Professional Documents
Culture Documents
مقرر
" االنتـماء والمواطنـة "
إعداد
أ.د /عبد الودود مكروم
أستاذ أصول التربية بكلية التربية
ومدير مركز دراسات القيم واالنتماء الوطنى
بجامعة المنصورة
المتطلبات :
الوعى بشخصية مصر ( التاريخ والحضارة ،اإلمكانات والقدرات ،اآلمال والتحديات ) . ▪
الوعى بالقيم والقياســـات الحضـــارية يى توصـــيل الوضـــم الرالت :كمنطلؤ لتطوير الر ية ▪
والوعى الثقايى بمتطلبات صناعة المستقبل .
تنمية الوعى بقيم االنتماء ومســلوليات المواطنة المصــرية ،والوعى بالقيم اإلنســانية لتعزيز ▪
أمت الحضارة وصناعة والسالم .
تنمية الوعى بالمعالم المميزة لنموذج " إنسات مصر " : ▪
oإنسات التنمية والحضارة واألمت القومى .
oإنسـات :ي مت بالوطت ،ويققد العمل ،عالمى الر ية تجا ييم الحضـارة واإلنسـانية
والسالم .
تفعيل دور مركز دراسات القيم واالنتماء الوطنى يى محيط الجامعة ،كما يتمثل ذلك مت خالل : ▪
oالندوات الفكرية والملتقيات الثقايية .
oإعداد كوادر شـــبابية يى مجال ييم االنتماء والمواطنة المصـــرية & والقيم اإلنســـانية
والسالم العالمى .
oتفعيل المبادرات الطالبية " أنا المصـــر & شـــبان مت أجل التنمية والســـالم والتفالم
العالمى " .
تمهيد :
بكل معانى القيم واإليمات ،وبأســــمى معانى الوطنية واالنتماء ،وبرور مصــــرية صــــادية ،ندعوكم إلى حوار مم الذات :كيل يقمكت أت نكوت نحت
األمناء الحقيقيوت على مستقبل مصر الحضار ؟ .
ما أعظم الشـعور حينما أتحد عت الوطت :مصـــــــر ،إنه الشـعور بكبرياء الوطنية وشـموا الذات
الحضــارية ،ومت ثم يكوت الســ ال :ماذا يقنتظر مت اإلنســات " حفيد مت صــنعوا الحضــارة يى مهد
التاريخ " ؟ ،ماذا يقنتظر مت اإلنسـات "حفيد مت أضـاءوا العالم بنور الحضـارة والمدنية والسـالم " ؟ ،
ماذا يقنتظر مت اإلنسـات " ابت األرض الطيبة التى تاليت عندلا أسـمى معانى اإلنسـانية وييم اإليمات "
؟ ،ماذا يقنتظر مت اإلنسـات " ابت األرض الطيبة التى كرمها الحؤ سـبحانه وتعالى يى رسـاالت السـماء
،وتجلى بنور على أرضها يى طور سيناء " .
نحت ال نختلل يى ر يتنا أننا أبناء حضــارة عريقة تعود إلى ســبعة فالل عام ،ولكت نتجالل كيل
أمكت لهذ الحضارة أت تقوم ،وكيل يقمكت أت نكوت امتدادا حقيقيا لمعنى لذ الحضارة .إننا يى حاجة
إلى لغة جديدة للتربية وبناء إنسـات مصـر :إنسـات التنمية والحضـارة واألمت القومى ،إنسـات يقراعى
حؤ هللا يى وطنه وحؤ الوطت ييما يقوم به مت أعمال ،إنســات ي مت بالوطت ،ويققد العمل ،عالمى
الر ية تجا عالم الحضــارة وييم اإلنســانية والســالم .ومت ثم يرت التربية مت أجل الوياء باســتحقايات
الوطت " مصـر " ،البد وأت تسـتند إلى منظومة القيم العقليا أو المركزية يى شـخصـية مصـر ،ولى " :
ُحق حدد كفايات األداء للوياء
رور الوطت ،رور العمل ،رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية " ،وذلك بما ق
2
بالمســـــلوليات الوطنية ،التى تعنى إجماال دعم يضـــــايا :التنمية الوطنية الشـــــاملة ،الويا الوطنى
والسالم االجتماعى ،األمت القومى ،وتأكيد المكانة والوجود على المسرر العالمى .
ويد يكوت مت المفيد يى محاولة تنمية الوعى بقيم االنتماء ومســـلوليات المواطنة المصـــرية ،أت
يكوت التعريل بشــخصــية مصــر والقيم المركزية يى لقويتها باعتبارلا الكيات األكبر الذ ننتمى إليه ،
ومرورا بتعريل ييم االنتماء ومسـلوليات المواطنة ،تأتى ألمية التعريل بالمواطنة يى عالم الحضـارة
واإلنسانية والسالم .ويمكت عرض القضية إجماال مت خالل المحاور التالية :
▪ شخصية مصر " دولة حضارة " :المعالم ال قمميزة & كاريزما المكانة ويوة التأثير .
▪ منظومة القيم العقليا يى شخصية مصر ،وم شرات القدرة المعنوية المرتبطة بها .
▪ ييم االنتماء ومسلوليات المواطنة المصرية .
▪ المواطنة يى عالم اإلنسانية لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم .
ويقمكت استعراض ذلك على النحو التالى :
أوال :شخصية مصر " دولة حضارة " :المعالم ال قمميزة & كاريزما المكانة ويوة التأثير ،وذلك بما يكشل عت خصالص
القيم ،والويول على ركالز االنطال لمرحلة جديدة يى بناء مستقبلها .األمر الذ يقشير إلى أت البح
يى شـخصـية مصـر لو مهمة يومية وضـرورة تربوية مت أجل النظر إلى المسـتقبل واسـتقراء أسـا
الحضــارة ،إذ إت معرية معالم شــخصــيتنا يقحفزنا أت نســتعيدلا يبل أت تغين ويبل أت نفقد الطريؤ إلى
المستقبل .
يمت حي البعد التاريخى والحضـار يى شـخصـية مصـر ،يتضـ أنها تجمم بيت " عظمة المكات &
وأصـالة التاريخ " ،يمصـر لى ياتحة كتان التاريخ مت حي نشـأتها الحضـارية ،ولى واسـطة كتان
الجغراييا مت حي مويعها .ومت ثم يقد ترسـخت يى شـخصـيتها عنصـر " الجاذبية & يوة التأثير "
نتيجة لتكامل العالية بيت المويم والموضم يى شخصيتها .
يلقد أضـفى المويم الجغرايى على الشـخصـية المصـرية " نظرة عالمية رحبة األيؤ " دوت أت تفقد
يوامها الذاتى ،يفى شــخصــية مصــر جولر دييت ال ينســخ وإنما يتناســخ ،بما ي كد ياعدة البناء يى
شـخصـيتها أ أنها كلما زادت تغيرا وتطورا ،زادت شـخصـيتها وذاتيتها تأكيدا واسـتمرارا .يى الماضـى
البعيد كانت " تمصـر " كل جديد :تهضـمه وتمثله وتفرز كالنا مصـريا حميما ،يمصـر عازية عت أت
تكوت أ شــس ســو مصــر ،ويى مخزونها الحضــار يدرة عجيبة تمكنها مت الجمم والتوييؤ بيت
الماضـــى والحاضـــر بيت المحلية والعالمية ،بيت األصـ ـالة والمعاصـــرة ،وبيت الترا وااليتبا .يقد
أخذت مصـر مت انفسـار المويم االنطال الحضـار والتطور الخال ،ولم تأخذ مت انغال الموضـم إال
صــالبة اإلرادة يى شــخصــيتها الذاتية ،ومت ثم ثبات يدمها على صــخرة الموضــم لتتفاعل مت مويعها
بر ية المكانة التى تختارلا لنفسها يى عالم الغد.
ولناك بعض الم شــــرات التى توضــــ انعكاســــات البعد الجغرايى يى مويم مصــــر على تكويت
الشـخصـية المصـرية ،وذلك أت المتتبم لتاريخ مصـر الحضـار وانعكاسـات جغرايية مصـر على صـناعة
تاريخها ،يمكنه بمزيد مت العمؤ والتحليل أت يدرك مد العالية بيت خصــــوصــــية مصــــر المويم ،
الموضم ،التاريخ ] وبيت سمات الشخصية المصرية .
