You are on page 1of 248

‫جملة احملامي‬

8.6302 3. 06

www.avocat-setif.org

ordre.setif@gmail.com

2282 2882

brahimtairi@outlook.com
‫حموتيات العدد ا‬
‫االفتتاحية ‪82 ..................................................................................‬‬

‫زمالء فقدناهم ‪86 ............................................................................‬‬

‫وقفة حمامي منظمة سطيف نصرة للشعب الفلسطيين ‪38 .............................‬‬

‫مداوالت و مذكرات ‪33 ......................................................................‬‬

‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية املادة ‪ 22‬و ما صاحبه من آراء ‪32 .......‬‬

‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري ‪22 ...........................................‬‬

‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني اخلدمة العمومية يف اجلزائر ‪28 ...........‬‬

‫حبث حول محاية املستهلك‪ :‬رقابة السلطات االدارية للمنتجات املستوردة ‪28 .......‬‬

‫ضرورة اعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/32‬من القانون املدني ‪382 .................... .‬‬

‫ال اجتهاد مع النص و لو كان من اجمللس الدستوري ببيانه الصادر‪322....................‬‬

‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التاديبية الصادرة يف حق احملضرين‪32........‬‬

‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‪368........................................‬‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا‪282.........................................................‬‬


‫قواعد وإجراءات النشر يف اجمللة‬
‫ختتص "جملة املحامي" التي تصدر بشكل دوري وتقدم بحوث علمية تكتب بأقالم املحامني‬
‫و القضاة و املوثقني و املحرضين القضائيني و الصحافيني و كل من له عالقة بأرسة القانون‬
‫وأساتذة و باحثي اجلامعات و تقدم األعامل باللغة العربية أو الفرنسية أو االنجليزية‪.‬‬
‫قواعد تقديم البحث‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع‪ )...‬يتبع‬
‫البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته‪( ،‬عنوان املؤسسة ‪ ،‬الربيد االلكرتوين ‪،‬‬
‫ورقم اهلاتف)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان ‪ :‬منظمة‬
‫املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو ‪ Flash Disk‬أو ترسل عرب الربيد‬
‫االلكرتوين‪.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال تقبل املسامهات التي سبق نرشها‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا‬
‫أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية‪ ،‬و هلا كذلك أن تطالب صاحب‬
‫البحث بإجراء تعديالت الالزمة‪.‬‬
‫هيئة التحكيم تتشكل من األساتذة اآليت أسامئهم‪:‬‬
‫‪ - 2‬األستاذ ‪ /‬حسان موسى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬األستاذ ‪ /‬خلفي عبد الرمحان‪.‬‬
‫‪ -4‬األستاذ‪ /‬خلفون السعيد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬األستاذ ‪ /‬محالوي رياض‪.‬‬
‫‪ -6‬األستاذ ‪ /‬بوطغان عبد احلليم‪.‬‬ ‫‪ -5‬االستاذ ‪ /‬بوعبد اهلل حممد فريد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪4‬‬
‫االفتتاحية‬

‫االفتتاحيـــة‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬


‫و الصالة و السالم على أشرف املرسلين‬
‫زميالتي الفضليات‪ ،‬زمالئي الافاضل‪،‬‬
‫هاهي مجلة املحامي تعود للصدور مجددا بعد انقطاع دام حوالي سنتين نظرا‬
‫لجائحة الكورونا‪.‬‬
‫انه لشرف عظيم لي أن أشرف على هذا العدد الجديد بعد انتخابي نقيبا ملنظمة‬
‫املحامين لناحية سطيف‪.‬‬
‫ان مجلتنا التي تصدر عن منظمتنا تتميز بالديمومة اذ منذ انطالقتها و هي‬
‫تصدر بصفة دورية و منتظمة لتكون فضاءا قانونيا للزميالت و الزمالء من اجل‬
‫رفع مستوى التكوين و الزيادة في معارفنا القانونية نظرا للمواضيع التي تتضمنها‬
‫و التي تتسم بالنوعية زيادة على اجتهادات املحكمة العليا التي يحتاجها املحامي‬
‫في نشاطه املنهي‪.‬‬
‫ان املحاماة من أهم املهن املرتبطة بالحق و العدل و الانصاف و املساواة و‬
‫العلم‪ ،‬فيجب على املحامي أن يكون منصفا بأنبل الصفات و متخلقا بأحسن‬
‫ألاخالق‪ ،‬و أن يكون فطنا و مبدعا و يبذل كل جهوده للدفاع عن رسالته‬
‫متسلحا بالتكوين و العلم‪ ،‬وسيلته في ذلك القانون دون سواه‪ ،‬و ان ال يكون‬
‫متكلفا في تعامله و ان يتميز باللباقة و الكياسة في نفس الوقت ليستعين بهما في‬
‫أداء مهامه النبيلة‪.‬‬
‫أتقدم بالشكر الجزيل للجنة الساهرة على اعداد املجلة و كل من ساهم فيها‬
‫بكتاباته و اجتهاداته و أدعو مجددا كل الباحثين للمشاركة في ألاعداد القادمة‬
‫باألفكار القانونية و الاجتهادات الفقهية و القضائية‪.‬‬
‫تحياتي لكم جميعا‬
‫محتركم النقيب ابراهيم طايري‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪5‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫تذكرهم " ‪"0202-0202‬‬ ‫زمالء فقدانهم‪ ،‬ينبغي‬


‫بن معنصر مصطفى‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2154/22/21 :‬اخلروب‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2191/22/22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2191/22/25 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/29/22 :‬‬

‫قارة فاتح‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2120/24/20 :‬عني احلجل‬
‫العنوان‪ :‬سيدي عيسى‬
‫تاريخ التسجيل‪0229/20/22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0229/29/20 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/29/22 :‬‬

‫جوادي موسى‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2100/20/00 :‬عني احلجل‬
‫العنوان‪ :‬سيدي عيسى‬
‫تاريخ التسجيل‪2191/25/00 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2191/24/25 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/29/20 :‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪6‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫تيطاح صيفي سامية‬


‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2102/20/22 :‬سطيف‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2112/22/02 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2112/20/22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/29/24 :‬‬

‫زدام طارق‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2124/25/20 :‬الربج‬
‫العنوان‪ :‬برج بوعريريج‬
‫تاريخ التسجيل‪0225/22/24 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0225/20/22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/21/29 :‬‬

‫بورزق زين العابدين‬


‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2100/29/22 :‬املعاضيد‬
‫العنوان‪ :‬املسيلة‬
‫تاريخ التسجيل‪2120/20/00 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2120/29/25 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/21/04 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪7‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫خلف اهلل عمر‬


‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2102/22/22 :‬عنابة‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2199/24/00 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2199/20/24 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/22/20 :‬‬

‫حططاش أمحد‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2142/25/25 :‬واد البارد‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪0221/22/22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0202/22/22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/22/00 :‬‬

‫بزطوط دمحان‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2190/29/02 :‬جعافرة‬
‫العنوان‪ :‬برج بوعريريج‬
‫تاريخ التسجيل‪2119/22/22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2119/22/01 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/22/22 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪8‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫عثامنة يوسف‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2152/21/09 :‬برج غدير‬
‫العنوان‪ :‬برج بوعريريج‬
‫تاريخ التسجيل‪2115/22/25 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2115/22/20 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/20/02 :‬‬

‫طييب خلضر ‪ -‬مرتبص ‪-‬‬


‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2152/21/09 :‬برج غدير‬
‫العنوان‪ :‬بوسعادة‬
‫تاريخ التسجيل‪0221/20/00 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0202/22/20 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/24/24 :‬‬

‫خميش حدة‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2101/22/22 :‬املسيلة‬
‫العنوان‪ :‬املسيلة‬
‫تاريخ التسجيل‪0222/21/02 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0222/22/22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/24/02 :‬‬

‫رمحهم اهلل برمحته الواسعة‬


‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪9‬‬
‫وقفة حمامي املنظمة نصرة للشعب الفلسطيين‬

‫وقفة حمامي منظمة احملامني لناحية سطيف نصرة للشعب‬


‫الفلسطيين اثر العدوان الصهيوني ‪ -‬ماي ‪0202‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪22‬‬
‫مــــــداوالت و مذكــــرات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪22‬‬
‫مــــــداوالت و مذكــــرات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪20‬‬
‫مــــــداوالت و مذكــــرات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪23‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية املادة ‪ 42‬من‬


‫قانون تنظيم مهنة احملاماة‪ ،‬و ما صاحبه من خمتلف اآلراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪24‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪21‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪21‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪21‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪21‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪21‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪00‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪03‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪04‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪01‬‬
‫بيان رئيس االحتاد حول الدفع بعدم دستورية ‪ 42‬و ما صاحبه من آراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪01‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫ألاستاذ بوخاري مصطفى امين‬


‫محامي ‪ -‬باحث دكتوراه ‪ -‬تخصص قانون طبي ‪ -‬جامعة ابو بكربلقايد تلمسان‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعتبر الدواء الجنيس من اهم املواد الصيدالنية التي تسعى الدول للحفاظ‬
‫عليه نظرا الهمية هذه املادة في الترقية بالصحة العمومية‪ ،‬وعملية تسجيل‬
‫الدواء الجنيس تعتبر من اهم الاجراءات التي يجب القيام بها حتى يتسنى تسويق‬
‫هذه املادة في الصيدليات و املستشفيات‪ ،‬و لقد وضع املشرع الجزائري‬
‫مجموعة من الاجراءات اوجب اتباعها تحت طائلة عدم قبول تسجيله نتيجة‬
‫لكون ان الدواء الجنيس يمس بصحة املرض ى مباشرة و خرق اجراءات‬
‫التسجيل يعني تهديد صحة هذا املريض‪.‬‬
‫ان التساؤل الذي يطرح هو ما هي الاجراءات املتبعة في تسجيل الدواء‬
‫الجنيس ؟ ان الجواب على هذا السؤال يقتض ي اتباع النقاط التالية ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬تحليل و إختبارالدواء الجنيس قبل تسجيله‪.‬‬
‫إن الجهات املسؤولة عن تسجيل الدواء الجنيس ال يمكن أن تقوم بعملها‬
‫إال بعد التأكد أن هذا الدواء يشتمل على العناصر و املكونات الفعالة‪ ،‬و أنه‬
‫صالح لتصريفه للمرض ى و توافره في الصيدليات‪ .‬و لقد أكدت جل التشريعات‬
‫على وجوب تحليل عينة من ألادوية من قبل مخابر مختصة في ذلك لضمان‬
‫الصحة العامة‪ ،‬و عملية تحليل الدواء الجنيس وفقا ملا تنص عليه القوانين‬
‫تكون كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬إجراء خبرة على الدواء الجنيس‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫لقد تطرق املشرع الجزائري إلى اجراء خبرة بالنسبة للدواء قبل تسجيله‬
‫بموجب أحكام املادة ‪ 2/01‬و املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪)1( 282-22‬‬
‫املتعلق بتسجيل املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪ ،‬فتحليل‬
‫الدواء الجنيس املستورد نصت عليه املادة ‪ 2‬من امللحق املعلق بدفتر الشروط‬
‫التقنية الخاصة بإستراد الدواء املدرج ضمن القرار املؤرخ في ‪2118/01/01‬‬
‫املحدد له و التي نصت على ‪" :‬يكون املستورد مسؤوال شخصيا على تطبيق‬
‫القواعد املنصوص عليها في فائدة الصحة العمومية و على نوعية املنتجات‬
‫الصيدالنية و املستلزمات الطبية املستوردة التي يتم تسويقها و يجب عليه‬
‫قبل عملية الجمركة إخضاعها ملر اقبة املطابقة الضرورية لدى املخبر‬
‫الوطني ملر اقبة املنتجات الصيدالنية قبل تسويقها للباعة بالجملة املوزعين‬
‫دون املساس بمسؤولية الصيدلي التقني"‪.‬‬
‫أما فيما يخص إلانتاج املحلي فإن املؤسسات املنتجة للدواء الجنيس يتولى‬
‫صيدلي إلادارة التقنية لها و يسهر على تطبيق مجمع القواعد التقنية و إلادارية‬
‫و التي من بينها ما جاءت به املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪)2( 282-22‬‬
‫املتعلق برخص إستغالل مؤسسة إلنتاج املنتجات الصيدالنية و‪/‬أو توزيعها التي‬
‫نصت ‪ "" :‬يمارس املديرالتقني في حالة مؤسسة لإلنتاج على الخصوص املهام‬
‫آلاتية ‪:‬‬
‫‪ -‬يوقع على طلبيات تسجيل املنتوج‪ ،‬بعد إلاطالع على تقارييرالخبرة‪.‬‬
‫‪ -‬يتأكد من أن كل حصة من املواد قد صنعت و تمت مر اقبتها وفق‬
‫متطلبات النوعية املقررة للتسجيل و طبقا ألحكام املرسوم رقم ‪56-22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 12‬فبراير ‪ 1222‬املذكورأعاله املتعلق بمر اقبة املواد املنتجة محليا‬
‫أو املستوردة "‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى املرسوم التنفيذي رقم ‪ )3( 52-22‬املتعلق بمراقبة مطابقة‬
‫املواد املنتجة محليا أو املستوردة في املادة ألاولى الفقرة الثانية منه نجدها تنص‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫على‪ " :‬يهدف تحليل الجودة و مر اقبة املطابقة إلى إثبات أن املادة املنتجة‬
‫محليا أو املستوردة تطابق املقاييس املعتمدة و‪/‬أو املواصفات القانونية و‬
‫التنظيمية التي تهمها‪ "...‬و منه نستنتج أن عملية تحليل الدواء الجنيس من‬
‫أهم العمليات التي يجب أن يتم القيام بها قبل تسجيله و تكون هذه الخبرة و‬
‫التحاليل كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬املقصود بالخبرة ‪:‬‬
‫تطرقت إلى تعريف الخبرة الواقعة على الدواء الجنيس للتاكد من مطابقته‬
‫وجودته ومدى صحة تناوله أحكام املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪-22‬‬
‫‪ 282‬املتعلق بتسجيل املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب‪ ،‬التي إعتبرت‬
‫أن الخبرة هي إجراء دراسات و إختبارات قصد التحقق من أن لهذا الدواء حقا‬
‫ما ذكر من مركبات‪ ،‬و خصائص في امللف التقني و العلمي املقدم للتسجيل‪ .‬و‬
‫فيما يخص الخبرة الواقعة على ألادوية املراد تسجيلها فإنه صدر قرار عن وزارة‬
‫الصحة بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪ 2112‬املتضمن إلاجراءات و الهدف و مراحل املتعلقة‬
‫بالخبرة الواقعة على املواد الصيدالنية املقرر تسجيلها‪ )4( .‬يبين مراحل و كذى‬
‫الشروط الواجب إتباعها عند تحليل ألادوية املراد تسجيلها باإلضافة إلى الجهة‬
‫املخول لها القيام بتلك العملية‪.‬‬
‫‪ -‬مراحل إجراء الخبرة ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى إحكام املادة ‪ 2/ 02‬املذكورة أعاله نجدها تنص على ‪" :‬يشمل‬
‫إجراء الخبرة على أي منتوج صيدالني أربع مراحل ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة امللف العلمي و التقني و تقييمه‪.‬‬
‫‪ -‬إختبارات فيزيائية كيميائية و جرثومية مجهرية و بيولوجية عند‬
‫إلاقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬إختبارات عقاقيرية و سمامية‪.‬‬
‫‪ -‬إختبارات طبية عالجية‪".‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫إال أن أحكام هذه املادة تطبق على أي دواء يراد تسجيله لكن بالنسبة‬
‫للدواء الجنيس فإن املشرع و فيما يخص الخبرة املتعلقة به فإن جاء بإستثناء‬
‫بموجب أحكام املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬أين إعفاه من‬
‫بعض التحاليل التي يخضعل لها أي دواء حتى يمكن تسجيله أين نصت املادة‬
‫‪ 00‬على ‪:‬‬
‫" تعفى املنتوجات الصيدالنية النوعية من إلاختبارات العقاقيرية و‬
‫السمامية و الطبية العالجية املنصوص عليها أعاله‪.‬‬
‫تكون إلاختبارات الفيزيائية و كذلك الجرثومية املجهرية أو البيولوجية‬
‫عند إلاقتضاء و إختبارات الخلو من الضرر إجبارية في جميع الحاالت‬
‫بالنسبة إلى هذا الصنف من املنتوجات "‪.‬‬
‫و عليه فإن الدواء الجنيس حتى يتم قيده البد من إجراء خبرة دقيقة أين‬
‫هذه ألاخيرة تمر بمرحلتين املذكورة و نبينها كما يلي ‪:‬‬
‫*‪-‬امللف العلمي و التقني للدواء الجنيس هو ملف يشتمل على مجموعة من‬
‫الوثائق يحددها الوزير املكلف بالصحة و يدفعها طالب تسجيل الدواء‬
‫الجنيس‪ ،‬حيث تتكون هذه الوثائق من معطيات تتعلق بطريقة صنع الدواء‬
‫الجنيس و توضيبه و أشكال املراقبة املطبقة عليه من مراقبة فيزيائية كيماوية‬
‫و مراقبة بيولوجية و هي عمليات تتم عند إلانتهاء من تسجيله كما يشتمل‬
‫امللف مجموعة من الوثائق العلمية ألاخرى و هي عبارة عن معطيات يتم‬
‫إستنتاجها بعد إجراء بعض التحاليل و املتعلقة بالجراثيم املجهرية و كذلك‬
‫معطيات عقاقيرية و سمامية و معطيات طبية عالجية‪ ،‬أين تطرح هذه الوثائق‬
‫إلى اللجنة الوطنية للمدونة و التي تقوم بدراسة امللف و تعطي تقييما له‪ ،‬بعد‬
‫دراسة امللف و تقييمه تقوم اللجنة بواسطة مجموعة من الخبراء بأخذ عينة‬
‫من الدواء الجنيس بطريقة عشوائية من أجل القيام ببعض التجارب التي‬
‫نصت عليها املادة ‪ 2/ 02‬املذكورة أعاله‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪32‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫*‪ -‬هذه التجارب التي تجرى على الدواء الجنيس تعتبر تحليل تساعد على‬
‫التعرف على التركيب الكميائي لهذا الدواء و مكوناته ألاساسية و إن كانت تلك‬
‫التركيبات ستؤدي املهام املنتظر منها بعد جمعها كدواء باإلضافة إلى التأكد من‬
‫فعالية هذا الدواء في عالج ألامراض معدة له‪ ،‬و ما يمكن مالحظته أن املشرع‬
‫أعفى الدواء الجنيس من تحاليل تخص إختبارات عقاقيرية و سمامية باإلضافة‬
‫إلى إختبارات طبية عالجية و إكتفى فقط بدراسة امللف العلمي التقني و إجراء‬
‫إختبارات فيزيائية كيماوية و جرثومية مجهرية و بيولوجية عند إلاقتضاء و‬
‫لعل السبب في ذلك يرجع إلى ‪:‬‬
‫السبب ألاول ‪ :‬أن هذه التحاليل الواجب القيام بها على الدواء الجنيس‬
‫تعتبر تحاليل بالغة ألاهمية و أن الدواء الجنيس قد يحدث له تغييرات في‬
‫تكوينه بين مدة التحليل و التسجيل مما يجب القيام بتلك التحاليل لضمان‬
‫جودة الدواء الجنيس‪.‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬يرجع إلى ان التحاليل املستبعدة ترتكز على التعرف على‬
‫مكونات و تركيبات الدواء الجنيس التي يتم مزجها فيما بينها للحصول على‬
‫الدواء‪ ،‬و بما أن الدواء الجنيس يصنع في مؤسسات وطنية فإن الرقابة على‬
‫هذه العمليات تكون مستمرة و بالتالي ال حاجة للقيام بتلك التحاليل كون أن‬
‫الجهات املعنية ضمنت مسبقا إحترامها‪.‬‬
‫لكن املشرع الجزائري لم يعممها على كل ألادوية الجنيسة بل ألزم بموجب‬
‫أحكام املادة ‪ 0/00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬املنتوجات ذات فهرس‬
‫عالجي ضيق أو تطرح مشاكل عويصة من حيث قابلية تجهيزها البيولوجي اأو‬
‫ذات خصائص عقارية حركية متميزة على إقامة الدليل على مدى تكافئ‬
‫املستحضر موضوع طلب التسجيل في الجسم الحي مع املستحضر املعروض في‬
‫السوق‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪32‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫إال أن إلاشكال الذي يطرح هو هل تعفى ألادوية الجنيسة املستوردة من‬


‫تلك التحاليل أين يتم إلاكتفاء فقط بجزء منها دون بقية التحاليل ؟‬
‫بالرجوع إلى القرار رقم ‪ 005‬املؤرخ ‪ 2‬ديسمبر ‪ 0225‬املتضمن شروط‬
‫تسجيل ألادوية الجنيسة خصوصا املادة ‪ 2‬منه نجد أن هذه ألاخيرة تضمن‬
‫مختلف الوثائق الواجب توافرها في امللف لقبوله و من بين الشروط هو وجود‬
‫ترخيص من أجل إلانتاج و التوزيع يتم تحريره من قبل السلطات املختصة في‬
‫الدولة املصنعة للدواء الجنيس باإلضافة إلى الترخيص بتوزيعه في البلد املنتج‬
‫له‪ ،‬إال أنه لم يتم التطرق إلى التحاليل الواجب إجراؤها عليه مما يجعل القول‬
‫أنه يجب الرجوع إلى ألاحكام املتعلقة بالتحاليل املقامة على الدواء املنتج محليا‪.‬‬
‫كما أكدت املادة ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬أن مقرر‬
‫التسجيل فيما يخص املنتوجات الصيدالنية املستوردة‪ ،‬مشفوعا بوجوب‬
‫إثبات صاحبه تنفيذ املراقبة الفيزيائية الكيماوية لكل حصة مستوردة و‬
‫املراقبة املجهرية الجرثومية أو البيولوجية‪ ،‬عند إلاقتضاء‪ ،‬حسب املقاييس و‬
‫الطرق املطلوبة لرخصة عرض املنتوج في السوق‪.‬‬
‫و في رأينا أن هذا إلاستثناء الذي جاءت به املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 282-22‬تخص فقط ألادوية الجنيسة املنتجة محليا نظرا لضمان‬
‫تصنيعها بوجود رقابة صارمة تسهل عليها الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية‬
‫املستعملة في الطب البشري‪ ،‬أما ألادوية الجنيسة املستوردة فنظرا للشروط‬
‫الواجب توافرها للسماح بإسترادها و تسجيلها في قائمة ألادوية فإنه يجب أن‬
‫تخضع إلى نفس التحاليل التي يجب أن يخضع لها اي دواء و ال يستثنى أي‬
‫تحليل كون من جهة أنها تصنع في بلد اجنبي و من جهة أخرى ال توجد رقابة من‬
‫قبل الجهات املستوردة له على طريقة التصنيع و ال على مراحله مما قد يسبب‬
‫خطرا على الصحة العامة‪ ،‬و عليه فإن إجراء تحاليل تتلعق بعقاقيرية و‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪30‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫سمامية الدواء الجنيس و إختبارات طبية عالجية أمر ضروري لضمان حماية‬
‫الصحة العامة و سالمة و جودة الدواء الجنيس‪.‬‬
‫‪-2‬الجهة املختصة إلجراء الخبرة ‪:‬‬
‫لقد تطرق املشرع الجزائري إلى الجهة املخول لها تحليل و إجراء الخبرة‬
‫للدواء الجنيس بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ )6( 021-20‬املؤرخ في ‪ 02‬يونيو‬
‫‪ 0220‬املتضمن إنشاء مخبر وطني ملراقبة املنتجات الصيدالنية و تنظيمه‪.‬‬
‫(‪ )5( .)LNCPP‬و هذه الجهة تسمى باملخبر الوطني ملراقبة املنتجات الصيدالنية‬
‫و في غالب ألاحيان يشار إليه في القوانين التي لها عالقة بالدواء و املواد‬
‫الصيدالنية ب " املخبر " و هذا ألاخير يتمتع بالشخصية املعنوية و إستقالل‬
‫مالي و يوضع تحت وصاية الوزير املكلف بالصحة و يوجد مقره في مدينة‬
‫الجزائر و يمكن تحويله إلى أي مكان آخر من التراب الوطني بموجب مرسوم‬
‫خاص بذلك بإقتراح من الوزير‪ ،‬و له عدة ملحقات في كامل التراب الوطني‪ ،‬و‬
‫تسند له عدة مهما يؤهل من أجلها مثل إبرام اتفاقيات و عقود مع مؤسسات و‬
‫إدارات أو هيئات ألداء الخبرة‪ ،‬يقدم خدمات في مجال التكوين‪ ،‬كما يؤهل‬
‫إلبرام إتفاقيات تعاون مع الهيئات ألاجنبية املماثلة و مع املنظمات الدولية‪)7( .‬‬
‫و لقد أكدت املادة ‪ 10‬من هذا املرسوم على هذه املهمة املخولة له بنصها ‪:‬‬
‫" تتمثل مهمة املخبر في مر اقبة نوعية املنتوجات الصيدالنية و خبرتها مثلما‬
‫هو محدد في املواد ‪ 152‬و ‪ 171‬و‪ 171‬من القانون رقم ‪ 16-56‬املؤرخ في ‪15‬‬
‫فبراير ‪ 1256‬و املذكور أعاله"‪ .‬و بينت املادة ‪ 5/ 2‬من نفس املرسوم أن من بين‬
‫املهام العامة املوكلة إليه وفقا ملا جاء في املادة ‪ 10‬منه أنه ‪" :‬ير اقب إنعدام‬
‫الضررفي املنتوجات الصيدالنية و فعاليتها و نوعيتها"‪.‬‬
‫إال أن هذا املخبر أصبح يشاركه في هذه املهمة الوكالة الوطنية للمواد‬
‫الصيدالنية املستعملة في الطب البشري و املسماة بالوكالة وهي جهاز أستحدث‬
‫بموجب تعديل قانون الصحة بموجب قانون رقم ‪ 00-18‬و الذي تضمن هذه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪33‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫الوكالة و حدد أجهزتها و تنظيمها و مهامها بموجب أحكام املواد من ‪ 0-070‬الى‬


‫‪.01-070‬‬
‫كما حدد املرسوم التنفيذي رقم ‪ )5( 018-02‬املؤرخ في ‪ 5‬ديسمبر ‪2102‬‬
‫مهام الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري و تنظيمها‬
‫و سيرها و كذا القانون ألاساس ي ملستخدميها و بالرجوع إلى ألاجهزة املكونة لها و‬
‫إلى املهام املسندة إليها نجد أنها تلعب دورا أساس ي في الخبرة التي يتم إجراءها‬
‫على الدواء الجنيس و ذلك كما يلي ‪:‬‬
‫لقد تطرقت املادة ‪ 0-070‬من قانون حماية الصحة و ترقيتها في الفقرة‬
‫الثالثة أن الوكالة تسهر على سالمة املواد الصيدالنية املستعملة في الطب‬
‫البشري و فعاليتها و نوعي تها و مراقبتها وهي املهام املسندة إلى املخبر و التي يجب‬
‫أن تشملها الخبرة املقامة على الدواء الجنيس مما يبين أن هناك ارتباط وثيق‬
‫بين هذا املخبر و هذه الوكالة في ضمان سالمة ألادوية الجنيسة و فعاليتها و‬
‫الحفاظ على الصحة العامة‪.‬‬
‫كما أكدت املادة ‪ 2-070‬من قانون الصحة أن هذه الوكالة تقوم بتقييم‬
‫الفوائد و ألاخطار املرتبطة بإستعمال املواد الصيدالنية بما فيها الدواء‬
‫الجنيس‪ ،‬و من جهة أخرى تشارك في الخبرة و كل مراقبة على املواد الصيدالنية‬
‫و املستلزمات الطبية املستعملة في الطب البشري التي تدخل ضمن مجال‬
‫إختصاصها مما يبين أن هذه الوكالة تهدف خصوصا إلى حماية صحة املرض ى‬
‫بتوفير لهم دواء تضمن أنه يفي للعالج و يقوم بالدور الذي صنع من أجله‪،‬‬
‫وتسهل من جهة أخرى إلى تشجيع إلانتاج الوطني في مجال صناعة الدواء (املادة‬
‫‪ 2 / 0-070‬قانون حماية الصحة و ترقيتها) كونها تضمن املراقبة املستمرة‬
‫إلنتاج الدواء الجنيس و طريقة توضيبه و طرق توزيعه و تصريفه‪.‬‬
‫كما أن هذه الوكالة تتضمن عدة لجان تساهم في ترقية الصحة العامة و‬
‫تنظيم و مراقبة و تسجيل ألادوية كما ورد في املادة ‪ 2-070‬من قانون حماية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪34‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫الصحة و ترقيتها‪ ،‬وهذه اللجان ينظمها املرسوم التنفيذي رقم ‪)2( 012-02‬‬
‫املؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 0207‬املوافق ‪ 5‬ديسمبر ‪ 2102‬يتضمن مهام اللجان‬
‫املتخصصة املنشأة لدى الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في‬
‫الطب البشري و تشكيلها و تنظيمها‪ ،‬و في بعض الحاالت تكلف مهمة تحليل‬
‫ألادوية بما فيها الدواء الجنيس إلى مخابر خاصة نظرا ملا تمتلكه من معدات‬
‫متقدمة قد ال تحوزها املخابر التابعة للقطاع العام كما قد تسند لهم للحصول‬
‫إلى نتائج ثانية ملقارنتها مع ألاولى‪)11( .‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك وضع املشرع الجزائري شبكة مخابر التجارب و التحاليل‬
‫النوعية و تنظيمها و سيرها بموجب املرسوم التنفيذي (‪ )11‬رقم ‪022-25‬‬
‫املؤرخ في ‪ 02‬أكتوبر ‪ 0225‬و تدعى في صلب النص ب"الشبكة""‪ "RELEA‬و‬
‫تتمثل مهما هذه الشبكة أساسا ووفقا ألحكام املادة ‪ 2‬من هذا املرسوم‬
‫التنفيذي ‪:‬‬
‫‪ -‬تساهم في تنظيم مخابر التحاليل و مراقبة النوعية و في تطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬تشارك في إعداد سياسة حماية إلاقتصاد الوطني و البيئة و أمن‬
‫املستهلك و في تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬تطور كل عملية من شإنها أن ترقي نوعية السلع و الخدمات و تحسين‬
‫نوعية خدمات مخابر التجارب و تحاليل الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظم املنظومة املعلوماتية عن نشاطات الشبكة و املخابر التابعة لها‪.‬‬
‫كما أن هذه الشبكة تتكون خاصة من عدة مخابر تابعة ملختلف الوزارات‬
‫مثل الدفاع الوطني و وزارة الصحة و إلاسكان و وزارة املالية‪.....‬إلخ (الرجوع الى‬
‫املادة ‪ 2‬من املرسوم) و هذا يبين سهر املشرع إلى التنسيق الفعال بين كل‬
‫الوزارات و كل املخابر التي تشملها كما أن هذا املرسوم سمح لهذه الشبكة‬
‫بالتنسيق بين مختلف املخابر التي تتكون منها وهذا بهدف التحكم ألافضل في‬
‫تقنيات التحاليل و التجارب (املادة ‪ 8‬من هذا املرسوم)‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪33‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫أما فيما يخص عملية الخبرة التي تجرى على الدواء الجنيس تسند إلى‬
‫خبراء أو هيئات يعتمدها الوزير املكلف بالصحة‪ ،‬و تضبط قائمة الخبراء و‬
‫الهيئات املعتمدين بمقرر من الوزير‪ ،‬ويشترط فيهم أال تكون لهم أية منفعة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة و لو عن طريق شخص وسيط في إنتاج ألادوية موضوع‬
‫خبراتهم أو تقييماتهم أو في تسويقها و عليهم أن يوقعوا لهذا الغرض تعهدا‬
‫بالشرف عند كل عملية إجراء خبرة أو تقييم‪.‬‬
‫أما فيما يخص الخبراء فقد تم تحديد قائمة تشملهم بموجب قرار رقم ‪22‬‬
‫املؤرخ في ‪ 02‬جوان ‪ )12( 2112‬املتضمن تحديد قائمة اسمية للخبراء من اجل‬
‫تسجيل املواد الصيدالنية ذات الاستعمال البشري‪ ،‬اين ادرج ضمن هذا القرار‬
‫ملحق يشتمل على قائمة من الخبراء مصنفين حسب مختلف التخصصات‬
‫الطبية املعروفة‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج الخبرة‪:‬‬
‫لقد أكدت املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي ‪ 282-22‬أنها تتولى تقييم‬
‫النتائج و التقارير املتعلقة بنتائج الخبرة التي تضمنتها حول الدواء الجنيس‪ ،‬و‬
‫تقرير الخبرة يشتمل على نتيجتين أساسيتين هما ‪:‬‬
‫في حالة ما إذا كانت نتائج الخبرة إيجابية يعد تقريرا مفصال عن ذلك و يتم‬
‫عرضه على الوزير امللكف بالصحة إلتخاذ مقرر التسجيل الذي يصدره خالل‬
‫مهلة ‪ 021‬يوم من تاريخ إيداع امللف و يمكن تمديد الفترة ب ‪ 21‬يوم في حاالت‬
‫إستثنائية و يعلق العمل بهذه املهلة إذا صدر أمر بإجراء الخبرة أو طلب من‬
‫صاحبه توضيحات‪)13( .‬‬
‫قد تكون النتائج التي جاءت بها الخبرة سلبية في ما يخص سالمة الدواء‬
‫الجنيس‪ ،‬فهنا في هذه الحالة يرفض تسجيل هذا الدواء و يمنع تسويقه و‬
‫تصريفه للمرض ى‪ ،‬و لقد أكدت املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي على الحاالت‬
‫التي يرفض فيها التسجيل نتيجة للخبرة نذكر منها‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪33‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫‪ -‬أن الدواء الجنيس ضار في ظروف إستعماله العادية‪.‬‬


‫‪ -‬أن ألاثر العالجي املرجو من هذا الدواء غائب‪.‬‬
‫‪ -‬أن الدواء الجنيس ال يشتمل على التركيب النوعي و الكمي املصرح به‪.‬‬
‫‪ -‬أن اساليب إنتاج الدواء الجنيس أو مراقبته ال تسمح بضمان‬
‫الجودة‪)14(.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مراحل تسجيل الدواء الجنيس‪.‬‬
‫تعتبر عملية تحليل الدواء الجنيس من أهم املراحل الواجب إتباعها‬
‫لتسجيله‪ ،‬و هي تؤكد أن ما سيتم طرحه للتصريف في الصيدليات أو تقديمه في‬
‫املستشفيات و املراكز الصحية ذو ضمانة مؤكدة و جودة عالية‪.‬‬
‫إال أن التحليل وحده ال يكفي حتى يمكن تقديم الدواء الجنيس للمريض و‬
‫إنما يجب مواصلة املراحل املتبقية للتسجيل و التي هي كثيرة منها إجرائية‬
‫بنسبة كبيرة‪ ،‬كما أن طرح الدواء الجنيس أمام هيئات مختصة لتسجيله يرتب‬
‫نتائج و آثار نبينها كما يلي ‪:‬‬
‫‪ : 1‬إجراءات تسجيل الدواء الجنيس‬
‫سواء تعلق بالدواء الجنيس املنتج محليا أو املستورد فإنه على املشرف‬
‫عليه سواء كان املنتج أو املستورد يجب عليه أن يقدم طلب تسجيل هذا الدواء‬
‫الجنيس إلى وزارة الصحة املتكون من إستمارة خاصة و وثائق تتعلق بالجانب‬
‫العلمي و التقني ترفق معها (‪ ،)16‬و إن عملية قيد تسجيل الدواء الجنيس‬
‫تتطلب تكوين ملف نص عليه القانون و الواجب توافر كل وثائقه باإلضافة إلى‬
‫الهيئة التي يقدم إليها طلب تسجيل الدواء الجنيس‪.‬‬
‫أ‪-‬ملف تسجيل الدواء الجنيس ‪:‬‬
‫لقد أكدت املادة ‪ 2‬من القرار (‪ )15‬رقم ‪ 005‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر‬
‫‪0225‬عن وزارة الصحة و إلاسكان املتضمن شروط تسجيل الدواء الجنيس‬
‫على أن هذه العملية تستوجب طرح ملف يشتمل على وثائق معينة‪ ،‬كما أكدت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪32‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫أن الدواء املعني بموجب هذا املرسوم هو الدواء الجنيس الوارد مفهومه بناءا‬
‫على أحكام املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬املتعلق بتسجيل‬
‫املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري (املادة ‪ 0‬من القرار رقم ‪005‬‬
‫املذكور أعاله )‪.‬‬
‫و عليه فإن ملف تسجيل الدواء الجنيس يستوجب توافر الوثائق التالية ‪:‬‬
‫‪ -a‬إستمارة ‪ A‬وهي إستمارة موجودة على مستوى وزارة الصحة و إلاسكان‬
‫يتم إستخراجها و ملؤها‪ ،‬و هي إستمارة تم تنظيمها بموجب القرار رقم ‪20‬‬
‫املؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 0222‬املتضمن الطرق إلادارية لتسجيل ألادوية املستعملة في‬
‫الطب البشري وهذه إلاستمارة تشتمل على طلب معلومات شخصية حول‬
‫طالب تسجيل الدواء الجنيس و معلومات حول املؤسسة املنتجة لهذا الدواء‬
‫الجنيس‪ ،‬ومعلومات حول الدواء الجنيس في حد ذاته وهي معلومات تتعلق‬
‫باإلسم و التخصص و الشكل و الوزن‪ ،‬طريقة و دواعي إلاستعمال باإلضافة إلى‬
‫معلومات أخرى تخص الدواء الجنيس‪ ،‬أين يقوم طالب تسجيل الدواء الجنيس‬
‫بعد ملئ إلاستمارة بالتوقيع و وضع التاريخ‪ ،‬مع وجوب إحترام مالحظة واردة في‬
‫آخر الاستمارة وهي املصادقة على هذه إلاستمارة من قبل مصالح القنصلية‬
‫للدبلوماسية الجزائرية في البلد املصدر للدواء الجنيس‪ ،‬إال أن هذه املصادقة‬
‫تكون فقط بالنسبة للدواء الجنيس املستورد فقط ‪.‬‬
‫كما ألزم القرار أن تلحق هذه إلاستمارة بثالث ملحقات‪ ،‬يتضمن امللحق‬
‫ألاول التنظيم إلاداري للدواء الجنيس أين يشتمل على الشكل و مكوناته مع‬
‫إدراج ترخيص تسويقه في البلد املنتج و البلدان ألاخرى التي يسوق فيها إن كان‬
‫الدواء الجنيس مستورد باإلضافة إلى أخذ ‪ 01‬عينات إلجراء تحاليل عليها كل‬
‫تحليل يخص نتيجة معينة‪ ،‬امللحق الثاني يشمل خصيصا شكل و تركيبة‬
‫الدواء الجنيس‪ ،‬امللحق الثالث يشتمل على إجراءات صناعة الدواء الجنيس و‬
‫إلاجراءات الرقابة املرفقة له‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪32‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫كما أضاف القرار رقم ‪ 20‬املؤرخ في ‪ 0222/15/18‬إستمارة ‪ B‬وهي نفسها‬


‫إلاستمارة ‪ A‬من حيث املعلومات إال أنها تتعلق باألدوية الجديدة املسجلة في‬
‫املدونة الوطنية للمنتوجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري (‪)17‬‬
‫باإلضافة إلى أنها تشتمل على ملحق رابع إضافة إلى امللحقات الثالث املبينة‬
‫أعاله يتضمن معلومات خاصة مضافة إلى املعلومات العامة حول الدواء‬
‫الجنيس‪.‬‬
‫‪ -b‬ترخيص إلنتاج و إستغالل الدواء الجنيس محرر من قبل الجهات‬
‫الصحية املختصة للبلد املنتج لهذا الدواء الجنيس‪.‬‬
‫‪ -c‬شهادة تثبت أن هذا الدواء الجنيس يباع أو جاري بيعه في البلد املنتج‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -d‬الترخيص من البلد املنتج لهذا الدواء الجنيس يسمح بإستراده‪.‬‬
‫‪ -e‬وصل دفع مستحقات التسجيل‪ ،‬وهي مجموعة من الرسوم يتم دفعها‬
‫كحقوق التسجيل و لقد نص عليها املرسوم التنفيذي رقم ‪ )15( 020-15‬املؤرخ‬
‫في ‪ 7‬ماي ‪ 2115‬املتضمن كيفيات تسديد و تخصيص الرسم على تسجيل‬
‫املنتجات الصيدالنية و مراقبتها‪.‬‬
‫و لقد حددت املادة ‪ 2‬من هذا املرسوم أسعار الرسم و التي هي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة كمية املنتوجات الصيدالنية ‪2111‬دج‬
‫‪ -‬مراقبة و خبرة املنتوجات الخاضعة للتسجيل ‪01111‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل و مراقبة املواد ألاولية للمنتوجات الخاضعة للتسجيل ‪2111‬دج‪.‬‬
‫و أكد هذا املرسوم التنفيذي أن هذه الرسوم تذهب ‪ %21‬منها لفائدة‬
‫ميزانية الدولة و ‪ %21‬املتبقية تذهب لفائدة املخبر الوطني ملراقبة املنتجات‬
‫الصيدالنية‪ ،‬و يسدد الرسم لدى الخزينة املركزية بالجزائر على أساس سند‬
‫تحصيل واحد يسلمه آلامر بصرف ميزانية املخبر الوطني ملراقبة املنتجات‬
‫الصيدالنية و يلحق نموذج منه بهذا الرسوم‪)12( .‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪32‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫‪ -f‬شهادة تبين سعر الدواء الجنيس عند خروجه من املؤسسة املصنعة له‬
‫خالي من الضرائب تسلمه السلطات املختصة‪.‬‬
‫‪ -g‬وثيقة أو مذكرة تفسيرية لسعر الدواء الجنيس بالجملة خالي من‬
‫الضرائب في البلد املنتج له و هذا عند تاريخ تقديم ملفه للتسجيل‪.‬‬
‫‪ -h‬مقترح لسعر الدواء الجنيس في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -i‬وثيقة أو مذكرة إقتصادية عالجية تبرز مدى تحسين ما قدمه املنتوج‬
‫من خدمة طبية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يجب طرح شهادة عن املعهد الوطني الجزائري للملكية‬
‫الصناعية ‪ INAPI‬تتضمن تسمية الدواء الجنيس‪ ،‬ذلك أن التسمية التجارية‬
‫يجب أن تختار بطريقة يتم بموجبها تفادي الخلط مع املواد الصيدالنية ألاخرى‬
‫و تجنب أي خطأ يشمل الجودة أو تركيبات التخصص في املادة‪)21( .‬‬
‫ب‪ -‬الجهة املعنية بتسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫لقد أكدت املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬على الجهة التي‬
‫يقدم إليها طلب تسجيل الدواء الجنيس و التي نصت على ‪:‬‬
‫"يجب أن يوجه كل طلب تسجيل إلى الوزير املكلف بالصحة في مطبوع‬
‫معد لهذا الغرض مصحوبا بملف تلخيص ي‪ ،‬تذكر فيه املعطيات الفيزيائية‬
‫الكيماوية العقاقيرية كما تذكر فيه عند إلاقتضاء معطيات املنتوج‬
‫الجرثومية املجهرية و السمامية و الطبية العالجية و مرفوقا بمذكرة‬
‫إقتصادية عالجية تبرز على الخصوص مدى تحسين ما قدمه املنتوج من‬
‫خدمة طبية و بعشرعينات من النموذج املعروض للبيع‪.‬‬
‫‪ -‬يسلم وصل للطالب‪.‬‬
‫‪ -‬تحدد بنية املطبوع و تركيبة امللف التلخيص ي بقرار من الوزير املكلف‬
‫بالصحة"‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪42‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫إال أنه قبل تعديل قانون حماية الصحة و ترقيتها سنة ‪ 2118‬كانت اللجنة‬
‫الوطنية للمدونة تتولى تقييم النتائج و التقارير حول امللف املطروح املتعلق‬
‫بالدواء الجنيس و تنهي دراستها بإقتراح تعرضه على الوزير املكلف بالصحة وهو‬
‫ما أكدته املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،282-22‬و بعد تعديل قانون‬
‫حماية الصحة و ترقيتها بموجب قانون رقم ‪ 00-18‬إستحدث املشرع الجزائري‬
‫الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري أين كلفت بعدة‬
‫مهام أهمها تسجيل ألادوية و املصادقة على املواد الصيدالنية و املستلزمات‬
‫الطبية املستعملة في الطب البشري وهذا بناءا على املادة ‪.2-070‬‬
‫وهو نفس املحتوى الذي تضمنته املادة ‪ )21( 2‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 018-02‬الذي يحدد مهام الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في‬
‫الطب البشري و تنظيمها و سيرها و كذا القانون ألاساس ي ملستخدميها أين‬
‫أكدت تولي الوكالة تسجيل ألادوية بما فيها ألادوية الجنيسة‪.‬‬
‫ووفقا ألحكام املادة ‪ 2-070‬قانون حماية الصحة وترقيتها فإنه تنشأ لدى‬
‫الوكالة لجان منها "لجنة تسجيل الدواء" (‪ )22‬و التي تعهد إليها هذه املهمة‪ ،‬و‬
‫بالرجوع إلى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 012-02‬املتضمن مهام اللجان املتخصصة‬
‫املنشأة لدى الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري و‬
‫تشكيلها و تنظيمها و سيرها نجد أن لجنة تسجيل الدواء لها مهمة واحدة نص‬
‫عليها املرسوم املبين أعاله بموجب أحكام املادة ‪ 0‬منه التي نصت على ‪:‬‬
‫"تكلف لجنة تسجيل ألادوية بإدالء برأيها على الخصوص فيما ياتي ‪:‬‬
‫‪ -‬ملفات طلبات التسجيل و طلبات التراخيص املؤقتة الستعمال‬
‫ألادوية‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل مقررات التسجيل و تجديدها‪.‬‬
‫‪ -‬سحب مقررات التسجيل أو التنازل عنها أو توقيفها املؤقت"‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪42‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫كما توجد على مستوى وزارة الصحة مديرية الصيدلة و التي تكلف‬
‫بالعديد من املهام أهمها تحديد الحاجات إلى املنتوجات الصيدالنية‪ ،‬تقويم‬
‫سوق الدواء و متابعته‪ ،‬تقويم إستهالك ألادوية‪ ،‬املساهمة في ترقية‬
‫إلاستثمارات في املنتوجات الصيدالنية‪ ،‬السهر على تسجيل املنتوجات‬
‫الصيدالنية و مراقبتها و سالمتها‪ ،‬وهذه املديرية بدورها تتكون من أربع مديريات‬
‫فرعية و التي تهمنا هي املديرية الفرعية للتسجيل و التي أكدت عليها أحكام‬
‫املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ )23( 228-12‬املتضمن تنظيم إلادارة‬
‫املركزية في وزارة الصحة و السكان و إصالح املستشفيات التي نصت على ‪:‬‬
‫"املديرية الفرعية للتسجيل‪ ،‬و تكلف بما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد مدونة املنتوجات الصيدالنية و تحيينها الدوري‪.‬‬
‫‪ -‬إلاشراف على التجارب العيادية لألدوية و التصديق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل املنتوجات الصيدالنية "‪.‬‬
‫ج‪ -‬حاالت إلاستغناء على التسجيل ‪:‬‬
‫هي حالة خاصة أكدت عليها املادة ‪072‬مكرر‪ 0‬قانون حماية الصحة و‬
‫ترقيتها التي نصت على ‪:‬‬
‫"يمكن الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‬
‫أن تمنح و ملدة محددة ترخيصا مؤقتا إلستعمال ألادوية غير املسجلة في‬
‫الجزائر عندما توصف في إطار التكفل بأمراض خطيرة و ‪ /‬أو نادرة ال يوجد‬
‫عالج مناسب لها في الجزائرو تكون لها منفعة عالجية جد مفترضة‪.‬‬
‫تحدد كيفيات منح الترخيص مؤقت لألدوية املذكورة في الفقرة أعاله و‬
‫شروطه عن طريق التنظيم"‪.‬‬
‫و عليه فإن عملية تسجيل الدواء قد تستثنى في حاالت معينة أين عملية‬
‫تسجيل الدواء ال تكون إلزامية لتقديمه للمرض ى وهي حالة نص عليها املشرع في‬
‫حالة ألامراض الخطيرة أو النادرة و ال يوجد عالج مناسب لها في الجزائر‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪40‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫فالدواء الجنيس الذي يكون غير مسجل لكن نظرا للخطورة أو ملرض منتشر في‬
‫الجزائر تسلم الوكالة ترخيصا يسمح بتصريفه و إعطائه للمرض ى الذين‬
‫إشتملتهم تلك الخطورة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثارتسجيل الدواء الجنيس‬
‫إن أهم النتائج التي تنتهي عندها مراحل تسجيل الدواء هي إما قبول ملف‬
‫طلب التسجيل أو رفضه‪ ،‬و هاتان النتيجتان آثارهما هي أنه يتم قبول تسجيل‬
‫الدواء فهنا يدرج ضمن املدونة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب‬
‫البشري و بالتالي يسمح أن يصرف في الصيدليات و تقديمه في املستشفيات‪ ،‬و‬
‫إما يتم رفض طلب التسجيل و هنا يتم إبالغ طالب التسجيل بهذا الرفض و‬
‫أسبابه‪ .‬و املدونة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري هي‬
‫القاموس و املصدر لجميع ألادوية التي يسمح بإستعمالها نظرا للجودة التي تم‬
‫إلاقرار بتوافرها في مختلف ألادوية املقيدة بها‪ ،‬إال أن عملية تسجيل أي دواء ال‬
‫تكون إال ملدة زمنية محددة يمكن تجديدها كما يمكن سحب قرار التسجيل‬
‫ألسباب معينة‪ ،‬وكل هذه النقاط يمكن أن نحللها كما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬نتائج دراسة طلب تسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫لقد أكدت املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬على ان الوزير‬
‫املكلف بالصحة يتخذ مقرر تسجيل الدواء الجنيس إذا توافرت الشروط‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 7‬من نفس املرسوم و يصدر املقرر من الوزير في مهلة‬
‫‪ 021‬يوم من تاريخ إيداع امللف و يمكن تمديدها إلى ‪ 21‬يوم في حاالت إستثنائية‬
‫(‪ ،)24‬لكن في حالة عدم توافر شروط الواجب توافرها يرفض طلب التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬رفض تسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫قد تكون النتائج التي جاءت بها الخبرة سلبية في ما يخص سالمة الدواء‬
‫الجنيس فهنا في هذه الحالة يرفض تسجيل هذا الدواء و يمنع تسويقه و‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪43‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫تصريفه للمرض ى‪ ،‬و لقد أكدت املادة ‪ 20‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪-22‬‬
‫‪282‬على الحاالت التي يرفض فيها التسجيل نتيجة للخبرة نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أن الدواء الجنيس ضار في ظروف إستعماله العادية‪.‬‬
‫‪ -‬أن ألاثر العالجي املرجو غائب‪.‬‬
‫‪ -‬أن الدواء الجنيس ال يشتمل على التركيب النوعي و الكمي املصرح به‪.‬‬
‫‪ -‬أن أساليب إنتاج الدواء الجنيس أو مراقبته ال تسمح بضمان‬
‫الجودة(‪.)26‬‬
‫‪ -‬قبول تسجيل الدواء الجنيس ‪:‬‬
‫إذا توافرت الشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 282-22‬فإنه يصدر مقرر بتسجيل الدواء الجنيس أين يدرج هذا ألاخير في‬
‫املدونة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪ ،‬و يستوجب‬
‫ان يتوافر في املقرر مجموعة من البيانات نصت عليها املادة ‪ 5‬من نفس‬
‫املرسوم‪.‬‬
‫كما أكد املشرع الجزائري أن مدة قيد هذا الدواء الجنيس في املدونة‬
‫الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري ملدة خمس سنوات‬
‫قابلة للتجديد كل خمس سنوات‪)25( .‬‬
‫ب‪ -‬تسجيل الدواء الجنيس في املدونة الوطنية للمنتوجات الصيدالنية‪.‬‬
‫بعد أن يتم قبول تسجيل الدواء الجنيس يسلم مقرر التسجيل إلى طالبه و‬
‫يسجل الدواء الجنيس في املدونة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في‬
‫الطب البشري‪ ،‬و هذه ألاخيرة نصت عليها املادة ‪ 072‬مكرر من قانون حماية‬
‫الصحة و ترقيتها ‪" :‬املدونات الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب‬
‫البشري هي مصنفات املواد املسجلة أو املصادق عليها"‪.‬‬
‫كما أكدت املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬أنه تضبط املدونة‬
‫الوطنية للمنتوجات الصيدالنية بإستمرار عن طريق تسجيل منتوجات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪44‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫جديدة‪ ،‬عدم تجديد التسجيل سحب منتوجات منها و هذه العمليات تتم وفقا‬
‫لألحكام التشريعية و التنظيمية املعمول بها كما أوجبت نفس املادة ان جميع‬
‫املنتوجات املنصوص عليها في الدونة بما فيها الدواء الجنيس أن تنص على‬
‫التسمية املشتركة دوليا التسمية الخاصة باملنتوج‪ ،‬شكله الصيدالني و معايرة‬
‫عناصره الفاعلة‪ ،‬قيود إستعماله عند الضرورة‪.‬‬
‫بعد تسجيل الدواء الجنيس يمنح له مقرر التسجيل رقم ألزمت املادة ‪2‬‬
‫من القرار رقم ‪ 20‬الصادر بتاريخ ‪ 0222/15/18‬املتعلق بالتسجيل إلاداري‬
‫لألدوية ذات إلاستعمال في الطب البشري الصادر عن وزارة الصحة و املادة ‪2‬‬
‫من القرار رقم ‪ 005‬املؤرخ في ‪ 0225/02/12‬املتعلق بشروط تسجيل الدواء‬
‫الجنيس الصادر عن وزارة الصحة‪ ،‬بأن يوضع هذا الرقم بطريقة ظاهرة للعيان‬
‫على غالف العلبة و الغالف الذي يحيط كل وحدة من وحدات التي تشتمل على‬
‫الدواء الجنيس‪.‬‬
‫ج‪ -‬منح قرارتسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫إن عملية تسجيل الدواء الجنيس مهمة للغاية و القرار الصادر حولها يأتي‬
‫خصوصا لتأكيد على إحترام طالب تسجيل الدواء الجنيس لجميع معايير‬
‫القانونية الالزمة لذلك إال أنه و بالرغم من صدور القرار املتعلق بالتسجيل إال‬
‫أن صاحبه ال يتحصل عليه بسهولة بل يجب عليه تقديم ضمانات إضافية‬
‫تسمح له بتأكيد منتوجه و صالحيته لتسويقه أو إستراده و إنتاجه وهذه‬
‫الضمانات التي تسبق منح قرار التسجيل أكد عليها املشرع في املادة ‪ 7‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬املتعلق بتسجيل املنتوجات الصيدالنية‬
‫املستعملة في الطب البشري‪.‬‬
‫د‪ -‬سحب و تجديد مقررالتسجيل ‪:‬‬
‫إن إصدار مقرر تسجيل الدواء ليس دائم بل هو مؤقت وهذا راجع‬
‫لخطورة املادة املسجلة نظرا ألنها تمس بالصحة العامة‪ ،‬و عليه فهذا املقرر قد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪43‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫يبقى و يجدد ما دام الدواء الجنيس محافظ على تركيبته و فعاليته و قد‬
‫يسحب مقرر التسجيل لظروف خطيرة تمس بالصحة العامة و ذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تمديد مقررتسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫وفقا ألحكام املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي فإن تسليم قرار تسجيل الدواء‬
‫الجنيس يكون في مدة أقصاها خمس سنوات‪ ،‬إال أن هذه املادة يمكن تمديدها‬
‫عدة مرات كل خمس سنوات‪ .‬و حتى تمدد هذه املدة يجب تقديم طلب تمديد‬
‫مقرر التسجيل قبل تسعين يوما من إنقضاء مدة صالحية املقرر املذكور‪ ،‬كما‬
‫أنه ال يكون هناك تمديد إال إذا إثبت طالب التمديد أن الدواء الجنيس لم يطرأ‬
‫عليه أي تغيير في عناصره و تركيباته يقدم رفقة طلب التمديد‪)27( .‬‬
‫‪ -‬سحب مقررتسجيل الدواء الجنيس‪:‬‬
‫إن سحب مقرر تسجيل الدواء الجنيس هو من العمليات التي تضبط بها‬
‫املدونة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري كون هذه‬
‫ألاخيرة تنقح دوريا إما بإضافة مادة جديدة أو سحبها من املدونة‪ .‬ولقد حددت‬
‫املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬أن طلب سحب مقرر تسجيل‬
‫الدواء الجنيس يوجه إلى الوزير املكلف بالصحة‪ ،‬كما حددت الفقرة الثانية‬
‫الجهات التي تتقدم بطلب السحب على الخصوص وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬الهيئات الوطنية و الدولية للسهر و اليقظة في مجال إستعمال العقاقير‬
‫الطبية‪.‬‬
‫‪ -‬الهيئات الوطنية للصحة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات إستراد ألادوية و ‪ /‬أو توزيعها‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات صنع املنتوجات الصيدالنية املحلية أو ألاجنبية‪ ،‬السيما‬
‫املؤسسات صناعة املنتوج موضوع طلب السحب‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعيات ذات الطابع العلمي و جمعيات املستهلكين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪43‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫و دراسة و فحص طلب سحب مقرر الدواء الجنيس يرجع إلى اللجنة‬
‫الوطنية للمدونة التي يمكنها أن تستند إلى خبراء إلجراء خبرات حول الدواء‬
‫الجنيس لتأكيد الدفوع التي إشتملها طلب السحب‪ ،‬كما إن لجنة تسجيل‬
‫ألادوية تبدي رأيها في سحب مقرر التسجيل وفقا ألحكام املادة ‪ 0‬من املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪.012-02‬‬
‫ومن بين أسباب طلب السحب ما جاءت به املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 282-22‬و التي هي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن الدواء الجنيس ضار في ظروف إستعاله العادية‪.‬‬
‫‪ -‬أن الدواء الجنيس لم يعد يحتوي على التركيبة النوعية و الكمية املبينة‬
‫في مقرر التسجيل و هذا دون املساس بتطبيق ألاحكام الجنائية املتعلقة بقمع‬
‫الغش‪.‬‬
‫‪ -‬أن ظروف الصنع و الرقابة ال تسمح بضمان جودة الدواء الجنيس‪.‬‬
‫و في حالة ما إذا ثبت أن الدواء الجنيس غير صالح لتقديمه ألسباب هي‬
‫نفسها املقدمة في طلب السحب أو اسباب أخرى‪ ،‬تعد اللجنة مقترحا تبين فيه‬
‫أسباب سحب تسجيل الدواء الجنيس و تقدمه إلى الوزير املكلف بالصحة‬
‫إلتخاذ القرار املناسب‪ ،‬و القرار املتخذ يكون إما بالسحب الشامل لجميع‬
‫مقررات التسجيل التي قد تكون إستفادتها املستحضرات املطابقة لتسمية‬
‫مشتركة دولية أو عليمة واحدة‪ ،‬و قد يكون قرار السحب املتخذ جزئيا ال يشمل‬
‫إال املستحضرات تناسب تسمية مشتركة دولية أو علمية واحدة أو إشكاال أو‬
‫معايرات خاصة‪.‬‬
‫خاتم ـ ـ ـ ـ ـة ‪:‬‬
‫لقد اكد املشرع الجزائري بموجب القوانين و الاجراءات التي وضعها على‬
‫اهمية تسجيل الدواء الجنيس حتى يمكن حماية املرض ى بصفة مستمرة‪ ،‬و‬
‫مراقبة توزيع الادوية على املستوى الوطني في مختلف الصيدليات و‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪42‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬

‫املستشفيات بطريقة تضمن ان الادوية الجنيسة املتداولة مضمونة و تتوافر‬


‫على جميع موصفات الدواء املستعمل للعالج‪ ،‬و اجراءات تسجيل الدواء‬
‫الجنيس املطبقة في الجزائر هي نفسها معتمد عليها في مختلف التشريعات‬
‫الاخرى اين سهر املشرع الجزائري على التاكد من الفعالية العالجية و التركيبة‬
‫الاساسية له حتى يمكن قيده ضمن املوسوعة الدوائية لالدوية على املستوى‬
‫الوطني‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪-0‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬مؤرخ في ‪ 2‬محرم عام ‪ 0200‬املوافق ‪ 5‬يوليو سنة ‪ ،0222‬يتعلق بتسجيل‬
‫املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪(.‬ج ر ع ‪ 20‬املؤرخة في ‪ 02‬يوليو ‪)0222‬‬
‫‪ -2‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬مؤرخ في ‪ 2‬محرم ‪ 0200‬املوافق ل‪ 5‬يوليو‪ 0222‬يتعلق برخص استغالل مؤسسة‬
‫النتاج املنتجات الصيدالنية و ‪ /‬او توزيعها‪(،‬ج ر ع ‪ 20‬املؤرخة ‪ 02‬يوليو‪.)0222‬‬
‫‪ -0‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 52-22‬املؤرخ في ‪ 8‬شعبان ‪ 0202‬املوافق ‪ 02‬فبراير‪ 0222‬املتعلق بمراقبة مطابقة املواد‬
‫املنتجة محليا او املستوردة‪( ،‬ج ر ع ‪ 00‬املؤرخة في ‪.)0222/12/ 02‬‬
‫‪4-, bulletin officiel du ministére de la santé , de la population et de la réforme hospitaliére , n20 , 1‬‬
‫‪semestre 2005 , p 11.‬‬
‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 021-20‬املؤرخ في ‪ 22‬ذي الحجة ‪ 0200‬املوافق ‪ 02‬يونيو ‪ 0220‬يتضمن انشاء مخبر وطني‬
‫ملراقبة املنتوجات الصيدالنية و تنظيمه و عمله‪ ( ،‬ج ر ع ‪ 20‬املؤرخة في ‪ 21‬يونيو ‪.)0220‬‬
‫‪.6- LNCPP : le laboratoire national de contrôle des produit pharmaceutique‬‬
‫‪ -7‬انظر املواد ‪ 15 -12- 12 – 10‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 021-20‬املبين اعاله‪.‬‬
‫‪ -8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 018-02‬املؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 0207‬املوافق ‪ 5‬ديسمبر ‪ 2102‬يحدد مهام الوكالة الوطنية‬
‫للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري و تنظيمها و سيرها و كذا القانون الاساس ي ملستخدميها‪(.‬ج ر ع ‪57‬‬
‫املؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪.)2102‬‬
‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 012-02‬املؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 0207‬املوافق‪ 5‬ديسمبر‪ 2102‬يتضمن مهام اللجان‬
‫املتخصصة املنشاة لدى الوكالة الوطنية للمواد الصيدالنية املستعملة في الطب البشري (ج ر ع ‪ 57‬املؤرخة في ‪21‬‬
‫ديسمبر‪.)2102‬‬
‫‪10-, hannouz mourad , khadir mohammed , op. cit , p 74.‬‬
‫‪ -00‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-25‬املؤرخ في ‪ 5‬جمادى الثانية ‪ 0207‬املوافق‪ 02‬اكتوبر‪ 0225‬املتضمن انشاء‬
‫شبكة مخابر التجارب و التحاليل النوعية و تنظيمها و سيرها‪( ،‬ج ر ع ‪ 52‬املؤرخة في ‪21‬اكتوبر ‪.)0225‬‬
‫‪12-, bullrtin officiel de la santé , 1 semestre 2005 , p12.‬‬
‫‪ -00‬املادة ‪ 22- 20‬املرسوم ‪ 282-22‬املتعلق بتسجيل املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪.‬‬
‫‪ -02‬انظر املادة ‪ 20‬من املرسوم ‪ 282-22‬املتعلق بتسجيل املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪.‬‬
‫‪15- hannouz mourad , khadir mohammed , op.cit , p31.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪42‬‬
‫تسجيل الدواء اجلنيس يف التشريع اجلزائري‬
‫‪ -05‬مضمون املادة رقم ‪ 2‬من القرار رقم ‪ 005‬املؤرخ في ‪ 0225/02/2‬املتضمن شروط تسجيل الادوية الجنيسة‬
‫الصادر عن وزارة الصحة و الاسكان ‪:‬‬
‫"‪le dossie de demande d’enregistrement des médicaments générique comprend les piéces suivantes :‬‬
‫‪-formulaire A de demende d’autorisation d’enregistrement tel que défini par l’arrété n41 du 8/6/1995‬‬
‫‪susvisé.‬‬
‫‪-autorisation de production ou d’exploitation délivrée à l’établissement par les autorités compétentes‬‬
‫‪du pays d’origine.‬‬
‫‪-le certificat de libre vente ou de vente courante dans le pays d’origine.‬‬
‫‪-autorisation d’exportation délivrée par les autorités sanitaires du pays d’origine.‬‬
‫‪-la quittance de paiement des droit d’enregistrement.‬‬
‫‪-le prix départ usine hors taxes agrée par les autorités compétentes.‬‬
‫‪-une piéce justificative du prix de gros hors taxes agrée par les autorités compétentes dans le pays‬‬
‫‪d’origine au moment du dépôt du dossier.‬‬
‫‪-la proposition du prix public (P.P.A).‬‬
‫‪-une note d’intérét économique et therapeutique faisant ressortir l’amélioration du service médical‬‬
‫‪"rendu.‬‬
‫‪ -07‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 282-22‬التي تضمن احكام املدونة الوطنية للمنتجات الصيدالنية‬
‫املستعملة في الطب البشري‪.‬‬
‫‪ -08‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-15‬املؤرخ في ‪ 2‬ربيع الثاني ‪ 0227‬املوافق ‪ 7‬ماي ‪ 2115‬يحدد كيفيات تسديد و‬
‫تخصيص الرسم على تسجيل املنتوجات الصيدالنية و مراقبتها (ج ر ع ‪ 01‬املؤرخة في ‪.)2115/12 / 01‬‬
‫‪ -02‬املادة ‪ 12‬و املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.020-15‬‬
‫‪20-, mira faiza , enregistrement d’un médicament générique fabriqué en algérie (aspects technique-‬‬
‫‪réglementaires du contrôle de qualité) , these de master en pharmacie industrielle ,faculté de‬‬
‫‪technologie , université abou bekr belkaid de tlemcen , 2014 , p 17.‬‬
‫‪-20‬نص املادة ‪ 2‬من املرسوم رقم ‪":018-02‬في اطار السياسة الوطنية للمواد الصيدالنية تكلف الوكالة طبقا‬
‫الحكام املادتين ‪ 3-173‬و ‪ 4-173‬من القانون رقم ‪ 16-56‬املؤرخ في ‪ 25‬جمادى الاولى ‪ 1416‬املو افق‪15‬‬
‫فبراير‪ 1256‬و املذكوراعاله على الخصوص بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل الادوية و املصادقة على املواد الصيدالنية و املستلزمات الطبية املستعملة في الطب البشري"‪.‬‬
‫‪ -22‬تتكون هذه اللجنة من مجموعة من الخبراء كل خبير له اختصاص معين في مجال معين وهو ما تنص عليه‬
‫املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.012-02‬‬
‫‪ -20‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 228-12‬يتضمن تنظيم الادارة املركزية في وزارة الصحة و السكان و اصالح‬
‫املستشفيات‪.‬‬
‫‪ -22‬املادة ‪ 22‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪282.-22‬‬
‫‪ -22‬املادة ‪ 20‬من املرسوم ‪ 282-22‬املتعلق بتسجيل املنتجات الصيدالنية املستعملة في الطب البشري‪.‬‬
‫‪ -25‬املادة ‪ 8‬من املرسوم رقم ‪282.-22‬‬
‫‪ -27‬املادة ‪ 07‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.282-22‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪42‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫نظام اإلدارة اإللكرتونية وأثره على حتسني أداء اخلدمة‬


‫العمومية يف اجلزائر‬

‫لعالونة سليمان‬
‫السنة‪ :‬الرابعة دكتوراه ‪LMD‬‬
‫جامعة الجزائر‪ - 1‬كلية الحقوق ‪ -‬إدارة ومالية‬

