You are on page 1of 21

‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬

‫‪ISNN : 2170-0060‬‬ ‫‪EISSN : 2602-523X‬‬


‫ص ‪101 - 81‬‬ ‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫‪Tijania method "genesis and socio-‬‬
‫"‪anthropological specificity‬‬

‫كلية اآلداب واللغات جامعة الوادي‪/‬‬ ‫اللسانيات واللغة‬ ‫أمينة تجاني – أستاذة محاضرة‬
‫الجزائر‬ ‫العربية‬ ‫‪Amina-tedjani@univ-eloued.dz‬‬
‫‪DOI :‬‬

‫النشر‪2022/07/01 :‬‬ ‫القبول‪2022/05/06 :‬‬ ‫اإلرسال‪2022/03/24 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نحاول في هذه الورقة البحثية تسليط الضوء على الطرق الصوفية بالجزائر وباألخص الطريقة‬
‫ّ‬
‫واجتماعية‬ ‫ّ‬
‫ودينية‬ ‫انية ملا لها من انتشار واسع داخل الجزائر وخارجها‪ ،‬وملا لعبته من أدوار ّ‬
‫تربوية‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫أهم ّية بالغة في حياة‬ ‫تحتل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصعيدين؛ الوطني والعالمي منذ تأسيسها إلى اليوم جعلها‬ ‫وسياسية على ّ‬‫ّ‬
‫األفراد والجماعات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فقد ساهمت الطريقة التجانية على الصعيد السياس ي في املقاومة الوطنية ضد املستعمر الفرنس ي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمار ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأكبر مثال على ذلك ّ‬
‫الت ّجاني في ثورة أوالد سيدي الشيخ‪ ،‬والشيخ‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫الدور الذي لعبه‬
‫الشيخ الحاج عمر الفوتي ّ‬ ‫دور ّ‬ ‫الثورة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّجاني ّ‬
‫أحمد ّ‬
‫الت ّجاني الذي‬ ‫حريرية‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫الت ّ‬ ‫التماسيني في‬
‫حد سواء‪.‬‬ ‫والوثنية على ّ‬‫ّ‬ ‫إسالمية في غرب إفريقيا وحارب االستعمار الفرنس ي‬ ‫ّ‬ ‫أسس دولة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫النسيج االجتماعي وإرساء ثقافة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأما على ّ‬ ‫ّ‬
‫املحبة والتسامح‬ ‫الصعيد االجتماعي فقد ساهمت في تعزيز‬
‫ّ‬ ‫والتعايش وغيرها بين أفراد املجتمع‪ ،‬وعملت على إ الة ّ‬ ‫التفاهم ّ‬ ‫والتعاون‪ ،‬وقيم ّ‬ ‫ّ‬
‫التفاوت الطبقي‬ ‫ز‬
‫والثقافي‪ ،‬فكانت نقطة التقاء للجميع دون‬ ‫ّ‬
‫واالجتماعي واالختالف الجغرافي واللغوي والعرقي واللوني‬
‫ّ‬ ‫وعززت ّ‬ ‫الشعوب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫استثناء‪ .‬وبذلك ّوثقت ّ‬
‫الصرح املغاربي‪ ،‬ووطدت امتداداته وعمقه اإلفريقي‬ ‫الصالت بين‬
‫ّ‬ ‫كل هذه الفوارق‪ّ ،‬‬ ‫الصوفي أن تذيب ّ‬ ‫والعالمي‪ ،‬واستطاعت بمنهجها ّ‬
‫وتوحد األفكار واالتجاهات‪.‬‬
‫انية ذات ّ‬ ‫الت ّج ّ‬‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫الصيت الواسع؛ ومصدر‬ ‫أهم ّية هذا البحث في الكشف عن حقيقة‬ ‫وتكمن ّ‬
‫تتميز عن غيرها من‬ ‫خصوصيتها السوسيو أنثروبولوجية وأدوارها الفاعلة التي جعلتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرجعيتها‪ّ ،‬‬
‫وسر‬ ‫ّ‬
‫وفية وتحتل ّ‬ ‫الطرق ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫الصدارة اليوم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الطرق ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫الكلمات املفتاحية‪ّ :‬‬
‫املرجعية للطريقة‬ ‫انية؛ األصول‬ ‫وفية؛ نشأة‬ ‫صوف؛‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫أنثروبولوجية للطريقة ّ‬
‫ّ‬ ‫الخصوصية ّ‬
‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫انية‪.‬‬ ‫السوسيو‬ ‫انية؛‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In this research paper we try to shed light on the Sufi orders in Algeria,‬‬
‫‪especially the Tijani method, because of its wide spread inside and outside Algeria‬‬
‫‪and for the educational, religious, social roles it played at the national and‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies - Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫البريد اإللكترونـي‪Amina-tedjani@univ-eloued.dz :‬‬ ‫المؤلف المراسل‪ :‬أمينة تجاني‬
‫‪81‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪international levels since its establishment until today.‬‬ ‫‪It contributed to‬‬
‫‪strengthening the social fabric and establishing a culture of love, tolerance,‬‬
‫‪cooperation and values of understanding and coexistence among society, and‬‬
‫‪worked to eliminate class, social disparities and geographical, linguistic, racial and‬‬
‫‪color differences, as it was a meeting point for all. we will focus in this research on‬‬
‫‪the genesis of the Tijani method, its source of reference, and the secret of its socio-‬‬
‫‪anthropological specificity.‬‬
‫‪Keywords: Sufism, Sufi orders, the genesis of the Tijani method, reference‬‬
‫‪assets through the Tijani method, the socio-anthropological specificity‬‬

‫مقدّمة‪:‬‬
‫الص ّ‬ ‫الطرق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرف ّ‬
‫الت ّ‬
‫وفية‬ ‫حركية نشطة في املغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث انتشرت‬ ‫صوف‬
‫"إن أرض‬ ‫كل أنحائه حتى قيل‪ّ :‬‬ ‫والصالحين في ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل ربوعه‪ ،‬وكثر عدد األولياء‬ ‫ّ‬
‫والزوايا في ّ‬
‫ّ‬ ‫املغرب تنبت ّ‬
‫الصالحين كما تنبت الكأل"‪ .i‬وقد كان لهذه الطرق دور كبير في الحفاظ على‬
‫ّ‬
‫تماسك املجتمعات ونشر األمن واالستقرار فيها من خالل نشر العدل ومحاربة الظلم‬
‫والكفر واالستبداد‪ .‬والجزائر كغيرها من بلدان املغرب اإلسالمي عرفت انتشارا واسعا‬
‫وسياسية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للطرق ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫هامة كان لها‬ ‫اجتماعية‬ ‫وفية فيها‪ ،‬حيث لعبت هذه األخيرة أدوارا‬
‫الت ّ‬
‫اريخية‪.‬‬ ‫والفعال في املجتمع عبر سيرورتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫األثر اإليجابي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجانية؛ الجز ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومن هذه الطرق ّ‬
‫الص ّ‬
‫والعاملية النفوذ‬ ‫ائرية املنشأ‪،‬‬ ‫وفية الطريقة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واالنتشار‪ ،‬حيث تمكنت –رغم تأخرها في الظهور مقارنة بالطرق األخرى‪ -‬من تجاوز الحدود‬
‫ائرية إلى مختلف أنحاء العالم‪ ،‬فانخرط في صفوفها مئات املاليين من‬ ‫افية الجز ّ‬‫الجغر ّ‬
‫كل مكان؛ في الجزائر وفي دول‬ ‫مختلف بقاع املعمورة‪ ،‬فكان لها مريدون ُك ُثر وزوايا في ّ‬
‫ّ‬
‫إسالمية في‬ ‫وأوروبا وأمريكا وآسيا‪ .‬ولها معاهد‬ ‫ّ‬ ‫املغرب اإلسالمي واملشرق العربي‪ ،‬وفي إفريقيا‬
‫العربية وعلومهما وغيرها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدين واللغة‬ ‫تحفيظ القرآن الكريم وتعليم ّ‬
‫التساؤل عن حقيقتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫للطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وسر انخراط‬ ‫انية يثير‬ ‫إن هذا االنتشار الواسع‬
‫الدور االجتماعي واإلنساني الذي المس القلوب مباشرة‬ ‫الناس في صفوفها؛ والذي نعزوه إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فالطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬
‫انية أولت عنايتها باملجتمع وركزت على البعد‬ ‫حين وجدت فيه مالذها اآلمن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجماعي في املمارسة ّ‬
‫الد ّ‬
‫واألخوة‬ ‫املحبة والتعاون والتسامح واإليثار‬ ‫ينية‪ ،‬لتحقيق قيم‬
‫وغيرها‪ ،‬وذلك من أجل ترقية املجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره‪.‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪82‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫الدور لم يلق اهتماما من قبل الباحثين‪ ،‬وهذا الجهد لم يثمن‪ ،‬بالرغم من‬ ‫ولكن هذا ّ‬
‫بالت ّ‬ ‫الشعوب وغاصت ّ‬ ‫ّ‬ ‫انية ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫صوف في عمق املجتمعات ولم‬ ‫توجهت إلى‬ ‫كون‬
‫ضيق على اإلطالق‪.‬‬ ‫تكن على نطاق ّ‬
‫اإلشكالية الرئيسة اآلتية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ومن هنا نطرح‬
‫ّ‬ ‫تربوية ّ‬ ‫انية التي ّأهلتها للقيام بأدوار ّ‬ ‫ّ‬
‫خصوصيات الطريقة الت ّج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واجتماعية‬ ‫ودينية‬ ‫ما هي‬
‫فاعلة في املجتمع؟‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫فرعية‪ّ ،‬‬ ‫وما يندرج تحتها من تساؤالت ّ‬
‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ما هو ّ‬
‫وفية؟ وما هي ظروف نشأة الطريقة‬ ‫صوف؟ وماذا تعني‬
‫السوسيو أنثروبولوجية؟‬ ‫خصوصيتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫انية؟ وأين تكمن‬ ‫ّ‬
‫الت ّج ّ‬
‫الد اسة اتبعنا املنهج الوصفي والتاريخي و ّ‬
