية‪ ،‬عمان‪ ،‬الممل كة‬
‫الأردنية الهاشمية‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 6‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪52‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫جمرورا‪ ،‬وعالمة جره الياء‪ ،‬ومن األخطاء النحوية‬


‫ً‬ ‫ويكون مجع املذكر السامل يكون‬
‫أن يأيت مجع املذكر السامل مضا ًفا إليه‪ ،‬وعالمة جره الواو‪ ،‬نحو‪ " :‬سوف نركز هنا‬
‫عىل املنهج النوعي لدراستنا أن أغلب الباحثون يعتقدون أن هذا املنهج يعتِّب‬
‫ضعي ًفا‪ ،‬ألنه ال يستخدم البيانات الكمية التي يتعامل هبا عموم الباحثون "‪.7‬‬

‫واخلطأ يف قوله‪ :‬أغلب الباحثون‪ ،‬عموم الباحثون‪ ،‬فالباحثون مضاف إليه‪،‬‬


‫واملضاف إليه حكمه اجلر‪ ،‬فهو جمرور‪ ،‬وعالمة جره‪-‬هنا‪ -‬الياء؛ ألنه مجع مذكر‬
‫سامل‪ ،‬فالصواب أن يقول‪ :‬أغلب الباحثني‪ ...‬عموم الباحثني‪.‬‬

‫املثنى من األسامء املعربة‪ ،‬وعالمة إعراهبا احلركات الفرعية‪ ،‬فعالمة رفعها األلف‪،‬‬
‫وعالمة نصبها وجرها الياء‪،‬‬

‫وخيطئ بعض الباحثني يف املثنى‪ ،‬فيقول‪ ":‬النظرية التجذيرية‪ :‬وهي إحدى أنواع‬
‫البحوث النوعية حيث رأى كل من العاملان األمريكيان (كالرس وسرتاوس) يف‬
‫الستينيات من القرن العرشين َّ‬
‫أن اهلدف املحدد هلذه النظرية هو تطوير نظرية عن‬
‫الظاهرة موضوع الدراسة ‪.8" ...‬‬

‫رفع الباحث املثنى (العاملان األمريكيان) وحقه اجلر؛ ألنه اسم جمرور‪ ،‬فالصواب‬
‫أن يقول‪ :‬رأى كل من العاملني األمريكيني‪....‬‬

‫‪ - 7‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫‪ - 8‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪53‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫الثان‪ :‬النواسخ‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫كان وأخواهتا‬
‫ٍ‬
‫ماض ناقص يدخل عىل اجلملة االسمية‪ ،‬فريفع املبتدأ وينصب‬ ‫القاعدة‪ :‬كان فعل‬
‫ِّبا له‪.‬‬
‫اسام له‪ ،‬واخلِّب خ ً‬
‫اخلِّب‪ ،‬ويكون املبتدأ ً‬
‫نقصا معينًا يف‬
‫متأخرا‪ ،‬نحو‪ ":‬وإن كان هناك ً‬
‫ً‬ ‫يكون اخلطأ ِف اسم كان إذا جاء‬
‫ختصص ما تقوم املؤسسات ذات العالقة ببناء الباحث الوطني الذي يمكن أن‬
‫يؤدي املهام قبل اللجوء اىل استرياد اإلمكانيات األخرى"‪.9‬‬

‫معني‪ ،...‬فالنقص اسم كان مؤخر‪ ،‬مرفوع وعالمة‬


‫نقص ٌ‬‫الصواب‪ :‬وإن كان هناك ٌ‬
‫رفعه الضمة الظاهرة عىل آخره‪ ،‬ومعني صفة السم كان مرفوع‪.‬‬

‫ومن األخطاء قول أحد الباحثني‪ " :‬ولقد الحظت الباحثة بأن تلك الِّبامج كان هلا‬
‫كبريا يف حتسني مهارات االستامع والقراءة والكتابة والتعبري واملحادثة‪ ،‬وغريها‬
‫أث ًرا ً‬
‫أثر‬ ‫من أفرع اللغة العربية"‪ .10‬فاسم كان مرفوع‪ ،‬فالصواب ْ‬
‫أن تقول‪ :‬كان هلا ٌ‬
‫كبري‪...‬‬
‫ٌ‬
‫ومنها قول أحدهم‪ ":‬العدد املناسب للتعاون ينبغي أال يكون صغري حيد من‬
‫تفاعلهم‪ ،‬وال كبري يفقدهم االنضباط كام ينبغي أن تكون مساحة الفصل مناسبة‬

‫‪ - 9‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫‪ - 10‬المصري‪ ،‬هالة إسماعيل‪ ،‬فعالية برنامج إل كتروني لتنمية مهارتي السرعة والفهم القرائي لدى تلميذات الصف الرابع‬
‫الأساسي بغزة الجامعة الإسلامية بغزة‪ ،‬رسلة ماجستير‪2017 ،‬م‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪54‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫لتحرك املجموعات‪ ،11"...‬اخلطأ يف خِّب كان هو صغري‪ ،‬فاألصل أن يقول‪ :‬العدد‬


‫كبريا‪...‬‬
‫صغريا حيد من تفاعلهم‪ ،‬وال ً‬
‫ً‬ ‫املناسب للتعاون ينبغي أال يكون‬

‫ومن األخطاء قول أحد الباحثني‪ ":‬أنت تكتب مرشوعا جديدا أو أفكارا تطويرية‬
‫ملشكلة مل تقدم دراسة عن حالة ليست فيها مشكلة بل تستعرضها وحتللها وهذا‬
‫ليس انتقاص من بحثك بل متيز ألنك استطعت ان متيز بني املشكلة والبحث "‪.12‬‬
‫ٍ‬
‫ماض ناقص‪ ،‬يدخل عىل اجلملة االسمية‪،‬‬ ‫اخلطأ يف ضبط خِّب ليس‪ ،‬وليس فعل‬
‫ِّبا له‪ ،‬وحكم خِّب ليس النصب‪ ،‬فالصواب أن‬
‫اسام له‪ ،‬واخلِّب خ ً‬
‫فيكون املبتدأ ً‬
‫انتقاصا‪ ،‬فاسم ليس ضمري مسترت يعود إىل اسم اإلشارة هذا‪،‬‬
‫ً‬ ‫نقول‪ :‬وهذا ليس‬
‫انتقاصا‪...‬‬
‫ً‬ ‫وانتقاص خِّب ليس منصوب‪ ،‬وأصل اجلملة‪ :‬ليس هذا‬

‫ونحو‪ :‬قوله‪َّ ":‬‬


‫إن دور املعلم يف إسرتاتيجية التعليم التعاوين ليس ملقن كام ال يعد‬
‫املصدر األوحد للمعلومة بل يعد موجه للمجموعات‪،13" ...‬‬
‫موجها للمجموعات‪...‬‬
‫ً‬ ‫فإن الصواب ْ‬
‫أن يقول‪ :‬ليس ملقنًا‪ ،...‬بل يعد‬ ‫َّ‬

‫إن وأخواهتا‬
‫َّ‬
‫القاعدة‪ :‬تدخل هذه األحرف املشبهة بالفعل عىل اجلملة االسمية؛ فتنصب املبتدأ‬
‫وترفع اخلِّب‬

‫‪ - 11‬فرج‪ ،‬عبد اللطيف بن حسين‪ ،‬طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬الطبعة الأولى‪2005 ،‬م‪ ،‬دار المسيرة‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ - 12‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ - 13‬فرج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪55‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫فإذا ما تأخر اسم َّ‬


‫إن عن خِّبها رفعه بعض الباحثني‪ ،‬نحو‪ ":‬وكان من نتائج‬
‫الدراسة أن لقراءة الصورة أثر فعال يف تنمية مهارات الفهم القرائي لدى‬
‫أن اسم َّ‬
‫إن منصوب سواء أتقدم عىل خِّبها أم تأخر‪،‬‬ ‫الطالب"‪ ،14‬والصواب َّ‬
‫أثرا ً‬
‫فعاال‪....‬‬ ‫فينبغي للباحثة أن تقول‪ :‬وكان من نتائج الدراسة َّ‬
‫أن لقراءة الصورة ً‬
‫ونحو‪ " :‬معوقات يف إتاحة الفرص للراغبني بالتعلم؛ حيث إن هناك عدد ال بأس‬
‫به من تالميذنا ال يمتلك احلاسوب واالنرتنت يف بيته"‪ ،15‬والصواب‪َّ :‬‬
‫إن هناك‬
‫عد ًدا‪ ،...‬فعدد اسم َّ‬
‫إن منصوب‪.‬‬

‫وجيب كرس مهزة إن بعد حيث‪ ،‬ونجدها يف األبحاث العلمية مفتوحة اهلمزة‪،‬‬
‫نحو‪ ":‬حيث أن أهم ما يميز العملية التعليمية من خالل الشبكات االجتامعية هو‬
‫تنشيط املهارات لدى املتعلمني"‪ .16‬والصواب كرسة َّ‬
‫إن بعد حيث‪ ،‬فنقول‪ :‬حيث‬
‫َّ‬
‫إن‪....‬‬
‫وكذلك جتب كرسه مهزة َّ‬
‫إن بعد إذ‪ ،‬وقد وردت يف قول أحد الباحثني مفتوحة‬
‫اهلمزة‪ ،‬نحو‪ ":‬إذ أن القائد الفاعل لن يكون بمقدوره حتقيق االزدهار والنمو‬
‫وتطوير مدارس ناجحة إال إذا أظهر متاسك ًا قوي ًا وواضح ًا بالقيم واألخالق"‪.17‬‬
‫إن بعد إذ‪ ،‬فنقول‪ :‬إذ َّ‬
‫إن‪....‬‬ ‫والصواب كرسة َّ‬

‫‪ - 14‬المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ - 15‬المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 16‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ - 17‬وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ‪2013‬م‪ ،‬برنامج القيادة من أجل‬
‫المستقبل‪ ،‬المجمع التدريبي الأول كن قائد ًا‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪56‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ويفتح بعض الباحثني مهزة إن بعد القول‪ ،‬فيقول‪ ":‬يمكن للباحث يف مثل هذه‬
‫احلالة أن يقول إن انخفاض معدل العالمات هو عامل هام ومشرتك يف انخفاض‬
‫معدل عالمات الطلبة"‪ ،18‬والصواب كرس مهزهتا فتقول‪ :‬يقول‪َّ :‬‬
‫إن‪...‬‬

‫كأن من أخوات َّ‬


‫إن وهي حرف يفيد التشبيه‪ ،‬ومن األخطاء التي يقع فيها الباحثون‬ ‫َّ‬
‫زيادة الفعل يشبه بعد َّ‬
‫كأن‪ ،‬فيقول‪ " :‬وجيب التعامل مع السيناريو وكأنه يشبه فيلم‬
‫سينامئي عن املستقبل"‪ ،19‬والصواب أن نقول‪ :‬وكأنَّه فيلم سينامئي‪...‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المنصوبات‬


‫الفعول الطلق‬

‫القاعدة‪ :‬املَْ ْف ُعول املُْطلق‪ُ :‬ه َو املْصدر الفضلة املُْ َسلط َع َل ْي ِه َعامل من َل ْف َظة‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫(و َك َّل َم اهللَّم مم َ‬


‫وسى َتكْل ًيام) النساء‪.164 :‬‬ ‫قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫اخلطأ يف املفعول املطلق َّ‬
‫أن بعض الباحثني يستبدل كلمة(شكل) باملفعول املطلق‪،‬‬
‫فيقولون‪ ":‬حتديد األهداف التعليمية السلوكية املراد حتقيقها وصياغتها بشكل‬
‫صحيح"‪ ،20‬والصواب‪ :‬وصياغتها صياغة صحيحة‪.‬‬
‫ومنه قول الباحثة‪ ":‬فإن املعلم اجليد هو الذي خيطط بشكل جيد"‪،21‬‬

‫‪ - 18‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ - 19‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 20‬النادي‪ ،‬هدى جمعة عباس‪ ،‬أثر استخدام التلعيب) ‪( Gamification‬في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طلبة‬
‫الصف الثالث الأساسي في مادة العلوم بالعاصمة عمان‪ ،‬جامعة الشرق الأوسط‪ ،‬ع َمان‪ ،‬حزيران‪2020 ،‬م‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 21‬أبو خليل‪ ،‬فاديا‪ ،‬إدارة الصف وتعديل السلوك الصفي‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.155‬‬

‫‪57‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫والصواب‪ :‬خيطط ختطي ًطا جيدً ا‪ .‬ومنها قول أحد الباحثني‪ ":‬تعدُّ الظروف السكنية‬
‫لألرسة عوامل مساعدة أو معيقة يف تربية األبناء‪ .‬األبناء‪ .‬إذ أهنا تؤثر بشكل مبارش‬
‫عىل النمو اجلسمي والنفيس واخللقي واالجتامعي للطفل "‪.22‬‬
‫نالحظ يف القول السابق جمموعة من األخطاء منها فتح مهزة إن بعد إذ‪ ،‬واستبدال‬
‫كلمة(شكل) باملفعول املطلق‪ ،‬وتعدي الفعل(أثر) بحرف اجلر عىل‪ ،‬والصواب‪ :‬إذ‬
‫تأثريا ‪ ...‬يف‪...‬‬
‫َّإهنا تؤثر ً‬

‫استعامل حول‬
‫القاعدة‪ :‬ظرف غري مترصف يستعمل للزمان واملكان حيدده ما بعده‪ ،‬نحو‪ :‬رست‬
‫حول البيت ومكثت يف املكتبة حوايل ساعة‪.‬‬

‫يستخدم بعض الباحثني حول بدل حرف اجلر (عن)‪ ،‬فحرف اجلر(عن) يفيد‬
‫التعليل فام بعدها علة أو سبب فيام قبلها‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪َ (:‬قا ملوا َيا مهو مد َما ج ْئ َتنَا‬
‫ني)‪ .‬هود‪.5 :‬‬ ‫ك َو َما ن َْح من َل َ‬
‫ك ب مم ْؤمن َ‬ ‫ب َب ِّين ٍَة َو َما ن َْح من بتَاركي َ‬
‫آهلتنَا َع ْن َق ْول َ‬
‫وهو جير االسم الظاهر واملضمر‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪َ (:‬ج َزاؤم مه ْم عنْدَ َر ِِّّب ْم َجن م‬
‫َّات‬
‫ك لَ ْن‬
‫يض اهللَّم َعن مْه ْم َو َر مضوا َعنْ مه َذل َ‬ ‫َعدْ ٍن َ ْجتري م ْن َ ْحتت َها ْاألَ َّْنَ مار َخالد َ‬
‫ين ف َيها َأ َبدً ا َر َ‬
‫ِش َر َّب مه)‪ .‬البينة‪.8 :‬‬‫َخ َ‬
‫ومن األخطاء يف استعامل حول قول أحد الباحثني‪ " :‬االختبار الرابع (حتسني‬
‫النتائج)‪ :‬أن يقدم املفحوص افرتاضات حول حتسني أمر معني وتطويره"‪،23‬‬

‫‪ - 22‬الزعبي‪ ،‬أحمد محمد‪ ،‬سيكولوجية الفروق الفردية وتطبيقاتها التربو ية‪ ،‬الطبعة الثانية‪2015 ،‬م‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ - 23‬النادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪58‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫والصواب‪ :‬أن يقدم املفحوص افرتاضات عن حتسني ‪ ،...‬ونحو‪ :‬قول الباحثة‪":‬‬


‫تكوين رأي حول القضايا واألفكار املطروحة حول النص"‪،24‬‬
‫والصواب‪ :‬عن النص‪.‬‬
‫وقد استخدم أحد الباحثني حول استخدا ًما غري صحيح‪ ،‬فقال‪ّ ":‬‬
‫إن التصور الذي‬
‫قدمته املؤلفة حول إدارة الصف ومهارته ال يعني ان املعلم أصبح حرفي ًا"‪،25‬‬
‫والصواب‪ :‬عن إدارة الصف‪...‬‬
‫وخيطئ بعض الباحثني يف استعامل حول ً‬
‫بدال من حرف اجلر يف‪ ،‬نحو‪ :‬قول‬
‫أحدهم‪ ":‬اختلف علامء اللغة العربية حول نشأهتا عند اإلنسان إىل ثالثة آراء "‪،26‬‬
‫فالصواب اختلف علامء اللغة العربية يف نشأهتا‪...‬‬

‫استعامل كلمة فرتة‬


‫رت ُة ما بني كل نَبِ َّي ْ ِ‬
‫ني‪ ،‬ويف الصحاح ما بني كل رسولني من‬ ‫قال ابن منظور‪" :‬وال َف ْ َ‬
‫رسل اهلل عز وجل من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة"‪.27‬‬

‫الر مسل َأ ْن‬ ‫ني َلكمم ع َىل َف ْ ٍ‬


‫رتة م َن ُّ‬ ‫َ‬ ‫قال تعاىل‪َ (:‬يا َأ ْه َل ا ْلكتَاب َقدْ َج َ‬
‫اءك ْمم َر مسو ملنَا مي َب ِّ م ْ َ‬
‫َش ٍء َقد ٌير)‬ ‫اءنَا م ْن َبش ٍ‬
‫ي َو َال نَذ ٍير َف َقدْ َج َ‬
‫اءك ْمم َبش ٌي َونَذ ٌير َواهللَّم َع َىل ك ِّمل َ ْ‬ ‫َت مقو ملوا َما َج َ‬
‫املائدة‪.19 :‬‬

‫‪ - 24‬الثبيتي‪ ،‬يسرا رجاء عبدالله‪ ،‬فاعلية استخدام استراتيجية( ‪ )L.W.K‬في تنمية مهارات الاستيعاب القرائي لدى تلميذات‬
‫المرحلة الابتدائية‪ ،‬مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربو ية‪ ،‬العدد(‪،)5‬ج‪ ،2‬جوان ‪ ، 2017‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 25‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 26‬أبو عنزة‪ ،‬يوسف عوض عبد الرحمن‪ ،‬دراسة تقويمية لكتاب اللغة العربية للصف الثاني عشر في محافظات غزة من‬
‫وجهة نظر المعلمين في ضوء معايير الجودة‪ ،‬الجامعة الإسلامية‪ ،‬غزة‪2009 ،‬م‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 27‬ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1414 ،‬ه ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬مادة(فتر)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫يقول أحد الباحثني‪ ":‬ومن إجيابيات هذه العينة َّأهنا متكن املالحظ من مالحظة‬
‫فصل درايس كامل خالل فرتة قصرية"‪ ،28‬نالحظ استعامل الباحث كلمة فرتة‬
‫استعامالً غري صحيحة‪ ،‬ووصفها َّ‬
‫بأهنا قصرية والصواب‪ :‬ومن إجيابيات هذه العينة‬
‫َّأهنا متكن املالحظ من مالحظة فصل درايس كامل يف مدة قصرية‪.‬‬

‫ومنها قول الباحثة‪ ":‬ثم االنتقال إىل الكلمة التي تليها دون أن يرتك فرتة زمنية‬
‫ملموسة بينهام عىل أن يأخذ بعني االعتبار املهارات القرائية واالستيعابية األخرى‬
‫"‪ ،29‬والصواب‪ :‬دون أن يرتك مدة زمنية ملموسة‪...‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬العدد والمعدود‬


‫القاعدة‪ :‬العددان (‪ )2 ،1‬يطابقان املعدود‪ ،‬فنقول‪ :‬رجل واحد‪ ،‬وامرأة واحدة‪،‬‬
‫ورجالن اثنان وامرأتان اثنتان وإن كان من الثالثة اىل العرشة‪ ،‬جيب أن يؤنث مع‬
‫رجال وثالثة أقال ٍم‪ ،‬وثالث ٍ‬
‫نساء وثالث‬ ‫ٍ‬ ‫املذكر‪ ،‬و ُيذكر مع املؤنث‪ .‬فتقول‪ :‬ثالث ُة‬
‫قصص‪.‬‬
‫إن كانت العرش ُة ُمركَّب ًة فهي عىل ِ‬
‫وفق املعدود‪ .‬تُذكر مع املذكر‪ ،‬وتؤنث مع املؤنث‪،‬‬
‫ٍ‬
‫(فاعل)‬ ‫عرش رجالً‪ ،‬و َثالث ْ‬
‫عرشة امرأ ًة‪ ،‬وإن كان العدد عىل وزن‬ ‫فتقول‪ :‬ثالثة َ‬
‫رش‪،‬‬‫الرابع َع َ‬
‫َ‬ ‫والباب‬
‫ُ‬ ‫الرابع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الباب‬
‫ُ‬ ‫جاء عىل و ْف ِق املعدود‪ُ ،‬مفرد ًا و ُمركب ًا ُ‬
‫تقول‪:‬‬
‫الصفحة العارشة‪ ،‬والصفحة التاسع َة ْ‬
‫عرشةَ‪.‬‬

‫‪ - 28‬صيني‪ ،‬سعيد إسماعيل‪ ،‬قواعد أساسية في البحث العلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪2010 ،‬م‪ ( ،‬د‪ ،‬ن)‪( ،‬د‪ ،‬م) ص ‪.392‬‬
‫‪ - 29‬المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪60‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫نذكر من األخطاء يف العدد قول أحد الباحثني‪ ":‬هي وحدات املحتوى التي يمكن‬
‫إخضاعها للعد والقياس ويعطي وجودها أو غياهبا وتكرارها دالالت تفيد‬
‫الباحث يف تفسري النتائج الكمية هناك مخس وحدات رئيسية "‪.30‬‬
‫فاخلطأ يف استعامل العدد‪ ،‬فالعدد مخسة خيالف املعدود يف التذكري والتأنيث‪،‬‬
‫مذكرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫فاملعدود وحدات مفردها وحدة‪ ،‬وهي مؤنث‪ ،‬فوجب أن يكون العدد‬
‫فيقول‪ :‬مخس وحدات رئيسة‪.‬‬

‫ومنها قول الباحثة‪ ":‬والتي كانت عبارة عن ثالث مستويات‪ :‬املستوى احلريف‪،‬‬
‫واملستوى االستنتاجي واملستوى النقدي"‪ ،31‬فاخلطأ يف قوهلا‪ :‬ثالث مستويات‪،‬‬
‫فاملعدود مستويات‪ ،‬مفرده مستوى‪ ،‬وهو مذكر فوجب أن يكون العدد مؤن ًثا‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬ثالثة مستويات‪.‬‬

‫وكذلك يف قول الباحث‪ ":‬التوحد االنفعايل‪ :‬ويعني أن نضع أنفسنا موضع‬


‫الشخص اآلخر ونحاول أن ندرك‪ ،‬ملاذا يشعر الشخص بالطريقة التي يشعر هبا وله‬
‫أربع مستويات"‪ ،32‬الصواب‪ :‬أربعة مستويات‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬المضاف والمضاف إليه‬


‫القاعدة‪ :‬ال جيوز الفصل بني املضاف واملضاف إليه‬
‫خيطئ بعض الباحثني يف فصل املضاف عن املضاف إليه‪ ،‬فيقول أحدهم‪":‬‬

‫‪ - 30‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫‪ - 31‬المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 32‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪61‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫استخدام اسرتاتيجية ( ‪ )k.w.l‬لالسرتشاد به يف ختطيط‪ ،‬وتنفيذ‪ ،‬وتقويم دروس‬


‫لغتي‪ ،33"...‬والصواب‪ :‬ختطيط دروس لغتي وتنفيذها‪ ،‬وتقويمها‪ .‬ومنها قول‬
‫أحدهم‪ ":‬هدفت الدراسة إىل التعرف عىل درجة امتالك مرشدي ومرشدات‬
‫املدارس يف منطقة القصيم التعليمية ملهارات إرشاد األزمات من وجهة نظر‬
‫املرشد"‪ ،34‬والصواب‪ :‬هدفت الدراسة إىل التعرف إىل درجة امتالك مرشدي‬
‫املدارس ومرشداهتا يف منطقة القصيم التعليمية ملهارات إرشاد األزمات من وجهة‬
‫نظر املرشد‪.‬‬

‫ونحو‪ :‬قول أحدهم‪" :‬وقبل حتديد وتقييم املعرفة يقوم املعلم بتعريف الطلبة‬
‫بمعايري األداء"‪ 35‬ويف هذه اجلملة جمموعة من األخطاء‪ ،‬وهي‪ :‬الفصل بني‬
‫املضاف واملضاف إليه‪ ،‬واستخدام الفعل املساعد (يقوم) واستخدام(تقييم)‪،‬‬
‫والصواب‪ :‬وقبل حتديد املعرفة وتقويمها يعرف املعلم الطلبة معايري األداء‪،‬‬
‫فإدخال الفعل املساعد(يقوم) يف مجلة‪ (:‬وقبل حتديد وتقييم املعرفة يقوم املعلم‬
‫بتعريف الطلبة بمعايري األداء) غري صحيح والتقييم خطأ رصيف صواهبا تقويم؛ فهو‬
‫تقويام‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقوم‬
‫قوم ر‬
‫مصدر الفعل َّ‬

‫‪ - 33‬الثبيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪ - 34‬الريدي‪ ،‬سفيان بن إبراهيم‪ ،‬درجة امتلاك المرشد المدرسي لمهارات إرشاد الأزمات في منطقة القصيم التعليمية من‬
‫وجهة نظر المرشد‪ ،‬مجلة العلوم التربو ية والدراسات الإنسانية‪ ،‬المجلد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)15‬مارس ‪2021‬م‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ - 35‬الطويسي‪ ،‬ز ياد أحمد الطويسي‪ ،‬ملوح‪ ،‬حفص محمود‪ ،‬النوايسة‪ ،‬عايش مدالله‪ ،‬البشتاوي‪ ،‬إبراهيم ذياب‪ ،‬الرتيمة‪ ،‬ماجدة‬
‫سليمان برنامج تطوير المدرسة‪ ،‬إدارة مركز التدريب التربوي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬نيسان‪2014 ،‬م‪ ،‬وزارة التربية والتعليم‪ ،‬الممل كة‬
‫الأردنية الهاشمية‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪62‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ومنها قول أحد الباحثني‪ ":‬وهذه اخلطوة تتطلب من الباحث أن يعرض النتائج‬
‫التي توصل إليها البحث تبع ًا ألهداف أو أسئلة البحث مع مناقشتها وتفسريها‬
‫"‪ ،36‬والصواب‪ :‬ألهداف البحث وأسئلته‪...‬‬

‫ومنها قوهلم‪ ":‬فسوف يتم إطالعك عىل الطرائق العملية لتطوير وتطبيق مهاراتك‬
‫وقدراتك القيادية واإلدارية "‪ ،37‬والصواب‪ :‬لتطوير مهاراتك وقدراتك القيادية‪،‬‬
‫وتطبيقها‪ .‬ومنها قول أحدهم‪ ":‬اقترصت هذه الدراسة عىل تقويم وحتليل حمتوى‬
‫األصوات اللغوية يف منهاج اللغة العربية "‪ ،38‬والصواب‪ :‬اقترصت هذه الدراسة‬
‫عىل تقويم حمتوى األصوات اللغوية يف منهاج اللغة العربية وحتليلها‪.‬‬

‫ضمت الفصل‪:‬‬ ‫المطلب السادس‬


‫يتوسط بني املبتدأ وخِّبه قبل دخول العوامل اللفظية وبعده إذا كان اخلِّب معرفة‪،‬‬
‫احل َّق م ْن عنْد َك َف َأ ْمط ْر َع َل ْينَا‬
‫َان َه َذا مه َو َْ‬
‫نحو‪ :‬قوله تعاىل‪َ (:‬وإ ْذ َقا ملوا ال َّل مه َّم إ ْن ك َ‬
‫اب َألي ٍم) األنفال‪.32 :‬‬
‫الس َامء َأو ائْتنَا ب َع َذ ٍ‬
‫ح َج َار ًة م َن َّ‬
‫أو مضارع‪ ،‬أو مضارع ًا له يف امتناع دخول حرف التعريف عليه كافعل من‪ .‬نحو‬
‫َاه مم اهللَّم م ْن َف ْضله مه َو َخ ْ ًيا َمهل ْم َب ْل مه َو‬ ‫ين َي ْبخَ مل َ‬
‫ون ب َام آت م‬ ‫قوله تعاىل‪َ ( :‬و َال َ ْ‬
‫حي َس َب َّن ا َّلذ َ‬
‫الس َام َوات َو ْاألَ ْرض َواهللَّم ب َام‬
‫اث َّ‬ ‫ون َما َبخ ملوا به َي ْو َم ا ْلق َي َامة َوهللَّ م َي م‬ ‫رش َمهل ْم َس مي َط َّو مق َ‬
‫َ ٌّ‬
‫ون َخب ٌي) آل عمران‪180 :‬‬ ‫َت ْع َم مل َ‬

‫‪ - 36‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪ - 37‬وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ‪2013‬م‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 38‬اللحام‪ ،‬شبل عودة عبد الله ‪ ،‬دراسة تقويمية لمحتوى الأصوات اللغو ية في منهاج اللغة العربية في ضوء المعايير الواجب‬
‫توافرها فيه‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة الإسلامية‪ ،‬غزة‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪63‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫خيطئ بعض الباحثني باستخدام ضمري الفصل بعد اسم االستفهام‪ ،‬فيقول‬
‫أحدهم‪ ":‬ما هو البحث النوعي؟ وما أشكاله؟ وما فلسفته؟ وما املعني بالتحليل‬
‫املوضوعي؟ كيف أكتب يف املنهج النوعي؟ وما هي جماالته؟ "‪ .39‬الصواب‪ :‬ما‬
‫البحث النوعي؟ ‪ ...‬وما جماالته؟‬

‫ومنها قول أحد الباحثني‪ ":‬من املتعلمون الذين سيقدم هلم الدرس؟ وكم عددهم؟‬
‫وما هو مستواهم اللغوي؟"‪ ، 40‬والصواب‪ :‬ما مستواهم اللغوي‪ ،‬ونحو‪ :‬قول‬
‫أحدهم‪ ":‬كيف يرى نفسه متفو ًقا؟ وما هو شعوره وإحساسه بذلك؟"‪،41‬‬
‫والصواب‪ :‬وما شعوره وإحساسه بذلك؟‪ ،‬ونحو‪ :‬قوله‪ ":‬ما هي أبرز املعوقات‬
‫التي تواجه تنمية اإلبداع لدى طلبة املدارس املستقلة؟ "‪ ،42‬والصواب‪ :‬ما أبرز‬
‫املعوقات‪...‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬الفعل ف ر‬
‫التكيب النحوي‬ ‫ي‬
‫استعامل الفعل يعترب‬

‫اليش ِء َف َج َع ْل َت َما‬ ‫َّك َن َظ ْر َ ِ‬


‫ت إ َىل َّ ْ‬ ‫اليش َء‪َ ،‬فك ََأن َ‬
‫ت َّ ْ‬ ‫قال ابن منظور‪َ " :‬فإِ َذا ُق ْل َت‪ :‬ا ْعت َ ْ‬
‫َِّب ُ‬
‫ار‪.‬‬‫اال ْعتِ َب ِ‬
‫اق ِ‬ ‫او َيا ِعنْدَ َك‪َ .‬ه َذا ِعنْدَ نَا ْاشتِ َق ُ‬ ‫اك‪َ :‬فت ََس َ‬ ‫ِّبا لِ َذ َ‬ ‫ِ‬
‫يك ع ْ ً‬ ‫َي ْعنِ َ‬
‫َربوا َيا مأوِل ْاألَ ْب َصار) احلرش‪ 2 :‬ك ََأ َّن ُه َق َال‪ :‬ا ْن ُظ ُروا إِ َىل َم ْن َف َع َل َما‬ ‫َق َال َت َع َاىل‪َ (:‬فا ْعت م‬

‫‪ - 39‬البياتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫ج ُع في تَعْليم اللغة العربية لأغراض خاصة‪ ،‬الطبعة الأولى ‪ 2017‬م‪ ،‬مركز الملك عبد الله بن‬
‫‪ -40‬علي‪ ،‬أسامة زكي السيد‪ ،‬المَر ِ‬
‫عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية‪ ،‬الر ياض‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ - 41‬صوص‪ ،‬فاطمة جميل عبد الله‪ ،‬استراتيجيات المعلمين في التعامل مع المتفوقين دراسيا في المدارس الثانو ية الحكومية من‬
‫وجهة نظر المعلمين والمديرين‪ ،‬رسالة ماجستير‪2010 ،‬م‪ ،‬إشراف د‪ .‬عبد محمد عساف‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪ ،‬ص‬
‫‪.79‬‬
‫‪ - 42‬صوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪64‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫يع ِه ْم لِ َئ َّال َين ِْز َل بِك ُْم ِم ْث ُل َما ن ََز َل بِ ُأو َل ِئ َك‪.‬‬
‫وقب بِ ِه‪َ ،‬فتَجنَّبوا ِم ْث َل صنِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ب بِ َام ُع َ‬
‫ِ‬
‫َف َع َل َف ُعوق َ‬
‫ت الدَّ نَانِ َري‬‫ِّب َ‬
‫يل‪َ :‬ع َّ ْ‬ ‫اس ا َّل ِذي َذك َْرنَا ُه‪َ ،‬ق ْو ٌل ْ‬
‫اخلَلِ ِ‬ ‫يل َع َىل ِص َّح ِة َه َذا ا ْل ِق َي ِ‬ ‫َو ِم َن الدَّ لِ ِ‬

‫اال ْعتِ َب ُار بِ َام َم َض"‪.43‬‬ ‫[دينَارا]‪َ .‬ق َال‪ :‬وا ْل ِعِّبةُ‪ِ :‬‬
‫َ َْ‬ ‫ً‬
‫َتعبِريا‪ ،‬إِ َذا و َز ْنتَها ِدينَارا ِ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ً‬
‫ً‬
‫استعامال غري صحيح‪ ،‬فيقول‪":‬‬ ‫خيطئ بعض الباحثني يف استعامل الفعل(يعتِّب)‬
‫نموذج ريدل واتنِّبغ يعتِّب هذا النموذج عىل أن مسألة االنضباط الصفي هي مسألة‬
‫تفاعل بني املعلم والتالميذ"‪،44‬‬
‫والصواب يعد هذا النموذج مسألة االنضباط الصفي‪ ،...‬ومنها قول أحدهم‪":‬‬
‫تعتِّب اللغة العربية إحدى اللغات السامية"‪ ،45‬والصواب تعد اللغة العربية‪...‬‬

‫الفعل استبدل‬
‫القاعدة‪ :‬إذا جاء حرف اجلر الباء مع الفعل استبدل دخل عىل اليشء املرتوك‬
‫الفعل استبدل فعل ثالثي مزيد‪ ،‬وجمرده الفعل بدل‪ ،‬قال ابن فارس‪ ":‬ا ْل َبا ُء َوالدَّ ُال‬
‫ب "‪ .‬فحرف اجلر الباء‬ ‫اليش ِء َّ‬
‫الذ ِ‬
‫اه ِ‬ ‫احدٌ ‪ ،‬وهو ِقيام َّ ِ‬
‫اليشء َم َقا َم َّ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬
‫الالم َأص ٌل و ِ‬
‫َو َّ ُ ْ َ‬
‫يدخل عىل اليشء املرتوك‪ ،‬واليشء املرتوك هو املفهوم اخلاطئ‪ ،‬قال تعاىل‪َ (:‬ق َال‬
‫ون ا َّلذي مه َو َأ ْدنَى با َّلذي مه َو َخ ْ ٌي) البقرة‪ ،61 :‬فحرف اجلر الباء إن جاء مع‬
‫َأت َْس َت ْبد مل َ‬
‫يث بال َّط ِّيب)‬ ‫الفعل بدَّ ل دخل عىل اليشء املرتوك‪ ،‬قال تعاىل‪َ (:‬و َال َت َت َبدَّ ملوا َْ‬
‫اخلب َ‬
‫النساء‪.2 :‬‬

‫‪ - 43‬ابن منظور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬مادة(عبر)‪.‬‬


‫‪ - 44‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ - 45‬اللحام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪65‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫خيطئ بعض الباحثني يف استخدام الفعل استبدل فيقولون‪ " :‬النصوص املعدَ لة‪ :‬أي‬
‫نص قام مؤلف املقرر‪ -‬بالترصف فيه‪ -‬بالتعديل تبسي ًطا بحيث استبدل بعض‬
‫كلامت النص األصيل بكلامت من عنده للتبسيط مثال‪ ،‬أو حذف بعض الفقرات‪ ،‬أو‬
‫قام بتلخيصه‪.46" ..‬‬

‫حيتاج هذا النص إعادة صياغة‪ ،‬فقد وردت فيه أفعال مساعدة‪ ،‬ال حاجة هلا‪ ،‬فيكون‬
‫النص بعد التعديل‪ :‬النصوص املعدَ لة‪ :‬أي نص عدَّ ل فيه مؤلف املقرر تبسي ًطا‪،‬‬
‫فاستبدل كلامت من عنده للتبسيط ً‬
‫مثال ببعض كلامت النص األصيل‪ ،‬أو حذف‬
‫بعض الفقرات‪ ،‬أو خلصها‪...‬‬

‫يستخدم بعض الباحثني ً‬


‫فعال مساعدً ا يف اجلملة العربية‪ ،‬وهذا االستخدام نتيجة‬
‫الرتمجة من اللغات األخرى إىل اللغة العربية‪ ،‬ومن هذه األفعال الفعل تم‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫قوهلم‪ ":‬قام الباحثان بوضع قائمة باملفاهيم واملهارات الرياضية التي يدرسها‬
‫الطلبة يف مادة الدراسة "‪ ،47‬نجد َّ‬
‫أن الباحثني استخدما الفعل املساعد(قام)‬
‫والصواب‪ :‬وضع الباحثان املفاهيم واملهارات الرياضية التي يدرسها الطلبة يف مادة‬
‫‪48‬‬
‫الدراسة‪ .‬ومن األخطاء قوهلام‪ ":‬قام الباحثان بمراجعة األدب النظري‪"...‬‬
‫والصواب‪ :‬راجع الباحثان األدب النظري‪...‬‬

