You are on page 1of 208

‫جملة احملامي‬

8.6302 3. 06

www.avocat-setif.org

ordre.setif@gmail.com

2282 2882

brahimtairi@outlook.com
‫حموتيات العدد ا‬
‫كلمة التحرير ‪82 ..............................................................................‬‬

‫زمالء فقدناهم ‪87 ............................................................................‬‬

‫رسائل رئيس االحتاد الوطين ملنظمات احملامني ‪38 .......................................‬‬

‫مــداوالت و اعالنــات ‪37 ......................................................................‬‬

‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية ‪32 ........................................................‬‬

‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض يف املادة اجلزائية ‪.6 ......‬‬

‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية ‪52 ..............................................‬‬

‫تقنيات الطعـن بالنقض يف املادة اجلزائية (دراسة بعض احلاالت) ‪28 ..................‬‬

‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري ‪22 ............................. .‬‬

‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية) ‪73.........‬‬

‫تقنية النقض يف املادة املدنية ‪72..........................................................‬‬

‫التحوّل من قاضي املوضوع إىل قاضي القانون ‪32..........................................‬‬

‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية ‪358.........................‬‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة يف الطعن بالنقض ‪326.................‬‬


‫قواعد وإجراءات النشر يف اجمللة‬
‫ختتص "جملة املحامي" التي تصدر بشكل دوري وتقدم بحوث علمية تكتب بأقالم املحامني‬
‫و القضاة و املوثقني و املحرضين القضائيني و الصحافيني و كل من له عالقة بأرسة القانون‬
‫وأساتذة و باحثي اجلامعات و تقدم األعامل باللغة العربية أو الفرنسية أو االنجليزية‪.‬‬
‫قواعد تقديم البحث‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تكتب الورقة بأسلوب علمي أكاديمي باإلضافة اىل (التهميش – واملرجع‪ )...‬يتبع‬
‫البحث باسم و لقب األستاذ الشخصية و مهنته‪( ،‬عنوان املؤسسة ‪ ،‬الربيد االلكرتوين ‪،‬‬
‫ورقم اهلاتف)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تـودع املسامهات لدى أمانـة منظمة سطيف أو عرب الربيد عىل العنوان ‪ :‬منظمة‬
‫املحامني قرص العدالة سطيف مع قرص مضغوط أو ‪ Flash Disk‬أو ترسل عرب الربيد‬
‫االلكرتوين‪.ORDRE.SETIF@GMAIL.COM :‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال تقبل املسامهات التي سبق نرشها‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬ختضع املسامهات للتحكيم العلمي بحيث تفحص من طرف هيئة علمية متخصصة هلا‬
‫أن تقبل البحث أو ترفضه بحسب أمهيته و قيمته العلمية‪ ،‬و هلا كذلك أن تطالب صاحب‬
‫البحث بإجراء تعديالت الالزمة‪.‬‬
‫هيئة التحكيم تتشكل من األساتذة اآليت أسامئهم‪:‬‬
‫‪ - 2‬األستاذ ‪ /‬حسان موسى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬األستاذ ‪ /‬خلفي عبد الرمحان‪.‬‬
‫‪ -4‬األستاذ‪ /‬خلفون السعيد‪.‬‬ ‫‪ - 3‬األستاذ ‪ /‬محالوي رياض‪.‬‬
‫‪ -6‬األستاذ ‪ /‬بوطغان عبد احلليم‪.‬‬ ‫‪ -5‬االستاذ ‪ /‬بوعبد اهلل حممد فريد‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ما ينرش يف املجلة يعرب عن رأي كاتبه و ال يمثل رأي املجلة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪5‬‬
‫كلمـــة التحريـــر‬

‫بسم اهلل الرمحان الرحيم والصالة والسالم عىل أفرف املرسلني سيدنا حممد وعىل‬
‫آله وصحبه أمجعني‪،‬‬
‫يصدر هذا العدد رقم ‪ 35‬من جملة املحامي و الذي سيكون عددا خاصا حول‬
‫الطعن بالنقض يف املواد املدنية و اجلزائية و هو املوضوع الذي كان عنوان ملتقى دويل أقيم‬
‫باجلزائر العاصمة يف ‪ 2321-33-31‬كانت املداخالت فيه حول التقنيات و أساسيات‬
‫الطعن بالنقض‪.‬‬
‫تلك املداخالت التي كانت من طرف خرباء و قضاة من اجلزائر و فرنسا و التي‬
‫سامهت كثريا يف التعريف و االملام هبذا املوضوع اهلام‪ ،‬فمثال عرف االستاذ احسن بوسقيعة‬
‫باجراءات الطعن بالنقض و موضوعه‪ ،‬و االستاذان مدين علوي و آزرو حممد وضحا‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‪ ،‬كذلك االستاذ ذيب سالم عرج عىل قضية التحول‬
‫من قايض املوضوع اىل قايض القانون و حتسني مردود القايض كام و كيفا‪ ،‬أما بخصوص‬
‫القضاة املداخلني من فرنسا فقد أثارو شخصية املحامي املعتمد لدى حمكمة النقض يف املدين‬
‫و اجلزائي يف تدخل االستاذ برينو اودان‪ ،‬و كذا تقنية النقض يف املادة املدنية الذي كان‬
‫موضوع مداخلة االستاذ باتريك مايت‪ ،‬و يقابله تقنية النقض يف املادة اجلزائية يف موضوع‬
‫مداخلة االستاذ كريستوف كابيال‪ .‬كام أعدنا نرش مداخلة السيد خمتار سيدهم حول إجراءات‬
‫تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية امللقاة يف مناسبة أخرى الهتاممها بنفس‬
‫موضوع عددنا اخلاص‪.‬‬
‫كام تم نرش اجتهادات للمحكمة العليا و جملس الدولة يف هذا املوضوع بالذات‪.‬‬
‫نرجوا االضافة و االستفادة من هذا العدد اخلاص‪ ،‬كام نأمل تفاعل السادة املحامني‬
‫و الباحثني مع خمتلف البحوث و تبعا لذلك تنرش املجلة ما يردها من تعليقات و اثراءات‪.‬‬
‫اللجنة‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪6‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫تذكرهم " ‪" 0202‬‬ ‫زمالء فقدانهم‪ ،‬ينبغي‬


‫بن عبيد حممد جنيب‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2250-22-02 :‬ماوكالن‬
‫العنوان‪ :‬بوقاعة‬
‫تاريخ التسجيل‪2292-20-02 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2292-25-02 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-22-02 :‬‬

‫غجاتي حممد‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2209-20-20 :‬قجال‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2292-22-02 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2292-22-22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-22-02 :‬‬

‫بناني حممد‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2252-25-02 :‬سطيف‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2222-22-29 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2222-22-02 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-29-25 :‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪7‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫بن عقيلة حممد واعمر‬


‫تاريخ ومكان اإلزدياد‪ 2202-22-22:‬بني ورثيالن‬
‫العنوان‪ :‬بوقاعة‬
‫تاريخ التسجيل‪2222-22-22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2222-22-02 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-29-22 :‬‬

‫كتفي أمحد‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2220-20-22 :‬سطيف‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2222-22-22 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2222-22-22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-29-05 :‬‬

‫عيطوش منى‬
‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2292-20-02 :‬بوقاعة‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪0222-25-25 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪0222-22-22 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202-22-02 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪8‬‬
‫زمالء فقدناهم‬

‫بن اعراب عراب‬


‫تاريخ و مكان اإلزدياد‪ 2229/22/22 :‬عنابة‬
‫العنوان‪ :‬سطيف‬
‫تاريخ التسجيل‪2222/25/02 :‬‬
‫تاريخ أداء اليمني‪2222/22/25 :‬‬
‫تاريخ الوفاة‪0202/22/22 :‬‬

‫رمحهم اهلل برمحته الواسعة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪9‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫رسائل السيد رئيس االحتاد حول دستورية املادة ‪ 42‬من‬


‫قانون املهنة و قانون الضرائب املفروض على احملامني‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪22‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪22‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪20‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪23‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪21‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪25‬‬
‫رسائل السيد رئيس االحتاد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪21‬‬
‫مــــــداوالت و اعالنــــات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪21‬‬
‫مــــــداوالت و اعالنــــات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪21‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬


‫‪ Mr Christophe Kapella‬محام عام شرفي بمحكمة النقض الفرنسية‬
‫ترجمة‪ :‬املستشار‪ ،‬رئيس قسم الوثائق والدراسات القانونية والقضائية‬
‫املتقاعد‪ :‬عبد العزيزأمقران‬

‫شكرا سيدي الرئيس‪ ،‬صدقوني بأنني أقدر شرف التدخل أمام حضور‬
‫مختار حول موضوع يهمني والذي مارسته إلى وقت قريب طيلة حوالي خمس‬
‫سنوات‪.‬‬
‫كما أقدر في هذه اللحظة‪ ،‬تحدي احترام الوقت املخصص لي‪ ،‬ألنكم‬
‫تعرفون أحسن من غيركم‪ ،‬وكما أبرز ذلك أحد وزرائنا للعدل القدماء‪،‬‬
‫استحالة الجواب بجملة واحدة عند التطرق ملواضيع القضاء! ّ‬
‫خاصة وأن رهان‬
‫موضوعنا ألاساس ي‪ ،‬معقد وعويص "تقنيات النقض" وهو ملخص في الكتابة‬
‫املنقوشة في الساعة الكبيرة القائمة في محكمتنا للنقض "هذه آلالة التي ّ‬
‫تقسم‬
‫اليوم مرتين لستة أجزاء‪ ،‬دقيقة التساوي تحثنا على السير الحسن للعدالة‬
‫ومراعاة القوانين!"‪.‬‬
‫العامة بمحكمة النقض ومركز‬‫أود أن أتناول على التوالي‪ ،‬تنظيم النيابة ّ‬
‫وعمل املحامي العام بمحكمة النقض ومسألة انتقاء أو بالتحديد توجيه‬
‫الطعون ثم معالجتها عبر "نقض تأديبي" وبدون تجنب‪ ،‬طبعا‪ ،‬النقض في أصل‬
‫الحق املعادل لخرق القانون‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن املفيد‪ ،‬كمدخل‪ ،‬إلاشارة إلى أنه "ال وجود إال ملحكمة نقض ملجموع‬
‫الجمهورية"‪ .‬ويجب حتى إلالحاح على‪ :‬محكمة نقض واحدة لكامل الجمهورية!‬
‫بأن محكمة النقض‬ ‫وهي ال تفصل ّإال في القانون وليس في الوقائع‪ .‬وهو ما يعني َّ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪21‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫ليست بدرجة ثالثة للتقاض ي‪ .‬فالطعن بالنقض‪ ،‬بالتالي‪ ،‬طريق من طرق الطعن‬
‫غير العادية‪.‬‬
‫مسبقا الفشل! وبديهي‪،‬‬‫ً‬ ‫وقائع‪ ،‬مصيره‬ ‫ٌ‬
‫مسبب باعتبارات ِ‬ ‫كل طعن بالنقض‬
‫كذلك‪ ،‬أن هذا هو مصير كل طعن‪ ،‬يتفنن‪ ،‬تحت غطاء مسألة قانونية‪ ،‬قصد‬
‫إعادة النظر في مسألة وقائع‪.‬‬
‫هامة في موضوع تقنيات النقض ألنه يجب على‬ ‫وتبدو لي هذه الاعتبارات ّ‬
‫كل محكمة عليا‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬تجنب محضورين‪:‬‬
‫ألاول‪ ،‬هو إغراقها بطعون‪ ،‬ألنها ستكون في وضع يستحيل فيه عليها‬
‫معالجتها كلها في أجل معقول وبالنتيجة ال تستطيع الاضطالع بدورها كمحكمة‬
‫ضابطة‪ .‬واملحضور الثاني ال يقل جدية عن ألاول‪ ،‬هو املبالغة في التضييق على‬
‫الوصول إلى محكمة النقض‪ ،‬بما يؤدي إلى ترك صدور قرارات في املوضوع‪،‬‬
‫معيبة بالخطأ في القانون‪ ،‬وهذا ال يعد جيدا ال بالنسبة للصالح العام وال‬
‫بالنسبة للمواطن املتقاض ي‪.‬‬
‫دوما محكمتنا للنقض‪ ،‬من خالل‬ ‫َّإن هذا التوازن‪ ،‬هو ما تبحث عنه ً‬
‫التفكير في كيفيات موجهة أساسا ملحاربة تكدس الطعون‪ ،‬حوالي ‪ 02.222‬طعنا‬
‫سنويا ومنها حوالي النصف في الغرفة الجنائية‪ .‬إن املحاكم العليا‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫ألانجلوساكسيونيه (‪ 02‬طعون تقريبا معالجة سنويا‪ ).....‬وجدت حلل للمسألة‬
‫ّ‬
‫بما تتمتع به من سلطة‪ ،‬بعدم التكفل على أساس اختيار مدروس إال بالطعون‬
‫التي تهمها (مسألة مجتمع‪ ،‬مسالة أساسية في الحرية)‪ ،‬فاملحكمة العليا بأملانيا‪،‬‬
‫وبإحالة نظر الطعون بالنقض التأديبية إلى مجالس قضاء الاستئناف‪ ،‬تحتفظ‬
‫لنفسها بمسائل خرق القانون باملعنى الخاص للعبارة‪ .‬واملحكمة العليا بإسبانيا‬
‫ّ‬
‫(الجلسة الوطنية) ال يمكن إخطارها إال بما يتجاوز عتبة معيار نقدي‪ ،‬ماعدا‬
‫ّ‬ ‫مسألة قانون ّ‬
‫هامة‪ .‬ال تسجل هاتان املحاكمتان إال ما ال يزيد عن ‪ 022‬طعن‪،‬‬
‫ً‬
‫سنويا!‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫دوما‪ .‬إن محكمتنا للنقض ال تجابهها صعوبات‬ ‫والتفكير في التحسين جار ً‬


‫ٍ‬
‫ماض إلى الحد ألاقص ى‪،‬‬
‫مادية أو ميزانية والعمل املكثف على رقمنة امللفات ٍ‬
‫بفعالية كبيرة‪ ،‬ماعدا في الغرفة الجنائية حيث الرقمنة غير كاملة بسبب عدم‬
‫محام‪ .‬ال يتعدى ألاجل املتوسط ملعالجة طعن‪ ،‬سنة واحدة‬ ‫ٍ‬ ‫إجبارية تأسيس‬
‫وهذا هو ألاجل املتوخى عدم تجاوزه (تراجع إحصائيات الجدول أدناه لسنة‬
‫‪ ،) 0202‬وفي الواقع تقل هذه املدة عن ‪ 071‬يوما تقريبا وهذا ليس باألمر السيئ‪.‬‬
‫وزيادة على ذلك ّ‬
‫البد من إلاشارة إلى حقيقة التوجه منذ سنوات عديدة إلى‬
‫تخفيض آلاجال (كان ألاجل مثال‪ 091 ،‬يوما سنة ‪ .)0202‬وكل هذا تم بعدد‬
‫مستقر جدا من القضاة‪ ،‬وهؤالء يستعينون‪ ،‬بقوة‪ ،‬بموظفين‪ ،‬أقول عنهم‪ ،‬من‬
‫باب التنويه بهم‪ ،‬بأنهم‪ ،‬ونحن قريبون من دور الخياطة الراقية الباريسية‬
‫"ألايدي الصغيرة الحقيقية للجمهورية"‪ .‬فيما يلي جدول عدد العاملين بمحكمة‬
‫النقض‪:‬‬

‫َّأنه من الواجب واستحضار هذه الاعتبارات في الذهن عند تناول تقنيات‬


‫النقض‪ ،‬مع التوضيح َّ‬
‫بأنه قد تؤدي الطعون بالنقض إلى رفض الطعون أي إلى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫تثبيت صحة القرارات الصادرة‪ .‬وتتحكم تقنيات النقض هذه في تنظيم النيابة‬
‫العامة وعمل أعضائها في حوارهم مع قضاة محكمة النقض‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وبهذا الصدد‪ ،‬وفي جلسة افتتاح السنة القضائية بتاريخ ‪ 00‬جانفي ‪،0200‬‬
‫إصالح بدأ تجسيده ويكون كامال فعليا بحلول فاتح مارس املقبل‬ ‫ٍ‬ ‫تم إلاعالن عن‬
‫(‪َّ ،)0200/20/20‬إنه تقدم حقيقي‪ ،‬جعل نائبنا العام‪ ،‬مبتهجا به " َّإن إلاصالح‬
‫القائم على إحداث مسارات متميزة للجراءات‪ ،‬مسار قصير للقضايا البسيطة‬
‫ومسار معمق للطعون بالنقض املعقدة ومسار وسيط للطعون ألاخرى‪،‬‬
‫سيمكن املحكمة من تحسين التكفل بواليتها مع الاستمرار في الفصل‪ ،‬بدون أية‬
‫تصفية‪ ،‬ولكن بتنويع معالجتها‪ ،‬قصد تكريس الوقت والوسائل الضرورية‬
‫ً‬
‫تعقيدا أو للطعون ذات البعد القانوني ألاهم‪.‬‬ ‫ألاكثر‬ ‫للطعون‬
‫ِ‬
‫وهكذا وبخصوص الطعون املوجهة عبر املسار املعمق‪ ،‬فإن املستشار‬
‫املقرر واملحامي العام يكونان بالتزامن‪ ،‬معينين‪ ،‬منذ اختيار هذا التوجيه وهو‬ ‫ّ‬
‫ما يسمح بنظرة مزدوجة فورية قبل فحص امللف من طرف الغرفة‪ ،‬ويسمح‬
‫بتبادل غني ومثمر لألفكار‪ .‬ويتم دوما تنظيم جلسة تحقيق لهذه الطعون‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬
‫يشارك فيها على ألاقل رئيس الغرفة والعميد واملستشار املقرر واملحامي العام"‪.‬‬
‫فرز الطعون هو كذلك اختيار للمسار ويرتكز على تنظيم واضح وعلى‬
‫مركزه الدور املعتبر في اليقظة وفي الدفع به إلى‬‫ُ‬ ‫عمل املحامي العام الذي يجسد‬
‫ألامام في كل مرحلة مراحل فرز الطعون‪.....‬‬
‫‪ -‬تنظيم النيابة ّ‬
‫العامة ملحكمة النقض‪:‬‬
‫جدا إلاملام بهذا التنظيم‪ ،‬فهو يتبع التنظيم الهيكلي ملحكمة‬ ‫من السهل ً‬
‫النقض املتكونة من ‪ 2‬غرف‪:‬‬
‫‪ 0‬غرف مدنية (ألاولى تعالج حقوق ألاشخاص وألاسرة‪ ،‬والثانية غرفة‬
‫املسائل إلاجرائية ومسائل الضمان الاجتماعي والغرفة املدنية الثالثة مسائل‬
‫القانون العقاري وإلايجارات وإلارتفاقات‪ ،‬ومسائل الاستهالك والبيئة)‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪ 0‬غرفة تجارية‪.‬‬
‫‪ 0‬غرفة اجتماعية مختصة في مسائل قانون العمل‪.‬‬
‫و‬
‫‪ 0‬غرفة جنائية مقسمة إلى ثالثة أقسام‪ :‬قسم الجنايات‪ ،‬قسم القضايا‬
‫املالية وقسم الحقوق املدنية‪.‬‬
‫العامة مقابل الغرف الست‪ ،‬وكل قسم مخصص‬ ‫هناك ‪ 2‬أقسام في النيابة ّ‬
‫لغرفة واحدة ويتألف باستمرار من محام عام و من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬محامين عامين‬
‫للتحضير (‪ )Référendaires‬وأمانة‪ ،‬غالبا ما تكون مشتركة بين عدة أقسام‪ .‬ال‬
‫مفاجأة في أن تكون الغرفة الاجتماعية و الغرفة الجنائية‪ ،‬ألاكبرا حجما في عدد‬
‫الطعون‪ ،‬هما ألاكثرا ً‬
‫توفرا على عدد املحامين العامين‪.‬‬
‫تضم الغرفة الجنائية (‪ )09‬قاضيا‪ :‬رئيس و ‪ 0‬مستشارين عمداء كل واحد‬
‫ّ‬
‫املسمى "الحقوق‬ ‫منهم على رأس قسم‪ ،‬قسم الجنايات والقسم املالي والقسم‬
‫ً‬
‫محاميا‬ ‫العامة على رأس القسم‪ ،‬محاميا عاما أول‪ ،‬و ‪00‬‬ ‫املدنية"‪ .‬تضم النيابة ّ‬
‫عاما و ‪ 0‬محامين عامين للتحضير(‪( )Référendaires‬وهم محامون عامون قيد‬ ‫ًّ‬
‫التكوين للمستقبل ‪ ...........‬ويقال عنهم بأنهم نخبنا في املستقبل‪ ،‬ألنهم وإذا كانوا‬
‫سينتقلون إلى جهات قضاء املوضوع ويقدمون بكل تواضع املعرفة الاجتهادية‬
‫القضائية املتكونة لديهم‪ ،‬طيلة على ألاقل عشر (‪ )02‬سنوات‪ ،‬فإنهم سيرجعون‬
‫على العموم كذلك بعد عشر سنوات‪ ،‬متشبعين بتجربتهم "في امليدان" إلى‬
‫محكمة النقض)‪.‬‬
‫يوجد على مستوى محكمة النقض قسم الوثائق والدراسات والبحث‬
‫لغرفة وعلى رأسه رئيس غرفة يعاونه‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )SDER‬وهو‪ ،‬كما يمكن القول‪ ،‬معادل‬
‫عدد من قضاة التحضير وبالخصوص من املساعدين املكلفين جميعهم بأبحاث‬
‫جدا بالنسبة لقضاة محكمة‬ ‫هامة ً‬ ‫في مواضيع معقدة متنوعة‪ .‬إنه مصلحة ّ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪03‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫املقرر يستطيع اللجوء إليه بخصوص مواضيع نوعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النقض ألن املستشار‬
‫العامة منذ وقت قريب تستطيع اللجوء إليه كذلك‪.‬‬ ‫كما أصبحت النيابة ّ‬
‫ّأدى التوزيع الحديث للمكاتب املتحصل عليها‪ ،‬بعد نقل مقر محكمة‬
‫عما إذا كان من ألاجدى استغالل هذه السانحة لتجميع‬ ‫باريس إلى التساؤل ّ‬
‫العامة حول ديوان النائب العام‪ ،‬غير َّأن الجميع رفض هذه‬ ‫كافة قضاة النيابة ّ‬
‫ّ‬
‫الفكرة‪ .‬فاألقسام مكلفة بمتابعة الغرف وتم الاتفاق باإلجماع على بقائها كما‬
‫وخاصة مع عمل املحامي العام بمحكمة‬ ‫ّ‬ ‫هي‪ .‬وهو ما ينطبق أكثر مع مركز‬
‫النقض‪ ،‬كما سنرى ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬مركزوعمل املحامي العام بمحكمة النقض‬
‫يعد فحص مركز املحامي العام لدى محكمة النقض بالنسبة لرجال‬
‫اهتماما مصدر غبطة‪ ،‬يحول الوقت املخصص لي‪ ،‬دون تقاسمها‬ ‫ً‬ ‫القانون ألاكثر‬
‫معكم‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نائبنا العام (‪ )François Molins‬قد لخص الشروحات‬
‫جدا‪ ،‬خالل افتتاح‬ ‫الطويلة التي اعتزمت تقديمها‪ ،‬في أسطر قليلة واضحة ً‬
‫السنة القضائية ‪ 0200‬بحضور الوزير ألاول وحافظ ألاختام‪ .‬إليكموها‪:‬‬
‫"املحامون العامون مستقلون عن النائب العام‪ ،‬الذي ال سلطة له خارج‬
‫جدا عن مهام قضاة النيابة ّ‬
‫العامة في جهات‬ ‫تعيينهم في غرفة‪ .‬مهامهم مختلفة ً‬
‫قضاء املوضوع‪ .‬فهم ال يساندون الاتهام أمام الغرف‪ ،‬وحتى أمام الغرفة‬
‫الجنائية‪ ،‬ألن القرارات وحدها هي املستهدفة بالطعون فحسب القانون‪ ،‬يصدر‬
‫املحامي العام آراء بخصوص الطعون‪ ،‬في صالح القانون والصالح املشترك‪،‬‬
‫وينير املحكمة بشأن مدى ومضمون القرار املرتقب‪.‬‬
‫وهو و ما دام غير خاضع ألية سلطة رئاسية أثناء ممارسة مهمته القضائية‬
‫خاصة‪ ،‬فإن املحامي العام الذي هو ليس بطرف في املحاكمة‪،‬‬ ‫وليس له مصلحة ّ‬
‫جزءا ال يتجزأ من الغرفة‪ ،‬فإنه يبدي رأيه‬‫يعبر باستقالل تام عن رأيه‪ .‬وباعتباره ً‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫علنا ويعرضه على املناقشة الوجاهية‪ ،‬ويساهم بالتالي في إنجاز القرار‪ ،‬ولكن‬
‫بدون حضور املداولة"‪.‬‬
‫ً‬
‫نرى إذا من خالل موقعه هذا املتميز حجم مساهمة املحامي العام بيقضته‬
‫فرز الطعون‪ ،‬املنجز وفق تقنيات النقض‪........‬‬ ‫في سالمة ْ‬
‫‪ .3‬فرز أو‪ ،‬باألحرى‪ ،‬توجيه الطعون (التشكيلة املصغرة (عدم الجدارة‬
‫بالقبول ‪ ،)Nom admission‬التشكيلة املصغرة (طعون غير مؤسسة) وتشكيلة‬
‫القسم)‬
‫تعودنا على التفكير على أساس مجموعة من الطعون‪ :‬هناك ثالث‬
‫مجموعات! الطعون املوجهة إلى التشكيلة املصغرة (عدم الجدارة بالقبول وغير‬
‫املؤسسة)‪ ،‬وهناك الطعون املجدولة في تشكيلة القسم‪.‬‬
‫تتحكم في هذا الفرز‪ ،‬مؤسسة حاسمة تسمى "املؤتمر ‪"La conférence‬‬
‫أبدا ولكنه وحسب‬ ‫مشكلة من ئيس الغرفة وعمدائه‪ .‬ال يشا ك املحامي العام ً‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫عادات كل غرفة يصله الصدى برسائل الكترونية مقتضبة‪ ،‬وإما كذلك‪ ،‬عن‬
‫طريق استقبال املحامي العام من طرف عميد الغرفة بخصوص هذا املوضوع‬
‫وإما أيضا من طرف رئيس الغرفة ذاته‪.‬‬
‫َّإن ما يبحث عنه املحامي العام عبر هذا التبادل هو املعرفة الكاملة‬
‫للنقطة القانونية املثارة‪ ،‬ولم يعد املحامي العام يحضر املداولة وال حتى‪،‬‬
‫َ َ‬
‫أت ذات يوم وفات ْح ُت بخصوص هذه الصعوبة عميد‬ ‫بأسف‪ ،‬املؤتمر‪ .‬تجر ُ‬
‫ٍ‬
‫الغرفة املدنية ألاولى الذي التقيته في املكتبة الرائعة ملحكمة النقض‪ ،‬فذكرني‬
‫هذا ألاخير بأن املؤتمر‪ ،‬يعد في حقيقة ألامر بداية "املداولة" ّ‬
‫وبالتالي ال انتقاد‬
‫على عدم الحضور‪ .‬وحقيقي أيضا‪ ،‬عدم حياد قرار توجيه الطعن!‬
‫‪ -‬التشكيلة املصغرة لعدم الجدارة بالقبول‪ :‬يجب أن يكون عدم الجدارة‬
‫وقاطعا إلى درجة تجعل املستشار املقرر يبدي رأيه بصورة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واضحا‬ ‫بالقبول‬
‫مقتضبة‪ .‬يبلغ هذا الرأي لكل من الطرفين واملحامي العام‪ .‬وستجدون‪ ،‬من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪05‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫فضلكم‪ ،‬في امللحق‪ ،‬نموذجا من أمر عدم الجدارة بالقبول‪ ،‬تحصلت عليه من‬
‫الغرفة الجنائية لتوضيح هذه الوضعيات العديدة والبسيطة‪.‬‬
‫وصل عدد ألاوامر بعدم الجدارة بالقبول سنة ‪ 0209‬إلى ما يقارب ‪!%22‬‬
‫بأن هذا هو ما يجب أن تنصب عليه اليقظة القصوى‬ ‫وأسمح لنفس ي بالقول َّ‬
‫للمحامي العام ً‬
‫نضرا للطابع النهائي للمسار غير القابل ألي مراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬التشكيلة املصغرة للطعون غير املؤسسة‪ُ :‬يفصل في القضية من طرف‬
‫ثالثة قضاة‪ ،‬في حالة ما إذا كانت امللفات املدرجة محل‪َّ ،‬إما قرار رفض َّ‬
‫وإما قرار‬
‫نقض بسبب ترسيخ الاجتهاد القضائي بشأن املسائل املثارة في مذكرة الطعن‪.‬‬
‫وهذا ال يعني بأنه قد تم رفع الطعن بتجاهل الاجتهاد القضائي ملحكمة النقض‬
‫وإنما بسبب صدور قرارات عديدة تخص هذه املسألة‪ ،‬في الفترة بين وقت رفع‬ ‫َّ‬
‫الطعن ووقت وصول القضية إلى الجلسة‪.‬‬
‫من ألاهمية في هذه املرحلة من معالجة الطعن‪ ،‬إلاشارة إلى أن املحامي‬
‫العام يفحص جميع امللفات املوجهة إلى هذه التشكيالت املضطلعة بالطعون‬
‫ّ‬
‫غير الجديرة بالقبول والتشكيالت املصغرة‪ ،‬وإلى أنه يتوفر على سلطة الطلب‬
‫خاصة في حالة ملف يكون‬ ‫من رئيس الغرفة من خالل‪ ،‬طبعا‪ ،‬رأي مفصل ( ّ‬
‫موضوع أمر مرتقب ناطق بعدم الجدارة بالقبول) ب ـ"ترقية" "‪"PROMOUVOIR‬‬
‫(وهي العبارة املكرسة) امللف املعني إلى تشكيلة القسم‪ ،‬وهذه السلطة التي‬
‫الدولة ومحكمة‬‫يتمتع بها املحامي العام معروفة لدى املحامين لدى مجلس ّ‬
‫دوما في حوار مع املحامي العام بمجرد ما يرون ّ‬
‫بأن ملفا‬ ‫النقض الذين يدخلون ً‬
‫ما قد تم توجيهه توجيها سيئا‪ ،‬أو تم توجيهه في غياب عناصر كافية للتقدير‬
‫(مثل الظرف الخطير‪ :‬تحريف مستندات ملف من طرف مجلس قضاء‬
‫الاستئناف)‪.‬‬
‫تتلقى تشكيلة القسم املتكونة من ‪ 1‬قضاة (منهم الرئيس) املتوفرين على‬
‫أصوات تداولية‪ ،‬امللفات التي تثير مسائل جديدة لم تسبق معالجتها أو ّ‬
‫مقدمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬
‫ّ‬
‫يحضر‬ ‫ّ‬
‫املقرر‬ ‫من زاوية جديدة لم يسبق فحصها‪ .‬ويقال هنا َّ‬
‫بأن املستشار‬
‫ّ‬
‫مشروعي قرار‪ ،‬أحدهما نقض وآلاخر رفض‪ ،‬وال يعلم املحامي العام بهما إال في‬
‫حاالت استثنائية نادرة‪ .‬ما يجدول في الجلسات عدد قليل من امللفات غير أن‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معتبرا وال يظهر الحل املهتدى إليه إال بعد هذا العمل‬ ‫كل ملف يتطلب عمال‬
‫وجوبا معالجتها من طرف جميع أقسام الغرفة ً‬
‫معا‬ ‫ً‬ ‫ولكن املسألة قد تتطلب‬
‫العامة ملحكمة‬ ‫العامة بل وحتى من طرف الجمعية ّ‬ ‫وهذه هي جلسة التشكيلة ّ‬
‫النقض التي تجمع جميع الغرف املعنية باملسألة املطروحة في الطعن‪.‬‬
‫يتوفر املحامي العام‪ ،‬لتحرير رأيه على مذكرة الطعن لصاحب الطعن‬
‫محام من املتقاض ي)‪ ،‬ومذكرة‬ ‫(وتسمى املذكرة الشخصية في حالة عدم تأسيس ٍ‬
‫النائب العام لدى مجلس قضاء الاستئناف وعلى تقرير املستشار املقرر‪ .‬يصدر‬
‫َ‬
‫آراءه للغرفة الجنائية في جميع امللفات ولكنه ُيك ِي ُف َها بحسب ألاهمية التي يوليها‬
‫للمسألة املثارة‪ ،‬ويشير‪ ،‬على ألاقل‪ ،‬على هامش جدول الجلسة الذي يرجعه إلى‬
‫امللف‪ ،‬إلى مضمون رأيه (رفض‪ ،‬نقض‪ ،‬عدم الجدارة بالقبول ‪......‬إلخ)‪ ،‬أو إذا‬
‫جدا بحيث يمكن حتى نشره في‬ ‫أ اد ذلك‪ ،‬يقوم بتحرير أي ثري ومستفيض ً‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫املجالت القانونية التي يتواصل معها النائب العام وكذلك مع الجامعات التي هي‬
‫شريكة طبيعية من املستوى العالي في مجال نشر اجتهادنا القضائي وتلقي أيضا‬
‫جامعيا ً‬
‫سنويا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫آراء فقهاء بارزين‪ ،‬بحيث تنظم كل غرفة‪ ،‬في هذا الشأن‪ ،‬ملتقى‬
‫كما ّأن املحامين املعتمدين لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض يقومون بنفس‬
‫عال من التفكير‪ .‬وفي الغالب فإن مذكرة الطعن هي التي‬ ‫الش يء وعادة بمستوى ٍ‬
‫تلفت الانتباه إلى نقطة قانونية وجيهة‪ .‬وهناك طعون عديدة ال تنجح في‬
‫الامتحان على مستوى مكاتبهم لعدم قابليتها للدفاع عنها في نظرهم‪.‬‬
‫يجب على املحامي العام‪ ،‬بالنسبة للملفات املعقدة والعويصة أي تلك‬
‫املعروضة على تشكيلة القسم‪ ،‬التثبت من وجاهة النقطة القانونية الواجب‬
‫فحصها والحرص عند الاقتضاء على معرفة كيفية معالجتها في الغرف ألاخرى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫ملحكمة النقض (‪ 2‬غرف = ‪ 2‬محاكم نقض؟) للفت انتباه زمالئه إلى الاختالف‬
‫املحتمل في التقدير (مثل ملف‪ :........‬بيع بناية على حالها‪ ،‬تنتهي ألاشغال بها‬
‫مستقبال‪ ،‬القابل للمعالجة في جميع الغرف باستثناء الغرفة الاجتماعية)‪.‬‬
‫‪ .1‬أوجه النقض في املادة الجزائية‬
‫عامة على قبول‬ ‫املادة ‪ 127‬من قانون إلاجراءات الجزائية بصورة ّ‬ ‫تنص ّ‬
‫الطعن بالنقض املرفوع طعنا في قرارات غرف التحقيق والقرارات وألاحكام‬
‫الصادرة انتهائيا عن جهات قضاء املوضوع‪ ،‬من أجل خرق القانون‪.‬‬
‫ً‬
‫عميدا للغرفة الجنائية‪،‬‬ ‫يوضح لنا السيد ‪ ،GILLES STRAEHLI‬يوم كان‬
‫بأن كل نقض يعني بداهة خرق قانون‪ .‬ولكن‪ ،‬في الواقع يوجد اختالف أساس ي‬ ‫َّ‬
‫في أوجه النقض‪ ،‬بين مأخذ "سوء تطبيق أو تفسير قانون محدد‪ ،‬جزائي أو‬
‫إجرائي جزائي" موجه للقضاة ومأخذ "خلل" (‪ )MALFAÇON‬في العمل املؤدي‬
‫إلى قرارهم أو في تحريره‪ .‬والحد‪ ،‬أحيانا‪ ،‬يكون غير واضح‪ ،‬وهو ما يترجم‬
‫بالنسبة للغرفة الجنائية بتردد في اختيار تأشيرة النقض وأحيانا بتبني تأشيرة‬
‫مزدوجة‪.‬‬
‫ماض نحو التمييز الواضح بين النقض التأديبي والخروقات‬ ‫التوجه آلان ٍ‬
‫ألاخرى للقانون املعتبرة وحدها "نقضا في أصل الحق"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك نقاش‬
‫ّ‬
‫منصب‬
‫ٍ‬ ‫نقض‬
‫ٍ‬ ‫حول النقض املسمى بالنقض التأديبي املحض ألنه ليس مجرد‬
‫على الشكل‪ ،‬مثل‪ :‬إذا لم تعط للمتهم الكلمة في ألاخير‪ ،‬وإذا لم ُيحترم مبدأ‬
‫الوجاهية أو عدم حصول علنية املناقشات ّ‬
‫بالرغم من النص عليها‪.‬‬
‫َّإن النقض التأديبي ال يستهدف فرض الجزاء على الجهات القضائية وإنما‬
‫إبراز إلاخالل بالقاعدة القانونية الذي تؤدي عدم احترامها إلى قرار به عيب في‬
‫الشكل وفي النهاية عيب في أصل الحق ناجم عن انعدام ألاساس القانوني أو‬
‫انعدام أو قصور ألاسباب أو عدم فحص العقوبة البديلة ‪.....‬إلخ‪ .‬وتبدو لنا‬
‫كذلك هذه الرقابة على قانونية القرار وعلى شكله‪ ،‬رقابة أساسية‪ .‬وهي الرقابة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫ألاهم من حيث الكم‪ .‬فهناك في املجموع حوالي ‪ 0/0‬من قرارات النقض‪ 0/0 ،‬من‬
‫قرارات الرفض و ‪ 0/0‬من قرارات الرفض غير املسببة‪.‬‬
‫وهاهي ألارقام الحديثة لسنة ‪:2222‬‬
‫قرارات الرفض‪ %00 :‬عدم القبول‪%0 :‬‬
‫عدم الجدارة بالقبول في الطعون غير املدعمة‪%0 :‬‬
‫عدم الجدارة بالقبول في الطعون املدعمة‪%02 :‬‬
‫السقوط ‪ ،%17‬التنازل ‪ ،%7‬أخرى‪%0 :‬‬
‫نقض أو إبطال‪%8 :‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪01‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

2222 ‫توزيع امللفات املفصول فيها سنة‬


‫بحسب فئات القرارات‬
‫املادة الجزائية‬

matière pénale

(261)
Autre

(558)
Désistement

3% (588)
7% Cassation ou annulation

8%
(92)
1% Non-admission sur pourvois non
soutenus
47%
(1531)
Non-admission sur pourvois
20% soutenus

(891)
Rejet

1% 12%
(57)
Irrecevabilité

(3569)
Déchéance

0202/35 ‫جملة احملامي عدد‬

32
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪Délais moyens de jugement en jours‬‬


‫‪en matière pénale‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪195‬‬


‫‪166‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪175‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪163‬‬
‫‪139‬‬
‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪Délais moyens de jugement en jours‬‬


‫‪en matière civile‬‬

‫‪465‬‬
‫‪500‬‬
‫‪414‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪429‬‬
‫‪382‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪421‬‬
‫‪376‬‬ ‫‪389‬‬ ‫‪380‬‬
‫‪400‬‬

‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫وعلى سبيل تلخيص ما قلته‪ ،‬ها هي ذي‪ ،‬لو سمحتم‪ ،‬ألاوجه ألاربعة‬
‫للنقض املحددة على سبيل الحصر في القانون‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪32‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪ .1‬خرق القانون باملعنى الدقيق للمصطلح‪:‬‬


‫"قرارات غرفة التحقيق‪ ،‬وكذا القرارات وألاحكام الصادرة انتهائيا عن‬
‫ّة ً‬
‫قانونا‪ ،‬ال يمكن‬ ‫جهات قضاء الحكم‪ ،‬وعندما تكون مشمولة باألشكال املقرر‬
‫ّ‬
‫نقضها إال من أجل خرق القانون"‪.‬‬
‫‪ .2‬النقض املرتبط بقانونية القرار‪:‬‬
‫املادة ‪ 190‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫"يصرح ببطالن هذه القرارات عندما ال تصدر بعدد القضاة املقرر أو‬
‫عندما تصدر من طرف قضاة لم يحضروا جميع جلسات القضية‪ .‬عندما يتم‬
‫فإن القضاة املساهمين في القرار‬ ‫إحداث عدة جلسات في نفس القضية‪َّ ،‬‬
‫اضا في جميع هذه الجلسات‪.‬‬ ‫يعتبرون حاضرين افتر ً‬
‫يصرح كذلك ببطالن هذه القرارات عندما يتم إصدارها بدون سماع‬
‫النيابة ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫كما تعد باطلة‪ ،‬مع التحفظ بخصوص الاستثناءات املقررة قانونا‪،‬‬
‫القرارات غير الصادرة أو لم تتم مناقشتها في جلسة علنية"‪.‬‬
‫‪ .3‬النقض من أجل عيب في تسبيب القرار‪:‬‬
‫املادة ‪ 190‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫"يصرح ببطالن قرارات غرفة التحقيق وكذا القرارات وألاحكام الصادرة‬
‫انتهائيا‪ ،‬في حالة خلوها من ألاسباب أو كانت أسبابها غير كافية وال تسمح‬
‫ً‬
‫محترما في املنطوق‪.‬‬ ‫ملحكمة النقض بممارسة رقابتها ومعرفة ما إذا كان القانون‬
‫ونفس الحكم يصدر عند إغفال الفصل‪ ،‬إما في طلب الطرفين أو عدة‬
‫وإما في التماس النيابة ّ‬
‫العامة أو عدة التماسات"‪.‬‬ ‫طلبات‪َّ ،‬‬
‫‪ .4‬النقض من أجل تجاوزالسلطة‪:‬‬
‫هذا النقض من إحداث الغرفة الجنائية قصد التكفل ببعض القرارات‬
‫التي ال يمكن‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬الطعن فيها بأحد أوجه الطعن في حين أنه يمكن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪30‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫أن تكون لها آثار جد خطرة‪ .‬ويعد تجاهل جهة قضائية سلطاتها بمثابة تجاوز‬
‫الصادر عن رئيس جهة قضائية‪ ،‬غير‬ ‫للسلطة‪ .‬وينطبق هذا في الغالب على ألامر َّ‬
‫القابل في القانون ألي طعن‪.‬‬
‫َّإن الجوانب ألاساسية في مداخلتي هذه مدونة في أمر عدم الجدارة بالقبول‬
‫(أنموذج ملحق) ومنه تبدو ألاهمية الحاسمة في فرز الطعون‪.‬‬
‫َّإن محكمتكم العليا‪ ،‬وعلى غرار محكمتنا للنقض ملزمتان بالعمل على‬
‫التكفل تلقائيا بما يصل إلى علمهما من عدم قانونية العقوبات املنطوق بها‪.‬‬
‫وهذا ضمان أكيد للمتقاض ي وتحد كبير حتى قبل الشروع في فرز الطعون!‬
‫إنني وأنا أرى في الساعة الحائطية املعلقة في غرفتنا الجنائية الوقت‬
‫املنصرم من مداخلتي وكذا كتابة جميلة كفيلة ب ـ تثمين إشغالنا طوال هذا‬
‫اليوم‬
‫وأقرأ فيها‪:‬‬
‫"ألاشياء تمر‪ ،‬والقانون يبقى!"‬
‫ما عساني أن أقول أكثر؟‬
‫حقا على اهتمامكم النبيه‬ ‫السيد الرئيس‪ ،‬السيدات‪ ،‬السادةـ شكرا‪ً ،‬‬
‫البليغ‪.‬‬

‫رأي بعدم جدارة طعن بالقبول‬


‫قرار جهة قضائية للمحاكمة‬
‫(املادة ‪ 0-0-127‬من قانون إلاجراءات الجزائية)‬
‫املقرر‪:‬‬ ‫ملف‪:‬‬
‫التاريخ‪:‬‬ ‫املدعي‪:‬‬
‫عن الطعن املرفوع من طرف ‪ ...‬ضد القرار الصادر عن مجلس قضاء الاستئناف ‪...‬‬
‫بتاريخ ‪...‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪33‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫ضم الطعون الرتباطها؛‬


‫بعد الاطالع على املذكرة الشخصية؛‬
‫بعد إلاطالع على املذكرة املقدمة؛‬
‫بعد إلاطالع عل املذكرة املقدمة‪ ،‬املشتركة بين املدعين؛‬
‫بعد إلاطالع على املذكرات املقدمة‪ ،‬ادعاء و دفاعا؛‬
‫بعد إلاطالع على مذكرة الطعن واملذكرة الشخصية املقدمتين‬
‫بعد إلاطالع على املالحظات التكميلية املقدمة من طرف املدعي بعد إلابالغ‬
‫بفحوى طلبات املحامي العام‬
‫املادة ‪ 1-1-765‬من قانون إلاجراءات الجزائية تنص على‪" :‬عندما يبدو حل قضية‬
‫معروضة على الغرفة الجنائية جاهزا‪ ،‬فإن الرئيس ألاول أو رئيس الغرفة الجنائية يمكنه‬
‫أن يقرر الفصل في القضية بتشكيلة مكونة من ‪ 0‬قضاة (‪ .)...‬تصرح التشكيلة بعدم‬
‫جدارة الطعون بالقبول أو بعدم تأسيسها على وجه جدي للنقض‪.‬‬

‫أسباب رأي عدم الجدارة بالقبول‬


‫طعن غيرمقبول أو بدون موضوع‬
‫طعن مرفوع برسالة وليس بتصريح (املادتان ‪ 172‬و ‪ 177‬من ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫طعن مرفوع من الغير بدون سلطة قانونية (املادة ‪ 172‬الفقرة ‪ 0.‬من ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫‪ ‬غير متوفر على سلطة‬
‫‪ ‬متوفر على سلطة غير قانونية (سلطة خاصة غير موقعة‪ ،‬سلطة سابقة‬
‫على القرار املستأنف‪ ،‬سلطة الحقة النقضاء أجل الطعن)‬
‫طعن مرفوع خارج ألاجل بتاريخ ‪،...‬‬
‫‪ ‬أكثر من ‪ 1‬أيام كاملة (املادة ‪ 128‬قانون إجراءات جزائية) أو أكثر من ‪ 0‬أيام‬
‫(املادة ‪ 19‬من قانون الصحافة املؤرخ في ‪)0880/27/09‬‬
‫‪ ‬حسب النطق (أو تبليغ أو التبليغ الرسمي) للقرار بتاريخ‪...‬‬
‫طعن مرفوع ضد قرار غير قابل للطعن (قرار ال يضع حدا للجراءات بدون أمر‬
‫بالقبول الفوري‪،‬‬
‫قرار غيابي‪ ،‬قرار سبق الطعن فيه‪... ،‬إلخ)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪32‬‬
‫تقنيات النقض يف املادة اجلزائية‬

‫طعن مرفوع من طرف شخص غير مؤهل للطعن‬


‫(شخص ليس بطرف في الخصومة‪ ،‬شخص ال مصلحة له في التقاض ي‪ ،‬شخص‬
‫معيب بعدم ألاهلية)‬
‫طعن أصبح بدون موضوع بفعل ‪...‬‬
‫انعدام املذكرة أو املذكرة غيرمقبولة‬
‫عدم تقديم مذكرة‬
‫مذكرة شخصية غير موقعة أو موقعة من طرف شخص آخر غير املدعي في‬
‫الطعن (املادة ‪ 181‬من ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫مذكرة شخصية ملدع "غير محكوم عليه جزائيا"‬
‫عدم قبول (املادة ‪ 181‬من ق‪.‬إ‪.‬ج) ألن‪:‬‬
‫ّ‬
‫النقض؛‬ ‫‪ -‬موجهة مباشرة ملحكمة‬
‫‪ -‬أكثر من ‪ 02‬أيام (أجل غير كامل) بعد الطعن املرفوع بتاريخ ‪...‬‬
‫مذكرة شخصية ملدع محكوم عليه جزائيا مودعة خارج ألاجل بتاريخ ‪ ،...‬أكثر‬
‫من شهر بعد الطعن املرفوع بتاريخ * (املادة ‪ 0- 181‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫مذكرة ال تتضمن أي وجه للنقض وال تشير إلى أي نص (املادة ‪ 192‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫مذكرة ال تتضمن أي وجه كفيل بالسماح بقبول الطعن‬
‫وجه يعيد النظر في التقدير السيد لقضاة املوضوع‬
‫وجه جديد (خليط بين الوقائع والقانون)‬
‫وجه ناقص من حيث الوقائع‬
‫وجه غير منتج‬
‫وجه يصطدم باالجتهاد القضائي املستقر للغرفة الجنائية ملحكمة النقض‬
‫الوقائع و إلاجراءات‬
‫حجج الطلب‬
‫حجج الدفاع‬
‫التحليل‬
‫* القرار قانوني من حيث الشكل‪.‬‬
‫غير أن املقترح على الغرفة الجنائية هو عدم قبول الطعن‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪35‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫احملامون املعتمدون‬
‫لدى جملس الدولة و حمكمة النقض‬
‫(املادة اجلزائية)‬

‫ألاستاذ ‪Me Bruno Odent‬‬


‫محام معتمد لدى مجلس الدولة و محكمة النقض ‪ -‬فرنسا‬
‫ترجمة‪ :‬املستشار‪ ،‬رئيس قسم الوثائق والدراسات القانونية والقضائية‬
‫املتقاعد‪ :‬عبد العزيزأمقران‬

‫الدولة ومحكمة‬‫‪ .I‬تقديم منظمة املحامين املعتمدين لدى مجلس ّ‬


‫النقض‪:‬‬
‫تذكير سريع بما تم قوله في الجلسة الصباحية مع‪ ،‬عند الاقتضاء‪ ،‬بعض‬
‫التوضيحات في ضوء مناقشات الصباح وبعض ألاسئلة املطروحة‪.‬‬
‫‪ .II‬خصوصية إلاجراءات أمام الغرفة الجنائية بمحكمة النقض‪:‬‬
‫‪ :II- 1‬شكل وأجل الطعن‪:‬‬
‫‪ -‬لدى كتابة ضبط الجهة القضائية‪ ،‬من طرف املعني نفسه‪ ،‬عن طريق‬
‫محام من منظمة املحامين املعتمدين لدى هذه الجهة القضائية أو مفوض‬
‫خاص‪.‬‬
‫ابتداء من تاريخ القرار ( ّ‬
‫املادة ‪ 865‬ق إ ج)‪ ،‬حتى‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬أجل خمسة أيام كاملة‬
‫ولو كان نص القرار غير جاهز‪.‬‬
‫املدعي لدى كتابة ضبط الجهة القضائية مذكرة‬ ‫‪ -‬أجل عشرة أيام إليداع َّ‬
‫موقعة شخصيا‪ ،‬تتضمن أوجهه للنقض ( ّ‬
‫املادة‪ .)855 .‬يجب توقيع املذكرة منه‬
‫شخصيا وليس من محام متوفر على سلطة ّ‬
‫خاصة‪.‬‬ ‫ً‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪33‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬
‫ّ‬
‫يجب تحريرها باللغة الفرنسية وتضمينها أوجها واضحة (‪ BORE‬رقم‬
‫(‪.)10131‬‬
‫للمدعي املحكوم عليه جزائيا إلرسال املذكرة إلى كتابة‬‫‪ -‬أجل شهر ممنوح ّ‬
‫ضبط محكمة النقض بدون الاستعانة بمحام معتمد لدى مجلس الدولة‬
‫ومحكمة النقض (بالنسبة للمحكوم عليه جزائيا وحده)‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامية تبليغ الطعن واملذكرة برسالة موص ى عليها مصحوبة باإلشعار‬
‫العامة ولألطراف ألاخرى في أجل ‪ 0‬أيام ( ّ‬
‫املادة ( ‪ 875‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬ ‫باالستالم‪ ،‬للنيابة ّ‬
‫تحت طائلة جزاء املعارضة (املادة ‪ 875‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‪.‬‬
‫قواعد إلاجراءات بالتالي هي قواعد صارمة‪.‬‬
‫‪ :II- 2‬هذه القواعد‪ ،‬باستثناء الطعن بالنقض في حد ذاته‪ ،‬مرنة‪ ،‬عندما‬
‫يتأسس محام معتمد لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض‪ ،‬في حق املدعي سواء‬
‫كان محكوما عليه أو غير محكوم عليه‪ ،‬جزائيا وهذا في أجل شهر من تاريخ‬
‫الطعن (املادة‪ 1-858 .‬ق‪.‬إ‪.‬ج)‬
‫املقرر هو الذي يتولى منحه أجل إليداع مذكرة بأوجه‬ ‫ّ‬ ‫واملستشار –‬
‫النقض‪.‬‬
‫‪ :II-3‬حصيلة مؤقتة‪:‬‬
‫‪ -‬كل ش يء مسطر لتيسير الوصول إلى محكمة النقض‪ :‬شكل الطعن‬
‫وإلاعفاء من تأسيس محام‪ .‬يضاف إلى هذا اعتبار محكمة النقض مخطرة طبقاً‬
‫للقانون حتى في غياب مذكرة الطعن‪.‬‬
‫ويجب عليها الفصل تلقائيا بخصوص قانونية القرار املطعون فيه‬
‫ً‬
‫مثال‪ّ ،‬‬ ‫وتستطيع ّ‬
‫بأن الجهة القضائية‬ ‫بالتالي النطق بالنقض إذا ما تبين لها‪،‬‬
‫كانت مشكلة بطريقة مخالفة للقانون أو ّأن إلاجراءات كانت مشوبة بعيب‬
‫جسيم‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪33‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫جدا (أجل الطعن‬ ‫‪ -‬ولكن‪ ،‬في نفس الوقت الحصول على النقض صعب ً‬
‫واملذكرة)‪.‬‬
‫‪ .III‬إلاحصائيات‪ :‬أنظر الجداول املرفقة‬
‫‪ .IV‬املزايا وإلاكراهات بالنسبة للمحامين املعتمدين لدى مجلس ّ‬
‫الدولة‬
‫ومحكمة النقض‪:‬‬
‫تحقيق مريحة‬
‫ٍ‬ ‫‪ :IV- 1‬املزايا أكيدة‪ :‬يستفيد املحامون املعتمدون من آجال‬
‫ً‬
‫جدا‪.‬‬
‫كما يستفيدون من احتكار الكلمة أثناء الجلسة‪.‬‬
‫يجب مع ذلك عدم تعظيم هذه املزية ّ‬
‫ألن املرافعات نادرة ويجب التحكم‬
‫فيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫يجب على الخصوص الوعي بأن هذه املزايا غير ممنوحة في فائدة هيئة‬
‫وإنما لضمان أحسن دفاع على مصالح املتقاضين‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ّ‬
‫وخاصة أوجه النقض‪.‬‬ ‫‪ :IV- 2‬إلاكراهات تخص تحرير املذكرات‬
‫ً‬
‫مؤخرا‬ ‫هذا التحرير تحسن‬
‫راجع في الوثائق املرفقة التحرير التقليدي والتحرير الجديد‪ ،‬الذي هو أكثر‬
‫تهوية وأوضح قراءة‪.‬‬
‫‪ .V‬راجع في الوثائق املرفقة الفرق في التحرير بين قرار ‪ 5‬مارس ‪ 1558‬رقم‬
‫(‪ )58‬و قرار ‪ 17‬فيفري ‪.1311‬‬

‫الوثائق املرفقة‪:‬‬
‫معطيات إحصائية‬
‫‪ -‬جدول ‪1.1‬؛ مخزون‪ ،‬تدفق وأجل الفصل في املنازعات الجزائية املعروضة‬
‫على محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ -‬جدول ‪ :6.1‬توزيع الطعون بالنقض املفصول فيها في املادة الجزائية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪33‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫‪ -‬جدول ‪ :11.1‬توزيع الطعون بالنقض املفصول فيها في املادة الجزائية‬