‫حددنا الكلمات‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ولتحديد النهج الذي ستخطه ر‬
‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الطرق ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫املفتاحية اآلتية‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫املرجعية‬ ‫انية‪ ،‬األصول‬ ‫وفية‪ ،‬نشأة‬ ‫صوف‪،‬‬
‫الت ّج ّ‬ ‫للطريقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخصوصية ّ‬ ‫ّ‬ ‫للطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫انية‪.‬‬ ‫أنثروبولوجية‬ ‫السوسيو‬ ‫انية‪،‬‬
‫أوّ ال‪ :‬التّصوّ ف‬
‫ّ‬ ‫صوف موضوع أسال حبرا كثيرا بين معارض ّ‬‫الت ّ‬‫إن ّ‬‫ّ‬
‫ومؤيد‪ ،‬ولكن ال يمكن فهم الطرق‬
‫صوف‪.‬‬ ‫وفية ما لم نفهم ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ -1‬مفهومه لغة‪:‬‬
‫التصوف واشتقاقاتها‪:‬‬‫ّ‬ ‫تعددت األقوال في أصل لفظة‬
‫الصوفي هو الذي صفت‬ ‫ألن ّ‬‫الصفاء‪ّ ،‬‬‫التصوف نسبة إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬هناك من يرى أن‬
‫وفية صوفية لصفاء أسرارها‬ ‫سميت ّ‬
‫الص ّ‬ ‫يشوبها‪ ،‬يقول (الكالباذي)‪" :‬إنما ّ‬ ‫ُ‬ ‫سريرته ّ‬
‫مما‬
‫أن (القشيري) يرى‬‫الصوفي من صفا قلبه هلل"‪ .ii‬غير ّ‬ ‫ونقاء أثارها‪ .‬وقال (بشر بن الحارث)‪ّ :‬‬
‫الصفاء‪ ،‬بعيد في مقتض ى اللغة فأصل االشتقاق من ّ‬
‫الصفاء هو‬ ‫الصوفي من ّ‬ ‫ّ‬
‫أن "اشتقاق ّ‬
‫صافي وليس صوفي"‪.iii‬‬
‫الصوفية ّ‬
‫بتوجههم إلى هللا ‪-‬سبحانه‬ ‫الصف ألن ّ‬ ‫صوف مشتق من ّ‬ ‫أن ّ‬
‫الت ّ‬ ‫‪ ‬ويرى آخرون ّ‬
‫ف ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األول من صفوف‬ ‫استحقوا أن يكونوا في الص‬ ‫وتعالى‪ -‬بكليتهم وقطع العالئق من الخالئق‪،‬‬
‫أن "املعنى صحيح ولكن اللغة ال تقتض ي هذه النسبة إلى‬ ‫املؤمنين‪ .‬ولكن (القشيري) يرى ّ‬
‫صوفي"‪.iv‬‬‫ص ّفي وليس ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫الصف ألن أصل االشتقاق ِّ‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪83‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫الص ّفة‪ ،‬وذلك للتشابه الكبير بينهما؛ فكالهما‬ ‫صوف إلى أهل ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫‪ ‬وآخرون ينسبون ّ‬
‫الدنيا‪ ،‬فخرجوا عن األوطان‬ ‫وفية قوم قد تركوا ّ‬ ‫"فالص ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتفرغ لعبادة هللا‬ ‫هجر ّ‬
‫الدنيا ّ‬
‫ص ِّّفي وليس‬‫وهجروا األخدان"‪ .v‬ولكن هذا االشتقاق أيضا غير صحيح في اللغة‪ ،‬فاألصل ُ‬
‫صوفي‪.‬‬‫ُ‬
‫ّ‬
‫‪ ‬وقيل إنه مشتق من (صوفيا) والتي تعني (الحكمة)‪" ،‬وإلى هذا املعنى يذهب البيروني‬
‫ّ‬
‫(محب الحكمة) ‪...‬‬ ‫الصوفية مأخوذة من الكلمة اليونانية (فيال صوفيا) أي‬ ‫ّ‬ ‫حيث يرى أن‬
‫ويرجح بطالن هذا الرأي ألن كلمة (صوفيا) تعني الحكمة في مجال الطب‪ ،‬وليست بمعنى‬ ‫ّ‬
‫الحكمة الروحية‪ ،‬ولذلك فال توجد عالقة بين الكلمتين"‪.vi‬‬
‫للداللة على‬‫ص َّو َف ّ‬‫ص ُّو ٌف مصدر للفعل َت َ‬ ‫الصوف‪ ،‬فكلمة َت َ‬ ‫مشتق من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬وقيل أيضا أنه‬
‫الناحية اللغوية صحة ّرد‬ ‫لبس الصوف‪ .‬وهذا االشتقاق هو األقرب‪ ،‬ودليل ذلك من ّ‬
‫(صوفي) إلى (صوف)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫"وما كان اشتقاق مصطلح التصوف أشهر أنماط االشتقاق اللغوي من الصوف ألنه‬
‫ّ‬ ‫يحمل بين ّ‬
‫طيات معانيه‪ :‬معنى الفقر والخشونة والذل واملسكنة ‪ ...‬وكان قد ارتبط باإليمان‬
‫الصوف تجدوا َح َ‬ ‫عليكم ب َلباس ُّ‬ ‫ُ‬
‫الوة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫لقول النبي صلى هللا عليه وسلم في الحديث الصحيح‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫َ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم يلبس‬ ‫اإليمان في قل ِّوبكم"‪ .vii‬كذلك "قال أبو موس ى‪ :‬كان‬
‫الصوف"‪.viii‬‬ ‫الصوف‪ ...‬قال الحسن البصري‪ :‬لقد أدركت سبعين بدريا ما كان لباسهم إال ّ‬
‫والصحابة واتخذوا لباسهم من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصوفية بهذا االسم ألنهم اتبعوا دأب األنبياء‬ ‫ّ‬
‫وسمي‬
‫الصوفية"‪.ix‬‬ ‫سمو ّ‬ ‫وزيهم ّ‬‫الصوف اقتداء بهم‪ ،‬يقول (الكالباذي) في ذلك‪" :‬ومن لبسهم ّ‬ ‫ّ‬
‫الصوفية فأطلق‬ ‫ّ‬ ‫الصوف كان هو الغالب على املتقدمين من‬ ‫إن لبس ّ‬ ‫ويمكن القول ّ‬
‫(الصوفية)‪ ،‬ثم أصبحت هذه التسمية تطلق على كل من يتبعهم‪ّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ّ‬ ‫عليهم الناس اسم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انتقلت داللة التسمية لتشمل كل من يسير على نهج الصوفية إلى أن أصبح طريقهم يعرف‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫بالتصوف‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهومه اصطالحا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التصوف علم وعمل‪ ,‬أدب ّ‬‫ّ‬
‫اإلسالمية في‬ ‫ومحبة‪ ,‬عبادة ومجاهدة‪ ،‬تطبيق عملي للشريعة‬
‫ّ‬
‫متطلبات الجسم‬ ‫اليومية‪ ،‬منهج للحياة ّ‬
‫الربانية التي أرادها هللا لعباده؛ يوازن بين‬ ‫ّ‬ ‫الحياة‬
‫ّ‬
‫والروح على حد سواء‪ ،‬بل يتجاوز املادة إلى الروح والدنيا إلى اآلخرة‪ ،‬ويرتفع باإلنسان‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪84‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املخلوق إلى معرفة خالقه وعبادته حق العبودية‪ ،‬وذلك عن طريق تزكية النفس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َّ َ َ َ ْ ُ‬ ‫﴿و َّالذ َ‬
‫اَّلل مل َع امل ْح ِّس ِّن َين﴾‪. x‬‬ ‫ين َج َاه ُدوا ِّفينا لنه ِّدينهم سبلنا وِّإن‬ ‫ِّ‬
‫ُومجاهدتها‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬‬
‫وحول هذا املعنى دارت أغلب تعريفات التصوف‪ ،‬من ذلك‪ :‬قول الروذباري‪" :‬من كانت‬
‫الدنيا منه على القفا‪ ،‬وسلك منهاج املصطفى‪ .‬وقول الجنيد‪ :‬تصفية القلب عن موافقة‬ ‫ّ‬
‫البشرية‪ ،‬ومجانبة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الط ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدعاوي‬ ‫الصفات‬ ‫بيعية‪ ،‬وإخماد‬ ‫البرية‪ ،‬ومفارقة األخالق‬
‫األمة‪ ،‬والوفاء هلل على الحقيقة‪،‬‬ ‫والنصح لجميع ّ‬ ‫وحانية‪ّ ،‬‬ ‫الر ّ‬ ‫الصفات ّ‬ ‫فسانية‪ ،‬ومنازلة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الن‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واتباع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في الشريعة"‪ .xi‬وقول ابن عربي‪" :‬التخلق بأخالق هللا‬
‫التصوف"‪.xii‬‬ ‫ّ‬ ‫تعالى هو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫عرف الشيخ أحمد التجاني التصوف بقوله‪" :‬هو امتثال األمر واجتناب النهي في‬
‫التعريف ّ‬ ‫الظاهر والباطن من حيث يرض ى ال من حيث ترض ى"‪ .xiii‬ففي هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫حد لنا الشيخ‬
‫حدود التصوف‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫يمثل العلم بالشريعة (امتثال األمر واجتناب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النهي)‪.‬‬ ‫‪ -‬العلم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬العمل‪ :‬اتباع الشريعة في مقام اإلسالم (الظاهر)؛ بمعنى تطهير الجوارح من الذنوب‪،‬‬
‫ّ‬
‫كالسرقة والقتل والزنا والغيبة‪ ...‬واتباع لها في مقام اإليمان (الباطن)؛ بمعنى تطهير القلوب‬
‫من املساوئ والعيوب‪ ،‬كالكبر والعجب والحسد ‪...‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬العبادة‪ :‬وحقيقتها التطبيق العملي للشريعة في مقام اإلحسان (من حيث يرض ى ال من‬
‫حيث ترض ى)‪ ،‬في محل الشهود والعيان‪ ،‬مثل‪ :‬كظم الغيظ‪ ،‬العفو عند املقدرة‪ ،‬اإلحسان‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاملريد َ‬ ‫ُ‬
‫طريق هللا إذا أس َيء إليه َحلم‪ ،‬وإذا ُج ِّه َل عليه غفر‪ ،‬وإذا أذنب تاب‬ ‫عند اإلساءة‪،...‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫واستغفر‪ ،‬وإذا ِّابت ِّلي صبر‪ ،‬وإذا أع ِّطي شكر‪.‬‬
‫الشريعة حقيقة فعليةّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فالت ّ‬‫ّ‬
‫صوف إذن يجمع بين الشريعة والحقيقة‪ ،‬بمعنى تجسيد‬
‫كما كان حال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الذي قالت عنه السيدة عائشة ‪-‬رض ي هللا‬
‫عنها‪" :-‬كان خلقه القرآن"‪.‬‬
‫ثانيا‪ّ :‬‬
‫الطريقة الصّوفيّة‬
‫‪ -1‬تعريفها لغة‪:‬‬
‫الطريق املستقيم الواضح‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الطريق ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والسبيل‬ ‫والسبيل‪ ،xiv‬أي‬ ‫الطريقة في اللغة تعني‬
‫املوصل إلى هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬واملنهج ّ‬
‫املتبع في ذلك‪ ،‬لقوله تعالى‪﴿ :‬قل هذه سبيلي أدعو إلى هللا‬
‫ّ‬
‫على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾‪.xv‬‬
‫‪ -2‬تعريفها اصطالحا‪:‬‬
‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪85‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عبد ّ‬