‫‪ - 46‬علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪151‬‬


‫‪ - 47‬بني دومي‪ ،‬حسن علي أحمد‪ ،‬الطراونة‪ ،‬صبري حسن خليل‪ ،‬أثر تجربة التعليم الإل كتروني في المدارس الأردنية على‬
‫تحصيل طالبات الصف الثامن الأساسي في مادة الر ياضيات واتجاهاتهن نحوها‪ ،‬مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬سلسلة العلوم‬
‫الإنسانية والاجتماعية‪ ،‬المجلد الرابع والعشرون‪ ،‬العدد الأول‪2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 48‬بني دومي وزميله‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪66‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ومنها قول أحد الباحثني‪ ":‬تم االستعانة ببعض الدراسات السابقة العربية‬
‫واألجنبية ذات الصلة باملوضوع احلايل‪ ،‬وتم ترتيبها‪ ،49"...‬والصواب استُعني‬
‫ببعض الدراسات السابقة العربية واألجنبية ذات الصلة باملوضوع احلايل‪،‬‬
‫ورتبت‪....‬‬
‫ُ‬
‫ومنها قول أحد الباحثني‪ ":‬وتعتمد إسرتاتيجية التكعيب عىل قيام املعلم بتصميم‬
‫مكعب من ستة أوجه خمتلفة‪ ،50"...‬الصواب‪ ..‬عىل تصميم املعلم ‪ ،...‬ومنها‬
‫قوله‪ ":‬مما سبق تم حتديد مشكلة الدراسة"‪ 51‬والصواب‪ :‬مما سبق ُحدر دت مشكلة‬
‫الدراسة‪ ،‬ومنها قوله‪ ":‬تقوم إسرتاتيجية التكعيب عىل إتاحة الفرصة للطالب‬
‫للتفكري وبناء معارفهم وخِّباهتم‪ 52"...‬والصواب‪ :‬تتيح إسرتاتيجية التكعيب‬
‫الفرصة للطالب للتفكري وبناء معارفهم وخِّباهتم‪.‬‬

‫تعدي الفعل بحرف اجلر الناسب‬


‫ب‪ ،‬يعدّ ى بـ «الالم» كام يف املعجم‪ ،‬ومنه قوله‬
‫حي ُسن‪ ،‬و ُي ْست ََح ّ‬
‫الفعل ينبغي بمعنى َ ْ‬
‫ك م ْن َأ ْول َي َ‬
‫اء َو َلك ْن َم َّت ْعت مَه ْم‬ ‫َان َينْ َبغي َلنَا َأ ْن َنتَّخ َذ م ْن مدون َ‬
‫َك َما ك َ‬‫تعاىل‪َ (:‬قا ملوا مس ْب َحان َ‬
‫ورا) الفرقان‪3.18 :‬‬ ‫اء مه ْم َحتَّى ن مَسوا ِّ‬
‫الذك َْر َوكَانموا َق ْو ًما مب ً‬ ‫َوآ َب َ‬

‫‪ - 49‬إبراهيم‪ ،‬هبه إبراهيم جوده‪ ،‬دراسة تقويمية للأداء التدريسي لأعضاء هيئة التدريس بأقسام الإعلام التربوي من وجهة نظر‬
‫رؤساء الأقسام والطلاب‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربو ية‪ ،‬مجلد ‪ 2‬عدد ‪ :)2019( 4‬أكتوبر ‪ ،2019‬ص ‪.444‬‬
‫‪ - 50‬المطيري‪ ،‬عبد الرحمن بن ماجد شامان‪ ،‬فاعلية استخدام إستراتيجية التكعيب في تدريس التربية الاجتماعية والوطنية‬
‫لتنمية مهارات التفكير البصري لدى طلاب المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم‪ ،‬مجلة العلوم التربو ية والدراسات الإنسانية‪،‬‬
‫المجلد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)15‬مارس(‪2021‬م)‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 51‬المطيري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 52‬المطيري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫يعدي بعض الباحثني الفعل ينبغي بحرف اجلر عىل‪ ،‬نحو‪ :‬قول أحدهم‪ ":‬أي نتيجة‬
‫غياب نظام فاعل يف اإلدارة الصفية يب ّني هلم ما ينبغي عليهم عمله يف املواقف الصفية‬
‫املختلفة"‪ ،53‬والصواب َّ‬
‫أن الفعل يتعدى بحرف اجلر الالم‪ ،‬فنقول‪ :‬ينبغي هلم‪.‬‬
‫ونحو‪ :‬قول أحدهم‪ ":‬وينبغي عىل املعلمني إعطاء عناية متميزة للتالميذ املوهوبني‬
‫"‪ ،54‬وقوله‪ ":‬سعة االطالع‪ :‬ينبغي عىل معلم املتفوقني أن يكون واسع االطالع‪،‬‬
‫ووافر الثقافة يف فروع املعرفة املختلفة "‪ 55‬وقوله‪ ":‬ينبغي عىل معلم املتفوقني أن‬
‫يتقبل األمور غري املألوفة التي قد يسلكها الطلبة"‪ ،56‬وصواب ذلك أن يقول‪:‬‬
‫ينبغي للمعلمني‪ ،...‬ينبغي للمعلم‪...‬‬

‫وكذلك يعدي بعض الباحثني الفعل يؤكد بحرف اجلر عىل‪ ،‬فيقول‪ ":‬تؤكد هذه‬
‫املبادئ عىل أمهية ختطيط املعلم قبل بداية العام الدرايس‪ ،57" ...‬وهذا الفعل فعل‬
‫متعدٍّ بنفسه إىل مفعوله‪ ،‬فال حيتاج حرف اجلر‪ ،‬والصواب َّ‬
‫أن يقول‪ :‬تؤكد هذه‬
‫املبادئ أمهية ختطيط املعلم قبل بداية العام الدرايس‪...‬‬

‫وخيطئ بعض الباحثني يف تعدي الفعل(أثر) بحرف اجلر عىل‪ ،‬فيقول‪ ":‬ال يوجد‬
‫أثر للخِّبة التدريسية للمعلمني عىل تقديراهتم التقويمية"‪ ،58‬والصواب‪ :‬ال يوجد‬
‫أثر للخِّبة التدريسية للمعلمني يف تقديراهتم التقويمية‪ ،‬فهذا الفعل ومصدره‬
‫يتعديان بحرف اجلر يف‪.‬‬

‫‪ - 53‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ - 54‬صوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 55‬صوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 56‬صوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 57‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 58‬أبو عنزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪68‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ونجد اخلطأ يف عنوان أحد األبحاث العلمية‪ ،‬نحو‪ ":‬أثر جتربة التعليم اإللكرتوين‬
‫يف املدارس األردنية عىل حتصيل طالبات الصف الثامن األسايس يف مادة‬
‫الرياضيات واجتاهاهتن نحوها"‪ ،59‬والصواب ‪ ...‬يف حتصيل طالبات الصف‬
‫الثامن‪...‬‬

‫ومنه قول أحد الباحثني‪ ":‬الكتاب املدريس حيرص التلميذ يف دائرة حمصورة من‬
‫املعارف‪ ،‬واألفكار وبعض املهارات‪ ،‬مما يؤثر عىل قدرة الطالب بالتفكري‪ ،‬والبحث‪،‬‬
‫والدراسة‪ ،‬واالطالع"‪ .60‬والصواب مما يؤثر يف قدرة الطالب‪...‬‬

‫يتعدَّ ى الفعل أجاب بحرف اجلر عن‪ ،‬ولكن نجد بعض الباحثني يعديه بحرف اجلر‬
‫عىل‪ ،‬نحو‪ :‬قول أحدهم‪ ":‬وجييب الطالب عليها شفو ًيا وكتاب ًيا يف مجل تعبريية‬
‫صحيحة وسليمة "‪ ،61‬والصواب َّ‬
‫أن يقول‪ :‬وجييب الطالب عنها‪...‬‬

‫وخيطئ بعض الباحثني يف تعديه الفعل يتعرف بحرف اجلر عىل‪ ،‬نحو‪ ":‬حتديد أسامء‬
‫الشخصيات الواردة يف املقروء‪ :‬ويقصد هبا أن يتعرف التلميذ عىل الشخصيات‬
‫الواردة يف املقروء والعمل عىل حتديدها"‪ .62‬فالفعل يتعرف يتعدى بحرف اجلر‬
‫إىل‪ ،‬فالصواب يتعرف التلميذ إىل الشخصيات‪....‬‬

‫‪ - 59‬بني دومي‪ ،‬وزميله‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.1‬‬


‫‪ - 60‬أبو عنزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 61‬أبو عنزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 62‬المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫‪69‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫وبالتال‪ ،‬وحيث‪ ،‬وغت‬


‫ي‬ ‫المطلب الثامن‪ :‬كلما‬
‫كلام‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫مركبة من(كل) املنصوبة عىل الظرفية‪ ،‬و(ما) إِ َّما مصدرية والزمان بعدها حمذوف‪،‬‬
‫وإِ َّما نكرة موصوفة بمعنى وقت‪ ،‬و(كلام) تفيد التكرار‪ ،‬ولكنها ال تتكرر يف مجلة‬
‫واحدة‪ ،‬ويكون الفعل بعدها ماض ًّيا‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪:‬‬

‫( مك َّل َام َد َخ َل َع َل ْي َها َزكَر َّيا الْ ْح َر َ‬


‫اب َو َجدَ عنْدَ َها ر ْز ًقا) آل عمران‪.37 :‬‬

‫خيطئ بعض الباحثني يف تكرار كلام‪ ،‬نحو‪ :‬قول أحدهم‪" :‬كلام كان عدد األبناء كثري ًا‬
‫يف األرسة‪ ،‬كلام قلت إمكانية تفاعل الوالدين مع األطفال الصغار"‪.63‬‬
‫كثريا يف األرسة‪ ،‬قلت إمكانية تفاعل الوالدين مع‬
‫والصواب كلام كان عدد األبناء ً‬
‫األطفال الصغار‪.‬‬

‫ومنه قول أحد الباحثني‪ ":‬كلام كان معيار الكفاءة هو األساس يف تقيم اجلودة‪ .‬وكلام‬
‫زادت اجلودة يف األداء ازداد حتسني مستوى العملية التعليمية "‪ ،64‬والصواب كلام‬
‫كان معيار الكفاي ة هو األساس يف تقيم اجلودة زادت اجلودة يف األداء ازداد حتسني‬
‫مستوى العملية التعليمية‪.‬‬

‫‪ - 63‬الزعبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ - 64‬أبو عنزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪70‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫كذلك خيطئ بعض الباحثني يف استخدام الكفاءة بمعنى القدرة‪ ،‬والصواب أن‬
‫يقول‪ :‬الكفاية فثمة فرق داليل بني الكفاءة والكفاية‪ ،‬فالكفاءة النظري واملثيل‪،‬‬
‫يدل ذلك قول ابن منظور‪ ":‬الك َِفي ُء‪ :‬النَّظِ ُري َوك ََذلِ َك الك ْ‬
‫ُف ُء وال ُك ُفو ُء‪َ ،‬ع َىل ُف ْع ٍل‬
‫ول‪َ .‬واملَْ ْصدَ ُر ال َك َفاءةُ‪ ،‬بِا ْل َفت ِْح َواملَْدر "‪ ،65‬أ َّما الكفاية فهي القدرة يقرر ذلك ابن‬ ‫و ُف ُع ٍ‬

‫يك‪َ .‬و َقدْ َك َفى كِ َفا َي ًة‪ ،‬إِ َذا َقا َم باأل ْمر "‬
‫ِ ْ َ ِ ‪66‬‬ ‫اليش ُء َيك ِْف َ‬ ‫فارس بقوله‪َ ":‬ك َف َ‬
‫اك َّ ْ‬

‫ورد الرتكيب (وبالتايل) يف كتابات بعض الباحثني‪ ،‬وهو تركيب ركيك‪ ،‬نحو‪ :‬قول‬
‫أحدهم‪ ":‬يتبن لنا ما تقدم أن مساحة قاعة الصف ودرجة احلرارة‪ ،‬واالضاءة‪،‬‬
‫ومستوى الضجة وترتيب املقاعد هي عوامل تؤثر عىل مدى االطمئنان واالرتياح‬
‫لدى التالميذ‪ ،‬وبالتايل عىل تركيزهم"‪.67‬‬

‫لو نظر إىل النص السابق لوجدنا َّ‬


‫أن فيها خطأين‪ :‬األول‪ :‬الرتكيب(وبالتايل) مقحم‬
‫يف سياق الكالم‪ ،‬فحرف العطف الواو يغني عن هذا الرتكيب الركيك‪ ،‬والثاين‪:‬‬
‫التعدي الفعل يؤثر بحرف اجلر عىل والصواب أن يتعدى بحرف اجلر يف‪.‬‬

‫ونستطيع أن نحذف هذا الرتكيب دون أن خيتل املعنى‪ ،‬فنقول‪ :‬يتبن لنا ما تقدم َّ‬
‫أن‬
‫مساحة قاعة الصف ودرجة احلرارة‪ ،‬واإلضاءة‪ ،‬ومستوى الضجة‪ ،‬وترتيب املقاعد‬
‫هي عوامل تؤثر يف مدى االطمئنان واالرتياح لدى التالميذ‪ ،‬وعىل تركيزهم‪.‬‬
‫استعامل حيث‬

‫‪ - 65‬ابن منظور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬مادة(كفء)‪.‬‬


‫‪ - 66‬ابن فارس‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكر ياء القزويني الرازي‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السلام محمد هارون‪( ،‬د‪،‬ط) دار‬
‫الفكر‪1979،‬م مادة(كفى)‪.‬‬
‫‪ - 67‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪71‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫ِ‬
‫وحيث‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حيث‪،‬‬ ‫حيث ظرف مكان مبني عىل الضم يف حمل نصب‪ ،‬وفيه لغات‪:‬‬
‫ُ‬
‫حيث‪ .‬وال يدخل عليه من‬ ‫َ‬
‫وحوث‪ ،‬واللغة املشهورة‬ ‫ِ‬
‫وحوث‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وحوث‬ ‫َ‬
‫وحيث‪،‬‬
‫حرف من حروف اجلر إال ِم ْن والباء ويف وإىل‪ ،‬قال تعاىل‪َ (:‬ف َذ ْرين َو َم ْن ميك َِّذ مب َِّب َذا‬
‫ث َال َي ْع َل مم َ‬
‫ون) القلم‪.44 :‬‬ ‫َْ‬
‫احلديث َسن َْستَدْ ر مج مه ْم م ْن َح ْي م‬

‫فحيث ظرف ال خيرج عن الظرفية‪ ،‬خيطئ الباحثون يف استعامل هذا الظرف يف سياق‬
‫الكالم استعامالً غري صحيح‪ ،‬فلو تأملنا قول أحد الباحثني‪ ":‬حيث قسم عملية‬
‫التقويم يف اختيار األهداف الرتبوية ويف إعداد اخلِّبات‪ ،‬واملواقف التعليمية التي‬
‫تناسب الفئات املختلفة للطالب يف القدرات وامليول واالجتاهات "‪. 68‬‬

‫نجد َّ‬
‫أن الباحث استعمل الظرف حيث بدل حرف التحقيق قد‪ ،‬فسياق الكالم‬
‫يناسبه حرف التحقيق قد‪ ،‬وبذلك يكون الكالم عىل النحو اآليت‪ :‬فقد قسم عملية‬
‫التقويم يف اختيار األهداف الرتبوية ويف إعداد اخلِّبات‪ ،‬واملواقف التعليمية التي‬
‫تناسب الفئات املختلفة للطالب يف القدرات وامليول واالجتاهات‪.‬‬

‫ويستخدم بعض الباحثني حيث يف سياق التعليل‪ ،‬نحو‪ :‬قول أحدهم‪ ":‬يظهر هذا‬
‫النمط عندما يقوم املعلم بتوضيح األفكار التي يعرضها التالميذ‪ ،‬ويضيف إليها‪،‬‬
‫بحيث تأخذ طابع ًا علمي ًا يتفق مع موضوع الدرس"‪.69‬‬

‫‪ - 68‬أبو عنزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ - 69‬أبو خليل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪72‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫هذا النص فيه أخطاء منها استعامل الفعل املساعد يف قوله‪ :‬عندما يقوم املعلم‬
‫بتوضيح األفكار التي يعرضها التالميذ‪ ،‬والصواب يوضح املعلم األفكار‪،...‬‬
‫وكذلك استعامل الظرف حيث يف سياق التعليل يف قوله‪ :‬ويضيف إليها‪ ،‬بحيث‬
‫تأخذ طابع ًا علمي ًا يتفق مع موضوع الدرس والصواب لتأخذ طاب ًعا علم ًّيا‪...‬‬

‫استعامل غي‬
‫القاعدة‪:‬‬
‫كلمة تدل عىل املغايرة‪ ،‬وعىل خمالفة ما بعدها ملا قبلها‪ ،‬كقوهلم‪ :‬الثرى غري الثريا‪،‬‬
‫فهام خمتلفان حقيقة‪ ،‬وهذه الكلمة موغلة يف اإلهبام‪ ،‬قال ابن هشام‪ ":‬وال تتعرف‬
‫غري باإلضافة لشدة إهبامها"‪.‬‬
‫فال تدخل عليها(أل) التعريف‪ ،‬فدخول(أل) التعريف عىل غري يعد من األخطاء‬
‫الشائعة التي يقع فيها بعض الباحثني‪ ،‬فأل ال تفيد غري تعري ًفا‪ .‬لذلك َّ‬
‫صح جميء‬
‫غري مضافة إىل معرفة أن تكون صفة لنكرة‪ ،‬نحو‪ :‬قوله تعاىل‪َ (:‬ل َقدْ َأ ْر َس ْلنَا ن ً‬
‫موحا إ َىل‬
‫َي مه إ ِّين َأ َخ م‬ ‫ٍ‬
‫اف َع َل ْيك ْمم َع َذ َ‬
‫اب َي ْو ٍم َعظي ٍم)‬ ‫َق ْومه َف َق َال َيا َق ْوم ا ْع مبدم وا اهللََّ َما َلك ْمم م ْن إ َله غ ْ م‬
‫األعراف‪.59 :‬‬
‫فوقعت غري املضافة إىل الضمري صفة إلله‪ ،‬وهو نكرة‪ ،‬ومن املقرر يف علم النحو َّ‬
‫أن‬
‫الصفة تطابق املوصوف يف اإلفراد والتثنية واجلمع‪ ،‬والتذكري والتأنيث‪ ،‬والتعريف‬
‫والتنكري‪ ،‬واحلركة اإلعرابية‪ ،‬فلو أفادت اإلضافة التعريف مل جاز ْ‬
‫أن ترتفع صفة للنكرة‪.‬‬
‫يدخل بعض الباحثني (أل) التعريف عىل غري‪ ،‬نحو‪ :‬قول أحدهم‪:‬‬
‫" تتغلب بيئة التعلم البنائية عىل معيقات املتعلمني ومنها‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫عدم كفاية خِّباته السابقة‪ ،‬االهتامم الغري كايف من قبل املتعلمني‪ ،‬االندماج الغري‬
‫كايف يف مواقف التعلم‪ ".‬واألفصح عدم دخول (أل) غري‪ ،‬فأل تدخل عىل املضاف‬
‫إليه‪ ،‬وهو االسم الذي يقع بعد غري‪.‬‬
‫فيكون النص السابق عىل النحو اآليت‪ :‬تتغلب بيئة التعلم البنائية عىل معيقات‬
‫املتعلمني ومنها‪ :‬عدم كفاية خِّباته السابقة‪ ،‬االهتامم غري الكايف من قبل املتعلمني‪،‬‬
‫االندماج غري الكايف يف مواقف التعلم‪.‬‬
‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫يتعدى الفعل الالزم بحرف جر مناسب‪ ،‬فتعدي الفعل بحرف اجلر له أثر يف‬
‫الداللة عىل املعنى املناسب‪.‬‬
‫مجع املذكر السامل واملثنى معربان‪ ،‬وعالمة إعراهبا احلركات اإلعرابية الفرعية‪،‬‬
‫فعالمة رفع اجلمع املذكر السامل الواو‪ ،‬وعالمة نصبه وجره الياء‪ ،‬وعالمة رفع املثنى‬
‫األلف‪ ،‬وعالمة نصبه وجره الياء‪.‬‬
‫للفعل داللة يف سياقه اللغوي‪ ،‬فاملعجم اللغوي ُي ربني داللة الفعل يف أثناء ورده يف‬
‫السياق اللغوي‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫يويص الباحث املؤسسات العلمية والرتبوية بام يأيت‪:‬‬
‫‪ -‬عقد دورات لغوية للباحثني ملعرفة قواعد كتابة البحث العلمي كتابة لغوية سليمة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد دليل لغوي يكون عونًا للباحثني يف أثناء كتابة بحوثهم العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة مادة لغوية يف خطط األقسام العلمية يف اجلامعات تبني قواعد العربية‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الصادر والراجع‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكريم‬
‫‪ -‬إبراهيم‪ ،‬هبه إبراهيم جوده‪ ،‬دراسة تقويمية لألداء التدرييس ألعضاء هيئة‬
‫التدريس بأقسام اإلعالم الرتبوي من وجهة نظر رؤساء األقسام والطالب‪،‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‪ ،‬جملد ‪ 2‬عدد ‪ :)2019( 4‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪ -‬البيايت‪ ،‬فارس رشيد‪ ،)2018( ،‬احلاوي يف مناهج البحث العلمي‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار السواقي العلمية‪ ،‬عامن‪ ،‬اململكة األردنية اهلاشمية‪.‬‬
‫‪ -‬الثبيتي‪ ،‬يرسا رجاء عبداهلل‪ ،‬فاعلية استعامل اسرتاتيجية ( ‪ )L.W.K‬يف تنمية‬
‫مهارات االستيعاب القرائي لدى تلميذات املرحلة االبتدائية‪ ،‬جملة اجلامع يف‬
‫الدراسات النفسية والعلوم الرتبوية‪ ،‬العدد(‪،)5‬ج‪ ،2‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -‬أبو خليل‪ ،‬فاديا‪ ،‬إدارة الصف وتعديل السلوك الصفي‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪،‬‬
‫دار النهضة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬بني دومي‪ ،‬حسن عيل أمحد‪ ،‬الطراونة‪ ،‬صِّبي حسن خليل‪ ،‬أثر جتربة التعليم‬
‫اإللكرتوين يف املدارس األردنية عىل حتصيل طالبات الصف الثامن األسايس يف‬
‫مادة الرياضيات واجتاهاهتن نحوها‪ ،‬مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬سلسلة العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬املجلد الرابع والعرشون‪ ،‬العدد األول‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الريدي‪ ،‬سفيان بن إبراهيم‪ ،‬درجة امتالك املرشد املدريس ملهارات إرشاد‬
‫األزمات يف منطقة القصيم التعليمية من وجهة نظر املرشد‪ ،‬جملة العلوم الرتبوية‬
‫والدراسات اإلنسانية‪ ،‬املجلد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)15‬مارس ‪2021‬م‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫األخطاء النحوية في البحوث‬
‫العلمية‬

‫‪ -‬الزعبي‪ ،‬أمحد حممد‪ ،‬سيكولوجية الفروق الفردية وتطبيقاهتا الرتبوية‪ ،‬الطبعة‬


‫الثانية‪2015 ،‬م‪ ،‬مكتبة الرشد‪.‬‬
‫‪ -‬صوص‪ ،‬فاطمة مجيل عبد اهلل‪ ،‬اسرتاتيجيات املعلمني يف التعامل مع املتفوقني‬
‫دراسيا يف املدارس الثانوية احلكومية من وجهة نظر املعلمني واملديرين‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪2010 ،‬م‪ ،‬إرشاف د‪ .‬عبد حممد عساف‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪،‬‬
‫فلسطني‪.‬‬
‫‪ -‬صيني‪ ،‬سعيد إسامعيل‪ ،‬قواعد أساسية يف البحث العلمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪2010‬م‪( ،‬د‪ ،‬ن)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬الطوييس‪ ،‬زياد أمحد الطوييس‪ ،‬ملوح‪ ،‬حفص حممود‪ ،‬النوايسة‪ ،‬عايش مداهلل‪،‬‬
‫البشتاوي‪ ،‬إبراهيم ذياب‪ ،‬الرتيمة‪ ،‬ماجدة سليامن برنامج تطوير املدرسة‪ ،‬إدارة‬
‫مركز التدريب الرتبوي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬نيسان‪2014 ،‬م‪ ،‬وزارة الرتبية والتعليم‪،‬‬
‫اململكة األردنية اهلاشمية‪.‬‬
‫عيل‪ ،‬أسامة زكي السيد‪ ،‬املَ ِ‬
‫رج ُع يف َت ْعليم اللغة العربية ألغراض خاصة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 2017‬م‪ ،‬مركز امللك عبد اهلل بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة‬
‫العربية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬أبو عنزة‪ ،‬يوسف عوض عبد الرمحن‪ ،‬دراسة تقويمية لكتاب اللغة العربية‬
‫للصف الثاين عرش يف حمافظات غزة من وجهة نظر املعلمني يف ضوء معايري‬
‫اجلودة‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪2009 ،‬م‪ ،‬رسالة ماجستري‪.‬‬
‫‪ -‬ابن فارس‪ ،‬أمحد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬مقاييس اللغة‪،‬‬
‫حتقيق عبد السالم حممد هارون‪( ،‬د‪،‬ط) دار الفكر‪1979،‬م‪.‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -‬فرج‪ ،‬عبد اللطيف بن حسني‪ ،‬طرق التدريس يف القرن الواحد والعرشين‪،‬‬


‫الطبعة األوىل‪2005 ،‬م‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫‪ -‬اللحام‪ ،‬شبل عودة عبد اهلل‪ ،‬دراسة تقويمية ملحتوى األصوات اللغوية يف‬
‫منهاج اللغة العربية يف ضوء املعايري الواجب توافرها فيه‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪2010 ،‬م‬
‫‪ -‬املرصي‪ ،‬هالة إسامعيل‪ ،‬فعالية برنامج إلكرتوين لتنمية مهاريت الرسعة‬
‫والفهم القرائي لدى تلميذات الصف الرابع األسايس بغزة اجلامعة اإلسالمية‬
‫بغزة‪ ،‬رسلة ماجستري‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املطريي‪ ،‬عبد الرمحن بن ماجد شامان‪ ،‬فاعلية استخدام إسرتاتيجية التكعيب‬
‫يف تدريس الرتبية االجتامعية والوطنية لتنمية مهارات التفكري البرصي لدى‬
‫طالب املرحلة االبتدائية ذوي صعوبات التعلم‪ ،‬جملة العلوم الرتبوية والدراسات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬املجلد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)15‬مارس(‪2021‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم بن عىل‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1414 ،‬هـ‪،‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬النادي‪ ،‬هدى مجعة عباس‪ ،‬أثر استخدام التلعيب (‪ )Gamification‬يف تنمية‬
‫مهارات التفكري اإلبداعي لدى طلبة الصف الثالث األسايس يف مادة العلوم‬
‫بالعاصمة عامن‪ ،‬جامعة الرشق األوسط‪َ ،‬عامن‪ ،‬حزيران‪2020 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬وكالة األمم املتحدة إلغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني يف الرشق األدنى‬
‫‪2013‬م‪ ،‬برنامج القيادة من أجل املستقبل‪ ،‬املجمع التدريبي األول كن قائدً ا‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الفصل الثالث‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة فيها‬
‫فتح خالد األغا‬
‫ي‬ ‫الدكتور‪ /‬خالد‬
‫عضو رابطة علماء المسلمي‪ -‬عضو الهيئة العالمية لفقهاء ر‬
‫الشيعة‬
‫اإلسالمية‬
‫أسباب البحث ِف الوضوع‪:‬‬
‫‪ -‬شيوع األخطاء يف تركيب اجلملة شيوعا خيتل معه املعنى‬
‫‪ -‬رضورة العناية بتصحيح اجلملة ألهنا الوسيط الناقل للشعور من النفس‪ ،‬والعلم‬
‫من الذهن إىل السامع‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل اجتامع سالمة املعنى مع سالمة الرتكيب يف اجلملة ألداء املقصود منها‪.‬‬

‫خطوات إنشاء جملة صحيحة‪:‬‬


‫‪ -‬استحضار املعنى األسايس‪ :‬وهو جمال الفكرة التي تصاغ حوله اجلملة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أساس ال ُعمران‪.‬‬
‫ُ‬ ‫العلم‬
‫ُ‬
‫‪ -‬تفصيل املعنى‪ :‬استحضار تفاصيله‪ ،‬وتقسيمه إن احتاج إىل ذلك‪ ،‬ومجع الفكرة‬
‫حوله بعد تأمله‪ ،‬ثم صياغته‪.‬‬
‫‪ -‬التعبري عن املعنى بوجه يسهل تصوره وفهمه عىل السامعني‪ ،‬وبس ُطه يف اجلملة‬
‫بالقدر الذي يؤدي املقصود‪.‬‬

‫قال عبد اهلل بن املعتز‪ :‬البالغة بثالثة أمور‪ :‬أن تغوص حلظ ُة القلب يف أعامق الفكر‪،‬‬
‫وجتمع بني ما غاب وما حرض‪ ،‬ثم يعود القلب عىل ما ُأ ْع ِم َل فيه ِ‬
‫الفك ُْر‬ ‫َ‬
‫ُ‬

‫‪78‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬
‫وحيسن تنضيدَ ها‪ ،‬ثم ي ِ‬
‫بد َهيا بألفاظ رشيقة مع تزيني‬ ‫ُ‬ ‫َف ُي ْح َ‬
‫كم سياق املعاين‪ُ ،‬‬
‫‪70‬‬
‫معارضها‪ ،‬واستكامل حماسنها‪.‬‬

‫ِما حيتاج إليه الدقق والكاتب ِف صياغة اجلملة‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلملام بقواعد اللغة العربية من ِع ْل َمي النحو والرصف‬
‫‪ .2‬العلم بفنون البالغة وأساليب الكالم‬
‫‪ .3‬مراعاة التوسع يف األساليب اجلائزة من كالم العرب‪ ،‬كي ال يضيق واسعا‬
‫‪ .4‬معرفة القصد من النص‪.‬‬
‫‪ .5‬الثقافة وسع ُة االطالع‪ ،‬خاص ًة يف الفن الذي يدور حوله النص ُّ‬
‫حمل التدقيق‪.‬‬

‫من ثقافة التدقيق اللغوي‪:‬‬


‫يقول األستاذ صالح الدين الزعبالوي يف توجيه الناقد وبيان ما ينبغي أن يتحىل به‬
‫من أدب النقد‪:‬‬
‫ال حيسن بالناقد أن يقترص يف التخطئة والتصويب عىل اعتامد نصوص املعاجم‪ ،‬بل‬
‫ٍّ‬
‫وحظ مما جاء يف‬ ‫ينبغي أن يأخذ بنصيب مما جاء يف كتب اللغة والتفسري واألدب‪،‬‬
‫دواوين الشعر‪ ،‬وصحف الرسائل‪ ،‬ومصنفات القوم‪ ،‬إذ ال وجه جلمود املعنى يف‬
‫اللفظ‪ ،‬كام يبدو ذلك حينا يف كثري من النصوص املعجمية‪ ،‬ومن ثم كان تعويل كثري‬
‫من املحدَ ثني عىل ظاهر النص‪ ،‬واالستغنا ُء به عمن سواه‪،‬‬

‫‪ - 70‬أصول الإنشاء والخطابة‪ ،‬ص‪ ،55 :‬محمد الطاهر بن عاشور (ت ‪ ،)1393‬تحقيق‪ :‬ياسر بن حامد المطيري‪ ،‬الناشر‬
‫مكتبة دار المنهاج للنشر والتوز يع‪ ،‬الر ياض‪-‬الممل كة العربية السعودية‪ ،‬ط‪ :‬الأولى‪1433 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ِ‬
‫واختالف طرائق‬ ‫خمالفا ألصول ارتقاء اللغة‪ ،‬وحتول معانيها‪ ،‬وتدرج دالالهتا‪،‬‬
‫‪71‬‬
‫تعبريها بتحول العصور وتعاقب األجيال‪.‬‬

‫أسباب الضعف يف إنشاء الجملة العربية‪:72‬‬


‫من املهم الوقوف عىل أسباب الضعف يف صياغة اجلملة العربية‪ ،‬ألهنا معرفتُها خيدم‬
‫والتغلب عليها يعني عىل حتسني قدرة الكتاب عىل‬
‫َ‬ ‫املُدقق اللغوي من ناحية‪،‬‬
‫اإلنشاء وصياغة اجلمل سليمة خالية عن اخللل‪.‬‬

‫من أسباب الضعف‪:‬‬


‫‪73‬‬
‫‪ -‬مزامحة اللهجة العامية للغة العربية‬
‫‪ -‬مزامحة اللغات األجنبية وانتشار استعامهلا لغري حاجة‪ ،‬وتدريسها يف مراحل‬
‫مبكرة من العمر‪.‬‬
‫‪ -‬القصور يف مناهج تدريس العربية‪.‬‬
‫‪ -‬إغفال أمهيتها وعالقتها بحضارة املجتمع وبقائه وازدهاره‪.‬‬
‫‪ -‬حرصها يف الدين‪ ،‬مع أهنا مرتبطة بحياة اإلنسان اليومية ومجيع شئونه وترصفاته‬
‫‪ -‬حرصها يف نطاق الدراسة األكاديمية‪.‬‬

‫‪ - 71‬دراسات في النحو‪ ،‬لصلاح الدين الزعبلاوي‪ ،‬فصل‪ :‬تدرج المعاني‪ ،‬و يقول فيه أيضا‪ :‬إن نصوص اللغة ليست في‬
‫المعاجم وحدها‪ ،‬بل هي في دواوين الشعر والأحاديث والأمثال‪ ،‬وكتب الأدب‪ ،‬وسواها أيضا‪.‬‬
‫‪ - 72‬كتب كثيرون عن هذا الموضوع‪ ،‬وهو جدير بالاهتمام‪ ،‬انظر على سبيل المثال‪ :‬بعض أسباب الضعف في اللغة العربية‪،‬‬
‫للأستاذ عويس القرني‪ ،‬نشرته مجلة الرسالة التي كان يشرف عليها أحمد حسن الز يات باشا (ت‪ 1388 :‬هجر ية)‪ ،‬العدد ‪،210‬‬
‫‪.1937/7/12‬‬
‫‪ - 73‬ذكر الأستاذ خالد الخولي لطغيان العامية على الفصحى أسبابا بعضها نفسي وبعضها مادي‪ ،‬انظر هذا الفصل للأهمية في‬
‫كتابه الأخطاء اللغو ية الشائعة في الصحافة العربية‪ .‬ص‪.32 :‬‬

‫‪80‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫‪ -‬الفقر يف املفردات‪ ،‬وإمهال الفروق اللغوية وفقه اللغة‪.‬‬


‫‪ -‬غياب منهج التقويم اللغوي من مناهج الدرس والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار وسائل التواصل االجتامعي‪ ،‬وقد ساهم هذا يف شيوع األخطاء‪ ،‬إضافة‬
‫إىل دخول أخطاء جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تطور احلياة املادية وتسارعها‪.‬‬

‫مظاهر الضعف ِف إنشاء اجلملة‪:‬‬


‫الفقر يف املفردات وضعف الرتكيب يف اجلملة‪.‬‬ ‫•‬

‫ضعف الربط بني اجلمل‪.‬‬ ‫•‬

‫االضطراب يف تنظيم األفكار يف اجلملة‪.‬‬ ‫•‬

‫وقوع أخطاء تفسد املعنى‪.‬‬ ‫•‬

‫القصود باخلطأ الشائع‪ :‬ما خرج عن احلدود املرسومة‪ ،‬وكثر استعامله‪ ،‬بحيث‬
‫‪74‬‬
‫أصبح يشكل ظاهرة يف الوسط اللغوي املعني‪.‬‬

‫أخطاء اإلعراب يف الجملة‪:‬‬


‫لإلعراب عالقة بمعنى اجلملة‪ ،‬فإنه دليل عىل موقع الكلمة من املعنى‪ ،‬ولذا عد‬
‫ركنا يف اجلملة العربية‪ ،‬واللغة العربية ليست قواعد صامء معزولة عن عقل اإلنسان‬
‫وفهمه وشعوره‪ ،‬بل هلا ارتباط باملعاين التي تؤثر يف النفس‪ ،‬ومن حماسنها ارتباط‬
‫اإلعراب باملعنى‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫‪ - 74‬دراسات في علم اللغة‪ ،‬كمال بشر‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوز يع‪ ،‬المبحث السادس‪ ،‬الأخطاء الشائعة‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪81‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫إذا أردت التعجب من حسنه‬ ‫ما أحس َن زيدً ا!‬

‫لنفي وقوع اإلحسان منه‬ ‫ما أحس َن زيدٌ ‪.‬‬

‫للسؤال عن أحسن ما فيه‬ ‫ما أحسن ٍ‬


‫زيد؟‬ ‫ُ‬
‫اجتاه اخلطأ ِف اسم إن وأخواهتا إذا كان خربها شبه مجلة تقدم عىل اسمها‪:75‬‬

‫ظاهر بني طراوة احلارضة وخشونة البادية‬


‫ٌ‬ ‫مثال‪ :‬إن ثمة ٌ‬
‫فارق‬
‫والصواب‪ :‬إن ثمة فارق ًا ظاهر ًا بني طراوة احلارضة وخشونة البادية‬
‫الظاهر هنا أن علة اخلطأ غفلة الطالب عن موقع الكالم وما يناسبه من عالمة‬
‫اإلعراب‪ ،‬أو غفلته عن القيمة النحوية لشبه اجلملة (ثمة) التي ال تكون يف اجلملة‬
‫إال خِّبا‪ ،‬وأيضا فإن الطالب قد تعود عىل اجلملة القصرية يف مناهج الدرس‪،‬‬
‫فاستقر يف ذهنه أن الكملة الثانية بعد إن خِّب مرفوع‪ ،‬من نحو قولنا‪ :‬إن زيد ًا عاملٌ‪،‬‬
‫فارق‪ ،‬ولو الحظ‬ ‫غافال عن الربط بني اإلعراب واملعنى‪ ،‬ولذا رفع يف قوله‪ :‬إن ثم َة ٌ‬
‫املعنى لبان اخللل‪ ،‬ألنه ال يريد أن خيِّب عن ثم َة بأهنا ٌ‬
‫فارق‪ ،‬كام خيِّب عن زيد بأنه‬
‫عامل‪ ،‬بل يقصد إثبات وجود الفارق وكينونته وذلك متعلق بشبه اجلملة‪ :‬ثمة‪.‬‬

‫اجتاه اخلطأ ِف اسم كان وأخواهتا إذا جاء خربها شبه مجلة‪:‬‬
‫يقولون‪ :‬كان هناك رأي ًا ثال ًثا‬
‫رأي ٌ‬
‫ثالث‪.‬‬ ‫والصواب‪ :‬كان هناك ٌ‬
‫أمورا غري واضحة‬
‫ويقولون‪ :‬كان يف االجتامع ً‬