‫تعتبر ثورة املعلومات وتكنولوجياتها أحد أهم التحديات التي تواجهها‬


‫املؤسسات في الوقت الحاضر‪ ،‬حيث برزت إلى مناقشات الفكر الاقتصادي‬
‫وإلاداري عدة مفاهيم من أهمها إلادارة الالكترونية‪ ،‬والتي تعتبر تحديا على‬
‫املؤسسة مواكبته وفرصة تمكن املؤسسة من زيادة كفاءة العمل إلاداري من‬
‫خالل الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لإلعالم والاتصال‪.‬‬
‫والتي تعتبر نمط جديد يرتكز أساسا على البعد التكنولوجي واملعلوماتي‬
‫إلعادة صياغة الخدمات العمومية وجعلها قائمة على الخدمات املتميزة‬
‫لألنترنيت وشبكات ألاعمال والذي فرض بالضرورة التحول نحو إدارة عصرية‬
‫تتميز خدماتها بالسرعة وإلاتقان والتفاعل آلاني واختراق الحدود في لحظات‬
‫قصيرة من الزمن‪.‬‬
‫لقد كانت إلادارة إلالكترونية منطلقا لعهد جديد من التطور على مفهوم‬
‫الخدمة العمومية من خالل إرساء طابع جديد على العمل إلاداري ومؤسسا‬
‫بذلك لنجاح فرضية نهاية إلادارة العامة التقليدية بكل سلبياتها‪ ،‬وذلك بما‬
‫توفره إلادارة إلالكترونية من نسب هائلة للنجاح والوضوح والدقة والسرعة في‬
‫تقديم الخدمات وانجاز املعامالت وبالتالي فهي تمثل حقيقة ثورة نوعية ملفهوم‬
‫جديد في مجال تحسين الخدمة العمومية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫وانطالقا من ألاهمية البالغة التي أولتها دول العالم لإلدارة إلالكترونية من‬
‫خالل التشجيع على نظم الخدمات إلالكترونية والتي تعتبر الخدمة العمومية‬
‫إحدى أهم هذه الخدمات فقد حاولنا التطرق في هذه الدراسة لواقع إلادارة‬
‫إلالكترونية في الجزائر ودورها في تحسين أداء الخدمة العمومية وذلك من خالل‬
‫البحث في مكانة إلادارة إلالكترونية في الجزائر وتأثيرها على الخدمة العمومية‬
‫من حيث تسهيل تلبية حاجات املرتفقين بالقطاع العام وهو ما جعلنا نطرح‬
‫إلاشكالية التالية‪:‬‬
‫إلى أي مدى ساهمت إلادارة إلالكترونية في تقريب إلادارة من املواطن؟‬
‫ولإلجابة على إلاشكالية السابقة فقد قسمنا الدراسة إلى الخطة التالية‪:‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم إلادارة إلالكترونية‬
‫املطلب ألاول‪ :‬نشأة إلادارة إلالكترونية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تعريف إلادارة إلالكترونية‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهداف وخصائص إلادارة إلالكترونية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تطبيق ألاداة إلالكترونية على الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬متطلبات تطبيق إلادارة إلالكترونية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التحول نحو عصرنة إلادارة العامة في الجزائر‬
‫املطلب الثالث‪ :‬نماذج عن الخدمات العامة إلالكترونية في الجزائر‪.‬‬

‫املبحث ألاول‬
‫مفهوم إلادارة إلالكترونية‬
‫مثلت إلادارة إلالكترونية تطورا هاما في إلادارة العامة مما نتج عنه تحوال‬
‫جوهريا في طرق أداء الخدمات للمواطنين في مرحلة اتسمت بتشكيل معالم‬
‫ومنطلقات مغايرة توحي بنهاية كل الصعوبات والتعقيدات التي طاملا عانت منها‬
‫الخدمة العمومية واملواطن على حد سواء لذلك سنتطرق في هذا املبحث إلى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪02‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫مفهوم إلادارة إلالكترونية من خالل عرض نشأتها وتعريفها ثم نتطرق بعد ذلك‬
‫إلى أهدافها وخصائصها‬
‫املطلب ألاول‬
‫نشأة إلادارة إلالكترونية‬
‫أدى التطور السريع لتقنية املعلومات وإلاتصاالت إلى بروز نموذج ونمط‬
‫جديد من إلادارة في ظل التنافس املتزايد أمام إلادارات كي تحسن من مستوى‬
‫أعمالها‪ ،‬وجودة خدماتها وهو ما إصطلح على تسميته باإلدارة الرقمية أو إدارة‬
‫الحكومة إلالكترونية أو إلادارة إلالكترونية‪ ،‬لذلك فإن ظهور إلادارة إلالكترونية‬
‫جاء بعد التطور النوعي السريع للتجارة إلالكترونية وألاعمال إلالكترونية‬
‫وانتشار شبكة ألانترنيت(‪)1‬‬
‫في حين ترى بعض الدراسات أن الاهتمام باإلدارة إلالكترونية ظهر مع‬
‫بداية إهتمام الحكومات وتوجهها نحو تحقيق شفافية التعامل وتعميق‬
‫إستخدام التكنولوجيا الرقمية لخدمة أهداف التنمية إلاقتصادية‬
‫وإلاجتماعية والسياسية (‪)2‬‬
‫وبالتالي فاإلدارة إلالكترونية هي أحد مفاهيم الثورة الرقمية التي تقودنا إلى‬
‫عصر املعرفة كما أن الطبيعة التحويلية القوية لهذه التكنولوجيا أصبح لها‬
‫تأثير عميق على الطريقة التي يتعامل بها الناس‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن القول أن نشأة إلادارة إلالكترونية كمفهوم حديث هي‬
‫نتاج تطور نوعي أفرزته تقنيات إلاتصال الحديثة في ظل ثورة املعلومات وازدياد‬
‫الحاجة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في إدارة عالقات املواطن واملؤسسات‬
‫وربط إلادارات العامة والوزارات عبر آليات التكنولوجيا وبالتالي التحول الجذري‬
‫في مفاهيم إلادارة التقليدية وتطويرها‪.‬‬
‫إن نشأة إلادارة العامة العامة إلالكترونية تعود إلى التحول للعمل بأشكال‬
‫وأساليب مختلفة إذ كانت تقتصر على إستخدام بعض برامج الحاسوب التي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪00‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫تستخدم لغراض إلاحصاء ويستخدم بعضها آلاخر للمساعدة في إضهار بعض‬


‫النتائج املختلفة في موازنات الدول وكذا طريقة توزيع بنودها‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫يمكن القول أن إستخدام تقنية إلادارة إلالكترونية تم في ألانشطة الحكومية‬
‫بصفة رئيسية كونها ألاقدر من حيث إلامكانيات املادية والبشرية على التحصل‬
‫عليها‪.‬‬
‫واملتتبع لتطور إستخدام إلادارة إلالكترونية يجد أن تطبيقها بدأ بصورة‬
‫مصغرة وبأساليب بسيطة ولم تصل إلى الصورة الرسمية إال مؤخرا حيث‬
‫ظهرت في أواخر عام ‪ 1991‬بوالية فلوريدا ألامريكية وبالضبط في هيئة البريد‬
‫املركزي‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن إلادارة إلالكترونية هي نتيجة حتمية للتطور‬
‫الحاصل في املجاالت التقنية واملعلوماتية بالساس وهو ما جعل إلادارات‬
‫العمومية سواء على املستوى املحلي أو املركزي تعتمد على وسائل تقنية متطورة‬
‫تساعدهم في إنجاز ألاعمال إلادارية واملهام املوكلة لهم وتنفيذها دون تلك‬
‫التعقيدات التي كانت تواجههم في ظل إلادارة التقليدية وإلاعتماد على الورق‬
‫الذي طاملا كان عائقا أمام تقديم أحسن الخدمات في أفضل الظروف‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫تعريف إلادارة إلالكترونية‬
‫تعرف إلادارة إلالكترونية بأنها "إستخدام وسائل إلاتصال التكنولوجية‬
‫املتنوعة واملعلومات في تسيير سبل أداء إلادارة الحكومية لخدماتها العامة‬
‫إلالكترونية ذات القيمة‪ ،‬والتواصل مع طالبي إلانتفاع مع خدمات املرفق العام‬
‫بمزيد من الديمقراطية‪ ،‬من خالل تمكينهم من إستخدام وسائل إلاتصال‬
‫إلالكترونية عبر بوابة واحدة" (‪)3‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪03‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫كما عرفها ألاستاذ دمحم سمير أحمد بأنها "العملية إلادارية القائمة على‬
‫إلامكانيات املتميزة لألنترنيت وشبكات ألاعمال في تخطيط وتنظيم وتوجيه‬
‫والرقابة على املوارد والقدرات الجوهرية لإلدارة وآلاخرين بدون حدود من أجل‬
‫تحقيق أهداف إلادارة"(‪)4‬‬
‫فقد عرفت إلادارة إلالكتروتنية بأنها "إستخدام الوسائل والتقنيات‬
‫إلالكترونية بكل ما تقتضيه املمارسة أو التنظيم أو إلاجراءات أو التجارة أو‬
‫إلاعالن "(‪)1‬‬
‫فاإلدارة إلالكترونية تعبر عن "القيام بمجموعة من الجهود التي تعتمد على‬
‫تكنولوجيا املعلومات لتقديم املنتجات والخدمات للزبائن من خالل الحاسب‬
‫آلالي والسعي لتخفيف حدة املشكالت الناجمة عن تعامل طالبي الخدمات مع‬
‫ألافراد بما يساهم في تحقيق الكفاءة والفعالية في ألاداء إلاداري"(‪)6‬‬
‫وفي تعريف آخر قدم ألاستاذ نجم عبود نجم تعريفا لإلدارة إلالكترونية‬
‫وذكر بأنها تلك"" العملية إلادارية القائمة على إلامكانيات املتميزة لألنترنيت‬
‫وشبكات ألاعمال في التخطيط والتوجيه والرقابة على املوارد والقدرات‬
‫الجوهرية للمؤسسة وآلاخرين بدون حدود من أجل تحقيق أهداف‬
‫املؤسسة"(‪)7‬‬
‫أما البنك الدولي فقد قدم تعريفا لإلدارة إلالكترونية إنطالقا من شكل‬
‫العالقة التي أصبحت تحدد طبيعة التواصل بين الفواعل داخل الدولة‬
‫الوطنية حيث عرفها بأنها "مفهوم ينطوي على إستخدام تكنولوجيا املعلومات‬
‫وإلاتصال بتغيير الطريقة التي يتفاعل من خاللها املواطنين واملؤسسات‬
‫التجارية مع الحكومة للسماح بمشاركة املواطنين في عملية صنع القرار وربط‬
‫طرق أفضل في الوصول الى املعلومات وزيادة الشفافية وتعزيز املجتمع‬
‫املدني"(‪)8‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪04‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫املطلب الثالث‬
‫أهداف وخصائص إلادارة إلالكترونية‬
‫الفرع ألاول‪ :‬ألاهداف‪ :‬إن تطبيق إلادارة إلالكترونية في املجال إلاداري له‬
‫مجموعة من ألاهداف التي تسعى إلادارة إلى تحقيقها نجمل ذكرها في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬خلق تأثير إيجابي في املجتمع من خالل ترويج وتنمية معارف ومهارات‬
‫تكنولوجيا املعلومات في أفراد املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تسعى مشروعات الحكومات إلالكترونية إلى تحسين جودة الخدمات العامة‬
‫الحكومية املقدمة للمستفيدين‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين إستجابة إلحتياجات املستفيدين (من املواطنين وغيرهم ) من خالل‬
‫تجهيزهم باملعلومات الوافية (‪)9‬‬
‫‪ -‬محاولة إعادة هيكلة املؤسسات التقليدية الحالية لتحسين ألاداء إلاداري‬
‫التقليدي‪ ،‬املتمثل في كسب الوقت وتقليل التكلفة الالزمين إلنجاز ألاعمال وفق‬
‫تطور مفهوم إلادارة إلالكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في املوارد البشرية املتاحة والعمل على رفع كفاءاتها ومهاراتها‬
‫ً‬
‫تكنولوجيا لربط ألاهداف املوجودة لإلدارة إلالكترونية بألداء والتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬مناقشة التشريعات وألانظمة القانونية ومحاولة وضع معايير لضمان بيئة‬
‫إلكترونية متوافقة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق السرعة املطلوبة إلنجاز إجراءات العمل وبتكلفة مالية مناسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز مجتمع قادر على التعامل مع معطيات العصر التقني‪.‬‬
‫‪ -‬خلق الفاعلية في إلادارة وتحسين مستوى العمليات إلادارية باستعمال‬
‫التقنيات الحديثة(‪)11‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص إلادارة إلالكترونية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪00‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫إن أهم مايميز إلادارة إلالكترونية هو إستغناؤها على الكثير من املستلزمات التي‬
‫تكلف إلادارة التقليدية مبالغ مالية معتبرة خاصة من حيث ألاوراق واليد‬
‫العاملة من املوظفين والتي تعيق بكثرتها تقديم الخدمة إلادارية في أسرع وقت‬
‫وأحسن الظروف لذلك سنتطرق في هذا الفرع إلى أهم خصائص (‪ )11‬إلادارة‬
‫إلالكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة امللفات بدال من حفظها‪.‬‬
‫‪ -‬إلاعتماد على الوثائق إلالكترونية بدال من الورقية حيث سهولة التعديل عليها‬
‫والسرعة في إسترجاعها‪.‬‬
‫‪ -‬توفير إمكانية حضور املؤتمرات عن بعد دون الحاجة لإلنتقال إلى مقر‬
‫إلاجتماع‪.‬‬
‫‪ -‬توفر البريد إلالكتروني كبديل سريع وفعال عن الصادر والوارد‪.‬‬
‫‪ -‬توفر املتابعة إلالكترونية لسير ألاعمال وبالتالي توفر املزيد من الوقت والجهد‬
‫والتكلفة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫تطبيق إلادارة إلالكترونية على الخدمة العمومية في الجزائر‬
‫أدى التغير الحاصل على وظيفة إلادارة العامة ودفعها بالساس نحو‬
‫تطوير أساليب وطرق عملها من ذلك النموذج التقليدي املتميز بالبطء‬
‫والتعقيد إلى ألاخد بأسلوب إدارة القطاع الخاص وذلك ملا أملته الظروف‬
‫السياسية وإلاجتماعية وإلاقتصادية وتنامي متطلبات املجتمع للخدمة‬
‫العمومية مما جعل املرافق العامة تحاول إلارتقاء بنوعية الخدمة العمومية‬
‫وتوفيرها بأسلوب يمكن من الحصول عليها في الوقت والكمية املناسبين بما‬
‫يحقق هدف خدمة ورعاية الفرد واملواطن ‪،‬فقد توجهت الجزائر على غرار باقي‬
‫الدول نحو إلانخراط في عصر املعلومات ومواكبة التطورات الحاصلة لترقية‬
‫وظائف املؤسسات الحكومية ومنظمات الخدمة العامة من خالل محاولة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪05‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫العديد من القطاعات العمومية ألاخذ بنظم الخدمة العمومية إلالكترونية‬


‫بهدف إلارتقاء بمستوى الخدمات املقدمة للمواطنين لذلك سنتطرق في هذا‬
‫املبحث إلى تطبيق إلادارة إلالكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬
‫متطلبات تطبيق إلادارة إلالكترونية‬
‫تمثل إلادارة إلالكترونية تحوال شامال في املفاهييم وألاساليب وإلاجراءات‬
‫والهياكل والتشريعات التي تقوم عليها إلادارة التقليدية‪ ،‬وهي ليست نظام جاهز‬
‫أو خبرة مستوردة يمكن نقلها وتطبيقها فقط(‪ ،)12‬بل تعتبرعملية معقدة‬
‫ونظام متكامل من املكونات التقنية واملعلوماتية واملالية والتشريعية والبيئية‬
‫والبشرية وغيرها‪ ،‬وبالتالي ال بد من توفر متطلبات عديدة ومتكاملة لتطبيق‬
‫إلادارة إلالكترونية وهي ما سيتم التطرق إليها‬
‫الفرع ألاول‪ :‬املتطلبات إلادارية وألامنية‪:‬‬
‫يمكن تحديد املتطلبات إلادارية وألامنية الواجب مراعاتها عند تطبيق‬
‫إلادارة إلالكترونية في العناصر التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وضع إستراتيجيات وخطط التأسيس وخطط التأسيس والتي يمكن أن‬
‫تشمل إدارة أو هيئة على املستوى الوطني لها وظائف التخطيط واملتابعة‬
‫والتنفيذ ملشاريع إلادارة إلالكترونية وفي هذه املرحلة ال بد من توفير الدعم‬
‫والتأييد من طرف إلادارة العليا في الهرم إلاداري مع توفير مخصصات مالية‬
‫كافية إلجراء التحول املطلوب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توفر البنية التحتية لإلدارة إلالكترونية إذ ال بد من العمل على تطوير‬
‫مختلف شبكات إلاتصاالت بما يتوافق مع بيئة التحول التي تستدعي شبكة‬
‫واسعة ومستوعبة للكم الهائل من إلاتصاالت دون إهمال التجهيزات التقنية‬
‫ألاخرى من أجهزة ومعدات ومحاولة توفيره واتاحته لألفراد واملؤسسات ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪05‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫ثالثا‪ :‬تطوير التنظيم إلاداري والخدمات واملعامالت الحكومية وفق تحول‬


‫تدريجي وذلك بإعادة تنظيم الجوانب واملحددات الهيكلية ومختلف الوظائف‬
‫الحكومية بما يحعلها تنسجم و مبادئ إلادارة إلالكترونية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الكفاءات واملهارات املتخصصة وهو ضرورة وجود يد عاملة مؤهلة‬
‫تمتلك زادا معرفيا يحيط بمبادئ التقدم التقني ولها من الخبرة ما يمكنها من أن‬
‫تصبح موردا بشريا مؤهال الستخدام تقنيات املعلومات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬وضع التشريعات القانونية الالزمة لتطبيق إلادارة إلالكترونية وذلك إما‬
‫قبل التطبيق عن طريق تحديد إلاطار القانوني الذي يقر بالتحول إلالكتروني أو‬
‫أثناء التطبيق أي تكملة للنقائص والفراغ القانوني الالزم والذي يمكن أن يظهر‬
‫في أي مرحلة من مراحل التحول وقد يكون بعد التطبيق من خالل وضع قواعد‬
‫قانونية ضامنة لمن املعامالت إلالكترونية وتحديد العقوبات الخاصة‬
‫باملتورطين بجرائم إلادارة إلالكترونية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إلاصالح إلاداري‪ :‬يعتبر إلاصالح إلاداري من بين أهم املتطلبات التي‬
‫يجب أن تتوفر لتطبيق إلادارة إلالكترونية وذلك من خالل إلاصالح الذي يشمل‬
‫التخصص الوظيفي في تشغيل البرامج إلالكترونية وخبراء لتأمين املعلومات‬
‫وحماية البرامج والتعامالت والوثائق ‪،‬أي محاولة إحداث تغييرات جذرية‬
‫وجوهرية في املفاهيم إلاداريةوالفنية و الحاجة الى قيادات واعية ومنسجمة ولها‬
‫القدرة الادارية(‪)13‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬املتطلبات السياسية‪:‬‬
‫وذلك بوجود إرادرة سياسية حقيقية داعمة الستراتيجية التحول إلالكتروني‬
‫ومساندة مشاريع إلادارة إلالكترونية عن طريق تقديم العون املادي واملعنوي‬
‫املساعد على إجتياز املعوقات‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املتطلبات إلاقتصادية وإلاجتماعية ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪05‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫وذلك بالعمل على خلق نوع من التعبئة إلاجتماعية املساعدة واملستوعبة‬


‫لضرورة التحول لإلدارة إلالكترونية وعلى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل‬
‫التقنية في ألاجهزة إلادارية مع إلاستعانة بوسائل إلاعالم وجمعيات املجتمع‬
‫املدني في دعم اللقاءات والندوات والتجمعات التحسيسية الخاصة بنشر فوائد‬
‫تطبيق إلادارة إلالكترونية وبرمجة حصص تدريبية على إستعمال آلاالت‬
‫التقنية في مختلف املستويات التعليمية مع ضرورة توفير املخصصات املالية‬
‫الكافية لتغطية إلانفاق على مشاريع إلادارة إلالكترونية دون إهمال إلاستثمار في‬
‫ميدان تكنولوجيا إلاعالم وإلاتصال وايجاد مصادر تمويل لها‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬متطلبات البنية التحتية لإلتصاالت‪:‬‬
‫وهي ترتبط أساسا بإيجاد حواسيب إلكترونية ونظم بيانات متكاملة وأكشاك‬
‫إلكترونية في ألاماكن العمومية والهواتف والفاكسات وتعمل بنية إلاتصال على‬
‫زيادة الترابط بين مختلف ألاجهزة إلادارية داخل الدولة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن توافر مثل هذه املتطلبات(‪ )14‬في أي دولة مع‬
‫إقترانه بالدافع إلايجابي في تطوير املنظمة إلادارية ما من شأنه حتما أن يعود‬
‫على الوطن واملواطنين بنتائج إيجابية هائلة في مجال التمتع بنوعية وكيفية‬
‫الخدمات املقدمة من طرف املرافق العامة للمواطنين ولذلك سنتطرق في‬
‫املبحث الثاني إلى تطبيق إلادارة إلالكترونية على الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫التحول نحو عصرنة إلادارة العامة في الجزائر‬
‫أدى التوجه نحو مسايرة موجة التطور الذي شهده العالم إلى إدراك‬
‫السلطة السياسية في الجزائر بضرورة وحتمية مواكبة ركب الحضارة بما‬
‫تقتضيه من إصالحات جذرية في مختلف املجاالت خاصة منها إصالح الخدمة‬
‫العمومية والتي كان منطلقها إصالح إلادارة العامة وعصرنتها وذلك لتحسين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪05‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫ألاداء إلاداري للوصول إلى تحقيق أحسن خدمة عمومية تكون في متناول‬
‫املواطن‪.‬‬
‫لذلك فقد تم إستحداث مجموعة من ألاجهزة إلادارية التي كانت تهدف إلى‬
‫النهوض بالقطاع إلاداري جهازا وخدمة ففي سنة ‪ 1996‬أنشأت الوزارة املنتدبة‬
‫لدى رئيس الحكومة املكلف باإلصالح إلاداري والوظيفة العمومية بمقتض ى‬
‫املرسوم رقم ‪ )11(212/96‬والذي حدد صالحيات الوزير املنتدب لدى رئيس‬
‫الحكومة املكلف باإلصالح إلاداري والوظيف العمومي من خالل السهر على‬
‫تنفيذ السياسات املقترحة في إطار إصالح إلادارة العامة وكذا السعي نحو‬
‫تكييف إلادارة العامة مع التطورات إلاقتصادية وإلاجتماعية ومحاولة تحسين‬
‫نجاعة إلادارة العامة من خالل املبادرة بكل عمل لتجديد إلادارة وعصرنتها‬
‫باللجؤ إلى التقنيات الحديثة في التسيير والتكنولوجيا الجديدة لإلعالم‬
‫وإلاتصال وكذا إلاهتمام بكل ما من شأنه تحسين العالقة بين إلادارة‬
‫واملواطنين‪.‬‬
‫كما تم إنشاء املديرية العامة لإلصالح إلاداري بموجب املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 192/13‬املؤرخ في ‪28‬أفريل ‪ 2113‬والتي تعتبر بمثابة الجهاز املسير لخطط‬
‫إلاصالح إلاداري(‪ )16‬على كل املستويات وفي كل القطاعات حيث نصت املادة ‪3‬‬
‫في فقرتها الثانية على ترقية املناهج والتقنيات العصرية لتنظيم إلادارة العامة‪،‬‬
‫وحرصا من املشرع على ضمان حسن تقديم الخدمات العمومية فقد أكد في‬
‫الفقرة الثالثة من نفس املادة على ''ترقية كل تدبير يرمي إلى تحسين العالقة بين‬
‫إلادارة واملواطن"‪ ،‬وفي سنة ‪ 2116‬تم إستحداث الهيئة الوطنية للوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته والتي كان هدفها تنفيذ إلاستراتيجية الوطنية في مجال‬
‫مكافحة الفساد وهي تعتبر من أهم ألاجهزة القيادية التي تسهر على تحسين أداء‬
‫العمل إلاداري من خالل القيام بمجموعة من املهام نصت عليها املادة ‪21‬من‬
‫القانون ‪ 11/16‬كاقتراح سياسة شاملة للوقاية من الفساد وتجسيد مبادئ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪52‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫دولة القانون وتكريس مبدأ الشفافية باعتبار أن تقديم أحسن الخدمات يجب‬
‫أن يتم في أحسن الظروف مما يقتض ي أوال خلق بيئة خالية من كل ما من شأنه‬
‫أن يمس بمصداقية ألاعمال إلادارية ونزاهتها‪ ،‬ليتم بعد ذلك إستحداث وزارة‬
‫لدى الوزير ألاول مكلفة بإصالح إلادارة العمومية وهو ما يؤكد إلاهتمام الذي‬
‫أولته السلطات العليا في الدولة لإلدارة العامة كمرفق حيوي وحساس له‬
‫إحتكاك مباشر مع املواطنين لذلك يجب أن يكون دائما وأبدا متكيفا مع‬
‫متطلباته وتطلعاته لألحسن ومواكب لحدث ما جاءت به التكنولوجيا الحديثة‬
‫من تطبيقات من شأنها كسب رضا ألافراد‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫نماذج عن الخدمات العامة إلالكترونية في الجزائر‬
‫نتطرق في هذا املطلب إلى بعض النماذج التي تمثل تجربة الجزائر لإلدارة‬
‫إلالكترونية في العديد من املجاالت ونخص بالذكر في هذه الدراسة كل من‬
‫قطاعي التعليم العالي والبحث العلمي وقطاع العدل‪.‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫سعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار عصرنة إلادارة ومواكبة‬
‫التطور الحاصل في بيئة إلادارة العامة إلى محاولة إلارتقاء بنموذج إداري‬
‫يتماش ى وأهداف منظومة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬حيث يمكن إلانطالق‬
‫من أهمية تكنولوجيا املعلومات وإلاتصال كأحد أساسيات إلادارة إلالكترونية‬
‫وإبراز دورها في مجال التعليم والبحث العلمي والتكوين‪ ،‬إذ أن هناك توجه‬
‫واضح لإلرتقاء بالخدمات املقدمة للطلبة وألاساتذة من خالل الربط بين العديد‬
‫من الجامعات‪،‬إضافة إلى توفير الشبكة لساليب جديدية للتكوين‪ ،‬فقد ورد في‬
‫برنامج الحكومة لسنة ‪ 2111‬واملصادق عليه من طرف املجلس الشعبي الوطني‬
‫يوم ‪27‬ديسمبر‪ 2111‬والذي يعبر عن إلاتجاه العام الذي تسعى إليه سياسات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪52‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫إلاصالح إلاداري املنتهجة في الجزائر لتحسين أداء الخدمة العامة عن طريق‪:‬‬


‫عصرنة إلادارة العامة وترشيد إلادارة العامة و رد إلاعتبار لإلدارة العامة(‪)17‬‬
‫تعتبر توفير فرص النجاح لساليب وطرق عمل الجامعة مطلب ضروري‬
‫تمليه ضروف الواقع السياس ي وإلاجتماعي وإلاقتصادي للشعوب املتحظرة‬
‫خاصة في ظل التحول نحو مفاهيم التعليم إلالكتروني والجامعات إلافتراضية‬
‫وخدمة التعليم عن بعد وهي أحد املسارات الجديدة التي إنتهجتها حكومات‬
‫الدول املتقدمة سعيامنها إلى تجسيدها في الواقع العملي داخل جامعاتها ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمختلف التحوالت التكنولوجية الرامية إلى تطبيق تكنولوجيا‬
‫إلاتصال واملعلومات ومفاهيم الحكومة إلالكترونية في الجامعة الجزائرية فإنه‬
‫يمكن إلانطالق من مشروع اللجنة ألاوروبية الذي يهدف إلى دعم مبادرة‬
‫الجامعة إلاقتراضية وإلارتقاء بمستوى جامعات البحر ألابيض املتوسط عن‬
‫طريق خلق روابط شبكية فيما بينها وتؤدي إلى تطوير نظم التعليم بواسطة‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫فقد تم إلاعتماد على شبكة ألانترنيت لدى مؤسسات التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي في العديد من املجاالت إذ تتوفر العديد من املخابر و مراكز‬
‫البحث والجامعات على التغطية الكاملة من طرف الشبكة وهذا تماشيا مع‬
‫حاجة القطاع امللحة إلى مواكبة التطور التقني والتكنولوجي من خالل البحث‬
‫عن أساليب تطوير هذا القطاع في ظل بروز مفاهيم ومداخل جديدة لتحسين‬
‫نوع خدمات هذا القطاع وتطوير مردوديته وهو ما يعبر عنه بجودة التعليم‬
‫العالي فتطبيق الخدمات إلالكترونية في الجامعات الجزائرية يرمي بالساس إلى‬
‫تحقيق عدد من ألاهداف تشمل التطوير النوعي وتحديث كامل طرق التسيير‬
‫بما يضمن السرعة العالية في أداء املهام ويدعم تنمية مختلف ألانشطة‬
‫املتعلقة بالبحث العلمي ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪50‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫فقد وفرت الجامعة الجزائرية خدمات إلكترونية عامة لفائدة الطلبة‬


‫حاملي شهادة البكالوريا الجدد وأصبح بإمكانهم إلاستفادة من خدمات‬
‫التسجيل ألاولي عن طريق ألانترنيت بملء بطاقة الرغبات في شكل إستمارة‬
‫إلكترونية يتم إتاحتها بمجرد إلاعالن عن نتائج البكالوريا عبر العديد من املواقع‬
‫إلالكترونية التي تتيح له القيام بجملة من العمليات كمأل وإرسال البطاقة‬
‫إلالكترونية التي يبدي من خاللها عن رغبته في التسجيل في إحدى التخصصات‬
‫املتاحة له وفق النتائج التي تحصل عليها في البكالوريا أو تسمح له في مرحلة‬
‫ثانية على إلاطالع على نتائج التوجيه وذلك بعد إيداع إلاستمارة إلالكترونية التي‬
‫تضمن له الحياد والشفافية في التوجيه بناءا على النتائج املتحصل عليها‬
‫‪،‬لينتقل إلى املرحلة التي تليها وهي مرحلة تأكيد التسجيل وكذا مرحلة الطعون‬
‫وكل ذلك يتم عن طريق إستمارات إلكترونية أعدت خصيصا لهذا الغرض‪،‬‬
‫وبالتالي فقد أفرز تطبيق إلادارة إلالكترونية في الجامعات في إيجاد الكثير من‬
‫إلايجابيات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إختصار وتخفيض تكلفة السفر على الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة في معالجة الطلبات والدقة في تقديم الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على ظاهرة الطابور في مراكز التسجيل ألاولي في الجامعات وكل ما‬
‫ينتج عنها من سلبيات على الطلبة وعلى املوظفين‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فقد تم تعميم مواقع إلكترونية للجامعات و الكليات‬
‫التابعة لها وأصبح من السهل على الطلبة إلاطالع على كل جديد في كلياتهم أو‬
‫إلاطالع على البرامج املقررة وكذا التوزيع الزمني للحصص الدراسية كما يمكنهم‬
‫إلاطالع كذلك على عناوين املراجع التي توفرها كل كلية‪ ،‬باإلضافة إلى نشر‬
‫إلاعالنات والقوانين الخاصة بالطلبة أو تلك املنظمة للدراسة الجامعية وكذا‬
‫نشر نتائج الطلبة في إلامتحانات وغيرها من الخدمات ألاخرى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قطاع العدل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪53‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫يمثل مشروع إصالح قطاع العدالة أحد مشاريع إلاصالح ألاساسية في‬
‫برنامج الحكومة الجزائرية والذي ترمي من ورائه إلى محاولة تحقيق النزاهة‬
‫وإقرار العدالة والتأسيس لدولة الق والقانون‪،‬فقد توجه قطاع العدل في‬
‫الجزائر إلى تطبيق تكنولوجيا املعلومات وإلاتصال في الهياكل إلادارية‬
‫والتنظيمية للقطاع والتي تهدف من خاللها إلى التحول نحو تقديم خدمات‬
‫عمومية إلكترونية ففي كلمة السيد وزير العدل بمناسبة إفتتاح السنة‬
‫القضائية لسنة ‪ 2113‬أوضح السيد الوزير توجه العدالة الجزائرية إلى إلاعتماد‬
‫على نظام إلادارة إلالكترونية بقوله‪:‬‬
‫ّ‬
‫" ‪...‬وفي مجال عصرنة قطاع العدالة ‪ ،‬فإنه قد ّ‬
‫تم اعتماد التكنولوجيات‬
‫الحديثة وتطبيقها في عمليات التسيير‪ ،‬عن طريق ربط جميع املصالح والجهات‬
‫القضائية ببعضها‪ ،‬ضمن شبكة معلوماتية وطنية خاصة بالقطاع‪ ،‬وإحداث‬
‫نظام تسيير معلوماتي للملف القضائي وشريحة املحبوسين‪ ،‬وتعميم نظام‬
‫الشباك الوحيد‪ ،‬وهو ما سمح بتحسين نوعية الخدمات القضائية ‪ ،‬وضمان‬
‫املعالجة السريعة والفعالة للقضايا املعروضة على العدالة‪"...‬‬
‫فمن خالل البرنامج الخاص بعصرنة قطاع العدالة يمكن رصد أهم‬
‫إلانجازات والتي تتمثل في ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ألانظمة املعلوماتية‪ :‬وهي أنظمة موجهة لخدمة املواطن واملتقاض ي‬
‫ولتحسين الخدمات العمومية التي يقدمها مرفق القضاء حيث أعطيت لها‬
‫أولوية تتمثل خصوصا في إدراج النظام آلالي لتسيير امللف القضائي حيث‬
‫يسمح هذا النظام بتسيير امللف القضائي آليا منذ تسجيل القضية في القسم‬
‫املدني بمصلحة التسجيل إلى غاية صدور الحكم أو القرار‪ ،‬كما يمكن للمواطن‬
‫إلاطالع على القضية التي تهمه من خالل الشباك إلالكتروني والحصول على‬
‫املعلومات الخاصة به في الحين دون التنقل للبحث عنها في مكاتب أمناء الضبط‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪54‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫كما يسمح إضافة إلى ذلك باملعالجة السريعة للقضايا التي تطرح على جهاز‬
‫العدالة‬
‫كما أدرج كذلك نظام آلي لتسيير املصالح العقابية والذي يتكفل بتسيير‬
‫نشاط وملف النزيل منذ أول يوم يدخل فيه املؤسسة العقابية إلى غاية خروجه‬
‫‪،‬ومعالجة إجراءات العفو بطريقة سريعة وفعالة باإلضافة إلى الحصول على‬
‫بطاقة خاصة بكل مسجون في حالة ما إذا إستفاد املسجون من إلافراج‬
‫املشروط‪ ،‬كما تم إلاعتماد كذلك على نمط إلادارة إلالكترونية كذلك في مجال‬
‫صحيفة السوابق العدلية فبفضل هذا النظام يمكن تسليم الصحيفة رقم ‪3‬‬
‫للمواطن والصحيفة رقم ‪ 2‬لإلدارات العمومية في وقت قصير وفي أي جهة‬
‫قضائية متواجدة بالتراب الوطني باإلضافة إلى التمكن من معالجة عملية رد‬
‫إلاعتبار بقوة القانون بصفة آلية كما يمكن كذلك إستخدام نظام آلي ملعالجة‬
‫سير ألاوامر بالقبض من خالل توفير قاعدة معطيات وطنية تسمح بالتعرف‬
‫على كل املبحوث عنهم في اطار القانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ألانظمة املساعدة على إتخاذ القرار ورسم السياسات املستقبلية‪:‬‬
‫وتتضمن هذه ألانظمة‪:‬‬
‫‪ -1‬الخريطة القضائية‪ :‬وهي نظام يسمح بالتعرف على ما تحتاجه الوزارة على‬
‫املدى القريب والبعيد للقضاة وأمناء الضبط و مختلف املوظفين إضافة إلى‬
‫الهياكل مثل املؤسسات العقابية‪.‬‬
‫‪ -2‬الجدول التحليلي‪ :‬يعبر عن نظام يسمح بجمع كل إلاحصائيات املتعلقة‬
‫بالقطاع ويمكن من خاللها إجراء حصيلة تساهم في رسم إلاستراتيجية‬
‫املستقبلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظام تسيير املسار املنهي للقضاة واملوظفين ‪:‬يهدف للوصول إلى تجسيد‬
‫التسيير العلمي للموارد البشرية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪50‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫‪ -4‬نظام تسيير ملفات مساعدي القضاء‪ :‬حيث يمكن الحصول على قاعدة‬
‫معطيات خاصة بكل املعلومات املتعلقة بمساعدي القضاء بمختلف أصنافهم‬
‫ومجمل هذه ألانظمة املعلوماتية مطبقة حاليا وتعمل ضمن هيكل قاعدي‬
‫أساس ي يسمى الشبكة القطاعية لوزارة العدل ‪،‬كما يعتبر هذا إلانجاز دعامة‬
‫تضمن الديمومة وإلاستمرارية لعصرنة قطاع العدالة حيث أصبح هذا القطاع‬
‫من اهم القطاعات التي سارت في مواكبة التطور التكنولوجي بهدف عصرنة‬
‫القطاع خدمة للوطن واملواطن من خالل حصوله على املعلومات واستفساراته‬
‫القانونية باإلعتماد على خدمة الشباك إلالكتروني بما يعرضه من خدمات‬
‫كاإلطالع على ماتقوم به الوزارة من أنشطة مثل إلاعالن عن املسابقات أو‬
‫املناقصات في موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫مثلت إلادارة الالكترونية مطلبا هاما تفرضه التحوالت الالكترونية‪،‬‬
‫وتنتهجه برامج الاصالح الاداري في الجزائر وهو ما يقتضيه واقع التطوير‬
‫الحقيقي ملؤسسات الخدمة العمومية الرامي الى القضاء على سلبيات‬
‫البيروقراطية‪ ،‬وتسهل مهمة طالبي الخدمات العمومية فالخدمات العامة‬
‫الالكترونية نسق خدمي بديل يكرس الرقابة والشفافية ‪ ،‬ويمنع كل أشكال‬
‫الفساد كالرشوة واملحسوبية ويختزل الكثير من الجهد والوقت لدى املواطنين‪.‬‬
‫إن واقع إلادارة إلالكترونية في الجزائر قد قطع أشواطا كبيرة نحو مواكبة‬
‫التطور التكنولوجي في العالم لكن في حقيقة ألامر فإن هذا التقدم ال زال يعتريه‬
‫الكثير من النقص وذلك راجع لعدة أسباب نكتفي بذكر البعض منها كضعف‬
‫إلاستثمار في تكنولوجيا املعلومات وإلاتصال وضعف درجة الوصول إلى شبكة‬
‫املعلومات العاملية ورداءة نوعية الخدمات املقدمة وضعفها وكذا عدم قدرة‬
‫نسبة كبيرة من املواطنين في الجزائر على التحصل على أجهزة إلاعالم آلالي وإن‬
‫وجدت فهي تعاني من مشكلة الربط بالنترنيت‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪55‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫لكن بالرغم من هذا فقد سجلت إلادارة إلالكترونية في الجزائر تقدما‬


‫يستحق التشجيع في مجال خدمي يعتبر أكبر ألاجهزة الخدمية إقباال في الجزائر‬
‫هو جهاز الحالة املدنية والذي أصبح بإمكان املواطن بفضل تطبيق نظام‬
‫إلادارة إلالكترونية الحصول على وثائقه الخاصة من أي بلدية على أرض الوطن‪.‬‬
‫لذلك فإن الدولة الجزائرية مطالبة ببذل املزيد من الجهود و أخذ‬
‫مجموعة من القرارات الهامة التي من شأنها الرقي باإلدارة الجزائرية إلى مستوى‬
‫إلادارات العمومية في العالم املتقدم‪.‬‬
‫وحتى نحاول التخلص من هذه املعوقات أو التقليل منها فهناك مجموعة‬
‫من التوصيات التي يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة هذه السلبيات نذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة حجم إستثمار الدولة في مجال تكنولوجيا املعلومات وإلاتصال‬
‫‪ -‬توسيع نطاق الخدمات فيما يخص الخدمات املقدمة من طرف قطاع العدالة‬
‫كإنشاء مجالت إلكترونية تسمح لكل دارس للقانون أو أي مواطن إلاطالع على ما‬
‫تتضمنه من قرارات وأحكام قضائية على غرار قطاع العدالة املغربي‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأيام دراسية دورية لتقييم ما تم إنجازه والبحث عن مواطن الضعف‬
‫وتقويمها ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء برامج توعوية بمساهمة الجمعيات الفاعلة لتعريف املواطن بخدمات‬
‫إلادارة إلالكترونية وايجابياتها وذلك لزيادة درجة الوعي التكنولوجي والقابلية‬
‫للتكيف معها‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن القول أن املساهمة إلايجابية لإلدارة إلالكترونية في تقريب‬
‫إلادارة من املواطن ال يمكن إنكارها لكن هناك الكثير من النقائص التي يحتاج‬
‫تداركها إلى املزيد من الجهد والعمل والتشجيع‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫(‪ -)1‬ياسين غالب سعد ‪ ،‬إلادارة الالكترونية وأفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد إلادارة العامة‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬سنة‪ ،2111‬ص‪.3‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪55‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫(‪ -)2‬سعيد بن معال العمري ‪" ،‬املتطلبات إلادارية وألامنية لتطبيق إلادارة الالكترونية‪،‬‬
‫دراسة‬
‫مسحية على املؤسسة العامة للموانئ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬أكاديمية نايف‬
‫العربية للعلوم ألامنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة‪ ،2113‬ص‪.14‬‬
‫(‪ -)3‬نقال عن‪:‬رافيق بن مرسلي‪ ،‬ألاساليب الحديثة للتنمية إلادارية بين حتمية التغيير‬
‫ومعوقات التطبيق "دراسة حالة الجزائر ‪ ،2111-2111‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غيرمنشورة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬سنة ‪ ،2111‬ص‪.124‬‬
‫(‪ -)4‬دمحم سمير أحمد‪ ،‬إلادارة إلالكترونية‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬دار املسيرة للنشروالتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫سنة‪ ،2119‬ص‪.43‬‬
‫(‪ -)1‬دمحم محمود الطعامنة‪،‬طارق شريف العلوش ‪،‬الحكومة الالكترونية وافاق تطبيقاتها في‬
‫الوطن العربي املنظمة العربية للتنمية إلادارية‪ ،‬ألاردن ‪ ،2114 ،‬ص‪.11،11‬‬
‫(‪ -)6‬عبد الحميد عبد الفتاح املغربي‪،‬إلادارة "ألاصول العملية والتوجهات‬
‫املستقبلية"‪،‬املكتبة العصرية للنشر والتوزيع ‪،‬املنصورة‪،2116،‬ص ‪.238‬‬
‫(‪ -)7‬نجم عبود نجم‪،‬إلادارة إلالكترونية"إلاستراتيجية والوظائف واملشكالت"‪،‬دار‬
‫املريخ‪،‬اململكة العربية السعودية‪،‬سنة‪،2114‬ص‪.127‬‬
‫(‪ -)8‬نقال عن ‪:‬عشور عبد الكريم‪،‬دور إلادارة إلالكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في‬
‫الواليات املتحدة ألامريكية والجزائر‪،‬رسالة ماجستير‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬غيرمنشورة‪ ،‬سنة ‪ ،2111/2119‬ص‪.14‬‬
‫(‪ -)9‬واعر وسيلة‪ ،‬دور الحكومة إلالكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية"حالة‬
‫وزارة الداخلية والجماعات املحلية الجزائر‪،‬مداخلة في امللتقى الدولي حول إدارة الجودة‬
‫الشاملة بقطاع الخدمات‪،‬كلية العلوم إلاقتصادية وعلوم التسيير‪،‬جامعة‬
‫منتوري‪،‬قسنطينة‪،‬ص‪.6‬‬
‫(‪ -)11‬رافيق بن مرسلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.131،131‬‬
‫(‪ -)11‬عبد هللا بن سعيد آل دحوان‪،‬دور إدارة التطوير إلاداري في تطبيق إلادارة‬
‫إلالكترونية‪،‬دراسة مسحية على العاملين في رئاسة الهيئة امللكية للجبيل وينبع‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪،‬غيرمنشورة‪،‬كلية إدارة ألاعمال‪،‬جامعة امللك سعود‪،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪،‬سنة ‪،2118‬ص‪.27‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪55‬‬
‫نظام االدارة االلكرتونية و أثره على حتسني أداء اخلدمة العمومية يف اجلزائر‬

‫(‪ -)12‬لتفصيل أكثر حول مراحل بناء إلادارة إلالكترونية راجع‪ :‬بقة الشريف‪ ،‬إصالح إلادارة‬
‫العمومية كأولوية الستكمال مسار تأهيل املؤسسات إلاقتصادية في الدول العربية‪ ،‬املؤتمر‬
‫العلمي الدولي"عوملة إلادارة في عصر املعرفة ‪17-11‬ديسمبر‪ ،2112‬جامعة الجنان‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،2112 ،‬ص‪.11-7‬‬
‫(‪ -)13‬علي السيدالباز‪،‬الحكومة إلالكترونية وإلادارة املحلية إلالكترونية العربية‪،‬‬
‫‪ ،www.arablawinfo.com‬تاريخ إلاطالع‪.2114/11/17:‬‬
‫(‪ -)14‬لتفصيل أكثر حول متطلبات تطبيق إلادارة إلالكترونية راجع‪ :‬موس ى عبد الناصر‪،‬‬
‫دمحم قريش ي‪،‬مساهمة إلادارة الالكترونية في تطوير العمل إلاداري بمؤسسات التعليم‬
‫العالي(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة‪ -‬بسكرة‪-‬الجزائر)‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫عدد ‪،9‬سنة‪،2111‬ص‪.93-91‬‬
‫(‪ - )11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪212/96‬مؤرخ في ‪11‬جويلية ‪،1996‬يحدد صالحيات الوزير‬
‫املنتدب لدى رئيس الحكومة املكلف باإلصالح إلاداري والوظيف العمومي ‪،‬جريدة رسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬العدد‪،37‬ص‪.8‬‬
‫(‪ -)16‬مرسوم تنفيذي رقم ‪192/13‬مؤرخ في ‪28‬أفريل ‪ ،2113‬يحدد مهام املديرية العامة‬
‫لإلصالح إلاداري وتنظيمها‪،‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪،‬العدد‪،31‬ص‪.9،8‬‬
‫(‪ - )17‬رافيق بن مرسلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.146‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪55‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫حبث حول محاية املستهلك‪ ،‬بعنوان‪:‬‬


‫رقابة السلطات اإلدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫ألاستاذة ‪ :‬عـروس ي سـاسية‬


‫ماجـستيرقـانون ألاعمـال ‪ -‬محامية‬

‫مقدمة‬
‫تتحدد القواعد الوقائية املنطبقة على جميع املنتجات محلية كانت أم‬
‫مستوردة في قواعد موضوعية وقواعد إجرائية‪.‬‬
‫تنحصر القواعد املوضوعية في مواصفات السالمة وهي مقاييس إجبارية‬
‫على املتدخل احترامها حتى ال يلحق املنتوج ضررا بمستهلكيه‪ .‬أما القواعد‬
‫إلاجرائية في الرقابة‪ ،‬فتنحصر في رقابة املتدخل على مطابقة املنتجات املحلية‬
‫أو املستوردة قبل عرضها في السوق‪ ،‬ثم رقابة السلطة إلادارية املختصة على‬
‫املنتجات بعد عرضها في السوق‪ ،‬ولدى عبور املنتجات املستوردة عبر الحدود–‬
‫وهو موضوع البحث ‪-‬‬
‫إن تبني السلطات الجزائرية اقتصاد السوق و فتح التجارة الخارجية لكل‬
‫عون اقتصادي‪ ،‬الذي تأكد بنص املادة ‪ 1‬من نظام محافظ بنك الجزائر رقم‬
‫‪ 30-11‬مؤرخ في ‪ 1111/30/03‬يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع‬
‫للجزائر و تمويلها‪ ،1‬املادة ألاولى منه التي نصت على انه ‪" :‬ابتداء من‬
‫‪ 1111/30/31‬كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل بصفة نظامية في السجل‬
‫التجاري يمكنه استيراد جميع املواد أو البضائع التي ال تخضع لحظر أو تحديد‬
‫كمي على أساس توطين بنكي و دون ترخيص مسبق"‪ ،‬يستلزم تقييم دور‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،00‬الصادرة في ‪. 1111/30/02‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪02‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫الهيئات إلادارية في رقابة املنتجات املستوردة إلضفاء الحماية القانونية‬


‫للمستهلك في مواجهة ممارسات املستورد غير الشرعية و املنافية للمنافسة و‬
‫التي تهدد صحة و امن املستهلك‪ ،‬و ذلك لتعظيم قدرات هذا ألاخير في التصدي‬
‫للممارسات الضارة بمصالحه و اتخاذ إلاجراءات الكفيلة التي توفر له الحماية‬
‫إجماال وفي مختلف الاتجاهات‪ ،‬وكذا توعية املتدخل الحترام قواعد املنافسة‬
‫الشريفة و تحسين السوق‪.‬‬
‫ترتيبا على ما سبق فان السؤال املطروح يتمحور‪ ،‬فيما تكمن الحماية التي‬
‫توليها السلطات إلادارية الجزائرية للمستهلك من خالل رقابتها للمنتجات‬
‫املستوردة؟ بغرض إلاجابة عن ذلك البد من الوقوف على ‪:‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬أحكام رقابة السلطات إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫املطلب ألاول‪ :‬سلطات الرقابة إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫املطلب الثاني‪ :‬آليات رقابة املنتجات املستوردة‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثار رقابة السلطات إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫املطلب ألاول‪ :‬التدابير إلادارية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إحالة امللف إلى الجهة القضائية املختصة‬

‫املبحث ألاول‬
‫أحكام رقابة السلطات إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫الرقابة هي الفعل الذي يقصد من ورائه التأكد من مطابقة املنتوج‬
‫للمواصفات املتطلبة‪ ،‬إما بموجب فعل سابق لعملية إلانتاج والاستيراد‬
‫والتوزيع‪ ،‬متجسدا من خالل الترخيص والتصريح‪ ،‬وقد يكون سابقا لعملية‬
‫عرض املنتوج في السوق‪ ،‬و هو العمل الذي يقوم به املتدخل‪ ،‬وقد تتجسد من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪02‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫خالل الفعل الذي تقوم به السلطة إلادارية املختصة عقب عرض املنتج في‬
‫السوق ‪ ،2‬و لدى عبور املنتجات املستوردة عبر الحدود‪.‬‬
‫وتضطلع في الجزائر بمهمة الرقابة عند الحدود هيئات إدارية عديدة‪ ،‬تشرف‬
‫على مطابقة املنتجات املستوردة قصد تنظيم السوق و منع بث الاضطراب فيه‬
‫و قصد توفير حاجيات املستهلك‪ 3‬بعيدا عن كل ممارسة غير نزيهة قد يلجا إليها‬
‫املتدخل‪ 4‬لتحقيق منافع و أرباح من جراء ذلك ‪ .‬ألامر الذي يستدعي ضرورة‬
‫التعرف على هذه السلطات (املطلب ألاول) وكذا معرفة آلياتها في ممارسة هذه‬
‫الرقابة (املطلب الثاني) ‪.‬‬
‫املطلب ألاول‬
‫سلطات الرقابة إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫تمارس مراقبة مطابقة املنتجات املستوردة في الجزائر بصفة دورية على‬
‫مستوى املراكز الحدودية البرية والبحرية والجوية‪ ،‬وتقوم بذلك املفتشيات‬
‫الحدودية التابعة لإلدارة املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش‪ ،5‬و هي مصالح‬
‫تابعة لوزارة التجارة (الفرع ألاول)‪ .‬و ذلك بعد أن تعلم مصالح الجمارك (الفرع‬
‫الثاني) املفتشية الحدودية املختصة إقليميا بوصول املنتجات ‪.6‬‬
‫كما يمكن أن تمارس الرقابة بناء على إخطار املستهلك للسلطات إلادارية‬
‫منفردا أو كمنخرط في جمعية مستهلكين (الفرع الثالث) ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬علي فتاك‪ ،‬تأثير املنافسة على الالتزام بضمان سالمة املنتوج‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪ ،0332 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪. 022‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬املستهلك حسب نص املادة ‪ 0‬فقرة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 30-31‬املؤرخ في ‪ 0331/30/02‬املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 12‬صادرة في ‪ 0331/30/32‬هو ‪ " :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني‪ ،‬بمقابل أو مجانا‪ ،‬سلعة أو خدمة‬
‫موجهة لالستعمال النهائي من اجل تلبية حاجته الشخصية أو تلبية حاجة شخص آخر أو حيوان متكفل به ‪" .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬املتدخل حسب املادة ‪ 30‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-13‬املؤرخ في ‪ 1113/31/12‬املتعلق بضمان املنتجات والخدمات‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 03‬الصادر عام ‪ 1113‬هو كل من احترف عملية عرض املنتج أو الخدمة لالستهالك في إطار مهنته كاملنتج أو‬
‫الصانع أو الوسيط الحرفي أو التاجر أو املستورد أو املوزع ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 30‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022 – 32‬املؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،0332‬يحدد شروط مراقبة مطابقة املنتجات‬
‫املستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 23‬الصادرة في ‪. 0332/10/11‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،32‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪00‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫الفرع ألاول‪ :‬وزارة التجارة‬


‫خول لوزارة التجارة باعتبارها الجهاز ألاول املكلف بحماية املستهلك مهام‬
‫متعددة ‪ 7‬تعود بالدرجة ألاولى إلى تنوع مصالح هذه الوزارة بين مركزية أو‬
‫خارجية‪ ،‬بحيث تكلف كل مصلحة بنوع محدد من ألانشطة حسب التنظيم‬
‫الساري املفعول‪ .‬و إلى إمكانية استعانة وزير التجارة في أداء مهامه بمختلف‬
‫الدوائر الوزارية ‪.8‬‬
‫و بالرجوع إلى موضوع البحث الذي يتعلق بالرقابة الحدودية‪ ،‬فان هذه‬
‫املراقبة انيطت بمديرية مراقبة الجودة و قمع الغش و املديرية الفرعية‬
‫للمراقبة الحدودية التابعتين لإلدارة املركزية لوزارة التجارة (أوال) و بمفتشية‬
‫مراقبة الجودة و قمع الغش عند الحدود التابعة ملصالح وزارة التجارة الخارجية‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مديرية مر اقبة الجودة و قمع الغش و املديرية الفرعية للمر اقبة‬
‫الحدودية‬
‫تتكون إلادارة املركزية في وزارة التجارة من املديرية العامة لضبط و تنظيم‬
‫النشاطات و التقنين‪ ،‬و املديرية العامة للرقابة الاقتصادية و قمع الغش ‪.9‬‬
‫تقوم املديرية العامة للرقابة الاقتصادية و قمع الغش بمراقبة الجودة وقمع‬
‫و مكافحة املمارسات املضادة للمنافسة و كذا محاربة املمارسات التجارية غير‬
‫املشروعة‪ ،‬كما تسهر على توجيه برامج املراقبة الاقتصادية و قمع الغش مع‬
‫العمل على تدعيم وظيفة املراقبة و عصرنتها‪ ،‬باإلضافة إلى القيام بتحقيقات‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020 – 30‬مؤرخ في ‪ ،0330/10/01‬يحدد صالحيات وزير التجارة‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 22‬الصادرة في ‪. 0330/10/00‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أهم هذه القطاعات الوزارية ‪ :‬وزارة الداخلية و الجماعات املحلية‪ ،‬وزارة الدفاع الوطني‪ ،‬وزارة الفالحة و التنمية الريفية‪،‬‬
‫وزارة الصحة و السكان‪ ،‬وزارة السياحة ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-32‬مؤرخ في ‪ ،0332/32/11‬يعدل و يتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-30‬املؤرخ في‬
‫‪ 0330/10/01‬و املتضمن تنظيم إلادارة املركزية في وزارة التجارة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،02‬الصادرة في ‪.0332/32/00‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪04‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫ذات منفعة وطنية بخصوص الاختالالت في نفس السوق ‪ .10‬معتمدة في إطار‬


‫تنفيذ مهامها على أربع مديريات رئيسية منها مديرية مراقبة الجودة و قمع‬
‫الغش‪ ،‬و مديريتين فرعيتين إحداهما املديرية الفرعية للمراقبة الحدودية‪.‬‬
‫تسهر مديرية مراقبة الجودة و قمع الغش على تطبيق التشريع و التنظيم‬
‫املتعلقين بالجودة و املطابقة و امن املنتجات عند الحدود‪ ،‬في السوق الداخلي‬
‫و عند التصدير‪ ،‬كما تنظم املديرية نشاطات مراقبة الجودة و قمع الغش و‬
‫برمجتها و تقييمها ‪.11‬‬
‫أما املديرية الفرعية للمراقبة الحدودية فهي مكلفة بحكم اختصاصها‬
‫امليداني بتحديد برامج مراقبة الجودة و قمع الغش‪ ،‬تقييم أعمال مراقبة‬
‫الجودة و قمع الغش املنجزة من طرف املصالح الخارجية و اقتراح كل التدابير‬
‫الرامية إلى تحسين نجاعة ألاعمال و إجراءات مراقبة الجودة و قمع الغش‪.12‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مفتشية مر اقبة الجودة و قمع الغش عند الحدود‬
‫تنظم املصالح الخارجية في وزارة التجارة في شكل ‪ :‬مديريات والئية للتجارة و‬
‫مديريات جهوية للتجارة ‪.13‬‬
‫تقوم هذه املصالح بالسهر على تطبيق التشريع و التنظيم املتعلق باملنافسة‬
‫و الجودة‪ ،‬كما تقوم بتقديم املساعدة للمتعاملين الاقتصاديين و املستهلكين‪،‬‬
‫فاملديريات الجهوية للتجارة تعمل على تنشيط و تقييم و توجيه نشاطات‬
‫املديريات الوالئية للتجارة التابعة الختصاصها إلاقليمي خاصة في مجال الرقابة‬
‫الاقتصادية و قمع الغش‪ ،‬و كذا الاتصال مع إلادارة املركزية قصد التعاون و‬
‫تنسيق عمليات املراقبة فيما بين الواليات‪ ،‬أما إذا كانت التحقيقات التي‬
‫تباشرها تتطلب تخصصات معينة فانه بإمكانها أن تطلب تدخل هيئات ذات‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،30‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 30‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 031 -30‬املتضمن تنظيم املصالح الخارجية في وزارة التجارة و صالحياتها و عملها‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ ،22‬الصادرة في ‪. 0330/11/31‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪03‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫اختصاص جهوي لتسهيل ذلك‪ ،‬و أهمها ألاقسام إلاقليمية للتجارة و مفتشيات‬
‫مراقبة الجودة و قمع الغش عند الحدود ‪.14‬‬
‫ُيسير مفتشية مراقبة الجودة و قمع الغش عند الحدود رئيس يوضع تحت‬
‫سلطة املدير الوالئي للتجارة ‪ ،15‬و تكلف املفتشية بمراقبة املطابقة و جودة‬
‫املنتجات املستوردة و تلك املوجهة للتصدير‪ ،‬السهر على شرعية و شفافية‬
‫املمارسات التجارية‪ ،‬و مراقبة الصرف املرتبط بالنشاط املتعلق بالتجارة‬
‫الخارجية ‪.16‬‬
‫تستعين هذه السلطات إلادارية في أداء مهامها بأعوان مؤهلين هم ضباط‬
‫الشرطة القضائية و أعوان قمع الغش التابعين لوزارة التجارة و ملصالحها‬
‫الخارجية املرخص لهم بموجب النصوص الخاصة بهم‪ ،‬و الذين يؤدون اليمين‬
‫القانونية أمام محكمة إقامتهم إلادارية و يحصلون بناء على هذه اليمين على‬
‫بطاقة التفويض بالعمل و يتمتعون تبعا لذلك بالحماية القانونية من جميع‬
‫أشكال الضغط و التهديد‪ ،‬كما بإمكانهم الاستعانة بالقوة العمومية و اللجوء‬
‫‪17‬‬
‫عند الضرورة إلى السلطة القضائية املختصة إقليميا‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إدارة الجمارك‬
‫تلعب إدارة الجمارك دورا فعاال في إطار مراقبة حركة دخول و خروج‬
‫البضائع‪ ،‬يمكن حصره في مجالين‪ :‬املجال الاقتصادي و املجال ألامني‪ .‬و الهدف‬
‫في كال املجالين هو حماية املستهلك مما يضره سواء بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ .‬ففي املجال الاقتصادي يرتكز دور الجمارك في كل من تحصيل الرسوم‬
‫الجمركية و كذا منع دخول البضائع أو تصديرها بصورة مخالفة للقانون ‪ .‬أما‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ ،0332/32/12‬يتضمن تحديد سير ألاقسام إلاقليمية للتجارة و مفتشيات مراقبة الجودة و‬
‫قمع الغش عند الحدود‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪ ،32‬الصادر في ‪. 0332/31/02‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،30‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 13 – 12‬مؤرخ في ‪ 00‬أوت ‪ ،1112‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 32-21‬املؤرخ في ‪1121/32/01‬‬
‫و املتضمن قانون الجمارك‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 21‬بتاريخ ‪. 1112/32/00‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬املواد من ‪ 02‬إلى ‪ ،02‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪07‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫في املجال ألامني فتقوم بدور مهم في مراقبة البضائع املقيدة و املمنوعة من‬
‫دخول إقليم الدولة ‪ ،18‬و في حال ثبوت أن السلع محل التهريب تشكل تهديدا‬
‫خطيرا على ألامن‪ ،‬الاقتصاد و الصحة الوطنية‪ ،‬جاز إلدارة الجمارك مصادرتها‬
‫و ذلك بالتنسيق مع الديوان الوطني ملكافحة التهريب أو مع اللجان املحلية التي‬
‫تنشا خصيصا ملحاربة التهريب ‪.‬‬
‫و ألعوان الجمارك في هذا إلاطار حق تفتيش ألاشخاص و البضائع و وسائل‬
‫النقل‪ ،‬و إجراء فحوص طبية لكشف املواد املخدرة داخل ألاجسام برضاء‬
‫صريح من املعني و في حال رفضه بترخيص من رئيس املحكمة املختصة ‪.19‬‬
‫كما خولت املادة ‪ 001‬الفقرة ألاولى من قانون الجمارك‪ 20‬حق معاينة‬
‫املخالفات الجمركية و ضبطها للعديد من الهيئات وهم‪ :‬أعوان الجمارك‪،‬‬
‫ضباط الشرطة القضائية و أعوانها املنصوص عليهم في قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية ‪ ،21‬أعوان مصلحة الضرائب و املصلحة الوطنية لحراس الشواطئ‪،‬‬
‫ألاعوان املكلفين بالتحريات الاقتصادية و املنافسة و ألاسعار و الجودة و قمع‬
‫الغش‪ .‬كذلك إذا تعلق ألامر بقمع الغش و متابعة ذلك بريا إلدارة الجمارك أن‬
‫تطلب تدخل السلطات املدنية و العسكرية ملد العون ‪.22‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬دوراملستهلك في إخطارسلطة الرقابة إلادارية‬
‫يلعب املستهلك في اغلب ألاحيان دوار سلبيا في مواجهة ممارسات املتدخل‬
‫غير النزيهة‪ ،‬ذلك انه يعمد إلى اقتناء السلع دون البحث عن مصدرها أو حتى إن‬
‫كانت مطابقة و هذا ال يمكن تفسيره في هذا الصدد إال بافتقاد املستهلك‬
‫الجزائري للثقافة الاستهالكية حيث يفضل اقتناء املنتوج دون إلاحاطة بالحد‬
‫ألادنى عن املخاطر التي تحيط به ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬مكرر‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 31/00‬من قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬املواد ‪ 11 ،12‬و ‪ 02‬من قانون إلاجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬املواد ‪ 30/02 ،30/01‬و ‪ 000‬من قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪07‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫إذ ال يكفي وضع تشريعات و هيئات تحارب كل ما يمس بأمن املستهلك و‬


‫سالمته في السوق‪ ،‬و إنما البد من وضع سياج أو حاجز من دخول هذه‬
‫املنتجات إلى السوق الوطنية‪ ،‬يلعب املستهلك دورا فعاال في إرساء قواعده و‬
‫ذلك من خالل استعمال حقه القانوني في إخطار السلطات إلادارية املكلفة‬
‫بالرقابة إما بصفة منفردة (أوال) أو كمنخرط في جمعية حماية املستهلكين‬
‫(ثانيا)‪ ،‬عن كل مخالفة للقواعد التالية‪ :‬امن املستهلك و صحته‪ ،‬امن و مطابقة‬
‫املنتجات و الخدمات املحلية أو املستوردة و املمارسات التجارية و ألاسعار ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إخطاراملستهلك لسلطة الرقابة منفردا‬
‫يمكن أن يشعر املستهلك إحدى املديريات الوالئية للتجارة التي ارتكبت فيها‬
‫املخالفة بعريضة بسيطة يشرح فيها املستهلك بدقة الوقائع محل اعتراضه‪ .‬و في‬
‫هذه الحالة إذا اتضح ملديرية التجارة أن عريضة املستهلك مؤسسة و أن‬
‫املخالفة ثابتة‪ ،‬فان باستطاعتها التدخل بصفة وقائية لتجنب ألاضرار و إيقاف‬
‫تسويق املنتجات غير املطابقة أو الخطيرة‪ ،‬و كذا التدخل بصفة ردعية عن‬
‫طريق فرض غرامة الصلح على املتدخل‪ ،23‬إذا لم تؤدي املخالفة إلى ضرر‬
‫جسدي أو مادي و ال تستحق عقوبة السجن‪ .‬أما إذا كانت املخالفة خطيرة‬
‫أو سببت ضررا جسديا أو ماديا‪ ،‬فانه يتعين على مديرية التجارة تحويل امللف‬
‫إلى العدالة ‪.24‬‬
‫كما يمكنه أن يطلب تدخل إدارة الجمارك عندما تكون املنتجات املستوردة‬
‫مزيفة‪ ،‬استنادا إلى قرار وزير املالية املؤرخ في ‪ 25 0330/32/12‬و الذي يحدد‬
‫كيفية تطبيق املادة ‪ 00‬من قانون الجمارك املتعلقة باستيراد السلع املزيفة ‪. 26‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،22‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬قرار وزير املالية بتاريخ ‪ ،0330/32/12‬يحدد كيفيات تطبيق املادة ‪ 00‬من قانون الجمارك املتعلقة باستيراد السلع املزيفة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬بتاريخ ‪. 0330/32/12‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪00‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫عند قبول الطلب‪ ،‬تحدد إدارة الجمارك الفترة الالزمة لتدخلها‪ ،‬كما يمكن‬
‫لها أن تفرض على طالب التدخل عندما يكون طلبه مقبوال تشكيل ضمان‬
‫موجه إلى تغطية مسئوليتها املحتملة تجاه ألاشخاص املعنيين بالعملية‬
‫املذكورة‪ ،‬في حالة ما إذا تبين فيما بعد أن السلع موضوع الخالف ليست سلعا‬
‫مزيفة‪.‬‬
‫عندما يعاين مكتب جمركي أرسل إليه قرار التدخل‪ ،‬أن سلعا تطابق وصف‬
‫السلع املزيفة‪ ،‬يوقف منح امتياز رفع اليد أو يقوم بحجز هذه السلع‪ ،‬و يعلم‬
‫مكتب الجمارك املصلحة التي درست الطلب فورا‪ ،‬و التي تعلم بدورها فورا‬
‫املصرح و صاحب طلب التدخل ‪.‬‬
‫تعلم املصلحة التي تدرس الطلب‪ ،‬صاحب طلب التدخل بناء على طلبه‬
‫باسم و عنوان املصرح و املرسل إليه إذا كان معروفا حتى يتسنى له إخطار‬
‫الهيئة القضائية املختصة للبت في املضمون و إال يرفع إجراء الحجز‪ .‬و توضع‬
‫السلع تحت نظام إلايداع لدى الجمارك خالل مدة إيقاف رفع اليد عنها أو‬
‫حجزها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دورجمعيات حماية املستهلكين‬
‫يقف إلى جانب السلطات إلادارية املختصة برقابة املنتجات هيئات‬
‫‪27‬‬
‫استشارية منها من يخضع للقانون العام كاملجلس الوطني لحماية املستهلكين‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬جاء في نص املادة ‪ 00‬من قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق ‪ " :‬تحظر عند الاستيراد كل البضائع التي تحمل بيانات مكتوبة على‬
‫املنتوجات نفسها أو على ألاغلفة أو الصناديق أو ألاحزمة أو ألاظرفة أو ألاشرطة أو امللصقات‪ ،‬و التي من شانها أن توحي بأن‬
‫البضاعة آلاتية من الخارج هي ذات منشأ جزائري ‪.‬‬
‫و تحظر عند الاستيراد‪ ،‬مهما كان النظام الجمركي الذي وضعت فيه‪ ،‬و تخضع إلى املصادرة البضائع الجزائرية أو ألاجنبية‬
‫املزيفة ‪" .‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020 – 10‬مؤرخ في ‪ 32‬يوليو ‪ ،1110‬يحدد تكوين املجلس الوطني لحماية املستهلكين و اختصاصاته‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ ،20‬الصادرة سنة ‪. 1110‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪07‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫و املركز الجزائري ملراقبة النوعية و الرزم ‪ ،28‬و منها من يخضع للقانون الخاص‬
‫كجمعيات حماية املستهلكين‪ ،‬و إن كنا نسجل على هذه ألاخيرة عدم فعاليتها في‬
‫القيام بواجباتها التي تمليها مهمتها في حماية املستهلكين‪ .‬ألامر الذي يستدعي‬
‫التعريف بما يخوله لها القانون من صالحيات في إطار حماية املستهلكين‪ ،‬و دور‬
‫املستهلك في الاستعانة بها عند الحاجة لتعميم الحماية ‪.‬‬
‫جمعية حماية املستهلكين هيكل وسيط ينشط بتكامل بين الفاعلين الثالثة‬
‫للسوق وهم ‪ :‬املستهلكون الفرادى‪ ،‬املهنيون و السلطات العمومية‪ ،‬بغية حماية‬
‫‪29‬‬
‫فئة خاصة ذات منفعة عامة هي املستهلكين الذين تدافع عنهم و تمثلهم ‪.‬‬
‫و عليه فان لجمعية املستهلكين املنشاة طبقا للقانون رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في‬
‫‪ 1113/10/30‬املتعلق بالجمعيات ‪ ،30‬ثالث مهام رئيسية بناء على املادة ‪ 01‬من‬
‫القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعليم املستهلكين الاستهالك الرشيد و تنبيههم إلى قواعد النظافة و‬
‫تعريفهم بحقوقهم و الدفاع عنها و التصرف بأكثر يقظة و صرامة اتجاه‬
‫املتدخلين املخالفين‪ .‬و ذلك من خالل تنظيم امللتقيات و نشر و توزيع‬
‫املطبوعات و الاقتراب من السكان املحليين عن طريق وسيلتين هامتين تلجا إليها‬
‫عادة جمعيات حماية املستهلكين لتحقيق أهدافها‪ ،‬و هما الدعاية املضادة و‬
‫املقاطعة ‪. 31‬‬
‫‪ -0‬مساعدة املستهلكين على جمع ألادلة و تكوين ملف متين ضد املتدخلين‬
‫املخالفين و توجيههم إلى إلادارات املختصة أو مرافقتهم أمام املحكمة املختصة ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 102 – 21‬مؤرخ في ‪ 1121/32/32‬يتضمن إنشاء مركز جزائري ملراقبة النوعية و الرزم و تنظيمه و‬
‫عمله‪ ،‬معدل و متمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 012 – 30‬املؤرخ في ‪ ،0330/31/03‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬الصادرة في‬
‫‪. 0330/13/32‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪- Jean Calais-Auloy , Frank Steinmetz , droit de la consommation , 7 édition, dalloz , Paris , 2006 , p : 203 .‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في ‪ 1113/10/30‬املتعلق بالجمعيات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،20‬الصادرة سنة ‪. 1113‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬حداد العيد‪ ،‬الحماية الدولية للمستهلك‪ ،‬امللتقى الوطني حول املنافسة و حماية املستهلك‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يومي ‪ 12-12‬نوفمبر ‪ ،0331‬ص ‪. 10 :‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪07‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫‪ -0‬تمثيل املستهلكين أمام املهنيين و السلطات العمومية و أمام املحاكم‪ ،‬و‬