‫والت ّ‬ ‫الت ّ‬‫روحية ّتتخذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫نسك وسيلة إلصالح‬ ‫وفية هي "عبارة عن رابطة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫روحية ّ‬ ‫ّ‬
‫نفسية صلبة‪ ،‬تنظم أفرادا من‬ ‫قوية‪ ،‬وطاقة‬ ‫الفرد واملجتمع"‪ .xvi‬وهي أيضا "رابطة‬
‫ّ‬
‫األتباع في سلك واحد وتحت قيادة مسموعة ومتبوعة‪ ،‬وكانت الطريقة تعمل عمل‬
‫السلم‪ ،‬وتعمل عمل الجيش اإلسالمي في الحرب‪ ،‬وقد كانت‬ ‫الخيرية الحديثة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجمعيات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزوايا التي تتمركز فيها أصحاب الطرق تقوم مقام املالجئ للفقراء واملحتاجين‪ ،‬وتقوم‬
‫ّ‬
‫مقام املعاهد واملدارس لطلبة الثقافة من القرآن والحديث والفقه واألخالق‪ ،‬وتقوم مقام‬
‫املساجد يذكر فيه اسم هللا كثيرا"‪.xvii‬‬
‫‪ -3‬نشأة الطرق الصوفية‪:‬‬
‫وادعاء املشيخة ليس باألمر ّ‬‫الطرق ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الهين‪ ،‬وفي ذلك يقول الشيخ أحمد‬ ‫إن تأسيس‬
‫ّ‬
‫التجاني‪" :‬وأوصيكم باملحافظة على البعد عن أمور؛ إن كل من وقع في واحد منها أماته‬
‫هللا كافرا من غير ّ‬
‫شك؛ ‪ ...‬والثالثة ّادعاء الوالية بالكذب‪ّ ،‬‬
‫والرابعة االنتصاب للمشيخة‬
‫تعمد الكذب على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‪.xviii‬‬ ‫من غيرإذن‪ ،‬والخامسة ّ‬
‫البد من أن يستند إلى إذن خاص‪ ،‬وفي ذلك يقول‬ ‫صدر لتربية الخلق وإنشاء طريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫فالت ّ‬
‫ّ‬
‫أيضا‪ ..." :‬وال يفيد اإلذن العام‪ ،‬مثل قوله تعالى‪﴿ :‬ادع إلى سبيل ّربك بالحكمة﴾‪ xix‬فإن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فالبد من خصوص اإلذن وإال فال‬ ‫لخاص‪،‬‬ ‫الخاص ل‬ ‫ذلك في العام للعام‪ ,‬وهذا في‬
‫السند واملرجعيةّ‬ ‫سيدنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هو ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫سبيل‪ .xx"...‬وهذا يعني ّ‬
‫وحية‪ ،‬ويتنافسون في‬ ‫الر ّ‬ ‫وفية الذين يلجؤون ‪-‬بدون استثناء‪ -‬إلى ّ‬
‫أبويته ّ‬ ‫املطلقة لرجال ّ‬
‫الص ّ‬
‫االهتداء بهديه القويم‪ ،‬لقوله تعالى‪﴿ :‬لقد كان لكم في رسول هللا إسوة حسنة ملن كان يرجو‬
‫هللا واليوم اآلخر وذكر هللا كثيرا﴾‪ .xxi‬ويقول البوصيري‪:‬‬
‫الديم‪xxii‬‬‫وكلهم من رسول هللا ملتمس غرفا من البحرأو رشفا من ّ‬
‫ّ‬ ‫وعليه ّ‬
‫صوفية يعود إلى الشيخ عبد القادر الجيالني (‪،1078‬‬ ‫ّ‬ ‫فإن ظهور ّأول طريقة‬
‫يعد ّأول من أنشأ طريقة كمنهج سلوكي ديني مفتوح لكل جموع املسلمين‪،‬‬ ‫‪1166‬م) الذي ّ‬
‫ّ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وحمل لواءها بالجزائر جمع‬ ‫ّ‬
‫القادرية في جميع ربوع البالد‬ ‫وقد انتشرت طريقته‬
‫وفية‪ ،‬وعلى أسهم أبو مدين التلمساني – شيخ ابن عربي‪ -‬الذي ّ‬
‫يعد‬ ‫من أكابر رجال ّ‬
‫الص ّ‬
‫ر‬
‫مشيش ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّأول من نشرها بالجزائر وبالد املغرب‪ ،‬والشيخ عبد ّ‬
‫املربي ألبي الحسن‬ ‫السالم بن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القادرية إلى الحسن البصري (‪728 ،642‬م) الذي أخذ عن اإلمام علي‬ ‫الشاذلي‪ .‬ويرتفع سند‬
‫–كرم هللا وجهه‪ -‬وهو أخذ عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪86‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫وحذا حذوه جميع ّ‬
‫مؤسس ي الطرق من بعده؛ إذ يرفعون سندهم إما إلى أبي بكر –رض ي‬
‫الشيخ عمر بن عبد هللا ّ‬ ‫ّ‬ ‫هللا عنه‪ّ -‬‬
‫السهروردي‬ ‫وإما إلى علي ‪ -‬رض ي هللا عنه‪ ،-‬من بينهم‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪1234 ،1144‬م)‪ ،‬الشيخ أبو الحسن الشاذلي (‪1258 ،1196‬م)‪ ،‬الشيخ ز ّروق (ت‪1494‬م)‪.‬‬
‫ويختلف الشيخ أحمد التجاني (‪1737،1815‬م) عن سابقيه؛ إذ ينسب سنده املباشر إلى‬
‫تفضل عليه باإلذن له بتأسيس‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم بدون واسطة‪ ،‬وذلك بعد ما ّ‬
‫جانية وبتلقين أورادها‪.‬‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّ‬
‫ثالثا‪ّ :‬‬
‫الطريقة التّجانيّة‬
‫‪ -1‬تعريفها‪:‬‬
‫الصوفي‪ ،‬هي ّ‬
‫تصور‬ ‫معين‪ .‬وباملفهوم ّ‬ ‫منهجية لبلوغ مقصد ّ‬‫ّ‬ ‫تعرف ّ‬
‫بأنها "منهج سلوكي أو‬ ‫ّ‬
‫والشريعة في سبيل ّ‬ ‫ّ‬ ‫الربط ّ‬ ‫الر ّ‬
‫وحية يسعى إلى ّ‬ ‫تطبيقي للحياة ّ‬
‫التقرب‬ ‫التوافقي بين الحقيقة‬
‫إلى هللا تعالى‪ ،‬وذلك ابتغاء تحسين املعرفة باهلل ألجل املزيد من اإلقبال على عبادته‪،xxiii‬‬
‫لنهدينهم سبلنا ّ‬
‫وإن هللا ملع املحسنين﴾‪.xxiv‬‬ ‫ّ‬ ‫لقوله تعالى‪﴿ :‬والذين جاهدوا فينا‬
‫الر ّ‬‫انية هي املدرسة ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫وحية التي أسسها الشيخ أحمد التجاني لتربية‬ ‫إن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخلق وتزكية نفوسهم‪ ،‬فهي مدرسة تربوية؛ فكريا وروحيا وأخالقيا وإنسانيا‪ّ ،‬‬
‫تخرج منها‬
‫ّ‬
‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫الرجال الذين ساهموا في بناء املجتمعات‬‫العديد من ّ‬
‫‪ -2‬مؤسّسها‪:‬‬
‫هو الشيخ أحمد التجاني‪xxv‬؛ "أبو العباس أحمد بن َمحمد بن املختار بن أحمد بن‬
‫محمد بن سالم‪ ,‬ولد سنة (‪ 1150‬ه‪1737،‬م) بقرية عين ماض ي بوالية األغواط بالجزائر‪،‬‬
‫السمت‪ ,‬طويل‬‫النفس والفعال‪ ,‬كثير الحياء واألدب‪ ,‬حسن ّ‬ ‫كان كريم األخالق طيب ّ‬
‫ّ‬
‫الصمت‪ ,‬كثير الوقار عالي الهمة"‪.xxvi‬‬
‫ّ‬
‫حفظ القرآن العظيم في السابعة من عمره على يد الشيخ أبي عبد هللا محمد بن حمو‪,‬‬
‫أتم الدراسة بعين ماض ي على يد األستاذ مبروك بن بوعافية‪,‬‬ ‫وما بلغ الخامسة عشر حتى ّ‬
‫فقرأ عليه مختصر خليل والرسالة البن أبي زيد القيرواني ومقدمة ابن رشد وكذلك ّ‬
‫تحصل‬
‫على كل ما يلزمه من علم النحو واللغة‪.xxvii‬‬
‫ثم مال إلى طريق الصوفية فأخذ العلم عن كبار علماء فاس ومصر‪ ،‬وعلماء الحجاز‬ ‫ّ‬
‫درس في األبيض سيدي‬ ‫وأسس طريقته‪ّ ،‬‬ ‫للتدريس ّ‬ ‫تصدر ّ‬ ‫املنورة إلى أن ّ‬‫بمكة واملدينة ّ‬
‫الشيخ والجامع الكبير بتلمسان‪ ،‬وفي جامع ّ‬ ‫ّ‬
‫الزيتونة بتونس‪.xxviii‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪87‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويربي وقد أقبل عليه ّ‬
‫الناس من كلّ‬ ‫يدرس ويفتي ّ‬ ‫رحل إلى فاس سنة ‪1798‬م‪ ،‬وبقي فيها ّ‬
‫ّ‬
‫جهة يأخذون عنه العلم والتربية ويعتنقون طريقته التي بدأت في االنتشار شيئا فشيئا‪ ،‬إلى‬
‫املنية سنة ‪1230‬هـ‪1815 ,‬م‪.xxix‬‬ ‫أن وافته ّ‬
‫‪ -3‬نشأتها‪:‬‬
‫الت ّجاني في القرن الثاني عشر هجري‬ ‫ّ‬
‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬
‫التجانية على يد‬ ‫ظهرت الطريقة‬
‫ّ‬
‫(الثامن عشر ميالدي)‪ ،‬بالتحديد في خريف ‪ 1781‬بقصر أبي سمغون بوالية ّ‬ ‫ّ‬
‫البيض في‬
‫الجنوب الغربي الجزائري‪ ،‬وذلك بعد أن حصل له اإلذن بتلقين الخلق األوراد‪ ،‬وإرشادهم‬
‫ّ‬ ‫بأن ّ‬ ‫إلى طريق هللا تعالى‪ ،‬وفي ذلك يقول ّ‬
‫سيد الوجود صلى هللا عليه وسلم قال له‪" :‬ال منة‬
‫وممدك على التحقيق‪ ،‬فاترك عنك‬ ‫ّ‬ ‫ملخلوق عليك من أشياخ الطريق‪ ،‬فأنا واسطتك‬
‫جميع ما أخذت من جميع الطريق‪ ،‬والزم هذه الطريقة من غير خلوة وال اعتزال عن‬
‫الناس حتى تصل مقامك الذي وعدت به وأنت على حالك من غيرضيق وال حرج وال كثرة‬
‫مجاهدة واترك عنك جميع األولياء"‪.xxx‬‬
‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّجاني في نشر طريقته وتلقين أورادها للخلق‪،‬‬ ‫من ذلك الحين أخذ‬
‫ّ‬ ‫الصحراء الجز ّ‬ ‫فامتدت إلى ّ‬‫ّ‬
‫ائرية؛ عين ماض ي واألغواط‪ ،‬واألبيض سيدي الشيخ‪ ،‬ووادي‬
‫ملدة عشر سنوات من‬ ‫التوارق‪ .‬وتلمسان أيضا التي أقام ّ س فيها ّ‬ ‫سوف ووادي ريغ وبالد ّ‬
‫ودر‬
‫سجلت انتشارا واسعا‬‫حتى ّ‬‫تمر عليها سوى ‪ 240‬سنة ّ‬ ‫قبل‪ .‬وفاس أيضا التي هاجر إليها‪ .‬ولم ّ‬
‫في مختلف دول العالم‪ ،‬وبين أناس ينتمون إلى حضارات مختلفة‪ ,‬وينطقون بلغات ّ‬
‫متنوعة‪،‬‬
‫ّ‬
‫العلمية‪.‬‬ ‫ويتفاوتون في املرتبة‬
‫‪ -4‬زواياها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مؤس ّ‬
‫ساتيا منذ البداية‪ ،‬وما ّ‬ ‫الت ّج ّ‬
‫انية كان ّ‬ ‫ّ‬
‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫منهجية‬ ‫يدل على ذلك‬ ‫إن تأسيس‬
‫كل مكان‪ ،‬وتنظيم شؤون ّ‬
‫كل زاوية من‬ ‫الشيخ أحمد التجاني في بناء وإنشاء ّ‬
‫الزوايا‪ xxxi‬في ّ‬
‫والصالح والكفاءة فيجيزهم‪،‬‬ ‫الرجال ّ‬
‫األكفاء "م َن الوافدين عليه‪ ،‬ذوي العلم ّ‬ ‫خالل اختيار ّ‬
‫ِّ‬
‫يعينون ّ‬
‫مقدمين‪ xxxii‬مساعدين لهم في‬ ‫ويعينهم خلفاء عنه في مناطقهم‪ ،‬وهؤالء بدورهم ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫للذكر واللقاء ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫والدعوة واإلصالح‬ ‫بلداتهم وقراهم املجاورة‪ ...‬ويكلفهم ببناء مكان يجمعهم‬
‫واملناسبات املختلفة وغيرها"‪ .xxxiii‬وهو املنهج نفسه الذي سار عليه خلفاؤه من بعده إلى‬
‫اليوم‪.‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪88‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فالزاوية تمثل املدرسة التي تمارس فيها الطريقة منهجها التربوي‪ ،‬وتتكون من ثالث‬