السماحة وييم التسام يى السلوك المصر . مت انبساطية األرض
العمل واإلبداع & اعتدال المزاج والبعد عت التطرل مت اعتدال المناا
ييم التعاوت والوحدة والنظام . مت جريات النيل يى مواعيد محددة
ييم الكرم والعطاء . مت ييض عطاء النيل
اإلنطال الحضار والر ية العالمية للقضايا واألحدا مت انفسار المويم
ييم التعاوت الدولى والسالم العالمى . مت مويم مصر /أرض الزاوية
أصالة الهوية والثوابت الحضارية يى شخصية مت عمؤ التاريخ المصر
مصر
3
يلقد كانت مصــــر " أول أمة " يى التاريخ القديم نمت يى نفســــها عناصــــر األمة بمعنالا الكامل
الصــحي ،وبعدلا كانت " أول دولة " تظهر على مســرر العالم القديم بالمعنى الســياســى ،ولم يمض
يليل حتى كانت أعظم يوة ســــياســــية ييه ،ولقد كات التوجه التاريخى يى اســــتراتيجية اإلمبراطورية
المصـرية لو "التوحد" ،توحد الذات المصـرية مم مويعها الجغرايى السـتثمار إمكانات المويم والدياع
عنه ،وتوحد مم موضــعها للتأثير على مســيرة األحدا والتفاعل مم العالم المجاور .ومت ثم كات توحد
الذات المصـرية يى مويفها تجا األحدا والمشـكالت لو الذ شـكل مضـموت النبض التاريخى لمصـر .
وعلى الرغم مت أت مويم مصر يد جعلها مطمعا لالستعمار ،يقد ترتن على ذلك أت كانت مصر " أرض
البطولة " يى مقاومة االســتعمار ،وعلى أثر ذلك تشــكل الوجدات المصــر يى ضــوء معانى " الحرية
والكرامة " .ومازالت القضـــية تعنى دوما " إشـــراية الذات المصـــرية وتوثن إرادتها" لتكوت العالمة
المضــيلة دالما يى محاولة اإلجابة على السـ ال ،كيل يمكت إعداد وتهيلة الشــخصــية المصــرية لمهام
متجددة تتعلؤ باستثمار المويم والموضم يى شخصية مصر إلحياء مكانتها واستجالء مكامت يوتها يى
مواجهة اإلشـكاليات المحتملة يى عالم الغد؟ " .يالقيمة كمويم & والقوة كموضـم " لما طريى معادلة
شـخصـية مصـر :مويم خطير يتطلن لتحقيقه وضـمانه موضـعا غنيا كفلا ،يرذا ما اجتمعا طفرت مصـر
كقوة إيليمية كبر ،أما إذا يصــر الثانى عت األول ويصــر دوت متطلباته ويعت مصــر يريســة للقو
المعادية .
ولم تكت شـخصـية مصـر عابرة يى تاريخ الديانات ،بل إت لشـخصـية مصـر عظيم العطاء يى يبول
الديانات ومعايشــتها وزيادة الفهم والوعى للســلوك بمقتضــى تعاليمها ،يلقاء مصــر بالمعتقدات الدينية
يمتد ألكثر مت خمسـة فالل عام ،تبدأ بنبى هللا إدري عليه السـالم ،والذ يذكر يى العهد القديم باسـم
" أخنوا " يرذا ابت مصــــر لذا أول مت دعا إلى التوحيد ،ثم صــــار على دربه ابت مصــــر الثانى "
" إخناتوت " .ثم يأتى أبو األنبياء " إبراليم عليه الســـــالم " إلى مصـــــر ويختار إحد بناتها
الســيدة لاجر" التى رزيه هللا منها بابنه أبو العرن " إســماعيل " والذ أصــبحت مصــر به " خلولة
العرن.
ويمضــى الزمات بمصــر ،ييفد إليها نبى هللا " يوســل عليه الســالم " ليكوت األميت على خزالنها
لعزيز مصــر ،ويســتقدم بعدلا أبا يعقون وبنيه ،ثم يظهر يى مصــر أيضــا ،نبى هللا" موســى عليه
السـالم " ويكوت له مم يرعوت مصـر تاريخ .ثم مرت العاللة المقدسـة " السـيدة مريم ،والسـيد المسـي
عليهما الســالم " ووجدا يى مصــر المحضــت اآلمت الذ حمالما وحمى المســيحية كلها مت عصــل "
الرومات " .
مصــر " أرض هللا " ،والحؤ ســبحانه وتعالى ال يصــنم إال الحقالؤ األزلية ( إنها مصــر ...إســم
مخلو للخلود ) ،ورد اسمها صراحة يى الكتن السماوية ( يى الكتان ال قمقد :قمبارك شعبى مصر ،
ويى القرفت الكريم :ادخلوا مصـــر إت شـــاء هللا فمنيت ) ،وعلى أرضـــها تجلى الحؤ ســـبحانه وتعالى
بنور الكريم " يى طور ســــيناء " .إنها مصــــر ...المحفوظة برعاية هللا ب قمحكم اآليات يى اإلنجيل
والقرفت .
وعلى ضوء ذلك ،لقد كات " للمعتقد الدينى " يى مصر القديمة أثر كبير يى إثراء الثقاية المصرية
،يعلى أرض مصر ويى وجدات شعن مصر تداولت صور العقالد مت مصر القديمة إلى مصر المسيحية
ثم إلى مصـر اإلسـالمية .ومم ذلك يقد انتظم الفكر والسـلوك الدينى يى مصـر دالما " يى مسـلك واحد "
لو رحابة الفكر وعدم التعصـــن ،يالديت يى مصـــر يمثل ييمة روحية إلى جانن أنه عقيدة ،ولقد عاش
المصـر منذ أيدم العصـور يعمل مت أجل فخرته التى فمت بها .ولعل يى دراسـة ويالم التاريخ منذ الفت
اإلســالمى لمصــر ما يشــير بداللة واضــحة إلى أت " الوحدة الوطنية " تعد مت المعالم المميزة لثقاية
مصــر ،وذلك بما يعبر عت معنى " ثقاية االنتماء لمصــر " وأصــالة جذورلا يى نســية الشــخصــية
المصــــرية ،إنها الوحدة الوطنية التى أدت إلى توحد جهود أبناء مصــــر يى الموايل المختلفة تعزيزا
السـتقرارلا االجتماعى وسـيادتها الوطنية ،إنها كذلك الوحدة الوطنية التى حفظت لمصـر أمنها وسـالمة
4
مويفها تجا األعداء ،وتأصـلت يى ضـولها البنية االجتماعية دعما لمفهوم السـالم االجتماعى والويا
الوطنى وتكامل اإلرادة المجتمعية لبناء " مصر األمة " .
يالشــخصــية المصــرية ذات طبيعة قمتفردة :لى شــخصــية حينما ت قناديها بتاريخها تقل شــامخة
برعزاز الوطنية لتقول " أنا المصر " حفيد مت صنعوا الحضارة يى مهد التاريخ ،وحينما ت قذكرلا
بمويفها مت الســــياســــة العالمية تجد منها الدعوة إلى التعاوت الدولى والســــالم العالمى ترجمة لرور
اإلنســانية يى ضــميرلا ،وحينما ت قناديها بثقايتها يقفص ـ وجدانها عت مرجعية أصــالتها الحضــارية يى
اســـــتيعـان المتغيرات بمـا يحفظ لهـا لقويتهـا ووجهتهـا المتفردة ،وحينمـا تقنـاديهـا بـاســـــم اإليمـات تجـد
وجدانها الدينى قمعلقا بقيم الســــماء بما يقحملها معنى خير الوجود اإلنســــانى يى ر يتها وإنجازاتها ...
شخصية لى كل لذا وأكثر مت لذا ألنها ترجمة لرور الشعن والحضارة يى فت واحد .
ويقجمل لــــــ .برسـتيد لذ المعانى يى يوله " مت مصـر كات معنى الحضـارة والمدنية ،مت مصـر كات
معنى العدالة والتديت والسـالم ،مت مصـر كات يجر الضـمير اإلنسـانى " ،ولكذا يتضـ أت صـوت مصـر
يى العالم :لو نبض الحضـارة ورسـالة مت أجل السـالم ،وحينما ت قناد مصـر :يرت لديها ما يقمكت أت
ت ققدمه للعالم واإلنســانية " يهناك نداءات الســالم ليجتمم العالم على أرض الســالم " يى مصــر :شــرم
الشيخ " ،يى حوار حول مستقبل العالم وفماله يى عالم الغد .
وبتأمل مت بعض األحدا ،يتض ـ أت لناك ما يقعبر عت الجولر الحقيقى يى شــخصــية مصــر :يى
يوم الجمعة ، 2017/7/29يى ختام الم تمر العالمى " ســـيناء :قملتقى الرســـاالت الســـماوية " ،ويى فت واحد
صــالة المســلميت يى مســجد الواد ال قمقد ،وصــالة المســيحييت يى دير ســانت كاتريت ،وجاء يى
توصـيات الم تمر :مصـر أرض السـالم ،وملتقى رسـاالت السـماء ،ويى مصـر :التعايش السـلمى بيت
األديات ،وسيناء :عاصمة السياحة الدينية يى العالم .
ويى يوم األربعاء 2017/10/4تأتى قمباركة بابا الفاتيكات " البابا يرانســــي الثانى " لمســــار العاللة
ال قمقدسـة ورحلتها يى مصـر ،باعتبارلا الحة السـياحى الرسـمى للفاتيكات يى العالم .ومت كلمات بابا
الفاتيكات يى لذ ال قمناسـبة " :مصـر مهد الحضـارات ،مصـر قملتقى الرسـاالت ،مصـر صـانعة السـالم "
... ،دعواتى لمصر :المجد هلل & ولمصر السالم .
