You are on page 1of 22

‫جامعة محمد الخامس الرباط‬

‫كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية واﻻجتماعية – السويسي‬

‫ماستر القانون المدني اﻻقتصادي‬

‫حقوق اﻻمتياز في التشريع المغربي‬

‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت اشراف الدكتور‪:‬‬ ‫الياس بعيسى‬ ‫‪‬‬

‫عبد السﻼم بنزروع‬ ‫ة الفق‬ ‫خ‬ ‫‪‬‬

‫ول دادس‬ ‫‪‬‬

‫ه اء ع اني ح ي ج ي‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تقوم الضمانات العينية‪ 1‬على أساس تخصيص مال أو أكثر لضمان دين الدائن‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫له اﻷفضلية عن غيره في استيفاء حقه من المقابل النقدي لهذا المال أو هذه اﻷموال‪ ،‬وبذلك‬
‫يستطيع الدائن في هذه الحالة الخروج عن مبدأ المساواة بين الدائنين‪ ،‬باﻹضافة إلى ذلك للدائن‬
‫حق تتبع هذا المال أو هذه اﻷموال في أي يد ليمارس حقه في التقدم على غيره من الدائنين‪،‬‬
‫وبذلك تتوفر للدائن في هذه الحالة أحد اﻷسباب القانونية لﻸولوية والمنصوص عليها في الفقرة‬
‫اﻷخيرة من الفصل ‪ 1241‬من قانون اﻻلتزامات والعقود والتي يهدف إلى تقوية مركزه‬
‫وضماناته تجاه مدينه وذلك بفرض مجموعة من الشروط تضمن له استيفاء دينه عند حلول‬
‫أجله‪.2‬‬
‫ويعد حق اﻻمتياز من أحد اﻷسباب القانونية لﻸولوية والتي يمنحها القانون للدائن مراعاة‬
‫حقه ﻻعتبارات يستقل المشرع بتقديريها‪ ،‬واﻻمتياز تطرق له المشرع المغربي في الباب اﻷول‬
‫من الكتاب الثاني عشر من قانون اﻻلتزامات والعقود من الفصول ‪ 1243‬إلى ‪ ،1250‬وكذلك‬
‫في نصوص قانونية أخرى ‪ ،‬واﻻمتياز هو حق أفضلية يعطيه القانون لدين معين بذاته فيوفر‬
‫لصاحبه الحق في التقدم عند استخﻼص دينه على غيره من الدائنين‪.3‬‬
‫وأمام المخاطر التي أصبحت تهدد الضمان العام المقدم للدائنين والذي لم يعد مبعث ارتياح‬
‫لهم )الدائنين(‪ ،‬كان من الضروري أن يتدخل المشرع بإقراره ضمانات قانونية أكثر فعالية من‬
‫أجل توفير الحماية الﻼزمة لهم وتأمين استيفاء ديونهم بشكل أكثر مرونة‪ ،‬وتعتبر حقوق‬
‫اﻻمتياز من بين هذه الضمانات القانونية ذات الطابع العيني والتي سعى المشرع من خﻼل‬
‫وضعها إلى تحسين مجال اﻻئتمان‪ ،‬وإعطاء الدائنين المستفيدين منها مراكز متميزة مقارنة مع‬

‫ان‬ ‫إل ها وت ا ل‬ ‫ت‬ ‫ل ﻷنها ت اج إلى حق ق أخ‬ ‫ة وس‬ ‫انات الع ة في القان ن ال غ ي ال ق ق الع ة ال‬ ‫‪ 1‬ـ وتع ف ال‬
‫ال فاء بها‪.‬‬
‫عات العقارة ال اصة‪ ،‬م عة ال اح ال ي ة ـ ال ار‬ ‫في ن ام ال ل ة العقارة على ض ء م ونة ال ق ق الع ة وال‬ ‫الفاخ ر ‪ ،‬ال س‬ ‫ـ إدر‬ ‫‪2‬‬

‫اء‪ ،‬ال عة اﻷولى‪ .2019‬ص‪.323:‬‬ ‫ال‬


‫ال ي "‪.‬‬ ‫ه القان ن على أم ال ال ي ن ا ل‬ ‫ـ ولق ع ف الف ل ‪ 1243‬م قان ن اﻻل امات والعق د اﻻم از أنه‪ ":‬ح أول ة‬ ‫‪3‬‬

‫"‪.‬‬ ‫ان ا م ته‬ ‫ول‬ ‫ل لل ائ ح اﻷول ة على اقي ال ائ‬ ‫ـ ب ا ع ف ه م ونة ال ق ق الع ة في ال ادة ‪ 142‬ا يلي‪ " :‬ح ع ي ت عي‬

‫‪2‬‬
‫باقي الدائنين اﻵخرين بحيث يخول لهم اﻷولوية في استيفاء ديونهم خروجا على قاعدة المساواة‬
‫بين الدائنين‪.4‬‬
‫وتظهر أهمية حقوق اﻻمتياز في معرفة ما إذا كان هذا الضمان قادرا فعﻼ على حماية حقوق‬
‫الدائن‪ ،‬وبالتالي دور اﻻمتياز في تشجيع اﻻئتمان‪ ،‬ومدى مساهمته في ذلك كما تتجلى أهمية‬
‫اﻻمتياز من الناحية العملية في كون مسطرة اقتضاء وتحقيق اﻻمتياز الذي يكون للدائن قد‬
‫تعترضه صعوبات في الوصول إلى استيفاء دينه وذلك بالنظر إلى كون حق اﻷفضلية والتتبع‬
‫المخول للدائن قد ﻻ يسعفانه في استيفاء وتحصيل دينه‪ ،‬خاصة وأن حق التتبع يصطدم في‬
‫الواقع العملي بعدم إمكانية اللجوء إليه في اﻻمتيازات العامة من جهة‪ ،‬ثم بقاعدة حيازة المنقول‬
‫سند الملكية من جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي يكون الدائن معرض لعدم إمكانية الحصول على دينه‪،‬‬
‫كما أنه أيضا قد يصطدم بمسألة تزاحم الديون اﻷخرى التي لها أيضا الصبغة اﻻمتيازية‪ ،‬مما‬
‫يضعف آماله في تحصيل دينه وقد يواجه الدائن صاحب اﻻمتياز صعوبات في اﻷداء كما في‬
‫حالة وضعية الصعوبة التي يعرفها المدين مما يجعل اﻻمتياز هو اﻵخر محل انتقاد على غرار‬
‫باقي الضمانات العينية اﻷخرى‪.5‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن طرح إشكالية محورية يمكن صياغتها كاﻵتي‪ :‬ما مدى نجاعة حقوق‬
‫اﻻمتياز في استيفاء الديون؟‬
‫لمعالجة هذه اﻹشكالية يقتضي تقسيم الموضوع المطروح قيد الدراسة والتحليل وفق الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫المطلب اﻷول‪ :‬أنواع حقوق اﻻمتياز‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه‬

‫ـ عادل ﻼ ي‪ ،‬حق ق اﻻم از في القان ن ال غ ي دراسة مقارنة في ض ء الق اع العامة والق اع ال اصة‪ ،‬م عة ال عارف ال ي ة ال ا ‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ال عة اﻷولى ‪ ،2021‬ص‪.10:‬‬


‫رات اب‬ ‫القان ني والق ائي مقارة قان ن ة ـ ق ائ ة ـ ‪ ،‬م‬ ‫ال ب‬ ‫ل ال ي ن الع م ة ب‬ ‫ل ال ي ن الع م ة ـ ت‬ ‫بلف ه‪ ،‬ت‬ ‫ـ م‬ ‫‪5‬‬

‫ة ـ ت ان‪ ،‬ال عة اﻷولى ‪ ،2023‬ص‪.204:‬‬ ‫ال‬

‫‪3‬‬
‫المطلب اﻷول‪ :‬أنواع حقوق اﻻمتياز‬
‫تعتبر حقوق اﻻمتياز بمثابة حق أولوية يمنحه القانون على أموال المدين نظرا لسبب الدين‪،6‬‬
‫وتتعدد أنواع هذه الحقوق بتعدد القوانين المنظمة لها‪ ،‬فبعضها جاء وفقا لﻸحكام العامة لظهير‬
‫اﻻلتزامات والعقود)الفقرة اﻷولى(‪ ،‬والبعض اﻵخر تكفلت قوانين خاصة بتنظيمها)الفقرة‬
‫الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة اﻷولى‪ :‬حقوق اﻻمتياز في إطار ظهير اﻻلتزامات والعقود‬
‫بالرجوع لظهير اﻻلتزامات والعقود نجده يصنف حقوق اﻻمتياز‪ 7‬إلى حقوق عامة ترد على‬
‫كل أموال المدين المنقولة)أوﻻ(‪ ،‬وأخرى خاصة ﻻ ترد إﻻ على منقوﻻت معينة)ثانيا(‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫أوﻻ‪ :‬حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة‬
‫تأتي الديون الممتازة المرتبطة بالمدين الميت على رأس حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة‪ ،‬لذلك‬
‫يعتبر الدائن الممتاز الذي أنفق على دفن الميت ابتداء من تغسيله وتكفينه إلى نقله ودفنه ويستوي‬
‫في ذلك أن يكون هذا الدائن من أسرة الميت أو أجنبيا عنه ورعاية لمصلحة ورثة المتوفى‬
‫أوجب المشرع على من يقوم بهذه النفقات إﻻ يبالغ فيها وأﻻ يزيد عما يتناسب مع حالة المدين‬
‫الميت فﻼ يجوز له أن يشتري مثﻼ كفنا باهظ القيمة إذا كان الميت فقيرا معدما فمثل هذه النفقات‬
‫التي تتجاوز المقدرة المالية المعروفة عن المتوفى قبل وفاته ﻻ تكون دينا ممتازا وإنما يمتاز‬
‫منها فقط ما يقع في حدود هذه المقدرة المالية أما الذي يتجاوز ذلك فيعده دينا عاديا وليس‬
‫ممتازا ولعل الفلسفة وراء اعتبار ديون تجهيز الميت ديونا ممتازة تخرج من تركة الهالك في‬
‫المرتبة اﻷولى تتحلى في نعمة ﷲ تعالى على اﻹنسان فهو ميت إﻻ أنه كلف اﻷحياء بأن يتولوا‬
‫مواراته إلى قبره وذلك في إطار ما هو معروف لدى عامة الناس إذ كل ما زاد عن حاجة‬
‫الميت في تجهيزه وتكفينه بالمعروف ﻻ يدخل في حكم نفقات التجهيز‪.‬‬

