Professional Documents
Culture Documents
الحضارة الإسلامية والعربية
الحضارة الإسلامية والعربية
كـــــميــة الهـــندســــة
محاضرات في
الحضارة العربية واإلسالمية
إعداد
1
أوالً :الحضارة المصطمح والمفهوم
المفهــوم الميــوي :الحضااةرة ا،ااال والحضااا حضااةراتل وضلغةيااة الم ااوي
اإلقةضة في الحضرل ويي التضدنل وعكس البداوة.
لكن ِ
الحضةر بك،ر الحةءل فهي:
_1ضرب ضن عدو الدواب.
ِ _2
الحضةر ضن الغوق القوية الحيدة ال،ير.
ِ 3
_الحضةر الطيب عمى وحه الحةرية.
ولقد تو،اا اللارا الم اوي الحاديث فاي ضادلوا الحضاةرة والتحضارل فماا
اور عمااى وعااا الضحتضااا وتقاادير طااور التااةري يل
يحلااا ذلاام الضاادلوا ضقعا ًا
ب ااا ي ااو يضت ااد ب ااه حت ااى يت ،ااا إل ااى وع ااا اافا اراد وااعض ااةال فيق ااةا إغ ،ااةن
ضتحض اار أو ي اار ضتحض اار .كض ااة يق ااةا ك ااذلم عض ااا ضتحض اار وعض ااا ي اار
ضتحضر.
ويغااة غحااد ضضااضون الحضااةرة والتحضاار قااد اارج عاان ضلغااة القااديا فااي
ضل ا ااةحا الم ا ااةل وأع ا ااب يا ا ارتبط ض ا اان قري ا ااب أو بلي ا ااد (بالصـــــفات ال م يـــــة
والمستويات االجتماعيـة)ل فاغحن غارى أن عغعار التقاويا والتقادير –بةلقياةس
إل ااى الضحتض ااا وال اارد -أع ااب ضمحوظً ااة فيض ااة غ ،اات دا ض اان كمض ااة حضـــارة)ل
و تحضــــر)ل وب ااذلم اكت ،اابت الكمض ااة وض ااتقةتهة دنل ااة وعا ا ية ذات ضلغ ااى
ضغ عا عن ااعا الم وي.
2
لكل مجتمع حضارته ال اصة:
ير أغاه فاي ضحاةا الد ار،اة الحضاةريةل وكاذلم فاي ،ايةق الحاديث عان
الحض ااةرة ح ااديمًة عمضغي ااة يغب ااي أن غ ،ااتبلد ك اان ض اان ي ااذين الض اادلولين لكمض ااة
حضةرةل وغلغي بهضة :الضدلوا الذي ي،ات دا كمضاة حضاةرة بضلغةياة الوعا ي
لمتلبير عن حظ الضحتضا أو ال رد ضان التطاور وانرتقاةءل وذلام ان كان ضان
اةير لض هااوا الحضااةرة فااي عااورتهة اللمضيااة
ضنسضااة ون ض،ا ًا
ً الضاادلولين لااا يلااد
الضلةعرة .إذ إغه ضن الضقارر فاي أعاوا الد ار،اة الحضاةرية أن لكاا ضحتضاا
إغ،ا ااةغي –ضهضا ااة كا ااةن ض،ا ااتوا التا ااةري يل وضهضا ااة كا ااةن حظا ااه ضا اان التطا ااور
وانرتقةء -حضةرته انحتضةعيةل ضة داا لهذا الضحتضا قايا وأغضاةط تاتحكا فاي
توحيااه غ ااةطه اإلغ،ااةغي دون أن تك ااون لااه غظ ااا وأغضااةط ت ض ااا لهااة حيةت ااه
انحتضةعيةل وت،ير عمى قواعدية و،غغهة.
الحضارة قد توجد في المناطق النائية:
والحضةرة بهذا الضدلوا لي،ت ع ة ةعة يتعا بهة ضحتضاا إغ،اةغي
بهـا كـل دون آ رل أو بيسة إغ،ةغية دون أ رىل با ياي صفة عامة يتصـ
مجتمــع إنســاني ربطــت بــين أف ـراد مجموعــة مــن ال ــيم الروحيــة وقواعــد
الرحـل ،وحتـ سـكان
السموك ،وبهـذا المفهـوم فـسن سـكان الباديـة وال بائـل ُ
المناطق المنعزلة ال يمكن بحـال أن ننفـي عـنهم صـفة الحضـارة .حياث إن
يؤنء الغةس يلي ون عمى غظاا احتضةعياةل ولهاا ضان غظضهاا المةبتاة الضطاردة
يااذ القاايا وااغضااةط التااي غطمااق عميهااة فااي اارا الد ار،ااة انحتضةعيااة كمضااة
3
(حضارة)ل فةلحضةرة إذن (صفة إنسـانية بعامـة ،و ـي التـي تميـز مجتمعـه
عن مجتمع الحيوان).
الترجمة لمصطمح حضارة:
يااذا الضاادلوا الحديااد لكمضااة حضـــارةل والااذي يتضمااا فااي ضحضوعااة القاايا
وااغض ااةط الت ااي ت ااتحكا ف ااي توحي ااه الغ ااةط الروح ااي والض ااةدي لمضحتض ااال ق ااد
اكت،اابته الكمضااة ف ااي اللربيااة عاان طري ااق الرحضااةل وعاان طري ااق الت ا مر ب كا ارة
الدرا،ة الحضةرية كضة يي عغد ااوروبيين.
إن كمضااة حضــارة بضلغةيااة اللمضااي لي،اات ياار ترحضااة لمكمضااة اإلغحميزيااة
Cultureبضاادلولهة اللمضااي الااذي أعااب لهااذ الكمضااة فااي اللعاار الحااديث.
كضا ااة أن كمضا ااة Cultureفا ااي الم ا ااةت ااوروبيا ااة لا ااا تكت،ا ااب ذلا اام الضلغا ااى
اللمضي إن بلد أن ظهرت الدرا،ةت التي تهتا بةلضحتضا ضن حياث ياو وحادة
ضتكةضمااةل وبتلبياار آ اار( :تهــتم بــالمجتمع فــي صــورته الكميــة)ل وضااة تا تما
ضغه يذ العورة ضن قيا و،غن وأغضةط غظرية وعضمياةل وقاد أدى ياذا التحدياد
لضلغااى ل ااظ Cultureإلااى ا،ااتبلةد كمياار ضاان ضلةغيااه اا اارى فااي الم ااةت
ااوروبيا ااة بوحا ااه ا ااةصل ضما ااا ضلغا ااى التمقيا ااا والتها ااذيبل والا اازرع والتربيا ااة
الغبةتية ....إلخ؟
يغةم إلى حةغب كمضة Cultureفي الم ةت ااوروبيةل وكمضاة حضـارة
فا ااي الم ا ااة اللربيا ااةل توحا ااد كمضا ااة أ ا اارىل ويا ااي كمضا ااة Civilizationالتا ااي
تُ،ت دا في ترحضتهة إلى الم ة اللربية كمضة (مدنية)ل وأعا ياذ الكمضاة فاي
الم اة النتيغيااة اابيه ب عاامهة فااي الم ااة اللربياةل فهااي ض ااتقة فااي الم تااين ضاان
4
ل ظ مدينة)ل ما تطورت حتى أعب لهة تمم الدنلة ال،اةسدةل وذلام الضلغاى
الض لوا.
الحضارة أعم وأشمل من المدنية:
ار ضااة ت،اات دا كمضااة Civilizationوكمضااة مدنيــة) لمدنلااة عمااى
وكميا ًا
ض هوا ضضةما ض هوا الحضةرةل ير أن ذلم ان،تلضةا لهاذ الكمضاة بوعا هة
ضا ارادا لكمض ااة حضـــارة ن يل اادو أن يك ااون ضا ارًبة ض اان الت ،ااةيا ف ااي دننت
اال ا ااةظل وذلا اام ان الحضــــارة –بضلغةيا ااة الا اادقيق وض هوضها ااة اللمضا ااي -أعا ااا
وأ ضا ضن الضدغية.
مفهوم الحضارة في م ابل المدنية:
الحضااةرة ت ااتضا عمااى الغ ااةط انحتضااةعي ضاان حواغبااه كةفااة الروحيااة
والضةديااة) .أضااة الضدغيااة فهااي ضحاارد الغ ااةط الضااةدي لمضحتضااال وبااذلم تكااون
وفرح ااة ض اان فروعه ااةل وعم ااى أي ض اان
حةغب ااة ض اان حواغ ااب الحض ااةرةل ً
الضدغي ااة ً
ااح ا اواال فا ااين يغا ااةم با ااين عمضا ااةء الحضا ااةرة وانحتضا ااةع نفًا ااة فا ااي ال ا ارأي
ووحهااةت الغظاار بةلغ،اابة إلااى الت،ااوية بااين كمضتااي حضــارة ومدنيــة أو الت رقااة
بيغهضة.
التفرقــة بــين الحضــارة والمدنيــة ترجــع إلـ التفرقــة بــين نائيــة الــروح
والمادة
يباادو أن ض ،ا لة ال اانا حااوا حضـــارة ومدنيـــةل وحااوا إذا ضااة كةغ اات
الضدغية ًيسة ض،تقنً عن الحضةرة أا يي فرع ضن فروعهاة؟ ترحاا –فاي واقاا
5
ااضر -إلى ض ،لة نائيـة الـروح والمـادة .ياذ الض،ا لة التاي لهاة أمار طيار
في تكوين الضذايب ال م ،ية والضدارس ال كرية.
وغلغ ا ااي بمغةسي ا ااة ال ا ااروح والض ا ااةدة إل ا ااى ي ا ااذ اللقي ا اادة القديض ا ااة ف ا ااي حي ا ااةة
الضحتضلااةت وااف اراد التااي تقضااي بتق،اايا الكااون إلااى عااةلضين ت تمااا طبيلااة
كا ضغهضة عن اآل ر.
األول :يا ااو عا ااةلا الحا ااس الض ا ااةيد الا ااذي غلا اايش فيا ااهل وغت ا ا مر بواقلا ااه
مر ضبة ًار أو ير ضبة ر.
وضنب،ةته وظواير ت ًا
ال اني :عةلا يبي ير ضح،وس غ،تطيا أن غدرم حقةسقه إد ار ًكة يار
ضبة اار بض ااة لغ ااة ض اان بع اايرة ديغي ااة وفطا ارة روحي ااة .ي ااذا الل ااةلا ي ااو ع ااةلا ا
والظ اواير الروحيااةل ويااو الااذي ياادير ااسون يااذا اللااةلا الضح،ااوس الض ااةيدل
ويتحكا في واقله وضعير .
يااذا التعااور لمكااون عمااى أغااه عةلضااةن (عـــالم مـــادي -عـــالم روحـــي)
تعااور قااديا قاادا الحيااةة اإلغ،ااةغيةل ون يكااةد ي مااو ضغااه أي تكااوين حضااةري
عمى اإلطنق.
ويكااذا كةغاات مغةسيااة الااروح والضااةدة أو التعااور الضاازدوج لطبيلااة الكااونل
أعانً لوحااود غااوعين ضاان الغ ااةط اإلغ،ااةغي :أحااديضة روحاايل واآل اار ضااةديل
فيذا ت ضمغة ضة كةن ضن ا تنا في الرأي بةلغ،بة إلاى ضادلوا حضاةرة وضدغياة
وحدغة أن يذا ان تنا يرحاا فاي عاورة أو أ ارى إلاى تمام المغةسياة القديضاة
التي ت عا بين الغ ةط الروحي والغ ةط الضةدي في الضحتضا.
