Professional Documents
Culture Documents
ه اء ع اني ح ي ج ي
السنة الجامعية2023/2024:
1
مقدمة
تقوم الضمانات العينية 1على أساس تخصيص مال أو أكثر لضمان دين الدائن ،وبذلك يكون
له اﻷفضلية عن غيره في استيفاء حقه من المقابل النقدي لهذا المال أو هذه اﻷموال ،وبذلك
يستطيع الدائن في هذه الحالة الخروج عن مبدأ المساواة بين الدائنين ،باﻹضافة إلى ذلك للدائن
حق تتبع هذا المال أو هذه اﻷموال في أي يد ليمارس حقه في التقدم على غيره من الدائنين،
وبذلك تتوفر للدائن في هذه الحالة أحد اﻷسباب القانونية لﻸولوية والمنصوص عليها في الفقرة
اﻷخيرة من الفصل 1241من قانون اﻻلتزامات والعقود والتي يهدف إلى تقوية مركزه
وضماناته تجاه مدينه وذلك بفرض مجموعة من الشروط تضمن له استيفاء دينه عند حلول
أجله.2
ويعد حق اﻻمتياز من أحد اﻷسباب القانونية لﻸولوية والتي يمنحها القانون للدائن مراعاة
حقه ﻻعتبارات يستقل المشرع بتقديريها ،واﻻمتياز تطرق له المشرع المغربي في الباب اﻷول
من الكتاب الثاني عشر من قانون اﻻلتزامات والعقود من الفصول 1243إلى ،1250وكذلك
في نصوص قانونية أخرى ،واﻻمتياز هو حق أفضلية يعطيه القانون لدين معين بذاته فيوفر
لصاحبه الحق في التقدم عند استخﻼص دينه على غيره من الدائنين.3
وأمام المخاطر التي أصبحت تهدد الضمان العام المقدم للدائنين والذي لم يعد مبعث ارتياح
لهم )الدائنين( ،كان من الضروري أن يتدخل المشرع بإقراره ضمانات قانونية أكثر فعالية من
أجل توفير الحماية الﻼزمة لهم وتأمين استيفاء ديونهم بشكل أكثر مرونة ،وتعتبر حقوق
اﻻمتياز من بين هذه الضمانات القانونية ذات الطابع العيني والتي سعى المشرع من خﻼل
وضعها إلى تحسين مجال اﻻئتمان ،وإعطاء الدائنين المستفيدين منها مراكز متميزة مقارنة مع
ان إل ها وت ا ل ت ل ﻷنها ت اج إلى حق ق أخ ة وس انات الع ة في القان ن ال غ ي ال ق ق الع ة ال 1ـ وتع ف ال
ال فاء بها.
عات العقارة ال اصة ،م عة ال اح ال ي ة ـ ال ار في ن ام ال ل ة العقارة على ض ء م ونة ال ق ق الع ة وال الفاخ ر ،ال س ـ إدر 2
". ان ا م ته ول ل لل ائ ح اﻷول ة على اقي ال ائ ـ ب ا ع ف ه م ونة ال ق ق الع ة في ال ادة 142ا يلي " :ح ع ي ت عي
2
باقي الدائنين اﻵخرين بحيث يخول لهم اﻷولوية في استيفاء ديونهم خروجا على قاعدة المساواة
بين الدائنين.4
وتظهر أهمية حقوق اﻻمتياز في معرفة ما إذا كان هذا الضمان قادرا فعﻼ على حماية حقوق
الدائن ،وبالتالي دور اﻻمتياز في تشجيع اﻻئتمان ،ومدى مساهمته في ذلك كما تتجلى أهمية
اﻻمتياز من الناحية العملية في كون مسطرة اقتضاء وتحقيق اﻻمتياز الذي يكون للدائن قد
تعترضه صعوبات في الوصول إلى استيفاء دينه وذلك بالنظر إلى كون حق اﻷفضلية والتتبع
المخول للدائن قد ﻻ يسعفانه في استيفاء وتحصيل دينه ،خاصة وأن حق التتبع يصطدم في
الواقع العملي بعدم إمكانية اللجوء إليه في اﻻمتيازات العامة من جهة ،ثم بقاعدة حيازة المنقول
سند الملكية من جهة أخرى ،وبالتالي يكون الدائن معرض لعدم إمكانية الحصول على دينه،
كما أنه أيضا قد يصطدم بمسألة تزاحم الديون اﻷخرى التي لها أيضا الصبغة اﻻمتيازية ،مما
يضعف آماله في تحصيل دينه وقد يواجه الدائن صاحب اﻻمتياز صعوبات في اﻷداء كما في
حالة وضعية الصعوبة التي يعرفها المدين مما يجعل اﻻمتياز هو اﻵخر محل انتقاد على غرار
باقي الضمانات العينية اﻷخرى.5
ومن هذا المنطلق يمكن طرح إشكالية محورية يمكن صياغتها كاﻵتي :ما مدى نجاعة حقوق
اﻻمتياز في استيفاء الديون؟
لمعالجة هذه اﻹشكالية يقتضي تقسيم الموضوع المطروح قيد الدراسة والتحليل وفق الشكل
التالي:
المطلب اﻷول :أنواع حقوق اﻻمتياز
المطلب الثاني :ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه
ـ عادل ﻼ ي ،حق ق اﻻم از في القان ن ال غ ي دراسة مقارنة في ض ء الق اع العامة والق اع ال اصة ،م عة ال عارف ال ي ة ال ا ، 4
3
المطلب اﻷول :أنواع حقوق اﻻمتياز
تعتبر حقوق اﻻمتياز بمثابة حق أولوية يمنحه القانون على أموال المدين نظرا لسبب الدين،6
وتتعدد أنواع هذه الحقوق بتعدد القوانين المنظمة لها ،فبعضها جاء وفقا لﻸحكام العامة لظهير
اﻻلتزامات والعقود)الفقرة اﻷولى( ،والبعض اﻵخر تكفلت قوانين خاصة بتنظيمها)الفقرة
الثانية(.
الفقرة اﻷولى :حقوق اﻻمتياز في إطار ظهير اﻻلتزامات والعقود
بالرجوع لظهير اﻻلتزامات والعقود نجده يصنف حقوق اﻻمتياز 7إلى حقوق عامة ترد على
كل أموال المدين المنقولة)أوﻻ( ،وأخرى خاصة ﻻ ترد إﻻ على منقوﻻت معينة)ثانيا(.
8
أوﻻ :حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة
تأتي الديون الممتازة المرتبطة بالمدين الميت على رأس حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة ،لذلك
يعتبر الدائن الممتاز الذي أنفق على دفن الميت ابتداء من تغسيله وتكفينه إلى نقله ودفنه ويستوي
في ذلك أن يكون هذا الدائن من أسرة الميت أو أجنبيا عنه ورعاية لمصلحة ورثة المتوفى
أوجب المشرع على من يقوم بهذه النفقات إﻻ يبالغ فيها وأﻻ يزيد عما يتناسب مع حالة المدين
الميت فﻼ يجوز له أن يشتري مثﻼ كفنا باهظ القيمة إذا كان الميت فقيرا معدما فمثل هذه النفقات
التي تتجاوز المقدرة المالية المعروفة عن المتوفى قبل وفاته ﻻ تكون دينا ممتازا وإنما يمتاز
منها فقط ما يقع في حدود هذه المقدرة المالية أما الذي يتجاوز ذلك فيعده دينا عاديا وليس
ممتازا ولعل الفلسفة وراء اعتبار ديون تجهيز الميت ديونا ممتازة تخرج من تركة الهالك في
المرتبة اﻷولى تتحلى في نعمة ﷲ تعالى على اﻹنسان فهو ميت إﻻ أنه كلف اﻷحياء بأن يتولوا
مواراته إلى قبره وذلك في إطار ما هو معروف لدى عامة الناس إذ كل ما زاد عن حاجة
الميت في تجهيزه وتكفينه بالمعروف ﻻ يدخل في حكم نفقات التجهيز.