‫اﻻل امات والعق د‬ ‫ه‬ ‫‪6‬ـ الف ل ‪ 1243‬م‬


‫‪7‬ـ الف ل ‪ 1247‬م ه اﻻل امات والعق د‬
‫‪8‬ـ إن المقصود بحقوق اﻻمتياز المنقولة العامة هي تلك الديون الممتازة التي ترد على جميع أموال المدين المنقولة‪ ،‬فهي ﻻ تختص بمنقول معين‬
‫دون اﻵخر‪ ،‬وتطرق إليها المشرع المغربي في الفصل ‪ .1248‬من قبيل الديون الممتازة المرتبطة بالمدين الميت‪ ،‬وامتياز مصروفات مرض‬
‫الموت‪ ،‬باﻹضافة إلى امتياز الديون المتعلقة بعائلة الميت‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫باﻹضافة إلى الديون الممتازة المرتبطة بالميت فقد وردت ديون مصروفات مرض الموت‬
‫في الفقرة الثانية من الفصل ‪1248‬من ظ ل ع ونصت على ما يلي‪ " :‬الديون الناشئة عن‬
‫مصروفات مرض الموت أيا ما كانت قد أنفقت في منزل المريض أو في مؤسسة عﻼجية‬
‫عامة أو خاصة وذلك خﻼل الستة أشهر السابقة على الوفاة أو على اختتام التوزيع "‪ .‬فهذا‬
‫هذا النص يقرر مرتبة امتياز الديون التي نشأت عن نفقات عﻼج المريض الذي انتهى مرضه‬
‫بالوفاة‪ ،‬ولعل الهدف من ذلك هو تشجيع لﻸهل واﻷصدقاء والجيران على مساعدة المريض‬
‫واﻹنفاق على عﻼجه‪ ،‬ﻷنه في حالة تحقق الوفاة نتيجة هذا المرض يتكون دين هؤﻻء من أنفق‬
‫هذه المصاريف دينا ممتازا ويكون له الحق في استيفاء هذا الدين باﻷولوية وفي المرتبة الثانية‬
‫بعد نفقات تجهيز الميت‪ ،‬وفي حالة شفائه يلتزم في أمواله كذلك بسداد ديونهم‪ ،‬بل إن هذا‬
‫اﻻمتياز يثبت للدائن سواء كان شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا بمعنى أنه يثبت للمؤسسات‬
‫العﻼجية التي تعالج المريض سواء أكانت مؤسسة عامة أو خاصة وسواء أكان العﻼج يجري‬
‫في بيت المريض أو في مستشفى أو في عبادة أو في مؤسسة‪ ،‬وقد اشترط المشرع المغربي‬
‫ﻻكتساب هذا الدين صفة اﻻمتياز أن يكون قد ترتب عن مصروفات أنفقت خﻼل اﻷشهر الستة‬
‫السابقة على الوفاة أو التوزيع‪ ،‬وتبعا لذلك فإذا نشأت هذه الديون ولم تتم الوفاة إﻻ بعد مرور‬
‫أكثر من ستة أشهر‪ ،‬فإن هذا اﻻمتياز ﻻ يقوم وتكون هذه الديون مجرد ديون عادية ﻻ تؤدى‬
‫لصاحبها باﻷولوية بل إﻻ إذا فضل شيء عن أصحاب الديون الممتازة والمضمونة برهن‬
‫ونفس الحكم يطبق إذا حصلت الوفاة داخل الستة أشهر ولم يفتتح توزيع التركة إﻻ بعد مرور‬
‫هذا اﻷجل‪.9‬‬
‫كما أن هناك ديون ممتازة متعلقة بعائلة الميت‪ ،‬والتي تتمثل في امتياز ديون الزوجة ثم امتياز‬
‫ديون نفقة اﻷوﻻد واﻷبوين‪ .‬فاﻷولى يدخل في نطاقها كل ما تستحقه الزوجة على زوجها أثناء‬
‫قيام العﻼقة الزوجية من صداق الزوجة ومتعتها المحددة من قبل المحكمة على إثر الطﻼق‬
‫وكذا نفقتها سواء أثناء فترة قيام العﻼقة الزوجية أو أثناء فترة العدة بعد إيقاع الطﻼق وذلك‬
‫لﻸحكام المبينة في مدونة اﻷسرة‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ عادل كﻼطي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.25:‬‬

‫‪5‬‬
‫بينما امتياز ديون نفقة اﻷوﻻد واﻷبوين‪ ،‬فالمشرع ارتقى بهذه الديون من درجة الديون العادية‬
‫إلى الديون اﻻمتيازية التي تستوفى باﻷولوية واﻷسبقية على باقي الديون اﻷخرى ومن دون‬
‫أدنى تزاحم مع الدائنين اﻵخرين وتحتل الرتبة الثالثة في سلم الترتيب الذي أورده الفعل ‪1248‬‬
‫من ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وذلك نظرا للطابع المعيشي التي تتميز به هذه الديون وللضرورة القصوى التي‬
‫تستوجبها الحالة المتفق عليها والتي ﻻ تحتمل التأخير أو التماطل أو التزاحم من طرف دائنين‬
‫آخرين‪.10‬‬
‫وهناك أيضا ديون ممتازة أخرى كذلك وهي ديون المصاريف القضائية كمصروفات وضع‬
‫اﻷختام وإجراء اﻹحصاء والبيع وغيرها مما يلزم للمحافظة على الضمان العام ولتحقيقه وهذا‬
‫ما ورد في الفصل ‪1248‬من ظ ل ع وبهذا سيكون من العدل واﻹنصاف أن يتم تقديم من أدى‬
‫هذه النفقات في استيفائه على غيره‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ثانيا‪ :‬حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة‬
‫خصص الفصل ‪ 1250‬قائمة الديون الممتازة على بعض المنقوﻻت‪ ،‬من قبيل امتياز ديون‬
‫أصحاب بعض المهن ونخص بالذكر امتياز ديون الصانع‪ ،‬والذي يجد سنده وأساسه القانوني‬
‫في ذات الفصل في الفقرة الرابعة والتي نصت على مايلي‪ " :‬أجر الصانع عن عمله وما أنفقه‬
‫من أجل المصنوع له امتياز على اﻷشياء التي سلمت إليه مادامت في حوزته"‪.‬‬
‫وما يستخلص من هذا الفصل‪ ،‬ينبني على أساس أنه إذا كلف شخص بصنع شيء‪ ،‬كخياطة‬
‫جلباب أو إصﻼح سيارة وغير ذلك من اﻷعمال ن فإن أجرته والقيمة المضافة التي أضافها‬
‫الصانع إلى ذلك الشيء بمناسبة عمله‪ ،‬يعتبر من الديون الممتازة‪ ،‬وذلك امتياز يخوله الحق في‬
‫أن يتمسك بالمنقول إلى أن يستوفي أجرته وقيمة المواد التي استعملها فيه من ثمن ذلك الشيء‬
‫نفسه‪ ،‬بحيث يقدم على بقية دائني صاحب الشيء الذي تم صنعه أو إصﻼحه‪.‬‬
‫وامتياز الصانع يشترك مع امتياز المكري وامتياز صاحب الفندق لكون كل واحد منهم يقوم‬
‫على فكرة الرهن الضمني للشيء المصنوع والذي يكون بحوزته‪ ،‬ومنه حتى يتمكن من‬
‫اﻻستفادة من هذا اﻻمتياز ﻻستيفاء أجرته‪) ،‬دينه( باﻷولوية ضرورة بقاء الشيء المصنوع أو‬

‫‪ 10‬ـ إدريس الفاخوري‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.331:‬‬