‫مستويات‪:xxxiv‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬املستوى ّ‬
‫األول‪ :‬املذهبي أو الطريقة أي الطريق املرسوم لألتباع من طرف الشيخ‬
‫املؤسس والذي يترجم في صيغة أذكار وأوراد وأحزاب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫منظما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثاني‪ :‬املستوى ّ‬ ‫ّ‬
‫يحدد العالقات‬ ‫التنظيمي أي الطريقة اتخذت شكال‬ ‫‪ ‬املستوى‬
‫ّ‬
‫بين املريدين فيما بينهم وكذا بشيخهم مثلما يسمح بتحقيق التواصل وضمان الوحدة‬
‫وإن تباعدت األمكنة واألزمنة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬املستوى الثالث‪ :‬امليداني وهو الزاوية أو الوجود املادي في املكان والزمان‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الت ّجانية نجد ّأنها ترتكز على ثالثة مستويات‪:xxxv‬‬ ‫الزاوية ّ‬ ‫وإذا انتقلنا إلى ّ‬
‫أ‪ -‬المستوى المادي‪( :‬الميداني)‬
‫انية هي عبارة عن مجموعة من املباني والقاعات املنظمة تنظيما محكما‬ ‫الزاوية ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫والعملية‪ ،‬حيث تشمل مكانا ّ‬
‫للصالة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والعلمية‬ ‫الر ّ‬
‫وحية‬ ‫تلبي جميع مقاصد العبد؛ ّ‬ ‫والتي ّ‬
‫ّ‬
‫والتقص ي‬ ‫(مسجد)‪ ،‬وآخر للتعليم (مدرسة قر ّ‬
‫آنية)‪ ،‬وآخر للمطالعة (مكتبة)‪ ،‬وآخر للبحث‬
‫علمية (قاعة املحاضرات)‪،‬‬‫الروحية وال ّ‬
‫ّ‬ ‫(فضاء االنترنت)‪ ،‬وآخر لالجتماعات واللقاءات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الضيوف ّ‬
‫والزائرين (منازل إليواء الوافدين)‪ .‬وهذا التعدد والت ّنوع في‬ ‫وآخر الستقبال ّ‬
‫انية شاملة؛ منبر علم‪ ،‬وميدان عمل وبيت هلل فيه يعبد ويذكر‪.‬‬ ‫الهياكل جعل املدرسة ّ‬
‫الت ّج ّ‬
‫ب‪ -‬المستوى الفكري‪( :‬الطريقة)‬
‫ّ‬
‫يمثل مجموعة األذكار واألوراد التي ّ‬
‫تؤدى في ّ‬
‫الزاوية‪.‬‬
‫ج‪ -‬المستوى االجتماعي‪( :‬التنظيم)‬
‫انية على تنظيم العالقات بين أفرادها داخل ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫الزاوية‪ ،‬وفي ذلك يقول‬ ‫تعمل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشيخ محمد العيد التجاني‪" :‬ال يمكن للزاوية التج ّ‬‫ّ‬
‫انية أن تؤدي دورها دون وجود كتلة‬
‫بشرية تعمل بها‪ ،‬وتقوم على شؤونها وتقدم خدماتها لآلخرين مهما كان توجههم‪ ،‬وهذه‬
‫الكتلة تعمل وفق نظام حلقي ذي تشكيل دائري كاآلتي‪:xxxvi‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الحلقة األولى‪ّ :‬‬
‫تتكون من الشيخ واملقاديم‪ ،‬حيث يتم استقبال انشغاالت املريدين من‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫املقدم ّ‬
‫طرف ّ‬
‫ليقدمها إلى الشيخ‪ ،‬ومن ث ّمة الحصول على اإلجابة والحلول املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬الحلقة الثانية‪ :‬تشمل القائمين على تسيير النظام املعمول به في الزاوية‪ ،‬وهم‬
‫املشرفون والعاملون على خدمة الحاضرين مأكال ومبيتا وغير ذلك‪ ،‬ما ّ‬
‫يسهل للمتعلم‬
‫أو املريد القيام بعمله‪ ،‬وتقديم طلبه‪ ،‬ثم الوصول إلى هدفه‪.‬‬
‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪89‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(املحبة) وذلك حتى يحدث‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬الحلقة الثالثة‪ :‬تضم املريدين وتربط بينهم برباط روحي‬
‫والتعاون فيما بينهم‪.‬‬ ‫التواصل ّ‬
‫ّ‬
‫رابعا‪ :‬األصول المرجعيّة للطريقة التجانية‪:‬‬
‫املرجعية ّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطرق ّ‬
‫الص ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫ينية‪ ،‬فهي‬ ‫وفية من حيث‬ ‫انية عن باقي‬ ‫تختلف‬
‫ّ‬
‫تستند إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مباشرة‪ّ ،‬أما باقي الطرق األخرى فقد أخذوا عنه‬
‫الشيخ أحمد ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّجاني‪" :‬قال لي رسول هللا‬ ‫مؤسسها‬‫يؤكد ما ذهبنا إليه قول ّ‬ ‫بواسطة‪ ،‬وما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال منة ملخلوق عليك من أشياخ الطريق‪ ،‬فأنا واسطتك وممدك‬
‫ّ‬
‫على التحقيق"‪ .xxxvii‬فهو قد أخذ اإلذن في تأسيسها عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ما‬
‫والس ّنة ّ‬
‫الن ّ‬
‫بوية ّ‬
‫املطهرة‪ ،‬ولنا في أورادها وأسسها‬ ‫ّ‬
‫تستمد منهجها من القرآن الكريم ّ‬ ‫يعني ّأنها‬
‫أكبر دليل على ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬أوراد ّ‬
‫الطريقة التّجّانيّة‪:‬‬
‫بالكيفية املتواتر عليها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لحد‬ ‫رتب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أوراد هذه الطريقة‬
‫ّ‬
‫يمثل ّأول أركان الطريقة‪ّ ،‬‬
‫ثم ورد الوظيفة‪ xxxix‬وهو ثاني‬ ‫اآلن؛ وهي الورد املعلوم‪ xxxviii‬الذي‬
‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫أركان الطريقة‪ّ ،‬‬
‫التجاني‪..." :‬‬ ‫ثم ورد الهيللة‪ xl‬وهو ثالث األركان‪ .‬وفي ذلك يقو‬
‫ّ‬
‫ّثم أعطاني طريقة من األوراد وأمرني بلزومها من غير خلوة وال اعتزال على الناس"‪.xli‬‬
‫الس ّ‬‫الرياحي‪ xlii‬حين قال في قصيدته ّ‬ ‫الشيخ إبراهيم ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ينية‪:‬‬ ‫ولقد صدق العالمة الجليل‬
‫ّ‬
‫النبوءة هل يبنى بال ساس‪xliii‬‬ ‫وما ظنونك بالورد الذي نظمت يد‬
‫ّ‬ ‫الت ّجاني املسلمين ّ‬‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬
‫والتقرب‬ ‫خاصة إلى ذكر هللا تعالى‬ ‫وبهذه األوراد أرشد‬
‫همة وإرادة عابرين مقامات اإلسالم واإليمان ح ّتى يبحروا في مقام اإلحسان‪،‬‬ ‫بكل ّ‬
‫إليه ّ‬
‫السابقين الذين قال فيهم تعالى‪﴿ :‬والسابقون السابقون (‪ )12‬أولئك‬ ‫فيكونوا من ّ‬
‫األولين (‪ )15‬وقليل من اآلخرين (‪.xliv﴾(16‬‬ ‫النعيم (‪ّ )14‬ثلة من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املقربون (‪ )13‬في جنات‬‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كافة إلى دين هللا – اإلسالم‪ّ -‬أوال‪ّ ،‬‬ ‫وأرشد ّ‬
‫ثم دعاهم إلى معرفته والتعلق به‪ ،‬وذلك‬ ‫الناس‬
‫الدوام‪ .‬وواصل خلفاؤه من بعده طريقه على املنهج نفسه إلى اليوم‪.‬‬ ‫بذكره على ّ‬
‫‪ -2‬أسس ّ‬
‫الطريقة التّجّانيّة‪:‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّجاني أسس منهجه ّ‬‫استمد الشيخ أحمد ّ‬
‫ّ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ألنه يتبع‬ ‫الصوفي من الشريعة‬
‫جعيته‪ ،‬لقول الشيخ‪:‬‬ ‫هدي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ويسير على خطاه فهو مر ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّ‬
‫صوف امتثال األوامر واجتناب النواهي في الظاهر والباطن من حيث يرض ى ال من‬ ‫"‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حيث ترض ى"‪ .‬وعليه فأسس الطريقة الت ّج ّ‬
‫انية مستمدة من الكتاب ّ‬
‫والسنة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪90‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ‪ -‬العلم‪( :‬امتثال األمر واجتناب النّهي)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يمثل ّ‬ ‫واتباع ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوسطية وذروة‬ ‫قمة‬ ‫الصراط املستقيم الذي‬ ‫وهذا يعني العلم بالشريعة‬
‫العبودية‪ ،‬طريق الخوف والرضا والحب‪ ،‬وامتثال املأمور‬‫ّ‬ ‫سنامها وأعلى درجاتها‪ ،‬فهو "طريق‬
‫ّ‬
‫والسنة والعمل بطاعة هللا"‪.xlv‬‬‫واجتناب املحظور‪ ،‬ومتابعة الكتاب ّ‬
‫ب‪ -‬العمل‪( :‬في الظاهر في الباطن)‬
‫الظاهر والباطن في كل قول وعمل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فتقيد العبد‬ ‫واملقصود به العمل بالشريعة في‬
‫ّ‬ ‫يؤدي حتما إلى ظهور ّ‬ ‫الشرع ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السلوك املتزن الوسطي البعيد عن‬ ‫داخليا بضوابط ومعايير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنحراف ّ‬
‫الثابت واالنقياد بقانون‬ ‫الصوفي ُيبنى على أساس اتباع الحق‬
‫فالسلوك ّ‬‫والتجاوز‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫الشريعة داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬العبادة‪( :‬من حيث يرضى ال من حيث ترضى)‬
‫كل فعل وقول وخاطر حتى وإن كان‬ ‫الدوام في ّ‬ ‫ويعني عبادة هللا تعالى وإرضائه على ّ‬
‫َ ُ ُ ُُ َ ُ َ َ ُ‬ ‫مخالفا لهوى ّ‬
‫وبك ْم ِإذا َرأ ْيت ْم‬ ‫النفس‪ ،‬وفي ذلك يقول الشيخ أحمد التجاني‪" :‬وصونوا قل‬
‫َ َ ً َ َ َ َ ًّ ُ َ ُ َ َ ُ ْ َْ َ َ َ َ ً ُ َ ُ َ َ ُ ْ َ ْ ُْ ُ ُ َْ ُُْ ُ َ‬
‫وه ف ِإ َّن‬ ‫اطال يخ ِالف هواكم أن تب ِغضوه أو تؤذ‬ ‫أحدا فعل حقا يخ ِالف هواكم‪ ,‬أو هدم ب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ َ ُْ‬
‫هللا ت َعالى"‪.xlvi‬‬
‫الش ْر ِك ِعند ِ‬ ‫ذ ِلك معدود ِمن ِ‬
‫حدده الشيخ أحمد التجاني لنفسه‬ ‫الصوفي الذي ّ‬ ‫أن أسس املنهج ّ‬ ‫ومما سبق ذكره نجد ّ‬ ‫ّ‬
‫البد من‬ ‫الدين بجميع مقاماته؛ اإلسالم واإليمان واإلحسان؛ إذ ّ‬ ‫ولكل من انتهج نهجه هو ّ‬