6
إن اآلراء القةسم ااة بوح ااود ف ااةرق ب ااين ض اادلوا الحض ااةرة وض اادلوا الضدغي ااة
قةسضااة عمااى أعااا واحااد ضهضااة كااةن بيغهضااة ضاان ا ااتنا فااي ضغحااى التعااور
وطريق التلبيرل ويضكن تم يص أوحه ان تنا في آراء منمة:
الـــرأي األول :ي ااذيب إل ااى ض ااة نع ااته أن الحض ااةرة تتضم ااا ف ااي الق اايا
اإلغ ،ا ااةغية الت ا ااي يضك ا اان أن تك ا ااون ةي ا ااة ف ا ااي ذاته ا ااةل وبه ا ااذا يك ا ااون الحةغ ا ااب
الحض ااةري ض اان الضحتض ااا يتا ا لا ض اان الق اايا الروحي ااة وال م،ا ا يةل وك ااذلم الق اايا
ال غي ااة واا نقي ااةل وبتلبي اار آ اار تع ااب الحض ااةرة ضقع ااورة عم ااى التك ااوين
الروحااي الوحااداغي لمضحتضااال بضااة فااي يااذا ضلتقداتااه الديغيااةل وض هوضةتااه غحااو
ال ياار والحااقل إذ إن يااذا الغ ااةط الوحااداغي لمضحتضااال وضااة ي ااتضا عميااه ضاان
قيا وض هوضةت أضر يقعد لذاتهل وليس و،ايمة إلاى ايء آ ارل فاين ضضةر،اة
ال سون الروحيةل وتذوق الحضةا وحب ال يرل والبحث عن الحقيقة .كاا ياذ
ااضور ضن الض ترض أن يزاولهة اإلغ،ةن دون أن يب ي ضن وراسهة غ ًلاة ضةدغياة
أو ض رًبة ضن ضآرب الحيةة.
أضااة المدنيــةل فهااي اايء ض تمااا فااي طبيلتااه وأ ارضااه عاان الحضااةرةل
فها ااي ت ا ااتص بةلغ ا ااةط اللقما ااي والضا اادغي الا ااذي ن يضكا اان –عما ااى أي و ضا اان
الوح ااو -أن يلتب اار ةي ااة ف ااي ح ااد ذات ااه .وعم ااى ي ااذا يك ااون ض اادلوا الضدغي ااة
اور عم ااى ذل اام الغ ااةط اللمض ااي ال ااذي يضةر ،ااه ال اارد والضحتض ااا بوعا ا ه
ضقع ا ًا
و،يمة يقعد بهة الت مب عمى ضرورات الحيةة وظواير الطبيلة.
وعمااى ذلاام تعااير المدنيــة ض ااتضمة عمااى ضااة اكت،اابته الضحتضلااةت فااي
تةري ه ااة الطوي ااا ض اان با ارات وتح ااةرب ف ااي ،اابيا الت م ااب عم ااى الض اارورات
7
الضةديا ا ااةل وال،ا ا اايطرة عما ا ااى واقا ا ااا الحيا ا ااةة ،ا ا اايطرة تك ا ا ااا لءغ،ا ا ااةن انكت ا ا ااةء
وان،تقرار.
تعاة بكاا ضااة
بغاةء عماى ياذا التحديااد لكمضاة مدنيـة يعاير ضضااضوغهة ض ً
أحدمه اإلغ،ةن ضغذ ععور القديضة إلى ععرغة الحديث ضن الو،ةسا اللضمية
تلبير عن ك ةح الضحتضاا فاي ،ابيا
وال غون التطبيقيةل وتعب المدنية بذلم ًا
الحياةةل وعان عاراعه ضاا الواقااا الضاةديل لي اار لغ ،اه و،ااةسا البقاةء وضطةلااب
الك ةيااةل وعمااى أ،ااةس يااذا الت ،ااير غحااد تااةريخ الضدغيااة يتضمااا فيضااة اكت ا ه
الضحتض ااا اإلغ ،ااةغي ض اان أدوات وو ،ااةسا ف ااي غط ااةق الز ارع ااة والع ااغةعة ضغ ااذ
اللعر الححري إلى يذ اايةا.
ويكذا يضكن تم يص يذا الرأي فاي أن لكاا ضحتضاا حضاةرته التاي ياي
قيضه اللميةل والتي يي ةيةته .أضة الضدغيةل فهي و،ةسمه في واقا الحيةة.
الرأي ال اني :يذا الرأي يضكن أن غقوا في تم يعه إغاه ياذيب إلاى أن
الحضـــارة ف ااي الضحتض ااا أ ااص ض اان المدنيـــةل ذل اام أن الحضـــارة ي ااي الق اايا
والتعورات والقواعد انحتضةعية التي يتضيز بهة ضحتضا عن آ رل والتاي تلاد
ضن عةسعه وضقوضةته ت ارماه الروحاي واإلغ،اةغي .ياذا ب انا الضدغياة التاي
يي ذات طةبا عةال والتي ن ترتبط بضحتضا دون آ ارل ون تلاد –عماى وحاه
عااةت انحتضةعيااة واإلغ،ااةغية ضاان الوحااو -ضاان الع ا ةت النزضااةل أو الض
غهة أن تضيز بيسة عن أ رى. التي ضن
وعم ا ااى ال ع ا ااوص ال ا ااذي يل ا ااد ض ا اان لا ا اوازا الحضـــــارة يك ا ااون اللغع ا اار
الحضااةري ياار قةبااا لنقتبااةس وانغتقااةا ضاان ضحتضااا إغ،ااةغي إلااى آ اار فااي
8
،ا ااهولة وي ،ا اارل إذ إن عغع ا اار الحضـــــارة ومي ا ااق الع ا اامة بةلكي ا ااةن الروح ا ااي
واللااةط ي لمضحتضااال وضاان طبيلااة يااذا الكيااةن الروحااي واللااةط ي أغااه ن يقبااا
التحوا والت يير.
أض ااة عغع اار المدنيـــة فه ااو –عم ااى ي ااذا الا ارأيل وبحك ااا عضوض ااه -يقب ااا
انقتبااةس وانغتقااةا ضاان بيسااة إغ،ااةغية إلااى أ اارى فااي ،ااهولة وي،اارل دون أن
يتلةرض ذلم ضا تقةليد البيسة وتكويغهة الغ ،يل وقد يرع يذا إلى أن عغعار
المدنيــة ن يضااس ح،ة،ااية الكيااةن انحتضااةعيل اغااه ض ارتبط بااةلتكوين اللقمااي
أو الحةغب الذيغي ضن الضحتضا.
وغ،ا ااتطيا أن غتبا ااين طبيلا ااة يا ااذ الت رقا ااة ضا ااة با ااين عغعا اار الحضـــــارة
وعغعر المدنية إذا غحن أدركغة طبيلة الحواحز بين كاا حضاةرة يرياة ضان
،ااةسر الحضااةراتل فماايس ضاان اام فااي أغااه ضاان العاالوبة بضكااةن أن تقتاابس
الحضا ااةرة اإل،ا اانضية أو الحضا ااةرة الض،ا اايحية ضا اان الحضا ااةرة البوذيا ااة ت ارمها ااة
الروح اايل وقيضه ااة الوحداغي ااة وتع ااوراتهة ال يبي ااةل عم ااى ح ااين غح ااد كا انً ض اان
الحضةرتين اإل،انضية والبوذياة قاد ا،اتطةعت فاي أضاد قعاير أن تقتابس ضان
الضحتضااا ال ربااي عغعاار المدنيـــة ،وأن ت،ااةير غ ااةطه الضااةدي واللضمااي فااي
ضةا العغةعة واللموا التطبيقية بع ة عةضاةل ون يعادق ذلام عماى الضحتضاا
اإل،اانضي والضحتضااا البااوذي فح،اابل قواغضااة يعاادق كااذلم عمااى الضحتضلااةت
الضلةعرة كةفة .ااضر الذي حلا المدنية ال ربية ذات طةبا عةا.
9
الصة الرأي ال اني:
ويكا ااذا يضكا اان أن يا ااتم ص يا ااذا ال ا ارأي فا ااي أن الحضــــارة يا ااي الغ ا ااةط
انحتضاةعي الااذي يارتبط بةلحةغاب الروحااي واللااةط ي ضان اإلغ،ااةنل ون ي،ااها
اقتبة،ه أو اغتقةله ضن ضحتضا إلى آ رل وأن المدنية يي الغ ةط انحتضاةعي
الااذي يارتبط بةلحةغااب اللقمااي والضااةدي ضاان اإلغ،ااةنل وي،ااها اقتبة،ااه واغتقةلااه
ضن بيسة إلى أ رى.
الـــرأي ال الـــث :ي ااذيب ي ااذا الا ارأي إل ااى أن الحضـــارة ظ ااةيرة احتضةعي ااة
ت تما عن المدنية ضان حياث طبيلاة الغضاو والتطاورل فالحضـارة –عماى ياذا
الرأي -ن ت ضا كضة ت ضا المدنية ل،غن التطور الحتضيل بضلغاى أن كاا
اور ضاان ااحيااةا ال،ااةبقة
حياا ضاان ااحيااةا نباد أن يكااون بةلضاارورة أكماار تط ًا
كضااة يااي الحااةا فااي الضدغيااةل فةا،ااةس الااذي تقااوا عميااه الت رقااة –طبقًااة لهااذا
ال ارأي -يتضمااا فااي أن الت اراث الحضااةري لمضحتضااا يغ ا ويغضااو ويتطااور فااي
عااورة ط ارات تةري يااة .بيغضااة تاراث المدنيــة يغ ا ويغضااو ويتطااور فااي عااورة
تدريحي ااة أو تراكضيا ااةل ول ااذلم فيغا ااه ف ااي الحةغا ااب الحض ااةري تكا ااون اللعا ااور
ال،ااةبقة ُضاامنً عميااة لملعااور النحقااة .كضااة يتبااين لغااة يااذا فااي غطااةق الغ ااةط
الروحي وال غي وال م ،يل عماى حاين غحاد ااضار ض تم ًاة بةلغ،ابة إلاى الحةغاب
الضدغي.
إن كا ععر يبدأ ضن حيث اغتهى اللعر الذي ،بقهل ويو يبغاي فاوق
ضة ورث ضن ااحيةا الضتقدضةل ولذلم كةغت المدنية أو الغ ةط الضةدي ي،ير
غحو التطاور وانرتقاةءل فاغحن غ،اتطيا –فيضاة يتعاا بةلحةغاب الحضاةري فاي
11
ضحتضلغااة اإل،اانضي -أن غلااد اللعااور ال،ااةبقة أرفااا ض،ااتوى ضاان اللعااور
الحةضارةل وضممغااة فااي ذلاام ضمااا كمياار ضاان الحضااةراتل وب ةعااة الحضااةرات
روحياة
ً القةسضاة عماى قةعادة روحياة وتعاورات ديغياةل فلعار الغباوة كاةن أرقاى
ضاان حضيااا اللعااور التااي حااةءت ضاان بلااد ل وكااذلم اللعاار اللبة،ااي كااةن
أرقى وأ عب فم ،غية وفغغية ضن اللعور التي تمته.
بيغضااة ن غ،ااتطيا أن غ،ااما بااذلم بةلغ،اابة إلااى حةغااب الضةديااة أو المدنيــة
في ضحتضلغة اإل،نضيل فين ضدغية اللعر الحةضر ن يضكن غتعاورية عماى
أي وحه ضن الوحو أقا ض،توى ضن اللعور ال،ةبقة.
وبذلم يغتهي ياذا الارأي إلاى أن الحضاةرة ط ارات تةري ياةل وأن الضدغياة
تطور ي،ير في ط عةعد.
استعراض اآلراء ال ال ة:
غحا اان إذا ا،تلرضا ااغة يا ااذ اآلراء المنما ااة التا ااي ت عا ااا با ااين الحضا ااةرة
حضيلة تدور حوا ضحور واحدل وتقوا عمى قدر ض اترم ضان
ً والضدغيةل رأيغةية
التعور لطبيلة الغ ةط انحتضةعيل ويذا القدر الض ترم يو تعاور الغ اةط
اإلغ،ةغي عمى أغه ي،ير فاي اتحاةيين :األول روحاي وحاداغيل واآل ـر عقماي
عضمي.
وضاان الحااةسز أن يكااون لهااذ اآلراء قيضااة ضغهحيااة فيضااة ي ااتص بتي،ااير
البحاث والد ار،اة الحضاةرية .أضاة ضاان الغةحياة ال م،ا ية ال ةلعاةل فاين الت رقااة
ب ا ااين الغ ا ااةط الروح ا ااي والغ ا ااةط الض ا ااةدي لمضحتض ا ااا ض ا ااة ازل ا اات قةبم ا ااة لمغظ ا اار
11
والضراحل ا ااةل أي أن الظ ا ااةيرة الروحي ا ااة والظ ا ااةيرة الضةدي ا ااة بيغهض ا ااة كمي ا اار ض ا اان
الت ةعا عمى غحو يحلا كنً ضغهضة ضت مرة بةا رى وضؤمرة فيهة.