‫يتم هذا التمثيل بطريقتين ‪:‬‬
‫الطريقة ألاولى‪ :‬أمام الهيئات الاستشارية لوزارة التجارة السيما أمام املجلس‬
‫الوطني لحماية املستهلكين‪ ،‬أين لجمعية حماية املستهلكين في تشكيلته عشرة‬
‫ممثلين‪ ،‬كما تستفيد الجمعيات منه ببرامج مساعدة مقررة لصالحها و يتكفل‬
‫املجلس بتنفيذها‪ .32‬أمام لجنة البنود التعسفية التي تتضمن تشكيلتها ممثلين‬
‫عن جمعيات حماية املستهلكين‪ ،‬مؤهالن في مجال العقود و ألاعمال‪ ،‬السيما و‬
‫انه أنيط بهذه اللجنة البحث عن البنود التعسفية في عقود إلاذعان و صياغة‬
‫الاقتراحات و توصيات ترفع إلى وزير التجارة ‪ .33‬و أمام مجلس املنافسة كسلطة‬
‫إدارية مستقلة ‪. 34‬‬
‫حيث تملك جمعية املستهلكين في هذه الهيئات دورا فعاال في الدفاع عن‬
‫مصالح املستهلكين إلى جانب ممثلي املهنيين و ممثلي السلطات العمومية ‪.35‬‬
‫الطريقة الثانية ‪ :‬أن تتأسس جمعية املستهلكين أمام املحاكم كطرف مدني‬
‫عندما يتعرض مستهلك أو عدة مستهلكين ألضرار فردية تسبب فيها املتدخل و‬
‫ذات أصل مشترك‪ ،36‬حتى تساهم في جعل العقوبة و التعويض يتناسب و خطا‬
‫املتدخل و ألاضرار التي لحقت باملستهلكين الضحايا‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 30-31‬و املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 020-10‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬املواد من ‪ 2‬إلى ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 032-32‬مؤرخ في ‪ 0332/31/13‬يحدد العناصر ألاساسية للعقود املبرمة بين‬
‫ألاعوان الاقتصاديين و املستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية‪ ،‬معدل باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-32‬املؤرخ في ‪،0332/30/30‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 10-32‬مؤرخ في ‪ 0332/32/02‬يعدل و يتمم ألامر رقم ‪ 30-30‬املؤرخ في ‪ 0330/32/11‬واملتعلق باملنافسة‪،‬‬
‫معدل و متمم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 02‬الصادرة في ‪ ،0332/32/30‬املادة ‪ 30/02‬منه ‪ " :‬يمكن أن تستشيره أيضا في‬
‫و الهيئات الاقتصادية و املالية و املؤسسات و الجمعيات املهنية و النقابية و كذا‬ ‫املواضيع نفسها الجماعات املحلية‬
‫جمعيات املستهلكين ‪".‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬يشكل ممثلي السلطات العمومية في كل من املجلس الوطني لحماية املستهلكين و لجنة البنود التعسفية ألاغلبية في تشكيلة‬
‫الهيئتين بسبعة عشرة ممثال في املجلس و ستة ممثلين في اللجنة‪ ،‬بينما للمهنيين سبعة ممثلين في املجلس و ممثالن في اللجنة‪،‬‬
‫املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-10‬مرجع سابق‪ ،‬و املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 032-32‬مؤرخ في‬
‫‪ 0332/31/13‬ي حدد العناصر ألاساسية للعقود املبرمة بين ألاعوان الاقتصاديين و املستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية‪،‬‬
‫معدل باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-32‬املؤرخ في ‪ ،0332/30/30‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،32‬الصادرة في ‪. 0332/30/13‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪72‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫املطلب الثاني ‪:‬‬


‫آليات رقابة املنتجات املستوردة‬
‫تتم املراقبة قبل جمركة املنتجات املستوردة‪ ،‬و على أساس ملف يقدمه‬
‫املستورد أو ممثله القانوني إلى املفتشية الحدودية املعنية‪ ،‬و الذي يجب أن‬
‫يتضمن الوثائق التالية ‪ :‬تصريح باستيراد املنتج يحرره املستورد ‪ -‬و هو نموذج‬
‫معد مسبقا من طرف وزير التجارة يقع على املستورد ماله ‪ -‬نسخة طبق ألاصل‬
‫مصادق عليها من مستخرج السجل التجاري‪ ،‬نسخة طبق ألاصل مصادق عليها‬
‫للفاتورة و النسخة ألاصلية لكل وثيقة أخرى تطلب طبقا للتنظيم املعمول به و‬
‫تتعلق بمطابقة املنتجات املستوردة ‪.37‬‬
‫تنصب رقابة السلطات إلادارية املختصة للمنتجات املستوردة ‪ 38‬على ‪:‬‬
‫‪ -1‬فحص الوثائق املقدمة من املستورد ‪.‬‬
‫‪ -0‬املراقبة بالعين املجردة للمنتوج‪ ،‬من اجل التأكد من‪ :‬مطابقة املنتوج‬
‫(الفرع الثاني) استنادا إلى املواصفات القانونية أو التنظيمية التي تميزه‪،‬‬
‫مطابقة املنتوج استنادا إلى شروط استعماله و نقله و تخزينه‪ ،‬مطابقة املنتوج‬
‫للبيانات املتعلقة بالوسم و ‪ /‬أو الوثائق املرفقة‪ ،‬و عدم وجود أي تلف أو تلوث‬
‫‪39‬‬
‫محتمل للمنتوج‪.‬‬
‫‪ -0‬اقتطاع عينات من املنتوج (الفرع ألاول) إلجراء التحاليل و الاختبارات أو‬
‫التجارب‪ ،‬على أساس ‪ :‬نتائج فحص الوثائق أو الرقابة بالعين املجردة املنجزة‪،‬‬
‫املنشأ و الطبيعة و النوع و العرض و مستوى الخطر الذي يشكله املنتوج‪،‬‬
‫السوابق املتعلقة باملنتوج و باملستورد‪ ،‬و موثوقية عمليات التفتيش املنجزة‬
‫‪40‬‬
‫على مستوى البلد املصدر و أماكن املناولة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 0‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022 – 32‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،32‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،32‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022 – 32‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪72‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫و يترتب على كل عملية رقابة تحرير محضر‪ 41‬تدون فيها تواريخ و أماكن‬
‫الرقابة املنجزة و املخالفات املسجلة و العقوبات املتعلقة بها‪ ،‬و يجب أن‬
‫يتضمن املحضر تحت طائلة بطالنه هوية العون أو ألاعوان الذين يحررون‬
‫املحاضر و صفاتهم و إقامتهم إلادارية‪ ،‬تاريخ املعاينات املنتهية و ساعتها و‬
‫أماكنها بالضبط‪ ،‬هوية الشخص املعني باملعاينة و مهنته و محل إقامته‪ ،‬جميع‬
‫عناصر الفاتورة التي تتضمن قيمة املعاينات التي وقعت بالتفصيل‪ ،‬رقم‬
‫تسلسل محضر املعاينة‪ ،‬إمضاء العون القائم باملعاينة‪ ،‬إمضاء املعني باملعاينة‬
‫إن كان‪ ،‬و إذا رفض إلامضاء يذكر ذلك في املحضر أو في دفتر التصريح ‪.42‬‬
‫كما يجب أن يتضمن املحضر الوصف التفصيلي للتدابير املتخذة‪ ،‬و تترك‬
‫مراجع املحضر إلى حائز املنتوج ‪ .43‬و يمكن أن ترفق املحاضر املحررة بكل وثيقة‬
‫أو مستند إثبات‪ ،‬و تكون للمحاضر حجية قانونية حتى يثبت العكس ‪. 44‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬اقتطاع العينات‬
‫يمكن لألعوان املؤهلين القيام باقتطاع عينات من املنتوج ‪ 45‬لتحليلها في‬
‫مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش أو في مخابر معتمدة لهذا الغرض ‪ ،46‬على‬
‫أن يكون اقتطاع العينة وجاهيا بالنسبة للمستورد ‪.47‬‬
‫يشمل كل اقتطاع أصال على ثالث عينات متجانسة و ممثلة للكمية محل‬
‫املراقبة ‪ ،48‬غير انه إذا كان املنتوج سريع التلف أو لم يكن باإلمكان اقتطاع‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬ينفرد كل إجراء رقابة و كل تدبير إداري بمحضر معين يحدد شكله و محتواه عن طريق التنظيم‪ ،‬املادة ‪ 00‬الفقرة ألاخيرة‬
‫من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في ‪ 1113/31/03‬يتعلق برقابة الجودة و قمع الغش‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 32‬سنة ‪ ،1113‬معدل و متمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 012-31‬املؤرخ في ‪ ،0331/13/12‬الجريدة الرسمية عدد ‪21‬‬
‫الصادرة في ‪. 0331/13/01 :‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ، 03‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 01‬الفقرتين الثالثة و الرابعة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،03‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022 – 12‬املؤرخ في ‪ 1112/13/11‬معدل و متمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 021-12‬املتضمن إنشاء‬
‫شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،23‬الصادرة في ‪. 1112/10/32‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 31/ 20‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪70‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫ثالث عينات منه بسبب وزنه أو أبعاده‪ ،‬أو قيمته‪ ،‬أو طبيعته أو كميته‬
‫الضئيلة‪ ،‬فال تقتطع استثناء إال عينة واحدة في مجال الرقابة الجرثومية‪ ،‬كما‬
‫تقتطع عينة واحدة أيضا للدراسة بناء على طلب املصالح املكلفة بحماية‬
‫املستهلك و قمع الغش ‪.‬‬
‫يوضع ختم على كل عينة‪ .‬و يحتوي هذا الختم على إمضاء العون الذي يحرر‬
‫محضر الاقتطاع و على وسمة تعريف تتكون من جزأين يمكن فصلهما و‬
‫تقريبهما في وقت الحق و هما ‪: 49‬‬
‫‪ -1‬ألارومة (‪ )un talon‬التي ال تنزع إال في املخبر بعد فحص الختم الذي يجب‬
‫أن يتضمن التسمية التي تمت بها حيازة املنتوج لبيعه أو وضعه حيز البيع أو‬
‫التسمية التي بيع بها‪ ،‬تاريخ الاقتطاع و ساعته و مكانه‪ ،‬رقم تسجيل الاقتطاع و‬
‫كذا جميع املالحظات التي تسمح بتوجيه املخبر إلى ألابحاث التي يقوم بها‪ ،‬و‬
‫يمكن أن تضاف لهذا الغرض وثيقة مالئمة ألرومة الوسم‪.‬‬
‫‪ -0‬قسيمة (‪ )un volet‬تتضمن وجوبا رقم التسجيل نفسه الذي تحمله‬
‫ألارومة‪ ،‬الرقم التسلسلي الذي خصصه القائم باالقتطاع لهذه العملية‪ ،‬اسم‬
‫الشخص الذي وقع لديه الاقتطاع و عنوانه التجاري و الشخص ي‪ ،‬أو أسماء‬
‫املرسلين أو املرسل إليهم و عنوان كل منهم‪ ،‬إذا وقع الاقتطاع أثناء الطريق أو في‬
‫امليناء أو املطار ‪.‬‬
‫ترسل عينتان إلى مصلحة رقابة الجودة و قمع الغش في الدائرة التي تم فيها‬
‫الاقتطاع‪ ،‬التي تقوم بتسجيلهما ثم تحول إحدى العينتين إلى املخبر املختص‪ ،‬و‬
‫تحتفظ باألخرى كشاهد حسب الشروط املناسبة لحفظها بما في ذلك تحويلها‬
‫إلى املخبر إن كانت تتطلب شروطا خاصة للمحافظة عليها ‪ .50‬بينما يحتفظ‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬املادتين ‪ 1‬و ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،12‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪74‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫املتدخل املعني بالعينة الثالثة‪ ،‬على أن يلتزم بعدم تغييرها و باتخاذ جميع‬
‫التدابير الالزمة للمحافظة عليها ‪. 51‬‬
‫يجب على املخابر أن تستعمل في تحليل العينات املناهج املطابقة للمقاييس‬
‫الجزائرية املوحدة‪ ،‬التي يعدها و يصادق عليها بقرار من وزير التجارة و لجنة‬
‫تقييم و توحيد مناهج التحاليل و التجارب عليها ‪ ،52‬غير انه إذا كانت هذه‬
‫املناهج منعدمة تتبع املخابر املناهج املوص ى بها دوليا‪ ،‬و يجب في جميع ألاحوال‬
‫أن تذكر في ورقة التحليل املناهج املستعملة‪ .53‬و يحرر املخبر فور انتهاء أشغاله‬
‫ورقة تحليل يسجل فيها نتائج تحرياته فيما يخص مطابقة املنتوج‪ ،‬و تبعث هذه‬
‫الورقة إلى املصلحة التي قامت باقتطاع العينات خالل ‪ 03‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫‪54‬‬
‫تسلم املخبر إياها إال في حالة القوة القاهرة ‪.‬‬
‫و يترتب على كل اقتطاع و تحليل تحرير محضر وفق املضمون املحدد في‬
‫املادة ‪ 13‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في ‪ 1113/31/03‬املتعلق‬
‫برقابة الجودة و قمع الغش‪ ،‬و طبقا للنماذج املرفقة بالقرار الوزاري املشترك‬
‫املؤرخ في ‪ 1113/32/10‬الذي يتضمن تحديد كيفيات أخذ العينات و نماذج‬
‫استمارات مراقبة الجودة و قمع الغش ‪.55‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬املطابقة‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،10‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬من أمثلة هذه القرارات الكثيرة نذكر ‪ :‬قرار مؤرخ في ‪ 01‬يوليو سنة ‪ ،0310‬يجعل املنهج الذي يستعمل الوسط الهالمي‬
‫ببالزما ألارنب و الفيبرينوجين إلحصاء الستافيلوكوك ذات أنزيم تخثر موجب إجباريا‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 14‬املؤرخة‬
‫في ‪ 25‬مارس ‪ ،0312‬و القرار املؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر سنة ‪ ،0310‬يجعل منهج البحث عن متعددات الفوسفات في اللحوم و‬
‫منتجات اللحوم إجباريا‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 10‬املؤرخة في ‪ 32‬مارس ‪. 0312‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ -‬يترأس اللجنة وزير التجارة و تتشكل من عشر وزراء بما فيهم وزير الدفاع و الداخلية إضافة إلى محافظة الطاقة النووية‪،‬‬
‫املركز الجزائري ملراقبة النوعية و الرزم‪ ،‬املعهد الوطني للتقييس و الديوان الوطني للقياسة القانونية‪ ،‬املواد ‪ 11 ،11‬مكرر و ‪11‬‬
‫مكرر ‪ ،1‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،03‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -‬القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ 1113/32/10‬الذي يتضمن تحديد كيفيات أخذ العينات و نماذج استمارات مراقبة‬
‫الجودة و قمع الغش جريدة رسمية عدد ‪ 01‬الصادرة عام ‪. 1113‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪73‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫يجب التأكد من جودة املواد املنتجة محليا أو املستوردة و مطابقتها‬


‫للمواصفات القانونية (أوال) و التنظيمية التي تخصها‪ ،‬قبل عرضها في السوق ‪.‬‬
‫و يقع هذا الواجب على كل منتج أو وسيط أو موزع و بصفة عامة كل متدخل‬
‫في عملية الوضع لالستهالك ‪ ،56‬بما في ذلك املستورد ‪.‬‬
‫يشمل تقييم املطابقة كل إلاجراءات املستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر‬
‫لتحديد مدى احترام الشروط ذات الصلة باللوائح الفنية أو املواصفات‪ ،57‬و‬
‫اللتان تعتبران أهم وسائل التقييس‪ ،‬و هو ما عبرت عنه املادة ‪ 30‬الفقرة ‪ 12‬من‬
‫قانون حماية املستهلك و قمع الغش‪" : 58‬املطابقة ‪ :‬استجابة كل منتوج موضوع‬
‫لالستهالك للشروط املتضمنة في اللوائح الفنية‪ ،‬و للمتطلبات الصحية و‬
‫البيئية و السالمة و ألامن الخاصة به ‪" .‬‬
‫لذلك يرتبط مفهوم املطابقة ارتباطا وثيقا بالتقييس‪ ،‬فاحترام هذا الالتزام‬
‫يشكل حماية املستهلك من كل ما هو معروض لالستهالك ‪.‬‬
‫و قد عرفت املادة ‪ 0‬في فقرتها ألاولى من القانون املتعلق بالتقييس‪،59‬‬
‫التقييس بكونه ‪" :‬النشاط الخاص املتعلق بوضع أحكام ذات استعمال موحد و‬
‫متكرر في مواجهة مشاكل حقيقية أو محتملة يكون الغرض منها تحقيق الدرجة‬
‫املثلى من التنظيم في إطار معين‪ .‬و يقدم وثائق مرجعية تحتوي على حلول‬
‫ملشاكل تقنية و تجارية تخص املنتجات و السلع و الخدمات التي تطرح بصفة‬
‫متكررة في العالقات بين الشركاء الاقتصاديين و العلميين و التقنيين و‬
‫الاجتماعيين ‪" .‬‬
‫الوثائق املرجعية املقصودة في هذا التعريف هي ‪ :‬املواصفة القياسية (ثانيا)‬
‫و الالئحة الفنية (ثالثا)‪ ،‬اللتان تستندان إلى املتطلبات املتعلقة باملنتوج من‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬الفقرة ألاولى من القانون رقم ‪ ،30 -31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 30‬الفقرة ‪ ،2‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 30-30‬مؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ 0330‬يتعلق بالتقييس‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 01‬الصادرة في ‪. 0330/32/02‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫حيث خصائص استعماله بدال من استنادها إلى تصميمه أو إلى خاصياته‬


‫الوصفية ‪.60‬‬
‫أوال ‪ :‬املواصفات القانونية‬
‫تعبر املواصفات القانونية عن الخصائص و املميزات املطلوبة في املنتوج‬
‫قصد تحقيق غرض معين‪ ،‬يقع على املتدخل الالتزام باحترامها منذ تولي مهمة‬
‫إلانتاج إلى غاية الاستهالك‪ ،61‬تحت طائلة العقوبة إلادارية‪ ،‬املدنية و الجزائية‬
‫تبعا لألضرار التي يلحقها باملستهلك ‪.‬‬
‫و هو ما عبرت عنه املادة ‪ 13‬الفقرة ألاولى من القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق‬
‫بحماية املستهلك و قمع الغش على انه ‪" :‬يتعين على كل متدخل احترام إلزامية‬
‫امن املنتوج الذي يضعه لالستهالك فيما يخص ‪ - :‬مميزاته و تركيبه و تغليفه و‬
‫شروط تجميعه و صيانته " أما املادة ‪ 11‬من نفس القانون فقد نصت في فقرتها‬
‫ألاولى على انه ‪" :‬يجب أن يلبي كل منتوج معروض لالستهالك‪ ،‬الرغبات املشروعة‬
‫للمستهلك من حيث طبيعته و صنفه و منشئه و مميزاته ألاساسية و تركيبته و‬
‫نسبة مقوماته الالزمة و هويته و كمياته و قابليته لالستعمال و ألاخطار‬
‫الناجمة عن استعماله "‬
‫‪62‬‬
‫تطبيقا لهذه النصوص تم إصدار القانون املتعلق بالتقييس ‪ ،‬و كذا‬
‫القانون املتعلق بالنظام الوطني القانوني للقياسة‪ ،63‬حيث يمثالن إلاطار‬
‫القانوني لنشاط التقييس في الجزائر ‪.‬‬
‫من هنا يمكن أن نعتبر أن ملصطلح املطابقة مفهومان‪ ،‬مفهوم ضيق مفاده‬
‫املطابقة للقوانين و التنظيمات السارية املفعول‪ ،‬و مفهوم موسع يرجع للهدف‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من القانون ‪ ،30-30‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬علي بولحية بن بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية املستهلك و املسؤولية املترتبة عنها في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0333 ،‬ص ‪. 22 :‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،30 – 30‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 12 – 13‬مؤرخ في ‪ 1113/32/01‬يتعلق بالنظام الوطني القانوني للقياسة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 02‬الصادرة في‬
‫‪. 1113/32/12‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫من هذه املطابقة أال و هو الاستجابة للرغبات املشروعة و املنتظرة من طرف‬


‫املستهلك‪ .‬إذ أن هناك فرق بين املنتوج املخالف للقانون و املنتوج غير القابل‬
‫لالستهالك‪ ،‬فاألول مخالف للمواصفات القانونية و التنظيمية التي تخصه‪ ،‬في‬
‫حين أن الثاني غير مستجيب لألهداف املشروعة من هذه املواصفات‪ ،‬و التي‬
‫من أبرزها‪ :‬حماية صحة ألاشخاص و سالمتهم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املواصفات القياسية‬
‫املواصفة وثيقة غير إلزامية توافق عليها هيئة تقييس معترف بها ‪ ،64‬تقدم‬
‫من اجل الاستخدام العام املتكرر‪ ،‬القواعد و إلاشارات‪ ،‬أو الخصائص‬
‫املتضمنة الشروط في مجال التغليف و السمات املميزة و طريقة إلانتاج و كل‬
‫‪65‬‬
‫هدف آخر من الطبيعة ذاتها ‪.‬‬
‫تنشر هذه املواصفات بناء على املخطط السنوي و املخطط املتعدد‬
‫السنوات للتنمية‪ ،‬حيث يقوم املعهد الجزائري للتقييس‪ 66‬في كل ستة أشهر‬
‫بإصدار برنامج عملها تبين فيه املواصفات التي تم إعدادها أو هي بصدد‬
‫‪67‬‬
‫إعدادها‪ ،‬كما تبرز املواصفات التي تمت املصادقة عليها في فترة سابقة ‪.‬‬
‫و تتضمن املواصفات الوطنية على الخصوص‪ :‬وحدات القياس و شكل‬
‫املنتجات و تركيبها و أبعادها و خاصيتها الطبيعية و الكيماوية و نوعها و وسم‬
‫املنتجات و طريقة استعمالها ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬يعتبر هيئة ذات نشاط تقييس ي‪ ،‬كل كيان يثبت كفاءته التقنية لتنشيط ألاشغال في ميدان التقييس‪ ،‬تعتمد هذه الهيئات‬
‫و تكلف بإعداد املواصفات القطاعية و تبليغها إلى املعهد الجزائري للتقييس و السهر‬ ‫من طرف الوزير املكلف بالتقييس‬
‫على توزيعها بكل وسيلة مالئمة‪ ،‬املواد ‪ 10 ،11‬و ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-32‬مؤرخ في ‪ 0332/10/32‬يتعلق بتنظيم‬
‫التقييس و سيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 23‬الصادرة سنة ‪. 0332‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 0‬الفقرة الثالثة من القانون رقم ‪ ، 30 – 30‬مرجع سابق‬
‫‪66‬‬
‫‪ -‬املعهد الجزائري للتقييس هيئة وطنية للتقييس‪ ،‬أنشئت بموجب املادة ‪ 30‬من القانون ‪ ،30-30‬مرجع سابق‪ ،‬تتكون من‬
‫ممثلي جميع الوزراء ماعدا وزير الثقافة‪ ،‬وزير املجاهدين‪ ،‬وزير الرياضة و وزير الشباب ‪ ،‬إضافة إلى ممثلي الغرف الوطنية و‬
‫املستهلكين‪ ،‬تكلف بإعداد املواصفات الوطنية‪ ،‬السهر على تنفيذ‬ ‫الجمعيات بما في ذلك ممثل عن جمعيات حماية‬
‫البرنامج الوطني للتقييس‪ ،‬و ضمان توزيع املعلومات املتعلقة بالتقييس‪ ،‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020-32‬املرجع‬
‫السابق ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ،30-30‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪70‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫و من بين املواصفات الصادرة نذكر‪: 68‬‬


‫‪ -‬القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ 1112/30/02‬يحدد املواصفات التقنية‬
‫للسكر ألابيض ‪.‬‬
‫‪ -‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1112/32/02‬يتعلق باملواصفات التقنية‬
‫للحليب الجاف و شروط و كيفيات عرضه ‪.‬‬
‫‪ -‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1112/32/02‬يتعلق باملواصفات التقنية‬
‫ألنواع سميد القمح الصلب و شروط و كيفيات عرضه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الالئحة الفنية‬
‫الالئحة الفنية وثيقة تتخذ عن طريق التنظيم‪ ،‬يكون احترامها إجباريا و‬
‫تنص على خصائص منتوج ما‪ ،‬أو العمليات و طرق إلانتاج املرتبطة به‪ ،‬كما‬
‫‪69‬‬
‫يمكن أن تتناول الشروط الواجبة في مجال التغليف ‪.‬‬
‫تعود املبادرة بإعداد مشاريع اللوائح الفنية للدائرة الوزارية املعنية ‪ ،‬لتحقيق‬
‫احد ألاهداف الشرعية التي تتمثل على الخصوص في ‪ :‬ألامن الوطني‪ ،‬الوقاية‬
‫من املمارسات التي تؤدي إلى التغليط‪ ،‬حماية صحة ألاشخاص و سالمتهم‪،‬‬
‫حماية حياة الحيوانات أو صحتها‪ ،‬الحفاظ على النباتات و الحفاظ على‬
‫‪70‬‬
‫البيئة‬
‫باستقراء هذه ألاهداف الشرعية‪ ،‬نستنتج أن الدوائر الوزارية املعنية‬
‫بإعداد اللوائح الفنية هي ذاتها املمثلة في املعهد الجزائري للتقييس‪ ،‬و هي جميع‬
‫الوزارات ماعدا وزارة الثقافة‪ ،‬وزير املجاهدين‪ ،‬وزير الرياضة و وزير الشباب‪.‬‬
‫يجب على الدائرة الوزارية املسئولة عن إعداد الالئحة الفنية التحقق من‬
‫وجود املواصفات الوطنية أو مشروع املواصفات الدولية املالئمة لدى املعهد‬
‫الجزائري للتقييس‪ .‬غير انه يمكن للدائرة الوزارية الاستغناء عن هذه‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬الصادرة في ‪. 1112/32/03‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 0‬الفقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ، 30-30‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 13‬و املادة ‪ 0‬الفقرة ‪ ، 0‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫املواصفات‪ ،‬إذا اتضح عدم مالءمتها ‪ ،71‬كما ال يتم إلابقاء على الالئحة الفنية‬
‫إذا زالت الظروف أو ألاهداف التي دعت إلى اعتمادها‪ ،‬أو تغيرت بحيث أصبح‬
‫من املمكن تلبية الهدف املشروع بطريقة اقل تقييدا للتجارة ‪.72‬‬
‫تبلغ إجباريا مشاريع اللوائح الفنية إلى املعهد الجزائري للتقييس‪ ،73‬و يتم‬
‫الاستعانة في إعدادها بدليل إعداد اللوائح الفنية الوارد كملحق باملرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 020-32‬املؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر‪ 0332‬املتعلق بتنظيم التقييس و‬
‫سيره ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬إلاشهاد على املطابقة‬
‫تخضع للمواصفة القياسية و للوائح الفنية كل من املنتجات املستوردة من‬
‫أي دولة أخرى و املنتجات املماثلة لها ذات املنشأ الوطني دون تمييز‪ ،74‬مع‬
‫مراعاة سرية املعلومات املتعلقة باملنتجات املستوردة عند التفتيش بطريقة‬
‫تسمح بحفظ املصالح التجارية املشروعة‪ ،‬الن اللوائح الفنية و املواصفات‬
‫الوطنية ال تعتمد و ال تطبق بهدف إحداث عوائق غير ضرورية للتجارة ‪. 75‬‬
‫لذلك يمكن التحقق من مطابقة املنتجات املستوردة قبل إلارسال أو في إطار‬
‫مساعدة املفتشيات الحدودية من طرف هيئات وطنية أو أجنبية‪ ،‬شرط أن‬
‫تكون معتمدة من طرف وزير التجارة الذي يحدد كيفيات تسليم الاعتماد و‬
‫سحبه بقرار‪ .‬و يمكن أال تخضع املنتجات املستوردة التي خضعت لتفتيش هذه‬
‫الهيئات مشفوعا بشهادة مطابقة املتطلبات الخاصة‪ ،‬إلى املراقبة بالعين‬
‫املجردة أو إلى اقتطاع العينات على يد مصالح املفتشيات الحدودية ‪.‬‬
‫و منح إلاشهاد على املطابقة في الجزائر إجراء إداري تمنحه الهيئة املكلفة‬
‫بالتقييس‪ ،‬حيث يرمز للمنتج املطابق للمواصفات بعالمة "ت ج" و التي تعني‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬ملحق املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،020 – 32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،30 – 30‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 11‬الفقرة الثانية‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ ،30 – 30‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،2‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫تقييس جزائري‪ ،‬فهذه العالمة هي ملك مقصور للمعهد الجزائري للتقييس و هي‬
‫غير قابلة للتنازل عنها و غير قابلة للحجز ‪ .76‬غير أن املشرع الجزائري لم ينص‬
‫على التدابير القمعية ملنع استغالل شهادة املطابقة في مشروعات غير شرعية ‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬‬
‫آثار رقابة السلطات إلادارية للمنتجات املستوردة‬
‫بعد فحص الوثائق و املراقبة بالعين املجردة للمنتج‪ ،‬و عندما ال توجد‬
‫ضرورة اقتطاع عينات‪ ،‬تسلم املفتشية الحدودية املختصة رخصة دخول املنتج‬
‫للمستورد أو إلى ممثله القانوني ‪ .‬أما في حالة املخالفة‪ ،‬فيتسلم املستورد مقرر‬
‫رفض الدخول الذي يبين بوضوح سبب الرفض ‪.‬‬
‫و يجب أن ال يتجاوز اجل تبليغ نتائج املراقبة من قبل مفتشية الحدودية ‪02‬‬
‫ساعة‪ ،‬ابتداء من تاريخ إيداع املستورد للوثائق املطلوبة منه و يمدد هذا ألاجل‬
‫باملدة الضرورية إلجراء التحاليل أو الاختبارات أو التجارب دون أن يتعدى ذلك‬
‫املدة القصوى لبقائها في املخزن أو مكان إلايداع املؤقت املحدد في التنظيم‬
‫‪77‬‬
‫املعمول به‪.‬‬
‫إذا تبين من تقرير املخبر أن املنتوج مطابق‪ ،‬يمكن تقديم البراءة إلى إلادارة‬
‫الجبائية قصد الحصول على إلغاء الضريبة ‪ .78‬أما إذا ظهر من التحليل أن‬
‫العينة غير مطابقة للمواصفات التي يجب أن تتوفر في البضاعة‪ ،‬تتخذ السلطة‬
‫إلادارية املختصة جميع التدابير التحفظية أو الوقائية الرامية إلى حماية صحة‬
‫املستهلك و مصالحه‪( 79‬املطلب ألاول)‪ ،‬إضافة إلى إحالة امللف إلى الجهة‬
‫القضائية املختصة ( املطلب الثاني ) ‪.‬‬
‫املطلب ألاول ‪:‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬كالم حبيبة‪ ،‬حماية املستهلك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع العقود و املسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫املناقشة‪ ،‬ص ‪. 00 :‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬دون تاريخ‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،00‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪72‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫التدابيرإلادارية‬
‫تتلخص التدابير التحفظية أو الوقائية بسحب مؤقت أو نهائي للمنتوج‪ ،‬أو‬
‫العمل لجعل املنتوج مطابق‪ ،‬أو تغيير املقصد‪ ،‬أو حجز البضائع‪ ،‬أو إتالفها‪ ،‬أو‬
‫إعادة توجيهها‪ ،‬و هي تدابير أصلية (الفرع ألاول) يضاف إليها تدابير تكميلية‬
‫(الفرع الثاني) ‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪ :‬التدابيرألاصلية‬
‫سنتولى من خالل هذا الفرع بيان هذه التدابير‪ ،‬و الحاالت التي تستوجب‬
‫اتخاذها ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬السحب‬
‫يقصد بالسحب منع حائز املنتوج من التصرف فيه‪ ،‬أي نزع املنتوج من‬
‫مسار وضع البضاعة حيز الاستهالك من طرف منتجها و في غياب هذا ألاخير من‬
‫طرف املتدخل ألاقرب كاملستورد ‪ .‬حيث يجري تشميع املنتجات و وضعها تحت‬
‫حراسة املتدخل املعني ‪. 80‬‬
‫و السحب نوعان ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬السحب املؤقت ‪ :‬في حالة ما إذا أثارت املنتجات فعال شكوكا لدى أعوان‬
‫الرقابة بعد الفحص أو اثر اقتطاع العينات في كونها غير مطابقة‪ ،‬و ذلك في‬
‫انتظار نتائج التحريات املعمقة السيما نتائج التحاليل أو الاختبارات أو التجارب‬
‫التي يجب أن تتم خالل ‪ 32‬أيام عمل تحت طائلة رفع تدبير السحب املؤقت ‪.‬‬
‫و يمكن تمديد هذا ألاجل عندما تتطلب الشروط التقنية للتحريات املعمقة‬
‫ذلك ‪ 81 .‬كما يرفع تدبير السحب املؤقت فورا إذا لم تؤكد عدم مطابقة املنتوج‪،‬‬
‫أما إذا تأكدت عدم مطابقته فيخضع إلى احد التدابير إلادارية بين العمل على‬
‫‪82‬‬
‫جعله مطابقا‪ ،‬أو تغيير مقصده‪ ،‬أو حجزه أو إتالفه حسب الحالة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،21‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 00‬الفقرة ألاخيرة من املرسوم التنفيذي ‪ ،01 - 13‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪72‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫مع مالحظة اختالف هذا ألاجل بين القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق بحماية‬
‫املستهلك و قمع الغش أين حدد بسبعة(‪ )2‬أيام عمل‪ ،‬و بين نصه التطبيقي‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-13‬املتعلق برقابة الجودة و قمع الغش أين حدده‬
‫بخمسة عشرة (‪ ) 12‬يوما ‪ ،83‬و مع وجود نص املادة ‪ 10‬من القانون ‪ 30-31‬التي‬
‫أبقت النصوص التطبيقية سارية املفعول‪ ،‬يثور إشكال بالنسبة ملصالح الرقابة‬
‫حول ألاجل الذي يتقيدون به ‪.‬‬
‫ب‪ -‬السحب النهائي ‪ :‬ينفذ السحب النهائي دون رخصة مسبقة من السلطة‬
‫القضائية املختصة‪ ،‬إذا ثبت أن املنتوج مزور أو مغشوش أو سام أو انه انتهت‬
‫مدة صالحيته‪ ،‬املنتوج الذي ثبت عدم صالحيته لالستهالك‪ ،‬عند حيازة‬
‫منتجات دون سبب شرعي و التي يمكن استعمالها في التزوير‪ ،‬املنتجات‬
‫‪84‬‬
‫املقلدة و ألاشياء أو ألاجهزة التي تستعمل للقيام بالتزوير‪.‬‬
‫و يعلم وكيل الجمهورية املختص فور سحب املنتوج نهائيا‪ ،‬و يتحمل‬
‫املتدخل املعني مصاريف السحب و املراقبة إذا ثبت عدم مطابقة املنتوج‪ ،‬و‬
‫‪85‬‬
‫يتلقى تعويضا إذا ثبتت مطابقته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جعل املنتوج مطابقا‬
‫يمكن أن يكون عدم املطابقة ناجم عن عدم مراعاة التنظيم املتعلق بالوسم‬
‫(‪ )1‬أو يكون متصال بالجودة الذاتية للمنتوج (‪. )0‬‬
‫‪ -1‬عدم مراعاة التنظيم املتعلق بالوسم (إعادة التوضيب)‪ :‬إذا كانت عدم‬
‫مطابقة املنتوج ناجمة عن عدم مراعاة التنظيم املتعلق بالوسم‪ ،‬تتم إعادة‬
‫توضيب املنتوج طبقا للتنظيم املعمول به‪ ،‬و يستثني من إعادة التوضيب‬
‫املنتجات التالية ‪: 86‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 00‬الفقرة الرابعة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 20‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 20‬الفقرة ألاخيرة و املادة ‪ 20‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪70‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫‪ ‬املواد املقتناة في إطار املقايضة الحدودية التي تحدد قائمتها بقرار‬


‫مشترك بين الوزير املكلف بحماية املستهلك و قمع الغش و الوزير املكلف‬
‫باملالية ‪.‬‬
‫‪ ‬املواد املقتناة مباشرة لالستهالك الخاص لعمال الشركات أو الهيئات‬
‫ألاجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬املواد التي تقتنيها محالت املنتجات املعفاة من الرسوم‪ ،‬و مصالح‬
‫إلاطعام و شركات النقل الدولي للمسافرين و مؤسسات الفندقة و السياحة‬
‫املصنفة و الهالل ألاحمر الجزائري و الجمعيات و الهيئات املماثلة املعتمدة‬
‫قانونا ‪.‬‬
‫مع مالحظة انه يجب أن تتضمن هذه املواد وسما مطابقا لتنظيم بلد املنشأ‬
‫أو بلد املصدر ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم املطابقة املتصل بالجودة الذاتية للمنتوج (ضبط املطابقة)‪ :‬إذا‬
‫كانت عدم مطابقة املنتوج متصلة بجودته الذاتية‪ ،‬فيجري عندئذ ضبط‬
‫مطابقته‪ ،‬عن طريق إزالة سبب عدم املطابقة حسب الطريقة املنصوص عليها‬
‫في التنظيم املعمول به‪ ،‬أو حسب طريقة ترخص بها املديرية الجهوية املختصة‬
‫إقليميا وذلك باحترام القواعد و ألاعراف املعمول بها‪ ،‬أو عن طريق تخفيض‬
‫رتبة املنتوج أو إعادة توجيهه إلى صناعة التحويل أو تغيير وجهته‪ ،‬شرط أال‬
‫‪87‬‬
‫يلحق أي تلف في نوعية املنتوج ‪.‬‬
‫و يجب أن يتم ضبط املطابقة في هذا املجال وفق ألاحكام التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املكلف بضبط املطابقة ‪ :‬يكلف بضبط املطابقة املستورد الذي يقع عليه‬
‫القيام بمجموع العمليات املرتبطة بانجازها بشرط احترام املدة الدنيا لحفظ‬
‫املنتوج مع انتقاص املدة الفعلية لتنفيذ ذلك ‪ .88‬و تتم هذه العملية تحت رقابة‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،11‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 03‬الفقرة ألاولى من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪74‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫املصالح املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش التابعة للمكان الذي تجري فيه‬
‫‪89‬‬
‫هذه العملية‪ ،‬و بانتهاء ضبط املطابقة تسلم للمستورد رخصة دخول املنتوج‪.‬‬
‫ب‪ -‬نتائج عدم املطابقة و عدم الضبط ‪ :‬نميز في هذا إلاطار بين حالتين ‪:‬‬
‫الحالة ألاولى‪ :‬إذا لم تنجز عملية ضبط مطابقة املنتجات في مؤسسة‬
‫متخصصة أو في مخازن املستورد في آلاجال و في الشروط املطلوبة‪ ،‬و تقوم‬
‫مصالح التفتيش على الحدود املعنية في هذه الحالة بحجز املنتوج و إتالفه على‬
‫‪90‬‬
‫نفقة املستورد ‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا تم التأكد من أن املنتوج املستورد غير مطابق و أن ضبط‬
‫مطابقته مستحيل ‪ .‬في هذه الحالة يكون املنتوج محل إعادة تصدير أو إعادة‬
‫توجيه إلى استعمال آخر مشروع‪ ،‬و إذا لم يتم ذلك تقوم مصالح التفتيش على‬
‫‪91‬‬
‫الحدود املعنية بحجزه و إتالفه على نفقة املستورد ‪.‬‬
‫مع مالحظة أن قائمة املنتجات التي يمنع ضبط مطابقتها بواسطة إعادة‬
‫التوضيب أو بواسطة إلاجراءات السابقة‪ ،‬يحددها الوزير املكلف بحماية‬
‫‪92‬‬
‫املستهلك و قمع الغش و الوزراء املعنيون بقرار ‪.‬‬
‫كما يجب على املستورد إرفاق رخصة دخول املنتوج مع ملف جمركته ‪ .‬أما في‬
‫ستورد‪ ،‬ترسل مصالح املفتشية الحدودية التي‬ ‫حالة عدم مطابقة املنتوج ال ال ُـم َ‬
‫أمرت بهذا إلاجراء نسخة من قرار رفض دخول املنتوج إلى مصالح الجمارك‬
‫ستورد إلى التراب الوطني ‪.‬‬‫التابعة ملكان إدخال املنتوج ال ُـم َ‬
‫ثالثا ‪ :‬تغييراملقصد‬
‫تغيير املقصد يعني حالتين ‪: 93‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 03‬الفقرتين الثانية و الثالثة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،01‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،00‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،00‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪73‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫الحالة ألاولى ‪ :‬إرسال املنتجات املسحوبة على نفقة املتدخل املقصر إلى هيئة‬
‫تستعملها في غرض شرعي‪ ،‬إما مباشرة و إما بعد تحويلها‪ ،‬و يحتفظ بعائد‬
‫التنازل لدى هذه الهيئة حتى تبت السلطة القضائية في مقصد ذلك ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬رد املنتجات املسحوبة على نفقة املتدخل املقص ى إلى الهيئة‬
‫املسئولة عن توضيبها أو إنتاجها أو استيرادها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الحجز‬
‫يقصد بالحجز املتعلق برقابة الجودة و قمع سحب املنتوج املعترف بعدم‬
‫مطابقته من حائزه ‪ ،94‬حيث يقوم ألاعوان املؤهلين بتشميع هذه املنتجات‬
‫املشتبه فيها ووضعها تحت حراسة املستورد املعني ‪ ،95‬بعد الحصول على إذن‬
‫‪96‬‬
‫قضائي من وكيل الجمهورية لدى محكمة مقر نشاطهم ‪.‬‬
‫غير انه يجوز لألعوان املؤهلين تنفيذ الحجز دون إذن قضائي قبلي لكن مع‬
‫إبالغ السلطة القضائية البعدي و الفوري‪ 97‬في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬التزوير‬
‫‪ -‬املنتجات املحجوزة بدون سبب شرعي و التي تمثل في حد ذاتها تزويرا ‪.‬‬
‫‪ -‬املنتجات املعترف بعدم صالحيتها لالستهالك‪ ،‬ماعدا املنتجات التي ال‬
‫يستطيع العون أن يقرر عدم صالحيتها لالستهالك دون تحاليل الحقة ‪.‬‬
‫‪ -‬املنتجات املعترف بعدم مطابقتها للمقاييس املعتمدة للمواصفات‬
‫القانونية و التنظيمية و تمثل خطرا على صحة املستهلك و أمنه ‪.‬‬
‫‪ -‬عند استحالة العمل بجعل املنتج مطابقا للمطلوب أو استحالة تغيير‬
‫مقصده ‪.‬‬
‫‪ -‬رفض حائز املنتوج أن يجعله مطابقا أو أن يغير مقصده ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬الفقرة ألاولى من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬الفقرة الثانية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬الفقرة ألاخيرة من املرسوم ‪ ، 01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫و عندما يتم الحجز‪ ،‬يحرر العون محضرا فوريا و في عين املكان – باألشكال‬
‫التي سبق و أن تعرضنا إليها عند تطرقنا آلليات الرقابة ‪ -‬كما يجب عليه أن‬
‫يختم املنتجات املعنية و يعلم السلطة القضائية املختصة‪ ،‬التي يمكنها ألامر‬
‫برفع اليد عن املنتجات املعنية بإجراء الحجز أو مصادرتها ‪.98‬‬
‫مع مالحظة أن املشرع الجزائري ال يميز بين آثار الحجز و آثار السحب‬
‫بنوعيه‪ ،‬أين يسار إلى تشميع املنتجات و وضعها تحت حراسة املتدخل املعني‬
‫حسب القانون رقم ‪ 30-31‬عند اتخاذ أحد التدبيرين‪ ،‬في حين ينفرد الحجز‬
‫بآثاره في املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-32‬الذي يحدد شروط مراقبة مطابقة‬
‫املنتجات املستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك‪ ،‬أين تكون نتيجة الحجز إتالف‬
‫املنتجات على نفقة املستورد ‪. 99‬‬
‫فضال عن اختالف مفهوم الحجز بين القانون رقم ‪ 30-31‬و املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬فهو بقاء املنتجات املشمعة تحت حراسة املتدخل املعني‬
‫في القانون‪ ،‬بينما هو سحب املنتجات من حائزها في املرسوم ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬إلاتالف‬
‫تتلف املنتجات كلما تعذر التفكير في استعمالها استعماال قانونيا و‬
‫اقتصاديا‪ ،‬و يمكن أن يتمثل ذلك إلاتالف أيضا في تغيير طبيعة املنتج ‪ .100‬مع‬
‫تحرير محضر يتضمن التدبير باإلتالف وفق ألاشكال السابق ذكرها مع سابق‬
‫التدابير ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬إعادة التوجيه‬
‫يجب أن يستجيب املنتوج في جميع الحاالت للرغبات املشروعة للمستهلك و‬
‫لالستهالك السيما فيما يتعلق بـطبيعته‪ ،‬صنفه‪ ،‬منشئه‪ ،‬مميزاته ألاساسية‪،‬‬
‫تركيبه‪ ،‬نسبة املقومات الالزمة له و هويته و كميته ‪ .‬و أن يقدم املنتوج وفق‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬الفقرة الثالثة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 01‬و املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،02‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫مقاييس تغليفه‪ ،‬و أن يذكر مصدره‪ ،‬و تاريخ صنعه و التاريخ ألاقص ى‬
‫الستهالكه و كيفية استعماله و الاحتياطات الواجب اتخاذها من اجل ذلك و‬
‫عمليات املراقبة التي أجريت عليه ‪. 101‬‬
‫فإذا لم تبرز هذه العناصر في الوسم الذي يحمله املنتوج‪ ،‬حسب طبيعته و‬
‫صفته تحت طائلة الحجز الفوري بقرار من السلطة إلادارية املختصة ‪ ،102‬و‬
‫توجه املنتجات املحجوزة إذا كانت قابلة لالستهالك إلى مركز منفعة جماعية‬
‫بناء على مقرر تتخذه السلطة إلادارية املختصة ‪.103‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التدابيرالتكميلية‬
‫يمكن أن تتخذ املصالح املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش تدابير‬
‫تكميلية إضافة إلى التدابير ألاصلية‪ ،‬تتمثل أساسا في التوقيف املؤقت لنشاط‬
‫املؤسسة (أوال) نشر القرار القاض ي بالتدبير إلاداري (ثانيا) و ذلك دون إلاخالل‬
‫بالعقوبات الجزائية املنصوص عليها في القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق بحماية‬
‫املستهلك و قمع الغش وقانون العقوبات ‪ ،‬مع إمكانية فرض غرامة الصلح‬
‫(ثالثا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التوقيف املؤقت لنشاط املؤسسة‬
‫متى كنا أمام احد التدابير ألاصلية‪ ،‬فان قرار التدبير ألاصلي يرفق بقرار‬
‫توقيف مؤقت لنشاط املؤسسة أو املؤسسات املساهمة في عملية طرح املنتوج‬
‫في مسار وضعه حيز الاستهالك لغاية زوال ألاسباب التي أدت إلى اتخاذ التدبير‬
‫ألاصلي ‪.104‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نشرالقرارالقاض ي بالتدبيرإلاداري‬

‫‪101‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،21‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 01‬املرسوم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪70‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫متى كنا أمام احد التدابير ألاصلية‪ ،‬فانه ينشر القرار القاض ي بالتدبير‬
‫إلاداري ألاصلي بكامله أو باختصار من طرف إلادارة املعنية (املصلحة املكلفة‬
‫بحماية املستهلك و قمع الغش محل ارتكاب املخالفة ) ‪.105‬‬
‫ثالثا ‪ :‬غرامة الصلح‬
‫يقصد بغرامة الصلح املبلغ املالي الذي يمكن لألعوان املؤهلين فرضه على‬
‫املتدخل املخالف‪ ،‬و الذي ينتج عنه انقضاء الدعوى العمومية في مواجهة‬
‫املتدخل املخالف متى قام بتسديده‪ .106‬باستثناء ثالث حاالت ال يمكن معالجتها‬
‫بفرض غرامة الصلح‪ ،‬و يحول ملف املتدخل املخالف للعدالة ‪ ،107‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت املخالفة املسجلة تعرض صاحبها إلى عقوبة أخرى غير العقوبة‬
‫املالية أو كانت تتعلق بتعويض ضرر مسبب لألشخاص أو ألامالك ‪.‬‬
‫‪ -0‬في حالة تعدد املخالفات التي ال يطبق في إحداها على ألاقل إجراء غرامة‬
‫الصلح ‪.‬‬
‫‪ -0‬في حالة العود ‪.‬‬
‫يحدد مبلغ غرامة الصلح حسب كل مخالفة‪ ،‬كمايلي ‪: 108‬‬
‫‪ -‬ثالثمائة ألف دينار (‪ 033333‬دج) عن انعدام سالمة املواد الغذائية‪،‬‬
‫أو عن انعدام امن املنتوج‪ ،‬أو عن انعدام رقابة املطابقة املسبقة أو عن انعدام‬
‫الضمان أو عدم تنفيذه ‪.‬‬
‫‪ -‬مائتا ألف دينار (‪ 033333‬دج) عن انعدام النظافة و النظافة الصحية‬
‫أو عن غياب بيانات وسم املنتوج ‪.‬‬
‫‪ -‬خمسون ألف دينار (‪ 23333‬دج ) عن عدم تجربة املنتوج ‪.‬‬
‫‪ % 13 -‬من ثمن املنتوج املقتنى عن رفض تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،،22‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 22‬و ‪ ،10‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،22‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫تبلغ املصالح املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش املتدخل املخالف‪ ،‬في‬
‫اجل ال يتعدى سبعة (‪ )2‬أيام ابتداء من تاريخ تحرير املحض‪ ،‬إنذارا برسالة‬
‫موص ى عليها مع إشعار باالستالم‪ ،‬يبين محل إقامته‪ ،‬و مكان و تاريخ‪ ،‬و سبب‬
‫املخالفة‪ ،‬و مراجع النصوص املطبقة‪ ،‬و مبلغ الغرامة املفروضة عليه و كذا‬
‫آجال التسديد‪ 109 .‬و يجب على املتدخل املخالف أن يدفع مبلغا إجماليا لكل‬
‫غرامات الصلح املستحقة و أن يدفعه مرة واحدة لدى قابض الضرائب ملكان‬
‫إقامته أو مكان املخالفة‪ ،‬في اجل الثالثين (‪ )03‬يوما املوالية لتاريخ استالمه هذا‬
‫‪110‬‬
‫إلانذار ‪.‬‬
‫أما إذا لم يسدد املتدخل املخالف مبلغ الغرامة في هذا ألاجل أو لم يستلم‬
‫إلاشعار في اجل خمسة و أربعين (‪ )02‬يوما ابتداء من تاريخ وصول إلانذار إليه‪،‬‬
‫ترسل املصالح املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش امللف إلى الجهة القضائية‬
‫‪111‬‬
‫املختصة إقليميا‪ ،‬و في هذه الحالة ترفع الغرامة إلى الحد ألاقص ى ‪.‬‬
‫يعلم قابض الضرائب املصالح املكلفة بحماية املستهلك و قمع الغش املعنية‬
‫‪112‬‬
‫بحصول الدفع في اجل عشرة (‪ )13‬أيام من تاريخ دفع الغرامة ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طعن املستورد في نتائج املر اقبة‬
‫يمكن للمستورد أو ملمثله القانوني الطعن في نتائج املراقبة أمام املديرية‬
‫الوالئية للتجارة املختصة إقليميا في اجل ‪ 32‬أيام ابتداء من تاريخ إلاخطار‬
‫برفض دخول املنتج‪ ،‬و يتاح للمديرية مهلة ‪ 30‬أيام – من أيام العمل – لدراسة‬
‫أسباب الطعن‪ ،‬و بعد الاستماع إلى املستورد الطاعن في محضر رسمي ‪.113‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،13‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 21‬و املادة ‪ 10‬الفقرة ألاولى‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬الفقرة الثالثة و املادة ‪ 22‬الفقرة ألاخيرة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 10‬الفقرة الثانية‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 13‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،022-32‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪77‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫إذا الغي مقرر رفض الدخول من طرف املديرية الوالئية للتجارة تبلغ‬
‫املفتشية الحدودية املعنية إلغاء مقرر رفض الدخول للمستورد ‪.114‬‬
‫أما في حالة الرفض النهائي لدخول املنتج‪ ،‬فللمستورد حلين ‪:‬‬
‫الحل ألاول ‪ :‬تقديم طعن لدى املديرية الجهوية للتجارة املختصة إقليميا‪،‬‬
‫حول الوجهة التي يمكن تخصيصها للمنتج الذي يتبين عدم مطابقته بغرض‬
‫ضبط مطابقته‪ ،‬أو تغيير وجهته أو إعادة توجيهه أو إعادة تصديره‬
‫‪115‬‬
‫أو إتالفه‪.‬‬
‫و تتاح للمديرية الجهوية مهلة ‪ 32‬أيام عمل للفصل في هذا الطعن ‪ ،116‬أما‬
‫إذا لم تفصل فيه فللمستورد أن يخطر مصالح إلادارة املركزية املكلفة بحماية‬
‫املستهلك وقمع الغش من اجل اتخاذ مقرر نهائي ‪.117‬‬
‫الحل الثاني‪ :‬الطعن في قرار الرفض النهائي لدخول املنتج أمام املحكمة‬
‫إلادارية التي يقع في دائرة اختصاصها مقر املديرية الوالئية للتجارة التي صدر‬
‫عنها القرار‪ ،‬على أن يرفع الطعن ضد هذه املديرية ممثلة بشخص الوالي و بعد‬
‫‪118‬‬
‫التظلم من هذا القرار املسبق وفق آلاجال املذكورة أعاله ‪.‬‬
‫يرسل تقرير أو تقارير التفتيش فورا إلى الجهة القضائية املختصة إقليميا‪،‬‬
‫بعد انقضاء آلاجال املحددة أعاله‪ ،‬و إذا لم يقدم املستورد طعنا ‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬‬
‫إحالة امللف إلى الجهة القضائية املختصة‬
‫تكون الخبرة الناتجة عن تحليل العينات قابلة للطعن حسب إلاجراءات و‬
‫ألاشكال املنصوص عليها في املواد من ‪ 100‬إلى ‪ 122‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية ‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 11‬الفقرة ألاخيرة‪ ،‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،31/12‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،30/12‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،12‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -‬املواد ‪ 230 ،231‬و ‪ 202‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪222‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫إذا تبين من محاضر أعوان الرقابة اثر معاينة املنتجات أو من التحاليل‬


‫املتممة اثر اقتطاع العينات أن املنتوج غير مطابق للمواصفات القانونية و‬
‫التنظيمية‪ ،‬تكون املصلحة املختصة برقابة الجودة و قمع الغش‪ ،‬ملفا يشتمل‬
‫على جميع الوثائق و املالحظات التي تفيد الجهة القضائية املختصة ‪ ،119‬التي‬
‫تقوم بإجراءات املتابعة متى رأت لذلك محال (الفرع ألاول) و فرض عقوبات‬
‫زجرية على املتدخل املخالف عند الاقتضاء ( الفرع الثاني )‪.‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬إجراءات املتابعة‬
‫يحيل وكيل الجمهورية امللف إلى القاض ي املختص إذا ما رأى بناء على‬
‫التقارير أو املحاضر التي أحيلت إليه من طرف أعوان الرقابة أو طبقا لتقارير‬
‫املخابر املؤهلة‪ ،‬عند الحاجة و بعد التحقيق املسبق‪ ،‬انه يجب الشروع في‬
‫املتابعة أو فتح تحقيق قضائي ‪.‬‬
‫يشعر القاض ي املختص املستورد املخالف – وهو الذي كشفت تحاليل و‬
‫اختبارات املخابر املؤهلة تزوير أو غش منتجاته املستوردة – انه يمكنه الاطالع‬
‫على تقرير املخبر و تقديم مالحظاته و طلب إجراء خبرة عند الاقتضاء خالل‬
‫مهلة ثمانية (‪ )2‬أيام عمل‪ ،‬و ال يمكن للمستورد املخالف بعد انقضاء هذه‬
‫املهلة أن يطالب بالخبرة‪ ،‬كما للمستورد الحق في التنازل صراحة عن اختيار‬
‫خبير – سواء من القائمة املحررة طبقا ألحكام املادة ‪ 100‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية أو خبير غير مقيد في هذه القائمة بعد موافقة الجهة القضائية‬
‫املختصة – و الاعتماد على تقرير الخبير الذي عينته الجهة القضائية تلقائيا‪.‬‬
‫تسلم في حاالت الخبرة التي تأمر بها الجهة القضائية املختصة طبقا لألحكام‬
‫املنصوص عليها في قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬العينة التي بقيت احتياطيا لدى‬
‫املصلحة التي سجلت العينات املقتطعة‪ ،‬و كذلك العينة التي بقيت لدى‬
‫املستورد‪ ،‬للخبراء الذين يجب عليهم استخدام مناهج التحاليل و التجارب‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 01‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪222‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫املطابقة للمقاييس الجزائرية‪ .120‬كما يمكنهم استخدام مناهج أخرى على سبيل‬
‫إلاضافة ‪ .121‬و تجري التحاليل أو الاختبارات أو التجارب في إطار إلاجراء‬
‫الحضوري في املخابر املؤهلة ‪.122‬‬
‫إذا لم يقدم املستورد املخالف العينة التي بقيت لديه خالل اجل ثمانية‬
‫أيام‪ ،‬ال تؤخذ هذه العينة بعين الاعتبار‪ ،‬و يقوم الخبراء باالستنتاج على أساس‬
‫فحص العينة التي بقيت احتياطيا لدى املصلحة التي سجلت العينات‬
‫‪123‬‬
‫املقتطعة‪.‬‬
‫أما في حالة ما إذا اقتطعت عينة واحدة‪ ،‬تعين الجهة القضائية املختصة‬
‫خبيرا مختصا من بين املخابر املؤهلة كما تعين خبيرا ثانيا بناء على اختيار‬
‫املستورد املخالف إن وجد‪ ،‬للقيام باقتطاع جديد حسب ألاشكال املنصوص‬
‫عليها في املادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 30-31‬املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش‬
‫– و التي سبق لنا شرحها تحت عنوان اقتطاع العينات ‪ . -‬كما تتخذ الجهة‬
‫القضائية جميع التدابير قصد اقتطاع العينات و إجراء الخبرة فورا من طرف‬
‫الخبراء في التاريخ الذي حددته ‪.‬‬
‫يقوم الخبيران بالفحص املشترك لهذه العينة‪ ،‬و ال يمنع غياب احدهما من‬
‫إتمام الفحص و اكتسابه الصبغة الحضورية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجرائم و العقوبات‬
‫تتوزع جرائم املتدخل املخالف ذات الصلة باإلخالل بااللتزام بضمان سالمة‬
‫املنتوج و مطابقته‪ ،‬إلى ثالثة أصناف‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جريمة عرقلة ممارسة مر اقبة املطابقة ‪ :‬إن رفض املستورد تسليم‬
‫الوثائق أو عرقل بصفة عامة ممارسة املطابقة من قبل أعوان مصلحة مراقبة‬
‫‪120‬‬
‫‪ -‬تصبح هذه املناهج إجبارية بقرار الوزير املكلف بالجودة‪ ،‬بعد مصادقة لجنة تقييم و توحيد مناهج التحاليل و التجارب‬
‫عليها‪ ،‬املادتين ‪ 11‬و ‪ ،00‬املرجع نفسه‪ ،‬و املادة ‪ 30/ 20‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 30/20‬من القانون ‪ ، 30-31‬مرجع سابق‪ ،‬و املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 31/ 20‬من القانون ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01-13‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪220‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫الجودة و قمع الغش طبقا ملقتضيات القانون رقم ‪ 30–31‬املتعلق بحماية‬


‫املستهلك و قمع الغش و مرسومه التنفيذي رقم ‪ ،01 -13‬و كل نص آخر ذي‬
‫صلة‪ ،‬فانه يعاقب عليها طبقا ألحكام املواد ‪ 21 ،22 ،20‬و ‪ 20‬من القانون رقم‬
‫‪ 30 – 31‬و املواد ‪ 122‬و ‪ 002‬من قانون العقوبات أين تصل العقوبة إلى‬
‫الغرامة مع الحبس ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جريمتي الغش و التزوير ‪ :‬عاقب املشرع الجزائري على جريمتي غش‬
‫املستهلك و تزوير أي منتوج موجه لالستهالك باملواد ‪،20 ،21 ،23 ، 21 ،22‬‬
‫‪،22 ،22‬و ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 30 – 31‬و املادة‪ 001‬من قانون العقوبات أين‬
‫تصل العقوبة إلى الغرامة مع الحبس ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬جريمة التقصير املفض ي لعجز أو وفاة ‪ :‬إذا أفض ى تقصير املتدخل إلى‬
‫عجز جزئي أو دائم أو وفاة‪ ،‬فانه تطبق العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪20‬‬
‫من القانون رقم ‪ 30 – 31‬و املواد ‪ 021 ،022‬واملادة ‪ 31 / 000‬من قانون‬
‫العقوبات أين تصل العقوبة إلى السجن املؤبد ‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق تصادر املنتوجات و ألادوات و كل وسيلة أخرى‬
‫استعملت الرتكاب املخالفات‪ ،‬و يجري بيع املنتوجات موضوع هذه املخالفات و‬
‫تستفيد الخزينة العمومية من مبلغ بيع املنتوجات بعد أن يقيم على أساس‬
‫‪124‬‬
‫سعر البيع املطبق من طرف املتدخل املخالف أو على أساس سعر السوق‪.‬‬
‫و تضم الغرامات املنصوص عليها في القانون رقم ‪ 30 – 31‬طبقا للمادة ‪02‬‬
‫من قانون العقوبات‪ ،‬و في حالة العود‪ ،‬تضاعف الغرامات و يمكن للجهة‬
‫‪125‬‬
‫القضائية املختصة إعالن شطب السجل التجاري للمخالف ‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫‪124‬‬
‫‪ -‬املواد ‪ 23‬و ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ،30-31‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ ،22‬املرجع نفسه ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪224‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫ال يزال إلى غاية آلان البحث عن أنجع السبل إلضفاء الحماية القانونية‬
‫للمستهلك في مواجهة املمارسات غير النزيهة التي أصبحت تهدد أمنه و صحته و‬
‫تتعداه حتى إلى جانبه املالي أكثر من أي وقت سبق‪ ،‬و السبب في ذلك ال يعود إلى‬
‫غياب النصوص القانونية التي تبين التزامات املحترف أو غياب ألاجهزة املكلفة‬
‫بمتابعة و رقابة النشاط الاقتصادي‪ ،‬و إنما يعود إلى طريقة عمل هذه ألاجهزة و‬
‫كيفية معالجتها للمسائل التي تمس املستهلك ‪.‬‬
‫فإذا نتج عن فتح املبادرة الاقتصادية للمنافسة الحرة آثار ايجابية أبرزها‬
‫تحسين نوعية السلع و كيفية تقديم الخدمات و خلق مناصب شغل بعد فشل‬
‫العديد من املؤسسات العامة من البقاء في السوق نتيجة املنافسة الشديدة‬
‫التي تواجهها من قبل مؤسسات أخرى وطنية أو أجنبية ‪ .‬فان لها آثار سلبية‬
‫على أمن املستهلك و صحته السيما مع تطور عمليات الغش التجاري و تقليد‬
‫العالمات و الاشهارات التضليلية أو عدم احترام املقاييس أو عدم إعالم‬
‫املستهلك إلى غيرها من ألانشطة غير النزيهة ‪.‬‬
‫ألامر الذي يستدعي اعتماد آليات جديدة قصد تطوير مهمة الرقابة و‬
‫التصدي لكافة املمارسات املنافية للتجارة‪ ،‬و العمل على تزويد هيئات الرقابة‬
‫بالوسائل املادية و البشرية التي تتمتع بالكفاءة الالزمة في البحث و معاينة‬
‫املخالفات الاقتصادية و السرعة في تنفيذها‪ ،‬مع توفير مزيد من الحماية لهذه‬
‫الهيئات من كافة الضغوطات التي تعترض القيام بمهامها في مواجهة ألاعوان‬
‫الاقتصاديين‪ ،‬و ضرورة إلاسراع في إصدار نصوص القانون رقم ‪30-31‬‬
‫التطبيقية‪ ،‬السيما بعد ما سجله البحث من تعارض بين هذا القانون و‬
‫النصوص التطبيقية الخاصة بالقانون امللغى رقم ‪ 30-21‬و التي ال تزال سارية‬
‫املفعول ‪.‬‬
‫كذلك فان حماية املستهلك في الظروف الحالية تبقى متوقفة على مدى‬
‫احترام املنهي لاللتزامات املختلفة التي تقع عليه‪ ،‬كما أن احترام الالتزامات املشار‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪223‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫إليها في البحث كتقديم منتوجات مطابقة للمواصفات و املقاييس و كذا تقديم‬