‫معرفة شرع هللا وحدوده؛ حالله وحرامه‪ .‬ثم العمل به وتطبيقه ظاهرا وباطنا في الحياة‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اليومية من أجل الوصول إلى مرضاته تعالى‪ ،‬وفي ذلك يقول الشيخ‪َ " :‬ول َيك ْن َس ْع ُي ُه ِفي ذ ِل َك‬ ‫ّ‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫هللا ت َعالى ال ِل َح ٍّظ َزا ِئ ٍّد َعلى ذ ِل َك‪.xlvii"...‬‬
‫ِفي م ْرض ِاة ِ‬
‫‪ -3‬مبادئ ّ‬
‫الطريقة التّجّانيّة‪:‬‬
‫محبة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ّ ،‬‬ ‫الت ّجانية هي ّ‬‫للطريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن ّ‬
‫املحبة‬ ‫أ‪ -‬المحبّة‪ّ :‬أول مبدأ‬
‫ّ‬ ‫واالتباع لقوله تعالى‪﴿ :‬قل إن كنتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحبون هللا فاتبعوني يحببكم‬ ‫هي سبيل الطاعة‬
‫هللا﴾‪.xlviii‬‬
‫أن رسول‬ ‫وفية‪ ،‬فهو يرى ّ‬
‫الص ّ‬‫الت ّجاني عن غيره من ّ‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬
‫وبهذا املبدأ يختلف‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم هو باب الوصول‪ ،‬وال مطمع ألحد في الوصول إلى ّ‬
‫محبة هللا تعالى‬
‫صنف ّ‬
‫محبة الخلق هلل تعالى إلى أربع مراتب‪ ،‬هي‪:xlix‬‬ ‫دون رسوله صلى هللا عليه وسلم‪ .‬ولقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الذات‪ :‬وتشمل الذين ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫محبة الذات‪ ،‬فاتبعوا رسوله واقتدوا به في‬ ‫أحبوه تعالى‬ ‫محبة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫االتصاف باألحوال العلية واألخالق اإللهية‪.‬‬
‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪91‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫أحبوه تعالى ألجل ما هو عليه من محامد الصفات‪.‬‬ ‫الصفات‪ :‬وتشمل الذين ّ‬ ‫محبة ّ‬‫ّ‬
‫والنعماء‪ :‬وتشمل الذين ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أحبوه آلالئه ونعمائه‪ ،‬ومقتض ى ذلك هو الشكر‬ ‫محبة اآلالء‬
‫هلل تعالى‪ ،‬فهؤالء اقتدوا به صلى هللا عليه وسلم في مقام الشكر‪ ،‬حيث قيل له في قيام‬
‫الليل‪ :‬أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬فقال‪ :‬أفال أكون عبدا شكورا‪،‬‬
‫أحبوا هللا ملا يغدوكم به من نعمه‪ّ ،‬‬
‫وأحبوني ّ‬
‫لحب هللا‪،‬‬ ‫وقد قال صلى هللا عليه وسلم‪ّ :‬‬
‫لحبي‪.‬‬ ‫وأحبوا أهل بيتي ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫أحبوه تعالى ّ‬ ‫مح ّبة اإليمان‪ :‬وتشمل الذين ّ‬
‫محبة اإليمان‪ ،‬وهم الذين اتبعوا رسوله‬
‫صلى هللا عليه وسلـم في مرتبة اإليمان‪ ،‬واملحافظة على بعض الفرائض‪ ،‬وإن وقعوا في بعض‬
‫املخالفات فما خرجوا عن متابعته صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميزان ال ّ‬
‫شرع‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جعل الشيخ أحمد التجاني الشرع ميزانا ألقواله‪ ،‬وفي ذلك يقول‪" :‬إذا سمعتم عني‬
‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شيئا فزنوه بميزان الشرع‪ ،‬فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه"‪ .l‬ألنه قد ُيكذ ُب‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫على الشيخ ُويل َحق به ما ليس له‪ ،‬فكان هذا املبدأ هو الحاسم لكل قول أو فعل ُو ِّس َم به‬
‫ّ‬
‫الشيخ ينافي الشرع‪.‬‬
‫ج‪ -‬األصالة والمعاصرة‪:‬‬
‫الصوفي ّ‬
‫الت ّجاني‬ ‫يقول الشيخ أحمد التجاني‪" :‬ب َس ْير َ مان َك س ْر"‪ ،li‬بمعنى ّ‬
‫أن املنهج ّ‬
‫ِ ِز ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتخلى عن ّ‬ ‫ّ‬
‫مقوماته‪ ،‬فهو يجمع بين مفارقتين؛ الدين والدنيا‪ ،‬روح‬ ‫يساير العصر دون أن‬
‫اختصت به ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الت ّجان ّية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الراهن االجتماعي في الوقت نفسه‪ ،‬وهذا املبدأ‬ ‫ومتطلبات ّ‬ ‫الشرع‬
‫ّ‬ ‫الدنيوي ّ‬ ‫يقول أندري‪ّ :‬‬
‫"إن الجانبين ّ‬
‫والروحي يحتالن نفس املكانة في هذه الطريقة‪ ،‬وهو ما‬
‫الت ّ‬
‫صوف"‪.lii‬‬ ‫اعتبره ظاهرة جديدة في ّ‬
‫خامسا‪ :‬الخصوصيّة السوسيو أنثروبولوجية ّ‬
‫للطريقة التّجّانيّة‬
‫انية تختلف كثيرا عن غيرها‪ ،‬فهي تنأى عن ّ‬
‫الن ّ‬
‫خبوية التي ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫تقيدها‬ ‫إن‬
‫فتجعلها حكرا على أهل العلم‪ ،‬لتفتح الباب على مصراعيه أمام الجميع ليدخلوا في‬
‫ينية التي ّتتسم ّ‬
‫بالت ّ‬ ‫الطرق في شكل املمارسة ّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫كتم‬ ‫صفوفها أفواجا‪ .‬وتفارق بعض‬
‫ّ‬ ‫واالنفر ّ‬
‫ادية‪ ،‬لتتف ّرد بالتركيز على البعد الجماعي للعبادة‪ ،‬وتختلف أيضا بكونها ظاهرة‬
‫ّ‬ ‫شعبية يستوي فيها ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األمي والعالم‪ ،‬الذكر واألنثى‪ ،‬حيث أعطت للمرأة نفس حظوظ‬ ‫تدين ّية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرجل في االنخراط في صفوفها وأداء أورادها وأذكارها‪ ،‬عكس بعض الطرق التي تتبع نظام‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪92‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تسليك يتسم بقدر كبير من الجهد‪ ،‬األمر الذي منعها من أن تتسع كثيرا خاصة في صفوف‬
‫ّ‬
‫النساء‪ .‬ويمكن توضيح خصائصها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظام ّ‬
‫الطريقة الحلقي‪:‬‬
‫ْ‬ ‫انية هو ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫الطريقة ّ‬ ‫النمط الذي ّ‬ ‫إن ّ‬
‫ّ‬
‫النظام الحلقي؛ إذ تبدأ الحلقة من‬ ‫تفردت به‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشيخ لتشمل الجميع ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم تعود إليه‪ ،‬وال تعمل بالنظام الهرمي الذي يمثل فيه الشيخ‬
‫الناس ويرشدهم لطريق هللا‬‫يوجه ّ‬
‫السلطة العليا التي تصدر األوامر‪ ،‬بل هو واحد منهم ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬‫ل ّ‬
‫الت ّجاني‪" :‬والشيخ في هذه األمور دال ومعين‪ ،‬ال خالق‬ ‫تعالى‪ ،‬وفي ذلك يقو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وال فاعل"‪ .liii‬فهو يعين املريد على أمر دينه؛ إن نس ى ذكره‪ ،‬وإن ذكر أعانه‪ .‬وهذا ما يؤدي‬
‫إلى اإلقبال عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬يسر المنهج وسهولته‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫جانية "سهلة ميسورة ال تتطلب جهدا كبيرا وال وقتا طويال‪،‬‬ ‫إن أوراد‬
‫ّ‬
‫املشرفة ال إله إال‬ ‫ّ‬
‫والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم والكلمة‬‫ّ‬ ‫أساسها االستغفار‬
‫ّ‬
‫شعبية‪ ،‬حيث يزداد عدد املنخرطين فيها يوما‬ ‫هللا"‪ .liv‬ويسر منهجها جعلها ّ‬
‫تتفرد بكونها أكثر‬
‫حرّية واسعة‪ ،‬ال‬‫بعد يوم حتى أصبح تعدادهم بمئات املاليين‪ ،‬يقول (سيميان)‪" :‬فيها ّ‬
‫ّ‬
‫الطرق ّ‬
‫الص ّ‬
‫وفية‪ ،‬ساعدتها على حشد عدد كبير من األتباع وهي بسيطة في‬ ‫نجدها في باقي‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫تعاليمها غير معقدة‪ ،‬ال تأمر بالخلوة وال التقشف‪ ،‬هي مليئة بالتسامح" ‪.‬‬
‫‪lv‬‬

‫‪ -3‬الترقية االجتماعيّة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫جتماعية حيث تدعو الجميع لالنخراط‬ ‫انية وسيلة للتربية والترقية اال‬ ‫إن‬
‫عامة تعطى ّ‬
‫لكل‬ ‫معينة فقط‪ ،‬فأورادها "ليست ّ‬
‫خاصة‪ ،‬بل ّ‬ ‫في سلكها‪ ،‬وال تقتصر على فئة ّ‬
‫الشروط كاملحافظة على ّ‬ ‫ّ‬
‫الصالة في جماعة قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫مسلم يطلبها‪ ،‬مع بعض‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملحافظة على سائر األمور الشرعية‪ّ ،‬‬
‫وبر الوالدين وعدم مقاطعة الخلق وعدم أمن مكر‬
‫ّ‬
‫عامة للجميع بشرط الرض ى والقبول‪ ،‬فهذا األخير ّأول شرط من الشروط‬ ‫هللا‪ .lvi"...‬فهي ّ‬
‫الت ّ‬ ‫الطريقة ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جانية‪.‬‬ ‫العامة لالنخراط في‬
‫‪ -4‬البعد الجماعي للممارسة الدّينيّة‪:‬‬
‫وخاصة ّ‬
‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصلوات‬ ‫انية على البعد الجماعي في ممارسة العبادات‬ ‫ركزت‬
‫واألوراد‪ّ ،‬‬
‫والزيارات‪.‬‬
‫أ‪ -‬األوراد‪:‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪93‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أهم ّ‬ ‫تمثل األوراد واألذكار ّ‬ ‫ّ‬
‫آلية لتهذيب النفس وتعديل السلوك‪ ،‬ومن بين هذه األوراد‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جماعية الزمة كلما توفرت شروط االجتماع‬ ‫الوظيفة والهيللة اللتان تمثالن عبادة‬
‫ّ‬ ‫للمريدين‪ ،‬وهي بذلك تزيل ّ‬
‫التفاوت االجتماعي والطبقي‪ ،‬واالختالف الجغرافي واللغوي‬
‫البشرية واختالف املقامات‬ ‫ّ‬ ‫وتربي الفرد واملجتمع على تجاوز االختالفات‬ ‫والعرقي اللوني‪ّ ،‬‬
‫الذكر‪ :‬الشيخ واملقدم واملريد املبتدئ والعالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واألمي والغني‬ ‫االجتماعية؛ إذ نجد في حلقة‬
‫ّ‬ ‫الزائر ال ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫والفقير بجانب بعضهم البعض دون تمييز بينهم‪ ،‬حتى ّ‬
‫يفرق بين الشيخ واملريد‪.‬‬
‫ب‪ -‬التّزاور في هللا‪:‬‬
‫ّ‬
‫للمتحابين ّفي‪ ،‬واملتجالسين ّفي‪،‬‬ ‫يقول تعالى في الحديث القدس ي‪" :‬وجبت ّ‬