فالحضـــارة عم ااى ذل اام يضك اان أن يت ،ااا ض اادلولهة بحي ااث يع ااب ض ااتضنً
عمى ضة تدا عميه المدنية ضن غ اةط ضاةدي وضلرفاة تطبيقياةل ذلام ب غاه لايس
ادودا فةعاامة بااين الظااةيرة انحتضةعيااة فااي عااورتهة
ضاان الضضكاان أن غحااد حا ً
الروحية والظةيرة انحتضةعية في عورتهة الضةدية.
فةلغ ااةط الروحااي اي ضحتضااا ضاان الضحتضلااةت ضت ا مر بةلبيسااة الطبيليااة
والضنب،ا ااةت الضةديا ااةل ولا ااذلم فا ااين الغ ا ااةط الضا ااةدي لمضحتضا ااا ضت ا ا مر بةلبيسا ااة
اإلغ،ةغية والضنب،ةت الروحية.
ويااذا الت ةعااا بااين الحةغااب الروحااي والحةغااب الضااةدي فااي حيااةة اإلغ،ااةن
ض اان ا ا غه أن يحل ااا الت رق ااة ب ااين الظا اواير الروحي ااة والظا اواير الضةدي ااة ض اان
العاالوبة بضكااةنل فةلحضااةرة الضع ارية القديضااة –عمااى وحااه الضمااةا -كةغاات
قةسضااة عمااى أ،ااس روحيااة وقاايا يبيااةل وكةغاات ت،ااتغد إلااى انعتقااةد فيضااة وراء
الطبيلااة و مااود الااروح .وضااا يااذا فقااد كااةن لتماام اا،ااس والقاايا والضلتقاادات
أمرية الضمحوظ في توحياه الحياةة الضةدياة واللضمياة بعا ة عةضاةل ويتضا ذلام
ااماار فيضااة أغتحتااه يااذ الحضااةرةل وفيضااة م تااه ضاان ت اراث ضااةدي وضاان فغااون
تطبيقيااةل وفااي ضقةبااا يااذا الضمااةا يضكاان أن غ ااير إلااى الضدغي اة ال ربيااةل وضااة
لغ ةطهة الضةدي واللمضي ضن ت مير واض في أ،س الحضةرة الروحياةل وفاي
القيا ال يبية والضيتةفيزيقية.
12
يااذا انرتبااةط والتاادا ا والت ا مير الضتبااةدا بااين انتحااة الروحااي وانتحااة
الضااةدي فااي حيااةة الضحتضااال يحلااا ضاان الضااروري فم ،ا غية أن غتغااةوا الغ ااةط
اإلغ،ااةغي ضاان حواغبااه كةفااة دون ت رقااة بااين ضااة يااو ضااةدي وضااة يااو روحاايل
(تعبيــر عــن النشــاط االجتمــاعي مــن م تمــ
ًا وعمااى ذلاام تكااون الحضااةرة
صور ومظا ر واتجا اته ،بما في ذلك التصورات المجردة والعرفة العممية
تبعــا
ــذا النشــاط تعبيــر اإلنســانيات ،في ــال ً حتـ ل ــد أطمــق بعضــهم عمـ
لذلك عن حضارة اليرب "إنسانيات اليرب" ،وعن حضارة الشرق "إنسـانيات
الشرق").
إن الحض ااةرة إذن أعا ااا وأ ا ااضا ضا اان الضدغيا ااةل إذ إن ض هوضها ااة الد ار،ا ااي
وال م ،ا ي ي،ااتطيا أن يت،ااا لكااا ضاان يغطااوي عميااه الكيااةن انحتضااةعي ضاان
ضب ا ااةدئ ال،ية ،ا ااة و ،ا ااغن انقتع ا ااةدل وض ا اان ق ا اايا اا ا اانق وض ا ااذايب المقةف ا ااة
والضلتقدات الديغياة .أضاة الضدغياة فمغاة أن غلادية ضحارد تلبيار عرفاي ن د ار،اي
عضة حققه اإلغ،ةن في واقا الحيةة ضن برات عضمية.
13
أسس الحضارة اإلسالمية
14
باادأت الحضااةرة اإل،اانضية تظهاار ببلمااة الغبااي عاامى ا عميااه و،اامال
ودعوتااه إلااى اإل،اانال ويااي حضااةرة حدياادة ضرتبطااة بةإل،اانا بوع ا ه دياان
ودولة وتةريخ ،واء في غ تهة أو نا غضوية أو حين ازديةريةل وعاةر لهاة
أما اار كبيا اار فا ااي تقا اادا الب ا ارية ي ا ااوق أما اار أيا ااة حضا ااةرة أ ا اارى ضا اان الغةحيا ااة
اإلغ،ةغية.
وقااد غبلاات يااذ الحضااةرة اإل،اانضية ضاان أعااوا وأ،ااس كااةن لكااا ضغهااة
دور فااي غ ا تهة و عةسعااهة وضممهااة أيضهااة( :ال ــر ن الكــريم -ســيرة النبــي
صـــم ال عميـــه وســـمم وســـنته -العـــرب والميـــة العربيـــة -ومكـــان الـــبالد
المفتوحــة أو الشــعوب التــي اعتن ــت اإلســالم -اإلطــار الجيرافــي باإلضــافة
إل بعض التأ يرات األجنبية التـي وصـمتها عـن الحضـارات السـاب ة عميهـا
والمعاصرة لها).
_1ال ر ن الكريم:
الق ارآن يااو ااعااا الرسي،ااي الااذي غبلاات ضغااه الحضااةرة اإل،اانضيةل إذ
كةن الضعدر اا،ة،ي لء،نا الذي تغ،ب إليه ريلة الض،مضين.
ضغحضااة ض رقًااة
ً وقااد غاازا الق ارآن الك اريا عمااى الغبااي عاامي ا عميااه و،ااما
عةضا ااة التا ااي ظا ااا يا اادعو فيها ااة إلا ااى ا –،ا اابحةغه
ط ا اواا المنما ااة والل ا ارين ً
وتلاةلى-ل وكاةن الغبااي عامي ا عمياه و،ااما يت اذ كتباة ياادوغون اآلياةت عغااد
غزوله ااة .كض ااة ك ااةن الض ،اامضون يقبم ااون عم ااى ح ظه ااة ع اان ظه اار قم اابل ويك ااذا
ا،ااتُ دا فااي ح ااظ الق ارآن الكاريا و،اايمتةن يضااة( :الحفــظ والتــدوين)ل مااا قاارر
ْ
ترتيب ،ور وآيةته ب كا غهةسي قبيا وفةة الغبي عمي ا عميه و،ما.
15
جمع ال ر ن الكريم
_1ول ااا يمب ااث أن حض ااا القا ارآن الكا اريا ف ااي نف ااة أب ااي بك اار الع ااديق
رضي ا عغاه ضان واقاا الضادوغةت التاي كةغات لادى كتباة الاوحيل وبض،اةعدة
ح ظته الض هود لها (بالت وى وقوة الذاكرة).
_2وفااي عهااد عضاار رضااي ا عغااه ح ااظ الضعااحا الكاريا عغااد ابغتااه
ال،يدة ح عة زوج الغبي عمي ا عميه و،ما.
_3وف ااي عه ااد عمض ااةن رض ااي ا عغ ااه ُد ىون ضغ ااه غ ،ااخ فُىرق اات عم ااى
ااضع ا ااةر اإل ،ا اانضية بوعا ا ا هة الغ،ا ا ااخ الضلتض ا اادة دون يري ا ااةل م ا ااا تا ا ااداوا
الض،اامضون يااذ الضع ااةحال وغ ،ا وا ضغه ااة ضااة احتااةحوا إلي ااهل وكااةن الغ ،ااةخ
يتحاارون ضغتهااى الدقااة فااي الغ،ااخ والضطةبقااةل زضااة زاا الض،اامضون حتااى اليااوا
يحرع ااون ك ااا الح اارص عم ااى غ ،ااخ القا ارآن الكا اريا بةلكتةب ااة أو الطبةع ااة أو
الت،حيا.
اميضة ضاان أي تحااوير أو ط ا ل وعاادق ا وعااد :
ويكااذا ظااا الق ارآن ،ا ً
"إغة غحن ىغزلغة الذكرل قواغة له لحةفظون ".اآلياة )9
فيقوا في ضحكا التغزياَّ :
،ورة الححر.
ويكضن ،ر أعةلة الحضةرة اإل،نضية وعظضتهة في القرآن الكريال فهو
حضيلااة ،اواء ضاان الغةحيااة
ً كتااةب ا يهاادي لمتااي يااي أقااوال فيااه ياار الب اار
الروحي ااة أو اللقمي ااة أو انحتضةعي ااةل م ااا ي اادعو إل ااى عقي اادة حق ااة تق ااوا عم ااى
الوحداغية عقيدة واضحة ةلية ضن التليد وال ضوض وااويةا.
16
تعاليم ال ر ن الكريم:
فااي تلااةليا القا ارآن الك اريا ،االةدة الب اار إذ يااغظا الضحتض ااا عمااى أ ،ااس
،ااميضة تضااضن لااه ااضاان والر ااةء وال،االةدةل ويضااضن حريااة ال ارأي واللقياادة.
كضااة ياادعو إلااى التلااةرا والتحااةبل ويااغص عمااى الض،ااةواةل ويغعااا الض ارأةل
ويؤكااد حقوقهااة وكيةغهااةل والحااق أغااه لضاان الضتلااذر ا،تقعااةء فضااةسا الق ارآن
الكريا التي قةضت عميهة الحضةرة اإل،نضية.
_2سيرة النبي صمي ال عميه وسمم وسنته:
اا،ااةس المااةغي ال ارسيس الااذي ا،ااتوحته الحضااةرة اإل،اانضيةل وتلطاارت
به يو ،يرة الغبي عمي ا عميه و،مال و،غته ال ري ةل فهي ااعا الماةغي
اا،ة،ي ضن أعوا الدين اإل،نضي واإليضةن باةلغبي عامي ا عمياه و،امال
ويو مةغي طري اللقيدة اإل،نضية "ال إله إال ال محمد رسول ال".
،ا اايرة الغبا ااي عا اامي ا عميا ااه و،ا ااما حيا ااة فا ااي ضا ااضير الض،ا اامضين بها ااة
يهتدونل وضغهاة ي اذون القادوة العاةلحةل وتضتاةز ياذ ال،ايرة الغبوياة ال اري ة
ب غهااة (محيطــة بجوانــب الحيــاة وأطوار ــا ،وأنهــا مطب ــة ،وليســت نظريــات
و ارء .كما أنها ح ي ة وصحيحة تاري يًّا ،وليست أساطير و رافات).
ت عص فاي كتةباة ال،ايرة عمضاةء وق اوا حياةتها عميهاة يادفلها إلاى ذلام
حةفز ديغي بوع هة اا،ةس المةغي لمدين اإل،نضي ضن حهةل ولضة فيهة ضان
عب ارة ضاان حهااة أ اارىل وكااةغوا فااي عضمهااا يااذا يغ ااذون أضاار الغبااي عاامي ا
عميه و،ما حين قةا" :بميوا عني"" -وليبمغ الشا د اليائب".
17
وكةن ضن الض،مضين ضن تمقى عن الغباي عامي ا عمياه و،اما أحةديماهل
ووعى ضة يتلمق بحيةته فح ظاه أو كتباهل ماا أدا ضان بلاد ماا غقماه ياذا بادور
إلى ضن بلد ل ويكذا.
ار
ولقااد أ ااذ الض،اامضون ضاان ،اايرة الغبااي عاامي ا عميااه و،ااما و،اغته كميا ًا
ض اان ال اارح والت ،ااير لمقا ارآن الكا اريا فضا انً ع اان التطبي ااق اللضم ااي لتلةليض ااه
مق عظيم" وأعوا الدين وضكةرا اا نق وح،ن ال ضةسا" .وانك لعم
يا ااذا ولقا ااد كا ااةن ب ضا ااا الغبا ااي عا اامي ا عميا ااه و،ا ااما و،ا ااغته وت ،ا ااي
الض،اامضين بااه أن طُبعــت الحضــارة اإلســالمية بهــذا الطــابع اإلنســاني ال ـذي
يتم ل في حب ال ير والعمل الصالح والصدق في المعاممـة واإل ـالص فـي
العمل والتسامح والرفق والحرص عم العمـم والتعميـر واالتـزانل و يار ذلام
ضن ال ضةسا اللديدة التي حلمت الض،مضين ير أضة أ رحت لمغةس.