4
باﻹضافة إلى الديون الممتازة المرتبطة بالميت فقد وردت ديون مصروفات مرض الموت
في الفقرة الثانية من الفصل 1248من ظ ل ع ونصت على ما يلي " :الديون الناشئة عن
مصروفات مرض الموت أيا ما كانت قد أنفقت في منزل المريض أو في مؤسسة عﻼجية
عامة أو خاصة وذلك خﻼل الستة أشهر السابقة على الوفاة أو على اختتام التوزيع " .فهذا
هذا النص يقرر مرتبة امتياز الديون التي نشأت عن نفقات عﻼج المريض الذي انتهى مرضه
بالوفاة ،ولعل الهدف من ذلك هو تشجيع لﻸهل واﻷصدقاء والجيران على مساعدة المريض
واﻹنفاق على عﻼجه ،ﻷنه في حالة تحقق الوفاة نتيجة هذا المرض يتكون دين هؤﻻء من أنفق
هذه المصاريف دينا ممتازا ويكون له الحق في استيفاء هذا الدين باﻷولوية وفي المرتبة الثانية
بعد نفقات تجهيز الميت ،وفي حالة شفائه يلتزم في أمواله كذلك بسداد ديونهم ،بل إن هذا
اﻻمتياز يثبت للدائن سواء كان شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا بمعنى أنه يثبت للمؤسسات
العﻼجية التي تعالج المريض سواء أكانت مؤسسة عامة أو خاصة وسواء أكان العﻼج يجري
في بيت المريض أو في مستشفى أو في عبادة أو في مؤسسة ،وقد اشترط المشرع المغربي
ﻻكتساب هذا الدين صفة اﻻمتياز أن يكون قد ترتب عن مصروفات أنفقت خﻼل اﻷشهر الستة
السابقة على الوفاة أو التوزيع ،وتبعا لذلك فإذا نشأت هذه الديون ولم تتم الوفاة إﻻ بعد مرور
أكثر من ستة أشهر ،فإن هذا اﻻمتياز ﻻ يقوم وتكون هذه الديون مجرد ديون عادية ﻻ تؤدى
لصاحبها باﻷولوية بل إﻻ إذا فضل شيء عن أصحاب الديون الممتازة والمضمونة برهن
ونفس الحكم يطبق إذا حصلت الوفاة داخل الستة أشهر ولم يفتتح توزيع التركة إﻻ بعد مرور
هذا اﻷجل.9
كما أن هناك ديون ممتازة متعلقة بعائلة الميت ،والتي تتمثل في امتياز ديون الزوجة ثم امتياز
ديون نفقة اﻷوﻻد واﻷبوين .فاﻷولى يدخل في نطاقها كل ما تستحقه الزوجة على زوجها أثناء
قيام العﻼقة الزوجية من صداق الزوجة ومتعتها المحددة من قبل المحكمة على إثر الطﻼق
وكذا نفقتها سواء أثناء فترة قيام العﻼقة الزوجية أو أثناء فترة العدة بعد إيقاع الطﻼق وذلك
لﻸحكام المبينة في مدونة اﻷسرة.
5
بينما امتياز ديون نفقة اﻷوﻻد واﻷبوين ،فالمشرع ارتقى بهذه الديون من درجة الديون العادية
إلى الديون اﻻمتيازية التي تستوفى باﻷولوية واﻷسبقية على باقي الديون اﻷخرى ومن دون
أدنى تزاحم مع الدائنين اﻵخرين وتحتل الرتبة الثالثة في سلم الترتيب الذي أورده الفعل 1248
من ظ.ل.ع ،وذلك نظرا للطابع المعيشي التي تتميز به هذه الديون وللضرورة القصوى التي
تستوجبها الحالة المتفق عليها والتي ﻻ تحتمل التأخير أو التماطل أو التزاحم من طرف دائنين
آخرين.10
وهناك أيضا ديون ممتازة أخرى كذلك وهي ديون المصاريف القضائية كمصروفات وضع
اﻷختام وإجراء اﻹحصاء والبيع وغيرها مما يلزم للمحافظة على الضمان العام ولتحقيقه وهذا
ما ورد في الفصل 1248من ظ ل ع وبهذا سيكون من العدل واﻹنصاف أن يتم تقديم من أدى
هذه النفقات في استيفائه على غيره.
11
ثانيا :حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة
خصص الفصل 1250قائمة الديون الممتازة على بعض المنقوﻻت ،من قبيل امتياز ديون
أصحاب بعض المهن ونخص بالذكر امتياز ديون الصانع ،والذي يجد سنده وأساسه القانوني
في ذات الفصل في الفقرة الرابعة والتي نصت على مايلي " :أجر الصانع عن عمله وما أنفقه
من أجل المصنوع له امتياز على اﻷشياء التي سلمت إليه مادامت في حوزته".
وما يستخلص من هذا الفصل ،ينبني على أساس أنه إذا كلف شخص بصنع شيء ،كخياطة
جلباب أو إصﻼح سيارة وغير ذلك من اﻷعمال ن فإن أجرته والقيمة المضافة التي أضافها
الصانع إلى ذلك الشيء بمناسبة عمله ،يعتبر من الديون الممتازة ،وذلك امتياز يخوله الحق في
أن يتمسك بالمنقول إلى أن يستوفي أجرته وقيمة المواد التي استعملها فيه من ثمن ذلك الشيء
نفسه ،بحيث يقدم على بقية دائني صاحب الشيء الذي تم صنعه أو إصﻼحه.
وامتياز الصانع يشترك مع امتياز المكري وامتياز صاحب الفندق لكون كل واحد منهم يقوم
على فكرة الرهن الضمني للشيء المصنوع والذي يكون بحوزته ،ومنه حتى يتمكن من
اﻻستفادة من هذا اﻻمتياز ﻻستيفاء أجرته) ،دينه( باﻷولوية ضرورة بقاء الشيء المصنوع أو
6
الذي تم إصﻼحه تحت يده وحيازته لكي يمارس حقه في اﻻمتياز ،ولعل هذا الشرط ليس وليد
اليوم لدى التشريعات الوضعية الحديثة إنما يرجع إلى القديم.12
ويبدو أن امتياز الصانع أقرب إلى اﻷجير طالما أن الصانع أجيرا في أخير المطاف مع بعض
اﻻختﻼف في عدم وجود عنصر التبعية بالنسبة للصانع ،ونظرا لكون أجور العمال محمية
بوجود امتياز عام على منقوﻻت مشغلهم ،فإنه كان من الﻼزم أن يحمي المشرع دين الصانع
ويقرر له امتياز خاص على ذلك المنقول الذي قام بإصﻼحه أو صنعه وأضاف بذلك قيمة
إضافية لذلك الشيء ،وبذل جهده ووقته وأنفق ماله من أجل ذلك الشيء ،ومنه كان من العدل
واﻹنصاف أن يستوفي دينه باﻷولوية من ذلك الشيء قبل أن يتم تسليمه لصاحبه ،ومنه يكون
المشرع المغربي قد أحسن صنعا عندما نص على امتياز الصانع بشكل مستقل عن امتياز
اﻷجير وامتياز مصروفات حفظ المنقول وذلك بالنظر لوجود عدة خصوصيات تميز عمل
الصانع ،لكن ذلك غير كافي لحماية أجر الصانع بل كان من الضروري أن يعطي لهذا اﻷجير
حق التتبع على ذلك الشيء المصنوع في حالة انتقاله إلى أحد من اﻷغيار وذلك على غرار
امتياز مكري العقار طالما أنهما يستندان معا على أساس واحد أﻻ وهو الرهن الضمني.13
الفقرة الثانية :تصنيف بعض حقوق اﻻمتياز المنظمة في نصوص خاصة
إضافة إلى حقوق اﻻمتياز التي نظمها المشرع المغربي في قانون اﻻلتزامات والعقود ،هناك
امتيازات أخرى نظمتها العديد من النصوص القانونية الخاصة ،وهذه النصوص تتسم بكثرتها
وورودها في شكل ظهائر وقوانين عدة ومتشتتة.
