You are on page 1of 16

‫‪1‬‬

‫مقرر‬
‫" االنتـماء والمواطنـة "‬

‫إعداد‬
‫أ‪.‬د ‪ /‬عبد الودود مكروم‬
‫أستاذ أصول التربية بكلية التربية‬
‫ومدير مركز دراسات القيم واالنتماء الوطنى‬
‫بجامعة المنصورة‬

‫المتطلبات ‪:‬‬
‫الوعى بشخصية مصر ( التاريخ والحضارة ‪ ،‬اإلمكانات والقدرات ‪ ،‬اآلمال والتحديات ) ‪.‬‬ ‫▪‬
‫الوعى بالقيم والقياســـات الحضـــارية يى توصـــيل الوضـــم الرالت ‪ :‬كمنطلؤ لتطوير الر ية‬ ‫▪‬
‫والوعى الثقايى بمتطلبات صناعة المستقبل ‪.‬‬
‫تنمية الوعى بقيم االنتماء ومســلوليات المواطنة المصــرية ‪ ،‬والوعى بالقيم اإلنســانية لتعزيز‬ ‫▪‬
‫أمت الحضارة وصناعة والسالم ‪.‬‬
‫تنمية الوعى بالمعالم المميزة لنموذج " إنسات مصر " ‪:‬‬ ‫▪‬
‫‪ o‬إنسات التنمية والحضارة واألمت القومى ‪.‬‬
‫‪ o‬إنسـات ‪ :‬ي مت بالوطت ‪ ،‬ويققد العمل ‪ ،‬عالمى الر ية تجا ييم الحضـارة واإلنسـانية‬
‫والسالم ‪.‬‬
‫تفعيل دور مركز دراسات القيم واالنتماء الوطنى يى محيط الجامعة ‪ ،‬كما يتمثل ذلك مت خالل ‪:‬‬ ‫▪‬
‫‪ o‬الندوات الفكرية والملتقيات الثقايية ‪.‬‬
‫‪ o‬إعداد كوادر شـــبابية يى مجال ييم االنتماء والمواطنة المصـــرية & والقيم اإلنســـانية‬
‫والسالم العالمى ‪.‬‬
‫‪ o‬تفعيل المبادرات الطالبية " أنا المصـــر & شـــبان مت أجل التنمية والســـالم والتفالم‬
‫العالمى " ‪.‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫بكل معانى القيم واإليمات ‪ ،‬وبأســــمى معانى الوطنية واالنتماء ‪ ،‬وبرور مصــــرية صــــادية ‪ ،‬ندعوكم إلى حوار مم الذات ‪ :‬كيل يقمكت أت نكوت نحت‬
‫األمناء الحقيقيوت على مستقبل مصر الحضار ؟ ‪.‬‬

‫ما أعظم الشـعور حينما أتحد عت الوطت ‪ :‬مصـــــــر ‪ ،‬إنه الشـعور بكبرياء الوطنية وشـموا الذات‬
‫الحضــارية ‪ ،‬ومت ثم يكوت الســ ال ‪ :‬ماذا يقنتظر مت اإلنســات " حفيد مت صــنعوا الحضــارة يى مهد‬
‫التاريخ " ؟ ‪ ،‬ماذا يقنتظر مت اإلنسـات "حفيد مت أضـاءوا العالم بنور الحضـارة والمدنية والسـالم " ؟ ‪،‬‬
‫ماذا يقنتظر مت اإلنسـات " ابت األرض الطيبة التى تاليت عندلا أسـمى معانى اإلنسـانية وييم اإليمات "‬
‫؟ ‪ ،‬ماذا يقنتظر مت اإلنسـات " ابت األرض الطيبة التى كرمها الحؤ سـبحانه وتعالى يى رسـاالت السـماء‬
‫‪ ،‬وتجلى بنور على أرضها يى طور سيناء " ‪.‬‬
‫نحت ال نختلل يى ر يتنا أننا أبناء حضــارة عريقة تعود إلى ســبعة فالل عام ‪ ،‬ولكت نتجالل كيل‬
‫أمكت لهذ الحضارة أت تقوم ‪ ،‬وكيل يقمكت أت نكوت امتدادا حقيقيا لمعنى لذ الحضارة ‪ .‬إننا يى حاجة‬
‫إلى لغة جديدة للتربية وبناء إنسـات مصـر ‪ :‬إنسـات التنمية والحضـارة واألمت القومى ‪ ،‬إنسـات يقراعى‬
‫حؤ هللا يى وطنه وحؤ الوطت ييما يقوم به مت أعمال ‪ ،‬إنســات ي مت بالوطت ‪ ،‬ويققد العمل ‪ ،‬عالمى‬
‫الر ية تجا عالم الحضــارة وييم اإلنســانية والســالم ‪ .‬ومت ثم يرت التربية مت أجل الوياء باســتحقايات‬
‫الوطت " مصـر " ‪ ،‬البد وأت تسـتند إلى منظومة القيم العقليا أو المركزية يى شـخصـية مصـر ‪ ،‬ولى ‪" :‬‬
‫ُحق حدد كفايات األداء للوياء‬
‫رور الوطت ‪ ،‬رور العمل ‪ ،‬رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية " ‪ ،‬وذلك بما ق‬
‫‪2‬‬

‫بالمســـــلوليات الوطنية ‪ ،‬التى تعنى إجماال دعم يضـــــايا ‪ :‬التنمية الوطنية الشـــــاملة ‪ ،‬الويا الوطنى‬
‫والسالم االجتماعى ‪ ،‬األمت القومى ‪ ،‬وتأكيد المكانة والوجود على المسرر العالمى ‪.‬‬
‫ويد يكوت مت المفيد يى محاولة تنمية الوعى بقيم االنتماء ومســـلوليات المواطنة المصـــرية ‪ ،‬أت‬
‫يكوت التعريل بشــخصــية مصــر والقيم المركزية يى لقويتها باعتبارلا الكيات األكبر الذ ننتمى إليه ‪،‬‬
‫ومرورا بتعريل ييم االنتماء ومسـلوليات المواطنة ‪ ،‬تأتى ألمية التعريل بالمواطنة يى عالم الحضـارة‬
‫واإلنسانية والسالم ‪ .‬ويمكت عرض القضية إجماال مت خالل المحاور التالية ‪:‬‬
‫▪ شخصية مصر " دولة حضارة " ‪ :‬المعالم ال قمميزة & كاريزما المكانة ويوة التأثير ‪.‬‬
‫▪ منظومة القيم العقليا يى شخصية مصر ‪ ،‬وم شرات القدرة المعنوية المرتبطة بها ‪.‬‬
‫▪ ييم االنتماء ومسلوليات المواطنة المصرية ‪.‬‬
‫▪ المواطنة يى عالم اإلنسانية لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم ‪.‬‬
‫ويقمكت استعراض ذلك على النحو التالى ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬شخصية مصر " دولة حضارة " ‪ :‬المعالم ال قمميزة & كاريزما المكانة ويوة التأثير ‪ ،‬وذلك بما يكشل عت خصالص‬
‫القيم ‪ ،‬والويول على ركالز االنطال لمرحلة جديدة يى بناء مستقبلها ‪ .‬األمر الذ يقشير إلى أت البح‬
‫يى شـخصـية مصـر لو مهمة يومية وضـرورة تربوية مت أجل النظر إلى المسـتقبل واسـتقراء أسـا‬
‫الحضــارة ‪ ،‬إذ إت معرية معالم شــخصــيتنا يقحفزنا أت نســتعيدلا يبل أت تغين ويبل أت نفقد الطريؤ إلى‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫يمت حي البعد التاريخى والحضـار يى شـخصـية مصـر ‪ ،‬يتضـ أنها تجمم بيت " عظمة المكات &‬
‫وأصـالة التاريخ "‪ ،‬يمصـر لى ياتحة كتان التاريخ مت حي نشـأتها الحضـارية ‪ ،‬ولى واسـطة كتان‬
‫الجغراييا مت حي مويعها ‪ .‬ومت ثم يقد ترسـخت يى شـخصـيتها عنصـر " الجاذبية & يوة التأثير "‬
‫نتيجة لتكامل العالية بيت المويم والموضم يى شخصيتها ‪.‬‬
‫يلقد أضـفى المويم الجغرايى على الشـخصـية المصـرية " نظرة عالمية رحبة األيؤ " دوت أت تفقد‬
‫يوامها الذاتى ‪ ،‬يفى شــخصــية مصــر جولر دييت ال ينســخ وإنما يتناســخ ‪ ،‬بما ي كد ياعدة البناء يى‬
‫شـخصـيتها أ أنها كلما زادت تغيرا وتطورا ‪ ،‬زادت شـخصـيتها وذاتيتها تأكيدا واسـتمرارا ‪ .‬يى الماضـى‬
‫البعيد كانت " تمصـر " كل جديد ‪ :‬تهضـمه وتمثله وتفرز كالنا مصـريا حميما ‪ ،‬يمصـر عازية عت أت‬
‫تكوت أ شــس ســو مصــر ‪ ،‬ويى مخزونها الحضــار يدرة عجيبة تمكنها مت الجمم والتوييؤ بيت‬
‫الماضـــى والحاضـــر بيت المحلية والعالمية‪ ،‬بيت األصـ ـالة والمعاصـــرة ‪ ،‬وبيت الترا وااليتبا ‪ .‬يقد‬
‫أخذت مصـر مت انفسـار المويم االنطال الحضـار والتطور الخال ‪ ،‬ولم تأخذ مت انغال الموضـم إال‬
‫صــالبة اإلرادة يى شــخصــيتها الذاتية ‪ ،‬ومت ثم ثبات يدمها على صــخرة الموضــم لتتفاعل مت مويعها‬
‫بر ية المكانة التى تختارلا لنفسها يى عالم الغد‪.‬‬
‫ولناك بعض الم شــــرات التى توضــــ انعكاســــات البعد الجغرايى يى مويم مصــــر على تكويت‬
‫الشـخصـية المصـرية‪ ،‬وذلك أت المتتبم لتاريخ مصـر الحضـار وانعكاسـات جغرايية مصـر على صـناعة‬
‫تاريخها ‪ ،‬يمكنه بمزيد مت العمؤ والتحليل أت يدرك مد العالية بيت خصــــوصــــية مصــــر المويم ‪،‬‬
‫الموضم ‪ ،‬التاريخ ] وبيت سمات الشخصية المصرية ‪.‬‬
‫السماحة وييم التسام يى السلوك المصر ‪.‬‬ ‫مت انبساطية األرض‬
‫العمل واإلبداع & اعتدال المزاج والبعد عت التطرل‬ ‫مت اعتدال المناا‬
‫ييم التعاوت والوحدة والنظام ‪.‬‬ ‫مت جريات النيل يى مواعيد محددة‬
‫ييم الكرم والعطاء ‪.‬‬ ‫مت ييض عطاء النيل‬
‫اإلنطال الحضار والر ية العالمية للقضايا واألحدا‬ ‫مت انفسار المويم‬
‫ييم التعاوت الدولى والسالم العالمى ‪.‬‬ ‫مت مويم مصر ‪ /‬أرض الزاوية‬
‫أصالة الهوية والثوابت الحضارية يى شخصية‬ ‫مت عمؤ التاريخ المصر‬
‫مصر‬
‫‪3‬‬