‫محبتي‬
‫الت ّجاني وخلفاؤه من بعده محتوى‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملتزاورين ّفي‪ ،‬واملتباذلين ّفي"‪ .lvii‬وقد ّ‬
‫جسد‬
‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا الحديث القدس ي في حياتهم‪ ،‬حيث جعل ّ‬
‫"فالحب هو‬ ‫جانية؛‬ ‫املحبة أساس‬
‫الش ّر والتي تخضع ّ‬ ‫ّ‬ ‫اآلدمي من َّ‬
‫َّ‬ ‫حرر‬ ‫ُ ّ‬
‫للضرورة"‪،lviii‬‬ ‫نسبيته التي يكتنفها‬ ‫املعنى املطلق الذي ي ِّ‬
‫باملحبة فال يمكن أن يصدر عنه ما ينافيها‪ ،‬ولهذا فإن ّ‬
‫الت ّجانيين وإلى‬ ‫ّ‬ ‫فمتى امتأل القلب‬
‫التج ّ‬
‫انية‪.‬‬ ‫الزيارات فيما بينهم وبين ّ‬
‫الزوايا ّ‬ ‫يومنا هذا ال يزالون يتبادلون ّ‬
‫ج‪ -‬التّعايش‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫الحب في أتباعها وأصحابها فأينعت ثمار التسامح‬ ‫انية فسائل‬ ‫غرست‬
‫ّ‬
‫والصفح واإلخاء بين أفراد املجتمع‪ ،‬وبذلك عالجت مشاكل النفس‬ ‫ّ‬ ‫واإلحسان واإليثار‬
‫ّ‬
‫البش ّرية كالكره والحقد والبغض والحسد واألنانية وغيرها من األخالق السيئة واألمراض‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تفكك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وعملت على تعزيز النسيج االجتماعي وإرساء قيم‬ ‫الروابط‬ ‫فسية التي‬
‫ّ‬ ‫والتكافل والعفو ّ‬ ‫التعاون ّ‬ ‫التعايش من خالل ّ‬ ‫ّ‬
‫والصفح والتسامح وغيرها‪ ،‬والتي تضمن حياة‬
‫الفرد اآلمن في املجتمع ّ‬
‫املوحد‪.‬‬
‫والصفح عن الخلل ّ‬
‫لكل‬ ‫ّ‬ ‫الزلل‬‫وفي ذلك يقول في إحدى رسائله‪ ..." :‬وأكثروا العفو عن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤمن‪ .‬وآكد ذلك ملن آخاكم في الطريقة‪ ،‬فإن من عفا عن زلة‪ ,‬عفا هللا له عن زالت‪،‬‬
‫ّ‬
‫ومن وقع فيكم بزلة ّثم جاءكم معتذرا فاقبلوا عذره وسامحوه لكي يقبل هللا أعذاركم‬
‫ّ‬
‫وتأملوا قوله سبحانه وتعالى‪﴿ :‬وسارعوا إلى مغفرة من ّربكم‬ ‫زالتكم ‪ّ ...‬‬ ‫ويسامحكم في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجنة عرضها السماوات واألرض أعدت للمتقين‪ ،‬الذين ينفقون في الس ّراء والضراء‬
‫الناس وهللا ّ‬ ‫ّ‬
‫يحب املحسنين﴾‪.lix‬‬ ‫والكاظمين الغيظ والعافين عن‬
‫د‪ -‬التفاعل اإليجابي وعدم االنعزال‪:‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪94‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫حقيقية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للسلوك اإلنساني في شكل تفاعالت اجتماعية؛ إذ ال‬ ‫يمثل اإلحسان ترجمة‬
‫التعامل مع‬ ‫وقوته في ّ‬‫مميزاته ّ‬ ‫يتحول إلى سلوك تفاعلي يومي يبرز ّ‬ ‫صوف ما لم ّ‬ ‫معنى ّ‬
‫للت ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انية‬ ‫الناس‪ ،‬وتأثير إيجابي في الوسط االجتماعي الذي يوجد فيه‪ .‬ولهذا جاءت‬
‫النفس‬ ‫مما فيه تشديد عن ّ‬ ‫الناس ونحو ذلك ّ‬ ‫"خالية من التزام الخلوة واالعتزال عن ّ‬
‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ل ّ‬
‫"‪...‬ثم أعطاني طريقة من األوراد وأمرني‬ ‫ّ‬ ‫الت ّجاني‪:‬‬ ‫وتضييق"‪ ،lx‬وذلك لقو‬
‫بلزومها من غيرخلوة وال اعتزال"‪.‬‬
‫انيون بالتفاعل اإليجابي مع مجتمعاتهم التي يعيشون فيها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫فتميز بذلك املريدون ّ‬ ‫ّ‬
‫بحجة االشتغال بالعبادة‪ ،‬بل اندمجوا في محيطهم‬ ‫ولم يركنوا إلى الجمود واالنعزال ّ‬
‫فعالة؛ خادمين‪ ،‬مصلحين‪.‬‬ ‫االجتماعي وتفانوا في خدمته‪ ،‬وكانوا عناصر ّ‬
‫ه‪ -‬تقبل اآلخر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انية أرس ى الثقافة التي ت ْق َب ُل اآلخر‪،‬‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫إن مبدأ ّ‬
‫املحبة الذي ترتكز عليه‬ ‫ّ‬
‫والرأي؛ فهي "ال تقوم على رفض اآلخر‬ ‫الدين والعقيدة ّ‬‫وإن اختلف معها في ّ‬‫وتتواصل معه ْ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫أخا في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫على اختالف ُر ُآه؛ فهي تعتبر ّ‬
‫الدين‪ ،‬واآلخر الذي‬ ‫الصوفي أخا في الطريق‪ ،‬واملسلم‬
‫العبودية هلل واملجتمع اإلنساني الواسع"‪ .lxi‬وال ّ‬
‫عدو‬ ‫ّ‬ ‫الدين والعقيدة شريكا في‬‫يخالفك في ّ‬
‫ّ‬ ‫الشيطان كما يقول الشيخ الحاج علي التماسيني‪" :lxii‬ليس لنا ّ‬ ‫ّ‬
‫عدو إال الشيطان"‪،‬‬ ‫لها إال‬
‫عدو مبين﴾‪.lxiii‬‬ ‫ألن هللا تعالى أمرنا بمعاداته‪ ،‬لقوله‪ ﴿ :‬وال تتبعوا خطوات الشيطان ّإنه لكم ّ‬‫ّ‬
‫و‪ -‬إصالح ذات البين‪:‬‬
‫يقول تعالى‪﴿ :‬إنما املؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا هللا لعلكم ترحمون﴾‪،lxiv‬‬
‫الت ّجاني‪ ..." :‬وأوص ي من كان ّ‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬‫ل ّ‬
‫مقدما على إعطاء الورد أن يعفو‬ ‫ويقو‬
‫ّ‬ ‫الزلل وأن يبسط رداء عفوه على ّ‬ ‫لإلخوان عن ّ‬
‫كل خلل وأن يتجنب ما يوجب في قلوبهم‬
‫ضغينة أو شينا أو حقدا وأن يسعى في إصالح ذات بينهم‪ ...‬وإن اشتعلت نار بينهم‪ ,‬سارع‬
‫في إطفائها‪ .‬وليكن سعيه في ذلك في مرضاة هللا"‪.lxv‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تجسيدا لهذه اآلية الكريمة على أرض الواقع وامتثاال لتوجيهات الشيخ توشح رجال‬
‫الدعوي واإلصالحي عبر ّ‬ ‫انية سالحهم ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫الطريقة ّ‬
‫كل رحالتهم وزياراتهم داخل القطر‬
‫فك الخصومات وإصالح ذات البين‪ ،‬ونشر‬ ‫الجزائري وخارجه‪ ،‬فقاموا بأدوار جليلة في ّ‬
‫ّ‬
‫ثقافة االحترام وقضاء الحوائج‪ ،‬وساهموا في إخماد نيران الفتن والقضاء على النزاعات في‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪95‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫محبة وإصالح وإحسان ينشرون األمن والسالم بين أفراد‬ ‫بحق رسل ّ‬ ‫أماكن مختلفة‪ .‬فكانوا ّ‬
‫ّ‬ ‫ألن إصالح ذات البين يبعث في ّ‬ ‫املجتمع‪ّ ،‬‬
‫النفوس الطمأنينة وفي املجتمع االستقرار واألمن‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫توصل إليها البحث‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫النتائج التي ّ‬ ‫وفي األخير يمكن رصد ّ‬
‫ّ‬
‫واملجسد في‬ ‫الرباني املسطر في القرآن الكريم‪،‬‬ ‫صوف هو املنهج ّ‬ ‫للت ّ‬‫الرئيس ي ّ‬ ‫إن املنبع ّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫فكل ّ‬ ‫املطهرة؛ ّ‬ ‫بوية ّ‬ ‫السنة ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫وفية ال يحيدون عن هذا الطريق املستقيم‪ ،‬ولكن‬
‫ّ‬ ‫لكل منهم منهج مستقل في ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫وجه إلى هللا تعالى‪ ،‬فالطرق إلى هللا بعدد أنفاس بني آدم‬
‫كما يقولون‪.‬‬
‫الطريق واملنهج ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتبع في العبادة من أجل الوصول إلى مرضاة هللا‬ ‫الصوفية هي‬ ‫‪ ‬الطريقة‬
‫الشيخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫– عز وجل‪ -‬دنيا وأخرى والذي ّ‬
‫للسالكين‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬واتبع سبيل من‬ ‫يبينه‬
‫إلي"‪(.‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية ‪.)15‬‬ ‫أناب ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫خاص بها في التربية‪ ،‬وتسعى من‬ ‫صوفية تتبع منهج عملي‬ ‫انية طريقة‬ ‫‪ ‬إن‬
‫ُُ‬ ‫النفس البشرّية ّ‬ ‫خالله إلى تهذيب ّ‬
‫والسير بها قدما نحو مقام اإلحسان؛ املقام الثالث‬
‫ّ‬ ‫الدين‪ ،‬وهو أعالها وأرقاها ّ‬ ‫من مقامات ّ‬
‫واملعبر عنه في حديث عمر‪" :‬أن تعبد هللا كأنك‬
‫تراه وإن لم تكن تراه فهو يراك"‪ .‬والذي ال مطمع ألحد فيه إال بعد إتمام مقام اإلسالم‬
‫عمال ومقام اإليمان اعتقادا‪ ،‬ليصل إلى مقام اإلحسان ذوقا وشهودا‪.‬‬
‫الت ّجاني في القرن الثاني عشر هجري‬ ‫الشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التجانية على يد‬ ‫‪ ‬ظهرت الطريقة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(الثامن عشر ميالدي)‪ ،‬بالتحديد في خريف ‪ 1781‬بقصر أبي سمغون بوالية البيض‬
‫الصحراء الجز ّ‬
‫ائرية وتلمسان‬ ‫فامتدت إلى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم انتشرت‬ ‫في الجنوب الغربي الجزائري‪ّ ،‬‬
‫وكل دول العالم‪.‬‬ ‫وفاس وتونس‪ ،‬ومنها إلى إفريقيا وأوروبا ّ‬
‫تطبيقية أكثر منها نظرية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الطريقة التجانية مدرسة ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫طبقت منهجها التربوي‬ ‫روحية‬ ‫‪ ‬إن‬
‫مؤسسات قائمة بذاتها؛‬ ‫تعد ّ‬ ‫تعددت مجاالتها فشملت فروعا عديدة ّ‬ ‫في زواياها التي ّ‬
‫ّ‬ ‫علمية (مدارس قر ّ‬ ‫ّ‬
‫آنية لتعليم القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة‬ ‫مؤسسة‬
‫العربية وعلومهم)‪ ،‬مؤسسة دينية (مساجد للصالة والذكر)‪ ،‬مؤسسة خيرية (مراكز‬ ‫ّ‬
‫الصوفي)‪،‬‬ ‫والسماع ّ‬
‫إيواء للفقراء واملحتاجين)‪ ،‬مؤسسة ثقافية (ممارسة اإلنشاد ّ‬
‫مؤسسة تربوية اجتماعية (مدرسة للتربية وترقية املجتمع)‪.‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪96‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬
‫انية عن غيرها من حيث أصولها املرجعية؛ فهي ترجع في سندها‬ ‫‪ ‬اختلفت‬