‫التحذيرات الالزمة الستعمال بعض املنتوجات التي تستوجب ذلك بحسب‬
‫طبيعتها‪ ،‬و هو ما يؤدي دون شك إلى تقليل ألاضرار التي تهدد امن و سالمة‬
‫املستهلك أو تضر مصالحه املادية‪ ،‬أما إن وقعت هذه التجاوزات فيبقى فرض‬
‫التدابير إلادارية مع إحالة امللف إلى الجهة القضائية املختصة من طرف‬
‫السلطات إلادارية أمر مشروع و ال يمكن بأي حال من ألاحوال أن يشكل تقييدا‬
‫للتجارة ‪.‬‬
‫يبقى أن نشير إلى أن مسؤولية حماية املستهلك تقع عليه بالدرجة ألاولى‪،‬‬
‫قبل أن تقع على الهيئات إلادارية و القضائية‪ ،‬فالبد أن يتحلى املستهلك بثقافة‬
‫استهالكية تمكنه من الاختيار ألامثل للسلع و الخدمات حسب ألاولويات التي‬
‫تفرضها عليه موارده املالية و الظروف الاجتماعية املحيطة به دون أن ينقاد‬
‫إلشباع رغباته بواسطة منتوجات اقل قيمة و اقل أمنا تضره و ال تنفعه‪ ،‬و مما‬
‫ال شك فيه أن وجود مثل هذه الثقافة الاستهالكية لدى املستهلك سيؤدي‬
‫باألعوان الاقتصاديين إلى مراجعة عالقتها معه بعيدا عن كل استغالل‬
‫أو ضغط‪ ،‬غير أن غياب الثقافة الاستهالكية لدى املستهلك ال يبرر إلاضرار به و‬
‫ال يسقط مسؤولية العون الاقتصادي املسئول عن ضرره ‪.‬‬
‫و النتيجة انه يجب تضافر جهود جميع ألاطراف سواء كانت من طرف‬
‫الدولة بصفتها مراقب السوق‪ ،‬أو من طرف املستهلك الذي يتشكل في شكل‬
‫جمعيات للدفاع عن مصالحه‪ ،‬أو من طرف ألاعوان الاقتصاديين أصحاب‬
‫املصلحة في تسويق منتجاتهم‪ ،‬للتوصل إلى نتائج جد هامة و ايجابية في إطار‬
‫حماية صحة و سالمة املستهلك ‪.‬‬
‫املراجع ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬الكتب‪ ،‬الرسائل و املداخالت ‪:‬‬
‫‪ -‬باللغة العربية ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪227‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫‪ -1‬علي فتاك‪ ،‬تأثير املنافسة على الالتزام بضمان سالمة املنتوج‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬إلاسكندرية‪. 0332 ،‬‬
‫‪ -0‬علي بولحية بن بوخميس‪ ،‬القواعد العامة لحماية املستهلك و املسؤولية املترتبة عنها‬
‫في التشريع الجزائري‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪. 0333 ،‬‬
‫‪ -0‬كالم حبيبة‪ ،‬حماية املستهلك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون‪ ،‬فرع العقود‬
‫و املسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬دون تاريخ املناقشة ‪.‬‬
‫‪ -0‬حداد العيد‪ ،‬الحماية الدولية للمستهلك‪ ،‬امللتقى الوطني حول املنافسة و حماية‬
‫املستهلك‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يومي‪ 12-12‬نوفمبر ‪،0331‬‬
‫ص ‪. 10 :‬‬
‫‪ -‬باللغة الفرنسية ‪:‬‬
‫‪Jean Calais-Auloy , Frank Steinmetz , droit de la consommation , 7ème édition, -‬‬
‫‪dalloz , Paris , 2006.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬القوانين ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬النصوص التشريعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مدونة قانون إلاجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪ -0‬مدونة قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ‪.‬‬
‫‪ -0‬قانون رقم ‪ 12 – 13‬مؤرخ في ‪ 1113/32/01‬يتعلق بالنظام الوطني القانوني للقياسة‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 02‬الصادرة في ‪. 1113/32/12‬‬
‫‪ -0‬القانون رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في ‪ 1113/10/30‬املتعلق بالجمعيات‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ ،20‬الصادرة سنة ‪.1113‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 13 – 12‬مؤرخ في ‪ 00‬أوت ‪ ،1112‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 32-21‬املؤرخ‬
‫في ‪ 1121/32/01‬و املتضمن قانون الجمارك‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 21‬بتاريخ‬
‫‪. 1112/32/00‬‬
‫‪ -2‬القانون ‪ 30-30‬مؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ 0330‬يتعلق بالتقييس‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪01‬‬
‫الصادرة في ‪. 0330/32/02‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪227‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 10-32‬مؤرخ في ‪ 0332/32/02‬يعدل و يتمم ألامر رقم ‪ 30-30‬املؤرخ في‬


‫‪ 0330/32/11‬واملتعلق باملنافسة‪ ،‬معدل و متمم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 02‬الصادرة في‬
‫‪. 0332/32/30‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 30-31‬املؤرخ في ‪ 0331/30/02‬املتعلق بحماية املستهلك و قمع الغش‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 12‬صادرة في ‪. 0331/30/32‬‬
‫ب‪ -‬النصوص التنظيمية ‪:‬‬
‫‪ .1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-13‬املؤرخ في ‪ 1113/31/12‬املتعلق بضمان املنتجات و‬
‫الخدمات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 03‬الصادرة عام ‪. 1113‬‬
‫‪ .0‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020 – 10‬مؤرخ في ‪ 32‬يوليو ‪ ،1110‬يحدد تكوين املجلس‬
‫الوطني لحماية املستهلكين و اختصاصاته‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،20‬الصادرة سنة ‪. 1110‬‬
‫‪ .0‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 022 – 12‬املؤرخ في ‪ 1112/13/11‬معدل و متمم باملرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 021-12‬املتضمن انشاء شبكة مخابر التجارب و تحاليل النوعية‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ،23‬الصادرة في ‪1112/10/32‬‬
‫‪ .0‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-13‬املؤرخ في ‪ 1113/31/03‬يتعلق برقابة الجودة و قمع‬
‫الغش‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 32‬سنة ‪ ،1113‬معدل و متمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪-31‬‬
‫‪ 012‬املؤرخ في ‪ ،0331/13/12‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬الصادر في ‪. 0331/13/01‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020 – 30‬مؤرخ في ‪ ،0330/10/01‬يحدد صالحيات وزير‬
‫التجارة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 22‬الصادرة في ‪. 0330/10/00‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 102 – 21‬مؤرخ في ‪ 1121/32/32‬يتضمن إنشاء مركز‬
‫جزائري ملراقبة النوعية و الرزم و تنظيمه و عمله‪ ،‬معدل و متمم باملرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 012 – 30‬املؤرخ في ‪ ،0330/31/03‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬الصادرة في ‪. 0330/13/32‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 031 -30‬املتضمن تنظيم املصالح الخارجية في وزارة التجارة و‬
‫صالحياتها و عملها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،22‬الصادرة في ‪. 0330/11/31‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-32‬مؤرخ في ‪ 0332/10/32‬يتعلق بتنظيم التقييس و‬
‫سيره ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 23‬الصادرة سنة ‪. 0332‬‬
‫‪ .1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022 – 32‬املؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ ،0332‬يحدد شروط مراقبة‬
‫مطابقة املنتجات املستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 23‬الصادرة‬
‫في ‪. 0332/10/11‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪220‬‬
‫رقابة السلطات االدارية اجلزائرية للمنتجات املستوردة‬

‫‪ .13‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 032-32‬مؤرخ في ‪ 0332/31/13‬يحدد العناصر ألاساسية‬


‫للعقود املبرمة بين ألاعوان الاقتصاديين و املستهلكين و البنود التي تعتبر تعسفية‪ ،‬معدل‬
‫باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-32‬املؤرخ في ‪ ،0332/30/30‬الجريدة الرسمية عدد ‪،32‬‬
‫الصادرة في ‪. 0332/30/13‬‬
‫‪ .11‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 022-32‬مؤرخ في ‪ ،0332/32/11‬يعدل و يتمم املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 020-30‬املؤرخ في ‪ 0330/10/01‬و املتضمن تنظيم إلادارة املركزية في وزارة‬
‫التجارة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،02‬الصادرة في ‪.0332/32/00‬‬
‫‪ .10‬نظام رقم ‪ 30-11‬مؤرخ في ‪ 1111/30/03‬يتعلق بشروط القيام بعمليات استيراد سلع‬
‫للجزائر و تمويلها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،00‬الصادرة في ‪. 1111/30/02‬‬
‫ج‪ -‬القرارات الوزارية ‪:‬‬
‫‪ -1‬القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ 1113/32/10‬الذي يتضمن تحديد كيفيات أخذ‬
‫العينات و نماذج استمارات مراقبة الجودة و قمع الغش‪ ،‬جريدة رسمية جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 01‬الصادرة عام ‪. 1113‬‬
‫‪ -0‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1112/30/02‬يحدد املواصفات التقنية للسكر ألابيض‬
‫‪ ،‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1112/32/02‬يتعلق باملواصفات التقنية للحليب الجاف و‬
‫شروط و كيفيات عرضه و قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1112/32/02‬يتعلق باملواصفات‬
‫التقنية ألنواع سميد القمح الصلب و شروط و كيفيات عرضه‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪22‬‬
‫الصادرة في ‪.1112/32/03‬‬
‫‪ -0‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ ،0332/32/12‬يتضمن تحديد سير ألاقسام إلاقليمية‬
‫للتجارة و مفتشيات مراقبة الجودة و قمع الغش عند الحدود‪ ،‬جريدة رسمية العدد ‪،32‬‬
‫الصادر في ‪.0332/31/02‬‬
‫‪ -0‬قرار وزير املالية بتاريخ ‪ ،0330/32/12‬يحدد كيفيات تطبيق املادة ‪ 00‬من قانون‬
‫الجمارك املتعلقة باستيراد السلع املزيفة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬بتاريخ ‪. 0330/32/12‬‬
‫‪ -2‬قرار مؤرخ في ‪ 01‬يوليو سنة ‪ ،0310‬يجعل املنهج الذي يستعمل الوسط الهالمي ببالزما‬
‫ألارنب و الفيبرينوجين إلحصاء الستافيلوكوك ذات أنزيم تخثر موجب إجباريا‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية رقم ‪ 14‬املؤرخة في ‪ 25‬مارس ‪. 0312‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر سنة ‪ ،0310‬يجعل منهج البحث عن متعددات الفوسفات في‬
‫اللحوم و منتجات اللحوم إجباريا‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 10‬املؤرخة في ‪ 32‬مارس ‪. 0312‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪227‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫حنو ضرورة ادخال تعديل على مبدأ اختصاص موقع العقار‬


‫يف عقود االنتفاع بنظام اقتسام الوقت‬
‫"بغرض استغالل العقار السياحي يف اجلزائر بشكل عصري"‬

‫من إعداد ألاستاذ الدكتوربلمامي عمر ‪ -‬محامي‬

‫تنص املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني "يسري على الحيازة وامللكية‬


‫والحقوق العينية الاخرى‪ ،‬قانون موقع العقار"‪.‬‬
‫نظرا لكون املادة السالفة الذكر تعد قاعدة من قواعد الاسناد‪ ،‬وهي بهذا‬
‫الشكل تعد قاعدة دولية‪ ،‬ألنها تعالج الفروض التي تحتوي على عنصر أجنبي‪ .‬و‬
‫بحكم التطورات واملستجدات التي مست املنظومات التشريعية العاملية أضحى‬
‫امكانية الخروج على مبدأ اختصاص موقع العقار في عقود الانتفاع بنظام‬
‫اقتسام الوقت ضرورة ملحة‪.‬‬
‫ظل مبدأ خضوع العقار الى قانون موقعه مهيمنا ردحا من الزمن وال‬
‫يجادل فيه أحد‪ .‬اذ يعود الى الفكر القانوني القديم‪ ،‬وبالتحديد إلى عهد‬
‫املدرسة الايطالية القديمة ‪ .‬وكان يعتبر هذا املبدأ مقدسا ال ينبغي املساس به‪.‬‬
‫لكن دوام الحال من املحال مهما طال الزمن‪.‬‬
‫ومعلوم ان التشريع الجزائري لم يتطرق الى هذا النوع من العقود‪ ،‬بخالف‬
‫العديد من التشريعات الحديثة التي تعرضت الى تنظيم عقد " املشاركة الزمنية‬
‫أو " عقود اقتسام الوقت" ‪contrat de jouissance d’une unité de logement‬‬
‫‪ à temps partagé‬مثل القانون الفرنس ي رقم ‪76/68 :‬الصادر في ‪ 68‬فبراير‬
‫‪ 7868‬املنظم لشركات تخصيص العقارات لالستعمال بنظام "اقتسام‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪221‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬
‫الوقت"‪ ،‬والقانون الانجليزي الصادر سنة ‪Time-sharing act 7882‬والقانون‬
‫الاملاني الصادر بتاريخ ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪7888‬والقانون الفرنس ي رقم ‪688/86‬‬
‫الصادر سنة ‪ 7886‬املتضمن ادخال التوجيه الاوروبي رقم ‪ 91/ 89‬الصادر عن‬
‫البرملان الاوروبي في ‪ 28‬اكتوبر سنة ‪7889‬املتعلق بحماية اصحاب الحقوق في‬
‫العقود الواردة على استعمال الاموال العقارية بنظام املشاركة الزمنية ‪.1‬‬
‫وقد تم تعديل هذا التوجيه ألاوروبي بموجب التوجيه ألاوروبي رقم‬
‫‪ 722/2666‬الصادر بتاريخ ‪ 79‬جانفي ‪ 2668‬املتضمن "حماية املستهلكين" من‬
‫جوانب بعض العقود املتعددة التي تتناول العطل الطويلة املدى بالبيع‬
‫‪2‬‬
‫والتبادل‪.‬‬
‫وقد نص هذا التوجيه الجديد في املادة الثانية منه على تعريف عقد‬
‫اقتسام الوقت بصيغ مختلفة‪ ،‬وجعل لكل عقد يبرم بنظام اقتسام الوقت‬
‫تعريف محدد‪.‬‬
‫وقد عرفت املادة ‪ 2‬من هذا التوجيه ألاوروبي عدة انماط من العقود تدخل‬
‫فيما يسمى "عقد اقتسام الوقت"‪ ،‬وهو عبارة عن "عقد متعدد امللكية" ‪multi‬‬
‫‪ ،contrat de propriété‬يبرم ألكثر من سنة لقاء عوض معين‪،‬يعطي هذا العقد‬
‫‪3‬‬
‫الحق للمستهلك حق الاستعمال لواحد أو أكثر في الاقامة‪ ،‬أو اكثر من اقامة"‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬احمد عبد الكريم سالمة‪.‬القانون الدولي الخلص النوعي‬


‫ط‪ .‬بدون ذكر تاريخ الطبع‪ .‬دار النهضة العربية‪ .‬القاهرة ص‪240.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪(Directive 2008/122 / CE du Parlement européen et du Conseil du 14 janvier 2009‬‬
‫‪relative à la protection des consommateurs en ce qui concerne certains aspects des‬‬
‫‪contrats de multipropriété, de produits de vacances de longue durée, de revente et‬‬
‫)‪d'échange (Texte présentant de l'intérêt pour l'EEE‬‬
‫‪JO L 33 du 3.2.2009, p. 10-30 (BG, ES, CS, DA, DE, ET, EL, EN, FR, IT, LV, LT,‬‬
‫)‪HU, MT, NL, PL, PT, RO, SK, SL, FI, SV‬‬
‫‪Édition spéciale en croate: chapitre 13 tome 059 p. 3-23‬‬
‫‪3‬‬
‫‪(Article 2‬‬
‫‪Définitions‬‬
‫‪1. Aux fins de la présente directive, les définitions suivantes s'appliquent:‬‬
‫)‪(une‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪222‬‬
‫ من القانون املدني‬2/71 ‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة‬

«contrat de multipropriété», un contrat d'une durée de plus d'un an en vertu duquel


un consommateur, moyennant rémunération, acquiert le droit d'utiliser un ou
plusieurs hébergements pour la nuit pendant plus d'une période d'occupation;
(b)
`` contrat de produit de vacances à long terme '', un contrat d'une durée de plus d'un
an en vertu duquel un consommateur, moyennant rémunération, acquiert
principalement le droit d'obtenir des remises ou d'autres avantages en matière
d'hébergement, de manière isolée ou avec des voyages ou autres prestations de
service;
(c)
«contrat de revente», un contrat en vertu duquel un professionnel, moyennant
rémunération, aide un consommateur à vendre ou à acheter une multipropriété ou un
produit de vacances à long terme;
(ré)
`` contrat d'échange '', un contrat en vertu duquel un consommateur, moyennant
rémunération, adhère à un système d'échange qui lui permet d'accéder à un
hébergement de nuit ou à d'autres services en échange de l'octroi à d'autres
personnes d'un accès temporaire aux avantages des droits découlant de la
copropriété de ce consommateur Contrat;
(e)
`` professionnel '', une personne physique ou morale qui agit à des fins liées au
commerce, aux affaires, à l'artisanat ou à la profession de cette personne et toute
personne agissant au nom ou pour le compte d'un professionnel;
(F)
«consommateur», une personne physique qui agit à des fins qui ne relèvent pas du
commerce, des affaires, de l'artisanat ou de la profession de cette personne;
(g)
`` contrat accessoire '', un contrat en vertu duquel le consommateur acquiert des
services liés à un contrat de multipropriété ou à un contrat de produit de vacances à
long terme et qui sont fournis par le professionnel ou un tiers sur la base d'un accord
entre ce tiers et le Commerçant;
(h)
`` support durable '', tout instrument qui permet au consommateur ou au
professionnel de stocker des informations qui lui sont adressées personnellement
d'une manière qui est accessible pour référence future pendant une période de temps
adéquate aux fins de l'information et qui permet la reproduction inchangée du
informations stockées;
(je)
`` code de conduite '', un accord ou un ensemble de règles non imposées par la loi, la
réglementation ou une disposition administrative d'un État membre qui définit le
comportement des professionnels qui s'engagent à être liés par le code en ce qui
concerne une ou plusieurs pratiques commerciales ou activités commerciales
particulières secteurs;
(j)
`` propriétaire du code '', toute entité, y compris un commerçant ou un groupe de
commerçants, qui est responsable de la formulation et de la révision d'un code de
0202/34 ‫جملة احملامي عدد‬

222
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫كما ادخل املشرع الفرنس ي عدة تعديالت في قانون حماية املستهلك‬


‫بمقتض ى املرسوم رقم ‪ 2678‬ـ ‪ .167‬ومن بينها استحداث بعض ألاحكام الخاصة‬
‫لحماية املتعاقد "بنظام اقتسام الوقت " وادراجها في قانون الاستهالك لتصبح‬
‫جزءا من هذا القانون‪.‬لتوفير نوع من الحماية الخاص لرضاء املستهلك في عقد‬
‫اقتسام الوقت‪.‬‬
‫وقد راعى هذا التوجيه الجديد ان السياحة لها دور بارز في اقتصاد الدول‬
‫ألاعضاء في الاتحاد ألاوروبي وتشجيع التنمية في القطاعات املتعددة امللكية ‪les‬‬
‫‪ ،secteurs multi propriété‬وبالتالي رأى هذا التوجيه من الضرورة بمكان‬
‫اعتماد بعض القواعد القانونية املشتركة لخدمة هذا النوع من التعاقد وحماية‬
‫املستهلك وتوفير ألامن القانوني في عقود اقتسام الوقت‪.‬ويطلق على هذا العقد‬
‫باإلنجليزية مصطلح ‪4‬ب ‪Le time-sharing‬‬
‫كما نشأت عدة كيانات عاملية خاصة تضم في عضويتها قرى ومنتجعات‬
‫سياحية‪ ،‬ومن ذلك مؤسسة (‪)RCI‬التي تضم في عضويتها أكثر من ‪ 9166‬منشأة‬
‫سياحية‪ ،‬تتنوع ما بين قرى ومنتجعات وفنادق منتشرة حول العالم في أكثر من‬
‫‪5‬‬
‫‪ 776‬دولة‬
‫ويقوم عقد املشاركة الزمنية على اشتراك اكبر عدد ممكن من الناس في‬
‫الانتفاع من بعض املرافق السياحية املخصصة لهذا الغرض‪ ،‬كالفنادق‬

‫‪conduite et / ou du contrôle du respect du code par ceux qui se sont engagés à y être‬‬
‫‪liés.‬‬
‫‪2. Lors du calcul de la durée d'un contrat de multipropriété ou d'un contrat de produit‬‬
‫‪de vacances à long terme, tels que définis respectivement aux points a) et b) du‬‬
‫‪paragraphe 1, toute disposition du contrat autorisant un renouvellement ou une‬‬
‫‪prolongation tacite est prise en compte. Compte‬‬
‫‪4‬‬
‫‪) Le time-sharing – expression anglaise qui vise le phénomène de la jouissance‬‬
‫‪d’immeubles à temps partagé – est un concept difficile à cerner, qui se laisse‬‬
‫‪malaisément enfermer dans les catégories prévues par les conventions) Sylvie‬‬
‫‪Pieraccini. La”propriété temporaire”, essai d’analyse des droits de jouissance à‬‬
‫‪temps partagé. Droit. Université du Sud Toulon Var, 2008. Français.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪220‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫واملنتجعات السياحية ودور السينما واملسارح وتمليكها للمستفيدين ملدة‬


‫محددة ادناها اسبوع‪.‬‬
‫غير أن عقد املشاركة ال يقتصر فقط على املنتجعات السياحية فقط‪،‬‬
‫وانما يمتد كذلك الى قطاعات اقتصادية في غاية ألاهمية‪.‬وتأتي على رأس هذه‬
‫القطاعات الاقتصادية العقود النفطية التي تشكل الشريان الاقتصادي للدول‬
‫املنتجة للنفط الستغالل ثرواتها الاقتصادية والغازية‪ ،‬باعتبارها عقود تأتي على‬
‫رأس ألاولويات في تحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫فهذه العقود لم تعد تبرم بالوسائل التقليدية الطويلة املدى املعروفة‪،‬‬
‫وانما عرفت تغييرات جوهرية في وسائل استغاللها‪.‬من بين هذ الوسائل اللجوء‬
‫الى ابرام العقود البترولية بما يعرف بعقد املشاركة الزمنية التي لم تكن معروفة‬
‫من قبل‪.‬‬
‫ويعود ظهور عقود املشاركة النفطية حسب ما يراه البعض الى رغبة‬
‫الشركات ألاجنبية في ابرام عقود مع الدول املنتجة للبترول الى شركتي "ايني‬
‫الايطالية والتي لعبت دورا مهما في ازالة الامتيازات البتولية وشركة" ايرب‬
‫‪6‬‬
‫الفرنسية‬
‫ولقد ظل عقد الامتياز هو الشكل القانوني السائد لتنظيم العالقة بين‬
‫الدول املنتجة وشركات البترول ألاجنبية طوال النصف ألاول من القرن الحالي‪.‬‬
‫ثم ظهرت الى الوجود منذ النصف الثاني من القرن الحالي اشكال تعاقدية‬
‫جديدة يمكن حصرها في ثالث انماط من العقود هي ‪ :‬عقود املشاركة‪ ،‬وعقود‬
‫املقاولة‪ ،‬وعقود اقتسام ألارباح‪.7‬‬
‫وسوف اقتصر هنا على تناول عقد املشاركة‪.‬‬

‫‪ )6‬د‪ .‬شفاء عبد حسين‪ .‬د‪ .‬ميسون على عبد الهادي‪.‬التنظيم القانوني لعقود المشاركة النفطية (دراسة‬
‫مقارنة)‪.‬ص‪https://www.google.dz/search?q 2 .‬‬
‫‪ )7‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬دمحم يونس الصائغ‪ .‬انماط عقود االستثمارات النفطية في ظل القانون الدولي المالي‪ .‬مجلة الرافدين‬
‫للحقوق‪ ،‬المجلد (‪( ،١20‬العدد ‪( ،44‬السنة (‪ )0222‬ص‪032 .‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪223‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬
‫ويقصد بعقود املشاركة النفطية بانها " عبارة عن اتفاقات تبرم بين الدول‬
‫املنتجة للنفط وشركات النفط الاجنبية من اجل التنقيب واستكشاف النفط‬
‫ومن ثم استخراجه وصوال الى انتاج وتصدير النفط‪.‬فهو عقد استثماري لجات‬
‫‪8‬‬
‫الدول اليه تجنبا لعقود الامتياز التي عانت منها الدول النامية "‪.‬‬
‫وقد يتخذ عقد املشاركة بشكل عام صورتين ‪:‬‬
‫الصورة ألاولى نقل ملكية حصة في وحدة فندقية أو سياحية‪ ،‬والصورة‬
‫الثانية لهذا العقد نقل ملكية حصة في وحدة فندقية أو سياحية بموجب عقد‬
‫يرتب حق منفعة أو تمكين املستفيد من الانتفاع بهذه الحصة بموجب عقد‬
‫ايجار‪ 9.‬وسنفصل ذلك الحقا‪.‬‬
‫ومن بين الدول العربية التي نظمت هذا العقد "مصر" التي اصدرت قرارا‬
‫وزاريا رقم ‪ 766‬لتنظيم التعامل باملشاركة في الوقت سنة ‪،2676‬وسلطنة عمان‬
‫التي نظمت هذا العقد بموجب مرسوم سلطاني رقم ‪ 2662 /11 :‬مؤرخ في ‪21‬‬
‫مارس املتضمن اصدار قانون السياحة‪.‬‬
‫حيث نصت املادة ‪ 79/ 62‬منه" نظام اقتسام الوقت" ‪ :‬النظام الذي يتيح‬
‫للشخص شراء حصة غير مفرزة في وحدة فندقية أو سياحية‪ ،‬أو الحصول على‬
‫حق انتفاع أو استعمال للحصة بمشاركة آخرين في باقي الحصص‪ ،‬أو اقتسام‬
‫وقت الاستخدام لهذه الحصة فيما بينهم‪ .‬بحيث ينتفع كل منهم بها خالل املدة‬
‫الزمنية املحددة له كل عام‪".‬‬
‫دبي ( الامارات العربية املتحدة)‬
‫أصدر الشيخ دمحم بن راشد آل مكتوم‪ ،‬نائب رئيس الدولة رئيس مجلس‬
‫ً‬
‫الوزراء‪ ،‬بصفته حاكما إلمارة دبي‪ ،‬القانون رقم (‪ )79‬لسنة ‪ 2626‬بشأن نظام‬
‫اقتسام الوقت في دبي‪.‬‬

‫‪ .)8‬شفاء عبد حسين‪ .‬د‪ .‬ميسون على عبد الهادي‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ )1‬ندى سالم حمدون مالعلو‪.‬عقد المشاركة بالوقت‪.‬دراسة مقارنة‪.‬بحث منشور في مجلة الشريعة والقانون‪.‬‬
‫السنة السادسة والعشرين العدد ‪ 12‬يوليو ‪ 0220‬ص‪ 313 .‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪224‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫عرف هذا القانون النشاط بأنه "بيع الحصة الزمنية أو بيع النقاط مقابل‬ ‫ّ‬
‫الانتفاع بوحدة إلاقامة محددة‪ ،‬بموجب عقد النقاط أو مبادلتها بوحدة إقامة‬
‫أخرى طوال مدة العقد"‪.‬‬
‫وعرف الحصة الزمنية بأنها الفترة الزمنية الدورية املحددة في عقد اقتسام‬
‫الوقت‪ ،‬ينتفع املستفيد خاللها بوحدة إلاقامة طول مدة العقد"‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬عرف عقد النقاط بأنه "عقد يتم من خالله بيع املستفيد نقاطا لقاء بدل‬
‫مالي‪ ،‬تلتزم من خالله املنشأة بتمكين املستفيد من الانتفاع بوحدة إلاقامة‬
‫خالل املدة املحددة في العقد أو مبادلتها بوحدة إقامة أخرى‪".‬‬
‫نظام املشاركة بالوقت في القانون السعودي في الوحدات العقارية‬
‫السياحية بالصيغة املرافقة‪.‬‬
‫اصدرت السعودية مرسوم ملكي رقم م‪ 62/‬بتاريخ ‪2661 / 6 / 26‬يتضمن‬
‫املوافقة على العمل بنظام اقتسام الوقت في الوحدات العقارية السياحية‬
‫بالصيغة املرافقة‪،‬بعد ان اجيز التعامل به من قبل مجمع الفقه الاسالمي‬
‫الدولي التابع ملنظمة املؤتمر الاسالمي في دورته الثامنة عشرة املنعقدة في‬
‫"ماليزيا" سنة ‪2661‬‬
‫التشريع ألاردني‪.‬‬
‫نظام تملك العطالت واقتسام الوقت صادر بمقتض ى البند‪ 1‬من الفقرة ب‬
‫من املادة ‪ 2‬والفقرة (أ ) من املادة ‪ 78‬من قانون السياحة رقم ‪ 26‬لسنة ‪7866‬‬
‫والدستور تنشر نصه‪.‬‬
‫املادة‪ - 7‬يسمى هذا النظام (نظام تملك العطالت واقتسام الوقت لسنة‬
‫‪ )2666‬ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫حان الوقت إذن ملراجعة هذا املبدأ في الجزائر وادخال عليه استثناءات‬
‫جزئية ألنه‪ ،‬لم يعد يساير التطورات الحديثة‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ببعض صيغ‬
‫التعاقد التي برزت في بعض العقود الحديثة في مجال قطاع السياحة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪221‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫لقد ظهرت عقود جديدة لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬وهذه العقود ظاهرها‬
‫ينصب على العقار لكنها ال تخضع بالضرورة الى قانون موقع العقار‪ .‬ومن هذه‬
‫العقود ما يسمى بعقد الشراكة وعقود الانتفاع بنظام اقتسام الوقت‪ ،‬والتي‬
‫يقع تداولها بالخصوص في قطاع السياحة وتسمى هذه العقود ب‬
‫‪jouissance d'immeubles à temps partagé10‬‬
‫ويطلق عليها البعض بحقوق التمتع باملشاركة في الوقت في عقار مخصص‬
‫للسياحة عن طريق الشراء لقضاء أسبوع أو عدة اسابيع للتمتع بعطلة في‬
‫‪11‬‬
‫السنة او عدة سنوات‪.‬‬
‫واول ما عرف هذا النوع من العقود أو النظام بشكل عملي في فرنسا سنة‬
‫‪ 7881‬بواسطة شركة "مارسيليا" التي قدمت في سوق السياحة عرضا متميزا‬
‫شعاره "ال تستأجرالغرفة ولكن اشتري فندقا‪ ،‬فهو اقل ثمنا ‪."12‬‬
‫ومن هنا تعددت التسميات لهذا العقد في الدول التي أخذت ب "نظام‬
‫اقتسام الوقت" مثل التملك الجزئي "تقاسم امللكية"‪" ،‬صكوك الانتفاع "‬
‫"املنفعة بالوقت وعقد التملك الزمي‪.‬‬

‫‪ )10‬جاء في خالصة اللجنة التي اعدت هذ المشروع ( مشروع التوجيه البرلماني االوروبي رقم ‪43/ 14:‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 04‬اكتوبر ‪ 2114‬المتضمن حماية اصحاب الحقوق في العقود الواردة على استعمال االموال‬
‫العقارية بنظام المشاركة الزمنية) ان هدف هذ المشروع هدفه التقليل من التباين واالختالف بين القوانين‬
‫االوروبية حول هذا الموضوع وادماجه في القانون الداخلي‪ ،‬وذلك للقضاء على هذ التباين بين التشريعات‬
‫االوروبية‪ ،‬ألجل ضمان حماية المستهلكين في دول االتحاد االوروبي وضمان حقوقهم في تملك العقارات‬
‫بنظام اقتسم الوقت لمدة اسبوع او اسبوعين من كل عام ‪.‬ومعلوم ان هذه اللجنة التي اعدت هذا المشروع قد‬
‫لضمان العمل بهذا القانون وادخاله في تشريعاتها الداخلية‪.‬‬ ‫اعتمدت ما يقرب من ‪ 30‬مادة‬
‫‪https://www.senat.fr/rap/l96-322/l96-322.html‬‬
‫‪11‬‬
‫‪( Actuellement, les droits de jouissance à temps partagé consistent en l'achat d'une‬‬
‫‪ou de plusieurs semaines de vacances à l'année durant plusieurs. Sylvie Pieraccini.‬‬
‫‪La”propriété temporaire”, essai d’analyse des droits de jouissance à temps partagé.‬‬
‫‪Droit. Université du Sud Toulon Var, 2008. Français s années, donnant accès à‬‬
‫‪l'occupation d'un logement, dont la qualité est déterminée‬‬
‫‪ )12‬د‪ .‬ندى سالم حمدون مالعلو‪ .‬عقد المشاركة بالوقت مقال منشور في مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬السنة‬
‫السادسة والعشرون‪ ،‬العدد ‪ ،12‬يوليو‪.0220.‬على االنترنت‪.‬كلية القانون‪.‬جامعة االمارات العربية‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪224‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫وقد عرف عقد التملك الزمني (املشاركة في الوقت) بانه "تملك املنافع‬
‫لقضاء فترة زمنية محدودة ‪ :‬اسبوع‪ ،‬أو شهرا في العام لشقة موصوفة في‬
‫‪13‬‬
‫الذمة في بلد معين‪ ،‬أو بلدان عديدة معينة"‪.‬‬
‫وعرفت املادة ألاولى من نظام املشاركة بالوقت في الوحدات العقارية‬
‫السياحية السعودي الصادر في ‪ 31‬رمضان سنة ‪ 3241‬ه بانه" عقد أو‬
‫مجموعة عقود تبرم مقابل مبلغ مالي معين‪ ،‬ملدة ال تقل عن ثالث سنوات‪،‬‬
‫ويتم بموجبها إنشاء حق انتفاع أو التنازل عنه‪ ،‬أو أي حق آخر يتعلق‬
‫باستعمال وحدة عقارية سياحية واحدة أو أكثر‪ ،‬ملدة محددة أو قابلة‬
‫‪14‬‬
‫للتحديد من السنة‪.‬‬
‫وعرفه مجلس مجمع الفقه إلاسالمي الدولي املنبثق عن منظمة املؤتمر‬
‫إلاسالمي املنعقد في دورته الثامنة عشرة في بوتراجايا (ماليزيا) من ‪ 29‬إلى ‪28‬‬
‫جمادى آلاخرة ‪7926‬هـ‪ ،‬املوافق ‪ 8‬م ‪ 71‬تموز (يوليو) ‪ 2661‬م‪ .‬بان التملك‬
‫الزمني املشترك‪ ،‬هو ‪:‬‬
‫"عقد على تملك حصص شائعة‪ ،‬إما على سبيل الشراء لعين معلومة‬
‫على الشيوع‪ ،‬أو على سبيل الاستئجار ملنافع عين معلومة ملدد متعاقبة‪ ،‬أو‬
‫الاستئجار ملنافع عين معلومة لفترة ما بحيث يتم الانتفاع بالعين اململوكة أو‬
‫املنفعة املستأجرة باملهايأة الزمانية‪ ،‬أو املهايأة املكانية‪ ،‬مع تطبيق خيار‬
‫‪15‬‬
‫التعيين في بعض الحاالت الختصاص كل منهم بفترة زمنية محددة‪".‬‬
‫فقد يشتري شخص حصة زمنية تقدر مثال ب اسبوع او اكثر من كل سنة‬
‫بنظام حق الانتفاع بوحدة سكنية في مكان محدد‪ ،‬غالبا ما يكون هذا املكان‬
‫يتواجد في منطقة سياحية معروفة تتميز بموقعها املمتاز‪ ،‬وذلك بموجب عقد‬
‫‪ )13‬د‪ .‬عبد الوهاب ابراهيم أبو سليمان‪.‬عقد التملك الزمني‬
‫‪ )14‬مشار الى هذا التعريف في مؤلف الدكتور عمر عبد العزيز التويجري‪.‬احكام وشروط تسويق عقد المشاركة‬
‫بالوقت في الوحدات العقارية السياحية‪.‬دراسة مقارنة‪.‬ص‪ 31‬بدون ذكر تاريخ الطبع‪.‬‬
‫‪ )15‬مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر اإلسالمي المنعقد في دورته الثامنة عشرة‬
‫في بوتراجايا (ماليزيا) من ‪ 04‬إلى ‪ 01‬جمادى اآلخرة ‪2402‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 1‬م ‪ 23‬تموز (يوليو) ‪ 0223‬م‪ .‬بان‬
‫التملك الزمني المشترك‪https://almoslim.net/node/198199.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪223‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫يخول له قضاء عطلة في هذه الاقامة التي اختارها باملدة املتفق عليها‪ .‬ويسمح‬
‫له هذا العقد الزمني الاستفادة بزيارة اكثر من مكان أو موقع سياحي من كل‬
‫سنة ‪permet donc de profiter potentiellement d'un grand nombre de‬‬
‫‪lieux de vacances‬‬
‫ففي هذا الفرض حق املنتفع هنا ال ينصب على تملك عقار ارض ي ملكية‬
‫دائمة واستئثارية بل يكون له حق التبديل املكاني والزماني‪ ،‬ومن ثم يمكن في‬
‫مثل هذه الفروض وفي مثل هذه العقود التمسك باختصاص موقع العقار‬
‫املخصص للسكنات بنظام اقتسام الوقت على سبيل املثال‪.‬فالعقود املبرمة‬
‫وفق هذا النظام تجعل الالتزامات التي تقع على عاتق الطرف الاخر امللتزم‬
‫بتمكين املنتفعين بالوحدة السكانية واستغاللها اكثر اهمية من العنصر‬
‫العقاري لتلك الوحدة‪ ،‬بحيث ترمي الى حماية املنتفع‪ ،‬باعتباره مستهلكا أولى‬
‫بالرعاية‪ .‬فاألمر هنا كما يراه البعض يتعلق بدعوى استهالك‪ ،‬وليس بدعـوى‬
‫عقارية ‪.16‬‬
‫والثابت في مسائل الاستهالك ان الاختصاص يؤول ملحكمة املوطن او محل‬
‫اقامة املستهلك‪،‬وليس محكمة موقع العقار‪.‬وقد جنحت بعض الاتفاقيات‬
‫الدولية لألخذ بهذا الطرح وخرجت عن مبدأ خضوع العقارالى قانون موقعه‪.‬‬
‫ومن هذه الاتفاقيات‪ ،‬اتفاقية بروكسل لسنة ‪ 7886‬املبرمة بين دول‬
‫السوق ألاوربية املشتركة آنذاك واملكملة باتفاقية ‪ Lugano‬املبرمة في ‪ 28‬ماي‬
‫سنة ‪ 7868‬املتعلقة باالختصاص القضائي‪. 17‬‬
‫والتي نصت في املادة الاولى‪ ،‬الفقرة الثانية منها "انه يمكن الخروج عن‬
‫اختصاص محكمة موقع العقار اذا بدا عرضيا ولم توجد اية صلة اخرى بذلك‬
‫املوقع‪ ،‬ولم يكن ألحد اطراف العقد موطن في دولة املوقع‪"18.‬‬

‫‪ )16‬د‪ .‬احمد عبد الكريم سالمة‪.‬القانون الدولي الخاص النوعي‪.‬ط‪.2 .‬دار النهضة العربية‪ .‬القاهرة بدون ذكر‬
‫تاريخ الطبع‪243 .‬‬
‫‪17‬‬
‫‪) Convention concernant la compétence judiciaire et l'exécution des décisions‬‬
‫‪en matières civile et commerciale - Faite à Lugano le 16 septembre 1988‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪222‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫ومن الخصائص أو امليزات التي ينفرد بها هذا العقد البرم وفق "نظام‬
‫اقتسام الوقت »‪ ،‬أو عقد التملك الزمني أنه ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يعتبر من عقود امللكية املشتركة أو امللكية الشائعة‪ .‬وامللكية املشتركة‬
‫ال تعطي لصاحبها أو املستفيد منها حق الانفراد بتملك جزء معين على سبيل‬
‫التحديد من هذه امللكية بمعنى املستفيد من هذا العقد أو املشتري يمتلك مع‬
‫غيره من املشترين أو املستفيدين نفس الوحدة السكنية السياحية حصة غير‬
‫مفرزة لكنه يمتلكها بكل ما يخول عقد امللكية لصاحبه من حقوق‪ ،‬فله حق‬
‫التصرف‪ ،‬وحق الاستغالل وحق الانتفاع وهي نفس عناصر حق امللكية‪ *.‬كل‬
‫ذلك بطبيعة الحال يتعين على املستفيد مراعاة املدة الزمنية املقررة له كل سنة‬
‫وفقا لنظام قسمة املهايأة الزمنية املعروفة في القانون املدني‪ ،19‬وهي قسمة‬
‫انتفاع للمال الشائع ال قسمة ملكية‪ ،‬فهي اتفاق مؤقت‪.‬‬
‫وفي هذه الصورة يتم نقل ملكية حصة شائعة في وحدة سياحية بموجب‬
‫عقد بيع لهذه الحصة بمعنى يكون فيها الش يء مملوك ألكثر من شخص دون‬
‫تعيين نصيب مادي محدد لكل مالك بل يكون لكل منهم حصة شائعة فيه‬
‫‪20‬‬
‫وألاصل أن تكون حصص املالك متساوية الا اذا قام الدليل على غير ذلك‪.‬‬
‫وتخضع ألحكام البيع وما يرتبه من التزامات لكال الطرفين‪.‬فطبقا للمادة ‪167‬‬

‫‪18‬‬
‫‪) article14/2 Sont seuls compétents, sans considération de domicile:‬‬
‫‪1) a) en matière de droits réels immobiliers et de baux d'immeubles, les‬‬
‫;‪tribunaux de l'État contractant où l'immeuble est situé‬‬
‫‪toutefois, en matière de baux d'immeubles conclus en vue d'un usage personnel‬‬
‫‪temporaire pour une période maximale de six mois consécutifs, sont également‬‬
‫‪compétents les tribunaux de l'État contractant dans lequel le défendeur est domicilié,‬‬
‫‪à condition que le locataire soit une personne physique et qu'aucune des parties‬‬
‫*) نصت المادة ‪ 434‬من القانون المدني الجزائري " الملكية هي حق التمتع والتصرف في االشياء‪ ،‬بشرط اال‬
‫يستعمل استعماال تحرمه القوانين واالنظمة "‪.‬‬
‫‪ )19‬راجع مؤلف الدكتور احمد عبد الكريم سالمة‪.‬المرجع السابق‪.‬ص‪242.‬‬
‫‪ )20‬دكتور أيمن مصطفى‪.‬أحمد البقلي‪.‬الحماية الخاصة لرضى المستهلك في عقد اقتسام الوقت‪.‬‬
‫‪https://elibrary.mediu.edu.my/books/MAL06756.pdf‬‬
‫‪https://maal.journals.ekb.eg/article_152657_aad91d06f800dcc1f80dd0433970b0‬‬
‫‪ ba.pd‬ص‪04.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪221‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫من القانون املدني التي تنص " البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع ان ينقل‬
‫للمشتري ملكية شيئ أو حقا ماليا آخر في مقابل ثمن نقدي‪.‬‬
‫وفي "عقد اقتسام الوقت" يلتزم البائع بنقل ملكية الحصة املحددة املتفق‬
‫عليها وتسليمها للمشتري‪.‬ويشترط ان يكون املشتري عاملا باملبيع علما كافيا‬
‫ويعتبر العلم كافيا اذا اشتمل العقد على بيان املبيع واوصافه الاساسية بحيث‬
‫يمكن التعرف عليه‪.‬كما يضمن البائع عدم التعرض للمشتري في الانتفاع باملبيع‬
‫كله أو بعضه‪ ،‬سواء كان التعرض من فعله او من فعل الغير‪.‬‬
‫ومن املقرر قانونا " انه يكون البائع ملزما بالضمان اذا لم يشمل املبيع على‬
‫الصفات التي تعهد بوجودها وقت التسليم للمشتري"‪.‬‬
‫وبعبارة اوضح يتعين على البائع ان يمكن املشتري من ممارسة جميع‬
‫الحقوق املترتبة على عقد املشاركة بالوقت‪ ،‬بما فيها حقه في استعمال العقار في‬
‫الوقت املحدد والفترة املتعاقد عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قد يكون عقد املشاركة بالوقت عقد انتفاع ‪contrat de jouissance‬‬
‫بوحدة سكنية عقارية ذات الاستعمال الشخص ي لفترة مؤقتة اقصاها ستة‬
‫اشهر مستمرة‪ .‬فيكون للمشتري هنا حق منفعة وهذا الحق يخول صاحبه في‬
‫الانتفاع في وحدة سياحية‪ ،‬وتختلف هذه الصورة عن الصورة السابقة بان‬
‫املشترك في عقد الانتفاع ال يكون مالكا لحقه في وحدة فندقية‪ ،‬انما يملك حق‬
‫الانتفاع لهذه الوحدة‪ ،‬وهو حق عيني يخول صاحبه استعمال الش يء اململوك‬
‫للغير او استغالله ملدة محدودة او قابلة للتحديد‪ ،‬مع امكانية تغير محل‬
‫الانتفاع مكانيا او زمانيا‪ .‬ويستطيع ممارسة حقه في الاقامة في هذه الوحدة في‬
‫الوقت الذي يختاره‪.21‬‬

‫‪ )21‬االستاذة ربا دمحم بلوط‪.‬االثار المترتبة على عقد اقتسام الوقت‪.‬رسالة ما جستير في الحقوق‪.‬قسم القانون‬
‫الخاص‪.‬جامعة الشرق األوسط‪.‬تشرين الثاني‪ .‬سنة ‪0221‬‬
‫‪https://meu.edu.jo/libraryTheses/5879eace8050c_1.pdf‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪202‬‬
‫ من القانون املدني‬2/71 ‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة‬

‫وتكون املحاكم املختصة في هذه الحالة هي محاكم مكان الدولة التي ابرم‬
. *‫فيها العقد‬
‫ بحيث يستطيع‬،.‫مع امكانية تغيير محل حق الانتفاع مكانا مكانا وزمانا‬
‫املنتفع ممارسة حقه في السكنى على وحدة اخرى في الوقت الذي يختاره من‬
.22 ‫السنة‬
‫ أن طبيعة عقد اقتسام الوقت أو "عقد التملك‬،‫ومما سبق يتضح جليا‬
)‫أو (املشاركة بالوقت) (أو (امللكية املتعاقبة‬TIMESHARE )‫الزمني" (التايم شير‬
‫ إذا ما قورن بالعناصر‬،‫يظهر فيه أن عنصر العقار ال يشكل أهمية كبرى‬
‫ كعنصر التأقيت في استعمال واستغالل‬،‫ألاخرى التي يرتكز عليها هذا العقد‬

*
Article 22 [Compétences impératives et exclusives] Version imprimableEnvoyer
par courrielversion PDF Sont seuls compétents, sans considération de domicile:
1) en matière de droits réels immobiliers et de baux d'immeubles, les tribunaux de
l'État membre où l'immeuble est situé.
Toutefois, en matière de baux d'immeubles conclus en vue d'un usage personnel
temporaire pour une période maximale de six mois consécutifs, sont également
compétents les tribunaux de l'État membre dans lequel le défendeur est domicilié, à
condition que le locataire soit une personne physique et que le propriétaire et le
locataire soient domiciliés dans le même État membre;
2) en matière de validité, de nullité ou de dissolution des sociétés ou personnes
morales ayant leur siège sur le territoire d'un État membre, ou de validité des
décisions de leurs organes, les tribunaux de cet État membre. Pour déterminer le
siège, le juge applique les règles de son droit international privé;
3) en matière de validité des inscriptions sur les registres publics, les tribunaux de
l'État membre sur le territoire duquel ces registres sont tenus;
4) en matière d'inscription ou de validité des brevets, marques, dessins et modèles, et
autres droits analogues donnant lieu à dépôt ou à un enregistrement, les juridictions
de l'État membre sur le territoire duquel le dépôt ou l'enregistrement a été demandé,
a été effectué ou est réputé avoir été effectué aux termes d'un instrument
communautaire ou d'une convention internationale.
Sans préjudice de la compétence de l'Office européen des brevets selon la
convention sur la délivrance des brevets européens(le lien est externe), signée à
Munich le 5 octobre 1973, les juridictions de chaque État membre sont seules
compétentes, sans considération de domicile, en matière d'inscription ou de validité
d'un brevet européen délivré pour cet État;
5) en matière d'exécution des décisions, les tribunaux de l'État membre du lieu de
l'exécution.
)22
0202/34 ‫جملة احملامي عدد‬

202
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫املكان والخدمات التي يوفرها هذا العقد للمشتري‪،‬إضافة الى الطابع املوسمي‬
‫لهذا العقد‪ ،‬والذي عادة ما يلجأ اليه في موسم الاصطياف‪ .‬مما يجعل عنصر‬
‫العقار في العقد يبدو ضئيال وغير ذي وزن مقارنة بالعناصر الاخرى للعقد ‪،‬‬
‫كااللتزام بتجهيز وتأثيث السكن وما الى ذلك )‪ ...(23‬وبالتالـ ـ ــي ال يشكل اهمية‬
‫كبرى وهذا راجع كما ذكرت الى الخصوصية التي يتميز بها هذا النوع من العقود‪..‬‬
‫وهناك مجاالت اخرى تستقطب مثل هذه العقود‪ ،‬مثل الاستفادة من‬
‫ألانظمة املعمول بها في مجال التخطيط والسياحة التي تقوم بها أو تديرها‬
‫الجماعات املحلية املسؤولة عن استعراض ملفات املنتزهات الترفيهية في‬
‫املخيمات واملناطق السكنية‪ ،‬وكذا املهنيين العاملين في مجال الضيافة في الهواء‬
‫الطلق‪ .‬وتقنية هواية استخدام الحاسوب في فك التشفير وغيرها من الهوايات‬
‫الاخرى‪.‬‬
‫وقد استغلت الكثير من الدول نظام عقود اقتسام الوقت وتعميمه‬
‫والاستفادة منه‪ .‬وخاصة فيما بات يعرف ب" منتزه الترفيـ ـ ــه السكني‪parc 24‬‬
‫‪résidentiel de loisirs‬‬
‫ومن هذه الدول فرنسا التي وسعت من نطق استخدام هذه العقود‬
‫بتنظيم خاص يعطي الاستقاللية في تسيير املنتزهات الترفيهية بنظام اقتسام‬
‫الوقت‪ .‬ويتم هذا النظام بصيغتين‪:‬‬

‫‪ )23‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ .‬المرجع السابق‪.‬ص‪242.‬‬


‫‪24‬‬
‫‪Un Parc Résidentiel de Loisirs (PRL) est un terrain aménagé au sens du décret‬‬
‫‪D333-3 du code de l’urbanisme. Il est spécialement affecté à l’accueil des‬‬
‫‪Habitations Légères de Loisir (H.L.L) ou résidences mobiles (mobil home). On n’y‬‬
‫‪trouve rarement d’emplacements dit « nus » qui sont réservés entre autre à l’accueil‬‬
‫‪des tentes) https://www.rocalia.fr/fr/definition--reglementation--legislation-d-un-‬‬
‫‪parc-residentiel-de-loisirs-gc6.html‬‬
‫‪(l’ordonnance du 8 décembre 2005 et son décret d’application de 2007, se substitue‬‬
‫‪aux anciennes autorisations d’urbanisme applicables aux terrains de camping et aux‬‬
‫‪parcs résidentiels de loisirs (PRL‬‬
‫‪https://www.lagazettedescommunes.com/672954/campings-et-parcs-residentiels-de-‬‬
‫‪loisirs-quel-‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪200‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫الصيغة ألاولى ‪ :‬تعرف بنقل ملكية الارض عن طريق البيع كقطع ارضية‬
‫مهيأة ومقسمة‪Cession de parcelles.‬‬
‫الصيغة الثانية ‪ :‬تكون عن طريق استغالل تحت ما يسمى "بالفندقة"‬
‫‪Exploitation sous le régime hôtelier25‬‬
‫وامام هذا التطور ندعو املشرع الجزائري الى اعادة النظر جزئيا في املادة‬
‫‪ 2/71‬من القانون املدني وادخال عليها استثناءات تعالج هذه املستجدات‬
‫ملسايرة الحياة املعاصرة والانماط القانونية الحديثة للعقود الدولية‪ ،‬وألاخذ‬
‫بعين الاعتبار هذه العقود املستحدثة خاصة واننا نطمح الى تطوير قطاع‬
‫السياحة في بالدنا ونعمل على التنسيق بين التشريعات العاملية في هذا املجال‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬اذا حصل وأن وجدت الوحدة السياحية املخصصة للسكن خارج‬
‫الاقليم الجزائري والتي تستغل بنظام اقتسام الوقت‪ ،‬فان الاختصاص في هذه‬
‫الحالة يؤول للمحاكم الجزائرية وليس لقانون موقع العقار الذي يكون في هذه‬
‫الحالة خارج الجزائر‪.‬‬
‫وبالتالي نوسع من اختصاص القضاء الجزائري ونوفر في نفس الوقت‬
‫مصاريف التنقل واملصاريف القضائية للطرف الجزائري باعتباره "الطرف‬
‫املستهلك ألاولى بالرعاية‪ ،‬يستفيد من الحماية املقررة للمستهلك‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الاستمرار في التمسك بمبدأ اخضاع العقار لقانون موقعه‬
‫بصورة مطلقة أضحى غير مالئم تماما للعقود التي تبرم بنظام "اقتسام الوقت"‬
‫املعمول به في قطاع السياحة على وجه الخصوص‪ .‬فاملشتري في عقود اقتسام‬
‫الوقت ليست له نية تملك عقار ارض ي ملكية دائمة واستئثارية‪ ،‬بل يكون له‬

‫‪25‬‬
‫‪( l'ordonnance du 8 décembre 2005 et son décret d'application de 2007, se substitue‬‬
‫‪aux anciennes autorisations d’urbanisme applicables aux terrains de camping et aux‬‬
‫‪parcs résidentiels de loisirs (PRL https://www.lagazettedescommunes.com‬‬
‫‪/672954/campings-et-parcs-residentiels-de-loisirs‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪203‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬

‫حق التبديل املكاني والزماني فقط ذلك أن عناصر الاستهالك في هذا العقد اكثر‬
‫‪26‬‬
‫اهمية من العقار نفسه‪ ،‬فوجب اعتباره عقد استهالك‪.‬‬
‫وعليه يطبق قانون مكان املستهلك‪ ،‬وهو ألاولى بالرعاية والحماية‪ ،‬بدال من‬
‫اخضاعه لقانون املوقع التقليدي‪.‬‬
‫لقد أضحى العمل ب نظام اقتسام الوقت في السنوات ألاخيرة من أهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ركائز صناعة السياحة في العالم‪ ،‬ومن أسرع القطاعات نموا وتطورا‪ ،‬بما يمثله‬
‫للمستفيدين من وسيلة عملية مميزة لقضاء العطالت‪ ،‬والتمتع باإلجازات‬
‫السياحية‪.‬‬
‫ومعلوم أن ألاخذ بنظام اقتسام الوقت في قطاع السياحة في الجزائر‬
‫سيجلب لها فوائد اقتصادية كثيرة‪ ،‬خاصة وان بالدنا تزخر باملناطق السياحية‪،‬‬
‫فهي تتوفر على مخزون سياحي متنوع‪ ،‬من بحار وجبال وصحارى واسعة ال‬
‫يضاهيها بلد في العالم‪ ،‬ناهيك عن ألاثار السياحية والدينية املتواجدة في ربوع‬
‫بالدنا والتي ال حصر لها‪.‬‬
‫ومنه‪،‬وبالنظر الى تعدد الصيغ التعاقدية التي تندرج ضمن ما اصبح يعرف‬
‫بعقد املشاركة بالوقت‪ ،‬نرى أنه من الضروري التعجيل بدراسة هذا النوع من‬
‫العقود املستحدثة‪ ،‬بدءا من تحديد ماهيته وتكييفه القانوني وتحديد ملكية‬
‫املستفيد ومالك املنشأة السياحية أو املنتجع السياحي للتوصل الى اقتراح‬
‫تنظيم قانوني مالئم لهذا العقد الذي تأخر تنظيمه في الجزائر‪.‬‬
‫املراجع املستعان بها في هذا البحث‬
‫‪ 7‬ـ د‪ .‬ندى سالم حمدون مالعلو‪ .‬عقد املشاركة بالوقت مقال منشور في مجلة الشريعة والقانون‪،‬‬
‫السنة السادسة والعشرون‪ ،‬العدد ‪ ،67‬يوليو‪.2672.‬على الانترنت‪.‬كلية القانون‪.‬جامعة الامارات العربية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ د‪ .‬حسن عبد الباسط جميعي‪ .‬التعامل على الوحدات العقارية بنظام املشاركة في الوقت دار‬
‫الكتب املصرية‪7881 ،‬‬
‫‪ 1‬ـ عقد املشاركة بالوقت‪ ،‬مجلة املحقق للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة‬
‫السابعة‪ 2676 .‬ملخص البحث‪ ،‬جامعة "بابل"‬

‫‪ )26‬د احمد عبد الكريم سالمة‪.‬المرجع السابق‪.‬ص‪ 244.‬وما بعدها‪.‬‬


‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪204‬‬
‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة ‪ 2/71‬من القانون املدني‬
‫‪ 9‬ـ د‪ .‬دمحم املرس ي زهرة‪ .‬الوضع القانوني لنظام اقتسام الوقت‪.‬بحث منشور في مجلة العلوم القانونية‬
‫والاقتصادية‪ ،‬العدد ألاول‪ ،‬السنة ‪ .61.7811‬سنة ‪.7881‬‬
‫‪ 6‬ـ د‪ .‬حسن عبد الباسط جميعي‪ .‬التعامل على الوحدات العقارية بنظام املشاركة في الوقت دار‬
‫الكتب املصرية‪.7881.‬ص‪ 71.‬ومعدها‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ربا دمحم الحاج دمحم بلوط‪.‬ألاثار املترتبة على عقد اقتسام الوقت ( رسالة ماجستير) جامعة الشرق‬
‫ألاوسط‪ ،‬كلية الحقوق‪www.meu.ed.jo/libraythese/5879eace 2676/77/28 ،‬‬
‫‪ 1‬ـ عبد الوھاب إبراھیم أبوسلیمان‪.‬عقد التملك الزمني الدكتور ‪./‬‬
‫‪https://elibrary.mediu.edu.my/books/MAL06756.pdf‬‬
‫‪ 6‬ـ د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪.‬القانون الدولي الخاص النوعي‪ .‬الطبعة الاولى‪.‬بدون تاريخ ذكر‬
‫الطبعة‪ .‬دار النهضة العربية‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ دكتور أيمن مصطفى‪.‬أحمد البقلي‪.‬الحماية الخاصة لرض ى املستهلك في عقد اقتسام الوقت‪.‬‬
‫‪https://elibrary.mediu.edu.my/books/MAL06756.pdf‬‬
‫‪ 76‬ـ د‪ .‬عمر بن عبد العزيز‪.‬التويجري‪.‬احكام وشروط تسويق عقد املشاركة بالوقت في الوحدات‬
‫العقارية السياحية‪.‬دراسة مقارنة بدون ذكر تاريخ الطبع‪.‬‬
‫‪ 77‬ـ شفاء عبد حسين‪ .‬د‪ .‬ميسون على عبد الهادي‪.‬التنظيم القانوني لعقود املشاركة النفطية (‬
‫دراسة مقارنة)‪.‬ص‪https://www.google.dz/search?q 7 .‬‬
‫‪ 72‬ـ أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬دمحم يونس الصائغ‪ .‬انماط عقود الاستثمارات النفطية في ظل القانون الدولي املالي‪ .‬مجلة‬
‫الرافدين للحقوق‪ ،‬املجلد (‪( ،١72‬العدد ‪( ،98‬السنة (‪) 2676‬‬
‫التشريعات‬
‫التشريع املصري‬
‫قرار وزير السياحة املصري رقم ‪ 766:‬مؤرخ في ‪ 2676/69/28‬يتعلق بشروط وضوابط نظام اقتسام‬
‫الوقت ( التايم شير) في املنشآت الفندقية والقرى واملنتجعات السياحية‪.‬‬
‫دبي ( الامارات العربية املتحدة )‬
‫القانون رقم ‪79‬لسنة ‪ 2626‬يتعلق بنظام اقتسام الوقت في دبي‪.‬‬
‫التشريع العماني‬
‫نظم التشريع العماني عقد اقتسام الوقت بموجب مرسوم سلطاني رقم ‪ 2662 /11 :‬مؤرخ في ‪21‬‬
‫مارس املتضمن اصدار قانون السياحة‪.‬‬
‫التشريع ألاردني‬
‫نظام تملك العطالت واقتسام الوقت صادر بمقتض ى البند‪ 1‬من الفقرة ب من املادة ‪ 2‬والفقرة أ‬
‫من املادة ‪ 78‬من قانون السياحة رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 7866‬والدستور تنشر نصه‪.‬‬
‫املادة‪ - 7‬يسمى هذا النظام (نظام تملك العطالت واقتسام الوقت لسنة ‪ ) 2666‬ويعمل به من تاريخ‬
‫نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪201‬‬
‫ من القانون املدني‬2/71 ‫ضرورة إعادة النظر جزئيا يف املادة‬
‫التشريع السعودي (نظام املشاركة بالوقت في الوحدات العقارية السياحية) مرسوم ملكي رقم‬
‫يتضمن املوافقة على العمل بنظام اقتسام الوقت في الوحدات العقارية‬2661 / 6 / 26 ‫ بتاريخ‬62/‫م‬
‫السياحية بالصيغة املرافقة‬
‫املو اقع الالكترونية‬
Sylvie pieraccini. La « porté temporaire ; essai j’analyse des droits de juissance
temps partagé. » thèse de doctorat. Université du sud Toulon var ;2008
L’immobilier en jouissance en temps partagé dit multipropriété
https://www.expertise-immobiliere-aquitaine.fr/b/limmobilier-en-jouissance-en-
temps-partage-dit-multipropriete
Résidence de vacances à temps partagé : opération à risque ou bonne affaire ?
https://www.economie.gouv.fr/particuliers/timeshare-immobilier-temps-partage-
risque
Immobilier en jouissance à temps partagé | economie.gouv.fr
PROJET DE LOI [TA 27]
ADOPTE PAR LE SENAT
portant transposition de la directive 94/47/CE du Parlement européen et du Conseil du
26 octobre 1994 concernant la protection des acquéreurs pour certains aspects des contrats
portant sur l'acquisition d'un droit d'utilisation à temps partiel de biens immobiliers.
Le Sénat a adopté, en première lecture, le projet de loi dont la teneur suit :
Voir les numéros :
Sénat : 208 et 322 (1996-1997).
Directive 2008/122 / CE du Parlement européen et du Conseil du 14 janvier 2009
relative à la protection des consommateurs en ce qui concerne certains aspects des contrats
de multipropriété, de produits de vacances de longue durée, de revente et d'échange (Texte
présentant de l'intérêt pour l'EEE)
JO L 33 du 3.2.2009, p. 10-30 (BG, ES, CS, DA, DE, ET, EL, EN, FR, IT, LV, LT, HU, MT, NL,
PL, PT, RO, SK, SL, FI, SV)
Édition spéciale en croate: chapitre 13 tome 059 p. 3-23

0202/34 ‫جملة احملامي عدد‬

204
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ال اجتهاد مع النص ‪...‬‬


‫ولو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬
‫ببيانه الصادر فـي ‪... 9102/10/10‬‬

‫ألاسـتاذ محمـد عطــوي‬


‫محام (دكتورفي القانون الجزائي)‬

‫مضمون بيان املجلس الدستوري ‪...‬‬


‫الصادرفي ‪... 9102/10/10‬‬

‫رغم أن ذلك البيان قد صدر عن مجلس غير دستوري ألسباب سيتم‬


‫شرحها مستقبال ضمن مقال آخر إال أن مضمون ذلك البيان الدستوري قد‬
‫جاء ولو ضمنيا لصالح الحراك الشعبي في مبادئه الدستورية التالية‪:‬‬
‫أوال‪ /:‬استحالة إجراء انتخاب رئيس الجمهورية يوم ‪9102/10/10‬‬
‫وإعادة تنظيمه من جديد ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /:‬ضرورة حماية مبدأ حرية اختيارالشعب ضمن الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يتم ذلك الاختيار الشعبي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة ‪.‬‬
‫‪ )2‬وذلك باعتبارالشعب مصدركل سلطة ‪.‬‬
‫‪ )3‬ويمارس الشعب سيادته بواسطة املؤسسات الدستورية التي‬
‫يختارها ‪.‬‬
‫‪ )4‬كل ذلك عمال بالفقرة ‪ 09‬من ديباجة الدستور واملادتين ‪0‬و‪ 8‬منه‬
‫تكملة للفقرة ‪ 0‬من املادة ‪ 019‬من الدستور دون الاكتفاء بها وحدها بصورة‬
‫غيرمطلقة وغيروحيدة ‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪201‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ثالثا‪ /:‬أن املهمة ألاساسية ملن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية (دون التأكيد على استمرار رئيس الدولة الحالي بن‬
‫صالح في تولي تلك املهمة ألاساسية ودون التأكيد على ان رئيس الدولة الحالي بن‬
‫صالح هو املعني بذلك)‪.‬‬
‫رابعا‪ /:‬تهيئة الظروف املالئمة لتنظيم انتخاب رئيس الجمهورية من جهة‬
‫وإحاطتها بالشفافية والحياد من جهة ثانية ألجل الحفاظ على املؤسسات‬
‫الدستورية من جهة ثالثة بما يمكن من تحقيق تطلعات الشعب السيد من‬
‫جهة رابعة ‪.‬‬
‫خامسا‪ /:‬يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد‬
‫واستكمال املسار الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين‬
‫الدستورية ‪.‬‬

‫مفهوم املبادئ الدستورية ‪...‬‬


‫املقررة لفائدة الحراك الشعبي ‪...‬‬
‫ببيان املجلس الدستوري املذكورأعاله ‪...‬‬

‫أن املبادئ الدستورية التي قررها املجلس الدستوري في بيانه املذكور‬


‫أعاله تتمثل خاصة فيمايلي‪:‬‬
‫أوال‪ /:‬الاستجابة الصريحة ألهم مطلب للحراك الشعبي في عدم إجراء‬
‫الانتخابات الرئاسية في التاريخ املحدد لها وبنفس ألاشخاص املعينين إلجرائها‬
‫من طرف النظام السابق واملتمثلين خاصة في الباءات الثالثة ( بن صالح‬
‫وبدوي وبوشارب) وضرورة رحيلهم جميعا وتعويضهم بشخصيات وطنية‬
‫يرض ى عنها الحراك الشعبي سواء للقيام بتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة‬
‫أو إجراء الحوار لتعيين من يقوم بتنظيمها بالشفافية والحياد ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪201‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ثانيا‪ /:‬التكريس الصريح لتنفيذ ديباجة الدستور واملادتين ‪ 7‬و ‪ 8‬تكملة‬


‫للمادة ‪ 102‬منه دون الاكتفاء بها وحدها وذلك بالنص الواضح على ضرورة‬
‫حماية مبدأ حرية اختيار الشعب عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وذلك‬
‫باعتبار الشعب مصدر كل سلطة ويمارس سيادته بواسطة املؤسسات التي‬
‫يختارها وبالتالي يكون الشعب وحده الذي يختار من ينظم تلك الانتخابات‬
‫لتكون حرة ونزيهة بعيدا عن كل عوامل تزويرها املعتاد من النظام السابق‬
‫ورجاله املتطبعين عليه ضمن طبائع الاستبداد والاستعباد فيما بعد‬
‫الاستقالل خاصة باالنقالب على الحكومة املؤقتة خالل سنة ‪ 1692‬وعلى‬
‫املجلس التأسيس ي خالل سنة ‪ 1693‬وعلى أول رئيس منتخب خالل سنة ‪1691‬‬
‫وعلى أول انتخابات برملانية حرة ونزيهة خالل ‪ 1662‬إلى يوم سقوط ذلك النظام‬
‫البائد تحت ضربات الحراك الشعبي املستمر منذ ‪ 2016/02/22‬إلى يومنا هذا ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /:‬أن املهمة ألاساسية ملن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم‬
‫انتخابات رئيس الجمهورية وهو ما يعني مايلي‪:‬‬
‫‪ )1‬عدم تحديد من يتولى وظيفة رئيس الدولة في املرحلة القادمة من‬
‫تنظيم الانتخابات الرئاسية سواء باسمه وهويته (كابن صالح) ( أو فنيش) أو‬
‫بصفته الوظيفية (كرئيس مجلس ألامة) أو (رئيس املجلس الدستوري) أو‬
‫غيرهما من الشخصيات الوظيفية وبالتالي يكون قرار املجلس الدستوري قد‬
‫ترك الباب مفتوحا ضمنيا للحوار من أجل التو افق على تعيين من يتولى‬
‫وظيفة رئيس الدولة الذي يقوم بتنظيم انتخابات رئيس الجمهورية بعد‬
‫انتهاء مهام رئيس الدولة (الحالي) بنهاية مدته الدستورية في ‪9102/10/12‬‬
‫واملحددة بـ ‪ 10‬أشهر كحد أقص ى بقوة املادة ‪ 019‬من الدستور ‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد مهمة رئيس الدولة ألاساسية بتنظيم انتخابات رئيس‬
‫الجمهورية دون التوسع في املهام ألاخرى الدستورية خاصة بعدم التوسع في‬
‫التعيين في الوظائف املدنية أو العسكرية أو القضائية أو في غير ذلك من أداء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪201‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫مهام رئيس الجمهورية املنتخب حتى ال يكون مستفزا للحراك الشعبي بأنه باق‬
‫رغم احتجاجاته خاصة بعد إجرائه تعديالت في قطاع العدالة وذلك على‬
‫ألاخص بإنهاء مهام كل من الرئيس ألاول للمحكمة العليا والنائب العام لديها‬
‫كأهم سلطة قضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية (ال يجوز التدخل في‬
‫مهامها خاصة بعزل رئيسها ألاول في املرحلة الانتقالية) ‪.‬‬
‫رابعا‪ /:‬تهيئة الظروف املالئمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية وإحاطتها‬
‫بالشفافية والحياد ألجل الحفاظ على املؤسسات الدستورية التي تمكن من‬
‫تحقيق تطلعات الشعب السيد وهو ما يعني وجوب توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫أ) وجوب تهيئة الظروف املالئمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية وهو ما‬
‫يعني خاصة تهيئة النصوص الدستورية والقانونية والتنظيمية إلجراء‬
‫الانتخابات الرئاسية بما فيها تعديل املادتين ‪ 182‬و ‪ 164‬من الدستور وذلك من‬
‫جهة بتجريد املجلس الدستوري ولو مؤقتا من السهر على صحة عمليات‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية ومن النظر في الطعون التي يتلقاها حول النتائج‬
‫املؤقتة لتلك الانتخابات ومن إعالن نتائجها النهائية ومن جهة ثانية احداث‬
‫لجنة وطنية دائمة وسيدة ومستقلة تماما عن الحكومة والوالة واملجلس‬
‫الدستوري والقضاء العادي وإلاداري ويمكن أن تتكون من قضاة ومحامين كما‬
‫يمكن عند الضرورة أن تشمل موثقين ومحضرين قضائيين وأساتذة جامعيين‬
‫في القانون على أن يتم توسيع مهامها منذ استدعاء الهيئة الناخبة حتى إعالن‬
‫النتائج النهائية في الانتخابات الرئاسية بدء من مراجعة القوائم الانتخابية‬
‫وتكوين اللجان الوالئية والبلدية املستقلة تماما عن الوالة والقضاة والتي‬
‫يمكن أن تتكون بدورها محليا من القضاة واملحامين واملوثقين واملحضرين‬
‫القضائيين وألاساتذة الجامعيين في القانون وهي ال تخضع في قراراتها إال‬
‫للطعون أمام اللجنة الوطنية الدائمة واملستقلة املذكورة أعاله‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪232‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ب) إحاطة الانتخابات الرئاسية بالشفافية والحياد وهو ما ال يمكن أن‬