ولكذا يتضــ 0إجماال " أت حيوية القدرات المعنوية يى شــخصــية مصــر تتوايؤ كلية مم نداءات
" ذاتـه & الضـــــمير العـالمى ،ولـذ لى ذات القـدرات التى ينبغى أت يعيش بهـا المواطت المصـــــر
مسلولياته " يى فت واحد .
وترتيبا على ذلك يرننا ال نبح " يى الشــــخصــــية المصــــرية " الرالنة والموجودة بالفعل ،ولكت
نبح عت "الشــــخصــــية المصــــرية " األمل الذ له جذور ،بقصــــد تهيلة مناا ثقايى يســــم لها
باإلخصــان واإلنماء .يـــــ ـ " المصــرية " تحمل معنى خاصــا ،يهى ليســت األرض وليســت المواطنة
القانونية ولكنها الحضـــارة التى حملت بمعنى الحياة " .المصـــرية " إذا ال تشـــير إلى المواطنة التى
يرثها اإلنســات بالميالد ،وال تشــير كذلك إلى األصــل العريى الذ يحمله الشــعن الذ يعيش على لذ
األرض ،إنما تشـير إلى التميز الذ صـاحن ييام الحضـارة المصـرية ،والذ ارتكز يى أسـاسـياته على
" المرجم القيمى واألخاليى" كأسا لقيام لذ الحضارة .
وعلى ضـوء ما سـبؤ كله ،يرت تنمية وعى الناشـليت والشـبان مت أبناء األمة " الطالن يى المراحل
التعليمية المختلفة " بشــــخصــــية مصــــر ،يعنى مت زاوية أخر أننا نقملكهم " رور الوطت :كبرياء
الوطنيـة & وشـــــموا الـذات الحضـــــاريـة " بمـا ينبعـ عنهـا مت القيم والقـدرات المعنويـة .ونقملكهم
األبجديات الصحيحة التى يقرأوت بها القضايا االجتماعية واألحدا الوطنية الكقبر .إنه الوعى بثوابت
" القيمة & والقوة " يى شــخصــية مصــر ،والكيفية التى يقمكت بها إســقاط حركة التاريخ واإلنجازات
الكبر يى شخصية األمة على خريطة المسلوليات الوطنية بحثا عت القيمة المضاية يى شخصية مصر
،وديعا بقدراتها على قمتجه القوة الشاملة وبناء الحضارة .
5
ثانيا منظومة القيم العقليا يى شخصية مصر ،وم شرات القدرة المعنوية المرتبطة بها • :
إت وضـــــور ألـدال التنميـة ومنظومـة القيم الحـاكمـة لهـا ،يعـد بمثـابـة شـــــروط أوليـة يبـل التخطيط
لصــناعة التنمية ذاتها ،حي إت تحقيؤ ألدال التنمية وبناء مســتقبل األمة لو ثقاية عقلية ومنظومة
ييم يبـل أت تكوت إنجـازا مـاديـا .ولنـاك اتجـالـات حـديثـة يى مجـال دراســـــات القيم تتكشـــــل مت خاللهـا
طبيعة العالية بيت القيم والتنمية الحضـارية يى شـخصـية األمة ،ومت جانن فخر يرت حقيقة النظرة إلى
" ثروات األمم " تتضـمت يى ذات الويت العالية الفعالة بيت الثروة البشـرية & اإلمكانيات االيتصـادية ،
وعلى ضوء لذ العالية تتكشل مكانة القيم يى ثروات األمم وصناعة يوتها الشاملة .
ولناك منظومة القيم التى ينبغى على التربية أت تضـــــعها على يالمة األولويات يى تشـــــكيل وعى
الناشـيت والشـبان ،والتى ت قعبر إجماال عت المسـلوليات الواجبة يى تشـكيالت الضـمير الوطنى المصـر .
ولى تشتمل على :
▪ ييم ترتبط بـالمويم الجغرايى " إمكـانيـاتـه & وتحـديـاتـه " ،ولـذ تتطلـن :مت اإلمكـانيـات مســـــلوليـة
تحويـل مميزات المويم إلى يـدرات تنـايســـ ـيـة " ،ومت التحـديـات مســـــلوليـة الحمـايـة والفـداء .وييم
ترتبط بتاريخ األمة " الخبرات التاريخية والتفاعالت الحضـــارية المرتبطة بها ،بما تشـــتمل عليه :
االنتصـــارات واالنكســـارات ،والمخزوت الثقايى .ولذ تتطلن :مت الخبرات التاريخية والتفاعالت
الحضـارية المرتبطة بها " الكشـل عت ثوابت القيمة والقوة يى شـخصـية مصـر " ،ومت المخزوت
الثقايى ،تتطلن التعريل بخصوصيات الهقوية المصرية والمعالم المميزة لها .
▪ وييم ترتبط بـاألمت والســـــالمـة الوطنيـة " الوحـدة الوطنيـة & التمـاســـــك االجتمـاعى ،تو ـقح د اإلرادة
الوطنية تجا يضــايا المســتقبل والمصــير .يمت الوحدة الوطنية تتطلن " الويا الوطنى والســالم
االجتماعى ،والصـالبة الوطنية " ،ومت التوحقد تجا يضـايا المسـتقبل والمصـير ،تتطلن " الوعى
بالتحديات واألخطار ،وتكامل الر ية حول الواجبات والمسلوليات الوطنية .
• تقشـــكل القيم والقدرات المعنوية ما يقمكت أت قنســـميه " محتو الشـــعور الجمعى & ضـــمير األمة " ،ومت ثم تكوت بمثابة القوة
الدايعة وراء قمجمل النشاط والفعاليات المجتمعية ،وتنصرل عبرلا ومت أجلها طايات المجتمم يى أعمؤ المستويات .يهى تشتمل
على صورة المجتمم عت ذاته ،ودالة على معنى وجود " مشروع المكانة والوجود " ،ويى ضولها تتحدد فمال المستقبل ،وييها
تكمت القدرة على مواجهة التحديات .ومشــروع الوجود الذ نعنيه يشــتمل على الوعى بالشــخصــية الحضــارية لهمة " :الهقوية
والذات القومية & الخبرات واألحدا التاريخية " .وإذا ســقط مت لذا الوعى ســقط مت الضــمير الجمعى صــورة المســتقبل ومعنى
كبرياء الذات الوطنية .
واســتدعاء القيم والقدرات المعنوية يى مواجهة يضــايا مصــر وتحدياتها ،إنما يعنى البع الحضــار الجديد لمرادة المصــرية
بكامل طاياتها ( وبمســتو عال مت الصــالبة الوطنية يى وجدانها ) ،حي إت مخزوت القيم والقدرات المعنوية يى وجدات مصــر
وضـميرلا يحتو بداخله على خصـا لص الشـعن يى صـناعة تاريخه الحضـار .وأمر " االسـتدعاء " يى لذا الشـأت يتجاوز معنى
المواجهة مم القضـــايا والتحديات ،إلى يوة الديم نحو صـــناعة المكانة وتأكيد الوجود المصـــر على المســـرر العالمى .يالقيم
والقدرات المعنوية تتشـكل يى ضـمير األمة عبر تاريخها الحضـار :بأدلة األحدا وشـهادة التاريخ ،وبرمكانات القدرة على الوياء
بالمسـلوليات يى المحيط اإليليمى والعالمى ،وبمسـتو الجاذبية ويوة التأثير يى شـخصـيتها ،والقدرة على العطاء للعالم واإلنسـانية
...إنها مصر .
6
▪ وييم ترتبط بالتنمية الوطنية وصــناعة المســتقبل " ولى تشــتمل على :التنمية الشــاملة ،الصــورة
الرمزية لمصـــر يى عالم الغد .ولذ تتطلن :مت التنمية الشـــاملة " العلم والعمل & القيم واألمل ،
تعظيم القدرات " ،ومت الصــورة الرمزية لمصــر يى عالم الغد ،تتطلن & وبتعبير آلخر تنمية القيم
" تحقيؤ الحلم المصر :السمو يو التحديات & والقدرة على صناعة اآلمال " .
▪ وييم ترتبط بـالمويل مت بيلـة النظـام العـالمى " العاليـات الـدوليـة " ،ولـذ تتطلـن :مت العاليـات
الدولية " البح عت فليات التعاوت الدولى وتعزيز المصــــال المشــــتركة ،وتعظيم القيم والقدرات
الداعمة لمسايرة العالم يى تطوراته ،مسايرة الشركاء ال مساير ة األتباع " .