‫‪ - 75‬دراسات في علم اللغة‪ ،‬كمال بشر‪ ،‬فصل‪ :‬نظام الجملة‪ ،‬أولا‪ :‬الإعراب‪ ،‬ص‪ ،70 :‬وكثير من فوائد مبحث الخطأ في‬
‫اتجاهات الإعراب مستفاد من محتواه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫والصواب‪ :‬كان يف االجتامع أمور غري واضحة‬

‫علة اخلطأ هنا شبيهة بالعلة السابقة يف إن وأخواهتا‪ ،‬ففي اجلملة القصرية يتعلم‬
‫الطالب أن الكلمة الثانية بعد كان خِّب كان منصوب‪ ،‬دون مالحظة الربط بني‬
‫اإلعراب واملعنى‪.‬‬

‫وقد جيمع أحيانا بني اخلطأ والصواب يف اجلملة الواحدة‪ ،‬مثل قوهلم‪ :‬كان خلفهم‬
‫كبري‪ ،‬ومن الواضح يف هذا املثال استقرار الرتتيب اإلعرايب للجملة‬ ‫ٌ‬
‫وبستان ٌ‬ ‫حائط ًا‪،‬‬
‫القصرية يف ذهن الطالب‪ ،‬دون مالحظة املعنى وعالقته باإلعراب‪.‬‬

‫اجتاه اخلطأ ِف سوء التقدير لعالمة اإلعراب‪:‬‬


‫من ذلك سوء التقدير لعالمة اإلعراب يف األسامء اخلمسة‬
‫يقولون‪ :‬يظل األبوين حمل احرتام األبناء‪،‬‬
‫والصواب‪ :‬يظل األبوان حمل احرتام األبناء‪.‬‬

‫ويقولون‪ :‬إكرام األبوان واجب عىل األبناء‪ ،‬والصحيح‪ :‬إكرام األبوين‪ ،‬وعلة اخلطأ‬
‫سوء تقدير عالمة اإلعراب‪ ،‬والغفلة عن العالقة بينها وبني موقع الكلمة من اجلملة‪.‬‬

‫وقد الحظ األستاذ كامل بشري استعامل الطالب األلف يف مضوعها الصحيح من‬
‫األسامء اخلمسة‪ ،‬كام أشار إىل أن الغالب اإلتيان باألسامء اخلمسة بالواو يف اجلملة‪،‬‬
‫وأحيانا بالياء‪ ،‬وقد يقع اخلطأ مركبا يف اجلملة‪ ،‬وهذا يؤيد ما سبقت اإلشارة إليه يف‬
‫تعليل اخلطأ يف هذا االجتاه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫يذكر أيضا أن األخطاء يف اجلملة الطويلة أكثر منها يف اجلمل القصرية‪ ،‬ألن اعتامد‬
‫مناهج الدرس عىل اجلمل القصرية أكثر‪ ،‬ومل تقترص آثار ذلك عىل خطأ اإلعراب‬
‫فحسب‪ ،‬بل تعدته إىل تركيب اجلملة‪ ،‬وضعف اإلنشاء والربط بني اجلمل الطويلة‪.‬‬

‫اجتاهات أخرى من األخطاء‪:‬‬


‫‪ -‬يف املثنى‪ ،‬حيث يلتبس عىل الطالب إعرابه باأللف أو بالياء لغفلته عن موقعه من‬
‫الكالم‪.‬‬
‫‪ -‬يف األفعال اخلمسة‪ ،‬فيثبتون النون يف مواضع احلذف‪ ،‬وحيذفوهنا يف مواضع اإلثبات‬
‫‪ -‬يف املضارع املعتل املجزوم‪ ،‬حيث يبقون حرف العلة مع اجلزم‬

‫اجتاهات اخلطأ ِف النطوق من الكالم‪:‬‬

‫بعض األخطاء يف اإلعرابية يف اجلملة ال تظهر إال يف الكالم املنطوق‪ ،‬وحيسن‬


‫باملدقق التنبيه عىل حركة اإلعراب ليتعود الطالب ذلك‪ .‬ومن أمثلته‪:‬‬

‫‪ -‬االسم املنقوص يف حال النصب‪ ،‬وهو كل اسم انتهى بياء أصلية غري مشددة‪،‬‬
‫قبلها كرسة‪ ،‬نحو الراعي والداعي‪.‬‬

‫‪ -‬املضارع املعتل بالواو والياء يف حالة النصب‪.‬‬

‫‪ -‬املمنوع من الرصف‬

‫ويمكن معاجلة هذا األمر باملامرسة اللغوية نطقا‪ ،‬مع العناية بربط اإلعراب باملعنى‬
‫وعالقته باجلملة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫صور أخرى من األخطاء ِف اجلملة‪:‬‬


‫استعامل الكالم ِف غي موضعه ِف اجلملة‪:‬‬ ‫•‬

‫يقولون‪ :‬ال جيب أن تفعل كذا‬


‫والصواب‪ :‬ال جيوز أن تفعل كذا‬
‫وهذا املعنى الثاين هو مقصود املتكلم‪ ،‬أما األول فإنه يعني نفي الوجوب‪ ،‬ونفي‬
‫الوجوب ال يلزم منه نفي االستحباب أو اجلواز‪ ،‬وهذا غري مراد للمتكلم‪.‬‬

‫استعامل كلمة ال تناسب صيغة اجلملة‬ ‫•‬

‫يقولون‪ :‬حوادث كثرية يسجلها التاريخ يف القرن املاض‬


‫استعمل املضارع مع لفظ املاض‬
‫والصواب‪ :‬حوادث كثرية سجلها التاريخ يف القرن املاض‬

‫اخلطأ ِف صيغة مفردة يؤدي إىل معنى غي مقصود ِف اجلملة‬ ‫•‬

‫يقولون‪ :‬هذا القرار الغي (الغٍ)‪ ،‬وهو من لغا َي ْلغو‪ ،‬ويعني السخف‪ ،‬وليس مرادا‪.‬‬
‫غى‪ .‬واملراد أنه قد ُأ ْبطِ َل‪ ،‬من الرباعي أبطل ُي ُ‬
‫بطل‪ ،‬فهو‬ ‫والصواب‪ :‬هذا القرار ُم ْل ً‬
‫قرار ُم ْب َط ٌل‪.‬‬
‫ويقولون‪ :‬وملا أراد الرحيل استقل القطار إىل اإلسكندرية‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬ألن معناه‪:‬‬
‫لغو من الكالم‪.‬‬
‫القطار‪ ،‬فالراكب حامل والقطار حممول‪ ،‬وهو ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫محل‬
‫اس َت َق ّل ُه القطار‪ ،‬فالقطار هو احلامل‪ ،‬والراكب حممول‪.‬‬
‫القطار‪ ،‬أو ْ‬
‫ُ‬ ‫والصواب‪ :‬أ َق ّل ُه‬
‫اخلطأ يف الالزم واملتعدي‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬أكد عىل األمر‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬أكد األمر‪ ،‬يتعدى بنفسه‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ويقولون‪ :‬أمكن لنا أن نفعل ما أردناه‪.‬‬


‫والصواب‪ :‬أمكننا أن نفعل ما أردناه‪ ،‬يتعدى بنفسه‪.‬‬
‫استعامل حرف جر مكان آخر‬
‫يقولون‪ :‬أ ّثر علينا كال ُمه‬
‫والصواب‪ :‬أ ّثر فينا كالمه‬
‫ويقولون‪ :‬أسدى له معروفا‬
‫والصواب‪ :‬أسدى إليه معروفا‬

‫اخلطأ ِف اختيار أدوات النفي مع الفعل‪:‬‬ ‫•‬

‫يقولون‪ :‬ال زال الكتاب حيتاج إىل مراجعة‬


‫والصواب‪ :‬ال يزال الكتاب حيتاج إىل مراجعة‪ ،‬ألن ال النافية ال تصاحب املاض إال‬
‫يف الدعاء‬

‫استعامل فعلني خمتلفي الزمن بغي مسوغ‪:‬‬ ‫•‬

‫يقولون‪ :‬كان البخاري يفضل نافعا‪ ،‬وقدمه يف الرواية عىل سامل‬


‫والصواب‪ :‬كان البخاري يفضل نافعا‪ ،‬ويقدمه يف الرواية عىل سامل‪.‬‬
‫الوصف باالسم اجلامد‬
‫مثل قوهلم‪ :‬مرص النيل‪ ،‬عراق دجلة‬
‫منعه اجلمهور‪ ،‬وأجازه ابن احلاجب‬
‫فصل ما حقه الوصل من الضامئر‬
‫يقولون‪ :‬ليت أنّا مل نغادر بالدنا‬
‫والصواب‪ :‬ليتنا مل نغادر بالدنا‬

‫‪86‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫صور أخرى من األخطاء ِف الصياغة غي ما سبق‪:‬‬

‫‪ -‬أخطاء ناجتة عن التعريب وجماراة اللغات األجنبية بالرتمجة احلرفية‪ ،76‬مثل‬


‫قوهلم‪ :‬أنا كطالب أقدم دراسة النحو عىل غريه من العلوم‪.‬‬
‫‪ -‬استعامل العامية يف صياغة اجلملة‬

‫‪ -‬التكرار يف اجلملة يف غري موضعه‪ ،‬ومن أمثلته تكرار (حيث) يف الكالم‪ ،‬وأكثر‬
‫ما يظهر يف الربط بني اجلمل‪ ،‬واالنتقال من مجلة إىل أخرى‪ .‬وكذلك تكرار (بناء‬
‫عىل ذلك)‪ ،‬و (كلام)‪ ،‬و(بني)‪ ،‬ونحو هذا‪ ،‬وإنام ُيعاب من التكرار ما كان‬
‫مستغنى عنه‪ ،‬غري مستفاد منه زيادة معنى‪ ،‬ومن املستحسن أن هيتدي الكاتب‬
‫هبدي القرآن يف التكرار والتعليل‪ ،‬وللعلامء قواعد مستخلصة من هديه‪ ،‬من‬
‫نحو قوهلم‪ :‬كل آية ُختمت بجملة (إن) فهي للتعليل‪ ،‬خاصة إن جاءت مسبوقة‬
‫بطلب‪ ،‬مثل قوله تعاىل‪ :‬إن اهلل يدافع عن الذين آمنوا إن اهلل ال حيب كل خوان‬
‫كفور‪ .‬وقوله تعاىل‪ :‬وأحسنوا إن اهلل محيب الحسنني‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف الرتكيب‪ ،‬وركاكة السياق‪ ،‬حيث يشكل عىل القارئ والسامع‬

‫‪ -‬تشتيت النص‪ ،‬وبعثرة الفكرة‬

‫صور من اخلطأ ِف موقع الكالم من اجلملة‪:‬‬

‫‪ - 76‬التعريب‪ ،‬والمجاراة الحرفية للغات الأجنبية واحدة من أهم المشكلات التي تؤثر على ضعف الصياغة في الجملة العربية‪،‬‬
‫وذلك أمر يحتاج إل ى دراسة مستفيضة‪ ،‬لمزيد من الفائدة‪ ،‬انظر‪ :‬المبحث السابع‪ :‬التعريب بين التفكير والتعريب‪ ،‬دراسات في‬
‫علم اللغة‪ ،‬للأستاذ كمال بشر‪ .‬وكتاب التحرير الأدبي‪ ،‬حسين علي محمد حسن‪( ،‬ت‪ 1431:‬هجر ية)‪ ،‬ص‪ ،87 :‬تكلم فيه عن‬
‫القصة في الأدب العربي الحديث‪ ،‬ومرورها بمرحلتي الترجمة والتعريب‪ ،‬وما ذكره مهم لأن أدب القصة واسع الانتشار بين‬
‫طبقات المتعلمين‪ ،‬ومن ثم اتسع تأثيره‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫• تأخي ما حقه التقديم‪،‬‬


‫مثل‪ :‬دخل عليه بينام كان يصيل‪.‬‬
‫وصوابه‪ :‬بينام كان يصيل دخل عليه‪.‬‬

‫• الفصل بني الصفة والوصوف‬


‫مثل‪ :‬كان قوال حتام غري صحيح‬
‫والصواب‪ :‬كان قوال غري صحيح حتام‬

‫• الفصل بني التعاطفني‪:‬‬


‫مثل‪ :‬ذكر يف الكتاب تراجم املعارصين وكذلك السابقني‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬ذكر يف الكتاب تراجم املعارصين والسابقني‪.‬‬

‫• الفصل بني الضاف والضاف إليه‬


‫يقولون‪ :‬طالب وأساتذة ومديرو الكلية‬
‫والصواب‪ :‬طالب الكلية وأساتذهتا ومديروها‪.‬‬

‫• ضم صيغة إىل أخرى‬


‫يقولون‪ :‬سوف ال أطيل يف هذا الفصل من الكتاب‬
‫والصواب‪ :‬لن أطيل يف هذا الفصل من الكتاب‬

‫‪88‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫• األخطاء ِف الطابقة‪ ،‬بني الصفة والوصوف‪ ،‬والضمي وما يعود الضمي عليه‪،‬‬
‫والطابقة تكون ِف التعريف والتنكي‪ ،‬والتذكي والتأنيث‪ ،‬واإلفراد والتثنية‬
‫‪77‬‬
‫واجلميع‪ ،‬والعاقل وغي العاقل‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬أصلحنا بني تلك الدولتني املتحاربتني‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬أصلحنا بني تينك الدولتني املتحاربتني‪ ،‬ألن املشار إليه مثنى مؤنث‪،‬‬
‫فوجب أن يكون اسم اإلشارة كذلك‪.‬‬
‫• اجتاه اخلطأ ِف اعتياد التسكني ِف الكالم‪:‬‬
‫يقولون‪ :‬طلب العلم ِجدٌّ وليس هزل‪ ،‬والصواب‪ :‬وليس هزال‪ ،‬لكن الطالب تعود‬
‫أن يسكن آخر اجلملة‪ ،‬وغفل عن أن التسكني فيه هذا املوضع بحذف التنوين‬
‫وإبقاء ألف اإلطالق ساكنة‪ ،‬فاألصل‪ :‬وليس هزالً‪ ،‬بالتنوين‪ ،‬فإن أراد الوقوف‬
‫قال‪ :‬وليس هزالْ‪.‬‬

‫• مشكلة اجلملة الطويلة‪ :78‬من أبرز سامت العربية االختصار‪ ،‬رغم سعته وكثرة‬
‫مفرداهتا‪ ،‬ويف احلديث قول النبي صىل اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫واخترص يل الكلم اختصارا‪ ،‬ولذا ُسمي ما روي عنه بجوامع الكَلم‪،‬‬

‫‪ - 77‬الحديث عن المطابقة في هذه الأبواب تجده في كتاب الأستاذ كمال بشر‪ ،‬دراسات في علم اللغة‪ ،‬وهذه ضرور ية في‬
‫تقويم أَ وَدِ الجملة‪ ،‬ل كن ثمة مطابقة ٌ بلاغية ضرور ية في إنشاء الجملة‪ ،‬تعني‪ :‬فن تطبيق الكلام المناسب للموضوع وللحالة على حاجة‬
‫القارئ والسامع‪ ،‬انظر كتاب الأسلوب‪ ،‬أحمد الشايب‪ ،‬ط ‪ 2003 ،12‬مكتبة النهضة المصر ية‪.‬‬
‫‪ - 78‬من الضروري أن يعتني الطالب والكاتب بقواعد الكتابة العربية وعلامات الترقيم في كتابة البحوث وصنعة التأليف‪،‬‬
‫ل أثرها على صياغة الجملة وترابط السياق‪ ،‬كالفاصلة المنقوطة توضع بين الجملة الطو يلة التي يحتوي مجموعها على كلام مرتبط في‬
‫المعنى دون الإعراب‪ ،‬ليتمكن القارئ من الوقوف للنف َس عندها‪ ،‬ولئلا يختلط الكلام بعضُه ببعض في السياق‪ ،‬كما توضع‬
‫أيضا بين جملتين تكون الثانية منهما سببا للأولى‪ .‬انظر لمزيد من الفائدة كتاب أصول البحث الأدبي ومصادره‪ ،‬من تأليف مناهج‬
‫جامعة المدينة العالمية لطلبة الماجستير‪ .‬وكتاب‪ :‬إحياء البحث العلمي الإسلامي‪ ،‬ونشوء اللغات وعلامات الترقيم (نموذجين)‪،‬‬
‫الأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة‪ ،‬دار اللباب‪ ،‬تركيا‪ ،‬إسطنبول‪ ،‬ط ‪.2017 ،2‬‬

‫‪89‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫واالختصار يعني‪ :‬أداء املعنى تاما مع تقليل املبنى‪.‬‬

‫ويمكننا أن نقول‪ :‬ال اختصار إال باتساع‪ .‬ومعنى هذا‪ :‬أن الكاتب حيتاج إىل توسع‬
‫يف االطالع عىل اللغة العربية‪ ،‬وحتصيل مفرداهتا‪ ،‬والوقوف عىل أساليبها البالغية‬
‫يف الرتكيب‪ ،‬ومن ثم تتشكل الصورة الكلية يف الذهن للمعنى املراد اختصاره‪،‬‬
‫فكلام اتسع االطالع كان االختصار أيرس وأشمل‪.‬‬

‫وهذا يوقفنا عىل سبب مهم من أسباب التطويل يف اجلمل لغري حاجة‪ ،‬وهو تطويل‬
‫يمكن مالحظته يف عدد من املظاهر يف اجلملة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫حشد كلامت كثرية للتعبري عن فكرة ما بجمل غري مرتابطة‪ ،‬يكثر فيها احلشو‬ ‫•‬

‫والتكرار وحروف العطف‬


‫مجع مجلة من األفكار يف مجلة واحدة‪ ،‬فيأيت النص متنافرا ممال‬ ‫•‬

‫إقحام فكرة أو مالحظة او استطراد خارج عن السياق تضيع معه اجلملة األصلية‬ ‫•‬

‫كثرة االعرتاض بجمل تفسريية او استدراكات تذهب تسلسل اجلملة‪ ،‬وتشوش‬ ‫•‬

‫سياق الكالم‪.‬‬
‫فإذا خ َلت اجلمل الطويلة عن هذا اخللل‪ ،‬فال عيب حينئذ‪ ،‬حري بالذكر أنه ال حد‬
‫للفصل بني اجلمل الطويلة والقصرية‪ ،‬إنام هو أمر تقريبي‪ ،‬لكن إجادة الكتابة مع‬
‫طول اجلملة حتتاج إىل ُدربة وممارسة‪ ،‬ويعني عىل ذلك أمور‪:‬‬

‫االستفادة من أسلوب القرآن الكريم‪ ،‬فإنه مجع بني اإلجياز والبالغة يف أعىل‬ ‫❖‬

‫مقاماهتا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫االستفادة من بالغة احلديث النبوي وهديه‪ ،‬فقد أويت نبينا عليه الصالة والسالم‬ ‫❖‬

‫جوامع الكلم‪ ،‬فجمع كالمه بني الوفاء باملعنى‪ ،‬ووضوح املغزى‪ ،‬وتشويق‬
‫السامع‪.‬‬
‫الوقوف عىل أساليب أهل البالغة والفصاحة من الكتاب واألدباء والشعراء‪ ،‬يف‬ ‫❖‬

‫القديم واحلديث‪ ،‬فإن اإلجياز البليغ مما اختصت به العربية‪ ،‬جامعة يف ذلك بني‬
‫حصول الفائدة وصواب العبارة وأمن اللبس‪ ،‬واقتض ذلك طبيعة اللغة العربية‪،‬‬
‫ورغبتهم يف جتويد الكالم‪ ،‬والتخفيف عىل السامع‪ ،‬وإراحة املتكلم‪.‬‬

‫خامتة الفصل‪:‬‬

‫إن اللغة العربية صلة بني حارض األمة وماضيها‪ ،‬وإن ما اختصها اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬به من‬
‫السعة واملرونة والشمول لكفيل بأن جيعل منها قاعدة متينة جلمع كلمة األمة‪ ،‬والقيا ِم‬
‫عىل هنضتها‪ ،‬واألمة العربية أهل اللسان هم أول املخاطبني بذلك‪ ،‬فال يسعهم أن‬
‫معز ٍل عنها‪ ،‬فإهنم إن يفعلوا فهم يف معزل عن تارخيهم وثقافتهم‪ ،‬ويف غفلة‬
‫يظلوا يف ِ‬

‫عن مكانتهم وموقعهم من العاملني‪.‬‬


‫وصياغة اجلملة العربية ركن يف اإلنشاء‪ ،‬وال يتأتى اتقان اإلنشاء إال بإتقان العربية‬
‫ِ‬
‫والعناية هبا لتصبح ثقافة املجتمع‪.‬‬ ‫مجلة‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫التوصيات اخلاصة التي يتقن الفرد هبا اإلنشاء وصياغة اجلملة‪:‬‬

‫‪ -‬العناية بالقرآن الكريم وأساليبه البالغية‬

‫‪ -‬حفظ الشعر‪ ،‬خاصة للشعراء املجيدين‬

‫‪ -‬القراءة يف كتب األدب‬

‫‪ -‬ممارسة الكتابة‪ ،‬والتدرب عليها‪ ،‬ولو داوم عىل بضعة أسطر يف كل يوم كان‬

‫غاية بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪ -‬اإلنصات إىل الفصحى نثرا وشعرا‪.‬‬

‫‪ -‬ممارسة التحدث بالفصحى‪ ،‬ومع املامرسة تزداد اخلِّبة‪ ،‬ويعتدل اللسان‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف إىل العربية واالطالع عىل خصائصها‪ ،‬وينصح يف هذا الباب بكتاب‬

‫املزهر للسيوطي‪.‬‬

‫‪ -‬ال ينشغل بتتبع أخطاء اآلخرين‪ ،‬وليصوهبا برفق‪.‬‬

‫‪ -‬التفكري باللغة العربية حتى ختتلط الفصحى بعقله الباطن‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫التوصيات العامة‪:‬‬
‫‪ -‬االهتامم بالدورات التدريبية لرفع مهارات اإلنشاء واحلديث‬

‫‪ -‬االهتامم باملعلم ورفع كفاءته وتطوير أداءه‬

‫‪ -‬االستفادة من التقنيات احلديثة يف إبراز مجال اللغة وأمهيتها‬

‫‪ -‬تطوير مناهج تدريس العربية تطويرا يناسب حاجة العرص‬

‫‪ -‬وضع حد أدنى من الكفاية اللغوية لطالب الدراسات العليا‪ ،‬يف مجيع األقسام‬

‫والكليات‬

‫‪ -‬إفراغ ساحة التعليم للغة العربية يف مراحل الدراسة األوىل‪ ،‬دون أن يزامحها يشء‬

‫من اللغات األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬بذل الوسع يف إصالح لغة الِّبامج املرئية النافعة التي يكثر إقبال املشاهدين عليها‪،‬‬

‫فإهنا من أفضل وسائل نرش اللغة وجعلها ثقافة للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة من وسائل اإلعالم يف رفع مستوى التذوق العام للغة العربية‪ ،‬ملا هلذا‬

‫التذوق من أثر عىل الناشئة وحبهم للعربية‪.‬‬

‫‪ -‬العناية باللغة العربية يف كافة مستوياهتا‪ ،‬العامة واخلاصة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫قائمة الصادر‪:‬‬
‫‪ -‬برش‪ ،‬كامل‪ .)1998( .‬دراسات يف علم اللغة‪ .‬دار الغريب للطباعة والنرش‬
‫والتوزيع‪ .‬القاهرة‪ .‬مجهورية مرص العربية‪.‬‬
‫‪ -‬حسني‪ ،‬حسني عيل‪ .)2004( .‬التحرير األديب‪ .‬ط‪ .5‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫الرياض‪ .‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬اخلويل‪ ،‬خالد عبد الرمحن‪ .‬األخطاء اللغوية الشائعة يف الصحافة العربية‪ .‬دار‬
‫النرص للطباعة اإلسالمية‪ .‬القاهرة‪ .‬مرص‬
‫‪ -‬زعبالوي‪ ،‬صالح الدين‪ .‬دراسات يف النحو‪ .‬نسخة إلكرتونية‪ ،‬موقع املكتبة‬
‫الشاملة)‪(shamela.ws‬‬ ‫الشاملة‪ .‬كتاب دراسات يف النحو ‪ -‬املكتبة‬
‫‪ -‬زعبالوي‪ ،‬صالح الدين‪ .)2006( .‬معجم أخطاء الكُتاب‪ .‬ط‪ .1‬دار الثقافة‬
‫والرتاث‪ .‬دمشق‪ .‬سوريا‪.‬‬
‫‪ -‬الشايب‪ ،‬أمحد‪ .)1991( .‬األسلوب ‪ -‬دراسة بالغية حتليلية ألصول‬
‫األساليب األدبية‪ .‬ط‪ .8‬مكتبة النهضة املرصية‪ .‬مجهورية مرص العربية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن عاشور‪ ،‬حممد الطاهر‪1433( .‬هـ)‪ .‬أصول اإلنشاء واخلطابة‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة‬
‫دار املنهاج‪ .‬الرياض‪ .‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬العاملية‪ ،‬جامعة املدينة‪ .)2011( .‬أصول البحث األديب ومصادره‪.‬‬
‫‪ -‬العدناين‪ ،‬حممد‪ .)1984( .‬معجم األغالط اللغوية املعارصة‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة‬
‫لبنان‪ .‬بريوت‪ .‬لبنان‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫صياغة الجملة واألخطاء الشائعة‬
‫فيها‬

‫‪ -‬قباوة‪ ،‬فخر الدرين‪ .)2017(( .‬إحيا ُء البحث العلمي اإلسالمي‪ ،‬ونشوء‬


‫اللغات وعالمات الرتقيم "نموذجني"‪ .‬ط‪ .2‬دار اللباب للدراسات وحتقيق‬
‫الرتاث‪ .‬إسطنبول‪ .‬تركيا‪.‬‬
‫الجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ -‬القرين‪ ،‬عويس‪1937( ،‬م)‪" .‬بعض أسباب الضعف يف اللغة العربية"‪ .‬جملة‬
‫الرسالة بإرشاف أمحد حسن الزيات باشا‪ .‬العدد ‪.210‬‬

‫‪95‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الفصل الرابع‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات ر‬
‫التقيم‬
‫الدكتورة لمياء عبد هللا الشمري‬
‫األستاذ المساعد الدكتور ف قسم اللغة العربية كلية ر‬
‫التبية للبنات ‪-‬‬ ‫ي‬
‫الجامعة العراقية‬
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل مم َي ِّرس الفهم لعباده‪ ،‬والصالة والسالم عىل أفصح ناطق بالضاد بني‬
‫وعالمات‬
‫م‬ ‫العالني‪ ،‬وعىل آله وصحبه ومن وااله إىل يوم الدين‪( ،‬القواعدم اإلمالئي مة‬
‫الرتقيم)‪.‬‬
‫بداءة البدَّ من معرفة مستويات دراسة اللغة العربية؛ إذ تتألف بنية اللغة من‬
‫مستويات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬مستوى البنية الصوتية‪ :‬لكل لغة من لغات العامل مستوى صويت حيكمه نظام؛‬
‫ٍ‬
‫سلسلة من األصوات‪ ،‬فالبدَّ من معرفة الوصف الصويت‬ ‫َّ‬
‫ألن الكالم أوال عبارة عن‬
‫لوحدات الكلمة الصغرية التي تؤلف املقاطع املستعملة يف اللغة الواحدة‪ ،‬وإخراج‬
‫ما ال يأتلف منها‪ ،‬فمن املحال إذن دراسة بنية الكلمة من دون التحقق الصويت‬
‫للعنارص املكونة للكلامت هذه الدراسة جزء أصيل من دراسة املعنى كيف؟ نقول‬
‫َ‬
‫الفرق بني اللفظتني ( َد َر َس و َد َّر َس)‪ ،‬يف االرتكاز يف إحدى وحداهتا‬ ‫مثال‪ :‬إن‬
‫الصغرية أعطى معنى جديدا فضال عن املعنى األصيل املستعمل للجذر (الدال‬
‫والراء والسني)‪ ،‬فالكلمتان مؤلفتان من وحدات صوتية متامثلة‪ ،‬هذا الفرق يعيننا‬
‫علم األصوات يقدر م عونا‬
‫عىل تبيني املعاين للجذر الواحد يف اللغة‪ .‬فضال عن أن َ‬

‫‪96‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫الناطق شاعرا وخطيبا وملقيا للشعر‬


‫ُ‬ ‫كبريا يف إجادة نطق اللغة األصلية؛ ليكون‬
‫ً‬
‫بدقة‪ ،‬ويف تعلم اللغات األجنبية كذلك‪.‬‬
‫وما حيتاج إليه املتعلم يف هذا املستوى هو أن يدرس اجلهاز الصويت لدى اإلنسان‪،‬‬
‫ليقسم‬
‫َ‬ ‫كل صوت‪ ،‬وأماكن النطق‪ ،‬أو خمارج األصوات‪،‬‬ ‫ومعرفة طريقة إنتاج ر‬
‫احلرف املعني‬
‫َ‬ ‫كل جمموعة بخصائص معينة جتعل‬ ‫األصوات عىل جمموعات تتميز ُّ‬
‫ضعيفا يف النطق أحيانا‪ ،‬وأصوات أخرى قوية بحسب املُخرج من جهاز النطق‪.‬‬

‫وال نريد اخلوض يف غامر الدراسات الصوتية الدقيقة يف لغتنا العربية؛ بل نكتفي ببيان‬
‫مدارج خيرج منها الصوت منها ما هو قوي ومنها ما هو ضعيف‪ ،‬وعليه‬
‫َ‬ ‫أن للنطق‬
‫كمبدأ عام يمكن تقسيم األصوات إىل أصوات ضعيفة يف خمرجها وأخرى قوية‪.‬‬

‫الفيصل واحلكم بينهام هو نقطة إخراج احلرف مع اهتزاز األوتار الصوتية‪ ،‬وبالتايل‬
‫يبذل الناطق باحلرف َج ْهدا يف إخراج هذا احلرف أو ذاك‪.‬‬

‫الصويت نواة للبحث ال ّلغوي ّ‬


‫الشامل؛ ومستوى من‬ ‫وقد عدَّ العرب البحث ّ‬
‫أهم ركائز تعريف ال ّلغة عندهم؛‬ ‫مستويات ال ّلغة؛ بل كان العنرص ّ‬
‫الصويت هو من ّ‬
‫عرفوها عىل ّأهنا أصوات يعِّب هبا كل قوم عن أغراضهم "‪.79‬هذا املبدأ هو‬
‫حيث ّ‬
‫احلجر األساس لوصف األصوات وص ًفا علم ًيا دقي ًقا بعيدً ا عن تعقيدات‬
‫املصطلحات الصوتية‪80‬‬

‫‪ ) 79‬ينظر‪ :‬أثر القوانين الصوتية في بناء الأنظمة اللغو ية مقاربة في التراث العربي‪ :‬سلام أورحمة‪ ،‬نشر شبكة الألوكة‪ ،‬د ت‪ ،‬د‬
‫ط‪ .‬ص‪.7‬‬
‫الصائت وغيرها‪ .‬ينظر‪ :‬أسس علم اللغة‪ :‬أحمد‬
‫ِ‬ ‫ونصف‬
‫ِ‬ ‫الصامت‬
‫ِ‬ ‫ونصف‬
‫ِ‬ ‫والصائت‬
‫ِ‬ ‫والصامت‬
‫ِ‬ ‫‪ ) 80‬من الفونيم والفونوتيك‬
‫مختار عمر‪ ،‬عالم ال كتب‪ ،‬ط‪1998 ،5 :‬م‪ .‬ص ‪ ،8‬ومناهج البحث اللغوي‪ :‬تمام حسان‪ ،‬مكتبة الأنجلو المصر ية‪ ،125 ،‬علم‬
‫اللغة مقدمة للقارئ العربي‪ ،‬محمود السعران‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪1997 ،‬م‪ .‬ص‪.23-10‬‬

‫‪97‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫األسباب‬
‫َ‬ ‫يضع‬
‫فيكتفي الكاتب بمعرفة مبدأ القوة والضعف يف أصوات لغته حتى َ‬
‫املناسبة للتغيريات التي حتدث يف بنية الكلامت وترتيب اجلمل؛ َّ‬
‫ألن الرموز‬
‫الصوتية‪ ،‬التي يتعامل هبا أبناء اجلامعة اللغوية الواحدة حمدودة‪ ،‬وال تتجاوز‬
‫ِّب يف ر‬
‫كل لغة من هذه اللغات الكثرية‬ ‫رمزا صوت ًّيا‪ ،‬هذه الرموز املحدودة تع ُ‬
‫ثالثني ً‬
‫ُ‬
‫اإلنسان التعبري عنه يف كل جماالت احلياة والفكر‪ .‬فيك رون آالف‬ ‫عن أكثر ما يريد‬
‫الكلامت ثم ماليني اجلمل لنقل ماليني املاليني من املعاين وظالل املعاين‪.‬‬
‫فالكلمتان (كاتب وكتاب) تتكونان من صوامت حركات‪ ،‬الصوامت هنا‪:‬‬
‫الكاف والتاء والباء‪ ،‬واحلركات (الصوائت) هي‪ :‬الكرسة والفتحة وحركة‬
‫اإلعراب‪ .‬غري أن هذه احلركات تتخذ يف الكلمتني السابقتني نسقني خمتلفني‪..‬‬
‫وتتخذ األجزاء املختلفة يف النظام اللغوي يف كل حالة عىل حدة ترتي ًبا حمد ًدا‪،‬‬
‫فلكل رمز صويت وظيفتُه يف الكلمة‪ ،‬ولكل كلمة وظيفتُها يف العبارة أو اجلملة‪،‬‬
‫الرمز‬
‫ُ‬ ‫وينبغي االلتزام بالنسق املتفق عليه يف البيئة اللغوية الواحدة‪ ،‬وإال فقدَ‬
‫قدر َت ُه عىل النقل واإلحياء‪ .‬وهذا النسق اللغوي يتضمن ترتيب األصوات داخل‬
‫الكلمة وترتيب الكلامت داخل اجلملة‪.‬‬

‫‪ -2‬مستوى البنية الْصفية‬

‫قبل البدء ببيان املستوى الثاين من دراسة اللغة البدَّ لنا من بيان العالقة بني احلروف‬
‫فإن َّ‬
‫كل كلمة تتكون من حروف واحلرف صوت معتمدٌ عىل خمرج‪،‬‬ ‫واحلركات‪َّ ،‬‬
‫سواء أحمق ًّقا كان هذا املخرج أي معتمدً ا عىل جزء معني من أجزاء احللق أو اللسان‬
‫مقدرا كام هو الشأن يف حروف املد الثالثة‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو الشفتني‪ ،‬أم‬

‫‪98‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫واحلروف اللغوية هي احلروف اهلجائية من اهلمزة إىل الياء‪ ،‬واحلرف إما أن يكون‬
‫متحركا بحركة قصرية من احلركات الثالثة يف العربية‪ ،‬وهي الفتحة والكرسة‬
‫والضمة‪ ،‬أو ممدودة باأللف أو الواو أو الياء‪ ،‬وحروف املد‪ :‬هي حركات طويلة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حلركة من جنسها‪ ،‬فاأللف مدُّ للفتحة‪ ،‬والياء مد للكرسة‪ ،‬والواو مد‬ ‫وهي مدُّ‬
‫للضمة‪ .‬والدليل عىل ذلك قول ابن جني‪ " :‬أنك متى أشبعت واحدة منهن حدث‬
‫عني عمر فإن ك إن أشبعتها حدثت‬
‫بعدها احلرف وهي بعضه‪ ،‬وذلك نحو فتحة ْ‬
‫عني عنب إن أشبعتها نشأت بعده ياء‬
‫بعدها ألف فقلت‪ :‬عامر‪ ،‬وكذلك كرسة ْ‬
‫ساكنة‪ ،‬وذلك قولك‪ :‬عينب‪ ،‬وكذلك ضمة عني عمر لو أشبعتها ألنشأت بعدها‬
‫واو ساكنة وذلك قولك‪ :‬عومر‪ ،‬فلوال أن احلركات أبعاض هلذه احلروف وأوائل‬
‫هلا ملا نشأت عنها‪ ،‬وال كانت تابعة هلا "‪81‬‬
‫ففي العربية تسع ُة وعرشون حر ًفا‪ :‬ء ع ح هـ خ غ‪ ،‬ق ك‪ ،‬ج ش ي ض‪ ،‬ص س ز‪ ،‬ط‬
‫د ت‪ ،‬ظ ذ ث‪ ،‬ر ل ن‪ ،‬ف ب م و‪ ،‬وهي احلروف الصحاح‪ ،‬و (و ا ي) وهي أحرف‬
‫العلة‪ ،‬وهلذه األحرف الثالثة دور بارز يف النظام الصويت والرصيف للغة العربية‪.‬‬
‫إذن ما َعالقة علم األصوات باحلركات واحلروف؟‬
‫يقول علامؤنا َّ‬
‫إن علم الترصيف هو‪(( :‬ميزان العربية‪ ،‬وبه تعرف أصول كالم‬
‫العرب من الزوائد الداخلة عليها‪ ،‬وال يوصل إىل معرفة االشتقاق إال به)) ‪،‬‬
‫‪82‬‬

‫أن جتيء إىل الكلمة الواحدة فترص َفها عىل وجوه شتى‪ .‬وبه ُت ْع َرف أحوال أبنية‬
‫وهو ْ‬
‫الكلم التي ليست بإعراب‪.‬‬

‫‪ )81‬ينظر‪ :‬سر صناعة الإعراب‪.18/1 :‬‬


‫‪ (82‬المنصف لابن جني‪ ،‬شرح كتاب التصر يف لأبي عثمان المازني‪ :‬أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى‪392 :‬ه )‪،‬‬
‫دار إحياء التراث القديم‪ ،‬ط‪1954 ،1‬م‪ .‬ص ‪.2‬‬

‫‪99‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫فالرصف يدرس‪( :‬حروف اللغة العربية يف الكلمة الواحدة ومعرفة ما يطرأ عليها‬
‫َ‬
‫فتحدث معنى جديدً ا)‪ .‬وأول عل ِم‬ ‫من تغيريات بحسب قواعد اإلعالل واإلبدال‪.‬‬
‫الترصيف معرفة احلروف الزوائد‪ ،‬وهي عرشة‪ُ ،‬مجعت يف عبارات منها "اليوم‬
‫تنساه"‪ ،‬وسألتمونيها‪.‬‬