‫يتم إال عن طريق اختيار الحراك الشعبي لألشخاص املالئمين لتنظيم تلك‬
‫الانتخابات الرئاسية ‪ ...‬وهو ما يفتح الحوار التو افقي حول كيفية تعويض‬
‫كل من رئيس الدولة (بن صالح) ورئيس الحكومة ( بدوي) ورئيس املجلس‬
‫الشعبي الوطني (بوشارب) ورئيس املجلس الدستوري (فنيش) بغيرهم من‬
‫الشخصيات الوطنية التو افقية ‪ ...‬كل ذلك في إطار فتوى املجلس الدستوري‬
‫حول وجوب إحاطة تلك الانتخابات الرئاسية بالشفافية والحياد وهو الحياد‬
‫الذي ال يمكن ضمانه دستوريا بوجود ألاشخاص الذين عينهم النظام‬
‫السابق لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن رئيس الدولة (بن صالح) قد عينه الرئيس السابق بوتفليقة كرئيس‬
‫ملجلس ألامة بعد أن استقال من نيابته الانتخابية من املجلس الشعبي‬
‫الوطني وذلك لتحضيره لشغل منصب رئيس الدولة بعد شغور منصب الرئيس‬
‫بوتفليقة طبقا للمادة ‪ 102‬من الدستور وذلك بعد استقباله من طرفه أثناء‬
‫تقديم استقالته لرئيس املجلس الدستوري (بلعيز) بما أوحى إلى أنه قد اختاره‬
‫مسبقا لتولي رئاسة الدولة بعد قبول استقالته ‪ ،‬لذلك يعد امتدادا له في‬
‫نظر الشعب الذي رفض نيابته الانتخابية بعد أن استقال منها وفضل عنها‬
‫اختياره دون انتخاب من طرف سيده (بوتفليقة) الذي حضره لنيابته عند‬
‫شغور منصبه وبالتالي ينتفي عنه الحياد الذي قرره املجلس الدستوري‬
‫لضمان الطرق املالئمة لتنظيم الانتخابات وألاهم من ذلك أن رئيس الدولة‬
‫(بن صالح) هو من بقايا (جماعة وجدة) وجيش الحدود وهو الرئيس السابق‬
‫لحزب (الرند) املوالي للرئيس املستقيل وهو لم ينجح في أي حوار أشرف عليه‬
‫خاصة أثناء إشرافه على إجراء املصالحة وتكوين املجلس الانتقالي غير‬
‫الدستوري في بداية أزمة التسعينات وأثناء ندوة تعديل الدستور الحالي في‬
‫بداية ‪ 2014‬فكيف له أن يستمر في الحوار الحالي بعد فشله في كل الحوارات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪232‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫السابقة رغم عدم أهميتها مقارنة باملرحلة الحالية والاهم من ذلك يجب عدم‬
‫قبول تكرار عقد أي ندوة وطنية يشارك فيها من هب ودب (فيميع) الحوار بين‬
‫فئات املجتمع املتناقضة خاصة من املوالاة ومن يتبعهم من املطبلين‪.‬‬
‫‪ -2‬أما رئيس املجلس الدستوري فقد تم تعيينه من طرف رئيس مجلس‬
‫الدولة املؤقت وبالتالي كانت فتواه منحازة تماما له (ولو كان ذلك ضمنيا على‬
‫النحو املفصل أعاله ) هذا باإلضافة إلى أن أعضاء املجلس الدستوري في‬
‫أغلبيتهم قد سبق تعيينهم من طرف رئيس الجمهورية املستقيل لذلك كانوا‬
‫منحازين تماما للطغمة الباقية حماية ألنفسهم ومصالحهم مما يستوجب نقل‬
‫كل اختصاصاته الانتخابية إلى اللجنة الوطنية السيدة واملستقلة كما هو‬
‫معمول به في أغلب الدول الديمقراطية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أما الحكومة ورئيسها (بدوي) فقد تم تعيينهم خارج إلاطار الدستوري‬
‫وذلك من طرف (السعيد بوتفليقة) بختم الرئيس أثناء مرضه واملشهور عنه‬
‫قيامه كوزير للداخلية بتزوير الانتخابات البلدية والبرملانية بواسطة املال‬
‫الفاسد وضغوط املستفيدين منه بل أن ألاخطر من ذلك قيامه بحملة جمع‬
‫التوقيعات املزورة للرئيس املريض من أجل إعادة انتخابه لعهدة خامسة‬
‫رغم عجزه التام كل ذلك تحت رئاسة الوزير ألاول (أويحي) محل املتابعة‬
‫الجزائية أمام املحكمة العليا من أجل ارتكابه عمليات فساد كبرى أثناء عمل‬
‫حكومته فكيف يكون الوزير ألاول فاسدا دون أي شبهة فساد ضد وزير‬
‫داخليته وبالتالي ال يكون هذا ألاخير محايدا كما اشترطه قرار املجلس‬
‫الدستوري املذكورأعاله ‪.‬‬
‫‪ -4‬وألاسوأ من كل ذلك أن رئيس املجلس الشعبي الوطني ( بوشارب) قد‬
‫قام بايعاز من محيط الرئيس املستقيل بطرد رئيس املجلس الشعبي الوطني‬
‫السابق ( بوحجة) وغلق مقر ذلك املجلس ( بالكادنات) وإعالن حالة شغور‬
‫رئيسه وهو مطارد حاليا من طرف نواب حزبه بنفس أسلوب العنف املادي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪230‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫واملعنوي فكيف يمكن اعتباره محايدا أثناء تشريع قوانين الانتخابات‬


‫والتعديالت الدستورية النشاء اللجنة الوطنية الانتخابية السيدة وبالتالي‬
‫يجب الاستجابة للنواب إلعادة انتخاب رئيس املجلس الشعبي الوطني ورؤساء‬
‫اللجان خاصة من ضمن النواب ألاحرار الذين يرض ى عنهم الحراك الشعبي‬
‫دون نواب أحزاب املوالاة ‪.‬‬
‫خامسا‪ /:‬وبعد ضمان كل ذلك الحياد يعود لرئيس الدولة (املختار‬
‫بالتو افق) أن يقوم باستدعاء الهيئة الانتخابية من جديد واستكمال املسار‬
‫الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية وتستشف‬
‫من عبارة (أن يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد‬
‫واستكمال املسار الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين‬
‫الدستورية ) النتائج التالية‪:‬‬
‫أ) أن املقصود برئيس الدولة الذي يستدعى الهيئة الانتخابية من جديد‬
‫هو رئيس الدولة الجديد الذي يكلف بتولي وظيفته اثر انتهاء مهام رئيس‬
‫الدولة الحالي (بن صالح) وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم ذكر بيان املجلس الدستوري رئيس الدولة باسمه (بن صالح) أو‬
‫بوصفه (القائم أو الحالي) الستكمال املسار الانتخابي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن صفة رئيس الدولة قد وردت في بيان املجلس الدستوري بعبارتين‬
‫مختلفتين ألاولى تحضيرية بالنص على أن (من يتولى وظيفة رئيس الدولة تكون‬
‫مهمته ألاساسية تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية وهو الذي يتعين عليه تهيئة‬
‫الظروف املالئمة لتنظيمها وإحاطتها بالشفافية والحياد لتحقيق تطلعات‬
‫الشعب السيد وهو ما ال يمكن أن يقوم بتحضيره بالحياد املطلوب إال رئيس‬
‫دولة جديد بعد انتهاء مهام رئيس الدولة املعين في السابق من أجل القيام‬
‫بمهمة قذرة لفائدة سيده الرئيس املستقيل وهو رئيس الدولة املؤقت والذي‬
‫لم يتمكن من القيام بمهامه الانتخابية في أجلها الدستوري فكيف يمكن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪233‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫منحه مهلة إضافية بعد فشله في املهلة ألاصلية أما العبارة الثانية (لرئيس‬
‫الدولة) الذي يعود له استكمال املسار الانتخابي فاملقصود به رئيس الدولة‬
‫الجديد الذي يتم اختياره بصورة ديمقراطية اثر تهيئة الظروف املالئمة‬
‫لتنظيم الانتخابات الرئاسية وإحاطتها بالشفافية والحياد بما يمكن تحقيق‬
‫تطلعات الشعب السيد كل ذلك تنفيذا لقرار املجلس الدستوري ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم توفر شرط الحياد في رئيس الدولة الحالي (بن صالح) على النحو‬
‫املفصل أعاله وهو الشرط الذي كرسه صراحة املجلس الدستوري في من‬
‫يتولى وظيفة رئيس الدولة من أجل تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ألاهم من كل ذلك أن املادة ‪ 102‬من الدستور قد نصت صراحة‬
‫(على أن يتولى رئيس مجلس ألامة مهام رئيس الدولة ملدة أقصاها تسعون (‪)21‬‬
‫يوما) ولم تنص بتاتا على امكانية تمديد تلك املدة في حالة إعادة تنظيم‬
‫الانتخابات الرئاسية ملرة ثانية و أنه ال اجتهاد مع ذلك النص الصريح وبالتالي‬
‫تنتهي مهام رئيس الدولة الحالي وذلك بانتهاء تلك املدة الدستورية في‬
‫‪ 2016/07/06‬دون إمكانية تمديد فترة أداء مهامه بعد ذلك التاريخ بقوة‬
‫الدستور الذي يتمسكون بتطبيقه لفائدتهم في مجال معين ومخالفته في أهم‬
‫مجال يتعلق بعدم جوازتمديد مهمة رئيس الدولة املؤقت (بن صالح) ‪.‬‬
‫‪ -1‬أن قرار املجلس الدستوري املذكور أعاله لم ينص على اعتماده (تطبيق‬
‫املادة ‪ 103‬من الدستور) كما تمسك به بعض رجال الفقه الدستوري قبل‬
‫صدور ذلك القرار الذي لم يصرح بأن صدوره قد تم في إطارها أو بالقياس‬
‫عليها عند تقريره تمديد آجال تنظيم انتخابات رئاسية جديدة ولم يصرح‬
‫املجلس الدستوري بتاتا بأن من يتولى رئاسة الدولة (في الحال) هو الذي‬
‫يظل في منصبه خالل فترة التمديد بعد ‪ 9102/10/12‬بل اكتفى بالنص على‬
‫أن من يتولى رئاسة الدولة هو الذي يقوم بتنظيم الانتخابات الرئاسية‬
‫واستدعاء الهيئة الانتخابية من جديد من أجل استكمال املسار الانتخابي إلى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪234‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫نهايته لكن في إطار اختياره الشفاف والحيادي بعد تهيئة الظروف املالئمة‬
‫لتنظيم الانتخابات الرئاسية ‪.‬‬
‫ب) أن قرار املجلس الدستوري املذكور أعاله لم يحدد بتاتا أي مدة‬
‫جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية واكتفى بالقول بأن (يعود لرئيس الدولة‬
‫استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد واستكمال املسار الانتخابي حتى انتخاب‬
‫رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية) وهو ما يعني أن املجلس الدستوري‬
‫قد ترك ألاجل مفتوحا لتنظيم الانتخابات من جديد ولم يقيده إال بإرادة‬
‫رئيس الدولة املؤقت الذي يعود له وحده استدعاء الهيئة الانتخابية خالل‬
‫ألاجل الذي يحدده لها لكن بعد إلزامه بتهيئة الظروف املالئمة لتنظيم تلك‬
‫الانتخابات الرئاسية من جديد وإحاطتها بالشفافية والحياد بما يمكن من‬
‫تحقيق تطلعات الشعب السيد وهو ما يحتاج إلى مدة كافية لتهيئة تلك‬
‫الظروف املالئمة قبل استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد وذلك بعد أن أشار‬
‫قرار املجلس الدستوري املذكور أعاله ألول مرة إلى تطبيق ديباجة الدستور بما‬
‫يعد توضيحا ملفهوم املادتين ‪ 7‬و‪ 8‬منه خاصة وأن الفقرة ألاخيرة من تلك‬
‫الديباجة قد نصت على أنها تشكل جزء ال يتجزأ من الدستور وهو ما‬
‫يستوجب ألاخذ بالفقرة (‪ )10‬من تلك الديباجة التي عبرت من جهة عن ايمان‬
‫الشعب باالختيارات الجماعية وهو الايمان الذي مكنه من تحقيق انتصارات‬
‫كبرى جعلته دولة في خدمة الشعب وحده ‪ ...‬ومنها انتصاره ألاخير بصدور قرار‬
‫املجلس الدستوري بمبادئه الدستورية املذكورة أعاله والتي حققها في إطار‬
‫املادة ‪ 07‬من الدستور باعتبار الشعب مصدر كل سلطة والسيادة الوطنية‬
‫ملك للشعب وحده) وهو ما أكدت عليه املادة ‪ 12‬من الدستور باعتبار الدولة (‬
‫تستمد مشروعيتها وسبب وجودها من إرادة الشعب ‪ ...‬وهي في خدمته وحده)‬
‫وهو ما يستوجب الرجوع إلى إلارادة الشعبية التو افقية إلعادة انتخاب رئيس‬
‫مجلس ألامة (التوافقي) الذي يحل محل رئيس الدولة الحالي ( بن صالح) بعد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪231‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫اثبات انتهاء مهمته ألاصلية بقوة الدستور وتنصيب رئيس الدولة الجديد‬
‫(التوافقي) وهو الذي يعين رئيس حكومة (توافقي) بعد استقالة رئيسها الحالي‬
‫(بدوي) ويتم انتخاب رئيس املجلس الشعبي الوطني (التوافقي) ورؤساء اللجان‬
‫وكلهم من النواب ألاحرار املعروفين بحيادهم عن النظام السابق كل ذلك ضمن‬
‫حوار وطني تنظمه شخصيات وطنية مستقلة وحيادية يرض ى عنها الحراك‬
‫الشعبي في استفتاء مباشر في الساحات العمومية لكل واليات الوطن ‪ ...‬كل‬
‫ذلك تنفيذا لقرار املجلس الدستوري الذي اشترط (تهيئة الظروف املالئمة‬
‫لتنظيم الانتخابات الرئاسية واحاطتها بالشفافية والحياد من أجل تحقيق‬
‫تطلعات الشعب السيد) وهو ما ال يمكن أن يتم بنفس بقايا النظام السابق‬
‫(أي بالباءات الثالثة) ‪.‬‬
‫وفي أسوأ ألاحوال فإن الحوار ال يتم إال بين الطرفين املتخاصمين وهما‬
‫(الحراك الشعبي والباءات الثالثة) وال يمكن ألي منهما أن يكون طرفا في‬
‫الحوار وحكما فيه في آن واحد وبالتالي ال يكون الحوار الذي نادى إليه (بن‬
‫صالح) مقبوال شكال ومضمونا بل البد من تعيين أشخاص آخرين وطنيين‬
‫محاييدين يقومون بعملية الوساطة بين الطرفين وهو ما اشترط فيه‬
‫القانون في باب الوساطة والتحكيم من جهة الاعتراف بحسن السلوك‬
‫والاستقامة في الوسيط ومن جهة ثانية أن يكون محايدا ومستقال في ممارسة‬
‫الوساطة ومن جهة ثالثة أن تتم مو افقة الخصوم على تعيينه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪231‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫سكوت املجلس الدستوري عن دورالجي‬


‫في مرحلة (تهيئة الظروف املالئمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية من جديد)‬

‫أن ذلك (السكوت) قد يعكس إرادة قيادة الجيش في إبعادها عن الحل‬


‫السياس ي املفتوح ألاجل بعد تقيدها بالحل الدستوري املنصوص عليه باملادة‬
‫‪ 102‬من الدستور وبعد فشل تنفيذها بقوته على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تمسك قيادة الجيش بالدستور هدفه ألاساس ي إبعاد الشبهة عن‬
‫الجي من أجل عدم اتهامه باالنقالب على إلارادة الشعبية سواء باالنقالب‬
‫العسكري املباشر أو باالنقالب ألابيض وذلك ولو بالضغط على مؤسسات‬
‫الدولة لتنفيذ رغباته بالتدخل في اختيار رئيس الجمهورية كما كان في السابق‬
‫ولو بالتزوير عن طريق ألاجهزة ألامنية وإطارات الدولة املجندة لتحقيق إرادة‬
‫الجيش وحده ضمن دولة عسكرية وغير مدنية ‪.‬‬
‫‪ )2‬اكتفت قيادة الجيش الحالي بمرافقة الحراك الشعبي وحمايته من أي‬
‫عنف مادي أو معنوي بل أن الجي لم يخرج قواته العسكرية وآلياتها‬
‫املدرعة إلى الشارع كما تعود عليه ضباط فرنسا في السابق واكتفت الحكومة‬
‫بإنزال رجال ألامن فقط (من شرطة ودرك) بدعوى تنظيم الحراك الشعبي‬
‫وحمايته من العنف الداخلي أو الخارجي دون تزويدهم ال باألسلحة القمعية وال‬
‫بأوامر استعمال العنف (كما يبدو في الظاهر ) ورغم ذلك فإن الحراك الشعبي‬
‫يتمسك صراحة بإبعاد رجال ألامن عن منعه من التظاهر في أماكن معينة‬
‫بالعاصمة وعدم منعه من التنقل إليها من باقي الواليات وغيرها من الحريات‬
‫و الحقوق املضمونة دستوريا كحرية التعبير وإلاعالم بما في ذلك وسائله‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫‪ )3‬أن ألاهم من ذلك كله أن الجيش لم يصدر أي بيان عسكري رسمي‬
‫مكتوب وموقع من طرف قيادته الرسمية ومعلن مباشرة للشعب كما تم في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪231‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫بيان انقالب ‪ 0201‬أو انقالب ‪ 0229‬واكتفى قائد ألاركان بإلقاء الخطب‬


‫الشفوية فقط بين أفراد قواته العسكرية في النواحي وبيانه من خاللها عن‬
‫آراء قيادة الجي في أزمة البالد كبقية أفراد الشعب وطرح اقتراحات حلها‬
‫دستوريا بمرافقة الجيش للشعب دون اقحامه في أي حل سياس ي يطيل عمر‬
‫ألازمة في مرحلة انتقالية غير محددة املدة وألاهداف أو إقحام البالد في أي‬
‫اختيار تأسيس ي قد يفرق الحراك الشعبي ذاته حول املبادئ الدستورية غير‬
‫القابلة ألي تعديل دستوري قد يمس خاصة (بالطابع الجمهوري للدولة‬
‫وإلاسالم والعربية وألامازيغية أو أي حق آخر من حقوق إلانسان واملواطن‬
‫والحريات ألاساسية وعدم إعادة انتخاب رئيس الجمهورية إال مرة واحدة‬
‫فقط كأهم مكسب دستوري غير قابل ألي تعديل) لذلك كله كانت رغبة‬
‫ألاغلبية في أن يتولى رئيس الجمهورية املنتخب تلك املهمة التأسيسية باجراء‬
‫انتخاب مجلس تأسيس ي يتولى مهمة تحرير دستور البالد التو افقي بارادة‬
‫شعبية حقيقية ويمكن أن تكون الحملة الانتخابية للمترشحين قائمة حول‬
‫اقتراح ذلك الدستور التوافقي فيلتزم رئيس الجمهورية املنتخب بمشروعه‬
‫الدستوري كمهمة أساسية لعهدته الرئاسية التأسيسية والتي يلتزم فيها بأن‬
‫تكون وحيدة ويترك املجال النتخابات رئاسية جديدة في إطار ذلك الدستور‬
‫التوافقي وعندها فقط تبدأ الجمهورية الجديدة ‪.‬‬
‫‪ )4‬وبالتالي فإن (املطبلين) لتدخل الجي في فرض الحل السياس ي هم‬
‫أنفسهم الذين كانوا يحتمون به لتبرير استمرارهم في الحكم مدى الحياة وأن‬
‫خطاب ألامين العام (جميعي) لجبهة التحرير الوطني وارد في ذلك إلاطار‬
‫للعودة بنشاط حزبه تحت جناح الجي رغم أن الحراك الشعبي يطالب‬
‫صراحة بإبعاد كل أحزاب املوالاة من أي حوار في املرحلة الانتقالية وهو ما‬
‫يستوجب إبعاد كل ألاحزاب واملنظمات الجماهرية والنقابات والتي ثبت عنها‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪231‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫موالاتها للرئيس املستقيل (بوتفليقة) خاصة بعد عجزه بسبب مرضه والاكتفاء‬
‫بمشاركة أعضائها الحياديين كشخصيات وطنية مستقلة‪.‬‬
‫‪ )1‬لذلك كله يكون من الواجب أن يستمر الجيش في التزام الحياد حتى‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية خاصة وأن الجيش قد‬
‫تجنب الخوض رسميا في الحلول السياسية بعد تمسكه بالحل الدستوري‬
‫فلما استحال إجراء انتخاب رئيس الجمهورية في أجله ترك الجيش املجال‬
‫للمجلس الدستوري القتراح الحل السياس ي في إطاره الدستوري وهو ما يعد‬
‫حال توافقيا بين ما هو دستوري و ما هو سياس ي دون الاصطدام باملؤسسة‬
‫العسكرية التي بقيت محايدة في إطار دستوري ومؤيدة تأييدا كليا ألي حوار‬
‫بناء يحقق تطلعات الحراك الشعبي بفتوى املجلس الدستوري ‪.‬‬
‫‪ )9‬رغم أهمية محاربة الفساد والفاسدين من جهة في محاصرة دورهم في‬
‫تزوير الانتخابات الرئاسية ومن جهة ثانية في ضمان الخطوة الاولى الستقاللية‬
‫القضاء فإن ذلك ال يمكن أن يلهي الشعب عما هو أهم بمحاربة الاستبداد‬
‫وبإقامة الدولة املدنية ضمن أهم شروطها املتعلقة أساسا بضمان‬
‫استقاللية القضاء وأخلقة نظامه وقوانينه وقضاته ومحاميه وأعوانه دون‬
‫انتقام أو انتقاء أو أي شكل من أشكال الضغوط والتدخالت واملناورات التي‬
‫قد تضر بأداء مهمة القضاة أو تمس نزاهة حكمهم ويحظر أي تدخل في سير‬
‫العدالة كل ذلك بقوة املادة ‪ 000‬من الدستور و إبعاد الجي عن أي نشاط‬
‫سياس ي أو قضائي بشرط الاستمرار في سلمية الحراك الشعبي ووحدة‬
‫صفوفه بعيدا خاصة عن الجهوية والفئوية والايديولوجية وتخوين البعض‬
‫للبعض ملجرد الاختالف في الرأي والتأكيد على أخلقة ذلك الحراك الشعبي‬
‫ضمن املبادئ إلانسانية وإلاسالمية بعيدا عن كل تطرف ‪.‬‬
‫‪ )7‬أن أملي الوحيد دون نفاق أو تملق (أن يستمر الجي في حياده‬
‫خاضعا لإلرادة الشعبية التي كرسها املجلس الدستوري وأكدتها الفقرة ‪ 11‬من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪231‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ديباجة الدستور على التمسك بالجيش سليل جي التحرير الوطني وبالتالي‬


‫إبعاد بقايا جيش فرنسا وذلك بالنص صراحة على (أن الجي الوطني الشعبي‬
‫سليل جي التحرير الوطني يتولى مهامه الدستورية بروح الالتزام املثالي‬
‫والاستعداد البطولي على التضحية كلما يتطلب الواجب الوطني منه ذلك ويعتز‬
‫الشعب الجزائري بجيشه الوطني الشعبي ويدين له بالعرفان على ما بذله في‬
‫سبيل الحفاظ على البالد من كل خطر أجنبي وعلى مساهمته الجوهرية في‬
‫حماية املواطنين واملؤسسات واملمتلكات من آفة الارهاب وهو ما ساهم في‬
‫تعزيز اللحمة الوطنية وفي ترسيخ روح التضامن بين الشعب وجيشه ) كل‬
‫ذلك في إطار املادة ‪ 28‬من الدستور املحددة للمهمة الدائمة للجي الوطني‬
‫الشعبي في املحافظة على الاستقالل الوطني والدفاع عن السيادة الوطنية وعن‬
‫وحدة البالد وسالمتها الترابية ‪ ...‬دون أن تتضمن تلك املهمة أي دور للجي في‬
‫النشاط السياس ي بأي شكل من ألاشكال وهو ما برهن الجي عن حياده في‬
‫هذه املرحلة الصعبة‬
‫أن املطلوب من كل ألاطراف أن ال تتمسك باقحام الجي في أي حوار‬
‫سواء كخصم أو كوسيط خاصة وأن الدولة الفرنسية (صاحبة النفوذ‬
‫التاريخي في الجزائر) قد تجد في رئاستها مجلس ألامن الدولي املبرر للتدخل‬
‫الدولي تحت غطاء منع الجيش الجزائري من التدخل في السياسة وتقوم بذلك‬
‫بمساعدة مالية وإعالمية من دولة إلامارات العربية (دركي أمريكا في الجزائر)‬
‫ومتبنية الرئيس املستقيل (بوتفليقة) سواء بعد إبعاده من أرض الجزائر إثر‬
‫وفاة الرئيس بومدين أو بعد إرغامه شعبيا على الاستقالة من رئاسة الجمهورية‬
‫‪ ...‬وهي الدولة التي تزعمت (الثورات املضادة للديمقراطية) في العالم العربي فال‬
‫يكون الجي الجزائري في مأمن من تدخل الدولتين املذكورتين بدعوى‬
‫حماية الجزائر من إلارهاب الهدام والذي يحيط بها ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪242‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫ال خوف بعد اليوم ‪...‬‬


‫من الجي الوطني الشعبي ‪...‬‬
‫بعد زوال جماعــة وجدة ‪...‬‬
‫وجي فرنسا املتسرب من الحدود ‪...‬‬

‫في الختام أتمنى كفرد من الحراك الشعبي أن يستمر الجيش في حياده‬


‫وترك املجال السياس ي للشخصيات الوطنية املحايدة التي يرض ى بها الحراك‬
‫الشعبي في إطار مبادئ قرار املجلس الدستوري املبينة أعاله واملعبرة عن ارادة‬
‫الشعب والتي التزم بتطبيقها كل ذلك ضمانا ألول فرحة قد تحققها مؤسسات‬
‫الدولة الجزائرية بعد انتكاسات أفراحه باالنقالبات املستمرة منذ الاستقالل‬
‫إلى يوم استقالة الرئيس بوتفليقة كآخر رئيس وضع لبنة الجمهورية ألاولى‬
‫بفرض جماعة وجدة وبمساعدة جيش الحدود الذي سربه الرئيس الفرنس ي‬
‫(ديغول) داخل جيش الثورة التحريرية من أجل الاستيالء على السلطة بعد‬
‫الاستقالل فقام باالنقالب على الحكومة املؤقتة وحول فرحة الشعب بانتصاره‬
‫إلى انتكاسه نادى فيها بدموعه (سبع سنوات بركات) وبعد انتخاب أول رئيس‬
‫جمهورية للدولة الجزائرية واحد الزعماء الخمسة للثورة وبعد فرح الشعب به‬
‫كرئيس وزعيم للثورة التحريرية إال أنه وقع الانقالب عليه خالل سنة ‪ 1691‬من‬
‫طرف تلك الطغمة العسكرية املشكلة من جماعة وجده وجيش فرنسا‬
‫ال حدودي فانتكست فرحة الشعب مرة ثانية إلى أن التف شباب الاستقالل‬
‫حول الرئيس بومدين فأحبه وتعلق به رغم عيوبه إال أن املوت قد خطفه في‬
‫عنفوان شبابه فانتكست فرحة الشعب مرة ثالثة وبكاه بدموع حارة وجاء‬
‫الرئيس الثالث (الشاذلي) الذي أغرق الشعب في حرية الاقتصاد والحق في‬
‫التعبير والتظاهر والصحافة والتعددية الحزبية والانتخابات الحرة والتفت كل‬
‫مجموعة من الشعب حول حزبها وشاركت في الانتخابات البلدية خالل سنة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪242‬‬
‫ال اجتهاد مع النص ‪ ...‬و لو كان من اجمللس الدستوري ‪...‬‬

‫‪ 1660‬والبرملانية خالل سنة ‪ 1661‬إال أن تلك الفرحة الشعبية بكل ذلك قد‬
‫انتكست بانقالب شهر جانفي ‪ 1662‬وذلك بإزاحة الرئيس الشرعي (الشاذلي)‬
‫واغتيال الرئيس (بوضياف) على املباشر من حارسه الخاص خالل شهر جوان‬
‫‪ 1662‬وإغراق البالد في حرب أهلية دامية أزاحت الرئيس (كافي) وانتهت‬
‫باستقالة الرئيس (زروال) وحلول الرئيس (بوتفليقة ) مكانه والذي أقنع الشعب‬
‫بااللتفاف حول املصالحة الوطنية مهما كانت عيوبها وذلك منذ سنة ‪ 1666‬إال‬
‫أن الشعب انتكس مرة أخرى نتيجة مرضه واستيالء أخيه (السعيد) وعصابته‬
‫الفاسدة على الحكم فأفسدت تلك الفرحة ألاخيرة منذ سنة ‪ 2011‬وهو ما‬
‫انتهى باستقالة ذلك الرئيس تحت ضربات الحراك الشعبي بمباركة الجيش‬
‫وانطلقت فرحة الشعب من جديد منذ ‪ 2016/02/22‬وهي الفرحة املستمرة‬
‫بمباركة الجي بعيدا عن أي تدخل في تعيين رئيس الجمهورية كل ذلك‬
‫ضمانا للحكم املدني ‪ ...‬غيرالعسكري ألول مرة ‪.‬‬
‫تبقى أمنية الشعب الجزائري أال تنتكس فرحته على ألاقل في هذه املرة‬
‫الوحيدة بعد أكثر النكسات في سنوات الدكتاتورية العسكرية ‪ ...‬من يوم‬
‫الاستقالل إلى يومنا هذا ‪ ...‬وبالتالي ال فائدة من تقديس الجي وال من‬
‫مخاصمته اذا استمر في قناعته بحياده ‪ ...‬والدعاء هلل وحده بأن يحقق الجيش‬
‫حياده بالقول الصريح والعمل الفعال ‪ ...‬وذلك ببيان نية اقتناعه بالدولة‬
‫املدنية الدائمة (وغيرالعسكرية) في إطارالدستور ‪...‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪240‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة‬


‫يف حق احملضرين القضائيني‬
‫تعليق على القرار رقم ‪127270‬‬

‫ألاستاذ غناي رمضان ‪ -‬محام‬

‫على اثر طعن بالنقض مرفوع من قبل املحضرة القضائية (غ ص) ضد‬


‫القرار التأديبي القاض ي بعزلها الصادر عن اللجنة الوطنية للطعن (اللجنة‬
‫الوطنية الحقا) صدر بتاريخ ‪ 1122/21/12‬عن مجلس الدولة القرار ‪121212‬‬
‫محل التعليق قاضيا في الشكل قبول الطعن وفي املوضوع ((التصريح بنقض‬
‫وإبطال القرار الصادر عن لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين املؤرخ‬
‫في ‪ 1122/12/12‬بدون إحالة))‪.‬‬
‫جاء هذا القرار مؤكدا نفس مواقف مجلس الدولة من رقابة القرارات‬
‫التأديبية الصادرة عن اللجان الوطنية املنشأة في إطار تنظيم املنظمات املهنية‬
‫الوطنية كما هو الشأن بالنسبة للموقف املتخذ بشأن رقابة القرارات التأديبية‬
‫الصادرة عن اللجنة الوطنية الخاصة باملحامين وكذلك كما هو ألامر بالنسبة‬
‫للجنة املوثقين‪.‬‬
‫تتمثل أهمية هذا القرار في انه تطرق إلى عدة مسائل قانونية مهمة منها‪:‬‬
‫‪ -‬مسألة أساسية تتعلق بتحديد شروط القضاء بسقوط الخصومة‪.‬‬
‫‪ -‬ومسألتان عارضتان هما اكتفاء مجلس الدولة بمناقشة وجه واحد من‬
‫أوجه إلابطال املثارة والقضاء بنقض القرار املطعون فيه بدون إحالة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪243‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫تمهيدا ملناقشة املسألة القانونية ألاساسية املطروحة (ثانيا) واملسألتين‬


‫العارضتين (ثالثا) يستحسن تقديم ملخص لوقائع الدعوى وإجراءاتها (أوال)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عرض ملخص للوقائع وإلاجراءات‪:‬‬
‫عرضت الطاعنة على مجلس الدولة تفاصيل معاناتها بدء من تعرضها في‬
‫أول ألامر بصفتها محضرة قضائية إلى عقوبة التوقيف عن ممارسة نشاط‬
‫مهنتها ملدة ستة أشهر بموجب قرار تأديبي صدر في حقها عن الغرفة الوطنية‬
‫للمحضرين القضائيين (الغرفة الوطنية الحقا) طعنت فيه بالنقض أمام‬
‫مجلس الدولة الذي أصدر بتاريخ ‪ 1112-12-01‬قرارا قض ى بنقض قرار‬
‫التوقيف املطعون فيه مع إحالة امللف وألاطراف أمام نفس الغرفة مصدرة‬
‫القرار التأديبي املطعون فيه‪.‬‬
‫في ترجيع الدعوى بعد النقض أصدرت هذه الغرفة بتاريخ ‪1110-10-10‬‬
‫قرارا قض ى ببراءة املحضرة القضائية‪ .‬طعن وزير العدل حافظ ألاختام (وزير‬
‫العدل الحقا) في قرار البراءة أمام مجلس الدولة الذي أصدر بتاريخ ‪-10-12‬‬
‫‪ 1112‬قرارا قض ى بنقض القرار املطعون فيه وإحالة املحضرة القضائية أمام‬
‫الغرفة الوطنية ملحاكمتها تأديبيا من جديد‪.‬‬
‫بدال من ترجيع الدعوى تنفيذا لقرار إلاحالة‪ ،‬قام وزير العدل بتاريخ ‪-10‬‬
‫‪ 1112-12‬بإصدار قرار يحمل رقم ‪ 12/2122‬متضمنا عزل املحضرة القضائية‬
‫التي لم تتأخر عن الطعن فيه باإللغاء أمام مجلس الدولة الذي استجاب‬
‫لطلباتها بتاريخ ‪ 1112-21-12‬بإلغاء قرار وزير العدل لتجاوز السلطة‪.‬‬
‫إثرها قام وزير العدل بمباشرة إجراءات إعادة السير في امللف التأديبي أمام‬
‫اللجنة الوطنية التي حلت بموجب املادة ‪ 20‬من قانون املهنة الجديد ‪ 1‬محل‬
‫الغرفة الوطنية كجهة طعن في القرارات التأديبية الصادرة عن الغرف الجهوية‬

‫‪1‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-10‬املؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ 1110‬املتعلق بتنظيم مهنة املحضر القضائي‪ .‬ج‪.‬ر رقم ‪ 21‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪.1110‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪244‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫للمحضرين القضائيين التي أصبحت مختصة بدل الغرفة الوطنية طبقا للمادة‬
‫‪ 22‬من ذات القانون بالفصل في املسائالت التأديبية‪.‬‬
‫لقد تم ترجيع الدعوى أمام اللجنة الوطنية بعد مرور أربعة سنوات من‬
‫صدور قرار مجلس الدولة القاض ي بالنقض وإلاحالة‪ .‬فصال في دعوى الترجيع‬
‫بعد النقض‪ ،‬أصدرت اللجنة الوطنية بتاريخ ‪ 1122/12/12‬قرارا قض ى بعزل‬
‫املحضرة القضائية مستبعدة تطبيق املقتضيات القانونية املتعلقة بسقوط‬
‫الخصومة رغم تمسك املحضرة القضائية بهذا الدفع أمام هذه اللجنة حسب‬
‫ما هو مذكور في القرار محل التعليق‪.‬‬
‫طعنت املحضرة القضائية بالنقض في قرار العزل الصادر عن اللجنة‬
‫الوطنية مؤسسة طعنها على ثالثة أوجه مذكورة باقتضاب في القرار محل‬
‫التعليق دون التصدي لها جميعا وإنما اكتفى مجلس الدولة بمناقشة الوجه‬
‫ألاول املأخوذ من مخالفة آلاجال املقررة بموجب املادتين ‪ 111‬و‪ 110‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية املتعلقتين بسقوط الخصومة وألاخذ به في تسبيب‬
‫نقض القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫فصال في الطعن بالنقض‪ ،‬أصدر مجلس الدولة القرار محل التعليق مقررا‬
‫في الشكل قبول الطعن بالنقض وفي املوضوع ((قبول الطعن موضوعا لتأسيسه‬
‫والتصريح بنقض وإبطال القرار الصادر عن لجنة الطعن الوطنية للمحضرين‬
‫القضائيين املؤرخ في ‪ 1122/12/12‬بدون إحالة))‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عن شروط القضاء بسقوط الخصومة‪:‬‬
‫اخذ مجلس الدولة بسقوط الخصومة بعدما تحقق حسب ما يبدو من‬
‫توفر شرطين هما حلول آجال سقوط الخصومة وإثارة هذا الدفع والتمسك به‬
‫من طرف الطاعنة أمام اللجنة الوطنية‪.‬‬
‫‪ )2‬شرط حلول آجال سقوط الخصومة‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪241‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫جاء في إحدى حيثيات القرار ((حيث انه بالرجوع إلى قرار إلاحالة الصادر‬
‫عن مجلس الدولة بتاريخ ‪ 1112/10/12‬وتاريخ إعادة السير فيه أمام لجنة‬
‫الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين بتاريخ ‪ 1121/21/12‬يتبين بان آلاجال‬
‫املقررة قانونا إلعادة السير في الدعوى تجاوزت بكثير آلاجال القانونية))‪.2‬‬
‫يتضح بأن مجلس الدولة احتسب آجال سقوط الخصومة انطالقا من‬
‫تاريخ صدور قرار إلاحالة إلى غاية تاريخ إعادة السير في الدعوى بعد النقض‬
‫وهذا يعني بان املجلس استبعد احتساب آلاجال من تاريخ تبليغ قرار إلاحالة‪.‬‬
‫احتساب آلاجال بهذه الكيفية هو تطبيق سليم ملقتضيات الفقرة ألاولى‬
‫من املادة ‪ 110‬من (ق ا م ا) التي تنص على أنه ((تسقط الخصومة بمرور سنتين‬
‫‪ 11‬تحسب من تاريخ صدور الحكم أو صدور أمر القاض ي الذي كلف احد‬
‫الخصوم القيام باملساعي))‪.‬‬
‫لم يكن حساب آجال سقوط الخصومة يتم بهذه الكيفية في ظل قانون‬
‫إلاجراءات املدنية السابق‪ .‬كانت املادة ‪ 111‬تنص على أنه ((يجوز للمدعى عليه‬
‫أن يطلب إسقاط الدعوى أو الحكم الصادر قبل الفصل في املوضوع إذا تسبب‬
‫املدع ي في عدم الاستمرار فيها أو عدم تنفيذ الحكم الصادر قبل الفصل في‬
‫املوضوع‪ ،‬وذلك طيلة سنتين))‪.‬‬
‫عدم تحديد هذا النص لبداية احتساب آلاجال فتح املجال الجتهاد القضاء‬
‫إلاداري على وجه الخصوص الذي استقر على حساب آجال السقوط انطالقا‬
‫من تاريخ التبليغ‪ .‬جاء في قرار مجلس الدولة رقم ‪ 121122‬املؤرخ في‬
‫‪ 31110/12/10‬ما يلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ألاسلوب املعتمد في تحرير هذه الحيثية مبهم بعض الش يء عندما تضمن (( يتبين بان آلاجال املقررة قانونا إلعادة السير في‬
‫الدعوى تجاوزت بكثير آلاجال القانونية)) واملقصود من هذا القول أن أجال إعادة السير في الدعوى من طرف وزارة العدل‬
‫تجاوزت آلاجال املقررة قانونا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مجلس الدولة الغرفة الثالثة مل ــف رقم ‪ 121122‬فهرس رقــم ‪ 001‬قـرار بتاريخ ‪ 1110/12/10 :‬قضيـ ــة ‪ :‬ورثة ب ا ال ضـد‬
‫‪ :‬بلدية التالغمة (قرار غير منشور)‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪241‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫((حيث أن املرجع ضده يدفع ببطالن دعوى الترجيع ملخالفتها لنص املادة‬
‫‪ 111‬من قانون إلاجراءات املدنية زاعما أن الخبرة أودعت بعد انقضاء ألاجل‬
‫املحدد في املادة املذكورة أعاله))‪.‬‬
‫((وأنه إذا كان باإلمكان إثارة طلب انقضاء ألاجل في شكل دفع ‪ ،‬فإنه ال‬
‫يجب أن تهدف إلى دعوى إعادة السير بعد الخبرة ‪ ،‬وإنما يجب أن تتعلق بالقرار‬
‫السابق على الفصل في املوضوع غير املنفذ خالل أجل السنتين ‪ ،‬وأن عدم‬
‫التنفيذ هذا يجب أن يكون بفعل املدعي وأن يمتد إلى أكثر من سنتين ابتداء من‬
‫تبليغ القرارالصاد))‪.‬‬
‫مقارنة النصين املتعلقين بسقوط الخصومة تسمح بتسجيل الفوارق‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن رفع دعوى سقوط الخصومة كان في ظل قانون إلاجراءات السابق‬
‫حقا للمدعى عليه عندما يتسبب املدعي في عدم تنفيذ الحكم الصادر قبل‬
‫الفصل في املوضوع طيلة سنتين‪.‬‬
‫‪ -‬أن النص الجديد وسع من دائرة ألاشخاص الذين يحق لهم رفع هذه‬
‫الدعوى إذ أصبح بإمكان املدعي طلب سقوط الخصومة إذا كان املدعى عليه‬
‫هو من كلفه الحكم الصادر قبل الفصل في املوضوع للقيام باملساعي‪.‬‬
‫كثيرا ما يتم تكليف املدعى عليه ضد إلادارة بالقيام باملساعي بدل تكليف‬
‫إلادارة امللتمسة لتلك املساعي‪ .‬ينبغي من العدل وإلانصاف تكليف املدعي للقيام‬
‫باملساعي املطلوبة من طرفه حتى وإن كان هو إدارة عامة وذلك لتمكين املدعى‬
‫عليه من الاستفادة بفرصة طلب سقوط الخصومة عند استيفاء شروطها‪.‬‬
‫إذا كان ال يعقل استفادة املتقاض ي من خطئه فإنه ال يعقل كذلك تكليف‬
‫املدعى عليه القيام باملساعي بدل تكليف إلادارة حفاظا حسبما يبدو على املال‬
‫العام‪ .‬مثل هذا الوضع يكرس عدم توازن مراكز أطراف الخصومة وعدم‬
‫تساوي أسلحة الدفاع بين كل من إلادارة واملتقاض ي ضد إلادارة‪ .‬كمثال لهذا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪241‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫إلاجحاف عندما تكون إلادارة مستأنفة ملتمسة تعيين خبير ويستجيب مجلس‬
‫الدولة لهذا الطلب مع تكليف املستأنف عليه القيام باملساعي بدل إلادارة‪ .‬يفقد‬
‫املستأنف عليه حينها حق الاستفادة من سقوط الخصومة في كل ألاحوال سواء‬
‫عندما يقوم باملساعي املطلوبة وفي هذه الحالة تزول أسباب السقوط أو عندما‬
‫يمتنع عن القيام بها وفي هذه الحالة يحض ى طلبه الرامي إلى سقوط الخصومة‬
‫بالرفض إعماال بمبدأ عدم جواز استفادة املتقاض ي من خطئه‪.‬‬
‫‪ - 2‬شرط التمسك بالدفع أمام اللجنة الوطنية‪:‬‬
‫بعدما أكد مجلس الدولة في إحدى حيثياته بأنه تبين بأن سعي وزير العدل‬
‫إلعادة السير في الدعوى تجاوز آلاجال القانونية املقررة‪ ،‬ذكر في نفس الحيثية‬
‫ما يلي ((وطاملا أن الطاعنة بالنقض قد أثارت هذا الدفع وتمسكت به أمام لجنة‬
‫الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين والتي لم تستجب له ال بالرفض وال‬
‫بالقبول حسب ما هو ثابت من القرار محل الطعن بالنقض مما يجعل الدفع‬
‫املثار مبرر موضوعا ومؤسس قانونا لثبوت عدم احترام آلاجال القانونية في‬
‫الترجيع املحددة في املادتين ‪ 111‬و‪ 110‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫وعليه يتعين القضاء بنقض وإبطال القرار محل الطعن بالنقض الصادر عن‬
‫اللجنة الوطنية للمحضرين القضائيين بتاريخ ‪ 1122/12/12‬نتيجة لسقوط‬
‫الخصومة))‪.‬‬
‫توحي هذه الحيثية بأنه لو تخلفت الطاعنة عن إثارة الدفع بسقوط‬
‫الخصومة أمام اللجنة الوطنية ألمتنع مجلس الدولة ربما عن الاستجابة لطلب‬
‫الطاعنة وعدم القضاء تبعا لذلك بسقوط الخصومة‪ .‬هذا الاستنتاج غير‬
‫مؤسس قانونا مما يفسح املجال لالعتقاد بأن صياغة هذه الحيثية جاءت‬
‫لتجسيد رغ بة مجلس الدولة في تأكيد تبرير سقوط الخصومة أكثر من انه كان‬
‫يريد وضع شرط غير مكرس قانونا لقبول سقوط الخصومة‪ .‬إذا تم اعتبار هذا‬
‫املوقف بمثابة توجه جديد في تحديد شروط سقوط الخصومة فإنه البد من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪241‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫انتظار صدور قرارات أخرى تؤكد هذا الاجتهاد املخالف للقانون وال اجتهاد مع‬
‫وضوح النصوص القانونية مثلما هو ألامر في دعوى الحال‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬املسألتان العارضتان‪:‬‬
‫كثيرا ما تطرح القرارات القضائية مسائل قانونية عارضة كما هو الحال في‬
‫القرار محل التعليق الذي لم يناقش كافة ألاوجه املثارة مكتفيا بالتصدي لوجه‬
‫واحد تم ألاخذ به لتسبيب نقض وإبطال القرار املطعون فيه‪ ،‬و من جهة‪،‬‬
‫القضاء بنقض القرار املطعون فيه بدون إحالة على أية جهة قضائية للفصل‬
‫في النزاع من جديد‪ .‬عدم التصدي لكافة أوجه الطعن والقضاء بالنقض بدون‬
‫إحالة هما مسألتان تثيران نقاشا فقهيا ال غنى عنه للمساهمة في تحسين‬
‫القضاء بوجه عام والقضاء إلاداري بوجه خاص‪.‬‬
‫‪-1‬عدم التصدي لجميع أوجه الطعن املثارة‬
‫أصبح تعليل ألاحكام والقرارات وكذلك ألاوامر القضائية بمثابة مبدأ‬
‫دستوري بعد تكريسه بموجب املادة ‪ 201‬من دستور ‪ 10‬مارس ‪.1120‬‬
‫بدافع الاقتصاد في تسبيب القرارات القضائية اعتادت جهتا الطعن‬
‫بالنقض – املحكمة العليا ومجلس الدولة‪ -‬عدم التصدي لكافة أوجه الطعن‬
‫املثارة والاكتفاء بمناقشة الوجه املأخوذ به في حالة قبول الطعن بالنقض‪.‬‬
‫والعكس تتعرض هاتان الجهتان مبدئيا ملناقشة كافة أوجه الطعن بالنقض‬
‫املثارة عندما تقضيان بعدم قبول الطعون أو برفضها‪.‬‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬ال مضرة للطاعن عندما يقض ي مجلس الدولة بقبول‬
‫الطعن ولو مكتفيا بالتصدي لوجه واحد في تسبيب قراره ألن املهم بالنسبة‬
‫للطاعن هو ربح دعواه قبل كل ش يء‪ .‬من غير شك أن القضاة يجدون راحتهم‬
‫عندما يقتصدون في تسبيب القرارات‪ .‬الاكتفاء بمناقشة الوجه املأخوذ به دون‬
‫غيره من ألاوجه املثارة يعفي القضاة من عمل مضني بالتأكيد في البحث عن‬
‫التأصيل القانوني واملرجعية الفقهية عند الضرورة باألخص عندما تكون ألاوجه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪241‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫املثارة متعددة وعندما تكون مضامينها مستعصية على القاض ي لعدم سبق‬
‫معالجته للمسائل القانونية املطروحة‪.‬‬
‫الاقتصاد في تسبيب القرارات القضائية ال يحقق كافة املنافع املرجوة من‬
‫التعرف على مواقف قضاء النقض يستوي ألامر بالنسبة للقضاة واملتقاضين‬
‫والدفاع وفقه القانون‪:‬‬
‫‪ -‬يستفيد القضاة التابعين للجهات القضائية ألادنى درجة‪ ،‬محاكم‬
‫ومجالس‪ ،‬من التعرف على مواقف جهات الطعن بالنقض من التطبيق السليم‬
‫للقانون في مسألة قانونية معينة‪ .‬كانت القرارات القضائية الصادرة عن جهات‬
‫الطعن بالنقض تبلغ في املاض ي إلى القضاة الذين أصدروا القرارات املنقوضة‬
‫لكي يعلموا ما عيب على قراراتهم من أخطاء في تطبيق القانون وحتى يتداركوا في‬
‫املستقبل ارتكاب نفس ألاخطاء‪ .‬التعرف على الاجتهاد القضائي ضرورة الن‬
‫القانون يسطر قواعد سلوك عامة ومجردة ال تكتمل قوتها إال بتطبيقها تطبيقا‬
‫سليما من طرف القضاء‪ .‬خول الدستور جهاتي الطعن بالنقض مهمة تقويم‬
‫الاجتهاد القضائي وضمان حسن تطبيق القانون ألامر الذي يفسر ويدعم أهمية‬
‫التعرف على الاجتهاد القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬يستفيد ممارس ي املهن القانونية وعلى رأسهم املحامون على وجه‬
‫الخصوص من التعرف على تسبيب ألاحكام والقرارات القضائية السيما‬
‫الصادرة عن جتهي الطعن بالنقض الستنباط ما إذا كانت لهم حظوظ لكسب‬
‫دعاواهم املماثلة للقضايا املفصول فيها من قبل املحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة‪ .‬ال يكفي معرفة مضمون القانون دون معرفة كيف يطبقه القاض ي‬
‫وكيف يفسر أحكامه عند غموضها وفي حالة إغفال املشرع تنظيم مسألة‬
‫قانونية معينة (وجود فراغ قانوني)‪ .‬يعتمد املحامي على تسبيب ألاحكام‬
‫والقرارات لتأسيس مختلف طعونه عن طريق الاستئناف أو النقض‪ .‬ملعرفة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫الاجتهاد القضائي أهمية كبرى عندما يتعلق ألامر بمسألة قانونية جديدة لم‬
‫تطرح قبل أو عرفت تغييرا في الاجتهاد القضائي‪.‬‬
‫للتأكيد مرة أخرى‪ ،‬استقر اجتهاد مجلس الدولة عند نقضه للقرارات‬
‫املطعون فيها على الاكتفاء بمناقشة الوجه أو ألاوجه املأخوذ بها فقط وانه‬
‫بالعكس يتصدى لجميع الدفوع وألاوجه عندما يقض ي بعدم قبول الطعن أو‬
‫برفضه‪.‬‬
‫مهما يثير تبني اقتصاد التسبيب من جدل فقهي فإن تعليل ألاحكام‬
‫والقرارات القضائية يبقى دائما الوسيلة الناجعة التي ال يستغنى عنها في إثراء‬
‫التكوين القانوني للقضاة واملحامين وكافة رجال القانون وحتى طلبة الحقوق‪.‬‬
‫ناهيك عن كون اقتناع املتقاض ي باألحكام الصادرة في حقه يستمد من التسبيب‬
‫املأخوذ به‪.‬‬
‫‪ -2‬القضاء بالنقض بدون إحالة‬
‫البد من التنبيه بأن القسم املخصص في (ق ا م ا) للطعن بالنقض في املادة‬
‫إلادارية ال يتضمن سوى أربعة مواد من ‪ 020‬إلى ‪ .020‬اكتفت املادة ألاخيرة‬
‫باإلحالة على املادة ‪ 022‬املتعلقة بأوجه الطعن بالنقض‪.‬‬
‫باستثناء صراحة املادة ‪ 022‬في منح مجلس الدولة سلطة الفصل من حيث‬
‫املوضوع عندما يقض ي بنقض قرارات مجلس املحاسبة‪ ،‬يبقى التساؤل مطروحا‬
‫فيما إذا بإمكان تطبيق املواد املتعلقة بتنظيم الطعن بالنقض الواردة أحكامها‬
‫في الكتاب ألاول الخاص باإلجراءات املشتركة بين جميع الجهات القضائية‬
‫وبالتدقيق من املادة ‪ 010‬إلى ‪.021‬‬
‫هذه املواد تتضمن حاالت متعددة يجوز فيها للمحكمة العليا القضاء‬
‫بالنقض بدون إحالة مع التصدي للموضوع في آن واحد‪ .‬هل يجوز ملجلس‬
‫الدولة تطبيق هذه املواد؟‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫ال يعتبر الكتاب الرابع املصدر الوحيد للقواعد إلاجرائية إلادارية‪ .‬يتبين من‬
‫قراءة مواد هذا الكتاب أن املشرع أحال في العديد من املرات على مواد أخرى‬
‫خارجة عن هذا الكتاب‪ .‬يصل عدد املواد املحال عليها إلى ‪ 210‬مادة بما يساوي‬
‫تقريبا عدد املواد التي يحتويها الكتاب الرابع (‪ 201‬مادة) وبجمع العددين يصل‬
‫مجموع املواد إلى ‪ 000‬مادة‪ .‬ال يكتفي القاض ي إلاداري بتطبيق هذه املواد فقط‬
‫بل يضطر‪ ،‬في حالة عدم وجود القاعدة الواجبة التطبيق ضمن الكتاب الرابع‬
‫واملواد املحال عليها‪ ،‬إلى تطبيق مواد جمعها املشرع ضمن الكتاب ألاول تحت‬
‫عنوان "ألاحكام املشتركة لجميع الجهات القضائية انطالقا من املادة ‪ 20‬إلى‬
‫‪ .111‬من أمثلة التطبيقات املعروفة ملجلس الدولة عدم قبول الاستئناف إذا‬
‫وقع بعد فوات ستنين من تاريخ صدور الحكم الحضوري محل الاستئناف ولو‬
‫لم يبلغ للمستأنف تطبيقا لنص املادة ‪ 110‬و‪ 112‬اللتان يحتويهما الكتاب‬
‫ألاول ولم تتم إلاحالة عليهما في الكتاب الرابع‪.‬‬
‫إن القول بتطبيق مجلس الدولة للمواد املتعلقة بالطعن بالنقض الواردة‬
‫في الكتاب ألاول هو مبرر لسببين يتمثل أولهما في كون عنوان الكتاب ألاول يوحي‬
‫بما ال شك فيه بجواز العمل بمواد هذا الكتاب أمام القضاء إلاداري‬
‫ويستخلص السبب الثاني من ألاعمال التحضيرية وبشكل خاص من عرض‬
‫ألاسباب أين ذكر بصريح العبارة تطبيق مقتضيات الكتاب ألاول من قبل جميع‬
‫الجهات القضائية بما فيها إلادارية‪.‬‬
‫أيا كان ألامر فإن حاالت الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة محصورة‬
‫جدا إذ ال يجوز قانونا الطعن بالنقض في ألاحكام الصادرة عن املحاكم إلادارية‬
‫ألنها ليست صادرة في آخر درجة كما ال يجوز حسب اجتهاد مجلس الدولة‬
‫الطعن بالنقض في القرارات الصادرة عنه‪ .‬تبقى حاالت الطعن بالنقض قائمة‬
‫بالنسبة للقرارات الصادرة عن مجلس املحاسبة طبقا للمادة ‪ 022‬أو الحاالت‬
‫التي تكرسها قوانين خاصة وكذلك الحاالت التي أجاز فيها اجتهاد مجلس الدولة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪210‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫الطعن في القرارات التأديبية الصادرة عن املجلس ألاعلى للقضاء وعن اللجان‬


‫الوطنية للطعن املنشاة في ظل القوانين املتعلقة باملنظمات املهنية الوطنية‪.4‬‬
‫كل هذا ال يمنع من التعرف على القاعدة العامة في أن يكون القضاء‬
‫بنقض القرارات املطعون فيها مشموال بإحالة القضايا وأطراف الدعوى على‬
‫الجهات القضائية مصدرة القرارات محل النقض مشكلة تشكيال مغايرا كما‬
‫يمكن أن تكون إلاحالة أمام جهات أخرى من نفس النوع ومن نفس الدرجة‬
‫إعماال باملادة ‪ 001‬من (ق ا م ا)‪.‬‬
‫خروجا على هذه القاعدة‪ ،‬يمكن أن يتم نقض القرارات املطعون فيها بدون‬
‫إحالة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة ألاولى منصوص عليها في املادة ‪ 2/002‬من (ق ا م ا) وتتحقق عندما‬
‫ال تترك قرارات النقض فيما فصلت فيه من نقاط قانونية أية أسباب تستدعي‬
‫إحالة القضايا للحكم فيها من جديد‪ .‬ومثال ذلك القرار محل هذا التعليق الذي‬
‫قض ى بنقض قرار اللجنة الوطنية بسبب سقوط الخصومة وبالتالي فال داعي‬
‫إلحالة القضية للمحاكمة من جديد باعتبار ان سقوط الخصومة يؤدي إلى‬
‫عدم إمكانية الاستمرار فيها‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية منصوص عليها في الفقرة الثانية من نفس املادة وتتحقق‬
‫عندما "يكون قـضـاة املـوضـوع قـد عـايـنـوا وقدروا الوقائع بكيفـية تسمح‬
‫للمحكـمة العليا أن تطبق القاعدة القانونية املالئمة"‪ .‬ي ـج ــوز في هذه الحالة‬
‫ـن ــقض القرار املطعون فيه ب ــدون إح ــال ــة وال ـف ــصل في الـن ـزاع نـهـائـيـا من طرف‬
‫جهة الطعن بالنقض‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة ورد ذكرها في الفقرة الثالثة من نص املادة ‪ 021‬من (ق ا م‬
‫ا) وتتحقق بمناسبة النظر في الطعن بالنقض الثاني في نفس القضية بعد عدم‬

‫‪4‬‬
‫أ‪ /‬غناي رمضان " دراسات في قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وقانون إلاجراءات الجزائية" الديوان الوطني لألشغال التربوية‬
‫والتمهين ‪ .‬الطبعة ألاولى ‪. 1122‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪213‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫امتثال جهة إلاحالة لقرار النقض فيما فصل فيه من مسائل قانونية ملزمة‬
‫لجهة إلاحالة تطبيقا للفقرة الثانية من ذات املادة‪ .‬تفصل جهة النقض في هذه‬
‫الحالة من حيث الوقائع والقانون‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الرابعة تتمثل في اختصاص جهة الطعن بالنقض للفصل من‬
‫حيث الوقائع والقانون بمناسبة طعن ثالث بالنقض في نفس القضية‪.‬‬
‫من املؤكد أن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وسع من مجاالت حق‬
‫التصدي للموضوع املمنوح لجتهي الطعن بالنقض‪.‬‬
‫ينتظر من مجلس الدولة نشر قراراته املتعلقة بمعالجة مثل هذه الحاالت‬
‫حتى تتبين حقيقة مواقفه من مسألة تطبيق املقتضيات املتعلقة بالطعن‬
‫بالنقض الواردة في الكتاب ألاول من (ق ا م ا)‪ .‬في انتظار ذلك تبقى الحقوق‬
‫إلاجرائية للمتقاض ي ضد إلادارة مختلفة عن الحقوق إلاجرائية املعمول بها في‬
‫القضاء العادي‪ .‬هذا يثير دون شك مسألة مدى احترام مبدئي املساواة أمام‬
‫القضاء املكرس دستورا ومبدأ مساواة ألاسلحة املكرس قضاء‪.‬‬
‫ألاصل في وجود قضاء إداري مستقل عن القضاء العادي هو البحث عن‬
‫فعالية أكثر لضمان حقوق املواطن ضد تعسف إلادارة ووجوب خضوع أعمالها‬
‫ملبدأ املشروعية‪ .‬قضاء إداري ال يتحلى بالشجاعة يفقد قوته وال يدعم أسس‬
‫دولة الحق والقانون‪.‬‬
‫ملحق‬
‫نص القراررقم ‪ 122221‬محل التعليق‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪-‬‬


‫باسم الشعب الجزائري‬
‫مجلس الدولة‬
‫الغرفة الخامسة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪214‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫ملف رقم ‪121212 :‬‬


‫فهرس رقم‪211 :‬‬
‫قرار بتاريخ‪1122/21/12 :‬‬
‫– ق ـ ـ ـرار –‬
‫فصال في الدعوى املرفوعة‪:‬‬
‫بي ــن‪ :‬غ ص الساكنة ‪ .....‬القائم في حقها ألاستاذ خـ ــداش ح ـبـي ــب ‪ -‬املحامي‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا الكائن مقره بشارع عميروش رقم ‪ 12‬بالرويبة والية‬
‫الجزائر‪ - .‬من جهـ ـ ــة –‬
‫وبي ــن‪ :‬وزير العدل حامل ألاختام بصفته املمثل القانوني لوزارة العدل الكائن‬
‫مقرها بساحة بئر حاكم باألبيار ( والية الجزائر) ‪ -‬من جهة أخرى ‪-‬‬
‫إن مجلس الدولة ‪:‬‬
‫في الجلسة العلنية املنعقدة بتاريخ الواحد والعشرون من شهر ديسمبر سنة‬
‫ألفين وإحدى عشر‪.‬‬
‫بمقتض ى القانون العضوي رقم ‪ 12/02‬املؤرخ في ‪ 11‬صفر ‪ 2120‬املوافق لـ‪01‬‬
‫ماي ‪ 2002‬املتعلق باختصاصات مجلس الدولة تنظيمه وعمله‪.‬‬
‫بمقتض ى القانون رقم ‪ 10/12‬املؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2110‬املوافق ‪ 12‬فيفري‬
‫‪ 1112‬املتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية السيما املواد ‪-221-220-‬‬
‫‪-200-202-220-222‬و‪ 020‬منه‬
‫بعد الاستماع الى السيد دالي الهادي املستشار املقرر في تالوة تقريره املكتوب‪.‬‬
‫بعد الاطالع على التقرير املكتوب للسيد بن ناصر دمحم محافظ الدولة‬
‫والاستماع إلى مالحظاته الشفوية‪.‬‬
‫وبعد املداولة القانونية اصدرالقرارآلاتي‪:‬‬
‫الوقائع وإلاجراءات‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫حيث إن الطاعنة (غ ص) املحضرة القضائية بـ‪ ....‬تطعن بالنقض بواسطة‬


‫وكيلها ألاستاذ خداش حبيب املحامي بموجب عريضة افتتاحية سجلت لدى‬
‫أمانة ضبط مجلس الدولة بتاريخ ‪ 1122/10/10‬تحت رقم ‪ 121212‬في القرار‬
‫الصادر عن لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين املؤرخ في‬
‫‪ 1122/12/12‬ملف رقم ‪ 21/11‬واملبلغ لها رسميا بتاريخ ‪.1122/12/22‬‬
‫حيث تعرض الطاعنة بأنها أحيلت على املجلس التأديبي فأصدرت الغرفة‬
‫الوطنية للمحضرين القضائيين قرار بتاريخ ‪ 1110/10/10‬قض ى بتوقيفها ملدة‬
‫ستة (‪ )10‬أشهر والذي طعنت فيه بالنقض أمام مجلس الدولة الذي اصدر‬
‫قراره بتاريخ ‪ 1110/12/01‬قض ى بإبطال القرار محل الطعن بالنقض مع إحالة‬
‫امللف وألاطراف أمام نفس الجهة للفصل فيه طبقا للقانون‪.‬‬
‫وحيث انه على اثر إعادة السير في الدعوى تنفيذا لقرار إلاحالة السالف‬
‫الذكر أصدرت الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين قرار بتاريخ‬
‫‪ 1110/10/10‬صرحت ببراءة الطاعنة مع إعادة إدراجها في مهامها‪.‬‬
‫وحيث أن املطعون ضدها طعنت فيه بالنقض بتاريخ ‪1110/21/11‬‬
‫فأصدر مجلس الدولة قراره بتاريخ ‪ 1112/10/12‬أبطل القرار محل الطعن‬
‫بالنقض الصادر بتاريخ ‪ 1110/10/10‬مع إحالة امللف وألاطراف أمام نفس‬
‫الغرفة للفصل فيه من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫وحيث أن املطعون ضدها حاليا تخلت عن ترجيع الدعوى إلعادة السير‬
‫فيها وأصدرت قرارا بتاريخ ‪ 1112/12/10‬قض ى بعزل الطاعنة وعلى اثر الطعن‬
‫فيه باإللغاء اصدر مجلس الدولة قرارا بتاريخ ‪ 1112/21/12‬قض ى بإبطال قرار‬
‫وزير العدل املؤرخ في ‪ 1112/12/10‬تحت رقم ‪. 12/2122‬‬
‫وحيث أن املطعون ضدها بعد مرور ما يقارب أربعة (‪ )11‬سنوات من‬
‫صدور قرار إلاحالة الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ ‪ 1112/10/12‬بادرت‬
‫بإعادة السير في الدعوى أمام لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫فأصدرت قرارا بتاريخ ‪ 1122/12/12‬قض ى بعزل الطاعنة وهو القرار محل‬