‫يلقد كانت مصــــر " أول أمة " يى التاريخ القديم نمت يى نفســــها عناصــــر األمة بمعنالا الكامل‬
‫الصــحي ‪ ،‬وبعدلا كانت " أول دولة " تظهر على مســرر العالم القديم بالمعنى الســياســى‪ ،‬ولم يمض‬
‫يليل حتى كانت أعظم يوة ســــياســــية ييه ‪ ،‬ولقد كات التوجه التاريخى يى اســــتراتيجية اإلمبراطورية‬
‫المصـرية لو "التوحد"‪ ،‬توحد الذات المصـرية مم مويعها الجغرايى السـتثمار إمكانات المويم والدياع‬
‫عنه‪ ،‬وتوحد مم موضــعها للتأثير على مســيرة األحدا والتفاعل مم العالم المجاور‪ .‬ومت ثم كات توحد‬
‫الذات المصـرية يى مويفها تجا األحدا والمشـكالت لو الذ شـكل مضـموت النبض التاريخى لمصـر ‪.‬‬
‫وعلى الرغم مت أت مويم مصر يد جعلها مطمعا لالستعمار‪ ،‬يقد ترتن على ذلك أت كانت مصر " أرض‬
‫البطولة " يى مقاومة االســتعمار ‪ ،‬وعلى أثر ذلك تشــكل الوجدات المصــر يى ضــوء معانى " الحرية‬
‫والكرامة "‪ .‬ومازالت القضـــية تعنى دوما " إشـــراية الذات المصـــرية وتوثن إرادتها" لتكوت العالمة‬
‫المضــيلة دالما يى محاولة اإلجابة على السـ ال ‪ ،‬كيل يمكت إعداد وتهيلة الشــخصــية المصــرية لمهام‬
‫متجددة تتعلؤ باستثمار المويم والموضم يى شخصية مصر إلحياء مكانتها واستجالء مكامت يوتها يى‬
‫مواجهة اإلشـكاليات المحتملة يى عالم الغد؟ ‪ " .‬يالقيمة كمويم & والقوة كموضـم " لما طريى معادلة‬
‫شـخصـية مصـر ‪ :‬مويم خطير يتطلن لتحقيقه وضـمانه موضـعا غنيا كفلا ‪ ،‬يرذا ما اجتمعا طفرت مصـر‬
‫كقوة إيليمية كبر ‪ ،‬أما إذا يصــر الثانى عت األول ويصــر دوت متطلباته ويعت مصــر يريســة للقو‬
‫المعادية ‪.‬‬
‫ولم تكت شـخصـية مصـر عابرة يى تاريخ الديانات ‪ ،‬بل إت لشـخصـية مصـر عظيم العطاء يى يبول‬
‫الديانات ومعايشــتها وزيادة الفهم والوعى للســلوك بمقتضــى تعاليمها ‪ ،‬يلقاء مصــر بالمعتقدات الدينية‬
‫يمتد ألكثر مت خمسـة فالل عام ‪ ،‬تبدأ بنبى هللا إدري عليه السـالم ‪ ،‬والذ يذكر يى العهد القديم باسـم‬
‫" أخنوا " يرذا ابت مصــــر لذا أول مت دعا إلى التوحيد ‪ ،‬ثم صــــار على دربه ابت مصــــر الثانى "‬
‫"‬ ‫إخناتوت "‪ .‬ثم يأتى أبو األنبياء " إبراليم عليه الســـــالم " إلى مصـــــر ويختار إحد بناتها‬
‫الســيدة لاجر" التى رزيه هللا منها بابنه أبو العرن " إســماعيل " والذ أصــبحت مصــر به " خلولة‬
‫العرن‪.‬‬
‫ويمضــى الزمات بمصــر ‪ ،‬ييفد إليها نبى هللا " يوســل عليه الســالم " ليكوت األميت على خزالنها‬
‫لعزيز مصــر ‪ ،‬ويســتقدم بعدلا أبا يعقون وبنيه ‪ ،‬ثم يظهر يى مصــر أيضــا ‪ ،‬نبى هللا" موســى عليه‬
‫السـالم " ويكوت له مم يرعوت مصـر تاريخ ‪.‬ثم مرت العاللة المقدسـة " السـيدة مريم ‪ ،‬والسـيد المسـي‬
‫عليهما الســالم " ووجدا يى مصــر المحضــت اآلمت الذ حمالما وحمى المســيحية كلها مت عصــل "‬
‫الرومات " ‪.‬‬
‫مصــر " أرض هللا " ‪ ،‬والحؤ ســبحانه وتعالى ال يصــنم إال الحقالؤ األزلية ( إنها مصــر ‪ ...‬إســم‬
‫مخلو للخلود ) ‪ ،‬ورد اسمها صراحة يى الكتن السماوية ( يى الكتان ال قمقد ‪ :‬قمبارك شعبى مصر ‪،‬‬
‫ويى القرفت الكريم ‪ :‬ادخلوا مصـــر إت شـــاء هللا فمنيت ) ‪ ،‬وعلى أرضـــها تجلى الحؤ ســـبحانه وتعالى‬
‫بنور الكريم " يى طور ســــيناء " ‪ .‬إنها مصــــر ‪ ...‬المحفوظة برعاية هللا ب قمحكم اآليات يى اإلنجيل‬
‫والقرفت ‪.‬‬
‫وعلى ضوء ذلك ‪ ،‬لقد كات " للمعتقد الدينى " يى مصر القديمة أثر كبير يى إثراء الثقاية المصرية‬
‫‪ ،‬يعلى أرض مصر ويى وجدات شعن مصر تداولت صور العقالد مت مصر القديمة إلى مصر المسيحية‬
‫ثم إلى مصـر اإلسـالمية ‪ .‬ومم ذلك يقد انتظم الفكر والسـلوك الدينى يى مصـر دالما " يى مسـلك واحد "‬
‫لو رحابة الفكر وعدم التعصـــن‪ ،‬يالديت يى مصـــر يمثل ييمة روحية إلى جانن أنه عقيدة‪ ،‬ولقد عاش‬
‫المصـر منذ أيدم العصـور يعمل مت أجل فخرته التى فمت بها‪ .‬ولعل يى دراسـة ويالم التاريخ منذ الفت‬
‫اإلســالمى لمصــر ما يشــير بداللة واضــحة إلى أت " الوحدة الوطنية " تعد مت المعالم المميزة لثقاية‬
‫مصــر ‪ ،‬وذلك بما يعبر عت معنى " ثقاية االنتماء لمصــر " وأصــالة جذورلا يى نســية الشــخصــية‬
‫المصــــرية ‪ ،‬إنها الوحدة الوطنية التى أدت إلى توحد جهود أبناء مصــــر يى الموايل المختلفة تعزيزا‬
‫السـتقرارلا االجتماعى وسـيادتها الوطنية ‪ ،‬إنها كذلك الوحدة الوطنية التى حفظت لمصـر أمنها وسـالمة‬
‫‪4‬‬

‫مويفها تجا األعداء ‪ ،‬وتأصـلت يى ضـولها البنية االجتماعية دعما لمفهوم السـالم االجتماعى والويا‬
‫الوطنى وتكامل اإلرادة المجتمعية لبناء " مصر األمة " ‪.‬‬
‫يالشــخصــية المصــرية ذات طبيعة قمتفردة ‪ :‬لى شــخصــية حينما ت قناديها بتاريخها تقل شــامخة‬
‫برعزاز الوطنية لتقول " أنا المصر " حفيد مت صنعوا الحضارة يى مهد التاريخ ‪ ،‬وحينما ت قذكرلا‬
‫بمويفها مت الســــياســــة العالمية تجد منها الدعوة إلى التعاوت الدولى والســــالم العالمى ترجمة لرور‬
‫اإلنســانية يى ضــميرلا ‪ ،‬وحينما ت قناديها بثقايتها يقفص ـ وجدانها عت مرجعية أصــالتها الحضــارية يى‬
‫اســـــتيعـان المتغيرات بمـا يحفظ لهـا لقويتهـا ووجهتهـا المتفردة ‪ ،‬وحينمـا تقنـاديهـا بـاســـــم اإليمـات تجـد‬
‫وجدانها الدينى قمعلقا بقيم الســــماء بما يقحملها معنى خير الوجود اإلنســــانى يى ر يتها وإنجازاتها ‪...‬‬
‫شخصية لى كل لذا وأكثر مت لذا ألنها ترجمة لرور الشعن والحضارة يى فت واحد ‪.‬‬
‫ويقجمل لــــــ ‪ .‬برسـتيد لذ المعانى يى يوله " مت مصـر كات معنى الحضـارة والمدنية ‪ ،‬مت مصـر كات‬
‫معنى العدالة والتديت والسـالم ‪ ،‬مت مصـر كات يجر الضـمير اإلنسـانى " ‪ ،‬ولكذا يتضـ أت صـوت مصـر‬
‫يى العالم ‪ :‬لو نبض الحضـارة ورسـالة مت أجل السـالم ‪ ،‬وحينما ت قناد مصـر ‪ :‬يرت لديها ما يقمكت أت‬
‫ت ققدمه للعالم واإلنســانية " يهناك نداءات الســالم ليجتمم العالم على أرض الســالم " يى مصــر ‪ :‬شــرم‬
‫الشيخ " ‪ ،‬يى حوار حول مستقبل العالم وفماله يى عالم الغد ‪.‬‬
‫وبتأمل مت بعض األحدا ‪ ،‬يتض ـ أت لناك ما يقعبر عت الجولر الحقيقى يى شــخصــية مصــر ‪ :‬يى‬
‫يوم الجمعة ‪ ، 2017/7/29‬يى ختام الم تمر العالمى " ســـيناء ‪ :‬قملتقى الرســـاالت الســـماوية " ‪ ،‬ويى فت واحد‬
‫صــالة المســلميت يى مســجد الواد ال قمقد ‪ ،‬وصــالة المســيحييت يى دير ســانت كاتريت ‪ ،‬وجاء يى‬
‫توصـيات الم تمر ‪ :‬مصـر أرض السـالم ‪ ،‬وملتقى رسـاالت السـماء ‪ ،‬ويى مصـر ‪ :‬التعايش السـلمى بيت‬
‫األديات ‪ ،‬وسيناء ‪ :‬عاصمة السياحة الدينية يى العالم ‪.‬‬
‫ويى يوم األربعاء ‪ 2017/10/4‬تأتى قمباركة بابا الفاتيكات " البابا يرانســــي الثانى " لمســــار العاللة‬
‫ال قمقدسـة ورحلتها يى مصـر ‪ ،‬باعتبارلا الحة السـياحى الرسـمى للفاتيكات يى العالم ‪ .‬ومت كلمات بابا‬
‫الفاتيكات يى لذ ال قمناسـبة ‪ " :‬مصـر مهد الحضـارات ‪ ،‬مصـر قملتقى الرسـاالت ‪ ،‬مصـر صـانعة السـالم "‬
‫‪ ... ،‬دعواتى لمصر ‪ :‬المجد هلل & ولمصر السالم ‪.‬‬
‫ولكذا يتضــ ‪ 0‬إجماال " أت حيوية القدرات المعنوية يى شــخصــية مصــر تتوايؤ كلية مم نداءات‬
‫" ذاتـه &‬ ‫الضـــــمير العـالمى ‪ ،‬ولـذ لى ذات القـدرات التى ينبغى أت يعيش بهـا المواطت المصـــــر‬
‫مسلولياته " يى فت واحد ‪.‬‬
‫وترتيبا على ذلك يرننا ال نبح " يى الشــــخصــــية المصــــرية " الرالنة والموجودة بالفعل ‪ ،‬ولكت‬
‫نبح عت "الشــــخصــــية المصــــرية " األمل الذ له جذور ‪ ،‬بقصــــد تهيلة مناا ثقايى يســــم لها‬
‫باإلخصــان واإلنماء ‪ .‬يـــــ ـ " المصــرية " تحمل معنى خاصــا ‪ ،‬يهى ليســت األرض وليســت المواطنة‬
‫القانونية ولكنها الحضـــارة التى حملت بمعنى الحياة ‪ " .‬المصـــرية " إذا ال تشـــير إلى المواطنة التى‬
‫يرثها اإلنســات بالميالد ‪ ،‬وال تشــير كذلك إلى األصــل العريى الذ يحمله الشــعن الذ يعيش على لذ‬
‫األرض ‪ ،‬إنما تشـير إلى التميز الذ صـاحن ييام الحضـارة المصـرية ‪ ،‬والذ ارتكز يى أسـاسـياته على‬
‫" المرجم القيمى واألخاليى" كأسا لقيام لذ الحضارة ‪.‬‬
‫وعلى ضـوء ما سـبؤ كله ‪،‬يرت تنمية وعى الناشـليت والشـبان مت أبناء األمة " الطالن يى المراحل‬
‫التعليمية المختلفة " بشــــخصــــية مصــــر‪ ،‬يعنى مت زاوية أخر أننا نقملكهم " رور الوطت ‪ :‬كبرياء‬
‫الوطنيـة & وشـــــموا الـذات الحضـــــاريـة " بمـا ينبعـ عنهـا مت القيم والقـدرات المعنويـة ‪ .‬ونقملكهم‬
‫األبجديات الصحيحة التى يقرأوت بها القضايا االجتماعية واألحدا الوطنية الكقبر ‪ .‬إنه الوعى بثوابت‬
‫" القيمة & والقوة " يى شــخصــية مصــر ‪ ،‬والكيفية التى يقمكت بها إســقاط حركة التاريخ واإلنجازات‬
‫الكبر يى شخصية األمة على خريطة المسلوليات الوطنية بحثا عت القيمة المضاية يى شخصية مصر‬
‫‪ ،‬وديعا بقدراتها على قمتجه القوة الشاملة وبناء الحضارة ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ثانيا منظومة القيم العقليا يى شخصية مصر ‪ ،‬وم شرات القدرة المعنوية المرتبطة بها • ‪:‬‬