‫‪ 11‬ـ عمل المشرع المغربي على تخصيص الفصل ‪ 1250‬من ظ ل ع على امتياز ديون بعض المنقوﻻت الخاصة‪ ،‬من ذلك حقوق اﻻمتياز‬
‫المترتبة على عقود إيجار العقارات واﻷراضي الفﻼحية و وامتياز ديون أصحاب بعض المهن؛ كامتياز ديون صاحب الفندق‪ ،‬امتياز ديون الناقل‪،‬‬
‫وكذا امتياز ديون الصانع‪ .‬وهذا اﻷخير هو ما سوف نتطرق له‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الذي تم إصﻼحه تحت يده وحيازته لكي يمارس حقه في اﻻمتياز‪ ،‬ولعل هذا الشرط ليس وليد‬
‫اليوم لدى التشريعات الوضعية الحديثة إنما يرجع إلى القديم‪.12‬‬
‫ويبدو أن امتياز الصانع أقرب إلى اﻷجير طالما أن الصانع أجيرا في أخير المطاف مع بعض‬
‫اﻻختﻼف في عدم وجود عنصر التبعية بالنسبة للصانع‪ ،‬ونظرا لكون أجور العمال محمية‬
‫بوجود امتياز عام على منقوﻻت مشغلهم‪ ،‬فإنه كان من الﻼزم أن يحمي المشرع دين الصانع‬
‫ويقرر له امتياز خاص على ذلك المنقول الذي قام بإصﻼحه أو صنعه وأضاف بذلك قيمة‬
‫إضافية لذلك الشيء‪ ،‬وبذل جهده ووقته وأنفق ماله من أجل ذلك الشيء‪ ،‬ومنه كان من العدل‬
‫واﻹنصاف أن يستوفي دينه باﻷولوية من ذلك الشيء قبل أن يتم تسليمه لصاحبه‪ ،‬ومنه يكون‬
‫المشرع المغربي قد أحسن صنعا عندما نص على امتياز الصانع بشكل مستقل عن امتياز‬
‫اﻷجير وامتياز مصروفات حفظ المنقول وذلك بالنظر لوجود عدة خصوصيات تميز عمل‬
‫الصانع‪ ،‬لكن ذلك غير كافي لحماية أجر الصانع بل كان من الضروري أن يعطي لهذا اﻷجير‬
‫حق التتبع على ذلك الشيء المصنوع في حالة انتقاله إلى أحد من اﻷغيار وذلك على غرار‬
‫امتياز مكري العقار طالما أنهما يستندان معا على أساس واحد أﻻ وهو الرهن الضمني‪.13‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصنيف بعض حقوق اﻻمتياز المنظمة في نصوص خاصة‬
‫إضافة إلى حقوق اﻻمتياز التي نظمها المشرع المغربي في قانون اﻻلتزامات والعقود‪ ،‬هناك‬
‫امتيازات أخرى نظمتها العديد من النصوص القانونية الخاصة‪ ،‬وهذه النصوص تتسم بكثرتها‬
‫وورودها في شكل ظهائر وقوانين عدة ومتشتتة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫أوﻻ‪ :‬حقوق اﻻمتياز العقارية‬
‫بالرجوع إلى مدونة الحقوق العينية نجد المشرع المغربي في المادة ‪ ،15144‬قد حصر حقوق‬
‫اﻻمتياز على العقار في نوعين اثنين‪ ،‬وذلك على سبيل الحصر‪ .‬فأول ما تضمنته هذه المادة‬

‫‪12‬‬
‫ـ عادل ﻼ ي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.109 :‬‬
‫ع ال غ ي‪ ،‬رسالة ل ل دبل م ال راسات العل ا ال ع قة في القان ن ال ني‪ ،‬ل ة العل م القان ن ة‬ ‫او ‪ ،‬حق ق اﻻم از في ال‬ ‫ـ فا ة ال‬ ‫‪13‬‬

‫ال ا ‪ ،‬ال ة ال ام ة‪2008:‬ـ‪ ،2007‬ص‪.118 :‬‬ ‫ال ام‬ ‫اد ة واﻻج ا ة أك ال‪ ،‬جامعة م‬ ‫واﻻق‬
‫سفي‬ ‫ص خاصة‪ ،‬ل‬ ‫ما ه وارد في ن‬ ‫ص عل ه في م ونة ال ق ق الع ة و‬ ‫ما ه م‬ ‫ـ ت زع حق ق اﻻم از العقارة ب‬ ‫‪14‬‬

‫ار فق على ما ه وارد في م ونة ال ق ق الع ة‪.‬‬ ‫اﻻق‬


‫ه ه ال ادة على ما يلي‪ " :‬إن ال ي ن ال ي لها وح ها ام از على عقارات ال ي هي‪:‬‬ ‫ـت‬ ‫‪15‬‬

‫ال اد العل ي وت زع ث ه‪.‬‬ ‫الق ائ ة ل ع ال ل‬ ‫ار‬ ‫أوﻻ‪ :‬ال‬

‫‪7‬‬
‫هي المصاريف القضائية المنفقة لبيع العقار وتوزيع ثمنه‪ ،‬فالمصاريف القضائية التي ستتمتع‬
‫بامتياز عقاري وفق أحكام المدونة تشمل تلك المبالغ التي يتم إنفاقها ـ غالبا من طرف أحد‬
‫الدائنين ـ في اتخاذ كافة اﻹجراءات على عقار أو عقارات معينة للمدين والتنفيذ عليها من أجل‬
‫بيعها بالمزاد العلني وتوزيع الثمن المتحصل عليه‪ ،‬ومباشرة إجراءات التنفيذ على العقار ببيعه‬
‫من أجل توزيع ثمنه بين دائنيه‪ ،‬وذلك عندما يتبين أنه ﻻ يوجد للمدين منقوﻻت تكفي لسداد‬
‫ديونه‪ .‬وهذا يتطلب إنفاق مجموعة من المبالغ من طرف طالب التنفيذ‪ ،‬والتي تتمثل في‬
‫مصاريف اﻹشهار والخبرة لتحديد الثمن اﻷساسي ﻻفتتاح البيع‪ ،‬وغير ذلك من المصاريف‬
‫التي يتم إيداعها بصندوق المحكمة بعدما يقدم طلبا إلى كتابة ضبط المحكمة التي تشرف على‬
‫عملية البيع الخاص بالعقار محل الملف التنفيذي والمتمثلة في شعبة التنفيذ المدني‪.16‬‬
‫ويهدف المشرع من تقرير هذا اﻻمتياز إلى ضمان نوع من اﻷفضلية للديون الناتجة عن كل‬
‫عملية تروم التنفيذ على مال المدين ـ العقار ـ من أصل استخﻼص الديون المستحقة والتي‬
‫تؤدي بطريقة آلية إلى استفادة باقي أنواع الدائنين من تلك العملية‪ ،‬بحيث يحق للدائن بها أن‬
‫يستوفيها من الثمن المتحصل عليه من ذلك البيع قبل غيره من الدائنين ثم يوزع باقي الثمن بين‬
‫الدائنين حسب رتبهم‪ ،‬وﻻ يحتاج هذا الدائن إلى تقييد تلك المصاريف القضائية بالرسم العقاري‬
‫إذا كان محفظا‪ ،‬ﻷن هذا اﻻمتياز يعد من قبيل اﻻمتيازات التي أعفاها القانون من التقييد في‬
‫الرسم العقاري‪ ،17‬وهذا ما نصت عليه صراحة المادة ‪ 143‬من مدونة الحقوق العينية بقولها‪:‬‬
‫" تنتج حقوق اﻻمتياز أثرها ولو لم تقيد بالرسم العقاري وتحدد رتبتها بالقانون"‪.‬‬
‫وهذا اﻻمتياز يعطي لصاحبه حق اﻷولوية على أي حق ولو كان مضمونا برهن عقاري وهذا‬
‫ما أكدت عليه المادة ‪ 142‬من مدونة الحقوقية العينية‪.‬‬
‫وبالتالي فالمصاريف القضائية المنفقة لبيع العقار وتوزيع ثمنه‪ ،‬ليست وحدها التي تستفيد من‬
‫حق امتياز عقاري في إطار مدونة الحقوق العينية‪ ،‬فإن هناك ديون الخزينة العامة التي متعها‬
‫المشرع بحق امتياز وارد على العقار‪ ،‬وهو ما تطرق له هذا اﻻخير من خﻼل المادة ‪ 144‬في‬