‫فأحرف الزيادة حيتاج إليها الباحث والكاتب وحيتاج أيضا إىل معرفة الضامئر‬
‫املتصلة بالكلامت‪ ،‬يف أهنا ال تعد من أحرف الزيادة؛ بل هي أسامء لو انفصلت‬
‫لكانت كلمة واحدة فالكاف يف (كتابك) ضمري واهلاء يف كتابه ضمري والتاء يف‬
‫كتبت ضمري الفاعل وهكذا حتى ال يقع املتدرب يف لبس من هذه األحرف هي من‬
‫حروف الزيادة‪.‬‬

‫هذه الزيادة يف مفردات العربية‪ ،‬وملعرفة مواضعها‪ ،‬وبيان أحوال أبنية الكلمة‪،‬‬
‫وضع علامء العربية مقياسا‪ ،‬وملا تبني بالبحث واالستقصاء أن أكثر الكلامت العربية‬
‫ثالثية األحرف‪ ،‬جعلوا امليزان الرصيف مرك ًبا من ثالثة أحرف أصلية‪ ،‬هي‪ :‬الفاء‬
‫والعني‪ ،‬والالم " ف ع ل " وجعلوه مقابل الكلمة املراد معرفة وزهنا‪ ،‬فالفاء تقابل‬
‫احلرف األول‪ ،‬والعني تقابل احلرف الثاين‪ ،‬والالم تقابل احلرف الثالث‪ ،‬عىل أن‬
‫يكون شكل امليزان مطابقا متاما لشكل الكلمة املوزونة من حيث احلركات‬
‫والسكنات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َات‪،‬‬ ‫أحوال َأ ْبنية الكَل ِم يف َثامنية أمور‪ :‬وه َي ا َ‬
‫حل َرك ُ‬ ‫إذن جيء بامليزان الرصيف؛ لبيان ْ‬
‫والتقديم‪ ،‬والتأخري‪ ،‬واحلَ ْذ ُ‬
‫ف و َعدم ُه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والزوائدُ ‪،‬‬ ‫َنات‪ ،‬واألُ ُص ُ‬
‫ول‪َّ ،‬‬ ‫والسك ُ‬
‫َّ‬

‫‪100‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪ -3‬مستوى البنية النحوية‪ :‬إن ِلكل لغة طريق ًة يف نظم كلامهتا تأتلف معها‬
‫األصوات وبنية الكلامت‪ ،‬هذا االستعامل اللغوي للوحدات الصوتية املتآلفة يف‬
‫كلمة واحدة ال يدركه املتكلم العادي‪ ،‬وال يدرك العمليات العقلية والعضوية‬
‫تفكريه يبدأ بجمل ال بصوت وال‬
‫َ‬ ‫املعقدة‪ ،‬بل ال يدركه يف تأليف اجلمل أيضا‪ ،‬فإن‬
‫بكلمة؛ لذلك نراه يتعثر وقد خيطئ خطأ بينا تارة وأخطاء خمفية تارة أخرى‪ ،‬وأحيانا‬
‫يتقن هذه اجلمل فال جمال للخطأ عنده‪.‬‬

‫فمتى يتحقق هذا االتقان؟ نقول عندما يتعرف الناطق باللغة العربية عىل املبادئ‬
‫األساس يف لغته العريقة املتطورة التنموية‪ ،‬وهي عبارة سلسلة كالمية للغة األم‬
‫تتضمن أمثل َة مطردة وقيو ًدا ثابتة تنتظم فيها اجلمل والرتاكيب‪ ،‬هذه اجلمل ال‬
‫تتعدى أن تكون مؤلفة من ركنني أساسني مها املسند واملسند إليه يف اجلملة االسمية‬
‫أو اجلملة الفعلية‪ ،‬ويطرأ عليهام التغيريات بحسب العوامل الداخلة عىل املسند‬
‫واملسند إليه تأكيدا ونفيا واستفهاما ورشطا وتعجبا وغريها من ناحية املعنى‪ ،‬ورفعا‬
‫اللواحق أو‬
‫ُ‬ ‫ونصبا وجزما وعدمهم من ناحية اإلعراب‪ .‬وييل هذين الرتكيبني‬
‫التوابع التي تؤكد ما قبلها أو تَصف ما قبلها أو تعطف عىل ما قبلها أو مت ريز ما قبلها‬
‫ُ‬
‫تبني حال ركني اجلملة األساسني املسند واملسند إليه‪.‬‬
‫أو ر‬
‫وبعد معرفة هذين الرتكيبني عىل املتعلم أن حييط باحلاالت اإلعرابية للرتكيبني من‬
‫املرفوعات واملنصوبات واملجرورات اخلاصة باألسامء‪ ،‬وال س َّيام املثناة منها واجلمع‬
‫بنوعيهام‪ ،‬واملبنية منها أيضا يف الوقت الذي عليه معرفة املبني واملعرب من األفعال‪،‬‬
‫ومعرفة ما يطرأ عليها من تغيريات بحسب العوامل الداخلة عليها‪ ،‬من دون‬
‫اخلوض يف التقديم والتأخري بني عنارص اجلملة الواحدة؛ ألن الكاتب واملحرر‬

‫‪101‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫للكتب الرسمية واإلعالمي حيتاج إىل التعبري الوظيفي ال اإلبداعي الذي ُيشرتط‬
‫الفهم والسالم ُة اللغوية والوضوح‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فيه‬

‫تبقى مسألة واحدة عىل الكاتب مراعاهتا هي أن بعض الرتاكيب التي جييء هبا‬
‫الكاتب يف مناسبة معينة قد يعرتهيا اخلطأ من ناحية ترتيب الكلامت بحسب قواعد‬
‫النحو سنقول هنا عىل الباحث بالسالمة اللغوية أن يث ربت أهم اجلمل والرتاكيب‬
‫الكاتب من استعامهلا يف مراسالته اليومية وال بأس بوضع العلة أمام هذا‬
‫ُ‬ ‫التي يكثِ ُر‬
‫اخلطأ أو ذاك عند تدريبه حمرري الكتب الرسمية والباحثني‪ .‬لسببني األول‪ :‬أن‬
‫الكاتب ليس من ذوي التخصص بدراسة اللغة العربية وتفصيالهتا‪ .‬واآلخر‪ :‬كثرة‬
‫قواعد اللغة العربية التي ال جمال حلرصها يف الدورة التدريبية الواحدة‪ .‬ف ُيكتفى بام‬
‫يمر به من أخطاء يمكن اخلوض يف غامر صواهبا نحويا‪ ،‬مع قاعدة البيانات اخلاصة‬
‫ُّ‬
‫بعربيته وهي املبادئ األساس للعربية كام ب َّينا سابقا‪.‬‬
‫ِ‬
‫معرفة حروف اجلر ومعانيها؛‬ ‫ومن املبادئ األساس التي حيتاج إليها الكاتب هي‬
‫ليضع كل حرف يف مكانه الصحيح الذي يؤدي املعنى املراد‪ .‬هذه األحرف هي‬
‫َ‬
‫أكثر من عرشين حرفا أحصاها علامء العربية؛ لكننا ندون هنا ما حيتاج إليه الكاتب‬
‫من حروف اجلر فقط‪.‬‬

‫يني وزائد ٌة فابتداء‬


‫والتبعيض وال َّت ْب ُ‬
‫ُ‬ ‫تكون عىل َأ ْر َب َعة ْأو ُجه ابتدا ُء ا ْل َغا َية‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬من‪:‬‬
‫راهم والتبيني‬‫ا ْل َغاية نَحو َخرجت من ب ْغدَ اد إِ َىل ا ْلكُو َفة والتبعيض َه َذا من الدَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫الر ْجس من ْاألَ ْو َثان ‪ ،‬ووردت يف القرآن الكريم البتداء الغاية املكانية نحو‬ ‫ِ‬
‫‪83‬‬
‫اجتَنبوا ر‬
‫ْ‬

‫‪ )83‬ينظر‪ :‬المخصص‪.230/4 :‬‬

‫‪102‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫احل َرام إ َىل الَْ ْسجد‬


‫ْسى ب َع ْبده َل ْي ًال م َن الَْ ْسجد َْ‬ ‫ان ا َّلذي َأ ْ َ‬
‫((س ْب َح َ‬
‫قوله تعاىل‪ :‬م‬
‫ْاألَ ْق ََص))‪ ،84‬والزمانية‪ ،‬نحو‪(( :‬لَ ْسجدٌ مأ ِّس َس َع َىل ال َّت ْق َوى م ْن َأ َّول َي ْومٍ))‪،85‬‬
‫رب َحتَّى متنْف مقوا ِمَّا محت ُّب َ‬
‫ون))‪.86‬‬ ‫وتبعيضية‪َ (( .‬ل ْن َتنَا ملوا ا ْل َّ‬
‫‪ -2‬إىل‪ :‬ا َّلتِي بِ َم ْعنى انْتِ َهاء ا ْل َغا َية ‪ ،‬نحو قوله تعاىل‪(( :‬إ َىل الَْ ْسجد ْاألَ ْق ََص)) ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ِ -3‬ف ‪ :‬تفيد الظرفية ‪ ،‬نحو‪ِ(( :‬ف َأ ْدنَى ْاألَ ْرض)) ‪ ،‬ونحو‪ِ(( :‬ف ب ْضع سن َ‬
‫ني)) ‪.‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬

‫((وقد ك َ‬
‫َان حلتى‬ ‫‪ -4‬حتى‪ :‬يف هذا النوع الداللة عىل انتهاء الغاية‪ ،‬يقول ابن سيده‪َ :‬‬
‫ينهام َو َبني َح ْي ُث اشرتكتا ِيف انْتِ َهاء ا ْل َغا َية)) ؛‬
‫‪92‬‬ ‫ِ‬
‫آخ ُر َي ْقتَيض َه َذا ا ْل َب َيان َب َ‬
‫م ِ‬
‫وضع َ‬ ‫َ‬
‫ُدخل هناي َة الغاية يف احلكم الذي قبل (حتى)؛ فنهاية الغاية‬ ‫أيضا أن ت َ‬ ‫والغالب ً‬
‫داخلة بقرينة تدل عىل الشمول والعموم‪ .‬وأن‪( :‬هناية الغاية) ال تدخل مع (إىل)‪،‬‬
‫واألمر بالعكس مع (حتى)‪ ،‬فالغاية النهائية معها ‪ ،‬نحو قوله تعاىل‪:‬‬
‫‪93‬‬

‫‪ )84‬الإسراء‪1 :‬‬
‫‪ )85‬التوبة‪108 :‬‬
‫‪ )86‬آل عمران‪92 :‬‬
‫‪ )87‬ينظر‪ :‬المخصص‪.470/4 :‬‬
‫‪ )88‬الإسراء‪1 :‬‬
‫‪(89‬اللباب في علوم الكتاب‪ :‬أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (ت‪775 :‬ه )‪ ،‬تح‪:‬‬
‫الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض‪ ،‬دار ال كتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان‪ ،‬ط‪ :‬الأولى‪ 1419 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.595/5 .‬‬
‫‪ )90‬الروم‪3 :‬‬
‫‪ )91‬الروم‪4 :‬‬
‫‪ )92‬المخصص‪.235/4 :‬‬
‫‪ )93‬ينظر‪ :‬النحو الوافي‪ :‬عباس حسن (ت‪1398 :‬ه )‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪.482/2 ،15:‬‬

‫‪103‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫احل َرام إ َىل الَْ ْسجد ْاألَ ْق ََص)) ‪ ،‬ونحو‪ ((:‬مث َّم َأمتُّوا ِّ‬
‫الص َيا َم إ َىل ال َّل ْيل)) ‪،‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫((م َن الَْ ْسجد َْ‬
‫((سال ٌم ه َي َحتَّى َم ْط َلع ا ْل َف ْجر)) ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫ونحو‪َ :‬‬
‫‪ -5‬عن‪ :‬حرف من حروف اجلر‪ ،‬معناه املجاوزة ‪ .‬واملجاوزة‪ :‬هي ابتعاد يشء‬
‫‪97‬‬

‫عام بعد حرف اجلر بسبب يشء قبله؛ فاألول؛ نحو‪ :‬رميت‬
‫مذكور أو غري مذكور‪َّ ،‬‬
‫السهم عن القوس‪ ،‬والثاين‪ :‬نحو‪ :‬رض اهلل عنك‪ ،‬أي جاوزتك املؤاخذة بسبب‬
‫الرضا‪ ،‬واملجاوزة قد تكون حقيقية كهذين املثالني‪ ،‬وقد تكون جمازية‪ ،‬إذا كانت يف‬
‫املعاين؛ نحو‪ :‬أخذت الفقه عن عامل متمكن‪ ،‬أي أن الفقه جاوزه بسبب األخذ منه؛‬
‫واملجاوزة أظهر معاين "عن" وأكثرها استعامال‪ .‬ومل يذكر البرصيون سواه‪. .‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ -6‬الالم‪ :‬وتفيد امللك ‪ ،‬وشبهه‪ ،‬وللتمليك وشبهه‪ ،‬ولالستحقاق‪ ،‬وللنَّسب‪،‬‬ ‫‪99‬‬

‫وللتعليل‪ ،‬وللتبليغ وللتعجب‪ ،‬وللتبني‪ ،‬وللصريورة ‪ ،‬تكون للملك نحو‪:‬‬


‫‪100‬‬

‫الس َام َوات َو َما ِف األَ ْرض))‬


‫(( َّله َما ِف َّ‬

‫‪ )94‬الإسراء‪.1:‬‬
‫‪ )95‬البقرة‪187 :‬‬
‫‪ )96‬القدر‪5 :‬‬
‫‪ )97‬شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم‪ ،‬نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (ت‪573 :‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬د حسين بن عبد الله‬
‫العمري ‪ -‬مطهر بن علي الإر ياني ‪ -‬د يوسف محمد عبد الله‪ ،‬دار الفكر المعاصر (بيروت ‪ -‬لبنان)‪ ،‬دار الفكر (دمشق ‪ -‬سور ية)‪،‬‬
‫ط‪ 1420 ،1:‬ه ‪ 1999 -‬م ‪.4276/7 ،‬‬
‫‪ )98‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪ :‬عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬ابن هشام‬
‫(ت‪761 :‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬يوسف الشيخ محمد البقاعي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوز يع‪ .‬ج‪.40/3‬‬
‫‪ )99‬علل النحو‪ :‬محمد بن عبد الله بن العباس‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬ابن الوراق (ت‪381 :‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬محمود جاسم محمد الدرويش‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد ‪ -‬الر ياض ‪ /‬السعودية‪ ،‬ط‪ 1420 ،1:‬ه ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ )100‬وينظر‪ :‬تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد‪ :‬محمد بن عبد الله‪ ،‬ابن مالك الطائي الجياني‪ ،‬أبو عبد الله‪ ،‬جمال الدين (ت‪:‬‬
‫‪672‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬محمد كامل بركات‪ :‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر‪1387 ،‬ه ‪1967 -‬م‪ .‬ص ‪.145‬‬

‫‪104‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫واملال لزيد ولشبه امللك نحو اجلل للفرس والباب للدار وللتعدية نحو‪ :‬قوله تعاىل‪:‬‬

‫ث م ْن آل َي ْع مق َ‬
‫وب)) ‪ ،‬وللتعليل‪ :‬نحو جئتك‬ ‫‪101‬‬
‫ب ِل م ْن َلدم ن َ‬
‫ْك َول ّي ًا َير مثني َو َير م‬ ‫(( َف َه ْ‬
‫إلكرامك‪ ،‬فامللك نحو قوله تعاىل‪(( :‬هلل ما ِف الساموات)) ‪.‬‬
‫‪102‬‬

‫‪ -7‬الباء‪ :‬وتفيد االستعانة ؛ نحو‪ :‬كتبت بالقلم‪ .‬والتعدية؛ نحو‪َ (( :‬ذ َه َ‬


‫ب اهللَّم‬ ‫‪103‬‬

‫ِ‬
‫باألرض ‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫حت َيدَ َّي‬
‫بنموره ْم)) ؛ أي‪ :‬أذهبه‪ .‬واإللصاق نحو‪َ :‬م َس ُ‬ ‫‪104‬‬

‫ين)) ‪.‬‬
‫الصابر َ‬
‫‪107‬‬ ‫‪ -8‬مع‪َ :‬ل ْف َظة ِتفيد املصاحبة واجتامع َش ْي َئ ْ ِ‬
‫ني نحو‪(( :‬إ َّن اهللََّ َم َع َّ‬ ‫‪106‬‬

‫لها من اجلارة وإِ ْذ‬


‫‪ -9‬منذ‪ :‬تفيد ابتداء الغاية الزمانية‪ :‬قال احلريري‪(( :‬ومنذ َأ ْص َ‬
‫هذ ْين احلرفني ا ْبتِدَ اء ا ْل َغا َية)) ‪.‬‬
‫‪108‬‬ ‫ة‪...‬ومعنى َ‬
‫َ‬
‫ال َّظرفِية‪ ،‬فجعلتا كلمة و ِ‬
‫احدَ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ‬

‫الكاف‬
‫ُ‬ ‫‪ -10‬الكاف للتشبيه‪ ،‬جاء يف املحكم واملحيط األعظم ‪(( :‬إنام َ ِ‬
‫جتي ُء‬ ‫‪109‬‬

‫ٍ‬
‫واحد))‪.‬‬ ‫يه َفت َِصري هي وما بعدَ ها بمن ِْز َل ِة ٍ‬
‫يشء‬ ‫للتَّشبِ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬

‫‪ )101‬مريم‪6 :‬‬
‫‪ )102‬البقرة‪.284 :‬‬
‫‪ )103‬معجم الصواب اللغوي دليل المثقف العربي‪ :‬الدكتور أحمد مختار عمر بمساعدة فر يق عمل‪ ،‬عالم ال كتب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ 1429 ،1:‬ه ‪ 2008 -‬م‪.520/1 .‬‬
‫‪ )104‬البقرة‪.17 :‬‬
‫‪ )105‬ينظر‪ :‬فقه اللغة وسر العربية‪.242 :‬‬
‫‪ ) 106‬ينظر‪ :‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪( ،‬إبراهيم مصطفى ‪ /‬أحمد الز يات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد النجار)‪،‬‬
‫دار الدعوة‪876/2 ،‬‬
‫‪ )107‬البقرة‪.153 :‬‬
‫‪ )108‬درة الغواص في أوهام الخواص‪ :‬القاسم بن علي بن محمد بن عثمان‪ ،‬أبو محمد الحريري البصري (ت‪516 :‬ه )‪ ،‬تح‪:‬‬
‫عرفات مطرجي‪ ،‬مؤسسة ال كتب الثقافية – بيروت‪ ،‬ط‪ :‬الأولى‪1998/1418 ،‬ه ‪.281 .‬‬
‫‪.592/10 )109‬‬

‫‪105‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫((خت ََم اهللَّم َع َىل مق ملوِّب ْم َو َع َىل َس ْمعه ْم‬


‫‪ -11‬عىل‪ :‬تفيد االستعالء ‪ .‬نحو قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫‪110‬‬

‫َو َع َىل َأ ْب َصاره ْم غ َش َاوةٌ)) ‪ .‬واالستعالء‪ ،‬نحو قوله تعاىل‪َ :‬‬


‫((و َع َل ْي َها َو َع َىل ا ْل مف ْلك‬ ‫‪111‬‬

‫معان ُأخر تستعمل يف التعبري اإلبداعي للشاعر‬ ‫ٍ‬ ‫ون)) ‪ .‬وهلذه احلروف‬ ‫م ْحت َم مل َ‬
‫‪112‬‬

‫واخلطيب ممن يبتغون التأثري يف املقابل‪.‬‬


‫‪ -4‬مستوى معجم مفردات اللغة‪ :‬أو علم الداللة أو دراسة املعنى وهو‪ :‬غاية‬
‫الدراسات الصوتية والرصفية والنحوية‪ ،‬فللصوت معنى قوة وضعفا وللكلمة‬
‫معنى اسام كانت أم فعال وللجملة داللة أيضا‪ ،‬إذن هو مستوى يعدُّ قم َة املستويات‬
‫ُ‬
‫يشغل‬ ‫يف دراسة العربية‪ ،‬بل به يتحقق الدرس الوظيفي للغة العربية؛ ألن املعنى‬
‫املتكلمني مجيعا عىل اختالف طبقاهتم ومستوياهتم الفكرية مقارنة بانشغاهلم‬
‫بصوت احلرف أو بنية الكلمة أو موقع الكلمة يف الرتكيب املعني بقدر ما هيمه‬
‫القارئ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السامع أو‬
‫ُ‬ ‫التعبري عن الفكرة التي جتول بخاطره يف معنى مفهم يتقبله‬
‫إن معرفة املعاين للمفردات داخل الرتاكيب يف العربية أمر كفله املعجم العريب عىل‬
‫مراحل تطوره بد ًءا من مجع مفردات العربية عىل يد اخلليل بن أمحد الفراهيدي‬
‫ضم يف ثناياه ألفاظ العربية كافة للزبيدي يف تاج‬
‫(ت‪175:‬هـ) وانتها ًء بآخر معجم َّ‬
‫العروس‪.‬‬
‫وتشكل هذه البنى جمتمعة ً‬
‫كال واحدً ا ونظاما كامال لألصوات والدالالت‪ .‬وإن‬
‫دراسة اللغة تندرج يف هذه مستويات‪.‬‬

‫‪ )110‬ينظر‪ :‬اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل‪ :‬محمد علي السَّراج‪،‬‬
‫مراجعة‪ :‬خير الدين شمسي باشا‪ ،‬دار الفكر – دمشق‪ ،‬ط‪ :‬الأولى‪ 1403 ،‬ه ‪ 1983 -‬م‪ .‬ص ‪.110‬‬
‫‪ )111‬البقرة‪.7 /‬‬
‫‪ )112‬المؤمنون‪.22/‬‬

‫‪106‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫ُّ‬
‫المبحث األول‪ :‬تعلم اإلمالء‪ :‬توطئة‬
‫َّ‬
‫إن حاجتَنا إىل األمن اللغوي كحاجتنا إىل األمن االقتصادي والسيايس والغذائي؛‬
‫ِ‬
‫استعامل ألفاظها‬ ‫ِ‬
‫واحلرص عىل‬ ‫البتعاد عربيتنا عن عصور فصاحتها األوىل أوال‪،‬‬
‫املكاسب الفردية أفسدَ ت ما‬
‫َ‬ ‫وعباراهتا استعامال فصيحا ثانيا‪ ،‬ال ليشء؛ بل َّ‬
‫ألن‬
‫أفسدت من عربيتنا إلحلاقها بالعامية حينا وباالستعامل اخلطأ أحايني َ‬
‫أخر‪.‬‬

‫فحري من سدنة العربية علامء ومثقفني أن يعوا اخلطر الذي حييط بألسنتنا‪ ،‬فنكون‬
‫ٌّ‬
‫حمتيل األوطان واأللسن؛ إذ هنا تكمن املشكلة والبدَّ من وضع احللول الكفيلة؛‬
‫للحفاظ عىل عربيتنا فصيحة خالية من اللحن خطأ كان أم غلطا؛ َّ‬
‫ألن اخلطأ‪ :‬نقيض‬
‫يشء يعيا‬ ‫فصار إىل غريه‪ .‬أما الغ َل ُط‪ُّ :‬‬
‫فكل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫اب‬
‫الصواب وأخطأ‪ :‬إذا أرا َد الصو َ‬
‫يه‪ .‬ومنه َغلِ َط‬‫ان َعن ِجهة صوابه من غري تعمد‪َ ،‬ف َال تعرف وجه الصواب فِ ِ‬ ‫ِْ‬
‫اإلن َْس ُ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِِِ‬
‫ِيف َمنْطقه َغ َل ًطا َأ ْخ َط َأ َو ْج َه َّ‬
‫الص َو ِ‬
‫اب‪.‬‬

‫وإن اإلمالء العريب نظام لغوي قائم بذاته كالنحو‪ ،‬والرصف‪ ،‬واملعجم؛ والكلمة‬
‫العربية صيغة ذات وظيفة لغوية معينة يف تركيب اجلملة‪ ،‬تقوم بدور وحدة من‬
‫وحدات املعجم‪ ،‬وتصلح ألن تفرد‪ ،‬أو حتذف‪ ،‬أو حتشى‪ ،‬أو يغري موضعها‪ ،‬أو‬
‫يستبدل هبا غريها‪ ،‬ويف السياق‪ ،‬وترجع يف مادهتا غال ًبا إىل أصول ثالثة‪ ،‬وقد تلحق‬
‫هبا زوائد ‪.‬‬
‫‪113‬‬

‫وهو فن له مقومات وأصول راعى القدماء فيها اعتبارات شتى‪ ،‬بعضها يرجع إىل‬
‫التيسري ِيف رسم الكلامت الشائعة الكثرية االستعامل‪،‬‬

‫‪ )113‬مناهج البحث في اللغة‪ :‬تمام حسان‪ ،‬مكتبة الأنجلو المصر ية‪.232 .‬‬

‫‪107‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ومنها ما يقصد به إزالة اإلهبام واللبس الذي حيدث بني الكلامت املتشاهبة‪ ،‬ومنها‬
‫ما يراد به بيان األصول الترصيفية لكثري من األلفاظ وهذا متصل أشد االتصال‬
‫بالغرض السابق ‪.‬‬
‫‪114‬‬

‫ولإلمالء منزلة عالية بني فروع اللغة؛ ألنه الوسيلة األساسية إىل التعبري الكتايب‪،‬‬
‫وال غنى عن هذا التعبري؛ فهو الطريقة الصناعية التي اخرتعها اإلنسان يف أطوار‬
‫حترضه؛ ليرتجم هبا عام يف نفسه‪ ،‬ملن تفصله عنهم املسافات الزمانية واملكانية‪ ،‬وال‬
‫يتيرس له االتصال هبم عن طريق احلديث الشفوي؛ فإذا كانت القواعد النحوية‬
‫والرصفية وسيلة إىل صحة الكتابة‪ ،‬من النواحي اإلعرابية واالشتقاقية ونحوها‪،‬‬
‫فإن االمالء وسيلة إليها من حيث الصورة اخلطية ‪.‬‬
‫‪115‬‬

‫هدف معرفة القواعد االمالئية‪:‬‬


‫هتدف معرفة القواعد االمالئية إىل التعبري الصحيح والكتابة بطريقة سليمة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن صحة التعبري وأدا َءه كام أراد له صاح ُبه أن يؤدى يعتمدان عىل صحة رسم‬
‫الكلامت التي يؤدى هبا‪ ،‬وأن اخلطأ يف صورة كتابة الكلامت إمالئيا يؤدي إىل‬
‫تشويش يف فهم معاين الكلامت وغموضها‪.‬‬
‫فالتدريب عىل الكتابة الصحيحة يقودنا إىل جتنب الوقوع يف اخلطأ ابتداء‪ ،‬ويقينا‬
‫عواقب الفهم اخلاطئ ملا ُيقرأ‪.‬‬

‫إن تع ُّل َم القواعد االمالئية يضمن لنا كتابا رسميا‪ ،‬أو بحثا علميا ً‬
‫سليام لغة وصياغة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫سفري اجلهة الكاتبة واملتحدث الذي حيمل‬
‫َ‬ ‫مصونًا من ر‬
‫كل دخيل وعامي؛ ألنه‬

‫‪ )114‬قواعد الإملاء‪ :‬عبد السلام محمد هارون (ت‪1408 :‬ه )‪ ،‬مكتبة الأنجلو المصر ية ‪ -‬القاهرة‪ .1993 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ )115‬ينظر‪ :‬الإملاء والترقيم‪ :‬عبد العليم ابراهيم‪ ،‬مكتبة غريب‪1975 ،‬م‪ .‬ص ‪.9‬‬

‫‪108‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫واملبني الذي يفرس قانونا أو إجرا ًء‪ ،‬فكلام كان‬


‫ر‬ ‫توجيها وإرشادا أو عقابا أو ثوابا‬
‫رسا‪.‬‬
‫أكثر ُي ً‬
‫والفهم ُ‬
‫ُ‬ ‫أكثر وضوحا‬
‫سليام‪ ،‬كانت الفكرة َ‬
‫رسم الكلمة فيه ً‬
‫ُ‬
‫فيم ُيطئ الكاتب؟‬
‫َ‬
‫رسم بعض األحرف يف الكلامت‬
‫َ‬ ‫أكثر ما خيطئ به الكاتب يف القواعد االمالئية‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة رس ِم اهلمزة يف مواقعها املختلفة من الكلمة‪.‬‬


‫ُ‬
‫اخللط بني كتابة األلف القائمة واأللف اللينة (التي عىل صورة الياء املهملة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مواضع التاء املربوطة والتاء املفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬الضاد والظاء‪.‬‬
‫‪ -‬عالمات الرتقيم‬
‫ِ‬
‫يلتفت‬ ‫وكثريا ما يكون هذا الضعف من األساس أي من مرحلة االبتدائية؛ إذ مل‬
‫ليصبح‬
‫َ‬ ‫املعلم إىل أمهية األمر ومعاجلته‪ ،‬وقد يرتاكم من بعد يف املراحل التالية؛‬
‫ُ‬
‫عالج ُه صع ًبا؛ إذ تكمن أمهية مراعاة قواعد اإلمالء يف حفظ اللسان من أن ُي َّ‬
‫ضل‬ ‫ُ‬
‫يف قراءة كلمة؛ ألهنا مرسومة عىل غري ما ينبغي هلا أن ترسم‪.‬‬

‫ما العالقة بني القراءة والكتابة؟‬


‫ٌ‬
‫مرتبط بوجود األخرى؛ إذ‬ ‫العالقة بني القراءة والكتابة عالقة جدلية فوجود األوىل‬
‫ٍ‬
‫طرف يف الطرف اآلخر ويتأثر فيه‪.‬‬ ‫كل‬‫يؤثر ُّ‬
‫ونخلص من هذا إىل أن ال جدوى من تع ُّل ِم ف رن من هذين الفنني اللغويني من دون‬
‫تعلم الفن اآلخر‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫إنَّنا عندما نتعلم القراءة والكتابة‪ ،‬نكتسب مهارات متكننا من ر‬


‫حل رموز (مكتوبة)‪،‬‬
‫فعندما نتعلم مهارات ال تتعلق بأشيا َء موجودة فام جدوى تعلمها؟ وذلك يصدق‬
‫عىل الكتابة‪.‬‬
‫والسؤال اآلن‪ :‬هل تتدخل الكتابة يف حتديد اجلودة يف القراءة‪ ،‬وتتدخل القراءة من‬
‫جهة أخرى يف حتديد اجلودة للكتابة؟‬
‫تصف (املقروء) وهو‪ :‬مادة مكتوبة‬
‫َ‬ ‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬فحتى تقرأ جيدً ا البدَّ م ْن ْ‬
‫أن‬
‫بالصفات اآلتية‪:‬‬
‫وضوح الكتابة‪ ،‬مع مراعاة قواعد اإلمالء وعدم اخلروج عليها؛ لئال َّ‬
‫يضل اللسان‬
‫يف قراءة كلمة‪ ،‬ألهنا مرسومة عىل غري ما ينبغي هلا أن ترسم؛ فإذا مل يتحقق هذان‬
‫الرشطان‪ ،‬فإن القراءة تصبح فاسدة واللسان متلعثام‪ ،‬وإن حتققا أصبحت القراءة‬
‫بني‪.‬‬
‫واضح ر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أثر‬
‫أثر يف القراءة‪ ،‬وهو ٌ‬
‫متصفة باجلودة واحلسن‪ ،‬فللكتابة ٌ‬
‫‪116‬‬
‫اهلمزة ِف أول الكلمة‬
‫ِ‬
‫ومهزة وصل؛ أما مهزة القطع‬ ‫األلفات يف أوائل الكلمة‪ ،‬عىل رضبني‪ِ :‬‬
‫مهزة قطع‪،‬‬
‫تقطع ما قبلها عن االتصال بام بعدها؛ فلذلك‪ُ ،‬س رميت مهزة القطع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فهي التي‬

‫مهزة القطع‪ :‬هي اهلمزة التي ينطق هبا دائام سواء أكانت يف بدء الكالم أم يف درجه‬
‫حمركة‪ ،‬وهذه العالمة مأخوذ شك ُلها من حرف‬
‫وتلحق أل َفها يف الكتابة العالم ُة (ء) َّ‬
‫العني من كلمة (قطع)‪ .‬فمن اخلطأ أن تكتب مثال الكلامت اآلتية هكذا مثلام تروهنا‪:‬‬
‫مهذ ٌب)‪ .‬ومواضع كتابتِها هي‪:‬‬
‫طالب َّ‬
‫ٌ‬ ‫(ان ‪ْ -‬‬
‫اكمل ‪ -‬اىل – اكرم‬ ‫َّ‬

‫‪ )116‬ينظر‪ :‬تعلم الإملاء من الألف للياء‪18 :‬‬

‫‪110‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫أوال‪ :‬مواضع مهزة القطع ِف الكلامت‪:117‬‬


‫‪ -1‬يف أول األسامء ِ‬
‫مجيعها عدا‪( :‬ابن‪ ،‬ابنة‪ ،‬اسم‪ ،‬امرؤ‪ ،‬امرأة‪ ،‬اثنان‪ ،‬اثنتان‪ ،‬ايم‪،‬‬
‫ايمن) فاهلمزة فيها للوصل‪.‬‬
‫‪ -2‬يف أول األحرف مجيعها عدا‪( :‬أل) التعريفية‪ ،‬فهمزهتا مهزة وصل‪ ،‬وذلك مثل‪:‬‬
‫إن‪ّ ،‬‬
‫أن‪ ،‬أال‪،‬‬ ‫أن‪َّ ،‬‬
‫مهزة االستفهام‪ ،‬مهزة النداء‪ ،‬مهزة التسوية‪ ،‬إذا التعليلية‪ ،‬أم‪ ،‬أو‪ْ ،‬‬
‫إىل‪ ،‬أما‪ ،‬أيا‪ّ ،‬إال‪ ،‬إذما‪.‬‬
‫‪ -3‬يف األفعال‪ :‬وتأيت يف‪:‬‬
‫ِ‬
‫ومصدره‪ :‬أخذ ‪ -‬أخذ ُا‪ ،‬أنس ‪ -‬أنس ُا‪ ،‬أبى ‪ -‬إِبا ًء‪ ،‬أ َفل ‪ُ -‬أفوال‬ ‫‪ -‬أول الفعل املاض‬
‫‪ -‬يف أول الفعل املاض الرباعي وأمره ومصدره‪:‬‬
‫إنصاتا‬ ‫أنصت‬
‫ْ‬ ‫أنصت‬ ‫إكامال‬ ‫إكمل‬ ‫أكمل‬
‫أدامة‬ ‫أدم‬ ‫أدام‬ ‫إفتا ًء‬ ‫ِ‬
‫أفت‬ ‫أفتى‬
‫أدر ُب‪،‬‬ ‫أدرس‪ ،‬أس رل ُم‪ ،‬ر‬
‫أرش ُع‪ ،‬أنشدُ ‪ ،‬ر‬ ‫ُ‬ ‫أكتب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬يف الفعل املضارع املبدوء باهلمزة‪:‬‬
‫أفوز‪َ ،‬أ ُ‬
‫قول‪ .‬وتسمى هذه اهلمزة مهزة التعدية ومهزة النقل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ثانيا‪ :‬مهزة الوصل ومواضع كتابتها ِف اللغة العربية‪ ،‬ومواضع حذفها‪118‬‬
‫ومواضع كتابتها ِف اللغة العربية‬
‫م‬ ‫أ‪ -‬مهز مة الوصل‬
‫الو ْصل‪ :‬مهزة ال تكتب مطل ًقا وال تنطق إالّ يف‬
‫توطئة‪ :‬ماذا نقصد بالوصل؟ مهزة َ‬
‫ّأول الكالم‪ ،‬وهي خالف مهزة القطع‪ ،‬وعالمتها (ا) نقول‪ :‬كان ٌ‬
‫فالن مهزة الوصل‬
‫بينهام‪ :‬رابطة أو حلقة اتّصال بينهام‪.‬‬

‫‪ )117‬ينظر‪ :‬الاملاء والترقيم‪.41 :‬‬


‫‪ )118‬السابق‪.38 :‬‬

‫‪111‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ومن قاعدة العرب ال تبدأ بساكن وال تقف عىل متحرك‪ ،‬هناك كلامت تبدأ‬
‫حرو ُفها بساكن؛ لذا ُيتوصل إىل النطق هبا بألف متحركة جمردة من العالمة (ء)‪ ،‬وال‬
‫ُينطق هبا يف درج الكالم وتكتب أل ُفها مقرونة بالعالمة (صـ )‪ ،‬وهذه العالمة مأخوذ‬
‫حرف الصاد من كلمة (وصل)‪ ،‬أو ترسم ألفا فقط‪ ،‬من دون عالمة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫شك ُلها من‬
‫سواء أكانت يف أول الكالم مثل‪ :‬انقشع الوباء‪ ،‬أم يف وسطه مثل‪ :‬يف احتاد العرب‬
‫قو ٌة هلم‪ ،‬واالعتامد عىل النفس فضيل ٌة‪.‬‬

‫فوق األلف أو حتتها يف مثل‪ :‬إجتمعت جلنة‬ ‫ِ‬


‫اهلمزة َ‬ ‫ومن اخلطأ ما نراه من وض ِع‬
‫ألتدقيق أللغوي‪ ،‬ومثل‪ :‬إرشح العبارة أآلتية‪.‬‬

‫مواضع كتابة مهزة الوصل ِف اللغة العربية‬

‫‪ -1‬يف أول الفعل املاض اخلاميس وأمره ومصدره‪:‬‬


‫استمع استامع ًا‬ ‫استمع‬
‫انتظارا‬
‫ً‬ ‫انتظر‬ ‫انتظر‬
‫‪-2‬يف أول الفعل املاض السدايس وأمره ومصدره‪:‬‬
‫استعمل‪ ،‬استأذن‪ ،‬استغفر‪ ،‬استصلح‪.‬‬

‫‪-3‬يف أول فعل األمر الثالثي‪:‬‬


‫اقرأ‪ ،‬اكتب‪ ،‬اهنض‪ ،‬ادرس‪.‬‬
‫‪-4‬يف أول االسامء املبدوءة ب(أل)‪:‬‬
‫القمر‪ ،‬الشمس‪ ،‬الضحى‪ ،‬الشجر‪ ،‬الفوز‪.‬‬