_3العرب:
ضن اا،س التي قةضت عميهة الحضةرة اإل،نضية ل اة اللارب أو اللارق
اللرباايل فااةلغبي عاامي ا عميااه و،ااما عرباايل والعااحةبة عااربل واللاارب يااا
أوا ض اان تمقا اوا دع ااوة اإل ،اانال وآضغا اوا به ااةل وحةي اادوا ف ااي ،اابيمهةل وعم ااى ي ااد
ار ضاان ااقطااةرل واغت اار بااين ،ااةسر الغااةسل وضاان مااا
اللارب د ااا اإل،اانا كميا ًا
طُبلت الحضةرة اإل،نضية بطةبا اللرق اللربي.
ولقد كاةن لملارب قباا اإل،انا حضاةرة لاا تكان تقاا عان حضاةرة ياريا
ضاان ااضااال وكةغاات لهااا ل ااة غةضااحة ا تةريااة ا –،اابحةغه وتلااةلى -لتكااون
18
ل ة كتةبه الكاريا .قاةا تلاةلى" :إنـا جعمنـه قر ًنـا عربيًّـا لعمكـم تع مـون ".آياة
، )3ورة الز را.
كضااة كااةن لااديها آداب راقيااة ضاان االر وغماار وقعااص و طةب اة وأضمااةال
وكمهة أضور ن تتا ع ًوال ولكغهة تغضو عمى ضدى تةريخ طويا.
وكااةن لملاارب عاانت تحةريااة ةرحيااة ضااا ااضااا الضتحض ارةل وضاان مااا
كااةغوا عمااى عمااا بااةلتطورات الحضااةريةل وتهي ا ت لهااا ال اارص لنقتبااةس ضاان
يااريا .كضااة أغهااا كااةغوا يلتضاادون بع ا ة أ،ة،ااية عمااى ال يااا والحضااةال وقااد
فر،ةغة ضهرة .كضة ضكغها ضن ،رعة الحركاة وانغت اةر
ً يي لها ذلم أن يكوغوا
في اارض.
كضة كةغت لها تقةليديا وأ نقها التي زودتها بةلقدرة عمى القياةا بحمياا
ااعض ااةا عغ ااد اإليض ااةن به ااة (كالصــــبر والنشــــاط وال ــــة بــــالنفس والحكمــــة
والعصبية والحماسة).
اببة فا ااي إ ا ااةعة روح انبتكا ااةر ف ا ااي
وازديا اار ال ا االر عغا ااديال فكا ااةن ،ا ا ً
الضحتضا اللربيل تمام الاروح التاي ولادت القادرة عماى ان تاراع الاذي ن تتقادا
الب رية إن ب ضمه.
لقد كةن لهذا كمه أمر فاي غ ا ة الحضاةرة اإل،انضية وتضويغهاة وتطورياةل
ن كبير فاي إباداع ياذ الحضاةرة التاي وكةن ضن الطبيلي أن يكون لملرب
غ ت في ححريا.
19
_4المية العربية:
كةغت الم ة اللربية عغد ظهور اإل،نا قاد بم ات غضاحهةل وقاد ا تةرياة
ا ،بحةغه وتلةلى لتكون ل ة آيةته الكريضة التي غزا بهة الروح ااضين عماى
،يد الضر،مين ،يدغة ضحضد عمى ا عميه و،مال وضن ما حاةء القارآن الكاريا
بم،ةن عربي ضبين:
وردت كمض اة "عربغيااة" فااي مضااةغي ضواضااا فااي الق ارآن الك اريال ويااي كضااة
يمي:
اآلية (.)2 " _1إنا أنزلنا قر ًنا عربيًّا لعمكم تع مون" .سورة يوس
" _2وكـذلك أنزلنـا قر ًنـا عربيًّـا وصــرفنا فيـه مـن الوعيـد" سـورة طــه
اآلية (.)113
عربيــا ذيــر ذي عــوج لعمهــم يت ــون" ســورة الزمــر اآليــة
" _3قر ًنــا ًّ
(.)28
ســورة فصــمت عربيــا ل ــوم يعممــون"
" _4كتــاب فصــمت ياتــه قر ًنــا ًّ
اآلية (.)3
" _5وكذلك أوحينا إليك قر ًنا عربيًّا" سورة الشورى اية (.)7
ســورة الز ــر اآليــة عربيــا لعمكــم تع مــون"
" _6إنــا جعمنــا قر ًنــا ًّ
()3
ســورة عربيــا لينــذر الــذين ظمم ـوا"
" _7و ــذا كتــاب مصــدق لســا ًنا ًّ
اآلية (.)12 األح ا
سورة الرعد اآلية (.)37 حكما عربيًّا"
ً " _8وكذلك أنزلنا
21
ور ا ذلم فقد رفت الم ة اللربية ب ن ُيغطاق بهاة كانا ا عاز وحاال
والم ااة اللربيااة ضاان أرقااى ل ااةت اللااةلا إن لااا تكاان أرقةيااةل وتتضيااز ،اواء فااي
تركيب حروفهة أو كمضةتهة أو حضمهةل فحروفهة قوان لا تكن أكمار ضان حاروا
اابحااديةت اا اارى إن أغهااة ت ااي بةلض ااةرج العااوتيةل قواعرابهااة ،ااهة كضااة أن
كمضةتهة ،همة الغطق و،م،ة.
ا،لة في فترة وحيزة غ،بغيةل وت مر بهاة
ةر و ً
وقد اغت رت الم ة اللربية اغت ًا
كمير ضن ال لوب التي احتكت باةللرب ،اواء ةلباة أو ض موباةل ولاون ظهاور
بلااض الغل ارات القوضيااة عغااد بلااض ال االوب ل مااب لهااة ال،اايةدة بااين حضيااا
ال لوب اإل،نضية.
يااذا قوان لااا تكاان الم ااة اللربيااة التااي غاازا بهااة كاانا ا قةع ارة عاان أن
تكااون ل ااة دوليااة يااتكما بهااة الض،اامضون فااي ض ااةرق اارض وض ةربهااة يلباارون
به ااة ع اان أحة،ي،ا اها وآدابه ااال ويتلمض ااون به ااة ضل ااةرا ي ااريال ويغض ااون به ااة
أفكةريا وعموضهال ويكذا كةغت أداة ،ميضة ودقيقة لمتلبير اللمضي وال غي.
وضاان ع اابت الحض ااةرة اإل ،اانضية ف ااي وع ااةء الم ااة اللربي ااةل قوال ااى ي ااذ
الم ا ااة ترحضا اات ضلا ااةرا الب ا ارية وتحةربها ااة القديضا ااةل وعغها ااة غقما اات الحضا ااةرة
والمقةفااة اإل،اانضية إلااى ال االوب اا اارىل فتاارحا ضااة حوتااه ضاان عمااا وضلرفااة
ومقةفة وآداب إلى ال لوب اا رى.
ويتعااا بةلم ااة اللربيااة ال ااط اللربااي الااذي أ ااذ ا غه فااي انزديااةد ضغااذ
اةحبة نغت اةر الم اة اللربياةل
ظهر اإل،نا إذ طةر اغت اةر ال اط اللرباي ضع ً
21
با زاد عميهة حين عةر ُيكتب به ل ةت ير عربية ضما (الفارسية واألرديـة
والتركية).
ولق ااد ُعغ ااي ب ااةل ط اللرب ااي ضغ ااذ ظه ااور اإل ،اانا عغةي ااة كبيا ارةل ذل اام أن
ال ااط اللربااي كااةن الو،اايمة اا،ة،ااية لح ااظ القارآن الكاريا بةإلضااةفة إلااى ضااة
ت ااتضا عميااه تلااةليا اإل،اانا عاان تقري ار الكتةبااةل واعتبةريااة أداة اللمااا :قااةا
تلةلى" :اق أر وربك األكرم ..الذي عمم بال مم".
كضا ااة أن طبيلا ااة ال ا ااط اللربا ااي وأ ا ااكةا حا ااروال وضا ااة تضتا ااةز با ااه ضا اان
الضوافقة والضروغة يي ت له ال رص الضغة،بة لمتح،ين والتغويا.
وقد احتا ال اط اللرباي ضكاةن العادارة باين ال غاون اإل،انضية اا ارىل
وكااةن أحااد اللغةعاار الز رفيااة اا،ة،ااية فيهااة فااي حضيااا اللعااور وااقطااةرل
وضن ما ظهرت بعضته عمى التراث اإل،نضي ب تى ضظةير .
وكةن ال ط اللربي ضممه ضما الم ة اللربية و،يمة التلبيار عان الحضاةرة
اإل،نضية وعةضنً ضه غضة ضن عواضا الوحدة فيهة.
_5سكان البالد المفتتحة أو الشعوب اإلسالمية:
كةن لم الوب الكميارة التاي د مات فاي اإل،انا أمار فاي تكاوين الحضاةرة
ار ض اان ال اابند حت ااى إن
اإل ،اانضيةل ذل اام أن الل اارب ل ااا يمبما اوا أن فتحا اوا كمي ا ًا
فتوح ااةتها اضت اادت ف ااي غح ااو ق اارن ض اان الزض ااةن ض ااة ب ااين الهغ ااد اارقًة والضح اايط
حغوبااةل مااا اغت اار
ااطم،ااي رًبااةل وضااة بااين بحاار قاازوين ااضةنً وبااند الغوبااة ً
اإل،اانا بلااد ذلاامل فااد ا إ،اابةغية وأح ازاء ضاان أوروبااة وحاازر البحاار ااباايض
الضتو،ط وآ،ية الع رى وأرضيغية وبند البمقةن.
22
كضااة اغت اار ااضةا بحاار قاازوين ود ااا الهغااد وضااة وراءيااةل وتو ااا فااي
إفريقيةل ويكذا اغضوى تحت لواء اإل،نا لوب كميارة كاةن لضلظضهاة ضاةض
23
وتتضيز بع ة عةضة بةعتداا ضغة هةل ولقد ييا ذلام كماه لمحضاةرة اإل،انضية
التااي غ ا ت فااي يااذ ااقااةليا أن تغضااو فااي بيسااة عاابة ضكت يااة بااذاتهة ضضااة
زودية بطةبا المقة وااعةلة.
_7التأ يرات األجنبية:
أف ااةدت الحض ااةرة اإل ،اانضية ض اان ال با ارات الب ا ارية ال ،ااةبقة والضلةعا ارة
الكةسغااة فااي اإلطااةر الح ارفااي ال،ااةبق ذكاار ل ضضااة زوديااة بةلحيويااة قواضكةغيااةت
الرقي والتطورل ذلم أن ياذا اإلطاةر الح ارفاي كاةن ضهاد الاديةغةت ال،اضةويةل
وض ااوطن أق اادا الحض ااةرات ف ااي الل ااةلا .كض ااة ك ااةن يق ااا ف ااي غ ااس الوق اات ب ااين
العاين اارقًة وأوروباة رًبااةل وكااةن ضمتقاى الطاارق التحةرياة والتيااةرات المقةفيااةل
وضن ما كةغات الحضاةرة اإل،انضية داسضاة انحتكاةم بةلحضاةرات اا ارى فاي
ال رق وفي ال ربل تتبةدا ضلهة الضلةرا وال برات.
يذا وقد أحضا بلاض الض،ت ارقين أياا التا ميرات ااحغبياة فاي الحضاةرة
اإل،نضية فيضة يمي:
_1ت ميرات يميغية (االسم مستمد من مين ،و و االسم العرقـي الـذي
ُيطمـــق عمـــ اليونـــانيين ،وذلـــك بجـــد م األســـطوري يمـــين ،و ـــي تســـمية
ــذ الحضــارة إذ عمومــا عم ـ
ً أطم هــا المخر ــون األوروبيــون واليربيــون
عـــدوا أنفســـهم ور ـــة ـــذ الحضـــارة التـــي تميـــزت بسنجازاتهـــا التاري يـــة
الرائعة).