‫دعوى الطعن بالنقض الحالية ملتمسة بموجبها قبول طعنها بالنقض شكال‬
‫وموضوعا والقضاء بإبطال القرار محل الطعن بالنقض وجعله عديم ألاثر‬
‫الكتساب قرار الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين املؤرخ في ‪1110/10/10‬‬
‫قوة الش يء املقض ي فيه‪.‬‬
‫حيث ان املطعون ضدها التمست عدم قبول الطعن موضوعا على أساس‬
‫أن العزل تم بناء على أحكام نهائية وأن إعادة السير في الدعوى تم ضمن آلاجال‬
‫املحددة قانونا‪.‬‬
‫وحيث إن محافظ الدولة قدم تقريره املكتوب بتاريخ ‪1122/10/10‬‬
‫ملتمسا رفض الطعن بالنقض لعدم التأسيس‪.‬‬
‫– وعليه فإن مجلس الدولة –‬
‫من حيث الشكل‪:‬‬
‫حيث إن الطعن بالنقض استوفى كافة أوضاعه الشكلية ووارد ضمن‬
‫آلاجال املقررة قانونا مما يتعين القضاء بقبوله شكال‪.‬‬
‫من حيث املوضوع‪:‬‬
‫حيث إن الطاعنة (غ ص) تطعن بالنقض في القرار الصادر عن لجنة‬
‫الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين املؤرخ في ‪ 1122/12/12‬القاض ي بعزلها‬
‫عن مهنتها كمحضرة قضائية مؤسسة طعنها هذا على ثالثة أوجه‪:‬‬
‫الوجه ألاول‪ :‬مأخوذ من مخالفة آلاجال املقررة قانونا متفرع لثالثة (‪)0‬‬
‫فروع‪:‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬مستمد من عدم ذكر الغرفة الجهوية التي ينتمي إليها‬
‫املحضرون القضائيون ألاعضاء ضمن تشكيلة لجنة الطعن الوطنية‬
‫للمحضرين القضائيين وعدم تجديد صفة كل واحد منهم‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مستمد من مخالفة املادتين ‪ 111‬و‪ 110‬من قانون إلاجراءات‬


‫املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مستمد من مخالفة أحكام املادة ‪ 002‬من ذات القانون‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬مأخوذ من مخالفة أحكام املواد ‪ 220 ،222 ،112‬و‪ 012‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫الوجه الثالث‪ :‬مأخوذ من انعدام التسبيب وألاساس القانوني للقرار محل‬
‫الطعن بالنقض‪.‬‬
‫حول ألاوجه املثارة‪:‬‬
‫بالرجوع إلى ألاوجه املثارة يتبين أنها متكاملة ومترابطة فيما بينها مما يتعين‬
‫التطرق للوجه ألاول دون حاجة للنظر والخوض في بقية ألاوجه‪.‬‬
‫وحيث إن الثابت من دراسة ملف الدعوى أن النزاع القائم ينحصر أساسا‬
‫حول واقعة سقوط الخصومة الناجمة عن عدم سعي املطعون ضدها إلعادة‬
‫السير في الدعوى تنفيذا لقرار إلاحالة الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ‬
‫‪ 1112/10/12‬فهرس ‪ 210‬ملف ر‪ 02100‬الذي نقض قرار الغرفة الوطنية‬
‫للمحضرين القضائيين املؤرخ في ‪ 1110/10/10‬والذي لم تسع املطعون ضدا‬
‫إلعادة السير فيه أمام لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين إال بتاريخ‬
‫‪ 1121/21/12‬والتي صدر عنها القرار محل دعوى الطعن بالنقض الحالية‪.‬‬
‫وحيث انه بالرجوع إلى قرار إلاحالة الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ‬
‫‪ 1112/10/12‬وتاريخ إعادة السير فيه أمام لجنة الطعن الوطنية للمحضرين‬
‫القضائيين بتاريخ ‪ 1121/21/12‬يتبين بان آلاجال املقررة قانونا إلعادة السير في‬
‫الدعوى تجاوزت بكثير آلاجال القانونية‪ .‬وطاملا أن الطاعنة بالنقض قد أثارت‬
‫هذا الدفع وتمسكت به أمام لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين والتي‬
‫لم تستجب له ال بالرفض وال بالقبول حسب ما هو ثابت من القرار محل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫موقف جملس الدولة من رقابة القرارات التأديبية الصادرة يف حق احملضرين القضائيني‬

‫الطعن بالنقض مما يجعل الدفع املثار مبرر موضوعا ومؤسس قانونا لثبوت‬
‫عدم احترام آلاجال القانونية في الترجيع املحددة في املادتين ‪ 111‬و‪ 110‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية وعليه يتعين القضاء بنقض وإبطال القرار‬
‫محل الطعن بالنقض الصادر عن اللجنة الوطنية للمحضرين القضائيين‬
‫بتاريخ ‪ 1122/12/12‬نتيجة لسقوط الخصومة مما يجعل القرار الصادر عن‬
‫الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين بتاريخ ‪ 1110/10/10‬نهائيا وصار يتمتع‬
‫بقوة الش يء املقض ي فيه‪.‬‬
‫وحيث نظرا لهذه املعطيات وعمال بأحكام املادة ‪ 002‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية فإن النزاع الحالي لم يبق منه ما بتطلب الحكم فيه مما يتعين‬
‫التصريح بدون إحالة‪.‬‬
‫وحيث ان املطعون ضدها معفاة من املصاريف القضائية بموجب املادة‬
‫‪ 01‬من قانون املالية ‪. 21/02‬‬
‫– لــهذه ألاسباب –‬
‫قررمجلس الدولة فصال في الطعن بالنقض علنيا حضوريا نهائيا‪:‬‬
‫في الشكل‪ :‬قبول الطعن بالنقض‪.‬‬
‫في املوضوع‪ :‬قبول الطعن موضوعا لتأسيسه والتصريح بنقض وإبطال‬
‫القرار عن لجنة الطعن الوطنية للمحضرين القضائيين املؤرخ في ‪1122/12/12‬‬
‫بدون إحالة‪.‬‬
‫مع التصريح بإعفاء وزارة العدل من املصاريف القضائية بقوة القانون‪.‬‬
‫بذا صدر القرار والتصريح به في الجلسة العلنية املنعقدة بتاريخ الواحد‬
‫والعشرين من شهر ديسمبر سنة ألفين وإحدى عشر من قبل الغرفة الخامسة‬
‫املشكلة من السيدة والسادة‪......‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬


‫من اعداد‬
‫مختارسيدهم رئيس الغرفة الجنائية‬

‫مقدمة‬
‫في اطار اصالح العدالة وتماشيا مع املواثيق الدولية التي صادقت عليها‬
‫الجزائر‪ ،‬ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والتي تنص‬
‫املادة ‪ 41‬منه الفقرة ‪ 5‬على حق الانسان في التقاض ي على درجتين أمام القضاء‬
‫الجزائي‪ ،‬كرس الدستور الجزائري لسنة ‪ 6142‬هذا املبدأ في مادته ‪ ، 421‬وأعاد‬
‫التأكيد عليه في التعديل الدستوري لسنة ‪ ،6161‬من خالل املادة ‪ 3/425‬منه‪،‬‬
‫وهو ما جعل املشرع يقوم بتعديالت في قانون الاجراءات الجزائية إلصالح نظام‬
‫محكمة الجنايات سنة ‪، 6142‬والذي كان يجعل املحاكمة الجنائية على درجة‬
‫واحدة فقط وتتميز باالعتقال قبل ثبوت التهمة بإصدار ما يسمى باألمر‬
‫بالقبض الجسدي قبل املحاكمة في الجرائم املوصوفة جنايات‪.‬‬
‫إن النظام الجديد رغم إلزامه تسبيب الاحكام الجنائية على مستوى‬
‫الدرجتين‪ ،‬لكن الادانة أو البراءة تبقى خاضعة لقناعة اعضاء املحكمة مع ابراز‬
‫عناصر هذه القناعة في ورقة التسبيب امللحقة بورقة الاسئلة‪ ،‬وال يمكن لهذا‬
‫التسبيب أن يعوض الاسئلة والاجوبة عنها‪ ،‬علما بأن الاغلبية في التشكيلة‬
‫الجديدة هي للمحلفين ‪ 1‬مقابل ثالثة قضاة محترفين عكس ما كان الوضع عليه‬
‫في السابق‪ ،‬وسنحاول في هذه الدراسة إبراز الفوارق بين النظامين القديم‬
‫والجديد ملحكمة الجنايات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عناصراملوضوع‬
‫‪ -‬إعداد قائمة املحلفين‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪262‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫‪ -‬تبليغ قرار إلاحالة‬


‫‪ -‬خصائص محكمة الجنايات‬
‫‪ -‬ألاعضاء املشكلون ملحكمة الجنايات‬
‫‪ -‬تشكيل املحكمة بصورة عامة‬
‫‪ -‬التشكيلة الخاصة‬
‫‪ -‬عدم اختصاص التشكيلة الخاصة او العادية للفصل في قضايا من غير‬
‫اختصاصها‬
‫‪ -‬إدارة الجلسة الجنائية‬
‫‪ -‬املداولة‬
‫‪ -‬تعليل الحكم الجنائي‬
‫‪ -‬الاحكام الجنائية الغيابية‬
‫‪ -‬إستئناف ألاحكام الجنائية‬
‫‪ -‬عدم جواز استئناف الحكم الجنائي الغيابي من طرف املحكوم عليه‬
‫‪ -‬الاستئناف الفرعي واستئناف النائب العام‬
‫‪ -‬أثر الاستئناف في نقل الدعوى وحدود ذلك‬
‫‪ -‬املسائل الانتقالية‬
‫‪ /4‬تطبيقات املادة ‪ 45‬من القانون الجديد‬
‫‪ /6‬القضايا التي لم يتم الفصل فيها حضوريا عند بداية التطبيق‬
‫‪ -‬نموذج لورقة التسبيب‬
‫‪ -‬مداولتان للغرفة الجنائية باملحكمة العليا بتاريخ ‪ 42‬جانفي و ‪ 61‬فبراير‬
‫‪ 6142‬ألجل توحيد الاجتهاد حول النظام الجديد ملحكمة الجنايات‬
‫ثانيا‪ :‬إعداد قائمة املحلفين‬
‫لقد حافظ املشرع الجزائري على العنصر الشعبي في محكمة الجنايات‬
‫وذلك ألسباب تاريخية وسياسية ‪ ،‬فالقضاء يصدر احكامه باسم الشعب‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪262‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الجزائري وغياب العنصر الشعبي في ذلك يخالف هذا املبدأ‪ ،‬فاذا كان التشريع‬
‫مصادقا عليه من طرف ممثلي الشعب فان تطبيقه في املجال الجزائي يحتاج الى‬
‫معارف قانونية يتوالها القضاة املحترفون من جهة ‪ ،‬والى تعبير عن راي الشعب‬
‫في ذلك من جهة اخرى خاصة في املسائل الجنائية التي تعتبر من اخطر القضايا‬
‫التي يفصل فيها القضاء بل ان هناك انظمة قضائية تخول املحلفين وحدهم‬
‫اتخاذ القرار باإلدانة او البراءة ويبقى للقضاة فقط تحديد العقوبة او النطق‬
‫بالبراءة ومنها انجلترا وبالد الغال‪-‬اسبانيا والواليات املتحدة الامريكية اما في‬
‫بلجيكا فيتداول املحلفون وحدهم حول الادانة فاذا ثبتت يشاركون في تحديد‬
‫العقوبة مع القضاة بينما توجد انظمة تجعل من املحلفين والقضاة تشكيلة‬
‫التقبل التجزئة يشاركون كلهم في املداولة حول الادانة والعقوبة معا ومنها‬
‫فرنسا ‪ -‬املانيا وايطاليا واذا كانت لكل نظام سلبيات وايجابيات فان املشرع‬
‫الجزائري اختار النظام املزدوج مع جعل اغلبية الاعضاء من املحلفين ‪1‬مقابل‪3‬‬
‫قضاة ‪.‬‬
‫أما كيفية اعداد قائمة املحلفين فهي كما يلي‪:‬‬
‫عدلت املادة ‪ 621‬ق‪.‬ا‪.‬ج فنصت على تهيئة قائمتين من املحلفين‪ ،‬الاولى‬
‫تخص محكمة الجنايات الابتدائية والثانية تتعلق باملحكمة الجنائية‬
‫الاستئنافية‪.‬‬
‫تتكفل بتحضير هاتين القائمتين لجنة يرأسها رئيس املجلس القضائي‬
‫وتحدد تشكيلتها بقرار من وزير العدل بعد ان كانت بمرسوم‪.‬‬
‫كل قائمة تتضمن ‪ 61‬محلفا منهم ‪ 46‬أصليا و‪ 46‬احتياطيا وتراعى في‬
‫تسجيلهم الشروط القانونية اهمها عدم تعارض مهمتهم مع وظائفهم الاصلية‬
‫كما تنص عليه املادة ‪ 623‬ق‪.‬ا‪.‬ج‬
‫قبل انعقاد الجلسة بعشرة ايام على الاقل يقوم رئيس املجلس بسحب‬
‫اسماء ‪ 46‬محلفا أصليا واربعة محلفين احتياطيين من كل قائمة في جلسة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪260‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫علنية وتبلغ القائمة للمتهم سواء في الدرجة الاولى او الثانية يومين على الاقل‬
‫قبل انعقاد الجلسة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تبليغ قرارالاحالة واستجواب املتهم‬
‫يبلغ قرار الاحالة للمتهم وفقا للمادة ‪ 611‬ق‪.‬ا‪.‬ج فاذا لم يقع ذلك تعين‬
‫القيام به في وقت الحق قبل جدولة القضية في الدورة الجنائية حتى يحوز قوة‬
‫الشيئ املقض ي‪ .‬وقد نص املشرع في املادة ‪621‬ق‪.‬ا‪.‬ج املعدلة والتي حلت محل‬
‫املادة ‪ 624‬امللغاة من نفس القانون على ان يقوم رئيس محكمة الجنايات‬
‫الابتدائية او القاض ي الذي يفوضه باستجواب املتهم املتابع بجناية عن هويته‬
‫وهل بلغ بقرار الاحالة فا ن لم يكن قد بلغ به يسلم له نسخة منه ويكون لهذا‬
‫التسليم اثر التبليغ ويطلب منه اختيار محام فان لم يختر محاميه عين له‬
‫الرئيس محاميا بصورة تلقائية ‪ .‬كما للمتهم بصفة استثنائية ان يعهد بالدفاع‬
‫عنه الحد اقاربه او اصدقائه وهو ما كان معموال به سابقا‪.‬‬
‫إذا لم يكن املتهم املتابع بجناية قد بلغ بقرار الاحالة وقرر الطعن بالنقض‬
‫فيه تعين سحب القضية من الدورة حتى الفصل في الطعن‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للمتهم املحبوس اما بالنسبة للذي كان في حالة افراج فان‬
‫رئيس املحكمة الجنائية يوجه اليه استدعاءا ألجل استجوابه في عنوانه املعتاد‬
‫فاذا لم يحضر يصدر ضده أمرا باالحضار فان لم يجد ذلك نفعا يصدر ضده‬
‫امرا بالقبض يكون ساري املفعول حتى الفصل في القضية وهذ ا وفقا للمادة‬
‫‪ 432‬ق‪.‬ا‪.‬ج املعدلة‪.‬‬
‫اما في مرحلة الاستئناف فيقتصر الاستجواب على وجود مدافع عن املتهم‬
‫فان لم يكن هذا الاخير قد اختار محاميا يعين له رئيس املحكمة او من ينوب‬
‫عنه محاميا بصورة تلقائية دون استجوابه عن تبليغ قرار الاحالة ونفس الشيئ‬
‫بعد النقض وفيما يخص الذي كان في حالة فرار فان تبليغه لالستجواب يكون‬
‫وفقا لالجراءات املعمول بها للذي كان مفرجا عنه ما لم يكن هناك امر بالقبض‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪263‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫ضده من قاض ي التحقيق فال يتم الاستجواب الا بعد القاء القبض عليه‪.‬علما‬
‫بان اجراءات الاستجواب وتعيين املحامي تلقائيا تكون بالنسبة للمتابع بجناية‬
‫فقط وهو ما نصت عليه صراحة املادة ‪ 621‬ق اج املعدلة ‪ .‬اما املتابع بجنحة‬
‫فتتبع بشانه الاجراءات املعمول بها امام محكمة الجنح‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬خصائص محكمة الجنايات‬
‫‪ -4‬هي محكمة توجد بكل مقر مجلس قضائي وتحاكم البالغين سن الرشد‬
‫الجزائي فقط بعد الغاء الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 612‬لقانون الاجراءات الجزائية‬
‫بموجب املادة ‪ 1-412‬من قانون حماية الطفل‪ .‬ففي السابق كانت تجوز متابعة‬
‫الاحداث البالغين سن ‪ 42‬الذين يرتكبون اعماال ارهابية او تخريبية امام هذه‬
‫املحكمة وهو ما اليجوز اليوم‪.‬‬
‫‪ -6‬تقض ي في الدرجة الاولى بحكم ابتدائي قابل لالستئناف‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس لها ان تقض ي بعدم الاختصاص فهي تنظر جميع الجرائم املحالة‬
‫عليها من غرفة الاتهام مهما كانت طبيعتها جناية‪-‬جنحة او مخالفة لكن اذا‬
‫احيل عليها خطا حدث جاز لها ان تقض ي بعدم الاختصاص‪.‬‬
‫‪ -1‬تشكيلتها مختلفة عن تشكيل الجهات القضائية الجزائية الاخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬القضايا املطروحة امامها محقق فيها على درجتين قاض ي التحقيق‬
‫وغرفة الاتهام‪.‬‬
‫‪ -2‬يمتد اختصاصها الاقليمي الى دائرة اختصاص املجلس سواء في الدرجة‬
‫الاولى او الثانية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تشكيل املحكمة الجنائية بصورة عامة‬
‫بعد ان جاء املشرع بنظام جديد ملحكمة الجنايات عدل تشكيلتها‪ .‬ففي‬
‫الدرجة الاولى يراسها قاض برتبة مستشار باملجلس على الاقل يساعده قاضيان‬
‫دون تحديد الرتبة واربعة محلفين اما على مستوى الاستئناف فان الرئيس يجب‬
‫ان تكون رتبته رئيس غرفة على الاقل يساعده قاضيان دون تحديد الرتبة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪264‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫واربعة محلفين ايضا‪ .‬يمثل النيابة العامة النائب العام او ممثله ويتولى تدوين‬
‫بيانات الجلسة امين ضبط وقد اوجد املشرع وظيفة جديدة هي عون الجلسة‬
‫يكون تحت تصرف الرئيس في سير املحاكمة‪.‬‬
‫تتعارض مهمة القاض ي املشكل للمحكمة مع مهمته السابقة كعضو بغرفة‬
‫الاتهام للنظر في نفس القضية او كقاض للتحقيق او ممثل للنيابة وقد اضاف‬
‫املشرع املحلف الذي سبق له نظر القضية قبل النقض‪.‬‬
‫بالنسبة للمحكمة الجنائية العادية أو الخاصة يعين القضاة بامر من‬
‫رئيس املجلس للفصل في القضايا املجدولة في الدورة فان كان عددهم غير كاف‬
‫يمكن انتداب قاض او اكثر من مجلس قضائي اخر بقرار مشترك لرئيس ي‬
‫املجلسين قصد استكمال التشكيلة اما بالنسبة للقضاة الاحتياطيين فان رئيس‬
‫املجلس يعين عند الضرورة في نفس الامر قاضيا او اكثر سواء للمحكمة‬
‫الجنائية الابتدائية او الاستئنافية الستكمال التشكيلة حال وقوع مانع لدى‬
‫القضاة الاصليين ويتعين على الاحتياطيين متابعة اجراءات املحاكمة حتى غلق‬
‫باب املرافعات‪ .‬فاذا وقع طارئ الحد القضاة الاصليين يعوضه في الحين احد‬
‫الاحتياطيين دون اعادة الاجراءات من بدايتها اما اذا طرا مانع لرئيس املحكمة‬
‫فيعوضه الاقدم من الاصليين كما يجوز من جهة اخرى لرئيس املحكمة‬
‫الجنائية الابتدائية او الاستئنافية ان يستخرج عن طريق القرعة اسم محلف‬
‫او اكثر يتابعون مجريات الجلسة وعند حدوث طارئ الحد املحلفين الاصليين‬
‫يعوض بنظيره الاحتياطي وكلهم يؤدون اليمين في نفس الوقت‪.‬‬
‫تم رفع مبلغ الغرامة التي يقض ى بها على املحلف الذي يتغيب بدون عذر‬
‫فصارت من ‪ 5111‬الى ‪ 41111‬دج ‪.‬‬
‫بعد تشكيل املحكمة يحرر محضر خاص بتشكيلها كما يجوز تدوين ذلك‬
‫في محضر املرافعات‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التشكيلة الخاصة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪261‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫استثنى النظام الجديد ثالثة انواع من الجرائم هي الارهاب واملخدرات‬


‫والتهريب من نظام املحلفين بحيث يفصل فيها القضاة املحترفون وحدهم وهذا‬
‫وفقا للمادة ‪ 652‬ق‪.‬ا‪.‬ج املعدلة غير انه لم يحدد الاجراءات املتبعة بهذه‬
‫التشكيلة وهل تطرح الاسئلة وتجيب عليها ام تعلل حكمها كما هو الشان في‬
‫الاحكام الغيابية‪.‬‬
‫ففي فرنسا انشئت هذه التشكيلة سنة ‪ 4226‬بقانون ‪ 4226-2-64‬وهو‬
‫الذي ألغي املحاكم العسكرية في وقت السلم كجهات قضائية استثنائية لتتولى‬
‫ذلك هذه املحكمة ثم توالت الاحداث فأضيفت اليها جرائم الارهاب سنة ‪4222‬‬
‫اثر تهديد املحلفين بالقتل وفي سنة ‪ 4226‬صار من اختصاصها ايضا جرائم‬
‫الاتجار باملخدرات ضمن جماعات اجرامية وفي سنة ‪ 6144‬اضيفت اليها جرائم‬
‫حيازة سالح الدمار الشامل‪ .‬كما يوجد مقر هذه املحكمة بكل مجلس قضائي ما‬
‫عدا املحكمة املختصة باإلرهاب فلها اختصاص وطني ومقرها في باريس‪.‬‬
‫تتشكل هذه املحكمة من رئيس وستة قضاة في الدرجة الاولى كلهم‬
‫محترفون ورئيس وثمانية قضاة في الدرجة الثانية ثم عدلت سنة ‪ 6142‬فصارت‬
‫مشكلة من رئيس وأربعة قضاة في الدرجة الاولى ورئيس وستة قضاة في الدرجة‬
‫الثانية بينما عدد القضاة املشكلين لهذه املحكمة لم يحدد في التشريع الجزائري‬
‫مما يعني انها تتشكل من ثالثة قضاة الرئيس ومساعديه لكن ما هي الاجراءات‬
‫التي تتبعها‪ .‬رأينا في هذا ان املشرع لم يضع اجراءات خاصة لهذه التشكيلة ولم‬
‫يحدد النظام الذي تتبعه عند فصلها في القضايا التي هي مختصة بها وهو ما‬
‫يوجب اتباع نفس الاجراءات املعمول بها في حالة وجود محلفين باستثناء‬
‫اجراءات تشكيل املحكمة منهم علما بان تالوة تعليمات املادة ‪ 312‬ق‪.‬ا‪.‬ج ال‬
‫يترتب عن عدم احترامها البطالن حتى في حالة وجود املحلفين وهو اجتهاد‬
‫املحكمة العليا املستقر فان تمت تالوتها في التشكيلة الخاصة كان ذلك‬
‫صحيحا‪ .‬كما ان طرح الاسئلة والاجابة عليها يبقى من الاجراءات الجوهرية وهو‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪266‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫ما يعمل به القضاء الفرنس ي عند تشكيل املحكمة الجنائية من القضاة‬


‫املحترفين وحدهم للفصل في القضايا التي جعلها املشرع من اختصاص هذه‬
‫التشكيلة‪ .‬وبما ان النظامين ال يختلفان في هذه النقطة فانه من الضروري اتباع‬
‫نفس الاجراءات ما دام اليوجد نص يخالف ذلك بغض النظر عن عدد القضاة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬عدم إختصاص التشكيلة الخاصة او التشكيلة العادية للفصل‬
‫في قضايا من غيراختصاصها‬
‫هناك صعوبات عملية عند إحالة متهم بجرائم بعضها من اختصاص‬
‫التشكيلة الخاصة وبعضها آلاخر من اختصاص التشكيلة العادية في نفس قرار‬
‫الاحالة ‪ ،‬ففي هذه الحالة ال تفصل املحكمة بتشكيلتها الخاصة أو العادية إال‬
‫في الجرائم التي حددها لها املشرع و تبقى باقي التهم من اختصاص محكمة‬
‫الجنايات الاخرى و يستحسن أن تفصل غرفة الاتهام هذه الجرائم بقرارات‬
‫مستقلة ألنه اختصاص حصري او مانع كل تجاوز فيه يؤدي إلى النقض فإن‬
‫كان قرار إلاحالة يشمل النوعين تعين على رئيس املحكمة الذي يراس الجلسة‬
‫الاولى ان يصدر امرا بالفصل بينهما حتى تتمسك كل تشكيلة باختصاصها‪،‬‬
‫ولحسن سير العدالة يجب تعيين نفس القضاة املعينين للفصل في النوع الاول‬
‫من اجل الفصل في النوع الثاني‪ .‬وعند الادانة في كليهما يتم دمج العقوبتين‬
‫لتطبق الاشد منهما بعد ان يحوز الحكمان قوة الشيئ املقض ي‪.‬‬
‫هناك انواع من الاختصاص القضائي وما يهمنا في هذه الحالة هو‬
‫الاختصاص الحصري او املانع ‪ LA COMPETENCE EXLUSIVE‬وهو جعل‬
‫الفصل في جرائم مذكورة على سبيل الحصر من اختصاص جهة قضائية‬
‫معينة دون غيرها الامر الذي نص عليه املشرع في جرائم املخدرات‪،‬الارهاب‬
‫والتهريب وهو من النظام العام ال تجوز مخالفته و كذلك تشكيل املحكمة‬
‫فحين نص املشرع باملادة ‪ 3-652‬ق‪.‬إ‪.‬ج على أن تشكل محكمة الجنايات‬
‫إلابتدائية و محكمة الجنايات إلاستئنافية عند الفصل في الجنايات املتعلقة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪261‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫باإلرهاب و املخدرات و التهريب من القضاة فقط فإن ذلك يعني أن هذه الجرائم‬
‫وحدها التي تحال على التشكيلة املذكورة و ال تجوز إحالة قضايا أخرى عادية‬
‫معها و لو تحت ذريعة إلارتباط الذي كان مقررا قبل ظهور هذه التشكيلة و هو‬
‫يتعلق بالجرائم العادية كما تنص عليه املادة ‪ 422‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية و منذ ‪.4222‬ولو كانت ارادة املشرع منصرفة الى احالة قضايا اخرى‬
‫معها خارج اختصاص نفس التشكيلة لنص صراحة على ذلك‪ ،‬وال نخاله يفعلها‬
‫الن ذلك يفقد معنى الفصل في الاختصاص والذي هو من النظام العام‪.‬‬
‫ال يوجد من بين القضايا التي فصلت فيها املحكمة الجنائية الخاصة‬
‫بفرنسا أية قضية عادية أحيلت عليها بخالف الجنح الارهابية املرتبطة‬
‫بالجنايات الارهابية او الجرائم العسكرية على اختالف انواعها املرتكبة اثناء‬
‫السلم من طرف عسكريين حتى ولو كانت متعلقة بالقانون العام إذا كانت فيها‬
‫اسرار عسكرية ال يجوز ان يطلع عليها املحلفون‪.‬‬
‫لقد حدد املشرع هناك الجهات القضائية الخاصة مع الجرائم التي تفصل‬
‫فيها حصريا دون غيرها وهو ما فعله املشرع الجزائري الذي لم يشر اطالقا الى‬
‫احالة جرائم اخرى معها بعنوان الارتباط كما فعل املشرع الفرنس ي في الجرائم‬
‫العسكرية فقط مع ذكر السبب‪.‬‬
‫ان احالة شخص على هذه الجهة بجريمة اخرى من القانون العام تشكل‬
‫مخالفتين في الاجراءات‬
‫‪ /4‬ان هذه الجهة غير مختصة بنظر الجرائم التي لم يدرجها املشرع ضمن‬
‫اختصاصها‬
‫‪ /6‬ان تشكيلتها مختلفة وهي من النظام العام ذلك ان الجرائم العادية‬
‫حدد املشرع نوع التشكيلة التي تفصل فيها ومخالفة ذلك ينجر عنه البطالن‪.‬‬
‫ومن بين ما جاء في منشور لوزارة العدل الفرنسية بتارخ ‪ 6145-46-42‬ان‬
‫الجهة القضائية الباريسية مجبرة بان تصرح بعدم الاختصاص حين ال تشكل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪261‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الوقائع اعماال ارهابية كما ذكرت به الغرفة الجنائية ملحكمة النقض في قرارها‬
‫بتاريخ ‪6112-44-45‬‬
‫‪La juridiction Parisienne a l’obligation de se declarer incopetente‬‬
‫‪quand les faits ne constituent pas des actes de terrorisme comme l’a‬‬
‫‪rappelé la chambre criminelle de la cour de cassation dans son arret‬‬
‫‪du 15 novembre 2006‬‬
‫اضافة الى هذا ان املتهم املتابع بجريمة عادية من حقه ان يحاكم امام‬
‫محكمة شعبية عادية وان الارتباط لم يكن يوما من النظام العام حتى في‬
‫الجرائم العادية بدليل ان املشرع اجاز احالة املتابع بجنحة مرتبطة بجناية على‬
‫محكمة الجنح عند غيابه امام محكمة الجنايات الابتدائية كما ان نفس‬
‫املحكمة تفصل في قضية الحاضرين دون انتظار حضور الذي في حالة فرار وقد‬
‫اجازت املحكمة العليا في مداولة لغرفتها الجنائية فصل قضية غير الطاعنين‬
‫ومحاكمتهم دون انتظار الفصل في الطعن بالنقض املرفوع ضد قرار الاحالة من‬
‫بعض املتهمين الاخرين رغم ارتباط الوقائع ‪.‬اذن الارتباط شرع لحسن سير‬
‫العدالة فقط وليس من النظام العام عكس مبدا الاختصاص وعند تعارضهما‬
‫يطبق هذا الاخيرمهما كانت الظروف‪ .‬فاذا كان جائزا لجهة جنائية ان تفصل في‬
‫قضية من اختصاص جهة اخرى فال معنى لتحديد الاختصاص‪ .‬وقد قلنا انه ال‬
‫يجوز ابتداع قاعدة غير منصوص عليها في القانون وحين نص املشرع على احالة‬
‫الجرائم الثالث املذكورة على التشكيلة الخاصة لم ينص على ان تحال معها‬
‫الجرائم العادية املرتبطة بها والقياس في ذلك على الجرائم الاخرى وفقا للمادتين‬
‫‪ 422‬و‪ 422‬ق ا ج غير جائز ألنهما تتعلقان بالجرائم العادية وحدها والخاص‬
‫يقيد العام وال يجوز الافتراض في ذلك‪ ،‬كما ان القول بخالف هذا يؤدي الى‬
‫جواز احالة جريمة ارهابية على التشكيلة العادية بذريعة ارتباطها بجرائم اخرى‬
‫عادية وبذلك يصبح تحديد الاختصاص نوعا من العبث‪ ،‬وعليه فان اي تشكيلة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪261‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫تحال عليها جريمة خارج اختصاصها يتعين عليها ان تقض ي بتخليها عنها لفائدة‬
‫الجهة الاخرى بغض النظر عن ارتباطها خالفا ملا كان معموال به سابقا في‬
‫التشكيلة الجنائية الوحيدة ويترتب عن هذه القاعدة ان ارتباط الجرائم‬
‫ببعضها ليس مقياسا لتحديد الاختصاص بل ال بد من التفريق بين الفعل الذي‬
‫ارتكب بقصد الارهاب والذي كان لغرض اخر‪ .‬قد يكون هناك ارتباط بين افعال‬
‫متعددة لكنها تصب كلها في اتجاه واحد هو تحقيق هدف مشترك بين الفاعلين‬
‫تم التخطيط له مسبقا بينهم بفكرة اجرامية موحدة‬
‫‪Le dessein ou l’unité de pensée criminelle‬‬
‫وهو الذي يؤخذ بعين الاعتبار في تحديد الاختصاص اما اذا كان احد‬
‫الافعال معزوال وال يندرج ضمن ما كان مخططا له بل وقع عرضيا كمن ينقل‬
‫مخدرات ضمن جماعة اجرامية منظمة وعند مطاردة مصالح الامن له يصدم‬
‫شخصا نتيجة السرعة فيقتله فان القتل غير العمدي رغم ارتباطه بنقل‬
‫املخدرات ليس من اختصاص املحكمة الجنائية الخاصة وكذلك املهرب الذي‬
‫يفاجئه جمركي وهو يعبر الحدود ببضاعة مهربة وعند محاولة القبض عليه‬
‫يعتدي على الجمركي فيقتله فالقتل العمدي ال يدخل في اطار التهريب وهو‬
‫بالتالي ليس من اختصاص املحكمة الخاصة التي ال تفصل الا في الجرائم التي‬
‫حددها لها املشرع على سبيل الحصر دون غيرها والخالصة في كل هذا ان‬
‫الارتباط اذا كان سببا الحالة جرائم على محكمة الجنايات العادية هي عادة غير‬
‫مختصة بها مثل الجنح فانه ليس كذلك امام التشكيلة الخاصة‪ .‬قد تكون‬
‫هناك افعال متعددة لكنها ضمن نفس الاختصاص مثل نقل املخدرات وتخزينها‬
‫وبيعها ضمن جماعة اجرامية منظمة بعد تهريبها واستيرادها فرغم تداخل‬
‫الافعال الا انها كلها تندرج في نفس الاختصاص‪.‬‬
‫ان مبدأ الشمولية ملحكمة الجنايات يعني الفصل في جميع الجرائم املحالة‬
‫عليها بغض النظر عن طبيعتها جنايات او جنح او حتى مخالفات وال يعني‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الفصل في الجرائم التي حدد املشرع استثناء تشكيلة مخالفة للفصل فيها كما‬
‫هو الشأن في قضايا الاحداث والقضايا العسكرية ومن الاجتهاد القضائي‬
‫للمحكمة العليا ان غرفة الاتهام احالت حدثا على محكمة الجنايات رفقة‬
‫بالغين فقضت هذه الاخيرة بعدم اختصاصها من اجل الفصل في الوقائع املتابع‬
‫بها الحدث وصار حكمها نهائيا لعدم الطعن فيه بالنقض وملا عرضت القضية‬
‫على املحكمة العليا في اطار تنازع الاختصاص ابطلت هذه الاخيرة قرار غرفة‬
‫الاتهام القاض ي باإلحالة على محكمة الجنايات فيما يخص الحدث واحالته على‬
‫جهة الاحداث (قرار‪ 654262‬بتاريخ ‪ 4222-5-62‬منشور بمجلد الاجتهاد‬
‫القضائي للغرفة الجنائية ص‪ )224‬لقد اشرنا الى هذا القرار للداللة على ان‬
‫قرار الاحالة اذا كان يمنح الاختصاص الشمولي ملحكمة الجنايات فيما يخص‬
‫طبيعة الجرائم حنايات او جنح او مخالفات فانه ال يمنحها الاختصاص في‬
‫الجرائم التي عين لها املشرع جهات اخرى للفصل فيها ولو صار هذا القرار نهائيا‬
‫‪.‬ان قرار املحكمة العليا املشار اليه لم ينص على ان محكمة الجنايات ال يجوز‬
‫لها القضاء بعدم الاختصاص بل ابقى على حكمها والغى قرار الاحالة‬
‫فاالختصاص سواء كان نوعيا او شخصيا او حصريا من النظام العام ولو ان‬
‫الاجتهاد القضائي جعل قرار الاحالة مفرغا لالختصاص املحلي فقط‪ ،‬وملا انشا‬
‫املشرع املحكمة الجنائية املشكلة تشكيال خاصا للفصل في ثالثة انواع من‬
‫الجرائم لم ينص على جواز فصلها في جرائم اخرى من غير اختصاصها‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬ادارة الجلسة الجنائية‬
‫ادارة الجلسة ليست فيها تعديالت ذات اهمية تذكر ما عدا توجيه الاسئلة‬
‫مباشرة من طرف ممثل النيابة ودفاع املتهم والطرف املدني لكل شخص يتم‬
‫سماعه لكن بعد اذن الرئيس بذلك وتحت رقابته وله ان يامر بسحب السؤال‬
‫او عدم الاجابة عليه بينما اعضاء املحكمة اليستطيعون طرح الاسئلة الا عن‬
‫طريق الرئيس‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫هناك تعديل جوهري على نص املادة ‪ 315‬ق‪.‬ا‪.‬ج هو ان السؤال الرئيس ي‬


‫يطرح بالصيغة العادية املوجودة بالنص سابقا لكن إذا تم الدفع بانعدام‬
‫املسؤولية الجزائية او تبين للرئيس ذلك يستبدل السؤال الرئيس ي بالسؤالين‬
‫التاليين‪:‬‬
‫‪ -4‬هل قام املتهم بارتكاب هذه الواقعة؟‬
‫‪ -6‬هل كان املتهم مسؤوال جزائيا اثناء ارتكابه للفعل املنسوب اليه؟‬
‫من بين الصعوبات التي كانت في النص القديم هو الاجابة على السؤال‬
‫باإليجاب بينما هناك ما يدل على ان املتهم غير مسؤول جزائيا عن فعله اما‬
‫لجنون او اكراه وحتى تجيب املحكمة على الفعل املادي مجردا من املسؤولية‬
‫الجزائية تطرح السؤال دون ذكر عبارة مذنب الدالة على املسؤولية فاذا كانت‬
‫الاجابة باإليجاب يطرح سؤال اخر عن املسؤولية وهو الذي يحدد مصير املتهم‬
‫الادانة او البراءة اما إذا كانت الاجابة بالنفي فان السؤال الثاني يصير بدون‬
‫موضوع‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬املداولة‬
‫بعد الانتهاء من املناقشة وطرح الاسئلة تنسحب املحكمة للمداولة وتنقل‬
‫معها اوراق امللف كما تنص على ذلك املادة ‪ 312‬الفقرة الاخيرة من ق ا ج وقبل‬
‫ذلك يامر الرئيس رئيس الخدمة املكلف باملحافظة على النظام واخراج املتهم‬
‫املحبوس من القاعة‪ .‬فاذا كان مفرجا عنه ومتابعا بجناية يبقى في القاعة تحت‬
‫املراقبة وال يغادرها حتى صدور الحكم‪.‬‬
‫بعد املداولة تعود املحكمة الى قاعة الجلسات ويتلو الرئيس الاجوبة عن‬
‫الاسئلة ثم ينطق بالحكم وفي هذه املسالة مستجدات فاذا كان املتهم مفرجا‬
‫عنه وقض ي عليه بعقوبة سالبة للحرية سواء كانت سجنا او حبسا نتيجة‬
‫الظروف املخففة من اجل ارتكابه جناية فان الحكم يكون سندا لحبسه فورا‬
‫سواء في الدرجة الاولى او الثانية ومهما كانت مدة العقوبة املقض ى بها حتى ولو‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪210‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫كانت اقل من خمس سنوات بعد ان زالت قرينة البراءة بثبوت التهمة ما لم يكن‬
‫قد استنفذ العقوبة املقض ى بها ‪ .‬اما املتابع بجنحة اوالذي اعيد وصف الواقعة‬
‫املتابع بها من جناية الى جنحة وصدرت ضده عقوبة ال تقل عن سنة حبسا فانه‬
‫يجوز اصدار امر بااليداع ضده في الجلسة او بالقبض عليه‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬تعليل الحكم‬
‫كانت محكمة الجنايات في فرنسا منذ إنشائها سنة ‪ 4224‬تقض ي بموجب‬
‫إلاقتناع الشخص ي ملحلفيها الذين يتداولون وحدهم دون القضاة املحترفين ثم‬
‫في حالة إلادانة يحدد القضاة املحترفون العقوبة املناسبة حتى سنة ‪4214‬‬
‫التاريخ الذي صارت فيه املداولة مشتركة بين القضاة و املحلفين سواء حول‬
‫إلادانة أو العقوبة‪.‬‬
‫من مميزات هذه املحكمة أنها تقض ي بموجب اقتناع أعضائها الشخص ي‬
‫دون تقديم حساب عن الوسائل التي بها قد توصلوا إلى تكوين اقتناعهم بل أن‬
‫القانون لم يضع لهم سوى هذا السؤال هل لديكم إقتناع شخص ي؟‬
‫بعض ألانظمة القضائية التي ال زالت تترك قرار إلادانة أو البراءة بيد‬
‫املحلفين وحدهم ال تفرض تعليل الحكم ومنها الواليات املتحدة الامريكية –‬
‫انجلترا وبلجيكا بينما فرنسا –املانيا ‪-‬اسبانيا وايطاليا صارت تفرض ذلك كما‬
‫ان بعضها اجازت الاستئناف مثل اسبانيا وايطاليا وفرنسا بينما اليجوز ذلك في‬
‫املانيا وبلجيكا فكل دولة تشرع نظامها القضائي حسب سياستها الداخلية من‬
‫جهة وارتباطاتها بمصادقتها على املواثيق الدولية في هذا املجال من جهة اخرى‪.‬‬
‫رغم أن عدم تعليل ألاحكام الجنائية لم ينص عليه ال في املادة ‪ 41‬من‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية عام ‪ 4222‬و ال املادة ‪ 2‬من‬
‫الاتفاقية ألاوربية لحقوق إلانسان عام ‪ 4251‬فإن النقاش حول هذا املوضوع‬
‫ازداد حدة في العشرية ألاولى من القرن الواحد و العشرين ‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫محكمة النقض الفرنسية قد رسخت مبادئ حول تعليل الحكم الجنائي مفادها‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪213‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫ان املحاكمة العادلة تستكمل شروطها بإخبار املتهم مسبقا بالتهم املوجهة إليه‬
‫عن طريق تبليغه بقرار إلاحالة على املحكمة و ممارسة حقه في الدفاع أمام هذه‬
‫ألاخيرة في جلسة علنية و مناقشة حضورية و شفوية فإن الحكم الجنائي يعلل‬
‫باألسئلة و ألاجوبة عنها و املطروحة وفقا ملا ورد في قرار إلاحالة و هو ما أيدته‬
‫املحكمة الاروبية لحقوق إلانسان في قرارين شهيرين الاول يتعلق ب ‪Maurice‬‬
‫‪ Papon‬بتاريخ‪ 6116/2/65/‬تحت رقم ‪ 51641/11‬بابون ضد الدولة الفرنسية‬
‫و الثاني يخص السيدة ‪ Genevieve Lhermitte‬ضد بلجيكا بتاريخ ‪-44-62‬‬
‫‪ 6142‬تحت رقم ‪ 31632/12‬رغم انها ادانت فرنسا في نفس القرار الخاص‬
‫بموريس بابون والذي يحتوي على ‪ 36‬صفحة عن عدم التقاض ي على درجتين‬
‫وعدم قبول الطعن بالنقض شكال لعدم سجنه ليلة الفصل في طعنه وفقا‬
‫للمادة ‪ 523‬ق ا ج الفرنس ي التي الغيت فيما بعد لكنها رفضت باقي الاوجه ومنها‬
‫ادعاؤه عدم تسبيب الحكم الجنائي والاكتفاء باالسئلة والاجوبة عنها مصرحة‬
‫بانه اذا كانت املحكمة قد اجابت عن ‪ 222‬سؤال فان هذه الاسئلة تشكل لحمة‬
‫او نسيجا يشكل في مجموعه اساسا للحكم‬
‫‪ces questions formaient une trame sur laquelle s’est fondée la‬‬
‫‪décision‬‬
‫غير انها أخذت إتجاها مغايرا في قضية الرعية البلجيكي ريشار طاكسكي‬
‫بقرار صادر عن الغرفة الكبرى بتاريخ ‪ 6141 – 44 – 42‬تحت رقم ‪262/15‬‬
‫معللة موقفها بأن املادة ‪ 2‬من إلاتفاقية ألاروبية لحقوق إلانسان و إن كانت ال‬
‫تشترط إلزام املحلفين بإظهار أسباب إقتناعهم لكن تعليل ألاحكام القضائية له‬
‫إرتباط وثيق باملحاكمة العادلة و تجنب التعسف و أن ألاسئلة املطروحة و‬
‫عددها ‪ 36‬لثمانية متهمين بقتل وزير دولة كانت تعوزها الدقة كونها كلها‬
‫متشابهة بالنسبة لجميع املتهمين و أن املحكمة رفضت طرح أسئلة فردية تحدد‬
‫مسؤولية كل واحد منهم ألامر الذي خلق إنطباعا لدى العارض بأن هناك‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪214‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫تعسفا ضده‪ .‬ويبدو ان هذا القرار لم ينتقذ الحكم لتعليله باالسئلة ولكن‬
‫لرداءة طرح هذه الاسئلة وعدم تحديد دور كل متهم فيها‪.‬‬
‫أما في فرنسا فبعد أن رفضت محكمة النقض الفرنسية دفوعا عديدة‬
‫ألجل إحالة القضايا على املجلس الدستوري للفصل فيما يسمى باملسألة‬
‫ألاولية حول دستورية أو عدم دستورية النص فيما يخص غياب التعليل في‬
‫ألاحكام الجنائية فقد وافقت في النهاية على ذلك مما جعل املجلس الدستوري‬
‫يصدر قراره بتاريخ ‪ 6144 – 1 – 4‬تحت رقم ‪ 6144-443‬مصرحا بأن تعليل‬
‫ألاحكام في املادة الجزائية يشكل ضمانة قانونية شرط أن ينص املشرع على ذلك‬
‫ملنع كل تعسف من طرف الجهات القضائية لكن هذا ال يكون بصورة عامة و‬
‫مطلقة فاملحاكمة أمام محكمة الجنايات تتميز بالشفوية في املناقشة و املرافعة‬
‫و أن املحكمة ال تأخذ إال بما قدم أمامها من أدلة بصورة حضورية ‪ -‬شفوية و‬
‫مستمرة دون إنقطاع بما في ذلك املداولة و هذا بعد أن كان املتهم قد أخبر‬
‫بالوقائع املنسوبة إليه مسبقا كما أنه من إلتزامات رئيس املحكمة أن يطرح‬
‫ألاسئلة واضحة و محددة و فردية ‪.‬‬
‫خالصة هذا القرار أن تعليل ألاحكام الجنائية باألسئلة وألاجوبة عنها‬
‫صحيح ما لم ينص املشرع على شروط أخرى و هو ماجعل هذا ألاخير يؤسس‬
‫املادة ‪ 4-325‬من قانون إلاجراءات الجزائية عام ‪6144‬التي أصبحت تفرض‬
‫تعليل ألاحكام الجنائية بذكر أهم العناصر التي إقتنع بها القضاة و املحلفون‬
‫عند إدانتهم للمتهم و الزم رئيس املحكمة أو من يفوضه عنه بتحرير ورقة‬
‫التعليل تلحق بورقة ألاسئلة و يوقع عليها من طرف الرئيس و املحلف ألاول‪.‬‬
‫إن تعليل ألاحكام الجنائية ليس ممكنا فقط و لكنه ضروري إلزالة‬
‫التناقض الوارد بين أحكام محاكم الجنح و املخالفات من جهة و تلك الصادرة‬
‫عن املحاكم الجنائية من جهة اخرى إذ القانون يفرض تعليلها في الحالة ألاولى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫رغم قلة أهمية الجرائم املفصول فيها مقارنة بالجرائم الجنائية التي هي أخطر و‬
‫رغم ذلك ال تعلل ألاحكام الفاصلة فيها ‪.‬‬
‫أما الجزائر فرغم أنها غير معنية باإلتفاقية ألاوربية لحقوق إلانسان فإن‬
‫دستورها لعام ‪ 6142‬نص في مادته ‪ 426‬على أن تعلل ألاحكام القضائية و ينطق‬
‫بها في جلسات علنية‪ ،‬و هو ما يشكل قاعدة عامة لم يتم إستثناء أية جهة‬
‫قضائية منها ألامر الذي جعل املشرع يضيف فقرات باملادة ‪ 312‬لقانون‬
‫إلاجراءات الجزائية املعدل عام ‪ 6142‬مفادها أن رئيس املحكمة أو من يفوضه‬
‫من القضاة املساعدين يقوم بتحرير و توقيع ورقة التسبيب امللحقة بورقة‬
‫ألاسئلة فإذا لم يكن ذلك ممكنا في الحين نظرا لتعقيدات القضية يجب وضع‬
‫هذه الورقة لدى أمانة الضبط في ظرف ثالثة أيام من تاريخ النطق بالحكم و‬
‫يجب أن توضح ورقة التسبيب في حالة إلادانة أهم العناصر التي جعلت‬
‫املحكمة تقتنع باإلدانة في كل واقعة حسب ما يستخلص من املداولة و في حالة‬
‫البراءة يجب أن يحدد التسبيب ألاسباب الرئيسية التي على أساسها إستبعدت‬
‫محكمة الجنايات إدانة املتهم و عندما يتم الحكم على املتهم املتابع بعدة أفعال‬
‫باإلدانة في بعضها و البراءة في البعض آلاخر يجب أن يبين التسبيب أهم عناصر‬
‫البراءة أو إلادانة‪.‬‬
‫إن هذا التعليل ال يشبه املنصوص عليه باملادة ‪ 322‬ق‪.‬أ‪.‬ج الخاص بالجنح‬
‫و املخالفات والذي يفرض سرد الوقائع والتعليق عليها قانونيا وموضوعيا ثم‬
‫استخالص النتائج منها‪.‬‬
‫من بين ما جاء في منشور لوزارة العدل و الحريات الفرنسية املوجه إلى‬
‫النواب العامين ووكالء الجمهورية لصالحياتهم و إلى رؤساء املجالس القضائية و‬
‫رؤساء محاكم املنازعات لإلعالم و املنشور بالنشرة الرسمية لهذه الوزارة بعد‬
‫صدور القانون ‪ 6144-232‬بتاريخ ‪ 6144 – 2 – 41‬حول مشاركة املواطنين في‬
‫سير العدالة الجزائية ما يلي ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪216‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫إن املادة ‪ 4-325‬من قانون إلاجراءات الجزائية تفرض تعليل ألاحكام‬


‫الصادرة عن املحاكم الجنائية ‪ ،‬ذلك أن املشرع إعتبر حتى و لو أن هذا التعليل‬
‫ليس مطلبا دستوريا كما أشار إليه املجلس الدستوري بقراره ‪ 6144-443‬بناء‬
‫على دفع بعدم دستورية النص و ليس بندا إتفاقيا أي ليس من بين الضمانات‬
‫املشار إليها باملادة ‪ 2‬من إلاتفاقية ألاوروبية لحقوق إلانسان كما أشارت إليه‬
‫محكمة النقض في قراريها املؤرخين في ‪ 6144 – 12 – 45‬رقم ‪2-22435‬و‬
‫‪ 41-21512‬فإن النص جاء لتعزيز حقوق الدفاع و حقوق الضحية واضعا حدا‬
‫للتناقض بين قرارات محاكم الجنح و املخالفات التي يفرض القانون تعليلها من‬
‫جهة و قرارات املحاكم الجنائية التي تنظر أخطر القضايا دون تعليل من جهة‬
‫أخرى و يضيف املنشور أن املادة ‪ 353‬من قانون إلاجراءات الجزائية التي تنص‬
‫على أن القانون ال يطلب من القضاة تقديم حساب أو دليل ما إلقتناعهم‬
‫الشخص ي أصبحت تنص اليوم‪ :‬مع مراعاة متطلبات تسبيب القرار فإن‬
‫القانون ال يطلب من القضاة تقديم حساب أو وسائل جعلتهم يقتنعون‬
‫إن التعليل ال ينصب على سرد الوقائع كما هو الحال في قرار إلاحالة بل‬
‫على أهم العناصر التي جعلت املحكمة تقتنع او ال تقتنع و أن هذا التعليل ال‬
‫يمكنه أن يعوض ألاسئلة و أنه في إنتظار موقف محكمة النقض فإن ورقة‬
‫التعليل للمحكمة الجنائية إلاستئنافية تخضع لرقابة ضيقة من طرف محكمة‬
‫النقض – إنتهى‬
‫يالحظ أن املادة ‪ 312‬من قانون إلاجراءات الجزائية في بالدنا املقابلة للمادة‬
‫‪ 353‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنس ي لم يطرأ عليها تعديل حول الاشارة الى مراعاة تعليل‬
‫الحكم حول الاقتناع‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬التعليل في حالة إلادانة‬
‫في حالة إلادانة يشار إلى العناصر التي جعلت املحكمة تقتنع بأن املتهم‬
‫مذنب بما نسب إليه واملستخلصة من املداولة وفي حالة التصويت سريا عكس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫ما تمت عليه املداولة يشار فقط أن ألاغلبية إقتنعت بإرتكاب الفعل من طرف‬
‫املتهم وهو موقف محرج لرئيس املحكمة وان كان ذلك نادرا ونفضل اعادة‬
‫التصويت حتى تتطابق النتيجة مع ما تم الاتفاق عليه في املناقشة واتالف اوراق‬
‫الصويت السابقة‪ .‬أما إذا ظهر عنصر إقتنعت به أقلية فيجب أال يظهر في ورقة‬
‫التسبيب ألنه ليس من العناصر التي إقتنعت بها وليس هناك ما يمنع من تعداد‬
‫هذه العناصر في جمل على سبيل املثال ما يلي‪:‬‬
‫‪ -4‬أن املحكمة بعد املداولة إقتنعت بإدانة املتهم إلرتكابه الفعل املنسوب‬
‫إليه من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬أنه إعترف طيلة مراحل التحقيق بالجرم املنسوب إليه‪.‬‬
‫ب‪-‬أن الشهود الذين حضروا الجلسة أكدوا قيامه بذلك ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تشريح الجثة خلص إلى أن الضحية توفيت نتيجة طعنات بآلة حادة‬
‫على مستوى القلب ( أو أي عضو آخر )‬
‫‪ -6‬في حالة إلانكار‬
‫أن املتهم رغم إنكاره لكن املحكمة إقتنعت بإرتكابه للفعل من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬لقد ثبت تواجده على مسرح الجريمة وقت إرتكابها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن التحريات أظهرت وجود خالفات سابقة بينه و بين الضحية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن بصماته تمت معاينتها على مقبض السالح املستعمل في الجريمة و‬
‫الذي عثر عليه مرميا بعيدا عن مكان إرتكابها‪.‬‬
‫د‪ -‬أن الفعل أرتكب مع سبق إلاصرار‬
‫‪ -3‬في حالة إنعدام املسؤولية الجزائية‬
‫لقد ثبت من املناقشة أن املتهم إرتكب الفعل املنسوب إليه ماديا لكن‬
‫الخبرة الطبية أثبتت عدم مسؤوليته في إرتكاب الجريمة لكونه كان يعاني من‬
‫مرض عقلي أفقده مراقبة أفعاله عند وقوعها و قد أجابت املحكمة عن السؤال‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الخاص باملسؤولية الجزائية بالنفي مما يتعين معه القضاء بالبراءة و إيداعه‬
‫مؤسسة إستشفائية نفسية نظرا لخطورة بقائه بعيدا عن املراقبة‪.‬‬
‫في نفس السياق فقد صدر قرار عن املحكمة ألاروبية لحقوق إلانسان –‬
‫الغرفة الكبرى – بتاريخ ‪ 6142-44-62‬رفضت فيه عريضة السيدة جونيفييف‬
‫الرميت التي ذبحت أبناءها الخمسة بعد طالقها من زوجها و حاولت إلانتحار و‬
‫بعد عرضها على مجموعة من ألاطباء النفسانيين خلصوا في تقريرهم أنها لم‬
‫تكن تتحكم في مراقبة أفعالها عند إرتكابها للجرم املنسوب إليها لكن املحلفين‬
‫الذين تداولوا وحدهم دون مشاركة القضاة املحترفين حول إلادانة أجابوا‬
‫باإليجاب عن جميع ألاسئلة ومنها سؤال عن املسؤولية الجزائية علما ان النظام‬
‫القضائي البلجيكي يمنح املحلفين وحدهم صالحية الادانة او البراءة باملداولة‬
‫حول ذلك دون مشاركة القضاة املحترفين ثم يشاركون مع هؤالء في تحديد‬
‫العقوبة وما داموا قد اجابوا على سؤال املسؤولية الجزائية بااليجاب فان‬
‫القضاة املحترفين ليس بوسعهم فعل اي شيئ لصالح املتهمة فقضوا عليها‬
‫بالسجن املؤبد وحين طعنت بالنقض في هذا الجانب رفضت محكمة النقض‬
‫طعنها على اساس أن الحالة العقلية او النفسية للمتهمة مسالة موضوع‬
‫يخضع تقديرها لقضاة محكمة الجنايات وحدهم‪.‬‬
‫هكذا يمكن تلخيص أسباب إلاقتناع دون الدخول في التفاصيل التي جاء‬
‫بها قرار إلاحالة أو سرد ما دار بالجلسة وهو ما يسمى لغويا باملختصر املفيد‬
‫فالنص اشار الى ذكر اهم عناصر الادانة او البراءة وهو ما يعني دون توسع ‪.‬‬
‫في حالة تعدد ألافعال املتابع بها يجب أن تذكر عناصر إلادانة حسب كل‬
‫فعل على حدى أما إذا كانت إلادانة في بعضها و البراءة في البعض آلاخر‬
‫فالتعليل يكون حسب كل حالة‪ .‬كما أن الظروف املشددة يجب عند وجودها‬
‫إلاشارة إلى إقتناع املحكمة بها أو العكس ودليل ذلك فهي جزء من التعليل‬
‫الشامل‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫أما في حالة البراءة فإن التعليل ينصب بصورة مختصرة على عدم وجود‬
‫دالئل الاتهام او عدم كفايتها بأن املحكمة برأت املتهم من جريمة (يشار إلى‬
‫وصفها و عند إلاحتمال إلى ظروفها املشددة مع تاريخ وقوعها و مكانها و هوية‬
‫الضحية) و أنه بناءا على ما توصلت إليه املحكمة من املناقشة و املداولة‬
‫املشتركة بحضور املحلفين و إلاقتراع السري حول ألاسئلة بأن املتهم لم يرتكب‬
‫الفعل أو ألافعال املنسوبة إليه حسبما ورد في قرار الاحالة ومرافعة النيابة‬
‫وتصريحات الضحية ‪.‬‬
‫هذا ونشير إلى أن التعليل ينصب على إلادانة أو البراءة أما العقوبة‬
‫فيخضع تقديرها للقضاة حسب النصوص التي تنظمها دون تعليل و أن املادة‬
‫‪ 312‬ق‪.‬أ‪.‬ج لم تنص على تعليلها وكذلك الظروف املخففة‪.‬‬
‫في ألاخير نشير إلى أن ورقة التسبيب توقع من الرئيس نفسه أو من القاض ي‬
‫املفوض لذلك و هذا خالفا للتشريع الفرنس ي الذي يفرض توقيعها من الرئيس‬
‫و املحلف ألاول ألن املادة ‪ 4-325‬من قانون إلاجراءات الجزائية الفرنس ي تحيل‬
‫على املادة ‪ 321‬في توقيع ورقة التسبيب بنفس الشروط الخاصة بورقة ألاسئلة‬
‫و ال يشترط تحريرها حال إنعقاد الجلسة كما يتعين ذكر محتواها بالحكم رفقة‬
‫ألاسئلة و ألاجوبة عنها و إن كان القانون لم يعدل املادة ‪ 341‬ق‪.‬أ‪.‬ج بإدراجها‬
‫ضمن الحكم ثم أن تالوتها مع ألاسئلة غير مطلوب أيضا‪.‬‬
‫بعد النطق بالحكم ينبه الرئيس املتهم املحكوم عليه بان له مهلة عشرة‬
‫ايام لالستئناف في الدرجة الاولى وثمانية ايام للطعن بالنقض في الدرجة الثانية‪.‬‬
‫تعلل الاحكام الفاصلة في الدعوى املدنية في الدرجتين وفي حالة استئناف‬
‫الحكم املدني وحده تفصل في الاستئناف الغرفة الجزائية باملجلس بالتعديل او‬
‫الالغاء او التاييد دون اساءة حالة املستانف وحده‪.‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬مالحظة عامة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫كان بودنا لو ان املشرع اضاف فقرة تسمح للمحكمة في حالة اغفال‬


‫الفصل في العقوبات التكميلية ان تفصل فيها الحقا بتشكيلة من القضاة‬
‫املحترفين وحدهم تخفيفا من حاالت النقض السباب ال تتعلق باملوضوع خاصة‬
‫الحجر القانوني واملصادرة كتدبير امن و الاكراه البدني والحرمان من الحقوق‬
‫الوطنية واملدنية وهي مسائل قانونية بحتة قلما يبدي فيها املحلفون رايا اضافة‬
‫الى ان نقض حكم جنائي بسبب اغفال الفصل في احدى هذه العقوبات ودامت‬
‫جلسة اصداره اياما و اسابيع سلبياته اكثر من ايجابياته وهو ما جعل املحكمة‬
‫العليا تنقض الحكم جزئيا دون احالة باضافة العقوبة املغفلة حين ال يكون‬
‫هناك خيار ملحكمة املوضوع بعد النقض للقضاء بها او عدم القضاء بها مثل‬
‫املصادرة كتدبير امن او الحجر القانوني لكن العقوبة التي يبقى تحديد مدتها‬
‫سلطة تقديرية لقضاة املوضوع فان اغفال القضاء بها يؤدي الى النقض وهو ما‬
‫يحز في النفوس وكان باالمكان تجنب هذا اما تشريعيا واما باخذ الحيطة عند‬
‫تحرير الحكم ‪.‬‬
‫ثالث عشر‪ :‬الاحكام الغيابية ملحكمة الجنايات‬
‫انتهى عهد اجراءت التخلف التي كان معموال بها منذ عهد قانون التحقيق‬
‫الجنائي والغي الامر بالقبض الجسدي تطبيقا لقرينة البراءة فال يجوز تنفيذه‬
‫ابتداءا من يوم بداية تطبيق القانون الجديد حتى ولو نصت عليه غرفة الاتهام‬
‫ويبقى الذي نفذ ساري املفعول‪ .‬فاذا كان املتهم في حالة افراج يمثل امام‬
‫املحكمة وهو طليق رغم متابعته بجناية شرط ان يستجيب الستدعاء رئيس‬
‫املحكمة من اجل استجوابه قبل الجلسة فاذا تغيب عن الجلسة فان املحكمة‬
‫بدون مشاركة املحلفين اما ان تؤجل القضية اذا قدم عذرا مقبوال بواسطة‬
‫محاميه او شخص اخر واما ان تفصل في قضيته غيابيا بعد تالوة قرار الاحالة‬
‫وسماع الشهود والطرف املدني وطلبات النيابة وبعد الانتهاء من ذلك تقض ي‬
‫باإلدانة او البراءة حسب عناصر امللف مع تعليل الحكم دون افادة املتهم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫بالظروف املخففة عند الادانة ويبقى الامر بالقبض الصادر عن قاض ي‬


‫التحقيق ساري املفعول حتى الفصل في املعارضة ان وقعت فاذا لم يوجد جاز‬
‫للمحكمة اصداره‪ .‬اما املتابع بجنحة الذي تغيب امام الدرجة الاولى فانه يجوز‬
‫للمحكمة ان تحيله على محكمة الجنح املختصة اقليميا كما يجوز لها ان تامر‬
‫بإحضاره فورا او تؤجل القضية لذلك وإذا كان في الدرجة الثانية تقض ي عليه‬
‫غيابيا بتشكيلة من القضاة املحترفين ويجوز ان تصدر امرا بالقبض ضده في‬
‫حالة ادانته فاذا عارض في الحكم املذكور تفصل املحكمة بنفس التشكيلة في‬
‫معارضته دون التطرق للحكم الابتدائي‪.‬‬
‫يعتبر الحكم حضوريا نحو املتابع بجناية او جنحة الذي يحضر افتتاح‬
‫الجلسة ثم يغادر القاعة بارادته‪ .‬ويالحظ ان املشرع منع املتابع بجناية من‬
‫مغادرة القاعة وفقا للمادة ‪ 312‬املعدلة عند غلق باب املرافعات وانسحاب‬
‫املحكمة للمداولة حتى النطق بالحكم وقبل ذلك ال يوجد ما يمنع مغادرته الامر‬
‫الذي يفتح له الباب للهروب من تنفيذ الحكم فورا عليه في حالة ادانته وكان‬
‫الافضل منعه من ذلك منذ بداية الجلسة وهو ما اجازه املشرع الفرنس ي باملادة‬
‫‪ 4-626‬من قانون الاجراءات الجزائية الفرنس ي اذ يمكن للمحكمة ان تصدر‬
‫امرا باإليداع خالل الجلسة ضد املتهم بناء على طلب النيابة اذا لم يحترم‬
‫واجبات الرقابة القضائية او اذا تبين ان الاعتقال هو السبيل الوحيد لضمان‬
‫حضوره او لعدم الضغط على الضحية او الشهود كما يمكنها ان تامر بالرقابة‬
‫القضائية عوض ذلك‪.‬‬
‫اذا ثبت حضور املتهم في الجلسة ثم غادر القاعة قبل تشكيل املحكمة او‬
‫بعد ذلك تشكل في غيابه وتفصل في القضية حضوريا اما اذا لم يحضر فأنها‬
‫تفصل نحوه غيابيا بتشكيلة القضاة املحترفين فقط بحكم معلل سواء بلغ‬
‫شخصيا اولم يبلغ بينما في فرنسا تجوز محاكمته بحضور املحلفين اذا كان معه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪210‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫متابعون اخرون حاضرين ويعلل الحكم نحوه باألسئلة والاجوبة مثل الحاضرين‬
‫بخالف ما لو كان وحده‪.‬‬
‫عكس ما هو معمول به في مادة الجنح التي تعتبر الحكم حضوريا في حالة‬
‫تبليغ املتهم شخصيا ولم يحضر فان الاحكام الجنائية في تشريعنا اما ان تكون‬
‫حضورية او غيابية وليس هناك ما يسمى باملعتبرة حضورية فاذا حضر بعض‬
‫املتهمين وغاب بعضهم تؤجل القضية او يصدر امر بالفصل بينهم خاصة اذا‬
‫كان من الغائبين من هو في حالة فرار‪ .‬وتطبق املواد ‪ 112‬ال‪ 143‬فيما يخص‬
‫التبليغ واملعارضة كما تنص على ذلك املادة ‪ 361‬املعدلة ; وعكس ما هو معمول‬
‫به في فرنسا اليجوز للمحامي ان يرافع في غياب املتهم النه مساعد له في املادة‬
‫الجزائية وليس وكيال عنه‪.‬‬
‫تبقى الدعوى العمومية قائمة في الاحكام الغيابية طيلة مهلة تقادم‬
‫العقوبة والتي يبدا سريانها من يوم تبليغ الحكم بالطرق القانونية وفقا للمادتين‬
‫‪ 361‬و‪ 146‬ق ا ج‪.‬‬
‫فال يجوز للمحكوم عليه الدفع بانقضاء الدعوى العمومية بعد مرور عشر‬
‫سنوات ابتداءا من تاريخ صدور الحكم الغيابي ما دام هذا الانقضاء مرتبطا‬
‫بسقوط العقوبة والذي مدته في الجنايات عشرون سنة ابتداء من اليوم الذي‬
‫يصير فيه الحكم نهائيا وفقا للمادة ‪ 243‬ق ا ج ‪.‬هناك فرق بين التشريعين‬
‫الفرنس ي والجزائري في مرحلة ما بعد صدور الحكم الغيابي الاول يفرض اعادة‬
‫محاكمة املتهم بقوة القانون بعد تسليم نفسه او القاء القبض عليه كما كان‬
‫عليه الحال في اجراءات التخلف اما الثاني فجعل املعارضة هي السبيل الوحيد‬
‫إلعادة املحاكمة والا صار الحكم نهائيا‪.‬‬
‫كما ان الطعن في الحكم الغيابي ال يجوز باي طريق الا من املعني نفسه‬
‫دون محاميه في حالة صدور امر بالقبض ضده‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪213‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫تنص املادة ‪ 361‬من قانون الاجراءات الجزائية على تطبيق املواد‬