14
أوﻻ :حقوق اﻻمتياز العقارية
بالرجوع إلى مدونة الحقوق العينية نجد المشرع المغربي في المادة ،15144قد حصر حقوق
اﻻمتياز على العقار في نوعين اثنين ،وذلك على سبيل الحصر .فأول ما تضمنته هذه المادة
12
ـ عادل ﻼ ي ،م س ،ص.109 :
ع ال غ ي ،رسالة ل ل دبل م ال راسات العل ا ال ع قة في القان ن ال ني ،ل ة العل م القان ن ة او ،حق ق اﻻم از في ال ـ فا ة ال 13
ال ا ،ال ة ال ام ة2008:ـ ،2007ص.118 : ال ام اد ة واﻻج ا ة أك ال ،جامعة م واﻻق
سفي ص خاصة ،ل ما ه وارد في ن ص عل ه في م ونة ال ق ق الع ة و ما ه م ـ ت زع حق ق اﻻم از العقارة ب 14
7
هي المصاريف القضائية المنفقة لبيع العقار وتوزيع ثمنه ،فالمصاريف القضائية التي ستتمتع
بامتياز عقاري وفق أحكام المدونة تشمل تلك المبالغ التي يتم إنفاقها ـ غالبا من طرف أحد
الدائنين ـ في اتخاذ كافة اﻹجراءات على عقار أو عقارات معينة للمدين والتنفيذ عليها من أجل
بيعها بالمزاد العلني وتوزيع الثمن المتحصل عليه ،ومباشرة إجراءات التنفيذ على العقار ببيعه
من أجل توزيع ثمنه بين دائنيه ،وذلك عندما يتبين أنه ﻻ يوجد للمدين منقوﻻت تكفي لسداد
ديونه .وهذا يتطلب إنفاق مجموعة من المبالغ من طرف طالب التنفيذ ،والتي تتمثل في
مصاريف اﻹشهار والخبرة لتحديد الثمن اﻷساسي ﻻفتتاح البيع ،وغير ذلك من المصاريف
التي يتم إيداعها بصندوق المحكمة بعدما يقدم طلبا إلى كتابة ضبط المحكمة التي تشرف على
عملية البيع الخاص بالعقار محل الملف التنفيذي والمتمثلة في شعبة التنفيذ المدني.16
ويهدف المشرع من تقرير هذا اﻻمتياز إلى ضمان نوع من اﻷفضلية للديون الناتجة عن كل
عملية تروم التنفيذ على مال المدين ـ العقار ـ من أصل استخﻼص الديون المستحقة والتي
تؤدي بطريقة آلية إلى استفادة باقي أنواع الدائنين من تلك العملية ،بحيث يحق للدائن بها أن
يستوفيها من الثمن المتحصل عليه من ذلك البيع قبل غيره من الدائنين ثم يوزع باقي الثمن بين
الدائنين حسب رتبهم ،وﻻ يحتاج هذا الدائن إلى تقييد تلك المصاريف القضائية بالرسم العقاري
إذا كان محفظا ،ﻷن هذا اﻻمتياز يعد من قبيل اﻻمتيازات التي أعفاها القانون من التقييد في
الرسم العقاري ،17وهذا ما نصت عليه صراحة المادة 143من مدونة الحقوق العينية بقولها:
" تنتج حقوق اﻻمتياز أثرها ولو لم تقيد بالرسم العقاري وتحدد رتبتها بالقانون".
وهذا اﻻمتياز يعطي لصاحبه حق اﻷولوية على أي حق ولو كان مضمونا برهن عقاري وهذا
ما أكدت عليه المادة 142من مدونة الحقوقية العينية.
وبالتالي فالمصاريف القضائية المنفقة لبيع العقار وتوزيع ثمنه ،ليست وحدها التي تستفيد من
حق امتياز عقاري في إطار مدونة الحقوق العينية ،فإن هناك ديون الخزينة العامة التي متعها
المشرع بحق امتياز وارد على العقار ،وهو ما تطرق له هذا اﻻخير من خﻼل المادة 144في
ال علقة بها. ا تق رها وتع ها الق ان ة ثان ا :حق ق ال
وﻻ ي اش ه ا اﻻم از على العقارات إﻻ ع ع م وج د م ق ﻻت".
16ـ عادل ﻼ ي ،م س ،ص.145:
17ـ نف ه،
8
بندها الثاني ،والبين من خﻼل هذا البند أنه لقيام امتياز ديون الخزينة العامة رهين بتوفر شرطين
أساسين كاﻵتي:
1ـ ضرورة وجود نصوص قانونية خاصة تنظم هذا اﻻمتياز ،ومعناه أن امتياز ديون الخزينة
وتمتع هذه اﻷخيرة بالصفة اﻻمتيازية ﻻ يمكن أن يستند إلى المادة المذكورة فقط من مدونة
الحقوق العينية ،بل مرتبط وبشكل مباشر بالنصوص القانونية التي تخضع لها ،بحيث يلزم أن
تنص هذه القوانين أيضا على امتيازية حق ما من حقوق الخزينة.
2ـ إن ممارسة الخزينة ﻻمتيازها على عقارات المدين رهين بعدم وجود منقوﻻت المدين في
ملكيته ،وهذا يعتبر بمثابة الشرط الثاني ،وإن كانت النصوص الخاصة تقرر هذا اﻻمتياز وكان
للمدين منقوﻻت في ملكيته فإنه ﻻ يحق للخزينة أن تمارس اﻻمتياز على العقارات أوﻻ ،وهذا
يتماشى مع مختلف قواعد التنفيذ على أموال المدين ،بحيث يتم اللجوء في المرحلة اﻷولى
للمنقوﻻت وفي حالة عدم وجودها أو عدم كفايتها يلجأ مباشرة إلى العقارات التي تكون في
ملكية المدين ،وهذا الشرط أقره صراحة المشرع المغربي في المادة 144من مدونة الحقوق
العينية ،كما أنه أقره في فصول قانون المسطرة المدنية.18
ثانيا :اﻻمتيازات المخولة لديون لبعض المؤسسات العمومية
نظرا لتعدد المهام واﻻختصاصات المخولة للدولة في مختلف المجاﻻت اﻻقتصادية
واﻻجتماعية والسياسية وما إلى ذلك عملت الدولة على خلق مجموعة من المؤسسات العمومية
التي تعمل تحت وصايتها وخولت لها القيام بهاته المهام وذلك وفق القانون الذي يؤطر عملها،
ومتعت مختلف هذه المؤسسات العمومية المختلفة بالشخصية المعنوية واﻻستقﻼل المالي
واﻹداري ،ومن أجل تمكين هذه اﻷخيرة من اﻹمكانيات الضرورية للقيام بالمهام المنوطة بها
على أحسن وجه ومن أبرز تلك اﻹمكانيات نجد الموارد المالية الﻼزمة ،ومن أجل ضمان هذه
الموارد مكن المشرع هاته المؤسسات العمومية من بعض الوسائل واﻵليات القانونية لتحصيل
للعقارات إﻻ ع ع م فا ة ال ق ﻻت ع ا إذا ان ال ائ ة ال ن ة ما يلي " :ﻻ قع ال ع ال ـ جاء في الف ل 469م قان ن ال 18
م ف ا م ض ان ع ي.".....