‫بحسب فئة القرارات‪.‬‬
‫التحريران التقليدي والجديد ألوجه النقض‪.‬‬
‫التحريران التقليدي والجديد لقرارات الغرفة الجنائية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪33‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫التحريران التقليدي والجديد ألوجه النقض‪.‬‬


‫وجه نقض (جديد)‬
‫يعاب على مجلس قضاء الاستئناف تصريحه بإدانة شركة س بالقتل‬
‫الخطأ‪.‬‬
‫ّ‬
‫في حين أنه وبعدم إعالم املمثل القانوني للشركة املتهمة‪ ،‬الحاضر أثناء‬
‫املناقشات‪ ،‬بحقه في الصمت‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد تجاهل املواد ‪6‬‬
‫من اتفاقية حماية حقوق إلانسان والحريات ألاساسية‪ ،‬و‪ 811 ،536‬و ‪1-736‬‬
‫من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫وجه نقض (قديم)‬
‫خرق املواد ‪ 6‬من الاتفاقية ألاوروبية لحقوق إلانسان‪ 1-111 ،‬من قانون‬
‫العقوبات‪ 536 ،‬في تحريرها الناجم عن القانون ‪ 808-1315‬املؤرخ في ‪ 17‬ماي‬
‫‪ 851 ،811 ،1315‬و ‪ 850‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬انعدام ألاسباب‪،‬‬
‫انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬وخرق حقوق الدفاع‪،‬‬
‫من حيث إن القرار املطعون فيه أدان الشركة س بالقتل الخطأ وحكم‬
‫عليها بعقوبة غرامة ‪ 83.333‬أورو وفصل في الحقوق املدنية بدون تبلغيها مسبقا‬
‫بحقها في الصمت؛‬
‫في حين إن الشركة املتهمة‪ ،‬املاثلة‪ ،‬ممثلة في مديرها العام لم تستلم تبليغا‬
‫مسبقا بحقها في إلادالء بتصريحات‪ ،‬والجواب على ألاسئلة املطروحة عليها أو‬‫ً‬
‫ً‬
‫التزام الصمت في الجلسة وهو ما يعد تجاهال لحقوق الدفاع‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫التحريران التقليدي والجديد لقرارات الغرفة الجنائية‪.‬‬


‫قرار محكمة النقض‬
‫الغرفة الجنائية‬
‫‪ 17‬فيفري ‪1311‬‬

‫الج ـمـ ـه ـ ــوري ـ ــة الفـ ــرن ـ ـس ـ ـي ـ ــة‬


‫باسم الشعب الفرنس ي‬

‫طعن بالنقض (‪ )..M.X.Y‬في القرار الصادر عن مجلس قضاء الاستئناف ب ـ‬


‫‪ ،CAEN‬غرفة الجنح بتاريخ ‪ 15‬أفريل ‪ ،1315‬الذي‪ ،‬ومن أجل تزوير مستند‬
‫إداري واستعماله‪ ،‬وحيازة مستند إداري مزور‪ ،‬والتصريح الكاذب من أجل‬
‫الحصول على مزية غير مستحقة‪ ،‬عاقبه باملنع من الدخول إلى إلاقليم‬
‫الفرنس ي‪ ،‬مدة خمس سنوات‪.‬‬
‫تم تقديم مذكرة‪.‬‬
‫بناء على تقرير السيدة ‪ ،Planchon‬مستشارة ومالحظات شركة املحاماة‬ ‫ً‬
‫(‪ )SCP waquet, Farge et HAZAN‬محامية (‪ )..M.X.Y‬وطلبات السيد ( ‪M.‬‬
‫‪ )Petitprez‬املحامي العام‪ ،‬وبعد املناقشة في الجلسة العامة بتاريخ ‪ 6‬جانفي‬
‫‪ 1311‬حيث كانوا حاضرين السيد (‪ )M. Soulard‬رئيسا‪ ،‬السيدة ( ‪Mme‬‬
‫‪ )Planchon‬مستشارة مقررة‪ ،‬السيدة (‪ )Mme de la lance‬مستشارة بالغرفة‪،‬‬
‫والسيدة ( ‪ )Mme Coste-Floret‬كاتبة ضبط الغرفة‪،‬‬
‫أصدرت الغرفة الجنائية ملحكمة النقض‪ ،‬املتشكلة طبقا للمادة ‪1-1-867‬‬
‫من قانون إلاجراءات الجزائية‪ ،‬من الرئيس واملستشارين املذكورين أعاله‪ ،‬بعد‬
‫املداولة طبقا للقانون‪ ،‬القرار آلاتي‪،‬‬
‫وقائع و إجراءات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫‪ 1.‬يستخلص من القرار املطعون فيه والوثائق إلاجرائية ما يلي‪،‬‬


‫‪ .1‬تم تكليف (‪ )..M.X.Y‬باملثول أمام محكمة الجنح من أجل الاتهامات‬
‫املذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ .0‬أدانته محكمة الجنح بالوقائع موضوع الاتهام وعاقبته بستة أشهر‬
‫وبمنع من دخول إلاقليم الفرنس ي مدته عشر سنوات‪ ،‬بحكم ‪ 7‬سبتمبر‬ ‫ً‬
‫حبسا‬
‫ٍ‬
‫‪ 1317‬الذي طعن فيه باالستئناف‪.‬‬
‫فحص الوجه‬
‫عن الوجه ألاول‬
‫عرض الوجه‬
‫‪ .5‬ينتقد الوجه القرار املطعون فيه من حيث (‪ )EN CE QUE‬أنه أدانه من‬
‫أجل حيازة واستعمال مستند مزور‪ ،‬والعمل على الحصول بغير حق‪ ،‬من إدارة‬
‫عمومية على مستند موجه ملعاينة هوية والتصريح الكاذب قصد الحصول على‬
‫مزية غير مستحقة من شخص عام‪ ،‬في حين " َّأن جنح حيازة واستعمال التزوير‬
‫في مستند إداري والحصول بغير وجه حق من إدارة عمومية على مستند موجه‬
‫عامة على مزية غير‬ ‫ملعاينة هوية والتصريح الكاذب للحصول من إدارة ّ‬
‫وأن مجلس قضاء الاستئناف‬ ‫مستحقة‪ ،‬ال تقوم َّإال إذا قصد الفاعل ارتكابها؛ َّ‬
‫في قضية الحال‪ ،‬لم يتثبت مما إذا كانت هذه الجرائم مرتكبة عن قصد و وعي‬
‫وأن مجلس قضاء‬ ‫كامل من طرف (‪ )..M.Y‬الذي لم يكن يتكلم اللغة الفرنسية؛ َّ‬
‫الاستئناف وبفصله على النحو السابق عرضه والذي لم يجسد الركن املعنوي‬
‫في الجرائم ألاربعة املذكورة‪ ،‬قد خرق مقتضيات املواد ‪0-551 ،1-551 ،0-111‬‬
‫و ‪ 6-551‬من قانون العقوبات"‪.‬‬
‫جواب محكمة النقض‬
‫بعد إلاطالع على املادتين ‪ 075‬و ‪ 051‬من قانون إلاجراءات الجزائية؛‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪03‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة اجلزائية)‬

‫‪ 8.‬يستخلص من هذين النصين َّأنه يجب على كل حكم أو قرار في مادة‬


‫الجنح تبيان الوقائع التي تم الحكم بإدانة املتهم من أجلها ومعاينة وجود جميع‬
‫ألاركان املكونة للجريمة‪.‬‬
‫‪ .6‬اكتفى القرار املطعون فيه‪ ،‬للتصريح بإدانة املتهم بالجنح املذكورة‬
‫بأنه و مادامت جميع الجرائم قائمة يتعين تأييد الحكم‬ ‫أعاله‪ ،‬بالقول َّ‬
‫بخصوص إلادانة‪.‬‬
‫وإن مجلس قضاء الاستئناف وحسب حالة هذه البيانات‪ ،‬التي ال‬ ‫‪َّ .7‬‬
‫املدعي‪ ،‬وجود ألاركان املشكلة للجرائم املنسوبة إليه‪ ،‬قد تجاهل‬ ‫تثبت‪ ،‬تجاه ّ‬
‫النصين واملبدأ املذكورين أعاله‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬إن محكمة النقض وبدون الحاجة إلى فحص الوجه الثاني‪:‬‬
‫نقض وإبطال‪ ،‬في جميع مقتضياته‪ ،‬القرار املشار إليه أعاله الصادر عن‬
‫مجلس قضاء الاستئناف ب ـ(‪ ،)CAEN‬بتاريخ ‪ 15‬أفريل ‪ ،1315‬للفصل فيه من‬
‫جديد طبقا للقانون؛‬
‫إحالة القضية والطرفين إلى مجلس قضاء الاستئناف ب ـ(‪ )CAEN‬مشكل‬
‫بتشكيلة مغايرة‪ ،‬بعدما تم تعيينه بموجب مداولة ّ‬
‫خاصة في غرفة مشورة‪.‬‬
‫ألامر بطبع هذا القرار‪ ،‬وقيده في سجالت كتابة ضبط مجلس قضاء‬
‫الاستئناف ب ـ(‪ ،)CAEN‬غرفة الجنح‪ ،‬والتأشير به على هامش أو على إثر القرار‬
‫محل إلابطال؛‬
‫َ‬
‫ِبذا‪ ،‬تم الفصل من طرف محكمة النقض‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬والنطق من‬
‫طرف الرئيس بتاريخ السابع عشر فيفري من سنة ألفين وعشرين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬

‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬


‫السيد آزرودمحم‪ ،‬رئيس قسم باملحكمة العليا‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة مالئمة الطعن بالنقض في ألامر الحكم أو القرار‪.‬‬
‫‪-‬الطعن بالنقض ليس إجراء ارتجالي‪.‬‬
‫‪ -‬طعون النيابات العامة باألحكام بالبراءة أو أوامر غرفة إلاتهام الرامية إلى‬
‫أال وجه للمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن إلاجراءات القانونية و اجتهادات املحكمة العليا لجعل الطعن‬
‫بالنقض يحض ى بالقبول شكال و موضوعا مع الاستعانة بالفقه عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن الحكم أو ألامر أو القرار قابل للطعن بالنقض‪.‬‬
‫‪ -‬املحكمة العليا هيأة تسهر على التطبيق السليم للقانون ‪ :‬يؤسس الطعن‬
‫بالنقض على مناقشة املسائل القانونية فقط دون الوقائع‪.‬‬
‫‪ -‬مسك بطاقة لكل وثيقة املكتوبة مللف الطعن بالنقض و إدراج ضمنها‬
‫لكل الشروط املستلزم استيفائها على ضوء إلاجراءات الجزائية و اجتهادات‬
‫الغرفة الجنائية للمحكمة العليا مع تحيينها [ تسهيل عملية البحث عن إلاجراء‬
‫القانوني املستلزم تأسيس الطعن بالنقض عنه ]‬

‫‪ .I‬من حيث استيفاء الشروط الشكلية ‪:‬‬


‫‪ -1‬املتعلقة بمهلة الطعن بالنقض‪:‬‬
‫• ‪ 80‬أيام كاملة (لألطراف و النيابة العامة)‬
‫• ال يؤخذ بعين إلاعتبار اليوم ألاخير إذا كان ليس من أيام العمل‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬

‫• التأكد من الحاالت املنصوص عليها باملواد (‪ 544،543،543‬من قانون‬


‫إلاجراءات الجزائية) مهلة الطعن بالنقض تسري إعتبارا من تبليغ القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫• طعن النيابة العامة في ألاحكام أو القرارات الغيابية باإلدانة مهلة‬
‫الطعن بالنقض تسري من تبليغ القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫• إذا كان أحد ألاطراف مقيم بالخارج ‪ :‬يضاف شهر إلى مهلة ‪ 80‬أيام‪.‬‬
‫• عدم توقيع املحضر بالطعن بالنقض الخاتم وحده ( النيابة العامة أو‬
‫ألاطراف ) غير كافي‪.‬‬

‫‪ -2‬املتعلقة باملذكرة املدعمة للطعن بالنقض‪:‬‬


‫• مذكرة واحدة( من املادة ‪ 484‬من ق ا ج ) إجتهاد الغرفة و الجنائية‪.‬‬
‫يوما ‪ :‬تاريخ الطعن بالنقض‪.‬‬‫• مهلة إيداع املذكرة‪ً 38 :‬‬
‫• تحمل ( ‪ ) timbre‬بالنسبة للمتهم أو الطرف املدني دون مذكرة النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫• موقعة من قبل محامي معتمد لدى املحكمة العليا‪.‬‬
‫• مذكرة النيابة العامة ‪ :‬توقع من قبل النائب العام أو النائب العام‬
‫املساعد ألاول تحت طائلة رفض الطعن بالنقض شكال‪.‬‬
‫• عبارة‪ :‬عن ‪ /‬النائب العام‪ :‬عدم قبول الطعن بالنقض شكال‪.‬‬
‫• تبليغ املذكرة في مهلة ‪ 58‬يوما إعتبارا من تاريخ إيداعها بكتابة الضبط‬
‫املجلس‪.‬‬
‫• التبليغ عن طريق الرسالة املضمنة غير حائز عند غياب محضر تبليغ‬
‫موقع من املطعون ضده أو أحد أقاربه‪.‬‬
‫• يمكن تبليغها عن طريق التعليق‪ 58 :‬يوما‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪54‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬

‫• يبلغ الطعن بالنقض بنفس الطريقة لكن التبليغ الصحيح يغني عن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫• املذكرة الخاصة بطلب إلاستدراك ال تخضع إلجراءات التبليغ‪.‬‬
‫• طلب املساعدة القضائية‪ :‬مهلة ‪ 38‬يوما من تاريخ الطعن‪.‬‬

‫‪ .II‬من حيث انتقاء ألاوجه املدعمة للطعن بالنقض‪:‬‬


‫‪ -‬دراسة متأنية للوثائق املكونة مللف الطعن بالنقض خصوصا‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم أو القرار املطعون فيه‬
‫‪ -‬ورقة ألاسئلة‬
‫‪ -‬محضر املرافعات‬
‫‪ -‬ورقة التسبيب‬
‫التأكد من أن الوجه أو ألاوجه املثارة تندرج ضمن أحكام املادة ‪ 488‬من‬
‫ق ‪.‬ا ‪ .‬ج ‪:‬‬
‫تأسيس الطعن بالنقض على القانون وليس على الوقائع املادة ‪ 5 /425‬من‬
‫ق ا ج‪:‬‬
‫« إذا استند الطعن بالنقض على أوجه غير جدية تتعلق باملوضوع وال تقبل‬
‫أي مناقشة قانونية‪ -‬أصدرت املحكمة العليا برفضه دون تسبيب خاص »‬
‫( املحكمة العليا هي محكمة قانون ال تنظر في الوقائع )‬
‫• عدم إثارة في الوجه ما يخالف أحكام املادتين ‪ 485‬و ‪ 298‬من ق ا ج‪.‬‬
‫املادة ‪:292‬‬
‫»إذا تمسك املتهمون بوسائل مؤدية إلى املنازعة في صحة إلاجراءات‬
‫التحضيرية املنصوص عليها في الفصل الرابع – تعين عليهم إيداع مذكرة وحيدة‬
‫قبل البدء في املرافعات وإال كان دفعهم غير مقبول »‬
‫مالحظة ‪ :‬النيابة العامة معنية بهذا إلاجراء‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪54‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬

‫املادة ‪ 121‬من ق ا ج‬
‫« ال يجوز أن تثار من الخصوم أوجه البطالن في الشكل أو في إلاجراءات‬
‫ألول مرة أمام املحكمة العليا غير أنه يستثنى من ذلك أوجه البطالن املتعلقة‬
‫بالقرار املطعون فيه والتي لم تكن لتعرف قبل النطق به »‬
‫• هناك إجراءات ال ترقى إلى إجراءات جوهرية يمكن تأسيس الطعن‬
‫بالنقض عليها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تبليغ املتهم بمهلة الطعن بالنقض ( وهو طاعن وفي آلاجال املادة‬
‫‪ 2/555‬من ق ا ج) عدم تضمين ورقة ألاسئلة بالقرار الفاصل في الدعوى‬
‫العمومية (املادة‪ 3/589:‬من ق ا ج) عندما ال يكون منطوق الحكم الفاصل في‬
‫الدعوى العمومية‪ :‬وجه غير مقبول محل أي نزاع أو اعتراض (إجتهاد الغرفة‬
‫الجنائية)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تضمين الحكم الفاصل في الدعوى العمومية الوقائع موضوع‬
‫الاتهام‪( :‬املادة ‪ 554‬من ق اج)‬
‫‪ -‬ألاسئلة ملا تكون سليمة الطرح واملوضوع واملدرجة ضمن الحكم موضوع‬
‫الطعن بالنقض تجعل الشرط املنصوص عليه باملادة ‪ 3/554‬من ق ا ج‬
‫مستوفي في الحكم املطعون فيه‪.‬‬
‫إلاشارة في محضر املرافعات إلى الحكم الفاصل في شكل إلاستئناف يغني‬
‫عن عدم وجود نسخة منه في ملف الطعن بالنقض ( إجتهاد الغرفة الجنائية)‬
‫(وجه غير مجدي)‪.‬‬
‫العقوبة املبررة‪ :‬سؤال صحيح فساد ألاسئلة ألاخرى ال يؤدي إلى‬
‫النقض(وجه غير منتج)‬
‫‪ -‬ال يؤسس الوجه على فساد سؤال كانت إلاجابة عنه بالنفي وخاص‬
‫بالطاعن‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪54‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلنائية‬

‫املادة ‪ 125‬من ق إ ج‪:‬‬


‫‪ -‬ال يؤسس الوجه على حالة ال تهم الطاعن (متهم أخر)‪.‬‬
‫أثارالحكم بالبراءة على الطرف املدني‪:‬‬
‫املادة ‪ 493‬من ف ا ج ال تسمح للطرف املدني الطعن بالنقض في الحكم‬
‫القاض ي بالبراءة‬
‫عند استئناف النيابة العامة مع الطرف املدني في هذا الحكم‬
‫• مناقشة الطرف املدني الدعوى العمومية تجعل طعنها غير جائز‪.‬‬
‫• في هذه الحالة‪ :‬يؤسس طعنها على املادة ‪ 5-2/553‬إذا تأكد من محضر‬
‫املرافعات أنها تأسست أمام محكمة الجنايات‪.‬‬
‫• مذكرة الرد‪ :‬للمطعون ضده‬
‫أثر واحد‪ :‬إذا أودعت في املهلة القانونية إعتبارا من تاريخ إيداع مذكرة‬
‫تجعل الطعن مقبول شكال رغم عدم تبليغ مذكرة الطعن بالنقض في املهلة‬
‫املحددة باملادة ‪ 484‬مكرر من ق ا ج‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪54‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫تقنيات الطعـن بالنقض‬


‫يف املادة اجلزائية‬
‫(دراسة بعض احلاالت)‬
‫مدني علوي‬
‫رئيس قسم باملحكمة العليا‬

‫يسعدني أن أقدم هذه املداخلة بعد توجيه تشكرات إلى كل من ساهم في‬
‫أخص بالذكر السيد الرئيس ألاول للمحكمة العليا‬‫ّ‬ ‫تنظيم هذا امللتقى الهام و‬
‫الذي دوما يشجع العمل القضائي و قضاة املحكمة العليا بصفة عامة و يسهر‬
‫استمرارا بالحفاظ على الاجتهاد القضائي و نشره و إيجاد الحلول القانونية‬
‫املناسبة لتفادي أو لحصول التناقض مهما كان نوعه في القرارات التي تصدرها‬
‫املحكمة العليا بغرفة الجنح و املخالفات و جميع أقسامها البالغة حاليا ‪25‬‬
‫قسم فضال على الجهود املبذولة منه للقضاء على تراكم ملفات الطعون الواردة‬
‫من الجهات القضائية املختلفة‪.‬‬
‫كما أوجه بهذه املناسبة شكري و التحية الخالصة إلى زمالئنا بمحكمة‬
‫النقض الفرنسية عن مشاركتهم الفعالة في هذا اليوم الدراس ي املخصص‬
‫ملوضوع ال يقل من ألاهمية و املتعلق بتقنيات الطعن بالنقض في املواد املدنية و‬
‫الجزائية في القانون الجزائري و القانون الفرنس ي‪.‬‬
‫في إطار عرض و مناقشته ملوضوع تقنيات النقض في املادة الجزائية‪ ،‬و إن‬
‫كانت القاعدة السائدة املكرسة أنه ال اجتهاد من نص صريح في املادة الجزائية و‬
‫املطالبة بنصوص دقيقة ال مجال لالجتهاد فيها‪ ،‬فإنني أريد بمناسبة هذا العرض‬
‫إعطاء ملحة و جيزة عن آلاثار القانونية املترتبة عن طعن بالنقض تلك آلاثار‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪52‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫التي تسمح للمحكمة العليا من إلقاء الرقابة القانونية على القرارات و‬


‫ألاحكام‪،‬هذه الجهة القضائية العليا التي لها اختصاصات واسعة للحرص على‬
‫التطبيق الصحيح للقانون و تفسيره و ذلك في ظل احترام مبدأ الشرعية و‬
‫ضمان مبدأ مساواة جميع املتقاضين من خالل توحيد الاجتهاد القضائي‪.‬‬
‫أريد بهذه املناسبة أن أخصص تدخلي في محاور حصرتها شخصيا لعرضها‬
‫عليكم إلثرائها‪.‬‬
‫أ‪ -‬حاالت النقض‪ :‬العامة للنقض‪.‬‬
‫• حالة النقض بدون إحالة (قض ى النزاع نهائيا) و أثره على الوضعية‬
‫الجزائية للطاعن و من لهم عالقة بالدعوى‪.‬‬
‫ب‪ -‬آلاثارالقانونية و إلاجرائية للطعن بالنقض‪.‬‬
‫• ألاثر الناقل للطعن بالنقض‪.‬‬
‫• طعن املدعي املدني‪.‬‬
‫• الطعن في القرارات القاضية بإعتبار املعارضة كأن لم تكن‪.‬‬
‫ت ‪ -‬إشكالية تمديد النقض لألطراف ألاخرى‪.‬‬
‫ج ‪-‬موضوع مراجعة أو استدراك قراراملحكمة العليا‪.‬‬

‫‪ -1‬الحاالت العامة املؤدية إلى النقض‪.‬‬


‫‪ -‬إن الحالة البارزة املؤدية إلى نقض و إبطال القرار املطعون فيه و هي‬
‫املتكررة تكمن في تسبيب القرارات و الذي هو أقوى ضمان للمتقاض ي و حماية‬
‫له من التعسف و يوفر له الدليل أن طلباته و دفوعه قد تمت دراستها و‬
‫مناقشتهما بجدية و حتى ال يحجب عن املحكمة العليا من إلقاء الرقابة على‬
‫تلك القرارات‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪52‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫حاالت خرق مبدأ التسبيب‪.‬‬


‫‪ -‬انعدام ألاسباب املتمثل في غياب التسبيب و عدم الرد على الطلبات و‬
‫الدفوع‪.‬‬
‫‪ -‬تناقض ألاسباب (املتمثل في تناقض بين ألاسباب و تناقض بين ألاسباب‬
‫نفسها و املنطوق ثم تناقض في املنطوق ذاته)‪.‬‬
‫‪ -‬القصور في ألاسباب املساوي إلنعدام ألاساس القانوني (أسباب غير‬
‫كاملة‪ ،‬أسباب غير دقيقة و واضحة‪ ،‬غموض في املنطوق‪ ،‬التسبيب الافتراض ي‬
‫و الاحتمالي‪ ،‬تحريف مضمون سند رسمي أو الوثائق املودعة من ألاطراف‪،‬‬
‫تحريف سند إلاثبات)‬
‫‪ -‬تذكير‪ :‬أن الفصل في الطعن بالنقض مقيد بما يتضمنه عقد الطعن وما‬
‫يثيره الطاعن بمذكرة الطعن من أوجه بمعنى أنه على الطاعن حصر النطاق‬
‫الذي يريد مناقشته حسب صفته و مركزه القانوني في الدعوى‪ ،‬علما و أن عقد‬
‫الطعن يمتد أثره إلى الحكم و القرارات السابقة باألخص إلى الحكم أو القرار‬
‫الصادرين غيابيا و ما يمكن تمديده إلى إجراءات التحقيق و إلاحالة‪.‬‬
‫‪ -‬إن ألاثر الناقل للطعن مقيد بصفة الطاعن بقطع النظر عما يريد‬
‫الفصل فيه و أن القانون يشترط عليه أن يكون طرفا في الدعوى و أن يثير‬
‫مسائل في حدود مصلحته و ليس إثارة مسائل جعلها املشرع مقررة للخصم‬
‫لتأمين دفاعه‪.‬‬
‫‪ -‬ال يكفي أن يكون الطاعن طرفا في الدعوى أو في القرار املطعون فيه بل‬
‫يبين الضرر الحاصل له بما قضاه الحكم أو القرار و أن تكون إثارته في‬ ‫يجب أن ّ‬
‫حدود ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬حالة الطعن بالنقض بدون إحالة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان القانون قد حدد على إمكانية الفصل بنقض القرار املطعون فيه‬
‫بدون إحالة في حالة عدم إبقاء ما يتطلب الفصل فيه ( أي فض النزاع نهائيا)‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪50‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫فإن هذا القرار يمتد أثره إلى وجوبية الفصل في الوضعية الجزائية للمتهم‬
‫الطاعن و الشريك و كل من لهم صلة بالدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬و بمعنى أن يصدر القرار القاض ي بالنقض بدون إحالة يتعين الفصل في‬
‫إلافراج بقوة القانون للمتهم ما لم يكن محبوسا بسبب آخر لتفادي حاالت‬
‫الحبس التعسفي‪.‬‬
‫ب‪ -‬آلاثارالقانونية و إلاجرائية للطعن بالنقض (ذكر بعض الحاالت)‪.‬‬
‫‪ -1‬فيما يتعلق بطعن املدعي املدني‪.‬‬
‫‪ -‬إن قانون إلاجراءات الجزائية قد حدد في مادته ‪ 794‬أنه من بين ألاطراف‬
‫التي أجاز لها الطعن بالنقض‪ :‬من املدعي املدني إما بنفسه أو بمحاميه‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بحقوقه املدنية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب املالحظة أن املدعي املدني عادة في مذكرة طعنه يناقش وقائع‬
‫الدعوى العمومية في حين أن مركزه القانوني في الدعوى ال يسمح له بمناقشتها‬
‫التي هي حكرا للنيابة العامة و املتهم حسب كل حالة مناقشتها و عادة ما يتم‬
‫إلاجابة على الوجه املثار الذي يناقش الدعوى العمومية أنه كان على الطاعن‬
‫حصر مناقشته فيما قض ى به القرار املطعون فيه في الدعوى املدنية و الدفاع‬
‫عن مصالحه في ذات الدعوى دون أن يتعداها إلى مناقشة الدعوى املدنية‪.‬‬
‫إلاشكال املطروح‪.‬‬
‫‪ -‬عادة ما يطعن املدعي املدني في القرارات القاضية بالبراءة و أن هذه‬
‫القرارات تفصل في الدعوى املدنية بعدم اختصاص الجهة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬املدعي املدني يناقش وقائع الدعوى العمومية و لكنه يثير مسائل تتعلق‬
‫بالتكييف القانوني للوقائع عامة آو تلك املتعلقة بعدم الاختصاص النوعي‬
‫بصفته متضرر من القرار في تلك الدعوى‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪53‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪ -‬إذا كانت املادة ‪ 794‬املذكورة في صلب نصها أجازت للمدعي املدني الطعن‬
‫في قرارات غرفة الاتهام حسب الحاالت املنصوص عليها بهذه املادة ملاذا ال يمكن‬
‫تمديد و إعطاء لهذا الطرف حق مناقشة الدعوى العمومية التي فصل فيها‬
‫القرار املطعون فيه و يبقى للمحكمة العليا أن تفصل في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬هل يمكن وضع املدعي املدني الطاعن في نفس املركز القانوني املسموح‬
‫إلدارة الضرائب أو الجمارك الذين أجاز لهما القانون مناقشة الدعوى الجبائية‬
‫إلدارة الضرائب و الدعوى الجمروكية إلدارة الجمارك و هي كلها مرتبطة‬
‫بالدعوى العمومية‪.‬و من ذلك السماح للمدعي املدني مناقشة الدعوى‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬فيما يتعلق في القرارات القاضية باعتباراملعارضة كأن لم تكن‪.‬‬
‫تذكيربنص املادة ‪ 314‬فقرة ‪ 34‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫" تعتبر املعارضة كأن لم تكن إذا لم يحضر املعارض في التاريخ املحدد له في‬
‫التبليغ الصادر إليه شفويا و املثبت في محضر وقت املعارضة أو بتكليف‬
‫بالحضور مسلم لم يعنيه ألامر طبقا للمواد ‪ 739‬و ما يليها"‪.‬‬
‫‪-‬أن نقض القرارات املطعون فيها و الفاصلة بإعتبار املعارضة كأن لم تكن‬
‫عادة مؤسسة بناء على عدم إشارة القرار املطعون على عدم تبليغ املعارض‬
‫بتاريخ جلسة الفصل في املعارضة و عدم وقوف القضاة على إلاجراءات‬
‫القانونية للتبليغ و طرقه (ألن ألامر يتعلق بحقوق الدفاع)‪.‬‬
‫السؤال‪:‬‬
‫‪ -‬هل جائز مناقشة القرار الغيابي املعارض فيه الذي أصبح كأن لم يكن‬
‫بالنسبة لجميع ما قض ى به إذا قدم املعني معارضة في تنفيذه (املادة ‪ 709‬من‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية)‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إن معالجة هذه املسألة عادة ما تم اللجوء إليها لحل إلاشكال القانوني‬
‫املطروح مصدرها أنه بصدور القرار الذي فصل في املعارضة باعتبارها كأن لم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫تكن فإن القرار املعارض فيه يسترجع صالحياته ليشكل مع الحكم املستأنف‬
‫كال ال يتجزأ ومن ثمة كان يتعين الفصل في أصل الدعوى‪.‬‬
‫لك ــن‪.‬‬
‫‪ -‬أن القرار أو الحكم الذي يقض ي باعتبار املعارضة كأن لم تكن قد توقف‬
‫عند الفصل في مسألة إجرائية منصوص عليها باملادة ‪ 713‬فقرة ‪ 03‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية و أستخلص آلاثار القانونية املترتبة عن غياب املعارض‬
‫جلسة الفصل في املعارضة بعد تبليغه قانونا و صحيحا بتاريخها و هو القضاء‬
‫باعتبار املعارضة كأن لم تكن لتكرار غياب املعارض‪.‬‬
‫‪ -‬و عادة ما الطاعن يناقش بمذكرة طعنه موضوع الدعوى و تصويب‬
‫انتقاداته للحكم أو القرار الصادر في حقه غيابيا و الذي لم يكن محل مناقشة‬
‫من القضاة املصدرين للقرار املطعون فيه إذ كان عليه حصر مناقشته في‬
‫حدود ما قض ى به القرار محل الطعن‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬هل أن الطعن بالنقض ضد القرار القاض ي باعتبار املعارضة كأن‬
‫لم تكن يلزم قضاة املجلس مناقشة القرار الغيابي الذي أصبح كأن لم يكن‬
‫بتسجيل املعارضة فيه و التطرق إلى موضوع الدعوى و البث فيها بدون ما نقع‬
‫في تناقض‪.‬‬
‫‪ -4‬إشكالية تمديد النقض‪:‬‬
‫القاعدة الفقهية املكرسة اجتهادا بالقرار الصادر بتاريخ‪1911/05/27:‬‬
‫الذي نص بما يلي‪:‬‬
‫{{ يجب التراجع في قرار املجلس ألاعلى (املحكمة العليا حاليا) الذي صرح‬
‫بعدم قبول طعن متهم في حين أن الطعن الذي رفعه شريكه في نفس الجريمة‬
‫أدى إلى نقض الحكم (القرار) الصادر عن جهة القضاء السفلى‪ ،‬فالنقض يكون‬
‫في هذه الحالة كامال و شامال اعتبارا إلى عدم قابلية املتابعة للتجزئة}}‪.‬‬
‫أن القراراملذكوريطرح سؤالان هامين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪-‬هل جائز تمديد النقض للشريك الذي لم يرفع طعنا بالنقض علما و أن‬
‫القرار املطعون فيه من الطرف آلاخر نهائي بالنسبة إليه بسبب عدم الطعن‬
‫فيه ال من طرفه وال من قبل النيابة العامة‪.‬‬
‫‪-‬هل يمكن تطبيقا لقرار املحكمة العليا السالف الذكر الذي أمر بتمديد‬
‫النقض‪ ،‬تمديد النقض كذلك للطرف املعتبر طعنه غير مؤسس مبدئيا‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تشترط القاعدة الاجتهادية املكرسة في بعض الجهات القضائية‬
‫الدولية في حالة تمديد النقض الجائز العمل به إلى الطرف الغير طاعن في نفس‬
‫الدعوى أن ال يس يء إلى حالته و إن ال يقض ي في حقه بعقوبة أشد من تلك التي‬
‫تم القضاء بها بالقرار املطعون فيه محل النقض‪.‬‬
‫إن تمديد النقض لباقي ألاطراف قد تم العمل به في معظم الدول نظرا‬
‫لسببين أساسيين‪.‬‬
‫* حسن سير العدالة‪.‬‬
‫* السماح لجهة إلاحالة من إعادة النظر في الدعوى أمامها بجعل جميع‬
‫ألاطراف في نفس املركز القانوني حتى يمكن الفصل في القضية أمامها بصفة‬
‫كاملة و شاملة‪.‬‬
‫و يبقى للمحكمة العليا سلطة تقدير مالئمة تمديد من عدمه النقض‬
‫لألطراف ألاخرى الغير طاعنة علما و أن تلك القاعدة غير ملزمة لجهة النقض‬
‫ماعدا الحالة التي تكون النيابة العامة طرف طاعن في الدعوى تفسيرا للقاعدة‬
‫املعروفة أن طعن النيابة يستفيد منه ألاطراف ألاخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬موضوع مراجعة أو استدراك قراراملحكمة العليا‪.‬‬
‫التعريف العام املتفق عليه اجتهادا‪.‬‬
‫يعرف الاستدراك في قرار املحكمة العليا هو قيام الجهة القضائية املصدرة‬
‫له بمحو أو سحب القرار القضائي الذي سبق لها و أن أصدرته عندما يكون‬
‫هذا القرار معيبا بخطأ واضح (أي ّبين) واقع في إلاجراءات نجم عن خلل في سير‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬
‫ُ‬
‫املصلحة (أملرفق) وغير منسوب لألطراف‪ ،‬و يكون هذا الخطأ إلاجرائي قد أتى‬
‫بالخصوص على الحل الوارد في قرار جهة النقض‪.‬‬
‫‪ /1‬أن موضوع الاستدراك أو مراجعة قرار املحكمة العليا غير منصوص‬
‫عليه في قانون إلاجراءات الجزائية و ال حتى في القانون العضوي املتعلق بتنظيم‬
‫املحكمة العليا و سيرها و صالحياتها‪.‬‬
‫‪ -‬أن جميع النصوص القانونية تسمح بمراجعة قرارات املحكمة العليا‬
‫ماعدا في حالة تصحيح ألاخطاء املادية‪ ،‬علما و أن قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫ينص صراحة في مادته ‪ 525‬أن أحكام املحكمة العليا تكون دائما حضورية في‬
‫مواجهة جميع أطراف الدعوى فضال على أن قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫ينص في مادته ‪ 349‬أن قرارات املحكمة العليا غير قابلة للمعارضة فيها‪.‬‬
‫‪ /2‬إن مراجعة قرارات املحكمة العليا يتعارض مع مبدأ قوة الش يء املقض ي‬
‫فيه و كذلك مع مبدأ الحقوق املكتسبة للخصوم‪.‬‬
‫‪ -‬لكن و أمام هذا املانع القانوني و حصول بعض إلاخالالت في القرارات‬
‫ظهرت عدة إمكانيات ملراجعة قرارات املحكمة العليا منها على وجه الخصوص‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات القاضية بعدم قبول الطعن شكال لعدم إيداع مذكرة طعن في‬
‫الوقت املناسب و هي القضايا التي تم الفصل فيها قبل صدور ألامر رقم ‪02/15‬‬
‫املؤرخ في‪ 23:‬يوليو سنة ‪ 2015‬املعدل و املتمم لقانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬خضع طلب الاستدراك إلى نفس الشروط إلاجرائية الخاصة بمذكرة‬
‫الطعن (إيداع مذكرة استدراك تحمل في طياتها نفس البيانات املطلوبة في‬
‫مذكرة الطعن‪ ،‬دفع الرسم القضائي‪ ،‬تبليغ مذكرة الاستدراك إلى بقية أطراف‬
‫الدعوى)‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إن املذكرات الهادفة إلى طلب الاستدراك في قرار املحكمة العليا‬
‫عادة ما تخرج عن النطاق املسموح به في الاستدراك و تناقش مسائل قانونية و‬
‫إجرائية قطع فيها القرار املطالب إستدراكه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫تقنيات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫يخرج عن نطاق إلاستدراك‪:‬‬


‫إلاثارة و الانتقاد للحل القانوني أو التفسير الذي كرسته املحكمة العليا في‬
‫قراراها محل الاستدراك ماعدا تلك املتعلقة بالتطبيق الخاطئ لقاعدة قانونية‬
‫أو إجرائية (عدم مناقشة مذكرة ثانية مثال ) أو تلك التي املتعلقة باالختصاص‬
‫النوعي أو املحلي‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫‪ -‬يجب التفكير في الصالحيات القانونية املخولة للمحكمة العليا ُّ‬
‫لتوسع‬
‫رقابتها على الدعوى بكاملها و عدم حصر تلك الصالحيات على القرار املطعون‬
‫فيه أو ألاحكام الصادرة في تلك الدعوى فقط‪.‬‬
‫‪ -‬تماشيا مع القوانين املعاصرة يتطلب إيجاد الحلول حتى ال تحرم املحكمة‬
‫العليا في دراستها للطعن املعروض عليها إلقاء رقابتها على وقائع الدعوى ّ‬
‫سيما ملا‬
‫يحصل تحريف من طرف قضاة املوضوع لتلك الوقائع أو عدم حصرها بالدقة‬
‫املطلوبة أو معالجة البعض منها دون ألاخرى خاصة ملا الطرف الطاعن يشكك‬
‫يجرح في في كيفية نقل القرار لتصريحاته أو أقوال ألاطراف ألاخرى أمام‬ ‫فيها أو ّ‬
‫جتهي الحكم أو التحقيق القضائي أو حتى التحريات ألاولية‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب التفكير في معالجة املسائل املوضوعية التي هي من التقدير‬
‫املطلق للقضاة و التي تؤثر سلبا على الحل القانوني للدعوى و أخص بالذكر‬
‫على سبيل املثال دراسة مستندات الدعوى و معاينة صحة إجراءات املتابعة و‬
‫صحة تقرير الفصل فيها مثلما هو الحال في إعتماد قضاة املوضوع على القرائن‬
‫القوية و املتماسكة التي عادة ما يبنى عليها حكمهم و السماح لجهة النقض‬
‫النظر في املحاضر املعدة في إلاثبات‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬


‫ألاستاذ أحسن بوسقيعة‪،‬‬
‫مستشارسابق باملحكمة العليا‬

‫عرفت إجراءات الطعن بالنقض في القانون الجزائري تعديالت جوهرية إثر‬


‫تعديل قانون إلاجراءات الجزائية سنة ‪ 5102‬بموجب ألامر رقم ‪ 15-52‬املؤرخ‬
‫في ‪.5102/10/52‬‬
‫وتهدف هذه التعديالت أساسا إلى تقليص عدد الطعون وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬فرض إجراءات شكلية جديدة على عاتق الطاعن‪ ،‬يترتب على عدم‬
‫مراعاتها عدم قبول طعنه شكال‪،‬‬
‫‪ -‬التضييق من مجال الطعن بالنقض باستبعاد حاالت جديدة تضاف إلى‬
‫الحاالت الكثيرة التي ال يجوز الطعن فيها بالنقض‪.‬‬
‫وإن كان من السابق ألوانه تقييم ألاحكام الجديدة‪ ،‬فإن املتتبع للعمل‬
‫القضائي على مستوى املحكمة العليا يدرك أن هذه التعديالت لم تبلغ هدفها‬
‫املنشود وهو الحد من عدد الطعون بالنقض‪ ،‬ومرد ذلك لعدم عوامل أهمها‬
‫عدم معالجة مسببات تضخم الطعون الذي يتحمل مسؤوليته في رأينا القضاة‬
‫(الحكم والنيابة) والدفاع على حد سواء‪:‬‬
‫‪ -0‬فأما قضاة الحكم‪ ،‬فقد فقدوا ثقة املتقاضين كما تؤكده نسبة‬
‫الاستئنافات (تقريبا كل أحكام الدرجة ألاولى يتم استئنافها) والطعون بالنقض‬
‫(جل قرارات املجالس يتم الطعن فيها بالنقض)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪55‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -5‬وأما قضاة النيابة العامة‪ ،‬فهم يطعنون بصفة تكاد تكون آلية وتلقائية‬
‫ليس فقط ضد قرارات البراءة‪ ،‬بل وأيضا حتى ضد القرارات التي تقض ي بوقف‬
‫تنفيذ العقوبة أو تلك التي تقض ي بعقوبة مخففة‪،‬‬
‫‪ -2‬وأما املحامون‪ ،‬فهم يطعنون في جل قرارات إلادانة ‪ ،‬وعددهم غير‬
‫محصور بل هو في تزايد مستمر‪ ،‬فكل من له ‪ 01‬سنوات أقدمية في املهنة يمكنه‬
‫الحصول على الاعتماد لدى املحكمة العليا‪ ،‬والاعتماد ال يخضع ألي تقييم‬
‫علمي أو منهي وإنما يقرره وزير العدل وفق إجراءات إدارية بحتة‪.‬‬
‫وكل هذه العوامل مجتمعة تؤثر سلبا في أداء املحكمة العليا‪.‬‬

‫تتمحور مداخلتنا حول محورين رئيسيين‪:‬‬


‫‪ -‬إجراءات الطعن بالنقض‬
‫‪ -‬موضوع الطعن بالنقض‬

‫أوال‪ -‬بخصوص إجراءات الطعن بالنقض‬


‫يقتض ي قبول الطعن بالنقض أن يكون الطعن في ألاحكام والقرارات التي‬
‫يجوز الطعن فيها بالنقض وأن يصدر الطعن بالنقض عن الشخص املؤهل‬
‫لذلك‪ ،‬كما يشترط في الطعن أن تراعى فيه الشروط الشكلية املنصوص عليها في‬
‫قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬

‫أ‪ -‬في جوازالطعن‬


‫‪ -1‬ما هي القرارات وألاحكام التي يجوز الطعن فيها بالنقض‪ :‬حددت‬
‫املادتان ‪ 592‬و‪ 594‬القرارات التي يجوز الطعن فيها بالنقض أمام املحكمة‬
‫العليا‪ ،‬ويتعلق ألامر بالقرارات وألاحكام آلاتية‪.‬‬
‫‪ 1-1‬املبدأ‪ :‬يجوز الطعن بالنقض في‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -‬قرارات غرفة الاتهام‪.‬‬


‫‪ -‬قرارات املجالس القضائية الفاصلة في مواد الجنح واملخالفات‬
‫‪ -‬أحكام محكمة الجنايات الاستئنافية وقرارات غرفة ألاحداث الفاصلة في‬
‫املواد الجنائية‬
‫‪ -2-1‬الاستثناءات‪ :‬ال يجوز العن في القرارات وألاحكام سالفة الذكر في‬
‫الحاالت آلاتية‪:‬‬
‫* بالنسبة لقرارات غرفة الاتهام‪:‬‬
‫‪ -‬القرارات املتعلقة بالحبس املؤقت والرقابة القضائية‪،‬‬
‫‪ -‬قرارات إلاحالة على محكمة الجنح أو املخالفات‪،‬‬
‫‪ -‬القرارات املؤيدة لألمر بأال وجه للمتابعة إال من النيابة العامة في حالة‬
‫استئنافها لهذا ألامر‪،‬‬
‫* بالنسبة ألحكام محاكم الجنايات الاستئنافية وقرارات املجالس‬
‫القضائية‪:‬‬
‫‪ -‬ألاحكام الصادرة بالبراءة في مواد الجنايات إال من جانب النيابة العامة‬
‫فيما يخص الدعوى العمومية‪ ،‬ومن املحكوم عليه واملدعي املدني واملسؤول‬
‫املدني فيما يخص حقوقهم املدنية أو في رد ألاشياء املضبوطة فقط‪،‬‬
‫‪ -‬قرارات املجالس القضائية املؤيدة ألحكام البراءة في مواد املخالفات‬
‫والجنح املعاقب عنها بالحبس ملدة تساوي ثالث ( ‪ )2‬سنوات أو تقل عنها‪،‬‬
‫‪ -‬ألاحكام والقرارات الصادرة في آخر درجة في مواد الجنح القاضية بعقوبة‬
‫غرامة تساوي ‪ 21.111‬دج أو تقل عنها بالنسبة للشخص الطبيعي و ‪511.111‬‬
‫دج بالنسبة للشخص املعنوي‪،‬باستثناء الجرائم العسكرية أو الجمركية‬
‫(أحيلت هذه النقطة من طرف املحكمة العليا على املجلس الدستوري بتاريخ‬
‫‪ 5151/10/02‬للفصل في دستوريتها)‪.‬‬
‫نالحظ مما سبق‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -‬أن حاالت عدم جواز الطعن تفوق حاالت جوازه‬


‫‪ -‬أن الطعن بالنقض غير جائز عندما يتعلق ألامر بالحبس املؤقت أو‬
‫الرقابة القضائية‪ ،‬وكذلك الحال في قرارات إلاحالة على قسم الجنح‪...‬‬

‫‪ -2‬من له الحق في الطعن بالنقض؟ حددت املادة ‪ 590‬ألاطراف التي يجوز‬


‫لها الطعن بالنقض وهي‪:‬‬
‫‪ -‬النيابة العامة فيما يتعلق بالدعوى العمومية‪،‬‬
‫‪ -‬املتهم أو محاميه عنه أو الوكيل املفوض عنه بالتوقيع بتوكيل خاص‪،‬‬
‫‪ -‬املدعي املدني‪ ،‬فيما يتعلق بالحقوق املدنية (سواء بنفسه أو بمحاميه)‪،‬‬
‫‪ -‬املسئول مدنيا‪،‬‬
‫كما أجازت نفس املادة للمدعي املدني الطعن في قرارات غرفة الاتهام في‬
‫حاالت معينة‪ ،‬نذكر منها‪ :‬عدم قبول ادعائه مدنيا‪ ،‬رفض التحقيق‪ ،‬قبول دفع‬
‫يضع نهاية للدعوى العمومية (كالتقادم مثال أو سبق املتابعة أو سبق الفصل)‪،‬‬
‫عدم الاختصاص تلقائيا أو بناء على طلب الخصوم‪ ،‬وفي جميع الحاالت ألاخرى‬
‫إذا كان ثمة طعن من جانب النيابة العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬في الشروط الشكلية للطعن بالنقض (املواد ‪ 405‬إلى ‪)411‬‬


‫‪ -1‬بالنسبة للتصريح بالطعن‪:‬‬
‫‪ -1-1‬مهلة التصريح بالطعن‪ :‬حددت املادة ‪ 594‬مهلة الطعن بثمانية‬
‫(‪ )14‬أيام‪:‬‬
‫‪ -‬تسري املهلة اعتبارا من اليوم الذي يلي النطق بالقرار بالنسبة ألطراف‬
‫الدعوى الذين حضروا أو حضر من ينوب عنهم يوم النطق به‪،‬‬
‫‪ -‬تسري هذه املهلة بالنسبة لألطراف الذين لم يحضروا يوم النطق بالقرار‬
‫اعتبارا من تبليغه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -‬بالنسبة لألحكام الغيابية‪ ،‬ال تسري هذه املهلة إال من اليوم الذي تكون‬
‫فيه املعارضة غير مقبولة‪.‬‬
‫يرفع الطعن بتصريح لدى أمانة ضبط الجهة التي أصدرت الحكم أو القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫‪ -2-1‬تسديد الرسم القضائي (املادة ‪ 404‬مكرر‪ :)2‬يخضع الطعن‬
‫بالنقض لدفع الرسم القضائي تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫يسدد الرسم ألمانة ضبط الجهة التي أصدرت الحكم أو القرار املطعون‬
‫فيه‪ ،‬وتم السداد في وقت رفع الطعن ما عدا إذا كانت املساعدة القضائية قد‬
‫طلبت‪.‬‬
‫تعفى من دفع الرسم النيابة العامة والدولة والجماعات املحلية‪ ،‬وكذلك‬
‫املحكوم عليهم بعقوبات جنائية واملحكوم عليهم املحبوسون تنفيذا لعقوبة‬
‫الحبس مدة تزيد على شهر‪.‬‬
‫تدرج نسخة من وصل سداد الرسم أو مستخرج من الوضعية الجزائية‬
‫للطاعن املحبوس ضمن امللف‪.‬‬
‫‪ -3-1‬شكليات التصريح بالطعن‪ :‬يجب توقيع التصريح بالطعن من أمين‬
‫الضبط والطاعن بنفسه أو بواسطة محاميه أو وكيل خاص مفوض عنه‪.‬‬
‫ويتعين على أمين الضبط تسليم وصل إلى الطاعن مند تلقيه التصريح‬
‫بالطعن‪.‬‬
‫ويجوز أن يرفع الطعن بكتاب أو برقية إذا تعلق بمحكوم عليهم يقيمون في‬
‫الخارج غير أنه يشترط أنه في خالل مهلة الشهر يصدق على الطعن محام‬
‫معتمد يباشر عمله بالجزائر ويكون مكتبه موطنا مختارا حتما‪.‬‬
‫ويترتب على مخالفة هذا الشرط عدم قبول الطعن‪.‬‬
‫وإذا كان املتهم محبوسا‪ ،‬فيجوز رفع الطعن أمام أمين ضبط املؤسسة‬
‫العقابية املحبوس بها ويوقع على التصريح كل من املعني وأمين الضبط‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪03‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫يتعين على رئيس املؤسسة العقابية إرسال نسخة من التصريح إلى أمانة‬
‫ضبط الجهة القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار املطعون فيه خالل ‪54‬‬
‫ساعة‪ .‬ويقوم أمين ضبط الجهة القضائية بقيده في سجل الطعون بالنقض‬
‫‪ -5-1‬تبليغ التصريح بالطعن (املادة ‪:)405‬‬
‫‪ -‬تبليغ طعون ألاطراف إلى النيابة العامة‪ :‬تبلغ طعون املحكوم عليه‬
‫والطرف املدني واملسئول املدني من قبل أمين الضبط إلى النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ طعن النيابة العامة إلى املحكوم عليه‪ :‬يتم تبليغ طعن النيابة العامة‬
‫إلى املحكوم عليه بواسطة أمين الضبط‪.‬‬
‫ويثير تبليغ طعن النيابة العام إلى املحكوم عليه عدة إشكاالت في العمل‬
‫امليداني‪ ،‬ال يتسع املجال لذكرها‪.‬‬
‫‪ -‬تبليغ طعن املحكوم عليه إلى باقي الخصوم‪ :‬يبلغ الطعن بالنقض املقدم‬
‫من املحكوم عليه إلى باقي الخصوم في النقض بأي وسيلة قانونية في أجل ال‬
‫يتعدى ‪ 02‬يوما اعتبارا من تاريخ التصريح بالطعن‪.‬‬
‫يتساءل الكثير عن املقصود ب "باقي الخصوم"؟‬
‫نجد الجواب حسب رأينا في املادة ‪ 200‬ق إ ج بخصوص البيانات التي يجب‬
‫أن تتضمنها مذكرة الطعن‪ ،‬حيث خصت بالذكر الخصوم الذين تم التصريح‬
‫بالطعن ضدهم دون سواهم‪ ،‬واستبعدت صراحة الخصوم الذين لم تعد لهم‬
‫مصالح في القضية‪ ،‬أي الخصوم غير املطعون ضدهم‪.‬‬
‫وإذا كان املشرع نص على عدم الاعتداد بفوات أجل تبليغ التصريح‬
‫بالطعن (‪ 02‬يوما)‪ ،‬فإنه رتب على عدم تبليغ التصريح بالطعن عدم قبول‬
‫الطعن شكال‪.‬‬
‫أصدرت املحكمة العليا عدة قرارات بعدم قبول الطعن شكال بسبب عدم‬
‫تبليغ التصريح بالطعن‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪06‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -2‬بالنسبة ملذكرة الطعن‪:‬‬


‫‪ -1-2‬الشروط الشكلية (املادة ‪ :)411‬يجب أن تراعي مذكرة الطعن‬
‫الشروط آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون موقعة من محام مقبول لدى املحكمة العليا (تعفى الدولة من‬
‫شرط التمثيل بمحام (املادة ‪ ،)219‬وأن تكون مرفقة بنسخ بقدر ما يوجد في‬
‫الدعوى من أطراف تعفى الدولة من التمثيل بواسطة محام (املادة ‪)219‬‬
‫‪ -‬ذكر اسم ولقب وصفة ومهنة الطاعن والخصوم املطعون ضدهم‬
‫وممثليهم وكذلك موطنهم الحقيقي إذا لزم ألامر‪،‬‬
‫‪ -‬أن تشتمل على عرض ملخص للوقائع وعرض ألوجه الطعن املؤيدة له‬
‫وإلاشارة إلى ألاوراق املقدمة والنصوص القانونية املعدة سندا لتدعيمه‪.‬‬
‫وتنطبق هذه الشروط على حد سواء على كل الخصوم بما فيهم النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫وعندما يتعلق ألامر بهذه ألاخيرة‪ ،‬يتعين أن تكون املذكرة موقعة من النائب‬
‫العام أو مساعده ألاول (املادة ‪.)201‬‬
‫أصدرت املحكمة العليا عدة قرارات بعدم قبول الطعن شكال لكون مذكرة‬
‫الطعن موقعة من نائب عام مساعد‪.‬‬
‫‪ -2-2‬أجل و مكان إيداع املذكرة (املادة ‪:)404‬‬
‫‪ -‬يتعين على الطاعن إيداع مذكرة الطعن بالنقض لدى أمانة ضبط الجهة‬
‫القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار املطعون فيه خالل ‪ 41‬يوما ابتداء من‬
‫تاريخ الطعن‪.‬‬
‫يثبت أمين ضبط الجهة القضائية املذكورة تاريخ إلايداع ويسلم نسخة من‬
‫مذكرة الطعن إلى الطاعن‪.‬‬
‫أصدرت املحكمة العليا عدة قرارات بعدم قبول الطعن شكال بسبب إيداع‬
‫مذكرة الطعن خارج أجل ‪ 41‬يوما‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪05‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -3-2‬تبليغ املذكرة (املادة ‪ 404‬مكرر)‪:‬‬