‫ال علقة بها‪.‬‬ ‫ا تق رها وتع ها الق ان‬ ‫ة‬ ‫ثان ا‪ :‬حق ق ال‬
‫وﻻ ي اش ه ا اﻻم از على العقارات إﻻ ع ع م وج د م ق ﻻت"‪.‬‬
‫‪16‬ـ عادل ﻼ ي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.145:‬‬
‫‪17‬ـ نف ه‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫بندها الثاني‪ ،‬والبين من خﻼل هذا البند أنه لقيام امتياز ديون الخزينة العامة رهين بتوفر شرطين‬
‫أساسين كاﻵتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ ضرورة وجود نصوص قانونية خاصة تنظم هذا اﻻمتياز‪ ،‬ومعناه أن امتياز ديون الخزينة‬
‫وتمتع هذه اﻷخيرة بالصفة اﻻمتيازية ﻻ يمكن أن يستند إلى المادة المذكورة فقط من مدونة‬
‫الحقوق العينية‪ ،‬بل مرتبط وبشكل مباشر بالنصوص القانونية التي تخضع لها‪ ،‬بحيث يلزم أن‬
‫تنص هذه القوانين أيضا على امتيازية حق ما من حقوق الخزينة‪.‬‬
‫‪2‬ـ إن ممارسة الخزينة ﻻمتيازها على عقارات المدين رهين بعدم وجود منقوﻻت المدين في‬
‫ملكيته‪ ،‬وهذا يعتبر بمثابة الشرط الثاني‪ ،‬وإن كانت النصوص الخاصة تقرر هذا اﻻمتياز وكان‬
‫للمدين منقوﻻت في ملكيته فإنه ﻻ يحق للخزينة أن تمارس اﻻمتياز على العقارات أوﻻ‪ ،‬وهذا‬
‫يتماشى مع مختلف قواعد التنفيذ على أموال المدين‪ ،‬بحيث يتم اللجوء في المرحلة اﻷولى‬
‫للمنقوﻻت وفي حالة عدم وجودها أو عدم كفايتها يلجأ مباشرة إلى العقارات التي تكون في‬
‫ملكية المدين‪ ،‬وهذا الشرط أقره صراحة المشرع المغربي في المادة ‪ 144‬من مدونة الحقوق‬
‫العينية‪ ،‬كما أنه أقره في فصول قانون المسطرة المدنية‪.18‬‬
‫ثانيا‪ :‬اﻻمتيازات المخولة لديون لبعض المؤسسات العمومية‬
‫نظرا لتعدد المهام واﻻختصاصات المخولة للدولة في مختلف المجاﻻت اﻻقتصادية‬
‫واﻻجتماعية والسياسية وما إلى ذلك عملت الدولة على خلق مجموعة من المؤسسات العمومية‬
‫التي تعمل تحت وصايتها وخولت لها القيام بهاته المهام وذلك وفق القانون الذي يؤطر عملها‪،‬‬
‫ومتعت مختلف هذه المؤسسات العمومية المختلفة بالشخصية المعنوية واﻻستقﻼل المالي‬
‫واﻹداري‪ ،‬ومن أجل تمكين هذه اﻷخيرة من اﻹمكانيات الضرورية للقيام بالمهام المنوطة بها‬
‫على أحسن وجه ومن أبرز تلك اﻹمكانيات نجد الموارد المالية الﻼزمة‪ ،‬ومن أجل ضمان هذه‬
‫الموارد مكن المشرع هاته المؤسسات العمومية من بعض الوسائل واﻵليات القانونية لتحصيل‬

‫للعقارات إﻻ ع ع م فا ة ال ق ﻻت ع ا إذا ان ال ائ‬ ‫ة ال ن ة ما يلي‪ " :‬ﻻ قع ال ع ال‬ ‫ـ جاء في الف ل ‪ 469‬م قان ن ال‬ ‫‪18‬‬

‫م ف ا م ض ان ع ي‪.".....‬‬

‫‪9‬‬
‫ديونها كتلك المخولة للخزينة ونظرا لتعدد هاته المؤسسات‪ ،19‬يمكن اﻻقتصار فقط على امتياز‬
‫الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي‪.‬‬
‫في إطار تشجيع وتحفيز النشاط الفﻼحي عمل المشرع على إيجاد جملة من الصيغ التشريعية‬
‫التي تسير في نفس اﻻتجاه‪ ،‬فبعد أن نص الفصل ‪ 1250‬من قانون اﻻلتزامات والعقود المغربي‬
‫على أن الديون الناتجة عن أعمال الفﻼحة من حرث وحصاد وما إلى ذلك تعد من قبيل الديون‬
‫اﻻمتيازية الواردة على منقول خاص‪ ،‬وذلك من أجل ضمان تمويل الفﻼح من جهة‪ ،‬وضمان‬
‫تحصيل ديون من عمل على تزويد الفﻼح بالمواد الضرورية من أجل تفادي الدخول في تزاحم‬
‫مع باقي دائني الفﻼح ‪ ،‬فإضافة إلى ذلك من أجل تقديم الدعم والمساندة والقروض للفﻼحين‬
‫‪20‬‬
‫بشروط أفضل‪ ،‬وتحقيقا لﻸهداف المسطرة في الفصل ‪ 1‬من الظهير المنظم لهاته المؤسسسة‪.‬‬
‫ومن أجل أن تضطلع هذه المؤسسة بالدور الفعال الذي أنشئت من أجله‪ ،‬ﻻبد من أن تتوفر‬
‫هذه المؤسسة على موارد مالية مهمة والذي حددها الفصل‪ 11‬من الظهير المذكور‪ ،‬هذا اﻷخير‬
‫يبين جليا مدى اﻻهتمام الذي أوﻻه المشرع المغربي للتمويل في القطاع الفﻼحي لذلك جاء‬
‫المشرع وخصص الجزء الخامس من الظهير للحديث عن اﻻمتيازات واﻹعفاءات الجبائية‪،‬‬
‫بمعنى الضمانات والحوافز التي خولها المشرع لهذا الصندوق بحيث جاء الفصل ‪ 30‬بقوله‪":‬‬
‫تتمتع صناديق القرض الفﻼحي فيما يخص استيفاء قروضها بامتياز خاص في غﻼل وفواكه‬
‫وكراءات وموارد العقارات وكذا في غيرها من اﻷشياء المنقولة المخصصة باﻻستغﻼل‬
‫والجارية على ملك المدينين أيا كان المكان التي توجد فيه‪.‬‬
‫وﻻ يجوز لكل مستغل لم يراع شروط إرجاع المبالغ التي اقترضها أن ينقل المواشي أو‬
‫الغﻼل أو اﻷدوات بدون موافقة صندوق القرض الفﻼحي الذي هو مدين له"‪.‬‬
‫وأضاف نفس الفصل في الفقرة اﻷخيرة ما يلي‪:‬‬
‫" ويبقى للمدين امتياز على إرجاعه ويرتب امتيازه مباشرة بعد امتياز الخزينة حسبما هو‬
‫محدد في الفصل ‪ 56‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 20‬جمادى اﻷولى‪ 1354‬الموافق ل‪21‬‬

‫‪19‬‬
‫ةن ‪:‬‬ ‫ام از ال‬ ‫ع نف‬ ‫ال س ات ال ي خ لها ال‬ ‫ـم ب‬
‫‪ ،1984‬ج ة رس ة ع د ‪.3766‬‬ ‫رق ‪194‬ـ‪84‬ـ‪ 1‬ال ادر ب ارخ ‪ 28‬دج‬ ‫ال‬ ‫ال ه‬ ‫ج‬ ‫ث‬ ‫اس غﻼل ال انئ ال‬ ‫ـم‬
‫قان ن العق د والعقار‪ ،‬ل ة العل م القان ن ة‬ ‫راه في القان ن ال اص‪ ،‬ت‬ ‫أف اض‪ ،‬ن ام ره ال فقات الع م ة‪ ،‬أ وحة ل ل ال‬ ‫ـم‬ ‫‪20‬‬

‫اﻷول ـ وج ة‪ ،‬ال ة ال ام ة‪2016 :‬ـ‪ :2017‬ص ‪.475‬‬ ‫اد ة واﻻج ا ة‪ ،‬جامعة م‬ ‫واﻻق‬

‫‪10‬‬
‫غشت‪ 1935‬بشأن ضابط المتابعات في ميدان الضرائب المباشرة واﻷداءات المماثلة‬
‫ومنتوجات ومحصوﻻت اﻷمﻼك المخزنية وغيرها من الديون التي يستوفيها القباض"‪.‬‬
‫فانطﻼقا من هذا الفصل يتضح مجموعة من المﻼحظات التي يجب تسجيلها على هذا‬
‫المستوى‪ ،‬بحيث يعتبر اﻻمتياز الذي يتمتع به الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي لضمان‬
‫استيفاء أموال ديونه المقترضة من أجل أعمال الفﻼحة أوسع نطاقا من حيث المحل التي ترد‬
‫عليه من اﻻمتياز المنصوص عليه في قانون اﻻلتزامات والعقود‪ ،‬ﻷن المشرع في الظهير‬
‫المنظم لهذا الصندوق لم يحدد اﻷعمال التي تصرف فيها تلك اﻻقتراضات التي يمنحها‬
‫الصندوق‪ ،‬بحيث جاء بصياغة عامة تشمل جميع أنواع أعمال الفﻼحة دون تحديد‪ ،‬بعكس‬
‫اﻷمر في ق‪.‬ل‪.‬ع إذ حدد المشرع تلك اﻷعمال ورتب امتيازا ليس فقط على الغلل الفواكه بل‬
‫أيضا على عائدات كراء العقارات‪ ،‬أي أن امتياز الصندوق ﻻ يشمل فقط الثمار الصناعية فقط‪،‬‬
‫بل أيضا يمتد إلى الثمار المدنية وهذا فيه ضمانة أكثر لموارد الصندوق وتشجيعا له على منح‬
‫القروض‪ ،‬وعليه إذا كان مزود الفﻼح هو الصندوق بصفته دائنا فمن مصلحته التمسك بهذا‬
‫اﻻمتياز الوارد في الظهير وليس باﻻمتياز الوارد في ق‪.‬ل‪.‬ع ﻷن هذا اﻷخير لقد قيد من نطاق‬
‫اﻻمتياز وبالتالي ﻻ يخدم مصلحة الصندوق من جهة‪ ،‬كما أن الظهير المنظم للصندوق هو نص‬
‫خاص وﻻحق لق‪.‬ل‪.‬ع وبالتالي فهو أولى بالتطبيق ويخدم مصلحته أكثر من مقتضيات‬
‫‪21‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫وما يجب تسجيله أيضا هو أن المشرع وفي إطار تعزيز الضمانات المخولة للصندوق عمل‬
‫على تخويل هذا اﻷخير حقا يشبه امتياز المؤجر والمتمثل في منحه إمكانية منع والتعرض على‬
‫المدين من نقل المواشي والغلل واﻷدوات دون موافقة الصندوق بمعنى يمتنع على الفﻼح‬
‫)المدين( أية إمكانية لنقل محل اﻻمتياز دون استشارة الصندوق وموافقته وهذا حق يخول‬
‫للصندوق إمكانية تتبع ذلك إذا ما تم نقلها عنوة ودون موافقته‪ ،‬وذلك في أي يد كانت‪، 22‬كما‬