‫إت وضـــــور ألـدال التنميـة ومنظومـة القيم الحـاكمـة لهـا ‪ ،‬يعـد بمثـابـة شـــــروط أوليـة يبـل التخطيط‬
‫لصــناعة التنمية ذاتها ‪ ،‬حي إت تحقيؤ ألدال التنمية وبناء مســتقبل األمة لو ثقاية عقلية ومنظومة‬
‫ييم يبـل أت تكوت إنجـازا مـاديـا ‪ .‬ولنـاك اتجـالـات حـديثـة يى مجـال دراســـــات القيم تتكشـــــل مت خاللهـا‬
‫طبيعة العالية بيت القيم والتنمية الحضـارية يى شـخصـية األمة ‪ ،‬ومت جانن فخر يرت حقيقة النظرة إلى‬
‫" ثروات األمم " تتضـمت يى ذات الويت العالية الفعالة بيت الثروة البشـرية & اإلمكانيات االيتصـادية ‪،‬‬
‫وعلى ضوء لذ العالية تتكشل مكانة القيم يى ثروات األمم وصناعة يوتها الشاملة ‪.‬‬

‫ولناك منظومة القيم التى ينبغى على التربية أت تضـــــعها على يالمة األولويات يى تشـــــكيل وعى‬
‫الناشـيت والشـبان ‪ ،‬والتى ت قعبر إجماال عت المسـلوليات الواجبة يى تشـكيالت الضـمير الوطنى المصـر ‪.‬‬
‫ولى تشتمل على ‪:‬‬

‫▪ ييم ترتبط بـالمويم الجغرايى " إمكـانيـاتـه & وتحـديـاتـه "‪ ،‬ولـذ تتطلـن ‪ :‬مت اإلمكـانيـات مســـــلوليـة‬
‫تحويـل مميزات المويم إلى يـدرات تنـايســـ ـيـة " ‪ ،‬ومت التحـديـات مســـــلوليـة الحمـايـة والفـداء ‪ .‬وييم‬
‫ترتبط بتاريخ األمة " الخبرات التاريخية والتفاعالت الحضـــارية المرتبطة بها ‪ ،‬بما تشـــتمل عليه ‪:‬‬
‫االنتصـــارات واالنكســـارات ‪ ،‬والمخزوت الثقايى ‪ .‬ولذ تتطلن ‪ :‬مت الخبرات التاريخية والتفاعالت‬
‫الحضـارية المرتبطة بها " الكشـل عت ثوابت القيمة والقوة يى شـخصـية مصـر "‪ ،‬ومت المخزوت‬
‫الثقايى ‪ ،‬تتطلن التعريل بخصوصيات الهقوية المصرية والمعالم المميزة لها ‪.‬‬

‫▪ وييم ترتبط بـاألمت والســـــالمـة الوطنيـة " الوحـدة الوطنيـة & التمـاســـــك االجتمـاعى ‪ ،‬تو ـقح د اإلرادة‬
‫الوطنية تجا يضــايا المســتقبل والمصــير ‪ .‬يمت الوحدة الوطنية تتطلن " الويا الوطنى والســالم‬
‫االجتماعى ‪ ،‬والصـالبة الوطنية " ‪ ،‬ومت التوحقد تجا يضـايا المسـتقبل والمصـير ‪ ،‬تتطلن " الوعى‬
‫بالتحديات واألخطار ‪ ،‬وتكامل الر ية حول الواجبات والمسلوليات الوطنية ‪.‬‬

‫• تقشـــكل القيم والقدرات المعنوية ما يقمكت أت قنســـميه " محتو الشـــعور الجمعى & ضـــمير األمة " ‪ ،‬ومت ثم تكوت بمثابة القوة‬
‫الدايعة وراء قمجمل النشاط والفعاليات المجتمعية ‪ ،‬وتنصرل عبرلا ومت أجلها طايات المجتمم يى أعمؤ المستويات ‪ .‬يهى تشتمل‬
‫على صورة المجتمم عت ذاته ‪ ،‬ودالة على معنى وجود " مشروع المكانة والوجود " ‪ ،‬ويى ضولها تتحدد فمال المستقبل ‪ ،‬وييها‬
‫تكمت القدرة على مواجهة التحديات ‪ .‬ومشــروع الوجود الذ نعنيه يشــتمل على الوعى بالشــخصــية الحضــارية لهمة ‪ " :‬الهقوية‬
‫والذات القومية & الخبرات واألحدا التاريخية " ‪ .‬وإذا ســقط مت لذا الوعى ســقط مت الضــمير الجمعى صــورة المســتقبل ومعنى‬
‫كبرياء الذات الوطنية ‪.‬‬
‫واســتدعاء القيم والقدرات المعنوية يى مواجهة يضــايا مصــر وتحدياتها ‪ ،‬إنما يعنى البع الحضــار الجديد لمرادة المصــرية‬
‫بكامل طاياتها ( وبمســتو عال مت الصــالبة الوطنية يى وجدانها ) ‪ ،‬حي إت مخزوت القيم والقدرات المعنوية يى وجدات مصــر‬
‫وضـميرلا يحتو بداخله على خصـا لص الشـعن يى صـناعة تاريخه الحضـار ‪ .‬وأمر " االسـتدعاء " يى لذا الشـأت يتجاوز معنى‬
‫المواجهة مم القضـــايا والتحديات ‪ ،‬إلى يوة الديم نحو صـــناعة المكانة وتأكيد الوجود المصـــر على المســـرر العالمى ‪ .‬يالقيم‬
‫والقدرات المعنوية تتشـكل يى ضـمير األمة عبر تاريخها الحضـار ‪ :‬بأدلة األحدا وشـهادة التاريخ ‪ ،‬وبرمكانات القدرة على الوياء‬
‫بالمسـلوليات يى المحيط اإليليمى والعالمى ‪ ،‬وبمسـتو الجاذبية ويوة التأثير يى شـخصـيتها ‪ ،‬والقدرة على العطاء للعالم واإلنسـانية‬
‫‪ ...‬إنها مصر ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫▪ وييم ترتبط بالتنمية الوطنية وصــناعة المســتقبل " ولى تشــتمل على ‪ :‬التنمية الشــاملة ‪ ،‬الصــورة‬
‫الرمزية لمصـــر يى عالم الغد ‪ .‬ولذ تتطلن ‪ :‬مت التنمية الشـــاملة " العلم والعمل & القيم واألمل ‪،‬‬
‫تعظيم القدرات " ‪ ،‬ومت الصــورة الرمزية لمصــر يى عالم الغد ‪ ،‬تتطلن‬ ‫&‬ ‫وبتعبير آلخر تنمية القيم‬
‫" تحقيؤ الحلم المصر ‪ :‬السمو يو التحديات & والقدرة على صناعة اآلمال " ‪.‬‬

‫▪ وييم ترتبط بـالمويل مت بيلـة النظـام العـالمى " العاليـات الـدوليـة " ‪ ،‬ولـذ تتطلـن ‪ :‬مت العاليـات‬
‫الدولية " البح عت فليات التعاوت الدولى وتعزيز المصــــال المشــــتركة ‪ ،‬وتعظيم القيم والقدرات‬
‫الداعمة لمسايرة العالم يى تطوراته ‪ ،‬مسايرة الشركاء ال مساير ة األتباع " ‪.‬‬

‫البشــر " ‪ ،‬ولذ‬ ‫▪ وييم ترتبط بأمت الحضــارة والقيم اإلنســانية " االتجا نحو تعزيز ميرا الجن‬
‫تتطلن " تعزيز رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية ‪ ،‬بح فليات تحقيؤ أمت الحضـارة وصـناعة السـالم‬
‫البشر ‪.‬‬ ‫العالمى ‪ ،‬وحماية الميرا العام للجن‬

‫‪ ،‬والتى ت قمثل األطر العامة لتنظيم يعاليات‬ ‫‪ ،‬يقمكت تحديد منظومة القيم ال قعليا يى شــخصــية مصــر‬ ‫وإلى جانن ذلك‬
‫الحركة المجتمعية حول الغايات النهالية ال قمرتبطة بشـــخصـــية الدولة ‪ .‬ولضـــمات تحديد قمتجه الحركة‬
‫الحضــارية يى شــخصــية المجتمم نحو غايات نهالية ت قعبر عت صــورة " المالية & والوجود " ‪ ،‬لبلوغ‬
‫مكانته على المسـرر الدولى وسـط تحدياته ‪ ،‬يرنه ال يقمكت أت ت قترك يضـايا " القيم العقليا & المركزية "‬
‫يى شــخصــية المجتمم الجتهادات يردية يى الممارســات ‪ ،‬بل البد وأت تكوت تحت رعاية والتمام ييادة‬
‫الدولة بصـورة مباشـرة ‪ ،‬بما يضـمت التوحقد نحو اآلمال واسـتيعان مفردات الخطان السـياسـى " الذ‬
‫قيعبر عت حقيقـة الـ دولـة " على معيـار المســـــلوليـات واجبـة التنفيـذ " ومت ثم تكوت العاليـة بيت نبض‬
‫الضـــمير الوطنى وتوجقهات اإلرادة الســـياســـية ‪ .‬يال يقمكت أل مجتمم مت المجتمعات أت ينهض على‬
‫قمتجه الحضارة يى غيبة التفال اإلرادة الوطنية حول القيم ال قعليا يى شخصية األمة ‪.‬‬