‫‪112‬الى‪ 143‬من نفس القانون في مجال التبليغ واملعارضة وهو ما يعني ان‬
‫املعارضة تعتبر كان لم تكن إذا لم يحضر املعارض في التاريخ املحدد له في‬
‫التبليغ الصادر اليه شفويا واملثبت في محضر في وقت املعارضة او بتكليف‬
‫بالحضور مسلم ملن يعنيه الامر طبقا للمواد ‪ 132‬وما يليها من نفس القانون‬
‫كما يتعين تكليف باقي الاطراف تكليفا جديدا بالحضور‬
‫رابع عشر‪ :‬استئناف الاحكام الجنائية الابتدائية‬
‫لم تكن الاحكام الجناية في فرنسا قابلة لالستئناف قبل عام ‪ 6111‬رغم‬
‫مصادقة هذه الدولة على البروتوكول رقم ‪ 2‬امللحق باالتفاقية الاروبية لحقوق‬
‫الانسان املؤرخ في ‪ 4221-44-66‬والذي تنص املادة ‪ 6‬منه على حق التقاض ي على‬
‫درجتين في املجال الجزائي باستثناء الجرائم البسيطة وفي حالة مخالفة هذا‬
‫املبدأ يجوز للمعني املطالبة بالتعويض من الدولة املخالفة بعد مصادقتها على‬
‫هذا البروتوكول وفقا للمادة ‪ 51‬من نفس الاتفاقية‪ .‬لكن تفسير النص وقع فيه‬
‫اشكال في التطبيق هل ان الدرجة الثانية جهة قانون فقط ام تنظر املوضوع‬
‫ايضا وقد فسرته فرنسا في البداية بالحالة الاولى معتبرة محكمة النقض كافية‬
‫لذلك ما دام يجوز الطعن بالنقض امامها غير ان قضية كرومباخ الذي صدر‬
‫حكم غيابي ضده قدم عريضة للمحكمة ألاوربية لحقوق الانسان التي اصدرت‬
‫قرارها بتاريخ ‪ 6114-6-43‬تحت رقم ‪ 22-62234‬ادانت بموجبه فرنسا على‬
‫اساس ان العارض لم يكن حاضرا ولم يسمح له بتوكيل محام للدفاع عنه كما‬
‫ان التشريع ال يجيز له ان يطعن امام محكمة النقض في الحكم الجنائي الغيابي‬
‫حتى على اعتباران هذه املحكمة درجة ثانية للتقاض ي الامر الذي يخالف املادة‬
‫‪ 6‬من البروتوكول رقم ‪ 2‬واملصادق عليه من طرف فرنسا مما ادى بها الى تعديل‬
‫التشريع الستئناف الاحكام الجنائية سنة ‪ 6111‬والغاء اجراءات التخلف‬
‫سنة‪ .6111‬وهو املبدأ الذي اخذ به املشرع في بالدنا اي ان املحكمة العليا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪214‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫ليست درجة من درجات التقاض ي ولذلك انشئت املحاكم الجنائية الاستئنافية‬


‫تنظر في املوضوع وفي القانون ويطعن في احكامها امام محكمة القانون‬
‫واجراءات ذلك كما يلي‪:‬‬
‫تكون الاحكام الجنائية الابتدائية الحضورية الفاصلة في املوضوع قابلة‬
‫لالستئناف امام املحكمة الجنائية الاستئنافية خالل ‪ 41‬أيام من اليوم املوالي‬
‫للنطق بها كما تنص على ذلك املادة ‪ 366‬مكرر من قانون الاجراءات الجزائية‬
‫وهو ما يعني ان الغيابية منها غير قابلة لالستئناف من طرف املتهم مهما كان‬
‫منطوق الحكم الامر الذي نصت عليه صراحة املادة ‪ 5-322‬من قانون‬
‫الاجراءات الجزائية الفرنس ي فاذا كانت باإلدانة ال يجوز للنيابة ان تستأنفها الا‬
‫بعد انتهاء اجل املعارضة وفقا للمادة ‪ 6-364‬ق اج اما الغيابية القاضية بالبراءة‬
‫فيجوز للنيابة استئنافها حينا‪ .‬لالستئناف إثر ناقل للدعوى في حدود التصريح‬
‫باالستئناف وصفة املستأنف وال يجوز للمحكمة الاستئنافية ان تسيئ الى حالة‬
‫املستأنف وحده‪.‬‬
‫ال يجوز استئناف الاحكام الفرعية ولو مع الفاصلة في املوضوع خالفا ملا‬
‫هو منصوص عليه في مادة الجنح ويجوز الطعن فيها بالنقض مع هذه الاخيرة‬
‫حين تصدر عن الجهة الاستئنافية‪.‬‬
‫لقد سكت املشرع عن تشكيل املحكمة الاستئنافية في حالة استئناف حكم‬
‫قض ى في جنحة فقط فهل يفصل فيها بتشكيلة املحلفين ام من طرف القضاة‬
‫املحترفين وحدهم‪ .‬بالرجوع الى النصوص نجد ان املادة ‪ 342‬ق ا ج تنص على‬
‫جواز الفصل ضد املستأنف غيابيا املتابع بجنحة بتشكيلة القضاة املحترفين‬
‫وحدهم وفي حالة معارضته يتم الفصل في املعارضة بنفس التشكيلة مما يعني‬
‫انه إذا لم يتغيب يجوز الفصل في استئنافه وحده بتشكيلة القضاة دون‬
‫املحلفين بخالف ما لو كان معه مستأنفون متابعون بجناية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫يبقى التساؤل مطروحا في حالة ما إذا اعادت املحكمة الابتدائية وصف‬


‫الوقائع الى جنحة وادانت املتهم بها ثم استأنف وحده هل تشكل املحكمة‬
‫الاستئنافية من القضاة وحدهم ام بمشاركة املحلفين؟ الاجابة عن هذا انه‬
‫مادام ال يجوز لهذه املحكمة ان تسيئ حالته اي ال تناقش الوصف مجددا وال‬
‫ترفع العقوبة فأنها تفصل في الواقعة على اساس جنحة وبالتالي تشكل من‬
‫القضاة وحدهم‪.‬‬
‫نظرا لسكوت املشرع عن بعض الاجراءات في املادة الجنائية ال يجوز‬
‫القياس لتطبيق املنصوص عليها في مادة الجنح ومنها الاستئناف الفرعي‬
‫واستئناف النائب العام خالل شهرين وفقا للمادتين ‪ 142‬و‪ 142‬كما ان عقد‬
‫جلسة الاستئناف وجوبا خالل شهرين وفقا للمادة ‪ 162‬غير اجباري خاصة ان‬
‫الفصل في القضايا الجنائية يتم في دورات الامر الذي يجعل ذلك غير ممكن‬
‫وقد نص املشرع باملادة ‪366‬مكرر على جدولة القضية خالل الدورة الجارية او‬
‫التي تليها دون تحديد مدة زمنية بينما نجد املشرع الفرنس ي قد وضع اجراءات‬
‫تخص املحكمة الجنائية واستئناف احكامها باملواد ‪ 634‬الى‪ 321‬مكرر‪ 45‬من‬
‫قانون الاجراءات الجزائية الفرنس ي ونص فيها على الاستئناف الفرعي واستئناف‬
‫النائب العام ضد احكام البراءة دون جواز ذلك لوكيل الجمهورية‪ .‬كما اجاز‬
‫للنيابة العامة التنازل عن استئنافها الفرعي حين يتنازل املحكوم عليه عن‬
‫استئنافه الرئيس ي اما مهلة الفصل فهي غير محددة الن محكمة النقض تفصل‬
‫قبل ذلك في شكل الاستئناف‪ .‬وفيما يخص استئناف الاحكام الفاصلة في الجنح‬
‫واملخالفات فقد وضع لها قواعد باملواد ‪ 122‬الى ‪ 512‬من نفس القانون وكثير‬
‫منها يتشابه باالجراءات الجنائية وخالصة القول في هذا ان املحكمة الجنائية‬
‫التطبق الا القواعد التي وضعها لها املشرع او احال عليها كما فعل في التبليغ‬
‫واملعارضة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪216‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫يوقف تنفيذ الحكم املستانف قبل الفصل في الاستئناف الا بالنسبة‬


‫للمتابع بجناية او املتابع بجنحة الذي صدر امر بااليداع ضده في الجلسة كما‬
‫يبقى رهن الحبس الذي كان محبوسا بموجب امر قاض ي التحقيق ولم يسبق‬
‫الافراج عنه ما لم يكن قد استنفذ العقوبة املقض ى بها‪.‬‬
‫الاحكام التي صدرت حضورية بعد انسحاب املتهم من الجلسة بمحض‬
‫ارادته قبل النطق بها تبدا مهلة استئنافها حينا ال من يوم تبليغها‪.‬‬
‫يجوز للمتهم املستانف ان يتنازل عن استئنافه قبل بداية تشكيل املحكمة‬
‫كما يجوز للطرف املدني ان يتنازل عن استئنافه في اية مرحلة ويكون اثبات ذلك‬
‫بامر من رئيس املحكمة الاستئنافية‪ .‬فان كان الاستئناف في الدعوى املدنية‬
‫فقط تنظر فيه الغرفة الجزائية باملجلس تؤيد او تلغي اوتعدل الحكم‬
‫املستانف بقرار معلل ‪.‬‬
‫الاجراءات املتبعة امام املحكمة الاستئنافية هي نفسها املتبعة امام الدرجة‬
‫الاولى ما لم يكن هناك نص خاص‪.‬‬
‫قبل سحب القرعة للمحلفين تفصل في شكل الاستئناف بتشكيلة القضاة‬
‫املحترفين بحكم فاذا لم يكن الاستئناف مقبوال شكال تقض ي بذلك وترفع‬
‫الجلسة دون اي اجراء اخر وفي الحالة العكسية تنظر القضية وكأنها تطرح‬
‫ألول مرة دون مراعاة ما قض ى به الحكم املستأنف فال تعدله وال تؤيده وال تلغيه‬
‫لكن الحكم املدني يبقى خاضعا لرقابتها باملوافقة او الالغاء او التعديل‪ .‬علما‬
‫بان املشرع الجزائري بسط الاجراءات للفصل في شكل الاستئناف بجعله من‬
‫اختصاص الجهة الاستئنافية املختصة اقليميا عكس ما هو معمول به في‬
‫فرنسا اذ ان محكمة النقض هي التي تفصل في ذلك وفي حالة قبوله تحيل‬
‫القضية على جهة استئنافية تختارها هي‪.‬‬
‫تكون احكام املحكمة الجنائية الاستئنافية قابلة للطعن بالنقض وفقا‬
‫لإلجراءات السارية املفعول‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫رابع عشر‪ :‬عدم جواز استئناف الحكم الجنائي الغيابي من طرف‬


‫املحكوم عليه‬
‫في النظام القديم لم يكن الحكم الجنائي الغيابي قابال للطعن بالنقض‬
‫وفقا ملا كانت تنص عليه سابقا املادة ‪ 363‬من قانون إلاجراءات الجزائية كما‬
‫كانت تلزم املادة ‪ 362‬من نفس القانون إعادة محاكمة املتهم عند إلقاء القبض‬
‫عليه أو تسليم نفسه قبل إنقضاء العقوبة ‪ ،‬فهذا الحكم ليست له أية حجية‬
‫فهو تهديدي فقط ‪ ،‬أما في النظام الجديد ملحكمة الجنايات وفقا للقانون ‪-12‬‬
‫‪ 42‬املؤرخ في ‪ 6142-13-62‬فإن املشرع جاء بقاعدة جديدة هي جواز املعارضة‬
‫بحيث ال تعاد محاكمة املتهم إال إذا عارض في الحكم الغيابي خالل ألاجل‬
‫القانوني تحت طائلة صيرورة هذا الحكم باتا ما لم تستأنفه النيابة بعد إنتهاء‬
‫أجل املعارضة وهو إختالف جوهري مع التشريع الفرنس ي الذي ال يزال يعيد‬
‫محاكمة املتهم املحكوم عليه غيابيا من طرف محكمة الجنايات بمجرد إلقاء‬
‫القبض عليه أو تسليم نفسه قبل إنقضاء العقوبة وفقا للمادة ‪ 1-322‬من‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية الفرنس ي و منعه من إستئناف هذا الحكم كما تنص‬
‫على ذلك املادة ‪ 5-322‬من نفس القانون‪ .‬و التساؤل املطروح في هذه الحالة هل‬
‫أن املتهم يجوز له إلاستئناف دون املعارضة قي الحكم الغيابي ما دامت النيابة‬
‫قد منحها املشرع صراحة هذا الحق بعد أن رفض املتهم إستعمال طريق‬
‫املعارضة ؟‬
‫لحل هذه إلاشكالية ال بد من التذكير بقواعد جوهرية جاء بها املشرع في‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية هي أنه خص جميع الجهات القضائية الجزائية‬
‫بقواعد مشتركة في املواد ‪ 646‬إلى ‪ 612‬ق ا ج حول طرق إلاثبات و إلادعاء املدني‬
‫فهي قابلة للتطبيق أمام أية جهة دون إستثناء‪ ،‬لكنه خص كل جهة جزائية‬
‫بقواعد ال يجوز تطبيقها أمام جهة أخرى دون إلاحالة عليها بين القواعد‬
‫الخاصة بتلك الجهة و على القاض ي أن يحترم إرادة املشرع في هذا‪ ،‬فما نص‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫عليه القانون في الاجراءات الخاصة بمادة الجنح ال يجوز تطبيقه في الجنايات‬


‫الا اذا كانت القاعدة منصوصا عليها في الجهتين‪.‬‬
‫بالرجوع إلى املوضوع فإن املشرع منح النيابة العامة حق إستئناف الحكم‬
‫الغيابي القاض ي بالبراءة ابتداءا من يوم النطق به لعدم وجود معارضة فيه من‬
‫طرف املتهم ‪،‬غير انه ال يجوز لها ذلك في حالة قضائه باالدانة الا بعد انتهاء اجل‬
‫املعارضة حتى ال تضيع للمتهم درجة من درجات التقاض ي‪ ،‬لكن عند رفضه هذه‬
‫املعارضة فانه يغلق عليها الطريق في السير بالدعوى‪ ،‬فقد يشوب الحكم‬
‫الغيابي عيب او عيوب في تطبيق القانون وال يمكن اصالحه الا عن طريق‬
‫الاستئناف ومن ذلك القضاء بعقوبة اقل من الحد الادنى املقرر قانونا رغم ان‬
‫املادة ‪ 5-342‬ق ا ج تمنع منح الظروف املخففة للمتهم في حالة القضاء عليه‬
‫غيابيا ‪،‬لذلك فان املشرع منح هذه الالية للنيابة ليس امتيازا لها ولكن لفتح‬
‫الطريق الذي اغلقه املتهم بعدم معارضته في هذا الحكم الذي اساء تطبيق‬
‫القانون ثم ان القاعدة العامة اجازت استئناف الاحكام الحضورية فقط من‬
‫جميع الاطراف وفقا ملا تنص عليه املادة ‪366‬مكرر من قانون الاجراءات‬
‫الجزائية ولم تشر اطالقا الى جواز ذلك في الاحكام الغيابية الا للنيابة بعد انتهاء‬
‫اجل املعارضة دون وقوعها ولالسباب اتي سبق ذكرها وال يجوز تاويل النصوص‬
‫خالف ما كان يقصده املشرع ‪،‬فما منعه من ذكر جواز استئناف املتهم للحكم‬
‫الغيابي الى جانب النيابة لو كانت ارادته منصرفة الى ذلك ؟ والقول بغير هذا‬
‫تحريف الرادته كما ان حق التقاض ي للمتهم مضمون شرط ان يتبع الطرق‬
‫القانونية املؤدية الى ذلك ومنها املعارضة والفصل فيها باي شكل كان حتى يفتح‬
‫باب الاستئناف ويبدو ان املشرع الجزائري تاثر في هذه النقطة باملشرع الفرنس ي‬
‫الذي منع صراحة املحكوم عليه غيابيا من الاستئناف وفقا للمادة ‪ 5-322‬من‬
‫قانون الاحراءات الجزائية الفرنس ي‪ .‬وللتوضيح اكثر فان التبليغ الذي يؤخذ‬
‫بعين الاعتبار هو التبليغ الشخص ي للمحكوم عليه الن تبليغه في املوطن او مقر‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫البلدية او التعليق على لوحة الاعالنات بالنيابة العامة وفقا للمادة ‪366‬فقرة ‪6‬‬
‫من قانون الاجراءات الجزائية يجيز له املعارضة ولكنه ال يمنعها بعد تبليغه‬
‫شخصيا خالل مدة انقضاء العقوبة وهو ما ال يسمح للنيابة باستئناف الحكم‬
‫الا بعد التبليغ الشخص ي‬
‫خامس عشر‪ :‬إلاستئناف الفرعي واستئناف النائب العام‬
‫كما سبق القول أن كل جهة قضائية جزائية لها قواعدها حددها املشرع‬
‫وعلى القضاء إتباعها فإذا كان هناك نقص في هذه القواعد فعلى املشرع‬
‫مراجعتها وال يجوز للقضاء أن يعدلها تحت أية ذريعة‪ ،‬ومن هذه النقائص في‬
‫التشريع الجزائري عدم النص على جواز إستئناف النائب العام خالفا ملا هو‬
‫منصوص عليه باملادة ‪ 6-321‬من قانون إلاجراءات الجزائية الفرنس ي والتي تجيز‬
‫له استئناف ألاحكام الجنائية القاضية بالبراءة ألن وكيل الجمهورية ليست له‬
‫الصفة الستئناف هذه ألاحكام‪ .‬كما أن املادة ‪ 41-321‬من نفس القانون أجازت‬
‫الاستئناف الفرعي ألحكام محكمة الجنايات لجميع الاطراف وهو ما لم ينص‬
‫عليه املشرع الجزائري وال يجوز القياس على إجراءات محكمة الجنح في ذلك‬
‫كما ال يجوز القياس على التشريع ألاجنبي ونتيجة هذا لم يبق أمام ألاطراف غير‬
‫الاستئناف ألاصلي في انتظار تعديل النصوص‪.‬‬
‫سادس عشر‪ :‬أثرالاستئناف في نقل الدعوى وحدود ذلك‬
‫تنص املادة ‪ 366‬مكرر ‪ 2‬ق‪.‬أ‪.‬ج على أن لإلستئناف أثرا ناقال للدعوى في‬
‫حدود التصريح باالستئناف وصفة املستأنف‪ .‬هذا يعني أن املحكمة إلاستئنافية‬
‫تخطر بما هو مدون في صحيفة الاستئناف وصفة من قام بذلك فال يجوز لها‬
‫أن تتجاوز ما طلب املستأنف وحده إعادة الفصل فيه و الباقي يصير باتا ما لم‬
‫يستأنف معه طرف آخر‪ ،‬فاذا استانف املتهم وحده الحكم الفاصل في الدعوى‬
‫العمومية دون الفاصل في الدعوى املدنية فهذا الاخير صار نهائيا ليس ملحكمة‬
‫الاستئناف ان تعيد النظر فيه ‪،‬والعكس صحيح اي انها مقيدة بما طلب منها ان‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫تفصل فيه وقد يكون هذا الطلب صريحا يشمل جميع مقتضيات الحكم كان‬
‫يدان بكل الجرائم املتابع بها ويستانف الحكم الفاصل في ذلك كما قد يكون‬
‫ضمنيا ضد شق منه فقط حين يدان بجريمة ويبرا في اخرى فاالستئناف في هذه‬
‫الحالة ينصب على الشق الذي ادانه الن الباقي معلوم بالضرورة وليست له‬
‫مصلحة في استئنافه ‪ .‬وإذا كان هذا يبدو بسيطا في مادة الجنح فإن ألامر ليس‬
‫كذلك في مادة الجنايات كما سنبين الحقا نظرا الختالف كيفية تعليل الحكم‪،‬‬
‫وللعلم فان التشريع الفرنس ي الذي ليس فيه حد ادنى للعقوبة املقررة يساعد‬
‫قضاة محكمة الجنايات الاستئنافية على الفصل في القضية دون اشكال اذ‬
‫حتى في حالة الاجابة على السؤال بااليجاب والذي كانت قد اجابت عليه محكمة‬
‫الدرجة الاولى بالنفي ال يمنع القضاء بنفس العقوبة في حالة استئناف املتهم‬
‫وحده او تخفيفها الامر الذي ال يسمح به تشريعنا الذي له حدود دنيا ال يجوز‬
‫النزول الى اقل منها وقد يكون هذا الحد اعلى من العقوبة املقض ى بها في الدرجة‬
‫الاولى نتيجة تغيير الادانة ‪ .‬وهناك قاعدة ثانية أنه إذا كان إلاستئناف من املتهم‬
‫وحده أو الطرف املدني وحده ال يجوز ملحكمة إلاستئناف أن تس يء حالة‬
‫املستأنف كما تنص عليه املادة ‪ 366‬مكرر ‪ 2‬و تلخيصا لهذه القواعد نذكر ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 4‬إن إستئناف النيابة يعيد طرح القضية مجددا على مستوى الجهة‬
‫إلاستئنافية برمتها في الدعوى العمومية مع إتباع نفس إلاجراءات أمام الدرجة‬
‫ألاولى بما فيها إستخراج ألاسئلة ألاصلية بكاملها من منطوق قرار إلاحالة سواء‬
‫إستأنف معها املتهم أو لم يستأنف و يجوز لجهة الاستئناف أن ترفع العقوبة او‬
‫تخفضها او تضيف عقوبات اخرى او تقض ي بالبراءة وكانها تنظر القضية الول‬
‫مرة‪.‬علما بان استئناف النيابة ال يحول دون القضاء بالبراءة او تخفيض‬
‫العقوبة عكس ما كانت ترمي اليه من خالل استئنافها الجل تشديد العقوبة‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪212‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫فاملشرع نص على عدم اساءة وضعية املتهم او الطرف املدني املستانف وحده‬
‫وهذه القاعدة ال تعني النيابة‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا إستأنف املتهم وحده في الدعوى العمومية و كان الحكم املستأنف‬
‫قد أدانه بجميع الجرائم املتابع بها تطرح ألاسئلة من جديد حولها و قد تكون‬
‫إلاجابة عنها متطابقة مع ما أجابت عليه محكمة الدرجة ألاولى كما قد تكون‬
‫كذلك في بعضها و مختلفة في بعضها آلاخر فاملحكمة إلاستئنافية في هذه‬
‫الحالة تقض ي بنفس العقوبة املقض ى بها في الدرجة ألاولى إذا كانت متماشية مع‬
‫ما تمت إدانته في الدرجة الثانية أو تخفضها و ال يجوز لها رفعها‪.‬كما يجوز لها‬
‫القضاء بالبراءة ان هي اجابت على جميع الاسئلة بالنفي‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى أدانته ببعض الجرائم و برأته من‬
‫البعض آلاخر فإن املبرأ منها يصبح حقا مكتسبا ال تجوز مناقشته في غياب‬
‫إستئناف النيابة و ال يطرح سؤال عن ذلك بل يطرح حول ما أدين به فقط‬
‫مستخرجا من منطوق قرار إلاحالة و هذا طبقا لحدود إلاستئناف املنصوص‬
‫عليه قانونا و تكون إلاجابة عليه نفيا أو إيجابا فإن كانت باإليجاب ال يجوز رفع‬
‫العقوبة املقض ى بها في الدرجة ألاولى أو إضافة عقوبات لم يقض بها أيضا في‬
‫نفس الدرجة‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى قد أعادت وصف واقعة و أدانت املتهم‬
‫بها و برأته من الوصف ألاشد الوارد في منطوق قرار إلاحالة فإن براءته من‬
‫الوصف ألاصلي صارت حقا مكتسبا في غياب إستئناف النيابة و لم يبق ملحكمة‬
‫إلاستئناف غير طرح السؤال حول الوصف الذي أدين به او وصف اخر تراه‬
‫مناسبا شرط الا يكون اشد من املحكوم به في الدرجة الاولى و إلاجابة عليه نفيا‬
‫أو إيجابا دون رفع العقوبة في حالة إلادانة‪.‬ذلك ان املتهم املستانف وحده رغم‬
‫براءته من الوصف الاصلي لم يقبل باالدانة وفقا للوصف الجديد والذي يتعين‬
‫على جهة الاستئناف ان تعيد الفصل فيه ‪.‬قد يقول قائل ان املحكمة ال يجوز‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪210‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫لها استخراج الاسئلة الاحتياطية الا بعد الاجابة على الاصلية بالنفي ‪،‬غير ان‬
‫هذا قد وقع في الدرجة الاولى وصار امرا ال رجعة فيه وحقا مكتسبا للمتهم‬
‫بخالف ما لو كان الوصف الاحتياطي اشد من الاصلي فان هذا الاخير هو الذي‬
‫يطرح مرة اخرى على مستوى الاستئناف‪.‬‬
‫‪--5‬عكس ما قضت به محكمة النقض الفرنسية في قرارها رقم ‪25135 14‬‬
‫بتاريخ ‪ 6116-2-44‬الذي ذكر بان الاجابة على الظرف املشدد بالنفي في واقعة‬
‫القتل العمدي مع سبق الاصرار والادانة بالقتل غير املشدد فقط ليست حقا‬
‫مكتسبا للمتهم املستانف وحده على اساس ان هذا الظرف غير منفصل عن‬
‫الفعل الاصلي فاننا نرى ان املحكمة الابتدائية ابعدت هذا الظرف من املتابعة‬
‫وان اعادة الفصل فيه مجددا يعد مساسا بحجيةالشيئ املقض ي فيه وبحق‬
‫املتهم الذي لم يطلب اعادة الفصل في هذا الظرف عند استئنافه الذي قيد‬
‫حدوده فيما ادين به فقط لذا يتعين على الجهة الاستئنافية الا تطرح اي سؤال‬
‫عن الظروف املشددة التي كانت الاجابة عليها بالنفي وصارت حقا مكتسبا‬
‫للمتهم ‪.‬وفي تشريعنا فان ما ذهبت اليه محكمة النقض الفرنسية يخلق وضعية‬
‫ال تتماش ى مع قاعدة عدم اساءة وضعية املتهم املستانف وحده وتوضيحا لذلك‬
‫نذكر مثاال لها هو انه اذا كانت محكمة الدرجة الاولى قد ادانت املتهم بالقتل‬
‫العمدي بعد ابعادها للظروف املشددة وعاقبته بسبع سنوات سجنا مع افادته‬‫‪-‬‬
‫بالظروف املخففة ثم في الاستئناف طرحت املحكمة سؤالا عن القتل العمدي‬
‫واخر عن سبق الاصرار واجابت عليهما بااليجاب مما يجعل العقوبة املقررة هي‬
‫الا عدام ال يمكنها ان تنزل باملقض ى بها الى اقل من عشر سنوات سجنا كحد‬
‫ادنى بعد افادة املتهم بالظروف املخففة وفقا للمادة ‪ 53‬ق‪.‬ع وهي اساءة‬
‫لوضعيته الامر الذي يخالف قاعدة اساسية في التشريع‪،‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى قد أدانته بوصف عقوبته أشد بعد‬
‫تعديل التهمة اي اضافت له ظروفا مشددة و هو محال عليها بوصف أخف‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪213‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫تعين طرح السؤال وفق ما جاء في قرار إلاحالة و إلاجابة عليه حسب إقتناع‬
‫أعضاء املحكمة وتبقى لها سلطة تقديرية في طرح اسئلة عن الظروف املشددة‬
‫التي اضافتها محكمة الدرجة الاولى والاجابة عليها حسب اقتناعها كما يمكنها‬
‫تجاوز هذه الظروف ان رات عدم وجود ها‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز القضاء بالعقوبات التكميلية التي لم يتم الحكم بها في الدرجة‬
‫ألاولى و لو كانت إجبارية في غياب استئناف النيابة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز رفع املبلغ املحكوم به في الدعوى املدنية ما لم يستأنف الطرف‬
‫املدني بدوره في هذه الدعوى‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة عدم قبول استئناف النيابة العامة شكال يكون ذلك بمثابة‬
‫عدم استئنافها وال تجوز اساءة وضعية املتهم املستانف معها‪.‬‬
‫‪ -41‬خالصة القول في كل هذا انه على جهة الاستئناف ان تراعي ما كان‬
‫يهدف اليه املتهم املستانف وحده وهو اما تخفيف العقوبة وفي اسوا تقدير‬
‫عدم رفعها او البراءة كما ال تجوز ادانته بجريمة او ظروف مشددة تمت تبرئته‬
‫منها ولو مع عدم رفع العقوبة فكل ما قض ي به لصالحه صار حقا مكتسبا‪.‬‬
‫سابع عشر‪ :‬املسائل الانتقالية‬
‫‪ /1‬تطبيقات املادة ‪ 11‬من القانون الجديد‬
‫تنص املادة ‪ 45‬من القانون الجديد املعدل لقانون الاجراءات الجزائية على‬
‫جواز استئناف الاحكام الصادرة قبل بداية تطبيق هذا القانون شرط الا يكون‬
‫قد تم الطعن فيها بالنقض وان تكون مهلة الاستئناف عند بداية التطبيق‬
‫الزالت لم تنقض بعد وهما شرطان اساسيان لذلك غير ان صياغة املادة جاءت‬
‫غامضة واكتفت بالقول ما لم تنقض اجال الاستئناف دون تحديد متى تنتهي‬
‫وهو قبل بداية التطبيق‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪214‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫يترتب عن هذا ان هذه الاحكام يجوز استئنافها كما يجوز الطعن فيها‬
‫بالنقض فاذا اختار احد الاطراف الاستئناف صار طعنه بالنقض بعد ذلك غير‬
‫جائز والعكس‪.‬‬
‫ايضا صحيح اذا طعن بالنقض اصبح استئنافه غير جائز علما بان هذا‬
‫يتعلق باالحكام الصادرة خالل الاسبوع الاخير قبل بداية التطبيق فقط والتي‬
‫يمتد اجل استئنافها الى ما بعد ذلك‪ .‬هناك احتمال وقوع اشكال اذ يمكن ان‬
‫ي طعن احد الاطراف بالنقض بينما يطعن طرف اخر باالستئناف في نفس‬
‫القضية وهو امر قليل الاحتمال اذ ال يمكن لطرف ان يضيع فرصة الاستئناف‬
‫العادة املحاكمة ويطعن بالنقض لكن ذلك غير مستبعد‪ .‬ففي هذه الحالة‬
‫يوقف الفصل في الطعن بالنقض حتى الفصل في الاستئناف فاذا وقع طعن‬
‫بالنقض ضد حكم الدرجة الثانية فصل في الطعنين معا وفي حالة نقض حكم‬
‫الدرجة الاولى تحال القضية على الدرجة الثانية سواء نقض حكم الدرجة‬
‫الثانية ام ال وهي القاعدة التي تعمل بها املحكمة العليا مستقبال ذلك ان‬
‫املحاكم الجنائية تصدر احكامها بصورة نهائية حتى بداية تطبيق القانون‬
‫الجديد وان كان الصادر منها خالل الاسبوع الاخير قابال لالستئناف او الطعن‬
‫بالنقض وبعد مرور هذه املرحلة تصبح الاحكام الصادرة في الدرجة الاولى غير‬
‫جائز الطعن فيها بالنقض‪.‬‬
‫‪ /2‬القضايا التي لم يتم الفصل فيها حضوريا عند بداية التطبيق‬
‫تنص املادة ‪ 41‬من القانون املذكور على احالة جميع القضايا التي اصدرت‬
‫فيها غرفة الاتهام قرارات باالحالة على محكمة الجنايات ولم تجدول وتلك‬
‫املؤجلة من طرف نفس املحكمة او التي فصل فيها غيابيا على محكمة الجنايات‬
‫الابتدائية عند بداية تطبيق هذا القانون بينما القضايا التي صدرت فيها احكام‬
‫قبل بداية التطبيق وتم نقضها فأنها تحال على املحكمة الجنائية الاستئنافية‬
‫وفقا للمادة ‪ 43‬من نفس القانون‪ .‬كما ان أوامر القبض الجسدي التي لم تنفذ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫عند بداية التطبيق فانها تصبح غير قابلة للتنفيذ وتبقى املنفذة قبل ذلك‬
‫سارية املفعول‬
‫خاتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫تعتبر التعديالت التي طرأت على اجراءات املحكمة الجنائية نقلة نوعية‬
‫غير مسبوقة نظرا للقواعد الجديدة في هذه الاجراء ات خاصة ما يتعلق منها‬
‫بالتقاض ي على درجتين والغاء الامر بالقبض الجسدي اضافة الى تعزيز العنصر‬
‫الشعبي في التشكيلة وجعل اغلبية الاعضاء من املحلفين الذين يعبرون عن‬
‫ضمير الشعب ويصدرون الحكم باسمه وان كانت الزالت هناك نقائص يتعين‬
‫استدراكها تشريعيا على الاخص تعديل التشكيلة الخاصة برفع عدد القضاة‬
‫فيها الى خمسة على الاقل وتوضيح كيفية تعليلها للحكم الحضوري باألسئلة‬
‫والاجوبة وهو ما نفضله لكونها محكمة جنائية ام بالطريقة العادية وان كان‬
‫هذا ال يطرح اشكاال في النظام القضائي الفرنس ي كما يتعين وضع قواعد‬
‫الستئناف النائب العام خالل شهرين من تاريخ النطق بالحكم وشروط ذلك‬
‫وكذا الاستئناف الفرعي والنص صراحة على عدم جواز استئناف الحكم‬
‫الجنائي الغيابي من طرف املتهم سواء املتابع بجناية او جنحة حتى يتبع طريق‬
‫املعارضة فان لم يفعل يكون قد رض ي بهذا الحكم وجعل فراره بعد استئنافه‬
‫بمثابة تنازل منه عن هذا الاستئناف اضافة الى جواز منع املحكمة للمتهم‬
‫الطليق من مغادرة قاعة الجلسات في بداية الجلسة حتى النطق بالحكم خالفا‬
‫للنص الحالي الذي يمنعه من املغادرة اثناء املداولة فقط‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪216‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيــة‬


‫املحكمة العليا‬
‫الغرفة الجنائية‬
‫محضر مداولة‬ ‫مكتب رئيس الغرفة‬
‫لتوحيـد الاجتهــاد ‪ 11‬جانفي‪2112‬‬
‫بمبادرة من السيد رئيس الغرفة الجنائية وفقا للمادة ‪ 53‬من النظام‬
‫الداخلي للمحكمة العليا عقد اجتماع يوم السادس عشر من شهر جانفي سنة‬
‫ألفين و ثمانية عشر بحضور السيد الرئيس ألاول للمحكمة العليا و جميع‬
‫قضاة الغرفة ألجل مناقشة املبادئ الواردة في القانون ‪ 42 -12‬املتعلق بإصالح‬
‫نظام محكمة الجنايات و بعد املناقشة تم الاتفاق على ما يل ي‪:‬‬
‫‪ -4‬تطبيقا للمادة ‪ 621‬من قانون إلاجراءات الجزائية التي تنص على‬
‫استجواب املتابع بجناية من طرف رئيس املحكمة الجنائية أو من يفوضه لذلك‬
‫حول تبليغ املعني بقرار إلاحالة و تعيين محام له ما لم يكن قد اختار محاميا‬
‫بنفسه فإن هذا إلاجراء ال يعني املتابع بجنحة كما أن املادة ‪ 626‬من نفس‬
‫القانون تنص على ضرورة حضور مدافع عن املتابع بجناية في الجلسة و أن‬
‫ذلك غير إجباري بالنسبة للمتابع بجنحة إال إذا طلب هو ذلك في غياب مدافع‬
‫من اختي اره ‪.‬‬
‫‪ -6‬في حالة الطعن بالنقض من طرف أحد املتهمين في قرار إلاحالة تفصل‬
‫قضيته عن بقية املتهمين املحبوسين و يحاكمون دون انتظار الفصل في الطعن‬
‫و ال يجوز للمحكمة أن تعاين وقوع الطعن خارج آلاجل القانوني و تصرف‬
‫النظر عنه ثم تفصل في القضية دون أخذه بعين الاعتب ار ‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يحدد القانون عدد القضاة املحترفين املشكلين للمحكمة الجنائية‬
‫الفاصلة في القضايا الخاصة و ذكر بأنها تتشكل من القضاة فقط مما يعني‬
‫ثالثة الذين يجلسون للفصل في القضايا العادية بمشاركة املحلفي ن‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫‪ -1‬أن الاجتهاد القضائي مستقر على أن عدم تالوة تعليمات املادة ‪ 312‬قبل‬
‫الانسحاب للمداولة ال يشكل سببا للبطالن فإن تمت تالوتها في التشكيلة‬
‫الخاصة كانت جائ زة‪.‬‬
‫‪ -5‬يعلل الحكم الصادر عن املحكمة الجنائية املشكلة تشكيال خاصا‬
‫باألسئلة و ألاجوبة مثلما هو الحال في التشكيلة العادي ة اضافة الى ورقة‬
‫التسبيب امللحقة بها‬
‫‪ -2‬إذا كانت املحكمة الجنائية الابتدائية قد أصدرت حكما غيابيا ضد‬
‫املتابع بجنحة فإن الفصل في معارضته يكون بتشكيلة القضاة املحترفين فقط‬
‫كما هو منصوص عليه بالنسبة لنفس املتهم أمام جهة الاستئن اف‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة حضور املتهم أمام املحكمة الجنائية ورده على النداء عليه ثم‬
‫انسحابه من الجلسة قبل تشكيل املحكمة أو بعد ذلك فإن الجلسة تتواصل في‬
‫غيابه و بمشاركة املحلفين و يكون الحكم حضوريا نحوه وفقا للمادة ‪ 342‬ق إ‬
‫ج و يبدأ أجل استئنافه من اليوم املوالي للنطق به ال من يوم التبلي غ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت املحكمة قد أدانت املتهم بجناية و نزلت بالعقوبة إلى ما دون‬
‫خمس سنوات حبسا بسبب الظروف املخففة فإن الحكم ينفذ عليه فورا رغم‬
‫كون العقوبة جنحية لكنها ناتجة عن إدانة بجناية ما لم يكن قد استنف ذها‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة استئناف متهم متابع بجنحة وحده فإن الجهة الاستئنافية‬
‫تشكل من القضاة املحترفين دون مشاركة املحلفين على أساس أن القضاء عليه‬
‫غيابيا من الجهة الاستئنافية يكون بنفس التشكيلة و الفصل في معارضته‬
‫أيض ا‪.‬‬
‫‪ -41‬يتم الفصل في شكل الاستئناف بحكم واحد في الدعويين العمومية و‬
‫املدنية قبل بداية املناقشة في الدعوى العمومي ة ‪.‬‬
‫تم إرجاء الفصل في باقي النقاط املدرجة بجدول ألاعم ال‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫الجزائرفي ‪ 21‬فبراير ‪211‬‬ ‫املحكمة العليا‬


‫الغرفة الجنائية‬
‫محضر مداولة‬ ‫مكتب رئيس الغرفة‬
‫لتوحيد الاجته ــاد ‪ 21‬فبراير‪2112‬‬

‫تبعا الجتماع قضاة الغرفة الجنائية املنعقد يوم ‪ 42‬جانفي ‪ ، 6142‬عقد‬


‫اجتماع أخر يوم ‪ 61‬فبراير ‪ 6142‬إلتمام مناقشة املواضيع التي تم تأجيل‬
‫الفصل فيها خالل الاجتماع ألاول تحت إشراف السيد الرئيس ألاول للمحكمة‬
‫العليا وبعد دراسة قام بها رئيس الغرفة الجنائية لهذه املواضيع تمت مناقشتها‬
‫في هذا الاجتماع تم الاتفاق على املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -4‬القاعدة العامة هي أن الاستئناف ال يجوز إال في ألاحكام الجنائية‬
‫الحضورية غير أن الحكم الغيابي الذي بلغ للمتهم و لم يعارض فيه يغلق‬
‫الطريق على النيابة من أجل السير بالدعوى و هو ما جعل املشرع يجيز لها‬
‫استئنافه بعد انتهاء أجل املعارضة و لم يجز ذلك للمتهم مما يترتب عنه‬
‫القضاء بعدم جواز استئنافه أن قام به ألن عدم معارضته يعني قبول ما قض ى‬
‫به الحكم الغيابي ‪.‬‬
‫‪ -6‬لم ينص املشرع على استئناف النائب العام للحكم الجنائي مثلما هو‬
‫مقرر في مادة الجنح خالل شهرين ابتداءا من يوم النطق به كما لم ينص على‬
‫الاستئناف الفرعي لجميع ألاطراف فإن تم ذلك كان غير جائز‪.‬‬
‫‪ -3‬لالستئناف أثر ناقل للدعوى لكن في حدود ما أراد املستأنف نقله إلى‬
‫الدرجة الثانية من جهة و صفته من جهة أخرى‪ .‬فإن كان املتهم أو الطرف‬
‫املدني مستأنفا وحده ال تجوز إساءة وضعيته و ما قض ى به لصالحه في الدرجة‬
‫ألاولى صار حقا مكتسبا ال تجوز مراجعته و تلخيصا لهذه املبادئ تقرر ما يلي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪211‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫اوال‪ :‬إن إستئناف النيابة يعيد طرح القضية مجددا على مستوى الجهة‬
‫إلاستئنافية برمتها في الدعوى العمومية مع إتباع نفس إلاجراءات أمام الدرجة‬
‫ألاولى بما فيها إستخراج ألاسئلة ألاصلية بكاملها من منطوق قرار إلاحالة سواء‬
‫إستأنف معها املتهم أو لم يستأنف و يجوز لجهة الاستئناف أن ترفع العقوبة او‬
‫تخفضها او تضيف عقوبات اخرى او تقض ي بالبراءة وكانها تنظر القضية الول‬
‫مرة‪.‬علما بان استئناف النيابة ال يحول دون القضاء بالبراءة او تخفيض‬
‫العقوبة عكس ما كانت ترمي اليه من خالل استئنافها الجل تشديد العقوبة‪،‬‬
‫فاملشرع نص على عدم اساءة وضعية املتهم او الطرف املدني املستانف وحده‬
‫وهذه القاعدة ال تعني النيابة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا إستأنف املتهم وحده في الدعوى العمومية و كان الحكم‬
‫املستأنف قد أدانه بجميع الجرائم املتابع بها تطرح ألاسئلة من جديد حولها و‬
‫قد تكون إلاجابة عنها متطابقة مع ما أجابت عليه محكمة الدرجة ألاولى كما قد‬
‫تكون كذلك في بعضها و مختلفة في بعضها آلاخر فاملحكمة إلاستئنافية في هذه‬
‫الحالة تقض ي بنفس العقوبة املقض ى بها في الدرجة ألاولى إذا كانت متماشية مع‬
‫ما تمت إدانته في الدرجة الثانية أو تخفضها و ال يجوز لها رفعها‪.‬كما يجوز لها‬
‫القضاء بالبراءة ان هي اجابت على جميع الاسئلة بالنفي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى أدانته ببعض الجرائم و برأته من‬
‫البعض آلاخر فإن املبرأ منها يصبح حقا مكتسبا ال تجوز مناقشته في غياب‬
‫إستئناف النيابة و ال يطرح سؤال عن ذلك بل يطرح حول ما أدين به فقط‬
‫مستخرجا من منطوق قرار إلاحالة و هذا طبقا لحدود إلاستئناف املنصوص‬
‫عليه قانونا و تكون إلاجابة عليه نفيا أو إيجابا فإن كانت باإليجاب ال يجوز رفع‬
‫العقوبة املقض ى بها في الدرجة ألاولى أو إضافة عقوبات لم يقض بها أيضا في‬
‫نفس الدرجة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪022‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫رابعا‪ :‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى قد أعادت وصف واقعة و أدانت‬
‫املتهم بها و برأته من الوصف ألاشد الوارد في منطوق قرار إلاحالة فإن براءته من‬
‫الوصف ألاصلي صارت حقا مكتسبا في غياب إستئناف النيابة و لم يبق ملحكمة‬
‫إلاستئناف غير طرح السؤال حول الوصف الذي أدين به او وصف اخر تراه‬
‫مناسبا شرط الا يكون اشد من املحكوم به في الدرجة الاولى و إلاجابة عليه نفيا‬
‫أو إيجابا دون رفع العقوبة في حالة إلادانة‪.‬ذلك ان املتهم املستانف وحده رغم‬
‫براءته من الوصف الاصلي لم يقبل باالدانة وفقا للوصف الجديد والذي يتعين‬
‫على جهة الاستئناف ان تعيد الفصل فيه ‪ .‬أما الوصف ألاصلي فقد صار امرا ال‬
‫رجعة فيه وحقا مكتسبا للمتهم بخالف ما لو كان الوصف الاحتياطي اشد من‬
‫الاصلي فان هذا الاخير هو الذي يطرح مرة اخرى على مستوى الاستئناف‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إذا كانت محكمة الدرجة ألاولى قد أدانته بوصف عقوبته أشد‬
‫بعد تعديل التهمة اي اضافت له ظروفا مشددة و هو محال عليها بوصف أخف‬
‫تعين طرح السؤال وفق ما جاء في قرار إلاحالة و إلاجابة عليه حسب إقتناع‬
‫أعضاء املحكمة وتبقى لها سلطة تقديرية في طرح اسئلة عن الظروف املشددة‬
‫التي اضافتها محكمة الدرجة الاولى والاجابة عليها حسب اقتناعها كما يمكنها‬
‫تجاوز هذه الظروف ان رات عدم وجود ها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ال يجوز القضاء بالعقوبات التكميلية التي لم يتم الحكم بها في‬
‫الدرجة ألاولى و لو كانت إجبارية في غياب استئناف النيابة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬ال يجوز رفع املبلغ املحكوم به في الدعوى املدنية ما لم يستأنف‬
‫الطرف املدني بدوره في هذه الدعوى‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬في حالة عدم قبول استئناف النيابة العامة شكال يكون ذلك بمثابة‬
‫عدم قبول استئنافها وال تجوز اساءة وضعية املتهم املستانف معها‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬خالصة القول في كل هذا انه على جهة الاستئناف ان تراعي ما كان‬
‫يهدف اليه املتهم املستانف وحده وهو اما تخفيف العقوبة وفي اسوا تقدير‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪022‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫عدم رفعها او البراءة كما ال تجوز ادانته بجريمة او ظروف مشددة تمت تبرئته‬
‫منها ولو مع عدم رفع العقوبة فكل ما قض ي به لصالحه صار حقا مكتسبا‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم اختصاص التشكيلة الخاصة أو التشكيلة العادية للفصل في‬
‫قضايا من غير اختصاصها‬
‫لقد جاء املشرع بتشكيلة جديدة في محكمة الجنايات من القضاة‬
‫املحترفين فقط و جعل الفصل في جرائم املخدرات و إلارهاب و التهريب من‬
‫اختصاصها املانع أو الحصري دون غيرها و نتيجة لهذا يتعين على جهة التحقيق‬
‫في حالة ارتباط هذه الجرائم بجرائم أخرى من القانون العام أن تفصل املتابعة‬
‫في كل منها فإن لم يتبع ذلك وجب على غرفة الاتهام عند إصدار قرارها باإلحالة‬
‫أن تحيل كل جريمة على الجهة املختصة بها من اجل الفصل فيه ا‪.‬‬
‫في حالة ما إذا رأى رئيس املحكمة الجنائية أن جريمة ليست من اختصاص‬
‫الجهة التي يرأسها أو تم الدفع بذلك من أحد ألاطراف يتم إصدار حكم في هذه‬
‫املسألة العارضة بتشكيلة القضاة املحترفين قبل بداية تشكيل املحكمة أمام‬
‫الجهة العادية و عند بداية الجلسة أمام التشكيلة الخاصة يقض ى فيه بالتخلي‬
‫عن القضية لفائدة التشكيلة ألاخرى و يكون هذا الحكم قابال للطعن بالنقض‬
‫مع الحكم الفاصل في املوضوع إن كانت هناك جريمة أخرى وقع الفصل فيها‪.‬‬
‫فإن لم توجد يكون الحكم الفاصل في املسألة العارضة قابال للطعن بالنقض‬
‫وحده ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز للجهة املحالة عليها القضية أن تفصل في الجرائم املرتبطة التي‬
‫يكون الغرض من ارتكابها تحقيق الهدف من ارتكاب جريمة أخرى سواء من عدة‬
‫أشخاص أو من شخص واحد فقط و هذا يكون في الحالة ألاولى بوحده التفكير‬
‫في تحقيق الهدف املوحد ‪ L’ unité de pensée criminelle‬فرغم ارتكاب كل‬
‫منهم لجريمة مختلفة لكن الهدف املتفق عليه واحد و هو الذي يؤخذ بعين‬
‫الاعتبار في تحديد الاختصاص أما في الحالة الثانية فإن نفس الشخص يرتكب‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪020‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫عدة أفعال لكن بهدف تحقيق غرض واحد و مثاله حيازة سالح ناري بدون‬
‫رخصة الرتكاب جريمة قتل إرهابي ة ‪.‬‬
‫كيفية تعليل الحكم الجنائي‬
‫لقد اصبح تعليل الاحكام القضائية مسالة دستورية دون استثناء طبقا‬
‫للمادة ‪ 426‬من الدستور لعام ‪ 6142‬الامر الذي جعل املشرع يعدل املادة ‪312‬‬
‫من قانون الاجراءات الجزائية ويضيف بها فقرة تفرض ابراز اهم العناصر التي‬
‫اقتنعت بها املحكمة اثناء املداولة في ادانة املتهم او براءته وذلك في ورقة‬
‫التسبيب التي تلحق بورقة الا سئلة ويوقع عليها من الرئيس او القاض ي الذي‬
‫يفوضه لذلك ‪ ،‬علما بان هذه الورقة ال تعوض الاسئلة والاجوبة غير ان كيفية‬
‫التعليل تختلف عن كيفية تعليل الاحكام العادية لكونها عبارة عن جمل‪ ،‬كل‬
‫جملة تتضمن عنصرا معينا اقتنعت به املحكمة في حالة الادانة اولم تقتنع‪.‬‬
‫في حالة الادانة‬
‫لقد اقتنعت املحكمة الجنائية بادانة س الرتكابه (ذكر الوصف الكامل‬
‫للجريمة وعند الاحتمال الظروف املشددة‪،‬تاريخ ومكان الوقائع وهوية الضحية)‬
‫وذلك بسبب الاعباء املستخلصة التي تمت مناقشتها في املداولة بمشاركة‬
‫القضاة واملحلفين في الرد على الاسئلة املطروحة وهي تشكل عناصر الدانته‪.‬‬
‫‪ -‬لقد اعترف املتهم بالوقائع املنسوبة اليه وان هذا الاعتراف تعززه العناصر‬
‫الاخرى التالية‪)...........( )..........( :‬‬
‫في حالة البراءة‬
‫لقد برات املحكمة الجنائية املتهم س من جريمة (ذكر الوصف الكامل‬
‫والظروف املشددة عند الاحتمال‪ -‬تاريخ ومكان الوقائع وهوية الضحية)‪.‬‬
‫بعد مناقشة القضية من جميع جوانبها اثناء املداولة من طرف القضاة‬
‫واملحلفين والتصويت على الاسئلة تبين ان املتهم لم يرتكب الجرم املنسوب اليه‬
‫وذلك لعدم وجود اي دليل ضده‪)............( )............( :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪023‬‬
‫دراسة حتليلية لنظام حمكمة اجلنايات اجلديد‬

‫في حالة انعدام املسؤولية الجزائية‬


‫لقد اقتنعت املحكمة الجنائية بان س قد ارتكب الوقائع املنسوبة اليه‬
‫(ذكر الوصف الكامل للفعل وعند الاحتمال الظروف املشددة‪ ،‬تاريخ ومكان‬
‫وقوع الجريمة وهوية الضحية) بسبب الاعباء املستخلصة ضده والتي نوقشت‬
‫اثناء املداولة من طرف القضاة واملحلفين قبل التصويت على الاسئلة‬
‫املطروحة‪.‬‬
‫لقد اعترف املتهم بارتكابه للوقائع املنسوبة اليه اضافة الى تعزيز ذلك‬
‫باالدلة الاخرى وهي ‪)...............( )................( :‬‬
‫ان املحكمة الجنائية ثبت لديها من خالل التقرير الطبي بان املتهم كان‬
‫يعاني من خلل نفس ي او عقلي اثناء ارتكابه للفعل افقده وعيه وادراكه في‬
‫مراقبته لتصرفه وقد اجابت املحكمة على سؤال املسؤولية الجزائية بالنفي مما‬
‫يوجب القضاء بالبراءة ‪.‬‬
‫‪-‬ان اصابة املتهم بهذا املرض بعد تاريخ ارتكاب الفعل يبقيه مسؤوال جزائيا‬
‫لكنه ال يحاكم الا بعد شفائه وفي انتظار ذلك يودع مؤسسة نفسية من اجل‬
‫العالج‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تعدد الجرائم املتابع بها كل متهم تعلل الادانة او البراءة في كل‬
‫منها على حدى‪.‬‬
‫‪ -‬من البديهي ان ورقة التسبيب ال تحرر الا في الاحكام الحضورية التي‬
‫تتضمن الاسئلة والاجوبة اما الاحكام الغيابية فيكون التعليل في صلبها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/34‬‬

‫‪024‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الغرفة اجلزائية‬

‫رقم القرار‪ 766997 :‬تاريخ القرار‪86/00/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬انقضاء الدعوى العمومية‬
‫الطاعن‪( :‬ل‪.‬ع) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬اتصاالت الجزائر وكالة الوادي والنيابة‬
‫العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬حجية الش يء املقض ي فيه – حكم نهائي‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 9‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تنقض ي الدعوى العمومية‪ ،‬بصدور حكم نهائي حائز لقوة الشيئ املقض ي‬
‫فيه‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه أيد الحكم املستأنف بالرغم من أن الحكم نهائي‬
‫لعدم طعنه من طرف الطاعن (ل‪.‬ع) وكذا النيابة والذي اقتصر استئنافها على‬
‫املتهمين املستأنفين (ع‪.‬م) و(م‪.‬ع) فقط وقدم الطاعن ما يثبت ذلك‪ ،‬نسخة من‬
‫الحكم وشهادة عدم الاستئناف من طرفه ومن طرف النيابة وشهادة وجود‬
‫بمؤسسة الوقاية بالوادي تثبت أنه قض ى العقوبة املحكوم بها عليه واستفاد‬
‫من العفو الرئاس ي وخالفا ملا جاء به القرار فإن الطاعن قد تمت إدانته عن‬
‫نفس الوقائع بحكم نهائي حاز قوة الش يء املقض ى فيه وعمال بنص املادة ‪ 60‬من‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية فإن الدعوى العمومية قد انقضت لسبق الفصل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫فيها وبذلك يكون القرار قد خالف نص املادة ‪ 60‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫الش يء الذي يعرضه للنقض وإلابطال‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أنه وبالرجوع إلى القرار املطعون فيه الصادر بتاريخ ‪ 0622/60/06‬يقض ي‬
‫حضوريا بتأييد الحكم املستأنف أنه حقيقة وأن هذا القرار جاء مخالفا‬
‫للقانون وأن قضاة املوضوع قد أساءوا تطبيق نص املادة ‪ 62/60‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية ملا قضوا بخالف ما نصت عليه هذه املادة إذ أنه وبالرجوع‬
‫إلى الحكم املستأنف الصادر بتاريخ ‪ 0660/60/00‬والقاض ي حضوريا بإدانة‬
‫املتهم (ل‪.‬ع) بما نسب له والحكم عليه بعام حبس نافذ و‪ 2666‬دج غرامة نافذة‬
‫أن هذا الحكم لم يتم استئنافه ال من طرف النيابة وال من طرف املتهم نفسه‬
‫وهذا ما هو مؤكد بموجب إلاشهاد املحرر من طرف كاتب الضبط بتاريخ‬
‫‪ 0626/26/21‬والذي يتبين فيه أنه لم يقع إلى يوم هذا التاريخ بالسجل املذكور‬
‫أي استئناف من طرف النيابة ضد املتهم (ل‪.‬ع) وكما تبينه أيضا شهادة الوجود‬
‫باملؤسسة العقابية على أن الطاعن قد استنفد العقوبة املحكوم بها عليه و من‬
‫ثمة فإن وقائع الحال قد تم الفصل فيها بموجب حكم نهائي حاز قوة الش يء‬
‫املقض ى فيه تنقض ي بموجبه الدعوى العمومية وفقا لنص املادة ‪ 60‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية‪ ،‬وأن ما ينعاه الطاعن مؤسس يستوجب النقض وإلابطال‬
‫وأنه ومادام لم يبق ما يقض ى به فإن النقض يكون بدون إحالة‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض بدون إحالة‬


‫الرئيس‪ :‬بخوش علي املستشار املقرر‪ :‬خالد العيفة‬

‫رقم القرار‪ 0073099 :‬تاريخ القرار‪88/93/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬اكراه بدني‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة و (ب‪.‬ف) ومن معه ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ق‪.‬س) ومن‬
‫معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬إعدام‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 8/999‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يجوزالحكم باإلكراه البدني‪ ،‬أو تطبيقه‪ ،‬في حالة الحكم بعقوبة إلاعدام‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون‪.‬‬
‫بدعوى أن الحكم املطعون فيه حمل املحكوم عليهما باإلعدام إلاكراه البدني و‬
‫هذا غير جائز قانونا‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أن الحكم باإلعدام مع إلاكراه البدني يشكل مخالفة للقانون و يترتب‬
‫عليه النقض جزئي دون إحالة باقتطاع عبارة إلاكراه البدني‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض جزئي بدون إحالة‬

‫رقم القرار‪ 978073 :‬تاريخ القرار‪30/90/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬تهريب‬
‫الطاعن‪( :‬ص ‪ .‬س) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬النيابة العامة وإدارة الجمارك‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬حيازة بضاعة محل غش – مسؤولية عن الغش‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 393‬من قانون الجمارك ‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تقوم املسؤولية عن الغش في املجال الجمركي أو الجبائي‪ ،‬بالنسبة لحائز‬
‫البضاعة محل الغش‪ ،‬بغض النظرعن علمه بطابعها إلاجرامي‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫الوجه الثالث مأخوذ من قصور ألاسباب املادة‪ 099/97‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية‪:‬‬
‫حيث أن املدعى عليها في الطعن بدورها إدارة الجمارك أودعت مذكرة جواب على‬
‫لسان محاميها ألاستاذ بومعزة رشيد املعتمد لدى املحكمة العليا انتهت فيها إلى‬
‫رفض الطعن لعدم التأسيس‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الثالث املأخوذ من قصور ألاسباب املادة ‪ 099/97‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه يتسم بالقصور في التسبيب ذلك أن الطاعن‬
‫بعيد كل البعد عن استعمال جرم التزوير واستعمال املزور كون السيارة وإقرار‬
‫املتهم (م ‪ .‬ف) هو من أحضرها وعليه فال دور له في قضية الحال‪.‬‬
‫حيث بمقتض ى أحكام املادة ‪ 363‬من قانون الجمارك يعتبر مسؤوال عن الغش‬
‫كل شخص يحوز البضاعة محل الغش بصرف النظر عن عالقته بهذه‬
‫البضاعة سواء كان صاحبها ويعرف بطابعها إلاجرامي أو يجهله وعليه فإن‬
‫قضاة املجلس الذين أدانوا املتهم الطاعن باألسباب التي أوردوها لم يشوبوا‬
‫قرارهم بالقصور في ألاسباب كما أراد أن يتمسك بذلك الطاعن مما يجعل‬
‫الوجه املثار في غير محله ويتعين رفضه‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 900270 :‬تاريخ القرار‪86/93/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬تهريب‬
‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة‪ /‬إدارة الجمارك ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ع)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الكلمات ألاساسية‪ :‬تاجر – رخصة تنقل – بضاعة محلية‬


‫املرجع القانوني‪ :‬املادة‪ 08 :‬من ألامررقم ‪ 99- 90‬املتعلق بمكافحة التهريب‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يحتاج إلى رخصة تنقل‪ ،‬التجار واملوزعون الذين يضبطون داخل املدينة‬
‫املقيمين بها وبحوزتهم بضاعة محلية موجهة للبيع‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه املثار من النائب العام والوجه الوحيد املثار من إدارة الجمارك‬
‫مجتمعين‪ :‬وحاصلهما مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه و انعدام أو‬
‫ً‬
‫قصور في التسبيب عمال بأحكام املادة ‪ 7-099/7‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املنتقد قد أشار في بياناته إلى أن مادة الجبن املضبوطة بحوزة‬
‫املخالف من إنتاج ملبنة املتيجة الجزائر العاصمة ال يتطلب رخصة التنقل‬
‫طبقا ملا نصت عليه املادة ‪ 000‬من قانون الجمارك في‬ ‫داخل النطاق الجمركي ً‬
‫حائزا على رخصة تنقل كما أن البضاعة‬‫حين أن املدعى عليه في الطعن لم يكن ً‬
‫تم ضبطها داخل النطاق الجمركي مما يستدعي ذلك رخصة تنقل مع العلم أن‬
‫مادة الجبن شملها القرار الصادر بتاريخ‪ 22/62/0662 :‬وبذلك فهي تخضع‬
‫ً‬
‫فعال لرخصة تنقل ومتى كان ذلك فإن الفعل الذي ارتكبه املطعون ضده يشكل‬
‫في نظر التشريع الجمركي جنحة التهريب منصوص عليها باملواد ‪- 000 - 006‬‬
‫‪ 300‬من قانون الجمارك كما يعيب على القرار ً‬
‫أيضا كونه لم يبين عناصر جرم‬
‫التهريب باستعمال وسيلة نقل من وجهيه املادي واملعنوي ولم يناقش كيفية‬
‫التوصل إلى استبعاد تطبيق أحكام املادة ‪ 20‬من ألامر رقم ‪ 60-60‬املتعلق‬
‫بمكافحة التهريب كما أن قضاة املجلس لم يدحضوا التسبيب الوارد بحكم‬
‫ً‬
‫مشوبا بعيب انعدام التعليل مما يتعين نقضه‬ ‫املحكمة ومتى كان ذلك فإنه جاء‬
‫وإبطاله‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫ً‬
‫حضوريا بإلغاء‬ ‫لكن حيث البين من تالوة القرار املطعون فيه الذي قض ى‬
‫الحكم املستأنف فيه والقضاء ببراءة املتهم النعدام الجريمة مع ألامر برد‬
‫البضاعة ووسيلة النقل لصالح مالكها (ك‪.‬ك) أن القضاة بما فعلوا لم يخرقوا‬
‫القانون باعتبار أن املطعون ضده قد تم ضبطه بداخل املدينة التي يقيم بها‬
‫وهي مدينة جيجل وهو يمارس نشاطه التجاري بها وبحوزته بضاعة من إنتاج‬
‫محلي كان ينقلها إلى محله‪.‬‬
‫حيث ومتى كان ذلك فإن أركان جنحة التهريب غير قائمة وأن اجتهاد املحكمة‬
‫العليا قد دأب على تكريس مبدأ عدم جواز متابعة التجار واملوزعين الذين‬
‫يضبطون بداخل املدينة املقيمين بها وبحوزتهم البضاعة املوجهة للبيع وأن‬
‫نقلها ال يحتاج في هذه الحالة إلى حيازة رخصة تنقل ومتى كان ذلك فإنه يتعين‬
‫القول بعدم سداد الوجهين املثارين والقضاء برفض الطعنين لعدم التأسيس‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0906720 :‬تاريخ القرار‪30/90/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬استئناف‬
‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬س)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬أجل قانوني – تعليمة – نائب عام‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 702‬و‪ 706‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يرفع استئناف وكيل الجمهورية في أجل عشرة أيام اعتبارا من تاريخ النطق‬
‫بالحكم الحضوري‪ ،‬وال ضرورة للقيام بإجراءات التبليغ لكونه يعد حاضرا‬
‫في جميع الجلسات‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫يجوز له استئناف الحكم خارج ألاجل القانوني‪ ،‬ويسري عليه أجل شهرين‬
‫شريطة أن يكون بتعليمة من النائب العام‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد املأخوذ من الخطأ ومخالفة القانون‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه القاض ي في الشكل بعدم قبول الاستئناف جاء‬
‫مخالفا لقانون إلاجراءات الجزائية في مادته ‪ 021‬باعتبار أن الحكم املستأنف‬
‫تم تبليغه للمعني بتاريخ ‪ 0620 /26 /06‬كما هو ثابت من الوصل املرفق وتولى‬
‫وكيل الجمهورية تسجيل استئناف فيه بذات التاريخ‪ ،‬وبالتالي فإن آجال‬
‫الاستئناف ال يبدأ سريانها من تاريخ التصريح بالحكم بل من يوم التبليغ عمال‬
‫بأحكام املادة املشار إليها أعاله‪ ،‬مما يستوجب معه نقض وإبطال القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫لكن حيث أنه وخالفا ملا يدعيه الطاعن‪ ،‬فإن استئناف وكيل الجمهورية يرفع في‬
‫مهلة عشرة أيام اعتبارا من يوم النطق بالحكم الحضوري طبقا لنص املادة‬
‫‪ 021‬من قانون إلاجراءات الجزائية لكونه يعد حاضرا في جميع الجلسات ويتم‬
‫النطق باألحكام في حضوره وال يستلزم تبليغه بها‪ ،‬وما يثيره الطاعن في انتقاده‬
‫من ضرورة القيام بإجراء التبليغ يخص الخصوم آلاخرين‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فإن استئناف وكيل الجمهورية للحكم خارج أجل عشرة أيام يكون‬
‫بتعليمة من النائب العام حتى يمكن أن يعد استئنافا مرفوعا من النائب العـام‬
‫ويسري عليه أجـل الشهرين املذكورة في نص املادة ‪ 024‬من نفس القانون‪ ،‬وهــي‬
‫التعــليمة املــفتقدة فــي قضية الحـال‪ ،‬وعليـه وبــعد أن أبــرز قضــاة املجلــس أن‬
‫صــدور الحــكم املســتأنف كــان بتــاريخ ‪ 0620 /26 /62‬واستئناف النيابة كان‬
‫بتاريخ ‪ 0620 /26 /06‬يكون قضاءهم بعدم قبول استئنافها شكال لوقوعه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫خارج ألاجل القانوني صائبا وقانونيا يجعل من الوجه املثار غير سديد يتعين‬
‫استبعاده ومن ثمة رفض طعن النائب العام موضوعا‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 738799 :‬تاريخ القرار‪02/90/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬استئناف‬
‫ألاطراف‪ :‬الطاعن‪( :‬ج‪.‬ع) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ز‪.‬ش) والنيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرف مدني – حكم حضوري اعتباري ‪ -‬تبليغ‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 702‬من قانون إلاجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يعد الاستئناف املرفوع من قبل الطرف املدني‪ ،‬مقبوال شكال‪ ،‬طاملا أنه وقع‬
‫في ألاجل القانوني‪ ،‬وال يشترط تبليغ الحكم الصادر حضوريا اعتباريا في حق‬
‫املتهم‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد املثارواملأخوذ من الخطأ في تطبيق القانون ومخالفته‪:‬‬
‫بدعوى أن املجلس استند في التصريح بعدم قبول استئناف الطرف املدني‬
‫ُ‬
‫قانون‬ ‫لعدم التبليغ فهذا القرار جاء مخالفا للقانون ألن املادة ‪ 000‬من‬
‫ائية ال تنص صراحة أن عدم تبليغ الطعن ينجر عنه البطالن‬ ‫الج َز ّ‬
‫إلاجر َاءات َ‬
‫َ‬
‫فالعبرة في جميع الطعون هو احترام املواعيد املقررة قانونا وليس باإلجراء الذي‬
‫يتخذ وكان من املفروض أن تمنح للطرف املدني آجال لتبليغ طعنه إلى ألاطراف‬
‫وألاجدر بالنائب العام أن يقدم استئنافه في مهلة شهرين اعتبارا من يوم النطق‬
‫بالحكم ويقوم بتبليغه لألطراف‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪020‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬
‫الج َز ّ‬
‫إلاجر َاءات َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ائية فإن‬ ‫َ‬ ‫قانون‬ ‫َحيث أنه بالفعل فإنه وطبقا للمادة ‪ 021‬من‬
‫الاستئناف يرفع في مهلة (‪ )26‬أيام من يوم النطق بالحكم الحضوري وأنه طاملا‬
‫أن الطرف املدني يرفع استئناف خالل هذا ألاجل و وفقا للشروط املحددة‬
‫قانونا فإن استئنافه مقبول من الناحية الشكلية وقضاة املجلس ملا قرروا عدم‬
‫قبول استئناف الطرف املدني لعدم تبليغ الحكم الصادر حضوريا اعتباريا في‬
‫حق املتهم املدان بناء على عدم تبليغه بالحكم فإنهم خالفوا القانون وأضافوا‬
‫شرطا جديدا بقبول الاستئناف غير منصوص عليه قانونا‪.‬‬
‫ُ‬
‫َحيث أن قضاة املجلس وبقضائهم كما فعلو فإنهم خالفوا القانون وعرضوا‬
‫قضاءهم للنقض‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫القراررقم ‪ 9200609 :‬تاريخ القرار‪89/97/8909 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬استئناف‬
‫ألاطراف‪ :‬الطاعن‪ :‬النيابة العامة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ن)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬نيابة عامة‪ -‬حكم غيابي‪ -‬تبليغ‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة‪ 702 :‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يجوزللنيابة العامة استئناف حكم غيابي غيرمبلغ‪.‬‬
‫‪ -‬يقع عبئ إثبات تبليغ ألاحكام الغيابية على عاتق النيابة‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه املأخوذ من مخالفة القانون و الخطأ في تطبيقه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪024‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫بدعوى أن قضاة املجلس قضوا بعدم قبول استئناف النيابة شكال لعدم تبليغ‬
‫الحكم الغيابي في حين كان عليهم أن يقضوا بوقف الفصل إلي غاية تبليغ‬
‫الحكم‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد املثار‪:‬‬
‫حيث أنه بالرجوع إلى القرار املطعون فيه يتضح أن قضاة املجلس لم ِ‬
‫يخطئوا‬
‫في تطبيق القانون ألن ألاحكام الغيابية املتضمنة إلادانة غير قابلة لالستئناف‬
‫من قبل النيابة إال بعد التبليغ كما أنهم غير ملزمين بالقضاء بإيقاف الفصل إلى‬
‫حين تبليغ الحكم الغيابي كون عبء تبليغ ألاحكام الغيابية يقع علي عاتق‬
‫النيابة وفي قضية الحال كان علي وكيل الجمهورية قبل رفع الاستئناف السعي‬
‫إلى تبليغ الحكم الغيابي محل الاستئناف مما يستوجب اعتبار الوجه املثار غير‬
‫سديد و يتعين رفضه‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫الغرفة املدنية‬