‫‪21‬‬
‫ـ عادل ﻼ ي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.203 :‬‬
‫قان ن‬ ‫في القان ن ال اص‪ ،‬ت‬ ‫انات ـ‪،‬رسالة ل ل دبل م ال اس‬ ‫لل ي ن الع م ة ال غ ب ـ ال سائل وال‬ ‫ل ال‬ ‫ـ سع ن ه‪ ،‬ال‬ ‫‪22‬‬

‫اﻷول ـ وج ة‪ ،‬ال ة ال ام ة‪2013:‬ـ‪ ،2014‬ص‪.56:‬‬ ‫اد ة واﻻج ا ة‪ ،‬جامعة م‬ ‫العق د والعقار‪ ،‬ل ة العل م القان ن ة واﻻق‬

‫‪11‬‬
‫عمل المشرع على تحديد رتبة ديون الصندوق وجعلها تحتل الرتبة التي تلي امتياز ديون‬
‫الخزينة العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه‬
‫حق اﻻمتياز يتم تحديده بمقتضى نص قانوني‪ ،‬ويُنص عليه لضمان الوفاء بدين محدد‪ .‬يُنص‬
‫على هذا الحق بالتحديد على جميع أموال المدين أو على ممتلكاته المنقولة أو العقارية‪ ،‬كضمان‬
‫لتسديد الدين‪ .‬وفي حالة التزاحم بين حقوق اﻻمتياز ووجود عدة دائنين‪ ،‬يتمتع الدائن باﻻمتياز‬
‫بأن يكون في المرتبة اﻷولى ﻻستيفاء حقوقه من المقابل النقدي لتلك اﻷموال‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يطرأ تحدي عندما يتنافس هؤﻻء الدائنون على استحقاق حقوقهم من أموال المدين‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬سنتناول هذه المشكلة من خﻼل تحديد ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز في‬
‫" الفقرة اﻷولى"‪ ،‬ونلقي الضوء على انقضاء حقوق اﻻمتياز في" الفقرة الثانية"‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك بصفة أصلية أو تبعية‪.‬‬
‫الفقرة اﻷولى‪ :‬تربيب أصحاب حقوق اﻻمتياز‬
‫عندما يحدث تزاحم في حقوق اﻻمتياز على منقول أو عقار يعود للمدين‪ ،‬وتتطلب كل دائن‬
‫تسديد دينه قبل غيره من الدائنين‪ ،‬يصبح ضروريًا تحديد ترتيب مراتب هذه الحقوق‪ .‬يظهر‬
‫هذا بشكل خاص في الحاﻻت التي يكون المنقول أو العقار الذي يحمل اﻻمتيازات غير كافٍ‬
‫لتغطية كامل هذه الديون المتراكمة‪ .‬يتيح لنا البحث في النصوص القانونية استخﻼص‬
‫المعلومات الﻼزمة لتحديد هذه المراتب‪ ،‬مما يساعدنا في فهم كيفية تقديم أولويات بين الحقوق‬
‫عند حدوث تداخل‪ ،‬ويكون ذلك ذا أهمية خاصة عندما يكون المنقول أو العقار غير كافٍ لتسديد‬
‫كامل المطالب المدينة‬
‫أوﻻ‪ :‬تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة والخاصة‬
‫عندما يحدث تزاحم في حقوق اﻻمتياز على منقول أو عقار يعود للمدين‪ ،‬وتتطلب كل دائن‬
‫تسديد دينه قبل غيره من الدائنين‪ ،‬يصبح ضروريًا تحديد ترتيب مراتب هذه الحقوق‪ .‬يظهر‬
‫هذا بشكل خاص في الحاﻻت التي يكون المنقول أو العقار الذي يحمل اﻻمتيازات غير كافٍ‬
‫لتغطية كامل هذه الديون المتراكمة‪ .‬يتيح لنا البحث في النصوص القانونية استخﻼص‬
‫المعلومات الﻼزمة لتحديد هذه المراتب‪ ،‬مما يساعدنا في فهم كيفية تقديم أولويات بين الحقوق‬
‫‪12‬‬
‫عند حدوث تداخل‪ ،‬ويكون ذلك ذا أهمية خاصة عندما يكون المنقول أو العقار غير كافٍ لتسديد‬
‫كامل المطالب المدينة‪.‬‬
‫‪ -1‬تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة‬
‫حاول المشرع المغربي تحديد رتبة كل دين ممتاز على حدة في الفصل‪ 1248‬من ق ل ع‪،‬‬
‫وبذلك لم يترك لﻸطراف أو المحكمة سلطة تحديد رتبة كل دين‪ ،‬مما يعني أنه إذا تزاحمت تلك‬
‫الديون فإنها تؤدى حسب الترتيب الوارد في الفصل المذكور‪23‬غير أن الترتيب الوارد في هذا‬
‫الفصل يرد عليه استثناء كرسه القضاء المغربي في العديد من اﻷحكام والقرارات القضائية‬
‫واﻷوامر اﻻستعجالية والمتمثل في جعل رتبة امتياز المصاريف القضائية تحتل الرتبة اﻷولى‬
‫محل امتياز مصاريف الجنازة في حالة فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة في حق المدين‬
‫عند التزاحم وفي هذا السياق جاء قرار يقضي بما يلي‪” :‬يستفيد اﻷجراء طبقا للمادة ‪ 328‬من‬
‫مدونة الشغل خﻼفا لمقتضيات الفصل ‪ 1248‬من ق ل ع من امتياز الرتبة اﻷولى المقررة في‬
‫الفصل المذكور قصد استيفاء مالهم من أجور وتعويضات في ذمة المشغل من جميع منقوﻻته‬
‫بعد خصم المصاريف والرسوم القضائية ‪،‬وﻻ يتعدى اﻻمتياز المذكور لعقاراته‪ ،‬أمر القاضي‬
‫المنتدب الذي قضي بالمصادقة على مشروع التوزيع المقترح من طرف السنديك والذي قضى‬
‫لﻸجراء بما تبقى من المبلغ المتحصل من بيع اﻷصل التجاري للمؤاجرة يعد في محله ويتعين‬
‫تأييده‪.24‬‬
‫والجدير بالذكر أن الحالة الواردة أعﻼه ﻻ تشكل الدين الوحيد الذي يهدم الترتيب الوارد في‬
‫الفصل ‪ ،1248‬وإنما هناك أنواع أخرى من الديون التي ﻻ تنضبط للترتيب الذي أورده‬
‫المشرع‪ ،‬وذلك راجع إلى وجود عدة نصوص قانونية خاصة ﻻحقة لظهير اﻻلتزامات والعقود‬
‫والتي عمل المشرع على إحداث ديون ممتازة أخرى ترد بدورها على جميع منقوﻻت المدين‬
‫ووضع لها ترتيب خاص مما يعني إدخال تعديﻼت على الفصل ‪ 1248‬من ق ل ع ‪ ،‬وبالتالي‬
‫يجب إعمالها ﻷن النص الخاص يقيد العام ويسبقه في التطبيق‪ ،‬ومن النصوص الخاصة التي‬
‫أعادت الترتيب الخاص بالديون الواردة في الفصل ‪ 1248‬من ق ل ع‪ ،‬نجد بعض المواد‬

‫‪ 23‬أنظر الفصل ‪ 1248‬من ق ل ع‬


‫‪ 24‬قرار صادر عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس تحت عدد ‪ 66‬الصادر بتاريخ ‪ 2010/10/27‬في الملف عدد ‪ 3/10/34‬والمنشور في المجلة‬
‫عدد ‪ 14‬عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس ص ‪ 435‬وما بعده‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الواردة في القانون ‪ 97.15‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ، 25‬والمتعلقة بامتياز‬
‫الخزينة العامة ورتبها إذ نصت المادة ‪ 107‬من م ت د ع على أنه‪” :‬تمارس اﻻمتيازات‬
‫المنصوص عليها في المادتين السابقتين ‪،‬قبل جميع اﻻمتيازات العامة أو الخاصة اﻷخرى‬
‫باستثناء ويستفاد من خﻼل هذه المادة أن امتياز الخزينة العامة من أجل استيفاء الضرائب‬
‫المباشرة وغيرها من الرسوم المماثلة لها تحتل الرتبة الموالية ﻻمتياز مصاريف الجنازة وديون‬
‫مرض الموت ومهر الزوجة ومتعتها والمصروفات القضائية وامتياز اﻷجراء‪ 26‬هذا باﻹضافة‬
‫إلى ديون الجماعات المحلية التي منحتها المادة ‪ 111‬من م ت د ع نفس اﻻمتيازات المخولة‬
‫للخزينة العامة ‪،‬وبنفس الشروط وجعلتها في رتبة ﻻحقة ﻻمتياز هذه اﻻخيرة‪.‬‬
‫وبالرغم من كون امتياز الخزينة العامة يقتصر محله على المنقوﻻت الخاصة للمدين فقط دون‬
‫أن تتعدى ذلك ليشمل العقار ‪،‬فإن هذه اﻷخيرة تتعرض في كل وقت على توزيع ثمن بيع‬
‫العقارات المرهونة من أجل استيفاء ديونها‪ ،‬وفي هذا السياق جاء قرار صادر عن محكمة‬
‫اﻻستئناف بفاس بتاريخ ‪ 2010/15/05‬ما يلي‪” :‬المادة ‪ 105‬من م ت د ع تقتصر على امتياز‬
‫الخزينة على منقوﻻت المدين وأمتعته وكذا على ثمار العقار وﻻ يطال بيع عقار المدين‪.27‬‬
‫ويأتي في مرتبة بعد امتياز الخزينة أيضا امتياز الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي ‪،‬ونفس‬
‫اﻷمر بالنسبة لديون الصندوق الوطني للضمان اﻻجتماعي‪ ،‬وذلك عندما يتعلق اﻷمر بامتياز‬
‫يرد على منقوﻻت المدين‪، 28‬لكن اﻹشكال المطروح يتمثل في كون المشرع لم يحدد مرتبة كل‬
‫من هذين الدينين فهل يعتبران في مرتبة واحدة أم تطبق عليهما مقتضيات الفصل ‪ 1245‬من‬
‫ق ل ع؟ ام أنه تعطى اﻷولوية لديون الصندوق الوطني للضمان اﻻجتماعي على اعتبار أن‬
‫امتيازه جاء ﻻحق من حيث النص عليه في ظهير الصندوق الوطني للقرض الفﻼحي؟‬
‫هذه اﻹشكالية لم يتطرق لها المشرع بنص صريح وواضح‪ ،‬لكننا نرى أنه يمكن اعتبارهما في‬
‫مرتبة واحدة باعتبار أن المشرع لم يحدد لهما ترتيبا معينا ‪،‬غير أن هذا اﻷمر بدوره يطرح‬
‫إشكالية التزاحم بين الدائنين الممتازين في مرتبة واحدة؟‬