9
ديونها كتلك المخولة للخزينة ونظرا لتعدد هاته المؤسسات ،19يمكن اﻻقتصار فقط على امتياز
الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي.
في إطار تشجيع وتحفيز النشاط الفﻼحي عمل المشرع على إيجاد جملة من الصيغ التشريعية
التي تسير في نفس اﻻتجاه ،فبعد أن نص الفصل 1250من قانون اﻻلتزامات والعقود المغربي
على أن الديون الناتجة عن أعمال الفﻼحة من حرث وحصاد وما إلى ذلك تعد من قبيل الديون
اﻻمتيازية الواردة على منقول خاص ،وذلك من أجل ضمان تمويل الفﻼح من جهة ،وضمان
تحصيل ديون من عمل على تزويد الفﻼح بالمواد الضرورية من أجل تفادي الدخول في تزاحم
مع باقي دائني الفﻼح ،فإضافة إلى ذلك من أجل تقديم الدعم والمساندة والقروض للفﻼحين
20
بشروط أفضل ،وتحقيقا لﻸهداف المسطرة في الفصل 1من الظهير المنظم لهاته المؤسسسة.
ومن أجل أن تضطلع هذه المؤسسة بالدور الفعال الذي أنشئت من أجله ،ﻻبد من أن تتوفر
هذه المؤسسة على موارد مالية مهمة والذي حددها الفصل 11من الظهير المذكور ،هذا اﻷخير
يبين جليا مدى اﻻهتمام الذي أوﻻه المشرع المغربي للتمويل في القطاع الفﻼحي لذلك جاء
المشرع وخصص الجزء الخامس من الظهير للحديث عن اﻻمتيازات واﻹعفاءات الجبائية،
بمعنى الضمانات والحوافز التي خولها المشرع لهذا الصندوق بحيث جاء الفصل 30بقوله":
تتمتع صناديق القرض الفﻼحي فيما يخص استيفاء قروضها بامتياز خاص في غﻼل وفواكه
وكراءات وموارد العقارات وكذا في غيرها من اﻷشياء المنقولة المخصصة باﻻستغﻼل
والجارية على ملك المدينين أيا كان المكان التي توجد فيه.
وﻻ يجوز لكل مستغل لم يراع شروط إرجاع المبالغ التي اقترضها أن ينقل المواشي أو
الغﻼل أو اﻷدوات بدون موافقة صندوق القرض الفﻼحي الذي هو مدين له".
وأضاف نفس الفصل في الفقرة اﻷخيرة ما يلي:
" ويبقى للمدين امتياز على إرجاعه ويرتب امتيازه مباشرة بعد امتياز الخزينة حسبما هو
محدد في الفصل 56من الظهير الشريف الصادر في 20جمادى اﻷولى 1354الموافق ل21
19
ةن : ام از ال ع نف ال س ات ال ي خ لها ال ـم ب
،1984ج ة رس ة ع د .3766 رق 194ـ84ـ 1ال ادر ب ارخ 28دج ال ال ه ج ث اس غﻼل ال انئ ال ـم
قان ن العق د والعقار ،ل ة العل م القان ن ة راه في القان ن ال اص ،ت أف اض ،ن ام ره ال فقات الع م ة ،أ وحة ل ل ال ـم 20
اﻷول ـ وج ة ،ال ة ال ام ة2016 :ـ :2017ص .475 اد ة واﻻج ا ة ،جامعة م واﻻق
10
غشت 1935بشأن ضابط المتابعات في ميدان الضرائب المباشرة واﻷداءات المماثلة
ومنتوجات ومحصوﻻت اﻷمﻼك المخزنية وغيرها من الديون التي يستوفيها القباض".
فانطﻼقا من هذا الفصل يتضح مجموعة من المﻼحظات التي يجب تسجيلها على هذا
المستوى ،بحيث يعتبر اﻻمتياز الذي يتمتع به الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي لضمان
استيفاء أموال ديونه المقترضة من أجل أعمال الفﻼحة أوسع نطاقا من حيث المحل التي ترد
عليه من اﻻمتياز المنصوص عليه في قانون اﻻلتزامات والعقود ،ﻷن المشرع في الظهير
المنظم لهذا الصندوق لم يحدد اﻷعمال التي تصرف فيها تلك اﻻقتراضات التي يمنحها
الصندوق ،بحيث جاء بصياغة عامة تشمل جميع أنواع أعمال الفﻼحة دون تحديد ،بعكس
اﻷمر في ق.ل.ع إذ حدد المشرع تلك اﻷعمال ورتب امتيازا ليس فقط على الغلل الفواكه بل
أيضا على عائدات كراء العقارات ،أي أن امتياز الصندوق ﻻ يشمل فقط الثمار الصناعية فقط،
بل أيضا يمتد إلى الثمار المدنية وهذا فيه ضمانة أكثر لموارد الصندوق وتشجيعا له على منح
القروض ،وعليه إذا كان مزود الفﻼح هو الصندوق بصفته دائنا فمن مصلحته التمسك بهذا
اﻻمتياز الوارد في الظهير وليس باﻻمتياز الوارد في ق.ل.ع ﻷن هذا اﻷخير لقد قيد من نطاق
اﻻمتياز وبالتالي ﻻ يخدم مصلحة الصندوق من جهة ،كما أن الظهير المنظم للصندوق هو نص
خاص وﻻحق لق.ل.ع وبالتالي فهو أولى بالتطبيق ويخدم مصلحته أكثر من مقتضيات
21
ق.ل.ع.
وما يجب تسجيله أيضا هو أن المشرع وفي إطار تعزيز الضمانات المخولة للصندوق عمل
على تخويل هذا اﻷخير حقا يشبه امتياز المؤجر والمتمثل في منحه إمكانية منع والتعرض على
المدين من نقل المواشي والغلل واﻷدوات دون موافقة الصندوق بمعنى يمتنع على الفﻼح
)المدين( أية إمكانية لنقل محل اﻻمتياز دون استشارة الصندوق وموافقته وهذا حق يخول
للصندوق إمكانية تتبع ذلك إذا ما تم نقلها عنوة ودون موافقته ،وذلك في أي يد كانت، 22كما
21
ـ عادل ﻼ ي ،م س ،ص.203 :
قان ن في القان ن ال اص ،ت انات ـ،رسالة ل ل دبل م ال اس لل ي ن الع م ة ال غ ب ـ ال سائل وال ل ال ـ سع ن ه ،ال 22
اﻷول ـ وج ة ،ال ة ال ام ة2013:ـ ،2014ص.56: اد ة واﻻج ا ة ،جامعة م العق د والعقار ،ل ة العل م القان ن ة واﻻق
11
عمل المشرع على تحديد رتبة ديون الصندوق وجعلها تحتل الرتبة التي تلي امتياز ديون
الخزينة العامة.