د ما اات يا ااذ الت ا ا ميرات إلا ااى الحضا ااةرة اإل،ا اانضية عا اان طريا ااق ضا اادارس
المقةفة الهميغية في إغطةكية واإل،كغدرية وغي،ةبور و يرية.
24
_2تراث يهودي وض،يحي ض،تضد ضن التوراة واإلغحيا وال،ةضيةت.
_3ت ميرات إيراغية في ضحةا اإلدارة والحكا وال غون.
_4غظا روضةغية في كا بيزغطي.
_5ماايط ض اان المقةفي ااة الهغديااة والع اايغيةل ضم ااا اارقااةا الت ااي ُيق ااةا إن
اللارب غقموياة عان الهغادل وعاغةعة الاورق التاي ُياازعا أن اللارب تلمضوياة ضاان
العيغيين.
يااذا وينحااظ أن ي ااذ الت ا ميرات ااحغبي ااة لااا تكاان عواض ااا أ،ة،ااية ف ااي
تك ااوين الحض ااةرة اإل ،اانضيةل ذل اام أن اا ،ااةس الت ااي قةض اات عمي ااه الحض ااةرة
اإل،اانضية كااةن المقةفااة اللربيااة اإل،اانضية وتلااةليا اإل،اانا الااذي ياادعو إلااى
اللمااال ويوحااه ااغظااةر إلااى ضااة فااي الكااون وضااة فااي الااغ س ضاان أ،ارارل ااضاار
الذي ح ز الض،مضين إلى اإلقبةا عمى الضلرفاةل قوالاى اإللضاةا بةلمقةفاة ال،اةبقة
قوا،ة تهة.
وضن ما فين كغة ن غغكر أا الحضةرة اإل،نضية قد ا،تضدت ضن مقةفاةت
أ اارى أحغبي ااةل ،ا اواء ربي ااة أو اارقيةل ا ا غهة ف ااي ذل اام ا ا ن يري ااة ض اان
الحضةرات الراقية إن أغهة في حويرية تبقى حضةرة عربية إ،نضية.
25
محور لمحضارة السياسية
ًا ال الفة اإلسالمية بوصفها
العربية
26
معن ال الفة:
ال نفااة فااي الم ااة ضعاادر " مااا"ل ُيقااةا " م ااه نفااةل كااةن مي تااهل
وبقي بد .وال مي ة يو ال،مطةن ااعظال والحضا نسا و م ةء".
فةل نفااة ضوضااوعة فااي ااعااا ليكااون ال ا ص م ًااة احاادل وضاان مااا
ُ،ضي ضن ي ماا الر،اوا فاي تغ ياذ ااحكاةا ال ارعية مي اة .فقاد ماا الغباي
فااي أضتااهل فيقااةا مي ااة باايطنقل أو مي ااة ر،ااوا ا ل وا تُمااا فااي ت،ااضيته
اقتبة،ة ضن ال نفة اللةضة التي لآلدضيين في قولاه
ً مي ة ا ل ف حةز بلضها
تلةلى" :إني جاعل في األرض ميفة" .وقوله عز وحاا" :و و الـذي جعمكـم
األرض". الئ
ميفــة ال)ل واعتباار غ ،ااه وقااد غهااى أبااو بكاار الض،اامضين عاان ت،ااضيته
مي ة ر،وا ا ل فةن،ت نا إغضة يو في الحق ال ةسب ن الحةضر.
ال الفة عند ابن مدون: تعري
عاارا اباان ماادون ال نفااة بقولااه" :ال الفـــة ـــي حمـــل الكافـــة عمـــ
م تض النظر الشرعي في مصـالهم األ رويـة والدنيويـة الراجعـة إليهـا إذ
أحوال الـدنيا ترجـع كمهـا إلـ اعتبار ـا بمصـالح اآل ـرة ،فهـي فـي الح ي ـة
الفة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا".
معن ال الفة عند الشيعة
27
يطم ااق بل ااض الض ،اامضينل وب ةع ااة ال اايلة عم ااى ال مي ااة لق ااب "إمـــام"
ت بيهًة بيضةا العنة في اتبةعاه وانقتاداء باهل ولاذا ي،اضون ال نفاة "اإلمامـة
الكبرى".
الصالح: معن ال الفة عند السم
ذيا ااب ال،ا ااما إلا ااى أن أ،ا ااةس كا ااا حكا ااا فا ااي اإل،ا اانا "ال الفـــــة" أو
"اإلمامة"ل وحروا في تلريا ال الفة عمى أغهة رية،ة في أضور الادين والادغية
غيةبة عن ر،اوا ا ل وأن ضغزلاة ال مي اة ضان ااضاة ياي ضغزلاة ر،اوا ا ضان
الض ااؤضغينل ل ااه عم اايها الوني ااة اللةض ااة والطةع ااة التةض ااةل ول ااه ح ااق القي ااةا عم ااى
دياغهال فيقاايا فايها حاادود ل ويغ اذ اراسلهل ولاه حااق القياةا عمااى اسون دغيااةيا
أيضااة .بيااد وحااد زضااةا ااضااةل فكااا ونيااة ض،ااتضدة ضغااهل وكااا طااة ديغيااة أو
ً
دغيوية ضت رعة عن ضغعبهل فهو الحةكا الزضغيل ويو الحةكا الروحي.
الفرق بين ال الفة وسمطة ال ياصرة:
تتضيااز ال نفااة عاان ،اامطة القيةع ارة واابااةطرة وااكة ،ارة ب ا ن ال نفااة
ت ضا ال،مطتين الديغية -الدغيوية)ل أضة ،مطة القيةعارة فتغحعار فاي حضاا
الكةفة عمى ضقتضى الغظر اللقمي في حمب الضعةل الدغيوية.
وقااد يظهاار ال اارق بااين ال،اامطتين كبيا ًارال وضرحلهضااة إلااى ضباادأ واحاادل ان
حكضااة ضطمقًااةل إضااة أن
الااذي يت ا تى لااه أن يتااولى أضااور الغااةسل ويحكااا فاايها ً
ي،ااير بهااا عمااى قااةغون ض ااروض أو عمااى ضقتضااى ضيولااه وأ ارضااهل وأكماار
حكةا اللةلا الضتضدن يحكضاون بقاواغين ،ية،اية وضالهة عقانء ااضاةل وأكاةبر
الدولةل يطيلهة الغةسل ويحرون عمى أحكةضهة.
28
أضة ال نفة فيغهاة ضقيادة بقاواغين ديغياة ارعية ي،اوس ال مي اة بهاة أضتاهل
ويحضااا الغااةس عمااى أحكةضهااة بةلغيةبااة عاان الر،ااوا عااةحب تماام ال اريلةل
وضن يذا القبيا ا تضةا ال نفة عمى اإلضةضة.
الفـــرق بـــين ال الفـــة واإلمبراطوريـــة الرومانيـــة فـــي أوروبـــا العصـــور
الوسط :
ح ااةوا كمي اار ض اان الض،ت اارقين أن ي اابهوا ال نف ااة بغظ ااةا اإلضبراطوري ااة
في أوروبة في اللعور الو،اطىل وراح بلضاها الروضةغية الضقد،ة الذي غ
يح ااةوا التقري ااب ب ااين الغظ ااةضينل والتا ا ليا ب ااين الض ااذيبينل ولك اان الواق ااا أن
ال نفة يءل واإلضبراطورية الضقد،ة يء آ ر.
وكاةن الســير تومــاس أرنولــد ضان الض،ت اارقين القنسااا الاذين فطغاوا إلااى
ال رق بين الغظةضينل فقةا" :لضة عرح البابا أينوست ال الـث با ن الض،اي قاد
أيضااةل
ا،ااتودع بطــرس الرســول ااسون الكغي،ااة اللةلضيااةل وحكااا اللااةلا كمااه ً
أعمن ضذيب الدين اللةلضي الذي كةغت تدعو إليه الكغي،اة ضغاذ غ ا تهةل وضان
اور
يغااة غ ا ت فكارة اإلضبراطوريااة الروضةغيااة الضقد،ااةل التااي يكااون فيهااة إضب ارطا ًا
وحةكضااة ضر ا ًادا ل ااسون الضااؤضغين الدغيويااة ب،اامطةت وا،االة حا غدا حتااى
ً عةلضغيااةل
تلا ،مطغه اللةلا كمه.
واإل،ا اانا كا ااذلم ديا اان عا ااةلضي يا اادعو حضيا ااا الغا ااةس إلا ااى اإليضا ااةن با ااة
الوبة ةضالة لم،ايةدة اإل،انضية التاي
ً ور،ولهل أو يدفلون الحزية بوع ها
ي را عميهة ،ية،غية وديغغية ال مي ة.
29
وضا وحود فكرة أو ضبدأ ال،يطرة اللةلضية بين الضذيبينل فيغهضة ي تم اةن
فيضة بيغهضة ل،ببين:
األول :اإلضبراطوريااة الروضةغيااة الضقد،ااة لااا تكاان ض،ااتحدمة الوحااودل بااا
يااي ضغبمقااة عاان إضبراطوريااة ومغيااة ،ااةبقةل أضااة ال نفااة فهااي غظااةا ض،ااتحدث
وليد ظروا وأحواا غ ت عغد وفةة الر،وا عمى ا عميه و،ما.
ال ـــاني :غح ااد ف ااي اإلضبراطوري ااة الروضةغي ااة الضقد ،ااة حا اةكضينل أح ااديضة
زضغااي)ل ويااو اإلضب ارطااورل واآل اار روحااي)ل ويااو البةبااةل أضااة ال نفااة فااي
الغظةا اإل،نضيل فهي تغظر إلى ال مي ة بوع ه حةكا ،ية،ي وديغايل لكان
وظي ته الديغية ن تتلدى الضحةفظة عمى ال سون الديغية الضقررة فاي اإل،انال
ولاايس لااه ،اامطةت ديغيااة كهااذ التااي يااغلا بهااة البةبااة (مـــن عصـــمة وذفـــران
لم طايا) ،ان ضماا ياذ ااضاور لي،ات ضان ا ن ال مي اة فاي كميار ون قمياال
قواغضااة يااي اايء بااين الضاارء وربااهل وا وحااد عغااد الض،اامضين ي اار ويع ا
ويضحو الذغوب.
إن ال،اابب فااي يااذ الغظريااة ال ةطسااة التااي ف اات بااين الض،ت اارقين ضاان
وح ااود ت ااةبه ب ااين ال نف ااة واإلضبراطوري ااة الروضةغي ااة الضقد ،ااة تل ااود إل ااى أن
الض،ت رقين غظروا إلى ال نفة غظاريا إلاى البةبوباةل وفاي ذلام يقاوا أرغولاد:
"إن اللقي اادة اإل ،اانضية الضتلمق ااة ب ااة وعا ا ةته ت تم ااا ا تنفً ااة عظي ًض ااة ع اان
ايسة
اا ً العا ا ةت اإللهيا ااة فا ااي ال اادين الض،ا اايحيل فةإل،ا اانا يلتب اار ع ا ا ةت ا
ةع ااة ب ااة دون ي اار ض اان الض موق ااةتل ون ي ااةركه فيه ااة أح اادل ون يتلم ااق
ً
ببلضهة أحدل ويي إلى ذلم تربط اللنقةت بين الض،ما وربه ارتبةطًة ي تماا
31
كا ا ااا ان ا ا ااتنا عا ا اان اللنقا ا ااةت الضقا ا ااررة با ا ااين الض،ا ا اايحي وا فا ا ااي الا ا اادين
الض،يحي".
وفي ال،غة في اإل،نا –ويي ضة وافاق عمياه أكمرياة الض،امضين تقارر أن
أحا ًادا ضاان الض،اامضين ن ي،ااتطيا أن يقااوا إغااه أقاارب إلااى ا ضاان ياار ل وكااا
الض،ا اامضين ،ا اواء فا ااي طةعا ااة ا وانغقيا ااةد اواضا اار وغواييا ااهل ون يوحا ااد فا ااي
اإل،نا اغ عةا بين الدولاة والادين كضاة يوحاد فاي الض،ايحيةل ذلام انغ عاةا
الذي أدى إلى نفةت عغي ة في الدولة الض،يحية في القرون الضةضية.