‫ثال منظومات مت القيم تم تحديدلا تعبيرا عت القيم ال قعليا يى شخصية مصر ‪ ،‬البد مت تعزيزلا يى إطار‬
‫النظام الم ســـســـى للدولة الوطنية المصـــرية ‪ ،‬وينب أت تكوت البرامة ويعاليات األداء يى لذا المجال‬
‫مدعومة سـياسـيا ‪ ،‬ألت األمر يى كليته يرتبط بشـخصـية الدولة ‪ ،‬والتى تشـتمل على ‪ " :‬القوة الشـاملة ‪،‬‬
‫يدرات التنمية الوطنية وصناعة المكانة ‪ ،‬األمت والسالمة الوطنية ‪ ،‬الويا الوطنى والسالم االجتماعى‬
‫‪ ،‬الشــراكة والتعاوت الدولى يى بيلة النظام العالمى ‪ ،‬أمت الحضــارة وصــناعة الســالم ‪ . . " ... ،‬ولذ‬
‫القيم لى ‪:‬‬

‫&‬ ‫مت داخلهـا ثوابـت " القيمـة‬ ‫( القو المعنويـة ) ‪ :‬لى الصـــــورة الرمزيـة التى تعك‬ ‫▪ رور الوطت‬

‫والقوة " يى شـخصـية األمة ‪ ،‬وتتجسـد ييها مجموع خبرات التاريخ ( والقيم المعنوية المرتبطة بها‬
‫) ‪ ،‬والر ية التى تسـتجين بها لمتطلبات المسـتقبل ‪ .‬وعلى ضـولها تتشـكل الذات الوطنية ‪ ،‬وتتشـكل‬
‫كذلك معانى الكرامة الوطنية‪ .‬وتشــتمل رور الوطت على ثالثة عناصــر رليســية لى ‪ " :‬االنتماء ‪،‬‬
‫والمواطنة ‪ ،‬الهقوية " ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫( القـدرات الفـاعلـة ) ‪ :‬لى مجموع المعـانى ال قمرتبطـة بقيـاســـــات الجودة " يبول التحـد‬ ‫▪ رور العمـل‬

‫‪،‬تمـايز األداء‪ ،‬ويبول المنـايســـــة " يى مجـال التنميـة الوطنيـة ‪ ،‬ولى التى ت قعبر كـذلـك عت القـدرات‬
‫الح قيقية لهمة يى تأكيد مكانتها بدالالت يو اإلنتاج والمصـــال المتبادلة ‪ .‬ولى تشـــتمل على ‪" :‬‬
‫العمل واإلنتاج ‪ ،‬مراعاة معايير الجودة ‪ ،‬يبول التحد وصناعة االمتياز " ‪.‬‬

‫( الفعالية الحضـارية ) ‪ :‬لى تلك الرور النابعة مت الضـمير اإلنسـانى حول‬ ‫▪ رور الحضـارة والقيم اإلنسـانية‬

‫البشـــر واألجيال القادمة مت المعطيات اآلمنة للحضـــارة ومنجزاتها‪ ،‬واالتجا‬ ‫اســـتحقايات الجن‬
‫نحو حماية القيم اإلنسانية كمدخل لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم ( حي إت " رور الحضارة‬
‫والقيم اإلنســ ـانية ال تنمو وتزدلر إال يى مناا يدعم ثقاية العيش المشــــترك ‪ ،‬إلى جانن الشــــراكة‬
‫العالمية والتعاوت الدولى والتفالم حول يضـايا المسـتقبل العالمى ومصـير ‪ .‬ولى تشـتمل على ‪" :‬‬
‫البشـــر وصـــناعة‬ ‫المكانة الحضـــارية ‪ ،‬التعاوت الدولى والســـالم العالمى ‪ ،‬احترام حقو الجن‬
‫السالم " ‪.‬‬
‫وعلى ضـوء ما سـبؤ عرضـه حول منظومة القيم العقليا " القيم المركزية " يى شـخصـية مصـر ‪،‬‬
‫تتضـــ مســـلولية التربية بالياتها المختلفة يى تحقيؤ الترابط الوثيؤ بيت عقل وضـــمير الناشـــليت‬
‫والشــبان " طالن المراحل التعليمية المختلفة " بالقيم العقليا يى شــخصــية مصــر ‪ ،‬لما لهذا الترابط‬
‫مت ألمية مت حي ‪:‬‬
‫▪ على مسـتو التفكير ‪ ...‬يتجه التفكير دوما نحو إعالء المصـال العقليا يى شـخصـية الوطت ‪ ،‬وذلك‬
‫بما يعنى أت السـلوك يأتى دوما ويؤ الصـورة الرمزية عت شـخصـية مصـر " كما لى يى عقل‬
‫وضـــــمير أبنـاء األمـة " ‪ ،‬ومم الشـــــعور بـالوطنيـة واالنتمـاء والتقـدير الجيـد للمســـــلوليـات‬
‫المرتبطـة بهـا ‪ ،‬يكوت اإليمـات بـالوطت ويـدســـ ـيـة العمـل ‪ ،‬ومت ثم يتجـه التفكير إلى " ابتكـار‬
‫صورة المستقبل " ‪.‬‬
‫▪ على مسـتو السـلوك ‪ ...‬يتجه الفعل دوما يى محاولة لمجابة على السـ ال ‪ :‬أيت حؤ الوطت ييما‬
‫نقوم بـه مت عمـل ؟ ‪ ،‬وذلـك بمـا يعنى الويـاء بـالواجبـات والمســـــلوليـات الوطنيـة " بـأعلى‬
‫درجـة مت الكفـاءة واإلخالص " للويـاء بحؤ الوطت ‪ :‬مصـــــر‪ ،‬لـذا إلى جـانـن اإليمـات بقوميـة‬
‫المعركـة يى يضـــــايـا التنميـة الوطنيـة ‪ .‬ومت زاويـة أخر يـرت معـايير " القـدرة & الجودة "‬
‫تتشــكل يى عقل وضــمير أبناء األمة على معانى " االمتياز يى كفاءة األداء & والســمو يو‬
‫التحديات " كأحد م شرات صالبة اإلرادة الوطنية يى تحقيؤ غاياتها ‪.‬‬

‫ثالتا ‪ :‬ييم االنتماء ومسلوليات المواطنة المصرية ‪ :‬المفهوم والداللة ‪.‬‬


‫يى محاولة لفهم طبيعة العالية بيت الفرد ومجتمعه ‪ ،‬ينبغى اإلشــــارة إلى ثالثة مصــــطلحات تمثل‬
‫مثل متســاو األضــالع ‪ ،‬ولى ‪ " :‬ثقاية الديمقراطية ‪ ،‬ييم االنتماء ‪ ،‬مســلوليات المواطنة " ‪،‬‬ ‫ر‬
‫حي إت ثقاية الديمقراطية تتعلؤ بأليات المشــاركة الفردية والمجتمعية ‪ ،‬وييم االنتماء تتعلؤ بالصــورة‬
‫الذلنية " العقلو ‪ /‬وجدانية " لشـــخصـــية المجتمم يى ضـــمير أيراد ‪ ،‬ومســـلوليات المواطنة تتعلؤ‬
‫بواجبات الفرد ومسلولياته تجا يضايا التنمية يى مجتمعه ودعم مكانته الحضارية ‪.‬‬
‫ويمكت استعراض ذلك على النحو التالى ‪:‬‬
‫مفهوم ثقاية الديمقراطية ‪:‬‬
‫إذا كانت الديمقراطية يد ارتبطت يى أذلات الجمهرة الكبر مت النا بالسياسة ‪ ،‬بحي أصب معنالا‬
‫مقصورا على أت تكوت أسلوبا للحكم يقوم على ياعدة أت تدبير األمور يى الدولة ينبغى أت يتوال الشعن‬
‫مت أجل الشعن‪ .‬يهذا لي إال جزءا مت حقيقة الديمقراطية ‪ ،‬ألنها يى معنالا العام ليست مجرد طريقة‬
‫‪8‬‬

‫يى الحكم وإنما لى طريقة يى الحياة ‪ ،....‬ومت ثم يرت الديمقراطية لى الوجه االجتماعى للسياسة‬
‫العامة‪ ،‬وأت نجار القرار السياسى يى حفز اإلدارة المجتمعية تجا األلدال القومية ويضايا التنمية‬
‫الشاملة يعد مت الم شرات الهامة التى تعبر عت األداء االجتماعى للدولة ‪.‬‬
‫ويعد الشعور بالمسلولية مت ألم القيم الديمقراطية‪ ،‬ذلك أت الممارسة الديمقراطية بدوت الشعور‬
‫بالمسلولية تتحول إلى يوضى شاملة‪ .‬والفرد الذ يمار الشعور بالمسلولية لو ذلك الفرد القادر على‬
‫التفكير وعلى اتخاذ القرار وعلى المبادرة واإلبداع ‪ ،‬ولو الفرد الناضة القادر على االختيار وعلى‬
‫االلتزام باختيار ‪ ،‬ولو القادر على ممارسة حريته دوت أ إضرار بحرية اآلخريت ‪ ،‬وعلى التعاوت وعلى‬
‫التشاور‪ ،‬والدياع عت فراله الخاصة مم التمامه واحترامه آلراء اآلخريت واإليرار بحقهم يى الرأ‬
‫اآلخر ‪ .‬ومت ثم يهو يشعر أنه يسالم يى تنمية مجتمعه ويى صنم القرار الذ ينظم ديناميات الحركة‬
‫يى لذا المجتمم ‪.‬‬
‫ومم تبايت األراء وحرية التعبير ‪،‬يرت ثقاية المجتمم الديمقراطى ت قبنى على أسا أت التعددية ضرورة‬
‫تغنيه وتديم به إلى المزيد مت التقدم ‪ ،‬حي إت اختالل الر لو يقط مت حي الزاوية التى يتم النظر‬
‫منها‪ ،‬لو اختالل يى تدبر وسالل العمل وال يمكت أت يريى إلى مستو االختالل حول األلدال ( يالتنمية‬
‫يضية شعن والويا الوطنى لو سبيلها ‪ ،‬والمصال العليا للوطت لى نقطة الجولر يى يضايا األمت‬
‫القومى ) ‪ .‬ومت ثم يرت تعددية اآلراء أو اختالل الر ال يمكت أت يبنى على أسا الصراع بيت‬
‫مذالن ‪ ،‬يلات ‪ ،‬يطاعات ]‪ ،‬حي إت الضمانات الحقيقية لحرية التعبير تستند إلى مفهوم اإليجابية مت‬
‫جانن المواطت دعما لالرتقاء والتنمية يى إطار المشروع القومى للدولة ‪ .‬األمر الذ ي كد أت السالم‬
‫االجتماعى القالم على أسا الويا الوطنى والوحدة الوطنية لو الحاضت االجتماعى لترسيخ معالم‬
‫الديمقراطية الحقيقية‪.‬‬
‫إت حجر الزاوية يى أية ممارسة ديمقراطية لو توسيم ياعدة المشاركة ‪ ،‬كى يأتى القرار الوطنى‬
‫صد لنبض األغلبية ومطالبها ‪ ،‬ومت ثم تعلو إرادة العمل الوطنى يو إرادة األيراد ليتحرك الجميم‬
‫باسم " رور الشعن & إرادة الشعن " ‪ ،‬حي إت إرادة الشعن لى األمر واجن النفاذ يى السياسة العامة‬
‫للدولة ‪ .‬يرذا كانت السياسة العامة تعبر عت األلدال التى يرغن النظام السياسى يى تحقيقها والوسالل‬
‫التى يعتقد أنها كفيلة بتحقيؤ تلك األلدال‪ ،‬يرت اإلشكالية تكمت يى القدرة التى ت ثر بها لذ األلدال‬
‫وليمنتها على توجهات اإلرادة المجتمعية كما يرالا صانعو القرار السياسى‪ .‬ومت تلك الزاوية يرت‬
‫السياسة العامة تعبر عت انتقال االلتمام مت النظام الذ تصاغ السياسة العامة يى داخله إلى استراتيجية‬
‫النشاط السياسى والمشاركة الشعبية ويعاليات الحركة المجتمعية ‪.‬‬
‫وتعرل ثقاية الديمقراطية بأنها ‪ " :‬تعبير عت مجموعة التصورات الفكرية التى تشكلت بفعل الدستور‬
‫والقانوت عبر التجربة الحضارية المميزة للمجتمم يى تاريخ نضاله‪ ،‬والتى تحكم عاليات األيراد ونظم‬
‫الم سسات بما يكفى لتعبلة اإلرادة المجتمعية يى حركة اجتماعية منظمة ومشروعه لتحقيؤ األلدال‬
‫القومية ومساندة يضايا التنمية"‪ .‬ومت ثم يرت ثقاية الديمقراطية تشتمل على صيغة كلية لمجابة عت‬
‫األسللة الكبر التى تشكل امتحات التاريخ إلرادة المجتمم ويدرته الممكنة على صياغة مستقبله ‪.‬‬
‫أت ثقـايـة الـديمقراطيـة مـا لم تكت يـادرة على تحويـل الفكر الســـ ـيـاســـــى االنتمـاء‪ ،‬الـديمقراطيـة‪،‬‬
‫المشـاركة‪ ،‬المسـلولية‪ ،‬الوطنية‪ ] ] ،‬إلى صـور مختلفة إلرادة العمل الوطنى‪ ،‬تقل يى لذ الحالة عند‬
‫مسـتو الشـعارات الجوياء‪ ،‬ولنا يظهر انقسـام المجتمم على نفسـه بما يهدد األمت الوطنى ‪ .‬ويى إطار‬
‫لذ الوضعية تنشأ ثقاية التطرل ‪ ،‬والتى يقمكت تعريفها بأنها ثقاية يرعية تنشأ يى غيبة صي التكــامل‬
‫بيت الم سـسـات التربوية واإلعالميــــــــــــة والتثقيفية يى التعبير عت لوية المجتمم وتوجهات التنمية‬
‫المأمولة‪ .‬ولى يى مضـمونها ثقاية مناولة لما يمكت تسـميته " الويا الوطنى & السـالم االجتماعى" ‪.‬‬
‫وتكمت خطورتها مت أنها تنطلؤ مت أحكام معيارية مســــبقة دوت مراعاة لشــــروط التجربة االجتماعية‬
‫واألسبقيات الحاكمة لعوامل التطور والتحدي ‪.‬‬
‫ييم االنتماء ومسلوليات المواطنة ‪:‬‬
‫‪9‬‬