‫‪ 25‬ـظهير شريف رقم ‪ 175.00.1‬صادر في ‪ 28‬من محرم‪3(1421‬ماي‪)2000‬بتنفيذ القانون رقم‪ 97.15‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ ‪ 28‬صفر ‪ (1421‬فاتﺢ يونيو ‪)2000‬ص ‪1256‬‬
‫‪ 26‬ـعادل كﻼطي‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص‪393‬‬
‫‪ 27‬قرار رقم ‪ 28‬في الملف عدد ‪2009/61‬الصادر نتاريخ ‪ 2010/05/05‬منشور في مجلة صادرة عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس‪،‬العدد ‪13‬‬
‫السنة ‪،2010‬ص‪ 335‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 28‬عادل الكﻼطي م س ص ‪399‬‬

‫‪14‬‬
‫وفي هذه الحالة اﻷخيرة يطبق الفصل ‪ 1245‬من ق ل ع الذي جاء فيه ”الدائنون الممتازون‬
‫في مرتبة واحدة يستوفون حقوقهم على وجه المحاصة‪”.‬‬
‫‪ - 2‬تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة‬
‫تناول الفصل ‪ 1250‬من قانون اﻻلتزامات والعقود في التشريع المغربي تصنيف اﻻمتيازات‬
‫المتعلقة بمنقول معين للمدين‪ ،‬حيث جاء هذا التصنيف وفق ترتيب دقيق‪ .‬يُمنح الدائن الذي‬
‫يمتلك رهنًا حيازيًا للمنقول حق اﻷولوية على باقي الدائنين‪ ،‬ويستند ذلك إلى ما جاء في الفصل‬
‫‪ 1249‬من قانون اﻻلتزامات والعقود الذي ينص على أن الدائن الذي يمتلك رهنًا حيازيًا للمنقول‬
‫يحتل المرتبة اﻷولى في التحصيل من الثمن الذي يتم الحصول عليه من بيع الممتلك‬
‫المرهون‪.‬وفي سياق ذي صلة‪ ،‬يُبين الفصل ‪ 1181‬من القانون نفسه أن حق الرهن الحيازي‬
‫للمنقول يمنح للدائن الحق في احتجاز الممتلك المرهون حتى يتم تسديد كامل المبلغ المستحق‪،‬‬
‫ولديه الصﻼحية في بيعه في حالة عدم الوفاء بالدين‪ .‬وعندما يتم بيع الممتلك‪ ،‬يُسدد الدين‬
‫باستخدام حقوق اﻻمتياز واﻷسبقية على أي دين آخر‪.29‬‬
‫ومن خﻼل هذا الفصل‪ ،‬يظهر بوضوح أن اﻻمتياز المتمثل في حق الرهن الحيازي يحتل الرتبة‬
‫اﻷولى في مثل هذه الحاﻻت‪ ،‬ويتمتع بأفضلية وأسبقية في حالة تزاحم حقوق اﻻمتياز على‬
‫الممتلك المرهون‪ .‬يُضاف إلى ذلك و ينص أيضا الفصل ‪ 3077‬من قانون التجارة البحرية على‬
‫ترتيب الديون البحرية وحقوق اﻻمتياز المتعلقة بالسفن‪ ،‬مما يوضح التنظيم القانوني لهذه‬
‫الحقوق‪.‬ويرجى التنويه إلى أن تزاحم أصحاب حقوق اﻻمتياز العامة على الممتلك قد يحدث‪،‬‬
‫خاصةً مع الحقوق الخاصة‪ ،‬مما يفتح المجال لمسائل الترتيب بينهم‪ .‬وفي حاﻻت التنافس بين‬
‫اﻻمتيازات العامة والخاصة‪ ،‬يُشدد على أهمية ترك القرار للقضاء لتحديد مرتبة كل امتياز‬
‫على حدة‪ ،‬حيث يتفق القضاء عمو ًما على تفضيل اﻻمتيازات الخاصة على العامة‬
‫تانيا‪ :‬تزاحم حقوق اﻻمتياز الواقعة على عقار‬
‫قد يقع تزاحم حقوق اﻻمتياز العقارية فيما بينها كما قد تتزاحم مع الديون المضمونة بالرهون‬
‫العقارية‪.‬‬

‫‪ 29‬عادل كﻼطي س م ص ‪407‬‬


‫‪ 30‬انظر الفصل ‪ 77‬من قانون التجارة البحرية‬

‫‪15‬‬
‫‪ –1‬تزاحم الحقوق العقارية فيما بينها‬
‫يتميز حق اﻻمتياز العقاري بأحكام خاصة فيما يتعلق بتحديد اﻷولويات‪ ،‬حيث قام المشرع‬
‫صا تلك التي تنبغي‬
‫المغربي بتعديل القيود المفروضة على اﻻمتيازات العقارية‪ ،‬وخصو ً‬
‫لصاحب الدين الذي يحمل هذا اﻻمتياز‪.‬‬
‫يتمتع دائن اﻻمتياز العقاري بحق اﻹمساك بأولويته حتى في حال عدم تسجيل هذا اﻻمتياز في‬
‫الرسم العقاري‪ ،31‬وبالتالي ﻻ يحق للمدين أو ﻷي دائن آخر اﻻعتراض بنا ًء على عدم التسجيل‬
‫ضا على المادة ‪ 575‬من‬
‫واﻹشارة إلى امتيازات أخرى تسبقه تاريخيًا‪.‬هذا اﻻستثناء ينطبق أي ً‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬التي تتعلق بالديون الناشئة بعد فتح مسطرة التسوية القضائية‪ .‬يعفي المشرع‬
‫نظرا ﻷنها تُعتبر جز ًءا من اﻻمتيازات‬
‫ً‬ ‫هذه الديون من التقييد والشهر في الرسم العقاري‬
‫العامة‪ .32‬ومع ذلك‪ ،‬يثار السؤال حول كيفية معاملة هذه الديون في حال حدوث تداخل مع‬
‫حقوق اﻻمتياز العقارية الواردة في المادة ‪ 144‬من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫إن المشرع وضع ترتيبًا معينًا لحقوق اﻻمتياز الواردة في المادة ‪ ،144‬وذلك لضمان تنظيم‬
‫فعال وتحقيق العدالة في حاﻻت التنافس والتداخل‪ .‬يُفضل تقديم حقوق اﻻمتياز الخاصة على‬
‫العامة‪ ،‬وهذا يعكس استهداف المشرع لضمان استيفاء اﻻمتيازات بشكل متسق وعادل‪.‬‬
‫وفي سياق التزاحم بين حقوق اﻻمتياز العقارية وديون المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة‪ ،‬يتم‬
‫التفضيل بشكل عام لصالح المصاريف القضائية‪ ،‬حيث تُنظر إليها كنفقات تم إنفاقها من أجل‬
‫تحقيق حقوق باقي الدائنين‪.33‬‬
‫بموجب هذا التفضيل‪ ،‬يمكن اعتبار امتياز المصاريف القضائية من اﻻمتيازات الخاصة التي‬
‫تتفوق على اﻻمتيازات العامة‪ 34،‬وبالتالي تحتل اﻷولوية في حاﻻت التنافس بينها‪ .‬ومن خﻼل‬
‫هذا السياق‪ ،‬يظهر أن المشرع قد تجنب وضع ترتيب محدد لديون المادة ‪ ،575‬مما يفتح الباب‬
‫أمام تقدير القضاء لتحديد كيفية التعامل مع حاﻻت التنافس وضمان استقرار النظام القانوني‪.‬‬
‫‪ -2‬تزاحم حقوق اﻻمتياز العقارية مع الرهون العقارية‬