‫ّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم مباشرة دون واسطة‪ ،‬وأسسها ومبادئها مستمدة من‬ ‫إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمية؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فأما األسس فهي‪ :‬العلم والعمل والعبادة (علم بالشريعة وعمل‬ ‫الشريعة‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الدوام)‪ّ .‬‬ ‫بها وإرضاء هللا تعالى على ّ‬
‫املحبة‪ ،‬اتخاذ الشرع ميزانا لألقوال‬ ‫وأما املبادئ فهي‪:‬‬
‫واألفعال‪ ،‬الجمع بين األصالة واملعاصرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫الطريقة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫خصوصية سوسيوأنثروبولوجية؛ فهي وسيلة ترقية‬ ‫انية ب‬ ‫تميزت‬
‫النخبة فقط من‬ ‫موجهة للجميع دون استثناء وليست حكرا على ّ‬ ‫اجتماعية سريعة ّ‬ ‫ّ‬
‫والدين‪ ،‬وذلك لسعيها الحثيث في إصالح الفرد والجماعة‪.‬‬ ‫أهل العلم ّ‬
‫ّ‬
‫وخاصة في‬ ‫‪ ‬اختلفت أيضا عن غيرها في تركيزها على البعد الجماعي للممارسة ّ‬
‫الد ّ‬
‫ينية‬
‫ّ‬
‫الجماعية وسيلة‬ ‫يؤديان جماعة‪ ،‬فالعبادة‬ ‫ذكر (ورد الوظيفة والهيللة) اللذان ّ‬
‫والتعاون بين الناس ‪ ،‬وذلك‬ ‫املحبة واأللفة ّ‬ ‫للوحدة واللحمة ورص الصفوف‪ ،‬ولنشر ّ‬
‫ما ينعكس إيجابا على املجتمع‪.‬‬
‫آفاق البحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫والطريقة ّ‬ ‫إن ّ‬
‫الت ّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫اإلنسانية؛‬ ‫باألخص تسعى إلى نشر القيم‬ ‫انية‬ ‫صوف على العموم‬
‫ّ‬
‫مسؤولية كبرى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملحبة واإلحسان وقبول اآلخر‪ ...‬وعلى عاتق جامعاتنا‬ ‫واملودة‬ ‫التسامح‬
‫السامية الستجالء مضامينه‬ ‫الغني بهاته القيم ّ‬
‫ّ‬ ‫للعمل على استحضار تراثنا ّ‬
‫الصوفي‬
‫وتوضيح أهدافه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صوف ال ّس ّني أو ثقافة تزكية ّ‬ ‫إن ّ‬
‫الت ّ‬ ‫‪ّ ‬‬
‫النفس واإلحسان من وجهة نظرنا هي الثقافة التي‬
‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫وتتواصل معه ْ‬
‫وإن‬ ‫ُ‬ ‫ألن الثقافة التي ت ْق َب ُل اآلخر‬ ‫ينتظر منها الوقت ّ‬
‫الراهن الكثير‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مد جسور ّ‬ ‫والرأي‪ ،‬تستطيع ّ‬
‫الدين والعقيدة ّ‬ ‫اختلف معها في ّ‬
‫التواصل بين الثقافات‪.‬‬
‫ّ‬
‫اإلنسانية‪ .‬وهذا ما علينا‬ ‫وزرع فصائل الحوار‪ ،‬وتوطيد آفاق األخذ والعطاء ملا يخدم‬
‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫ّ‬
‫نركز عليه في د اساتنا؛ كيف نستثمر ّ‬
‫اإلنسانية جمعاء؟‬ ‫صوف لخدمة‬ ‫ر‬ ‫أن‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ i‬ابن قنفذ القسنطيني‪ ،‬أنس الفقير وعز الحقير‪ ،‬تح‪ :‬محمد الفاس ي وأدولف فور‪ ،‬منشورات املركز‬
‫الجامعي للبحث العلمي‪ ،‬الرباط‪ ،1965 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ ii‬الكالباذي‪ ،‬التعرف ملذهب أهل التصوف‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪ ،2001 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪97‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ iii‬القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬تح‪ :‬خليل منصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2005 ،3‬ص ‪.312‬‬
‫‪ iv‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.312‬‬
‫‪ v‬الكالباذي‪ ،‬التعرف ملذهب أهل التصوف‪ ,‬ص‪.12‬‬
‫‪ vi‬عبد الحميد هيمة‪ ،‬الخطاب الصوفي وآليات التأويل "قراءة في الشعر املغاربي املعاصر"‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،1991 ،1‬ص ‪.63‬‬
‫‪ vii‬الخطيب البغدادي‪ ،‬كتاب الزهد والرقائق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .56‬املناوي‪ ،‬فيض القدير بشرح الجامع الصغير‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص ‪.351‬‬
‫‪ viii‬الكالباذي‪ ،‬التعرف ملذهب أهل التصوف‪ ,‬ص‪.12‬‬
‫‪ ix‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ x‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية ‪.69‬‬
‫‪ xi‬الكالباذي‪ ،‬التعرف ملذهب أهل التصوف‪ ،‬ص ‪09‬‬
‫‪ xii‬نقال عن‪ :‬عاصم إبراهيم الكيالي‪ ،‬اللطائف اإللهية‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ xiii‬علي حرازم بن العربي براده املغربي‪ ,‬جواهر املعاني وبلوغ األماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني‪،‬‬
‫تح‪ :‬محمد الراض ي كنون‪ ،‬دار الرشاد‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ج‪ ،2‬ص ‪.540 ،539‬‬
‫‪ xiv‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مج ‪ ،10‬ص ‪.220‬‬
‫‪ xv‬سورة يوسف ‪ ،‬اآلية ‪. 108‬‬
‫‪ xvi‬آدم عبد هللا اإللوري‪ ،‬اإلسالم في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفالني‪ ،‬منشورات مركز التعليم‬
‫العربي اإلسالمي بأغيغي‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬ط‪ ،1979 ،2‬ص‪.41‬‬
‫‪ xvii‬آدم عبد هللا اإللوري‪ ،‬آثار العلم والفلسفة ّ‬
‫والتصوف في مسيرة الدعوة اإلسالمية‪ ،‬د دار نشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص ‪.68‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ xviii‬محمد بن املشري‪ ،‬الجامع‪ ،‬نقال عن‪ :‬وصية محفوظة في مخطوط باملكتبة الخاصة لصاحبها السيد‬
‫ّ‬
‫القرويين (ت‪.)1972‬‬ ‫السقلي عميد جامعة‬ ‫جواد ّ‬
‫ّ‬
‫‪ xix‬سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.125‬‬
‫‪ xx‬أحمد العياش ي سكيرج‪ ،‬كشف الحجاب عمن تالقى مع الشيخ التجاني من األصحاب‪ ،‬دار التجاني‪،‬‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪.241‬‬
‫‪ xxi‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزاوية التجانية‪ ،‬تماسين‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة جديدة‪ 1434 ،‬ه‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪ xxii‬البوصيري‪ ،‬البردة‪ّ ،‬‬
‫‪ xxiii‬محمد النذير التجاني‪ ،‬الزاوية التجانية بقمار "ماض ي‪ -‬حاضر‪ -‬مستقبل"‪ ،‬مخطوط‪ ،‬الوادي‪03 ،‬‬
‫جوان ‪ ,2014‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ xxiv‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية ‪.69‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪98‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ xxv‬الشيخ أحمد الت ّجاني‪ :‬إمام كبير وعالم جليل مشهود له بذلك؛ فكل الذين عاصروه وترجموا له بعد‬
‫ذلك قديما وحديثا من العلماء ّنوهوا به واعترفوا له بالعلم والصالح واملكانة‪ ،‬منها كتب‪ :‬سلوة االنفاس في‬
‫النبهاني‪ ،‬حلية البشر في‬ ‫أعيان فاس ملحمد بن جعفر الكتاني‪ ،‬جامع كرامات األولياء ليوسف بن إسماعيل ّ‬
‫أعيان القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار‪ ،‬تاريخ الجزائر العام للشيخ عبد الرحمن الجياللي وغيرها‪،‬‬
‫وهم ليسوا على طريقته‪( .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن طالب‪ ،‬الشيخ سيدي أحمد التجاني ومنهجياته في التفسير‬
‫والفتوى والتربية‪ ،‬إنجاز الجاحظية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص‪.)43‬‬
‫‪ xxvi‬الحاج علي حرازم‪ ,‬جواهر املعاني وبلوغ األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.96‬‬
‫‪ xxvii‬املرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.97 ،96‬‬
‫‪ xxviii‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.126 ،115‬‬
‫‪ xxix‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.127‬‬
‫‪ xxx‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تج ّ‬‫‪ xxxi‬أنشئت ّأول زاوية ّ‬
‫انية سنة ‪1789‬م بقمار بوالية الوادي بأمر من الشيخ أحمد التجاني‪ ،‬ثم زاوية‬
‫الزوايا في مختلف‬ ‫ثم باقي ّ‬ ‫ثم زاوية عين ماض ي ‪ّ ،1816‬‬ ‫فاس سنة ‪ ،1800‬ثم زاوية تماسين سنة ‪ّ ،1803‬‬
‫أنحاء العالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مقدمون أو مقاديم‪ :‬جمع مقدم وهو الذي تقدم على أصحابه في العلم والصالح والكفاءة‪ ،‬فكلفه‬ ‫‪ّ xxxii‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬‫ّ‬
‫التجانية ملن يطلبها‪ ،‬فهو ممثل الشيخ ونائبه واملسؤول عن تسيير أمور الطريقة في‬ ‫الشيخ بتلقين‬
‫منطقته‪.‬‬
‫‪ xxxiii‬علي زيتونة‪ ،‬دور الطريقة التجانية في الوسطية ونشر اإلسالم وتحقيق األمن‪ ،‬محاضرات امللتقى‬
‫الدولي‪ :‬الوسطية في الغرب اإلسالمي وأثرها في نشر اإلسالم في إفريقيا وأوروبا‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬جامعة‬
‫حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.740‬‬
‫‪ xxxiv‬ينظر‪ :‬نورالدين الزاهي‪ ،‬الزاوية والحزب‪ ،‬اإلسالم والسياسة في املجتمع املغربي‪ ،‬إفريقيا للنشر‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.06‬‬
‫‪ xxxv‬الشيخ الدكتور محمد العيد التجاني التماسيني‪ ،‬الزاوية التجانية بين األصالة واملعاصرة‪ ،‬محاورة‪:‬‬
‫محسن التجاني ونجاح التجاني‪ ،‬فيديو مصور‪ ،‬تماسين‪.2014 ،‬‬