‫إت الديمقراطية لى الحلقة الوســــيطة بيت كل مت " االنتماء & المواطنة "‪ .‬يرذا كانت الديمقراطية‬
‫تعنى بحرية التعبير والمشــــاركة يى صــــناعة القرار ‪ ،‬يرت المواطنة تنطلؤ مت ياعدة االنتماء الرابطة‬
‫العاطفية الداعمة لعاليات توحد الفرد مم مجتمعه ‪ ،‬ومرورا بمســـلوليات المشـــاركة الواعية القالمة‬
‫على أسـا مت حرية التعبير واإليمات بمكانة الفرد وألميته يى النسـية المجتمعى ‪ ،‬إلى االنتماء والذ‬
‫يعك حركـة دالمـة نحو االرتقـاء لتعك الصـــــورة الرمزيـة المهيمنـة على عقـل ووجـدات الفرد حول‬
‫مستقبل المجتمم ومسلولياته يى تحقيقها ‪.‬‬
‫ويقعبر االنتمـاء الوطنى عت رابطـة عـاطفيـة بيت اإلنســـــات ووطنـه الـذ يعيش ييـة ‪ ،‬ولـذ الرابطـة‬
‫تتجسـد يى " عقله وضـمير " يى صـورة رمزية لتعبر عت ذاته ووجود ‪ ،‬وفماله وطموحاته ‪ .‬ومت‬
‫زاوية أخر لو شعور اإلنسات باالنتماء إلى كيات أكبر " ماد & معنو " يستمد منه األمت والحماية‬
‫وتأكيد الذات ‪ ،‬كيات يتسـم لقدراته على خريطة المشـاركة االجتماعية والتنمية ‪ .‬كيات يسـتمد منه معنى‬
‫الوجود " حقيقته & مســلولياته " ‪ ،‬ومعت شــموا الذات والقابلية لمنماء والتطور ‪ .‬كيات يســتمد منه‬
‫القيم والقدرات المعنوية لالرتقاء بالوايم نحو مستقبل موثو به ‪.‬‬
‫لذا الكيات يتجســـد يى وجدات الفرد ويمنحه " القيم المعنوية للوجود "‪ ،‬تلك القيم التى تعمل عملها‬
‫يى بع اإلرادة وتنشـيط يدراتها ‪ ،‬بما يبع يى ذات اإلنسـات يو جديدة للخروج مت ثراء الوجود إلى‬
‫فمـال مســـــتقبـل جـديـد البـد أت يصـــــنعـه ‪ .‬يجعـل اإلنســـــات يقل على حقيقـة أت لنـاك أمال ينتظر " لو‬
‫المستقبل الذ يجن أت يصنعه ويعيشه " ‪ ،‬يعيشه بقد الكيات األكبر الذ ينتمى إليه ‪.‬‬
‫وعلى ضـوء ذلك يتضـ أت المسـلولية الوطنية التى ت قعبر عت حقيقة االنتماء تعنى بمويل الفرد أوال‬
‫مت صــناعة أو تحقيؤ القيمة المضــاية يى شــخصــية الوطت ‪ ،‬لذا إلى جانن دعم أمنه وتعزيز ســالمته‬
‫واســـــتقرار ‪ .‬يـاالنتمـاء يقمثـل حـالـة شـــــعوريـة تنطو على القـدرات اإليجـابيـة لـديم اإلرادة الفرديـة‬
‫والمجتمعية على قمتجه التنمية والبناء الحضـــار يى شـــخصـــية األمة ‪ .‬وعليه يرت تنمية الوعى بقيم‬
‫االنتماء ومسـلوليات المواطنة لو الكفيل ببناء " كود أخاليى " للفعاليات المجتمعية ‪ ،‬ولو ذات المعنى‬
‫الذ يقشير إلى بنود الميثا األخاليى للوياء بحؤ الوطت ‪.‬‬
‫ويتجذر االنتماء الوطنى يى حياة اإلنســـات حينما ينفت على الخصـــوصـــيات الثقايية والحضـــارية‬
‫لمجتمعه ‪ ،‬وبقدر لذا االنفتار تكوت صـالبة لذا االنتماء وتمكينه يى النفو ‪ .‬لذا إلى جانن أت الوعى‬
‫بالذاكرة الحضـارية ومخزوت الخبرة التاريخية يى شـخصـية األمة قيعد عامال يى تقوية الشـعور باالنتماء‬
‫‪ .‬ومت زاوية أخر يرت الشـــــعور بقوة الدولة يى تأميت مســـــارلا الحضـــــار يى التنمية مت خالل‬
‫المشــــروعات القومية واضــــحة المعالم التى ت قلبى طموحات األمة ‪ ،‬ويوة الدولة يى صــــناعة مكانتها‬
‫وتعزيز وجودلـا يى المحيط اإليليمى والعـالمى ‪ ،‬كـل ذلـك يعزز يى نفو أبنـاء األمـة معنى كبريـاء الـذات‬
‫وإعزاز الهقوية واالنتماء ويقظة الضمير الوطنى ‪.‬‬
‫ويى غيبــة االنتمــاء الوطنى تتنــامى يى المجتمم كثيرا مت المشـــــكالت ‪ ،‬لى إجمــاال ‪ " :‬الترل‬
‫واإلرلان ‪ ،‬البيرويراطية والفســــاد ‪ ،‬االنفالت القيمى واألخاليى " ولى يى مجموعها مشــــكالت تهدد‬
‫األمت والسالمة الوطنية مت جانن ‪ ،‬ومت جانن فخر تمثل تهديدا لهمت القومى‬
‫وعلى الجانن اآلخر يرت المواطنة لى تعبير عت المسلولية يى سيا نظام سياسى اجتماعى ‪ ،‬يلتزم‬
‫ييه الفرد اجتماعيا ويانونيا بالجمم بيت الفردية وممارســــات الديمقراطية ‪ .‬ويكوت الفرد مواطنا إذا ما‬
‫التزم باحترام القانوت ‪ ،‬واتباع القواعد ‪ ،‬وأداء الخدمة العســكرية ‪ ،‬وديم الضــرالن ‪ ،‬والمحايظة على‬
‫أموال الدولة ‪ ،‬واإلسـهام يى نهضـة المجتمم المحلى ‪ ،‬والسـعى إلنجار سـياسـة الدولة ‪ .‬يالمواطنة ال‬
‫تعنى مجرد معرية الفرد بالحياة السـياسـية ‪ ،‬ومشـاركته يى عملياتها كالتصـويت بانتظام ‪ ،‬ولكنها تتجلى‬
‫يى وعى الفرد والتمامه الدالم بشـــــلوت مجتمعه ‪ ،‬ويدرته على العمل بكفاءة لصـــــالحه‪ .‬ولذلك يعرل‬
‫المواطنة بأنها ‪ :‬ميثا العضـوية التى يتمتم بها األيراد يى المجتمم ‪ ،‬وتتضـمت القبول والتسـليم بتبادل‬
‫االلتمامات والمســلوليات بيت جميم األيراد ‪ ،‬واإلحســا بااللتمام المشــترك تعزيزا للمصــال العليا‬
‫يى شــخصــية الدولة ‪ ،‬والقدرة على العطاء والبح عت القيمة المضــاية يى نواتة األيعال واإلنجازات‬
‫لتحقيؤ مزيد مت تطور المجتمم ورييه واستمرار ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫ويى محاولة لتحليل " ييم المواطنة " يتضـ ـ أنها تنطو على ثالثة عناصـــر متداخلة ولى ‪" :‬‬
‫الشـعور باالنتماء & والقدرة على تحمل المسـلولية & والثقة بالمقدرة على بناء المسـتقبل "‪ .‬وتأكيدا‬
‫لهذا المعنى ‪ ،‬يرت التحليل الدييؤ لمفردات الخطان السياسى الرسمى ييما يتعلؤ بــ ـ المواطنة تلتقى‬
‫عنـد نقطـة واحـدة ت كـد المســـــلوليـات الكليـة للمواطت لـدعم أمت المجتمم وســـــالمتـه واســـــتقرار ‪،‬‬
‫والمشـاركة يى تحقيؤ ألدال المشـروع الوطنى للتنمية ‪ .‬وعلى ذلك يرت " ييم االنتماء ومسـلوليات‬
‫المواطنة & كفايات األداء " تعد وجهيت لعملة واحدة لى " المجموع الكلى لمسـلوليات األيراد مت‬
‫أجـل الويـاء بحؤ الوطت " ‪ ،‬ومت ثم تكتمـل الـدورة مـا بيت "عطـاء الوطت ألبنـالـه & تمـايز القـدرة‬
‫والمكانة للدولة "‪.‬‬
‫ويكاد يتفؤ كل كثير مت العلماء والمفكريت المعنييت بسـلوك المواطنة والقياسـات المرتبطة بها على‬
‫ألم الم شرات التى تميز سلوك المواطنة ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫• االلتزام بقيم الديمقراطية ويواعد ممارســــة الســــلوك الديمقراطى ‪ ،‬وذلك يى ضــــوء معرية دييقة‬
‫بالنواحى المدنية ‪.‬‬
‫• الوعى بثوابت ومتغيرات الثقاية الســـياســـية ‪ ،‬بما يجعل للعمل الوطنى لوية مميزة تعبر عت إرادة‬
‫التوحد المجتمعى تجا القضايا والمشكالت ‪.‬‬
‫• أت يكوت مواطنا يعاال يهتم بمجريات األمور واألحدا ‪ ،‬والتداعيات المرتبطة بها‪.‬‬
‫• أت يكوت ذا ح نقد ‪ ،‬ولديه القدرة على الموازنة بيت اختياراته‪.‬‬
‫• أت يكوت مدركا للمشكالت التى تواجهها بالد ولمسلولياته يى مواجهتها‪.‬‬
‫• أت يظهر تفهمه لآلخريت ‪ ،‬وأت يبد احتراما للســــلطة بما يعنى الثقة بالذات والقدرة على ضــــبط‬
‫النف ‪.‬‬
‫• تفعيل العالية بيت الحقو والواجبات يى سلوكه وأت يحايظ عليها لآلخريت يى المجتمم ‪.‬‬
‫• القدرة على ر ية مواضم األحدا والصراع يى الداخل والخارج مت منظور إنسانى‪.‬‬
‫• االلتمام بقضايا خدمة المجتمم ‪ ،‬وتعبلة ثقاية األعضاء لحماية االتجالات اإلنسانية وتعزيزلا‪.‬‬
‫• الفهم العميؤ للتطورات العالمية والتعقد الكبير يى تطبيؤ المعايير اإلنسانية يى زمت العولمة ‪.‬‬
‫• االلتمـام بـأخالييـات حقو اإلنســـــات وواجبـاتـه ‪ ،‬وإدراك معنى التســـــام يى العاليـات بيت األيراد‬
‫ومعنى السالم يى التفالم الدولى ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬المواطنة يى عالم اإلنسانية لتعزيز أمت الحضارة وصناعة السالم ‪:‬‬
‫&‬ ‫إت المجتمم اإلنساني يى حاجة إلى خبرات " نضال مشترك " ‪ ،‬نضال يستند إلى " ثقاية الحوار‬
‫ييم السالم "‪ ‬كمدخل لبناء عالم إنسانى جديد ‪ ،‬عالم يتم ييه احترام الهويات والخصوصيات القومية‬