‫‪ -5‬يف األسامء اآلتية‪( :‬ابن‪ ،‬ابنة‪ ،‬اسم‪ ،‬امرؤ‪ ،‬امرأة‪ ،‬اثنان‪ ،‬اثنتان‪ ،‬ايم‪ ،‬ايمن)‬

‫‪112‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫ب‪ -‬مواضع حذف مهزة الوصل‬


‫حتذف مهزة الوصل لفظا وكتابة يف املواضع اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬من كلمة (اسم) يف قوله تعاىل "بسم اهلل الرمحن الرحيم" برشط‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون البسملة كاملة؛ لكثرة االستعامل‪ ،‬برشط أال ُيذكر ُم َت َع َّل ُق الباء‪ ،‬ال‬
‫ِ‬
‫ؤخرا‪ ،‬كقوله‬ ‫متأخرا‪ .‬فإِن ُذكر متقد ًما (نحو‪َ :‬أت َ َّ‬
‫َِّب ُك باس ِم اهلل)‪ ،‬أو ُم ً‬ ‫ً‬ ‫متقد ًما وال‬
‫ستعني)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تفتح أو َأ‬ ‫جم َر َاها)) وقولنا‪ :‬باسم اهلل الرمحن الرحيم َأ ْس ُ‬
‫تعاىل‪(( :‬باسم اهلل َ ْ‬
‫مثال‪ :‬مل ُحتذف‪.‬‬
‫ً‬
‫حرف آخر غري الباء‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬وأن يكون حرف اجلر (الباء‪ ،‬بـ) حتديدً ا‪ ،‬فإن َ‬
‫دخل عليها‬
‫ليس كاس ِم اهلل ٌ‬
‫اسم‪.‬‬ ‫كتبت األلف من نحو‪ :‬السم اهلل حالو ٌة يف القلب‪َ .‬‬
‫‪ -‬أن تكون لفظة (اسم) مضافة إىل لفظ اجلاللة (اهلل)‪ ،‬فإن أضيفت لغري لفظ‬
‫اجلاللة (اهلل) كتبت األلف من نحو‪:‬‬
‫باسم القانون‬ ‫((ا ْق َر ْأ باسم ربك الذي خلق)) باسم الشعب‬

‫‪ -2‬من كلمة (ابن) إذا كانت (ابن) صفة مفردة واقعة بني علمني ومل تقع يف أول‬
‫السطر ‪:‬‬
‫‪119‬‬

‫(حممد بن عبد اهلل) ‪( -‬طارق بن زياد)‪.‬‬


‫فإن (حممدا) هنا حذفت منه التنوين وحذفت من الصفة (بن) مهزة الوصل وتثبت‬
‫يف غري هذا املوضع من نحو‪:‬‬
‫حممدٌ ابن عبد اهلل ملن قال‪ :‬من حممدٌ ؟ ف (ابن) خِّب ملحمد‪.‬‬

‫‪ )119‬ينظر‪ :‬الإملاء والترقيم في الكتابة العربية‪.76-75 :‬‬

‫‪113‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الفرق بني مهزة الوصل والقطع‬


‫‪120‬‬

‫نفرق بني مهزة الوصل ومهزة القطع يف األسامء بالتصغري‪ ،‬فإن ثبتت يف التصغري‪،‬‬
‫أ‪ -‬ر‬
‫فهي مهزة قطع‪ ،‬وإن سقطت فهي مهزة وصل؛ نحو مهزة‪" :‬أب‪ ،‬وابن" فاهلمزة يف‬
‫"أب" مهزة قطع‪ ،‬ألهنا تثبت يف التصغري‪ ،‬ألنَّك تقول يف تصغريه‪ُ " :‬أ َ ّ‬
‫يب"‪ ،‬واهلمزة‬
‫ني"‪.‬‬
‫يف "ابن" مهزة وصل؛ ألهنا تسقط يف التصغري؛ ألنَّك تقول يف تصغريه؛ " ُب ّ‬
‫ب‪ -‬ونفرق بني مهزة الوصل ومهزة القطع يف األفعال‪ ،‬بأن تكون ياء املضارع منه‬
‫مفتوحة‪ ،‬أو مضمومة‪ ،‬فإن كانت مفتوحة؛ فهي مهزة وصل‪ ،‬نحو‪ :‬اجتمع‪ ،‬احتد‪،‬‬
‫اشرتك‪ ،‬ابتدأ‪ ،‬استخرج انطلق‪ ،‬وإن كانت مضمومة؛ فهي مهزة قطع؛ نحو‪َ " :‬أ ْ َ‬
‫مجل‪،‬‬
‫وحي ِس ُن‪ ،‬ومهزة‬‫و َأ ْح َسن" وما أشبه ذلك‪ ،‬ألنَّك تقول يف املضارع منه‪ُ :‬جي ِم ُل‪ُ ،‬‬
‫أيضا‪ -‬مهزة قطع كالفعل‪ ،‬وإنام كُرست من "إِمجال" ونحوه لئال يلتبس‬ ‫مصدره ‪ً -‬‬
‫فإهنم لو قالوا‪" :‬أمجل َأمجاالً" بفتح اهلمزة يف املصدر؛ اللتبس بجمع‬
‫باجلمع‪َّ ،‬‬
‫مجل" فلام كان ذلك يؤدي إىل اللبس؛ كرسوا اهلمزة إلزالة ال َّلبس ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫"ََ‬
‫انظر عزيزي املتدرب‪ ،‬وأجب كيف رسمت الكلامت املبدوءة هبمزة؟ مميزا اخلطأ‬
‫من الصواب يف رسمها‪:‬‬
‫ِ‬
‫القتــال‬ ‫‪ -‬ا ْعلِن إِنْتِ َها ُء‬ ‫ا َث َار اخلِّب إِ ْهتِمــــــــامهم‬

‫مهم‬ ‫ِ‬
‫للوطن ُ‬ ‫اإلنْتِ َامء‬
‫‪ِ -‬‬ ‫اجلو‬
‫ِّب ُار ر‬
‫ِ‬
‫إِ ْشتَدَّ ت العاصفة فزا َد إِ ْغ ِ َ‬
‫ـــــه ِ‬
‫از ّية‬ ‫ف ِ ِ‬‫‪ُ -‬ع ِر َ‬ ‫ت ََأ َّخ َر إِنْطِالَق السباق الرياض‬
‫باإلنْت َ‬

‫‪ )120‬أسرار العربية‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري‪ ،‬أبو البركات‪ ،‬كمال الدين الأنباري (ت‪577 :‬ه )‪ :‬دار‬
‫الأرقم بن أبي الأرقم‪ ،‬ط‪ :‬الأولى ‪1420‬ه ‪1999 -‬م‪ .‬ص ‪.277‬‬
‫‪ )121‬ينظر‪ :‬أسرار العربية‪277 :‬‬

‫‪114‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫اإل ْمحِ َرار‬


‫يتوهج من شدر ِة ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ك ََأ َّن َ‬
‫وجهها‬ ‫َع َقدَ هلم جلسة إِ ْستِامع‬

‫القومي‬
‫ّ‬ ‫اإل ْقتِصاد‬
‫‪ -‬ن ََام ِ‬ ‫َان إِن ِْض َاممي إىل اللجنة رسي ًعا‪.‬‬
‫ك َ‬

‫‪ -‬و ُأ ْلت ُِق َط ْت الصورة باألقامر الصناع َّية‬ ‫َه َذا إِ ْق ِرتاح ج ريد‬

‫‪ -‬الطفل َي َت َك َّلم كال ًما إِ ْعتِياد ًّيا‬ ‫إِ ْنت ََرص اجليش‬
‫ِ‬
‫متعن النظر يف الكلامت اآلتية وبني موقع مهزة القطع فيها‪:‬‬
‫‪ْ -1‬األَ ِمري‪ْ ،‬األُ َّ َهبة‪ِ ْ ،‬‬
‫اإل ْج َالل‪.‬‬

‫ني‪َ ،‬ألُك ِْر َم ّن‪.‬‬


‫‪َ - 2‬ألَ ْس َع َ ّ‬

‫رستِ ِه‪.‬‬ ‫إلحسانِ ِه‪ِ ِ ِ ِ ِ ،‬‬


‫إل ْخ َوته‪ ،‬ألُ ْ َ‬
‫‪ِ - 3‬ألَ ْخرج‪ِ ،‬ألَن َ ِ‬
‫َّك‪َ ْ ِ ،‬‬ ‫ُ َ‬
‫الص ِد َيق َألَ ُخ َ‬
‫وك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصد ُيق‪ ،‬إِ َّن َّ‬ ‫‪َ - 4‬ألَن َ‬
‫ْت َّ‬

‫وه َّيتِ ِه‪.‬‬


‫‪ - 5‬بِ َأم ِر اهللِ‪ ،‬بِإِرادتِ ِه‪ ،‬بِ ُأ ُل ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ - 6‬أ َأ ْخ ُر ُج؟ َأ َأ ْس ُجدُ ؟‬

‫‪َ - 7‬س َأ ْق َر ُأ‪َ ،‬س ُأ ْر ِس ُل‪.‬‬

‫َّك َص ِد ِيقي‪.‬‬
‫َّك َأ ِخي َوإِن َ‬
‫‪َ - 8‬فإِن َ‬
‫رسم اهلمزة ِف وسط الكلمة‬

‫ًّ‬
‫إن الشكل والضبط‪ ،‬و ُيقصدُ به وضع احلركات (الضمة‪ ،‬الفتحة‪ ،‬الكرسة‪،‬‬
‫رئيسا من مصادر الصعوبة عند الكتابة‬
‫مصدرا ً‬
‫ً‬ ‫السكون) عىل احلروف‪ ،‬يشكل‬
‫االمالئية للهمزة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫رسمها‬
‫صحيحا‪ ،‬لك َّن اهلمز َة حني تتحرك خيتلف ُ‬
‫ً‬ ‫رسام‬
‫رسمها ً‬
‫فالكاتب قد يستطيع َ‬
‫وشك ُلها‪ ،‬وحني ال يكون بوسعه أن يضع ما حتتاج إليه اهلمزة من حركات‪ ،‬يؤدي‬
‫اىل إخفاق الكثري يف ضبط رسم اهلمزة‪ ،‬وال س َّيام املتوسطة‪ ،‬ووقوعهم يف اخلطأ‪.‬‬
‫عالمات اإلعراب واهلمزة التوسطة والتطرفة‬
‫ابتدا ًء علينا االنتباه إىل اآليت‪:‬‬
‫عالمات اإلعراب ثالث‪ :‬الكرسة‪ ،‬والضمة‪ ،‬والفتحة‪ ،‬والسكون‪ ،‬والكرسة أقوى‬
‫هذه احلركات تليها الضمة‪ ،‬فالفتحة ثم السكون‪ ،‬وهي عدم احلركة‪ ،‬فالسكون‬
‫ِ‬
‫الشكل والضبط ‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫أضعف أنوا ِع‬
‫ُ‬
‫حرف ٍ‬
‫مد يناسبها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬ولكل حركة‬
‫الفتحة يناسبها األلف‬ ‫الضمة يناسبها الواو‬ ‫الكرسة يناسبها الياء‬
‫ِ‬
‫احلرف الذي قبلها‪ ،‬ونكتب اهلمزة عىل ما‬ ‫عند كتابة اهلمزة نالحظ حركتَها وحرك َة‬
‫يناسب أقوى احلركتني من أحرف املد (الياء والواو واأللف)‪.‬‬

‫رسم اهلمزة ِف وسط الكلمة‬


‫أ‪ -‬تكتب اهلمزة عىل الياء‬
‫إذا كانت إحدى احلركتني الكرسة‪:‬‬
‫– س ِئل ‪ -‬فِئة – ِجئتك – ِوئَام – م ِ‬
‫طمئن؛ َّ‬
‫ألن الياء تناسب أقوى احلركات وهي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الكرسة وعىل وفق النحو اآليت‪:‬‬

‫‪ )122‬وهناك خلاف بين العلماء في أيهما أقوى (ال كسرة أم الضمة)‪ .‬ينظر‪ :‬علل النحو‪ :‬محمد بن عبد الله بن العباس‪ ،‬أبو‬
‫الحسن‪ ،‬ابن الوراق (المتوفى‪381 :‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬محمود جاسم محمد الدرويش‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ -‬الر ياض ‪ /‬السعودية‪ ،‬ط‪ 1420 ،1‬ه‬
‫‪1999 -‬م‪ ،‬ص‪ ،184 :‬أسرار العربية‪.73 :‬‬

‫‪116‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪-1‬إذا كانت مكسورة بعد كرس‪:‬‬


‫تنش ِئني‬
‫متهيئني ‪ -‬م ِهنئني ‪ِ -‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬

‫‪-2‬إذا كانت مكسورة بعد ضم‪:‬‬


‫ُس ِئل ‪ُ -‬رئِيت ‪ُ -‬وئِدَ ْ‬
‫ت‬

‫‪-3‬إذا كانت مكسورة بعد فتح‪:‬‬


‫يطم ِئن ‪َ -‬ل ِئ ْيم‬ ‫ِ‬
‫أئمة – َ‬
‫‪-4‬إذا كانت مكسورة بعد ساكن‪:‬‬
‫أس ِئلة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مسائل ‪ُ -‬ج ْزئية – أفئدة – متفائل – رسائل – ْ‬

‫‪ -5‬إذا كانت مفتوحة بعد كرس‪:‬‬


‫تنش َئة – فِ َئة – ِم َئة (ثالثمئة‪ ،‬مخسمئة) – تعبِ َئة ‪ -‬تدفِ َئة‬
‫تِّبئة – ب ِدئَت – ِرئَة – هتِ ِدئَة – ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬

‫‪-6‬إذا كانت ساكنة بعد كرس‪ :‬فِئران – ِمئزر – ِجئت‪.‬‬


‫‪-7‬إذا كانت مضمومة بعد كرس‪ :‬ظِ ِمئوا ‪ -‬س ريئون – ِ‬
‫قارئون‬
‫إذن نخلص إىل قاعدة هي‪ :‬تُكتب اهلمز ُة املتوسط ُة عىل كريس الياء‪ ،‬إن كانت‬
‫مكسورة‪ ،‬مهام كانت حركة ما قبلها‪ ،‬أو إذا كان ما قبلها مكسورا مهام كانت‬
‫حركتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬تكتب اهلمزة عىل الواو‬


‫إذا كانت إحدى احلركتني الضمة واألخرى الفتحة أو السكون أو الضمة‪:‬‬
‫اخذ – ُمؤنِس ‪ُ -‬شؤون‬
‫مؤونة – ِم ْل ُؤه – ت َُؤ ِ‬
‫َ ْ‬

‫‪117‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫وعىل النحو اآليت‪:‬‬

‫‪-1‬إذا كانت مضمومة بعد ضم‪:‬‬


‫ُرؤوس – كُؤوس – ُشؤون ‪ُ -‬فؤوس‬

‫‪-2‬إذا كانت مضمومة بعد فتح‪:‬‬


‫َمؤونة – َيؤوب – َقؤول ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كانت مفتوحة بعد ضم‪:‬‬


‫ُفؤاد ‪ُ -‬م َؤنث – ُم َؤيد – ُم َؤذن – ُم َؤجل ‪ُ -‬ر َؤساء‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كانت ساكنة بعد ضم‪:‬‬


‫ُب ْؤس ‪ُ -‬م ْؤمن‪ُ -‬ر ْؤية – ُي ْؤمل – ُي ْؤثرون ‪ُ -‬م ْؤنس‬

‫‪ -5‬إذا كانت مضمومة بعد ساكن‪:‬‬


‫َم ْس ُؤول – َم ْسؤولية – َم ْشؤوم‪.‬‬

‫ج‪ -‬تكتب اهلمزة عىل األلف‬


‫إذا كانت إحدى احلركتني الفتحة واألخرى السكون‪ ،‬أو الفتحة أيضا‪:‬‬
‫واسأل القرية – هيأة (هيئة)‬
‫َسأل‪َ -‬رأي – ْ‬
‫وعىل وفق اآليت‪:‬‬
‫‪-1‬إذا كانت مفتوحة بعد حرف مفتوح‪:‬‬
‫َسأل – تتَأمل – مكا َفأة ‪ُ -‬مفاجأة‬
‫‪-2‬إذا كانت مفتوحة بعد حرف ساكن‪:‬‬
‫مسألة – مرأة ‪ -‬هيأة‬
‫فجأة – ْ‬
‫ْ‬

‫‪118‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪-3‬إذا كانت ساكنة سبقها حرف مفتوح‪:‬‬


‫َيأخذ‪َ -‬مأمور‪َ -‬بدأت‪َ -‬مأدبة ‪َ -‬شأن‪َ -‬فأس‪َ -‬فأر‬
‫د‪ -‬تكتب اهلمزة مدة فوق ألف‬
‫إذا جاءت بعد فتح أو بعد ساكن وتلتها ألف املد‪ ،‬أو ألف التثنية أو عالمة مجع املؤنث‬
‫السامل (ات)‪.‬‬
‫ظمأان‪ -‬ظمآن‬
‫َ‬ ‫َمأاثر‪ -‬مآثر‬
‫مكافأة‪ -‬مكافأات‪ -‬مكافآت‬ ‫مبدَ أ‪ -‬مبدأان‪ -‬مبدآن‬

‫‪ -‬تكتب اهلمزة منفردة عىل خالف القاعدة إذا كانت‪:‬‬


‫أ‪ -‬مفتوحة بعد ألف ساكنة‪ :‬تسا َءل ‪ -‬تفا َءل‬
‫ب‪ -‬مفتوحة بعد واو ساكنة‪ :‬سمو َءل‪ -‬موبو َءة‪ -‬مملو َءة‪.‬‬

‫رسم اهلمزة التطرفة‪ :‬وتكتب عىل أربعة أوضاع‪:‬‬


‫مفتوحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬رسم اهلمزة املتطرفة عىل األلف‪ :‬إذا كان احلرف الذي قبلها‬
‫يقر ُأ – ابدَ ْأ – صدَ أ – َ‬
‫تبوأ – مبتدَ أ‪.‬‬ ‫َبدَ أ – َم َأل – مبدَ أ – َ‬
‫نالحظ فتحة حرف الدال يف (بدَ أ)‪ ،‬وحركة الالم يف َ‬
‫(مأل)‪ ،‬وهكذا*‪.‬‬

‫ب‪ -‬رسم اهلمزة املتطرفة عىل الواو‪ :‬إذا كان احلرف الذي قبلها مضمو ًما‪:‬‬
‫تكا ُفؤ‪ -‬تبا ُطؤ – لؤ ُلؤ – هت ُيؤ – توا ُطؤ‬
‫حرف اهلمزة وقع يف هناية الكلمة (متطرفة)‪،‬‬
‫َ‬ ‫لو جزأنا الكلامت السابقة لوجدنا‬
‫ألهنا مسبوقة بحرف مضموم‪ ،‬وهو الفاء يف كلمة‬
‫مكتوبة عىل حرف الواو؛ َّ‬
‫(تكافــُؤ)‪ ،‬وحرف الطاء يف كلمة (تباطــُؤ)‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫مكسورا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ت‪ -‬ترسم اهلمزة املتطرفة عىل الياء‪ :‬إذا كان احلرف الذي قبلها‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫مستهزئ – شاطِئ – دافِئ – متأللئ‬
‫ِ‬ ‫الجئ – ِ‬
‫مبتدئ – ِ‬
‫قارئ –‬ ‫ِ‬

‫لو جزأنا الكلامت السابقة لوجدنا حرف اهلمزة وقع يف هناية الكلمة (متطرفة)‪،‬‬
‫ألهنا مسبوقة بحرف مكسور‪ ،‬وهو اجليم يف كلمة‬
‫مكتوبة عىل حرف الياء؛ َّ‬
‫ِ‬
‫(مبتدئ)‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫(الجـِئ)‪ ،‬وحرف الدال يف كلمة‬

‫ث‪ -‬رسم اهلمزة املتطرفة منفردة‪ :‬تكتب منفردة إذا كان احلرف الذي قبلها ساكنًا‬
‫عبء‪.‬‬
‫دفء – ْ‬
‫مرء – ْ‬
‫جزء – ْ‬
‫ضوء – بدْ ء – ْ‬
‫ْ‬

‫جلوء‪.‬‬
‫وضوء – ْ‬
‫ْ‬ ‫خمبوء –‬
‫هدوء – ْ‬
‫ْ‬

‫مريء‪.‬‬
‫ميضء – ْ‬
‫جييء – ْ‬
‫يشء – ْ‬
‫ْ‬
‫صحر ْاء – قض ْاء – م ْاء‪ -‬س ْامء‪ -‬شو ْاء‪ -‬سن ْاء‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ساكن‪ ،‬سواء‬ ‫ٍ‬
‫بحرف‬ ‫أن اهلمز َة جاءت متطرف َة مسبوق َة‬
‫نالحظ ِف األمثلة السابقة‪َّ :‬‬
‫صحيحا‪ ،‬أم حرف عل ًة‪.‬‬
‫ً‬ ‫احلرف‬
‫ُ‬ ‫أكان‬

‫ملحوظة‪ :‬إذا جاءت اهلمزة املتطرفة يف كلمة منصوبة مسبوقة بحرف املد األلف‪،‬‬
‫ال تكتب ألف النصب الفارقة نحو‪ :‬رأيت بنا ًء عاليا‪ ،‬التقيت بصديقتي اليوم وكان‬
‫لقا ًء مجيال‪.‬‬

‫قاعدة‪ :‬إذا اتصلت اهلمزة املتطرفة بعد ساكن بألف تنوين النصب أو ألف التثنية‬
‫تثبت عىل حالتني‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫أ‪-‬عىل الياء‪ :‬إذا كان احلرف الذي قبلها يمكن وصله بام بعدها‪:‬‬
‫دفء دف ًئا ‪ ---‬دفء ‪ +‬ان = دفئان‬
‫عبء عب ًئا ‪ ---‬عبء ‪ +‬ان = عبئان‬
‫يشء شي ًئا ‪ ---‬شيئ ‪ +‬ان = شيئان‬

‫ب‪ -‬منفردة عىل السطر‪ :‬إذا كان احلرف الذي قبلها ال يمكن وصله بام بعدها‪:‬‬
‫مرء مر ًءا مرءان‬ ‫ضوء ضو ًءا ضوءان جزء جز ًءا جزءان‬
‫ج‪ -‬اهلمزة املتطرفة يف األفعال املسندة إىل واو اجلامعة‪:‬‬
‫اهلمزة املتطرفة يف األفعال عند إسناد األفعال املنتهية هبمزة متطرفة إىل واو اجلامعة‬
‫غري ٍ‬
‫قابل لالتصال‪:‬‬ ‫السطر إذا كان ما قبلها َ‬
‫فإهنا تبقى عىل َّ‬
‫ّ‬
‫مثل‪ :‬أضاء‪ -‬أضاءوا شاء‪ -‬شاءوا أفاء‪ -‬أفاءوا‬
‫تدريب‪ :‬الحظ الكلامت اآلتية وكيف كتبت اهلمزة فيها‪:‬‬
‫قراءة‪ ،‬تضا َءل‪ ،‬هوا َءه‪ ،‬عبا َءة‪ ،‬كسا َءان‪ ،‬جرا َءة‪ ،‬جا َءك‪ ،‬سا َءكم‪ ،‬برا َءة‪ ،‬تسا َءل‪،‬‬
‫لعذب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إن هوا َءها‬‫جزا َءان‪ ،‬تشا َءموا‪ ،‬قرا َءات‪ ،‬إضا َءة‪ ،‬جز َأين‪ ،‬هم أصدقاء‪َّ ،‬‬
‫ضو َءان جزاءين‪ ،‬هدو َءه‪ ،‬لن يسو َءه‪ ،‬مقرو َءة‪ ،‬نشوءه‪ ،‬جلو َءك)‪.‬‬
‫تطبيقات‪:‬‬
‫ِ‬
‫اهلمزة عىل الشكل الذي تراه فيام يأيت‪:‬‬ ‫التطبيق األول‪ :‬بني سبب ِ‬
‫كتابة‬ ‫َ‬

‫يشء – ُظ َؤار – َد ْافِئ – َس َ ْامء – ظِ ْئر ‪ -‬هت ُّيؤ – ملجآن ‪ -‬ظؤور – ت ََأنَّى‪.‬‬
‫امرؤ – ع َط ْاء – َ ْ‬
‫ُ‬
‫التطبيق الثاين‪ :‬م ريز مهزة الوصل من مهزة القطع يف النصني اآلتيني مب رينا السبب‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ِ‬
‫اللغة‬ ‫َ‬
‫ألفاظ‬ ‫أول عاملٍ عريب وضع معجام مجع ِ‬
‫فيه‬ ‫‪ -1‬اخلليل بن أمحد الفراهيدي ُ‬
‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ِ‬
‫العربية عىل نظام تقليبات اجلذر الواحد؛ وبعقلية رياضية َّ‬
‫فذة أبدع يف مجع املستعمل‬
‫من ألفاظ العربية واملهمل‪.‬‬
‫الوقوع يف اخلطأ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فإهنا جتن ُبك‬
‫استمع إىل نصيحة والديك؛ َّ‬
‫ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫بم يرتبط رسم اهلمزة املتوسطة؟‬
‫التطبيق الثالث‪َ :‬‬
‫رسم التــــاء الربوطة والفتوحة ِف آخر الكلمة‬
‫أ‪ -‬رسم التاء الربوطة (الدورة أو القصية)‬
‫التاء املربوطة‪ :‬هي التاء التي تقع آخر االسم وتلفظ هاء عند الوقف عليها وتكون‬
‫يف األسامء فقط وال تكون يف األفعال أو احلروف أبدا‪.‬‬
‫مواضع كتابتها‪:‬‬
‫‪ -1‬يف كل اسم علم إذا كان ما قبلها مفتوحا‪:‬‬
‫فاطمة – حكمة ‪ -‬نعمة – رمحة – دراية ‪ -‬محزة‪.‬‬
‫‪ -2‬يف كل اسم مفرد ينتهي بتاء قبلها ألف مشتق من فعل معتل‪:‬‬
‫برى ‪ -‬مِّباة قىل ‪ -‬مقالة‬
‫حما ‪ -‬ممحاة شوى ‪ -‬مشواة‬
‫كوى – مكواة‬
‫‪ -3‬يف مجع تكسري االسم املنقوص؛ إذ ينتهي بتاء قبلها ألف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫قاض ‪ -‬قضاة هادي ‪ -‬هداة‬
‫ساعي ‪ -‬سعاة راوي ‪ -‬رواة‬
‫واعي ‪ -‬وعاة باين ‪ -‬بناة‬

‫‪122‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪ -‬هناك بعض األسامء كتبت بتاء مفتوحة عىل خالف القاعدة العربية‪:‬‬
‫نشأت – حكمت – نعمت ‪ -‬رفعت‬
‫وتسمى بالتاء الرتكية عىل ما يلفظه األتراك‪:‬‬
‫دولت – عنايت – حكومت – عدالت‬

‫ب‪ -‬رسم التاء الفتوحة (الطويلة) وتكون ِف األسامء واألفعال واحلروف ومن‬
‫خصائصها ال تلفظ ((هاء)) عند الوقوف عليها وإنام تظل تاء‪.‬‬
‫مواضع كتابتها‪:‬‬
‫‪ِ -1‬ف األسامء‪:‬‬

‫أ‪ -‬مجع املؤنث السامل وامللحق به‪:‬‬


‫العراقيات‪-‬املهندسات‪ -‬أوالت – ذوات ‪-‬عرفات‬

‫ب‪ -‬يف األسامء التي تاؤها أصلية‪:‬‬


‫بيت ‪ -‬أبيات ‪ -‬وقت – أوقات‪ ،‬م ريت ‪ -‬أموات‬

‫ج‪ -‬يف أسامء األماكن والبلدان ويف األعالم األجنبية‪:‬‬


‫هيت‪ -‬تكريت‪ -‬جوليت – جانيت ‪ -‬أوديت – انطوانيت – بريوت ‪ -‬حرضموت‪.‬‬

‫‪ِ -2‬ف األفعال‬


‫أ‪ -‬تاء الرفع املتصلة بالفعل املاض‪:‬‬
‫تعلمت ‪ -‬كت ْبت ‪ -‬أرس ْلت ‪ -‬راس ْلت ‪ -‬جاهدْ ت ‪ْ -‬فزت‪.‬‬
‫ْ‬
‫ب‪ -‬تاء التأنيث الساكنة املتصلة بالفعل املاض‪:‬‬
‫تعلمت – كتبت ‪ -‬أرسلت‪ -‬راسلت – جاهدت ‪ -‬فازت‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ِ -3‬ف األحرف‪ :‬ليت‬


‫صح الوقوف عليها ولفظها هاء‬ ‫قاعدة‪ :‬تكتب التاء مربوطة ْ‬
‫إن َّ‬
‫طلحة‪ ،‬طلحه ‪ -‬رمحة‪ ،‬رمحه‬
‫وتكتب مفتوحة إن تعذر لفظها هاء؛ إذ ال معنى هلا حينئذ‪:‬‬
‫(بيت‪ ،‬بيه) – (وقت‪ ،‬وقه)‪.‬‬

‫رسم األلف اللينة‬


‫‪123‬‬

‫‪-‬األلف اللينة‪ :‬هي امتداد صويت ينشأ عن إشباع الفتحة فوق احلرف الذي قبلها‪،‬‬
‫وهي تقع يف وسط الكلمة‪ ،‬مثل‪ :‬قال‪ ،‬ساعة‪ ،‬باب‪ ،‬ويف آخرها‪ ،‬مثل‪ :‬دعا‪ ،‬رمى‪،‬‬
‫مصطفى‪ ،‬مستشفى‪ ،‬وال تقبل احلركات؛ وهلذا تُقدَّ ر عليها حركات اإلعراب‪ ،‬إذا‬
‫كانت يف آخر الكلمة املعربة‪.‬‬

‫عارضا‪ ،‬فاألصيل نحو‪:‬‬


‫ً‬ ‫فاملتوسطة‪ :‬ترسم ألفا قائمة سوا ًء أكان أصليا توسطها أم‬
‫ساء – كتاب – قناة – جاء‪.‬‬

‫والعارض نحو إالم؟ عالم؟ أصلها إىل ‪ +‬ما االستفهامية‪ ،‬عىل ‪ +‬ما االستفهامية‪.‬‬

‫واملتطرفة‪ :‬تنقسم عىل قسمني‪:‬‬


‫مقصورة ورسمها‪( :‬ى) مثل‪ :‬فتى‪ -‬رمى‪ -‬مصطفى‪ -‬مستشفى‪ -‬أعىل‪ -‬إىل‪.‬‬
‫وقائمة ورسمها (ا) مثل‪ :‬عصا ‪ -‬حييا – دعا – عفا‪.‬‬

‫‪ )123‬اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل‪ :‬محمد علي السَّراج‪ ،‬مراجعة‪:‬‬
‫خير الدين شمسي باشا‪ ،‬دار الفكر – دمشق‪ ،‬ط‪ :‬الأولى‪ 1403 ،‬ه ‪ 1983 -‬م‪.147 .‬‬

‫‪124‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫األلف القصورة‪:‬‬
‫تكتب األلف يف كل كلمة ثالثية عدد حروفها ثالثة ممدودة أي قائمة إذا كان أصلها‬
‫(واو) وتكتب مقصورة (بصورة الياء) إذا كان أصلها ياء‬

‫ا‪ِ -‬ف األفعال‪ :‬عدا أصلها يعدو ‪ -‬سام أصلها يسمو دعا أصلها يعدو ‪ -‬مشى‬
‫أصلها يميش سقى أصلها يسقي ‪ -‬سعى أصلها سعيا ‪ -‬رمى أصلها يرمي‬
‫ملحوظة‪ :‬يف اللغة أفعال ثالثية آخرها ألف‪ ،‬وهذه األلف منقلبة عن واو يف لغة‪،‬‬
‫واوا أو ياء مثل‪ :‬نام‪ ،‬نمى‪ ،‬فاملضارع‬
‫وعن ياء يف لغة أخرى؛ وهلذا جيوز رسم ألفها ً‬
‫ينمو‪ ،‬وينمي‪ ،‬ولكن األحسن أن تكتب عىل أكثر اللغتني استعامال ‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫ب‪ِ -‬ف األسامء العربة ‪:‬‬


‫‪125‬‬

‫‪ -1‬تكتب ألفا إذا كان االسم ثالثيا‪ ،‬وكانت األلف منقلبة عن واو مثل‪( :‬احلجا‪-‬‬
‫الربا‪ ،‬العصا‪ ،‬العال‪ ،‬القفا‪( ،‬أل املعرفة ال حتسب من أحرف‬
‫العقل)‪ ،‬الذرا‪ُّ ،‬‬
‫الكلمة)‪ .‬شذا – صبا – سنا – خطا‪.‬‬
‫‪ -2‬تكتب ياء يف االسم الثالثي وهي منقلبة عن ياء‪ ،‬مثل‪ :‬دمى‪ ،‬فتى‪ِ ،‬‬
‫القرى‪ُ ،‬ق َرى‪،‬‬
‫َقرى‪ ،‬منى‪ ،‬هدى‪ ،‬نوى‪ ،‬اهلوى‪ ،‬الرسى‪ ،‬أذى‪ ،‬مدى‪ ،‬أسى‪ ،‬ندى‪.‬‬

‫‪ -3‬تكون يف اسم أحرفه أكثر من ثالثة وليس قبل األلف يا ٌء مثل‪ :‬برشى‪ ،‬بلوى‪،‬‬
‫ترتى‪ ،‬جدوى‪ ،‬جرحى‪ ،‬ذكرى‪ ،‬سلوى‪ ،‬رصعى‪ ،‬صغرى‪ ،‬طوبى‪ ،‬كِّبى‪ ،‬ليىل‪،‬‬
‫مسمى‪ ،‬منتدى‪ ،‬مصطفى‪ ،‬مستدعى‪ ،‬مستشفى‪.‬‬
‫مر ّبى‪ّ ،‬‬

‫‪ )124‬ينظر‪ :‬الاملاء والترقيم في الكتابة العربية‪.73 :‬‬


‫‪ )125‬الاملاء والترقيم في الكتابة العربية‪.70 :‬‬

‫‪125‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -‬وتكتب ياء يف األسامء األعجمية (موسى‪ -‬عيسى‪ -‬كرسى‪ -‬بخارى)‪.‬‬


‫شِّبا)‬
‫وما عداها كتبت باأللف‪ ،‬نحو‪( :‬زليخا‪ -‬يافا‪ -‬بنْها – ْ‬
‫فإن كان قبل األلف ياء رسمت األلف اللينة ألفا ممدودة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ثريا‪ ،‬دنيا‪ ،‬خطايا‪ ،‬رعايا‪ ،‬زوايا‪ ،‬سجايا‪ ،‬قضايا‪ ،‬هدايا‪ ،‬منايا‪.‬‬
‫أحيا‪ -‬استحيا‪ -‬دنيا‪ -‬رزايا‪ -‬خطايا– سجايا‪ -‬هدايا‪ -‬مرايا‪ -‬باليا‪ -‬رؤيا‪ -‬حييا‬

‫ملحوظة‪ :‬إذا كانت الكلمة علام فرتسم األلف ياء‪ ،‬مثل‪ :‬حييى للتفرقة بني االسم‬
‫والفعل‪ :‬حييا‪.‬‬

‫ِف األسامء البنية‪ :‬ترسم ألفا يف األدوات‪ :‬إذا الظرفية‪ ،‬مهام‪ ،‬حيثام‪ ،‬كيفام‪ ،‬ما‬
‫االسمية‪ ،‬ومثل الضامئر‪ :‬أنا‪ ،‬نا‪ ،‬أنتام‪ ،‬مها‪ ،‬ويف أسمي اإلشارة‪ :‬هذا‪ ،‬هنا‪ ،‬ما عدا‬
‫مخسة أسامء هي‪ :‬لدى‪ ،‬أنى‪ ،‬متى‪ ،‬أوىل‪ :‬اسم إشارة للجمع القريب‪ ،‬األُىل*‪:‬‬
‫االسم املوصول‪ ،‬فتكتب أل ُفها ياء‪.‬‬

‫ِف احلروف‪ :‬ترسم ألفا مثل‪ :‬إذا الفجائية‪ ،‬إذما‪ ،‬إال‪ ،‬أال‪ ،‬أ َما‪ِ ،‬أ ّما‪ ،‬أيا‪،‬‬
‫جر يف االستثناء‪ ،‬لوال‪ ،‬لوما‪ ،‬ما‪ :‬احلرفية‪،‬‬
‫(حاشا‪ ،‬خال‪ ،‬عدا) إذا عُدَّ ت حروف ر‬
‫ها‪ :‬التنبيهية‪ ،‬يا للنداء‪ ،‬ما عدا أربعة أحرف هي‪ :‬إىل‪ ،‬بىل‪ ،‬حتى‪ ،‬عىل‪ ،‬فألفها‬
‫ترسم ياء‪.‬‬

‫هناك كلامت متشاهبة يف الرسم(الكتابة)؛ ولكن خمتلفة من ناحية املعنى مثال‪:‬‬


‫الكلمة الكتوبة باأللف المدودة‬ ‫الكلمة الكتوبة باأللف القصورة‬
‫حاشا‪ :‬إذا كانت أداة استثناء‬ ‫حاشى‪ :‬إذا كانت فعال‬
‫فاز املتسابق حاشا أخيك‬ ‫(حاشى هلل)‬

‫‪126‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫البكا‪ :‬الصوت مع البكاء‬ ‫البكى‪ :‬دموع وخروجها‬


‫عصا‪ :‬العود‬ ‫مترد من العصيان‬
‫عىص‪َّ :‬‬
‫الرحا‪ :‬اآللة التي تطحن هبا احلنطة والشعري‬
‫َّ‬ ‫الرحى‪ :‬رحى احلرب أي حومتها‬