‫‪ xxxvi‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ xxxvii‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.126‬‬
‫مرة من االستغفار (أستغفر هللا) باب التوبة إلى هللا‪ ،‬ومائة من ّ‬
‫الصالة‬ ‫‪ xxxviii‬الورد املعلوم‪ :‬يشمل مائة ّ‬
‫الصالة على النبي امتثال ألمر هللا‬ ‫بأي صيغة كانت مع أفضلية صيغة (الفاتح ملا أغلق) وشأن ّ‬ ‫على النبي ّ‬
‫ّ‬
‫حبة هللا ورسوله للمصلي على خير خلق هللا كلهم‪ّ ،‬‬ ‫بالصالة عليه وفتح باب م ّ‬‫للمؤمنين ّ‬
‫ويتوج املسار إلى‬
‫الر ّ‬ ‫ّ‬
‫العصبية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجبار بذكر اسم الجاللة (ال إله إال هللا) مائة ّ‬‫حضرة العزيز ّ‬
‫وحية‬ ‫اللغوية‬ ‫مرة للبرمجة‬
‫سرا‪ ،‬وهو عبادة فردية في السلوك إلى هللا‬ ‫عز ّ‬
‫وجل‪ .‬وهذا الورد يذكره املريد بمفرده ّ‬ ‫لتكريس التوحيد باهلل ّ‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪99‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫أمينة تجاني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ألن الحضور هو روح‬ ‫ويطلب من الذاكر االجتهاد في الخشوع أثناء الذكر واستحضار معاني الذكر‪ّ ،‬‬
‫سيد الوجود صلى هللا عليه وسلم في آخر القرن الثاني عشر‬ ‫تم ترتيبه من قبل ّ‬ ‫األعمال‪ .‬وهذا الورد ّ‬
‫ّ‬
‫الهجري من سنة ‪ 1196‬هـ املوافق لـ ‪1781‬م‪ ،‬وبقي منفردا ملدة عشر سنوات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ xxxix‬ورد الوظيفة‪ :‬وتشمل ذكر ثالثين ّ‬
‫مرة (أستغفر هللا العظيم الذي ال إله إال هو الحي القيوم)‪ ،‬وذكر‬
‫محمد الفاتح ملا أغلق والخاتم ملا سبق ناصر‬ ‫سيدنا ّ‬ ‫صل على ّ‬ ‫ّ‬
‫(اللهم ّ‬ ‫مرة صالة الفاتح ملا أغلق؛‬ ‫خمسين ّ‬
‫ّ‬ ‫بالحق والهادي إلى صراطك املستقيم وعلى آله ح ّق قدره ومقداره العظيم)‪ ,‬وذكر مائة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مرة (ال إله إال‬ ‫الحق‬
‫الربانية والياقوتة‬ ‫الرحمة ّ‬ ‫(اللهم صل وسلم على عين ّ‬ ‫ّ‬ ‫هللا)‪ ،‬وذكر اثنتا عشرة مرة صالة جوهرة الكمال؛‬
‫ّ‬
‫املتحققة الحائطة بمركز الفهوم واملعاني‪ ،‬ونور األكوان املتكونة اآلدمي صاحب الحق الرباني‪ ،‬البرق‬
‫ّ‬ ‫األسطع بمزون األرباح املالئة ّ‬
‫لكل متعرض من البحور واألواني‪ ،‬ونورك الالمع الذي مألت به كونك الحائط‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق‪ ،‬عين املعارف األقوم‬ ‫صل وسلم على عين‬ ‫بأمكنة املكاني‪ ،‬اللهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التام األسقم‪ ،‬اللهم صل وسلم على طلعة الحق بالحق الكنز األعظم‪ ،‬إفاضتك منك إليك إحاطة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صرطك ّ‬
‫تعرفنا بها ّإياه)‪ .‬وقد أضيفت كورد ثاني للطريقة التجانية‬ ‫النور املطلسم‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله صالة ّ‬ ‫ّ‬
‫بعد مرور عشر سنوات من ظهورها‪ ،‬أي في بداية القرن الثالث عشر الهجري‪ ،‬وهي عبادة جماعية الزمة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كلما توفرت شروط االجتماع للمريدين‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ xl‬ورد الهيللة‪ :‬ويشمل ذكر اسم الجاللة (ال إله إال هللا) يوم الجمعة بين العصر وغروب الشمس جماعيا‬
‫وست مائة ّ‬
‫مرة‬ ‫ّ‬ ‫حتى آذان صالة املغرب‪ .‬وملن كانت له حاجة يجعل العدد بين األلف وألف‬ ‫من غير عدد ّ‬
‫على حسب الطاقات‪ ،‬وقد أضيف مع ورد الوظيفة في بداية القرن الثالث عشر الهجري‪.‬‬
‫‪ xli‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫الرياحي‪ ،‬ولد سنة‬ ‫‪ xlii‬الشيخ إبراهيم الرياحي‪ :‬هو شيخ اإلسالم أبو إسحاق إبراهيم بن عبد القادر ّ‬
‫للتدريس‬ ‫تصدر ّ‬ ‫ّ‬ ‫تلقى العلم من أربابه‪ّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ثم انتقل إلى تونس أين ّ‬ ‫‪1180‬ه‪1766 ،‬م‪ ،‬حفظ القرآن الكريم‪ّ ،‬‬
‫اذلية في البداية‪ّ ،‬‬ ‫الش ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم تولى اإلمامة الكبرى بجامع ّ‬
‫ثم أخذ‬ ‫الزيتونة ورئاسة الفتوى‪ .‬انتسب إلى الطريقة‬
‫بالشيخ أحمد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطريقة ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬
‫التجاني بفاس سنة‬ ‫انية عن الشيخ الحاج علي حرازم سنة (‪1216‬ه)‪ .‬التقى‬
‫ّ‬ ‫الطريقة انتشرت ّ‬
‫الت ّج ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1218‬ه‪ .‬وبفضل نشاطه العلمي وفي ّ‬
‫العلمية وأوساط‬ ‫انية في األوساط‬ ‫الدعوة إلى‬
‫ّ‬
‫الحكام بتونس‪( .‬ينظر‪ :‬عمر بن محمد بن إبراهيم الرياحي‪ ،‬تعطير النواحي بالتعريف بسيدي إبراهيم‬
‫الرياحي‪ ،‬ص‪.)7،12‬‬
‫‪ xliii‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ xliv‬سورة الواقعة‪ ،‬اآليات ‪.16 ،15 ،14 ،13 ،12‬‬
‫‪ xlv‬محمد جمال الدين القاسمي‪ ،‬تفسير القاسمي‪ ،‬راجعه محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪ ،1978 ،2‬ج‪ ،1‬ص ‪.20‬‬
‫‪ xlvi‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.759‬‬
‫‪ xlvii‬املرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.756‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪100‬‬
‫المجلة المغاربية للـدراسات التاريخية واالجتماعية – جامعــة سيدي بلـعـباس‬
‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫المـجلــد ‪ -- 14‬العدد ‪ -- 01‬جويلية ‪2022‬‬
‫الطريقة التجانية "النشأة والخصوصية السوسيو أنثروبولوجية"‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ xlviii‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬


‫‪ xlix‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.301 ،300‬‬
‫‪ l‬أحمد سكيرج‪ ،‬اإلفادة على اإلفادة‪ ،‬الزاوية التجانية‪ ،‬املغرب‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ li‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪lii‬‬
‫‪Général Andre P j, contribution a l'étude des confréries religieuses musulmanes,‬‬
‫‪Alger, édition la maison des livres, 1956, p 292 .‬‬
‫‪ liii‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني وبلوغ األماني‪ ،‬ص ‪.784‬‬
‫‪ liv‬محمد الحافظ تجاني‪ ،‬قصر السبيل في الطريقة التجانية‪ ،‬طبع الجاحظية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬إنجاز جمعية‬
‫املعارف الثقافية‪ ،‬الوادي‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪lv‬‬
‫‪Simian Maecel, Les confréries islamique en algerie (tidjania - rahmania), Alger, a‬‬
‫‪jourdan, 1910, p 71.‬‬
‫‪ lvi‬محمد الحافظ تجاني‪ ،‬قصر السبيل في الطريقة التجانية‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ lvii‬رواه أحمد في مسنده‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬والحاكم في املستدرك‪ ،‬والبيهقي في شعب اإليمان عن معاذ‪.‬‬
‫بالطبيعة "سيدي الحاج علي ّ‬ ‫ّ‬
‫التماسيني ‪‬‬ ‫‪ lviii‬الشيخ محمد العيد التجاني‪ ،‬اإلنسان الكامل وعالقته‬
‫مراكش‪ ،‬املغرب‪.2008 ،‬‬ ‫الدولي للقاءات واملوسيقى ّ‬
‫الص ّ‬
‫وفية‪ّ ،‬‬ ‫نموذجا"‪ ،‬امللتقى ّ‬
‫‪ lix‬سورة آل عمران‪ ،‬اآليتان ‪.134 ،133‬‬
‫‪ lx‬عبد املجيد الدالي‪ ،‬دور رجال الطريقة التجانية في عصر العوملة‪ ،‬محاضرات امللتقى الدولي الثاني‬
‫للطريقة التجانية املوسوم بـ‪" :‬الخطاب الصوفي التجاني زمن العوملة"‪ 6 ،5 ،4 ،‬نوفمبر ‪ ،2008‬قمار والية‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ lxi‬الشيخ محمد العيد التجاني‪ ،‬مداخلة بمناسبة افتتاح امللتقى الدولي الثاني للطريقة التجانية‪ ،‬املوسوم‬
‫الت ّجاني زمن العوملة؛ علم‪ ،‬عمل‪ ،‬عبادة"‪ ،‬املنعقد بالوادي‪ ،‬الجزائر‪ّ ،‬أيام ‪4،5،6‬‬ ‫الصوفي ّ‬
‫بـ "الخطاب ّ‬
‫نوفمبر ‪.2008‬‬
‫ّل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ lxii‬الشيخ الحاج علي التماسيني‪ :‬هو أول خليفة للطريقة التجانية بعد مؤسسها األو الشيخ أحمد‬
‫وتغذى بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعرف‬ ‫الت ّجاني‪ ،‬ولد سنة ‪ 1766‬بتماسين‪ ،‬حفظ القرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫ومحبة عباده ّ‬
‫ّ‬ ‫بالصالح ّ‬‫ّ‬
‫الصالحين منذ صغره‪ .‬كان فالحا يكسب قوته بعرق جبينه‪،‬‬ ‫والتـقـوى وطاعة هللا‬
‫ّ‬
‫بالشيخ أحمد ّ‬
‫الت ّجاني في عين ماض ي وانخرط في طريقته سنة ‪ ،1789‬وبويع بالخالفة يوم الخميس‬ ‫التقى‬
‫ّ‬
‫‪ 21‬سبتمبر ‪ ،1815‬وتوفي يوم الثالثاء ‪ 12‬مارس ‪( .1844‬ينظر علي بن خليفة‪ ،‬العرف الشذي في التعريف‬
‫بالشيخ سيدي الحاج علي التماسيني‪ ،‬دار الجائزة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2015 ،1‬ص‪ 37‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ lxiii‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.208‬‬
‫‪ lxiv‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.10‬‬
‫‪ lxv‬الحاج علي حرازم‪ ،‬جواهر املعاني‪ ،‬ص ‪.641‬‬

‫‪Maghreb Journal of Historical and Social Studies- Sidi Bel-Abbes University‬‬


‫‪ISNN : 2170-0060 EISSN : 2602-523X‬‬
‫‪Volume 14 -- Issue 01 -- July 2022‬‬
‫‪101‬‬

You might also like