‫‪ ‬يد يكوت مت المفيد حينما نتحد عت الســــالم ‪ ،‬أت نميز بيت أربعة مســــتويات يحتل ييها اإلنســــات المكانة الجولرية ‪ ،‬حي إت‬
‫اإلنســات لو حامل القيم ولو أيضــا صــانم الســالم ‪ ،‬األمر الذ يشــير مت ناحية أخر إلى ألمية دور التربية يى تشــكيل الفكر‬
‫وتنمية القيم وتعديل السلوك مت أجل السالم ‪ Education for peace‬وحمايته ‪ .‬ولذ المستويات لى ‪:‬‬
‫‪ o‬سـالم اإلنسـات مم نفسـه ‪ :‬وذلك بما يعنى اسـتقامة العقل والضـمير واإلرادة على ر ية واضـحة لمعنى الحياة ‪ ،‬ومسـلوليات‬
‫اإلنسـات يى الوياء بمهام وجود يى الكوت ‪ .‬سـالم اإنسـات مم نفسـه لو ذات المعنى المقصـود بــــ ـ " الصـحة النفسـية " ‪،‬‬
‫يحينما يكوت اإلنســــات يى حالة توايؤ فمت مم ذاته ‪ ،‬لنا تكوت أســــمى درجات " جودة الحياة " بما تشــــتمل علية مت‬
‫الكفاءة يى األداء والسمو يى العاليات ‪.‬‬
‫‪ o‬ســــالم اإلنســــات مم مجتمعه ‪ :‬وذلك بما يعنى وحدة النســــؤ القيمى كما تمثله يناعات الفرد الذاتية والمنظومة الثقايية‬
‫القالمة يى المجتمم ‪ ،‬ومت ثم تتأكد العالية بيت الفرد ومجتمعه يى أســمى معانيها ‪ .‬ولناك بعض الم شــرات الدالة على‬
‫ذلك منها ‪:‬‬
‫• استقرار الهوية يى ضمير أبناء األمة ‪.‬‬
‫• تناســؤ اإلرادة الفردية مم اإلرادة المجتمعية ‪ ،‬حي يشــعر الفرد بمكانته يى تحقيؤ المشــروع الوطنى‬
‫للتنمية وبناء مستقبل المجتمم ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫والثقايية المختلفة التى تصـب جسـورا لتوسـيم وتنمية كل ما لو إنسـانى مشـترك بيت شـعون العالم –‬
‫وتقليص ما لو مختلل ومتنازع عليه ‪ ،‬والعمل يى الويت نفسه ضد محاوالت الهيمنة والتسلط وطم‬
‫الهويات والمصال القومية ‪.‬‬
‫وتأتى " ثقاية الحوار & ييم الســـــالم " ضـــــمت نطا واســـــم مت المبادرات حول التعليم ‪ ،‬غالبا‬
‫ماتوضـم مجتمعة تحت عنوات " التعليم مت أجل السـالم " ‪ ،‬والمضـاميت القيمية لهذا النوع مت التعليم‬
‫تعمل على تعزيز المهارات المعريية ‪ ،‬واالتجالات والقيم الضـــرورية ‪ ،‬إلحدا التغيير ييما بيت األيراد‬
‫والجماعات على المسـتو القومى والدولى ‪ .‬ولذ التغيرات تشـتمل على ‪ " :‬الحيلولة دوت الصـراع‬
‫‪ ،‬الحلول السلمية للصراع ‪ ،‬إيجاد الظرول الماللمة التى تهس الطريؤ إلى السالم " ‪.‬‬
‫وإلى جانن مبادرات التعليم مت أجل السالم ‪ ،‬لناك االتجا لــ ـ " تعليم القانوت اإلنسانى الدولى " ‪،‬‬
‫والـذ يقعنى بتعليم حقو اإلنســـــات ‪ ،‬وتعليم المواطنـة الواعيـة على نطـا العـالم ‪ ،‬والتعريل بـالمعـايير‬
‫اإلنسـانية الدولية ذات الصـلة بموايل الصـراع المسـل ‪ ،‬والكشـل عت القضـايا والمشـكالت األخاليية‬
‫الجولرية التى تثيرلا " الحرون & العنل " ‪.‬‬
‫وإذا كـانـت " التربيـة المـدنيـة & الكونيـة ‪ " Global & Civic Education‬تعـد بمثـابـة أحـد المـداخـل‬
‫لتنمية وعى الفرد بمسـلولياته تجا المجتمم العالمى واإلنسـانى ‪ ،‬يقد جاءت التمامات كثير مت العلماء‬
‫والمفكريت لت كد أنه مت بيت العناصــر الرليســية التى يشــتمل عليها البعد " العالمى & اإلنســانى " يى‬
‫مفهوم المواطنـة ‪ :‬االلتمـام بتنميـة القيم التى تهيس لمنســـــات درجـة عـاليـة مت التوايؤ مم مجتمعـه‬
‫واســتيعابا أكثر للقيم العالمية ‪ ، Universal Values‬بما ينمى لد الناشــليت مهارات حســم التنايضــات‬
‫القيمية يى إطار مقبول أخالييا وإنســـانيا ‪ ،‬والقدرة على ر ية مواضـــم األحدا والصـــراع يى الداخل‬
‫والخـارج مت منظور إنســـــانى ‪ .‬االلتمـام بقضـــــايـا خـدمـة المجتمم ‪ ،‬وتعبلـة ثقـايـة األعضـــــاء لحمـايـة‬
‫االتجـالـات اإلنســـــانيـة وتعزيزلـا ‪ ،‬والفهم العميؤ للتطورات العـالميـة والتعقـد الكبير يى تطبيؤ المعـايير‬
‫اإلنسـانية يى زمت العولمة ‪ ،‬وااللتمام بأخالييات حقو اإلنسـات وواجباته ‪ ،‬وإدراك معنى التسـام يى‬
‫العاليـات بيت األيراد ومعنى الســـــالم يى التفـالم الـدولى ‪ ،‬والقـدرة على المشـــــاركـة يى عمليـات حـل‬
‫المشـــكالت ‪ ،‬واإلســـهام الذكى يى حل يضـــايا المجتمم المحلى والعالمى ‪ .‬درجة مت الوعى بالقضـــايا‬
‫االجتماعية والسـياسـية على المسـتو المحلى والعالمى ‪ ،‬تمكنه مت تبنى ر ية تحليلية ونقدية للوضـم‬
‫االجتماعى وإشكالياته‪.‬‬
‫إننـا يى حـاجـة إلى تبنى ر يـة ثقـاييـة عـالميـة داعمـة لقيم " التعـايش الســـــلمى " ‪ ،‬ذلـك أت التـاريخ‬
‫اإلنســانى ملس بمشــهد الحرون والصــراعات والصــدامات المفتوحة على كل االحتماالت ‪ ،‬والتى تتغذ‬
‫مت خالل ثقاية الهيمنة وإلغاء اآلخر كوســـيلة لضـــمات مصـــال الذات ‪ ،‬وتنطو تلك الذلنية الثقايية‬
‫على ايتراض ير أت السبيل الوحيد لضمات مصال الذات والحفاظ على مكتسبات الــــ " أنا " لو نبذ‬
‫االخر وإيصـا أو إلغا ‪ ،‬وعلى ذلك تتأسـ ذلنية العدوات والتى تسـتند إلى خيار اجتماعى ثقايى (‬
‫الير وســــيلة للحفاظ على مصــــال الذات إال برلغاء اآلخريت وحرمانهم مت حؤ الوجود اإلنســــانى‬
‫والحضار ) ‪ .‬ويعلمنا التاريخ وشوالد األحدا المعاصرة أت إلغاء اآلخر ونبذ ال يحايظ على مصال‬
‫الذات ومكتســـباتها ‪ ،‬وإنما يدخل الجميم يى دورة متواصـــلة مت العنل ال تنتهى أو تتويل إال بتدمير‬