البشــر " ،ولذ ▪ وييم ترتبط بأمت الحضــارة والقيم اإلنســانية " االتجا نحو تعزيز ميرا الجن
تتطلن " تعزيز رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية ،بح فليات تحقيؤ أمت الحضـارة وصـناعة السـالم
البشر . العالمى ،وحماية الميرا العام للجن
،والتى ت قمثل األطر العامة لتنظيم يعاليات ،يقمكت تحديد منظومة القيم ال قعليا يى شــخصــية مصــر وإلى جانن ذلك
الحركة المجتمعية حول الغايات النهالية ال قمرتبطة بشـــخصـــية الدولة .ولضـــمات تحديد قمتجه الحركة
الحضــارية يى شــخصــية المجتمم نحو غايات نهالية ت قعبر عت صــورة " المالية & والوجود " ،لبلوغ
مكانته على المسـرر الدولى وسـط تحدياته ،يرنه ال يقمكت أت ت قترك يضـايا " القيم العقليا & المركزية "
يى شــخصــية المجتمم الجتهادات يردية يى الممارســات ،بل البد وأت تكوت تحت رعاية والتمام ييادة
الدولة بصـورة مباشـرة ،بما يضـمت التوحقد نحو اآلمال واسـتيعان مفردات الخطان السـياسـى " الذ
قيعبر عت حقيقـة الـ دولـة " على معيـار المســـــلوليـات واجبـة التنفيـذ " ومت ثم تكوت العاليـة بيت نبض
الضـــمير الوطنى وتوجقهات اإلرادة الســـياســـية .يال يقمكت أل مجتمم مت المجتمعات أت ينهض على
قمتجه الحضارة يى غيبة التفال اإلرادة الوطنية حول القيم ال قعليا يى شخصية األمة .
ثال منظومات مت القيم تم تحديدلا تعبيرا عت القيم ال قعليا يى شخصية مصر ،البد مت تعزيزلا يى إطار
النظام الم ســـســـى للدولة الوطنية المصـــرية ،وينب أت تكوت البرامة ويعاليات األداء يى لذا المجال
مدعومة سـياسـيا ،ألت األمر يى كليته يرتبط بشـخصـية الدولة ،والتى تشـتمل على " :القوة الشـاملة ،
يدرات التنمية الوطنية وصناعة المكانة ،األمت والسالمة الوطنية ،الويا الوطنى والسالم االجتماعى
،الشــراكة والتعاوت الدولى يى بيلة النظام العالمى ،أمت الحضــارة وصــناعة الســالم . . " ... ،ولذ
القيم لى :
& مت داخلهـا ثوابـت " القيمـة ( القو المعنويـة ) :لى الصـــــورة الرمزيـة التى تعك ▪ رور الوطت
والقوة " يى شـخصـية األمة ،وتتجسـد ييها مجموع خبرات التاريخ ( والقيم المعنوية المرتبطة بها
) ،والر ية التى تسـتجين بها لمتطلبات المسـتقبل .وعلى ضـولها تتشـكل الذات الوطنية ،وتتشـكل
كذلك معانى الكرامة الوطنية .وتشــتمل رور الوطت على ثالثة عناصــر رليســية لى " :االنتماء ،
والمواطنة ،الهقوية " .
7
( القـدرات الفـاعلـة ) :لى مجموع المعـانى ال قمرتبطـة بقيـاســـــات الجودة " يبول التحـد ▪ رور العمـل
،تمـايز األداء ،ويبول المنـايســـــة " يى مجـال التنميـة الوطنيـة ،ولى التى ت قعبر كـذلـك عت القـدرات
الح قيقية لهمة يى تأكيد مكانتها بدالالت يو اإلنتاج والمصـــال المتبادلة .ولى تشـــتمل على " :
العمل واإلنتاج ،مراعاة معايير الجودة ،يبول التحد وصناعة االمتياز " .
( الفعالية الحضـارية ) :لى تلك الرور النابعة مت الضـمير اإلنسـانى حول ▪ رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية
البشـــر واألجيال القادمة مت المعطيات اآلمنة للحضـــارة ومنجزاتها ،واالتجا اســـتحقايات الجن
نحو حماية القيم اإلنسانية كمدخل لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم ( حي إت " رور الحضارة
والقيم اإلنســ ـانية ال تنمو وتزدلر إال يى مناا يدعم ثقاية العيش المشــــترك ،إلى جانن الشــــراكة
العالمية والتعاوت الدولى والتفالم حول يضـايا المسـتقبل العالمى ومصـير .ولى تشـتمل على " :
البشـــر وصـــناعة المكانة الحضـــارية ،التعاوت الدولى والســـالم العالمى ،احترام حقو الجن
السالم " .
وعلى ضـوء ما سـبؤ عرضـه حول منظومة القيم العقليا " القيم المركزية " يى شـخصـية مصـر ،
تتضـــ مســـلولية التربية بالياتها المختلفة يى تحقيؤ الترابط الوثيؤ بيت عقل وضـــمير الناشـــليت
والشــبان " طالن المراحل التعليمية المختلفة " بالقيم العقليا يى شــخصــية مصــر ،لما لهذا الترابط
مت ألمية مت حي :
▪ على مسـتو التفكير ...يتجه التفكير دوما نحو إعالء المصـال العقليا يى شـخصـية الوطت ،وذلك
بما يعنى أت السـلوك يأتى دوما ويؤ الصـورة الرمزية عت شـخصـية مصـر " كما لى يى عقل
وضـــــمير أبنـاء األمـة " ،ومم الشـــــعور بـالوطنيـة واالنتمـاء والتقـدير الجيـد للمســـــلوليـات
المرتبطـة بهـا ،يكوت اإليمـات بـالوطت ويـدســـ ـيـة العمـل ،ومت ثم يتجـه التفكير إلى " ابتكـار
صورة المستقبل " .
▪ على مسـتو السـلوك ...يتجه الفعل دوما يى محاولة لمجابة على السـ ال :أيت حؤ الوطت ييما
نقوم بـه مت عمـل ؟ ،وذلـك بمـا يعنى الويـاء بـالواجبـات والمســـــلوليـات الوطنيـة " بـأعلى
درجـة مت الكفـاءة واإلخالص " للويـاء بحؤ الوطت :مصـــــر ،لـذا إلى جـانـن اإليمـات بقوميـة
المعركـة يى يضـــــايـا التنميـة الوطنيـة .ومت زاويـة أخر يـرت معـايير " القـدرة & الجودة "
تتشــكل يى عقل وضــمير أبناء األمة على معانى " االمتياز يى كفاءة األداء & والســمو يو
التحديات " كأحد م شرات صالبة اإلرادة الوطنية يى تحقيؤ غاياتها .
يى الحكم وإنما لى طريقة يى الحياة ،....ومت ثم يرت الديمقراطية لى الوجه االجتماعى للسياسة
العامة ،وأت نجار القرار السياسى يى حفز اإلدارة المجتمعية تجا األلدال القومية ويضايا التنمية
الشاملة يعد مت الم شرات الهامة التى تعبر عت األداء االجتماعى للدولة .
ويعد الشعور بالمسلولية مت ألم القيم الديمقراطية ،ذلك أت الممارسة الديمقراطية بدوت الشعور
بالمسلولية تتحول إلى يوضى شاملة .والفرد الذ يمار الشعور بالمسلولية لو ذلك الفرد القادر على
التفكير وعلى اتخاذ القرار وعلى المبادرة واإلبداع ،ولو الفرد الناضة القادر على االختيار وعلى
االلتزام باختيار ،ولو القادر على ممارسة حريته دوت أ إضرار بحرية اآلخريت ،وعلى التعاوت وعلى
التشاور ،والدياع عت فراله الخاصة مم التمامه واحترامه آلراء اآلخريت واإليرار بحقهم يى الرأ
اآلخر .ومت ثم يهو يشعر أنه يسالم يى تنمية مجتمعه ويى صنم القرار الذ ينظم ديناميات الحركة
يى لذا المجتمم .
ومم تبايت األراء وحرية التعبير ،يرت ثقاية المجتمم الديمقراطى ت قبنى على أسا أت التعددية ضرورة
تغنيه وتديم به إلى المزيد مت التقدم ،حي إت اختالل الر لو يقط مت حي الزاوية التى يتم النظر
منها ،لو اختالل يى تدبر وسالل العمل وال يمكت أت يريى إلى مستو االختالل حول األلدال ( يالتنمية
يضية شعن والويا الوطنى لو سبيلها ،والمصال العليا للوطت لى نقطة الجولر يى يضايا األمت
القومى ) .ومت ثم يرت تعددية اآلراء أو اختالل الر ال يمكت أت يبنى على أسا الصراع بيت
مذالن ،يلات ،يطاعات ] ،حي إت الضمانات الحقيقية لحرية التعبير تستند إلى مفهوم اإليجابية مت
جانن المواطت دعما لالرتقاء والتنمية يى إطار المشروع القومى للدولة .األمر الذ ي كد أت السالم
االجتماعى القالم على أسا الويا الوطنى والوحدة الوطنية لو الحاضت االجتماعى لترسيخ معالم
الديمقراطية الحقيقية.