‫* يتعين على الطاعن تبليغ مذكرة الطعن إلى باقي ألاطراف في ظرف ‪ 21‬يوما‬
‫ابتداء من تاريخ إيداع املذكرة‪.‬‬
‫تبليغ مذكرة املتهم أو الطرف املدني أو املدعي املدني‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان الطرف املبلغ له هو املحكوم عليه أو الطرف املدني أو املدعي‬
‫املدني‪ :‬يتم التبليغ بكل وسيلة قانونية (رسالة مضمنة مع إلاشعار باالستالم أو‬
‫عن طريق محضر قضائي)‬
‫‪ -‬إذا كان الطرف املبلغ له هو النيابة العامة‪ :‬يتم التبليغ من طرف أمين‬
‫الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان املطعون ضده محبوسا‪ :‬يتم التبليغ بواسطة أمين ضبط‬
‫املؤسسة العقابية‪.‬‬
‫تبليغ مذكرة النائب العام إلى املطعون ضده‪ :‬يتم ذلك من طرف أمين‬
‫ضبط الجهة القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار املطعون فيه (املادة ‪.)201‬‬
‫للمطعون ضده في الطعن مهلة ‪ 21‬يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬من أجل إيداع‬
‫مذكرة جوابية موقعة من محام معتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬مرفقة بنسخ بقدر‬
‫عدد أطراف الدعوى‪.‬‬
‫* يجب إلاشارة في محضر التبليغ أو في الرسالة املضمنة إلى أن املطعون‬
‫ضده له مهلة ‪ 21‬يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬من أجل إيداع مذكرة جوابية موقعة‬
‫من محام معتمد لدى املحكمة العليا‪.‬‬
‫ويترتب على عدم إلاشارة إلى ذلك عدم قبول الطعن شكال‪.‬‬
‫أصدرت املحكمة العليا عدة قرارات بعدم قبول الطعن شكال لألسباب‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إيداع مذكرة الطعن بالنقض‪،‬‬
‫‪ -‬إيداع مذكرة الطعن خارج أجل ‪ 41‬يوما‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -‬عدم تبليغ مذكرة الطعن بالنقض للخصوم في ألاجل القانوني‬


‫‪ -‬عدم صحة التبليغ‬
‫‪ -‬عدم إلاشارة في محضر التبليغ إلى أن املطعون ضده له مهلة ‪ 21‬يوما من‬
‫تاريخ التبليغ‪ ،‬من أجل إيداع مذكرة جوابية موقعة من محام معتمد لدى‬
‫املحكمة العليا‪.‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة للمذكرة الجوابية للمطعون ضده (املادة ‪ 404‬مكرر‪:)1‬‬
‫للمطعون ضده في الطعن مهلة ‪ 21‬يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬من أجل إيداع مذكرة‬
‫جوابية موقعة من محام معتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬مرفقة بنسخ بقدر عدد‬
‫أطراف الدعوى‪.‬‬
‫ج‪ -‬آثارالطعن بالنقض (املادة ‪:)544‬‬
‫‪ -0‬للطعن بالنقض أثر موقف لتنفيذ العقوبة املقض ى بها‪،‬‬
‫‪ -5‬ال يوقف الطعن بالنقض تنفيذ ألاحكام والقرارات القاضية بدمج‬
‫العقوبة أو الفاصلة في الحقوق املدنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬بخصوص موضوع الطعن بالنقض‬
‫لكي يكون الطعن بالنقض مثمرا‪ ،‬يجب أن يكون مؤسسا على وجه من‬
‫أوجه الطعن املحددة في املادة ‪ 211‬على سبيل الحصر‪ ،‬وأن تبرز مذكرة الطعن‬
‫بوضوح ما تعيبه على القرار املطعون فيه باستعراض‪...‬‬
‫أ‪ -‬أوجه الطعن‪ :‬ال يجوز أن يبنى الطعن بالنقض إال على أحد ألاوجه ‪4‬‬
‫آلاتية (املادة ‪: )211‬‬
‫‪ -0‬عدم الاختصاص‬
‫ويستوي أن يكون محليا أو نوعيا‪.‬‬
‫‪ -5‬تجاوز السلطة‪،‬‬
‫وهكذا قض ي بأن تشديد عقوبة متهم مستأنف في غياب استئناف النيابة‬
‫يعد تجاوزا للسلطة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪06‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫‪ -2‬مخالفة قواعد جوهرية في إلاجراءات‪،‬‬


‫بوجه عام‪ ،‬قض ي بأن كل حكم أو قرار يجب أن يتضمن الدليل على‬
‫شرعيته‪ ،‬فكل إجراء جوهري غير منصوص عليه يعتبر مغفال عنه‪،‬‬
‫غير أنه ال يجوز أن تثار من الخصوم أوجه البطالن في الشكل أو في‬
‫إلاجراءات ألول مرة أمام املحكمة العليا غير أنه يستثنى من ذلك أوجه البطالن‬
‫املتعلقة بالقرار املطعون فيه والتي لم تكن لتعرف قبل النطق به (املادة ‪،)215‬‬
‫ومن هذا القبيل خرق مبدأ التقاض ي على درجتين حيث قض ي بأنه من‬
‫النظام العام فيمكن إثارته في أي مرحلة من مراحل الدعوى وحتى ألول مرة أمام‬
‫قضاء املحكمة العليا‪،‬‬
‫وكذلك الحال تشكيلة املحكمة أو غرف املجلس‪ ،‬وكذا التقادم‬
‫والاختصاص‪.‬‬
‫‪ -5‬انعدام أو قصور ألاسباب‪،‬‬
‫ومن هذا القبيل عدم إبراز أركان الجنحة املنسوبة للمتهم ومناقشها‪.‬‬
‫‪ -2‬إغفال الفصل في وجه الطلب أو في أحد طلبات النيابة العامة‬
‫ومن هذا القبيل عدم مناقشة املذكرة الختامية للمتهم التي تحمل تأشير‬
‫الرئيس والكاتب‬
‫‪ -4‬تناقض القرارات الصادرة من جهات قضائية مختلفة في آخر درجة أو‬
‫التناقض فيما قض ى به الحكم نفسه أو القرار‪،‬‬
‫ومن هذا القبيل أسباب الحكم التي تفيد ببراءة املتهم في حين أن املنطوق‬
‫يصرح بإدانته‬
‫‪ -0‬مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه‪،‬‬
‫وقض ي في هذا الصدد بأنه ال بد بيان النص أو النصوص القانونية التي‬
‫خالفها القضاة أو أخطئوا في تطبيقها‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪06‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫كما قض ي بأن خرق أحكام الدستور واملعاهدات الدولية غير وارد ضمن‬
‫ألاوجه التي يجب أن يبنى عليها الطعن بالنقض‪ ،‬ومن ثم يتعين رفض الوجه‬
‫املثار املأخوذ من مخالفة الدستور أو العقد الدولي املتعلق بالحقوق املدنية‬
‫والسياسية‪،‬‬
‫وقض ي أيضا بأن خرق املبادئ القانونية والقضائية ال يشكل في حد ذاته‬
‫وجها للنقض إذا لم تكن هذه املبادئ مجسدة في نص قانوني داخلي‪.‬‬
‫وتجدر إلاشارة إلى أنه ال يتخذ الخطأ في القانون املستشهد به لتدعيم‬
‫إلادانة بابا للنقض متى كان النص الواجب تطبيقه فعال يقرر العقوبة نفسها‬
‫(املادة ‪.)215‬‬
‫‪ -4‬انعدام ألاساس القانوني‪،‬‬
‫ومن هذا القبيل عدم ذكر نصوص التجريم والعقاب‪.‬‬
‫ويجوز للمحكمة العليا أن تثير من تلقاء نفسها ألاوجه السابقة الذكر‪.‬‬
‫وقد أصدرت املحكمة العليا عدة قرارات قضت فيها بأن مذكرة الطعن‬
‫بالنقض غير املبنية على أي وجه من ألاوجه الوارد ذكرها في أحكام املادة ‪ 211‬ق‬
‫إ ج تؤدي إلى رفضها موضوعا‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية إثارة أوجه الطعن‪:‬‬
‫‪ -0‬يجوز إثارة كل وجه على حدة‪ ،‬كما يجوز جمع وجهين أو أكثر‪.‬‬
‫كما يجوز تقسيم الوجه إلى فروع‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب مناقشة كل وجه أو فرع على حدة مع إبراز بوضوح العيب الذي‬
‫يشوب القرار املطعون فيه بالنسبة لكل وجه أو فرع‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫حصر العيب ومناقشته وتقديم وجه الصواب‪.‬‬
‫وال يجوز ألحد بأية حال أن يتمسك ضد الخصم املقامة عليه الدعوى‬
‫بمخالفة أو انعدام قواعد مقررة لتأمين دفاع ذلك الخصم (املادة ‪.)212‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪05‬‬
‫إجراءات و موضوع الطعن بالنقض يف القانون اجلزائري‬

‫وفي هذا الصدد قضت املحكمة العليا برفض الطعن كون الوجه الذي‬
‫أثارته النيابة العامة يهم املتهم وحده‪ ،‬وهو خصم للنيابة العامة‪،‬‬
‫كما قضت برفض طعن الطرف املدني الذي أثار في طعنه مخالفة املحكمة‬
‫ألحكام املادة ‪ 224‬ق ا ج بخصوص تنبيه رئيس الجلسة للمتهم بحقه في طلب‬
‫مهلة إلعداد دفاعه والتنويه في الحكم عن هذا التنبيه وعن إجابة املتهم‪،‬باعتبار‬
‫أن ما أثاره الطرف املدني يهم املتهم وحده الذي يعد خصما للمدعي في الطعن‪،‬‬
‫وأيضا برفض طعن املتهم الذي أعاب على القرار املطعون فيه كونه أشار‬
‫إلى أن املجلس استمع إلى طلبات الطرف املدني ثم أشار بأن القرار صدر غيابيا‬
‫تجاه هذا ألاخير‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪62‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫احملامون املعتمدون‬
‫لدى جملس الدولة و حمكمة النقض‬
‫(املادة املدنية)‬

‫ألاستاذ ‪Me Bruno Odent‬‬


‫محام معتمد لدى مجلس الدولة و محكمة النقض ‪ -‬فرنسا‬
‫ترجمة‪ :‬املستشار‪ ،‬رئيس قسم الوثائق والدراسات القانونية والقضائية‬
‫املتقاعد‪ :‬عبد العزيزأمقران‬

‫توجد في فرنسا‪ ،‬منظمة محامين متخصصة‪ ،‬يتولى أعضاؤها الدفاع أمام‬


‫الجهتين القضائيتين ألاعلى على الهرم القضائي‪ :‬مجلس الدولة بالنسبة للقضاء‬
‫إلاداري‪ ،‬ومحكمة النقض بالنسبة للقضاء العادي‪.‬‬

‫خطة املداخلة‪:‬‬
‫‪ .I‬تقديم منظمة املحامين لدى مجلس الدولة و محكمة النقض‬
‫‪ .II‬مسألة الاحتكار الذي يتمتع به هؤالء املحامون‬
‫‪ .III‬خصوصية تدخلهم‪ ،‬املرتبط بخصوصية رقابة النقض‬
‫‪ .IV‬تحليل مهمة املحامين لدى مجلس الدولة و محكمة النقض‬
‫‪ .V‬مستقبل دور الجهات القضائية العليا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪12‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫‪ .I‬تقديم منظمة املحامين املعتمدين لدى مجلس الدولة و محكمة‬


‫النقض‬
‫‪ -‬منظمة مستقلة ‪.....‬‬
‫ضباطا عموميين (‪... )Officiers ministériels‬‬ ‫تضم ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يحتكرون‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬تمثيل الطرفين و تناول الكلمة أمام‬
‫الجهتين القضائيتين العلويتين ( و لكن ليس أمام املجلس الدستوري و ال‪،‬‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬أمام محكمة العدل ألاوروبية أو أمام املحكمة ألاوروبية لحقوق‬
‫إلانسان)‪.‬‬
‫و لهذا الاحتكار استثناءات‪:‬‬
‫‪ )1‬استثناءات بحكم املادة‬
‫‪ )2‬استثناءات في صالح بعض ألاشخاص العامة‬
‫‪ )3‬استثناءات على احتكار املرافعة (الاستعجال أمام مجلس الدولة‪،‬‬
‫جلسات الغرفة الاجتماعية بمحكمة النقض)‪.‬‬

‫‪ .II‬مسألة الاحتكار‬
‫يستمد أصله من اعتبارات تاريخية‪ :‬إنشاء املكاتب (‪ )offices‬كان يشكل‬
‫مصدر دخل للملك‪.‬‬
‫أمام محكمة النقض‪ ،‬له شرعية ‪ ،‬ال جدال فيها ‪ :‬تقنية النقض لها‬
‫خصوصية تفترض ممارسة يومية‪.‬‬
‫إلى غاية ‪ 2002‬كانت القضايا العمالية معفاة من التأسيس إلالزامي‬
‫تم إغراق الغرفة الاجتماعية بملفات ال تميز بين الواقعة و القانون‪.‬‬‫للمحامي‪ّ .‬‬
‫يعيد الطرفان أمام محكمة النقض املناقشة التي لم تقنع قضاة املوضوع ‪ ،‬و‬
‫هو ما كان يؤدي إلى نسبة رفض معتبرة و لكن كذلك إلى إغراق الغرفة‪ ،‬إضرارا‬
‫بامللفات التي كانت تطرح مسائل قانونية حقيقية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪10‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫الدولة‪ ،‬كانت املسألة أكثر حساسية ألنه‪ ،‬وإلى غاية إلاصالح‬‫في مجلس ّ‬
‫ّ‬ ‫الداخل حيز التطبيق سنة ‪ 1990‬لم يكن مجلس ّ‬
‫الدولة قاض َي نقض إال في‬
‫جانب قليل من نشاطه‪ ،‬ولكن‪ ،‬وإلى غاية ‪ ،1993‬كان هو قاض ي منازعات تجاوز‬
‫السلطة‪ ،‬وهو ما كان يبرر وجود منظمة محامين متخصصة‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬لم يكن هناك الكثير مما يبرر الاحتكار بين ‪ 1993‬و ‪ ،1990‬مع‬
‫التحفظ والقول بضعف إلاقبال على املنازعات إلادارية في مكاتب املحامين‬
‫وأدى تطور هذه املنازعات وإحداث املجالس القضائية الاستئنافية‬ ‫باملنظمات‪ّ .‬‬
‫سنة ‪ 1990‬إلى الانتعاش بحيث يوجد آلان عبر كامل إلاقليم‪ ،‬مكاتب محاماة‬
‫متخصصة في القانون إلاداري‪.‬‬
‫واليوم‪ ،‬سواء أمام الجهات القضائية العادية أو إلادارية‪ ،‬تبدو مكانة‬
‫املحامين املعتمدين لدى مجلس الدولة و محكمة النقض مبررة تمام التبرير‪:‬‬
‫هل الطبيب العام أو الاختصاص ي‪ ،‬مؤهل تقنيا إلجراء عملية جراحية‪ ،‬هذا ما‬
‫يمكن النظر به إلى الطعن بالنقض‪،‬‬
‫يؤدي بنا هذا إلى التساؤل عن خصوصية املهمة املمارسة‪ ،‬لحساب‬
‫املتقاضين‪ ،‬من طرف املحامين املعتمدين لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض‬
‫(‪)Avocats aux conseils‬‬

‫‪ .III‬خصوصية تدخل املحامين املعتمدين لدى مجلس الدولة ومحكمة‬


‫النقض‬
‫‪ -‬املحامون لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض محامون مهمتهم‪،‬‬
‫كاملحامين آلاخرين‪ ،‬هي العمل على ربح القضايا لزبائنهم‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن الخصوصية تكمن في وسائل الوصول إلى هذا الهدف‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪13‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫‪ -‬يتم أمام قضاة املوضوع ربح القضية من حيث الوقائع والقانون‪ :‬بينما‬
‫يتم ربح الطعن بالنقض من حيث القانون‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا يفترض التمييز بين الواقعة والقانون‪:‬‬
‫‪ o‬نظرة جديدة (املصالح املتخصصة لشركات التأمين)‬
‫‪ o‬ممارسة يومية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬رجالن يصطدمان ببعضهما البعض؛ مجلس قضاء الاستئناف‬
‫يحكم على ‪ A‬بسبب كونه هو املتسبب في الضرر الالحق ب ـ ‪B‬؛ ال يمكن القول‬
‫أمام محكمة النقض "ال لست أنا من أسقط ‪ "B‬ألن هذه واقعة؛ ولكنه يستطيع‬
‫ّ ّ‬
‫القول "لست مسؤوال إال على خطئي غير أن مجلس قضاء الاستئناف لم يعاين‬
‫بأنني كنت مخطئا"إنه خطأ في القانون‪.‬‬
‫بأن ‪ A‬مسؤول‪،‬‬ ‫صرح مجلس قضاء الاستئناف ّ‬ ‫‪ -‬فلنكن أكثر دقة‪ :‬إذا ّ‬
‫َ‬
‫واقعة أ َّنه هو من أسقط ‪ ،B‬فهذا خطأ في القانون‪ .‬إذا اكتفى‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫اعتمادا على‬
‫مجلس قضاء الاستئناف بالنص على َّأن ‪ A‬مسؤول بدون إبرار خطأ منه‪ ،‬فهذا‬
‫انعدام لألساس القانوني (ا أ ق)‪َّ .‬إن هذا ً‬
‫نوعا من إدخال الواقعة في القانون‪،‬‬
‫بأن الحد بينهما غير قاطع‪ ،‬و رقابة النقض هنا بالنسبة لي‪ ،‬ألاكثر‬ ‫وهذا يبين َّ‬
‫دقة‪.‬‬
‫الدولة ومحكمة النقض‪:‬‬ ‫مهمة املحامين املعتمدين لدى مجلس ّ‬ ‫‪ .IV‬تحليل ّ‬
‫‪ -‬يبين املثال السابق أهمية تحرير املحررات (املذكرات) أمام محكمة‬
‫النقض؛ وباألخص أوجه النقض‪.‬‬
‫‪ -‬أشرح هذا‪ :‬انعدام ألاساس القانوني يسمح للجهة القضائية متلقية‬
‫إلاحالة بإعادة نفس القرار‪ ،‬بينما الخطأ في القانون ال يمكنها من ذلك‪ ،‬ما عدا‪،‬‬
‫ما إذا تمردت (‪ ، )Se rebeller‬وهذا غير ممنوع عليها ولكنه نادر ً‬
‫جدا‪ .‬وهنا‪،‬‬
‫خاصة وأن محكمة النقض هي الجهة‬ ‫ّ‬ ‫تكمن أهمية اختيار وجه النقض‬
‫القضائية ألاعلى‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪17‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫فما العمل‪ ،‬بامللموس‪ ،‬عند وصول ملف إلى مكتب املحامي؟‬


‫‪ o‬بداءة ما هي قناة وصوله؟‬
‫‪ o‬يجب فحص القرار في نظر حكم الدرجة ألاولى واملذكرات املتبادلة في‬
‫الاستئناف‪.‬‬
‫‪ o‬يجب في ضوء هذا الفحص‪ ،‬نصح الزبون في صالحه ولكن كذلك في‬
‫صالح املؤسسة القضائية‪ .‬ويجب أن ينصب هذا النصح على ما هو أبعد من‬
‫قرار محكمة النقض (ما جدوى نقض من أجل عيب في الشكل إذا كان حكم‬
‫صحيحا من حيث القانون)‬ ‫ً‬ ‫قضاة املوضوع‬
‫‪ o‬قرار مواصلة أو عدم مواصلة إلاجراءات يرجع إلى املتقاض ي ولكن‬
‫املحامي املعتمد‪ ،‬من جهته‪ ،‬حر في قراره ويمكنه رفض الطعن أو إثارة وجه‪.‬‬
‫‪ o‬وهنا تصل لحظة الحقيقة‪ :‬تحرير وجه‪ ،‬وصف هندسة الوجه‪ ،‬وجه‬
‫نقض لكل جانب من جوانب املنطوق املنتقد‪.‬‬
‫‪ o‬متابعة امللف أثناء إلاجراءات (دفاع املدعى عليه‪ ،‬التقرير املوضوعي‬
‫ّ‬
‫املقرر‪ ،‬رأي املحامي العام)‪.‬‬ ‫للمستشار‬
‫‪ o‬ثم تأتي الجلسة واملداولة‪.‬‬
‫‪ o‬النصح بخصوص اللجوء إلى الجهة القضائية‪ ،‬متلقية إلاحالة‪.‬‬

‫‪ .V‬مستقبل وظيفة الجهات القضائية العليا‬


‫‪ -‬هل من املعقول إلزام الجهات القضائية العليا بالفصل في جميع الطعون‬
‫املعروضة عليها؟‬
‫ّ‬
‫‪ -‬يتلقى مجلس الدولة‪ ،‬سنويا حوالي ‪ 10.000‬ملف منازعات‪.‬‬
‫‪ -‬تتلقى الغرف املدنية ملحكمة النقض سنويا حوالي ‪ 20.000‬طعن‪.‬‬
‫‪ -‬وتتلقى الغرفة الجنائية حوالي ‪ 0.000‬طعن‪.‬‬
‫‪ -‬املسألة ال تطرح من حيث مدة الفصل‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪15‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬
‫• مجلس ّ‬
‫الدولة‪ :‬ألاجل املتوسط املتوقع‪ 6 :‬أشهر‪.‬‬
‫• النقض املدني‪ 200 :‬يوم‪.‬‬
‫• النقض الجنائي‪ 180 :‬يوما‪.‬‬

‫‪ -‬املسألة تطرح من حيث كرامة الجهة القضائية‪.‬‬


‫• مجلس الدولة؛ ‪ %90‬مفصول فيها بأوامر و ‪ %39‬مفصول فيها من‬
‫طرف الغرفة املنعقدة وحدها‪.‬‬
‫• النقض املدني‪ :‬قرارات رفض غير مسببة تسبيبا خاصا ‪%39‬‬
‫• النقض الجنائي‪ :‬عدم الجدارة بالقبول (‪)Non-admission‬؛ ‪.%29‬‬
‫‪ -‬هل من املقبول أن تخصص الجهة القضائية مثل هذا الوقت الكبير‬
‫مللفات ال تستحقه؟‬
‫‪ -‬ولكن هناك الوجه آلاخر للميدالية‪:‬‬
‫الدولة‪ ،‬حوالي ‪3.000‬‬‫‪ o‬من بين ال ـ ‪ 10.000‬ملف املعروضة على مجلس ّ‬
‫طعن بالنقض مطعون بها في قرارات املجالس القضائية الاستئنافية‪ ،‬التي‬
‫تفصل في ‪ 30.000‬ألف طعن (‪( )Recours‬أي ما يعادل نسبة طعن ‪%10‬؛ هل‬
‫هي نسبة مبالغ فيها؟)‬
‫‪ o‬الغرف املدنية ملحكمة النقض تنطق ب ـ‪ %29‬من قرارات النقض و‬
‫بـ‪ %18‬من قرارات النقض بدون إحالة‪ ،‬أي ما مجموعه ‪ %23‬من الطعون‬
‫بالنقض الخاضعة إلعمال رقابة محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ o‬الغرفة الجنائية تنطق ب ـ ‪ %21‬من قرارات النقض‪.‬‬
‫ً‬
‫أساسيا‬ ‫‪ -‬هذه ألارقام تتحدث بنفسها‪ :‬تلعب الجهات القضائية العليا ً‬
‫دورا‬
‫في الحفاظ على نوعية العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬إرساء طريقة للتصفية‪ّ ،‬إما على أساس أهمية النزاع (من وجهة نظر‬
‫الجهة القضائية ولكن من غير وجهة نظر املتقاض ي) أو على أساس أهمية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪17‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫النقطة القانونية املطروحة‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى ترك أحكام تصبح نهائية وهي‬
‫تستحق الرقابة‪.‬‬
‫الدولة ومحكمة النقض – وليس من‬ ‫‪ -‬املحامون املعتمدون لدى مجلس ّ‬
‫باب هاجس التضامن املنهي خاصة وأنهم هم من يعاني أكثر من شغف واندفاع‬
‫من يمكن تسميتهم ب ـ"الطاعنين املتعودين" – لن يوافقوا على إصالح يحد من‬
‫الوصول إلى القاض ي ألاعلى‪.‬‬
‫ويبدو َّأن مثل هذا املشروع قد تم التخلي عنه حاليا‪.‬‬
‫وثائق مرفقة‬
‫معطيات إحصائية‬
‫‪ -‬جدول ‪ :1.1‬طعون مسجلة ومفصول فيها ومدة الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬جدول ‪ :3.1‬توزيع القرارات الصادرة حسب الفئات‪ ،‬فاصلة في طعون تم‬
‫ولم يتم التحقيق فيها (مثل التنازل)‪.‬‬
‫‪ -‬جدول ‪ :2.1‬توزيع القرارات الصادرة حسب الفئات‪ ،‬فاصلة في طعون تم‬
‫التحقيق فيها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪11‬‬
‫احملامون املعتمدون لدى جملس الدولة و حمكمة النقض (املادة املدنية)‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪17‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫تقنية النقض‬
‫يف املادة املدنية‬

‫‪ Patrick MATET‬مستشارشرفي‬
‫محكمة النقض ‪ -‬فرنسا‬
‫ترجمة‪ :‬املستشار‪ ،‬رئيس قسم الوثائق والدراسات القانونية والقضائية‬
‫املتقاعد‪ :‬عبد العزيزأمقران‬

‫‪ .I‬مهمة محكمة النقض‬


‫تم سنة ‪ 0971‬إنشاء محكمة للنفض ‪ Tribunal de cassation‬لدى‬
‫املنظومة التشريعية لتصبح سنة ‪ 0011‬محكمة عليا للنقض ( ‪Cour de‬‬
‫‪.)cassation‬‬
‫و كانت املهمة ألاولى ملحكمة النقض املستند إليها من طرف القانون‪ ،‬هي‬
‫توحيد الاجتهاد القضائي بصورة تجعل املتقاضين يحاكمون بنفس الطريقة عبر‬
‫مجموع إلاقليم الفرنس ي‪ .‬ووسعت املحكمة تدريجيا‪ ،‬هذا الدور من خالل‬
‫الانسجام في تفسير القانون‪.‬‬
‫و بالفعل‪ ،‬صار تدخل محكمة النقض حيويا لتكملة القانون عندما يكون‬
‫ناقصا و لتكييفه مع تطورات املجتمع‪ .‬و بهذا صارت محكمة ضابطة‪.‬‬
‫تفسر هاتان املهتمان ملاذا‪ ،‬و عكس ما هو جار في أنظمة قضائية أجنبية‬
‫أخرى‪ ،‬ال توجد منظومة قانونية تحد من وصول املواطنين إلى محكمة النقض‬
‫و ملاذا ال تتولى هذه ألاخيرة غربلة الطعون‪.‬‬
‫و مع ذلك فإن محكمة النقض ليست بدرجة ثالثة للتقاض ي‪ :‬فهي ال‬
‫تفصل في القضايا من حيث املوضوع‪ .‬فالطعن بالنقض يهدف‪ ،‬طبقا للمادة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪97‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ 411‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬إلى رقابة محكمة النقض و مجازاة عدم‬
‫مطابقة الحكم محل الطعن لقواعد القانون‪.‬‬
‫يعد عدم املطابقة لقواعد القانون الشرط الضروري لرقابة محكمة‬
‫النقض و اختصاص محكمة النقض قائم على منعها من نظر القضايا من‬
‫حيث املوضوع‪ .‬فاملادة ‪ L-411-2‬من قانون التنظيم القضائي تنص في فقرتها ‪،2‬‬
‫على أن «محكمة النقض ال تفصل في القضايا موضوعا ما لم يتضمن نص‬
‫تشريعي خالف ذلك»‪ .‬و تنص املادة ‪ L-311-1‬من نفس القانون في فقرتها‬
‫الثانية‪ ،‬على أن مجلس قضاء الاستئناف يفصل بسيادة في القضايا موضوعا‪.‬‬
‫بالنتيجة‪ ،‬فإن الوظيفة القضائية ملحكمة النقض تستند إلى هذه التفرقة‬
‫بين القانون والواقعة‪ ،‬وقاض ي النقض ال ينظر إال في القانون‪ ،‬في حين أن‬
‫الوقائع‪ ،‬و بعبارة أخرى العناصر امللموسة للقضية‪ ،‬يتولى تقديرها بسيادة‬
‫قضاة املوضوع‪ .‬إن محكمة النقض‪ ،‬باعتبارها‪ ،‬قاض ي الطريقة التي فصل بها‬
‫القضاة و ليس قاض ي النظر في القضايا‪ ،‬ال تتوفر على سلطة تقدير عناصر‬
‫الوقائع‪.‬‬
‫تضطلع كذلك محكمة النقض‪ ،‬و هي أعلى الهرم القضائي بدور تأديبي‪،‬‬
‫تتثبت في وظيفة الخصومة التأديبية هذه من صدور أحكام جهات قضاء‬
‫املوضوع باحترام قواعد إلاجراءات‪.‬‬
‫و بالنتيجة‪ ،‬فإنها‪ ،‬و عندما ترى بأن القانون مطبق التطبيق الصحيح‪،‬‬
‫تصدر قرار رفض‪ .‬وعندما‪ ،‬بالعكس‪ ،‬تتوصل إلى خرق القانون‪ ،‬تصدر قرار‬
‫نقض يبطل القرار املطعون فيه‪ .‬وما دامت ال تملك سلطة إعادة الفصل في‬
‫القضية‪ ،‬فإنه ال يمكن ملحكمة النقض‪ ،‬في هذه الحالة ألاخيرة‪ ،‬إال إحالة‬
‫القضية إلى جهة قضاء موضوع أخرى‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫جدا‪ ،‬و عند ما لم يبق ما يستوجب الفصل فيه في املوضوع أو‬ ‫استثناء ً‬
‫ً‬ ‫و‬
‫عندما تسمح لها الوقائع كما تمت معاينتها و تقديرها من طرف قضاة املوضوع‪،‬‬
‫بتطبيق القاعدة القانونية املالئمة‪ ،‬فإن محكمة النقض تفصل بدون إحالة‪.‬‬
‫‪ .II‬تقنية تحريرالقرارات‬
‫طريقة تحرير قرارات محكمة النقض لصيقة بوالية قاض ي النقض و بدوره‬
‫في الاجتهاد القضائي قصد الحصول على تفسير موحد للقانون‪ .‬أدت هذه‬
‫الوالية (‪ ،)Office‬ملدة طويلة‪ ،‬إلى التحرير بصورة مركزة‪ ،‬مثل نص القانون‪ ،‬مع‬
‫إيراد القاعدة القانونية‪ ،‬جوابا على املآخذ (‪ )griefs‬املقدمة في شكل «أوجه‬
‫‪ »Moyens‬للنقض‪.‬‬
‫إلى جانب هذه املقاربة التقليدية‪ ،‬تم الشروع في حركة تسبيب غني‬
‫ومستفيض‪ ،‬وال سيما عندما تريد تشكيلة الحكم إبراز تقدم في فقهها أو‬
‫إحداث تغير في الاجتهاد القضائي وأيضا عندما يكون للحل املعتمد أهمية‬
‫بالنسبة لوحدة الاجتهاد القضائي‪ ،‬مثل القرارات املوالية‪ ،‬التي يمكن كالقرارات‬
‫ألاخرى املستشهد بها‪ ،‬قراءتها في موقع‪ :Légifrance ،‬الغرفة املدنية ألاولى‪14 ،‬‬
‫أفريل ‪ ،2104‬الطعن رقم ‪ :112-01-01‬الغرفة التجارية‪ 01 ،‬نوفمبر ‪،2104‬‬
‫الطعن رقم ‪ :24.209-01‬الغرفة التجارية‪ 22 ،‬مارس ‪ ،2104‬الطعن رقم ‪-01‬‬
‫‪.01.200‬‬
‫إن التحرير باألسلوب املباشر قد تم اعتماده من طرف جميع غرف‬
‫محكمة النقض منذ ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2107‬حسب هيكلة و قواعد معيارية تضمن‬
‫تقديما متجانسا للقرار‪ ،‬من خالل فقرات كتابية (‪ )Paragraphes‬مرقمة و‬
‫عناوين ظاهرة‪ ،‬مع التخلي عن الكتابة السابقة بجملة وحيدة‪ ،‬و بحيثيات‬
‫«‪.»Des attendu‬‬
‫ال يترتب عن القواعد الجديدة لتحرير قرارات محكمة النقض تغيير في‬
‫منهجية النقض التي تدور حول مطابقة القرار املطعون فيه لقواعد القانون‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪02‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫هيكلة القرار‪:‬‬
‫ينقسم القرار إلى ثالثة أقسام‪ ،‬سواء كان قرار رفض أو قرار نقض‪.‬‬
‫‪ -‬وقائع و إجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬فحص الوجه أو ألاوجه‬
‫• عرض الوجه‪.‬‬
‫• جواب محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ -‬املنطوق‬
‫القسم ألاول (وقائع و إجراءات) هو نفسه بالنسبة للقرار برمته مهما كان‬
‫عدد ألاوجه املفحوصة‪.‬‬
‫ثان بعنوان "فحص الوجه" أو "فحص ألاوجه" و هو‬ ‫يكون متبوعا بقسم ٍ‬
‫ثان "جواب محكمة‬ ‫يتفرع إلى قسم فرعي أول "عرض الوجه" و قسم فرعي ٍ‬
‫النقض" و يتكرر بتكرر الفقرات الكتابية (‪ )Paragraphes‬و املآخذ‪ ،‬املحتمل‬
‫جمعها‪.‬‬
‫القسم الثالث مخصص للمنطوق و يبدأ بصيغة "لهذه ألاسباب" « ‪par ces‬‬
‫‪.» motifs‬‬
‫عناوين مختلف أقسام القرار غير مرقمة‪ ،‬في حين أن الفقرات الكتابية‬
‫(‪ )Paragraphes‬مرقمة‪.‬‬
‫‪ .1‬القسم ألاول للقرار‪" :‬وقائع و إجراءات"‬
‫هذا القسم هو ألاول في القرار‪ ،‬يتضمن فقرة كتابية (‪ )Paragraphe‬أو‬
‫عددا من الفقرات الكتابية‪ ،‬حسب ما يناسب سردها و يالئم القضية املعنية‪.‬‬
‫يبدأ القسم بصيغة "حسب القرار املطعون فيه‪ ،"...‬لتسجيل مسافة مع‬
‫الوقائع املعروضة و التي هي نفس الوقائع املعاينة من طرف الجهة القضائية‬
‫املطعون في قرارها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫إن محكمة النقض‪ ،‬و مادامت ال تفصل في قضايا « ‪ » Affaires‬كما يفعل‬


‫قاض ي املوضوع‪ ،‬ال تتوفر على سلطة تقدير عناصر الوقائع لجهات قضاء‬
‫املوضوع‪ .‬بحيث ال تعيد النظر فيها و تتأسس عليها‪ .‬يبرز قرار النقض الجهة‬
‫القضائية املصدرة للقرار املطعون فيه و تاريخ هذا القرار‪.‬‬
‫يبدأ هذا القسم بالصيغ آلاتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان القرار صادرا عن مجلس قضاء استئناف‪:‬‬
‫• حسب القرار املطعون فيه (‪ 20 ،Amiens‬يونيو ‪...... ،2107‬‬
‫أو‬
‫• حسب القرار املطعون فيه الصادر إثر إحالة بعد النقض (الغرفة‬
‫املدنية ألاولى‪ 21 ،‬يونيو ‪ ،2109‬الطعن رقم ‪.)209 – 02 -01‬‬
‫أو‬
‫• حسب القرار املطعون فيه‪ ،‬الصادر في املادة الاستعجالية ‪........‬‬
‫‪ -‬إذا كان القرار صاد ًرا عن محكمة قضاء عاد (‪.)Tribunal judiciaire‬‬
‫• حسب الحكم املطعون فيه (محكمة قضاء القضاء العادي ب ـ ‪،Lyon‬‬
‫‪ 20‬يونيو ‪.)2107‬‬
‫يتم سرد الوقائع و إلاجراءات باستعمال صيغة املاض ي و ال يتضمن إال‬
‫الوقائع وإلاجراءات املفيدة للحل الذي تبنته محكمة النقض‪.‬‬
‫ال يراقب قاض ي النقض مادية الوقائع التي تم تقدريرها بسيادة من طرف‬
‫قضاة املوضوع‪ ،‬ما دامت رقابة النقض محصورة في تطبيق قضاة املوضوع‬
‫القاعدة القانونية‪.‬‬
‫إن محكمة النقض التي ال تفصل في القضايا من حيث املوضوع‪ ،‬غير‬
‫مختصة للقيام بمعاينات تكمل معاينات القرار املطعون فيه‪،‬‬
‫يترتب على هذا‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪03‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ -‬يجب أن تدرج في هذا العرض‪ ،‬الوقائع و إلاجراءات الضرورية لفهم النزاع‬


‫وكذا تلك املتحكمة في تطبيق القاعدة القانونية‪ ،‬ولكن شريطة أن تكون قد‬
‫تمت معاينتها من طرف قضاة املوضوع (القرار و الحكم إذا كان مؤيدا من طرف‬
‫مجلس قضاء الاستئناف)‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتضمن عرض الوقائع تلك املذكورة فقط في طلبات أو مذكرات‬
‫ألاطراف‪.‬‬
‫‪ -‬يتم عرض الوقائع حسب التسلسل الزمني‪.‬‬
‫‪ -‬يكون العرض مختصرا‪ ،‬مثال‪ ،‬إذا كانت املسألة املطروحة هي معرفة ما‬
‫حرف الفاتورة املقدمة من طرف س‪ ،‬يكون من غير‬ ‫إذا كان القاض ي قد َّ‬
‫الضروري التوضيح بأن الطلب أمام مجلس قضاء الاستئناف كان يتعلق كذلك‬
‫بالتعويض‪ ،‬غير املشمول بأوجه الطعن‪.‬‬
‫‪ -‬هناك صيغة تسمح بإبراز (‪ )Relever‬واقعة غير معاينة في القرار املطعون‬
‫فيه (أو الحكم في حالة تأييده في الاستئناف)‪ ،‬و لكنها ثابتة و ضرورية لشرح‬
‫الحل الذي تبنته محكمة النقض‪:‬‬
‫"حسب القرار املطعون فيه و املستندات املقدمة‪"....... ،‬‬
‫ال يشار إلى ما إذا كان القرار ناطقا باإللغاء أو التأييد‪ :‬هذا يجنب إثقال‬
‫التحرير بعنصر ال تأثير له على وجه النقض‪.‬‬
‫‪ .2‬القسم الثاني للقرار‪" :‬فحص ألاوجه"‬
‫‪ -‬قسم "فحص ألاوجه"‪ ،‬متفرع إلى قسمين فرعيين‪:‬‬
‫• عرض ألاوجه‪.‬‬
‫• الجواب على ألاوجه‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة املآخذ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب فحص ألاوجه‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪08‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫ترتيب فحص املآخذ ال يستجيب للترتيب الذي اعتمده صاحب الطعن‪ ،‬و‬
‫إنما ملا يميله املنطق بالنسبة للمستشار املقرر‪.‬‬
‫تعالج على التوالي في القرار‪،‬‬
‫ً‬
‫تسبيبا خاصا (املادة ‪ 0101‬من‬ ‫‪ -‬الرفض (أو أكثر من رفض) غير املسبب‬
‫قانون إلاجراءات املدنية) في جانبيها (وجه غير مقبول و‪/‬وجه ال يؤدي قطعا‬
‫بطبيعته إلى النقض)‪،‬‬
‫‪ -‬أوجه إلاجراءات تفحص قبل أوجه أصل الحق (‪)Les moyens de fond‬‬
‫‪ -‬ثم الرفض (أو أكثر من رفض) املسبب‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية الجمع بين أوجه عديدة تسمح بجواب مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تفكيك وجه بالجواب على أحد فروعه في نفس وقت الجواب على‬
‫وجه آخر؛ في هذه الحالة‪ ،‬يبرر املستشار املقرر صراحة املآخذ التي سيعالجها‪:‬‬
‫مثال‪" :‬عن الوجه ألاول و الفرع الثاني من الوجه الثاني"‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه أو ألاوجه املؤدي(ة) إلى النقض تفحص دوما بعد ألاوجه املرفوضة‬
‫و املسببة‪.‬‬
‫‪ -‬و في النهاية النقض (أو أكثر من نقض) (‪.)Les cassations‬‬
‫ترتيب الفحص يحدده املستشار املقرر وفق مقاربة منطقية وليس وفق‬
‫ترتيب تقديم ألاوجه من طرف املدعي في النقض‪ .‬بالفعل‪ ،‬يمكن ملحكمة النقض‬
‫إعادة هيكلة املآخذ املتمسك بها من خالل جمعها و تلقي جواب وحيد‪ ،‬أو على‬
‫العكس تفكيك مختلف مآخذ وجه لتلقي أجوبة متتالية‪.‬‬
‫في جميع الحاالت‪ ،‬يفرض املنطق املعالجة في قرار‪ ،‬أوال‪ ،‬ألاوجه غير‬
‫ًّ‬
‫خاصا‪،‬‬ ‫ً‬
‫تسبيبا‬ ‫الجدية والتي تجيب عليها محكمة النقض برفض غير مسبب‬
‫كما تسمح بذلك املادة ‪ 0101‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬و ثانيا‪ ،‬املآخذ محل‬
‫الـرفض (أو أكثر من رفض) املسبب‪ ،‬وثالثا‪ ،‬املآخذ محل الرقابة‪.‬‬
‫إدراج املآخذ في القرار‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪05‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫إذا كان هناك وجه واحد‪ ،‬يعنون املقرر قسم "فحص الوجه" في القرار‪،‬‬
‫الذي يأتي بعد عرض الوقائع و إلاجراءات‪:‬‬
‫"عن الوجه"‬
‫إذا رأى املستشار املقرر تقديم جواب وحيد لوجهين أو أوجه عديدة‪ ،‬فإنه‬
‫يكتب‪ ،‬تحت عنوان "فحص الوجه"‪:‬‬
‫‪" -‬عن الوجهين معا"‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت هناك أوجه عديدة‪ ،‬ولم يتم الجواب عليها في نفس الوقت‬
‫بناء على عدة أوجه)‪ ،‬يكتب املقرر "عن الوجه ألاول"‪ ،‬ثم يعرضه‬ ‫(فرضية نقض ً‬
‫ويجيب عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ثم يعرض املقرر مختلف ألاوجه "عن الوجه الثاني"‪ ،‬ثم‪ ،‬و إذا كان هو‬
‫ألاخير‪" :‬وعن الوجه الثالث"‪.‬‬
‫‪ -‬إذا رفضت املحكمة مأخذا أول‪ ،‬و لكنها تراقب القرار املطعون فيه‬
‫ً‬
‫اعتمادا على مآخذ أخرى‪ ،‬فإن هذه ألاخيرة يتم إدراجها بــاألداة "لكن" "‪ "Mais‬و‬
‫الرقابة الحاصلة كذلك بخصوص املأخذ ألاخير تفتتح باألداة "و" "‪"( "ET‬و عن‬
‫الوجه الرابح")‪.‬‬
‫و هكذا‪ ،‬فإن قسم القرار املعنون ب ـ "فحص الوجه" يتفرع إلى قسمين‬
‫فرعيين‪" ،‬عرض الوجه" و"جواب املحكمة"‪ .‬و هذا يتكرر كلما فحص املستشار‬
‫وجها آخر‪.‬‬
‫يكتفي املستشار املقرب‪ ،‬في القسم الفرعي ألاول "عرض الوجه"‬
‫باستعراض الوجه كما صيغ ووضعه بين عالمة التنصيص‪ .‬وما تم استعراضه‬
‫هو املأخذ الصادر عن الطاعن واملوجه للقرار املطعون فيه و الذي يبدأ بعبارة‬
‫"في حين أن" "‪ "Alors que‬في مذكرة الطعن (‪.)Mémoire ampliatif‬‬
‫‪ -‬القسم الفرعي ألاول‪" :‬عرض الوجه"‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪08‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫يتم بخصوص الوجه الذي اختارت املحكمة الجواب عليه‪ ،‬نقل املأخذ‬
‫حرفيا كما جاء في مذكرة طعن الطاعن‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الفرعي الثاني‪" :‬جواب املحكمة"‬
‫بعد عرض كل وجه من ألاوجه‪ ،‬تجيب محكمة النقض في القسم الفرعي‬
‫املعنون ب ـ"جواب املحكمة"‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه املستبعد بدون فحص في املوضوع‪:‬‬
‫يتمثل الجواب في هذه الفرضية في تحليل الوجه نفسه‪ ،‬قصد استبعاد‬
‫الوجه لكونه غير مقبول (مثال‪ ،‬الوجه الجديد غير القانوني املحض)‪ .‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬ال يسرد القرار أسباب القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه املرفوض من خالل املو افقة على أسباب منتقدة من طرف‬
‫املدعي في الطعن‬
‫يمكن أن يكون جواب املحكمة مسبوقا بعرض قاعدة أو قواعد قانونية‬
‫(‪ )Chapeau‬ويتمثل هذا العرض في عرض محكمة النقض قاعدة (أو قواعد)‬
‫القانون التي تطبقها (ال يكون هذا العرض (‪ )Chapeau‬بصورة حتمية في قرارات‬
‫الرفض)‪:‬‬
‫‪ -‬إما بإيراد مادة القانون املعنية ً‬
‫حرفيا‪،‬‬
‫‪ -‬إما بالرجوع إلى النصوص املعنية‪ ،‬و ال سيما عندما يكون من املالئم‬
‫الاحتكام إلى قوانين عديدة‪ .‬أو‪ ،‬بالخصوص إلى قوانين و اتفاقيات دولية‪ :‬تعطي‬
‫محكمة النقض تفسيرها لقاعدة القانون بصورة مجردة‪ ،‬بحيث تستطيع‬
‫الجهات القضائية املطالبة بتطبيق نفس القواعد‪ ،‬إتباع الفقه املسطر من‬
‫طرف محكمة النقض‪.‬‬
‫بعد عرض القاعدة أو القواعد القانونية املطبقة (‪ ،)Chapeau‬تأتي‬
‫أسباب القرار املطعون فيه التي تسمح بتبريره‪ :‬دحض الوجه‪ ،‬من حيث أصل‬
‫الحق باملوافقة على ألاسباب املنتقدة‪ ،‬يتطلب الرجوع إليها من خالل سردها‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪09‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫بعد تقديمها باستعمال ألافعال آلاتية "القرار يعرض ‪ ......‬يبرز‪ ...........‬يتمسك‬


‫‪ ....‬يعاين"‬
‫يتم دحض وجه مأخوذ من خرق للقانون بصيغة مختلفة حسب كثافة‬
‫الرقابة التي تمارسها املحكمة‪:‬‬
‫‪ " -‬بهذه البيانات‪ ،‬و املعاينات و التدقيقات أصاب مجلس الاستئناف في‬
‫استنتاجه‪"....‬‬
‫" من الحالة التي كانت عليها هذه البيانات و املعاينات و التقديرات‪ ،‬كان في‬
‫إمكان مجلس الاستئناف‪ ،‬أن يتمسك َّ‬
‫بأن‪:".....‬‬
‫إذا كان املأخذ يهاجم السلطة السيادية لقاض ي املوضوع‪ ،‬فإن الصيغة‬
‫املوالية هي املستعملة‪:‬‬
‫"مجلس الاستئناف بما له من سيادة ‪"....‬‬
‫أو‬
‫" مجلس الاستئناف و هو يمارس سلطته السيادية"‬
‫‪ -‬الجواب على الوجه بنقض القرار‬
‫عندما يؤدي وجه إلى نقض القرار‪ ،‬يبدأ جواب املحكمة بتأشيرة "بعد‬
‫إلاطالع على املادة ‪"......‬‬
‫تأشيرة النص أو النصوص أو املبادئ املؤسس عليها النقض‪ ،‬إلزامية‪،‬‬
‫طبقا ملقتضيات املادة ‪ 0121‬من قانون إلاجراءات املدنية‪.‬‬
‫تكون التأشيرة متبوعة (‪ )Le VISA‬متبوعة بعرض القاعدة أو القواعد‬
‫املطبقة (‪.)Chapeau‬‬
‫أسباب القرار املطعون فيه املؤدية إلى نقض القرار املطعون فيه واردة في‬
‫هذا القسم "جواب املحكمة"‪.‬‬
‫الحوصلة الختامية (‪ )Conclusif‬تبين كيف خرقت الجهة القضائية‬
‫القاعدة القانونية املذكورة في عرض القاعدة أو القواعد املطبقة (‪.)Chapeau‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪00‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫(نقض من أجل خرق القانون)‪ ،‬أو‪ ،‬بتسبيب غير كاف‪ ،‬لم يمكن محكمة‬
‫النقض من إعمال رقابتها على ما إذا كانت هذه القاعدة مطبقة أم ال بصورة‬
‫صحيحة (نقض من أجل انعدام ألاساس القانوني)‪.‬‬
‫الحوصلة الختامية لجواب محكمة النقض تكون بإحدى الصيغتين‬
‫آلاتيتين‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة نقض من أجل خرق القانون‪:‬‬
‫"بفصله كما فعل‪ ،‬خرق مجلس قضاء الاستئناف النصوص املشار إليها‬
‫أعاله (النصوص الواردة في التأشيرة)"‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة نقض من أجل انعدام ألاساس القانوني‬
‫"و بتوصله إلى ما توصل إليه‪ ،‬و الحال أن ‪....‬؛ فإن مجلس قضاء‬
‫الاستئناف لم يعط أساسا قانونيا لقراره"‬
‫‪ .3‬القسم الثالث للقرار‪ :‬املنطوق‬
‫يبدأ املنطوق بعبارة "لهذه ألاسباب"‪.‬‬
‫و ينطق إما برفض الطعن‪ ،‬و بالنقض الذي يمكن أن يكون كليا‪ ،‬جزئيا‪،‬‬
‫بإحالة أو بدون إحالة‪.‬‬
‫ُيكتب في شكل جملة واحدة تحوصل الحل املعتمد بإبراز كل جانب من‬
‫جوانب قرار محكمة النقض‪ .‬في حالة رقابة القرار املطعون فيه‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫تحرير املنطوق دقيقا جدا حتى تتمكن الجهة القضائية املستقبلة لإلحالة من‬
‫العلم بدقة بمضمون النقض‪.‬‬
‫و في النهاية‪ ،‬تبرز عبارة "لهذه ألاسباب"‪ ،‬عند الاقتضاء بأن هناك فروعا‬
‫غير جديرة باملعالجة‪ :‬نظرا للنقض املنطوق به‪:‬‬
‫"لهذه ألاسباب و بدون الحاجة إلى الفصل في الفروع ألاخرى للوجه"‬
‫‪ -‬صيغ النقض‪:‬‬
‫‪ .1‬في حالة النقض الكلي‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪07‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ -‬بإحالة‪:‬‬
‫"نقض و إبطال‪ ،‬في جميع مقتضياته‪ ،‬القرار الصادر بتاريخ‪ ،....‬بين‬
‫الطرفين‪ ،‬من طرف مجلس قضاء الاستئناف بـ ـ‪"......‬‬
‫‪ -‬بدون إحالة‪:‬‬
‫"نقض و إبطال‪ ،‬في جميع مقتضياته‪ ،‬القرار الصادر بتاريخ ‪ ،.......‬بين‬
‫الطرفين‪ ،‬من طرف مجلس قضاء الاستئناف ب ـ ـ‪"....‬‬
‫"التصريح بأال داعي لإلحالة"‬
‫‪ .2‬في حالة النقض الجزئي‪:‬‬
‫‪ -‬بإحالة‪:‬‬
‫"نقض و إبطال‪ ،‬و لكن فقط من حيث‪ /‬ما عدا من حيث ‪ ....‬القرار‬
‫الصادر بتاريخ ‪ .....‬بين الطرفين‪ ،‬عن مجلس قضاء الاستئناف‬
‫إرجاع‪ ،‬بخصوص هذه النقطة أو النقاط‪ ،‬القضية و الطرفين إلى الحالة‬
‫التي كانوا عليها قبل هذا القرار و إحالتهم إلى مجلس قضاء الاستئناف‪"....‬‬
‫‪ -‬بدون إحالة‪:‬‬
‫"نقض و إبطال‪ ،‬و لكن فقط من حيث‪ /‬ما عدا من حيث ‪ ،.....‬القرار‬
‫الصادر بتاريخ‪ ،...‬بين الطرفين‪ ،‬عن مجلس قضاء الاستئناف‪".....‬‬
‫ا‬
‫التصريح بأَّل داعي لإلحالة‪.‬‬
‫تعد الجهة القضائية‪ ،‬متلقية إلاحالة‪ ،‬في حالة نقض الحكم املطعون فيه‬
‫بالطعن‪ ،‬من الناحية النظرية حرة تماما في تقدير القضية املحالة إليها‪،‬‬
‫تستطيع الفصل وفق نفس توجه الجهة القضائية ألاولى‪ ،‬أو تبني وجهة‬
‫نظر محكمة النقض أو كذلك تبني حل جديد‪.‬‬
‫إذا كان الطعن مرفوعا بنفس أوجه النقض ألاول‪ ،‬فإنه يجب على محكمة‬
‫النقض الفصل فيه في جمعية عامة‪ .‬و هي تستطيع إثبات صحة (‪)Valider‬‬
‫القرار الثاني أو رفض الطعن الثاني وإلاحالة إلى جهة قضاء موضوع‪ ،‬ثالثة‪ ،‬من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪72‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫نفس الطبيعة و نفس الدرجة‪ .‬وهذه تلتزم وجوبا بالخضوع لتقدير القانون‬
‫املعتمد من طرف محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ .III‬أوجه النقض‬
‫الوجه‪ ،‬في املدني وفي الدعاوى التابعة للغرفة الجنائية‪ ،‬هو املفتاح‬
‫ألاساس ي في محاكمة النقض‪ .‬الوجه الذي يمثل النقد املقدم من املدعي في‬
‫الطعن بخصوص كيفية تطبيق القاعدة القانونية من طرف قضاة املوضوع‪،‬‬
‫يرسم الخط املوجه لدعوى النقض‪.‬‬
‫‪ .1‬الوجه (‪)Le Moyen‬‬
‫الطعن بالنقض غير مفتوح إال تجاه ألاحكام الصادرة انتهائيا ( ‪Dernier‬‬
‫‪( ،)ressort‬املادة ‪ 411‬من قانون إلاجراءات املدنية)‪ ،‬و لكن جميع ألاحكام‬
‫الصادرة انتهائيا غير قابلة كلها للطعن بالنقض‪ .‬فاألحكام القابلة للطعن هي‬
‫تلك ألاحكام الصادرة انتهائيا أو القرارات التي تحسم على ألاقل جانبا من أصل‬
‫النزاع (‪.)Principal‬‬
‫ال تكون قابلة للطعن بالنقض‪ ،‬بالتالي؛ ألاحكام التي ال تضع حدا‬
‫للخصومة‪ ،‬مثل‪ ،‬ألاحكام آلامرة بتدبير تحقيق أو بتدبير مؤقت‪.‬‬
‫يتم إخطار محكمة النقض بموجب طعن أو تصريح‪ ،‬مقدم في أجل‬
‫الشهرين من تبليغ القرار املطعون فيه‪ ،‬إلى كتابة ضبط محكمة النقض‪ ،‬وفي‬
‫املجال املدني‪ ،‬بواسطة محام معتمد لدى مجلس الدولة و لدى محكمة النقض‬
‫و للمدعي بعد ذلك أجل أربعة أشهر إليداع مذكرة طعن يوضح فيها وجوبا‬
‫انتقاداته للقرار املطعون فيه‪ ،‬في شكل "وجه نقض" ويجب على هذا ألاخير‬
‫عرض الانتقادات املوجهة للقرار املطعون فيه بكيفية دقيقة و كاملة‪.‬‬
‫و حتى يكون مؤسسا‪ ،‬يجب أن يندرج الوجه ضمن أحد أوجه النقض وأن‬
‫ينص على ذلك (املادة ‪ 790‬الفقرة ‪ 2‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ .‬و الطاعن‬
‫ملزم بإبرار ذلك في مذكرة طعنة‪ .‬و الوجه عندما يبرز وجه النقض‪ ،‬فإنه يحدد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪72‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫مهمة محكمة النقض‪ .‬وحسب املقولة‪ :‬تجيب محكمة النقض على كامل الوجه‬
‫و على الوجه وحده‪.‬‬
‫ال ينص قانون إلاجراءات املدنية إال على النقض في حالة عدم مطابقة‬
‫الحكم املطعون فيه لقواعد القانون‪.‬‬
‫يشمل عدم املطابقة حاالت عديدة متميزة فيما بينها‪ .‬إلزام تحديد وجه‬
‫النقض‪ ،‬املتمسك به منصوص عليه تحت طائلة عدم قبول الوجه‪.‬‬
‫ُيعد وجها خرق القانون و انعدام ألاساس القانوني الوجهين ألاكثر‬
‫استعماال بخصوص والية محكمة النقض‪.‬‬
‫و هكذا‪ ،‬فاملأخذ املأخوذ من خرق القانون يعني مهمة تفسير القانون‪ ،‬أي‬
‫أن الدور الضابط ملحكمة النقض هو املتوخى هنا‪.‬‬
‫و في حالة وجه انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬فإن املتوخى هو املهمة‬
‫البيداغوجية والتأديبية‪.‬‬
‫املأخذ التأديبي‪ ،‬و الذي هو وجه إجرائي‪ ،‬يهدف إلى رقابة القرار بخصوص‬
‫الطريقة املحرر بها‪ ،‬و ليس بخصوص الحل املعتمد‪ :‬مثل‪ ،‬على الخصوص‪،‬‬
‫انعدام ألاسباب وعدم الجواب على طلبات‪ ،‬و ُيشبه بها كذلك التحريف‪.‬‬
‫‪ -‬وجه منتج (‪)Un moyen opérant‬‬
‫يجب أن يكون الوجه كفيال بأن يؤدي بطبيعته إلى النقض‪ ،‬و بعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬يكون جديا‪ .‬وإذا لم يكن كذلك‪ ،‬فإن مقتضيات املادة ‪ 0101‬من قانون‬
‫خاصا‪ ،‬أي‪،‬‬‫إلاجراءات املدنية ترخص بإصدار قرار رفض غير مسبب تسبيبا ً‬
‫بدون تسبيب في القرار‪ .‬غير أن أسباب الرفض واردة في التقرير املودع من طرف‬
‫املستشار املكلف بالتقرير‪ .‬لهذا التقرير طابع وجاهي‪ ،‬ويستطيع الطرفان‪،‬‬
‫املدعي في الطعن‪ ،‬إبداء مالحظات في ضوء التقرير و املنازعة في مدى‬ ‫وأساسا ّ‬
‫ً‬
‫تأسيس اقتراح "الرفض"‪ .‬حاليا‪ ،‬حوالي ‪ %01‬من الطعون هي محل رفض‪ ،‬وغير‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تسبيبا خاصا في املجال املدني و ‪ %01‬في املجال الجزائي علما‪ ،‬بأنه يجب‬ ‫مسببة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪70‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬
‫ّأال يكون الوجه املتمسك به متعا ضا مع طلبات الاستئناف ّ‬
‫للمدعي في الطعن‪،‬‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫وإال ُع َّد غير مقبول‪ ،‬كما يوضحه القرار آلاتي‪:‬‬
‫تجاري‪ 7 ،.‬نوفمبر‪ ،2112‬طعن رقم ‪.171 . 12-17‬‬
‫حيث ّإن شركة ‪ RNPO‬تؤاخذ القرار على رفض طلباتها‪ ،‬في حين‪ ،‬حسب‬
‫الوجه‪:‬‬
‫‪ .0‬إن فسخ عقد من جانب واحد يفترض التعبير الصريح عن إلارادة؛ و‬ ‫ّ‬
‫ضمنا وبالضرورة العقد من‬ ‫ّإنه وبالتأكيد على أن شركة ‪ RNPO‬قد فسخت ً‬
‫خالل‪ ،‬وطيلة شهور عديدة‪ ،‬عدم إدراج اللوحات إلاشهارية املتفق عليها‪ ،‬بالرغم‬
‫من عدم املنازعة في إلاذن بالسحب الصادر عنها بحجة عدم تسديد الفاتورة‬
‫من طرف املتعاقد معها‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد خرق املادتين ‪0001‬‬
‫و ‪ 0001‬من القانون املدني‪ ،‬في صياغتهما‪ ،‬السابقتين على أمر ‪ 01‬فيفري ‪2104.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬إن فسخ عقد من جانب واحد ال يكون ممكنا إال إذا كان سلوك‬
‫ّ‬
‫الطرف آلاخر (جسيما) بما يبرره؛ وأنه و بانعدام مثل هذا السلوك فالعقد غير‬
‫مفسوخ؛ و أنه وبتأكيده على أن شركة ‪ RNPO‬قد فسخت العقد من أجل عدم‬
‫عما إذا كان هذا السلوك‬ ‫تسديد فاتورتها من طرف املتعاقد معها‪ ،‬بدون البحث ّ‬
‫(جسيما) بما يبرر فسخ العقد من جانب واحد‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف‬
‫قد جعل قراره منعدم ألاساس القانوني في ضوء املادتين ‪ 0001‬و‪ 0001‬من‬
‫القانون املدني‪ ،‬في صياغتهما السابقتين على أمر ‪ 01‬فيفري ‪.2104‬‬
‫ولكن حيث ُيستخلص من مذكرة شركة ‪ ،RNPO‬أنها أمام مجلس قضاء‬
‫الاستئناف‪ ،‬تمسكت بأنها لم تنجز خدماتها‪ ،‬بسبب على الخصوص‪ ،‬عدم‬
‫تسديد فاتورتها‪ ،‬وذكرت‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬املادة ‪ 02‬من قانون استخدامات‬
‫إلاشهار‪ ،‬التي تحيل على املادة ‪ 0001‬من القانون املدني‪ ،‬في صياغتها املطبقة‬
‫وقتذاك‪ ،‬والتي يكون حسبها دوما الشرط الفاسخ ضمنيا في العقود متقابلة‬
‫الالتزامات‪ ،‬في حالة ما إذا لم يستوف أحد الطرفين‪ ،‬التزاماته؛ ّ‬
‫وأنها و ما دامت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪73‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬
‫قد تمسكت هكذا بالفسخ الضمني للعقد من أجل عدم تسديد الفاتورة‪ّ ،‬‬
‫فإنها‬
‫غير مقبولة إلثارة وجه متعارض مع كتاباتها؛‬
‫َ‬
‫‪ -‬عدم قبول الوجه الجديد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 407‬من قانون‬ ‫جديدا‪،‬‬ ‫يجب أال يكون الوجه املثار‬
‫مرة على مستوى النقض‪ .‬غير ّأن الوجه‬ ‫إلاجراءات املدنية‪ ،‬أي مثا ًرا ألول ّ‬
‫الجديد يكون مقبوال إذا نجم عن القرار املطعون فيه أو إذا كان وجها قانونيا‬
‫تطبيقا للمادة ‪ .407‬ال لزوم في هاتين الحالتين‪ ،‬لتقدير واقعة لم يعاينها‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫محضا‪،‬‬
‫القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫لتحديد ما إذا كان الوجه جديدا‪ ،‬يجب على املستشار املقرر الرجوع‪ ،‬في‬
‫ألاغلب‪ ،‬إلى كتابات الطرفين إذا كانت إلاجراءات كتابية‪ .‬و في إلاجراءات‬
‫املدعي في الطعن تقديم الدليل على عدم إثارة الوجه أمام‬ ‫الشفوية‪ ،‬يتعين على ّ‬
‫قضاة املوضوع‪.‬‬
‫َ‬
‫في حالة عدم قبول من أجل ِجدة وجه مختلط بالوقائع والقانون‪ ،‬ال يذكر‬
‫املستشار املقرر أسباب القرار املطعون فيه ويكتفي بكتابة‪:‬‬
‫بأن س قد تمسك‬ ‫"ال يستخلص ال من القرار و ال من كتابات الطرفين ‪ّ ....‬‬
‫أمام مجلس قضاء الاستئناف ّ‬
‫بأن‪".......‬‬
‫بأن الوجه املأخوذ من انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬ال يكون‬ ‫تجدر املالحظة ّ‬
‫أبدا‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬جديدا‪.‬‬
‫‪ .2‬خرق القانون‬
‫يتعلق وجه النقض هذا وكذا وجه انعدام ألاساس القانوني بأخطاء في‬
‫القانون يرتكبها قضاة املوضوع‪ .‬و يجب أخذ مفهوم "فرق القانون" بمعناه‬
‫ّ‬ ‫الواسع ً‬
‫جدا‪ ،‬أي يشمل املراسيم‪ ،‬والالئحة ألاوروبية و الاتفاقية الجماعية و‬
‫املعاهدة ‪........‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪78‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫و هذا هو النقض الذي له ُب ْع ٌد معياري كبير ذلك ألن محكمة النقض‬