‫سبب رسم األلف اللينة عىل الشكل الذي تراه‪.‬‬


‫تطبيق‪ :‬ربني َ‬
‫الجموعة األوىل‪ :‬بدا‪ ،‬تال‪ ،‬جفا‪ ،‬جال‪ ،‬خال‪ ،‬دنا‪ ،‬ربا‪ ،‬سطا‪ ،‬سام‪ ،‬صفا‪ ،‬طفا‪ ،‬عدا‪،‬‬
‫عال‪ ،‬غدا‪ ،‬غزا‪ ،‬قسا‪ ،‬كبا‪ ،‬كسا‪ ،‬هلا‪ ،‬حما‪ ،‬نجا‪.‬‬
‫الجموعة الثانية‪ :‬أبى‪ ،‬أتى‪ ،‬أوى‪ ،‬بغى‪ ،‬ثوى‪ ،‬جرى‪ ،‬جزى‪ ،‬حكى‪ ،‬محى‪ ،‬حوى‪،‬‬
‫درى‪ ،‬روى‪ ،‬رسى‪ ،‬سعى‪ ،‬سقى‪ ،‬شفى‪ ،‬شوى‪ ،‬طىل‪ ،‬طوى‪ ،‬عوى‪ ،‬غوى‪ ،‬فدى‪،‬‬
‫قض‪ ،‬قىل‪ ،‬كوى‪ ،‬مشى‪ ،‬نوى‪ ،‬هدى‪ ،‬هوى‪.‬‬
‫الجموعة الثالثة‪ :‬أبدى‪ ،‬أجرى‪ ،‬أجىل‪ ،‬أخىل‪ ،‬أدمى‪ ،‬أردى‪ ،‬أسدى‪ ،‬أشقى‪ ،‬أضنى‪،‬‬
‫سمى‪ ،‬بارى‪ ،‬جارى‪ ،‬غادى‪ ،‬غاىل‪،‬‬
‫أغفى‪ ،‬أفنى‪ ،‬أقىص‪ ،‬ألقى‪ ،‬أمض‪ ،‬ر َّبى‪ ،‬زكَّى‪َّ ،‬‬
‫نادى‪ ،‬ناجى‪ ،‬واىل‪ ،‬اهتدى‪ ،‬انتمى‪ ،‬التقى‪ ،‬استوى‪ ،‬اصطفى‪ ،‬اشرتى‪ ،‬افتدى‪،‬‬
‫ارتقى‪ ،‬استثنى‪ ،‬اسرتعى‪ ،‬اسرتىض‪ ،‬استعىل‪ ،‬استهدى‪ ،‬استوىل‪ ،‬أحيا‪ ،‬أعيا‪.‬‬
‫الضاد والظاء ِف الكلمة العربية‬
‫اهتم العرب بسالمة لغتهم وضبطها واحلفاظ عىل نطق أصواهتا سليمة وفصيحة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ومل ِ‬
‫جيد الباحثون حرو ًفا يف اللغة العربية يصعب التفريق بني أصواهتا لف ًظا وكتابتها‬
‫يصعب عليهم التفريق؛ ألهنم‬
‫ُ‬ ‫(خ ًطا) سوى (الضاد والظاء) َّ‬
‫وإن العرب االوائل ال‬
‫يف عهد السليقة أو عىل قرب منها ومل حيدث اللبس يف كتابتهام إال بعد أن ابتعد‬
‫العرب عن جزيرهتم واختلطوا بغريهم من القوميات فاستعىص التمييز بني‬
‫(الضاد والظاء) عىل أحفادهم‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫إن التمييز بني الكلامت ذوات الضاد والكلامت ذوات الظاء‪ ،‬ال يكون بالنقل‬
‫والسامع ومن ثم كانت الصعوبة يف ضبطها‪ ،‬لوال أن الكلامت املكتوبة بالظاء قليلة‪،‬‬
‫يمكن حرصها وما عداها ُيكتب بالضاد ‪:‬‬
‫‪126‬‬

‫‪ -‬البظ‪ :‬السمني الناعم‪ ،‬وكذا البظيظ‪ ،‬ويقال بظ أي غليظ‪.‬‬


‫‪ -‬هبظه األمر يبهظه هبظا‪ :‬غلبه‪ ،‬وهبظه احلمل ثقل عليه‪ ،‬الباهظ‪ :‬الثقيل يقال أمر‬
‫باهظ‪ ،‬أي‪ :‬شاق ثقيل ومؤنثه باهظة‬
‫‪ -‬البيظ‪ :‬بيظ النمل خاصة‪ ،‬وما عداه يكون بالضاد (بيض)‪.‬‬

‫(ج)‬
‫‪ -‬جحظت عينه جتحظ جحوظا‪ :‬خرجت مقلها أو عظمت‪ ،‬جحظت إليه‪ :‬حدد‬
‫النظر إليه‪ ،‬اجلحاظة‪ :‬سواد العني‪.‬‬

‫(ح)‬
‫‪ -‬احلظر‪ :‬املنع‪ ،‬حظر املال‪ :‬حبه‬
‫‪ -‬احتظر‪َ :‬ع ِم َل حظرية لنفسه‪ ،‬احتمى‪ ،‬قال تعاىل يف سورة القمر‪ :‬إنَّا َأ ْر َس ْلنَا َع َل ْيه ْم‬
‫((‬

‫أي‪ :‬كالشجر اليابس املتكرس الذي يتخذه‬ ‫))‪127‬‬


‫َص ْي َح ًة َواحدَ ًة َفكَانموا ك ََهشيم الْم ْحتَظر‬
‫من يعمل احلظرية‪ ،‬واملحظور‪ :‬املمنوع واملحرم‪ ،‬ويقابله املباح‪ ،‬ومنه يف سورة بني‬
‫‪128‬‬
‫حم مظ ً‬
‫ورا))‬ ‫ك َْ‬ ‫َان َع َط م‬
‫اء َر ِّب َ‬ ‫ارسائيل‪(( :‬ك امال نممدُّ َه مؤ َالء َو َه مؤ َالء م ْن َع َطاء َر ِّب َ‬
‫ك َو َما ك َ‬

‫‪ )126‬ينظر‪ :‬اللسان‪( :‬بحسب كل مادة من المواد الآتية)‪.‬‬


‫‪ )127‬القمر‪.31 :‬‬
‫‪ )128‬الإسراء‪.20 :‬‬

‫‪128‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫أي‪ :‬مقصور عىل طائفة من دون أخرى ممنوعا‪ ،‬أي ال ُحيظر يف الدنيا عن مؤمن وال‬
‫كافر تفضيال‪.‬‬

‫ُّ‬
‫احلظ‪ :‬النصيب والبخت‪ ،‬ويف سورة النساء قال تعاىل‪(( :‬يوص ْيكمم اهللم ِف أوالدكم‬
‫مثل ِّ‬
‫حظ األنثيني)) أي‪ :‬للذكر نصيب من اإلرث بمقدار نصيب اثنني من‬ ‫للذكر م‬
‫اإلناث‪ - .‬احلظوة‪ :‬الرفعة واملكانة‪.‬‬

‫‪ -‬احلظي‪ :‬هو من أحبه الناس ورفعوا منزلته (املحظوظ)‪.‬‬


‫‪ -‬حفظه حيفظه حفظا‪ :‬حرسه ومنعه من الضياع‪ ،‬حفظ املال‪ :‬رعاه‪.‬‬
‫‪ -‬احلنظل‪ :‬نبت يمتد عىل االرض وهو شديد املرارة‪.‬‬

‫(ش)‬
‫الشظف‪ :‬خشونة العيش وشظف السهم‪ :‬دخل بني اجللد واللحم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫شواظ من نار ونحاس فال‬ ‫اللهب بال دخان‪ ،‬قال تعاىل‪(( :‬يرسل عليكام‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬الشواظ‪:‬‬
‫تنتْصان))‬
‫‪-‬الشظية‪ :‬القوس وعظم الساق وكل فلقة من يشء‪ :‬التي تتشظى عند التكسري‪.‬‬

‫(ظ)‬
‫‪ -‬ظئر‪ :‬املرضعة لغري ولدها‪ ،‬والظئر‪ :‬ركن القرص‪ ،‬واجلمع‪ :‬أظؤر وأظآر‪ ،‬وظؤور‪.‬‬
‫‪-‬الظبظاب‪ :‬الداء‪ ،‬املرض‪ .‬والصياح واجللبة‪.‬‬
‫‪-‬الظبي‪ ،‬والظبية‪ :‬وتستعار للفتاة الشابة‬
‫‪-‬الظرف‪ :‬الوعاء‪ ،‬الظرافة‪ :‬الِّباعة والذكاء وهو ظرف وهم ظرفاء‬
‫‪-‬الظعن‪ :‬االرحتال‪ ،‬والظعينة‪ :‬اهلودج واملرأة فيه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪-‬الظفر‪ :‬االنتصار والفوز‬


‫‪-‬الظل‪ :‬الفيء قبل الزوال‪ .‬وجلس حتت ظل الشجرة أي حتت فيئها‪.‬‬
‫الظلف‪ :‬ما غلظ من األرض‪ ،‬والشدة يف املعيشة‪.‬‬
‫‪-‬الظلم‪ :‬اجلور والبغي والظامل‪ :‬اجلائر‬
‫‪-‬الظالم‪ :‬سواد الليل‬
‫‪-‬الظمأ‪ :‬العطش‪ ،‬الظمياء‪ :‬النحيفة الرشيقة‪ ،‬الظمى‪ :‬سمرة الشفتني‪.‬‬
‫‪-‬الظن‪ :‬إدراك الذهن اليش َء مع ترجيحه‪ ،‬والظنة‪ :‬التهمة‪ ،‬ومظنة‪ :‬املوضع قيل‪:‬‬
‫َ‬
‫بحث عن املفاتيح يف مظاهنا‪.‬‬
‫‪-‬الظهر‪ :‬وقت الظهر‪ ،‬منتصف النهار‪ ،‬الظهر‪ :‬خالف البطن‪ .‬ظهر اليشء‪ :‬برز بعد‬
‫اخلفاء‪ :‬أظهره أبرزه‪ .‬استظهر القصيدة حفظها‪ ،‬الظهري‪ :‬املعني‪ ،‬استظهر به‪ :‬استعان‬
‫به‬

‫(ع)‬

‫‪ -‬عظم‪ :‬خالف صغر فهو عظيم‪ ،‬والعظمة‪ :‬الرقعة والسمو‪ ،‬العظم ما عليه اللحم‬
‫يف جسم اإلنسان واحليوان‬
‫‪-‬العظيمة‪ :‬النار‪ ،‬معظم اليشء‪ :‬أكثره‪ ،‬األعظمية سميت هبذا االسم نسبة إىل اإلمام‬
‫األعظم أيب حنيفة وهي قضاء يف بغداد‪.‬‬
‫عكاظ‪ :‬عكظ به‪ :‬حبسه‪ ،‬تعاكظ القوم‪ :‬تفاخروا‪ ،‬عكاظ اسم سوق بناحية مكة‪.‬‬
‫‪-‬العظ‪ :‬لأليام واحلروب تقول‪ :‬عظته احلرب‪ :‬علمته ُّ‬
‫وكل عظ باإلنسان فهو‬
‫بالضاد (عض)‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫(غ)‬
‫‪ -‬غلظ‪ :‬ضد رق وغلظ الرجل‪ ،‬اشتد وصعب ومنه قوله تعاىل‪(( :‬ولو كنت ف اظا‬
‫َ‬
‫غليظ القلب النفضوا من حولك))‪.‬‬
‫‪-‬غيظه‪ :‬محله عىل الغيظ‪ ،‬واغلظ له القول‪ :‬عنفه‪ ،‬استغلظ‪ :‬صار غليظا‪ ،‬الغلظة‪:‬‬
‫الشدة‪.‬‬
‫(ف)‬
‫‪ُّ -‬‬
‫الفظ من الرجال‪ :‬الغليظ القايس خشن الكالم‪ ،‬فاظ الرجل‪ :‬مات‪.‬‬
‫‪ -‬الفظاعة‪ :‬جماوزة احلدر من القبح‪.‬‬

‫(ق)‬
‫‪ -‬قاظ اليوم‪ :‬اشتد حره‪ :‬يوم قائظ شديد احلر‪ ،‬قيظ القوم باملكان‪ :‬أقاموا به‪ ،‬القيظ‪:‬‬
‫احلر‪.‬‬
‫شدة ر‬
‫‪ -‬قرظه‪ :‬مدحه حيا بحق أو باطل‪ ،‬التقريظ مدح احلي بحق أو باطل‪ ،‬تقارظا‬
‫متادحا‪ ،‬بنو قريظة‪ :‬قبيلة من هيود يثرب‪.‬‬

‫(ك)‬
‫كظ الغيظ صدره‪ :‬مأله‪َّ ،‬‬
‫اكتظ املحل‪ :‬امتأل من الناس‪،‬‬ ‫َّ‬
‫كظم غيظه‪ :‬كتمه فهو كاظم والكاظمية من أقضية بغداد‪.‬‬

‫(ل)‬
‫اللحظة والالحظة‪ :‬العني‪ِ ،‬حلظ اليه‪ :‬نظر إليه‪ ،‬حلاظ العني‬
‫‪ -‬حلظ‪ :‬الحظ‪ :‬راقب ِ‬
‫َ‬
‫مؤخرها‪.‬‬
‫الحظه مالحظة‪ :‬رعاه‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -‬لظى‪ :‬اللظى هلب النار ومن أسامء جهنم‪ .‬قال تعاىل‪(( :‬كال إَّنا لظى نزاعة‬
‫للشوى))‪.‬‬
‫‪ -‬لفظ‪ :‬تلفظ‪ :‬نطق‪ ،‬اللفظ‪ :‬الكالم والالفظ وامللفوظ‪ :‬الناطق واملنطوق‪ .‬واللفظ‬
‫أيضا بياض يف شفة الفرس‬
‫‪-‬ملظ‪ :‬تلمظ‪ :‬أخرج لسانه فمسح به شفتيه‪ .‬تتبع بلسانه بقية الطعام بني أسنانه‪.‬‬

‫(ن)‬
‫‪-‬نظره‪ :‬أبرصه‪ ،‬نظر بني الناس‪ ،‬حكم وقض‪ ،‬جادله‪ ،‬املناظرة املجادلة واملناقشة‪،‬‬
‫الناظر املبعد‪ :‬النظر البرص‪.‬‬
‫‪-‬نظم‪ :‬مجع ونظم الشعر‪ ،‬ألفه‪ ،‬نظم القوائم‪ ،‬رتَّبها‪ ،‬املنظوم‪ :‬الكالم املوزون‪،‬‬
‫النظام‪ :‬ما انتظم من األمور‪.‬‬
‫(و)‬
‫‪-‬واظب‪ :‬واظب عىل األمر‪ ،‬استمر عليه‪ ،‬املواظبة‪ :‬االستمرار والدوام‪.‬‬
‫‪-‬وظف‪ :‬أعطاه وظيفة‪ .‬الوظيفة‪ :‬املنصب‬
‫‪-‬وعظ‪ :‬نصح‪ ،‬اتعظ‪ :‬قبل املوعظة‪ ،‬الواعظ‪ :‬الناصح ‪ -‬العظة‪ :‬املواعظة‪ :‬كالم‬
‫الناصح‪.‬‬
‫(ي)‬
‫‪-‬يقظ اليقظة نقيض النوم ورجل يقظ‪ :‬أي حذر وفطن أيقظه‪ :‬نَّبه‪ ،‬تيقظ‪ ،‬استيقظ‪:‬‬
‫صار يقظا‪.‬‬
‫صحيحا؟‬
‫ً‬ ‫رسام‬
‫تطبيق‪ :‬ميز هل رسم حرفا الضاد والظاء يف العبارات اآلتية ً‬

‫‪132‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪ -1‬القاظي حيكم بالعدل‪ .‬والفعل منه قظى يقظي‬


‫‪ -2‬اليقضان نعت واألنثى منه يقض واجلمع أيقاض ويقاىض‪.‬‬
‫الرجل‪ :‬امرأته‪ .‬واجلمع‪ :‬ضعائن وضعن‬
‫‪ -3‬الضعينة اهلودج‪ ،‬ويقال‪ :‬ضعينة ّ‬
‫وأضعان‪.‬‬
‫َّ‬
‫وضل‪ :‬تاه وض َّيع الطريق‪.‬‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫ظل‪ :‬استمر‪،‬‬
‫لش ِ‬
‫عر تُظ َفر ُقواها َف ِه َي ظفرية‬ ‫ٍ‬
‫خصلة من ُخ َصل ا ّ‬ ‫‪ -5‬الضفر‪ :‬الفوز‪ ،‬والظفرية‪ :‬كل‬
‫عها ظفائر‪.‬‬
‫َو َمج َ‬
‫ِ‬
‫الشك‪ ،‬وال رظ ّل‪ :‬س ْ ُ‬
‫رت َّ‬
‫الش ْمس َعنْك‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -6‬ال ّظ ّن‪َ :‬و ُه َو‬
‫الفيظ‪ :‬مصدر الفعل فاظت نفسه‪ ،‬إذا مات‪ ،‬وفاض النهر عال ماؤه‪.‬‬
‫المبحث الثان‪ :‬عالمات ر‬
‫التقيم‬ ‫ي‬
‫العالمة لغة‪ :‬العالمات مجع " عالمة "‪ ،‬ما ينصب يف الطريق فيهتدى به كام يف‬
‫اللسان ‪ ،‬وا ّلرقم والرتقيم‪ :‬تعجيم الكتاب‪ ،‬ور َّقم الكتاب ير رقمه ب َّينه‪ ،‬ورقمت‬‫‪129‬‬

‫اليشء أعلمته بعالمة متيزه من غريه‪.‬‬

‫أما اصطالحا‪ :‬فالرتقيم يف الكتابة هو‪ :‬وضع رموز اصطالحية معينة بني اجلمل أو‬
‫الكلامت؛ لتحقيق أغراض تتصل بتيسري عملية اإلفهام من جانب الكاتب‪ ،‬وعملية‬
‫الفهم عىل القارئ‪ ،‬ومن هذه األغراض حتديد مواضع الوقف؛ ينتهي املعنى أو جزء‬
‫منه‪ ،‬واإلشارة إىل انفعال الكاتب يف سياق االستفهام‪ ،‬أو التعجب‪ ،‬ويف معارض‬
‫االبتهاج‪ ،‬أو االكتئاب‪ ،‬أو الدهشة أو نحو ذلك‪ ،‬وبيان ما يلجأ إليه الكاتب من‬

‫‪ )129‬اللسان‪ :‬مادة (رقم)‬

‫‪133‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫تفصيل أمر عام‪ ،‬أو توضيح يشء مبهم‪ ،‬أو التمثيل حلكم مطلق؛ وكذلك بيان‬
‫وجوه العالقات بني اجلمل؛ فيساعد إدراكها عىل فهم املعنى‪ ،‬وتصور األفكار ‪.‬‬
‫‪130‬‬

‫وهو أيضا‪ :‬وضع عالمات خاصة يف أثناء الكتابة‪ ،‬لتقسيم أجزاء اجلملة أو لفصل‬
‫اجلملة ومتييزها من بعضها لين ربه عىل مواضع الوقف أو إىل رضورة تغيري النِّبات‬
‫الصوتية عند القراءة بام يناسب املعنى‬
‫ٍ‬
‫معان‬ ‫إذن أي نص ‪ -‬سواء أكان علم َّيا أم أدبيا ‪ -‬يتألف من مجل وتراكيب لغوية هلا‬
‫حمددة تربط بينها عالمات أو إشارات معينة تعني القارئ عىل زيادة فهم املقروء‬
‫ومتييز مجلة من أخرى يف اللفظ واملعنى وتسمى هذه العالمات عالمات الرتقيم‪.‬‬

‫يعدُّ أمحد زكي باشا أول من وضع عالمات الرتقيم يف اللغة العربية (ت‪:‬‬
‫‪1934‬م)‪ ،‬وأضافها إىل اللغة العربية‪ ،‬وث ّبـت أسسها وقواعدها وتوضيحها‪ ،‬وقد‬
‫مجع عمله هذا يف رسالة أسامها الرتقيم وعالماته يف اللغة العرب ّية‪ ،‬والتي نرشها يف‬
‫عام ‪ 1911‬للميالد‪.‬‬
‫دواعي احلاجة إىل عالمات الرتقيم‬
‫مثلام يستعمل املتحدث يف أثناء كالمه بعض احلركات اليدوية‪ ،‬أو يعمد إىل تغيري يف‬
‫قسامت وجهه‪ ،‬أو يلجأ إىل التنويع يف نِّبات صوته؛ ليضيف إىل كالمه قدرة عىل‬
‫دقة التعبري‪ ،‬وصدق الداللة‪ ،‬وإجادة الرتمجة ملا يريد بيانَه للسامع‪ ،‬كذلك حيتاج‬
‫الكاتب إىل استعامل عالمات الرتقيم؛ لتكون بمنزلة هذه احلركات اليدوية‪ ،‬وتلك‬
‫وضع عالمة من عالمات‬
‫ُ‬ ‫النِّبات الصوتية‪ ،‬يف حتقيق الغايات املرتبطة هبا‪ ،‬وال جيوز‬
‫الرتقيم يف أول السطر‪ ،‬إال عالمة التنصيص والقوسني‪.‬‬

‫‪ )130‬ينظر‪ :‬مناهج البحث في اللغة‪ ،205 :‬الاملاء والترقيم في الكتابة العربية‪95 :‬‬

‫‪134‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫فالعالمات (‪ ،‬؛‪ : .‬؟ !) ال توضع يف أول الكالم‪ ،‬وهذا يعنى أهنا ال توضع يف أول‬
‫السطر‪.‬‬
‫وعالمات الرتقيم ِف العربية هي ‪:‬‬
‫‪131‬‬

‫‪ .1‬النقطة‪ :‬وتوضع يف هناية اجلملة التامة املعنى سواء أكانت مجلة مثبتة أو منفية أو‬
‫أيضا عالمة‬
‫أمر‪ ،‬وكذلك بعد معظم الكلامت املخترصة يف معظم اللغات‪ ،‬وتسمى ً‬
‫الوقف‪.‬‬

‫‪ .2‬النقطتان‪ :‬تُرسامن هكذا (‪ ):‬وتوضعان بعد القول‪ ،‬وقبل األمثلة التي توضح‬
‫املقسم مثل‪ :‬ينقسم الكالم‬
‫فكرة أو قاعدة‪ ،‬أو الكالم املنقول‪ ،‬أو توضع بعد الكالم َّ‬
‫إىل ثالثة أقسام‪ :‬اسم وفعل وحرف‪ ،‬أو بعد الكالم املجمل بعد تفصيل مثل‪ :‬العقل‬
‫شكرها‪.‬‬
‫النعم التي ال ُحيىص ُ‬
‫ُ‬ ‫والصحة والعلم واملال والبنون‪ :‬تلك هي‬

‫‪ .3‬الفاصلة‪ :‬وتوضع بني اجلمل املتتابعة‪ ،‬وبني أقسام اليشء‪ ،‬تُوضع بعد الكلامت‬
‫جلمل الفرع َّية الواردة بشكل متسلسل مثل فصل كل مفردة يف‬
‫أو العبارات أو ا ُ‬
‫التسلسل مثل يناضل‪ ،‬يبحث‪ ،‬يعثر؛ كذلك فصل أجزاء التقويم‪ ،‬أو العنوان‪ ،‬أو‬
‫االسم‪..‬‬
‫‪ .4‬الفاصلة النقوطة (؛)‪ :‬وتوضع بني اجلملتني التي تكون إحدامها سب ًبا يف‬
‫األخرى تكون يف الوقف الكايف‪ ،‬وهو الوقف الذي يكون بسكوت املتكلم‪ ،‬أو‬
‫القارئ سكوتا جيوز معه التنفس‪ ،‬مثل‪ :‬خري الكالم ما قل ودل؛ ومل َي ُطل ف ُيمل‪.‬‬
‫الَّش َطة (‪ :)-‬وتوضع بني العدد واملعدود‪ ،‬وبني ركني اجلملة إذا طال الركن‬
‫‪ْ َّ .5‬‬
‫األول وب ُعدَ عن الثاين وتسمى أيضا الوصلة‪ ،‬وأكثر ما تستعمل يف موضعني‪:‬‬

‫‪ )131‬ينظر‪ :‬الإملاء والترقيم في الكتابة العربية‪.105-97 :‬‬

‫‪135‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫رقام أو لفظا وبني املعدود‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫أ‪ -‬توضع بني العدد ً‬
‫يسلم املتكلم من الزلل إال هبا‪:‬‬
‫ُ‬ ‫للكالم رشوط أربعة ال‬
‫أوال‪ -‬أن يكون للكالم دا ٍع يدعو إليه‪ :‬إما يف اجتالب نفع‪ ،‬وإما يف دفع رضر‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أن يأيت به يف موضعه‪ ،‬ويتوخى به إصابة فرصته‪.‬‬

‫‪ .6‬الَّشطتان ‪ :- -‬وتوضعان للجملة االعرتاضية‪ ،‬فيتصل ما قبل الرشطة األوىل‬


‫عيل ـ عليه السالم ـ يف صفة النبي صىل‬
‫بام بعد الرشطة الثانية يف املعنى‪ ،‬كقول اإلمام ّ‬
‫اهلل عليه وآله وسلم‪( :‬ضخم الكراديس)‪.‬‬
‫وكقول أيب إسحاق الصايب‪ " :‬قد جرت العادة ـ أطال اهلل بقاء األمري ـ بالتمهيد‬
‫للحاجة قبل موردها وإسالف الظنون الداعية إىل نجاحها "‪.‬‬

‫‪ .7‬عالمة التعجب (!)‪ :‬توضع يف آخر اجلملة التي ُيعِّب هبا عن االنفعاالت النفسية‬
‫كفرح‪ ،‬أو حزن‪ ،‬أو تعجب‪ ،‬أو استغاثة‪ ،‬أو دعاء‪ ،‬مثل‪ :‬يا برشى! نجحت يف‬
‫االمتحان! وا أسفاه!‪ .‬ما أمجل هذا البستان!‪ .‬ويل للظامل!‪ .‬مات فالن!‪ .‬رمحه‬
‫اهلل!‪.‬‬
‫بعد كل مجلة مثرية للدهشة والتعجب وكذلك بعد الكلامت والعبارات أو اجلمل‬
‫الفرعية من هذا القبيل‪( :‬اسمع! أنت الذي هناك! أحتاول االختباء؟ !)‪ .‬وهنا تقديم‬
‫عالمة االستفهام ُّ‬
‫يدل عىل أن السائل ال يعرف اجلواب‪.‬‬

‫‪ -8‬عالمة االستفهام(؟)‪ :‬وتوضع يف هناية اجلملة املستفهم هبا عن يشء‪ ،‬مثل‪ :‬فيم‬
‫كنت؟ أين تذهب؟ مل َ تتعلم؟ فاملثال السابق بدأت عباراتِه بأسامء استفهام‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫فيم وأصلها يف ما‪ ،‬وأين للمكان‪ ،‬ومل َ مفتوحة الالم وأصلها ملَا بمعنى ملاذا‪ .‬فكل‬

‫‪136‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫مجلة تبدأ بحرف استفهام مثل هل واهلمزة أو اسم استفهام‪ ،‬مثل‪ :‬كم‪ ،‬أين‪ ،‬متى‪،‬‬
‫ِ‬
‫أدوات االستفهام‪.‬‬ ‫كيف‪ ،‬إيان‪ ،‬ما‪ ،‬من وغريها من‬
‫وقد تأيت عبارة فيها كلمة تدل عىل السؤال لكنها ليست بسؤال‪ .‬مثل سأل الطالب‬
‫عن موعد املحارضة‪ .‬هنا نضع نقطة يف هناية اجلملة‪ ،‬وال نضع عالمة االستفهام‪.‬‬
‫وممكن االستغناء عن هذه العالمة‪ ،‬إن ورد يف اجلملة أداة من أدوات االستفهام‬
‫فتكون األداة دال َة عىل االستفهام؛ لكن إن مل ترد أداة استفهام يف اجلملة والكاتب‬
‫يقصد استفهاما فيجب حينها وضع عالمة االستفهام يف هناية اجلملة‪ ،‬مثل‪ :‬حممد‬
‫كتب الدرس؟ ويقصد السؤال‪.‬‬

‫‪ -9‬القوسان اهلالليان ( )‪ :‬يوضعان يف وسط الكالم‪ ،‬ويكتب بينهام األلفاظ التي‬


‫ليست من األركان األساسية هلذا الكالم‪ ،‬مثل‪ :‬اجلمل االعرتاضية‪ ،‬والتفسري‪،‬‬
‫وألفاظ االحرتاس‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬مما يقطع توايل األركان األساسية يف اجلملة‬
‫الواحدة‪ ،‬أو تعاقب اجلملتني املرتبطتني يف املعنى‪.‬‬
‫فمثال االعرتاض بالدعاء‪َ :‬س ِم َع رسول اهلل (صىل اهلل عليه واله وسلم) رجال‬
‫يقول‪ :‬الشحيح أعذر من الظامل فقال‪" :‬لعن اهلل الشحيح‪ ،‬ولعن الظامل"‬

‫‪.10‬التنصيص " "‪ :‬للكالم املنقول بنصه‪ .‬يوضع بني قوسيها املزدوجتني كل ما‬
‫ينقله الكاتب من كالم غريه‪ ،‬ملتز ًما نصه وما فيه من عالمات الرتقيم‪ ،‬وتكثر يف‬
‫غريهم يف‬
‫أصحاهبا مجال‪ ،‬أو فقرات مما قاله ُ‬
‫ُ‬ ‫ضمنها‬
‫البحوث واملوضوعات التي ُي ر‬
‫هذا املجال نفسه‪ ،‬لالستشهاد‪ ،‬أو االعتزاز هبا يف تقرير ما يريدون من حقائق‪ ،‬أو‬
‫ملناقشتها والرد عليها‪ .‬مثال‪ :‬جاء عن أفصح العرب‪ ،‬عليه الصالة والسالم‪ ،‬أنَّه‬

‫‪137‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫القيامة حتى ُيسأل عن ُع ُم ِره فِ ْي َم َأ ْفناه‪ ،‬وعن عمله‬


‫ِ‬ ‫تزول َقدَ م ْا ٍ‬
‫عبد يو َم‬ ‫َ‬ ‫قال‪(( :‬ال ُ‬
‫فيم َف َع َل‪ ،‬وعن مالِ ِه من أين اكتسبه وفيم أنفقه‪ ،‬وعن جسمه فيم َأ ْباله))‪.‬‬

‫‪ .11‬عالمة احلذف‪ :‬وترسم ‪ ...‬وتوضع عندما ينقل الكاتب مجلة أو فقرة أو أكثر‬
‫من كالم غريه؛ لالستشهاد هبا يف تقرير حكم مثال‪ ،‬أو يف مناقشة فكرة‪ ،‬قد جيد‬
‫املوقف يشري باالكتفاء ببعض هذا الكالم املنقول‪ ،‬واالستغناء عن بعضه‪ ،‬مما ال‬
‫ويكتب َ‬
‫بدل‬ ‫َ‬ ‫يتصل اتصاال وثي ًقا بحاجة الكاتب‪ ،‬ف َي ْح ِذ َ‬
‫ف ما ُيستغنى عنه‪،‬‬
‫املحذوف عالمة احلذف وهي‪َ ،.... :‬‬
‫ليدل القارئ عىل أنه أمني يف النقل‪.‬‬

‫ضع عالمات الرتقيم الناسبة للنص اآلت‪:‬‬


‫تطبيق‪ْ :‬‬
‫يعدُّ القرن التاسع عرش الذي ازدهرت فيه الديمقراطية وانتعشت فيه آمال الضعفاء‬
‫واملحرومني واختفى كثري من معامل السلطات املستبدة اجلارة وتطلع كثري من الناس إىل‬
‫أسلوب جديد يف احلكم من أكثر العصور التي حفلت باملخرتعات والكشوف العلمية‬
‫أمل يلحظ أن أعظم األعامل احلضارية وروائع االبتكار ومعجزات الصناعة مل تتم إال‬
‫يف هذا القرن عىل أيدي الديمقراطيني الذين كان األرستقراطيون ينعتوهنم بالضعفاء‬
‫واملرىض وال غرابة يف ذلك ألن َّ‬
‫كل اخرتاع إنام هو وليد الرضورة واحلاجة وقد قيل‬
‫الرضورة أ ُّم االخرتاع ومن ثم تبنت الديمقراطية كل اخرتاع وابتكار‬

‫قضت سخري ُة القدر بأن من يبتكر االخرتاع هم الديمقراطيون وأن من جيني‬


‫ْ‬ ‫وقد‬
‫ثامره ويغنم فوائدَ ه بعد أن يثبت عىل التجربة ويتحقق نفعه هم االرستقراطيون‬
‫َ‬
‫وكثريا ما كانت األرستقراطية واالخرتاع يف أطواره األوىل من ألدر أعدائه‪ ،‬وأكثر‬
‫املقاومني إياه واملعارضني ظهوره خوفا عىل السلطة وحفاظا عىل االستعالء‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫اجلواب‬

‫يعدُّ القرن التاسع عرش ‪ -‬الذي ازدهرت فيه الديمقراطية‪ ،‬وانتعشت فيه آمال‬
‫الضعفاء واملحرومني‪ ،‬واختفى كثري من معامل السلطات املستبدة اجلارة‪ ،‬وتطلع‬
‫كثري من الناس إىل أسلوب جديد يف احلكم ‪ -‬من أكثر العصور التي حفلت‬
‫باملخرتعات والكشوف العلمية‪.‬‬
‫ِ‬
‫األعامل احلضارية وروائع االبتكار‪ ،‬ومعجزات الصناعة‪ ،‬مل تتم‬ ‫أمل يلحظ َّ‬
‫أن أعظم‬
‫إال يف هذا القرن عىل أيدي الديمقراطيني الذين كان األرستقراطيون ينعتوهنم‬
‫بالضعفاء واملرىض؟! وال غرابة يف ذلك؛ ألن َّ‬
‫كل اخرتاع إنام هو وليد الرضورة‬
‫واحلاجة‪ ،‬وقد قيل‪(( :‬الرضورة أ ُّم االخرتاع))‪ ،‬ومن َّثم تبنت الديمقراطية َّ‬
‫كل‬
‫اخرتاع وابتكار‪.‬‬

‫قضت سخري ُة القدر َّ‬


‫بأن من يبتكر االخرتاع هم الديمقراطيون وأن من جيني‬ ‫ْ‬ ‫وقد‬
‫ثامره‪ ،‬ويغنم فوائدَ ه ‪ -‬بعد أن يثبت عىل التجربة ويتحقق نفعه ‪ -‬هم‬
‫َ‬
‫االرستقراطيون!!‪.‬‬

‫وكثريا ما كانت األرستقراطية ‪ -‬واالخرتاع يف أطواره األوىل ‪ -‬من ألدر أعدائِ ِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأكثر املقاومني إ َّياه‪ ،‬واملعارضني ظهوره؛ خو ًفا عىل السلطة‪ ،‬وحفا ًظا عىل‬
‫االستعالء‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الصادر والراجع‬

‫‪ -‬أثر القوانني الصوتية يف بناء األنظمة اللغوية مقاربة يف الرتاث العريب‪ :‬سالم‬
‫أورمحة‪ ،‬نرش شبكة األلوكة‪ ،‬د ت‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫‪ -‬أرسار العربية‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن عبيد اهلل األنصاري‪ ،‬أبو الِّبكات‪،‬‬
‫كامل الدين األنباري (ت‪577 :‬هـ)‪ :‬دار األرقم بن أيب األرقم‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‬
‫‪1420‬هـ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أسس علم اللغة‪ :‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪1998 ،5 :‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمالء والرتقيم يف الكتابة العربية‪ :‬عبد العليم إبراهيم (ت‪ :‬بعد ‪1395‬هـ)‪،‬‬
‫مكتبة غريب‪ ،‬مرص‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك‪ :‬عبد اهلل بن يوسف بن أمحد بن عبد اهلل ابن‬
‫يوسف‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬مجال الدين‪ ،‬ابن هشام (ت‪761 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬يوسف الشيخ‬
‫حممد البقاعي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل الفوائد وتكميل املقاصد‪ :‬حممد بن عبد اهلل‪ ،‬ابن مالك الطائي اجلياين‪،‬‬
‫أبو عبد اهلل‪ ،‬مجال الدين (ت‪672 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬حممد كامل بركات‪ :‬دار الكتاب‬
‫العريب للطباعة والنرش‪1387 ،‬هـ ‪1967 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تعلم اإلمالء من األلف للياء‪ :‬حممد راجي بن حسن كناس‪ ،‬دار املعرفة‬
‫للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫القواعد اإلمالئية وعالمات الترقيم‬

‫‪ -‬درة الغواص يف أوهام اخلواص‪ :‬القاسم بن عيل بن حممد بن عثامن‪ ،‬أبو حممد‬
‫احلريري البرصي (ت‪516 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬عرفات مطرجي‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪1998/1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬رس صناعة اإلعراب‪ :‬أبو الفتح عثامن ابن جني‪( ،‬ت‪395 :‬هـ) تح‪ :‬د‪ .‬حسن‬
‫هنداوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪1405‬هـ ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم‪ ،‬نشوان بن سعيد احلمريى‬
‫اليمني (ت‪57 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬د حسني بن عبد اهلل العمري ‪ -‬مطهر بن عيل اإلرياين ‪-‬‬
‫د يوسف حممد عبد اهلل‪ ،‬دار الفكر املعارص (بريوت ‪ -‬لبنان)‪ ،‬دار الفكر (دمشق‬
‫سورية)‪ ،‬ط‪ 1420 ،1:‬هـ ‪ 1999 -‬م‬
‫‪ -‬علل النحو‪ :‬حممد بن عبد اهلل بن العباس‪ ،‬أبو احلسن‪ ،‬ابن الوراق (ت‪:‬‬
‫‪381‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬حممود جاسم حممد الدرويش‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض ‪/‬‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪ 1420 ،1:‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬علم اللغة مقدمة للقارئ العريب‪ ،‬حممود السعران‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫القاهرة‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فقه اللغة ورس العربية‪ :‬عبد امللك بن حممد بن إسامعيل أبو منصور الثعالبي‬
‫(املتوىف‪429 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرزاق املهدي‪ ،‬إحياء الرتاث العريب‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1422‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد اإلمالء‪ :‬عبد السالم حممد هارون (ت‪1408 :‬هـ)‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية ‪ -‬القاهرة‪.1993 ،‬‬