ولكي غ ها غظةا ال نفة –كضة يقاوا أرغولاد -يحاب أن غلماا أن ال مي اة
ضوظ ااا ،ية ،ااي قب ااا أن يك ااون ضوظ ً ااة ديغغي ااةل وأن الواحب ااةت الديغي ااة الضمق ااةة
عمى عةتقه ن تلطيه حقوقًة ديغياة أو روحياة تحلماه يضتاةز بهاة عان يار ضان
الض،مضين.
الفرق بين الشيعة والسنة في النظر إل سمطات ال ميفة:
ل،غة غغكر أن ال مي ة كةن يغلا ب،مطةت ،ية،ية عظيضاةل لكان ،امطةته
الديغية ضالي ة حا غدا –وياذ ياي غظرياة ال،اغة فاي ياذا الضوضاوع -التاي تارى
أن ال نف ااة ف ااي الواق ااا ض ااا عا ا تهة الديغي ااةل ن ت ااغلا ب اايء ض اان ال ،اامطةت
الديغياةل وضاة يلطياه ياذا الضغعاب لعااةحبه ضان ،امطةت ديغياة ن يرفلاه عاان
ير ضن الض،مضين ل لا يذ ال،امطةت ياي ،اواء عغاد الحضياال ون تتلماق باه
وحد في كمير ون قميا.
قوان كااةن ال اايلة يااذيبون إلااى أن اإلمــامل ويااو الم ااظ الااذي ي،ااضون بااه
ال مي ة "يحب أن ُي وض أضار إلاى غظار ااضاةل وأن اإلضةضاة ركان ضان أركاةن
31
الدينل ون يحوز لغبي إ ةلاهل ون ت ويضاه إلاى ااضاةل باا يحاب عمياه تلياين
ضلعوضة عن الكبةسر والع ةسر".
ً اإلضةا لهال وأن يكون يذا اإلضةا
ال الفة عند األحزاب اإلسالمية:
لاا ُي اار القارآن الكاريا إلااى غظااةا الحكاا الااذي يتبلااه الض،امضون بلااد وفااةة
الر،وا عمى ا عميه و،مال ولكن اآليةت القرآغية تحض عمى طةعاة أولاي
ااضر .قةا تلةلى" :أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم".
وبلا ااد وفا ااةة الر،ا ااوا عا اامى ا عميا ااه و،ا ااما تا ااولى ال م ا ااةء ال ار ا اادون
ااربلةل وكةغات طريقاة تاوليها اغت ةبياة اوريةل ولكان ال نفاة فاي اللعارين
ااض ا ااوي واللبة ،ا ااي تحول ا اات إل ا ااى حك ا ااا و ارم ا ااي ضطم ا ااق تغقع ا ااه الديضقراطي ا ااة
32
عمااى حااديث اريا يقااوا" :األئمـــة مـــن قــريش" .وكااةن الر،ااوا عاامى ا
عيضااة لمض،اامضينل وكااةن ا تيااةر
عميااه و،ااما يااؤا الغااةس فااي العاانة بوع ا ه ز ً
الر،وا عمى ا عميه و،ما ابي بكر ليعمي بةلض،مضين نا ضرضاه ضان
اا،ةغيد التي اعتضد عميهة أبو بكر في تولي ال نفة.
ولكاان ااغعااةر أروا أغهااا أحااق الض،اامضين بةل نفااةل فهااا الااذين غعااروا
الر ،ااوا ع اامى ا عمي ااه و ،اامال والض ،اامضين ف ااي ضحغ ااتهال ورحبا اوا به ااا ف ااي
الضديغا ااةل و ا ااةركويا أض ا اوالها وأرضا ااهال وكا ااةن لت ييا ااديا ااما اار ااكبا اار فا ااي
اغتعةر اإل،نا.
_2الشيعة:
ياارى حاازب ال اايلة أن عمااي باان أبااي طةلااب وأوند ضاان بلااد يااا أحااق
الض ،اامضين ف ااي ال نف ااةل يتولوغه ااة بةلو ارم ااةل وال اايلة تحل ااا لم مي ااة عا ا ةت
ديغيةل فهو ض،تودع اللما ال رعيل ويو وحد الذي ي هاا القارآن وال،اغةل ولاه
حق ت ،يريضةل ولذا لقبوا ال مي ة بمقب إمام اغها يلدوغه قدوة لها.
كةغت ةية حازب ال ايلة فاي أوا غ ا تها ن تلادو الضطةلباة بحاق عماي
بن أبي طةلاب بةل نفاة بلاد الر،اوا عامى ا عمياه و،امال ولضاة تاولى عماي
اعتب اارو الوع ااي واإلض ااةال فق ااةلوا" :ليســـت اإلمامـــة قضـــية مصـــمحية تنـــاط
با تيار العامة ،وينتصب اإلمام بنصبهم ،بل ي قضية أصولية .و ركـن
الدين ال يجوز لمرسول صم ال عميـه وسـمم إذفالـه وا مالـه وال تفويضـه
إل العامة وارساله.
33
ويجمع ال ـوم بوجـوب التعيـين والت صـيص ،وبوجـوب عصـمة األئمـة
ُ
وجوبا عن الكبائر والصيائر".
ً
ولااذا أروا أن عمغيااة يااو الااذي عيغااه الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما بلااد ل
غعوعة كميرة.
ً ويوردون لذلم
_3ال وارج:
ياارى ال اوارج عااحة نفااة أبااي بكاار وعضاار لعااحة اغت ةبهضااةل وقااةلوا
بعااحة نفااة عمضااةن فااي ،ااغيغه ااولااى .كضااة أقااروا بعااحة نفااة عماايل
ولكغها قةلوا إغه أ ط في التحكيال وحكضوا عميه بةلك ر.
أ،،اة ن تياةر
كضة ك اروا طمحاة والزبيار وعةس اة والحكضاينل ماا وضالوا ً
ال مي ااةل "فجــوزوا أن تكــون اإلمامــة فــي ذيــر قــريش ،وكــل َمــن ينصــبونه
بـرأيهم وعاشــر النــاس عم ـ مــا م م ـوا لــه مــن العــدل واجتنــاب الجــور كــان
إماما ،و َمن رج عميه يجب نصب ال تال معه ،وأنه إن ذير السيرة وعـدل
ً
عن الحق وجب عزله أو قتمه ،و م أشد الناس قـوالً بال يـاس ،وجـوزوا أال
عبـدا أو
إمامـا أصـالً ،وان أُحتـيه إليـه ،فيجـوز أن يكـون ً
يكون فـي العـالم ً
حر أو نبطيًّا أو قريشيًّا".
ًّا
تتحمااى الغزعااة القبميااة فااي ضبااةدئ ال اوارج ال،ية،اايةل فقااد ضماوا ال ضااوع
لم،مطةن والحكا الضركزيل وغرى فيهة ضلةلا ال،ا ط عماى قاريش والتاذضر ضان
ا،ااتسمةرية بةل نفااةل فتربع اوا ال رعااة للماايل ووحاادوية بلااد قبولااه التحكاايال
وضحاو لقاب إضارة الضاؤضغين ضان عااحي ة التحكايال فا عمغوا اغتازاع ال نفاة ضاان
قا اريشل و اروا أن تلق ااد ال نف ااة افض ااا أبغ ااةء ااض ااة اإل ،اانضية ع اان طري ااق
34
"عبـدا حبشـيًّا" ن يقاا أيمياة
ً ان تيةر الضطمق ضن كا قيدل با ذيباوا إلاى أن
وغ،بة.
ح،بة ً
ا،تلدادا عن ،ميا أعظا القبةسا ً
ً لم نفة و
إغهااا لااا يغظااروا إلااى قاريش غظارة تقااديسل فر باوا فااي رساايس ضاان دضااةسها
حتى ي،تطيلوا طةعتاهل وعادوا حاديث الر،اوا عامى ا عمياه و،اما "األئمـة
ضوضوعة ن يلتد باهل وكاةن أوا َض ْان عاةرض ياذا الحاديث
ً من قريش" حديمًة
ســـعد بـــن عبـــادة بلااد وفااةة الر،ااوا عاامى ا عميااه و،اامال مااا ،ااكتت يااذ
الضلةرضاة طاواا عهاود أباي بكار وعضار وعمضاةن وعمايل حتاى عاةدت ب ضااا
ال وارج.
كةن ال وارج يدعون إلى أن تكون ال نفة اورى باين الض،امضينل وياذ
ال كارة إ،اانضية عربيااة دعااة إليهااة الق ارآن وأقريااة عضاار باان ال طااةب لضااة حلااا
أ،ة،ة ن تيةر مي ته.
ً ال ورى
بين ال وارج والمذ ب الشيعي في سمطة ال ميفة: وجه ال ال
و ااةلا ال اوارج الضااذيب ال اايلي الااذي يحااا ال نفااة فااي بياات الر،ااوا
ع اامى ا عمي ااه و ،اامال والض ااذيب ال ااذي ي اادعو إل ااى أن تك ااون ال نف ااة ف ااي
قريشل وأضةا ال وارج إلى ضبدأ ان تيةر ضباةدئ أ ارىل فيارون أن ال مي اة
ضاار ا عمااى قبااوا ال نفااةل ون يحااق لااه الغاازوا عغهااةل قواذا ياار ،اايرته وحااةد
عن الحق وحب عزله أو قتمه.
ويرى وداب ش أن يذا الضبدأ حضا الموار عمى قتاا عمضاةن حاين يار
وبدا ،ية،ته.
35
اذيبة بليا ًادال فاايذا لااا تضكااغها الظااروا ضاان
يااذيب ال اوارج فااي ال نفااة ضا ً
تحقيق اا،س التي وضالوية ن تياةر ال مي اةل فان ضاةغا ضان ان،ات غةء عان
الحكوضة وعن ال نفةل ان الغةس يتوازعاون ويتكاةفون بةحتياةج بلضاها إلاى
بلضل وا تبةم عنقةتهال ف ي ذلم ضة يك ي لرديا عان الظماا وعاديا عان
الحور وعدا انغعةا.
ُيليب ابن عبد رباه عماى ال اوارج ياذا الارأيل فيقاوا" :إنمـا مـذ بهم أال
فاجرا".
بر كان أو ً
أميرا ،والبد من أمير ًّا
يكون ً
_4المرجئة:
ظهر حازب الضرحساة بلاد ظهاور حزباي ال ايلة وال اوارج وا اتداد الغازاع
والحداا بيغهضةل فةل وارج يك رون عمغية وعمضاةن والحكضاينل وال ايلة تك ار أباة
بكر وعضر وعمضةن.
وكنيض ااة يك ا اار ااضا ااويينل وااضويا ااون ي ااروغها ا ااةرحين عا اان الطةعا ااةل
وكةغا اات الضرحسا ااة تا اارى أن ال ا اوارج وال ا اايلة وااضا ااويين ضا ااؤضغينل وبلضا ااها
ض ط ا ل والاابلض عمااى حااقل ولكاان ضاان العاالب تبيااةن ذلاامل ولااذا يرحسااون
أضوريا إلى يوا القيةضة.
تت ااق الضرحسااة ضااا ال اايلة الزيديااة فااي رأيهااا فااي اإلضااةال فيحتضااون أن
يكااون ضاان ق اريشل عمااى أن يغااةم أضااور ت تمااا فيهااة يةتااةن ال رقتااةنل فااآراء
الضرحسااة التااي تاادا عمااى الت،ااةض والت،ااةيا تتلااةرض ضااا ر بااة ال اايلة فااي
ضؤ ،ااس عم ااى ال ا اريلة اإللهي ااةل وضحكوض ااة ب ااآا
قي ااةا دول ااة ذات حك ااا إله ااي َ
الر،وا عمى ا عميه و،ما.
36
كضااة أن الضرحسااة كااةغوا يلترفااون ب اارعية حكوضااة ااضااويينل بيغضااة يلضااا
ال يلة عمى ضغةيضة يذ الحكوضة.