‫تذهب إلى وجوب تفسير القاعدة القانونية بالصورة التي تعرضه‪.‬‬
‫تتثبت محكمة النقض من التطبيق الصحيح للقانون من طرف قضاة‬
‫املوضوع على وضعيات الوقائع املعروضة عليها‪.‬‬
‫يمكن لقاض ي املوضع أن يخرق القانون بتفسير خاطئ له‪ّ ،‬إما ألنه فسر‬
‫مقاوما بذلك‪ ،‬فقه محكمة النقض‪ ،‬و إما لوجود‬ ‫ً‬ ‫تفسيرا شخصيا‪،‬‬‫ً‬ ‫القانون‬
‫صعوبة في تفسير نص ولم يتم َب ْع ُد حسمها‪ ،‬وأخطأ قاض ي املوضوع في تفسيرها‪.‬‬
‫يمكن حدوث هذه الوضعية‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬عندما تكون هناك قواعد‬
‫قانونية َوت َت َم ْف َ‬
‫ص ُل فيما بينها وجوبا‪.‬‬
‫ال وجود في فئة خرق القانون من أجل رفض التطبيق‪ ،‬لصعوبة في تفسيره‬
‫مادام قد تم حسمها و ال منازعة في تطبيق القانون‪ .‬و باملقابل‪ ،‬يتم إعمال‬
‫الرقابة على رفض تطبيق القانون عندما يضيف قاض ي املوضوع شرطا غير‬
‫منصوص عليه في القانون أو عندما يخرج عن مجال تطبيق القانون‪ ،‬وال سيما‬
‫من خالل تطبيق نص على وضعية وقائع ال ينطبق عليها؛‬
‫كما يمكن أن يقع القاض ي في تكييف سيئ للوقائع و بالتالي في تطبيق س يء‬
‫للقانون‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإنه كان من املفروض أن تؤدي الوقائع التي عاينها‬
‫قضاة املوضوع إلى تلقي تكييف قانوني مختلف عن التكييف الذي اعتمده‬
‫هؤالء القضاة‪.‬‬
‫ً‬
‫وفعال‪ ،‬فإنه يتعين التذكير بأن العملية الفكرية املتمثلة في املحاكمة‪ ،‬تمر‬
‫عبر مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬تقدير الوقائع‪ ،‬الذي يخرج عن رقابة املشروعية ملحكمة النقض‪ .‬فهو‬
‫ممارس‪ ،‬بسيادة من طرف قاض ي املوضوع‪ ،‬امللزم فقط بتسبيب حكمه‪.‬‬
‫‪ -‬تكييف الوقائع املتمثل في العمل على إدراج الوقائع في فئة قانونية‬
‫(‪ )Catégorie juridique‬و هو يخضع من حيث املبدأ للرقابة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪75‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫في إطار املرحلة ألاولى‪ ،‬تعد السلطة السيادية لقضاة املوضوع سلطة‬
‫يمارسها هؤالء‪ ،‬شريطة تسبيب حكمهم‪ .‬تخرج سالمة هذا التسبيب عن رقابة‬
‫محكمة النقض التي تكتفي بالتثبت من وجوده‪ ..." .‬و أن مجلس قضاء‬
‫الاستئناف و مما سة لسلطته السيادية في تقدير الوقائع املعروضة عليه ّ‬
‫قدر‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫تعسفا في استعمال الحق"‪.‬‬ ‫بأن موقفه هذا يشكل‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعقيدا‪ .‬فيمكن‪ ،‬فعال أن يكون قاض ي املوضوع قد‬ ‫املرحلة الثانية أكثر‬
‫واجهته صعوبات في حل مسألة تكييف وقائع‪ ،‬أي صعوبة الانتقال من الواقعة‬
‫إلى القانون‪ .‬ويعني هذا‪ ،‬التقريب بين قاعدة القانون التي هي بجوهرها مجردة و‬
‫تطبيقها على وقائع القضية‪.‬‬
‫و هكذا‪ ،‬يقع على محكمة النقض رقابة عبء إثبات الوقائع ألنها مسألة‬
‫قانون‪.‬‬
‫تراقب محكمة النقض تكييف الوقائع في ضوء املفاهيم القانونية‪ .‬وكمثال‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن الخطأ يستوجب التكييف‪ ،‬ألن الخطأ هو خرق التزام كان قائما‪،‬‬
‫وجوبا‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬إلى تحديد التزامات كل منهي‪.‬‬ ‫بما يؤدي ً‬
‫و مع ذلك‪ ،‬وفي املجال التعاقدي‪ ،‬فإن محكمة النقض ال تراقب تفسير‬
‫ّ‬
‫إلارادة املشتركة للطرفين‪ ،‬و إنما تمارس رقابتها على (تكييفات) العقود‪ ،‬أي‬
‫إدراجها ضمن إحدى الفئات مثل البيع و الوكالة و عقد املقاولة‪.‬‬
‫ال تراقب محكمة النقض‪ ،‬في قانون العمل السبب الحقيقي و الجدي‬
‫للتسريع‪ ،‬منذ ‪.0709‬‬
‫و املحكمة‪ ،‬في غياب الرقابة‪ ،‬تحتكم إلى السلطة السيادية لقضاة‬
‫املوضوع‪ .‬وبمفهوم املخالفة‪ ،‬فإن وجود رقابة‪ ،‬يظهر من استخدام الصيغ‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫‪/" -‬أصاب مجلس قضاء الاستئناف كما استخلص من هذه‬
‫البيانات‪،".....‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪78‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ /" -‬كان القرار محقا عندما قرر ‪"....‬‬


‫‪ /" -‬تمسك القرار عن صواب‪"....‬‬
‫بأن الوجه غير‬‫‪ -‬دحض هذا الوجه أو هذه ألاوجه ("و ّأنه يستخلص ّ‬
‫فإن الدحض ينجم عن‬ ‫عامة‪َّ ،‬‬
‫مؤسس (أو ال يمكن الاستجابة له)‪ .‬وبصورة ّ‬
‫موافقة محكمة النقض على تسبيب قضاة املوضوع "وأنه وبتمسكه ّ‬
‫بأن‪،.....‬‬
‫فإن مجلس قضاء الاستئناف أصاب عندما استنتج بأن"‪ ،‬في حالة إثارة مخالفة‬
‫ّ‬
‫القانون يعطي القرار املوالي‪ ،‬مثاال عن معالجة عدة أوجه‪ ،‬فالوجه ألاول و‬
‫الثالث كانا محل اقتراح رفض غير مسبب تسبيبا خاصا‪ ،‬في التقرير املودع من‬
‫طرف املستشار املكلف بالطعن‪ .‬ومحكمة النقض ال تعالج بالتالي املآخذ حسب‬
‫ألن هناك وجها ثانيا باقيا‬‫ترتيبها الزمني‪ ،‬وإنما حسب ما يمليه املنطق‪َّ ،‬‬
‫للمعالجة‪ .‬وفي قضية الحال تم النطق بالنقض من أجل الخطأ في تطبيق‬
‫القانون‪.‬‬
‫اجتماعي‪ 3 ..‬جوان ‪ ، 2121‬طعن رقم ‪221. 12-11‬‬
‫وقائع و إجراءات‬
‫‪ .0‬حسب القرار املطعون فيه (باريس‪ 02 ،‬ديسمبر ‪ 2100‬م‪.‬ب‪ ....‬تعاون‬
‫مع شركة ‪( Louis Vuitton Services‬الشركة) بين نوفمبر ‪ 2117‬و فيفري‬
‫‪2100.‬‬
‫‪ .2‬قدم‪ ،‬م‪.‬ب‪ ،‬طلبا للجهة القضائية الاجتماعية إلعادة تكييف قطع‬
‫عالقته التعاقدية مع الشركة بتسريح بدون سبب حقيقي ّ‬
‫وجدي‪.‬‬
‫فحص الوجهين‪.‬‬
‫عن الوجهين ألاول و الثالث‬
‫‪ .0‬تطبيقا للمادة ‪ 0101‬من قانون إلاجراءات املدنية ال داعي للفصل بقرار‬
‫خاصا في هذين الوجهين ما داما حسب طبيعتهما ال يؤديان إلى‬ ‫مسبب تسبيبا ً‬
‫النقض‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪79‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫و لكن عن الوجه الثاني‬


‫عرض الوجه‬
‫‪ .1‬تؤاخذ الشركة القرار على حكمه عليها بدفع مبلغ للعامل بعنوان ادخار‬
‫ألاجر‪ ،‬في حين " َّأن الصمت تجاه ادعاء بفعل‪ ،‬ال يرقى وحده إلى الاعتراف بهذا‬
‫الفعل؛ وأنه وباالستجابة لطلب عامل على أساس سبب واحد متمثل في عدم‬
‫تقديم صاحب العمل ما يناقض ادعاء العامل الذاهب فيه إلى استفادة جميع‬
‫ً‬
‫سنويا‪ ،‬فإن مجلس‬ ‫العمال من آليات ادخار ألاجر بما يعادل أجور أربعة أشهر‬
‫املادة ‪ 0010‬من القانون‬ ‫املادة ‪ 0001‬التي أصبحت ّ‬ ‫قضاء الاستئناف قد خرق ّ‬
‫املدني‪".‬‬
‫جواب محكمة النقض‬
‫بعد الاطالع على املادة ‪ 0001‬من القانون املدني‪ ،‬في صياغتها السابقة على‬
‫صياغتها الناجمة عن ألامر رقم ‪ 000-2104‬املؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪2104:‬‬
‫‪ .1‬حسب هذا النص‪ ،‬من يطالب بتنفيذ التزام ملزم بإثباته‪.‬‬
‫‪ .4‬ذهب القرار املطعون فيه‪ ،‬استجابة لطلب العامل بعنوان ادخار‬
‫ألاجر‪ ،‬إلى أن صاحب العمل لم يقدم ما يناقض به ادعاء العامل الذاهب فيه‬
‫عمال الشركة من آليات ادخار ألاجر بما يعادل أجور أربعة‬ ‫إلى استفادة جميع ّ‬
‫أشهر ً‬
‫سنويا‪.‬‬
‫‪ .9‬بفصله كما فعل‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف الذي قلب عبء‬
‫إلاثبات‪ ،‬خرق النص املشار إليه أعاله‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬إن محكمة النقض‪:‬‬
‫نقض و إبطال‪ ،‬و لكن فقط‪ ،‬من حيث حكمه على شركة ‪Louis Vuitton‬‬
‫‪ Services‬بدفع ل ـ (م‪.‬ب) ‪ ...‬مبلغ ‪ 40.000‬أورو بعنوان ادخار ألاجر‪ ،‬القرار‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 02‬ديسمبر ‪ 2100‬بين الطرفين‪ ،‬عن مجلس قضاء استئناف‬
‫باريس؛‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪70‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫إعادة‪ ،‬القضية و الطرفين‪ ،‬بخصوص هذه النقطة‪ ،‬إلى الحالة التي كانوا‬
‫عليها قبل هذا القرار و إحالتهم إلى مجلس قضاء الاستئناف بباريس‪ ،‬مشكل‬
‫ً‬
‫مغايرا؛‬ ‫تشكيال‬
‫‪ -‬الوجه املثار تلقائيا‬
‫للمادة ‪ 421‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬تستطيع املحكمة نقض‬ ‫تطبيقا ّ‬
‫القرار املطعون فيه‪ ،‬بإثارة وجه من القانون املحض‪ ،‬تلقائيا‪.‬‬
‫وجوبا‪ ،‬التنبيه املنصوص عليه في املادة ‪0101‬‬ ‫ً‬ ‫من جهة‪ ،‬يتلقى الطرفان‪،‬‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية احتراما ملبدأ الوجاهية‪ .‬ومن جهة أخرى ّ‬
‫فإن الوجه‬
‫املثار من الطعن والذي عوضته محكمة النقض بوجهها املثار تلقائيا‪ ،‬ال يدرج‬
‫ّ‬
‫في القرار‪ ،‬إال بعبارة "وبدون الحاجة إلى الفصل في الوجه أو في املآخذ ألاخرى‪"...‬‬
‫مثال‪ :‬تجاري‪ 11 ،‬ديسمبر‪ ،2111‬طعن رقم ‪:12-11.202 12-11.711‬‬
‫‪ -‬التأشيرة ‪Le VISA‬‬
‫للمادة ‪ 0121‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬يشير القرار إلى نص‬ ‫ّ‬ ‫طبقا‬
‫قاعدة القانون التي يتأسس النقض عليها‪.‬‬
‫و التأشيرة ضرورية على رأس القسم الفرعي "جواب املحكمة"‪ ،‬أي قاعدة‬
‫ً‬
‫القانون التي كان يفترض تطبيقها أو تلك املطبقة خطأ و التي يتأسس النقض‬
‫عليها‪.‬‬
‫توضع التأشيرة بعد عنوان "جواب املحكمة" و بعد عرض كل املآخذ‬
‫املفحوصة على التوالي‪.‬‬
‫من املفيد‪ ،‬ربما إلاشارة كذلك إلى نص آخر ينير النقض بدون أن يشكل‬
‫الدعامة‪ :‬واملستشارون املقررون مدعوون إلى استعمال أداة "و" بين مختلف‬ ‫ّ‬
‫النصوص‪.‬‬
‫الغرفة املدنية ألاولى‪ 12 ،.‬ديسمبر‪ ،2112‬الطعن رقم ‪732.31 -17‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪77‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫املادة ‪ ،0002‬التي أصبحت ‪ 0211‬في القانون املدني‪ ،‬ومعها‬ ‫بعد إلاطالع على ّ‬
‫املادة ‪ 01‬من اتفاقية حماية حقوق إلانسان و الحريات ألاساسية؛‬
‫‪ -‬يمكن للقرار أن يشير إلى مبدأ‪:‬‬
‫ُ‬
‫• بمقتض ى الالتزام الواقع على القاض ي بعدم تحريف امل َح َّر ِر املعروض‬
‫عليه‪.‬‬
‫• بمقتض ى املساواة في القسمة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض القاعدة القانونية أو القواعد املطبقة (‪)Chapeau‬‬
‫يتمثل هذا العرض في عرض قاعدة القانون التي تم خرقها‪ ،‬و يحرر‬
‫بعبارات مجردة‪ ،‬بدون إلاشارة إلى وقائع القضية‪:‬‬
‫‪ -‬من وجهة النظر البيداغوجية‪ ،‬يعد عرض القاعدة القانونية أو‬
‫ألنه يعرض قاعدة القانون‬ ‫ّ‬
‫القواعد املطبقة (‪ )Chapeau‬التقنية ألاكثر مالئمة‬
‫التي تريد محكمة النقض تطبيقها من طرف قضاة املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬يأتي عرض القاعدة مباشرة بعد التأشيرة‪.‬‬
‫‪ -‬ال وجود‪ ،‬من حيث املبدأ لهذا العرض (‪ )Chapeau‬في قرارات الرفض‬
‫ولكن الاستثناءات عديدة‪.‬‬
‫و لتقديم هذا العرض (‪ّ ،)Chapeau‬إما يتولى القرار إيراد النص أو‬
‫النصوص مع صيغة "حسب مقتضيات‪ ".....‬و ّإما بإيراد ألاساس ي فيها و تقديمه‬
‫أخيرا وإذا كانت املحكمة تريد عرض القاعدة الاجتهادية‬ ‫بكلمة "حسب"؛ و ً‬
‫القضائية املأخوذة من النص املشار إليه في التأشيرة‪ ،‬فإنها تكتب " ُيستخلص‬
‫من هذا النص بأن"‬
‫دوما تكييف هذا النص الذي تعطيه محكمة النقض‬ ‫ّإنه من املفيد ً‬
‫تفسيرها‪ ،‬حتى تتمكن الجهة القضائية املتلقية لإلحالة من إلاملام باملدى و‬
‫املضمون‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪222‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫يعد بالتالي عرض القاعدة القانونية املطبقة(‪ )Chapeau‬الذي يبرز تفسير‬


‫القانون من طرف محكمة النقض‪ّ ،‬‬
‫املعب َر عن سلطتها املعيارية‪ .‬و يفرض في‬
‫الغالب املوالفة بين نصين‪ .‬و ألاساس ي بالنسبة للمستشار املقرر هو تحريره‬
‫بإعطاء تفسير واضح للنصوص‪.‬‬
‫الحوصلة الختامية (‪)Conclusif‬‬
‫ُ‬
‫تستعمل صيغة مختلفة للجواب على كل حالة من حاالت النقض‪،‬‬
‫وبالنسبة لنقض من أجل خرق القانون‪ ،‬فإن الحوصلة الختامية تكون‬
‫بالصيغة آلاتية‪:‬‬
‫َّ‬
‫"وبفصله كما فعل‪ ،‬في حين أن‪ ...............‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد‬
‫خرق النص املشار إليه أعاله"‪.‬‬
‫‪ -‬نقض بدون إحالة‬
‫النقض من أجل خرق القانون هو وحده الذي يسمح بالنقض بدون‬
‫إحالة‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ L.411-3‬الفقرة ‪ ،0‬من قانون التنظيم القضائي و ‪429‬‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الغرفة املدنية ألاولى‪ 0 ،‬ديسمبر‪ ،2111‬طعن رقم ‪12-31.173‬‬
‫انعدام ألاساس القانوني‬‫‪ّ .3‬‬
‫يعد وجه انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬من أوجه النقض املثارة ً‬
‫دوما‪ ،‬عندما‬
‫يكون القرار الصادر في املوضوع غير كاف من حيث عرض الوقائع‪ ،‬و يتم إعمال‬
‫الرقابة هنا في حالة خلوه من العناصر الكافية السامحة ملحكمة النقض‪ ،‬غير‬
‫ً‬
‫مطبقا‬ ‫املخولة بإجراء أي تحر بخصوص الوقائع‪ ،‬بالقول ما إذا كان القانون‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تطبيقا صحيحا‪ .‬و بالتالي يمكن أن يكون هذا النقض متبوعا بقرار ٍ‬
‫ثان في‬
‫املوضوع‪ ،‬يتبنى‪ ،‬بعد إلاحالة‪ ،‬نفس الحل الوارد في القرار املنقوض‪ ،‬ويكفي أن‬
‫ُ‬
‫تدرج الجهة القضائية متلقية إلاحالة‪ ،‬في قرارها بيانات الوقائع الناقصة في‬
‫القرار الذي تم نقضه من أجل انعدام ألاساس القانوني‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪222‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ -‬عدم كفاية أو قصورالوقائع املعروضة‬


‫وجوبا التطبيق السليم للقانون من طرف قضاة‬ ‫ً‬ ‫تراقب محكمة النقض‬
‫املوضوع‪ .‬تتم هذه الرقابة عبر معاينات وقائع القرار‪ ،‬وهي معاينات سيدة‪.‬‬
‫يجب على املستشار املقرر بالتالي البحث عما إذا كان القرار املطعون فيه‬
‫املدعي في الطعن‪ ،‬و يتأكد‪ ،‬بهذا‪ ،‬مما‬‫يتضمن النقيصة املتمسك بها من طرف ّ‬
‫إذا مارس مجلس قضاء الاستئناف سلطته السيادية في التقدير‪.‬‬
‫ينطبق وجه النقض‪ ،‬دوما‪ ،‬على قصور أسباب القرار املطعون فيه‪ ،‬ألن‬
‫هذه ألاسباب ال تسمح ملحكمة النقض بالتثبت من وجود العناصر الضرورية‬
‫لتبرير التطبيق الحاصل للقانون‪.‬‬
‫أمثلة على رقابة محكمة النقض‬
‫‪ -‬الغرفة املدنية ألاولى‪ 1 ،.‬جوان ‪ 2117‬رقم ‪: 227.17 -11‬‬
‫"‪ .....‬و بذهابه إلى هذا‪ ،‬بدون البحث‪ ،‬كما هو مطلوب منه‪ ،‬عما إذا كان‬
‫شغل العقار من طرف املعني يستبعد شغل املالك آلاخرين على الشيوع‪ ،‬فإن‬
‫مجلس قضاء الاستئناف لم يعط ً‬
‫أساسا قانونيا لقراره؛"‬
‫اجتماعي‪ 31 ،.‬ماي ‪ ،2111‬رقم ‪: 332.23 -13‬‬
‫"‪.....‬و بذهابه إلى هذا‪ ،‬بدون البحث كما إذا كانت الساعات إلاضافية التي‬
‫عنصرا مستقرا و ثابتا في ألاجر الذي له حق فيه‪،‬‬‫ً‬ ‫إشتغل العامل فيها تشكل‬
‫فإن مجلس قضاء الاستئناف قد حرم قراره من ألاساس القانوني"‪.‬‬
‫يؤدي عدم كفاية و دقة هذه املعاينات بمحكمة النقض إلى استحالة‬
‫إعمال رقابتها‪.‬‬
‫الوجه املأخوذ من انعدام ألاساس القانوني في القرار املطعون فيه هو وجه‬
‫ينتقد عدم كفاية تسبيب هذا القرار‪ ،‬ألن قاض ي املوضوع و بعدم كفاية عرض‬
‫الوقائع‪ ،‬يجعل محكمة النقض غير قادرة على التثبت من توفر شروط تطبيق‬
‫القانون‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪220‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫تستخدم محكمة النقض الصيغة آلاتية‪:‬‬


‫"وبفصله كما فعل‪ ،‬في ضوء معايناته أو بدون البحث‪ ،‬بدون توضيح‪،‬‬
‫بدون معاينة (فعل ما)‪( ،‬أحيانا‪" :‬كما كان مدعوا إليه بالطلبات")‪ ،‬فإن مجلس‬
‫قضاء الاستئناف لم يعط ً‬
‫أساسا قانونيا لقراراه"؛‬
‫في حين أنه يتم دحض مأخذ انعدام ألاساس القانوني من خالل النص‪،‬‬
‫ً‬
‫مثال‪ ،‬على‪:‬‬
‫‪" -‬و أنه و في ضوء هذه املعاينات‪ ،‬برر مجلس قضاء الاستئناف قانونا‬
‫قراره"‪.‬‬
‫‪" -‬و أن البحث‪ ،‬املؤاخذ مجلس قضاء الاستئناف على عدم إنجازه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫منجز أو ال داعي له"‪.‬‬
‫‪" -‬و أن ألاسباب املكيفة بغير الوجيهة في املأخذ‪ ،‬تسمح بتبرير القرار"‪.‬‬
‫ينتهي دحض الوجه املأخوذ من انعدام ألاساس القانوني بصيغة‪:‬‬
‫" ّبرر مجلس قضاء الاستئناف قانونا قراره" وهذه الصيغة هي بمثابة‬
‫الحوصلة الختامية‪.‬‬
‫‪ -‬التمييزمن انعدام ألاسباب‬
‫ال ينبغي الخلط بين انعدام ألاساس القانوني و انعدام ألاسباب‪ ،‬الذي هو‬
‫ملزما بتسبيب حكمه‪ ،‬و هو ما ينطبق على‬ ‫عيب في الشكل‪ ،‬ما دام القاض ي ً‬
‫يتضمن أي جواب على وجه و عدم الجواب على طلبات (املادة‬ ‫ّ‬ ‫القرار الذي ال‬
‫‪ 111‬من قانون إلاجراءات املدنية)‪.‬‬
‫َّإن محكمة النقض‪ ،‬التي تنقض من أجل انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬قرا ًرا‪،‬‬
‫تقوم بذلك بالتأشير على النص ألاساس ي الذي لم يتم تطبيق أحد شروط‬
‫تطبيقه‪.‬‬
‫و الصيغة املستعملة في نقض من أجل انعدام ألاساس القانوني هي آلاتية‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪223‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫و بفصله كما فعل (أو بدون معاينة ‪ ،...... ).....‬فإن مجلس قضاء‬
‫الاستئناف لم يعط ً‬
‫أساسا قانونيا لقراره‪،‬‬
‫أو‬
‫عما ‪( ..........‬إلاشارة إلى أنَّ‬
‫و بامتناعه عن البحث‪ ،‬كما هو مدعو إليه‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫أساسا‬ ‫املجلس القضائي أغفل البحث) فإن مجلس قضاء الاستئناف لم يعط‬
‫قانونيا لقراره؛‬
‫في القرار املوالي‪ ،‬نقضت محكمة النقض القرار املطعون فيه من أجل‬
‫ألن قاض ي املوضوع لم يمكن محكمة النقض من‬ ‫انعدام ألاساس القانوني‪َّ ،‬‬
‫ممارسة رقابتها في غياب تاريخ نقطة انطالق التقادم في هذا القرار‪ ،‬مما جعل‬
‫غير قادرة على ممارسة رقابتها‪.‬‬‫محكمة النقض َ‬
‫و املجلس القضائي متلقي إلاحالة سيحدد التاريخ بطريقة قد تجعل من‬
‫النقض انتصارا على طريقة انتصار (‪.)PYRRHUS‬‬
‫بأن املحكمة تستهل "عن الوجه ألاول‪ ،‬املأخوذ في فرعه‬ ‫من املالئم املالحظة َّ‬
‫الثاني" بكلمة "ولكن" التي تعني كما سبق بيانه‪ ،‬القطيعة القائمة بالنظر إلى‬
‫معالجة املأخذ ألاول‪ ،‬غير الجدير بالقبول (‪ )Non-admis‬و تعلن عن النقض‪.‬‬
‫الغرفة املدنية الثانية‪ 12 ،.‬ديسمبر‪ ،2111‬الطعن رقم ‪12 – 20.232‬‬
‫وقائع و إجراءات‬
‫الصادر عن الرئيس ألاول ملجلس قضاء‬ ‫‪ .0‬حسب ألامر املطعون فيه َّ‬
‫الاستئناف (‪ 11 ،Aix-en-Provence‬سبتمبر ‪ )2100‬كلفت السيدة ( ‪E) .......‬‬
‫‪( )(M.U‬املحامين) بالدفاع عن مصالحها في دعاوى إلبطال محاضر جمعيات‬
‫ّ‬
‫عامة للملكية املشتركة‪.‬‬
‫‪ .2‬قدمت السيدة (‪ ..... )E‬في مارس ‪ 2109‬للسيد نقيب منظمة املحامين‬
‫طلبا السترجاع أتعاب كانت قد دفعتها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪228‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ 0.‬بقرار مؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،2109‬رفض النقيب هذا الطلب بأسباب‬


‫حقا و املحامي أثبت قيامه بالعمل‪.‬‬‫التقادم‪ ،‬وعدم إثبات املبالغ املدفوعة ً‬
‫‪ .1‬طعنت السيدة (‪ )E‬في هذا القرار‪ ،‬فحص ألاوجه‬
‫عن الوجه ألاول‪ ،‬املأخوذ في فرعه ألاول‪ ،‬امللحق بعده‬
‫للمادة ‪ ،0101‬الفقرة ‪ ،2‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬ال داعي‬ ‫ً‬
‫تطبيقا ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫خاصا بخصوص هذا املأخذ الذي ال يؤدي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تسبيبا‬ ‫للفصل بقرار مسبب‬
‫بطبيعته صراحة إلى النقض‪،‬‬
‫و لكن عن الوجه ألاول‪ ،‬املأخوذ في فرعه الثاني‬
‫عرض الوجه‪.‬‬
‫(‪ ..... )M.U‬ينتقد ألامر على تحديده ألاتعاب بمبلغ ‪ 0111‬أورو خارج‬
‫الرسوم‪ ،‬أي ‪ 0011‬أورو بجميع الرسوم و الحكم عليه بإرجاع مبلغ ‪ 0111‬أورو‬
‫بجميع الرسوم للسيدة (‪ ..... )E‬و بدفع مبلغ (‪ )71‬أورو‪ ،‬لها تعويضا عن‬
‫املصاريف‪ ،‬في حين "أن الدعاوى الشخصية و املنقولة تتقادم بخمس سنوات‬
‫ابتداء من اليوم الذي علم فيه صاحب حق أو كان يمكنه العلم بوقائع تمكنه‬
‫من ممارسته؛ و َّأنه و بذهابها إلى أن الدعوى املرفوعة في ‪ 01‬مارس ‪ 2109‬من‬
‫طرف السيدة (‪ ....)E‬الهادفة إلى استرجاع أتعاب قبضها بدون وجه حق (‪)M.U‬‬
‫‪ .....‬سنة ‪ ،2102‬كانت خاضعة للتقادم الخماس ي و إلى ّأنها كانت مقبولة‪ ،‬بدون‬
‫تحديد نقطة انطالق التقادم الذي اعتمدته‪ ،‬فإن جهة قضاء الرئيس ألاول‬
‫حرمت قرارها من ألاساس القانوني في نظر ّ‬
‫املادة ‪ 2221‬من القانون املدني"‪.‬‬
‫جواب املحكمة‬
‫ّ‬
‫بعد إلاطالع على املادة ‪ 2221‬من القانون املدني‪:‬‬
‫‪ .4‬ذكر ألامر‪ ،‬للتصريح بقبول دعوى السيدة (‪ ....)E‬السترجاع مبلغ‬
‫بأنه و إذا كان من املستقر عليه ّأن كل دعوى‬ ‫ّ‬
‫مقبوض بدون وجه حق‪،‬‬
‫للمطالبة باألتعاب‪ ،‬ممارسة من طرف املحامين تجاه زبائنهم‪ ،‬ألاشخاص‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪225‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫الطبيعيين‪ ،‬تخضع لتقادم السنتين الوارد في املادة ‪ L.218-1‬من القانون‬


‫املدعى بعدم استحقاقها‪،‬‬‫"التجاري"‪ ،‬فإن الدعوى الرامية إلى استرجاع املبالغ ّ‬
‫العامة املحدد ب ـ ‪ 11‬سنوات طبقا للمادة ‪ 2221‬من‬ ‫ّ‬ ‫تخضع لتقادم القواعد‬
‫القانون املدني‪.‬‬
‫‪ .9‬و بفصله كما فعل‪ ،‬بدون تحديد تاريخ نهاية وكالة املحامي‪ ،‬الذي يشكل‬
‫نقطة انطالق التقادم الخماس ي لدعوى استرجاع ألاتعاب‪ ،‬فإن الرئيس ألاول‪،‬‬
‫الذي لم يمكن محكمة النقض من ممارسة رقابتها‪ ،‬قد حرم قراره من ألاساس‬
‫القانوني‪.‬‬
‫ّ‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬وإن محكمة النقض و بدون داع للفصل في الوجه الثاني‪،‬‬
‫نقض وإبطال‪ ،‬في جميع مقتضياته‪ ،‬ألامر الصادر بتاريخ ‪ 00‬سبتمبر ‪ ،2100‬بين‬
‫الطرفين‪ ،‬من طرف الرئيس ألاول ملجلس قضاء الاستئناف ب ـ ‪Aix-en-‬‬
‫‪Provence‬؛‬
‫إرجاع القضية و الطرفين إلى الحالة التي كانوا عليها قبل هذا ألامر و‬
‫إحالتهم إلى الرئيس ألاول ملجلس قضاء استئناف ‪ ،Aix-en-Provence‬بتشكيلة‬
‫مغايرة‪ ،‬الحكم على السيدة ‪ .....E‬باملصاريف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم البحث عن عناصرالوقائع‬
‫كما سبق بيانه‪ ،‬يمكن ملحكمة النقض أن تراقب قرا ًرا لخلوه من عناصر‬
‫املعلومات التي تمكنها من ممارسة رقابتها‪.‬‬
‫كثيرا‪ ،‬ما يتمسك الطاعن‪ ،‬دعما ملأخذ انعدام ألاساس القانوني‪ ،‬بعدم‬ ‫ً‬
‫قيام مجلس قضاء الاستئناف بالبحث عن عناصر الوقائع املبررة لتطبيق‬
‫القانون‪.‬‬
‫الادعاء بعدم كفاية عناصرالوقائع لتبريرتطبيق القانون‬ ‫‪ّ -‬‬
‫يجب على قاض ي املوضوع عرض الوقائع الضرورية للفصل في القانون‪ .‬إذا‬
‫محتويا على معاينات كافية للوقائع‪ ،‬تستطيع محكمة‬ ‫ً‬ ‫كان القرار املطعون فيه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪228‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫النقض الاستبدال بأسباب قانونية محضة كفيلة بتبرير منطوق القرار‬


‫املطعون فيه‪.‬‬
‫أحيانا‪ ،‬بالرغم من عدم كفاية القرار املطعون فيه وعدم‬ ‫تستطيع املحكمة ً‬
‫دقة أسبابه‪ ،‬أن تجد في القرار املطعون فيه عناصر الوقائع التي تمكنها من‬
‫التأكد من تبرير القرار من حيث أساس من أسسه املمكنة‪ .‬في هذه الفرضية‪،‬‬
‫ترفض الوجه املأخوذ من انعدام ألاساس القانوني‪.‬‬
‫تستعمل املحكمة الصيغتين آلاتيتين في قرارات الرفض‪:‬‬
‫"و بتمسكه ‪ .......‬و بفصله كما فعل‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف َّ‬
‫برر‬
‫قانونا قراره"‪،‬‬
‫أو‬
‫َّ‬
‫وبناء على هذه املعاينات و التقديرات‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد‬ ‫" ً‬
‫ّ‬
‫برر قانونا‪ ،‬قراره"‬
‫‪ -‬التمييزمن خرق القانون‬
‫يتضمن معاينات كاملة للوقائع‪ ،‬فإنه بإمكان املستشار‬ ‫ّ‬ ‫إذا كان القرار‬
‫ً‬
‫صحيحا‪ .‬فالوجه‬ ‫ّ‬
‫املقرر التثبت مما إذا كان القانون قد تم تطبيقه أم ال تطبيقا‬
‫هنا بالتالي مطروح وكأنه في مجال خرق القانون‪.‬‬
‫و بمفهوم املخالفة‪ ،‬وإذا كانت معاينات الوقائع غير كاملة‪ ،‬فإن املستشار‬
‫قرر ال يستطيع ممارسة رقابته على تكييف الوقائع أو تطبيق القانون‪ .‬فهذا‬ ‫امل ّ‬
‫مجال مأخذ انعدام ألاساس القانوني‪.‬‬
‫و مع ذلك‪ ،‬هناك نوع من املرونة في أوجه النقض‪ .‬محكمة النقض ال تغلق‬
‫على نفسها في وجه النقض املعروض عليها وتستطيع أن ترخص لنفسها "بإنزال"‬
‫وجه خرق القانون إلى إنعدام ألاساس‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪229‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫أصبح من املقبول آلان إعادة تكييف وجه "انعدام ألاساس القانوني"‪،‬‬


‫تطبيقا للمادة ‪ 02‬من قانون إلاجراءات املدنية إلى "خرق للقانون" أو كذلك‬
‫"انعدام ألاساس القانوني" إلى "عدم الجواب على طلبات"‪.‬‬
‫يعد تفسير القانون إحدى مهمات محكمة النقض‪ ،‬و كلما كانت مهمة‬
‫التفسير مطلوبة بالطعن‪ ،‬كلما كانت املحكمة ملزمة بتقديم مفاتيح تفسيرها‬
‫عن طريق عرض القاعدة القانونية أو القواعد املطبقة (‪ )Chapeau‬الذي‬
‫يسجل مختلف مراحل التفكير املؤدي إلى التفسير املجرد للقاعدة املعيارية‬
‫للقانون‪.‬‬
‫ً‬
‫و يكون هذا أكثر ضرورة في حالة تفسير قواعد معيارية مختلفة‪،‬‬
‫وخاصة عندما يجب تواؤم قاعدة قانونية داخلية مع‬ ‫ّ‬ ‫متمفصلة فيما بينها‪،‬‬
‫قاعدة معيارية اتفاقية‪.‬‬
‫و بهذا الخصوص‪ ،‬يعد قرار ‪ 29‬نوفمبر ‪ 2107‬أنموذجا ذلك أن عرض‬
‫القاعدة القانونية أو القواعد املطبقة (‪ )Chapeau‬يجسد تفكير محكمة‬
‫النقض في نظر مختلف مقتضيات القانون الداخلي التي يشكل بعضها إدر ً‬
‫اجا‬
‫في القانون الداخلي لتعليمة أوروبية وقر ٍار للمجلس ألاوروبي لحقوق إلانسان‪.‬‬
‫ً‬
‫كان الوجه مأخوذا من خرق القانون‪.‬‬
‫في حين‪َّ ،‬أن النقض تم النطق به من أجل انعدام ألاساس القانوني‪.‬‬
‫ومحكمة النقض قصدت بهذا إبراز الطريقة التي يجب تفسير النصوص‬
‫الجديدة وفقها في مجال الحق في النسيان الرقمي‪ .‬وتستعمل املحكمة‪ ،‬في قضية‬
‫الحال‪ ،‬الصيغة الكالسيكية جدا‪" :‬وبفصلها كما فعلت‪ ،‬بدون البحث‪ ،‬حسب‬
‫ما كانت مدعوة إليه"‪.‬‬
‫الغرفة املدنية ألاولى‪ 27 ،.‬نوفمبر‪ ،2111‬الطعن رقم ‪12 – 10.173‬‬
‫وقائع و إجراءات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪220‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ .0‬حسب القرار املطعون فيه (باريس‪ 4 ،‬ديسمبر ‪ )2109‬الصادر في‬


‫الاستعجال‪ ،‬تم التصريح بإدانة‪ )M.X( ،‬الذي يمارس مهنة الخبير‪-‬املحاسب و‬
‫محافظ حسابات‪ ،‬بموجب حكم محكمة الجنح بـ ‪ METZ‬صادر بتاريخ ‪09‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2100‬من أجل النصب ومحاولة النصب وحكم عليه بأربعة أشهر‬
‫حبسا مع وقف التنفيذ و غرامة ‪ 21.111‬أورو‪ ،‬وبدفع مبلغ معين إلدارة‬ ‫ً‬
‫الضرائب‪ .‬أيد مجلس قضاء الاستئناف بـ ‪ METZ‬بقرار ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2100‬والذي‬
‫ّ‬
‫صار نهائيا‪ ،‬هذا الحكم إال َّأنه رفع عقوبة الحبس إلى عشرة شهور مع وقف‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪ .2‬بتاريخي ‪ 00‬نوفمبر ‪ 2100‬و ‪ 01‬نوفمبر ‪ ،2100‬تم نشر محضري جلسة‬
‫يستعرضان هذا الحكم الجزائي في موقع – الانترنت‪ -‬لجريدة « ‪Le républicain‬‬
‫‪.» lorrain‬‬
‫‪ .0‬وانطالقا و تمسكا بكون هاذين املقالين‪ ،‬وبالرغم من أرشفتهما في موقع‬
‫الجريدة‪ ،‬ال يزالان في املتناول عن طريق البحث باالعتماد على لقبه و اسمه و‬
‫بواسطة محرك البحث ‪ ،Google‬ومؤاخذا شركة (‪ )Google Inc‬ممثلة في شركة‬
‫(‪ ،)Google LLC‬مستغلة محرك البحث‪ ،‬على رفضها محور الروابط املتنازع‬
‫عليها‪ ،‬رفع (‪ )M.X‬دعوى عليها قصد إزالة املراجع (‪.)Déréférencement‬‬
‫فحص الوجه‬
‫عن الوجه الوحيد املأخوذ في فرعه الثالث‬
‫عرض الوجه‬
‫‪ .1‬يؤاخذ (‪ )M. Etienne‬القرار على رفض طلبه إلزالة الروابط‪ ،‬في حين‬
‫َّأنه‪" ،‬وحسب املادتين ‪ 00‬و ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 09-90‬املؤرخ في ‪ 4‬جانفي ‪0790‬‬
‫املتعلق باإلعالم آلالي و بالبطاقيات والحريات"‪ ،‬في صيغتيهما املطبقتين على‬
‫النزاع‪ ،‬لكل شخص طبيعي حق الاعتراض‪ ،‬ألسباب مشروعة‪ ،‬على جعل‬
‫معطيات ذات طابع شخص ي خاصة به موضوع معالجة؛ ويستطيع إلزام‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪227‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫املسؤول على املعالجة على الخصوص بغلق أو محو املعطيات ذات الطابع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استعماال و ً‬
‫نشرا أو حفظا‪ .‬و‬ ‫الشخص ي املتعلقة به‪ ،‬والتي هي ممنوعة‪ ،‬جمعا و‬
‫َّأن املادتين (‪ b) 12‬و ‪ 01‬الفقرة (‪ a) 1‬من التعليمة ‪ CE/46/95‬الصادرة عن‬
‫البرملان ألاوروبي واملجلس‪ 21 ،‬أكتوبر ‪ 0771‬املتعلقة "بحماية ألاشخاص‬
‫الطبيعيين تجاه معالجة املعطيات الشخصية وحرية تداول هذه املعطيات‪ ،‬و‬
‫تم إدراجها بموجب املواد املشار إليها أعاله في القانون الداخلي‪ ،‬يجب‬ ‫التي َّ‬
‫ّ‬
‫تفسيرها بما يفيد أنه وفي إطار تقدير شروط تطبيق هذه املقتضيات‪ ،‬من‬
‫املالئم‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬فحص ما إذا كان للشخص املعني حق في الكف عن‬
‫ربط املعلومة املعنية بشخصه‪ ،‬في املرحلة الحالية املرتبطة بلقبه بواسطة‬
‫ً‬
‫قائمة من النتائج الظاهرة على إثر بحث منجز انطالقا من لقبه؛ و ما إذا كان‬
‫هذا البحث في نظر حقوقه ألاساسية طبقا للمادتين ‪ 9‬و ‪ 0‬من ميثاق الحقوق‬
‫ألاساسية لالتحاد ألاوروبي‪ ،‬يتطلب الكف عن وضع املعلومة املعنية في متناول‬
‫الجمهور الواسع بفعل إدراجها في مثل قائمة النتائج هذه‪ ،‬فهذه الحقوق تسمو‬
‫من حيث املبدأ‪ ،‬على مصلحة هذا الجمهور في الوصول إلى املعلومة املعنية‪،‬‬
‫أثناء بحث منصب على لقب هذا الشخص‪ ،‬الالهم ّإال ظهر‪ ،‬لدواع ّ‬
‫خاصة‪ ،‬مثل‬
‫بأن التدخل في حقوقه‬ ‫العامة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدور الذي قام به هذا الشخص في الحياة‬
‫ألاساسية مبرر باملصلحة الحيوية للجمهور املذكور في الوصول‪ ،‬عبر هذا‬
‫التدخل‪ ،‬إلى املعلومة املعنية؛ و َّأن الجهة القضائية‪ ،‬املخطرة بطلب إزالة‬
‫الروابط ملزمة بتقدير مدى تأسيسه والقيام بصورة ملموسة باملوازنة بين‬
‫وأن مجلس قضاء الاستئناف‪ ،‬اكتفى بالنص‪ ،‬الستبعاد‬ ‫املصالح املتقابلة؛ َّ‬
‫ً‬
‫وجود ضرر غير مشروع ناجم عن َّأن مجرد بحث انطالقا من لقب (‪ )MX‬يؤدي‬
‫إلى مقاالت تتناول عقوبة جزائية تعرض لها سنة ‪ 2100‬من أجل جريمة ضريبية‬
‫مرتكبة في إطار فضائه الخاص‪ ،‬و َّأن املعطيات املتنازع عليها كانت حساسة في‬
‫وأن هذه املعلومات كان تهم الجمهور وأنه كان يتعين اعتبار‬ ‫نظر مهنة املعني‪َّ ،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪222‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫العامة‪ ،‬و هذا دون التثبت وال معاينة أن حق‬ ‫(‪ )M.X‬صاحب دور في الحياة ّ‬
‫الجمهور في املعلومة يكتس ي‪ ،‬يوم الفصل في القضية‪ً ،‬‬
‫طابعا غاليا بالرغم من‬
‫الطابع الحساس للمعطيات املعنية وخطورة املماس بالحقوق ألاساسية ل ـ‬
‫وأنه ذكر ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بأن هذه املعطيات ال تتعلق‬ ‫(‪ )M.X‬الناجمة عن معالجتها‪ ،‬خاصة‬
‫بالحياة املهنية لهذا ألاخير‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد تجاهل واليته‬
‫وخرق املادتين ‪ 00‬و ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 09 – 90‬املؤرخ في ‪ 4‬جانفي ‪0790‬‬
‫املتعلق باإلعالم آلالي و البطاقيات و الحريات‪ ،‬في صياغتيهما املطبقتين على‬
‫قضية الحال املتضمنتين إدراج التعليمة ‪ CE/46/95‬للبرملان ألاوروبي و‬
‫املجلس‪ ،‬املؤرخة في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،0771‬املتعلقة بحماية ألاشخاص الطبيعيين‬
‫تجاه معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي وحرية تداول هذه املعطيات‬
‫ومعهما املادة ‪ 7‬من القانون املدني و ‪ 017‬من قانون إلاجراءات املدنية"‬
‫جواب الحكمة‬
‫بعد إلاطالع على املواد ‪ 00 ،7‬و ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 09- 90‬املؤرخ في ‪4‬‬
‫جانفي ‪ 0790‬املتعلق باإلعالم آلالي‪ ،‬وبالبطاقيات و الحريات في صياغتها املطبقة‬
‫على النزاع كما جاء رقم ‪ 010-111‬املؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ ،2111‬ومعها املادتين ‪ 7‬من‬
‫القانون املدني و ‪ 017‬من قانون إلاجراءات املدنية‪:‬‬
‫‪ .1‬حسب النص ألاول من هذه النصوص‪ ،‬ال تتم معالجات املعطيات ذات‬
‫ّ‬
‫الطابع الشخص ي املتعلقة بالجرائم و العقوبات وتدابير ألامن إال من طرف‬
‫العامة وألاشخاص املعنوية املسيرة ملرفق عام‪،‬‬ ‫الجهات القضائية والسلطات ّ‬
‫متصرفة في إطار صالحياتها القانونية‪ ،‬وأعوان القضاء‪ ،‬في حدود الحاجيات‬
‫الحصرية ملمارسة مهامهم‪ ،‬املسندة لهم في القانون‪ ،‬وألاشخاص املعنوية‬
‫املذكورة في املادتين ‪ L.321 – 1‬و ‪ L.331 – 1‬من قانون امللكية الفكرية‪،‬‬
‫املتصرفة بعنوان الحقوق التي تتولى تسييرها لحساب ضحايا املساس بالحقوق‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪222‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫الواردة في الكتب‪ III ،II ،I ،‬من نفس القانون قصد ضمان الدفاع عن هذه‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫بأن لكل شخص حق الاعتراض‪،‬‬ ‫‪ .4‬يستخلص من النصين الثاني و الثالث َّ‬
‫ألسباب مشروعة‪ ،‬على أن تكون معطيات ذات طابع شخص ي تخصه‪ ،‬محل‬
‫معالجة‪ ،‬ويستطيع الاشتراط على مسؤول املعالجة‪ ،‬حسب الحالة‪َّ ،‬إما‬
‫التصحيح‪ ،‬التكملة‪ ،‬التحيين‪ ،‬الغلق أو املحو‪ ،‬بخصوص املعطيات غير‬
‫الصحيحة‪ ،‬غير الكاملة‪ ،‬املبهمة‪ ،‬املنتهية الصالحية‪ ،‬أو التي يكون جمعها أو‬
‫ً‬
‫ممنوعا‪.‬‬ ‫استعمالها أو تداولها أو حفظها‬
‫َّ‬
‫‪ .9‬هذه املقتضيات هي التي أدرجت‪ ،‬في القانون الداخلي‪ ،‬املواد ‪ ،0‬الفقرة‬
‫‪ ،b/12 ،1‬و ‪ 01‬الفقرة ألاولى ‪ ،)/a‬من التعليمة ‪ CE/46/95‬للبرملان ألاوروبي‬
‫واملجلس املؤرخة في ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،0771‬املتعلقة بحماية ألاشخاص الطبيعيين‬
‫تجاه معالجة املعطيات ذات الطابع الشخص ي وبحرية تداول هذه املعطيات‪،‬‬
‫املطبقة على القضية‪ ،‬التي يتعين تفسيرها‪ ،‬في ضوئها‪.‬‬
‫‪ .0‬بقرار ‪ 21‬سبتمبر ‪ .GC ea( 2107‬ضد اللجنة الوطنية لإلعالم آلالي‬
‫والحريات ‪ ،)C-136/17‬فصلت محكمة العدل لالتحاد ألاوروبي‪ ،‬بما يمليه‬
‫القانون ب ـ‪:‬‬
‫املادة ‪ ،0‬الفقرتين ‪ 0‬و ‪Paragraphes 1 et ( 1‬‬ ‫‪ -‬يجب تفسير مقتضيات ّ‬
‫‪ ،)5‬من التعليمة ‪ 14/71‬بما يفيد أن منع أو تقييد معالجة فئات معينة من‬
‫املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬املذكورة في هذه املقتضيات‪ ،‬يطبقان كذلك‪،‬‬
‫تحت طائلة التحفظ بشأن الاستثناءات الواردة في هذه التعليمة‪ ،‬على مستغل‬
‫ً‬
‫مجرد بحث في إطار مسؤولياته واختصاصاته وإمكانياته‪ ،‬بصفته مسؤوال عن‬
‫املعالجة املنجزة أثناء نشاط هذا املحرك‪ ،‬بمناسبة تأكد منجز من طرف هذا‬
‫املستغل‪ ،‬تحت رقابة السلطات الوطنية املختصة‪ ،‬على إثر طلب مقدم من‬
‫الشخص املعني؛‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪220‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫املادة ‪ ،0‬الفقرتين ‪ 0‬و ‪ 1‬من التعليمة ‪14/71‬‬ ‫‪ -‬يجب تفسير‪ ،‬مقتضيات ّ‬