المطلب الثاني :ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه
حق اﻻمتياز يتم تحديده بمقتضى نص قانوني ،ويُنص عليه لضمان الوفاء بدين محدد .يُنص
على هذا الحق بالتحديد على جميع أموال المدين أو على ممتلكاته المنقولة أو العقارية ،كضمان
لتسديد الدين .وفي حالة التزاحم بين حقوق اﻻمتياز ووجود عدة دائنين ،يتمتع الدائن باﻻمتياز
بأن يكون في المرتبة اﻷولى ﻻستيفاء حقوقه من المقابل النقدي لتلك اﻷموال.
ومع ذلك ،يطرأ تحدي عندما يتنافس هؤﻻء الدائنون على استحقاق حقوقهم من أموال المدين.
في هذا السياق ،سنتناول هذه المشكلة من خﻼل تحديد ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز في
" الفقرة اﻷولى" ،ونلقي الضوء على انقضاء حقوق اﻻمتياز في" الفقرة الثانية" ،سواء كان
ذلك بصفة أصلية أو تبعية.
الفقرة اﻷولى :تربيب أصحاب حقوق اﻻمتياز
عندما يحدث تزاحم في حقوق اﻻمتياز على منقول أو عقار يعود للمدين ،وتتطلب كل دائن
تسديد دينه قبل غيره من الدائنين ،يصبح ضروريًا تحديد ترتيب مراتب هذه الحقوق .يظهر
هذا بشكل خاص في الحاﻻت التي يكون المنقول أو العقار الذي يحمل اﻻمتيازات غير كافٍ
لتغطية كامل هذه الديون المتراكمة .يتيح لنا البحث في النصوص القانونية استخﻼص
المعلومات الﻼزمة لتحديد هذه المراتب ،مما يساعدنا في فهم كيفية تقديم أولويات بين الحقوق
عند حدوث تداخل ،ويكون ذلك ذا أهمية خاصة عندما يكون المنقول أو العقار غير كافٍ لتسديد
كامل المطالب المدينة
أوﻻ :تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة والخاصة
عندما يحدث تزاحم في حقوق اﻻمتياز على منقول أو عقار يعود للمدين ،وتتطلب كل دائن
تسديد دينه قبل غيره من الدائنين ،يصبح ضروريًا تحديد ترتيب مراتب هذه الحقوق .يظهر
هذا بشكل خاص في الحاﻻت التي يكون المنقول أو العقار الذي يحمل اﻻمتيازات غير كافٍ
لتغطية كامل هذه الديون المتراكمة .يتيح لنا البحث في النصوص القانونية استخﻼص
المعلومات الﻼزمة لتحديد هذه المراتب ،مما يساعدنا في فهم كيفية تقديم أولويات بين الحقوق
12
عند حدوث تداخل ،ويكون ذلك ذا أهمية خاصة عندما يكون المنقول أو العقار غير كافٍ لتسديد
كامل المطالب المدينة.
-1تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة
حاول المشرع المغربي تحديد رتبة كل دين ممتاز على حدة في الفصل 1248من ق ل ع،
وبذلك لم يترك لﻸطراف أو المحكمة سلطة تحديد رتبة كل دين ،مما يعني أنه إذا تزاحمت تلك
الديون فإنها تؤدى حسب الترتيب الوارد في الفصل المذكور23غير أن الترتيب الوارد في هذا
الفصل يرد عليه استثناء كرسه القضاء المغربي في العديد من اﻷحكام والقرارات القضائية
واﻷوامر اﻻستعجالية والمتمثل في جعل رتبة امتياز المصاريف القضائية تحتل الرتبة اﻷولى
محل امتياز مصاريف الجنازة في حالة فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة في حق المدين
عند التزاحم وفي هذا السياق جاء قرار يقضي بما يلي” :يستفيد اﻷجراء طبقا للمادة 328من
مدونة الشغل خﻼفا لمقتضيات الفصل 1248من ق ل ع من امتياز الرتبة اﻷولى المقررة في
الفصل المذكور قصد استيفاء مالهم من أجور وتعويضات في ذمة المشغل من جميع منقوﻻته
بعد خصم المصاريف والرسوم القضائية ،وﻻ يتعدى اﻻمتياز المذكور لعقاراته ،أمر القاضي
المنتدب الذي قضي بالمصادقة على مشروع التوزيع المقترح من طرف السنديك والذي قضى
لﻸجراء بما تبقى من المبلغ المتحصل من بيع اﻷصل التجاري للمؤاجرة يعد في محله ويتعين
تأييده.24
والجدير بالذكر أن الحالة الواردة أعﻼه ﻻ تشكل الدين الوحيد الذي يهدم الترتيب الوارد في
الفصل ،1248وإنما هناك أنواع أخرى من الديون التي ﻻ تنضبط للترتيب الذي أورده
المشرع ،وذلك راجع إلى وجود عدة نصوص قانونية خاصة ﻻحقة لظهير اﻻلتزامات والعقود
والتي عمل المشرع على إحداث ديون ممتازة أخرى ترد بدورها على جميع منقوﻻت المدين
ووضع لها ترتيب خاص مما يعني إدخال تعديﻼت على الفصل 1248من ق ل ع ،وبالتالي
يجب إعمالها ﻷن النص الخاص يقيد العام ويسبقه في التطبيق ،ومن النصوص الخاصة التي
أعادت الترتيب الخاص بالديون الواردة في الفصل 1248من ق ل ع ،نجد بعض المواد
13
الواردة في القانون 97.15المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية ، 25والمتعلقة بامتياز
الخزينة العامة ورتبها إذ نصت المادة 107من م ت د ع على أنه” :تمارس اﻻمتيازات
المنصوص عليها في المادتين السابقتين ،قبل جميع اﻻمتيازات العامة أو الخاصة اﻷخرى
باستثناء ويستفاد من خﻼل هذه المادة أن امتياز الخزينة العامة من أجل استيفاء الضرائب
المباشرة وغيرها من الرسوم المماثلة لها تحتل الرتبة الموالية ﻻمتياز مصاريف الجنازة وديون
مرض الموت ومهر الزوجة ومتعتها والمصروفات القضائية وامتياز اﻷجراء 26هذا باﻹضافة
إلى ديون الجماعات المحلية التي منحتها المادة 111من م ت د ع نفس اﻻمتيازات المخولة
للخزينة العامة ،وبنفس الشروط وجعلتها في رتبة ﻻحقة ﻻمتياز هذه اﻻخيرة.