إت حجر الزاوية يى أية ممارسة ديمقراطية لو توسيم ياعدة المشاركة ،كى يأتى القرار الوطنى
صد لنبض األغلبية ومطالبها ،ومت ثم تعلو إرادة العمل الوطنى يو إرادة األيراد ليتحرك الجميم
باسم " رور الشعن & إرادة الشعن " ،حي إت إرادة الشعن لى األمر واجن النفاذ يى السياسة العامة
للدولة .يرذا كانت السياسة العامة تعبر عت األلدال التى يرغن النظام السياسى يى تحقيقها والوسالل
التى يعتقد أنها كفيلة بتحقيؤ تلك األلدال ،يرت اإلشكالية تكمت يى القدرة التى ت ثر بها لذ األلدال
وليمنتها على توجهات اإلرادة المجتمعية كما يرالا صانعو القرار السياسى .ومت تلك الزاوية يرت
السياسة العامة تعبر عت انتقال االلتمام مت النظام الذ تصاغ السياسة العامة يى داخله إلى استراتيجية
النشاط السياسى والمشاركة الشعبية ويعاليات الحركة المجتمعية .
وتعرل ثقاية الديمقراطية بأنها " :تعبير عت مجموعة التصورات الفكرية التى تشكلت بفعل الدستور
والقانوت عبر التجربة الحضارية المميزة للمجتمم يى تاريخ نضاله ،والتى تحكم عاليات األيراد ونظم
الم سسات بما يكفى لتعبلة اإلرادة المجتمعية يى حركة اجتماعية منظمة ومشروعه لتحقيؤ األلدال
القومية ومساندة يضايا التنمية" .ومت ثم يرت ثقاية الديمقراطية تشتمل على صيغة كلية لمجابة عت
األسللة الكبر التى تشكل امتحات التاريخ إلرادة المجتمم ويدرته الممكنة على صياغة مستقبله .
أت ثقـايـة الـديمقراطيـة مـا لم تكت يـادرة على تحويـل الفكر الســـ ـيـاســـــى االنتمـاء ،الـديمقراطيـة،
المشـاركة ،المسـلولية ،الوطنية ] ] ،إلى صـور مختلفة إلرادة العمل الوطنى ،تقل يى لذ الحالة عند
مسـتو الشـعارات الجوياء ،ولنا يظهر انقسـام المجتمم على نفسـه بما يهدد األمت الوطنى .ويى إطار
لذ الوضعية تنشأ ثقاية التطرل ،والتى يقمكت تعريفها بأنها ثقاية يرعية تنشأ يى غيبة صي التكــامل
بيت الم سـسـات التربوية واإلعالميــــــــــــة والتثقيفية يى التعبير عت لوية المجتمم وتوجهات التنمية
المأمولة .ولى يى مضـمونها ثقاية مناولة لما يمكت تسـميته " الويا الوطنى & السـالم االجتماعى" .
وتكمت خطورتها مت أنها تنطلؤ مت أحكام معيارية مســــبقة دوت مراعاة لشــــروط التجربة االجتماعية
واألسبقيات الحاكمة لعوامل التطور والتحدي .
ييم االنتماء ومسلوليات المواطنة :
9
إت الديمقراطية لى الحلقة الوســــيطة بيت كل مت " االنتماء & المواطنة " .يرذا كانت الديمقراطية
تعنى بحرية التعبير والمشــــاركة يى صــــناعة القرار ،يرت المواطنة تنطلؤ مت ياعدة االنتماء الرابطة
العاطفية الداعمة لعاليات توحد الفرد مم مجتمعه ،ومرورا بمســـلوليات المشـــاركة الواعية القالمة
على أسـا مت حرية التعبير واإليمات بمكانة الفرد وألميته يى النسـية المجتمعى ،إلى االنتماء والذ
يعك حركـة دالمـة نحو االرتقـاء لتعك الصـــــورة الرمزيـة المهيمنـة على عقـل ووجـدات الفرد حول
مستقبل المجتمم ومسلولياته يى تحقيقها .
ويقعبر االنتمـاء الوطنى عت رابطـة عـاطفيـة بيت اإلنســـــات ووطنـه الـذ يعيش ييـة ،ولـذ الرابطـة
تتجسـد يى " عقله وضـمير " يى صـورة رمزية لتعبر عت ذاته ووجود ،وفماله وطموحاته .ومت
زاوية أخر لو شعور اإلنسات باالنتماء إلى كيات أكبر " ماد & معنو " يستمد منه األمت والحماية
وتأكيد الذات ،كيات يتسـم لقدراته على خريطة المشـاركة االجتماعية والتنمية .كيات يسـتمد منه معنى
الوجود " حقيقته & مســلولياته " ،ومعت شــموا الذات والقابلية لمنماء والتطور .كيات يســتمد منه
القيم والقدرات المعنوية لالرتقاء بالوايم نحو مستقبل موثو به .
لذا الكيات يتجســـد يى وجدات الفرد ويمنحه " القيم المعنوية للوجود " ،تلك القيم التى تعمل عملها
يى بع اإلرادة وتنشـيط يدراتها ،بما يبع يى ذات اإلنسـات يو جديدة للخروج مت ثراء الوجود إلى
فمـال مســـــتقبـل جـديـد البـد أت يصـــــنعـه .يجعـل اإلنســـــات يقل على حقيقـة أت لنـاك أمال ينتظر " لو
المستقبل الذ يجن أت يصنعه ويعيشه " ،يعيشه بقد الكيات األكبر الذ ينتمى إليه .
وعلى ضـوء ذلك يتضـ أت المسـلولية الوطنية التى ت قعبر عت حقيقة االنتماء تعنى بمويل الفرد أوال
مت صــناعة أو تحقيؤ القيمة المضــاية يى شــخصــية الوطت ،لذا إلى جانن دعم أمنه وتعزيز ســالمته
واســـــتقرار .يـاالنتمـاء يقمثـل حـالـة شـــــعوريـة تنطو على القـدرات اإليجـابيـة لـديم اإلرادة الفرديـة
والمجتمعية على قمتجه التنمية والبناء الحضـــار يى شـــخصـــية األمة .وعليه يرت تنمية الوعى بقيم
االنتماء ومسـلوليات المواطنة لو الكفيل ببناء " كود أخاليى " للفعاليات المجتمعية ،ولو ذات المعنى
الذ يقشير إلى بنود الميثا األخاليى للوياء بحؤ الوطت .
ويتجذر االنتماء الوطنى يى حياة اإلنســـات حينما ينفت على الخصـــوصـــيات الثقايية والحضـــارية
لمجتمعه ،وبقدر لذا االنفتار تكوت صـالبة لذا االنتماء وتمكينه يى النفو .لذا إلى جانن أت الوعى
بالذاكرة الحضـارية ومخزوت الخبرة التاريخية يى شـخصـية األمة قيعد عامال يى تقوية الشـعور باالنتماء
.ومت زاوية أخر يرت الشـــــعور بقوة الدولة يى تأميت مســـــارلا الحضـــــار يى التنمية مت خالل
المشــــروعات القومية واضــــحة المعالم التى ت قلبى طموحات األمة ،ويوة الدولة يى صــــناعة مكانتها
وتعزيز وجودلـا يى المحيط اإليليمى والعـالمى ،كـل ذلـك يعزز يى نفو أبنـاء األمـة معنى كبريـاء الـذات
وإعزاز الهقوية واالنتماء ويقظة الضمير الوطنى .
ويى غيبــة االنتمــاء الوطنى تتنــامى يى المجتمم كثيرا مت المشـــــكالت ،لى إجمــاال " :الترل
واإلرلان ،البيرويراطية والفســــاد ،االنفالت القيمى واألخاليى " ولى يى مجموعها مشــــكالت تهدد
األمت والسالمة الوطنية مت جانن ،ومت جانن فخر تمثل تهديدا لهمت القومى
وعلى الجانن اآلخر يرت المواطنة لى تعبير عت المسلولية يى سيا نظام سياسى اجتماعى ،يلتزم
ييه الفرد اجتماعيا ويانونيا بالجمم بيت الفردية وممارســــات الديمقراطية .ويكوت الفرد مواطنا إذا ما
التزم باحترام القانوت ،واتباع القواعد ،وأداء الخدمة العســكرية ،وديم الضــرالن ،والمحايظة على
أموال الدولة ،واإلسـهام يى نهضـة المجتمم المحلى ،والسـعى إلنجار سـياسـة الدولة .يالمواطنة ال
تعنى مجرد معرية الفرد بالحياة السـياسـية ،ومشـاركته يى عملياتها كالتصـويت بانتظام ،ولكنها تتجلى
يى وعى الفرد والتمامه الدالم بشـــــلوت مجتمعه ،ويدرته على العمل بكفاءة لصـــــالحه .ولذلك يعرل
المواطنة بأنها :ميثا العضـوية التى يتمتم بها األيراد يى المجتمم ،وتتضـمت القبول والتسـليم بتبادل
االلتمامات والمســلوليات بيت جميم األيراد ،واإلحســا بااللتمام المشــترك تعزيزا للمصــال العليا
يى شــخصــية الدولة ،والقدرة على العطاء والبح عت القيمة المضــاية يى نواتة األيعال واإلنجازات
لتحقيؤ مزيد مت تطور المجتمم ورييه واستمرار .