‫ملزما من حيث املبدأ‪ ،‬تحت‬ ‫بما يفيد‪ ،‬أنه وبموجبها يكون مستغل محرك بحث‪ً ،‬‬
‫طائلة التحفظ بخصوص الاستثناءات الواردة في هذه التعليمة‪ ،‬باالستجابة‬
‫لطلب إزالة املراجع (‪ )déréférencement‬املنصب على روابط مؤدية إلى‬
‫صفحات (‪ )WEB‬محتوية على معطيات ذات طابع شخص ي‪ ،‬مندرجة ضمن‬
‫فئات معينة املذكورة في هذه املقتضيات؛‬
‫‪ -‬يجب تفسير مقتضيات التعليمية ‪ 14/71‬بما يفيد‪ ،‬أنه‪ ،‬وعندما يتلقى‬
‫مؤد إلى صفحة‬ ‫منصبا على رابط ٍ‬ ‫ً‬ ‫مستغل محرك بحث ً‬
‫طلبا إلزالة املراجع‬
‫(‪ ،)WEB‬منشورة بها معطيات ذات طابع شخص ي‪ ،‬مندرجة ضمن فئات معينة‪،‬‬
‫فإن هذا املستغل‬ ‫مذكورة في املادة ‪ ،0‬الفقرتين ‪ 0‬أو ‪ ،1‬من هاته التعليمة‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫ونظرا لخطورة‬ ‫ملزم‪ ،‬على أساس جميع هذه العناصر الوجيهة لقضية الحال‬
‫ّ‬
‫الخاصة وحماية‬ ‫التدخل في الحقوق ألاساسية للشخص املعني في احترام الحياة‬
‫املعطيات ذات الطابع الشخص ي‪ ،‬املكرسة في املادتين ‪ 9‬و‪ 0‬من ميثاق الحقوق‬
‫ألاساسية لالتحاد ألاوروبي‪ ،‬التثبت بعنوان أسباب الصالح العام الهام‪ ،‬املشار‬
‫إليها في املادة ‪ ،0‬الفقرة ‪ ،)Paragraphe 4( 1‬من التعليمة املذكورة وفي إطار‬
‫احترام الشروط الواردة‪ ،‬في هذه املقتضيات ألاخيرة‪ ،‬مما إذا كان إدراج هذا‬
‫الرابط في قائمة النتائج الظاهرة‪ ،‬على إثر بحث منجز‪ ،‬انطالقا من لقب هذا‬
‫قطعا ضرورًيا لحماية الحرية في إلاعالم ملستعملي الانترنت‬ ‫الشخص‪ ،‬يبدو ً‬
‫جدا بالوصول إلى صفحة (‪ )WEB‬هذه بواسطة مثل هذا البحث‪،‬‬ ‫املعنيين ً‬
‫املكرس في املادة (‪ )00‬من هذا امليثاق‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .7‬وأنه يجب بالتالي‪ ،‬على الجهة القضائية املعروض عليها طلب إزالة‬
‫منشورة عليها معطيات‬‫ٍ‬ ‫مؤد إلى صفحة انترنت‪،‬‬ ‫املراجع‪ ،‬املنصب على رابط ٍ‬
‫"ذات طابع شخص ي"‪ ،‬متعلقة بجرائم وعقوبات وتدابير أمن‪ ،‬ولتقدير مدى‬
‫تأسيسه‪ ،‬التثبت‪ ،‬بطريقة ملموسة‪ ،‬مما إذا كان إدراج الرابط املتنازع عليه في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪223‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫قائمة النتائج الظاهرة على إثر بحث منجز انطالقا من لقب شخص‪ ،‬يستجيب‬
‫هامة‪ ،‬مثل حق الجمهور في إلاعالم‪ ،‬ومما إذا كان قطعا‪،‬‬ ‫عامة ّ‬‫لسبب مصلحة ّ‬
‫ضروري لضمان الحفاظ على هذه املصلحة‬
‫املقدم من طرف‬‫تمسك القرار‪ ،‬لرفض طلب إ الة املراجع ّ‬ ‫‪.01‬‬
‫ز‬
‫بأنه وإذا كانت جريمة النص املضرة بإدارة الضرائب‪ ،‬مرتكبة من طرف‬ ‫‪َّ ،M.X‬‬
‫املعني في الفضاء الخاص (‪ ،)La Sphère Privée‬فإن مراجع الروابط املتنازع‬
‫نظرا ملهنته‪ ،‬املطالب بصفته‪ ،‬خبيرا –‬ ‫عليها‪ ،‬تحتفظ بالطابع (الحيوي) ً‬
‫محاسبيا‪ ،‬بإعطاء نصائح ذات طابع ضريبي لزبائنه ولكون مهامه كمحافظ‬
‫حسابات تتطلب نزاهة متميزة‪.‬‬
‫ويضيف بأنه ولكونه عضوا في مهنة منظمة‪ ،‬يجب اعتبار ‪ ،M.X‬ذا دور في‬
‫بأن مصلحة مستخدمي الانترنت في الوصول إلى‬ ‫الحياة العامة‪ .‬و يستخلص َّ‬
‫وجوبا على حق حماية‬ ‫ً‬ ‫املعلومة املتعلقة بعقوبته‪ ،‬املرتبطة بمهنته‪ ،‬تسمو‬
‫املعطيات ذات الطابع الشخص ي ل ـ (‪.)M.X‬‬
‫وبفضله كما فعل‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف لم يعط‬ ‫‪.00‬‬
‫أساسا قانونيا لقراره‪ ،‬عندما لم يبحث‪ ،‬كما هو مطلوب منه‪ ،‬نظرا لحساسية‬ ‫ً‬
‫املعطيات املعنية وبالتالي الخطورة البارزة للتدخل في حقوق ‪ M.X‬في احترام‬
‫عما إذا كان إدراج‬‫حياته الخاصة وحماية معطياته ذات الطابع الشخص ي‪ّ ،‬‬
‫الروابط املتنازع عليها في قائمة النتائج‪ ،‬كان قطعا ضرورًيا لحماية حرية إلاعالم‬
‫جدا بالوصول إلى صفحات الانترنت املقصودة‪،‬‬ ‫ملستعملي الانترنت املعنيين ً‬
‫ضررا واضحا غير مشروع بمعنى ّ‬
‫املادة ‪017‬‬ ‫وعما إذا كان‪ ،‬عكس ذلك‪ ،‬يجسد ً‬ ‫ّ‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬وبدون الحاجة للفصل في الفروع ألاخرى للوجه‪ ،‬إن محكمة‬
‫النقض‪ :‬نقض وإبطال‪ ،‬ولكن من حيث رفض طلب إزالة املراجع‪ ،‬املقدم من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪228‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫طرف ‪ ،M.X‬القرار الصادر في ‪ 4‬ديسمبر ‪ ،2109‬بين الطرفين عن مجلس قضاء‬


‫استئناف باريس؛‬
‫‪ .3‬أوجه مأخوذة من عدم احترام قواعد إلاجراءات‬
‫َّإن ألاوجه التي تدعو محكمة النقض إلى ممارسة هذه الرقابة‪ ،‬املوصوفة‬
‫ب ـ"التأديبية"‪ ،‬تنتقد الطريقة املحرر بها القرار‪ ،‬وليس‪ ،‬على ألاقل مباشرة‪ ،‬الحل‬
‫املعتمد‪ .‬إنها (أخطاء) في التسبيب‪.‬‬
‫َّإن محكمة النقض وهي أعلى الهرم القضائي‪ ،‬تضطلع كذلك بدور تأديبي‪.‬‬
‫وهي تتأكد في مهمة الخصومة التأديبية هذه من صدور قرارات جهات قضاء‬
‫املوضوع باحترام القواعد إلاجرائية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تحديد موضوع النزاع‬
‫يتحدد‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 1‬و ‪ 1‬من قانون إلاجراءات املدنية‪ ،‬موضوع النزاع‬
‫بإدعاءات الطرفين كما هي واردة في مذكرتيهما‪.‬‬
‫الغرفة املدنية الثانية‪ 0 ،.‬فيفري ‪ ،2121‬طعن رقم ‪301.3 -11‬‬
‫وقائع و إجراءات‬
‫‪ .0‬حسب القرار املطعون فيه (‪ 12 ،Aix-en-Provence‬سبتمبر ‪،)2107‬‬
‫أجيرا‪ ،‬من طرف الاتحاد ‪،U.A.P‬‬‫منتجا ً‬‫عونا ً‬ ‫فإن ‪ M.R‬الذي تم توظيفه بصفته ً‬
‫ممثل في شركة ‪ ،AXA‬ارتكب عدة اختالسات أموال‪ ،‬اصرا ًرا بالعديد من زبائن‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪ .2‬تم تسريح (‪ )M.R‬من أجل خطأ جسيم‪ .‬قبل و بعد تسريحه‪ ،‬وقع على‬
‫خمسة اعترافات بدين‪ ،‬بمبلغ ‪ 010.049‬أورو‪ ،‬أي بتواريخ‪ 20 :‬مارس‪ 22 ،‬أفريل‬
‫و ‪ 9‬جويلية ‪2101.‬‬
‫‪ .0‬لجأ ‪ M.R‬إلى الجهة القضائية العمالية‪ ،‬للحكم بفقدان تسريحه‬
‫والجدي وقدم طلبات ترمي إلى إبطال الاعترافات بالديون‬ ‫ّ‬ ‫للسبب الحقيقي‬
‫واسترجاع على التوالي مبالغ ‪ 07.217.70‬أورو‪ 9.119.17 ،‬أورو و ‪01.777.11‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪225‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫أورو‪ ،‬التي تمثل املبالغ املقتطعة من طرف صاحب العمل من الرصيد القاطع‬
‫لكل حساب ومن مخطط توفير املؤسسة‪ ،‬املتعلق بالعامل‪.‬‬
‫فحص الوجه‬
‫عن الوجه‪ ،‬املأخوذ في فرعه ألاول‪.‬‬
‫عرض الوجه‬
‫‪ .1‬يؤاخذ (‪ )M.R‬القرار على رفض عريضة إغفال الفصل املوجهة ضد‬
‫قرار ‪ 9‬جوان ‪ 2100‬من حيث َّأنه امتنع عن إدراج‪ ،‬في منطوقه‪ ،‬طلبه الرامي إلى‬
‫يصرح باختصاصه للفصل في صحة الاعترافات‬ ‫جعل مجلس قضاء الاستئناف ّ‬
‫املحررة بتواريخ ‪ 20‬فيفري ‪ 20 ،2101‬مارس ‪ 22 ،2101‬أفريل ‪ 2101‬و‬ ‫ّ‬ ‫بالديون‬
‫‪ 9‬جويلية ‪ 2101‬و الحكم عليه باملصاريف ودفع مبلغ ‪ 2.211‬أورو طبقا للمادة‬
‫‪ 911‬من قانون إلاجراءات املدنية لكل من شركة ‪ AXA FRANCE VIE‬و شركة‬
‫‪ ،AXA FRANCE IARD‬في حين "أن موضوع النزاع محدد بإدعاءات الطرفين؛‬
‫ّ‬
‫وأنه وفي قضية الحال‪ ،‬كان (‪ )M.R‬قد طلب من مجلس قضاء الاستئناف‪،‬‬
‫بموجب عريضته املتعلقة باإلغفال في الفصل‪" ،‬التصريح باختصاصه للفصل‬
‫في صحة الاعترافات بالدين املحررة من طرف ‪ ،M.R‬بتواريخ ‪ 21‬فيفري ‪،2101‬‬
‫‪ 20‬مارس ‪ 22 ،2101‬أفريل ‪ 2101‬و ‪ 9‬جويلية ‪2101‬؛ وإبطال الاعترافات بالدين‬
‫وأنه وبتمسكه‪ ،‬دعما ملا قض ى به بأن "القرار املشار إليه أعاله لم‬ ‫املذكورة"‪َّ ،‬‬
‫يغفل الفصل في طلبات تسديد (مبالغ) الاعترافات بالدين وتم ألامر بالتسديد في‬
‫حدود املبالغ املطلوبة البالغة ‪ 07.217.70‬أورو‪ 9.119.17 ،‬أورو و ‪01.777.11‬‬
‫أورو" فإن مجلس قضاء الاستئناف‪ ،‬املتجاهل موضوع عريضة إلاغفال عن‬
‫الفصل املقدمة له‪ ،‬قد خرق ّ‬
‫املادة ‪ 1‬من قانون إلاجراءات املدنية"‪.‬‬
‫جواب املحكمة‬
‫بعد إلاطالع على املادة ‪ 0‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫‪ .4‬حسب هذا النص يتحدد موضوع النزاع بإدعاءات الطرفين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪228‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫بأن قرار ‪ 9‬جوان ‪2100‬‬ ‫‪ .9‬لرفض عريضة إغفال الفصل‪ ،‬تمسك القرار َّ‬
‫لم يغفل الفصل في طلبات تسديد الاعترافات بالدين الثالثة املأمور بتسديدها‬
‫في حدود املبالغ املطلوبة وهي ‪ 07.217.70‬أورو‪ 9.119.17 ،‬أورو و ‪01.777.11‬‬
‫أورو‪.‬‬
‫‪ .0‬خرق مجلس قضاء الاستئناف النص املشار إليه أعاله‪ ،‬عندما فصل‬
‫كما فعل‪ ،‬بالرغم من أن (‪ )M.R‬طلب‪ ،‬حسب حرفية عريضته من مجلس‬
‫قضاء الاستئناف التصريح باختصاصه للفصل في صحة الاعترافات بالدين‪،‬‬
‫املحررة من طرفه والحكم بإبطالها‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬إن محكمة النقض‪ ،‬وبدون الحاجة إلى الفصل في املآخذ‬
‫ألاخرى للطعن‪ ،‬نقض و إبطال‪ ،‬في جميع مقتضياته‪ ،‬القرار الصادر في ‪02‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2107‬بين الطرفين‪ ،‬من طرف مجلس قضاء استئناف ‪Aix-en-‬‬
‫‪.Provence‬‬
‫إرجاع القضية والطرفين إلى الحالة التي كانوا عليها قبل هذا القرار‬
‫وإحالتهم إلى مجلس قضاء استئناف ‪ ،Aix-en-Provence‬مشكل بتشكيلة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التحريف ‪Dénaturation‬‬
‫تحريف وثيقة‪ ،‬هو إعطاؤها معنى غير موجود فيها‪ .‬يمكن أن ينصب‬
‫التحريف على وثيقة في أصل الحق أو على مذكرتي الطرفين‪.‬‬
‫َُ ُ‬
‫نكون بصدد تحريف‪ ،‬عندما تتجاهل‪ ،‬معاينات وتقديرات الوقائع‪ ،‬من‬
‫طرف قضاة املوضوع‪ ،‬حرفية أو معنى ُم َح َر ٍر واضح ودقيق‪ ،‬وبالخصوص العقد‬
‫الذي هو شريعة املتعاقدين‪ .‬جميع غرف محكمة النقض اعتمدت التأشيرة‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫نظرا لاللتزام الواقع على القاض ي بعدم تحريف ّ‬
‫محرر معروض عليه"‪.‬‬ ‫" ً‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪229‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫ال تراقب محكمة النقض التفسير املعطى لعقد أو مستند‪ ،‬ناقص ي‬


‫الوضوح بعلة سيادة قضاة املوضوع‪.‬‬
‫مثال‬
‫الغرفة املدنية ألاولى‪ 17 ،.‬ماي ‪ ،2117‬الطعن رقم ‪211 . 13 – 11‬‬
‫خال من التحريف وكان ضرورًيا نتيجة لبس‬ ‫"‪...‬وأنه وبتفسير سيد‪ٍ ،‬‬
‫املقدم‪ ،‬تمكن مجلس قضاء الاستئناف من التوصل‬ ‫وغموض عبا ات املستند ّ‬
‫ر‬
‫إلى َّأن (‪ )M.Z‬كان قد طلب أمام الجهة القضائية البرتغالية تسديد مبالغ ذات‬
‫صلة بقسمة الشيوع املتعلق بالبناية الكائنة بفرنسا وليس طلب الصيغة‬
‫التنفيذية للحكم الفرنس ي الصادر في ‪ 1‬نوفمبر ‪"2100‬؛‬
‫‪ -‬انعدام ألاسباب‬
‫ال تفصل محكمة النقض‪ ،‬عند وجود مأخذ تأديبي‪ ،‬بدورها الضابط ( ‪Rôle‬‬
‫وإنما بمقتض ى سلطتها الرئاسية‪ ،‬و بما أنه ليس لهذه القرارات‬ ‫‪َّ )régulateur‬‬
‫بعد فقهي‪ ،‬فإن املحكمة غير مطالبة بتقديم شروح مستفيضة‪.‬‬
‫وبخصوص املأخذ التأديبي املتمثل في عدم الجواب على طلبات‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫ملحكمة النقض الذهاب إلى َّأن قضاة املوضوع غير مطالبين بالجواب على وجه‬
‫ً‬
‫ضمنيا‪:‬‬ ‫غير سديد أو كذلك إلى َّأن الجواب كان‬
‫‪ -‬الغرفة املدنية ألاولى‪ 1 ،.‬جوان ‪ ،2117‬طعن رقم ‪101 . 13 -11‬‬
‫وأن مجلس قضاء الاستئناف تأسس ضمنيا ولكن بالضرورة على‬ ‫"‪َّ ....‬‬
‫ا لحساب ألاخير املقدم من البنك لحساب املبلغ الرئيس ي الباقي املستحق بعنوان‬
‫تقديم الكفالة"‪،‬‬
‫‪ -‬عدم الجواب على طلبات‪:‬‬
‫تجاري ‪ 12 ،.‬نوفمبر‪ ،2121‬طعن رقم ‪071 . 13 – 11‬‬
‫وقائع و إجراءات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪220‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ .0‬حسب القرار املطعون فيه (باريس‪ 7 ،‬جانفي ‪ )2107‬فإن شركة ‪LIDL‬‬


‫تمارس نشاط تجارة التجزئة في جميع أنواع املنتجات الغذائية ومنتجات‬
‫‪ .BAZAR‬تتولى شركة ‪( Puma FRANCE‬شركة ‪ّ )Puma‬‬
‫تصور وإنتاج منتجات‬
‫رياضية و ترفيهية‪ ،‬يتم تسويقها تحت نفس العالمة بواسطة شبكة توزيع‬
‫انتقائي غير تابع لشركة ‪.LIDL‬‬
‫‪ .2‬قامت هذه الشركة ببيع أحذية و حقائب ظهر‪ ،‬بعالمة ‪ ،Puma‬في إطار‬
‫عملية ترويج معلن عنها بواسطة وسائل اتصال ضخمة وبشروط تشكل‪ ،‬حسبها‬
‫منافسة غير مشروعة وطفيلية‪ ،‬فرفعت شركة ‪ Puma‬دعوى قضائية عليها‬
‫طالبة تعويضها عن الضرر‪.‬‬
‫فحص الوجه‬
‫عن الوجه‪ ،‬في فرعه ألاول‪.‬‬
‫عرض الوجه‬
‫ّ‬
‫‪ .0‬تعيب شركة ‪ Puma‬على القرار رفضه طلباتها‪ ،‬في حين "أنه وانطالقا‬
‫َ‬
‫من كون ت َم ُو ِن ممتهن الشراء والبيع من السوق املوازية ال يشكل في حد ذاته‬
‫ّ‬
‫ممارسة مضرة باملنافسة‪ ،‬فاألمر غير ذلك‪ ،‬ملا يبيع هذا املمتهن منتجات في‬
‫ظروف وضيعة من شأنها املساس بشهرتها؛ وأن مجلس قضاء الاستئناف قد‬
‫حرم قراره من ألاساس القانوني في نظر املادة ‪ 0002‬التي أصبحت ‪ 0211‬من‬
‫القانون املدني‪ ،‬عندما تأسس‪ ،‬للتوصل إلى القول بعدم وجود ما ينقص من‬
‫قيمة منتجات ‪ ،Puma‬في املناشير إلاشهارية‪ ،‬على كون هذه املنتجات كانت‬
‫معزولة عن غيرها من املنتجات املبيعة‪ ،‬في املناشير بحيث ال يمكن وقوع تشابه‬
‫بين مختلف املنتجات‪ ،‬وذلك عوض البحث‪ ،‬كما جاء في عريضة استئناف‬
‫شركة ‪َّ .Puma‬‬
‫عما إذا كانت هذه املناشير إلاشهارية ال تنقص من قيمة منتجاتها‬
‫خاصة وأن نوعيتها رديئة وتمثل زيادة‪ ،‬عن منتجات ‪ ،Puma‬منتجات غذائية‬ ‫ّ‬
‫وكحول ومنتجات زهيدة القيمة"‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪227‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫جواب املحكمة‬
‫بعد إلاطالع على املادة ‪ ،1322‬التي أصبحت املادة ‪ 1201‬من القانون‬
‫املدني‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬تنص هذه املادة على أن كل فعل يأتيه شخص ويسبب ً‬
‫ضررا للغير يلزم‬
‫من تسبب فيه بخطئه بالتعويض‪.‬‬
‫وأن القرار ولرفض طلب شركة ‪ Puma‬املؤسس على املنافسة غير‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫املشروعة‪ ،‬ذكر بأن املناشير إلاشهارية كانت تعزل منتجات ‪ Puma‬عن باقي‬
‫املنتجات املبيعة‪ ،‬بحيث ال يمكن وقوع تشابه بين مختلف املنتجات‪.‬‬
‫‪ .4‬وبفصله‪ ،‬بهذه ألاسباب فقط‪ ،‬وبدون البحث كما طلب منه‪َّ ،‬‬
‫عما إذا‬
‫كانت املناشير املشكلة للحملة إلاشهارية املنازع فيها ال تقدم املنتجات املعنية‬
‫على وسائط وفي بيئة ماسة بشهرتها في عيني املستهلك‪ ،‬بغض النظر عن انعدام‬
‫ً‬
‫أساسا‬ ‫اللبس بين مختلف املنتجات‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف لم يعط‬
‫قانونيا لقراره‪.‬‬
‫عن الوجه‪،‬‬
‫املأخوذ في فرعه الثالث‪.‬‬
‫عرض الوجه‬
‫‪ .9‬وجهت شركة ‪ Puma‬نفس الانتقاد للقرار‪ ،‬من حيث " َّإنها أبرزت في‬
‫مذكرتها الاستئنافية بأن بيع منتجاتها بدون نصائح عمال أكفاء ومؤهلين ساهم‬
‫وأنه و بذهابه إلى َّأنه ال دليل على تقديم منتجات‬‫كذلك في املساس بشهرتها‪َّ ،‬‬
‫‪ Puma‬للبيع بأوضاع ليست في مستواها‪ ،‬وبدون الجواب على مذكرتها والتي كان‬
‫من شأنها إثبات العكس‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف قد خرق املادة ‪ 111‬من‬
‫قانون إلاجراءات املدنية"‬
‫جواب املحكمة‬
‫بعد إلاطالع على املادة ‪ 033‬من قانون إلاجراءات املدنية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪202‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫‪ 0.‬كل حكم يسبب‪ ،‬وجوبا‪ ،‬حسب هذا النص‪.‬‬


‫‪ .7‬ذهب القرار‪ ،‬لرفض طلب شركة ‪ ،Puma‬إلى أن منتجات ‪ ،Puma‬كانت‬
‫معروضة في وسائط عرض (‪ )RACKS‬أو على علبها أو على ألارض‪ ،‬بدون اعتبار‬
‫هذه ألاوضاع تحط من قيمة العالمة‪ ،‬فهي عملية إشهارية معزولة‪.‬‬
‫‪ .01‬وبفصله كما فعل‪ ،‬بدون الجواب على طلبات شركة ‪ Puma‬املتمسكة‬
‫بأن غياب النصح للزبائن كفيل باملساس بشهرة منتجاتها‪ ،‬فإن مجلس‬ ‫كذلك ّ‬
‫قضاء الاستئناف‪ ،‬الذي لم يفحص الوجه املأخوذ من عدم مطابقة ظروف‬
‫مالئما‪ ،‬قد خرق النص املشار إليه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نصحا‬ ‫البيع لطبيعة املنتجات املستوجبة‬
‫أعاله‪.‬‬
‫عن الوجه‪ ،‬املأخوذ في فرعه الرابع‪.‬‬
‫عرض الوجه‬
‫‪ .00‬توجه شركة ‪ Puma‬كذلك نفس الانتقاد للقرار من حيث أن "القائم‬
‫بإعادة البيع يرتكب فعل منافسة غير مشروعة عندما يضع نفسه في غطاء‬
‫وأن مجلس‬ ‫مؤسسة ويستفيد‪ ،‬بدون حق من استثمارات منجزة أو من شهرتها‪َّ ،‬‬
‫قضاء الاستئناف‪ ،‬وللوصول إلى أن شركة ‪ LIDL‬لم تضع نفسها في غطاء شركة‬
‫‪ Puma‬ولم تستعمل شهرتها بدون تكاليف‪ ،‬تأسس على أن الحملة املتنازع عليها‪،‬‬
‫منتجا‪ ،‬كانت "وقتية" (‪ ،)Ponctuelle‬فإن هذا ال يمنع‬ ‫ً‬ ‫املنصبة على ‪202‬‬
‫استخدام منتجات (‪ )Puma‬كمنتجات جاذبة‪ ،‬ومن ثم فهو سبب غير وجيه‬
‫ويجعل القرار خاليا من ألاساس القانوني في نظر املادة ‪ 0002‬التي أصبحت‬
‫‪ 0211‬من القانون املدني"‪.‬‬
‫جواب املحكمة‬
‫بعد إلاطالع على املادة ‪ ،1322‬التي أصبحت ‪ ،1201‬من القانون املدني‬
‫‪ .02‬اعتمد القرار‪ ،‬لرفض طلب شركة ‪ Puma‬املؤسس على املنافسة‬
‫الطفيلية على أن الحملة املعنية‪ ،‬كانت وقتية‪ ،‬ومنصبة على ‪ً 202‬‬
‫منتجا وعلى‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪202‬‬
‫تقنية النقض يف املادة املدنية‬

‫َّأنه لم يكن هناك دليل على استخدامها كمنتجات جاذبة‪ ،‬وتوصل إلى أن شركة‬
‫‪ LIDL‬لم تستعمل شهرة شركة ‪ Puma‬بدون دفع تكاليف ولم تضع نفسها تحت‬
‫غطائها‪.‬‬
‫‪ .00‬وأنه بفصله كما فعل‪ ،‬بأسباب ال ترقى إلى مستوى استبعاد املنافسة‬
‫ً‬
‫أساسا‬ ‫املدعى بها‪ ،‬فإن مجلس قضاء الاستئناف لم يعط لقراره‬ ‫الطفيلية ّ‬
‫ً‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫لهذه ألاسباب‪ ،‬إن محكمة النقض وبدون الحاجة للفصل في الانتقاد‬
‫الثاني؛‬
‫الصادر في ‪ 7‬جانفي ‪ ،2107‬بين الطرفين‪ ،‬عن مجلس‬‫نقض و إبطال القرار ّ‬
‫قضاء استئناف باريس؛ ما عدا تأييده الحكم املصرح بقانونية شراء املنتجات‬
‫املنتقدة من شركة ‪LIDL‬؛‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪200‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫التحوّل من قاضي املوضوع إىل قاضي القانون‬


‫عبد السالم ذيب‬
‫رئيس غرفة متقاعد‬

‫مقدمة‬
‫أحسوا في بعض ما سأقوله ش يء من‬ ‫أستسمح الحضور مسبقا إن ّ‬
‫الذاتية‪،‬وهو ما يؤكد أن كالمي نابع من القلب ومن العواطف التي أكنها لهذه‬
‫الهيئة القضائية التي عشت في كنفها‪ ،‬من الشباب إلى الشيخوخة‪ ،‬طيلة‬
‫‪82‬سنة‪،‬وتمكنت فيها من معارف قانونية وخبرات إنسانية‪،‬ما كنت ألدركها لوال‬
‫أمر عليه والذي أعتز وأفتخر به‪.‬‬‫هذا املسار املنهي الذي كان لي الحظ أن ّ‬
‫كل قاض يطمح إلى تتويج مساره املنهي بترقيته إلى املحكمة‬ ‫من البديهي أن ّ‬
‫العليا‪ ،‬ذلك أن هذه الترقية اعتراف بالكفاءات التي أظهرها طوال السنين التي‬
‫الدنيا‪ .‬غير أن ما الحظته خالل السنوات الطويلة‬ ‫قضاها في الجهات القضائية ّ‬ ‫ّ‬
‫قضيتها في هذه الهيئة أن الكثير من القضاة‪ ،‬من جيلي‪،‬كانوا يفضلون‬ ‫التي ّ‬
‫إتمام ما تبقى لهم من سنوات خدمة في املجالس القضائية‪ ،‬ألسباب تكاد تكون‬
‫خاصة بالنسبة‬‫كل ّها موضوعية‪،‬كانت ترتبط‪ ،‬في وقت مض ى‪ ،‬بالظروف املادية‪ّ ،‬‬
‫للقضاة القاطنين خارج العاصمة‪ .‬مع أنه ينبغي ّبما تلطيف هذا الحكم ّ‬
‫ألن‬ ‫ر‬
‫لتحسن ظروف العمل‬ ‫ّ‬ ‫السنوات ألاخيرة شهدت تغيير هذه الذهنية بالنظر‬
‫مقارنة بتلك التي عشناها في التسعينات وبداية ألالفية‪.‬‬
‫ولقد أوردت هذه املالحظة‪ ،‬ألني اعتبر أن ولوج القاض ي عالم املحكمة‬
‫التلذذ بكنوزه‪ ،‬يتوقف قبل ّ‬ ‫ّ‬
‫كل ش يء على إرادته‬ ‫العليا وإدراكه والوصول إلى‬
‫ورغبته في تطوير معارفه القانونية‪ .‬فالجانب النفس ي يبدو لي أساسيا‪ ،‬ويتوقف‬
‫عليه نجاح مسار القاض ي‪.‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪203‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫وتوضيحا لكالمي هذا أذكر التطورات التي عرفتها املحكمة العليا طوال‬
‫السنين التي مضت‪ ،‬فقد لجأت غداة تنصيبها سنة ‪ ،4691‬وتحت ضغط‬
‫ألاحداث‪ ،‬إلى مجموعة من املحامين الذين تطوعوا للمشاركة في انطالق عملها‪،‬‬
‫مدعمين من بعض املتعاونين الفرنسيين‪ ،‬وفي بداية السبعينات بدأت ألافواج‬
‫ألاولى من خريجي الجامعة الجزائرية تلتحق بالقضاء وهو ما سمح للبعض من‬
‫هؤالء الالتحاق بها في سن ّ‬
‫مبكر‪.‬‬
‫كانت املحكمة العليا تسير سيرا يمكن وصفه بالعادي بالنظر إلى حجم‬
‫مما جعل عدد ترقيات قضاة‬ ‫الطعون بالنقض إلى غاية نهاية الثمانينات‪ّ ،‬‬
‫املجالس القضائية بها محدودا‪.‬‬
‫تم إنهاء مهام عدد معتبر من رؤساء املجالس‬ ‫وفجأة وخالل صائفة ‪ّ 4622‬‬
‫القضائية والنواب العامين ليلتحقوا باملحكمة العليا‪ ،‬والحال أن سنهم كانت‬
‫تتراوح بين ‪ 14‬و ‪ 14‬سنة‪ ،‬ولم يكونوا ينتظرون هذا التغيير في مسارهم املنهي‪،‬‬
‫ضف إلى ذلك وخاصة بالنسبة للقضاة الذين ال يقطنون بالعاصمة‪ ،‬صعوبات‬
‫التنقل وإلاقامة‪ ،‬وحتى وسائل العمل الشبه منعدمة بقصر العدالة القديم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومما زاد الطين بلة‪ ،‬بالنسبة لهذه املجموعة‪ ،‬أن ظروف استقبالهم التي ال‬
‫داعي التفصيل فيها‪ ،‬أقل ما يقال عنها‪ ،‬أنها أثارت لديهم الكثير من الاستياء‬
‫وإلاحباط‪ ،‬فضال على أنهم لم يستفيدوا من مكاتب للعمل أثناء أيام املداوالت‬
‫والجلسات ويتنقلون محملين بملفاتهم ذهابا وإيابا لبيوتهم‪ ،‬حتى أن انتقلت‬
‫املحكمة إلى مقرها الحالي‪،‬وهو ما سمح بتحسين ظروف العمل وإلاقامة بصفة‬
‫مقبولة‪.‬‬
‫أللح على الجانب النفس ي للقاض ي الذي‬ ‫أوردت أمامكم هذه الواقعة ّ‬
‫يلتحق باملحكمة العليا‪ ،‬فبالنسبة للبعض تكون هذه الترقية بمثابة زلزال في‬
‫تمس بالخصوص ّ‬
‫الجو العائلي‪.‬‬ ‫حياتهم الشخصية يترتب عليه تغييرات ّ‬
‫أ‪ -‬وهو ما يتطلب تهيئة الظروف النفسية للقاض ي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪201‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫تتم ترقية القاض ي للمحكمة العليا حسب الشروط الواردة في القانون‬


‫ألاساس ي للقضاء واملراسيم ذات ّ‬
‫الصلة‪.‬‬
‫‪ -1‬كيف تتم ترقية القاض ي باملحكمة العليا‬
‫يعين مستشارو املحكمة العليا ضمن قضاة املجالس القضائية التي تتوفر‬ ‫ّ‬
‫فيهم شروط ألاقدمي ــة ( ‪84‬سنة عمل على ألاقل) والكفاءة ( تقييم املسار املنهي)‬
‫من ضمن قائمة رؤساء الغرف‪ ،‬ومساعدي النواب العامين ألاوائل ونواب رؤساء‬
‫املجالس القضائية ورؤساء املجالس القضائية والنواب العامين لديها‪ .‬وتتم‬
‫الترقية بموجب قرار صادر عن وزير العدل ‪ ،‬حافظ ألاختام‪ ،‬دون أخذ رأي‬
‫تبينه املادة ‪ 44‬من القانون ألاساس ي‪ ،‬التي لم تدخل‬ ‫املجلس ألاعلى للقضاء كما ّ‬
‫هذه الوظيفة ضمن تلك التي يعطي املجلس ألاعلى للقضاء رأيه بشأنها عند‬
‫الترقية إليها‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 14‬من القانون ألاساس ي للقضاء على أنه يمكن تعيين مباشرة‬ ‫ّ‬
‫وبصفة استثنائية‪،‬بصفتهم مستشارين باملحكمة العليا أو مستشاري الدولة‬
‫بمجلس الدولة‪ ،‬بناء على اقتراح من وزير العدل‪،‬وبعد مداولة املجلس ألاعلى‬
‫للقضاء‪ ،‬على أال تتجاوز التعيينات ‪ %84‬من عدد املناصب املالية املتوفرة‪:‬‬
‫حاملي دكتوراه بدرجة أستاذ التعليم العالي في الحقوق أو الشريعة‬
‫والقانون والعلوم املالية أو الاقتصادية أو التجارية‪ ،‬والذين مارسوا فعليا عشر‬
‫سنوات على ألاقل‪ ،‬في الاختصاص ذات الصلة بامليدان القضائي‪،‬املحامين‬
‫املعتمدين لدى املحكمة العليا أو مجلس الدولة الذين مارسوا فعليا ملدة عشر‬
‫سنوات على ألاقل بهذه الصفة‪.‬‬
‫وواضح أن هذه املادة ترمي إلى إفادة سلك املستشارين التقليديين من نظرة‬
‫الجامعيين واملحامين‪ .‬وبكل نزاهة ال يمكنني‪ ،‬بالنظر إلى العدد الضئيل من‬
‫حد آلان‪،‬أن أعطي‬ ‫املنتمين لهاتين الفئتين الذين التحقوا باملحكمة العليا إلى ّ‬
‫رأيي حول هذه املسألة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪205‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫وأريد هنا‪ ،‬وبالنظر إلى خبرتي بهذه الجهة القضائية‪ ،‬أن أدلي برأيي فيما‬
‫يخص السن املالئم اللتحاق القاض ي باملحكمة العليا‪ .‬بالنسبة لي‪ ،‬من املفيد أن‬‫ّ‬
‫يتراوح بين ‪ 14‬و‪ 44‬سنة‪،‬بالنظر إلى سن التقاعد‪ ،‬وهو ما يسمح للقاض ي‬
‫املتخصص وأن يكون له مردود معتبرا يساهم به‬ ‫ّ‬ ‫الجديد أن يندمج في العمل‬
‫تحسين ألاداء القضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية أول اتصال للقاض ي مع املحكمة العليا‬
‫التحول الذي يعرفه القاض ي في حياته‬‫ّ‬ ‫ذكرت لكم هذه املعطيات ّ‬
‫أللح على‬
‫املهنية والشخصية عندما يرقى للمحكمة العليا‪ ،‬وهو بمثابة ما ّ‬
‫يسمى "‬
‫بالصدمة الثقافية"‪ - choc culturel-‬وضرورة أخذه بعين الاعتبار عند‬ ‫ّ‬
‫استقباله من قبل رئيس ي املحكمة العليا ورئيس الغرفة التي ّ‬
‫يعين بها‪ .‬وخالل‬
‫تواجدي بهذه املحكمة وبحكم مصارحة بعض الزمالء لي‪ ،‬أعرف أن الكثير منهم‬
‫ّ‬
‫اضطر إلى ذكر ما تعرضت له‬ ‫صدموا باملعاملة التي استقبلوا بها‪ ،‬وذلك دون أن‬
‫شخصيا‪.‬‬
‫فبالنسبة‪ ،‬للرئيس ألاول والنائب العام‪،‬من الضروري تنظيم جلسة رسمية‬
‫ّ‬
‫والتعرف عليهم‪،‬‬ ‫للتنصيب تكون فرصة للقاض ي لالحتكاك بزمالئه الجدد‬
‫الصوري الذي كان معموال به لعدة سنوات والذي أعتبره‬ ‫وتفادي التنصيب ّ‬
‫شخصيا استهتارا ال يغتفر‪.‬‬
‫فعلى الرئيس ألاول والنائب العام أن يحاوال بث الطمأنينة والارتياح في قلب‬
‫القاض ي الجديد وأن يشجعاه على التأقلم مع ظروف عمله عارضين عليه‬
‫املساعدة إن كانت ضرورية‪.‬‬
‫‪ -3‬معضلة تعيين القاض ي بالغرف‬
‫يواجه رئيسا املحكمة العليا صعوبات كبيرة للتوفيق بين فائدة‬
‫املصلحة‪،‬وتخصص القاض ي‪ ،‬ورغباته‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪201‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫فمن املفيد للمصلحة وللقاض ي نفسه‪ ،‬أن تؤخذ رغبته بعين الاعتبار‬
‫بخاصة إذا كانت تتفق مع ما مارسه من تخصصات باملحاكم واملجالس‬
‫القضائية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لرئيس الغرفة فدوره بالنسبة للقاض ي الجديد أساس ي ويؤثر‬
‫ولو بدون قصد على تطوره ومستقبله املنهي‪ .‬فعلى رئيس الغرفة أن يصطحب‬
‫الخطوات ألاولى للقاض ي في الغرفة وذلك‪:‬‬
‫‪ -‬باستقباله وتقديمه لزمالئه العاملين معه بالغرفة‪،‬‬
‫‪ -‬بتزويده بوسائل العمل وعلى الخصوص النصوص ذات الصلة وأهم‬
‫الاجتهادات‪،‬‬
‫‪ -‬بشرح أسلوب العمل املعتمد في الغرفة وعالقة القاض ي مع أمانة‬
‫الضبط‪،‬‬
‫‪ -‬بإعطائه متسع من الوقت لحضور املداوالت قبل تكليفه بامللفات‪،‬‬
‫‪ -‬بإيالء عناية خاصة ملراقبة القرارات التي يصدرها ولفت انتباهه عند‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫وهنا ينبغي القول أن انسجام القاض ي الحديث العهد باملحكمة العليا مع‬
‫طبيعة العمل الجديدة التي تواجهه تتوقف على إرادته ولجوءه للبحث والاطالع‬
‫على الاجتهاد واملشاركة في املناقشة وطلب التوضيحات من زمالءه‪ ،‬فمن القضاة‬
‫الذين يندمجون في التفكير القانوني للمحكمة العليا في وقت قياس ي ومنهم من‬
‫ّ‬ ‫يجدون صعوبات ّ‬
‫جمة في التخلص من طبيعة قاض ي املوضوع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطوات ألاولى للمستشار‬
‫ّ‬
‫يضطلع املستشار بدور أساس ي في العمل القضائي للغرفة‪ ،‬ويتوقف‬
‫نجاحه على الجهود التي يبذلها للتأقلم مع نوعية العمل الذي تصدره املحكمة‬
‫العليا‪ ،‬ووصولها إلى مبتغى الفصل في الطعن بالنقض في آجال معقولة‪ .‬وبفضل‬
‫الجيد للتقرير‪ ،‬واطالعه املسبق على الفقه والاجتهاد‪ ،‬بصدد كل ملف‪،‬‬ ‫تحضيره ّ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪201‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬
‫ّ‬
‫الخاصة‬ ‫يسهل عمل الغرفة عند املداولة‪ .‬وعليه‪ ،‬أن يتمعن في املسائل إلاجرائية‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫بعمله الجديد وأن يستوعبها بالتفصيل وأن يطلع على ما تضمنه النظام‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويكلف املستشار بالتقرير في امللفات التي يسندها له رئيس الغرفة‪ ،‬ويسهر‬
‫على متابعة إلاجراءات التي يكلفه القانون بها‪ ،‬ومن ضمنها في املواد املدنية‪،‬‬
‫السهر على قبولها وقبولها شكال‪ ،‬وفيحغلة عدم القبول‪ ،‬لفت انتباه رئيس‬
‫الغرفة أو القسم إلى ضرورة تعيين أقرب جلسة للفصل فيها كما يتطلبه قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬وتكليف الخصوم في الطعن بالنقض بتعيين محام‬
‫أو بالتدخل في الحاالت التي يذكرها ذات القانون‪ .‬كما يمكن املستشار املقرر‬
‫ّ‬
‫طلب أي وثيقة من أحد الطرفين دون إلاضرار بمصالح الطرف آلاخر‪ .‬ويتعلق‬
‫ألامر خاصة بأصول بعض الوثائق واملستندات املقدمة في الدعوى والتي توجب‬
‫الضرورة الاطالع على أصولها‪ .‬أما الوثائق غير املقدمة رغم طابعها ألاساس ي في‬
‫فيتحمل الطرف املعني تبعات سهوه على تقديمها ‪.‬‬‫ّ‬ ‫الطعن بالنقض‪،‬‬
‫ومن املراحل ألاساسية التي تستدعي كل انتباه املستشار املقرر‪ ،‬وجهده‬
‫الذهني‪ّ ،‬‬
‫وتعبر عن معارفه القانونية والفكرية‪ ،‬إعداد التقرير‪.‬‬
‫فالتقرير يظهر قدرة القاض ي على التلخيص وفهمه للنزاع‪ ،‬و يحرر من‬
‫ويتضمن رقم القضية‬ ‫ّ‬ ‫طرف املستشار املقرر في معزل عن زمالءه في التشكيلة‪.‬‬
‫وأسماء وألقاب الطاعن واملطعون ضده وعرضا عن وقائع الدعوى وإلاجراءات‬
‫ُ‬
‫املتبعة فيها إلى غاية صدور الحكم أو القرار املطعون فيه‪ ،‬ثم تلك التي اتبعت‬
‫منذ التصريح بالطعن بالنقض‪.‬‬
‫يتعين على القاض ي الاتجاه إليه عند تفحصه مللف الطعن‬ ‫وأول ما ّ‬ ‫ّ‬
‫بالنقض‪ ،‬النظر في قبوله وقبوله شكال‪ .‬وبمعنى آخر هل أن الطعن بالنقض‬
‫وجه ضده أم ال‪ ،‬وهل أن الطاعن اتبع‬ ‫جائز ضد الحكم أو القرار الذي ّ‬
‫إلاجراءات املنصوص عليها قانونا تحت طائلة عدم القبول شكال‪ ،‬املثارة تلقائيا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪201‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬
‫ّ‬
‫من طرف املحكمة العليا‪ ،‬وهل أنه احترم املواعيد القانونية‪ ،‬وهل أنه بلغ‬
‫عريضة الطعن بالنقض إلى املطعون ضده وقدم هذا ألاخير إجابة عنها‪ ،‬وهل‬
‫أنه احترم إلاجراءات الواجب إتباعها تحت طائلة عدم قبولها شكال‪ .‬ولحساب‬
‫ّ‬
‫املعنية‪،‬‬ ‫املواعيد يجب عليه أن يتأكد من التواريخ باملقارنة مع اليومية للسنة‬
‫كما يتأكد من تواريخ أيام الراحة وألاعياد لحساب آلاجال القانونية كاملة‪.‬‬
‫أما الوقائع التي يجب أن يتضمنها التقرير فهي تتمحور حول تاريخ رفع‬
‫الدعوى إن كانت له أهمية بالنسبة للطعن بالنقض‪ ،‬واملحكمة التي أقيمت‬
‫أمامها الدعوى‪ ،‬وموضوع الطلبات النهائية‪ ،‬وردود املدعى عليه من حيث الشكل‬
‫إن كانت لها أهمية‪ ،‬وردوده من حيث الوقائع والد ف ــوع إن كانت لها أهمية‬
‫كذلك‪ ،‬ومنطوق الحكم‪ ،‬وإلاشارة إلى ألاحكام الصادرة قبل الفصل في املوضوع‬
‫وتاريخ رجوع الدعوى بعد تنفيذ هذه ألاحكام إن كانت له أهمية‪ ،‬والحكم‬
‫الفاصل في الدعوى‪ ،‬واملعارضة فيه إن استعملت‪ ،‬وتاريخ الاستئناف إن كانت‬
‫له أهمية‪ ،‬والاستئناف الفرعي إن وجد‪ ،‬وتأسيس الاستئناف والردود عليه‪،‬‬
‫والقرارات الصادرة قبل الفصل في املوضوع إن وجدت‪ ،‬ومنطوق القرار الصادر‬
‫بشأن الاستئناف واملعارضة فيه إن وجدت‪ ،‬والتماس إعادة النظر فيه إن رفع‪،‬‬
‫ثم تاريخ التصريح بالطعن بالنقض‪ ،‬وتاريخ تبليغ القرار املطعون فيه إن ّ‬
‫تم‪،‬‬
‫وتبليغ عريضة الطعن بالنقض للمطعون ضده‪ ،‬وتبليغ املذكرة الجوابية إلى‬
‫الطاعن والد فوع بعدم قبول الطعن إن أثيرت‪ .‬وبصفة عامة ّ‬
‫يتعين على‬
‫املستشار املقرر أن يستبق ألاسئلة التي قد تطرح عليه أثناء املداولة من طرف‬
‫زمالءه‪.‬ويشير أخيرا إلى ألاوجه املثارة‪،‬ويجب على املستشار ّ‬
‫املقرر أن يولي عناية‬
‫خاصة‪ ،‬إذا كان بصدد الطعن بالنقض الثاني أو الثالث‪ ،‬للوجه أو الوجه التي‬ ‫ّ‬
‫تم النقض على أساسها‪ ،‬ومدى تطبيق جهة إلاحالة للقرار الصادر عن املحكمة‬ ‫ّ‬
‫العليا‪ ،‬واقتراح الفصل في املوضوع كما يسمح به القانون أو يأمر به‪ ،‬حسب‬
‫الحالة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪201‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫وعلى أي حال فإنه يطلب من التقرير أن يكون حوصلة مقتضبة عن‬


‫الوقائع وإلاجراءات دون الخوض في التفاصيل التي ال تفيد مناقشة الطعن‬
‫بالنقض‪،‬‬
‫ويمض ي املستشار املقرر تقريره بعد أن يعطي له تاريخا‪.‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫تقرير رقم ‪---‬‬
‫بين‪ --- :‬م‪--‬عبدهللا‬
‫وع‪----‬اسماعيل‬
‫وبين‪ :‬ش‪ ---‬جعفر‬
‫ل‪ ---‬يمينة‬
‫الشركة ذات م م ‪---‬‬

‫الوقائع وإلاجراءات‪:‬‬
‫الطرفان شركاء في الشركة ‪ ---‬للحصاء منذ ‪ 4664‬التي تم تعديل قانونها‬
‫ألاساس ي في ‪ 4661‬وتعيين ‪ ---- ---‬جعفر مسيرا‪ .‬بموجب شهادتي إبراء محررتين‬
‫من قبل املوثق ‪ ---‬في ‪ 48/4/41‬تلقى كل من الطاعنين مبلغا ماليا‪:‬‬
‫‪1.644.444‬دج خارج أنظار املوثق و‪4.044.444‬دج لكل واحد منهما بموجب‬
‫شيكين‪ .‬ولذا فإنهما يبرآن املسير براءة تامة‪ .‬ومن جهة أخرى حررت شهادة ثانية‬
‫يخص كل ديون الشركة املحتمل وجوبها‬ ‫ّ‬ ‫يبرأ املسير بموجبها الشريكين فيما‬
‫مستقبال تجاه مصالح الضرائب وغيرها في ذمة الشركة‪ ،‬املاضية منها‬
‫واملستقبلية‪ ،‬من تاريخ إنشاء الشركة إلى غاية انسحابهما منها‪ ،‬ويلتزم الطاعنان‬
‫بأن ال يطلبا بأي مبلغ من املبالغ التي دخلت ماضيا أو التي سوف تدخل‬
‫مستقبال في حساب الشركة من خالل نشاطها التجاري ويبرآن املسير براءة تامة‬
‫ونهائية فيما يخص أموال الشركة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪232‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫إال أن الطاعنين أقاما دعوى أمام محكمة ‪ ---‬في ‪ 41/9/84‬للمطالبة‬