وبالرغم من كون امتياز الخزينة العامة يقتصر محله على المنقوﻻت الخاصة للمدين فقط دون
أن تتعدى ذلك ليشمل العقار ،فإن هذه اﻷخيرة تتعرض في كل وقت على توزيع ثمن بيع
العقارات المرهونة من أجل استيفاء ديونها ،وفي هذا السياق جاء قرار صادر عن محكمة
اﻻستئناف بفاس بتاريخ 2010/15/05ما يلي” :المادة 105من م ت د ع تقتصر على امتياز
الخزينة على منقوﻻت المدين وأمتعته وكذا على ثمار العقار وﻻ يطال بيع عقار المدين.27
ويأتي في مرتبة بعد امتياز الخزينة أيضا امتياز الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي ،ونفس
اﻷمر بالنسبة لديون الصندوق الوطني للضمان اﻻجتماعي ،وذلك عندما يتعلق اﻷمر بامتياز
يرد على منقوﻻت المدين، 28لكن اﻹشكال المطروح يتمثل في كون المشرع لم يحدد مرتبة كل
من هذين الدينين فهل يعتبران في مرتبة واحدة أم تطبق عليهما مقتضيات الفصل 1245من
ق ل ع؟ ام أنه تعطى اﻷولوية لديون الصندوق الوطني للضمان اﻻجتماعي على اعتبار أن
امتيازه جاء ﻻحق من حيث النص عليه في ظهير الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي؟
هذه اﻹشكالية لم يتطرق لها المشرع بنص صريح وواضح ،لكننا نرى أنه يمكن اعتبارهما في
مرتبة واحدة باعتبار أن المشرع لم يحدد لهما ترتيبا معينا ،غير أن هذا اﻷمر بدوره يطرح
إشكالية التزاحم بين الدائنين الممتازين في مرتبة واحدة؟
25ـظهير شريف رقم 175.00.1صادر في 28من محرم3(1421ماي)2000بتنفيذ القانون رقم 97.15بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية،
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4800بتاريخ 28صفر (1421فاتﺢ يونيو )2000ص 1256
26ـعادل كﻼطي ،م.س،ص393
27قرار رقم 28في الملف عدد 2009/61الصادر نتاريخ 2010/05/05منشور في مجلة صادرة عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس،العدد 13
السنة ،2010ص 335وما بعدها.
28عادل الكﻼطي م س ص 399
14
وفي هذه الحالة اﻷخيرة يطبق الفصل 1245من ق ل ع الذي جاء فيه ”الدائنون الممتازون
في مرتبة واحدة يستوفون حقوقهم على وجه المحاصة”.
- 2تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة
تناول الفصل 1250من قانون اﻻلتزامات والعقود في التشريع المغربي تصنيف اﻻمتيازات
المتعلقة بمنقول معين للمدين ،حيث جاء هذا التصنيف وفق ترتيب دقيق .يُمنح الدائن الذي
يمتلك رهنًا حيازيًا للمنقول حق اﻷولوية على باقي الدائنين ،ويستند ذلك إلى ما جاء في الفصل
1249من قانون اﻻلتزامات والعقود الذي ينص على أن الدائن الذي يمتلك رهنًا حيازيًا للمنقول
يحتل المرتبة اﻷولى في التحصيل من الثمن الذي يتم الحصول عليه من بيع الممتلك
المرهون.وفي سياق ذي صلة ،يُبين الفصل 1181من القانون نفسه أن حق الرهن الحيازي
للمنقول يمنح للدائن الحق في احتجاز الممتلك المرهون حتى يتم تسديد كامل المبلغ المستحق،
ولديه الصﻼحية في بيعه في حالة عدم الوفاء بالدين .وعندما يتم بيع الممتلك ،يُسدد الدين
باستخدام حقوق اﻻمتياز واﻷسبقية على أي دين آخر.29
ومن خﻼل هذا الفصل ،يظهر بوضوح أن اﻻمتياز المتمثل في حق الرهن الحيازي يحتل الرتبة
اﻷولى في مثل هذه الحاﻻت ،ويتمتع بأفضلية وأسبقية في حالة تزاحم حقوق اﻻمتياز على
الممتلك المرهون .يُضاف إلى ذلك و ينص أيضا الفصل 3077من قانون التجارة البحرية على
ترتيب الديون البحرية وحقوق اﻻمتياز المتعلقة بالسفن ،مما يوضح التنظيم القانوني لهذه
الحقوق.ويرجى التنويه إلى أن تزاحم أصحاب حقوق اﻻمتياز العامة على الممتلك قد يحدث،
خاصةً مع الحقوق الخاصة ،مما يفتح المجال لمسائل الترتيب بينهم .وفي حاﻻت التنافس بين
اﻻمتيازات العامة والخاصة ،يُشدد على أهمية ترك القرار للقضاء لتحديد مرتبة كل امتياز
على حدة ،حيث يتفق القضاء عمو ًما على تفضيل اﻻمتيازات الخاصة على العامة
تانيا :تزاحم حقوق اﻻمتياز الواقعة على عقار
قد يقع تزاحم حقوق اﻻمتياز العقارية فيما بينها كما قد تتزاحم مع الديون المضمونة بالرهون
العقارية.
15
–1تزاحم الحقوق العقارية فيما بينها
يتميز حق اﻻمتياز العقاري بأحكام خاصة فيما يتعلق بتحديد اﻷولويات ،حيث قام المشرع
صا تلك التي تنبغي
المغربي بتعديل القيود المفروضة على اﻻمتيازات العقارية ،وخصو ً
لصاحب الدين الذي يحمل هذا اﻻمتياز.
يتمتع دائن اﻻمتياز العقاري بحق اﻹمساك بأولويته حتى في حال عدم تسجيل هذا اﻻمتياز في
الرسم العقاري ،31وبالتالي ﻻ يحق للمدين أو ﻷي دائن آخر اﻻعتراض بنا ًء على عدم التسجيل
ضا على المادة 575من
واﻹشارة إلى امتيازات أخرى تسبقه تاريخيًا.هذا اﻻستثناء ينطبق أي ً
مدونة التجارة ،التي تتعلق بالديون الناشئة بعد فتح مسطرة التسوية القضائية .يعفي المشرع
نظرا ﻷنها تُعتبر جز ًءا من اﻻمتيازات
ً هذه الديون من التقييد والشهر في الرسم العقاري
العامة .32ومع ذلك ،يثار السؤال حول كيفية معاملة هذه الديون في حال حدوث تداخل مع
حقوق اﻻمتياز العقارية الواردة في المادة 144من مدونة الحقوق العينية.
إن المشرع وضع ترتيبًا معينًا لحقوق اﻻمتياز الواردة في المادة ،144وذلك لضمان تنظيم
فعال وتحقيق العدالة في حاﻻت التنافس والتداخل .يُفضل تقديم حقوق اﻻمتياز الخاصة على
العامة ،وهذا يعكس استهداف المشرع لضمان استيفاء اﻻمتيازات بشكل متسق وعادل.
وفي سياق التزاحم بين حقوق اﻻمتياز العقارية وديون المادة 575من مدونة التجارة ،يتم
التفضيل بشكل عام لصالح المصاريف القضائية ،حيث تُنظر إليها كنفقات تم إنفاقها من أجل
تحقيق حقوق باقي الدائنين.33
بموجب هذا التفضيل ،يمكن اعتبار امتياز المصاريف القضائية من اﻻمتيازات الخاصة التي
تتفوق على اﻻمتيازات العامة 34،وبالتالي تحتل اﻷولوية في حاﻻت التنافس بينها .ومن خﻼل
هذا السياق ،يظهر أن المشرع قد تجنب وضع ترتيب محدد لديون المادة ،575مما يفتح الباب
أمام تقدير القضاء لتحديد كيفية التعامل مع حاﻻت التنافس وضمان استقرار النظام القانوني.