‫‪ 31‬أنظر المادة ‪ 144‬من م ح ع‬


‫‪ 32‬عادل كﻼطي‪،‬م س‪ ،‬ص ‪418‬‬
‫‪ 33‬نص المادة ‪ 575‬من م ت على ما يلي‪ ”:‬يتم تسديد الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتﺢ التسوية‪ ،‬باﻷسبقية على كل ديون أخرى‬
‫سواء كانت مقرونة أم ﻻ بإمتيازات أو بضمانات”‬
‫‪ 34‬عادل كﻼطي‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص‪420‬‬

‫‪16‬‬
‫قد يطرأ تنافس بين الدائن المتمتع بامتياز والدائن المرتهن رهنا ً حيازيا ً حول حق اﻷفضلية في‬
‫تسديد ديونهم عند وجود نفس الضمان العقاري‪ .‬يقوم المشرع بالرد على هذا التساؤل من خﻼل‬
‫المادة ‪ 142‬من مدونة الحقوق العينية التي تنص عل أن‪" :‬اﻻمتياز حق عيني تبعي يخول للدائن‬
‫حق اﻷولوية على باقي الدائنين ولو كانوا مرتهنين"‪ ،‬ويكمل الفصل ‪ 1244‬بالقول‪" :‬الدين‬
‫الممتاز مقدم على كافة الديون اﻷخرى ولو كانت مضمونة برهون رسمية‪".‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يظهر أن الدائن المتمتع باﻻمتياز له الحق في تلقي دينه بأولوية على الدائن‬
‫الذي يحمل رهنًا رسميًا‪ ،‬ويتضح ذلك من خﻼل قرار صادر عن محكمة اﻻستئناف بطنجة‬
‫الذي أكد أن الدائن المرتهن لديه أولوية في استيفاء ديونه‪ ،‬باستثناء الديون المتعلقة بالصوائر‬
‫القضائية‪.35‬‬
‫باﻹضافة إلى ذلك‪ ،‬يظهر أن الدائن الحاصل على رهن حيازي عقاري يتقدم على ديون الخزينة‬
‫التي ﻻ تمتلك أي امتياز خاص على العقار‪ .36‬هذا يعكس اﻻستثناء الذي يُمنح للدين المرتبط‬
‫بالصوائر القضائية في حالة التنافس‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتزاحم الحقوق العقارية مع الدين المضمون برهون رسمية‪ ،‬يبقى النظام القانوني‬
‫ً‬
‫متساهﻼ مع الدائن الحاصل على اﻻمتياز‪ ،‬حيث يُفضل حق اﻷولوية له ‪37‬على الرغم من توفر‬
‫رهن رسمي للدين اﻵخر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبرز هنا أهمية تحديد وتطوير قوانين حقوق اﻻمتياز‬
‫لتغطية التحديات المتزايدة وتجاوز النقائص في النظام القانوني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء حقوق اﻻمتياز‬
‫بالنسبة ﻻنقضاء حق اﻻمتياز فالمشرع لم يتعرض له بنص صريح ‪ ،‬مما يحتم علينا الرجوع‬
‫إلى اﻷحكام العامة و التي تنص على أن أسباب التي ينقضي بها حق الرهن يمكن أن ينقضي‬
‫به حق اﻻمتياز وبهذا فإن حق اﻻمتياز ينقضي بصفة تبعية ﻻنقضاء وزوال الدين الممتاز‬

‫‪35‬قرار‪ 2/98/1975‬بتاريخ ‪1999/4/14‬في الملف المدني رقم ‪ 1999/714‬منشور بمجلة المحكمة‪ ،‬العدد‪ ،2‬السنة ‪،2003‬ص ‪295‬‬
‫‪ 36‬لكن بالرغم من اﻻتفاق حول اسبقية الدين المضمون برهن رسمي على امتياز الخزينة العامة‪،‬فإن هذه اﻷخيرة ما فتئت تتعرض أمام المحاكم من‬
‫أجل استخﻼص ديونها قبل الدائن المرتهن استنادا الى تمتعها بحق امتياز عقاري أساسه المادة ‪ 149‬من م ح ع‬
‫‪ 37‬ادريس العمراني “حقوق اﻻمتياز الواردة على العقار في التشريع المغربي” ‪،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪،‬وحدة القانون المدني‬
‫المعمق ‪،‬جامعة محمد الخامس ‪،‬كلية العلوم القانونية اﻻقتصادية واﻻجتماعية بالرباط اكدال ‪،‬السنة الجامعية ‪ ،2007/2006‬ص‪17‬‬

‫‪17‬‬
‫المضمون بها طبقا للقواعد العامة ﻻنقضاء اﻻلتزامات" أوﻻ" أو قد تنقضي بصفة أصلية أي‬
‫مستقلة عن الدين الممتاز والذي يبقى قائما في ذمة المدين "ثانيا"‬
‫أوﻻ‪ :‬انقضاء حقوق اﻻمتياز بصفة تبعية‬
‫مع ارتباط حق اﻻمتياز بالدين الممتاز‪ ،‬يتضح أنه ينتهي تلقائيًا في بعض الحاﻻت وفقًا للظروف‬
‫المحيطة بالدين‪ .‬فيما يلي بعض الحاﻻت التي ينقضي فيها حق اﻻمتياز بصفة تبعية‪:‬‬
‫أ إنهاء اﻻمتياز إذا تبين أن الدين الممتاز باطﻼ ‪ :‬يحدث انقضاء حق اﻻمتياز بصفة تبعية‬
‫عندما يتبين أن الدين الممتاز كان باطﻼً من البداية‪ .‬يمكن أن يكون ذلك نتيجة ﻷي مخالفة‬
‫للشروط القانونية أو لعقود الممتاز التي تجعل الدين غير صحيح‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يعتبر حق‬
‫ى كما لو كان الدين الممتاز ناج ًما عن جريمة أو تصرف غير قانوني‪.38‬‬
‫اﻻمتياز ملغ ً‬
‫ضا تبعًا ﻹبطال الدين الممتاز‪،‬‬
‫ب إنهاء اﻻمتياز بإبطال الدين الممتاز ‪:‬ينقضي حق اﻻمتياز أي ً‬
‫وذلك إذا تم إلغاء الدين نتيجة ﻷي سبب يؤدي إلى ضرورة إبطاله‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في حالة‬
‫اكتشاف تزوير أو تضليل من قبل الوكيل بالعمولة والذي أدى إلى غبن المدين بالعمولة‪ ،‬ينتهي‬
‫حق اﻻمتياز بصفة تبعية‪.‬‬
‫ضا عندما يتخذ‬
‫ج انقضاء اﻻمتياز بطرق من طرف اﻻمتياز ‪:‬يحدث انقضاء حق اﻻمتياز أي ً‬
‫قرارا بإنهائه‪ .‬يمكن أن يتم ذلك عبر التصرف بإلغاء اﻻمتياز بشكل صريح‬
‫ً‬ ‫صاحب اﻻمتياز‬
‫أو من خﻼل التوصل إلى اتفاق مع الدين الممتاز‪ ،‬سواء عبر التسوية أو غيرها من الوسائل‪.‬‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬ينتهي اﻻمتياز بطريقة يعتبر فيها الدين كما لو أن المدين قد أدين بذمته‪ ،‬سواء‬
‫كانت الديون تتعلق بمنقوﻻت أو عقارات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضاء حق اﻻمتياز بصفة أصلية‬
‫ينقضي حق اﻻمتياز بصفة أصلية بغض النظر إذا كان الذين الممتاز قد إنتهى أم ﻻ بسبب‬
‫من اﻷسباب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تنازل الدائن عن حقه في اﻻمتياز‪:‬‬

‫‪ 38‬محمد ابن معجوز ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪18‬‬
‫حق اﻻمتياز بصفة أصلية عندما يتنازل الدائن بشكل صريح عن حقه في اﻻمتياز‪ .‬يتم ذلك من‬
‫خﻼل كتابة وثيقة توضح تنازله عن اﻻمتياز‪ ،‬ويمكن أن يكون هذا التنازل جزئيًا أو كليًا‪ .‬يعتبر‬
‫هذا التنازل وسيلة فعّالة للدائن لتحقيق استيفاء دينه قبل غيره من الدائنين‪.‬‬
‫‪ .2‬انقضاء حق اﻻمتياز بسبب هﻼك المحل‪:‬‬
‫ينقضي حق اﻻمتياز نتيجة لهﻼك المحل الذي يشكل موضوع اﻻمتياز‪ .‬يحدث هذا اﻻنقضاء‬
‫في حالة الهﻼك الكامل أو الجزئي للمحل‪ .‬يجدر بالذكر أن بعض الفقهاء يرى أن هﻼك المحل‬
‫يؤدي إلى انقضاء حق اﻻمتياز‪ ،‬خاصة إذا كان اﻻمتياز ذا طابع خاص‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن للدين‬
‫أحيانًا أن يُستوفى من أموال أخرى إذا كان الهﻼك جز ًءا من اﻷموال المدينة‪.‬‬
‫‪ .3‬انقضاء حق اﻻمتياز باستحقاق محل اﻻلتزام‪:‬‬
‫يمكن أن ينقضي حق اﻻمتياز إذا ثبت أن الموضوع الذي يشكل اﻻلتزام غير ملك للمدين‪ .‬في‬
‫حالة اكتشاف صاحب المحل الحقيقي‪ ،‬ينتهي اﻻمتياز ولكن الدين قد يظل قائ ًما‪ .39‬يُعتبر هذا‬
‫التحقق من ملكية الموضوع جز ًءا أساسيًا ﻻستمرار حق اﻻمتياز‪.‬‬
‫‪ .4‬انقضاء حق اﻻمتياز باتحاد الدمة‪:‬‬
‫في حالة تحاد الدين والشيء الذي يشكل موضوع اﻻمتياز‪ ،‬ينقضي حق اﻻمتياز‪ .‬يحدث هذا‬
‫عندما يكون الشيء المستخدم كضمان في ذمة شخص واحد‪.‬‬
‫‪ .5‬انقضاء حق اﻻمتياز بانتهاء المدة أو ببيع الحق‪:‬‬
‫يُنقضي حق اﻻمتياز عند انتهاء المدة المحددة في العقد أو عندما يتم بيع الحق نفسه الذي وقع‬
‫عليه اﻻمتياز‪ .‬يُعتبر ذلك ختا ًما لفترة اﻻمتياز‪ ،‬وفي بعض الحاﻻت‪ ،‬يمكن أن يتم استبدال الحق‬
‫بحق آخر يحل محله‪.40‬‬