_5المعتزلة أو ال درية:
كةغ اات حضةع ااة الضلتزل ااة ف ااي بداي ااة أضري ااة حضةع ااة ديغي ااة ن د ااا له ااة
بةل،ية،ااةل عمااى عكااس ضااةت كااةن عميااه ال اوارج وال اايلة والضرحسااةل إن أغهااة
ضزحاات تلةليضهااة الديغيااة بضبااةدئ ،ية،اايةل كااةن ضاان أبرزيااة ض،ا لة ال نفااة أو
اإلضةضةل وقاد ضةلات فرقاة الضلتزلاة إلاى آراء ال اوارجل فقاد غاةدى الضلتزلاة با ن
ا تيةر ال مي ة ض وض إلى الض،مضين.
ويرى بلض الكتةب أن الضلتزلة كاةغوا ضاضن حازب ال اوارجل ماا اغ اقوا
عميه .يم ص الضاؤرخ الض،الودي غظرياة الضلتزلاة فاي ال نفاة بقولاه" :يـذ ب
المعتزلة إل أن اإلمامة ا تيار من األمة ،وذلك أن ال عز وجل لم يـنص
عم رجل بعينه ،وأن ا تيار ذلك مفوض إل األمة ت تار رجالً منهـا ينفـذ
فيهــا أحكامــه س ـواء أكــان قريشــيًّا أم ذيــر مــن أ ــل ممــة اإلســالم ،وأ ــل
العدالة واإليمان ،ولـم يراعـوا فـي ذلـك النسـب وال ذيـر ،وواجـب عمـ أ ـل
كل عصر أن يفعموا ذلك".
شروط ال الفة:
ال نفااة ضاربةن :ا تياريــة وقهريــة .ان تيةريااة يااي التااي تكااون غتيحااة
اغت ااةب ااضااة وبيلتهااة ورضااةية .وي ااترط فاايضن يكااون ض،ااتحقًة لهااة أن يكااون
حةضلااة لمع ا ةت الضطموبااةل وال ااروط النزضااة لهااة أربلااة( :العمــم -العدالــة-
ً
الكفايـــة "وضلغةيااة أن يتااوفر فاايضن يتااولى ال نفااة أن يتضتااا بةلغحاادة والح ارأة
37
وال حةعةل ضضة يؤيمه لقيةدة الحيوش فاي الحاروبل وح،ان اإلدارة ال،ية،ايةل
والاادفةع ع اان ااضااة" -ســـالمة الحـــواس واألعضـــاء)ل ضضااة ي ااؤمر فااي الا ارأي
واللضا وا تم وا في رط ةضسل ويو الغ،ب القري ي.
إذا كةغاات ال ااروط ااربلااة ال،ااةبقة ضاارورية لكااا ضر ا لم نفااةل فااين
ال رط ال ةضس لا يحز إحضةع الغاةس ليعاب قةعادة ضقاررةل وب ةعاة ولايس
فااي اإل،اانا ت ضاايا للربااي عمااى أعحضااي ضاان الض،اامضين إن بااةلتقوى واللضااا
العااةل ل فاايذا كااةن اإل،اانا يضغااا الض ةضاامة بااين اللربااي وااعحضاايل فضاان
الض روض أن يضغلهة بين اللربي واللربي.
وأضااة ال نفااة القهريااةل فهااي التااي غةلهااة عااةحبهة بةل مبااة والقااوةل وياارى
ال قهااةء اغلقةديااة ولاازوا الطةعااة لعااةحبهة حتااى ن تكااون فتغااة عةضااة ومااورة
حةرفة قد تضزق اللةلا اإل،نضي.
أل اب ال ميفة:
ات ااذ ال مي ااة منمااة ألقااةب( :ال ميفــة -أميــر المــخمنين -اإلمــام) .أضااة
لقب ال مي ةل فقد ورد في القرآن ير ضرةل ولكغه لا يرد باةلضلغى الاذي عاةر
ا،ااتلضةله فااي عهااد الدولااة اإل،اانضيةل وأوا َضا ْان لُقىاب بهااذا المقااب يااو ال مي ااة
ااوا( :أبو بكر الصديق).
وكااةن ُيطمااق عمااى أبااي بكاار ( ميفــة رســول ال)ل وفمضااة تااولى ال مي ااة
عضر بن ال طاةب كاةغوا ي ةطبوغاه أوا ااضار قاةسمين :ياة مي اة مي اة ر،اوا
ا ل وكااةن يااذا المقااب مقااينً عمااى اآلذانل فاادعت الحةلااة إلااى ا،ااتلضةا لقااب
آ ر أ،ها وأفضاال فة،اتلضموا لقاب (أميـر المـخمنين)ل وكاةن عضار أوا َض ْان
38
لُقىب بذلمل وقد تاردد عضار فاي قباوا ياذا المقاب فاي أوا ااضارل لضاة فياه ضان
الزيو و ينءل ما ارتضة وقبمه حين لا يحد أفضا ضغه.
أضااة كمضااة (اإلمــام) ،فقااد وردت فااي القارآنل وكةغاات تلغااي أوا ااضاار ضااة
ال،ااغة إن قمااينًل وا،ااتلضمهة ال اايلة
تلغيااه كمضااة ( ميفــة) ،ولااا تُ،ااتلضا عغااد ُ
أكم اار ض ااغهال ف ااذوا ُيطمقوغه ااة عم ااى أسض ااتها ض اان أوند عم ااي ب اان أب ااي طةل ااب
وفةطضة بغت الر،وا عمى ا عميه و،ما.
وتتضما فاي ل اظ (اإلمـام) العا ة الديغياة ضان حياث اإلضةضاة فاي العانة
التااي تارتبط ارتبةطًااة وميقًااة بةلاادينل ولااذا غاارى أن ال اايلة ي،ااتلضمون يااذا الم ااظ
اغها يلتقدون أن افراد البيت اللموي الذين يرون أحقيتها قوة إلهية ضقد،اة.
كضااة يلتقاادون فااي الضهاادي أي الهااةدي إلااى الطريااق الض،ااتقيال وقااد ورد ل ااظ
إضةا في القرآن بضلغى الزعيا أو الدليا أو الرسيس.
كضااة فااي يااذ اآليااة الكريضااة" :وجعمـــنهم أئمــة يهــدون بأمرنــا وأوحينـــا
إليهم فعل ال يرات".
تحاادث (أرنولـــد) عاان ألقااةب ال مي ااةل فقااةا" :إن ألقااةب ال قهااةء حيغض ااة
تضةضاةل فماا يظ اروا
أ ذوا يبحمون عن ،غد ن،تلضةا ألقةب ال مي اة لاا يوفقاوا ً
بم ظ (إمام) بةلضلغى الذي أرادو ".
وعمااى الاار ا ضاان أغهااا قااد ظ ااروا بم ااظ ( ميفــة)ل ف اان ذلاام لااا ياارد فااي
القارآن بااةلضلغى الضقعااود فااي اإل،اانال وقااد بحااث فقهااةء الض،اامضين عاان ،ااغد
في القرآن يبغون عميه غظريتها في ال نفة .كضة رحاا رحاةا الادين الض،ايحي
إلااى اإلغحيااا لنيتااداء إلااى اا اراض البةبويااة واإلضبراطوريااةل وضااا أن ل ااظ
39
( ميفــة) قااد ورد فااي القارآنل فيغغااة ن غ،ااتطيا ضااا ذلاام أن غ،ااتدا ضغااه عمااى
وحود غظةا ،ية،ي لحكا الض،مضين.
واجبات ال ميفة:
يقااا عمااى عااةتق ال مي ااة القيااةا بلاادد ضاان الواحبااةتل وفيضااة ي ا تي بيااةن
بلضهة:
_1ح ااظ الاادين عمااى أعااوله الض،ااتقرةل ويااو ضااة أحضااا عميااه ال،اامال
حيث يحب تبيين الححة والعواب لكا ضبتدع أو عةحب بهة.
_2تطبيااق أحك ااةا ال اريلة ف ااي حااا ال ع ااوضةت بحيااث ي ،ااود الل اادا
واإلغعةال فن يتلدى ظةلال ون ُيضلا ضظموا.
_3حضةيا ااة اا ارضا ااي اإل،ا اانضية ضا اان أي اعتا ااداءل وتحعا اايغهة بةللا اادة
الضةغلااة والقااوة الدافلااة حتااى ن يااتضكن أعااداء ااضااة ضاان احتنلهااةل واغتهااةم
الحرضةت و ،م دضةء الض،مضين أو الضلةيدين.
_4حضا العدقةت عمى الوحه الاذي أوحباه ا تلاةلى ضان يار اوا
ون تل،ا.
_5ان تيا ااةر العا ااحي لمرحا ااةا ااضغا ااةء أعا ااحةب ال ا ارأي والغعا اايحةل
وتكمي ها القيةا ب عضةا الدولة حتى يقوضوا بوظةس ها بكا ك ةءة وأضةغة.
_6الح ااةظ عمااى الضااةا اللااةال وعاارا اللطةيااة ضاان ياار إ ،اراا ون
ب ال ودفلهة في الوقت الضغة،ب.
_7ح ااظ حق ااوق اللب ااةد ض اان الض اايةع وحضةي ااة ضح ااةرا ا تل ااةلى ض اان
انغتهةم ضن نا إقةضة الحدود.
41
_8القيةا ب ضر الادعوة إلاى ا تلاةلىل وحهاةد كاا ضان يقاا فاي طرياق
وعوا اإل،نا إلى الغةس.
عالمات وشارات ال الفة:
أوالً :عالمات ال الفة:
_1البــردة :يااي بااردة الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما التااي كااةن يرتااديهة
إلى أن أعطةية لم ةعر بن زييار بان أباي ،امضىل الاذي كاةن قاد أعمان توبتاه
وغدضه عمى يحاةء الر،اوا عامى ا عمياه و،امال ماا ضادح الر،اوا بقعايدته
الض ااهورة التااي ضطملهااة( :بانــت ســعاد ف مبــي اليــوم متبــول)ل وتااداوا أيااا
كلب البردة إلى أن ا تراية ضغها ضلةوية بن أبي ،يةن با ربلين ألاا درياال
وتوارمهة ااضويون واللبة،يون.
ةتضااة حيغضااة بلااث
_2ال ـــاتم :عااغا الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما ً
كتب ااة ب ي اار أ ت ااةال
الض ااهور إل ااى ك ،اارى ف ااةرسل وك ااةن ااكة،ا ارة ن يقبم ااون ً
ةتضااة ضاان فضااةل وغقااش عميااه (محمــد
فعااغا الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما ً
رسول ال) ،واغتقا ال ةتا إلى أباي بكار ماا إلاى عضار ماا إلاى عمضاةنل ولكان
ةتضاة ضمماهل
ال ةتا ،قط ضن أعبا عمضةن في بئر أريس ،فةعاطغا عمضاةن ً
وحرص كا مي اة عماى اعاطغةع اةتا ي تضاون باه كتابها باةلطين أو الضاداد
أو ال ضال.
كااةن ضلةويااة باان أبااي ،ا يةن يااو أوا َضا ْان أغ ا دياوان ال ااةتال فقااد زور
عضاارو باان الزبياار فااي كتااةب لضلةويااة لواليااه بااةللراق زيااةد باان أبيااه ي ا ضر فيااه
41
بضااغ عضاارو ضةسااة ألااا دريااال فحلااا عضاارو الضةسااة ألااا ضااةستين ألااال ف ا راد
ضلةوية تنفي في ضما يذا الحةدث.
_3ال ضــيب :يااو ضاان تركااة الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما التااي يااي
عاادقةل ويااو ،ااي ه عاامى ا عميااه و،اامال وقااد عااةر ضااا البااردة ضاان االةر
ال نفااةل وكااةن الر،ااا أن يكااون بيااد ال مي ااة فااي الضواكاابل فكااةغوا يطرحااون
وركوباة .يقاوا ابان كميار فاي تةري اه
ً حمو،اة
ً البردة عماى أكتاةفها فاي الضواكاب
البداية والغهةية" :كاةن ال مي اة يمب،اهة ياوا اللياد عماى كت ياهل وي اذ القضايب
الضغ،ااوب إلااى الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما فااي إحاادى يديااهل في اارج وعميااه
ضن ال،كيغة والوقةر ضة يعدع القموبل ويبهر اابعةر".