10
ويى محاولة لتحليل " ييم المواطنة " يتضـ ـ أنها تنطو على ثالثة عناصـــر متداخلة ولى " :
الشـعور باالنتماء & والقدرة على تحمل المسـلولية & والثقة بالمقدرة على بناء المسـتقبل " .وتأكيدا
لهذا المعنى ،يرت التحليل الدييؤ لمفردات الخطان السياسى الرسمى ييما يتعلؤ بــ ـ المواطنة تلتقى
عنـد نقطـة واحـدة ت كـد المســـــلوليـات الكليـة للمواطت لـدعم أمت المجتمم وســـــالمتـه واســـــتقرار ،
والمشـاركة يى تحقيؤ ألدال المشـروع الوطنى للتنمية .وعلى ذلك يرت " ييم االنتماء ومسـلوليات
المواطنة & كفايات األداء " تعد وجهيت لعملة واحدة لى " المجموع الكلى لمسـلوليات األيراد مت
أجـل الويـاء بحؤ الوطت " ،ومت ثم تكتمـل الـدورة مـا بيت "عطـاء الوطت ألبنـالـه & تمـايز القـدرة
والمكانة للدولة ".
ويكاد يتفؤ كل كثير مت العلماء والمفكريت المعنييت بسـلوك المواطنة والقياسـات المرتبطة بها على
ألم الم شرات التى تميز سلوك المواطنة ،ومنها:
• االلتزام بقيم الديمقراطية ويواعد ممارســــة الســــلوك الديمقراطى ،وذلك يى ضــــوء معرية دييقة
بالنواحى المدنية .
• الوعى بثوابت ومتغيرات الثقاية الســـياســـية ،بما يجعل للعمل الوطنى لوية مميزة تعبر عت إرادة
التوحد المجتمعى تجا القضايا والمشكالت .
• أت يكوت مواطنا يعاال يهتم بمجريات األمور واألحدا ،والتداعيات المرتبطة بها.
• أت يكوت ذا ح نقد ،ولديه القدرة على الموازنة بيت اختياراته.
• أت يكوت مدركا للمشكالت التى تواجهها بالد ولمسلولياته يى مواجهتها.
• أت يظهر تفهمه لآلخريت ،وأت يبد احتراما للســــلطة بما يعنى الثقة بالذات والقدرة على ضــــبط
النف .
• تفعيل العالية بيت الحقو والواجبات يى سلوكه وأت يحايظ عليها لآلخريت يى المجتمم .
• القدرة على ر ية مواضم األحدا والصراع يى الداخل والخارج مت منظور إنسانى.
• االلتمام بقضايا خدمة المجتمم ،وتعبلة ثقاية األعضاء لحماية االتجالات اإلنسانية وتعزيزلا.
• الفهم العميؤ للتطورات العالمية والتعقد الكبير يى تطبيؤ المعايير اإلنسانية يى زمت العولمة .
• االلتمـام بـأخالييـات حقو اإلنســـــات وواجبـاتـه ،وإدراك معنى التســـــام يى العاليـات بيت األيراد
ومعنى السالم يى التفالم الدولى .
رابعا :المواطنة يى عالم اإلنسانية لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم :
& إت المجتمم اإلنساني يى حاجة إلى خبرات " نضال مشترك " ،نضال يستند إلى " ثقاية الحوار
ييم السالم " كمدخل لبناء عالم إنسانى جديد ،عالم يتم ييه احترام الهويات والخصوصيات القومية
يد يكوت مت المفيد حينما نتحد عت الســــالم ،أت نميز بيت أربعة مســــتويات يحتل ييها اإلنســــات المكانة الجولرية ،حي إت
اإلنســات لو حامل القيم ولو أيضــا صــانم الســالم ،األمر الذ يشــير مت ناحية أخر إلى ألمية دور التربية يى تشــكيل الفكر
وتنمية القيم وتعديل السلوك مت أجل السالم Education for peaceوحمايته .ولذ المستويات لى :
oسـالم اإلنسـات مم نفسـه :وذلك بما يعنى اسـتقامة العقل والضـمير واإلرادة على ر ية واضـحة لمعنى الحياة ،ومسـلوليات
اإلنسـات يى الوياء بمهام وجود يى الكوت .سـالم اإنسـات مم نفسـه لو ذات المعنى المقصـود بــــ ـ " الصـحة النفسـية " ،
يحينما يكوت اإلنســــات يى حالة توايؤ فمت مم ذاته ،لنا تكوت أســــمى درجات " جودة الحياة " بما تشــــتمل علية مت
الكفاءة يى األداء والسمو يى العاليات .
oســــالم اإلنســــات مم مجتمعه :وذلك بما يعنى وحدة النســــؤ القيمى كما تمثله يناعات الفرد الذاتية والمنظومة الثقايية
القالمة يى المجتمم ،ومت ثم تتأكد العالية بيت الفرد ومجتمعه يى أســمى معانيها .ولناك بعض الم شــرات الدالة على
ذلك منها :
• استقرار الهوية يى ضمير أبناء األمة .
• تناســؤ اإلرادة الفردية مم اإلرادة المجتمعية ،حي يشــعر الفرد بمكانته يى تحقيؤ المشــروع الوطنى
للتنمية وبناء مستقبل المجتمم .
11
والثقايية المختلفة التى تصـب جسـورا لتوسـيم وتنمية كل ما لو إنسـانى مشـترك بيت شـعون العالم –
وتقليص ما لو مختلل ومتنازع عليه ،والعمل يى الويت نفسه ضد محاوالت الهيمنة والتسلط وطم
الهويات والمصال القومية .
وتأتى " ثقاية الحوار & ييم الســـــالم " ضـــــمت نطا واســـــم مت المبادرات حول التعليم ،غالبا
ماتوضـم مجتمعة تحت عنوات " التعليم مت أجل السـالم " ،والمضـاميت القيمية لهذا النوع مت التعليم
تعمل على تعزيز المهارات المعريية ،واالتجالات والقيم الضـــرورية ،إلحدا التغيير ييما بيت األيراد
والجماعات على المسـتو القومى والدولى .ولذ التغيرات تشـتمل على " :الحيلولة دوت الصـراع
،الحلول السلمية للصراع ،إيجاد الظرول الماللمة التى تهس الطريؤ إلى السالم " .
وإلى جانن مبادرات التعليم مت أجل السالم ،لناك االتجا لــ ـ " تعليم القانوت اإلنسانى الدولى " ،
والـذ يقعنى بتعليم حقو اإلنســـــات ،وتعليم المواطنـة الواعيـة على نطـا العـالم ،والتعريل بـالمعـايير
اإلنسـانية الدولية ذات الصـلة بموايل الصـراع المسـل ،والكشـل عت القضـايا والمشـكالت األخاليية
الجولرية التى تثيرلا " الحرون & العنل " .
وإذا كـانـت " التربيـة المـدنيـة & الكونيـة " Global & Civic Educationتعـد بمثـابـة أحـد المـداخـل
لتنمية وعى الفرد بمسـلولياته تجا المجتمم العالمى واإلنسـانى ،يقد جاءت التمامات كثير مت العلماء
والمفكريت لت كد أنه مت بيت العناصــر الرليســية التى يشــتمل عليها البعد " العالمى & اإلنســانى " يى
مفهوم المواطنـة :االلتمـام بتنميـة القيم التى تهيس لمنســـــات درجـة عـاليـة مت التوايؤ مم مجتمعـه
واســتيعابا أكثر للقيم العالمية ، Universal Valuesبما ينمى لد الناشــليت مهارات حســم التنايضــات
القيمية يى إطار مقبول أخالييا وإنســـانيا ،والقدرة على ر ية مواضـــم األحدا والصـــراع يى الداخل
والخـارج مت منظور إنســـــانى .االلتمـام بقضـــــايـا خـدمـة المجتمم ،وتعبلـة ثقـايـة األعضـــــاء لحمـايـة
االتجـالـات اإلنســـــانيـة وتعزيزلـا ،والفهم العميؤ للتطورات العـالميـة والتعقـد الكبير يى تطبيؤ المعـايير
اإلنسـانية يى زمت العولمة ،وااللتمام بأخالييات حقو اإلنسـات وواجباته ،وإدراك معنى التسـام يى
العاليـات بيت األيراد ومعنى الســـــالم يى التفـالم الـدولى ،والقـدرة على المشـــــاركـة يى عمليـات حـل
المشـــكالت ،واإلســـهام الذكى يى حل يضـــايا المجتمم المحلى والعالمى .درجة مت الوعى بالقضـــايا
االجتماعية والسـياسـية على المسـتو المحلى والعالمى ،تمكنه مت تبنى ر ية تحليلية ونقدية للوضـم
االجتماعى وإشكالياته.