‫بالحسابات بداعي استيالء املسير على أموال الشركة‪.‬‬
‫في ‪ 41/48/1‬قضت املحكمة بعدم قبول الدعوى شكال النعدام الصفة‬
‫وأيد املجلس هذا الحكم في ‪42/9/2‬‬
‫بواسطة عريضة مودعة في ‪ 46/0/44‬طعن املدعيان بالنقض في هذا‬
‫القرار ويثيران وجهين للطعن‪ .‬ورد املطعون ضدهم بمذكرة ترمي إلى رفضه‪.‬‬
‫في ‪44/1/6‬‬
‫‪ ----‬املقرر ‪----‬‬
‫ّ‬ ‫يحرر املستشار ّ‬ ‫جدا أن ّ‬ ‫من املفيد ّ‬
‫املقرر مذكرة حول النقاط القانونية‬
‫توصل إليه الفقه والاجتهاد‬ ‫التي تثار في الطعن بالنقض‪ ،‬ويستند في ذلك على ما ّ‬
‫والقانون املقارن عند الاقتضاء‪،‬وتكون هذه املذكرة نقطة انطالق مفيدة‬
‫ملناقشة هذه املسائل أثناء املداولة‪.‬‬
‫وباملوازاة مع ذلك جرى العمل باملحكمة العليا على تحضير مشروع قرار‬
‫يجيب فيه القاض ي على ألاوجه املثارة‪ ،‬وقد يتضمن الجواب فرضيتين أو أكثر‬
‫توصل إليه الفقه والاجتهاد‪.‬‬‫تأسيسا على ما ّ‬
‫يتعين على من يرأس التشكيلة أن يوزع الكلمة بدأ‬ ‫وأثناء املداولة ّ‬
‫باملستشارين الجدد لكي ال يتأثروا بما يقال قبلهم‪ ،‬ويفصل في الطعن بقرار‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفصل في الطعن بالنقض‬
‫ّ‬
‫أذكر أنه ّتمت بعض املبادرات لوضع نموذج قرار في املواد املدنية إال أنها‪،‬‬
‫لحد آلان‪ ،‬والسبب في ذلك يرجع إلى إسناد هذه املهمة إلى‬ ‫حس ي علمي‪ ،‬لم تفلح ّ‬
‫مجموعات غير متناسقة‪ ،‬وحسب رأيي فإن أحسن نموذج يبقى ذلك الذي‬
‫اعتمدته املحكمة العليا عند نشأتها في الستينات‪.‬‬
‫وأمام غياب مثل هذا النموذج‪ ،‬حسب علمي‪ ،‬يتعين على املستشار أن يلجأ‬
‫إلى ما هو منشور من قرارات‪ ،‬ليقتدي بها مع أنه ينبغي القول أن القرار يخضع‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪232‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬
‫ّ‬
‫فضال على املعلومات ألاساسية التي تتعلق باألطراف‪،‬وموضوع الطعن‪،‬وقبوله‪،‬‬
‫وقبوله شكال‪ ،‬وجواب املطعون ضده‪،‬إلى املنطق القانوني في صياغته‪ ،‬بحيث‬
‫تتعلق بالشكل ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم باملوضوع‪ ،‬ويجيب عنها‬ ‫يظهر ألاوجه املثارة‪ ،‬بداية بتلك التي‬
‫ثم عرضه‬‫مع تفادي التكرار الذي يالحظ في بعض القرارات ( أي عرض كل وجه ّ‬
‫ثانية لإلجابة عنه)‪ .‬مع املالحظ أنه ال مانع من تلخيص ألاوجه التي تطيل دون‬
‫ّ‬
‫وتتطرق لوقائع الدعوى‪.‬‬ ‫فائدة في عرض أسبابها‬
‫وقد تنتهي القرارات حسب الحاالت بمنطوق‪:‬‬
‫‪ -‬بعدم القبول‪ :‬النعدام الصفة‪،‬عدم تحديد جزء القرار املطعون‬
‫فيه‪،‬عدم جواز الطعن‪ ،‬السقوط‪،‬الطعن أكثر من مرة الطعن في قرار‬
‫غيابي‪،‬قرار صادر قبل الفصل في املوضوع‪،‬قرار لم يفصل في الدعوى‪،‬قرارات‬
‫الضم والفصل‪ ،‬مخالفة املادة ‪ 4/494‬من ق إم‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬طعن بدون موضوع‪ ،‬إللغاء القرار املطعون فيه من قبل الجهة التي‬
‫أصدرته‬
‫‪ -‬عدم قبول الطعن شكال‪:‬عدم احترام آلاجال‪،‬عدم احترام ألاشكال‪،‬‬
‫‪ -‬الفصل في املوضوع‪ :‬بالرفض‪ ،‬بالنقض الكلي أو الجزئي‪ ،‬بالنقض بدون‬
‫إحالة الكلي او الجزئي‪،‬بتمديد النقض بدون إحالة أو مع إلاحالة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإذا تعلق ألامر برفض الطعن بالنقض وجب على القاض ي أن يجيب على‬
‫فيتعين إلاجابة قبل ّ‬
‫كل ش يء على الوجه أو‬ ‫ّ‬ ‫جميع ألاوجه‪ّ ،‬أما في حالة النقض‬
‫يتعين إلاجابة على ألاوجه التي ال ّ‬
‫تؤدي للنقض إذا‬ ‫ألاوجه املؤدية للنقض‪ ،‬كما ّ‬
‫مرة أخرى بمناسبة طعن الحق‪.‬‬ ‫ارتأى القاض ي ّأنها قد تثار ّ‬
‫يتعين على القاض ي حديث العهد‬ ‫وهنا‪ ،‬وبصدد إلاجابة على ألاوجه املثارة‪ّ ،‬‬
‫باملحكمة العليا‪ ،‬أن يولي اهتماما بالغا للوجه املثار حول انعدام ألاسباب‪ ،‬وكذا‬
‫يتعرض لخطر الخوض في وقائع‬ ‫قصورها وانعدام ألاساس القانوني‪،‬ذلك أنه ّ‬
‫ّ‬
‫وموضوع الدعوى بحكم ما أسميه "بجاذبية املوضوع"‪ ،‬وبالفعل‪ ،‬فإني الحظت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪230‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫أن الكثير من القضاة الجدد ينساقون وراء ما يلجأ إليه املحامي من سرد‬
‫للوقائع وموضوع ّ‬
‫الدعوى في جوابهم على هذه ألاوجه‪.‬‬
‫فالتسبيب من واجبات القاض ي الدستورية وهو من الضمانات ألاساسية‬
‫التي تحمي املتقاض ي من تعسف القاض ي‪ .‬وهي دليل على أن طلباته ووسائل‬
‫تم النظر فيها وهي دليل كذلك على عدم انحياز القاض ي‪ .‬و هو‬ ‫دفاعه ودفوعه ّ‬
‫الوسيلة التي تسمح للمحكمة العليا ببسط رقابتها على ألاحكام التي تعرض‬
‫خلو الحكم من التسبيب بطالنا مطلقا‪ ،‬ألنه‬ ‫عليها‪ .‬ومتى كان ذلك‪ ،‬يجب اعتبار ّ‬
‫من النظام العام‪ ،‬حتى ولو لم ّ‬
‫ينص القانون على هذا البطالن‪ .‬وإذا كان بإمكان‬
‫املحكمة العليا استبدال أسباب قانونية محضة‪ ،‬عند الاقتضاء‪ ،‬فإنه ال يمكنها‬
‫ّ‬
‫التطرق ملوضوع النزاع‪.‬‬ ‫تدارك ألاسباب املتعلقة بالوقائع‪ ،‬بالنظر إلى منعها من‬
‫يتمتع بسلطة تقدير الوقائع وتفسير العقود ال يعفيه من‬‫وكون قاض ي املوضوع ّ‬
‫تسبيب حكمه‪ ،‬ما عدا في الحاالت التي ّ‬
‫ينص عليها القانون‪.‬‬
‫ومعنى التسبيب أنه يجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع والقانون وأن‬
‫يشار إلى النصوص القانونية املطبقة‪ .‬ويجب أيضا أن يستعرض بإيجاز‪ ،‬وقائع‬
‫يرد على كل‬‫القضية وطلبات وادعاءات الخصوم ووسائل دفاعهم‪ .‬ويجب أن ّ‬
‫ّ‬
‫الطلبات وألاوجه املثارة‪ .‬ويتضمن ما قض ى به في شكل منطوق‪ .‬وأكدت املادة‬
‫املشرع ّبين‬
‫ّ‬ ‫‪ 441‬نفس الشروط بالنسبة لقرار املجلس القضائي‪ .‬وهكذا فإن‬
‫للقاض ي ما هي العناصر الواجبة الاعتماد عليها في تسبيب حكمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫غير أن التسبيب يأخذ وجهين إثنين‪ .‬فإما أن يكون تسبيبا ذاتيا لقاض ي‬
‫الاستئناف‪ ،‬يعرض فيه أجوبته على ما يثار أمامه من وسائل دفاع ودفوع وإما‬
‫أن يكون بتبني أسباب القاض ي ألاول إما صراحة أو ً‬
‫ضمنا‪.‬‬
‫يندرج انعدام ألاسباب ضمن حاالت البطالن ‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكن اعتباره‬
‫كوجه جديد ألنه نابع من الحكم املطعون فيه ذاته‪ ،‬وال يمكن اكتشافه إال‬
‫ّ‬
‫بقراءة هذا الحكم‪ .‬وانعدام ألاسباب ال يقوم من حيث املبدأ إال في غياب أي‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪233‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬
‫ّ‬ ‫ويتعين على من يثيره أن ّ‬
‫ّ‬
‫يبين فيما يتمثل قيامه‪ .‬وهو عيب ال يمكن‬ ‫تسبيب‪،‬‬
‫تداركه‪ ،‬ال بحكم تفسيري وال باستبدال ألاسباب‪ ،‬ألن هذا الاستبدال ال يقصد‬
‫به إال ألاسباب القانونية املحضة في حكم صحيح من حيث الشكل‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يتوفر في حالة انعدام ألاسباب‪ ،‬ولعدم وجود أسباب يمكن استبدالها‪ ،‬ولغياب‬
‫أسس عليها قضاءه‪ ،‬والتي تكون‬ ‫عرض الحكم ملناقشة القاعدة القانونية التي ّ‬
‫قابلة الستعمال تقنية الاستبدال‪.‬‬
‫توجها ّ‬
‫معينا‬ ‫يبين ّ‬ ‫ومن خصائص النقض من أجل انعدام ألاسباب أنه ال ّ‬
‫من حيث تقدير تطبيق القانون‪ ،‬وليس له قيمة من حيث الاجتهاد‪.‬‬
‫خلو الحكم من أي سبب أو عدم ّ‬
‫الرد على‬ ‫يؤسس انعدام ألاسباب ّإما على ّ‬
‫الطلبات‪ .‬ومن ألامثلة على ذلك الحكم الذي يذكر لتسبيب رفض طلب أو دفع‬
‫جديته‪ ،‬أو ألنه‬‫عبارة "بدون حاجة لاللتفات إلى هذا الطلب أو الدفع"‪ ،‬لعدم ّ‬
‫مؤسس‪ ،‬أو أن الطلب مقبول ألنه مؤسس اعتمادا على‬ ‫غير مقبول‪ ،‬أو ألنه غير ّ‬
‫يبرر الحكم نفسه‬ ‫قدمه املدعي من وسائل أو وثائق‪ .‬والحال أنه يجب أن ّ‬ ‫ما ّ‬
‫بنفسه‪ ،‬وال يمكن أن يكتفي باإلشا ة إلى طلبات الخصوم أو إلى الوثائق ّ‬
‫املقدمة‪،‬‬ ‫ر‬
‫يضمن حكمه‬ ‫دون مناقشتها أو تحليلها‪ .‬غير أنه ال يطلب من القاض ي أن ّ‬
‫ِّ‬
‫ّ‬
‫محتوى وثيقة‪ ،‬أو أن يعيد سرد كل الوقائع الواردة في املذكرات‪ ،‬بل أن يلخصها‬
‫بكيفية تسمح بضبط محتواها‪ ،‬وأن ّ‬
‫يخصها بالتحليل‪ .‬وال يعتبر تسبيبا‪ ،‬إلاشارة‬
‫إلى حكم سابق صدر في نزاع مماثل بين أطراف أخرى‪ ،‬طاملا أنه ال يمكن أن‬
‫يستفيد هذا الحكم من حجية الش يء املقض ي به بالنسبة للنزاع املطروح على‬
‫الجهة القضائية‪ ،‬ما عدا إذا أشير إليه من باب الاجتهاد‪ .‬غير أنه يمكن أن يكون‬
‫الحكم مسببا‪ ،‬بما احتوى عليه حكم صادر قبل الفصل في املوضوع في نفس‬
‫ألاول في حالة الاستئناف‪ .‬في هذه الحاالت تكون‬ ‫النزاع‪ ،‬أو بتبني أسباب القاض ي ّ‬
‫أسباب الحكم السابق ّ‬
‫مكملة للحكم الفاصل في املوضوع‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪231‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫الرد على عرائض ومذكرات‬ ‫ومن حاالت انعدام ألاسباب أيضا عدم ّ‬
‫الخصوم الذي يعتبر كذلك‪ ،‬عيبا شكليا يشوب الحكم‪ .‬والعرائض واملذكرات‬
‫تتضمن ادعاءات املدعي‪ ،‬ووسائل دفاع املدعى عليه‪ .‬وهي التي تحدد موضوع‬
‫النزاع ‪.‬‬
‫غير أن القاض ي ال يكون مجبرا على إلاجابة على جميع الدفوع الواردة في‬
‫العرائض واملذكرات ما لم تكن منتجة في النزاع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ملخص‬ ‫ّ‬
‫يتضمنه‬ ‫وليك ــون الطلب مقبوال من حيث الشكل‪ ،‬يجب أن‬
‫العريض ـ ـ ــة أو املذكرة‪ ،‬وال يمكن الاعتماد على مزاعم وطلبات جاءت في صلب‬
‫الرد على طلب أو دفع ما لم‬‫العريضة أو حيثياتها‪.‬ال يمكن الطاعن إثارة عدم ّ‬
‫يثره هو في كتاباته‪ .‬كما ال يمكنه إثارة عدم إلاجابة عن بعض الدفوع والطلبات‬
‫إذا كانت في ألاخير نتيجة الحكم في صالحه‪ ،‬ألنـ ــه في هذه الحالة يصبح يفتقر‬
‫للمصلحة‪.‬‬
‫قدم طلبات أو دفوع‪،‬‬ ‫وليكون النعي مقبوال يتطلب أن يكون الطاعن قد ّ‬
‫تضمنتها عريضة افتتاح الدعوى‪ ،‬أو عريضة املعارضة‪ ،‬أو الاستئناف‪ ،‬أو‬
‫الرد إذا كان مدعى عليه‪ ،‬أو مستأنف عليه‪ .‬ولتؤخذ بعين الاعتبار‬ ‫مذكرات ّ‬
‫تتم إلاشارة إليها ضمن الحكم املستأنف أو القرار املطعون فيه‪ .‬أما إذا‬ ‫يجب أن ّ‬
‫قدمت شفاهة‪ ،‬ولم يشار إليها في الحكم‪ ،‬أو حتى كتابة بدون أن يكون لها أثر في‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املعنية‬ ‫يقدم نسخة من الكتابات‬ ‫فيتعين على الطاعن عندئذ‪ ،‬أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحكم‪،‬‬
‫ملراقبتها من طرف املحكمة العليا‪ ،‬وإال رفض الوجه ألن الحكم يحمل في ذاته‬
‫صحته‪ .‬كما ال تتطلب الدفوع القانونية املثارة أمام املحكمة الجواب عليها‬ ‫دليل ّ‬
‫ّ‬
‫أمام املجلس القضائي‪ ،‬ما لم تؤكد أمامه ما عدا‪ ،‬في حالة طلب تأييد الحكم من‬
‫تمسكه بالدفوع املقدمة‬‫قبل املستأنف عليه‪ ،‬وعدم تقديمه دفوع جديدة‪ ،‬أو ّ‬
‫في مرحلة التقاض ي ألاولى‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪235‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫وليكون ألامر كذلك‪ ،‬يجب أن تتضمن هذه الطلبات‪ ،‬واقعة‪ ،‬أو عقدا‪ ،‬أو‬
‫نصا ترتكز عليه في تعليلها القانوني لتؤسس عليه طلبا أو دفاعا‪.‬ويتطلب‬ ‫ّ‬
‫الواقعة أو العقد املحتج به إثباته بالوسائل التي يفرضها القانون‪ .‬وهنا يكمن‬
‫الفرق بين الوسيلة القانونية واملزاعم البسيطة الت ــي ال يفرض الجواب عليها‪.‬‬
‫فإذا ر ّد طرف بأن له ألاسبقية في تسجيل العالمة‪ ،‬دون إلاتيان بما يثبت هذه‬
‫الواقعة‪ ،‬أو إذا آخذ الخبير على تجاوز مهمته دون بيان التجاوز‪ ،‬فال يمكن‬
‫مؤاخذة القضاة على وسيلة الدفاع هذه‪ .‬ويكون ألامر كذلك‪ ،‬إذا أتى الطرف‬
‫بواقعة أو ذكر عقدا دون تقديم تعليل قانوني يستنتجه من هذه الواقعة أو من‬
‫هذا العقد أو اكتفى بتحفظات على دفوع دون الوصول إلى نتيجة هذه‬
‫التحفظات‪.‬‬
‫ومن شروط هذا الوجه‪ ،‬لتأخذ به املحكمة العليا‪ ،‬أن يكون دقيقا فيما‬
‫الرد على الطلبات والدفوع‪ ،‬إذ يتعين على من يثيره أن يبين‬ ‫يثيره من عدم ّ‬
‫الطلبات والدفوع ووسائل الدفاع التي أثارها أمام قضاة املوضوع ولم ّ‬
‫يردوا‬
‫يردوا على طلباته أو دفوعه أو وسائل‬‫عليها‪ ،‬وال يمكنه الاكتفاء بالقول أنهم لم ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫تحل محله‪.‬‬ ‫دفاعه دون ذكرها بدقة‪ ،‬ألنه ال يمكن املحكمة العليا أن‬
‫ّأما قصورألاسباب فيختلف عن انعدامها ّ‬
‫لعدة عوامل‪،‬‬
‫قد يكون الحكم مسببا غير أن ألاسباب التي جاءت فيه غير دقيقة أو‬
‫ناقصة‪ .‬وهذا يعني أن تسبيب الحكم يتطلب عرضا كافيا للوقائع يسمح معه‬
‫بسط رقابة املحكمة العليا عليها‪ ،‬من حيث أنها وصفت وصفا قانونيا صحيحا‬
‫قدم أمامها من طلبات ووسائل دفاع ودفوع‬ ‫وأنها أعطت أجوبة كافية على كل ما ّ‬
‫الرد‪ .‬فقصور ألاسباب إذن هو عرض غير كاف للموضوع ال يسمح‬ ‫تستوجب ّ‬
‫معه بتطبيق سليم للقانون‪ .‬وشأنه شأن انعدام ألاسباب ال يمكن اعتبار قصور‬
‫ألاسباب كوجه جديد ألنه ال يمكن أن ينتج إال من الحكم املطعون فيه ذاته وما‬
‫تضمنه من عيوب‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪231‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫قدم أمام قضاة املوضوع من كتابات‬ ‫ويثار قصور ألاسباب اعتمادا على ما ّ‬
‫الرد عليها بأسباب فيها لبس‪ ،‬أو غير مفهومة‪ ،‬أو ّ‬
‫عامة‪ ،‬أو ارتيابية أو غير‬ ‫تم ّ‬
‫مجدية‪.‬‬
‫ّ‬
‫والقصور املبني على تناقض ألاسباب يجب أن يكون ثابتا‪ ،‬ويتعلق بوقائع‬
‫تردد القاض ي في‬‫الدعوى دون الوسائل القانونية‪ .‬وقد ينتج هذا التناقض عن ّ‬
‫تفكيره باستعمال عبارات توحي بذلك كأن يبدأ عرض‪ ،‬بكلمة "يبدو" أو "يظهر‬
‫أو "قد يكون قام بكذا"‪...‬أو يتناول أسباب متعلقة بفرضيات أو أن يقول أمام‬
‫يتعين إفادة املدعي بطلباته‪ .‬غير أنه يمكن للقاض ي أن يدلي‬ ‫وجود الشك ّ‬
‫بفرضيات يتبعها بتفكير قانوني يسمح له بتبني إحداها‪ .‬ويكون قصور التسبيب‬
‫قائما أيضا ملا يرتكز القاض ي على أسباب يعتريها لبس أو غير مفهومة‪ ،‬ال تسمح‬
‫ّ‬
‫التوصل إلى نتيجة الحكم‪.‬‬ ‫بمعرفة ألاسباب الحقيقية التي ّأدت بالقاض ي إلى‬
‫وكثيرا ما تنتج هذه الحاالت عن إلاطالة في تسبيب الحكم‪ ،‬مما يجعل‬
‫ألامور تختلط على القاض ي‪ ،‬ويبدأ تسبيب حكم آخذا وجهة معينة‪ ،‬ثم يحيد‬
‫عنها أثناء طريقه ليتخذ اتجاها معاكسا‪.‬‬
‫يتعين القول أنه ينبغي على القاض ي‪ ،‬الابتعاد عن كثرة‬ ‫وبهذه املناسبة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫توخي ّ‬
‫الدقة في صياغة أسباب حكمه‪ ،‬بلغة واضحة ‪،‬‬ ‫الكالم و"الثرثرة"‪ ،‬مع‬
‫ّ‬
‫قانونية أكثر منها أدبية‪ ،‬والتأكد من املعنى الحقيقي للمصطلحات التي‬
‫يطبقها‪ ،‬وعدم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النصوص التي‬ ‫يستعملها‪ ،‬والرجوع في كل حكم إلى قراءة‬
‫الاعتماد على ذاكرته‪ ،‬ألن جودة الحكم ال تتوقف على طوله‪ ،‬بل على سهولة‬
‫فهمه وإقناع من يقرأه‪.‬‬
‫وإذا وصل القاض ي إلى هذه النتيجة‪ ،‬أعطى البرهان على أنه درس القضية‬
‫ّ‬
‫الحل القانوني‬ ‫بعناية‪ ،‬وفهمها من جانب الوقائع والقانون‪ ،‬وبذلك أعطى لها‬
‫املالئم‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪231‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫مادي ترتب عن عدم مالئمة التعبير أو‬ ‫ّأما إذا نتج التناقض من خطأ ّ‬
‫ّ‬ ‫الخطأ املطبعي فال ّ‬
‫يعتد به‪ .‬وليؤخذ به يجب أن يكون التناقض قد أثر على‬
‫تم شرحه سابقا ال يمكن إثارة تناقض ألاسباب إال من قبل‬ ‫نتيجة الحكم‪.‬وكما ّ‬
‫من ّ‬
‫تضرر منه‪.‬‬
‫يتسم‪ ،‬حسب رأينا‪ ،‬بمساسه في آن واحد باملوضوع وبالشكل‪.‬‬ ‫هو وجه ّ‬
‫فقد يكون القرار مسببا بكيفية ال تسمح بالتمسك بالوجه املتمثل في انعدام‬
‫التسبيب‪ ،‬غير أن ه ــذا التسبيب ال يكفي من حيث املعاينات وعرض الوقائع‬
‫التي قام بهما قضاة املوضوع لتأسيس القاعدة القانونية املطبقة‪ ،‬كأن يظهر من‬
‫بعض ألاسباب عند سرد الوقائع أن املسؤولية املقصودة في الدعوى هي عن‬
‫ألافعال الشخصية بمعنى املادة ‪ 481‬من القانون املدني في حين أنه في الحقيقة‬
‫تؤدي الوقائع إلى وصفها باملسؤولية الناشئة عن ألاشياء التي نصت عليها املادة‬ ‫ّ‬
‫‪ 402‬من ذات القانـ ـ ــون‪ ،‬أو كأن يقض ي على أساسا املادة ‪ 481‬دون إثبات الضرر‬
‫بالتسبيب املالئم‪.‬‬
‫ّأما بخصوص انعدام ألاساس القانوني‪:‬‬
‫ُع ّ ِّرف انعدام ألاساس القانوني بأنه قصور في معاينة الوقائع التي تكون‬
‫ضرورية للفصل في القانون‪ ،‬وهو ما يجعل النقض في هذه الحالة بمثابة‬
‫"تحقيق تكميلي" حول الوقائع ُيطلب من جهة إلاحالة‪.‬‬
‫ويبين من طبيعة الوجه ذاتها أنه ال يمكن مؤاخذته على أنه جديد‪ ،‬ذلك‬
‫يتعلق بتسبيب الحكم الذي يؤخذ عليه أنه لم ّ‬ ‫ّ‬
‫يبين بكفاية الوقائع التي‬ ‫أنه‬
‫أسس عليها تطبيق القاعدة‪.‬‬
‫النصوص‬‫ّ‬ ‫ومما سبق ذكره يتبين أن هذا الوجه ال عالقة له بعدم ذكر‬ ‫ّ‬
‫القانونية املطبقة في الحكم كما يثار في كثير من ألاحيان‪.‬لقد ذكرت هذه ألاوجه‬
‫الدعوى‬ ‫الثالثة كنماذج تتطلب من القاض ي جهدا كبيرا لالبتعاد عن موضوع ّ‬
‫التوصل إلى معرفة ما إذا كان قضاة املوضع ضمنوا قرارهم ما يسمح‬ ‫ّ‬ ‫ومحاولة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪231‬‬
‫التحول من قاضي املوضوع اىل قاضي القانون‬

‫للمحكمة العليا ببسط رقابتها من حيث أن القاعدة القانونية املطبقة هي تلك‬


‫يتعين فعال تطبيقها على الوقائع‪ ،‬أو بعبارة أخرى توضيح العالقة‬ ‫التي كان ّ‬
‫الجدلية بين هذه القاعدة القانونية ووقائع الدعوى‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫ّ‬
‫أريد في نهاية هذا العرض أن ألح على كون مردود القاض ي ّ‬
‫كما وكيفا‬
‫ّ‬
‫وخاصة منها‬ ‫كل الجوانب‪،‬‬‫كل ش يء على تحسين ظروف عمله من ّ‬ ‫يتوقف قبل ّ‬
‫ّ‬
‫التنظيمية وتلك التي تتعلق بعصرنة وسائل العمل وتسهيل تحصيله على‬
‫ّ‬
‫وبخاصة القانون املقارن‪ ،‬غير أن العمل النفس ي للقاض ي‬ ‫املعرفة القانونية‬
‫يبقى ألاساس النسجامه مع ألاهداف املتوخاة‪ ،‬وهي‪ ،‬الفصل في آجال معقولة‬
‫وبجودة مقنعة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪231‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫إجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬


‫على ضوء تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية عام ‪5102‬‬

‫محاضرة ملقاة عن بعد من املحكمة العليا يوم ‪ 22‬مارس ‪2102‬‬


‫للسيد مختارسيدهم رئيس الغرفة الجنائية‬
‫مقدم ـة‬
‫تطبيقا ملبدأ تقريب العدالة من املواطن جاء املشرع بأحكام جديدة في‬
‫تعديل قانون إلاجراءات الجزائية الصادر بتاريخ ‪ 3702 -70 -32‬و الذي بدأ‬
‫تنفيذه بتاريخ ‪ 3702-70-32‬و ذلك بتشكيل ملفات الطعن بالنقض على‬
‫مستوى املجالس القضائية بدل انتقال املتقاضين إلى املحكمة العليا من أجل‬
‫هذا الغرض‪ .‬غير أنه بعد الفصل في الطعون ألاولى تطبيقا للنصوص الجديدة‬
‫تبين و أن هناك أخطاء في التطبيق ترتب عنها عدم قبول الطعن شكال في كثير‬
‫من امللفات بسبب عدم احترام إلاجراءات‪ ،‬و سنتناول في دراستنا هذه جميع‬
‫املراحل التي يتعين إتباعها مع إبراز النقائص الواردة في امللفات التي سبق‬
‫إرسالها إلى املحكمة العليا‪.‬‬

‫أجل التصريح بالطعن‬


‫يتعين التصريح بالطعن خالل ‪ 8‬أيام في ألاحكام و القرارات الحضورية‬
‫بالنسبة للطرف الذي حضر النطق بها أو حضر من ينوب عنه (املادة ‪ )2-298‬و‬
‫إبتداءا من يوم التبليغ في املعتبرة حضورية و من يوم إنتهاء أجل املعارضة في‬
‫الغيابية حتى بالنسبة للنيابة عند القضاء باإلدانة و هذا وفقا لنفس املادة‪ .‬كما‬
‫يجوز للمحكوم عليهم املقيمين بالخارج أن يطعنوا بالنقض بواسطة رسالة أو‬
‫برقية خالل مهلة الطعن العادية يضاف إليها شهر على أن يصادق على الطعن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪242‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫خالل نفس املهلة محام يمارس عمله بالجزائر و له موطن مختار (م ‪ 298‬و ‪272‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج) و يجوز للمحبوسين رفع الطعن أمام أمين ضبط املؤسسة العقابية‪.‬‬
‫شروط صحة محضرالتصريح بالطعن‬
‫يتعين تدوين التصريح بالطعن في محضر رسمي يوقع عليه من أمين‬
‫الضبط و الطاعن بنفسه أو بواسطة محاميه أو وكيل خاص مفوض و في‬
‫الحالة ألاخيرة يرفق التوكيل باملحضر‪.‬‬
‫كل محضر غير موقع عليه من الطاعن يعتبر الغيا و ينجر عنه عدم‬
‫القبول‪.‬‬
‫يقوم أمين الضبط بإدراج نسخة من هذا املحضر بملف الطعن كما يسلم‬
‫وصال إلى الطاعن كي يستعمله في تبليغ طعنه بواسطة محضر قضائي إن كان‬
‫ذلك في الدعوى املدنية ألن املحضر القضائي ال يمكنه تبليغ إجراء قضائي دون‬
‫وجود ما يثبت كتابة هذا إلاجراء من جهة و لكي يكون دليل إثبات على الطعن‬
‫عند الحاجة إلى ذلك من جهة أخرى و كان من ألافضل النص على تسليم‬
‫الطاعن نسخة من محضر الطعن نفسه بدل الوصل مثلما هو معمول به في‬
‫الاجراءات املدنية لكن في جميع ألاحوال فإن كال منهما يعتبر وثيقة رسمية لها‬
‫قوتها الثبوتية‪.‬‬
‫من النقائص التي تمت معاينتها في محضر الطعن أن ممثل النيابة العامة‬
‫ال يوقع عليه ويتم توقيعه من الكاتب وحده او يقوم هذا الاخير بتحرير اشهاد‬
‫على أن املعني حضر أمامه و صرح بأنه يطعن في القرار أو الحكم في حين تفرض‬
‫املادة ‪ 272‬ق‪.‬إ‪.‬ج توقيع الطاعن على هذا املحضر بصيغة إلالزام "و يجب" ألامر‬
‫الذي أدى إلى عدم قبول كثير من طعون النيابة العامة بسبب مخالفة هذه‬
‫القاعدة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪242‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫تبليغ الطعـن‬
‫تبليغ الطعن منصوص عليه باملادة ‪ 270‬من قانون إلاجراءات الجزائية و‬
‫التي كانت صياغتها ألاولى سنة ‪ 0922‬تلزم فقط الطرف املدني و املسؤول املدني‬
‫بتبليغ طعنيهما إلى باقي ألاطراف خالل خمسة أيام و ذلك بسعي من أمين‬
‫الضبط و برسالة مضمنة ثم عدلت عام ‪ 0982‬فأضيف إليها وجوب تبليغ طعن‬
‫املحكوم عليه خالل ‪ 02‬يوما إلى جميع الخصوم عن طريق أمين الضبط أيضا‬
‫ثم عدلت للمرة الثانية سنة ‪ 3702‬فجاءت بأحكام جديدة منها تقسيم مهام‬
‫التبليغ بين أمين الضبط حين يتعلق الطعن في الدعوى العمومية من جهة و‬
‫الطاعن في الدعوى املدنية من جهة ثانية‪ .‬ففي الدعوى العمومية سواء كانت‬
‫النيابة العامة طاعنة أو مطعونا ضدها يقوم أمين الضبط بتبليغ طعنها إلى‬
‫املتهم أو املحكوم عليه كما يقوم في إلاتجاه املعاكس بتبليغ طعن املحكوم عليه‬
‫إليها و تفرض نفس املادة في فقرتها ألاولى أن يقوم نفس املوظف بتبليغها بطعن‬
‫الطرف املدني و املسؤول املدني و باملقابل ليست ملزمة هي بتبليغ طعنها إليهما‪.‬‬
‫كانت املادة ‪ 207‬في صياغتها ألاولى سنة ‪ 0922‬تفرض على النيابة تبليغ‬
‫طعنها عن طريق أمين الضبط إلى املحكوم عليه خالل ثمانية أيام ثم عدلت عام‬
‫‪ 0982‬بتمديد أجل التبليغ إلى خمسة عشر يوما ليحذف كليا هذا ألاجل عام‬
‫‪ 3702‬بعد نقل إلاجراء إلى املادة ‪ .270‬ونفس الشيئ بالنسبة للطرف املدني‬
‫واملسؤول املدني فلم يبق غير اجل تبليغ طعن املحكوم عليه ‪ 02‬يوما وتجاوز‬
‫هذا الاجل ال يؤدي الى عدم القبول وهو موقف غير مفهوم من املشرع بتحديد‬
‫اجل تبليغ طعن املحكوم عليه دون باقي الاطراف‪.‬‬
‫أما تبليغ الطعن في الدعوى املدنية إلى باقي أطرافها – الطرف املدني ‪-‬‬
‫املسؤول املدني – و املحكوم عليه فيتم بواسطة محضر قضائي و قد أعفى‬
‫النص الجديد للمادة ‪ 270‬أمين الضبط من هذه املهمة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪240‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫لقد خلقت هذه املادة جدال حادا في تفسيرها منذ وجودها فالصياغة ألاولى‬
‫لها كانت تلزم كاتب الضبط بتبليغ طعن كل من الطرف املدني و املسؤول املدني‬
‫إلى باقي ألاطراف و منهم النيابة‪ ،‬و قد صدر قرار عن املجلس ألاعلى سابقا يحمل‬
‫رقم ‪ 32302‬بتاريخ ‪ 0983-70-02‬قض ى بعدم قبول طعن الطرف املدني شكال‬
‫لعدم تبليغه الحكم املطعون فيه إلى باقي ألاطراف و هو منشور بنشرة القضاة‬
‫العدد ‪ 3‬لعام ‪ 0982‬كان محل تعليق الذع من ألاستاذ أحمد مجحودة في نفس‬
‫العدد موضحا بأن التبليغ هو عمل من اعمال كاتب الضبط على سبيل الحصر‬
‫لكن القرار جاء بتفسير ال يوحي به النص متسائال عن الكيفية التي يتبعها‬
‫الطرف املدني في تبليغ طعنه و هل يبعث برسالة مضمنة إلى الكاتب يطلب فيها‬
‫تبليغ الطعن‪.‬‬
‫بعد هذا وقع تذبذب في تفعيل النص لعدم إثارة ذلك من الخصوم عند‬
‫إيداع مذكرة الرد وفقا للمادة ‪ 202‬ق إ ج إضافة إلى أن طلبات النيابة لم تكن‬
‫قابلة للتبليغ بينما هي تطلع على جميع معطيات امللف بما فيها محضر طعن‬
‫املحكوم عليه و مذكرته‪ .‬لكن إلاشكال عاد ليطرح بحدة بعد تعديل النص عام‬
‫‪ 3702‬إثر حذف الرسالة كوسيلة للتبليغ في نفس املادة و ترك مسؤولية التبليغ‬
‫في الجانب املدني على عاتق من يهمه أمر ذلك بعد أن كان مكلفا به أمين‬
‫الضبط ما عدا التبليغ إلى النيابة العامة‪.‬‬
‫الزال النص يلزم أمين الضبط بتبليغ طعن املحكوم عليه أو املتهم إلى‬
‫النيابة العامة في الدعوى العمومية و في حالة إغفال ذلك يكون الطعن مقبوال‬
‫شكال ما دام الطاعن غير مسؤول عن تقاعس أمين الضبط في القيام بعمله و‬
‫ال يتحمل عواقب الخطأ املرفقي و قد صدرت قرارات عديدة من املحكمة العليا‬
‫في هذا إلاتجاه‪ 0‬لكن ما وقع في تبليغ طعن النيابة العامة إلى املحكوم عليه كانت‬
‫نتائجه وخيمة‪ 3‬و ذلك بسبب إتباع الوسيلة القديمة في التبليغ و هي الرسالة‬
‫املضمنة واحيانا مجرد اخطارعادي غير مطلوب اثبات وصوله رغم إلغاء كل‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪243‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫ذلك من النص و حتى عند إستعمال هذه الرسالة أكثر من ‪ 97‬باملئة ال وجود‬
‫فيها لوصل إلاستالم و بعضها إرجاع إلى املرسل لكون العنوان غير صحيح أو أن‬
‫الرسالة غير مطالب بها من املرسل إليه و هو ما جعل املحكمة العليا تبعد هذه‬
‫الرسالة كوسيلة للتبليغ إضافة إلى أنها غير قانونية أي ال ينص القانون على‬
‫إستعمالها في هذه الحالة و حذفها املشرع من النص ذلك أن تبليغ الطعن إجراء‬
‫قضائي إما أن يقوم به موظف عمومي و يسمى بالفرنسية "‪ "Notification‬مع‬
‫احترام إجراءات التبليغ الرسمي وفقا للمواد ‪ 272‬إلى ‪ 202‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية و إلادارية ما لم يوجد نص صريح في قانون الاجراءات الجزائية يبين‬
‫كيفية اخرى للتبليغ‪ .‬ألن النيابة و هي سلطة عمومية تبلغ ألاعمال القضائية‬
‫بنفسها دون اللجوء إلى محضر قضائي في ذلك و إما أن يقوم به هذا ألاخير و‬
‫يسمى بالفرنسية "‪ "Signification‬مع إتباع نفس إلاجراءات وفقا للمواد‬
‫املذكورة و التي ال تنص على التبليغ برسالة مضمنة إال إذا رفض املبلغ له توقيع‬
‫محضر التبليغ و هو ما لم يوجد في أي ملف بل أن هذه الرسالة صارت من‬
‫املاض ي في املادة ‪ 270‬ق‪.‬إ‪.‬ج و إستعمالها يؤدي إلى عدم القبول‪.‬‬
‫يحدد قانون إلاجراءات الجزائية وسيلة التبليغ في نفس النص الذي يشير‬
‫إلى ذلك منها على سبيل املثال املواد ‪ 229-208-207-292-282-377‬أي أن كل‬
‫وثيقة أو إجراء ينص املشرع على كيفية تبليغه في نفس املادة و ال يجوز القياس‬
‫على ذلك في إجراءات أخرى غير منصوص عليها بل يتعين الرجوع إلى قانون‬
‫إلاجراءات املدنية و إلادارية في تبليغها وفقا للمادة ‪ 229‬ق‪.‬إ‪.‬ج كما أن الغرفة‬
‫الجنائية بكامل تشكيلتها في اجتماع لها من أجل دراسة إلاجراءات الجديدة في‬
‫مجال الطعن بالنقض أبعدت هذه الرسالة كوسيلة للتبليغ‪ 2‬فلم يبق غير‬
‫التبليغ الشخص ي بمحضر يوقع عليه من املبلغ و املبلغ له و عند إستحالة ذلك‬
‫يبلغ وفقا لقانون إلاجراءات املدنية و إلادارية كما يمكن التبليغ إستثناءا عن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪244‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫طريق الضبطية القضائية خاصة في الطعون ضد أحكام املحاكم العسكرية و‬


‫يجوز أيضا التبليغ عن طريق أمين ضبط املؤسسة العقابية‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لتبليغ طعن النيابة العامة إلى املحكوم عليه أو املتهم أما‬
‫بالنسبة للطاعن في الدعوى املدنية سواء كان محكوما عليه أو طرفا مدنيا أو‬
‫مسؤوال مدنيا فإن أمين الضبط غير مكلف قانونا بتبليغ هذا الطعن ما عدا إلى‬
‫النيابة العامة بل يتعين على الطاعن القيام بذلك عن طريق محضر قضائي‬
‫تحت طائلة عدم القبول فإذا طعن املحكوم عليه في الدعويين فإن تبليغ طعنه‬
‫الى النيابة يتواله أمين الضبط لكن تبليغه إلى الطرف املدني يكون بواسطة‬
‫محضر قضائي و هو ما قد يترتب عنه قبول طعنه في الدعوى العمومية و عدم‬
‫قبوله في الدعوى املدنية إن لم يتم تبليغه‪.‬‬
‫أما قرار غرفة إلاتهام فله خصوصيات مختلفة لكون الدعوى العمومية و‬
‫املدنية وحدة ال تقبل التجزئة إذ يمكن للنائب العام أن يطعن ضده و يترتب‬
‫عنه النقض الكلي فيعاد الفصل من جديد في الدعويين كما يمكن للطرف‬
‫ملدني أن يطعن وحده في الحاالت التي يجيز له القانون ذلك و يترتب عنه نقض‬
‫القرار بكامله ألن الدعوى العمومية غير منفصلة عن الدعوى املدنية في هذه‬
‫املرحلة من سيرهما و نفس الش يء في ما يخص طعن املتهم‪ ،‬لذا فإن الطرف‬
‫املدني الذي لم يبلغ طعن ه إلى املتهم و بلغه فقط إلى النيابة العامة يقض ى بعدم‬
‫قبول طعنه شكال ألن النيابة التي بلغ إليها ليست خصما ضده و هذه ليست‬
‫ملزمة قانونا بتبليغ طعنها إليه بل هي مجبرة بتبليغ طعنها إلى املتهم وحده و إذا لم‬
‫تفعل ذلك يقض ى بعدم قبول طعنها أما املتهم فمجبر بتبليغ طعنه إلى الجهتين‬
‫النيابة و الطرف املدني غير أن عدم قبول طعنه تجاه أحدهما ال يحول دون‬
‫نقض القرار في الدعويين إن كان هناك ما يبرر ذلك نظرا لعدم قابلية هذا‬
‫القرار للتجزئة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪245‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫هل التبليغ إجراء جوهري ؟‬


‫أو بمعنى آخر هل عدم القيام به يمس بحقوق أطراف الدعوى في ظل‬
‫النصوص الجديدة؟ نقول نعم – فإذا كان التشريع الفرنس ي ال يعتبره جوهريا‬
‫لقبول الطعن فإن ذلك سببه وجود نص خاص هو املادة ‪ 209‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية لنفس البلد والتي تنص على أنه يجوز للمطعون ضده الذي‬
‫لم يبلغ أن يرفع معارضة في قرار محكمة النقض الذي قض ى في غيبته خالل‬
‫خمسة أيام من تبليغه بهذا القرار و هو ضمانة من املشرع لتمكينه من إبداء‬
‫دفوعه حول ألاوجه املثارة من الطاعن و هو ما ال يوجد في تشريعنا الوطني‬
‫ألامر الذي يبعد القياس على التشريع ألاول في تطبيق النصوص الوطنية و حتى‬
‫املادة ‪ 208‬من نفس القانون و التي تلزم الطاعن بتبليغ طعنه إلى النيابة و باقي‬
‫ألاطراف خالل ثالثة أيام بواسطة رسالة مضمنة مع وصل إلاستالم تختلف‬
‫صياغتها عن صياغة املادة ‪ 270‬من قانون إلاجراءات الجزائية الجزائري ألنها‬
‫تنص على وسيلة التبليغ و هو ما ال يوجد باملادة ‪ 270‬ثم أن الطاعن يكلف‬
‫وحده للقيام بهذا إلاجراء بينما النص الجزائري يكلف أمين الضبط بهذه املهمة‬
‫في الدعوى العمومية في إلاتجاهين بين املحكوم عليه والنيابة أو العكس ونلفت‬
‫الانتباه الى ضرورة الابتعاد عن التشريع الفرنس ي نصا وتفسيرا من اجل تفسير‬
‫النصوص الوطنية في هذا املجال تحت طائلة الوقوع في الخطا الختالف‬
‫التشريعين حول تشكيل ملفات الطعن بالنقض وقد فعلنا ذلك البراز اوجه‬
‫الاختالف بينهما فقط‪.‬‬
‫لقد ألغى املشرع وسيلة التبليغ و هي الرسالة املضمنة باملادة ‪ 270‬املذكورة‬
‫عن قصد على أساس أن تبليغ الطعن و املذكرة من ألاعمال القضائية التي ال‬
‫يتم تبليغها إال بالتبليغ الرسمي و بالرجوع للمواد ‪ 272‬إلى ‪ 202‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية يتبين و أنه ال وجود للرسالة املضمنة كوسيلة لذلك إال في‬
‫حالة رفض املبلغ له التوقيع على محضر التبليغ ثم أن اللجنة املكلفة بإعداد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪241‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫هذه النصوص كانت قد إقترحت إلغاء املادة ‪ 270‬برمتها لكون تبليغ املذكرة‬
‫يفيد تبليغ الطعن في نفس الوقت غير أن املشرع أصر على إبقائها مع تعديلها و‬
‫حذف الرسالة املضمنة فال يكون التبليغ صحيحا إال بمحضر محرر من طرف‬
‫أمين اضبط أو محضر قضائي موقع عليه من املبلغ و املبلغ له حتى يتمكن هذا‬
‫ألاخير من الدفاع عن حقوقه أمام املحكمة العليا قبل النطق بقرارها و ال توجد‬
‫وسيلة أخرى تسمح له بمراجعة هذا القرار ما دامت املادة ‪ 238‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية تنص على أن قرارات املحكمة العليا حضورية في جميع‬
‫ألاحوال و هو ما يغلق الباب على املطعون ضده الذي قض ي في غيابه دون‬
‫تبليغه بالطعن أو املذكرة و القول بغير هذا تحريف إلرادة املشرع‪.‬‬
‫يبقى التساؤل مطروحا حول مغزى تبليغ الطعن بينما املذكرة تكشف عنه‬
‫من خالل تبليغها‪.‬‬
‫من ألاهداف ألاساسية لقانون إلاجراءات الجزائية أن تكون هذه إلاجراءات‬
‫وجاهية و ال يقع إجراء يجهل الخصم وقوعه من جهة ثم أن الطعن من شروطه‬
‫ذكر الحكم أو القرار املطعون فيه و صفة من قام به و تاريخ ذلك و هي بيانات‬
‫يمكن مناقشتها في الرد على املذكرة التي ال تفي بهذا من جهة أخرى‪ ،‬و رغم ذلك‬
‫إذا بلغ املطعون ضده من غير النيابة بمذكرة الطاعن بموجب محضر صحيح‬
‫موقع عليه من طرفه و لم يرد عليها‪ 2‬أو إذا رد عليها و لم يعترض على عدم‬
‫تبليغه بالطعن و ناقش محتوى املذكرة يكون قد تنازل ضمنيا عن ذلك ما لم‬
‫يناقش عدم تبليغه بالطعن فقط‪ .‬أما إذا بلغ بالطعن و لم يبلغ باملذكرة‬
‫فالطعن غير مقبول شكال ألن ذلك يمس بحقوقه و التي لم يتنازل عنها ال ضمنا‬
‫و ال صراحة و يغلق الباب عليه نهائيا إلبداء رأيه في دعوى الطعن بالنقض‪ .‬وال‬
‫يمكن منطقا وقانونا ان يقض ى نحوه بقرار حضوري وهو لم يبلغ باملذكرة وقبل‬
‫ذلك بالطعن رغم انه هو املدعى عليه في هذه الدعوى‪ .‬كما ال يجوز قانونا في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪241‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫ظل النصوص الحالية ان تقض ي املحكمة العليا غيابيا نحوه الامر الذي يجعل‬
‫تبليغه تبليغا صحيحا ضرورة ال مفر منها تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫هناك من يقول أن النص لم يرتب البطالن على مخالفته و هذا قول مردود‬
‫عليه أيضا‪ ،‬ذلك أن البطالن النص ي حاالته نادرة و كانت له سلبيات عديدة مما‬
‫جعل املشرع الفرنس ي ينص على قاعدة بديلة هي القاعدة الجوهرية في‬
‫إلاجراءات و قد نقلت إلى التشريع الجزائري عام ‪ 0922‬و ذلك بفسح املجال‬
‫للقاض ي كي يقض ي بالبطالن حتى في حالة عدم النص عليه حين يتعلق ألامر‬
‫بحقوق أطراف الدعوى أو النظام العام و هل هناك مساس أكثر بحقوق‬
‫املطعون ضده من القضاء حضوريا نحوه و هو ال علم له بالطعن‪ ،‬لذا فإن‬
‫عدم النص على البطالن في التبليغ ال يمنع القضاء من تقريره خاصة و أنه‬
‫يمس بحقوق أطراف الدعوى و منهم املطعون ضده و هناك قواعد كثيرة لم‬
‫ينص املشرع على بطالن مخالفتها لكن القضاء يقض ي بذلك إما ألنها تمس‬
‫بالنظام العام او حقوق اطراف الدعوى وكمثال على ذلك عدم توقيع مقرر‬
‫املحكمة بورقة ألاسئلة أو عدم أداء يمين الشهود في الحاالت التي ال يعفيهم‬
‫القانون منها‪ ....‬إلخ و قانون إلاجراءات الجزائية مليء بمثل هذه القواعد دون‬
‫النص صراحة على البطالن فيها‪ .‬كما ذهب البعض إلى وجوب تطبيق املادة ‪27‬‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية التي تنص على أنه ال يقرر بطالن ألاعمال‬
‫إلاجرائية شكال إال إذا نص القانون صراحة على ذلك و على من يتمسك به أن‬
‫يثبت الضرر الذي لحقه‪.‬‬
‫هذه القاعدة ال مجال لتطبيقها في املجال الجزائي و هي تتعلق بالقضاء‬
‫املدني وحده أما املادة التي تقابلها في القضاء الجزائي فهي املادة ‪ 270‬ق‪.‬إ‪.‬ج و‬
‫التي تنص على أنه ال يجوز أن تثار من الخصوم أوجه البطالن في الشكل أو‬
‫إلاجراءات ألول مرة أمام املحكمة العليا غير أنه يستثنى من ذلك أوجه البطالن‬
‫املتعلقة بالقرار املطعون فيه و التي لم تكن لتعرف قبل النطق به و ما دامت‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪241‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫إجراءات الطعن بالنقض كلها الحقة له فإن الدفع ببطالنها جائز و تثيره‬
‫املحكمة العليا من تلقاء نفسها حين يتعلق بالنظام العام‪.‬‬
‫إن املشرع أحال باملادة ‪ 229‬ق‪.‬إ‪.‬ج على قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫في مجال التكليف بالحضور و التبليغات في ما يخص وسائل ذلك فقط و إقحام‬
‫املادة ‪ 27‬من القانون الثاني في هذا املجال غير صحيح و بعيد كليا عن املوضوع‪.‬‬
‫تبليغ الحكم أو القراراملطعون فيه‬
‫إن ألاحكام و القرارات الحضورية ال تحتاج إلى تبليغ ألن املشرع حدد مهلة‬
‫الطعن فيها بثمانية أيام و املحكمة العليا ليست في حاجة إلى تبليغها لكن املادة‬
‫‪ 2-272‬و معها املادة ‪ 202‬من قانون إلاجراءات الجزائية نصت كل منهما على أن‬
‫ترفق نسخة من محضر الطعن بالنقض بما يثبت تبليغ الحكم أو القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫إن عدم تبليغ الحكم أو القرار ال يمس بحقوق املطعون ضده و قد كان‬
‫حاضرا عند النطق به بنفسه أو بواسطة من ينوب عنه علما بأن هذا إلاجراء‬
‫في التشريع الفرنس ي محدد باملادة ‪ 228‬من قانون إلاجراءات الجزائية الفرنس ي و‬
‫التي حصرت ضرورة تبليغ الحكم أو القرار محل الطعن في حاالت معينة ال‬
‫يدخل ضمنها القرار الحضوري كما أن املحكمة العليا ال ترى جدوى من هذا‬
‫التبليغ إال إذا كان القرار محل الطعن معتبرا حضوريا أو غيابيا فإن ذلك‬
‫ضروري ملعرفة وقوع الطعن داخل ألاجل و الذي يبتدئ من يوم تبليغ القرار‬
‫املعتبر حضوري و من يوم انتهاء أجل املعارضة في القرارات الغيابية أما قرارات‬
‫غرفة الاتهام فيبدأ أجل الطعن فيها من يوم تبليغها بالنسبة للمتهمين و‬
‫ألاطراف املدنية كما تنص عليه املادة ‪ 377‬ق‪.‬إ‪.‬ج و يكون الطعن فيها مقبوال إن‬
‫وقع قبل ذلك بينما أجل طعن النيابة يبدأ من يوم النطق بها‪.‬‬
‫إيداع مذكرة الطعن و تبليغها‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪241‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫يتعين على الطاعن أن يودع مذكرة طعنه مرفقة بنسخ بقدر ما يوجد في‬
‫الدعوى من أطراف بواسطة محام مقبول لدى املحكمة العليا خالل ‪ 27‬يوما‬
‫إبتداءا من تاريخ الطعن دون إنذاره بإيداعها تحت طائلة عدم القبول‪ 2‬و ال‬
‫يجوز إيداعها الحقا أمام املحكمة العليا بعد إرسال امللف إلى هذه ألاخيرة‪2.‬‬
‫يؤشر أمين الضبط على تاريخ إيداعها و يسلم نسخة منها إلى الطاعن‪ .‬ان‬
‫عدم التاشير على تاريخ ايداعها يجعلها مجهولة التاريخ فال تقبل إال اذا اودعت‬
‫مذكرة الرد قبل انتهاء اجل ايداع مذكرة الطاعن‪ 0‬وهو قرينة على ايداعها‬
‫داخل الاجل القانوني‪.‬‬
‫يجب تبليغها إلى باقي ألاطراف خالل ‪ 27‬يوما ابتداءا من تاريخ ايداعها و‬
‫يشار في محضر التبليغ على أن للمطعون ضده ‪ 27‬يوما إليداع مذكرة الرد و في‬
‫حالة عدم الرد يكون قرار املحكمة العليا حضوريا وهو ما كانت تنص عليه‬
‫املادة ‪ 202‬املعدلة‪.‬‬
‫لقد تجاوزت املحكمة العليا إشارة حالة عدم الرد يكون قرار املحكمة‬
‫العليا حضوريا ألن قرارات هذه ألاخيرة حضورية بقوة القانون وفقا للمادة ‪238‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬كما ان ايداع مذكرة الرد بعد مرور اكثر من ثالثين يوما ابتداءا من يوم‬
‫تبليغ مذكرة الطاعن يبعدها من النقاش‪ 8‬تبلغ مذكرة املحكوم عليه إلى النيابة‬
‫بسعي من أمين الضبط و عدم القيام بذلك ال يجعل الطعن غير مقبول ما دام‬
‫هذا املوظف يعمل تحت إشرافها‪ .‬أما مذكرتها فيتعين أن تبلغ بسعي من نفس‬
‫املوظف إلى املحكوم عليه أو املتهم بمحضر و يوقع عليه من الطرفين و عند‬
‫استحالة ذلك تبلغ بواسطة محضر قضائي أو بواسطة أمين ضبط املؤسسة‬
‫العقابية و استثناءا بواسطة ضابط للشرطة القضائية خاصة في مجال الطعن‬
‫ضد أحكام املحاكم العسكرية و في التشريع الفرنس ي فان املادة ‪ 289‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية لنفس البلد تنص على جواز املعارضة ضد قرار محكمة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪252‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫النقض لكل من لم يبلغ بنسخة من املذكرة خالل ‪ 2‬أيام من تبليغه هذا القرار‬
‫و هو ما يفيد أن تبليغ الطعن وحده ال يكفي دون تبليغ املذكرة‪.‬‬
‫لقد حاول البعض إيجاد مخرج لعدم تبليغ املذكرة بالقول أن املطعون‬
‫ضده يجوز له استدراك قرار املحكمة العليا و الذي لم يكن يعلم بإجراءاتها‬
‫بدل املعارضة فيه‪.‬‬
‫إن إلاستدراك في املادة الجزائية غير منصوص عليه قانونا و قد أوجده‬
‫القضاء قياسا على ما كانت تنص عليه املادة ‪ 392‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫القديم بقولها إذا أصدرت املحكمة العليا قرارا حضوريا مشوبا بخطأ مادي من‬
‫شأنه التأثير على القرار الصادر في الدعوى جاز للخصم املعني أن يرفع طعنا‬
‫أمامها لتصحيح هذا الخطأ‪.‬‬
‫من خالل هذا النص يتضح و ان إلاستدراك ال يتعلق باملوضوع بل‬
‫باألخطاء املادية البحتة مما ال يسمح للمطعون ضده أن يخوض في النزاع‬
‫مجددا‪ ،‬لكن القضاء توسع في نقطة واحدة بالنسبة للطاعن الذي كان قد أودع‬
‫مذكرة طعنه في ألاجل القانوني و لم تتم مناقشتها نتيجة عدم إدراجها بامللف أو‬
‫لم يبلغ بإيداع مذكرته و فصل في غيبته بعدم القبول و هي أخطاء مرفقية ال‬
‫يتحمل عواقبها أما في ظل النصوص الحالية فإن عدم تبليغ املذكرة يترتب عنه‬
‫عدم قبول الطعن و ليس هناك ضرر للمطعون ضده يجعله يطلب إلاستدراك‪.‬‬
‫ضرورة إيداع مذكرة النيابة بدل الطلبات‬
‫كانت املادة ‪ 207‬من قانون إلاجراءات الجزائية قبل تعدليها عام ‪3702‬‬
‫تنص على إعفاء النيابة العامة من تقديم املذكرة بأوجه الطعن و أن الطلبات‬
‫التي يبديها النائب العام تغني عن ذلك‪.‬‬
‫من املبادئ الرئيسية لقانون إلاجراءات الجزائية أن تفصل بين سلطات‬
‫إلاتهام و التحقيق و الحكم من جهة و أن تضع أطراف الدعوى على مسافة‬
‫واحدة في إلاجراءات و الجزاء على مخالفتها من أي طرف لكن املشرع كان يلزم‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪252‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫املحكوم عليه أو الطرف املدني على ضرورة إبداء أوجه النقض في مذكرته و إال‬
‫كانت غير مقبولة وفقا للمادة ‪ 200‬ق‪.‬إ‪.‬ج بينما تساهل في ذلك مع النيابة و‬
‫أعفاها من إبداء هذه ألاوجه و هو ما إستدركه في تعديل عام ‪ 3702‬فنص في‬
‫املادة ‪ 207‬املعدلة على أنه يتعين على النيابة تدعيم طعنها بالنقض بمذكرة‬
‫موقعة من النائب العام أو مساعده ألاول تودع خالل الاجل القانوني تحت‬
‫طائلة عدم القبول‪ 9‬و تبلغ إلى املطعون ضدهم من طرف أمين ضبط الجهة‬
‫القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار املطعون ضده و النص القديم كان‬
‫ينص صراحة على عدم تبليغها بل تحاط بها ألاطراف علما و هو ما تراجع عنه‬
‫املشرع في النص الجديد حتى يضع جميع أطراف الدعوى على قدم املساواة‬
‫أمام القضاء‪.‬‬
‫مالحظات حول طعون النيابة العامة‬
‫من خالل الفصل في الطعون بالنقض املرفوعة من النيابة العامة على‬
‫مستوى املجالس القضائية تبين و أن هناك عددا كبيرا منها تم عدم قبوله‬
‫شكال و يمكن تلخيص أسباب ذلك فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن تبليغ الطعن أو املذكرة كان يتم بواسطة إخطار موجه إلى‬
‫املطعون ضده دون إثبات توصله به والتوقيع عليه حتى يستوفي شروط التبليغ‬
‫و كان يتعين تحرير محضر من طرف أمين ضبط الجهة القضائية املصدرة‬
‫للحكم أو القرار يوقع عليه من املبلغ و املبلغ له و عند استحالة ذلك يتم‬
‫التبليغ عن طريق محضر قضائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يفرض القانون توقيع محضر التصريح بالطعن من الطاعن و أمين‬
‫الضبط لكن ما تمت معاينته أن أمين الضبط يحرر إشهادا على أن النائب‬
‫العام حضر أمامه و صرح بأنه يطعن في الحكم أو القرار و هو إجراء مخالف‬
‫للقانون‪.07‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪250‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫ثالثا‪ :‬عدم إلاشارة في محضر تبليغ املذكرة أن للمطعون ضده أجل ‪ 27‬يوم‬
‫للرد عليها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تفرض املادة ‪ 3-207‬من قانون إلاجراءات الجزائية على أن توقع‬
‫املذكرة من النائب العام أو مساعده ألاول غير أن كثيرا من مذكرات النيابة تم‬
‫التوقيع عليها من النائب العام املساعد دون إلاشارة إلى أنه مساعد أول‪ 00‬و‬
‫أحيانا يوقع عليها بصورة مجهولة عن النائب العام‪ 03‬و ال يعرف من هو املوقع‬
‫بل و قد وقعت أحيانا من مساعد وكيل الجمهورية‪02.‬‬
‫الوثائق املطلوبة في ملف الطعن إضافة إلى وثائق املوضوع‬
‫‪ -0‬محضر التصريح بالطعن موقع عليه من الطاعن و أمين الضبط‪.‬‬
‫‪ -3‬محضر تبليغ الطعن إلى كل طرف‪.‬‬
‫‪ -2‬مذكرة الطعن املبلغة و املؤشر على تاريخ إيداعها‪.‬‬
‫‪ -2‬محضر تبليغ املذكرة لكل طرف‪.‬‬
‫‪ -2‬محضر تبليغ الحكم أو القرار املطعون فيه حين يكون معتبرا حضوريا‬
‫أو غيابيا أو صادرا عن غرفة إلاتهام و ال يشترط ذلك في الحاالت ألاخرى‪.‬‬
‫بعد إنتهاء آجال إيداع املذكرات يرسل أمين الضبط املكلف باملصلحة‬
‫امللف إلى النائب العام خالل ‪ 37‬يوما مرفقا بجرد الوثائق و يقوم هذا ألاخير‬
‫بإرساله إلى النيابة العامة لدى املحكمة العليا وفقا للمادة ‪ 202‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫خالصة قبول وعدم قبول الطعن‬
‫يكون الطعن غير مقبول شكال في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬الطعن خارج لاجل القانوني‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم توقيع محضر الطعن من الطاعن بنفسه أو بواسطة محاميه أو‬
‫مفوض عنه بوكالة خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم تبليغ الطعن و املذكرة معا‪.‬‬
‫‪ -2‬تبليغ الطعن و عدم تبليغ املذكرة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪253‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬

‫‪ -2‬عدم تبليغ الطعن و تبليغ املذكرة و اعتراض املطعون ضده على عدم‬
‫تبليغه بالطعن دون مناقشة محتوى مذكرة الطاعن‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إيداع املذكرة‪.‬‬
‫‪ -0‬إيداع املذكرة خارج أجل ‪ 27‬يوما ابتداءا من يوم الطعن‪.‬‬
‫‪ -8‬تبليغ املذكرة خارج اجل ‪ 27‬يوما بعد إيداعها‪.‬‬
‫يكون الطعن مقبوال ‪:‬‬
‫‪ -0‬إذا بلغ املطعون ضده باملذكرة و لم يبلغ بالطعن و لم يرد على ذلك‬
‫‪ -3‬إذا لم يبلغ بالطعن و بلغ باملذكرة و رد عليها دون اعتراضه على عدم‬
‫تبليغه بالطعن أو اعترض على ذلك لكنه ناقش محتوى مذكرة الطاعن‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا بلغ بالطعن و املذكرة و لم يرد على ذلك‬
‫الخاتم ـة‬
‫ان النظام الذي جاء به املشرع في مجال تشكيل ملفات الطعن بالنقض في‬
‫املادة الجزائية من خصوصيات التشريع الجزائري وحده وذلك بجعل كل‬
‫الاجراءات تتم على مستوى املجالس القضائية بينما هناك من التشريعات من‬
‫تجزئها بين الجهات املصدرة للقرارات املطعون فيها ومحكمة النقض ثم ان‬
‫التبليغات وتبادل املذكرات في تشريعنا على مستوى هذه املجالس يعطي لدعوى‬
‫النقض طابع الوجاهية في الاجراءات ويسهلها على املتقاضين كما يسهل على‬
‫املحكمة العليا الفصل في الطعون بعد ان تصل اليها امللفات جاهزة لذلك وقد‬
‫كانت هذه الاجراءات من املشاكل الكبرى التي عانت منها في املاض ي اما الاخطاء‬
‫التي برزت في التطبيق فهي مرحلية وسوف تزول مع نشر قرارات املحكمة العليا‬
‫في هذا املجال‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ -0‬قرارات املحكمة العليا‬
‫‪ 0099323‬بتاريخ ‪3702-03-30‬‬
‫‪ 0092002‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪254‬‬
‫اجراءات تشكيل ملفات الطعن بالنقض يف املادة اجلزائية‬
‫‪ 0092002‬نفس التاريخ‬
‫‪ 0097222‬نفس التاريخ‬
‫‪ 0092000‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0092007‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0092029‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0092382‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ -3‬قرارات املحكمة العليا‬
‫‪ 0098233‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0000092‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫‪ 0092002‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫‪ -2‬محضر إجتماع جميع قضاة الغرفة الجنائية بتاريخ ‪3702-70-33‬‬
‫‪ -2‬قرار املحكمة العليا ‪ 0330327‬بتاريخ ‪370-2-33‬‬
‫‪ -2‬قرارات املحكمة العليا‬
‫‪ 0092022‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0098293‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0098232‬بتاريخ ‪3702-00-02‬‬
‫‪ 0003022‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫‪ -2‬قراران للمحكمة العليا‬
‫‪ 0028073‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫‪ 0028827‬بتاريخ ‪3702-07-09‬‬
‫‪ -0‬قرار املحكمة العليا ‪ 0373007‬بتاريخ ‪3702-03-30‬‬
‫‪ -8‬قرار املحكمة العليا ‪ 0373007‬بتاريخ ‪3702-03-30‬‬
‫‪ -9‬قرار املحكمة العليا ‪ 0020728‬بتاريخ ‪3700-70-08‬‬
‫‪ -07‬قراران للمحكمة العليا ‪ 0022280‬بتاريخ ‪ 3700/70/08‬و ‪ 0022729‬نفس التاريخ‬
‫‪ -00‬قراران للمحكمة العليا ‪ 0022320‬بتاريخ ‪ 3700/70/08‬و ‪ 0098920‬نفس التاريخ‬
‫‪ -03‬قرار للمحكمة العليا ‪ 0002209‬بتاريخ ‪3700/70/08‬‬
‫‪ - 02‬قرار للمحكمة العليا ‪ 0029323‬بتاريخ ‪3700/70/08‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪255‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫من اجتهادات احملكمة العليا‬


‫يف الطعن بالنقض‬

‫رقم القرار‪ 4191241 :‬تاريخ القرار‪92/21/9292 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪-‬ر) ومن معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬وقائع – رقابة املحكمة العليا‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 222‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫مناقشة الوقائع وتقديرها تدخل في الاختصاص الحصري لقضاة املوضوع و‬
‫ليس للمحكمة العليا رقابة عليها‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫وتدعيما لطعنه بالنقض أودع الطاعن مذكرة كتابية ضمنها وجها واحدا‬
‫للنقض‪:‬‬
‫الوجه املأخوذ من انعدام أو قصور ألاسباب طبقا للمادة ‪ 21/222‬من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه قض ى بتأييد الحكم املستأنف والذي أدان املتهم‬
‫(ب‪.‬ر) بعد إعادة تكييف الوقائع إلى جنحة حيازة املؤثرات العقلية بغرض‬
‫الترويج طبقا للمادة ‪ 31‬من القانون ‪ 31/40‬وعقابه ب ‪ 41‬سنوات حبس نافذ‬
‫وبراءة املتهم (غ‪.‬ع) من جنحة حيازة املؤثرات العقلية بغرض البيع على أساس‬
‫أن الوقائع ال تشكل جنحة حيازة املؤثرات العقلية بغرض البيع طبقا للمادة ‪31‬‬
‫من القانون ‪31/40‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪251‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وإنما ينطبق عليها الوصف القانوني املنصوص عليه باملادة ‪ 31‬وكذا عدم ثبوت‬
‫التهمة ضد املتهم (غ‪.‬ع)‪.‬‬
‫في حين ان جنحة حيازة املؤثرات العقلية بغرض البيع ثابتة في جانب املتهمين‬
‫بدليل انه تم ضبط ‪ 04‬قرص مهلوس بحوزة املتهم (ب‪.‬ر) وهذا بعد ورود‬
‫معلومات تفيد قيام املتهمين ببيع املؤثرات العقلية باإلضافة الى تصريحات املتهم‬
‫بأنه كان بصدد بيعها للمتهم (غ‪.‬ع)‪.‬‬
‫ّ‬
‫موجهة للبيع كما هو الحال عند‬ ‫باإلضافة إلى ان الكمية املضبوطة توحي بأنها‬
‫يعرض القرار محل الطعن للنقض‪.‬‬ ‫ضبط كيتور بحيازة (غ‪.‬ع) مما ّ‬
‫عن الوجه الوحيد املثار‪:‬‬
‫حيث أن حاصل ما ينعاه الطاعن بهذا الوجه هو النقص في التسبيب‬
‫والاستدالل مكتفيا بتوجيه انتقاداته لوقائع الدعوى وملسألة تقدير ألادلة‬
‫والقرائن وإعادة تكييف الوقائع علما أن هذه املسائل مخولة لقضاة املوضوع‬
‫بقوة القانون وبدون منازع‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫وحيث وأمام عدم اعتماد الطاعن في انتقاداته على أي نقد قانوني ودون توضيح‬
‫النصوص القانونية أو إلاجراءات التي تم خرقها لتمكين املحكمة العليا من‬
‫بسط رقابتها على القانون فإن الوجه املثار ال يجد مستقرا له لعدم سداده مما‬
‫يتعين معه رده وبالنتيجة رفض الطعن لعدم التأسيس‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 4121931 :‬تاريخ القرار‪41/29/9292 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ح‪.‬ع) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ح‪.‬ل) ومن معه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪251‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عريضة الطعن – دمغة املحاماة‬


‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 29‬مرسوم تنفيذي ‪ 492/49‬مؤرخ في ‪9249/23/42‬‬
‫املحدد بقيمة دمغة املحاماة‪.‬‬
‫املادة ‪ 442‬قانون ‪ 44/43‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪.9249‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يتعين على املحامي إرفاق عريضة الطعن بالنقض‪ ،‬بدمغة املحاماة تحت‬
‫طائلة عدم قبول الطعن شكال‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن قبول الطعن بالنقض ‪:‬‬
‫حيث ان الطاعنين طعنا بطريق النقض في القرار الصادر عن مجلس قضاء برج‬
‫بوعريريج بتاريخ ‪ 1431/31/40‬القاض ي بتأييد الحكم املستأنف الصادر عن‬
‫محكمة برج زمورة القسم العقاري بتاريخ ‪ 1431/40/11‬فهرس رقم ‪44101‬ـ‪.31‬‬
‫حيث أن املادة ‪ 41‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 31‬ـ ‪ 310‬املؤرخ في ‪1431/41/34‬‬
‫الذي يحدد قيمة دمغة املحاماة وكيفية تحصيلها تلزم املحامي أو املحامي الذي‬
‫ينوبه بإلصاق الدمغة في العرائض القضائية ورسائل التأسيس و يمهرها بختمه‬
‫وذلك على مستوى الجهات القضائية العادية وإلادارية ويقصد بالعرائض‬
‫القضائية في مفهوم هذا املرسوم عرائض افتتاح الدعوى وعرائض‪ .......‬والطعن‬
‫بالنقض ‪.‬‬
‫حيث أن القانون رقم ‪ 31‬ـ ‪ 33‬املؤرخ في ‪ 1431/31/11‬الذي يتضمن قانون‬
‫املالية لسنة ‪ 1431‬ينص في املادة ‪ 331‬منه على أنه تنشأ دمغة مهنية تسمى "‬
‫دمغة املحاماة " يتعين على كل محام إلصاقها بالعرائض القضائية ورسائل‬
‫التأسيس تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫حيث أن عريضة الطعن بالنقض املقدمة من طرف ألاستاذ‪/‬بن عومار خير‬
‫الدين في حق الطاعنين ال تحمل دمغة املحاماة طبقا للمادة ‪ 331‬من قانون‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪251‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املالية لسنة ‪ 1431‬واملادة ‪ 41‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 31‬ـ ‪ 310‬املذكورين‬


‫أعاله ومنه يتعين التصريح بعدم قبول الطعن بالنقض شكال ‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن شكال‬

‫رقم القرار‪ 4492211 :‬تاريخ القرار‪44/23/9242 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ل‪.‬ح) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬م) و من معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬التماس إعادة النظر‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 132‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يمنع الجمع بين الطعن بالنقض و طعن بالتماس إعادة النظر بالتزامن ضد‬
‫نفس القرار‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫من حيث القابلية للطعن بالنقص‪:‬‬
‫حيث أن املقرر قانونا أنه ال يقبل الطعن بالنقض في ذات الوقت بالطعن‬
‫بالتماس إعادة النظر في ألاحكام و القرارات القضائية املطعون فيها بالنقض‪.‬‬
‫وحيث أن الثابت طبقا للعريضة املرفقة بمذكرة جواب املطعون ضده أن‬
‫الطاعن أقام طعنا بإلتماس إعادة النظر ضد نفس القرار املطعون فيه حاليا‬
‫أودعه كتابة ضبط مجلس قضاء سوق أهراس بتاريخ ‪ 1430/40/30‬حالة كونه‬
‫قام بالطعن بالنقض الحالي بتاريخ ‪ 1430/41/11‬وهو إجراء مخالف ألحكام‬
‫املادة ‪ 101‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية التي تمنع الجمع بين الطعن‬
‫بالنقض والطعن بالتماس إعادة النظر بالتزامن ضد نفس القرار مما يؤدي إلى‬
‫عدم قبول الطعن‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪251‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4111211 :‬تاريخ القرار‪29/22/9242 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ ( :‬ع‪.‬م) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬النيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬حكم – تعارض املصالح‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يجوز للطاعنين مصالحهما متعارضة الطعن بالنقض معا في نفس الشق‬
‫من الحكم‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عـن قبــول الطع ــن‬
‫حيــث إن الدعوى التي أسفرت عن الحكم محل الطعن بالنقض هي دعوى‬
‫طالق بالتراض ي‪،‬‬
‫وحيــث إنه يتبين بالرجوع إلى أوجه الطعن الثالثة املثارة من قبل الطاعنين أنها‬
‫تتعلق بمركزهما كمدعيين وليس كمدع ومدعى عليها وكذلك تتعلق بالشق من‬
‫الحكم املتعلق بإلزام الطاعن ألاول بتوفير مسكن مالئم ملمارسة الحضانة وفي‬
‫حال تعذر ذلك دفع بدل إلايجار‪،‬‬
‫حيــث إن مصالح الطاعن ألاول متعارضة مع مصالح الطاعنة الثانية في مسألة‬
‫توفير السكن أو دفع بدل إلايجار‪ ،‬ألن توفير مسكن مالئم ملمارسة الحضانة أو‬
‫دفع بدل إلايجار من مصلحة الابن املحضون من قبل الطاعنة الثانية‪ ،‬وبالتالي‬
‫ً‬
‫فال يجوز للطاعنين معا الطعن بالنقض في ذلك الشق من الحكم مما يتعين‬
‫معه عدم قبول الطعن الحالي لعدم جوازه‪،‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4413119 :‬تاريخ القرار‪41/49/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ق‪.‬ذ) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬م‪.‬ف)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬آجال – مساعدة قضائية ‪ -‬تبليغ‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 123 - 121‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تحسب آجال الطعن بالنقض في حالة استفادة الطاعن من املساعدة‬
‫القضائية من تاريخ تبليغه بقراراملساعدة القضائية‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫من حيث قبول الطعن شكال‪:‬‬
‫حيث أن الثابت من امللف أن الطاعنة استفادت من املساعدة القضائية‬
‫وبالتالي فان آلاجال ال تحسب إال من تاريخ تبليغها بذلك طبقا للمواد ‪100‬‬
‫و‪ 101‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية مما يتعين معه رفض الدفع‬
‫الشكلي وباملقابل اعتبار الطعن ضمن آلاجال املنصوص عليها قانونا مما يتعين‬
‫قبوله شكال‪.‬‬
‫حيث عن املذكرة التدعيمية املقدمة من قبل الطاعنة فقد جاءت مخالفة‬
‫ألحكام املواد ‪ 001‬وما يليها من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية مما يتعين‬
‫رفضها شكال‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫رقم القرار‪ 4922912 :‬تاريخ القرار‪21/22/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬املجمع الصناعي للمواد الحمراء باتنة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ق‪.‬ا)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض ‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬
‫حيث أن املقرر قانونا عمال بأحكام املادة ‪ 130‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪ ":‬ال يكون الحكم الحضوري الفاصل في موضوع النزاع و الحكم‬
‫الفاصل في أحد الدفوع الشكلية أو الدفع بعدم القبول أو أي دفع من الدفوع‬
‫ألاخرى التي تنهي الخصومة قابال ألي طعن بعد إنقضاء سنتين(‪ )41‬من تاريخ‬
‫النطق به و لو لم يتم تبليغه رسميا‪".‬‬
‫حيث الثابت من ملف الطعن بالنقض‪ ،‬أن القرار املطعون فيه صدر حضوريا‬
‫بتاريخ ‪ 30/41/1433‬و فصل في موضوع النزاع املتعلق بالتمكين من مبلغ‬
‫(‪101.104‬دج) و طعن فيه بالنقض بتاريخ ‪ ،10/40/1431‬مما يجعله خارج‬
‫ألاجل املنصوص عليه باملادة ‪ 130‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية و من‬
‫تم التصريح بعدم قبوله‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪210‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫رقم القرار‪ 4911111 :‬تاريخ القرار‪23/21/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ع ‪.‬ع ) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬الشركة الوطنية لالشغال البترولية‬
‫الكبرى جي تي بي‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬
‫حيث يبين من أوراق ملف الطعن أن الطاعن ( ع ‪ .‬ع ) سجل طعن بالنقض‬
‫بتاريخ ‪ 40/40/1431‬حسب ما هو مبين بعريضة الطعن املوقعة من طرف‬
‫محاميه ألاستاذ مازون عبد الحليم واملسجلة برئاسة أمانة الضبط املحكمة‬
‫العليا ضد الحكم الصادر يوم ‪ 33/41/1430‬عن محكمة الرويبة القاض ي‬
‫حضوريا في أول وآخر درجة علنيا بقبول الدعوى شكال ورفضها موضوعا لعدم‬
‫التأسيس القانوني مع تحميل املدعى املصاريف القضائية في حين أن املادة ‪130‬‬
‫من ق إ م إ تنص " أنه ال يكون الحكم الحضوري الفاصل في موضوع النزاع‬
‫والحكم الفاصل في أحد الدفوع الشكلية أو الدفع بعدم القبول أو أي دفع من‬
‫الدفوع ألاخرى التي تنهي الخصومة قابال ألي طعن بعد إنقضاء سنتين (‪ )41‬من‬
‫تاريخ النطق به ولو لم يتم تبليغه رسميا"‪.‬‬
‫حيث ثابت من أوراق ملف الطعن أن الحكم املطعون فيه صدر حضوريا علنيا‬
‫فاصال في موضوع الدعوى برفضها لعدم التأسيس القانوني وذلك بتاريخ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪213‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫‪ 33/41/1430‬عن محكمة الرويبة ولم يتم الطعن فيه بالنقض إال بتاريخ‬
‫‪ 40/40/1431‬أي بعد فوات السنتين املحددة خاللها لرفعه طبقا للمادة ‪130‬‬
‫من ق إ م إ تحت طائلة عدم قبوله مما يجعل الطعن بالنقض غير مقبول‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4931391 :‬تاريخ القرار‪42/22/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ع ‪.‬ع ) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬مصفي مؤسسة توزيع املواد الغذائية و‬
‫مديرية امالك الدولة سعيدة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض ‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬
‫حيث أن القرار الصادر عن مجلس قضائية سعيدة بتاريخ ‪ 40/41/1441‬هو‬
‫محل الطعن الحالي بموجب عريضة طعن بالنقض مودعة من طرف محامي‬
‫الطاعن بتاريخ ‪ 41/41/1431‬إال أنه جاء مخالفا ألحكام املادة ‪ 130‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية و إلادارية التي تنص على " ال يكون الحكم الحضوري الفاصل‬
‫في موضوع النزاع و الحكم الفاصل في أحد الدفوع الشكلية أو الدفع بعدم‬
‫القبول أو أي دفع من الدفوع ألاخرى التي تنهي الخصومة‪ ،‬قابال ألي طعن بعد‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫إنقضاء سنتين (‪ )41‬من تاريخ النطق به و لو لم يتم تبليغه رسميا " ألن القرار‬
‫املطعون فيه صدر غيابيا للمطعون ضدهما و لكنه حضوريا للطاعن الذي قدم‬
‫عريضة إلاستئناف‪ ،‬مما يتعين التصريح بعدم قبوله‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 222142 :‬تاريخ القرار‪99/29/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ح‪.‬إ) ومن معه‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬نيابة عامة– تنازل‪ -‬دعوى عمومية‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 11‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬يعد تصرفا في الدعوى العمومية مخالفا للقانون‪ ،‬تنازل النائب العام عن‬
‫الطعن بالنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫حيث الثابت من مشموالت ملف الطعن بالنقض أن النائب العام لدى مجلس‬
‫طعنا في القرار التمهيدي الصادر بتاريخ‪11/34/1431 :‬‬‫قضاء قاملة قد سجل ً‬
‫ً‬
‫وحضوريا للمتهمة شرفي هادية بتأييد الحكم‬ ‫ً‬
‫غيابيا للمتهم (ب‪.‬م)‬ ‫والذي قض ى‬
‫املستأنف فيه ثم قدم ً‬
‫طلبا بالتنازل عن طعنه‪.‬‬
‫حيث أن النائب العام لدى املحكمة العليا قدم بدوره التماسات كتابية حول‬
‫التنازل عن الطعن وأشار في تقريره إلى عدم جواز الطاعن وهو النائب العام‬
‫لدى مجلس قضاء قاملة بالتنازل عن طعنه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪215‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬
‫وحيث من املقرر ً‬
‫قانونا وقضاء أنه ال يجوز للنيابة العامة أن تتنازل عن طعنها‬
‫املسجل باسم الحق العام باعتبار أن الدعوى العمومية ليست ملك للنائب‬
‫العام ومن ثم ال يجوز له التصرف فيها بل هو مطالب بممارستها باسم الحق‬
‫العام فقط وذلك وفق القواعد إلاجرائية املحددة من قبل املشرع وبذلك فإن‬
‫تنازل النائب العام عن الطعن بالنقض يكون قد تصرف في الدعوى العمومية‬
‫ً‬
‫قانوناـ‬ ‫بالشكل الذي ال يسمح به القانون مما يجعل هذا التصرف غير جائز‬
‫ً‬
‫شكال لعدم جوا ه ً‬ ‫وعليه يستوجب القضاء بعدم قبول طلب التنازل‬
‫قانونا‪.‬‬ ‫ز‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطلب‬

‫رقم القرار‪ 4919292 :‬تاريخ القرار‪29/29/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ب ‪.‬ع ) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬املديرية الجهوية لقطب الوسط للنقل‬
‫البري للبضائع‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض ‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬
‫حيث أنه من املستقر عليه قانونا و عمال بمقتضيات املادة ‪ 130‬ق إ م إ أن‬
‫الحكم الحضوري الفاصل في موضوع النزاع أو الحكم الفاصل في أحد الدفوع‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫الشكلية أو الدفع بعدم القبول أو أي دفع من الدفوع ألاخرى التي تنهي‬


‫الخصومة ال يكون قابال ألي طعن بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به و لو‬
‫لم يتم تبليغه رسميا‪.‬‬
‫حيث أنه ثبت من امللف بأن القرار محل الطعن فصل في موضوع النزاع وصدر‬
‫حضوريا بتاريخ ‪ 11/31/1431‬إال أنه لم يتم الطعن فيه بالنقض إال بتاريخ‬
‫‪ 41/41/1431‬أي بعد حوالي ثالث سنوات من تاريخ النطق به حسب عريضة‬
‫الطعن بالنقض أي خارج أجل السنتين املحدد باملادة ‪ 130‬أعاله مما يترتب عنه‬
‫عدم قبول الطعن‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4924132 :‬تاريخ القرار‪21/24/9249 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬قضية الشركة الجزائرية للخدمات و الصيانة ‪ALGERIAN‬‬
‫‪ / COMPANY‬املطعون ضده‪( :‬ش ‪.‬ح )‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض ‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫حيث أنه ثابت من امللف أن الطاعنة قامت بإجراءات الطعن بواسطة املحامي‬
‫مهيدة غالم أمام املحكمة العليا بتاريخ ‪ 11/41/1430‬ضد الحكم الفاصل في‬
‫النزاع و الصادر حضوريا عن محكمة عين تيموشنت بتاريخ ‪ 30/41/1430‬بعد‬
‫إنقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪ ،‬مما يتعين التصريح بعدم قبول الطعن‬
‫عمال بنص املادة ‪ 130‬من ق إ م إ‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4999212 :‬تاريخ القرار‪41/49/9243 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬الشركة ذات املسؤولية املحدودة ديدو للصناعة ‪ /‬املطعون ضده‪:‬‬
‫شركة تيسالكا ‪ 22‬شركة مساهمة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬نقض وإحالة – موضوع الدعوى – تجزئة‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 111‬و‪ 131‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يقتصرأثرالنقض على مجال الوجه املؤسس عليه ما عدا عدم قابلية تجزئة‬
‫موضوع الدعوى أو التبعية الضرورية‪.‬‬
‫قضاة املوضوع ملزمون بالبقاء في إطار ما صدر من قرار جهة إلاحالة دون‬
‫تخطي ألامرموضوعا في غيرذلك ماعدا حالة التبعية الضرورية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من إغفال قاعدة جوهرية في إلاجراءات تبعا ملا جاء‬
‫باملادة ‪ 24/ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬
‫ذلك أن قضاة املجلس ملا قضوا برفع التعويض من مبلغ ‪ 144444.44‬دج إلى‬
‫‪ 044444.44‬دج يكونون قد خالفوا القاعدة الجوهرية حين قضوا في طلب‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫جديد تضمنته عريضة الترجيع بعد النقض بالرغم من أن هذه املسألة لم‬
‫تشكل وجها من أوجه الطعن بالنقض وهو ألامر الذي ال يستوي ويعد مخالفا‬
‫ألحكام املادتين ‪ 100‬و‪ 110‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫لكن حيث وبخالف ما جاء بالوجه فإن قضاة املجلس لم يخالفوا آية قاعدة‬
‫جوهرية في إلاجراءات‪ ،‬املادتين ‪ 100‬و‪ 110‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪ ،‬ذلك أن املادة ألاولى ولئن نصت على أنه يقتصر أثر النقض على‬
‫مجال الوجه الذي أسس عليه‪ ،‬ماعدا عدم قابلية تجزئة موضوع الدعوى أو‬
‫التبعية الضرورية‪ ،‬فيما يعني ذلك أن قضاة املجلس ملزمون بالبقاء في إطار ما‬
‫صدر من قرار عن جهة إلاحالة دون تخطي ألامر موضوعا في غير ذلك ماعدا‬
‫التبعية الضرورية وأن مسألة التبعية الضرورية تخص حتما التعويضات‪.‬‬
‫حيث أن قضاة املجلس ملا قضوا برفع التعويض من مبلغ ‪ 144444.44‬دج إلى‬
‫مبلغ ‪044444044‬دج‪ ،‬لم يخالفوا أي قاعدة جوهرية في إلاجراءات‪ ،‬بل بقوا في‬
‫إطار املادتين املبينتين في الوجه‪.‬‬
‫حيث أن الوجه كما جاء يبقى غير سديد وجب إستبعاده‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 4429321 :‬تاريخ القرار‪41/44/9243 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ع‪.‬ص) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬البنك الوطني الجزائري)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬قرارإحالة– مسألة قانونية‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 131 -111/9‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫يلتزم قضاة املوضوع بالفصل في دعوى الرجوع بعد النقض بناءا على‬
‫النقطة القانونية التي فصلت فيها املحكمة العليا في قرارإلاحالة بعد النقض‬
‫دون سواها‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجه ألاول املأخوذ من مخالفة القانون الداخلي طبقا للمادة ‪129/22‬‬
‫من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫الفرع ألاول مستمد من مخالفة املادة ‪ 131/9‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪.‬‬
‫بدعوى أن املسألة القانونية التي فصل فيها قرار النقض وإلاحالة الصادر عن‬
‫املحكمة العليا بتاريخ ‪ ،31/31/1430‬تتمثل في كون املجلس صادق على الخبرة‬
‫املنجزة من طرف الخبير (د‪.‬ص)‪ ،‬دون مناقشة الدفوع التي أثيرت حول نتائج‬
‫هذه الخبرة والرد عنها‪ ،‬إال أنه وعلى العكس تماما‪ ،‬يتبين من القرار محل‬
‫الطعن‪ ،‬أن قضاة إلاحالة‪ ،‬عند إعادة السير في الدعوى بعد النقض‪ ،‬لم‬
‫يتعرضوا إطالقا إلى الخبرة املنجزة من طرف الخبير (د‪.‬ص) تنفيذا لقرار‬
‫‪ 41/34/1431‬ولم يناقشوا الدفوع التي أثيرت حول النتائج التي خلصت إليها‬
‫هذه الخبرة من حيث ما إذا كانت قد خالفت أم ال بنود اتفاقية إعادة الجدولة‬
‫وخاصة بالنسبة لتحديد أقساط القرض غير املسددة بعد إعادة الجدولة‬
‫وطريقة حساب الفوائد وغرامات التأخير‪ ،‬وبعدم امتثالهم ملا ورد في قرار‬
‫إلاحالة‪ ،‬فإن قضاة املجلس قد خالفوا أحكام املادة ‪ 110/1‬من قانون‬
‫إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬مما يترتب عنه نقض وإبطال القرار محل الطعن‪.‬‬
‫الفرع الثاني مستمد من مخالفة املادة ‪ 100/1‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫بدعوى أن قرار النقض وإلاحالة يعيد الخصوم إلى الحالة التي كانوا عليها قبل‬
‫صدور القرار املنقوض فيما يتعلق بالنقاط التي شملها النقض‪ ،‬وبالرجوع إلى‬
‫ملف الدعوى‪ ،‬يتبين أن الحالة التي كانا عليها الطرفان قبل صدور القرار‬
‫املنقوض تتعلق بإعادة السير في الدعوى بعد الخبرة التي أنجزها الخبير (د‪.‬ص)‬
‫تنفيذا للقرار الصادر قبل الفصل في املوضوع بتاريخ ‪ 41/34/1431‬إال أن‬
‫قضاة إلاحالة تجاهلوا ذلك وتناولوا النزاع بطريقة مبتورة وأعادوا الطرفين إلى‬
‫الحالة التي كانوا عليها عند الطعن باالستئناف وبذلك أسقطوا عن غير حق‬
‫مرحلة كاملة من مراحل التقاض ي‪ ،‬وهي مرحلة إعادة السير في الدعوى بعد‬
‫الخبرة‪ ،‬في حين كان عليهم أن يستأنفوا النظر في النزاع ابتداء من املرحلة التي‬
‫شملها قرار النقض وليس الرجوع إلى الوراء إلى الحالة التي كان عليها ألاطراف‬
‫أثناء مرحلة الاستئناف‪ ،‬مما يشكل خرقا للمادة ‪ 100/1‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية ويعرض قرارهم للنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الفرعين معا للوجه ألاول‪:‬‬
‫حيث فعال ومن املقرر قانونا عمال بأحكام املادة ‪ 100/1‬من قانون إلاجراءات‬
‫املدنية وإلادارية‪ ،‬أن قرار النقض وإلاحالة يعيد الخصوم إلى الحالة التي كانوا‬
‫عليها قبل الحكم أو القرار املنقوض فيما يتعلق بالنقاط التي شملها النقض‪،‬‬
‫كما أنه وعمال بأحكام املادة ‪ 110‬من ذات القانون‪ ،‬فإن جهة إلاحالة ملزمة‬
‫وجوبا بتطبيق قرار إلاحالة فيما يتعلق باملسائل القانونية التي فصلت فيها‬
‫املحكمة العليا‪.‬‬
‫حيث بالرجوع إلى ملف إلاجراء‪ ،‬يتبين أن قرار املحكمة العليا الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،31/31/1430‬قض ى بنقض وإبطال القرار املطعون فيه أنذاك والصادر‬
‫بتاريخ ‪ ،30/40/1430‬على أساس أن قضاة املجلس صادقوا على الخبرة املنجزة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫الخبير دماغ صالح الدين دون مناقشة الدفوع التي أثيرت حول نتائج الخبرة‬
‫والرد عليها‪.‬‬
‫حيث والثابت من امللف أن القرار املطعون فيه أنذاك واملؤرخ في‬
‫‪ ،30/40/1430‬كان قد صدر إثر رجوع الدعوى التي أمر بها قرار‬
‫‪ ،41/34/1431‬وعليه تطبيقا للمادة ‪ 100/1‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية املذكورة أعاله‪ ،‬يتعين على جهة إلاحالة أن تعيد النظر في النزاع في‬
‫مرحلة إلاجراءات التي لم يشملها النقض‪ ،‬أي أنها تقف عند الحالة التي كان‬
‫عليها الخصوم والدعوى قبل صدور القرار املنقوض‪ ،‬وهي دعوى الرجوع بعد‬
‫الخبرة وعندئذ فإن قضاة إلاحالة ملزمين بمناقشة هذه الدعوى على ضوء‬
‫املسألة القانونية التي فصلت فيها املحكمة العليا‪ ،‬بموجب قرارها الصادر‬
‫بتاريخ ‪.31/31/1430‬‬
‫حيث وبالرجوع إلى القرار محل الطعن الحالي‪ ،‬فإنه جاء في تسبيبه " أن النزاع‬
‫موضوع الترجيع ينصب حول املديونية املتمثلة في أقساط القرض غير املسددة‬
‫والتي حل أجل إستحقاقها بعد إ‘ادة الهيكلة والجدولة وما ترتب عليها من فوائد‬
‫وغرامات التأخير‪ ،‬وأن املسألة محسوم فيها باإلثباتات املرفقة بامللف وخاصة‬
‫إتفاقية القرض وإعادة الجدولة وإلارسالية املحررة من طرف الطاعن في‬
‫‪ 10/41/1441‬والتي يقر فيها بالدين العالق في ذمته واملقدر ب ‪ 101‬مليون دج‬
‫والتي طالب بموجبها إعادة هيكلته ومن ثمة ال مجال إلثارة أوجه الغرض منها‬
‫التنصل من هذا إلاتفاق‪ ،‬وأن الخبير معامير فريد توصل إلى ضبط وتحديد‬
‫املبلغ مستحق ألاداء لفائدة البنك واملقدر ب‪ 101.001411‬دج‪ ،‬وال مجال‬
‫إلجراء خبرة رابعة وإنتهوا إلى تأييد الحكم املستأنف مبدئيا وتعديال له خصم‬
‫املبلغ املالي املدفوع للمرجع (البنك) بواسطة شيك من الخزينة العمومية‬
‫واملقدرة ب‪ 10.031.300،13‬دج‪ ،‬من املبلغ إلاجمالي املحكوم به بموجب الحكم‬
‫املستأنف‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪210‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫حيث إن مثل هذا التسبيب يدل على أن قضاة إلاحالة لم يناقشوا إطالقا‬
‫دعوى الرجوع بعد الخبرة‪ ،‬بل أعادوا الطرفين إلى الحالة التي كانوا عليها في‬
‫دعوى إلاستئناف ولم يبتوا في مصير ومآل الخبرة التي أمر بها قرار‬
‫‪ ،41/34/1431‬والذي أصبح بهذه الكيفية في وضعية معلقة‪ ،‬وبذلك فإنهم‬
‫خالفوا أحكام املادة ‪ 110‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬وفصلوا في‬
‫النزاع بطريقة مبتورة‪ ،‬إذ أنهم أسقطوا عن غير حق‪ ،‬مرحلة كاملة من مالاحل‬
‫التقاض ي وهي في مرحلة إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة املنجزة تنفيذا لقرار‬
‫‪ 41/34/1431‬على إعتبار أن هذا القرار لم يشمله النقض‪ ،‬وكان عليهم أن‬
‫يواصلوا النظر في النزاع إبتداءا من هذه املرحلة‪ ،‬وكما فعلوا فإنهم خالفوا‬
‫القانون وعرضوا قرارهم للنقض وإلابطال دون حاجة ملناقشة باقي ألاوجه‪.‬‬
‫حيث ومتى كان ألامر كذلك‪ ،‬يتعين نقض وإبطال القرار املطعون فيه‪،‬‬
‫ويستحسن إحالة القضية وألاطراف على جهة قضائية من نفس النوع والدرجة‬
‫طبقا للمادة ‪ 100‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫نقض وإحالة أمام مجلس آخر‬

‫رقم القرار‪ 4422949 :‬تاريخ القرار‪41/23/9243 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ح‪.‬س) ‪ /‬املطعون ضده‪(:‬ح‪.‬ع‪.‬ن)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬قرار – نقض – بدون موضوع‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪213‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يجوز الطعن مرة ثانية في قرار أصدرت فيه املحكمة العليا قرارا بالنقض‪.‬‬
‫يصبح الطعن الثاني بدون موضوع إذا فصلت املحكمة العليا في الطعن‬
‫ألاول‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث ومن الثابت أنه سبق بنفس الجلسة أن نقضت املحكمة العليا القرار‬
‫املطعون فيه الصادر في ‪ 34/40/1430‬فهرس ‪ 43341/30‬عن مجلس قضاء أم‬
‫البواقي وعليه فإنه يبقى الطعن الحالي بدون موضوع‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫طعن بدون موضوع‬

‫رقم القرار‪ 4293111 :‬تاريخ القرار‪29/29/9243 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬ديوان الترقية و التسيرالعقاري لوالية الشلف ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‬
‫‪.‬ع)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرق الطعن – اجال‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 121 ،112 ،141‬و ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫الحكم الحضوري ‪ ،‬الفاصل في موضوع النزاع ‪ ،‬غير قابل للطعن بالنقض ‪،‬‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــول قـابـلي ــة الطعــن بالنقـض‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫حيث أنه ثابت من امللف أن الطاعن قام بإجراءات الطعن بواسطة املحامية‬
‫مومنة خيرة أمام املحكمة العليا بتاريخ ‪ 11/40/1430 :‬ضد القرار الفاصل في‬
‫النزاع والصادر عن محكمة مجلس قضاء الشلف بتاريخ ‪ 10/43/1434‬بعد‬
‫انقضاء سنتين من تاريخ النطق به‪ ،‬مما يتعين التصريح بعدم قبول الطعن‬
‫عمال بأحكام املادة ‪ 130‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 4291914 :‬تاريخ القرار‪42/49/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ ( :‬ق‪.‬ب ) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬س‪.‬ع)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طعن تعسفي‪ ،‬تعويض‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 133‬من قانون إلاجراءات املدنية و إلادارية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫تختص املحكمة العليا بالفصل في طلبات التعويض عن الطعن بالنقض إذا‬
‫كان تعسفيا ‪ ،‬وال تختص بالحكم بالتعويض عن ألاضرارألاخرى‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫و حيث أن الطعن بالنقض يستند إلى وجه وحيد و املأخوذ من إغفال ألاشكال‬
‫الجوهرية لإلجراءات‪.‬‬
‫حيث أن الطاعنين يعيبان على القرار املطعون فيه بدعوى أنه ال يمكن‬
‫الاستجابة لطلب املطعون عليه إال بعد تنفيذ الحكم الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1440/41/30‬الذي تم وقف تنفيذه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪215‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وحيث أن قضاة املجلس ليس من اختصاصهم إزالة مفعول ألامر بوقف‬


‫التنفيذ بل ال بد من الرجوع إلى القاض ي املختص لنظر أسباب إلغاء وقف‬
‫التنفيذ و يصدر ألامر بواصلة التنفيذ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫و حيث أن قضاة املوضوع عندما انتهوا إلى الفصل بإلزام الطاعنين بإرجاع‬
‫الباب الحديدي إلى حالته ألاصلية دون انتظار الفصل في إلاشكال يكونون بذلك‬
‫قد خرقوا ألاشكال الجوهرية في إلاجراءات مما يعرض قضاءهم للنقض‪.‬‬
‫و حيث أن ما يعيبه الطاعنان على القرار املطعون فيه في غير محله‪ ،‬ذلك أن‬
‫النزاع املطروح على قضاة املوضوع كان يتعلق بإلزام الطاعنين بإرجاع الباب‬
‫الحديدي إلى حالته ألاصلية بعدما قاما بغلقه‪ ،‬و ال يتعلق النزاع باإلشكال‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك‪ ،‬فإن ألاوامر الصادرة من قاض ي ألامور املستعجلة‪ ،‬ليس لها أية‬
‫حجية على قضاة املوضوع‪ ،‬مما يتعين معه التصريح برفض هذا الوجه‪.‬‬
‫وحيث أن املطعون عليه طلب الحكم له بتعويض بمبلغ مليون دينار عن‬
‫الضرر الذي لحقه جراء عدم امتثال الطاعنين لتنفيذ القرار النهائي‪.‬‬
‫و حيث أنه إن كانت املحكمة العليا تختص بالفصل في طلب التعويض عن‬
‫الطعن بالنقض إذا كان تعسفيا‪ ،‬و غير مختصة بالحكم بالتعويض عن‬
‫ألاضرار ألاخرى‪ ،‬مما يتعين معه التصريح بعدم قبول هذا الطلب‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 4491119 :‬تاريخ القرار‪42/49/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪.‬ك) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ج)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عريضة – مبدأ الوجاهية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املرجع القانوني‪ :‬املادتان ‪ 129‬و‪ 219‬من قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‬


‫املبدأ‪:‬‬
‫يتحقق مبدأ الوجاهية في الطعن بالنقض برد املطعون ضده على عريضة‬
‫الطعن وال يعتد باملوطن الذي بلغ به‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أجاب املطعون ضده ألاول (ب‪.‬ج)‪ ،‬بواسطة وكيله ألاستاذ بحري إبراهيم‪،‬‬
‫املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬ملتمسا عدم قبول الطعن شكال ألن‬
‫تبليغه تم بوالية املدية والتي لم يتخذها موطنا له‪ ،‬بل أن موطنه ألاصلي‬
‫والرسمي يوجد باملنطقة الصناعية بحاس ي مسعود بورقلة‪ ،‬وإحتياطيا رفض‬
‫الطعن موضوعا لعدم التأسيس‪ ،‬وقد بلغت مذكرة الرد لوكيلة الطاعن بتاريخ‬
‫‪.1430/41/34‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 329421 :‬تاريخ القرار‪91/44/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪.‬ع) و(ب‪.‬ن) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ا) و(ب‪.‬ع) و(د‪.‬ط) والنيابة‬
‫العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬تبليغ – إنذاربإيداع مذكرة – تمديد أثرالنقض‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة‪ 222 :‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يمدد أثر النقض للمتهم الطاعن الذي لم يودع مذكرة بأوجه الطعن بسبب‬
‫عدم إنذاره بإيداعها واملدان بموجب القرار محل الطعن بالنقض‪ ،‬شريطة‬
‫أن يؤثرسبب النقض على سالمة القراربرمته‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬


‫عن الوجه الثاني املثار مسبقا و املؤدي وحده للنقض و املأخوذ من القصور‬
‫في ألاسباب‪:‬‬
‫بدعوى أن القرار املطعون فيه اكتفى في حيثياته باإلشارة إلى قيام أركان‬
‫الجريمة في حق املتهمين سواء الذين اقتحموا مقر الدرك الوطني وأخذوا املولد‬
‫الكهربائي أو الذين اقتحموا مقر البلدية وحطموا بعض أجزائه وسرقة بعض‬
‫عتاده استنادا على محضر املعاينة والصور املرفقة بمحضر الضبطية‬
‫القضائية‪.‬‬
‫وأن هذا التسبيب ال يعطي للمجلس أي سبب للقول بإدانة العارض بجرم‬
‫الحريق غير العمدي وفقا للمادة ‪ 040‬مكرر من قانون العقوبات كونه أعطى‬
‫نفس ألاسباب لجميع املتهمين وهو ما يعد قصورا في التسبيب‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫بالفعل بالرجوع إلى القرار املطعون فيه يتبين أن قضاة املجلس قد سببوه‬
‫بالقول‪ " :‬أنه اتضح للمجلس من خالل ملف القضية واملناقشات التي دارت‬
‫بالجلسة أن الوقائع املتابع من أجلها املتهمين ثابتة ضدهم وقائمة بأركانها‬
‫القانونية لقيامهم بأعمال الشغب بوضع عجالت مطاطية مضرمة بالنيران و‬
‫ألاحجار أدى إلى إتالف مركبتين تابعتين ملؤسسة سونلغاز وإسقاط باب مدخل‬
‫فرقة الدرك الوطني لبلدية خليل وإتالف املولد الكهربائي التابع لها وإتالف‬
‫أدوات تابعة ملقر البلدية والثابت بمحضر معاينة مدعم بصور فوتوغرافية‬
‫مرفقة بملف الدعوى"‪.‬‬
‫وانتهوا إلى تأييد الحكم املستأنف الذي اعتمد ذات التسبيب املبين آنفا وأضاف‬
‫بأن املتهمين تم التعرف عليهم من قبل مصالح الدرك الوطني كما أن التحقيق‬
‫أفاد بوجود يد للمتهمين في الوقائع املتابعين من أجلها والتي تشكل الركن املادي‬
‫للجريمة وأن السلوك املادي والذي نجم عنه إلحاق أضرار مختلفة باملؤسسات‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫العمومية يفيد القصد الجنائي وسوء نيتهم ألحداث الفعل املنصوص عليه‬
‫باملادة ‪ 040‬مكرر من قانون العقوبات وأنه يتبين من خالل الحيثيات الواردة في‬
‫القرار املطعون فيه أن قضاة املوضوع لم يتطرقوا إلى ألافعال التي قام بها كل‬
‫متهم على حدة واعتمدوا حيثيات بصفة الجمع دون أي تفصيل ودون بيان‬
‫ألافعال التي اقترفها كل متهم وأنه كان على قضاة املوضوع أن يبرزوا ألافعال التي‬
‫قام بها كل متهم ومن ثم بيان عناصر وأركان الجرم املنسوب إليه ومادام أن‬
‫قضاة املوضوع لم يفعلوا ذلك فإن ما توصلوا إليه في قضائهم يبقى مشوب‬
‫بالقصور في التسبيب‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الوجه الثاني املثار مسبقا مؤسس ويؤدي إلى نقض القرار‬
‫املطعون فيه دون حاجة إلى مناقشة الوجه ألاول‪.‬‬
‫حيث أن املتهم (ب‪.‬ن) قام بالطعن بالنقض في ألاجل املقرر قانونا وأنه سدد‬
‫الرسم القضائي وال يثبت من أوراق امللف أنه تم تبليغه باإلنذار إليداع مذكرة‬
‫الطعن إال أنه قد تمت إدانته بموجب نفس القرار محل الطعن مع ما تضمنه‬
‫من خروق قانونية حسب ما هو مذكور أعاله بخصوص الطاعن آلاخر مما‬
‫يستوجب لحسن سير العدالة أن يتم تمديد أثر النقض لصالحه هو آلاخر‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫نقض وإحالة أمام نفس املجلس‪.‬‬

‫رقم القرار‪ 4419112 :‬تاريخ القرار‪42/42/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪ .‬ن) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪ .‬ع) والنيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬مدعي مدني – استئناف‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يجوز للمدعي املدني الذي لم يتبع طرق الطعن العادية " الاستئناف" أن‬
‫يلجأ إلى طرق الطعن غيرالعادية "الطعن بالنقض" ‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الطاعن ممثال باألستاذ (م‪.‬ع) قد ّ‬ ‫ّ‬
‫قدم مذكرة تدعيما‬ ‫حـيث أن الطرف املدني‬
‫ضمنها وجهين للطعن بالنقض مأخوذين من قصور ألاسباب و مخالفة‬ ‫لطعنه ّ‬
‫القانون‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حــيث أنه تبين وثائق امللف و من بياناته القرار املطعون فيه أن النيابة و حدها‬
‫من استأنفت ألامر القاض ي بانتفاء وجه الدعوى‪.‬‬
‫حــيث أن إجتهاد املحكمة العليا إستقر على أنه ال يجوز للمدعي املدني الذي لم‬
‫يتبع طرف الطعن العادية أن يلجأ إلى طرق الطعن الغير عادية ‪.‬‬
‫حــيث أن الطرف املدني الطاعن لم يستأنف ألامر الذي أيده القرار املطعون‬
‫فيه مما يجعل طعنه غير مقبول لعدم جوازه‪ .‬و دون حاجة ملناقشة الوجهين‬
‫املثارين في مذكرة الطعن‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن لعدم جوازه‬

‫رقم القرار‪ 4412422 :‬تاريخ القرار‪49/22/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬النيابة العامة ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬ج)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬عدم الاختصاص – وقف التنفيذ‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،24 – 21‬املتعلق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته واملادتين ‪ 122‬و‪ 122‬من قانون إلاجراءات الجزائية‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫يوقف الطعن بالنقض تنفيذ القرار القاض ي بعدم الاختصاص الشخص ي‬
‫وال يجوز للمحكمة العسكرية الفصل في املوضوع قبل صدور قرار املحكمة‬
‫العليا‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوجه الوحيد للنقض املأخوذ من مخالفة قاعدة جوهرية في إلاجراءات‪:‬‬
‫بالقول أن املحكمة العسكرية بقسنطينة فصلت في القضية بناءا على نسخة‬
‫من امللف الوارد إليها من النائب العام لدى مجلس قضاء باتنة رغم الطعن‬
‫بالنقض في قرار الغرفة الجزائية القاض ي بعدم الاختصاص النوعي حسب‬
‫تعبير القرار و أن املحكمة العليا الزالت لم تفصل في الطعن و كان على املحكمة‬
‫العسكرية أن ترجئ الفصل إلى حين صدور قرار املحكمة العليا‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث أن املطعون ضده أودع مذكرة بواسطة محاميه ألاستاذ‪ /‬عثامنية‬
‫لخميس ي يزعم فيها أنه ال يوجد أي خرق لإلجراءات و أن الطاعن لم يشر إلى‬
‫النص القانوني الذي ينظمها و أن القواعد الجوهرية في إلاجراءات تستخرج من‬
‫الاجتهادات الفقهية و النظريات الفلسفية و لكن من نصوص القانوني و‬
‫الاجتهاد القضائي و أن الحكم موضوع الطعن جاء سليما من جميع العيوب‬
‫القانونية مما يفرض رفض الطعن‪.‬‬
‫حيث أن الفقرة " ب " من املادة ‪ 010‬لقانون إلاجراءات الجزائية تجيز الطعن‬
‫بالنقض في أحكام املحاكم و قرارات املجالس القضائية الفاصلة في املوضوع في‬
‫آخر درجة في مواد الجنايات و الجنح أو املقض ي فيها بقرار مستقل في‬
‫الاختصاص أو التي تنهي السير في الدعوى العمومية‪.‬‬
‫و حيث أن قرار الغرفة الجزائية ملجلس قضاء باتنة الصادر بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 1434/40/33‬ألغي الحكم املستأنف الصادر عن محكمة مروانة بتاريخ‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫‪ 1441/33/31‬القاض ي على املطعون ضده بعام حبسا مع وقف التنفيذ و دفع‬


‫‪ 30444‬دج إلى الطرف املدني كتعويض بعد إدانته باستغالل الوظيفة و بعد‬
‫التصدي قض ى املجلس بعدم الاختصاص النوعي بدل الشخص ي على أساس أن‬
‫املتهم عند ارتكابه لجريمته كان يمارس مهامه بمقر فرقة الدرك الوطني‪.‬‬
‫حيث يتبين من وثائق امللف أن الطرف املدني طعن بالنقض في القرار املشار‬
‫إليه و لحد اليوم الزالت املحكمة العليا لم تفصل فيه‪.‬‬
‫حيث أن الطعن بالنقض يوقف تنفيذ القرار الذي قض ى بعدم الاختصاص‬
‫وفقا للمادة ‪ 011‬من قانون إلاجراءات الجزائية و أن إحالة القضية على‬
‫املحكمة العسكرية قبل أن يحوز القرار قوة الش يء املقض ي خطأ إجرائي جسيم‬
‫ذلك أن املحكمة العسكرية تجاوزت سلطاتها وقضت في القضية قبل ألاوان‬
‫ألامر الذي يعرض الحكم املطعون فيه إلى النقض و إلابطال لعدم اختصاصها‬
‫مؤقتا على ألاقل و قد تبقي املحكمة العليا الاختصاص للقضاء املدني فال يجوز‬
‫أية محاكمة أمام أية جهة كانت إلى حين الفصل في الطعن‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫نقض بدون إحالة‬

‫رقم القرار‪ 221311 :‬تاريخ القرار‪43/22/9242 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ ( :‬ب‪ .‬ع) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب ‪ .‬ف)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬أوجه – سهو عن الفصل في طلب أصلي‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬قانون ‪ 22-29‬املادة ‪ 129‬من قانون إلاجراءات املدنية و‬
‫إلادارية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪210‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫املبدأ‪:‬‬
‫يشترط في السهو عن الفصل في أحد الطلبات ألاصلية املعتبر وجها من أوجه‬
‫الطعن بالنقض أن يكون السهو كليا و أن يكون الطلب موضوعيا‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫الوج ــه الوحيـد‪ :‬املأخوذ من السهو عن الفصل في أحد الطلبات ألاصلية‪:‬‬
‫و هي الحالة ‪ 31‬من املادة ‪ 101‬ق إ م إ بدعوى أن قضاة الاستئناف لم يردوا على‬
‫طلب الطاعن الرامي إلى تعيين خبير آخر و هو ما يشكل خرقا ألحكام املادة ‪111‬‬
‫قإم‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن الوجـه الوحيـد‪:‬‬
‫حيث ّأن السهو عن الفصل في أحد الطلبات ألاصلية يشترط في إثارته أن يكون‬
‫ّ‬
‫إلاغفال إغفاال كليا يجعل الطلب معلقا لم يقصد فيه قضاء ضمنيا و أن يكون‬
‫الطلب طلبا موضوعيا‪.‬‬
‫ّ‬
‫و حيث أنه في دعوى الحال‪ ،‬فإن عدم إجابة الطاعن على طلبه الرامي إلى تعيين‬
‫خبير آخر يعتبر رفضا ضمنيا ما دام قضاة املوضوع قد ّ‬
‫تمسكوا بنتائج الخبرة‬
‫أسسوا عليها قضاءهم و هو ما يخضع لسلطتهم التقديرية التي ّ‬
‫خولها لهم‬ ‫التي ّ‬
‫القانون و ال رقابة عليهم فيها من طرف املحكمة العليا‪ ،‬و عليه فالوجه غير مبرر‬
‫يتعين رفضه و معه رفض الطعن‪.‬‬ ‫و ّ‬

‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪213‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫رقم القرار‪ 232412 :‬تاريخ القرار‪42/21/9242 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬العيادة الطبية "ا" ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ذوي حقوق (ب‪.‬ن) بحضور‬
‫النائب العام لدى املحكمة العليا‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬مصلحة‬
‫املرجع القانوني‪ :‬قانون رقم‪( 22 – 29 :‬إجراءات مدنية وإدارية)‪ ،‬املادتان‪41 :‬‬
‫و‪ ،112‬جريدة رسمية عدد‪94 :‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال مصلحة ملن كسب طعنا أول بالنقض في طعن ثان بالنقض‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫عن قبــول الطعن‪:‬‬
‫يتبين من واقع امللف أن الطاعنة سبق لها أن طعنت بالنقض في نفس‬ ‫حيث ّ‬
‫القرار بموجب عريضة مودعة بتاريخ ‪ 11/41/1431‬بأمانة ضبط املحكمة‬
‫العليا تحت رقم ‪ 4101310‬وقد فصلت املحكمة العليا في هذا الطعن بموجب‬
‫قرار صادر بتاريخ ‪ 31/31/1430‬بقبول الطعن شكال و في املوضوع نقض و‬
‫إبطال القرار املطعون فيه الصادر بتاريخ ‪ 43/41/1431‬و إحالة القضية و‬
‫ألاطراف على نفس املجلس‪....‬‬
‫ّ‬
‫لكن حيث أنه ال بد أن تكون للطاعن مصلحة قانونية و مباشرة في الطعن‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬
‫املصلحة ليست شرطا لقبول الدعوى فحسب‪ ،‬و إنما هي شرط لقبول أي طلب‬
‫أو دفع أو طعن في الحكم أو اتخاذ أي إجراء من إجراءات الخصومة‪ ،‬و في هذا‬
‫يتعين القول أنه ال يكفي في من يختصم في الطعن بالنقض أن يكون طرفا‬ ‫املعنى ّ‬
‫في الخصومة بل يجب أن تكون له مصلحة أيضا‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫و حيث أن من كسب طعنه في الطعن ألاول ال تكون له مصلحة في الطعن الثاني‬


‫و هو ما ينطبق على الطاعنة في الطعن الحالي‪ ،‬و عليه ّ‬
‫يتعين التصريح بعدم‬
‫قبول هذا الطعن النعدام املصلحة‪.‬‬
‫يتبين فعال ّأن هذا الطعن قد انطوى على تعسف‬ ‫مما ذكر أعاله‪ّ ،‬‬ ‫و حيث ّأنه‪ّ ،‬‬
‫يتعين الحكم معه على العيادة الطاعنة ممثلة بمديرها بغرامة مدنية قدرها‬ ‫مما ّ‬
‫لكل واحد من املطعون ضدهم (ب‪.‬أ)‬‫عشرين ألف دينار (‪ 14.444‬دج) و الحكم ّ‬
‫و(ح‪.‬ن) و(ب‪.‬أ) بمبلغ ثالثين ألف دينار (‪ 14.444‬دج) كتعويض عن الطعن‬
‫ّ‬
‫التعسفي طبقا للمادة ‪ 111‬ق إ م إ‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫عدم قبول الطعن‬

‫رقم القرار‪ 129211 :‬تاريخ القرار‪12/24/9241 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ب‪.‬أ) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬ب‪.‬س) ومن معه والنيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬إيداع مذكرة طعن – أجل قانوني‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 222‬من ألامر ‪ 422 – 11‬املؤرخ في ‪4211/21/29‬‬
‫(إجراءات جزائية)‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يترتب عن عدم تقديم مذكرة تتضمن أوجه الطعن بواسطة محام مقبول‬
‫لدى املحكمة العليا خالل ألاجل القانوني عدم قبول الطعن بالنقض شكال‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫حيث إنه بموجب كتاب موص ى عليه مع إلاشعار باالستالم تم إنذار الطاعن‬
‫ليتسنى له إيداع مذكرة تتضمن أوجه طعنه بالنقض وهي محررة وموقعة من‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪215‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫طرف محام معتمد لدى املحكمة العليا في ظرف شهر واحد من تاريخ إلانذار‬
‫تطبيقا لنص املادة ‪ 040‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫غير أن الطاعن لم يمتثل لإلنذار املوجه إليه ولم يقدم أي مذكرة تتضمن أوجه‬
‫طعنه بواسطة محام مقبول لدى املحكمة العليا‪.‬‬
‫في هذه الحالة يتعين التصريح بعدم قبول الطعن شكال وفقا للمادة السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 443224 :‬تاريخ القرار‪99/21/4221 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬ورثة (ز‪ .‬م) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬ورثة (ز‪ .‬ا)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طعنين بالنقض‪ -‬طعن في نفس القرار‪ -‬طعن أسبق في‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يمكن إقامة طعن على طعن من نفس الطرف ضد نفس القرار ‪ ،‬وفي حالة‬
‫ثبوت ذلك‪ ،‬يؤخذ بالطعن ألاسبق في التاريخ‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫إن املحكمة العلي ـ ــا‬
‫في جلستها العلنية املنعقدة بها بشارع ‪ 33‬ديسمبر ‪ 3104‬ألابيار الجزائر‬
‫العاصمة‪.‬‬
‫بعد املداولة القانونية أصدرت الغرفة املختلطة القرار آلاتي نصه‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫بناء على املواد ‪ 14‬و ‪ 13‬و ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11/11‬املؤرخ في ‪ 30‬جمادى ألاول‬
‫عام ‪ 3034‬املوافق ليوم ‪ 31/31/3111‬املتعلق بصالحيات املحكمة العليا‬
‫وتنظيمها و تسييرها‪.‬‬
‫بعد إلاطالع على ألامر املؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ 3111‬تحت رقم ‪ 111/11‬املتعلق‬
‫بتشكيل و تعيين رئيس الغرفة املختلطة‪.‬‬
‫وبعد الاستماع إلى السيد ‪ /‬مقراني حمادي رئيس الغرفة املدنية في تالوة تقريره‬
‫املكتوب و إلى السيد ‪ /‬قلو عز الدين املحامي العام في تقديم طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫حيث طلب ورثة (ز‪.‬م) بواسطة ألاستاذ ‪ /‬لبني مختار إزالة ألاشكال القانوني‬
‫الناجم عن إصدار قرارين متناقضين من املحكمة العليا في طعنين أقيما ضد‬
‫نفس القرار و من نفس الطرف‪ ،‬كما سيأتي ذلك وفق املادتين ‪ 14‬و ‪ 13‬من‬
‫القانون املنظم لصالحيات املحكمة العليا‪.‬‬
‫وحيث أن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية‪.‬‬
‫حيث أنه يستند إلى الجانب التالي‪:‬‬
‫أن املحكمة العليا أصدرت قرارين متناقضين‪:‬‬
‫ألاول‪ :‬صادر من الغرفة املدنية بتاريخ‪ 10/31/3114 :‬قض ى بنقض القرار‬
‫املطعون فيه‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬صادر من الغرفة التجارية و البحرية بتاريخ‪ 11/41/3111 :‬قض ى‬
‫برفض الطعن‪.‬‬
‫وذلك في طعنين أقيما من ورثة (ز‪.‬م) ضد قرار واحد صادر عن مجلس قضاء‬
‫الجزائر بتاريخ‪ 34/41/3111 :‬صادق على حكم مستأنف لديه قض ى بطرد‬
‫الطاعنين الحاليين من مصنع املشروبات الغازية و ألاراض ي التابعة له موضوع‬
‫النزاع‪.‬‬
‫وقد ترتب عن ذلك إشكاالت قانونية يلتمسون إزالتها بتشكيل غرفة مختلطة‪.‬‬
‫عن هذا الجانب املثار‪:‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫حيث يستفاد من وقائع القضية و القرارين املذكورين الصادرين عن املحكمة‬


‫العليا أن ورثة (ز‪.‬م) قد رافعوا ورثة (ز‪.‬م) أمام محكمة بئر مراد رايس بموجب‬
‫عريضة طلبوا فيها طردهم من معمل املشروبات الغازية و ألاراض ي التابعة له‬
‫وقد أصدرت املحكمة بتاريخ‪ 10/41/3111 :‬حكما قضت فيه بالطرد أيده قرار‬
‫مجلس قضاء الجزائر الصادر بتاريخ‪ 34/41/3111 :‬و الذي طعنه ورثة (ز‪.‬م)‬
‫بواسطة ألاستاذين‪ :‬شنتوف جمال و كريموا براهيمي ‪ ،‬إذ رفع ألاول طعنه‬
‫بتاريخ‪ 40/31/3111 :‬تحت رقم‪ 11101 :‬توبع بقرار أصدرته املحكمة العليا‬
‫ى(الغرفة املدنية) بتاريخ‪ 10/31/3114:‬تضمن نقض القرار املطعون فيه‬
‫الصادر عن مجلس الجزائر بتاريخ ‪.34/41/3111‬‬
‫ورفع الثاني طعنه بتاريخ‪ 33/31/3111 :‬تحت رقم ‪ 11111‬ضد نفس القرار و‬
‫أصدرت املحكمة العليا (الغرفة التجارية و البحرية) قرار بتاريخ ‪11/41/11‬‬
‫تضمن رفض الطعن‪ ،‬وهو مناقض للقرار ألاول‪ ،‬وهذا التناقض يترتب عنه‬
‫فعال إشكاال قانونيا يستلزم إزالته بعقد غرفة مختلطة وفق ما تنص عليه‬
‫املادتين ‪ 14‬و ‪ 13‬من القانون املذكور‪.‬‬
‫و حيث أن القاعدة ال يمكن إقامة طعن على طعن من نفس الطرف ضد نفس‬
‫القرار وهو ما فعله ورثة ز‪.‬م كما هو مبين أعاله‪ ،‬ويتعين هنا مراعاة الطعن‬
‫ألاول و ألاسبق في التاريخ وعدم قبول الطعن الثاني‪.‬‬
‫و حيث أننا بالرجوع إلى الطعنين املعنيين نجد و أن الطعن السابق في التاريخ‬
‫هو الطعن املقام من ألاستاذ‪ /‬شنتوف جمال و املسجل بتاريخ ‪40/31/3111‬‬
‫تحت رقم ‪ 11101‬و الذي توصلت فيه الغرفة املدنية باملحكمة العليا إلى نقض‬
‫القرار املطعون فيه في قرارها بتاريخ ‪ ،10/31/3114‬أما الطعن الثاني املرفوع‬
‫من ألاستاذ ‪ /‬كريموا ابراهيمي فيأتي بعده في تاريخ التسجيل لتسجيله يوم‬
‫‪ 33/31/3111‬و الذي توصلت فيه الغرفة التجارية و البحرية إلى رفض الطعن‬
‫في قرارها بتاريخ ‪ 11/41/3111‬خارقة بذلك املبدأ املذكور أعاله‪ ،‬وكان عليها في‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫هذه الحالة أن تقرر عدم قبول الطعن شكال لعدم إمكانية إقامة طعن على‬
‫طعن مما يستوجب إبطال هذا القرار و إبعاده‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطلب و ابطال القرار‬

‫رقم القرار‪ 99221 :‬تاريخ القرار‪12/21/4294 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬م‪ .‬س) ‪ /‬املطعون ضده‪( :‬م‪ .‬ا) والنيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬طرف مدني‪ -‬براءة‪ -‬أشياء محجوزة‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 121/1‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫ال يجوز للمدعي املدني الطعن بالنقض في قرار نهائي‪ ،‬صادر في مواد الجنح‬
‫واملخالفات قض ى بالبراءة‪ ،‬إال إذا كان الطعن بالنقض يتعلق بما تم الفصل‬
‫فيه‪ ،‬فيما يخص ألاشياء املحجوزة‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫أصدر املجلس ألاعلى‪ ،‬بهيئة مكونة من الغرفتين الجنائيتين ألاولى و الثانية في‬
‫جلسته العلنية املنعقدة يوم الثالثين من شهر جوان سنة ألف و تسعمائة و‬
‫واحد وثمانين‪ ،‬بعد املداولة قانونا القرار ألاتي نصه‪:‬‬
‫وبعد الاستماع إلى السيد بن طباق مراد رئيس الغرفة الجنائية الثانية في تالوة‬
‫تقريره املكتوب‪ ،‬و إلى السيد نعروره املحامي العام في طلباته‪.‬‬
‫وبعد إلاطالع على الطعن بالنقض الذي رفعه (م‪.‬س) ضد القرار الصادر في ‪33‬‬
‫جوان ‪ 3111‬من مجلس جيجل القاض ي ببراءة املتهم وعدم الاختصاص مدنيا‪.‬‬
‫وحيث أن الطاعن أودع بواسطة محاميه ألاستاذ ‪ /‬يسعد محند مذكرة أثار فيها‬
‫أربعة أوجه‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫ونظرا للرسالة التي وجهها رئيس الغرفة الجنائية الثانية في ‪ 1‬ماي ‪ 3113‬إلى‬
‫الرئيس ألاول طالبا فيها إحالة القضية على هيئة مكونة من غرفتين‪:‬‬
‫ونظرا ألمر الرئيس ألاول الصادر في ‪ 33‬ماي ‪ 3113‬و القاض ي بطرح القضية‬
‫على الغرفتين الجنائيتين املجتمعتين‪.‬‬
‫عن الوجه الثاني مسبقا‪:‬‬
‫املبنى على خرق القواعد الجوهرية في إلاجراءات باعتبار أن القرار املطعون فيه‬
‫لم ينص في صفحته ألاخيرة على أسماء القضاة الذين شاركوا في الحكم‪.‬‬
‫لكن حيث انه جاء في صدر القرار أن الغرفة الجزائية ملجلس قضاء جيجل‬
‫كانت متركبة من السيد عبد العزيز سعد رئيس املجلس و السيد السعيد مجيد‬
‫وادي املستشار و السيد جمال الدين بريهموش القاض ي املنتدب‪.‬‬
‫وحيث أن القانون ال يشترط ذكر القضاة الذين شاركوا في املحاكمة في‬
‫الصفحة ألاخيرة من القرار وإنما يلزم ذكرهم سواء في صدر القرار أو في صلبه‬
‫أو في مؤخره‪.‬‬
‫عن ألاوجه الثالثة ألاخرى‪:‬‬
‫املأخوذة من خرق القانون و القواعد الجوهرية في إلاجراءات و القصور في‬
‫التعليل و التناقض بدعوى أن قضاة الاستئناف اخطأوا عندما صرحوا بأن‬
‫ألافعال املنسوبة إلى املتهم ال تكون الجنحة املنصوص و املعاقب عليها في املادة‬
‫‪ 110‬الفقرة ألاولى من قانون العقوبات و الحال أن القاض ي ألاول بني حكمه‬
‫بإدانة املتهم على محضر الطرد املؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪.3111‬‬
‫لكن حيث أن هذه ألاوجه تدور حول الدعوى العمومية التي ال يحق للمدعي‬
‫بالحق املدني مناقشتها السيما و أن القرار املطعون فيه قد فصل نهائيا فيها‬
‫بالبراءة‪.‬‬
‫و حيث أن القرارات الصادرة بالبراءة في مواد الجنح واملخالفات ال يجوز الطعن‬
‫فيها بالنقض من طرف املدعى املدني إال إذا فصلت في ألاشياء املحجورة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 43912 :‬تاريخ القرار‪92/23/4292 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪( :‬ع‪ .‬ب) ‪ /‬املطعون ضده‪ :‬النيابة العامة‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬حكم بعدم الاختصاص‪ -‬غرفة الاتهام‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املواد ‪ 113 ،111‬و ‪ 212‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫إن كانت غرفة الاتهام مختصة في نظر الاستئناف املرفوع ضد حكم محكمة‬
‫الجنح‪ ،‬القاض ي بعدم اختصاصها ألن الوقائع تشكل جناية‪ ،‬فإن ذلك ال‬
‫يعني أن هذا الحكم غير قابل للطعن بالنقض‪ ،‬متى استوفى الطعن شروطه‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫أصدر املجلس ألاعلى‪ ،‬بهيئة مكونة من الغرفتين الجنائيتين ألاولى و الثانية في‬
‫جلسته العلنية املنعقدة يوم التاسع و العشرون من شهر جويلية سنة‬
‫وتسعمائة و ثمانين بقصر العدالة و بعد املداولة قانونا‪ ،‬والقرار ألاتي نصه‪:‬‬
‫نظرا لألمر رقم ‪ 10/11‬املؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ ،3110‬وخاصة املادة ‪ 41‬منه‪.‬‬
‫ونظرا ألمر الرئيس ألاول الصادر في ‪ 31‬جوان ‪ 3114‬و القاض ي بطرح القضية‬
‫على الغرفتين الجنائيتين املجتمعتين‪.‬‬
‫وبعد الاستماع إلى السيد ماندي رئيس القسم ألاول للغرفة الجنائية الثانية في‬
‫تالوة تقريره املكتوب‪ ،‬والي السيد فراوسن أحمد املحامي العام في طلباته‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪212‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وحيث أن املتهم (ع‪.‬ب) طعن في امليعاد القانوني في القرار الصادر في‬


‫‪ 30/33/3111‬من مجلس قضاء ورقلة القاض ي بعدم اختصاصه لكون الدعوى‬
‫جنائية و بصرف النيابة العامة إلى ما تراه مناسبا و صالحا‪.‬‬
‫وحيث انه دفع الضريبة القضائية‪.‬‬
‫و حيث أنه أقام محاميا مقبوال ألاستاذ بودربال الذي أودع في حق موكله مذكرة‬
‫للطعن أثار فيها وجها واحدا‪.‬‬
‫وحيث أن ألاستاذ بودربال قد وجه بتاريخ ‪ 11/41/3114‬رسالة إلى السيد‬
‫الرئيس ألاول للمجلس ألاعلى يلتمس منه طرح القضية على مجمع الغرف‬
‫للنظر فيها لكون الغرفة الجنائية الثانية القسم ألاول املطروحة أمامها القضية‬
‫كانت في مثل هذه الطعون تقض ي بعدم قبول الطعن شكال‪.‬‬
‫وحيث أصدر الرئيس ألاول للمجلس ألاعلى أمرا يقض ي بطرح القضية على‬
‫الغرفتين الجنائيتين‪.‬‬
‫وحيث حقيقة أن إجتهاد الغرفة الجنائية الثانية القسم ألاول كان يقض ي بعدم‬
‫قبول الطعن ولو انه استوفى أوضاعه القانونية مع التصريح بأن غرفة إلاتهام‬
‫هي التي وحدها لها الاختصاص املطلق في النظر في القرار الصادر بعدم‬
‫الاختصاص و ذلك طبقا للمادة ‪ 011‬و ‪ 101‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫وحيث أن مثل هذا القضاء كان في الحقيقة مخالفا للمادة ‪ 000‬ف ‪ 1‬من ق إ ج‬
‫التي تنص بأنه يتحقق تنازع الاختصاص بين القضاة إذا كان قاض ي التحقيق‬
‫اصدر أمرا بإحالة الدعوى إلى جهة من جهات الحكم و قضت تلك الجهة بعدم‬
‫اختصاصها ينظرها بحكم أصبح نهائيا مع مراعاة ما نصت عليه املادة ‪ 101‬و‬
‫‪ 011‬من هذا القانون‪.‬‬
‫وحيث أن مفهوم هذه املادة في فقرتها الثالثة يسوغ الطعن في القرار الصادر‬
‫بعدم الاختصاص باعتبار الجريمة جناية إذا كان القرار غير نهائي ووقع فيه‬
‫طعن في امليعاد القانوني و استوفى جميع أوضاعه القانونية‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪210‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وبالعكس تحال القضية إلى غرفة إلاتهام طبقا للمادة ‪ 011‬و ‪ 101‬من ق إ ج إذا‬
‫لم يطعن احد في القرار و أصبح نهائيا‪،‬‬
‫وحيث أن الطعن في قرار عدم الاختصاص املستوفي أوضاعه القانونية مقبول‬
‫ألن املجلس ألاعلى يراقب صحة و سالمة القرار من شتى نواحيه الشكلية و‬
‫املوضوعية و هل يشوبه عيب من عيوب النقض ألنه ال يكفي أن يصرح القرار‬
‫بأن القضية جناية فحسب و كفى ثم تحال القضية على غرفة الاتهام‪.‬‬
‫وحيث أنه ينبغي للمجلس ألاعلى أن يراقب مثل هذه القرارات‪.‬‬
‫و حيث أنه قد آن للغرفة الجنائية الثانية القسم ألاول أن تغير موقفها نظرا‬
‫لشروط املادة ‪ 000‬الفقرة ‪ 1‬من ق إج‪.‬‬
‫ولذا قررت الغرفتان الجنائيتان املجتمعتان اختصاص املجلس ألاعلى بالنظر في‬
‫القرارات الصادرة بعدم الاختصاص إذا وقع فيها طعن وقد استوفي أوضاعه‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وحيث أن الطعن الذي قام به (ع‪.‬ب) قد استوفى أوضاعه القانونية فهو مقبول‬
‫شكال‪.‬‬
‫عن الوجه الوحيد املثار من طرف و كيله ألاستاذ بودربال‪ :‬و املبنى على خرق‬
‫املادة ‪ 110‬من ق ع‪.‬‬
‫و ذلك بأن مجلس قضاء ورقلة قد كيف الوقائع الجنائية بالرغم من أن املادة‬
‫‪ 111‬من ق ع‪ .‬تنطبق عليها كما أنه يتضح من تصريحات البنت أنها أرادت الفرار‬
‫راغبة في الاختالء باملتهم بكل حرية و بمحض إرادتها و أن هذه الوقائع تنطبق‬
‫عليها أحكام املادة ‪ 111‬من ق ع و يجب القول بأن مجلس قضاء ورقلة قد صرح‬
‫بعدم اختصاصه خطأ‪.‬‬
‫و حيث أنه يتضح من مطالعة القرار املطعون فيه بأنه في ليلة ‪ 11/41/3111‬في‬
‫بغوفالة عمارة ورقلة قد خرجت البنت (ص‪.‬ف) املزدادة في ‪ 31/40/3103‬من‬
‫بيت والدها (ص‪.‬م) و ذهبت مع جارها (ع‪.‬ب) إلى املقبرة الكائنة خارج القرية و‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪213‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫هناك واقعها و أزال بكارتها حسبما ذلك ثابت‪ ،‬بشهادة طبية مؤرخة في‬
‫‪ 10/41/3111‬ثم بعد ذلك رجعت إلى بيت والدها لكنها وجدت أمام الباب‬
‫أخاها و هو يبحث عنها فرجعت أدراجها مع (ع‪.‬ب) و ذهبت معه عند صديق له‬
‫يسمى (ع‪.‬ع) حيث قضت ليلتها مع (ع‪.‬ب) الذي أعادة عملية الجماع في الصباح‬
‫ثم اختفت البنت عند قريبة لها و لم ترجع لبيت والدها إال بعد بضعة أيام و في‬
‫تلك ألاثناء كان والد البنت قد قدم شكوى إلى الشرطة للبحث عن بنته‬
‫املختفية‪.‬‬
‫وحيث أنه ألقي القبض على (ع‪.‬ب) وصديقه (ع‪.‬ع) وافتتح تحقيقه و أحيال على‬
‫محكمة ورقلة التي قضت ببراءة (ع‪.‬ع) و بإدانة (ع‪.‬ب) فحكمة عليه بثالثة أشهر‬
‫حبسا منفذا و غرامة قدرها ‪ 3444‬دج من أجل ارتكاب جنحة الفعل العلني‬
‫املخل بالحياء ضد قاصرة لم تكتمل السادسة عشر من عمرها تطبيقا للمادة‬
‫‪ 110‬من ق ع‪.‬‬
‫وحيث أن املتهم ووكيل الجمهورية قد إستئنفا في هذا الحكم وقد أصدر مجلس‬
‫قضاء ورقلة في ‪ 30/33/3111‬قرارا يقض ي بإلغاء الحكم املستأنف فيه وبعدم‬
‫الاختصاص و إحالة امللف إلى النيابة العامة‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫و حيث أن الوجه املقدم من طرف الطاعن يرمي إلى تغيير تكييف الوقائع بكونها‬
‫جنحة و ليست جناية‪.‬‬
‫وحيث أن الوجه املثار ينبني على القرار كونه طبقا للمادة ‪ 110‬من ق ع و الحال‬
‫أنه كان ينبغي له أن يطبق املادة ‪ 111‬من ق ع ألن البنت هي التي أرادت الفرار‬
‫راغبة في الاختالء باملتهم بكل حرية و بمحضر إرادتها‪.‬‬
‫وحيث يتبين من مطالعة القرار املطعون فيه أن قضاة الاستئناف لم يطبقوا‬
‫املادة ‪ 110‬و إنما املادة ‪ 110‬فقرة ‪ 1‬من قانون العقوبات فيكون الوجه املثار‬
‫مخطئا فيما يخص املادة املزعوم خرقها‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وفضال عن ذلك حيث أن قضاة املوضوع كيفوا الوقائع بكونها جناية هتك‬
‫عرض قاصرة مع استعمال العنف في تلك الجريمة املنصوص و املعاقب عليها في‬
‫املادة ‪ 110‬من ق ع‪.‬‬
‫وحيث أن تكييفهم هذا مطابق للقانون و ملعطيات امللف لذا كان الوجه غير‬
‫مؤسس‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫قبول الطعن شكال ورفضه موضوعا‬

‫رقم القرار‪ 94234 :‬تاريخ القرار‪92/23/4292 :‬‬


‫املوضوع‪ :‬طعن بالنقض‬
‫الطاعن‪ :‬النائب العام لدى مجلس قضاء بشار‪ /‬املطعون ضده‪( :‬غ‪ .‬ف)‬
‫الكلمات ألاساسية‪ :‬إحالة بعد النقض‪ -‬تقيد بالنقطة القانونية‪.‬‬
‫املرجع القانوني‪ :‬املادة ‪ 291‬من قانون إلاجراءات الجزائية‪.‬‬
‫املبدأ‪:‬‬
‫يجب على الجهة القضائية‪ ،‬املحالة عليها القضية بعد النقض‪ ،‬أن تلتزم بما‬
‫فصل فيه املجلس ألاعلى من نقاط قانونية‪.‬‬
‫وجه الطعن املثارمن الطاعن املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫أصدر املجلس ألاعلى‪ ،‬بهيئة مكونة من الغرفتين الجنائيتين ألاولى و الثانية في‬
‫جلسته العلنية املنعقدة يوم التاسع و العشرين من شهر جويلية سنة ألف و‬
‫تسعمائة وثمانين بقصر العدالة و بعد املداولة قانونا القرار ألاتي نصه‪:‬‬
‫نظرا لألمر رقم ‪ 10/11‬املؤرخ في ‪ 31‬جويلية ‪ ،3110‬وخاصة املادة ‪ 41‬منه‪.‬‬
‫ونظرا ألمر الرئيس ألاول الصادر في ‪ 31‬جوان ‪ 3114‬و القاض ي بطرح القضية‬
‫على الغرفتين الجنائيتين املجتمعتين‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪215‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وبعد الاستماع إلى السيد بغدادي جياللي الرئيس ألاول املقرر في تالوة تقريره‬
‫املكتوب‪ ،‬والي السيد قسول عبد القادر املحامي العام في طلباته‪.‬‬
‫وحيث أن وقائع الدعوى تتلخص في أن املتهم (ع‪.‬ف) ارتكب ليلة ‪ 31‬أكتوبر‬
‫‪ 3111‬بتندوف سرقة بالكسر بدكان التاجر (أ‪.‬ب)‪.‬‬
‫وحيث انه على اثر تحقيق أجرى ببشار أمر قاض ي البحث بإحالة املتهم على‬
‫محكمة الجنح من أجل السرقة البسيطة فأصدرت هذه الجهة يوم ‪ 10‬جانفي‬
‫‪ 3110‬حكما غيابيا بعدم الاختصاص‪.‬‬
‫وحيث أن القضية عرضت مرة ثانية على نفس املحكمة التي قضت في ‪10‬‬
‫أكتوبر ‪ 3110‬على املتهم الغائب بالحبس ملدة ثمانية عشر شهرا وبغرامة قدرها‬
‫ثالثمائة دينار من أجل جنحة السرقة‪.‬‬
‫وحيث أن هذا الحكم باطل ألحد أمرين‪ :‬إما و أن حكم ‪ 10‬جانفي ‪ 3110‬قد بلغ‬
‫للمتهم وأن هذا ألاخير قد طعن فيه بطريق املعارضة في ألاجل القانوني ‪،‬وفي هذه‬
‫الحالة كان يتعين على املحكمة أن تشير إلى ذلك في حكمها الصادر يوم ‪30‬‬
‫أكتوبر ‪ 3110‬و أن تقض ي باعتبار املعارضة كأن لم تكن نظرا لتكرار غياب‬
‫املتهم‪ ،‬و إما أن الحكم بعدم الاختصاص لم يكن محل طعن باملعارضة‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة كان يتعين على املحكمة أن تمتنع عن الفصل في القضية مرة ثانية‪.‬‬
‫وحيث أن حكم ‪ 30‬أكتوبر ‪ 3110‬قد بلغ إلى املتهم الذي طعن فيه بطريق‬
‫الاستئناف في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 3110‬كما استأنفه وكيل الدولة في ‪ 10‬من نفس‬
‫الشهر و السنة‪.‬‬
‫وحيث أنه على إثر ذلك طرحت القضية على غرفة الاستئنافات الجزائية‬
‫التابعة ملجلس بشار التي قضت في ‪ 0‬أفريل ‪ 3111‬بعدم قبول استئناف النيابة‬
‫شكال و بتأييد الحكم املستأنف مبدئيا فيما يتعلق باإلدانة مع تعديله فيما‬
‫يخص عقوبة الحبس وذلك بخفضها إلى سنة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫وحيث أن هذا القرار مخالف للقانون لعدم قبوله استئناف النيابة الفرعي و‬
‫لتأييده و لو مبدئيا حكما باطال كان يتعين على غرفة الاستئنافات الجزائية أن‬
‫تلغيه وفقا ألحكام املادة ‪ 011‬إجراءات‪.‬‬
‫وحيث أن النائب العام لدى مجلس بشار طعن بطريق النقض في هذا القرار و‬
‫أن الغرفة الجنائية الثانية للمجلس ألاعلى قررت في ‪ 11‬نوفمبر ‪ 3111‬نقضه و‬
‫إبطاله بدون إحالة وصرفت النيابة العامة للقيام بما يجب وفقا ألحكام املادة‬
‫‪ 101‬إجراءات‪.‬‬
‫وحيث أن هذا القرار ال يخلو في دوره من عيوب‪ :‬فهو من جهة يقض ي بالنقض‬
‫دون إحالة والحال أن الاستئناف ال يزال قائما كما أنه يقرر من جهة أخرى‬
‫إحالة القضية على غرفة الاتهام و الحال أن املادة ‪ 101‬إجراءات ال تنطبق على‬
‫الدعوى ألن الحكم الصادر في ‪ 10‬جانفي ‪ 3110‬من محكمة بشار هو حكم‬
‫غيابي ال حضوري‪.‬‬
‫وحيث أن ملف القضية قد ارجع إلى النيابة العامة ببشار التي امتثلت لقرار‬
‫الغرفة الجنائية الثانية للمجلس ألاعلى و أحالت الدعوى على غرفة إلاتهام‪.‬‬
‫وحيث أن هذه الجهة قررت في ‪ 30‬فيفري ‪ 3111‬عدم قبول تسوية النزاع بين‬
‫القضاة على أساس املادة ‪ 101‬إجراءات‪.‬‬
‫وحيث أن النائب العام لدى مجلس بشار طعن بالنقض في هذا القرار وأودع‬
‫مذكرة أثار فيها وجها وحيدا للطعن مأخوذا من خرق املادة ‪ 010‬إجراءات‬
‫باعتبار أن غرفة إلاتهام لم تخضع الجتهاد املجلس ألاعلى‪.‬‬
‫وحيث أن النائب العام لد املجلس ألاعلى قدم طلبات كتابية ترمي إلى نقض و‬
‫إبطال القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫رد املحكمة العليا عن الوجه املرتبط باملبدأ‪:‬‬
‫وحيث أن القرار املنتقد خرق فعال أحكام املادة ‪ 010‬الفقرة ألاولى من قانون‬
‫إلاجراءات الجزائية التي تلزم الجهة القضائية املحالة عليها الدعوى بعد النقض‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫أن تتبع اجتهاد املجلس ألاعلى السيما و أن الغرفة الجنائية الثانية لم تطلب من‬
‫غرفة إلاتهام تسوية أي نزاع كان و إنما إعطاء الوقائع وصفها القانوني‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫منطوق القرار‪:‬‬
‫نقض بدون إحالة‬

‫من اجتهادات جملس الدولة‬


‫يف الطعن بالنقض‬

‫قراررقم ‪ 492229‬المؤرخ في ‪43/44/9241‬‬


‫وزارة العدل ضد (ع‪ .‬ص) ‪ ،‬غ‪ .‬ج للموثقﯾن ناحﯾة الشرق‬
‫الموضوع ‪ :‬موثق‪ -‬أخطاء مهنية – إحالة علﻰ المجلس التأدﯾبي – افتراض‬
‫حسن النﯾة –عقوبة بسﯾطة – قصورفي التسبﯾب – نقض القرارمع اﻹحالة‪.‬‬
‫المبدأ ‪ :‬إن تسبﯾب القرار بتأكﯾد األخطاء املهنية المرتكبة و خطورتها مع‬
‫افتراض حسن نﯾة مرتكبهـا عند توقﯾع العقوبة ال ﯾستقﯾم قانونا و ﯾعرض‬
‫القرارللنقض ‪.‬‬
‫و علﯾه فإن مجلس الدولة‬
‫من حﯾث الشكل‪:‬‬
‫حﯾث أن الطعن بالنقض جاء مستوفي لسائر أوضاعه الشكلﯾة و عليه يتعين‬
‫قبوله شكال‪.‬‬
‫من حﯾث الموضوع‪:‬‬
‫حﯾث أن الطلب القضائي ﯾنصب حول نقض و إبطال القرار المطعون فﯾه‬
‫الصادر عن لجنة الطعن الوطنﯾة للموثقﯾن المؤرخ في ‪ 10/40/1430‬و إحالة‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫القضﯾة على نفس الهيئة للفصل فيها من جدﯾد وفقا للقانون بحجة أن القرار‬
‫المطعون فﯾه ﯾتضمن تناقضا للتسبﯾب مع المنطوق‪ ،‬باعتبار أن لجنة الطعن‬
‫أكدت قﯾام المدعى علﯾه باألخطاء المنسوبة إلﯾه و خطورتها مخالفا بذلك‬
‫النصوص التشرﯾعﯾة و التنظﯾمﯾة المعمول بها السﯾما قانون التوجﯾه و الشهر‬
‫العقاري و أخالقﯾات املهنة إال أنها في األخﯾر أصدرت عقوبة التوبﯾخ مستندة‬
‫على حسن نﯾة المدعى علﯾه في ارتكابه لألخطاء املهنية‪.‬‬
‫عن الوجه المأخوذ في القصورفي التسبﯾب‪.‬‬
‫حﯾث تعﯾب الطاعنة تناقض فمن جهة تؤكد على قﯾام المطعون ضده باألخطاء‬
‫المنسوبة إلﯾه و خطورتها و من جهة أخرى تستند على حسن نﯾته في ارتكابه‬
‫لتلك األخطاء املهنية ‪.‬‬
‫حﯾث أنه ﯾتبﯾن فعال من القرار المطعون فﯾه أن األخطاء المنسوبة للمطعون‬
‫ضده جسﯾمة وتمس بأخالقﯾات املهنة و بالواجبات المفروضة على الموثق و‬
‫التي ينظمها قانون التوثﯾق‪.‬‬
‫حﯾث أن القرار المطعون فﯾه تجاھل األخطاء املهنية المرتكبة من طرف‬
‫المطعون ضده و اكتفى بافتراض حسن النﯾة في ارتكابها دون القﯾام بتصنﯾف‬
‫ھذه األخطاء و تحدﯾد العقوبة المقررة لها‪.‬‬
‫و علﯾه فالوجه المثار مؤسس مما ﯾتعﯾن نقض القرار المطعون فﯾه و إحالة‬
‫القضﯾة و األطراف أمام نفس الهيئة للفصل فيها من جدﯾد وفقا للقانون‪.‬‬
‫حﯾث أن المصارﯾف القضائﯾة يتحملها المطعون ضده‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫ﯾقرر مجلس الدولة علنﯾا حضورﯾا اعتبارﯾا نهائيا‬
‫في الشكل‪ :‬قبول الطعن بالنقض‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪211‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫في الموضوع‪ :‬نقض القرار المطعون فﯾه الصادر عن لجنة الطعن الوطنﯾة‬
‫للموثقﯾن المؤرخ في ‪ 10/40/1430‬و إحالة القضﯾة و األطراف على نفس الهيئة‬
‫للفصل فيها من جدﯾد وفقا للقانون‪.‬‬

‫قراررقم ‪ 239129‬مؤرخ في ‪42/23/9249‬‬


‫(م‪ .‬ع) ضد بلدﯾة بئر مراد راﯾس‬
‫الموضوع ‪ :‬قرار مجلس الدولة – الطعن بالنقض – عدم جواز ‪.‬‬
‫المبدأ ‪ :‬لئن كان مجلس الدولة مختص كقاضي نقض بالفصل في الطعون‬
‫بالنقض المرفوعة حسب المادة ‪ 44‬من ق ع ‪ 29/24‬المعدل و المتمم‬
‫المتعلق باختصاصاته و تنظﯾمه و عمله و المادة ‪ 221‬من ق إ م إ ضد األحكام‬
‫الصادرة نهائيا عن المحاكم اﻹدارﯾة و قرارات مجلس المحاسبة و القرارات‬
‫الصادرة عن بعض الجهات المتخصصة المفتوح ضدها الطعن بالنقض‬
‫أمامه بموجب نصوص خاصة‪ ،‬فإن القرارات الصادرة عنه كجهة علﯾا‬
‫للقضاء اﻹداري و جهة االستئناف الوحﯾدة المقومة ألعمال جمﯾع المحاكم‬
‫اﻹدارﯾة موضوعا و قانونا تكتسي طابعا نهائيا مطلقا ال ﯾجوز الطعن فيها‬
‫عن طرﯾق النقض ‪.‬‬
‫و علﯾه فإن مجلس الدولة‬
‫حﯾث أن المدعو (م‪.‬ع) ﯾرفع طعنا بالنقض ضد القرار الصادر عن مجلس‬
‫الدولة في ‪ 14/41/1434‬و القاضي بإلغاء القرار المستأنف الصادر عن الغرفة‬
‫اإلدارﯾة لمجلس قضاء الجزائر بإفراغ القرار التمهيدي و المصادقة على تقرﯾر‬
‫الخبرة و بحسبه إلزام بلدﯾة بئر مراد راﯾس بتسلﯾمه رخصة البناء بعد مراعاة‬
‫التحفظات المقدمة من طرف مدﯾرﯾة اإلقلﯾم و التعمﯾر لوالﯾة الجزائر و الفصل‬
‫من جدﯾد برفض الدعوى لعدم التأسﯾس ‪،‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫حﯾث إذا كان كقاعدة عامة أن الطعن بالنقض ﯾفتح عادة ضد األحكام‬
‫الصادرة نهائيا عن الجهات القضائﯾة االبتدائﯾة و القرارات الصادرة عن جﮭات‬
‫االستئناف ‪ ،‬فإن ھذا المبدأ ال ﯾنطبق بكامله أمام مجلس الدولة بحسب‬
‫خصوصﯾات النظام القضائي اإلداري الذي ﯾشرف علﯾه ‪،‬‬
‫حﯾث في الواقع أن مجلس الدولة ‪،‬على أنه الجﮭة العلﯾا للقضاء اإلداري و‬
‫بصفة رئﯾسﯾة جهة االستئناف الوحﯾدة المقومة ألعمال جمﯾع المحاكم‬
‫اإلدارﯾة‪ ،‬ﯾفصل في اإلستئنافات المعروضة علﯾه‪ ،‬مع الحرص على ضمان‬
‫توحﯾد الاجتهاد القضائي و السهر على احترام القانون و من ثم القرارات الصادرة‬
‫عنه تكتسي طابعا نهائيا مطلقا ال ﯾجوز الطعن فيها إال عن طرﯾق التماس‬
‫إعادة النظر أو تصحﯾح الخطأ المادي ‪،‬‬
‫و حﯾث أنه ﯾختص كقاضي نقض و حسب أحكام المادة ‪ 33‬من ق ع ‪11/43‬‬
‫المعدل و المتمم المتعلق باختصاصاته و تنظﯾمه و عمله و المادة ‪ 141‬من ق إ‬
‫م إ برقابة األحكام الصادرة نهائيا عن المحاكم اإلدارﯾة و قرارات مجلس‬
‫المحاسبة و القرارات الصادرة عن بعض الجﮭات المتخصصة المفتوح ضدھا‬
‫الطعن بالنقض أمامه بموجب نصوص خاصة ‪،‬‬
‫حﯾث ﯾستنتج عن كل ما سبق أن الطعن الحالي سجل خرقا للقوانﯾن السارﯾة‬
‫في مجال ممارسة إجراء النقض أمام مجلس الدولة و لذا ﯾتعﯾن التصرﯾح بعدم‬
‫قبوله‪،‬‬
‫و حﯾث أن المصارﯾف القضائﯾة تقع على عاتق خاسري الدعوى‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫‪ -‬ﯾقرر مجلس الدولة فصال في الطعن بالنقض عالنﯾا ‪ ،‬حضورﯾا ‪ ،‬غﯾابﯾا نحو‬
‫المدخلﯾن في الخصام و نهائيا‬
‫‪ -‬عدم قبول الطعن بالنقض ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪022‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫القراررقم ‪ 213914‬مؤرخ في ‪94/42/9229‬‬


‫(ي ‪ .‬خ) ضد المنظمة الجهوية للمحامﯾن ناحﯾة عنابة و وزﯾرالعدل‬
‫الموضوع ‪ :‬محامي – متابعة قضائﯾة – قرار اللجنة الوطنﯾة للطعن –‬
‫تسلﯾط عقوبة – طعن أمام مجلس الدولة – البطالن (ال) – طعن بالنقض‬
‫(نعم)‪.‬‬
‫المبدأ ‪ :‬إن اللجنة الوطنﯾة للطعن لﯾست سلطة مركزﯾة بل جهة قضائﯾة‬
‫إدارﯾة تصدر قرارات ذات طابع قضائي قابلة للطعن فيها بالنقض ولﯾس‬
‫بالبطالن‪.‬‬
‫وعلﯾـه فـإن مجلـس الدولـة‬
‫‪ -‬من حﯾث الشكــل‪:‬‬
‫‪ -‬حﯾث أن المدعو (ي‪.‬خ) أودع عرﯾضة لدى أمانة ضبط مجلس الدولة في‬
‫‪ 31/40/1441‬ﯾطعن من خاللها باإللغاء ضد قرار اللجنة الوطنﯾة للطعن‬
‫القاضي بتأﯾﯾد القرار المطعون فﯾه مبدئﯾا و تعدﯾله بخفض العقوبة إلى سنتﯾن‬
‫نافذة ‪.‬‬
‫‪ -‬حﯾث أن ھذا الطعن مؤسس على أحكام المادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم‬
‫‪ 11/43‬المتعلق بمجلس الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬حﯾث تنص ھذه المادة على أنه ﯾختص مجلس الدولة ابتدائﯾا و نهائيا بالفصل‬
‫في الطعن باإللغاء في القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارﯾة المركزﯾة و‬
‫الهيئات العمومﯾة الوطنﯾة و المنظمات املهنية الوطنﯾة ‪.‬‬
‫‪ -‬حﯾث أن القرار المطعون فﯾه ھو قرار صادر عن اللجنة الوطنﯾة للطعن التي‬
‫تعتبر جهة قضائﯾة إدارﯾة و تكون قراراتها قابلة للطعن بالنقض و لﯾس الطعن‬
‫باإللغاء باعتبار أنه لم ﯾصدر عن سلطة إدارﯾة مركزﯾة أو ھﯾئة عمومﯾة وطنﯾة‬
‫أو منظمة مهنية وطنﯾة ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪020‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫‪ -‬حﯾث نتﯾجة لذلك فإن الطعن باإللغاء المرفوع ضد قرار اللجنة الوطنﯾة‬
‫للطعن بدال من الطعن بالنقض الذي كان ﯾنبغي أن ﯾرفعه الطاعن حسب‬
‫األشكال و األوجه المقررة للطعن بالنقض حسب مقتضﯾات المادة ‪ 111‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنﯾة لذا تعﯾن عدم قبول الطعن باإللغاء ‪.‬‬
‫لهذه األسباب‬
‫قـرر مجلـس الدولـة ‪ :‬غﯾابﯾا بالنسبة لوزﯾر العدل ‪.‬‬
‫في الشكــل ‪ :‬عدم قبول الطعن باإللغاء ‪.‬‬

‫القراررقم ‪ 211422‬المؤرخ في ‪49/21/9229‬‬


‫(ق‪.‬ع) ضد والي والﯾة تلمسان‬
‫طرق الطعن – طعن بالنقض – مجلس الدولة‪.‬‬
‫التشرﯾع‪ :‬قانون عضوي رقم ‪ 24: 29-‬المادة ‪44.‬‬
‫المبدأ‪ :‬القرارالصادر عن مجلس الدولة‪ ،‬غﯾر قابل للطعن فﯾه بالنقض‪.‬‬
‫وعلﯾـه فـإن مجلـس الدولـة‬
‫‪ -‬من حﯾث الشكـل‪:‬‬
‫‪ -‬حول الوجه المثار من طرف الوالي والمتعلق بعدم قبول الدعوى‪:‬‬
‫بدعوى أن (ق ع) أسس طعنه على المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪43/3111‬‬
‫الصادر في‪ 14‬ماي ‪ 3111‬وأن المادة المذكورة ال تنص على الطعن في القرارات‬
‫الصادرة عن مجلس الدولة‪.‬‬
‫حﯾث بالفعل فإن عرﯾضة المدعي تضمنت الطعن بالنقض في القرار الصادر‬
‫عن مجلس الدولة بتارﯾخ ‪ 41‬ماي ‪ 1441‬تحت رقم ‪ 411011‬الفاصل‬
‫فياالستئناف بصفة نهائية والذي ﯾطالب فيها بنقض وإبطال القرار ‪.‬‬
‫حﯾث أن قرارات مجلس الدولة تصدر بصفة نهائية وال ﯾمكن الطعن فيها‬
‫بالنقض‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪023‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫لهذه األسب ـ ـ ـاب‬


‫قـرر مجلـس الدولـة‪:‬‬
‫في الشكــل‪ :‬بعـدم قبـول الطعـن لعـدم جـوازه ‪.‬‬

‫قراررقم ‪ 244229‬مؤرخ في ‪92/24/9221‬‬


‫(ت‪.‬س) و من معه ضد بلدﯾة باتنة‬
‫المبدأ ‪ :‬ال ﯾجوز رفع طعن بالنقض أمام مجلس الدولة سوى ضد قرارات‬
‫مجلس المحاسبة أو ضد قرارات صادرة نهائيا عن الجهات القضائﯾة‬
‫اﻹدارﯾة‪،‬‬
‫ال ﯾجوزالطعن بالنقض ضد قرارات مجلس الدولة ذاته‪.‬‬
‫و علﯾـ ـه‬
‫ودون الحاجـة لفحص األوجـه المثـارة من قبل العارضـان‪:‬‬
‫حﯾث أن العارضان قدما طعنا بالنقض ضد قرار مجلس الدولة المؤرخ‬
‫في‪ 41/40/1443‬والذي أﯾد القرار الصادر عن الغرفة اإلدارﯾة لمجلس قضاء‬
‫باتنة بتارﯾخ ‪ 34/40/3111‬والذي صرح بقبول إعادة السﯾر في الدعوى بعد‬
‫الخبرة في الشكل التي أمر بها بموجب قرار السابق عن الفصل في الموضوع‬
‫المؤرخ في ‪ ،31/40/3111‬وفي الموضوع رفض الدعوى التي رفعها العارضان ‪.‬‬
‫حﯾث أنه وعمال بأحكام المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11/43‬المؤرخ في‬
‫‪ 14/40/3111‬والمتعلق بإختصاص تنظﯾم وعمل مجلس الدولة كما تفصل‬
‫ھذه الجهة القضائﯾة إبتدائﯾا و نهائيا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الطعون بالبطالن في القرارات التنظﯾمﯾة أو القرارات الفردﯾة الصادرة من‬
‫السلطة اإلدارﯾة المركزﯾة أو مؤسسات عمومﯾة وطنﯾة ومنظمات مﮭنﯾة‬
‫وطنﯾة‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪021‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫‪ 1‬ـ الطعون الخاصة بتفسﯾر ھذه القرارات والطعون الخاصة بمدى مشروعﯾة‬
‫اإلجراءات التي تكون المنازعات فيها من إختصاص مجلس الدولة ‪.‬‬
‫أنه حسب نص المادة عشرة (‪ )34‬من نفس القانون أنه فﯾما عدى ما استثنى‬
‫بنص خاص‪ ،‬ﯾختص مجلس الدولة بالحكم ‪:‬‬
‫‪ -3‬في الطعون بالنقض في األحكام النهائية الصادرة من المجالس القضائﯾة‪.‬‬
‫أنه وحسب نص المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 43/11‬المؤرخة في ‪14/40/3111‬‬
‫المذكور آنفا ﯾفصل مجلس الدولة في الطعون بالنقض في قرارات الجهات‬
‫القضائﯾة اإلدارﯾة الصادرة نهائيا وكذا الطعون بالنقض في قرارات مجلس‬
‫المحاسبة ‪.‬‬
‫أنه ومن ثم ال ﯾمكن رفض طعن بالنقض أمام مجلس الدولة ضد القرارات‬
‫الصادرة عن مجلس المحاسبة أو ضد القرارات الصادرة نهائيا عن جهات‬
‫قضائﯾة إدارﯾة ‪.‬‬
‫أنه ال ﯾمكن رفع طعن بالنقض أمام مجلس الدولة ضد قرار صادر عنه ‪.‬‬
‫أنه وعمال بأحكام المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 43/11‬المؤرخ في ‪14/40/3111‬‬
‫المذكور آنفا للقﯾام برفع طعون مفتوحة ضد القرارات التي أصدرھا مجلس‬
‫الدولة حضورﯾا ﯾتعﯾن إتباع تلك التي تنص عليها كل من المادتﯾن ‪ 110‬و ‪110‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنﯾة ‪.‬‬
‫أنه ودون فحص األوجه المثارة من قبل العارضﯾن ﯾتعﯾن التصرﯾح بأن الطعن‬
‫بالنقض في‬
‫قرارات ﯾكون قد أصدرھا مجلس الدولة غﯾر جائز ‪.‬‬
‫لهذه األسـب ـ ـ ـاب‬
‫ﯾقضـي مجلـس الدولـة‪:‬‬
‫في الشكــل ‪ :‬التصرﯾـح بعـدم جوازﯾـة الطعـن بالنقـض ‪.‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪025‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫قراررقم ‪ 223121‬مؤرخ في ‪91/22/9229‬‬


‫(ش‪.‬م) ضد مدﯾرﯾة التربﯾة لوالﯾة باتنة‬
‫الموضوع ‪ :‬قرار مجلس الدولة – الطعن بالنقض (ال)‪.‬‬
‫المبدأ ‪ :‬ال ﯾمكن لمجلس الدولة الفصل بطرﯾق الطعن بالنقض في قرار‬
‫صادر عنه عمال بأحكام المتعلق بمجلس الدولة و كذا انطالقا من أحكام‬
‫قانون اﻹجراءات المدنﯾة ‪.‬‬
‫و علﯾـ ـ ـ ـه‬
‫في الشكل‪ :‬حﯾث أن السﯾدة (م‪.‬ش) قامت بتقدﯾم عرﯾضة تتضمن الطعن‬
‫بالنقض ضد القرار القانون العضوي رقم ‪ 11/43‬الصادر بتارﯾخ ‪31/41/3111‬‬
‫عن الغرفة األولى لمجلس الدولة متمسكة بطلب نقض وإبطال ھذا القرار‪.‬‬
‫لكن تجدر اإلشارة إلى مقتضﯾات أحكام المادة ‪ 33‬من القانون العضوي رقم‬
‫‪ 11/43‬المؤرخ في ‪ 14/40/3111‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظﯾمه‬
‫وعمله‪ ،‬كون مجلس الدولة ﯾفصل في الطعون بالنقض في قرارات الجهات‬
‫القضائﯾة اإلدارﯾة الصادرة نهائيا وھذا معناه أنه ﯾمكن لمجلس الدولة الذي له‬
‫دور الفصل في إستئناف القرارات االبتدائﯾة الصادرة عن الجهات القضائﯾة‪،‬‬
‫البت في القرارات الصادرة نهائيا عن الجهات القضائﯾة والتي تمثل بهذه الصفة‬
‫المحاكم اإلدارﯾة الغرف اإلدارﯾة بالمجالس القضائﯾة‪ ،‬والغرف اإلدارﯾة‬
‫الجهوية سابقا‪،‬‬
‫وحﯾث أنه من غﯾر المعقول وغﯾر المنطقي أن ﯾقوم مجلس الدولة بالفصل في‬
‫الطعن بالنقض المرفوع أمامه ضد قرار صادر عنه ذلك‪ ،‬أن المقرر قانونا‪ ،‬أن‬
‫الطعن بالنقض ﯾكون أمام جﮭة قضائﯾة تعلو الجهة التي أصدرت القرار محل‬
‫الطعن‪.‬‬
‫وحﯾث ﯾنبغي التذكﯾر أﯾضا بمقتضﯾات المادة ‪ 04‬من نفس القانون العضوي التي‬
‫تنص ھي األخرى أن كل قرار صادر عن مجلس الدولة ﯾمكن أن ﯾتم الطعن فﯾه‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪021‬‬
‫من اجتهادات احملكمة العليا و جملس الدولة (يف الطعن بالنقض)‬

‫أمامه ‪ ،‬سواء بطرﯾق التماس إعادة النظر أو بطرﯾق اعتراض الغﯾر الخارج عن‬
‫الخصومة أو بتصحﯾح خطأ مادي‪ ،‬طبقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنﯾة‪.‬‬
‫حﯾث أنه ومادام أنه ال ﯾمكن لمجلس الدولة الفصل بطرﯾق الطعن بالنقض في‬
‫قرار صادر عنه عمال بأحكام القانون العضوي رقم ‪ 11/43‬الصادر في‬
‫‪ 14/40/3111‬المتعلق بمجلس الدولة‬
‫وكذا انطالقا من أحكام قانون اإلجراءات المدنﯾة‪.‬‬
‫فﯾتعﯾن إذا التصرﯾح بعدم قبول عرﯾضة الطعن بالنقض شكال ‪.‬‬
‫لهذه األسبـ ـاب‬
‫ﯾقضـي مجلـس الدولـة فصال في القضاﯾا المتعلقة بالطعن بالنقض حضورﯾا‬
‫علنﯾا‪.‬‬
‫في الشكــل‪ :‬التصرﯾح بعدم قبول عرﯾضة الطعن بالنقض لخرقها أحكام‬
‫القانون رقم‪ 11/43‬الصادر في ‪.14/40/3111‬‬

‫جملة احملامي عدد ‪0202/35‬‬

‫‪021‬‬

You might also like