‫‪ o‬ســالم اإلنســات مم البيلة والمحيط الكونى الذ يعيش ييه ‪ :‬وذلك بما يعنى وضــور الر ية لد اإلنســات بأت البيلة لى‬
‫المجال الحقيقى الذ يت سـم ألنشـطته ويعالياته ‪ ،‬ولى المختبر الحقيقى للوياء بمسـلولياته وتأكيد حقيقة وجود ‪ .‬ومت ثم‬
‫تتجه جهود اإلنسات لحماية البيلة واستثمار ثرواتها والحفاظ على مقدراتها ‪.‬‬
‫‪ o‬مكانة اإلنسـات يى صـناعة األمت والسـالم العالمى ‪ :‬ذلك أنه إذا غان عت التفكير اإلنسـانى " الصـورة الحقيقية لمجتمم‬
‫وحضــارة اإلنســات يى عالم الغد "‪ ،‬تظهر المشــكالت الخلقية واإلنســانية بكل أشــكالها ومعانيها ‪ .‬ومت ثم تكوت الحاجة‬
‫إلى دعم ييم العدالة والتسـام والسـالم كمقدمات أسـاسـية للتعاوت الدولى والتفالم العالمى ‪ ،‬والقيم والمواطنة يى عالم‬
‫اإلنسات كمدخل أساسى يى بناء الحضارات ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫الذات واآلخر ‪ .‬وعلى ذلك يرت المدخل الرليســى الذ يمهد الســبيل للتعايش الســلمى يتأكد إذا وضــعنا‬
‫يى اعتبارنا أت جميم الحضــارات على اختاليها ليســت ســو وســالل مختلفة لتحقيؤ ما يصــبو إليه‬
‫اإلنســـــات بفطرتـه ‪ ،‬ومت ثم يـرت التفـاعـل بيت البشـــــر ســـــول يتحقؤ يى إطـار مت االحترام والتقـدير‬
‫المتبادليت ‪ ،‬إلى جانن اعتبار أت اإلنسانية وحدة ال انفصام لها ‪.‬‬
‫ولقد أصــب مت الضــرور تشــجيم ثقاية " المشــاركة & العيش معا " يصــد تدعيم ييم التضــامت‬
‫واإلخاء والتسـام ‪ ،‬ومت شـأت ذلك أت نجنن األجيال القادمة الكثير مت ماسـى الحرون والعنل ‪ ،‬وأت‬
‫نعمل على تنمية الوعى بقيم الســالم ‪ .‬يالســالم لم يعد يعنى غيان الحرن والعنل يقط ‪ ،‬بل يعنى تويير‬
‫بنيات تحتية لضـمات اسـتمرار السـالم ‪ ،‬يالسـالم يتطلن العمل مت أجل العدالة ‪ ،‬يال سـالم بال عدالة وال‬
‫عدالة بال تضامت ‪.‬‬
‫والتعايش مت أجل جودة الحياة اإلنســـانية ‪ Co-existence For Good Human Life‬يتطلن تكامل‬
‫الر يـة بيت " القـانوت ‪ ،‬واألخال ‪ ،‬والثقـايـة " ‪ :‬يـالقـانوت‪ :‬يقعنى بتنظيم الحيـاة يى إطـار معنى الكفـاءة‬
‫المجتمعيـة ‪ ،‬ولو على المســـــتو العـالمى يعنى الشـــــرعيـة الـدوليـة لـدعم جهود التنميـة والتكـامـل بيت‬
‫أعضـاء المجتمم العالمى ‪ .‬واألخال ‪ :‬ت قعنى بجودة الحياة يى إطار معنى السـمو ‪ ،‬ولى على المسـتو‬
‫العالمى تعنى " الميثا األخاليى للوياء بحؤ اإلنســانية " ‪ .‬أما الثقاية ‪ :‬يرنها تشــير إلى معنى الحياة‬
‫يى إطار العاليات والمســلوليات المتبادلة بيت األيراد ‪ ،‬ولى على المســتو العالمى تعنى وعى األيراد‬
‫ومسلولياتهم عت القيمة المضاية يى ميرا الحضارة البشرية ‪.‬‬
‫وعلى ضـوء ما سـبؤ ‪ ،‬يرت االنفتار السـلمى على اآلخر يعد أحد مداخل االرتفاء يى سـلم اإلنسـانية‬
‫‪ ،‬ذلك أنه البد مت التسـليم بوايعية االختالل بيت األمم والشـعون ‪ ،‬إنه االختالل الذ يتضـمت يى ذاته‬
‫كل معانى اإلنماء الحضـار لمنسـانية ‪ .‬ولذا االختالل لو يى حالة إلغاء اآلخر يد ي د إلى الصـراع‬
‫‪ ،‬ويى حالة التعارل والتواصـل ي د إلى اإلعالء مت شـأت الهوية اإلنسـانية لمسـتقبل الحضـارة ‪ .‬ولذا‬
‫التعارل لو اإلطار الشمولى لمعنى " القيم & المواطنة " اإلنسانية ‪.‬‬
‫إت التوحد اإلنســـــانى تجا متطلبات التطور الحضـــــار المعاصـــــر مرلوت إلى حد بعيد بقدرات‬
‫اإلنســات على تأســي ثقاية اجتماعية جديدة تدعم معنى اإلنســانية ‪ ،‬وتشــحذ يو األمم والمجتمعات‬
‫نحو بناء مســـــتقبل حضـــــار يليؤ بكرامة اإلنســـــات ومكانته الوجودية يى الكوت الذ يعيش ييه ‪.‬‬
‫والعالية مم اآلخر ينبغى أت تنطلؤ مت مفهوم " العدالة & التســام " وتســتهديه يى فت واحد ‪ ،‬ومت‬
‫ثم يكوت العمل الجاد على كسن ثقة اآلخريت وحست التعاوت معهم يى يضاء القيم والحضارة اإلنسانية‬
‫‪ ،‬وذلك لكى نترك لهجيال القادمة لغة جيدة ومهارات متميزة يى بناء صـرر الحضـارة اإلنسـانية ‪ .‬ولو‬
‫األمر الـذ يتطلـن على الـدوام حوارا متجـددا على مســـــتو األيراد واألمم والمجتمعـات حول األثر‬
‫المتبقى وياء بحؤ اإلنسانية أوالمجتمم اإلنسانى ‪.‬‬
‫وألت الصــراع الحضــار بيت األمم والمجتمعات يد ينشــأ نتيجة الختالل مضــاميت القيم ‪Value‬‬
‫‪ ، Context‬ومـا يـد يترتـن على ذلـك مت اختاليـات حول القيمـة النهـاليـة للغـايـات ‪ ،‬يـرت للصـــــراع يى لـذ‬
‫الحالة جذورا ثقايية أوســــم ‪ ،‬ومت ثم يرنه مت الممكت تجاوز لذ االختاليات حينما يكوت التركيز على‬
‫البعد اإلنسانى يى ممارسات السلوك وتقدير الغايات ‪.‬‬
‫ونظرا إلشـــ ـكـاليـات الهوية الوطنيـة يى ظل تنـامى يكر العولمـة والتيـارات الداعمـة لهـا ‪ ،‬تبرز الحـاجة‬
‫يى اآلونة األخيرة على مســتو المجتمعات اإليليمية ‪ ،‬إلى مهام تربوية جديدة بما يعزز يكرة المواطنة‬
‫العالمية ‪ Global Citizenship‬كمدخل لتأكيد عوامل التضــامت المجتمعى يى مواجهة مشــكالته‪ .‬وعلى‬
‫الطرل اآلخر يرت مواطنة مأمولة يى عصــــر العولمة تعنى شــــكال مت االنتماء العالمى ‪belonging to‬‬
‫‪ ، distinct sphere or world‬بما يعنى تجاوز الخصـوصـيات اإليليمية إلى مناا فمت وصـال لكل يرد أو‬
‫مواطت أو إنســـات ‪ .‬وعلى ذلك يرت التربية مت " أجل المواطنة " تهدل إلى تزويد الناشـــليت بالمعرية‬
‫الســياســية ما يمكنهم مت المشــاركة يى لعن الدور على مســتو المجتمم المحلى ‪ ،‬إضــاية إلى الر ية‬
‫العالمية الحاكمة لحركة األحدا والمتغيرات يى يضايا مجتمعاتهم أو القضايا العالمية بصورة كلية ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫‪13‬‬

‫إيمانا بالقيمة الحقيقية لمكانة اإلنســات يى بناء المجتمم وصــناعة الحضــارة ‪ ،‬وانطاليا مت مكانة‬
‫مصـر يى صـناعة التاريخ وبع الضـمير اإلنسـانى ‪ ،‬كانت األلمية يى أت قنلقى الضـوء حول روية جديدة‬
‫" ‪ ،‬بما يعنى إعداد وتهيلة الناشليت والشبان‬ ‫" لتربية الشخصية المصرية على معيار الواجن ال قمقد‬
‫مت أبناء مصـر لصـناعة األيعال وإنجاز المهام بأعلى درجات الجودة واالمتياز ( الجودة يى ممارسـات‬
‫األداء والتطوير & واالمتياز يى القيم وسمو الغايات ) ‪.‬‬
‫يى معنـا الشـــــامـل يرتبط ارتبـاطـا كبيرا بقـدســـ ـيـة الحيـاة وتويير المســـــلوليـات‬ ‫يـالواجـن ال قمقـد‬
‫" لى " السـمو " ‪ .‬ومت ثم يحينما يتجه الفرد إلى أداء‬ ‫المرتبطة بها ‪ .‬والوجه اآلخر لصـفة " ال قمقد‬
‫‪ ،‬ت قالزمـه تلقـاليـا القـدرات المعنويـة لـديم إرادة الفعـل بـايتـدار إلى تـأكيـد معـانى الســـــمو‬ ‫الواجـن المقـد‬
‫ودالالته ‪ .‬ويقعد العمل الوطنى لو المختبر الحقيقى لهذ الدالالت ‪.‬‬
‫‪ ،‬يتمثل يى المســتو األول عند الحفاظ‬ ‫ومت ثم يرت شــعور الذات المصــرية بأداء الواجن ال قمقد‬
‫على أمت مصـر وسـالمتها واسـتقرارلا ‪ ،‬والديم بقدراتها على قمتجه التنمية الوطنية والحضـارة ‪ .‬ويى‬
‫المسـتو األعلى عند الوياء برسـالتها الحضـارية واإلنسـانية ‪ ،‬والتى لى يى الجولر مت شـهادة التاريخ‬
‫لها ‪ ،‬وذلك " اســـتنادا إلى تاريخها الحضـــار ‪ ،‬ومويعها يى مركز العالم إيليميا وعالميا ‪ ،‬ورســـالتها‬
‫اإلنســانية يى الدعوة إلى الســالم " ‪ .‬ومت عمؤ الخزوت الحضــار يى شــخصــية مصــر ‪ ،‬يتض ـ أنها‬
‫الدولة الوحيدة مت بيت دول العالم التى يقمكت أت يتســم ضــميرلا الوطنى إلى الجمم بيت دالالت اإليمات‬
‫وواجباته "‬ ‫الدينى والشـعور بالمسـلولية الوطنية واسـتحقايات اإلنسـانية يى يهم صـفة " العمل ال قمقد‬
‫•‪ ،‬ولعل لذا لو السر الكامت يى طبيعة القيم والقدرات المعنوية يى شخصية مصر ‪.‬‬
‫" ‪ ،‬ولى تســتمد يوتها مت‬ ‫لنداء خالقها " صــفة المقد‬ ‫إت الطاية الروحية ت قمثل اســتجابة النف‬
‫سـمو الغايات الدينية ‪ .‬وإت القدرة المعنوية تنبم عت شـعور " الثقة بالذات & والقدرة على اإلنجاز " ‪،‬‬
‫أ كل ما يتعلؤ بصــناعة األيعال أو التعلؤ بامال المســتقبل يى شــخصــية الوطت ‪ .‬وعند اللحظة التى‬
‫تتاليى ييها " الطاية الروحية & والقدرة المعنوية " يى عقل المواطت المصـر وضـمير ‪ ،‬لنا تتحرك‬
‫إرادة الفعل يى ديمومة نشـطة لتحقيؤ اإلنجاز بأعلى درجات الجودة واالمتياز ‪ .‬حي إت عالية اإلنسـات‬
‫يقمثل " طاية روحية " ‪ ،‬وعالياته بالمسـلوليات الوطنية الواجبة ت قمثل‬ ‫بمعانى السـمو والواجن ال قمقد‬