-2تزاحم حقوق اﻻمتياز العقارية مع الرهون العقارية
16
قد يطرأ تنافس بين الدائن المتمتع بامتياز والدائن المرتهن رهنا ً حيازيا ً حول حق اﻷفضلية في
تسديد ديونهم عند وجود نفس الضمان العقاري .يقوم المشرع بالرد على هذا التساؤل من خﻼل
المادة 142من مدونة الحقوق العينية التي تنص عل أن" :اﻻمتياز حق عيني تبعي يخول للدائن
حق اﻷولوية على باقي الدائنين ولو كانوا مرتهنين" ،ويكمل الفصل 1244بالقول" :الدين
الممتاز مقدم على كافة الديون اﻷخرى ولو كانت مضمونة برهون رسمية".
ومن هذا المنطلق ،يظهر أن الدائن المتمتع باﻻمتياز له الحق في تلقي دينه بأولوية على الدائن
الذي يحمل رهنًا رسميًا ،ويتضح ذلك من خﻼل قرار صادر عن محكمة اﻻستئناف بطنجة
الذي أكد أن الدائن المرتهن لديه أولوية في استيفاء ديونه ،باستثناء الديون المتعلقة بالصوائر
القضائية.35
باﻹضافة إلى ذلك ،يظهر أن الدائن الحاصل على رهن حيازي عقاري يتقدم على ديون الخزينة
التي ﻻ تمتلك أي امتياز خاص على العقار .36هذا يعكس اﻻستثناء الذي يُمنح للدين المرتبط
بالصوائر القضائية في حالة التنافس.
وفيما يتعلق بتزاحم الحقوق العقارية مع الدين المضمون برهون رسمية ،يبقى النظام القانوني
ً
متساهﻼ مع الدائن الحاصل على اﻻمتياز ،حيث يُفضل حق اﻷولوية له 37على الرغم من توفر
رهن رسمي للدين اﻵخر .ومع ذلك ،يبرز هنا أهمية تحديد وتطوير قوانين حقوق اﻻمتياز
لتغطية التحديات المتزايدة وتجاوز النقائص في النظام القانوني.
الفقرة الثانية :انقضاء حقوق اﻻمتياز
بالنسبة ﻻنقضاء حق اﻻمتياز فالمشرع لم يتعرض له بنص صريح ،مما يحتم علينا الرجوع
إلى اﻷحكام العامة و التي تنص على أن أسباب التي ينقضي بها حق الرهن يمكن أن ينقضي
به حق اﻻمتياز وبهذا فإن حق اﻻمتياز ينقضي بصفة تبعية ﻻنقضاء وزوال الدين الممتاز
35قرار 2/98/1975بتاريخ 1999/4/14في الملف المدني رقم 1999/714منشور بمجلة المحكمة ،العدد ،2السنة ،2003ص 295
36لكن بالرغم من اﻻتفاق حول اسبقية الدين المضمون برهن رسمي على امتياز الخزينة العامة،فإن هذه اﻷخيرة ما فتئت تتعرض أمام المحاكم من
أجل استخﻼص ديونها قبل الدائن المرتهن استنادا الى تمتعها بحق امتياز عقاري أساسه المادة 149من م ح ع
37ادريس العمراني “حقوق اﻻمتياز الواردة على العقار في التشريع المغربي” ،بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،وحدة القانون المدني
المعمق ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية اﻻقتصادية واﻻجتماعية بالرباط اكدال ،السنة الجامعية ،2007/2006ص17
17
المضمون بها طبقا للقواعد العامة ﻻنقضاء اﻻلتزامات" أوﻻ" أو قد تنقضي بصفة أصلية أي
مستقلة عن الدين الممتاز والذي يبقى قائما في ذمة المدين "ثانيا"
أوﻻ :انقضاء حقوق اﻻمتياز بصفة تبعية
مع ارتباط حق اﻻمتياز بالدين الممتاز ،يتضح أنه ينتهي تلقائيًا في بعض الحاﻻت وفقًا للظروف
المحيطة بالدين .فيما يلي بعض الحاﻻت التي ينقضي فيها حق اﻻمتياز بصفة تبعية:
أ إنهاء اﻻمتياز إذا تبين أن الدين الممتاز باطﻼ :يحدث انقضاء حق اﻻمتياز بصفة تبعية
عندما يتبين أن الدين الممتاز كان باطﻼً من البداية .يمكن أن يكون ذلك نتيجة ﻷي مخالفة
للشروط القانونية أو لعقود الممتاز التي تجعل الدين غير صحيح .في هذا السياق ،يعتبر حق
ى كما لو كان الدين الممتاز ناج ًما عن جريمة أو تصرف غير قانوني.38
اﻻمتياز ملغ ً
ضا تبعًا ﻹبطال الدين الممتاز،
ب إنهاء اﻻمتياز بإبطال الدين الممتاز :ينقضي حق اﻻمتياز أي ً
وذلك إذا تم إلغاء الدين نتيجة ﻷي سبب يؤدي إلى ضرورة إبطاله .على سبيل المثال ،في حالة
اكتشاف تزوير أو تضليل من قبل الوكيل بالعمولة والذي أدى إلى غبن المدين بالعمولة ،ينتهي
حق اﻻمتياز بصفة تبعية.
ضا عندما يتخذ
ج انقضاء اﻻمتياز بطرق من طرف اﻻمتياز :يحدث انقضاء حق اﻻمتياز أي ً
قرارا بإنهائه .يمكن أن يتم ذلك عبر التصرف بإلغاء اﻻمتياز بشكل صريح
ً صاحب اﻻمتياز
أو من خﻼل التوصل إلى اتفاق مع الدين الممتاز ،سواء عبر التسوية أو غيرها من الوسائل.
في هذه الحالة ،ينتهي اﻻمتياز بطريقة يعتبر فيها الدين كما لو أن المدين قد أدين بذمته ،سواء
كانت الديون تتعلق بمنقوﻻت أو عقارات.
ثانيا :انقضاء حق اﻻمتياز بصفة أصلية
ينقضي حق اﻻمتياز بصفة أصلية بغض النظر إذا كان الذين الممتاز قد إنتهى أم ﻻ بسبب
من اﻷسباب التالية:
.1تنازل الدائن عن حقه في اﻻمتياز:
18
حق اﻻمتياز بصفة أصلية عندما يتنازل الدائن بشكل صريح عن حقه في اﻻمتياز .يتم ذلك من
خﻼل كتابة وثيقة توضح تنازله عن اﻻمتياز ،ويمكن أن يكون هذا التنازل جزئيًا أو كليًا .يعتبر
هذا التنازل وسيلة فعّالة للدائن لتحقيق استيفاء دينه قبل غيره من الدائنين.
.2انقضاء حق اﻻمتياز بسبب هﻼك المحل:
ينقضي حق اﻻمتياز نتيجة لهﻼك المحل الذي يشكل موضوع اﻻمتياز .يحدث هذا اﻻنقضاء
في حالة الهﻼك الكامل أو الجزئي للمحل .يجدر بالذكر أن بعض الفقهاء يرى أن هﻼك المحل
يؤدي إلى انقضاء حق اﻻمتياز ،خاصة إذا كان اﻻمتياز ذا طابع خاص .ومع ذلك ،يمكن للدين
أحيانًا أن يُستوفى من أموال أخرى إذا كان الهﻼك جز ًءا من اﻷموال المدينة.