إننـا يى حـاجـة إلى تبنى ر يـة ثقـاييـة عـالميـة داعمـة لقيم " التعـايش الســـــلمى " ،ذلـك أت التـاريخ
اإلنســانى ملس بمشــهد الحرون والصــراعات والصــدامات المفتوحة على كل االحتماالت ،والتى تتغذ
مت خالل ثقاية الهيمنة وإلغاء اآلخر كوســـيلة لضـــمات مصـــال الذات ،وتنطو تلك الذلنية الثقايية
على ايتراض ير أت السبيل الوحيد لضمات مصال الذات والحفاظ على مكتسبات الــــ " أنا " لو نبذ
االخر وإيصـا أو إلغا ،وعلى ذلك تتأسـ ذلنية العدوات والتى تسـتند إلى خيار اجتماعى ثقايى (
الير وســــيلة للحفاظ على مصــــال الذات إال برلغاء اآلخريت وحرمانهم مت حؤ الوجود اإلنســــانى
والحضار ) .ويعلمنا التاريخ وشوالد األحدا المعاصرة أت إلغاء اآلخر ونبذ ال يحايظ على مصال
الذات ومكتســـباتها ،وإنما يدخل الجميم يى دورة متواصـــلة مت العنل ال تنتهى أو تتويل إال بتدمير
oســالم اإلنســات مم البيلة والمحيط الكونى الذ يعيش ييه :وذلك بما يعنى وضــور الر ية لد اإلنســات بأت البيلة لى
المجال الحقيقى الذ يت سـم ألنشـطته ويعالياته ،ولى المختبر الحقيقى للوياء بمسـلولياته وتأكيد حقيقة وجود .ومت ثم
تتجه جهود اإلنسات لحماية البيلة واستثمار ثرواتها والحفاظ على مقدراتها .
oمكانة اإلنسـات يى صـناعة األمت والسـالم العالمى :ذلك أنه إذا غان عت التفكير اإلنسـانى " الصـورة الحقيقية لمجتمم
وحضــارة اإلنســات يى عالم الغد " ،تظهر المشــكالت الخلقية واإلنســانية بكل أشــكالها ومعانيها .ومت ثم تكوت الحاجة
إلى دعم ييم العدالة والتسـام والسـالم كمقدمات أسـاسـية للتعاوت الدولى والتفالم العالمى ،والقيم والمواطنة يى عالم
اإلنسات كمدخل أساسى يى بناء الحضارات .
12
الذات واآلخر .وعلى ذلك يرت المدخل الرليســى الذ يمهد الســبيل للتعايش الســلمى يتأكد إذا وضــعنا
يى اعتبارنا أت جميم الحضــارات على اختاليها ليســت ســو وســالل مختلفة لتحقيؤ ما يصــبو إليه
اإلنســـــات بفطرتـه ،ومت ثم يـرت التفـاعـل بيت البشـــــر ســـــول يتحقؤ يى إطـار مت االحترام والتقـدير
المتبادليت ،إلى جانن اعتبار أت اإلنسانية وحدة ال انفصام لها .
ولقد أصــب مت الضــرور تشــجيم ثقاية " المشــاركة & العيش معا " يصــد تدعيم ييم التضــامت
واإلخاء والتسـام ،ومت شـأت ذلك أت نجنن األجيال القادمة الكثير مت ماسـى الحرون والعنل ،وأت
نعمل على تنمية الوعى بقيم الســالم .يالســالم لم يعد يعنى غيان الحرن والعنل يقط ،بل يعنى تويير
بنيات تحتية لضـمات اسـتمرار السـالم ،يالسـالم يتطلن العمل مت أجل العدالة ،يال سـالم بال عدالة وال
عدالة بال تضامت .
والتعايش مت أجل جودة الحياة اإلنســـانية Co-existence For Good Human Lifeيتطلن تكامل
الر يـة بيت " القـانوت ،واألخال ،والثقـايـة " :يـالقـانوت :يقعنى بتنظيم الحيـاة يى إطـار معنى الكفـاءة
المجتمعيـة ،ولو على المســـــتو العـالمى يعنى الشـــــرعيـة الـدوليـة لـدعم جهود التنميـة والتكـامـل بيت
أعضـاء المجتمم العالمى .واألخال :ت قعنى بجودة الحياة يى إطار معنى السـمو ،ولى على المسـتو
العالمى تعنى " الميثا األخاليى للوياء بحؤ اإلنســانية " .أما الثقاية :يرنها تشــير إلى معنى الحياة
يى إطار العاليات والمســلوليات المتبادلة بيت األيراد ،ولى على المســتو العالمى تعنى وعى األيراد
ومسلولياتهم عت القيمة المضاية يى ميرا الحضارة البشرية .
وعلى ضـوء ما سـبؤ ،يرت االنفتار السـلمى على اآلخر يعد أحد مداخل االرتفاء يى سـلم اإلنسـانية
،ذلك أنه البد مت التسـليم بوايعية االختالل بيت األمم والشـعون ،إنه االختالل الذ يتضـمت يى ذاته
كل معانى اإلنماء الحضـار لمنسـانية .ولذا االختالل لو يى حالة إلغاء اآلخر يد ي د إلى الصـراع
،ويى حالة التعارل والتواصـل ي د إلى اإلعالء مت شـأت الهوية اإلنسـانية لمسـتقبل الحضـارة .ولذا
التعارل لو اإلطار الشمولى لمعنى " القيم & المواطنة " اإلنسانية .
إت التوحد اإلنســـــانى تجا متطلبات التطور الحضـــــار المعاصـــــر مرلوت إلى حد بعيد بقدرات
اإلنســات على تأســي ثقاية اجتماعية جديدة تدعم معنى اإلنســانية ،وتشــحذ يو األمم والمجتمعات
نحو بناء مســـــتقبل حضـــــار يليؤ بكرامة اإلنســـــات ومكانته الوجودية يى الكوت الذ يعيش ييه .
والعالية مم اآلخر ينبغى أت تنطلؤ مت مفهوم " العدالة & التســام " وتســتهديه يى فت واحد ،ومت
ثم يكوت العمل الجاد على كسن ثقة اآلخريت وحست التعاوت معهم يى يضاء القيم والحضارة اإلنسانية
،وذلك لكى نترك لهجيال القادمة لغة جيدة ومهارات متميزة يى بناء صـرر الحضـارة اإلنسـانية .ولو
األمر الـذ يتطلـن على الـدوام حوارا متجـددا على مســـــتو األيراد واألمم والمجتمعـات حول األثر
المتبقى وياء بحؤ اإلنسانية أوالمجتمم اإلنسانى .
وألت الصــراع الحضــار بيت األمم والمجتمعات يد ينشــأ نتيجة الختالل مضــاميت القيم Value
، Contextومـا يـد يترتـن على ذلـك مت اختاليـات حول القيمـة النهـاليـة للغـايـات ،يـرت للصـــــراع يى لـذ
الحالة جذورا ثقايية أوســــم ،ومت ثم يرنه مت الممكت تجاوز لذ االختاليات حينما يكوت التركيز على
البعد اإلنسانى يى ممارسات السلوك وتقدير الغايات .
ونظرا إلشـــ ـكـاليـات الهوية الوطنيـة يى ظل تنـامى يكر العولمـة والتيـارات الداعمـة لهـا ،تبرز الحـاجة
يى اآلونة األخيرة على مســتو المجتمعات اإليليمية ،إلى مهام تربوية جديدة بما يعزز يكرة المواطنة
العالمية Global Citizenshipكمدخل لتأكيد عوامل التضــامت المجتمعى يى مواجهة مشــكالته .وعلى
الطرل اآلخر يرت مواطنة مأمولة يى عصــــر العولمة تعنى شــــكال مت االنتماء العالمى belonging to
، distinct sphere or worldبما يعنى تجاوز الخصـوصـيات اإليليمية إلى مناا فمت وصـال لكل يرد أو
مواطت أو إنســـات .وعلى ذلك يرت التربية مت " أجل المواطنة " تهدل إلى تزويد الناشـــليت بالمعرية
الســياســية ما يمكنهم مت المشــاركة يى لعن الدور على مســتو المجتمم المحلى ،إضــاية إلى الر ية
العالمية الحاكمة لحركة األحدا والمتغيرات يى يضايا مجتمعاتهم أو القضايا العالمية بصورة كلية .
خاتمة :
13
إيمانا بالقيمة الحقيقية لمكانة اإلنســات يى بناء المجتمم وصــناعة الحضــارة ،وانطاليا مت مكانة
مصـر يى صـناعة التاريخ وبع الضـمير اإلنسـانى ،كانت األلمية يى أت قنلقى الضـوء حول روية جديدة
" ،بما يعنى إعداد وتهيلة الناشليت والشبان " لتربية الشخصية المصرية على معيار الواجن ال قمقد
مت أبناء مصـر لصـناعة األيعال وإنجاز المهام بأعلى درجات الجودة واالمتياز ( الجودة يى ممارسـات
األداء والتطوير & واالمتياز يى القيم وسمو الغايات ) .