‫رقم القرار‪ 0970903 :‬تاريخ القرار‪03/97/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬بطالن اجرائي‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة (ب‪.‬ع) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬و‪.‬م)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬تصحيح إجراءات الدعوى ‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 99‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪023‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫ال يتم تصحيح إجراءات الدعوى‪ ،‬إال إذا حدثت الوفاة أثناء سيرها وليس‬
‫قبل رفعها‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬مأخوذ من القصورفي التسبيب‬
‫بدعوى أن تسبيب قضاة املوضوع ملا قضوا به من بطالن إلجراءات الدعوى‬
‫بكونهم أي الطاعنين رفعوا الدعوى ألاصلية باسم أشخاص متوفيين قبل رفع‬
‫هذه الدعوى وهم ‪( :‬ب‪.‬ف)‪( ،‬ب‪.‬ج) و (ب‪.‬ا)‪ ،‬غير قانوني ‪ ،‬من جهة لكون‬
‫إجراءات الدعوى تكون في هذه الحالة باطلة بالنسبة لهؤالء ألاشخاص املتوفين‬
‫ال غير‪ ،‬وتبقى سليمة بالنسبة لباقي املدعين ‪ ،‬وهذا بالنظر إلى موضوع النزاع ‪،‬‬
‫إذ ال يمكن إجبار ألاطراف املدعية على إدخال الخلف في النزاعات املتعلقة‬
‫بالتعدي على امللكية العقارية‪ ،‬لكون هذا إلاجراء يقتصر فقط على دعاوى‬
‫القسمة طبقا للمادة ‪ 200‬ق م ‪ ،‬ومن جهة أخرى لكونهم قاموا بتصحيح‬
‫إلاجراءات بإدخال ورثة ألاشخاص املتوفين في الخصام أثناء سير الدعوى ‪،‬‬
‫وقبل صدور القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد ‪ :‬املأخوذ من القصورفي التسبيب‬
‫لكن‪ ،‬حيث أنه وبالرجوع إلى القرار املطعون فيه ‪ ،‬يتبين أن قضاة املوضوع‬
‫سببوا ما قضوا به على الخصوص ‪ " :‬أن الدعوى ألاصلية رفعت باسم شخصين‬
‫متوفيين وهما (ب‪.‬ف) و(ب‪.‬ج)‪ ،‬وهذا قبل رفع الدعوى ألاصلية ‪ ،‬أي منعدمي‬
‫ألاهلية ‪ ،‬ولكونه ال يمكن الدفع بتصحيح إلاجراءات ‪ ،‬ألن الدعوى واحدة غير‬
‫قابلة للتجزئة رفعت باسم ورثة (ب‪.‬ع) الذين كان من بينهم أشخاص متوفين‪،‬‬
‫وقد أساءت املحكمة تطبيق القانون بقضائها برفض هذا الدفع رغم أنه من‬
‫النظام العام" وهو التسبيب الكافي باعتبار أن تصحيح إلاجراءات ال يكون إال‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫إذا كانت الوفاة قد حدثت أثناء سير الدعوى وليس قبل رفعها أصال‪ ،‬مما يجعل‬
‫الوجه املثار غير مؤسس ويتعين رفضه ‪ ،‬ومعه رفض الطعن‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫القراررقم ‪ 992966‬املؤرخ في ‪8902-90-09‬‬


‫املوضوع‪ :‬بيانات ضرورية‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪.‬م) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬الوكيل القضائي للخزينة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عريضة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 037‬مكرر و ‪ 037‬مكرر ‪ 7‬من قانون إلاجراءات‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫َ‬
‫عدم تضمن عريضة طلب التعويض وقائع القضية وطبيعة وقيمة ألاضرار‪،‬‬
‫إضافة إلى الخطأ في التواريخ‪ ،‬يؤدي إلى عدم قبولها شكال‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أن املدعي (ب‪.‬م)‪ ،‬تقدم بمذكرة للجنة التعويض عن الحبس املؤقت‪،‬‬
‫محرر من طرف ألاستاذ بركة مصطفى املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا‪،‬‬
‫مودعة أمانة ضبط اللجنة بتاريخ ‪ ،36/62/0622‬يدعي فيها أنه تمت متابعته‬
‫من طرف النيابة العامة بجرم التهريب باستعمال وسيلة وجناية القتل العمدي‬
‫مع سبق إلاصرار‪ ،‬وأنه أودع الحبس املؤقت بمؤسسة إعادة التربية بتلمسان‬
‫من ‪ 01/62/0620‬لغاية ‪ ،00/60/0622‬بينما حكم محكمة الجنايات ملجلس‬
‫قضاء تلمسان القاض ي ببراءة املدعي صدر بتاريخ ‪ .00/60/0622‬والذي لم يتم‬
‫الطعن فيه بالنقض كما تؤكد شهادة عدم الطعن بالنقض املؤرخة في‬
‫‪ .60/62/0622‬وبذلك صار الحكم نهائيا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫حيث أن املدعي يدعي أنه تم حبسه بغير مبرر من ‪ 01/62/0620‬لغاية‬


‫‪ ،00/60/0622‬طالبا تعويضا قدره بمليون دينار ‪ 3.666.666‬دج‪.‬‬
‫وحيث أجاب املدعي عليه الوكيل القضائي للخزينة بموجب عريضة جوابية‬
‫محرر من طرف ألاستاذة اسماير صفاء سهام املحامية املعتمدة لدى املحكمة‬
‫العليا يلتمس فيها أساسا التصريح بعدم قبول الطلب لعدم تحديد الطلب‪.‬‬
‫وحيث أن النيابة العامة قد التمست قبول الطلب شكال و موضوعا بمنحه‬
‫تعويضا معقوال‪.‬‬
‫حول قبول الطلب‪:‬‬
‫حيث أن عريضة املدعي لم تستوفي ألاوضاع الشكلية لعدم تضمنها على وقائع‬
‫القضية و طبيعة و قيمة ألاضرار املطالب بها إضافة غلى الخطأ في البيانات و‬
‫التواريخ‪ ،‬وفق املادة ‪ 232‬مكرر ‪ 0‬من قانون الاجراءات الجزائية‪.‬عليه يتعين‬
‫عدم قبولها‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬عدم قبول الدعوى شكال‬

‫رقم القرار‪ 0897797 :‬تاريخ القرار‪92/98/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ترقية‬
‫الطاعن‪ :‬الديوان الجزائري املنهي للحبوب ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬ب ‪ .‬ن )‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬استفادة – اتفاقية جماعية‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 90‬من القانون ‪ 00-69‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يستفيد العامل من الترقية بموجب الاتفاقيات الجماعية ال عن طريق‬
‫الدعوى ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون الداخلي املادة ‪ 302/90‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫بدعوى أن قضاة املجلس خالفوا القانون وأيضا القانون الداخلي وإلاتفاقية‬
‫الجماعية للمستخدم ‪،‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون الداخلي املادة ‪ 302/90‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫بحيث أن إلاتفاقية الجماعية تؤكد في صفحتها (‪ )21‬املتعلقة بالترقية تنص في‬
‫الفقرة الثانية أن الترقية من منصب إطار متوسط وإطار سامي صنف ‪ 20‬إلى‬
‫‪ 06‬فإن الوحيد املخول ألخذ هذا القرار هو املدير العام بعد أخذ رأي املسؤول‬
‫املباشر ودراسة ملفه من طرف لجنة املوظفين‪ .‬وأن الترقية ال تكون بموجب‬
‫أحكام قضائية وإنما تكون بناء على شروط محددة منها امللف إلاداري‪ ،‬رؤية‬
‫مسؤوله املباشر دراسة اللجنة إلادارية املختصة وموافقة املدير العام كشرط‬
‫أساس ي ‪ ،‬وأن املحكمة العليا استقر قضائها على "أنه يعود اختصاص الترقية‬
‫إلى الهيئة املستخدمة‪ ،‬في ملفها الحامل لرقم ‪ 004203‬املؤرخ في ‪64/60/0661‬‬
‫والذي قض ى أن تكون الترقية بموجب اتفاقية جماعية وليس بموجب دعوى‬
‫قضائية"‪ .‬أما مطالبته بالفارق ملنصب إلانابة فليس له الحق في املطالبة به‬
‫باألثر الرجعي من ‪ 0661‬و امللف هو خال من إلانابة‪ ،‬أما مسألة الحساب الذي‬
‫قام بها املدعى عليه في الطعن على أساس ‪ 22/0‬هو مصنف بالدرجة ‪ 20/0‬ليس‬
‫له منطق وال سند قانوني‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الغرفة اإلجتماعية‬

‫رقم القرار‪ 689073 :‬تاريخ القرار‪90/00/8900 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬حادث عمل‬
‫الطاعن‪( :‬الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية‪ -‬وكالة بسكرة) ‪ /‬املطعون‬
‫ضده‪( :‬ط‪ .‬ن) و(ذوي حقوق ط‪ .‬س)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬ممتهن‪ -‬تغطية مخاطر‪ -‬استفادة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 7 ،3‬و‪ 0‬من القانون ‪ ،00-23‬املتعلق بالتأمينات‬
‫الاجتماعية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يستفيد املمتهن‪ ،‬الذي ال يتلقى أجرا شهريا يساوي أو يفوق نصف الحد‬
‫تعرض لحادث عمل‪.‬‬ ‫ألادنى لألجرالوطني‪ ،‬من تغطية املخاطر‪ ،‬إذا ّ‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬مأخوذ من مخالفة القانون‪،‬‬
‫عن الوجه الثاني بفروعه الثالثة‪:‬‬
‫و يعيب فيه الطاعن على القرار املطعون فيه أنه منح املطعون ضدهما تعويض‬
‫عن وفاة ابنهما على أساس أنه حادث عمل طبقا للمادة (‪ )0‬ق ‪ 13/23‬في حين‬
‫أنه حادث منعزل وقع له في إطار التكوين املنهي ‪ ،‬و ال يعد حادث عمل كونه لم‬
‫يكن يتقاض ى أجرا بل منحة ‪ ،‬وهذا مخالف كذلك للقانون ‪ 13/22‬في مادته ‪01‬‬
‫و القانون ‪ 62/0666‬في مادته (‪ )20‬املتعلق بالتمهين مما يعرض القرار للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث يتبين فعال من القرار املطعون فيه أنه أسس قضاءه على املرسوم ‪10/33‬‬
‫معتبرا أن املمتهنين يستفيدون بامتيازات قانون الضمان إلاجتماعي في مادته ‪01‬‬
‫ق ‪ 13/22‬معتمدا على الحد ألادنى لألجر لسنة ‪ 0660‬لعدم تقديم بامللف ما‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫يثبت قيمة املنحة في حين أن القانون ‪ 13/22‬يحدد املستفيدين بتغطية‬


‫املخاطر املنصوص عليها في هذا القانون ومنها الوفاة و العجز للعمال ألاجراء و‬
‫أشباه ألاجراء و غير ألاجراء املنصوص عليهم في املادتين ‪ 0‬و‪ 3‬و بعض الفئات‬
‫املنصوص عليها في املادة (‪ )0‬و ال يدخل في هذه التغطية املمتهنين اللذين ال‬
‫يتلقون أجرا شهريا يساوي أو يفوق نصف الحد ألادنى لألجر الوطني طبقا‬
‫للمادة (‪ )3‬من املرسوم ‪ 10/33‬التي نصت على أنه ال يشبه باألجـراء ضحايا‬
‫حوادث العمل و ألام ـراض املهنية املمتهنين الذين يتلقون أجرا يقل عن ألاجر‬
‫الوطني ألادنى املضمون و تالمذة مؤسسات التكوين املنهي باإلضافة الى منصت‬
‫عليه املادة (‪ )0‬ق ‪ 13/23‬كون هذا القانون حصر املستفيدين بنظام حوادث‬
‫سيما وأن رأس مال الوفاة‬‫العمل و ألامراض املهنية في العامل املؤمن اجتماعيا َ‬
‫يقدر على أساس ألاجر الشهري ألاكثر نفعا وعليه يكون القرار املطعون فيه ملا‬
‫أسس قضاءه على املادة ‪ 01‬ق ‪ 13/22‬دون التأكد من شروط الاستفادة من‬
‫منحة الوفاة و الريع للمطعون ضدهم يكون خالف القانون و قصر في تسبيب‬
‫قضائه مما يعرضه للنقض‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫رقم القرار‪ 0977890 :‬تاريخ القرار‪98/98/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات إلاجتماعية للعمال ألاجراء وكالة‬
‫ألاغواط ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ت‪.‬م) ‪ ،‬مطاحن ألاغواط‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬منح عائلية – منازعة عامة – طعن مسبق‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 7‬و ‪ 0‬من القانون ‪ 92-92‬املتعلق باملنازعات في‬
‫مجال الضمان إلاجتماعي‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫تعد املطالبة باملنح العائلية من املنازعات العامة وتخضع إجباريا للطعن‬
‫املسبق قبل أي طعن أمام الجهات القضائية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الفرع الثاني من الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون ‪:‬‬
‫على أن موضوع الطلب القضائي الحالي يرمي إلى تسديد الفارق في املنح العائلية‬
‫في مواجهة الهيئة املستخدمة مطاحن ألاغواط فخلص القرار املنتقد أن‬
‫الصندوق هو املسؤول عن دفع املنح العائلية طبقا للمادة ‪ 22‬من املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 00 /40‬و تندرج بالتالي املنازعة ضمن النزاع العام طبقا للمادة ‪ 3‬من‬
‫قانون ‪ 61 /61‬املتعلق باملنازعات في مجال الضمان الاجتماعي بينما تنص‬
‫املادة‪ 60‬من نفس القانون على أنه "ترفع الخالفات املتعلقة باملنازعات العامة‬
‫إجباريا أمام لجان الطعن املسبق قبل أي طعن أمام الجهات القضائية" و‬
‫كذلك تنص املادة ‪ 60‬من هذا القانون على الطعون املسبقة أمام اللجنة‬
‫املحلية ثم اللجنة الوطنية و طبقا للمادة ‪ 60‬يقام الاعتراض أمام املحكمة و ملا‬
‫خالف القرار املطعون فيه هذه إلاجراءات الجوهرية فهو معرض للنقض و‬
‫إلابطال ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الفرع الثاني من الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون ‪:‬‬
‫حيث يبين فعال من القرار املنتقد أنه ألزم الصندوق الطاعن بإعتباره هو الذي‬
‫يتولى صرف املنح العائلية عمال باملادة ‪ 22‬من املرسوم ‪ 00 /40‬في ‪/60 /22‬‬
‫‪ 2440‬إال أن قضاة املجلس لم يتطرقوا إلى مناقشة دفع الطاعن عن الطعون‬
‫املسبقة الواجبة إلالتزام بها طبقا للمواد ‪ 0 ،0 ،3‬من قانون ‪ 61 /61‬وهي‬
‫الطعون املسبقة أمام اللجنة املحلية ثم الوطنية قبل اللجوء إلى القضاء في‬
‫حدود نص املادة ‪ 20‬من قانون ‪ 61 /61‬وبالتالي فإن الحكم املستأنف أصاب في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫تطبيق القاعدة القانونية إلنعدام الصفة طاملا أن الصندوق هو الطرف‬


‫ألاساس ي والذي هو املعني بدفع املنح العائلية ومنه يكون هذا الفرع كذلك‬
‫مؤسسا‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض بدون إحالة‬

‫رقم القرار‪ 0387032 :‬تاريخ القرار‪96/90/8989 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪ ( :‬الصندوق الوطني الاجتماعي لغيرألاجراء) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ل‪.‬م)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬صندوق الضمان إلاجتماعي‪ -‬اشتراكات ‪ -‬تقادم‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 72‬من القانون ‪ 92-92‬املتعلق باملنازعات في مجال‬
‫الضمان إلاجتماعي‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تتقادم اشتراكات صندوق الضمان إلاجتماعي لغير ألاجراء بمرور مدة أربع‬
‫سنوات‪ ،‬و ال يجوز للمدين بها أن يسددها قصد الاستفادة من منحة‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫يعتبرالاشتراك محمول و ليس مطلوب و يدفع في ألاجل املحدد قانونا‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الثالث املأخوذ من قصورالتسبيب الذي يتكون من فرعين‪.‬‬
‫عن الفرع ألاول منه ودون حاجة للتطرق للفرع الثاني وكذا الوجهين‬
‫املتبقيين‪.‬‬
‫بدعوى أن قضاة املجلس لم يسببوا قرارهم تسبيبا كافيا ملا استنتجوا أن‬
‫للصندوق من أجل تحصيل مستحقاته الحق في اللجوء إلى إجراءات التحصيل‬
‫الجبري بعد إعذار املدين وأن التقادم مقرر لصالح املدين وليس للدائن رغم أن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪000‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الثابت في امللف أن الطاعن الصندوق ليس هو من رفع الدعوى لتحصيل‬


‫مستحقات الاشتراكات بل هو العكس أن املطعون ضده هو من رافعها متنازال‬
‫عن تقادم مستحقات الصندوق قصد الحصول على منحة التقاعد بعد مرور‬
‫‪ 30‬سنة من تخلفه بدفعها والنزاع الحالي يتعلق بالطعن ضد قرار اللجنة‬
‫برفض طلب تسديد الاشتراكات املقدم من طرفه ملا بلغ سن التقاعد‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث يبين بالفعل من القرار املطعون فيه أنه تأسس بإلغاء الحكم املستأنف‬
‫وحال التصدي من جديد إلزام الطاعن بتسوية وضعية املطعون ضده من أجل‬
‫الاستفادة من منحة التقاعد وذلك بعد دفع هذا ألاخير الاشتراكات املستحقة‬
‫للصندوق على " أن موضوع الخصومة تمحور حول تقادم اشتراكات صندوق‬
‫الضمان الاجتماعي لغير ألاجراء‪ ....‬أنه من املقرر قانونا في حالة تقاعس العامل‬
‫غير ألاجير وعدم دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي طواعية فإن القانون قرر‬
‫للصندوق املستأنف عليه من أجل تحصيل مستحقاته الحق في اللجوء إلى‬
‫إجراءات التحصيل الجبري وذلك بعد إعذار املدين ودعوته إلى تسوية وضعيته‬
‫وفقا للمادة ‪ 00‬ومايليها من قانون ‪ 61/61‬واملستأنف عليه لم يقدم ما يفيد أنه‬
‫أعذر املستأنف من أجل التسديد ومن جهة أخرى حتى لو كانت الاشتراكات‬
‫متقادمة فإن الدفع بالتقادم يكون لصالح املستأنف املدين وليس لصالح‬
‫املستأنف عليه الدائن ‪....‬وبناء على ما تقدم فتقرير املستأنف عليه من تلقاء‬
‫نفسه ودون اللجوء إلى القضاء تقادم اشتراكات املستأنف يكون بذلك خالف‬
‫القانون ألن حق التقادم مقرر للمدين وليس للدائن مما يجعل طلب املستأنف‬
‫الزام املستأنف عليه بتسوية وضعيته من أجل الاستفادة من منحة التقاعد‬
‫بعد دفع الاشتراكات طلب مؤسس قانونا وانتهى املجلس في ألاخير إلى استنتاج‬
‫أن قاض ي الدرجة ألاولى خالف القانون ولم يقدر الوقائع تقديرا سليما " ‪.‬في‬
‫حين أنه يبين من امللف أن الطاعن ليس هو من رفع الدعوى لتحصيل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪004‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫مستحقات الاشتراكات وإنما املطعون ضده هو من رفعها متنازال عن تقادم‬


‫مستحقات الصندوق قصد الحصول على منحة التقاعد بعد مرور ‪ 04‬سنة من‬
‫تخلفه عن الدفع فاملطعون ضده له الحق في دفع الاشتراكات لكن في ميعادها‬
‫املحدد قانونا فطبقا للمادة ‪ 23‬مكرر من املرسوم ‪ 030/40‬فإن الاشتراك يكون‬
‫مستحقا ابتداء من أول مارس من كل سنة ويدفع قبل حلول أول ماي من نفس‬
‫السنة إذ أن الاشتراك محمول وغير مطلوب أن الاشتراكات املطالب بها تعود‬
‫للفترة من ‪ 2420‬إلى غاية ‪ 0620‬وبالتالي تقادمت ملرور أكثر من ‪ 60‬سنوات دون‬
‫املطالبة بها طبقا لنص املادة ‪ 21‬من قانون ‪ 61/61‬كما أن اشتراكات الضمان‬
‫الاجتماعي تدفع في آلاجال املحددة قانونا وأصبحت إلاثارة سديدة ‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫رقم القرار‪ 0870077 :‬تاريخ القرار‪92/00/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪( :‬الصندوق الوطني للتأمينات إلاجتماعية للعمال ألاجراء وكالة‬
‫سطيف) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬خ‪.‬م)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬خبرة ‪ -‬وجاهية ‪ -‬مناقشة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 030‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يتعين على القاض ي مر اقبة مدى احترام الخبير لإلجراءات الخاصة بالخبرة ال‬
‫سيما مبدأ الوجاهية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬املأخوذ من القصور في التسبيب املادة ‪ 302/09‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪003‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫بدعوى أنه من املقرر قانونا أنه ال يجوز النطق بالقرار إال إذا كان مسببا كما‬
‫أنه من الثابت قانونا وطبقا للمادة ‪ 0/ 000‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية أنه يجب الرد على كل الطلبات والدفوع وأن الطاعن قد تمسك‬
‫بمسألة عدم إستدعائه من طرف الخبير وكذا عدم تقديمه للملف الطبي‬
‫الخاص باملطعون ضده حتى يأخذه الخبير بعين إلاعتبار في تحديد نسبة العجز‬
‫وأن قاض ي الدرجة ألاولى إستبعد ذلك بحجة أن السر املنهي يستوجب حضور‬
‫املطعون ضده فقط دون حضور أي شخص أجنبي وهذا التسبيب غير جدي‪،‬‬
‫كما آثار مسألة املبالغة في نسبة العجز التي منحها الخبير مقارنة مع النسبة‬
‫املمنوحة له من املجلس الطبي املقدرة بـ ‪ % 06‬كما أن الخبير تجاوز مهمة‬
‫تحديد العطل املرضية بـ ‪ 366‬تعويضة يومية‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد ‪ :‬املأخوذ من القصور في التسبيب املادة ‪ 302/09‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية ‪:‬‬
‫حيث يبين فعال من القرار املطعون فيه أن الطاعن يتمسك بعدم إستدعائه‬
‫من طرف الخبير لكن قضاته لم يجيبوا على ذلك مع أن املادة ‪ 230‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية تلزم الخبير بإستدعاء الطرفين وتحديد لهما تاريخ‬
‫وساعة ومكان إجراء الخبرة وبذلك يكون القرار جاء مخالفا ملبدأ الوجاهية‬
‫خاصة أن الطاعن يحوز على امللف الطبي للمطعون ضده يمكنه من تقديم‬
‫امللف من شأنه أن يساعد الخبير في تحديد نسبة العجز‪ ،‬كما أن الطاعن دفع‬
‫بأن النسبة املتوصل إليها من الخبرة ‪ % 06‬والتي ال تتناسب مع النسبة التي‬
‫منحت له من مصالح الطاعن والتي تم تأييدها من لجنة العجز‪ ،‬وأن قضاة‬
‫املجلس لم يبينوا كيف توصل الخبير إلى النسبة املحكوم بها ولم يبينوا إن كان‬
‫هناك تفاقما كما أنهم لم يبينوا إن كان الخبير إحترم الجدول الطبي الذي يحدد‬
‫نسب إلاصابة بـ ‪ % 06‬وملا إكتفوا بالقول بأن ما توصلت إليه الحكم كان تطبيقا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫للقانون مع أنه كان عليهم أن يردوا ويناقشوا كل ما آثاره الطاعن وملا لم يفعلوا‬
‫يجعل قرارهم مشوبا بالقصور في التسبيب مما يعرضه للنقض‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫رقم القرار‪ 0838977 :‬تاريخ القرار‪99/08/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات إلاجتماعية للعمال ألاجراء وكالة‬
‫سطيف ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ر)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬خبرة ‪ -‬وجاهية ‪ -‬مناقشة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 030‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يتعين على القاض ي مر اقبة مدى احترام الخبير لإلجراءات الخاصة بالخبرة ال‬
‫سيما مبدأ الوجاهية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون ‪:‬‬
‫بدعوى أن الحكم الصادر بتاريخ ‪ 26/20/0620‬قض ى بتعيين خبير أوكلت مهمة‬
‫استدعاء طرفي النزاع كما تنص على ذلك املادة ‪ 230‬من ق إ م إ إال أن الخبير لم‬
‫يخطر الطاعن بيوم وساعة ومكان اجراء الخبرة عن طريق محضر قضائي‬
‫مكتفيا بفحصه وبذلك يكون قد أهمل هذا الاجراء الوجوبي حتى يتسنى‬
‫للطاعن تقديم املستندات وامللفات الطبية الخاصة باملطعون ضده سيما وأن‬
‫الطاعن يملك من الوثائق و املستندات تفيد و أن بعد طعنه في قرار املجلس‬
‫الطبي أمام اللجنة الوالئية للعجز هذه الاخيرة قررت منحه نسبة عجز تقدر ب‬
‫‪ % 00‬ذلك بعد فحصه من قبل أعضاء اللجنة التي تتشكل من طبيبين خبيرين‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫وطبيبين مستشارين كما أن املادتين ‪ 232‬و ‪231‬من ق إ م إ حددتا في اطار املهام‬


‫املسندة للخبير تسجيل أقوال ومالحظات الخصوم حتى تكون الخبرة موضوعية‬
‫ونزيهة إال أن القرار املطعون فيه برر في مواجهة ذلك أن الدفع املتعلق‬
‫بالوجاهية دفع غير مؤسس يستوجب الرفض واعتمادهم في ذلك على أن‬
‫الخبرة الطبية خبرة فنية ال تستدع حضور الطاعن يجعل من قضاءه جاء‬
‫مخالفا ملادة قانونية آمره وهذا ما يعرض القرار املنتقد للنقض و الابطال ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون ‪:‬‬
‫حيث يبين فعال من القرار محل الطعن أن قضاته استبعدوا مبدأ الوجاهية‬
‫املنصوص عليها باملادة ‪ 230‬من ق إ م إ والحال أن هذه املادة املتمسك بها‬
‫واجبة التطبيق وأن الدفع بها قانوني على القضاة مناقشته والتأكد من احترامها‬
‫من قبل الخبير ألن الصندوق طرف في النزاع يمسك بامللف الطبي للمؤمن له‬
‫ويمكنه تقديم مالحظات من شأنها تحرير خبرة موضوعية سيما أنه في قضية‬
‫الحال كرس القضاة نسبة ‪ % 00‬بينما حددنها لجنة العجز ب ‪ % 00‬ملدة أربع‬
‫سنوات ولم يبين القضاة أسباب الفارق بين النسبتين وتحديد الاجابة‪ ،‬بينما‬
‫كان عليهم الوقوف على ذلك من خالل اطالعهم على تقرير الخبرة موضوع‬
‫الارجاع و التأكد ان قام الخبير املعين من طرفهم بتبرير هذا الفارق الشاسع بين‬
‫النسبتين ومراقبة ما اذا تم اعتماد الجدول املحدد لنسب العجز الساري‬
‫املفعول املؤرخ في ‪ 22/60/2402‬وملا لم يفعلوا فإن قضاءهم صدر قاصرا في‬
‫التسبيب املؤدى الى انعدام الاساس القانوني ومعرضا للنقض و الابطال ومن‬
‫دون الحاجة الى مناقشة الوجه املتبقي‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫رقم القرار‪ 0897020 :‬تاريخ القرار‪97/99/8902 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات إلاجتماعية للعمال ألاجراء وكالة‬
‫سطيف ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ق‪.‬أ)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬خبرة ‪ -‬وجاهية ‪ -‬مناقشة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 030‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يتعين على القاض ي مر اقبة مدى احترام الخبير لإلجراءات الخاصة بالخبرة ال‬
‫سيما مبدأ الوجاهية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجهين املأخوذين من مخالفة القانون والقصورفي التسبيب‪:‬‬
‫بدعوى أن الحكم الصادر بتاريخ ‪ 00/26/0620‬فهرس ‪ 0313‬والقاض ي بتعيين‬
‫خبير وأوكلت له مهمة إستدعاء طرفي النزاع وأن املادة ‪ 230‬من ق إ م إ تنص‬
‫على أنه" يجب على الخبير إخطار الخصوم بيوم وساعة ومكان إجراء الخبرة‬
‫عن طريق محضر قضائي والخبير املعين أغفل تطبيق نص املادة املذكورة وهو‬
‫إجراء وجوبي حتى يتسنى للطاعن تقديم املستندات وأن قرار املجلس الطبي‬
‫منحه ‪ % 00‬أبقت عليه لجنة العجز الوالئية بعد فحصه من أعضاء اللجنة‬
‫التي تتكون من طبيبين خبيرين وطبيبين مستشارين وأن إجابة القضاة بأن‬
‫الدفع بالوجاهية غير مؤسس بإعتبار أن الخبرة فنية وقضاؤهم كما جاء أجابت‬
‫على الدفع املثار خالف مادة قانونية ‪ ،‬كما أن املادة ‪ 000‬من ق إ م إ تنص أنه‬
‫يجب أن يبين في القرارات إدعاءات الخصوم وأوجه الدفاع والثابت أن القرار‬
‫لم يجب على اوجه الدفاع فيما يخص النسبة املمنوحة للمطعون ضده خاصة‬
‫أن إلاستئناف بني على عدة دفوع أهمها أصل النزاع الذي يتمحور حول نسبة‬
‫العجز ذلك أن حالته الصحية إستقرت ومنح له كنسبة عجز ‪ % 00‬بينما‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الخبرة القضائية منحته نسبة ‪ % 06‬وكان عليهم مناقشة الخبرة للوقوف على‬
‫العالقة بين املرض والحالة الصحية وإختالف النسبة املمنوحة له وأن القضاة‬
‫غير ملزمين بالخبرة ولهم إلاستعانة بخبراء آخرين ‪ ،‬مما يتعين نقض القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجهين معا لتشابههما املأخوذين من مخالفة القانون والقصور في‬
‫التسبيب‪:‬‬
‫حيث يبين فعال من القرار املطعون فيه أن قضاة املجلس إستبعدوا مبدأ‬
‫الوجهاية املنصوص عليها باملادة ‪ 230‬من ق إ م إ على أسباب ليست لها صلة‬
‫بالتعليل القانوني والحال أن املادة ‪ 230‬من ق إ م إ املتمسك بها واجبة التطبيق‬
‫وأن الدفع بها قانوني على القضاة مناقشته والتأكد من إحترامها من قبل الخبير‬
‫ألن الصندوق طرف في النزاع يمسك بامللف الطبي للمؤمن له ويمكنه تقديم‬
‫مالحظات من شأنها تحرير خبرة موضوعية سيما أنه في قضية الحال كرس‬
‫القضاة نسبة عجز ‪ % 06‬بينما حددتها لجنة العجز ‪ % 00‬ولم يبين القضاة‬
‫أسباب ومعايير الفرق بين النسبتين وتحديد إلاجابة عليها بينما كان عليهم‬
‫الوقوف على ذلك إثر إطالعهم على تقرير الخبرة موضوع إلارجاع والتأكد أن‬
‫قام الخبير املعين من قبل املحكمة بتبرير هذا الفرق الشاسع بين النسبتين‬
‫ومراقبة فيما إذا إعتمد الجدول املحدد لنسب العجز الساري املفعول املؤرخ في‬
‫‪ 62/60/2402‬وملا يفعلوا فإن قضاءهم مقصرا في التسبيب املؤدي إلى مخالفة‬
‫القانون وأصبحت إلاثارة سديدة يتعين معها نقض القرار املطعون فيه ‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫رقم القرار‪ 0307670 :‬تاريخ القرار‪96/90/8989 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪002‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬


‫الطاعن‪ :‬الصندوق الوطني للضمان إلاجتماعي ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ب‪ .‬أ‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عملية جراحية – تعويض‪ -‬إخطار – آجال قانونية‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتين ‪ 03‬و ‪ 99‬من القانون ‪ 00-23‬املتعلق بالتأمينات‬
‫الاجتماعية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يلتزم الصندوق الوطني للضمان إلاجتماعي لغيرألاجراء بالتعويض عن فاتورة‬
‫العالج عند إجراء عملية جراحية‪ ،‬بموجب اتفاقية مبرمة بينه و بين العيادة‬
‫الخاصة‪ ،‬على أن يتم إرسال امللف الطبي و إخطار الصندوق في آلاجال‬
‫املحددة قانونا‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجهين املثارين معا الرتباطهما واملأخوذين من مخالفة قاعدة جوهرية‬
‫في إلاجراءات ومخالفة القانون ‪.‬‬
‫بدعوى أن قضاة املوضوع لم يطبقوا قرار إلاحالة فيما تعلق باملسائل القانونية‬
‫التي فصلت فيها املحكمة العليا اعتبارا إلى أن القرار املطعون فيه صدر استنادا‬
‫إلى أحكام املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 13/22‬رغم ثبوت عدم احترام املطعون ضده‬
‫إجراءات سير عملية املوافقة املبدئية املسبقة استنادا لرأي الطبيب الخبير‬
‫طبقا للمادة ‪ 06‬من نفس القانون و القرار الوزاري املؤرخ في ‪2443/61/61‬‬
‫املتضمن الاتفاقية النموذجية اعتبارا إلى أن هذه ألاخيرة بين الصندوق و‬
‫الطاعن و عيادة ألازهر تتضمن تسوية شروط أوضاع إلاقامة و العالج‬
‫لألشخاص املؤمن لهم وعائلتهم في أمراض القلب و ألاوعية الدموية داخل‬
‫العيادة وتنظيم شروط التعويض من طرف الصندوق الطاعن وكذا مدة‬
‫إلاقامة كما أن القضاة لم يتقيدوا بمسألة أن القبول في العيادة املتعاقدة بقرار‬
‫بعد أخذ قبول مسبق من طرف الخبير التابع للصندوق الطاعن ومتابعة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫فحص امللف الطبي من طرف مصالح إدارة املراقبة الطبية وأن أحكام الاتفاقية‬
‫النموذجية بين الصندوق الطاعن وعيادة ألازهر سيما منها املادة ‪ 0‬التي ورد‬
‫نصها قطعي الداللة في أن العالجات املقدمة من دون موافقة مسبقة من‬
‫الصندوق يكون مصيره الرفض وأن حالة إلاستعجال املدعى بها ال تحول دون‬
‫أخذ املوافقة املسبقة وأن مبادرة الطاعن في تسديد الفاتورة تم خالف‬
‫الاتفاقية املبرمة بين الصندوق الطاعن وعيادة ألازهر فالقرار املطعون فيه‬
‫خالف نص املادة ‪ 0/320‬من ق إ م إ مما يعرضه للنقض و إلابطال‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫لكن حيث يبين من القرار املطعون فيه أنه تأسس بتأييد الحكم املستأنف‬
‫القاض ي بإلزام الصندوق الطاعن بأن يؤدى للمطعون ضده مبلغ ‪003.000.00‬‬
‫دج كتعويض عن فاتورة العالج وتعويض عن الضرر على أن املرجع ضده أجرى‬
‫العملية الجراحية على وجه الاستعجال كما هو ثابت من خالل التقرير الطبي‬
‫املحرر من قبل الحكيم (م‪.‬ه) بعيادة ألازهر بتاريخ ‪ 0620/60/01‬الذي أكد أنه‬
‫تم إدخال املطعون ضده العيادة في إطار الاستعجال للتكفل بمرض شريان حاد‬
‫ومن خالل وثائق الدعوى تبين أن الصندوق الطاعن أبرم اتفاقا مع عيادة‬
‫ألازهر وفق مقتضيات املادة ‪ 06‬من القانون ‪ 13 /22‬املتعلق بالتأمينات‬
‫الاجتماعية واملادة ‪ 06‬مكرر من نفس القانون التي تمكن هيئات الضمان‬
‫الاجتماعي من إبرام اتفاقيات مع ألاطباء واملستخدمين شبه الطبيين ومؤسسات‬
‫العالج والصيدليات ‪ ،‬تحدد الاتفاقيات النموذجية عن طريف التنظيم ويجب‬
‫أن تتطابق مع أحكام الاتفاقيات املنصوص عليها في هذه املادة وحسب ما جاء‬
‫في القرار الوزاري ‪ 2443/61/61‬املادة ‪ 3‬منه و أنه طبقا للمادة ‪ 60‬من الاتفاقية‬
‫أن الفاتورة تودع خالل ‪ 36‬يوما من تاريخ استقبال املريض وأنه طبقا للمادة‬
‫‪ 0/3‬فإن إستقبال املريض بالعيادة يكون مقترنا بموافقة مصالح الصندوق‬
‫وفقا ملا هو موضح بامللحق رقم ‪ 60‬لالتفاقية والذي بالرجوع إليه تبين أن هذا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫التصريح يقع على عاتق العيادة وليس املريض أنه وتبعا لنص املادة ‪ 23‬من‬
‫القانون ‪ 13/22‬تبين لقضاة املوضوع أن املطعون ضده أرسل امللف الطبي إلى‬
‫هيئة الضمان الاجتماعي خالل ألاشهر الثالثة التالية للعمل الطبي على اعتبار‬
‫أن العملية الجراحية أجريت له بتاريخ ‪ 0620/60/22‬وأنه أرسل امللف بتاريخ‬
‫‪ 0620/60/36‬ومن ثم يكون قضاة املوضوع قد التزموا بما جاء في قرار املحكمة‬
‫العليا طبقا للمادة ‪ 320‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ومن ثم فما ينعاه‬
‫الطاعن في غير محله مما يتعين رفض الطعن‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 666390 :‬تاريخ القرار‪09/08/8900 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ضمان اجتماعي‬
‫الطاعن‪( :‬ل‪ .‬ا) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬لجان الطعن‪ -‬قرارات‪ -‬تبليغ‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 07‬و‪ 00‬من القانون ‪ ،92 -92‬املتعلق بمنازعات‬
‫الضمان الاجتماعي‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ّ‬
‫تبلغ قرارات الل جنة الوطنية للطعن املسبق برسالة موص ى عليها‪ ،‬مع إلاشعار‬
‫باالستالم أو بواسطة عون مر اقبة معتمد من طرف صندوق الضمان‬
‫الاجتماعي في أجل ‪ 09‬أيام من تاريخ صدورها وتكون قابلة للطعن أمام‬
‫املحكمة املختصة في أجل ‪ 39‬يوما من تاريخ تبليغها أو في أجل ‪ 99‬يوما‪ ،‬من‬
‫تاريخ إيداع العريضة لدى اللجنة الوطنية للطعن املسبق‪ ،‬إذا لم يتلق املعني‬
‫أي رد‪.‬‬‫ّ‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪040‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫حيث الوجه املثار تلقائيا من طرف املحكمة العليا‪ :‬املأخوذ من القصور في‬
‫التسبيب‪،‬‬
‫حيث من املقرر قانونا عمال بنص املادة ‪ 20‬من القانون ‪ 61/61‬املتعلق‬
‫باملنازعات في مجال الضمان إلاجتماعي أن قرارات اللجنة الوطنية املؤهلة‬
‫للطعن املسبق يتم تبليغها برسالة موص ى عليها مع إلاشعار باالستالم أو‬
‫بواسطة عون مراقبة معتمد للضمان إلاجتماعي بمحضر استالم أو بواسطة‬
‫عون مراقبة معتمد للضمان إلاجتماعي بمحضر استالم في أجل ‪ 26‬أيام من‬
‫تاريخ صدور قرارها‪ ،‬و طبقا لنص املادة ‪ 20‬من نفس القانون تكون هذه‬
‫القرارات قابلة للطعن أمام املحكمة املختصة في أجل ‪ 36‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫تسليم تبليغ القرار املعترض عليه أو في أجل ‪ 06‬يوما ابتداء من تاريخ استالم‬
‫العريضة من طرف اللجنة الوطنية للطعن املسبق املؤهلة إذا لم يتلقى املعني‬
‫أي رد‪.‬‬
‫و حيث يتبين من القرار املطعون فيه أن قضاة املجلس لم يناقشوا و لم‬
‫يتأكدوا من كيفية تبليغ القرار من طرف مصالح اللجنة إلى الطاعن و اعتبروا‬
‫أن القرار املؤرخ في ‪ 21/60/0664‬بلغ للطاعن بتاريخ ‪ 32/60/0664‬حسبما هو‬
‫ثابت من خالل محضر املداولة املؤرخ في‬
‫‪ 21/60/0664‬دون تأكدهم من احترام إجراءات التبليغ املنصوص عليها في‬
‫املادة ‪ 20‬من القانون ‪ 61/61‬السالف ذكره و بذلك يكون قرارهم مشوب‬
‫بالقصور في ألاسباب و معرض للنقض و إلابطال‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪044‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الغرفة العقارية‬

‫رقم القرار‪ 0906038 :‬تاريخ القرار‪03/09/8909 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ارجاء الفصل في الدعوى‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة ( ت‪.‬ش ) ومن معه ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ع‪.‬ا)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عقد رسمي‪ ،‬طعن بالبطالن‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يرتب الطعن بالبطالن في العقد الرسمي‪ ،‬وقف الفصل في النزاع املرتبط‬
‫به‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة قاعدة جوهرية في إلاجراءات‪.‬‬
‫حيث أن الطاعنين يعيبون على القرار املطعون فيه بدعوى أنهم تمسكوا أمام‬
‫قضاة املوضوع بوجود دعوى إدارية تتعلق بإلغاء قرار لجنة الدائرة للتنازل عن‬
‫أمالك الدولة لباب الوادي املؤرخ في ‪ 2412/60/20‬وأن لهذه الدعوى عالقة‬
‫مباشرة بالنزاع الحالي‪ ،‬ونتيجة لذلك طلبوا وقف الفصل في الدعوى الحالية‬
‫لغاية الفصل في النزاع املطروح أمام القضاء إلاداري‪ ،‬ولم يستجيبوا لهذا‬
‫الطلب مما يعد ذلك مخالفة لقاعدة جوهرية لإلجراءات يعرض القرار املطعون‬
‫فيه للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫لكن ما يعيبه الطاعنون على القرار املطعون فيه في غير محله‪ ،‬ذلك أن قضاة‬
‫املوضوع اعتمدوا على العقد الرسمي املشهر للفصل في هذا النزاع‪.‬‬
‫وحيث أن الطعن بالبطالن في العقد الرسمي ال يترتب عليه وقف الفصل في‬
‫النزاع املرتبط به مما يتعين معه التصريح برفض هذا الوجه‪.‬‬
‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪043‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫رقم القرار‪ 628209 :‬تاريخ القرار‪07/90/8909 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬التماس إعادة النظر‬
‫الطاعن‪( :‬ع‪.‬أ) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ع‪.‬أ) ومن معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬أثرموقف‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 369‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الطعن بالتماس إعادة النظرليس له أثرموقف للفصل في الخصومة‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه‪ ،‬بدعوى أنه تمسك أمام قضاة‬
‫املوضوع بطلب إرجاء الفصل في الخصومة إلى غاية الفصل في طلب التماس‬
‫إعادة النظر‪ ،‬على أساس أن بعض الوثائق املحتجزة تثبت وأن بعض القطع‬
‫ألارضية ال تدخل ضمن التركة ‪.‬بل هي ملك خاص ملورثه ‪ ،‬وأن الخبرة املصادق‬
‫عليها تم تحريرها بناء على شهادة الشهود ولم يطلع الخبير على الوثائق‬
‫املحتجزة‪.‬‬
‫وحيث أن قضاة املوضوع عندما انتهوا إلى رفض طلب الوقف إلى غاية الفصل‬
‫في طلب الالتماس ‪ ،‬قد خالفوا قاعدة جوهرية في إلاجراءات وتجاوزوا السلطة‬
‫مما يعرضه للنقض‪.‬‬ ‫وجاء قضائهم منعدم ألاساس القانوني‪ّ ،‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫وحيث أن ما يعيبه الطاعن على القرار املطعون فيه في غير محله‪ .‬ذلك أن‬
‫الطعن بالتماس إعادة النظر في القرار الصادر بتاريخ ‪ – 2440/22/00‬القاض ي‬
‫بتكريس البيع لجميع الورثة ‪ -‬ليس له أثر موقف للفصل في الخصومة التي‬
‫مما يتعين معه التصريح برفض هذه‬ ‫انتهت إلى القرار محل الطعن بالنقض‪ّ ،‬‬
‫ألاوجه مجتمعة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 629276 :‬تاريخ القرار‪09/99/8909 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬ايجارزراعي‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪.‬ا) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬و‪.‬ب) و (و‪.‬ب)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عقد عرفي‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 03‬من قانون التوجيه العقاري‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يعتبر إلايجار الفالحي‪ ،‬املنعقد بموجب عقد عرفي‪ ،‬صحيحا ومنتجا لكل‬
‫آثاره‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الثاني والذي يعيب فيه الطاعن على القرار املطعون فيه قصور‬
‫التسبيب املادة ‪ 302/09‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه اعتبر بأن املدخل في الخصام ال عالقة له بأرض‬
‫النزاع ألن أرض والده الشهيد تم استرجاعها بعد التأميم بموجب القرار املؤرخ‬
‫في ‪ 00/22/2446‬الصادر عن الوالي باسم زوجة الشهيد وبالتالي فال عالقة‬
‫للمتدخل في الخصام في أرض النزاع غير أن عالقة املتدخل في الخصام جاءت‬
‫طبقا للقانون مادام أنه وارث شرعي للمرحوم (و‪.‬أ) وأن عقد إلايجار جاء طبقا‬
‫للمادة ‪ 03‬من القانون ‪ 46/00‬املتضمن للتوجيه العقاري‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حول الوجه الثاني باألفضلية وبدون حاجة إلى مناقشة الوجه ألاول حيث أنه‬
‫بالفعل وبالرجوع إلى القرار املطعون فيه نجد بأن الطاعن تربطه عالقة ايجار‬
‫بأرض النزاع والذي أبرمه معه املدعو (و‪.‬ع) بموجب عقد عرفي طبقا للمادة ‪03‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫من قانون التوجيه العقاري واملمتد من سنة ‪ 0664‬إلى غاية ‪ 0620‬وبغض‬


‫النظر إن كان املؤجر له الصفة أم ال‪ ،‬فإن الطاعن يملك سندا إلستغالل أرض‬
‫النزاع والذي ال زال قائما ومنتجا آلثاره وبالرغم من ذلك اعتبره قضاة املجلس‬
‫متعدي وعليه يكون قضاة املجلس قد أشابوا قرارهم بعيب القصور في‬
‫التسبيب وبذلك عرضوا قرارهم للنقض والبطالن ‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫رقم القرار‪ 0037906 :‬تاريخ القرار‪03/97/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬تحقيق‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب‪.‬ر) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ورثة ( ب‪.‬م )‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬ميعاد محدد ‪ ،‬انجازالخبرة ‪ ،‬ميعاد تنظيمي‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 039:‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يعتبر امليعاد املحدد للخبير النجاز خبرته من املواعيد التنظيمية و ليس من‬
‫املواعيد الحتمية‪ .‬و ال يترتب على مخالفته أي بطالن ‪.‬‬
‫وجه الطعن املثار من الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة قاعدة جوهرية في إلاجراءات‪.‬‬
‫حيث أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه‪ ،‬بدعوى أنه تم تحديد مهلة‬
‫للخبير إلنجاز خبرته بأربعة أشهر‪ ،‬في حين أنه استغرق مدة إنجازه ستة أشهر‬
‫دون أن يحصل على التمديد‪ ،‬مما يعد ذلك مخالفة للمادة ‪ 230‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬يعرض القرار املطعون فيه للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫لكن ما يعيبه الطاعن على القرار املطعون فيه في غير محله‪ ،‬ألن مخالفة امليعاد‬
‫املحدد للخبير ال يترتب عليه أي بطالن‪ ،‬ألنه ال يعد من املواعيد الحتمية‪ ،‬وإنما‬
‫هو من املواعيد التنظيمية‪ ،‬مما يتعين معه التصريح برفض هذا الوجه‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0037906 :‬تاريخ القرار‪03/97/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬تحقيق‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب‪.‬ر) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ورثة ( ب‪.‬م )‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬ميعاد محدد ‪ ،‬انجازالخبرة ‪ ،‬ميعاد تنظيمي‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة‪ 039 :‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية ‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يعتبر امليعاد املحدد للخبير النجاز خبرته من املواعيد التنظيمية و ليس من‬
‫املواعيد الحتمية‪ .‬و ال يترتب على مخالفته أي بطالن‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة قاعدة جوهرية في إلاجراءات‪.‬‬
‫حيث أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه‪ ،‬بدعوى أنه تم تحديد مهلة‬
‫للخبير إلنجاز خبرته بأربعة أشهر‪ ،‬في حين أنه استغرق مدة إنجازه ستة أشهر‬
‫دون أن يحصل على التمديد‪ ،‬مما يعد ذلك مخالفة للمادة ‪ 230‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬يعرض القرار املطعون فيه للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫لكن ما يعيبه الطاعن على القرار املطعون فيه في غير محله‪ ،‬ألن مخالفة‬
‫امليعاد املحدد للخبير ال يترتب عليه أي بطالن‪ ،‬ألنه ال يعد من املواعيد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الحتمية‪ ،‬وإنما هو من املواعيد التنظيمية‪ ،‬مما يتعين معه التصريح برفض هذا‬
‫الوجه‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0937607 :‬تاريخ القرار‪96/98/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬تحقيق‬
‫الطاعن‪ ( :‬ج‪.‬س ) ‪ /‬املطعون ضده‪ ( :‬ج‪.‬م )‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬خبير‪ ،‬شهادة شهود‪ ،‬استئناس‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 003‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫استماع الخبير لألشخاص يكون على سبيل الاستئناس‪ ،‬و ال يتطلب القانون‬
‫أن يتو افر فيهم صالحية أداء الشهادة التي يتطلب أن تتوفر فيهم حين أدائهم‬
‫الشهادة أمام قضاة املوضوع‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الثاني املأخوذ من مخالفة القانون‪.‬‬
‫حيث أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه بدعوى أن قضاة املجلس‬
‫عينوا الخبير (ج‪.‬م) للقيام بتحديد مساحة ألارض وحدودها ووضع مخطط‬
‫وتحديد حائزها‪ ،‬وأن هذه املهام تتطلب تعيين خبير عقاري‪ ،‬في حين أن الخبير‬
‫املعين هو مهندس معماري غير مختص في املسائل املتعلقة بالعقاري الفالحي‪.‬‬
‫وكذلك أن الخبير استمع إلى الشهود ومنهم الشاهد (ش‪.‬أ) هو زوج شقيقة‬
‫املطعون عليه ال يجوز الاستماع إليه‪ ،‬مما يعد ذلك مخالفة للمادة ‪ 203‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬مما يعرض القرار املطعون فيه للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪042‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫لكن ما يعيبه الطاعن على القرار املطعون فيه في غير محله‪ ،‬ألن القانون ال‬
‫يمنع قضاة املوضوع بتعيين مهندس معماري للقيام باملهمة املشار إليها أعاله‬
‫من جهة‪.‬‬
‫كما أن استماع الخبير إلى أشخاص يعد ذلك على سبيل الاستئناس‪ ،‬ال يتطلب‬
‫القانون فيهم توافرهم على صالحية أداء الشهادة التي يتطلب أن تتوفر فيهم‬
‫حين أدائهم الشهادة أمام قضاة املوضوع من جهة أخرى مما يتعين معه‬
‫التصريح برفض هذا الوجه‪.‬‬

‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 606780 :‬تاريخ القرار‪00/98/8909 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬حق امتياز‬
‫الطاعن‪ :‬أعضاء املستمثرة الفالحية الجماعية (س) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ر‪.‬أ)‬
‫بحضورالديوان الوطني لألراض ي الفالحية‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬حق انتفاع – مستثمرة فالحية – أهلية التقاض ي‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 6‬و‪ 80‬من القانون رقم ‪ 93 – 09‬املحدد لشروط‬
‫وكيفية إستغالل ألاراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 06 – 27‬املتضمن كيفية إستغالل ألاراض ي الفالحية التابعة‬
‫لألمالك الوطنية وتحديد حقوق املنتجين‪.‬‬
‫املادتان ‪ 76‬و‪ 09‬من القانون املدني‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يمنح حق إلامتياز ألعضاء املستثمرة الفالحية الجماعية املستفيدون من حق‬
‫الانتفاع الدائم وفقا للقانون السابق شريطة الوفاء بالتزاماتهم املذكورة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪032‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫فيه‪ ،‬ويقص ى من الاستفادة منه ألاشخاص الذين أجروا معامالت مخالفة‬


‫لألحكام التشريعية‪.‬‬
‫تكتسب املستثمرة الفالحية الجماعية أهلية التقاض ي بموجب حق الامتياز‪.‬‬
‫يختص الديوان الوطني لألراض ي الفالحية للفصل في طلب تحويل حق‬
‫الانتفاع الدائم إلى عقد امتياز‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجهين املأخوذين من مخالفة القانون بفروعه الثالثة‪ ،‬ومن قصور التسبيب‪،‬‬
‫بدعوى إستبعاد قضاة املجلس للعقد الرسمي والتنازل عن الفصل في النزاع‬
‫لصالح الديوان الوطني لألراض ي الفالحية وإعطاء ألاولوية لعمل مستقبلي حين‬
‫اعتبروا إسقاط الحقوق من اختصاص والي الوالية ورغم ذلك قضوا بإلغاء‬
‫الحكم املستأنف وخرقوا أحكام املواد ‪ 0 ، 2 ،0‬من القانون رقم ‪.63 – 26‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجهين معا لتكاملهما‪ :‬واملأخوذين من مخالفة القانون بفروعه الثالثة‪،‬‬
‫ومن قصور التسبيب‪،‬‬
‫بدعوى إستبعاد قضاة املجلس للعقد الرسمي والتنازل عن الفصل في النزاع‬
‫لصالح الديوان الوطني لألراض ي الفالحية وإعطاء ألاولوية لعمل مستقبلي حين‬
‫اعتبروا إسقاط الحقوق من اختصاص والي الوالية ورغم ذلك قضوا بإلغاء‬
‫الحكم املستأنف وخرقوا أحكام املواد ‪ 0 ، 2 ،0‬من القانون رقم ‪.63 – 26‬‬
‫وحيث أن الثابت أن الطاعنة أقامت دعواها بتاريخ ‪ 06/20/0622‬في ظل‬
‫القانون رقم ‪ 63 – 26‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 0626‬املحدد لشروط وكيفية‬
‫إستغالل ألاراض ي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة الذي ألغى باملادة‬
‫ألاخيرة منه أحكام القانون رقم ‪ 24 – 12‬املتضمن ضبط كيفية إستغالل‬
‫ألاراض ي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية وتحديد حقوق املنتجين وواجباتهم‬
‫وكل ألاحكام املخالفة له‪ ،‬لذلك فهذا القانون هو الواجب التطبيق على الوقائع‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪032‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫والتصرفات التي تقع بعد صدوره وال أثر رجعي له فيما أورده من أحكام جديدة‬
‫تتعارض مع أحكام القانون القديم ومنها الوقائع والتصرفات محل دعوى‬
‫الحال‪.‬‬
‫وحيث أن املقرر بهذا القانون أن حق إلامتياز يمنح ألعضاء املستثمرات‬
‫الفالحية الجماعية الذين إستفادوا من أحكام القانون السابق بشرط الوفاء‬
‫بالتزاماتهم املذكورة فيه وأنه يقص ى من إلاستفادة من أحكامه ألاشخاص الذين‬
‫أجروا معامالت مخالفة لألحكام التشريعية وأن إدارة أمالك الدولة هي من تعد‬
‫باسم كل مستثمرة أو مستثمرة جماعية عقد إمتياز الذي تكتسب بموجبه‬
‫ألاهلية القانونية لإلشتراط واملقاضاة والتعهد والتعاقد طبقا للمادة ‪ 02‬منه‬
‫وألحكام القانون املدني‪.‬‬
‫وحيث أنه‪ ،‬وملا تبين لقضاة املجلس‪ ،‬وبناء على دفع املدخل في الخصام الديوان‬
‫الوطني لألراض ي الفالحية لوالية معسكر أن ملف الطاعنة املتضمن تحويل‬
‫حقها في إلانتفاع الدائم إلى عقد إمتياز مطروح أمامها بصفتها الجهة املؤهلة‬
‫قانونا للفصل فيه طبقا للمادة ‪ 64‬من القانون رقم ‪ 63 – 26‬املذكورة أعاله‬
‫واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 300 – 26‬الصادر بتاريخ ‪ 03/20/0626‬الذي يحدد‬
‫كيفيات تطبيقه‪ ،‬فإن الطاعنة لم تكتسب بعد ألاهلية القانونية للتقاض ي‬
‫حسبما تتطلبه املادة ‪ 02‬من هذا القانون واملادتين ‪ 06 – 04‬من القانون املدني‬
‫ولذلك فإنهم حين قضوا برفض طلبها طرد املطعون ضده من وعائها العقاري‬
‫قد فصلوا في النزاع فصال سليما وطبقوا القانون تطبيقا صحيحا لذلك‬
‫فالوجهين غير مؤسسين ويتعين رفضهما ولكن لألسباب التي أوردتها املحكمة‬
‫العليا بدال من أسباب املجلس عمال بأحكام املادة ‪ 320‬من ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‪.‬‬
‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0087608 :‬تاريخ القرار‪08/97/8902 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪030‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫املوضوع‪ :‬دفترعقاري‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة (ب‪.‬ك)‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ا) ومن معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬شهر – مركزقانوني‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 763‬من القانون املدني‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يعتبرالدفترالعقاري املشهرالوسيلة املمتازة لتأكيد املركزالقانوني كمالك‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الثاني ‪ :‬مأخوذ من انعدام ألاساس القانوني املادة (‪ )2/302‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫إذ يالحظ أنه عند إبرام العقد العرفي املؤرخ في ‪ 0623/62/64‬كانت املوثقة بن‬
‫طيب فاطمة إلى جانب بن الطيب عبد العزيز كانا مفوضين وهذا مخالف‬
‫للمادة (‪ )010‬من القانون املدني‪ ،‬مما يعرض القرار محل الطعن للنقض‬
‫وإلابطال‪.‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬مأخوذ من انعدام التسبيب ( املادة ‪ ) 4/301‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫لكون القرار محل الطعن اعتمد على الدفتر العقاري املحرر لفائدة (ب‪.‬أ)‬
‫املطعون ضده‪ ،‬رغم أن هذا الدفتر أسس على عقد عرفي الذي يعد من آثار‬
‫الوكالة وهو يتبع مصيرهما‪ ،‬مما يعرض القرار محل الطعن للنقض وإلابطال‪.‬‬

‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫وعن الوجه الثاني ‪ :‬املأخوذ من انعدام ألاساس القانوني املادة ( ‪ ) 6/302‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪034‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫وحيث أن النزاع املطروح واملنتهي بالدفتر العقاري لصالح املطعون ضده حصن‬
‫مركزه القانوني كمالك أصلي إلى غاية إثبات العكس‪ ،‬وعليه فالقرار أتى مؤسس‬
‫قانونا وبسند رسمي مشهر يعتبر الوسيلة املمتازة لتأكيد مركزه القانوني‬
‫كمالك‪ ،‬ومن ثم يليق صرف النظر عن هذا الوجه لعدم تبريره‪.‬‬
‫وعن الوجه الثالث ‪ :‬املأخوذ من انعدام التسبيب (املادة ‪ )6/302‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫وحيث أن حصول املطعون ضده على دفتر عقاري فذلك حصن مركزه حتى آلان‬
‫بكونه املالك الوحيد للعقار محل النزاع‪ ،‬مالم تتم إجراءات إبطال هذا الدفتر‬
‫العقاري أمام املحكمة املختصة وهو ما أشار إليه قضاة املجلس‪ ،‬مما يجعل‬
‫الوجه املثار غير مبرر ويتعين رفضه‪.‬‬
‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0909772 :‬تاريخ القرار‪00/99/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬سقوط الخصومة‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة (ب‪.‬ف) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ورثة (ب‪.‬م)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬قرارإحالة – سنتين – تاريخ النطق‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 397‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تسقط الخصومة في قرارات املحكمة العليا القاضية بنقض و إبطال‬
‫القرارات املطعون فيها وإلاحالة بفوات سنتين من تاريخ النطق بها‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫ع ــن الوج ــه الوحيد ‪ :‬املأخوذ من القص ــورفي التسبيب‪:‬‬
‫ومف ــاده أن املادة ‪ 302‬من ق إ م إ والتي تضمنت على أنه ال تخطر جهة إلاحالة‬
‫بموجب عريضة تتضمن البيانات املطلوبة في عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬مرفقة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪033‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫بقرار النقض‪ ،‬ويجب إيداع العريضة تحت طائلة عدم القبول املثار تلقائيا قبل‬
‫أجل شهرين (‪ )60‬من التبليغ الرسمي لقرار املحكمة العليا للخصم شخصيا "‪..‬‬
‫ويسري أجل الشهرين حتى في مواجهة من بادر بالتبليغ "‪....‬وأن التبليغ الرسمي‬
‫املقصود يتم وفقا للمادة ‪ 060‬وما يليها من ق إ م إ‪ ،‬وملا هو ثابت في قضية‬
‫الحال‪ ،‬أن قرار النقض لم يبلغ للعارض رسميا وشخصيا‪ ،‬ومن ثم إن إعادة‬
‫السير في الدعوى أمام املجلس باعتباره جهة إلاحالة يعد واردا في آلاجال وهذا‬
‫عمال باملادة ‪ 302‬من ق إ م إ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫وأن القرار الصادر عن املحكمة العليا محل إعادة السير في الدعوى بعد‬
‫النقض وإلاحالة قد صدر بتاريخ ‪ 0622/20/61‬وأن الطاعن أعاد السير في‬
‫الدعوى بتاريخ ‪ ،0620/63/60‬ومن ثم ملا قضاة املوضوع طبقوا أحكام املادتين‬
‫‪ 004 ،003‬من ق إ م إ فإنهم قد طبقوا صحيح القانون‪ ،‬وأن الوجه املثار من‬
‫الطاعن غير مؤسس يتعين رفضه‪ ،‬ومن ثم رفض الطعن لعدم التأسيس‪.‬‬
‫منطوق القرار‪ :‬قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 0090779 :‬تاريخ القرار‪09/93/8907 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬سقوط الخصومة‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة (ع ‪ .‬ص) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ورثة ( ق ‪ .‬ا)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬قطع ميعاد – إجراء قضائي – إجراء إداري‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 888‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫إلاجراء الذي يقطع ميعاد السقوط هو إلاجراء القضائي الذي يقوم به‬
‫الخصم في مواجهة الخصم آلاخر‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪032‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫الوج ــه ألاول املأخوذ من تناقض التسبيب مـ ــع املنطوق والذي يتضمن‬
‫مخالفة القان ــون ‪:‬‬
‫حيث ثابت من ملف الدعوى وخاصة القرار الصادر بتاريخ ‪60/60/0626‬‬
‫والذي كان محل استئناف من طرف ورثة (ق ‪ .‬ا) ‪ ،‬وهو القرار الذي تدخل فيه‬
‫فريق ورثة (و ‪ .‬ل) في الخصومة أمام املجلس ‪ ،‬وانتهى ذلك التدخل بقبوله‬
‫ً‬
‫موضوعا ‪ ،‬وقبل الفصل في املوضوع بتعيين خبير في الدعوى‪.‬‬
‫وحيث ثابت أن الخبير املعين قد أودع خبرته بأمانة ضبط املجلس بتاريخ‬
‫‪.20/60/0620‬‬
‫ً‬
‫وحيث أن ورثة (و ‪ .‬ل) قد أعادوا السير في الدعوى بعد الخبرة املنجزة إفراغا‬
‫للقرار الصادر بتاريخ ‪ ، 60/60/0626‬وتم إرجاع السير في الدعوى بتاريخ‬
‫‪ ، 23/62/0620‬وانتهت دعوى إعادة السير في الدعوى بصدور قرار مؤرخ في‬
‫‪ ، 36/63/0620‬وبالتالي فإن إجراءات إعادة السير في الدعوى املرفوعة من ورثة‬
‫ً‬
‫(و ‪ .‬ل) لم يدركها السقوط املنوه عنه باملادة ‪ 003‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬علما أن املدعين‬
‫ً‬
‫في الطعن الحالي كانوا أطراف في القرار املذكور آنفا‪.‬‬
‫وحيث أن إلاجراء الذي قام به ورثة (و ‪ .‬ل) قد قطع التقادم املسقط للخصومة‪،‬‬
‫بعد صدور القرار املؤرخ في ‪ 36/63/0620‬والذي قض ى بعدم قبول إعادة السير‬
‫ً‬
‫في الدعوى شكال‪ ،‬وملا الطاعنين الحاليين أعادوا السير في الدعوى بتاريخ‬
‫ً‬
‫‪ 21/60/0620‬وتمسك املدعى عليهم في الطعن بسقوط الخصومة عمال باملادة‬
‫‪ 003‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬وأن قضاة املوضوع ملا سايروهم في ذلك يكونون قد أخطؤوا‬
‫في تطبيق القانون ألن كل إجراء قضائي من الخصوم يقطع التقادم املسقط‬
‫مدة التقادم املسقط من آخر قرار ‪ ،‬وهو‬ ‫للخصومة ‪ ،‬ومن ثم يبدأ احتساب ّ‬
‫القرار الصادر بتاريخ ‪ ، 36/63/0620‬وأن املدعين في الطعن أعادوا السير في‬
‫الدعوى بتاريخ ‪ ، 21/60/0620‬ومن ثم يتعين على قضاة املوضوع التصدي من‬
‫ً‬
‫جديد للفصل في الدعوى إفراغا للقرار الفاصل قبل املوضوع من جديد‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪032‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا‬

‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫عـ ــن الوج ــه ألاول املأخوذ من تناقض التسبيب مـ ــع املنطوق والذي يتضمن‬
‫مخالفة القان ــون ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث يتبين فعال من إجراءات السير في الدعوى تنفيذا للقرار الصادر بتاريخ‬
‫ً‬
‫‪ 60/60/0626‬والقاض ي بتعيين خبيرالتونس ي الحاج علي خبيرا في الدعوى قد‬
‫تم الاتصال بالخبير من ورثة (ق ‪ .‬ا) ‪ ،‬وأن الخبير أنجز تقريره الكتابي وأودعه‬
‫بأمانة ضبط املجلس بتاريخ‪. 20/60/0620‬‬
‫حيث تم إعادة السير في الدعوى من ورثة (و ‪ .‬ل) بتاريخ ‪ 23/62/0620‬وتمسكوا‬
‫باستبعاد الخبرة ‪ ،‬بينما املدعين في الطعن تمسكوا باستبعاد الخبرة املنجزة من‬
‫طرف الخبير التونس ي الحاج علي ‪ ،‬واعتماد الخبرة املنجزة من طرف الخبير‬
‫بوذراع ‪ ،‬وانتهت الخصومة هاته بصدور قرار مؤرخ في ‪.36/63/0620‬‬
‫ومن ثم يبدأ احتساب آجال سقوط الخصومة من آخر إجراء وهو القرار‬
‫إال أن املدعى عليهم في الطعن رفعوا دعوى‬ ‫ّ‬
‫الصادر بتاريخ ‪،36/63/0620‬‬
‫سقوط الخصومة بتاريخ ‪ 21/60/0620‬وهي الحالة التي استجاب إليها قضاة‬
‫املجلس في قرارهم املنتقد والصادر بتاريخ ‪ 24/26/0620‬محل الطعن الحالي ‪،‬‬
‫وطاملا أن كل إجراء يقوم به الخصوم يقطع التقادم املنوه عنه باملادة ‪ 003‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬ويبدأ احتساب آجال التقادم املسقط من آخر إجراء ‪ ،‬وأن آخر إجراء‬
‫هو القرار الصادر بتاريخ ‪ 36/63/0620‬ومن ثم فإن القرار الصادر بتاريخ‬
‫ً‬
‫‪ 60/60/0626‬لم يدركه السقوط نظرا لسعي أطراف الخصومة بعدة إجراءات‬
‫ً‬
‫تالية لصدور القرار املذكور آنفا ‪ ،‬ومن ثم يتعين معه نقض القرار املطعون فيه‬
‫ملخالفته القانون‪.‬‬
‫منطوق القرار‪ :‬نقض وإحالة أمام نفس املجلس‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/43‬‬

‫‪032‬‬

You might also like