.3انقضاء حق اﻻمتياز باستحقاق محل اﻻلتزام:
يمكن أن ينقضي حق اﻻمتياز إذا ثبت أن الموضوع الذي يشكل اﻻلتزام غير ملك للمدين .في
حالة اكتشاف صاحب المحل الحقيقي ،ينتهي اﻻمتياز ولكن الدين قد يظل قائ ًما .39يُعتبر هذا
التحقق من ملكية الموضوع جز ًءا أساسيًا ﻻستمرار حق اﻻمتياز.
.4انقضاء حق اﻻمتياز باتحاد الدمة:
في حالة تحاد الدين والشيء الذي يشكل موضوع اﻻمتياز ،ينقضي حق اﻻمتياز .يحدث هذا
عندما يكون الشيء المستخدم كضمان في ذمة شخص واحد.
.5انقضاء حق اﻻمتياز بانتهاء المدة أو ببيع الحق:
يُنقضي حق اﻻمتياز عند انتهاء المدة المحددة في العقد أو عندما يتم بيع الحق نفسه الذي وقع
عليه اﻻمتياز .يُعتبر ذلك ختا ًما لفترة اﻻمتياز ،وفي بعض الحاﻻت ،يمكن أن يتم استبدال الحق
بحق آخر يحل محله.40
39محمد محبوبي ،أساسيات في الحقوق العينية العقارية وفق قانون ، 38.09طباعة دار ابن رقراق .طبعة اﻷولى ،صفحة 129
40محمد إبن معجوز ،الحقوق العينية العقارية في الفقه اﻻسﻼمي و التقنين المغربي .الطبعة اﻷولى لسنة . 1990مطبعة النجاح الدارالبيضاء.
صفحة 510
19
خاتمة
من خﻼل البحث في موضوع حق اﻻمتياز في التشريع المغربي يتضح بجﻼء أن ما يميز
القواعد القانونية لحق اﻻمتياز تعدد مصادره التشريعية ،بحيث نﻼحظ أن بعض الحقوق
اﻻمتيازية منصوص عليها في ق.ل.ع و أخرى منظمة في نصوص متفرقة ،و خاصة
اﻻمتيازات المنصوص عليها في م.ح.ع اﻷمر الذي يجعل من الصعب على الدارس اﻹحاطة
بهذه الحقوق باﻹضافة إلى صعوبات التطبيق مضامين هذه النصوص من طرف القضاء وهو
ينظر في النزاعات المعروضة أمامه ،و يضاف أيضا عدم انسجام هذه القواعد مع بعضها
البعض و رغم تعدد القوانين المنضمة لحقوق اﻻمتياز فهي ﻻ تستطيع اﻹجابة على بعض
اﻹشكاﻻت التي تتعلق بتزاحم أصحاب حقوق اﻻمتياز سواء في ما بينهم أو بينهم وبين باقي
الضمانات العينية اﻷخرى ،على أن المشرع اكتفى بذكر أحكام اﻻمتياز في ق.ل.ع الواردة
على المنقوﻻت دون ذكر رتبة هذه الحقوق و كذلك إشكاليات انقضاء هذه الحقوق بحيث ﻻ
نجد نصا صريحا في هذه القواعد القانونية يفيد كيفية انقضائها.
20
ﻻئحة المصادر والمراجع
إدريس الفاخوري ،الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات
العقارية الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة ـ الدار البيضاء ،الطبعة اﻷولى .2019ص323:
الفصل 1243من قانون اﻻلتزامات والعقود اﻻمتياز بأنه ":حق أولوية يمنحه القانون على أموال
المدين نظرا لسبب الدين
عادل كﻼطي ،حقوق اﻻمتياز في القانون المغربي دراسة مقارنة في ضوء القواعد العامة والقواعد
الخاصة ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،الطبعة اﻷولى ،2021ص10:
ـ محمد بلفقيه ،تحصيل الديون العمومية ـ تحصيل الديون العمومية بين التدبير القانوني والقضائي
مقاربة قانونية ـ قضائية ـ ،منشورات باب الحكمة ـ تطوان ،الطبعة اﻷولى ،2023ص204:
فاطمة الصحراوي ،حقوق اﻻمتياز في التشريع المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة
في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية واﻻجتماعية أكدال ،جامعة محمد الخامس
الرباط ،السنة الجامعية2008:ـ ،2007ص118 :
منير أفضاض ،نظام رهن الصفقات العمومية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص،
تخصص قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية واﻻجتماعية ،جامعة محمد اﻷول
ـ وجدة ،السنة الجامعية2016 :ـ :2017ص .475
قرار صادر عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس تحت عدد 66الصادر بتاريخ 2010/10/27
في الملف عدد 3/10/34والمنشور في المجلة عدد 14عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس ص
435وما بعده
ـظهير شريف رقم 175.00.1صادر في 28من محرم3(1421ماي)2000بتنفيذ القانون
رقم 97.15بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4800بتاريخ
28صفر (1421فاتح يونيو )2000ص 1256
قرار رقم 28في الملف عدد 2009/61الصادر نتاريخ 2010/05/05منشور في مجلة صادرة
عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس ،العدد 13السنة ،2010ص 335وما بعدها
الفصل 77من قانون التجارة البحرية
لمادة 575من م ت على ما يلي ”:يتم تسديد الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح
التسوية ،باﻷسبقية على كل ديون أخرى سواء كانت مقرونة أم ﻻ بإمتيازات أو بضمانات
عادل كﻼطي ،م س ،ص 418
ادريس العمراني “حقوق اﻻمتياز الواردة على العقار في التشريع المغربي” ،بحث لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،وحدة القانون المدني المعمق ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
اﻻقتصادية واﻻجتماعية بالرباط اكدال ،السنة الجامعية ،2007/2006ص17
محمد إبن معجوز ،الحقوق العينية العقارية في الفقه اﻻسﻼمي و التقنين المغربي .الطبعة اﻷولى
لسنة . 1990مطبعة النجاح الدارالبيضاء .صفحة 510
21
الفهرس
مقدمة …2…………………………………………………………………………..
المطلب اﻷول :أنواع حقوق اﻻمتياز4………………….………………………………….
الفقرة اﻷولى :حقوق اﻻمتياز في إطار ظهير اﻻلتزامات و العقود………………………………4
أوﻻ :حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة………………………………………………………4
ثانيا :حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة6……………………………………………………..
الفقرة الثانية :تصنيف بعض حقوق اﻻمتياز المنظمة في نصوص خاصة7……………………….
أوﻻ :حقوق اﻻمتياز العقارية……………………………………………………………7
ثانيا :اﻻمتيازات المخولة لديون لبعض المؤسسات العمومية……………………………………9
المطلب الثاني :ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه12…………………………………….
الفقرة اﻷولى :تربيب أصحاب حقوق اﻻمتياز12……………………………………………...
أوﻻ :تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة والخاصة12………………………………………...
تانيا :تزاحم حقوق اﻻمتياز الواقعة على عقار15……………………………………………...
الفقرة الثانية :انقضاء حقوق اﻻمتياز 17…………………………………………………...
أوﻻ :انقضاء حقوق اﻻمتياز بصفة تبعية18………………………………………………….
ثانيا :انقضاء حق اﻻمتياز بصفة أصلية 18………………………………………………….
خاتمة20……………………………………………………………………………..
ﻻئحة المصادر والمراجع21……………………………………………………………..
الفهرس22…………………………………………………………………………...
22