يى معنـا الشـــــامـل يرتبط ارتبـاطـا كبيرا بقـدســـ ـيـة الحيـاة وتويير المســـــلوليـات يـالواجـن ال قمقـد
" لى " السـمو " .ومت ثم يحينما يتجه الفرد إلى أداء المرتبطة بها .والوجه اآلخر لصـفة " ال قمقد
،ت قالزمـه تلقـاليـا القـدرات المعنويـة لـديم إرادة الفعـل بـايتـدار إلى تـأكيـد معـانى الســـــمو الواجـن المقـد
ودالالته .ويقعد العمل الوطنى لو المختبر الحقيقى لهذ الدالالت .
،يتمثل يى المســتو األول عند الحفاظ ومت ثم يرت شــعور الذات المصــرية بأداء الواجن ال قمقد
على أمت مصـر وسـالمتها واسـتقرارلا ،والديم بقدراتها على قمتجه التنمية الوطنية والحضـارة .ويى
المسـتو األعلى عند الوياء برسـالتها الحضـارية واإلنسـانية ،والتى لى يى الجولر مت شـهادة التاريخ
لها ،وذلك " اســـتنادا إلى تاريخها الحضـــار ،ومويعها يى مركز العالم إيليميا وعالميا ،ورســـالتها
اإلنســانية يى الدعوة إلى الســالم " .ومت عمؤ الخزوت الحضــار يى شــخصــية مصــر ،يتض ـ أنها
الدولة الوحيدة مت بيت دول العالم التى يقمكت أت يتســم ضــميرلا الوطنى إلى الجمم بيت دالالت اإليمات
وواجباته " الدينى والشـعور بالمسـلولية الوطنية واسـتحقايات اإلنسـانية يى يهم صـفة " العمل ال قمقد
• ،ولعل لذا لو السر الكامت يى طبيعة القيم والقدرات المعنوية يى شخصية مصر .
" ،ولى تســتمد يوتها مت لنداء خالقها " صــفة المقد إت الطاية الروحية ت قمثل اســتجابة النف
سـمو الغايات الدينية .وإت القدرة المعنوية تنبم عت شـعور " الثقة بالذات & والقدرة على اإلنجاز " ،
أ كل ما يتعلؤ بصــناعة األيعال أو التعلؤ بامال المســتقبل يى شــخصــية الوطت .وعند اللحظة التى
تتاليى ييها " الطاية الروحية & والقدرة المعنوية " يى عقل المواطت المصـر وضـمير ،لنا تتحرك
إرادة الفعل يى ديمومة نشـطة لتحقيؤ اإلنجاز بأعلى درجات الجودة واالمتياز .حي إت عالية اإلنسـات
يقمثل " طاية روحية " ،وعالياته بالمسـلوليات الوطنية الواجبة ت قمثل بمعانى السـمو والواجن ال قمقد
• تم اســــتخالص لذا المعنى " :تربية الشــــخصــــية المصــــرية على امتالك " رور اإلرادة & القدرة الفاعلة " يى معنى الواجن المقد ،مت خالل
االطالع على أدبيات الفكر التربو ،وذلك بما يكشـل عت مكانة مصـر " مهد الحضـارات ،قملتقى الرسـاالت ،صـانعة السـالم " ،
حي إت :
oمصــر :تتســم بعمؤ التديت ،ولى قملتقى رســاالت الســماء ،وأعزلا هللا تعالى يى كتبه الســماوية .ومت ثم يقد نضــة
الضمير المصر على صد اإليمات باهلل .
oمصــر عبر تاريخها الحضــار كانت مطمعا لالســتعمار ،وبقدر ما كانت مطمعا لالســتعمار كانت مقبرة للغزاة ،ومت ثم
يقد نضة الضمير الوطنى يى مصر على معنى الكرامة الوطنية :يداء الوطت .
oيقول لــــ ـ .برسـتيد :مت مصـر كات معنى الحضـارة والمدنية ،مت مصـر كات معنى العدالة والتسـام والسـالم ،مت مصـر
كات يجر الضمير اإلنسانى .ومت ثم يقد نضة الضمير المصر على معنى الحضارة والقيم اإلنسانية .
( ولذ م شـرات ثالثة تتفاعل بعمؤ يى وجدات الشـخصـية المصـرية ،وتتضـ يى ضـولها كثير مت المعانى ودالالت السـلوك التى
يقمكت أت نفهم بها مسلوليات المواطت المصر تجا " معنى العمل ال قمقد وواجباته " ) .
14
" يدرة معنوية " ،وعت التكامل بينهما تنشـط اإلرادة اإلنسـانية يى أسـمى درجات القوة ،لتسـمو يو
التحـديـات وتتجـاوزلـا إلى أداء الواجـن وإنجـاز المهـام المطلوبـة بـأعلى مســـــتويـات الجودة واالمتيـاز .
وبمقتضـى الوعى بهذ العاليات ،يتحدد " دور الخطان الدينى يى تعزيز القيم العقليا يى شـخصـية مصـر
".
وحينما تق حق ناد مصـر " الضـمير العالمى " ،بالدعوة إلى احترام القيم اإلنسـانية كمدخل لتعزيز أمت
البشـر الحضـارة وصـناعة السـالم ،بما يضـمت وياء المجتمم العالمى بمسـلولياته تجا حقو الجن
يى عـالم الغـد ،يـرت لـذا النـداء ينطلؤ مت المســـــلمـات التى ت ق كـد ألميـة الوعى بمكـامت الـداء يى علـل
البشـرية ،والتى لى يى جماتها :ضــعل الر ية ،عجز القدرة ،اضــطران القيم .وإت يى نداء مصــر
للعالم كله بالعودة إلى احترام القيم اإلنســانية وتعزيز األمت والســلم الدولييت ،ما يقشــير بوضــور إلى
التأكيد على التعاوت الدولى المشـــترك للبح عت القيم المضـــاية يى ميرا اإلنســـانية .ومت ثم تبرز
الحـاجـة على مســـــتو الضـــــمير العـالمى ،إلى التـأكيـد على ميـاديت جـديـدة للعمـل تقم يى إطـار " أداء
" ،تســـمو على معانى الحرون ونزاعاتها إلى احترام حقو اإلنســـات وييمها ،ولى الواجن المقد
تلك الحاجة التى تتعلؤ باالتجا " نحو ميثا أخاليى قمشترك للوياء بحؤ اإلنسانية " .
وعلى ضــوء بنود الميثا األخاليى للوياء بحؤ اإلنســانية ،يتض ـ أنه :حينما يتركز التفكير حول
اإليمات بقيم اإلنسـانية ،ينمو االتجا نحو القيم وسـمو المباد( ( العدالة ،والتسـام ،والسـالم . ) ... ،
وحينما يتركز التفكير حول اإليمات بقيم الحضــارة وصــناعة المكانة ،ينمو االتجا نحو شــراكة التنمية
كمـدخل للتعـاوت الدولى والمصـــــال المتبـادلة .وحينمـا يكوت االتفـا العـالمى حول معنى " اإلنســـــانيـة
ويى لذ البشـر " ،يتضـ المدخل الحقيقى يى صـناعة السـالم العالمى . والحضـارة ومسـتقبل الجن
الحالة :يكوت االتجا يى بيلة النظام العالمى نحو التنمية الوطنية الشاملة إيليميا ،وتعزيز فليات التعاوت
المشــترك والشــراكة الحضــارية عالميا ،والبح عت ضــمانات األمت والســالمة واالســتقرار الدولى ،
البشـــر وحقو األجيال القادمة .و يى مثل لذا المناا العالمى ،ال والعمل على تعزيز ميرا الجن
مجال لفكر التطرل وجماعات اإلرلان ،ويى مثل لذا المناا ( أيضـا ) تلعن القيم اإلنسـانية دورا كبيرا
يى بناء الحضارة وتعزيز السالم العالمى .
• كت أنت األميت على مستقبل وطنك :مصر ،ومت مصر سيكوت العطاء المتجدد للحضارة والعالم
واإلنسانية .
وبقيت بعد ذلك كلمة :
إنها مصـــر :مت مويعها الجغرايى يهى يلن العالم ،ومت عمؤ تاريخها يهى مهد الحضـــارات ،
ومت صـد إيمانها يهى قملتقى رسـاالت السـماء ،ومت أصـالة ييمها يى تاريخ اإلنسـانية لى
صانعة السالم .
( إنها دعوة للتأمل والتفكير )
▪ عرض اإلنجازات الشاملة يى كاية يطاعات الدولة ،وتمكيت الطالن مت يراءتها بطريقة صحيحة :
وذلك لتدعيم ثقة الشـــبان الجامعى يى عناصـــر القوة الشـــاملة يى شـــخصـــية الدولة ،وثقة الشـــبان
الجامعى يى يدرة الدولة على حماية قمقدراتها وصـناعة مسـتقبلها الحضـار وتأميت مسـتقبل أبنالها (
ويتم عرض اإلنجازات بمصاحبة األغانى الوطنية ،مم االستعانة باأليالم الوثالقية مت يطاع الشلوت المعنوية
بالقوات المسلحة والشرطة المصرية ،ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ) .
( ملحوظة :تم تقنيت اســتخدام وتوظيل لذ اآلليات يى البرامة الخاصــة بمركز دراســات القيم واالنتماء الوطنى بجامعة
المنصورة ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