‫‪ 39‬محمد محبوبي ‪ ،‬أساسيات في الحقوق العينية العقارية وفق قانون ‪ ، 38.09‬طباعة دار ابن رقراق ‪ .‬طبعة اﻷولى ‪ ،‬صفحة ‪129‬‬
‫‪ 40‬محمد إبن معجوز‪ ،‬الحقوق العينية العقارية في الفقه اﻻسﻼمي و التقنين المغربي ‪ .‬الطبعة اﻷولى لسنة ‪ . 1990‬مطبعة النجاح الدارالبيضاء‪.‬‬
‫صفحة ‪510‬‬

‫‪19‬‬
‫خاتمة‬
‫من خﻼل البحث في موضوع حق اﻻمتياز في التشريع المغربي يتضح بجﻼء أن ما يميز‬
‫القواعد القانونية لحق اﻻمتياز تعدد مصادره التشريعية‪ ،‬بحيث نﻼحظ أن بعض الحقوق‬
‫اﻻمتيازية منصوص عليها في ق‪.‬ل‪.‬ع و أخرى منظمة في نصوص متفرقة‪ ،‬و خاصة‬
‫اﻻمتيازات المنصوص عليها في م‪.‬ح‪.‬ع اﻷمر الذي يجعل من الصعب على الدارس اﻹحاطة‬
‫بهذه الحقوق باﻹضافة إلى صعوبات التطبيق مضامين هذه النصوص من طرف القضاء وهو‬
‫ينظر في النزاعات المعروضة أمامه‪ ،‬و يضاف أيضا عدم انسجام هذه القواعد مع بعضها‬
‫البعض و رغم تعدد القوانين المنضمة لحقوق اﻻمتياز فهي ﻻ تستطيع اﻹجابة على بعض‬
‫اﻹشكاﻻت التي تتعلق بتزاحم أصحاب حقوق اﻻمتياز سواء في ما بينهم أو بينهم وبين باقي‬
‫الضمانات العينية اﻷخرى‪ ،‬على أن المشرع اكتفى بذكر أحكام اﻻمتياز في ق‪.‬ل‪.‬ع الواردة‬
‫على المنقوﻻت دون ذكر رتبة هذه الحقوق و كذلك إشكاليات انقضاء هذه الحقوق بحيث ﻻ‬
‫نجد نصا صريحا في هذه القواعد القانونية يفيد كيفية انقضائها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ﻻئحة المصادر والمراجع‬
‫إدريس الفاخوري‪ ،‬الوسيط في نظام الملكية العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والتشريعات‬ ‫‪‬‬
‫العقارية الخاصة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ـ الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة اﻷولى‪ .2019‬ص‪323:‬‬
‫الفصل ‪ 1243‬من قانون اﻻلتزامات والعقود اﻻمتياز بأنه‪ ":‬حق أولوية يمنحه القانون على أموال‬ ‫‪‬‬
‫المدين نظرا لسبب الدين‬
‫عادل كﻼطي‪ ،‬حقوق اﻻمتياز في القانون المغربي دراسة مقارنة في ضوء القواعد العامة والقواعد‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة اﻷولى ‪ ،2021‬ص‪10:‬‬
‫ـ محمد بلفقيه‪ ،‬تحصيل الديون العمومية ـ تحصيل الديون العمومية بين التدبير القانوني والقضائي‬ ‫‪‬‬
‫مقاربة قانونية ـ قضائية ـ ‪ ،‬منشورات باب الحكمة ـ تطوان‪ ،‬الطبعة اﻷولى ‪ ،2023‬ص‪204:‬‬
‫فاطمة الصحراوي‪ ،‬حقوق اﻻمتياز في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬ ‫‪‬‬
‫في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية واﻻجتماعية أكدال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪2008:‬ـ‪ ،2007‬ص‪118 :‬‬
‫منير أفضاض‪ ،‬نظام رهن الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تخصص قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واﻻقتصادية واﻻجتماعية‪ ،‬جامعة محمد اﻷول‬
‫ـ وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪2016 :‬ـ‪ :2017‬ص ‪.475‬‬
‫قرار صادر عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس تحت عدد ‪ 66‬الصادر بتاريخ ‪2010/10/27‬‬ ‫‪‬‬
‫في الملف عدد ‪ 3/10/34‬والمنشور في المجلة عدد ‪ 14‬عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس ص‬
‫‪ 435‬وما بعده‬
‫ـظهير شريف رقم ‪ 175.00.1‬صادر في ‪ 28‬من محرم‪3(1421‬ماي‪)2000‬بتنفيذ القانون‬ ‫‪‬‬
‫رقم‪ 97.15‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ‬
‫‪ 28‬صفر ‪ (1421‬فاتح يونيو ‪)2000‬ص ‪1256‬‬
‫قرار رقم ‪ 28‬في الملف عدد ‪2009/61‬الصادر نتاريخ ‪ 2010/05/05‬منشور في مجلة صادرة‬ ‫‪‬‬
‫عن محكمة اﻹستئناف التجارية بفاس ‪،‬العدد ‪ 13‬السنة ‪،2010‬ص‪ 335‬وما بعدها‬
‫الفصل ‪ 77‬من قانون التجارة البحرية‬ ‫‪‬‬
‫لمادة ‪ 575‬من م ت على ما يلي‪ ”:‬يتم تسديد الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح‬ ‫‪‬‬
‫التسوية‪ ،‬باﻷسبقية على كل ديون أخرى سواء كانت مقرونة أم ﻻ بإمتيازات أو بضمانات‬
‫عادل كﻼطي ‪،‬م س‪ ،‬ص ‪418‬‬ ‫‪‬‬
‫ادريس العمراني “حقوق اﻻمتياز الواردة على العقار في التشريع المغربي” ‪،‬بحث لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة ‪،‬وحدة القانون المدني المعمق ‪،‬جامعة محمد الخامس ‪،‬كلية العلوم القانونية‬
‫اﻻقتصادية واﻻجتماعية بالرباط اكدال ‪،‬السنة الجامعية ‪ ،2007/2006‬ص‪17‬‬
‫محمد إبن معجوز‪ ،‬الحقوق العينية العقارية في الفقه اﻻسﻼمي و التقنين المغربي ‪ .‬الطبعة اﻷولى‬ ‫‪‬‬
‫لسنة ‪ . 1990‬مطبعة النجاح الدارالبيضاء‪ .‬صفحة ‪510‬‬

‫‪21‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة …‪2…………………………………………………………………………..‬‬
‫المطلب اﻷول‪ :‬أنواع حقوق اﻻمتياز‪4………………….………………………………….‬‬
‫الفقرة اﻷولى‪ :‬حقوق اﻻمتياز في إطار ظهير اﻻلتزامات و العقود………………………………‪4‬‬
‫أوﻻ‪ :‬حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة………………………………………………………‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬حقوق اﻻمتياز المنقولة الخاصة‪6……………………………………………………..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصنيف بعض حقوق اﻻمتياز المنظمة في نصوص خاصة‪7……………………….‬‬
‫أوﻻ‪ :‬حقوق اﻻمتياز العقارية……………………………………………………………‪7‬‬
‫ثانيا‪ :‬اﻻمتيازات المخولة لديون لبعض المؤسسات العمومية……………………………………‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترتيب أصحاب حقوق اﻻمتياز وانقضائه‪12…………………………………….‬‬
‫الفقرة اﻷولى‪ :‬تربيب أصحاب حقوق اﻻمتياز‪12……………………………………………...‬‬
‫أوﻻ‪ :‬تزاحم حقوق اﻻمتياز المنقولة العامة والخاصة‪12………………………………………...‬‬
‫تانيا‪ :‬تزاحم حقوق اﻻمتياز الواقعة على عقار‪15……………………………………………...‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء حقوق اﻻمتياز ‪17…………………………………………………...‬‬
‫أوﻻ‪ :‬انقضاء حقوق اﻻمتياز بصفة تبعية‪18………………………………………………….‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضاء حق اﻻمتياز بصفة أصلية ‪18………………………………………………….‬‬
‫خاتمة‪20……………………………………………………………………………..‬‬
‫ﻻئحة المصادر والمراجع‪21……………………………………………………………..‬‬
‫الفهرس‪22…………………………………………………………………………...‬‬

‫‪22‬‬

You might also like