‫‪141‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -‬اللباب يف علوم الكتاب‪ :‬أبو حفص رساج الدين عمر بن عيل بن عادل احلنبيل‬
‫الدمشقي النعامين (ت‪775 :‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬الشيخ عادل أمحد عبد املوجود والشيخ عيل‬
‫حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪/‬لبنان‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪ 1419 ،‬هـ ‪1998-‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اللباب يف قواعد اللغة وآالت األدب النحو والرصف والبالغة والعروض‬
‫الرساج‪ ،‬مراجعة‪ :‬خري الدين شميس باشا‪ ،‬دار الفكر –‬
‫واللغة واملثل‪ :‬حممد عيل َّ‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪ 1403 ،‬هـ ‪ 1983 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ :‬حممد بن مكرم بن عيل بن منظور األنصاري‪( ،‬ت ‪711‬هـ)‪،‬‬
‫تح‪ :‬عبد اهلل عيل الكبري ‪ +‬حممد أمحد حسب اهلل ‪ +‬هاشم حممد الشاذيل‪ ،‬دار‬
‫املعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬املخصص‪ :‬أبو احلسن عيل بن إسامعيل بن سيده املريس (ت‪458 :‬هـ)‪ ،‬تح‪:‬‬
‫خليل إبراهيم جفال‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪ ،‬ط‪1417 ،1:‬هـ ‪1996‬م‬
‫‪ -‬معجم الصواب اللغوي دليل املثقف العريب‪ :‬الدكتور أمحد خمتار عمر‬
‫بمساعدة فريق عمل‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ 1429 ،1:‬هـ ‪ 2008 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬املعجم الوسيط‪ :‬جممع اللغة العربية بالقاهرة‪( ،‬إبراهيم مصطفى ‪ /‬أمحد‬
‫الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬حممد النجار)‪ ،‬دار الدعوة‪.‬‬
‫‪ -‬مناهج البحث اللغوي‪ :‬متام حسان‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪.‬‬
‫‪ -‬املنصف البن جني‪ ،‬رشح كتاب الترصيف أليب عثامن املازين‪ :‬أبو الفتح عثامن‬
‫بن جني املوصيل (ت‪392 :‬هـ)‪ ،‬دار إحياء الرتاث القديم‪ ،‬ط‪1954 ،1‬م‪ .‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -‬النحو الوايف‪ :‬عباس حسن (ت‪1398 :‬هـ)‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪15:‬‬

‫‪142‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الفصل الخامس‬
‫المعاجم اللغوية العربية وطرائق البحث فيها‬
‫رفاع س ْمبس‬
‫ي‬ ‫الدكتورة ‪ /‬أمتة زبت‬
‫أستاذ فقه اللغة المشارك ‪ -‬المملكة العربية السعودية‬
‫مقدمة‬
‫العرب‪ ،‬والعج ِم سيدنا ٍ‬
‫حممد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفصح‬ ‫والسال ُم عىل‬
‫ر‬ ‫رب العاملني‪ ،‬والصال ُة َّ‬
‫احلمدُ هلل ر‬
‫ِ‬
‫وصحابته أمجعني‪.‬‬ ‫صىل اهللُ عليه وس َّلم‪-‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫ِ‬
‫اللغوية أثناء‬ ‫ُ‬
‫الباحث عن الرجو ِع إىل املعاج ِم‬ ‫اللغوي‪ ،‬وكذا‬ ‫املدقق‬
‫ُ‬ ‫ال يستغني‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫اللغة العربية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مهارات الرجو ِع إىل معاجم‬ ‫وبعضهم يفتقرون إىل تع ُّل ِم‬
‫ُ‬ ‫بحثه‪،‬‬
‫اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالنتفا ِع هبا‪ ،‬والطريقة املُثىل لإلفادة منها يف التدقيق‬
‫َ‬
‫أشارك يف هذا الكتاب هبذا الفصل‪ ،‬و ُعنوانه‪:‬‬ ‫لذا أو ُّد أن‬

‫وطرائق البحث فيها)‬


‫م‬ ‫(العاجم اللغوي مة العربي مة‬
‫م‬
‫وهيدف هذا الفصل إىل تسليط الضوء عىل أهم املدارس املعجمية‪ ،‬والتمثيل هلا‪،‬‬
‫وكيفية البحث فيها‪ ،‬والوقوف عىل أبرز األخطاء التي يقع فيها الباحثون أثناء‬
‫قسمته إىل ستة مطالب‪ ،‬يسبقها متهيدٌ ‪:‬‬
‫رجوعهم إىل املعاجم اللغوية‪ .‬وقد َّ‬
‫(كتاب العني)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫املطلب األول‪ :‬املدارس املعجمية‪ :‬مدرس ُة التقليبات الصوتية‬
‫ِ‬
‫التقليبات اهلجائية (مجهر ُة اللغة)‪.‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬مدرس ُة‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫العربية)‪.‬‬ ‫اح‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مدرس ُة القافية ُ‬
‫(تاج اللغة وص َح ُ‬
‫ِ‬
‫البالغة)‪.‬‬ ‫(أساس‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬املدرس ُة اهلجائي ُة العادي ُة‬
‫ُ‬

‫‪143‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫(املعجم الوسيط)‪.‬‬ ‫اللغوي بالقاهرة‪:‬‬ ‫ِ‬


‫مرشوعات املجم ِع‬ ‫املطلب اخلامس‪ :‬من‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬
‫األخطاء التي يقع فيها الباحثون يف الرجو ِع إىل املعاج ِم‬ ‫أهم‬
‫املطلب السادس‪ُّ :‬‬
‫اللغوية‪.‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫ِ‬
‫الكنوز التي حفظت الثرو َة اللغوي َة وما احتوت عليه‬ ‫ِ‬
‫العربية من‬ ‫ِ‬
‫اللغة‬ ‫معاجم‬ ‫ُت َعدُّ‬
‫ُ‬
‫حضاري من الضياع‪ ،‬تامة النضج‪ ،‬قوية التكوين‪ ،‬بالغة الذروة يف سالمة‬ ‫من ٍ‬
‫تراث‬
‫ٍّ‬
‫البيان وفصاحة التعبري‪ ،‬والتي تؤكد النضج العقيل والفكري ملؤلفيها‪.‬‬

‫وقبل أن أرشع يف احلديث عن املعاجم العربية‪ ،‬وطرائق البحث فيها‪ ،‬أو ُّد أن أقدم‬
‫نبذة موجزة عام يأيت‪:‬‬

‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬تعريف المعجم‪ :‬لغ ًة‬

‫‪ -‬الم ْع َجم لغ ًة‪:‬‬


‫إذا أردنا معرفة معنى كلمة نجردها من زوائدها‪ ،‬فكلمة " َع ُجم" ُّ‬
‫يدل أصل‬
‫كثري من علامء اللغة‪.132‬‬ ‫إطالقها عىل‪ :‬اإلهبا ِم وعد ِم البيان‪ ،‬وهذا ما َّ‬
‫رصح به ٌ‬
‫ِ‬
‫واإلخفاء‪،‬‬ ‫فابن جني يقول‪ " :‬اعلم أن ( َع ُج م ) إنام وقعت يف كال ِم العرب لإلهبا ِم‪،‬‬
‫حل ْبسة يف اللسان‪ ،‬ومن ذلك قوهلم‪ٌ :‬‬
‫رجل أ ْع َج ُم‬ ‫وضدر البيان واإلفصاح ‪ ،‬فال ُع ْجم ُة ا َ‬
‫وامرأ ٌة َع ْجام ُء ‪ ،‬إذا كانا ال ُيفصحان‪ ،‬وال َيبينان كال َمهام ‪ ،‬واألعجم األخرس‪،‬‬
‫وكذلك ال ُع ْجم وال َع َجم‪،‬‬

‫‪ 132‬الفيروزآبادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مطبعة دار المأمون‪1938 ،‬م‪ ،‬مادة (عجم )‪،‬‬
‫ابن منظور أبو الفضل جمال الدين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ ( ،‬د‪-‬ت )‪ ،‬مادة ( عجم )‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫وغريه‪ ،‬وإنام ُس رمي َع َج ًام الستتاره وخفائه بام هو‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الزبيب‪،‬‬ ‫ومن ذلك ُ‬
‫قوهلم‪َ :‬ع َج ُم‬
‫عجم له‪ .‬ومن ذلك قو ُله – صىل اهلل عليه وسلم‪ُ " :-‬ج ُ‬
‫رح ال َع ْجامء ُج َب ٌار"‪ُ ،‬يراد به‬
‫البهيمة؛‬
‫ألهنا ال تُوضح ما يف ِ‬
‫الدار‪ :‬إذا َص َّم ْت ومل ُجت ْ‬
‫ب‬ ‫استعجمت ُ‬
‫َ‬ ‫نفسها‪... .‬ومن قوهلم‪:‬‬ ‫ُ‬
‫سائ َلها"‪ ،133‬وصال ٌة َع ْجام ُء‪ :‬ال تُسمع فيها قراءةٌ‪.‬‬

‫عجم)‪ ،‬ولكننا إذا زيدنا اهلمزة عىل الرتكيب السابق‪،‬‬ ‫هذا لو بقي الرتكيب جمردا ( ُ‬
‫ِ‬
‫موض عنها‪ ،‬وذلك "‪ ...‬ألهنم‬ ‫ِ‬
‫وكشف ال ُغ‬ ‫ِ‬
‫إزالة اإلهبا ِم‬ ‫فصار (أ ْع َجم) َّ‬
‫لدل عىل‬
‫ِ‬
‫لسلب معنى االستبهام ال‬ ‫الكتاب‪ ،‬إذا ب َّينته وأوضحته‪ ،‬فهو إذا‬
‫َ‬ ‫قالوا‪ :‬أ ْع َج ْمت‬
‫إثباته"‪134‬؛ ألن " ‪(...‬أ ْف َعلت) هذه‪ ،‬وان كانت يف غالب أمرها تأيت لإلثبات‬
‫مت زيدً ا‪ ....‬وأحسنت إليه ‪...‬وكذلك‪ :‬أعطيته‪ ،‬وأدنيته‪،‬‬
‫واإلجياب نحو‪ :‬أك َْر ُ‬
‫وأنقذته‪ ،‬فقد أوجبت مجيع هذه األشياء له‪ .‬فقد تأيت (أ ْف َعلت) أيضا‪ ،‬ويراد هبا‬
‫أشكيت زيدً ا‪ ،‬إذا أزلت له ما يشكوه‪ ... ،‬ونظريه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫السلب والنفي‪ ،‬وذلك نحو‪:‬‬
‫الكتاب‪ ،‬أي‪َ :‬أز ْلت عنه إشكا َله‪.135‬‬
‫َ‬ ‫أيضا‪ْ :‬أش َك ْلت‬
‫َّقط بالس ِ‬
‫احلرف‪،‬‬
‫َ‬ ‫أعجمت‬
‫ُ‬ ‫واد‪ ،‬مثل التاء عليه نقطتان‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫وال َع ْج ُم‪ :‬الن ُ َّ‬
‫والتعجيم مثله‪ ،‬وال يقال‪َ :‬ع َج ْم ُت‪.136‬‬

‫‪ 133‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثمان‪ ،‬سر صناعة الإعراب‪ ،‬تحقيق‪ :‬دكتور هنداوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪1985 ،‬م‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪.37-36‬‬
‫‪ 134‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثمان‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي النجار‪ ،‬الطبعة الثانية (د‪.‬ت)‪.76/3 ،‬‬
‫‪ 135‬سر صناعة الإعراب‪39-37/1 ،‬‬
‫‪ 136‬لسان العرب‪ ،‬مادة (عجم)‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬الم ْع َجم‬
‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ألفاظ اللغة بطريقة وافية‪ ،‬أو من زاوية خاصة َيراها ُمؤلفه‪ ،‬كأن َجي َ‬ ‫كتاب جيمع‬
‫ٌ‬
‫رشحه‬
‫َ‬ ‫ويرشحها‪ ،‬ويؤ ريدَ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العرب‪،‬‬ ‫اجلمهور من كال ِم‬
‫َ‬ ‫الصحيح‪ ،‬أو املُ َّ‬
‫هذ َب‪ ،‬أو‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العرب‪.137‬‬ ‫ِ‬
‫بمأثور كال ِم‬

‫ب ‪ -‬أسباب تأليف العاجم‪:‬‬


‫‪ -1‬أمهها السبب الديني‪ :‬وهو حراسة القرآن الكريم خوفا من أن يقع فيه خطأ يف‬
‫النطق أو الفهم‪.‬‬

‫‪ -2‬أما السبب االجتامعي فإن حياة البداوة كانت يف أثناء القرن الثاين قد بدأت‬
‫تزحف عىل احلوارض‪ ،‬ومعنى ذلك أن املعني الذي كان يستقي منه الرواة قد‬
‫أوشك عىل النضوب‪.‬‬

‫‪ -3‬أما السبب الثقايف فإن الرواة والنحاة واللغويني قد توفر لدهيم حشد هائل من‬
‫الروايات اللغوية‪ ،‬وكانوا حيسون دائام باحلاجة إىل تسجيلها‪ ،‬وتدوين كال حروفها‪.‬‬

‫‪ -4‬و ُيضاف إىل ما سبق اخلوف عىل اللغة من االنقراض بانقراض احلافظني هلا‪.138‬‬

‫ج ‪ -‬متى مأطلق م‬
‫لفظ العجم؟‬

‫‪ 137‬هلال‪ ،‬عبد الغفار‪ ،‬مناهج البحث في اللغة والمعاجم‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬مطبعة الجبلاوي‪ -‬مصر‪1991 ،‬م‪.‬ص ‪ ،103‬نجا‪،‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬والمعاجم اللغو ية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مطبعة السعادة‪1974 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،5‬وعمر‪ ،‬أحمد مختار‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ ،‬عالم ال كتب‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ، 151‬الحاوي‪ ،‬عثمان‪ ،‬والبغدادي‪ ،‬محمد‪ ،‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬الطبعة الأولى‪،‬‬
‫مكتبة المتنبي – الدمام‪ -‬الممل كة العربية السعودية‪1427 ،‬ه ‪2006 -‬م‪ ،‬ص ‪ ،8‬رؤ ية جديدة في المعجم العربي‪ ،‬د‪ .‬فتحي‬
‫الدابولي‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 138‬أبو سكين‪ ،‬عبد الحميد محمد‪ ،‬المعاجم العربية‪ ،‬مدارسها ومناهجها‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬مطبعة الأمانة‪1980 ،‬م‪ ،‬ص ‪.18-17‬‬

‫‪146‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫اللغوي؟‪ ،‬ولكن‬
‫ّ‬ ‫ال ُيعرف عىل وجه اليقني متى أطلق لفظ "املعجم" عىل التأليف‬
‫ِ‬
‫علامء احلديث‪،‬‬ ‫أن َ‬
‫أول َم ْن استخدمه هم روا ُة احلديث‪ ،‬ثم تدرج عند‬ ‫الذي ُيعرف َّ‬
‫يطلق عىل تلك املؤلفات اللغوية‬
‫َ‬ ‫والباحثني يف القرآن الكريم‪ ،‬قبل أن‬
‫املتخصصة‪.139‬‬

‫البخاري (‪256‬هـ) من عنوان من تعبريه‬


‫ّ‬ ‫ويؤكد ذلك بام جاء يف صحيح اإلمام‬
‫ِ‬
‫تسمية َم ْن ُس رم َي من أهل بدر يف اجلامع الذي وضعه أبو عبد اهلل‬ ‫باب‬
‫يقول فيه‪ُ " :‬‬
‫عىل حروف املعجم"‪.‬‬

‫ولكن أول من أطلق لفظ "املعجم" عىل مؤلف خاص هو‪ :‬أبو يعىل أمحد بن عيل‬
‫املوصيل‪ُ ،‬حم َدر ث اجلزيرة (‪307 – 210‬هـ) يف ذكر الصحابة‪ -‬رضوان اهلل‬
‫ّ‬ ‫بن املثنى‬
‫عليهم‪ -‬حتت اسم (معجم الصحابة)‪ ،‬ومن بعده أ َّلف أبو القاسم عبد اهلل بن حممد‬
‫البغوي املُ َحدر ث (‪315 – 214‬هـ) كتابني يف أسامء الصحابة ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫بن عبد العزيز‬
‫رضوان اهلل عليهم‪ -‬مها‪" :‬املعجم الصغري‪ ،‬واملعجم الكبري"‪.140‬‬
‫ثم أطلقت يف القرن الرابع عىل كثري من الكتب التي تدور يف قراءات القرآن الكريم‬
‫وأسامئه‪ ،‬منها‪" :‬املعجم الكبري‪ ،‬واملعجم األوسط‪ ،‬والصغري" أليب بكر حممد بن‬
‫احلسن النقاش املوصيل (‪351‬هـ)‪ ،‬و"معجم الشيوخ" أليب بكر أمحد بن إبراهيم‬
‫اإلسامعييل (‪371‬هـ) وغريها من املؤلفات‪.141‬‬

‫‪ 139‬عطار‪ ،‬أحمد عبد الغفور‪ ،‬الصحاح ومدارس المعجمات العربية‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1956 ،‬ص ‪ ،53‬مناهج‬
‫البحث في اللغة والمعاجم‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 140‬نصار‪ ،‬حسين‪ ،‬المعجم العربي‪ -‬نشأته وتطوره‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،11‬الصحاح ومدارس‬
‫المعجمات العربية‪ ،‬ص ‪ ،54-53‬مناهج البحث في اللغة والمعاجم‪ ،‬ص ‪.104-103‬‬
‫‪ 141‬المعجم العربي‪ -‬نشأته وتطوره‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،11‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪147‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫متى أطلقت كلمة مم ْع َجم عىل الم َ‬


‫عجامت اللغوية للمرة األوىل؟‬

‫أمر ال يستطاع؛ لضياع كثري من كتبنا وآثارنا"؛ ألن أصحاب املعجامت اللغوية‬
‫ذلك ٌ‬
‫األوائل مل ينتبهوا هلذا االستخدام لكلمة "معجم"‪ ،‬وإنام كانوا يطلقون أسام ًء أخرى‬
‫"طب ًقا لرؤاهم" ويعللون هلا‪.‬‬
‫ولكن بمرور الزمن شاع استخدا ُمه لدى اللغويني‪ ،‬وأطلقوه عىل مؤلفاهتم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫(املعجم الكبري) ‪1956‬م‪ ،‬و(املعجم الوسيط) ‪1960‬م‪ ،‬و(املعجم الوجيز)‪1980‬م‪،‬‬
‫التي صدرت عن جممع اللغة العربية بمرص‪.‬‬

‫مصطلح (الم ْع َجم) و(ال م‬


‫قاموس)‬
‫‪142‬‬

‫اهلجري‪ ،‬وأما‬
‫ّ‬ ‫أن مصطلح "املُ ْع َجم" ترجع معرفته إىل القرن الثالث‬
‫الحظنا َّ‬
‫اهلجري‪ ،‬ثم شاع يف‬
‫ّ‬ ‫مصطلح "القاموس" َّ‬
‫فإن إطالقه يرجع إىل القرن التاسع‬
‫أي معجم‪ ،‬سواء أكان باللغة العربية‪ ،‬أم بأي لغة‬‫العرص احلديث‪ ،‬وأطلِ َق عىل ر‬
‫اللغوي "البحر‪ ،‬وأبعد موضع فيه ُغ ً‬
‫ئورا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬أم مزدوج اللغة‪ .‬ومعناه‬

‫وأول من أطلق مصطلح القاموس هو الفريوزآبادي (‪817‬هـ) عىل كتابه‬


‫(القاموس املحيط)‪ ،‬ويذكر يف العلة يف تسميته هبذا االسم فيقول‪" :‬وأسميته‬
‫األعظم" أي‪ :‬الواسع الشامل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫البحر‬
‫ُ‬ ‫القاموس املحيط؛ ألنه‬

‫د ‪ -‬أمهية العاجم اللغوية‪:143‬‬

‫مر األيام‪.‬‬
‫‪ .1‬حفظ الثروة اللغوية خالية مما يطمس معاملها عىل ر‬

‫‪ 142‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ 143‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ .2‬احلفاظ عىل القرآن الكريم من األخطاء التي تتعلق بالنطق والفهم م ًعا‪.‬‬

‫ألفاظ دخيل ٌة ال ختضع ملوازين‬


‫ٌ‬ ‫‪ .3‬احلفاظ عىل اللغة العربية من أن يقتحم َح َرمها‬
‫ومقاييس اللغة‪.‬‬

‫تج بلغتهم‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ .4‬احلفاظ عىل اللغة العربية من االنقراض بموت َم ْن ُحي ُّ‬
‫ِ‬
‫القرآن الكريم‪،‬‬ ‫رشعي هلم؛ ألهنا لغ ُة‬ ‫تكليف‬
‫ٌ‬ ‫‪ .5‬كانوا يرون أن تدوي َن اللغة‬
‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫والرسول ‪ -‬صىل اهلل عليه وسلم‪.-‬‬

‫االجتامعي‪ ،‬وما‬
‫ّ‬ ‫‪ .6‬التعرف عىل عادات العرب وتقاليدهم‪ ،‬وأنامط سلوكهم‬
‫ولغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫يب أصيل‪ ،‬وفكر أد ّ‬
‫يمتازون به من خلق عر ّ‬

‫‪ .7‬إن التوسع يف الفتوحات اإلسالمية تبعه توسع يف اللغة أ َّدى إىل زيادة الثروة‬
‫اللغوية‪ ،‬وعليه استغلق كثري منها عىل األفهام‪.‬‬

‫‪ .8‬بيان كيفية نطق هذه املفردات‪ ،‬إما بوضع عالمة؛ كالفتحة‪ ،‬والكرسة‪،‬‬
‫والضمة‪ ،...‬أو بالنص عىل أهنا تنطق كام تنطق كلمة معروفة‪ ،‬أو بيان كيفية كتابتها‪.‬‬

‫التعبري عنه حينام تنضب حصيلتُه اللغوي ُة‪،‬‬


‫َ‬ ‫الكاتب بام يريد‬
‫َ‬ ‫الشاعر‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫‪ .9‬متدُّ‬
‫وال تسعفه‬

‫المطلب األول‪ :‬المدارس المعجمية‬


‫أوال‪ :‬مدرسة التقليبات الصوتية (كتاب العي)‬
‫البرصي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األزدي‬
‫ّ‬ ‫الفراهيدي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مؤلفه‪ :‬أبو عبد الرمحن اخلليل بن أمحد بن عمرو بن متيم‬

‫‪149‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫ِ‬
‫العني هبذا االسم؟‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬ ‫مل َ ُس رمي‬

‫َ‬
‫اخلليل ب َن أمحد ملا أراد مجع األلفاظ العربية بطريقة حارصة عن طريق‬ ‫يقال‪َّ :‬‬
‫إن‬
‫أول هذه احلروف‪ ،‬وهو اهلمزة‪ ،‬ال‬‫متابعة احلروف اهلجائية‪ ،‬فلم تسعفه؛ ألنه وجد َ‬
‫ِ‬
‫باحلرف الذي يليه وهو‬ ‫استقرار هلا‪ ،‬فعدل عنها‪ ،‬وملا فاته احلرف األول كره البد َء‬
‫الباء‪.‬‬

‫َ‬
‫األلفاظ حسب خمارج احلروف مبتدئًا‬ ‫اهلدف فجمع‬
‫َ‬ ‫اجتاها آخر حيقق هذا‬
‫ثم اجته ً‬
‫أنصع‬ ‫معجمه بالعني؛ ألنه‬ ‫ٍ‬
‫وبخاصة أقوى احلروف احللقية؛ وبدأ‬ ‫بحروف احللق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وسامه هبا‪ ،‬ويف ذلك يقول السيوطي‪ ( :‬قال ابن كيسان‪ :‬سمعت من يذكر‬ ‫ِ‬
‫احلروف‪َّ ،‬‬
‫اخلليل أنه قال‪ :‬مل أبدأ باهلمزة؛ ألهنا يلحقها النقص والتغيري واحلذف‪ ،‬وال باأللف؛‬
‫ألهنا ال تكون ابتداء كلمة‪ ،‬وال يف اسم وال فعل إال زائدة أو مبدلة‪ ،‬وال باهلاء؛ ألهنا‬
‫مهموسة خفيفة‪ ،‬ال صوت هلا‪ ،‬فنزلت إىل احليز التايل‪ ،‬وفيه العني واحلاء‪ ،‬فوجدت‬
‫العني أنصع احلرفني‪ ،‬فابتدأت به ليكون أحسن يف التأليف)‪.144‬‬

‫كتاب العني‪:‬‬
‫َ‬ ‫واهلدف من تأليفه‬
‫م‬ ‫الدوافع‬
‫م‬

‫ُ‬
‫اخلليل ب َن أمحد أن من تصدَّ وا هلذا اللون من التأليف مجعوا ألفا ًظا قليل ًة من‬ ‫رأى‬
‫اللغة من الضياع‪.‬‬‫ِ‬ ‫اهلدف املنشو َد من حفظ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسائل قصرية‪ ،‬ال حتقق‬ ‫اللغة يف‬

‫‪ 144‬السيوطي‪ ،‬جلال الدين‪ ،‬المزهر في علوم اللغة‪ ،‬تحقيق محمد جاد المولى وآخرون‪ ،‬طبعة الحلبي (د‪-‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.90‬‬

‫‪150‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫َ‬
‫ألفاظ العربية بطريقة رياضية حارصه وشاملة‪،‬‬ ‫ليجمع فيه‬
‫َ‬ ‫كتاب العني‬
‫َ‬ ‫هلذا ألف‬
‫ُ‬
‫الباحث فيه غايتَه‬ ‫علمي‪ ،‬جيد‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫أساس‬ ‫منهج مرسوم يقوم عىل‬ ‫ٍ‬ ‫وترتيب دقيق َو ْفق‬
‫ميسورة وشافية تِشفي ُغ َّلتُه وتروي ظمأه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصورة‬

‫منهج اخلليل ِف العني‪:145‬‬

‫أ‪ .‬راعى احلروف األصلية فقط لكل ترتيب‪ ،‬وذلك بحذف الزائد‪ ،‬ورد‬
‫املحذوف واملقلوب إىل أصله‪ً ،‬‬
‫فمثال‪" :‬استقام وقم‪ ،‬واستغفر" يبحث عنها بعد‬
‫جتريدمها من الزوائد‪ ،‬فالرتكيب األول والثاين يبحث عنهام يف تركيب (ق و م)‪،‬‬
‫والثالث يبحث عنه يف تركيب (غفر)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مرتبة عىل حسب خمارج احلروف‪،‬‬ ‫وقسمها إىل ٍ‬
‫كتب‬ ‫ُ‬
‫اخلليل ألفاظ اللغة‪َّ ،‬‬ ‫ب‪ .‬مجع‬
‫مبتدئًا باحلروف احللقية‪ ،‬ثم ثنَّى باللسانية‪ ،‬ثم الشفوية‪ ،‬ثم أهنى باجلوفية‪.‬‬
‫ورتبها عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫ع‪ ،‬ح‪ ،‬هـ‪ ،‬خ‪ ،‬غ‪ /،‬ق‪ ،‬ك‪ ،‬ج‪ ،‬ش‪ ،‬ض‪ ،‬ص‪ ،‬س‪ ،‬ز‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ظ‪ ،‬ث‪ ،‬ذ‪ ،‬ر‪،‬‬
‫ل‪ ،‬ن‪ /،‬ف‪ ،‬ب‪ ،‬م‪ /،‬و‪ ،‬ى‪ ،‬ا‪ ،‬مهزة‪.‬‬

‫تقسيام بحسب ما‬


‫ً‬ ‫الكتاب‬
‫َ‬ ‫فقسم‬
‫ج‪ .‬راعى يف الرتتيب مقدار حروف الكلمة‪َّ ،‬‬
‫فاخلاميس‪ ،‬عىل حسب‬
‫ّ‬ ‫فالرباعي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فالثالثي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بالثنائي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تشتمل عليه من أبنية‪ ،‬فبدأ‬
‫خمارج احلروف‪.‬‬

‫‪ 145‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪ ،58 -54‬وانظر المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.18-17‬‬

‫‪151‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫املصادر إذا‬
‫َ‬ ‫فإذا عرض لألفعال كان يأيت باملاض ومضارعه‪ ،‬ومصدره‪ ،‬ويذكر‬
‫تعددت صيغة ومعنى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحدة يف موضع واحد‪ ،‬وذلك بإجراء‬ ‫ٍ‬
‫حروف‬ ‫األلفاظ املكون َة من‬
‫َ‬ ‫مجع‬ ‫د‪.‬‬
‫َ‬
‫التقليبات الصوتية عىل كل بناء‪.‬‬

‫تقليب آخر وهو "د ق"‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫الثنائي له تقليبان؛ ألنه يبدأ بأحدمها‪ً ،‬‬
‫فمثال‪" :‬قد" هلا‬ ‫ُّ‬ ‫فالبنا ُء‬

‫تقليبات صوتية‪ُ ،‬حتدَّ د حسب أسبقيتِها يف املخرج‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫الثالثي فله ست ُة‬
‫ُّ‬ ‫البنائي‬
‫ُّ‬ ‫وأما‬
‫ِ‬
‫بأسبق احلروف يف املخرج‪ ،‬ثم التي تليها يف املخرج‪ ،‬ويتضح ذلك عن طريق‬ ‫فتبدأ‬
‫زوايا مثلث‪ ،‬فلو أردنا البحث عن كلمة "رضب"‪.‬‬

‫ترتب عىل النحو التايل‪:‬‬


‫ض ر ب ‪ ،‬ض ب ر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ر ض ب ‪ ،‬ر ب ض‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ب ض ر ‪ ،‬ب ر ض‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والبناء الرباعي له أربع ٌة وعرشون تقلي ًبا صوت ًّيا‪ ،‬وأما اخلاميس ف ُينتج تقلي َبه مئ ًة‬
‫وعرشين صورة‪.‬‬
‫دائام عند ذكر هذه التقليبات ين ربه عىل املستعمل منها واملهمل‪ ،‬ثم‬ ‫هـ‪ .‬وكان ً‬
‫القوانني تأباه‪ ،‬أو‬ ‫ألن‬ ‫ِ‬
‫إمهاله‪ ،‬إ َّما لعد ِم استعامل العرب له‪ ،‬أو َّ‬ ‫الرس يف‬
‫َ‬ ‫يفصح عن َّ‬
‫ِ‬
‫الشديد عىل األلسنة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لثقله‬

‫‪152‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫يب البد‬
‫والعجمي يف األبنية الرباعية واخلامسية‪ ،‬فالعر ُّ‬
‫ر‬ ‫يب‬
‫و‪ .‬كام كان يميز بني العر ر‬
‫مر بنفل"‪.‬‬ ‫حرف من حروف َّ‬‫ٍ‬
‫الذالقة‪ ،‬املجموعة يف قول املتأخرين " َّ‬ ‫أن يشتمل عىل‬
‫ِ‬
‫واحلديث الرشيف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫ز‪ُ .‬يو رثق ما رشحه من األبنية باالستشهاد‬
‫ِ‬
‫ومأثور كالم العرب‪.‬‬

‫نموذج من الثالثي الصحيح‪:‬‬


‫‪146‬‬
‫"باب العني واهلاء والدال"‬
‫(ع هـ د ‪ ،‬ع د هـ ‪ ،‬د هـ ع)‬

‫َعهد‪:‬‬
‫اشتق العهدُ الذي يكتب لِلو ِ‬
‫الة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بيشء‪ ،‬ومنه َّ‬ ‫الو ِص َّي ُة والت َقدُّ ُم إىل صاحبِك‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ال َع ْهدُ ‪َ :‬‬
‫هود‪ ،‬وقد َع ِهدَ إليه َي ْع َهدُ عهدً ا‪ ،‬وال َع ْهدُ ‪ :‬املَ ْوثِ ُق‪ ،‬ومج ُعه‪ُ :‬ع ُهود‪،‬‬
‫وجيمع عىل‪ُ :‬ع ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫لقريب ال َع ْه ِد ِبه‪ ،‬وال َع ْهدُ ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وال َع ْهدُ ‪ :‬االلتِقا ُء واإلملا ُم‪ ،‬يقال‪ :‬ما يل َع ْهدٌ بكذا‪ ،‬وإنه‬
‫ف ال َع ْهدَ املُ َ‬
‫حيل‬ ‫انتأوا عنه َر َجعوا إليه‪ ،‬قال‪ :‬هل ِ‬
‫تعر ُ‬ ‫ِ‬
‫املنز ُل الذي ال َيكا ُد القو ُم إذا ْ‬
‫أرس ُم ْه‬
‫ُ‬
‫والَ ْع َهدم ‪:‬‬
‫جيم ُع‬ ‫املوضع الذي (كنت َع ِهدْ َته أو َع ِهدْ َ ِ‬
‫كنت) َت ْع َهدُ به شي ًئا‪َ ،‬‬
‫هوى لك‪ ،‬أو َ‬ ‫ت فيه ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوسمي قد مض قبله وهو الويل‪ ،‬ثم ِ‬ ‫اهدَ ‪ِ ،‬‬‫املَع ِ‬
‫يردفه‬ ‫ُّ‬ ‫يكون ِ ُّ‬ ‫َ‬ ‫والع ْهدُ من املَ َطر‪ :‬أن‬ ‫َ‬
‫مع عىل‪ِ :‬عهاد‪.‬‬
‫وجي ُ‬‫بلل َّأوله ونُدْ َوتِه‪ُ ،‬‬
‫آخ َره ٌ‬ ‫بمطر يدْ ِر ُك ِ‬
‫ٍ ُ‬ ‫الربيع‬
‫ُ‬

‫‪ 146‬الفراهيدي‪ ،‬الخليل بن أحمد‪ ،‬العين‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي المخزومي‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1988 ،‬م‪ ،‬مادة‬
‫(ع ه د )‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫عده‪:‬‬
‫ِّب وسو ُء ُخ ُل ٍق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقال‪ :‬يف فالن َع ْيدَ ه َّي ٌة وعَيدَ َه ٌة‪ ،‬أي‪ :‬ك ْ ٌ‬
‫ِ‬
‫اإلبل‪ ،‬قال رؤبة‪:‬‬ ‫اليس ُء اخلُلق من‬ ‫وال َع ْيدَ مه‪ َّ :‬ر‬
‫عات الكُدَّ ِه‬ ‫القار ِ‬ ‫وخاف َص ْق ُع ِ‬

‫وخ ْب َط ِص ْه ِمي ِم ال َيدَ ْي ِن عَيدَ ِه‬‫َ‬


‫افرت َار األَ ْف َو ِه‬
‫دق َيفرت ِ‬
‫ُّ‬ ‫ْأش َ‬
‫دهع‪:‬‬
‫ِ‬
‫الراعي بالنُّوق‪ ،‬و َد ْهدَ َع هبا‪ :‬إذا قال هلا‪َ " :‬د َها ِع أو َد ْهدَ ا ِع "األول َجم ٌ‬
‫رور‪،‬‬ ‫دهع َّ‬
‫بالس ْخ ِل إذا ْأش َال ُه"‪.‬‬
‫قال‪ :‬زائدة‪ ،‬و َد ْهدَ َع َّ‬
‫أتباع مدرسة التقليبات الصوتية‬
‫‪( -‬البارع) أليب عيل القايل (‪356‬هـ)‪.‬‬
‫‪( -‬هتذيب اللغة) أليب منصور األزهري (‪370‬هـ)‪.‬‬
‫‪( -‬خمترص العني) للزبيدي (‪379‬هـ)‪.‬‬
‫‪( -‬املحيط يف اللغة) للصاحب بن عباد (‪385‬هـ)‪.‬‬
‫‪( -‬املحكم واملحيط األعظم يف اللغة) البن سيده (‪458‬هـ)‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الثان‪ :‬مدرسة التقليبات الهجائية (جمهرة اللغة)‬


‫ي‬ ‫المطلب‬
‫مؤلفه‪ :‬أبو بكر حممد بن احلسن بن دريد األزدي‪.‬‬

‫سبب تسمية َمجهرة اللغة‪:‬‬

‫‪155‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫ِ‬
‫مجهرة الكالم‬ ‫كتاب‬ ‫رس تسميته بجمهرة اللغة‪ً ،‬‬
‫قائال‪" :‬هذا‬
‫ُ‬ ‫يوضح اب ُن دريد َّ‬
‫اجلمهور من كالم العرب‪ ،‬وأرجأنا‬
‫َ‬ ‫واللغة‪ ...‬وإنام أعرناه هذا االسم؛ ألنا اخرتنا له‬
‫الوحيش املستنكر"‪.‬‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫اخلليل بن أمحد أودع كتابه‬ ‫اهلدف والدوافع من وراء تأليفه‪ :‬لقد رأى اب ُن دريد َّ‬
‫أن‬
‫الوحيش من األلفاظ‪ ،‬فحشد اب ُن دريد يف كتابه‬
‫َّ‬ ‫والغريب‬
‫َ‬ ‫الشائع املستعمل‪،‬‬
‫َ‬ ‫(العني)‬
‫الوحيش املستنكر منه‪ ،‬كام وضح‬
‫َّ‬ ‫اجلمهور من كالم العرب‪ ،‬وأبعد‬
‫َ‬ ‫(مجهرة اللغة)‬

‫ساب ًقا من ر‬
‫رس التسمية‪.‬‬

‫يت ال ُييرس عىل الباحث مطل َبه‪ ،‬فعدل عن هذا املنهج إىل‬
‫الرتتيب الصو َّ‬
‫َ‬ ‫كام وجدَ‬
‫تيسريا عىل الباحثني‪ .‬منهج َ‬
‫اجلمهرة‪:147‬‬ ‫ً‬ ‫العادي‬
‫ر‬ ‫اهلجائي‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫الرتتيب‬
‫ِ‬
‫الكلامت من زوائدها‪،‬‬ ‫نظر إىل احلروف األصلية يف ترتيب كتابه‪ ،‬فج َّرد‬ ‫‪-1‬‬
‫واملحذوف إىل مكانه‪.‬‬
‫َ‬ ‫احلروف املنقلب َة إىل أصوهلا‪،‬‬
‫َ‬ ‫ور َّد‬
‫‪ -2‬رتَّب املوا َّد الواقعة يف كل باب بحسب ترتيب حروف اهلجاء‪ ،‬فبدأ بحرف‬
‫اهلمزة‪ ،‬ثم الباء‪ ،‬ثم التاء‪ ،‬ثم الثاء‪...‬إلخ‪.‬‬

‫األلفاظ املكون َة من حروف واحدة‬


‫َ‬ ‫‪ -3‬اتبع نظام التقليبات اهلجائية؛ ألنه مجع‬
‫والثالثي ست تقليبات‪ ،‬وترتيب هذه‬
‫ّ‬ ‫فالثنائي له تقليبان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يف مكان واحد؛‬
‫ِ‬
‫اهلجائية العادية‪ ،‬فكلمة (رحم) تنتج‬ ‫التقليبات بحسب أسبق احلروف ترتي ًبا يف‬
‫هذه التقليبات‪:‬‬
‫ح ر م – ح م ر‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫‪ 147‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.91-88‬‬