‫• تم اســــتخالص لذا المعنى ‪ " :‬تربية الشــــخصــــية المصــــرية على امتالك " رور اإلرادة & القدرة الفاعلة " يى معنى الواجن المقد ‪ ،‬مت خالل‬
‫االطالع على أدبيات الفكر التربو ‪ ،‬وذلك بما يكشـل عت مكانة مصـر " مهد الحضـارات ‪ ،‬قملتقى الرسـاالت ‪ ،‬صـانعة السـالم " ‪،‬‬
‫حي إت ‪:‬‬
‫‪ o‬مصــر ‪ :‬تتســم بعمؤ التديت ‪ ،‬ولى قملتقى رســاالت الســماء ‪ ،‬وأعزلا هللا تعالى يى كتبه الســماوية ‪ .‬ومت ثم يقد نضــة‬
‫الضمير المصر على صد اإليمات باهلل ‪.‬‬
‫‪ o‬مصــر عبر تاريخها الحضــار كانت مطمعا لالســتعمار ‪ ،‬وبقدر ما كانت مطمعا لالســتعمار كانت مقبرة للغزاة ‪ ،‬ومت ثم‬
‫يقد نضة الضمير الوطنى يى مصر على معنى الكرامة الوطنية ‪ :‬يداء الوطت ‪.‬‬
‫‪ o‬يقول لــــ ـ ‪ .‬برسـتيد ‪ :‬مت مصـر كات معنى الحضـارة والمدنية ‪ ،‬مت مصـر كات معنى العدالة والتسـام والسـالم ‪ ،‬مت مصـر‬
‫كات يجر الضمير اإلنسانى ‪ .‬ومت ثم يقد نضة الضمير المصر على معنى الحضارة والقيم اإلنسانية ‪.‬‬
‫( ولذ م شـرات ثالثة تتفاعل بعمؤ يى وجدات الشـخصـية المصـرية ‪ ،‬وتتضـ يى ضـولها كثير مت المعانى ودالالت السـلوك التى‬
‫يقمكت أت نفهم بها مسلوليات المواطت المصر تجا " معنى العمل ال قمقد وواجباته " ) ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫" يدرة معنوية " ‪ ،‬وعت التكامل بينهما تنشـط اإلرادة اإلنسـانية يى أسـمى درجات القوة ‪ ،‬لتسـمو يو‬
‫التحـديـات وتتجـاوزلـا إلى أداء الواجـن وإنجـاز المهـام المطلوبـة بـأعلى مســـــتويـات الجودة واالمتيـاز ‪.‬‬
‫وبمقتضـى الوعى بهذ العاليات ‪ ،‬يتحدد " دور الخطان الدينى يى تعزيز القيم العقليا يى شـخصـية مصـر‬
‫"‪.‬‬
‫وحينما تق حق ناد مصـر " الضـمير العالمى " ‪ ،‬بالدعوة إلى احترام القيم اإلنسـانية كمدخل لتعزيز أمت‬
‫البشـر‬ ‫الحضـارة وصـناعة السـالم ‪ ،‬بما يضـمت وياء المجتمم العالمى بمسـلولياته تجا حقو الجن‬
‫يى عـالم الغـد ‪ ،‬يـرت لـذا النـداء ينطلؤ مت المســـــلمـات التى ت ق كـد ألميـة الوعى بمكـامت الـداء يى علـل‬
‫البشـرية ‪ ،‬والتى لى يى جماتها ‪ :‬ضــعل الر ية ‪ ،‬عجز القدرة ‪ ،‬اضــطران القيم ‪ .‬وإت يى نداء مصــر‬
‫للعالم كله بالعودة إلى احترام القيم اإلنســانية وتعزيز األمت والســلم الدولييت ‪ ،‬ما يقشــير بوضــور إلى‬
‫التأكيد على التعاوت الدولى المشـــترك للبح عت القيم المضـــاية يى ميرا اإلنســـانية ‪ .‬ومت ثم تبرز‬
‫الحـاجـة على مســـــتو الضـــــمير العـالمى ‪ ،‬إلى التـأكيـد على ميـاديت جـديـدة للعمـل تقم يى إطـار " أداء‬
‫" ‪ ،‬تســـمو على معانى الحرون ونزاعاتها إلى احترام حقو اإلنســـات وييمها ‪ ،‬ولى‬ ‫الواجن المقد‬
‫تلك الحاجة التى تتعلؤ باالتجا " نحو ميثا أخاليى قمشترك للوياء بحؤ اإلنسانية " ‪.‬‬
‫وعلى ضــوء بنود الميثا األخاليى للوياء بحؤ اإلنســانية ‪ ،‬يتض ـ أنه ‪ :‬حينما يتركز التفكير حول‬
‫اإليمات بقيم اإلنسـانية ‪ ،‬ينمو االتجا نحو القيم وسـمو المباد( ( العدالة ‪ ،‬والتسـام ‪ ،‬والسـالم ‪. ) ... ،‬‬
‫وحينما يتركز التفكير حول اإليمات بقيم الحضــارة وصــناعة المكانة ‪ ،‬ينمو االتجا نحو شــراكة التنمية‬
‫كمـدخل للتعـاوت الدولى والمصـــــال المتبـادلة ‪ .‬وحينمـا يكوت االتفـا العـالمى حول معنى " اإلنســـــانيـة‬
‫ويى لذ‬ ‫البشـر " ‪ ،‬يتضـ المدخل الحقيقى يى صـناعة السـالم العالمى ‪.‬‬ ‫والحضـارة ومسـتقبل الجن‬
‫الحالة ‪ :‬يكوت االتجا يى بيلة النظام العالمى نحو التنمية الوطنية الشاملة إيليميا ‪ ،‬وتعزيز فليات التعاوت‬
‫المشــترك والشــراكة الحضــارية عالميا ‪ ،‬والبح عت ضــمانات األمت والســالمة واالســتقرار الدولى ‪،‬‬
‫البشـــر وحقو األجيال القادمة ‪ .‬و يى مثل لذا المناا العالمى ‪ ،‬ال‬ ‫والعمل على تعزيز ميرا الجن‬
‫مجال لفكر التطرل وجماعات اإلرلان ‪ ،‬ويى مثل لذا المناا ( أيضـا ) تلعن القيم اإلنسـانية دورا كبيرا‬
‫يى بناء الحضارة وتعزيز السالم العالمى ‪.‬‬

‫رسالة إلى شبان الجامعة & المواطت المصر الكريم ‪:‬‬


‫الوطنية والسالم ‪.‬‬ ‫• ضمير مصر يقناديك ‪ ،‬بالمسلولية مت أجل األمت والتنمية‬
‫الحضــارة وصــناعة الســالم ‪ ،‬وحماية‬ ‫• ضــمير العالم واإلنســانية يقناديك ‪ ،‬بالمســلولية لتعزيز أمت‬
‫مستقبل الجن البشر ‪.‬‬
‫• " الوطت ‪ ،‬العالم ‪ ،‬الكوت " مجال يســـي يتســـم لمجموع الفعالية والنشـــاط ‪ ،‬وييها يكوت ال قمختبر‬
‫لحقيقة وجودك " مواطت & إنسات " ‪ ،‬يلتجعل مت مفهوم الوطنية قمنطلقا يى تقدير المسلوليات‬
‫‪ ،‬ومت القيم اإلنسانية معيارا يى اختيار الغايات ‪.‬‬
‫• لقد منحك هللا تعالى مفاتي الخير وفليات صــــناعته " العقل والضــــمير & اإلرادة والقدرة " ‪،‬‬
‫يلتجعل مت " رور الوطنية واالنتماء & رور الحضارة واإلنسانية والسالم " ييما عقليا يى الشعور بالمسلولية‬
‫الختيار الغايات وصناعة األيعال ‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫• كت أنت األميت على مستقبل وطنك ‪ :‬مصر ‪ ،‬ومت مصر سيكوت العطاء المتجدد للحضارة والعالم‬
‫واإلنسانية ‪.‬‬
‫وبقيت بعد ذلك كلمة ‪:‬‬
‫إنها مصـــر ‪:‬مت مويعها الجغرايى يهى يلن العالم ‪ ،‬ومت عمؤ تاريخها يهى مهد الحضـــارات ‪،‬‬
‫ومت صـد إيمانها يهى قملتقى رسـاالت السـماء ‪ ،‬ومت أصـالة ييمها يى تاريخ اإلنسـانية لى‬
‫صانعة السالم ‪.‬‬
‫( إنها دعوة للتأمل والتفكير )‬

‫فليات التنفيذ للبرنامة المقترر ‪:‬‬


‫يتم التنفيـذ مت خالل أربعـة مســـــارات متكـاملـة ييمـا بينهـا مت حيـ األلدال والغـايات ‪ ،‬ولى على النحو‬
‫التالى ‪:‬‬
‫▪ العمليات التثقيفية ‪ /‬المعلوماتية ‪ :‬وذلك مت خالل‬
‫‪ o‬محتو المقرر الدراسي المطرور ‪.‬‬
‫‪ o‬الندوات الفكرية والثقايية التى ت قخطط لها الجامعة يى لذا المجال ‪.‬‬

‫▪ عمليات االختيار والمشاركة ‪ :‬وذلك مت خالل ‪:‬‬


‫‪ o‬برامة التـدريـن وإعـداد ييـادات طالبيـة تعمـل عملهـا يى محيط الجـامعـة " الحرم الجـامعى " يى‬
‫سـيا إدارة الحوار والمنايشـات ‪ ،‬يى مجال ‪ ":‬ييم االنتماء ومسـلوليات المواطنة المصـرية &‬
‫التنمية واألمت والسالم العالمى " ‪.‬‬
‫‪ o‬إعداد وتدرين يريؤ عمل " يوايل الخدمة التطوعية " ‪ ،‬للقيام بأنشطة ت قعبر عت دور الجامعة‬
‫يى خدمة المجتمم ‪.‬‬
‫‪ o‬الملتقيات الثقايية ‪ ،‬وتدرين الشـــبان الجامعى على دراســـات الحالة وتقييم األحدا وإصـــدار‬
‫األحكام ( مم التركيز على البعد الثال يى المنايشة والتحليل ‪ " :‬القيمة المضاية & والخصوم‬
‫المستقطعة " مت استحقايات الوطت ) ‪.‬‬
‫‪ o‬تعزيز برنامة " الكاميرا الجوالة " لالســتماع إلى صــوت الشــبان الجامعى ‪ " :‬كيل يقعبروت‬
‫عت يضايالم ‪ ،‬وكيل يقرأوت األحدا ‪ ،‬وكيل ينظروت إلى المستقبل " ‪.‬‬
‫‪ o‬ترين الشـبان الجامعى على كتابة وثيقة " بنود الميثا األخاليى للوياء بحؤ الوطت ‪ :‬مصـر "‬
‫‪.‬‬

‫▪ المبادرات الطالبية ‪ :‬وذلك مت خالل ‪:‬‬


‫‪ o‬مبادرة " أنا المصـر " ‪ ...‬رسـالة مت الشـبان الجامعى إلى مجموع أبناء األمة ‪ :‬كيل يقمكت‬
‫أت نكوت نحت األمناء الحقيقيوت على مستقبل مصر الحضار ؟ ‪.‬‬
‫‪ o‬مبادرة " شــبان مت أجل التنمية والســالم والتفالم العالمى " ‪ ...‬رســالة مت الشــبان الجامعى‬
‫إلى مجموع أبناء األمة " نحو ميثا أخاليى للوياء بحؤ اإلنسانية " ‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫▪ عرض اإلنجازات الشاملة يى كاية يطاعات الدولة ‪ ،‬وتمكيت الطالن مت يراءتها بطريقة صحيحة ‪:‬‬
‫وذلك لتدعيم ثقة الشـــبان الجامعى يى عناصـــر القوة الشـــاملة يى شـــخصـــية الدولة ‪ ،‬وثقة الشـــبان‬
‫الجامعى يى يدرة الدولة على حماية قمقدراتها وصـناعة مسـتقبلها الحضـار وتأميت مسـتقبل أبنالها (‬
‫ويتم عرض اإلنجازات بمصاحبة األغانى الوطنية ‪ ،‬مم االستعانة باأليالم الوثالقية مت يطاع الشلوت المعنوية‬
‫بالقوات المسلحة والشرطة المصرية ‪،‬ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ) ‪.‬‬

‫( ملحوظة ‪ :‬تم تقنيت اســتخدام وتوظيل لذ اآلليات يى البرامة الخاصــة بمركز دراســات القيم واالنتماء الوطنى بجامعة‬
‫المنصورة ) ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

You might also like