‫‪156‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ر ح م – ر م ح‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫م ح ر – م ر ح‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫ُّ‬
‫وكل هذه التقليبات تقع حتت حرف (احلاء) من باب الثالثي الصحيح‪.‬‬
‫وأما (دحرج) فنجدها يف حرف (اجليم) من باب الرباعي الصحيح‪.‬‬

‫قسم كتاب اجلمهرة إىل أبواب بحسب األبنية‪ ،‬واألبنية عنده ستة؛ كاخلليل‬
‫‪َّ -4‬‬
‫َ‬
‫وإليك بياهنا‪:‬‬ ‫تقسيام داخل ًّيا يصل إىل سبعة عرش با ًبا‪،‬‬
‫ً‬ ‫بن أمحد‪ ،‬ولكنه قسمها‬

‫الثنائي وملحقاته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ – أبواب‬
‫الثالثي وملحقاته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ب – أبواب‬
‫رباعي وملحقاته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ج – أبواب ال‬
‫اخلاميس‪ :‬وهو ما أحلق بالرباعي بحروف زائدة‪ :‬نحو‪ :‬فرزدق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫د – أبواب‬
‫السدايس‪ :‬وهو امللحق باخلاميس بحروف زائدة‪ ،‬وذلك نحو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هـ ‪ -‬أبواب‬
‫أحدوثة‪ ،‬أعجوبة‪.‬‬
‫بعضه عىل بعض‪ ،‬وذلك نحو‪ِ :‬خ َّط ْي َبى‪،‬‬
‫التف ُ‬
‫و – أبواب اللفيف‪ :‬وهو ما َّ‬
‫والسلحفاء‪.‬‬
‫ز – أبواب النوادر‪ :‬وهو جمموعة من األلفاظ تدور كل منها حول موضوع خاص‪.‬‬
‫أنموذج باب الثالثي الصحيح وما تشعب منه ‪ -‬حرف الباء‬
‫وما يتصل به يف الثالثي الصحيح (بتن)‬
‫تَبِن‪ :‬تبِن تبان ًة‪ ،‬إذا فطن لليشء‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫الفطن ُة‪ .‬ورجل تَبِن‪َ :‬فطِ ٌن‪.‬‬


‫والتَّبان ُة‪ِ :‬‬

‫والترب ُن‪ :‬معروف‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ب فيه‪ .‬وقال بعض ُ‬ ‫ِ‬
‫اللغة‪ :‬بل ال رت ْب ُن‬ ‫أهل‬ ‫حي َل ُ‬
‫اخلشب ُ ْ‬ ‫وال رت ْب ُن ال ُعس العظيم من‬
‫ٌ‬
‫غليظ‪.‬‬ ‫الذي ال ُحت ُ‬
‫كم صنعتُه فهو‬
‫ن َبت‪ :‬ونبت اليش ُء نباتًا ون ْبتًا و َأنْب َت ُه اهللُ إنباتًا‪.‬‬
‫والنبت واحدٌ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّبات‬ ‫النبات مجع نب ٍ‬
‫ت‪ .‬وقال قوم من ألهل اللغة‪ :‬بل الن ُ‬ ‫َّ‬
‫وكأن‬
‫َ ُ ْ‬
‫دق‪ ،‬أي يف أصل كريم‪ .‬وقالوا‪ :‬أنبت ُ‬
‫البقل‪ ،‬يف معنى َن َب َت‪.‬‬ ‫والرجل يف منْبِ ِ‬
‫ت ِص ٍ‬
‫ً‬
‫نبت عىل األرض من النبات‪ .‬قال الراجز‪ -‬رؤبة العجاج‪:‬‬
‫ْبيت‪ :‬كل ما َ‬
‫وال َّتن ُ‬
‫تنبيت‬
‫ُ‬ ‫ببيدا َء مل ينبت هبا‬ ‫مروت‬
‫ُ‬ ‫َم ْرت نيايص َح ْزمها‬
‫و َّ‬
‫كأن النبات مجع‪ :‬نبت‪ ،‬وقال قو ٌم من أهل اللغة‪ :‬بل النبات والنبت واحد‪ ،‬وقد‬
‫العرب‪ :‬نابتًا‪ ،‬ونبتًا‪ ،‬ونبات ًة‪ ،‬ونبيتًا‪ ،‬وبنو النبت‪ ،‬حي مهم ‪....‬‬
‫ُ‬ ‫سمت‬
‫َّ‬
‫شعر‬
‫أنبت يف معنى نبت‪ ،‬وأنبت الغال ُم‪ :‬إذا راهق واستبان ُ‬
‫يب‪َ :‬‬‫ويقول‪ :‬ال يقول عر ّ‬
‫عروف‪.148‬‬
‫ٌ‬ ‫فشجر م‬
‫ٌ‬ ‫وت‬
‫عانته‪ ،‬فأما ال َينْ ُب ُ‬

‫‪ 148‬ابن دريد‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن‪ ،‬جمهرة اللغة‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد ‪1345‬ه ‪ ،‬مادة" بتن "‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مدرسة القافية (تاج اللغة وصحاح العربية)‬


‫مؤلفه‪ :‬أبو نرص إسامعيل بن محاد النيسابوري الفارايب اجلوهري‪ ،‬وهو من أئمة‬
‫اللغة واألدب‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫ُيعدُّ الفارايب (‪350‬هـ) صاحب كتاب (ديوان األدب)‪ ،‬رائد هذه املدرسة‪ ،‬ودفعه‬
‫إىل ابتكار هذه الطريقة صعوبة وصول الباحث إىل مراده يف الطريقتني السابقتني‪،‬‬
‫أي‪ :‬طريقة التقليبات الصوتية‪ ،‬والتقليبات اهلجائية‪.‬‬

‫أهم مالمح منهجه وخصائصه‪:149‬‬

‫مجع ألفاظ اللغة بطريقة جديدة وهي اتباع األلف بائية (للحروف اهلجائية)‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ً‬
‫فصوال‪ ،‬وبذلك كانت‬ ‫مالح ًظا أواخر الكلامت‪ ،‬فجعلها أبوا ًبا‪ ،‬وأوائلها فجعلها‬
‫األبواب عىل عدد حروف اهلجاء‪ ،‬ولكل باب عد ٌد من الفصول‪ ،‬فقد يكثر عد ُد‬
‫ُ‬
‫الفصول‪ ،‬وقد ُّ‬
‫يقل؛ كباب الراء؛ إذ ليس له فصل الالم؛ ألنه ليس يف العربية كلم ٌة‬
‫تبتدئ بالالم وتنتهي بالراء‪ ،‬وكباب الظاء الذي ليس له إال ستة عرش فصال‪.‬‬

‫‪ -2‬جتريدُ الكلامت من احلروف الزائدة‪ ،‬والنظر إىل أصوهلا‪ً ،‬‬


‫فمثال‪ :‬استقام‬
‫يبحث عنها يف‪ :‬قوم‪ ،‬باب امليم‪ ،‬فصل القاف‪.‬‬

‫‪ -3‬ر ُّد املقلوب إىل أصله‪ً ،‬‬


‫فمثال‪ :‬كلمة‪" :‬تراث" يبحث عنها يف‪ :‬ورث‪ ،‬وكلمة‪:‬‬
‫"أ رقتت" يبحث عنها يف‪ :‬وقت‪.‬‬

‫‪ -4‬ر ُّد املحذوف من الكلمة‪ ،‬مثل كلمة‪" :‬زنة" يبحث عنها يف‪ :‬وزن‪.‬‬

‫‪ -5‬ر ُّد اجلمع إىل مفرده وجتريد املفرد من الزيادة إن كان مزيدً ا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"مستشفيات" يرد إىل مستشفى‪ :‬ثم شفى‪ ،‬فيبحث عنه يف‪ :‬شفى‪.‬‬
‫‪ -6‬مالحظ ُة احلرف الثاين يف الثالثي‪ ،‬والثالث يف الرباعي‪ ،‬والرابع يف اخلاميس‪.‬‬

‫‪ 149‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪ ،110 -109‬وانظر المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.104-100‬‬

‫‪160‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫‪ -7‬العناي ُة بالضبط عناية دقيقة؛ اتقاء التصحيف والتحريف؛ بحيث يذكر‬


‫الضبط بالعبارة املشهورة‪ ،‬أو بذكر امليزان الرصيف للكلمة‪ ،‬وذلك خشية التحريف‬
‫والتصحيف‪.‬‬
‫رشحا دقي ًقا‪.‬‬
‫رشح األلفاظ ً‬
‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ -9‬رغبته يف االختصار‪ ،‬جعله ال هيتم بنسبة أقوال اللغويني إىل أصحاهبا‪.‬‬
‫‪ -10‬العناي ُة باإلشارة إىل اللغات‪.‬‬
‫اإلكثار من القواعد النحوية والرصفية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-11‬‬
‫‪ -12‬االهتام ُم باملعرب من األلفاظ‪.‬‬
‫‪ -13‬االهتام ُم بالظواهر اللهجية؛ كاملشرتك‪ ،‬واملرتادف‪ ،‬واملتضاد‪.‬‬

‫أنموذج من تاج اللغة وصحاح العربية‪:150‬‬


‫عج‪:‬‬
‫مادة‪َّ :‬‬
‫عجيجا" ويف احلديث‪" :‬أفضل احلج العج‬
‫ً‬ ‫عج َي ِع ُّج‬
‫"ال َع ُّج‪ :‬رفع الصوت‪ ،‬وقد َّ‬
‫والثج"‪ ،‬و َع ْج َع َج‪ ،‬أي‪َ :‬ص َّوت‪ ،‬ومضاعفته دليل عىل التكرار فيه‪ ،‬وال ُع َّجة‬
‫بالضم‪ :‬هذا الطعام الذي يتخذ من البيض‪ ،‬أظنه مولدً ا‪ ،‬وال َع َجاج‪ :‬الغبار‬
‫أيضا‪ ،‬والعجاجة أخص منه‪.‬‬
‫والدخان ً‬

‫وأعجت الريح‬
‫ّ‬ ‫والعجاج ُة‪ُ :‬‬
‫اإلبل الكثرية العظيمة‪ ،‬حكاه أبو عبيد عن الفراء‪،‬‬
‫وعجت‪ :‬اشتدت وأثار الغبار‪ ،‬ويوم معج وعجاج‪ ،‬ورياح معاجيج‪ ،‬ضد‬
‫ّ‬

‫‪ 150‬الجوهري‪ ،‬إسماعيل بن حماد‪ ،‬تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار العلم للملايين‪،‬‬
‫‪1990‬م‪ ،‬مادة (عجج)‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫مهاوين‪ ،‬وعججت البيت دخانًا فعجج‪ ،‬والعجاج ابن رؤبة السعدي الراجز من‬
‫سعد متيم‪ ،‬سمي بذلك لقوله‪:‬‬
‫حتى يعج ثخنًا عجعجا‬
‫وال َع ْج َع َج ُة يف قضاعة‪ :‬ر‬
‫حيولون الياء جيام مع العني‪ ،‬يقولون‪ :‬هذا راعج خرج‬
‫معج‪ ،‬أي‪ :‬راعي خرج معي‪.‬‬

‫أتباع مدرسة القافية‬

‫‪ -‬اجلوهري (‪393‬هـ) يف كتابه (تاج اللغة وصحاح العربية)‪.‬‬

‫الصغاين (‪650‬هـ) يف كتبه‪( :‬التكملة والذيل والصلة‪ ،‬وجممع البحرين‪ ،‬وال ُعباب)‪.‬‬
‫‪َّ -‬‬

‫‪ -‬ابن منظور (‪711‬هـ) يف كتابه (لسان العرب)‪.‬‬

‫‪ -‬الفريوزآبادي (‪817‬هـ) يف كتابه (القاموس املحيط)‪.‬‬

‫‪ -‬الزبيدي (‪1205‬هـ) يف كتابه (تاج العروس)‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ا‬ ‫امل ال‬ ‫ا‬

‫‪163‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫‪164‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المدرسة الهجائية العادية (أساس البالغة)‬


‫الزخمرشي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مؤلفه‪ :‬هو أبو القاسم حممود بن عمر بن أمحد‬
‫ورائد هذه املدرسة هو أبو عمرو الشيباين (‪206‬هـ) يف كتابه (اجليم)‪.‬‬

‫اهلدف من تأليف الزخمَّشي لكتابه " أساس البالغة"‪:‬‬


‫‪ -1‬التمييز بني املعاين احلقيقية واملجازية‪.‬‬

‫‪ -2‬التعرف عىل وجوه اإلعجاز اللغوي يف القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -3‬ختريج طائفة من األدباء‪.151‬‬

‫منهج الزخمَّشي‪:152‬‬
‫‪ -1‬اتبع طريقة اهلجائية العادية التي ترتب الكلامت حسب احلرف األول‬
‫فصال‪ً ،‬‬
‫فمثال‪ :‬كلمة‬ ‫والثاين وما يثلثهام‪ ،‬واحلرف األول يسمى با ًبا‪ ،‬والثاين يسمى ً‬
‫(عدل) تكون يف‪ :‬باب العني فصل الدال‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫وقليل‬ ‫ِ‬
‫بعض املواد الرباعية‬ ‫وركز الزخمرشي يف أساسه عىل املواد الثالثية‪ ،‬مع ذكر‬
‫يأت بكل الثالثي املستعمل من املواد اللغوية‪.‬‬ ‫من اخلامسية‪ ،‬كام أنه مل ِ‬

‫‪ -2‬جتريد الكلمة من الزوائد‪.‬‬


‫‪ -3‬فصل احلقيقة عن املجاز‪ ،‬والكناية عن الترصيح‪ ،‬مبتدئًا باملعاين احلقيقية ثم‬
‫املجازية‪ ،‬فبعد أن يذكر املعاين احلقيقية يتبعها بقوله غال ًبا‪" :‬ومن املجاز"‪ ،‬أو "من‬
‫الكناية"‪.‬‬

‫‪ 151‬المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪ ،179-178‬مناهج البحث في اللغة والمعاجم‪ ،‬ص ‪.435‬‬
‫‪ 152‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪165‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫‪ -4‬املعهود يف املعجم أن ُيبحث فيه عن معاين ومفردات‪ ،‬لكن الزخمرشي اهتم‬


‫بذكر معاين اجلمل والعبارات؛ ألنه كان هيدف إىل ختريج طائفة من األدباء‪.‬‬
‫‪ -5‬االستشهاد بالقرآن واحلديث والشعر عىل املعاين التي يذكرها‪.‬‬
‫والصيغ مفتقر ٌة ضب َطها‬
‫ُ‬ ‫فاملشتقات‬
‫ُ‬ ‫‪ -6‬عدم االهتامم بالضبط يف غالب األحيان‪،‬‬
‫بطريقة من الطرق التي جلأ إليها أرباب املعاجم األخرى‪.‬‬
‫‪ -7‬ومن منهجه عالج بعض قضايا الرصف والنحو‪.‬‬
‫‪ -8‬االهتامم ببعض اللهجات‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلشارة إىل بعض الكلامت املصنوعة واملولدة والعامية‪.153‬‬
‫أنموذج من أساس البالغة‬
‫‪154‬‬
‫شهق " باب الشني فصل اهلاء‬
‫مادة " َ‬
‫ممتنع طوال‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫إخراج َن َف ٍ‬
‫وجبل شاهق‪ٌ :‬‬ ‫س ور ُّده‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫" له زفري وشهيق"‪:‬‬

‫خارج من جوفه‪َّ ،‬‬


‫وإن‬ ‫ٌ‬ ‫صوت‬
‫ٌ‬ ‫فسمع له‬ ‫ٌ‬
‫وصاهل‪ :‬إذا هاج‪ُ ،‬‬ ‫شاهق‬
‫ٌ‬ ‫(ومن املجاز) ٌ‬
‫فحل‬
‫فأدمت‬
‫َ‬ ‫وشهقت عيني عليه‪ :‬إذا أعجبك‬ ‫ِ‬
‫وصاهل‪ :‬إذا اشتدَّ غض ُبه‪ِ ،‬‬ ‫فالنا لذو ِ‬
‫شاهق‬
‫النظر إليه‪ ،‬قال مزاحم‪:‬‬
‫َ‬
‫أبرح راقيا‬
‫لست ُ‬ ‫ِ‬
‫لغري أبيه ُ‬ ‫شهقت عيني عليه عزو ُت ُه‬
‫إذا َ‬
‫الناظر إليه حتى ال ُي َعان‪.‬‬
‫َ‬ ‫ألكرس‬
‫َ‬ ‫هجني‬
‫ٌ‬ ‫أي‪ :‬أقول‪ :‬هو‬

‫‪ 153‬مناهج البحث في اللغة والمعاجم‪ ،‬ص ‪ ،451-437‬المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ 154‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد‪ ،‬أساس البلاغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬دار‬
‫ال كتب العلمية‪1419 ،‬ه ‪1998 -‬م‪ ،‬مادة (شهق)‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫أتباع الدرسة اهلجائية العادية‬


‫‪ -‬ابن فارس (‪392‬هـ) يف كتابه (مقاييس اللغة‪ ،‬واملجمل)‪.‬‬

‫‪ -‬حممد بن متيم الِّبمكي (‪473 – 372‬هـ) يف كتابه (املنتهى يف اللغة)‪.‬‬

‫‪ -‬الزخمرشي (‪537‬هـ) يف كتابه (أساس البالغة)‪.‬‬

‫‪ -‬الفيومي (‪770‬هـ) يف كتابه (املصباح املنري)‪.‬‬

‫‪ -‬األب لويس يف (املنجد)‪.‬‬

‫‪ -‬الرازي يف (خمتار الصحاح)‪ ،‬عىل ترتيب وزارة املعارف‪.‬‬

‫‪( -‬املعجم الوسيط)‪ ،‬و(املعجم الوجيز)‪ ،‬و(املعجم الكبري)‪.‬‬


‫المطلب الخامس‪ :‬من ر‬
‫مشوعات المجمع اللغوي بالقاهرة‬
‫(المعجم الوسيط)‬
‫هدف العجم الوسيط‪:‬‬
‫معجام‬ ‫ِ‬
‫حلاجات الناس‪ ،‬أن ُخيرج هلم‬ ‫ِ‬
‫لتطور احلياة‪ ،‬وتلبي ًة‬ ‫املجمع مساير ًة‬ ‫رأى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سهل التناول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قريب املأخذ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫واضح‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أسلوب‬ ‫جيدون فيه بغيتَهم‪ ،‬من موا َّد لغوية يف‬
‫فكان "املعجم الوسيط"‪.‬‬

‫منهج العجم الوسيط‪:155‬‬


‫ِ‬
‫جتريدها من زوائدها‪ ،‬وإرجا ِع‬ ‫ورتبت موا ُّده بعد‬
‫ترتيب اهلجائية العادية‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫تبع‬
‫‪َ -1‬‬
‫املقلوب إىل أصله حسب احلرف األول والثاين وما يثلثهام‪.‬‬

‫‪ 155‬في المعاجم اللغو ية‪ ،‬ص ‪.176-175‬‬

‫‪1‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫ِ‬
‫واملصطلحات اجلديدة يف خمتلف العلوم‬ ‫ِ‬
‫باأللفاظ احلضارية املستحدثة‪،‬‬ ‫‪ -2‬االهتام ُم‬
‫أقرها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والفنون‪ ،‬مع إدخال األلفاظ املولدة‪ ،‬أو املحدثة‪ ،‬أو املعربة‪ ،‬أو الدخيلة التي َّ‬
‫املجمع‪ ،‬وارتضاها األدبا ُء‪.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫االستعامل؛ لعدم احلاجة‬ ‫ِ‬
‫األلفاظ الوحشية اجلافية‪ ،‬أو التي هجرها‬ ‫ُ‬
‫إمهال‬ ‫‪-3‬‬
‫إليها‪ ،‬أو ِ‬
‫قلة الفائدة منها‪ ،‬كبعض أسامء اإلبل‪.‬‬
‫‪ -4‬مراعا ُة الدقة والوضوح يف رشح األلفاظ أو تعريفها‪.‬‬
‫ِ‬
‫والرتاكيب البالغية‬ ‫ِ‬
‫واألمثال العربية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واحلديث‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫‪ -5‬االستشها ُد‬
‫ِ‬
‫الكتاب والشعراء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فصحاء‬ ‫ِ‬
‫املأثورة عن‬

‫‪ -6‬االستعان ُة ُّ‬
‫بالرسو ِم والصور‪.‬‬
‫ُ‬
‫األفعال عىل األسامء‪ ،‬واملجر ُد عىل املزيد‪ ،‬والالز ُم عىل املتعدي‪،‬‬ ‫‪ُ -7‬قدر مت‬
‫احليس عىل املعنى العقيل‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫واملعنى‬
‫ِ‬
‫أشهر مصادر الفعل إال إذا كانت خمتلف َة املعنى‪ ،‬فتُذكر ُّ‬
‫كل‬ ‫االقتصار عىل‬
‫ُ‬ ‫‪-8‬‬
‫املصادر‪ ،‬كام يف‪ :‬ثبات‪ ،‬وثبوت‪ ،‬ودعوة‪ ،‬ودعاء‪ ،‬ودعاية‪ ،‬وكذلك احلال يف اجلموع‪.‬‬
‫املجمع من قرارات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أقره‬
‫‪ -9‬مراعا ُة ما َّ‬
‫وضع رموز لتيسري البحث‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-10‬‬
‫أ‪( .‬ج)‪ :‬لبيان اجلمع‪.‬‬
‫ب‪( .‬ـــَـــِـــُــ)‪ :‬لبيان ضبط عني املضارع‪.‬‬
‫ج‪( .‬وــــــــــ)‪ :‬للداللة عىل تكرار الكلمة ملعنى جديد‪.‬‬

‫للم َو َّلد‪ ،‬وهو اللفظ الذي استعمله الناس ً‬


‫قديام بعد عرص الرواية‪.‬‬ ‫د‪( .‬مو)‪ُ :‬‬

‫‪168‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫للم َع َّرب‪ ،‬وهو اللفظ األجنبي الذي عرفه العرب بالنقص‪ ،‬أو‬
‫ه‪( .‬مع)‪ُ :‬‬
‫الزيادة‪ ،‬أو القلب‪.‬‬
‫و‪( .‬د)‪ :‬للدَّ خيل‪ ،‬وهو اللفظ األجنبي الذي دخل العربية دون تغيري؛‬
‫كاألكسجني‪ ،‬والتليفون‪.‬‬
‫ز‪( .‬مج)‪ :‬للفظ الذي أقره "جممع اللغة العربية"‪.‬‬
‫ح‪ُ ( .‬حم ْدَ ثة)‪ :‬اللفظ الذي استعمله املحدثون يف العرص احلديث‪ ،‬وشاع يف لغة‬
‫احلياة املهمة‪.156‬‬
‫‪157‬‬
‫نموذج (بجد) العجم الوسيط‬
‫( َب َجد) باملكان _ُُ ُبجو ًدا‪ :‬أقام فلم يِّبح‪.‬‬
‫يقال‪َ :‬ب َجدت املاشية باملرتع‪.‬‬

‫(البِجاد)‪ :‬كساء ُخم َ َّط ٌط‪ُ .‬‬


‫(ج) ُب ُجد‪.‬‬
‫وذو البِجادين‪ :‬لقب ِ‬
‫عبد اهلل بن عبد ُهنْم‪ ،‬دليل الرسول –صىل اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫ُ‬
‫يف إحدى الغزوات‪.‬‬
‫ِ‬
‫اخليل‪ :‬مئة فأكثر‪( ،‬ج) ُب ُجود‪.‬‬ ‫(ال َب ْجد) من الناس‪ :‬اجلامعة‪ .‬وــــــــــــ من‬
‫لمه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫(ال َب ْجدَ ة)‪ :‬الصحراء‪ .‬وــــــــــ حقيقة األمر وباطنه‪ ،‬يقال‪ :‬عنده َب ْجدَ ُة ذلك‪ :‬ع ُ‬
‫املتقن له‪ ،‬وأصله الدليل اهلادي يف الصحراء‪،‬‬‫دهتا‪ :‬العامل باليشء ِ‬‫وهو ابن َب ْج ِ‬

‫ِّبح عن قومه‪.‬‬
‫وــــــــــ من ال َي ْ َ‬

‫‪ 156‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1985 ،‬انظر المقدمة‪ ،‬ص ‪.16-13‬‬
‫‪ 157‬المرجع السابق‪ ،‬مادة ( بجد )‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫ا‬ ‫ال‬ ‫امل‬ ‫ا‬

‫‪170‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫معاجم إلكرتونية يمكن الرجوع إليها‬


‫‪ -‬معجم‪ :‬معاجم‪:‬‬
‫معجم فيه خدمات كثرية مفيدة ومتنوعة‪ ،‬فإضافة إىل رشح معاين املفردات؛ ُيقدم‬
‫لك هذا املعجم األسامء الفصيحة لألشياء واحليوانات واحلرشات واملالبس‬
‫واخلضار والفواكه واأللوان … قواعد النحو – األضداد – مسابقات وألعاب‬
‫للتعلم والتسلية‪ ،‬نامذج إمالئية‪.‬‬

‫الصحاح – تاج العروس‪-‬‬


‫الصحاح – ر‬
‫املعاجم التي يمكن الرجوع إليها‪ :‬خمتار ر‬
‫لسان العرب – الرائد‪-‬معجم اللغة العربية املعارصة‪.‬‬
‫‪https://www.maajim.com/quizzes/llgh-laarby‬‬

‫‪ -‬معجم الباحث العريب‬


‫يقدم املوقع خدمة البحث يف أهم القواميس واملراجع اللغوية العربية‪ .‬حيتوي‬
‫املوقع عىل أكثر من ‪ 31.000‬مادة‪ ،‬وأكثر من ‪ 4.000.000‬كلمة جمموعة من‬
‫أهم املعاجم اللغوية املتوفرة يف العامل العريب‪ .‬خدمة الباحث العريب هي خدمة‬
‫جمانية وال تستدعي االشرتاك أو التسجيل‪ .‬ال تزال اخلدمة قيد التطوير لذلك‬
‫دائام‪.‬‬
‫نرحب بمالحظاتكم واقرتاحاتكم ً‬
‫من العاجم التي يمكنكم الرجوع إليها باستخدام الباحث‪:‬‬
‫الصحاح‪ -‬القاموس املحيط‪ -‬العباب الزاخر‪.‬‬
‫لسان العرب ‪ -‬مقاييس اللغة‪ -‬ر‬
‫‪/http://www.baheth.info‬‬

‫‪ -‬العجم العريب اجلامع‬


‫موقع املعجم العريب اجلامع‪ ،‬موقع ممتاز جدا؛ حيث يضم معاجم عربية عديدة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫هيدف املعجم إىل مساعدة الطالب والباحثني واملهتمني باللغة العربية‪ .‬املعجم‬
‫يضم معاجم عربية مهمة‪ .‬ومن أمهها‪ :‬معجم اللغة العربية املعارصة‪.‬‬
‫‪/https://www.arabicterminology.com‬‬

‫‪ -‬قاموس العاين‬
‫موقع قاموس املعاين هو معجم معاين متعدد اللغات‪ ،‬ويوفر خدمة التعليم والرتمجة‪.‬‬
‫حيتوي عىل معاج ٍم ثنائية‪ :‬اللغة العربية‪ ،‬انجليزي‪ ،‬اسباين‪ ،‬برتغايل‪ ،‬فرنيس‪ ،‬تركي‪،‬‬
‫فاريس‪ ،‬إندونييس‪ ،‬وأملاين‪.‬‬

‫من املعاجم التي يمكن الرجوع إليها‪ :‬لسان العرب ‪ -‬القاموس املحيط‪ -‬خمتار‬
‫الصحاح ‪ -‬املعجم الوسيط‪ -‬معجم‪ :‬اللغة العربية املعارص‪-‬الرائد‪ -‬الغني‪.‬‬
‫ر‬
‫‪/https://www.almaany.com‬‬

‫ر‬
‫المطلب السادس‪ :‬أهم األخطاء ي‬
‫الت يقع فيها الباحثون‬
‫يف الرجوع إل المعاجم اللغوية‬
‫ٍ‬
‫مكان ُيو رثق من‬ ‫أوال‪ -‬التنقل دون حاجة بني املعاجم اللغوية والتوثيق منها‪ ،‬ففي‬
‫ٍ‬
‫مكان آخر من (اجلمهرة) البن دريد‪ ،‬ويف‬ ‫(القاموس املحيط) للفريوزآبادي‪ ،‬ويف‬
‫مكان آخر ُيو رثق من (مقاييس اللغة) البن فارس وهكذا‪ ،‬وربام يف بعض املواضع‬
‫الزمني‪ ،‬وأحيانا ُيو رثق من‬
‫ّ‬ ‫ُيوثق منها مجي ًعا دون حاجة‪ ،‬ودون مراعاة لرتتيبها‬

‫(هتذيب اللغة) لألزهري‪ ،‬ثم ُيو رثق العبار َة َ‬


‫نفسها من (لسان العرب)‪ ،‬والذي يف‬
‫حمض من التهذيب‪.‬‬ ‫اللسان ٌ‬
‫نقل ٌ‬

‫‪172‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫ثانيا‪ -‬عدم معرفة طرائق املعاجم وتارخيها؛ بحيث يضطرب الباحث يف بعض‬
‫تقريراته بسبب عدم معرفته بمناهج املؤلفني‪ ،‬ولذلك قد ينسب اخلطأ إىل بعض‬
‫العلامء وهو ال يشعر‪.‬‬

‫ونذكر مثاالً عىل ذلك من حتقيق أحد الباحثني عىل كالم البن القيم نسبه لليث بن‬
‫املظفر صاحب اخلليل بن أمحد‪ ،‬فأشار املحقق إىل أنه قد وجد هذا الكالم بنصه يف‬
‫كتاب العني للخليل بن أمحد‪ ،‬وأن ابن القيم مل ينسبه إىل اخلليل‪ ،‬وتعجب من صنيع‬
‫ابن القيم‪ .‬ولو كان املحقق عىل معرفة بطريقة املؤلفني يف التعامل مع املعاجم ملا‬
‫فاتت عليه هذه الفكرة‪ .‬إذ إن ابن القيم ينقل أقوال الليث بن املظفر عن األزهري‬
‫يف هتذيب اللغة‪ ،‬واألزهري ال يعرتف بنسبة كتاب العني بكامله للخليل بن أمحد‬
‫ِ‬
‫الليث بن املظفر‪.‬‬ ‫الفراهيدي وإنام ينسبه لتلميذه‬

‫ثالثا‪ -‬االضطراب يف ال َع ْز ِو إىل كتب املعاجم‪ ،‬فتجده مرة يعزو إىل املادة نفسها‪،‬‬
‫ومرة إىل اجلزء والصفحة‪ ،‬ومرة إليهام معا‪.158‬‬

‫الضبط ملا ُينقل من املعاجم‪.‬‬


‫رابعا‪ -‬عدم احلرص عىل َّ‬

‫خامسا‪ -‬عدم الرجوع إىل املعجم‪ ،‬والكلمة حتتاج إىل الكشف عن معناها‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬عدم اتباع الطرائق األساسية يف البحث عن املفردات يف املعاجم‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫فمثال‪" :‬استكثر" يبحث عنها يف‪َ :‬ك ُثر‪.‬‬


‫* عدم جتريد الكلمة من الزوائد‪ً ،‬‬
‫رض‬
‫اضطر" ‪َّ -‬‬
‫ّ‬ ‫"‬

‫‪ 158‬الشهري ‪ -‬عبد الرحمن بن معاضة‪ ،‬مدارسة في طر يقة الباحثين في الرجوع للمعاجم اللغو ية‪ ،‬الملتقى العلمي للتفسير وعلوم‬
‫القرآن‪ 14 ،‬شوال ‪ 1428‬ه ‪ ،2007/10/25 -‬تم الاطلاع عليه في ‪2022/2/22‬م‪ ،‬رابط الموقع‪.https://vb.tafsir.net :‬‬

‫‪173‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫* عدم ر ّد املقلوب إىل أصله‪ً ،‬‬


‫فمثال‪ :‬كلمة‪" :‬مرياث" يبحث عنها يف‪ :‬ورث‪.‬‬
‫" دعاء " ‪ -‬دعا ‪ -‬دعو‬

‫* عدم ر ّد املحذوف من الكلمة‪ ،‬مثل كلمة‪" :‬زنة" يبحث عنها يف‪ :‬وزن‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ماض" ‪ -‬مض ‪ -‬ميض‬ ‫"‬

‫* عدم ر ّد اجلمع إىل مفرده‪ ،‬ثم جتريد املفرد من الزيادة إن كان مزيدً ا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫"متزوجون" يرد إىل متزوج‪ :‬ثم زوج‪ ،‬فيبحث عنه يف‪ :‬زوج‪.‬‬

‫أهم التوصيات‪:‬‬

‫احلرص عىل إحياء السنة املهجورة‪ ،‬وهي مطالعة املعاجم اللغوية بني الفينة‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫واألخرى‪ ،‬فهي متنح القارئ سواء أكان باح ًثا‪ ،‬أم كات ًبا‪ ،‬أم ً‬
‫حمررا صحف ًّيا زا ًدا‬
‫وأخاذةً‪ُ ،‬‬
‫وحت رسن من‬ ‫غزيرا ومتنو ًعا‪ ،‬وجتعل لغتهم قوي ًة وفصيح ًة وسليم ًة َّ‬
‫معجم ًّيا ً‬
‫مستوى الكتابة لدهيم‪ ،‬وترفع من بالغة األسلوب ومجاليته‪.‬‬

‫ُّ‬
‫حث الطلبة وتعويدهم عىل ارتياد املعاجم التي تُعدُّ مصادر للغة العربية‪ ،‬كتاج‬ ‫‪-‬‬
‫اللغة وصحاح العربية‪ ،‬والقاموس املحيط‪ ،‬ولسان العرب‪ ،‬واملعجم الوسيط‪،‬‬
‫واملعجم الوجيز‪ ،‬وغريها من املعاجم العربية‪ ،‬وإكساهبم مهارة طرائق البحث فيها‪.‬‬

‫‪ -‬االعتام ُد عىل املعاج ِم اللغوية املطبوعة ورق ًّيا أوال‪ ،‬ثم املعاج ِم اإللكرتونية‬
‫املوثوق فيها‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫الصادر والراجع‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثامن‪ ،‬اخلصائص‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل النجار‪ ،‬الطبعة الثانية (د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثامن‪ ،‬رس صناعة اإلعراب‪ ،‬حتقيق‪ :‬دكتور هنداوي‪ ،‬دار‬
‫القلم‪ ،‬دمشق‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اجلوهري‪ ،‬إسامعيل بن محاد‪ ،‬تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬حتقيق أمحد عبد‬
‫الغفور عطار‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار العلم للماليني‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬احلاوي‪ ،‬عثامن‪ ،‬والبغدادي‪ ،‬حممد‪ ،‬يف املعاجم اللغوية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة‬
‫املتنبي – الدمام‪ -‬اململكة العربية السعودية‪1427 ،‬هـ‪2006 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬دابويل‪ ،‬فتحي‪ ،‬رؤية جديدة يف املعجم العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطابع الشناوي‬
‫طنطا‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ابن دريد‪ ،‬أبو بكر حممد بن احلسن‪ ،‬مجهرة اللغة‪ ،‬مكتبة املثنى‪ ،‬بغداد ‪1345‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬الزخمرشي‪ ،‬أبو القاسم حممود بن عمر بن أمحد‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫باسل عيون السود‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1419 ،‬هـ ‪1998 -‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أبو سكني‪ ،‬عبد احلميد حممد‪ ،‬املعاجم العربية‪ ،‬مدارسها ومناهجها‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬مطبعة األمانة‪1980 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين‪ ،‬املزهر يف علوم اللغة‪ ،‬حتقيق حممد جاد املوىل‬
‫وآخرون‪ ،‬طبعة احللبي (د‪-‬ت)‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫المعاج ُم اللغويةُ العربيةُ وطرائ ُق البحث فيها‬

‫‪ -‬الشهري ‪ -‬عبد الرمحن بن معاضة‪ ،‬مدارسة يف طريقة الباحثني يف الرجوع‬


‫للمعاجم اللغوية‪ ،‬امللتقى العلمي للتفسري وعلوم القرآن‪https://vb.tafsir.net ،‬‬

‫‪14‬شوال ‪ 1428‬هـ‪.2007/10/25 -‬‬

‫‪ -‬عطار‪ ،‬أمحد عبد الغفور‪ ،‬الصحاح ومدارس املعجامت العربية‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العريب‪ ،‬القاهرة‪.1956 ،‬‬

‫‪ -‬عمر‪ ،‬أمحد خمتار‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬عامل الكتب‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الفراهيدي‪ ،‬اخلليل بن أمحد‪ ،‬العني‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم‬
‫السامرائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الفريوزآبادي‪ ،‬جمد الدين حممد بن يعقوب‪ ،‬القاموس املحيط‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬


‫مطبعة دار املأمون‪1938 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬جممع اللغة العربية‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬م‪.1985‬‬

‫‪ -‬ابن منظور أبو الفضل مجال الدين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار املعارف‪ ( ،‬د‪-‬ت )‪.‬‬

‫‪ -‬نجا‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬واملعاجم اللغوية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مطبعة السعادة‪1974 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬نصار‪ ،‬حسني‪ ،‬املعجم العريب‪ -‬نشأته وتطوره‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار مرص للطباعة‪.‬‬

‫‪ -‬هالل‪ ،‬عبد الغفار‪ ،‬مناهج البحث يف اللغة واملعاجم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة‬
‫اجلبالوي‪ -‬مرص‪1991 ،‬م‬

‫‪1‬‬
‫ي َجهلُهُ‬
‫ما ال يس ُع ال ُم َدقِقَ اللغو َّ‬

‫المكتبة الرقمية لمنصة أريد العلمية‬


‫‪The digital library ARID scientific platform‬‬
‫ِ‬
‫بتحميل‬ ‫تسمح‬ ‫ٍ‬
‫تفاعلية‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة‬ ‫ِ‬
‫ألعضاء منصة ُأريد‬ ‫واملعريف‬ ‫العلمي‬ ‫اإلنتاج‬ ‫تضم‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫بطريقة تفاعلية‬ ‫ِ‬
‫املدفوعة وتصفحها‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫ِ‬
‫رشاء‬ ‫ِ‬
‫املجانية‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫‪.‬الكتب‬

‫‪ARID.MY/BOOKS‬‬

‫‪177‬‬

You might also like