انيا :شارات ال الفة:
ً
_1ال طبة :يي الدعةء لم م ةء عمى الضغةبر في العانةل وأعامهة أن
ال م ةء كةغوا يتولون إضةضة العنة ب غ ،اهال فكاةغوا ي تضاون فاروض العانة
بةل اادعةء لمر ،ااوا والرض ااى ع اان الع ااحةبةل فمض ااة فتحا اوا ال اابندل وبلما اوا إليه ااة
اللضااةال وعااةر الااونة يتولااون إضةضااة العاانة فااي ونيااتهال فكااةغوا إذا عااموا
تضاوا العاانة بةلاادعةء لم م ااةءل وأوا ضاان فلااا ذلاام ضااغها يااو عبــد ال بــن
عبــاس لضااة تااولى البعارة فااي عهااد عمــي بــن أبــي طالــبل حيااث وقااا عمااى
ضغباار البع ارةل وقااةا" :المهــم انصــر عميًّــا" .مااا أعااب ُعرفًااةل فعااةر ياادعي
لم مي ة عمى ضغةبر البند التي ت ضا ل،مطته.
_2الســـكة (العممـــة) :وضاان ااةرات ال نفااة غق ااش ا،ااا ال مي ااة عم ااى
ال،كة أي اللضمة بطةبا ضن حديد.
42
_3الطراز :حرص ال م ةء ااضويون ماا اللبة،ايون عماى ر،اا أ،اضةسها
أو عنضةت ضضيزة عمى أموابهال وعمى ميةب كبةر رحةلها وحغوديا.
43
النظام ال ضائي
44
أ :ال ضاء
معن ال ضاء:
وقطلاة
ً القضةء يو ال عا باين الغاةس فاي عاوضةتها حً ،اضة لمتاداعيل
لمتغةزع.
في اللعر الحةيمي كةن ايخ القبيماة يحكاا باين أفرادياة ح،اب اللارا
واللااةدات والتقةليااد اللربيااةل ولكاان بضحاايء اإل،اانا تااولى الر،ااوا عاامى ا
عميااه و،ااما ال عااا فااي ال عااوضةت بلااد ا،ااتقرار فااي الضديغااةل حيااث عقااد
عه ًادا بااين الضهاةحرين وأيااا الضديغااة ضان الض،اامضين واليهاودل وحااةء فيااه" :وأنــه
فسـاد ،فـسن ما كان بين أ ل ـذ الصـحيفة مـن حـدث أو اشـتجار ي ـا
مرد إل ال عز وجل ،وال محمد رسول ال صم ال عميه وسمم".
لااا يكاان فااي زضاان الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما قااةض ،اوا ا،اابةب
ضغهة:
ضن كةن ي عا بيغها.
_1اغه عمى ا عميه و،ما يو ْ
_2قمة عدد الضتقةضين.
_3ب،ةطة ااضة وضيق رقلتهةل حيث أزاا اإل،نا ضاة كاةن بياغها ضان
الب ضةءل وألَّا بين قموبها.
ولا ي عاص الر،اوا عامى ا عمياه و،اما رحانً لمقضاةءل قواغضاة يلهاد
أحيةغااة يلهااد إلااى
بااه إلااى بلااض ونة ااقااةليا ضااضن تااوليتها أضااور الونيااةل و ً
بلض أعحةبه ب ض بلض ال عوضةتل وكاةن الضت ةعاضةن يحضاران إلياه
بيرادتهضةل في،ضا كنا كا ضغهضة.
45
أ م طرق اإل بات:
قد تكون أيا طرق اإلمباةت ياي( :البينـة -اليمـين -شـهادة الشـهود-
الكتابة -الفراسة)ل و يرية ضن الطرق.
قااةا الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما" :البينــة عم ـ َمــن ادع ـ ،واليمــين
عم َمن أنكر".
ويقااوا الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما" :أمــرت أن أحكــم بالظــا ر ،وال
يتول السرائر".
كااةن الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما ن ُيحااةبي أحا ًادا ضاان الضت ةعااضينل
فقد أُمر عغه قاةا" :إذا جمس بين يديك ال صـمان ،فـال ت ضـي حتـ تسـمع
كـــالم اآل ـــر كمـــا ســـمعت كـــالم األول ،فسنـــه أحـــرى أن يتبـــين لـــك وجـــه
ال ضــاء ".وروى ض،ااما أغااه قااةا عاامى ا عميااه و،ااما" :إذا اجتهــد الحــاكم،
فأصاب ،فمه أجران ،وان أ طأ ،فمه أجر".
بلااد ات،ااةع رقلااة الدولااة اإل،اانضية يا ذن الر،ااوا عاامى ا عميااه و،ااما
لبلض العحةبة بةلقضةء بين الغاةس بالكتاب والسنة واالجتهاد أو ال يـاس.
كضة ي ذن لمبلض بةل تيةل وضضن ا تهر بةل تية ضن العحةبة في عهد الر،اوا
عاامى ا عميااه و،ااما ضةسااة وواحااد ومنمااون رحانً واضارأةل وضااغها ،اايدغة عضاار
باان ال طااةبل وعمااي باان أبااي طةلاابل عبااد ا باان ض،االودل وزيااد باان مةبااتل
وعبااد ا باان عضاارل وعبااد ا باان عبااةسل وال،اايدة عةس ااة رضااي ا عااغها
حضيلة.
ً
46
ال ضاء في عهد ال مفاء الراشدين:
أوالً :في الفة أبي بكر الصديق:
تااولى عضاار باان ال طااةب القضااةء فااي نفااة أبااي بكاار العااديقل وظااا
عااةضين ن ي تيااه ضت ةعااضةن لمــا عــر عنــه مــن الشــدة والحــزم ،ولااا يتمقااب
ٍ
قةض في نفة أبي بكر. بمقب
انيا :في الفة عمر بن ال طاب:
ً
ار نغت ااةر اإل،اانا ا ااتنط اللاارب
فااي عهااد عضاار باان ال طااةبل وغظا ًا
ب يااريا ضاان ااضااا اا اارىل دعاات الحةحااة إلااى إد ااةا غظااةا ت اريلي ل ااض
فلاين قضاةة يغباون عان ال مي اة فاي
الض ةكا بين اافراد ضن اللرب و ياريال ُ
ال،غة والقيةس.
حا يذ الض ةكا طبقًة احكةا القرآن و ُ
السنة :يي ضة عدر عن الغبي عمى ا عميه و،ما ضن قوا وفلا.
و ُ
أمــا ال يــاس :فه او أن القةضااي إذا عرضاات عميااه قضااية لااا يحااد فيهااة
ال،اغة الغبوياةل ولاا يكان قادر
ضغعوعة عميه في القرآن الكريال ون في ُ
ً حكضة
ً
عاادر فيهااة حكااا بيحضااةع ضاان العااحةبةل بحااث عاان ض ااكمة ت اابه الض ااةكا
ال،غة أو اإلحضةع.
التي بين يديه يكون قد عدر فيهة حكا ضن القرآن أو ُ
كااةن عضاار باان ال طااةب أوا َضا ْان عااين القضااةة فااي الونيااةت اإل،اانضيةل
ـريحا بــن الحــارث الكنــدي قضااةء
شـ ً فااولى أبــا الــدرداء قضااةء الضديغااةل وولااى ُ
الكوفااةل وولااى أبــا موســ األشـــعري قضااةء البع ارةل وقااد ،ا َّان عضاار لهااؤنء
اتور ي ،اايرون عمي ااه ف ااي ااحك ااةا ف ااي ر ،ااةلة بل ااث به ااة إل ااى أب ااي
القض ااةة د ،ا ًا
ضو،ى اا لري.
47
وكا ااةن القضا ااةء فا ااي عها ااد ال م ا ااةء ال ار ا اادين ض،ا ااتقنً ضحتا اارا الحةغا اابل
ويراعى في ا تيةر القةضي ال روط التةلياة (ذزارة العمم -الت ـوى -الـورع-
العدل).
لااا يكاان لمقةضااي كةتااب أو ،ااحا ياادون فيااه ااحكااةال اغهااة كةغاات تغ ااذ
فااي الحااةال ويقااوا القةضااي بااذلم التغ يااذ بغ ،ااهل وكااةن القةضااي يحمااس فااي
ضغزله في بةدئ ااضرل ما تحوا إلى الض،حد.
احغة ب ااةلضلغى الضلااروا اانا فت ارة الر،ااوا وال م ااةء
لااا يكاان يغااةم ،ا ً
ال ار دين أبي بكر -عمر -ع مان) إلى أن بغة عمي بن أبي طالب.
ال ضاء في العصر األموي:
تضيز القضةء في اللهد ااضوي بضضيزات ضغهة:
_1أن القةضي كةن يحكاا بةحتهاةد فيضاة لايس فياه غاص ضان كتاةب ون
ُ،غةل فما تكن الضذايب ااربلة الضلروفة قد ظهرت بلد.
مر بةل،ية،اةل باا كاةن ض،اتقنً فاي أحكةضاهل
_2أن القضةء لاا يكان ضتا ًا
ون يت مر بضيوا الحةكضينل فكةن قضةؤيا غةف ًذا عمى الونة وعضةا ال راج.
ااون ا ل ويحكضاون بااين الغااةس _3كاةن القضااةة ضان يارة الغاةسل وي
بةللدا.
_4ظها اارت الحةحا ااة إلا ااى وحا ااود ،ا ااحنت تا اادون فيها ااة ااحكا ااةا التا ااي
يعاادرية القضااةة ب،اابب تغااةكر ال عااوال و يرحااا ال،اابب الرسي،ااي فااي ذلاام
كضة يقاوا الكغادي" :كـان سـميم بـن عنـز قاضـي مصـر مـن قبـل معاويـة بـن
أبي سفيان ،فا تصم إليه في ميراث ،ف ض بين الور ة ،ولكـنهم تنـاكروا،
48
كتابــا ب ضــائه ،وأشــهد فيــه
ورجعـوا إليــه مــرة انيــة ،ف ضـ بيــنهم ،وكتــب ً
شيوخ الجند".
ال ضاء في العصر العباسي:
كبيرال وضن أيا ضظةير يذا التطور:
تطور ً
ًا تطور القضةء
_1ضا االا روح انحتها ااةد فا ااي ااحكا ااةال لظها ااور الضا ااذايب ااربلا ااةل
وأعب القةضي يحكا وفقًة لضذيب ضن يذ الضذايب.
_2تا ا مر القض ااةء بةل،ية ،ااةل ان ال م ااةء اللبة ،اايين ك ااةغوا يري اادون أن
يك،بوا أعضةلها ع ة رعيةل ضضة أدى إلاى اضتغاةع بلاض ال قهاةء عان تاولي
ااية الضيااا فااي قضااةسهال والحكااا بضااة ي ااةلا ال اريلةل فقااد اضتغااا القضااةء
اإلضااةا أبااو حغي ااة عاان تااولي ضغعااب القضااةءل ر ااا تهديااد ال مي ااة الضغعااور
اللبة،ي ب،حغه.
_3ا،تحداث غظةا قةضي القضةةل ويو ي به وزيار اللادال وكاةن يقايا
في عةعضة الدولةل ويولي ضن قبمه قضةة يغبون عغه.
بن يع ـوب أوا َض ْن تمقب بمقب قةضي القضةة يو ال اضي أبو يوس
بن إب ار يمل عةحب كتةب ال راج في عهد يةرون الر يد.
_4ات،ا ااةع ،ا اامطة القةض ا ايل ف ضا ااي ت إليا ااه بلا ااض الحقا ااوق اللةضا ااةل
أحيةغ ااة
ك ااةلغظر ف ااي أضا اواا اليت ااةضى والضحح ااور عم اايها والوع ااةية وااوق ااةال و ً
قيةدة الحيوشل وضمةله (يحي بن األك م في الفة المأمون).
49
ال ضاء بين أ ل الذمة:
بةلغ،بة لمقضةء بين أياا الذضاةل والاذين يلي اون فاي الدولاة اإل،انضيةل
ف اي اللعار اإل،انضي ااوا كااةن رحاةا الادين ضااغها يتولاون القضاةء بيااغهال
ون يتااد ا فيااه قضااةء الض،اامضينل ف ااي ااغاادلس ُ عااص لهااا قةضااي ُيلاارا
بة،ا (قاضي النصارى)ل أو (قاضي العجم).
أضااة إذا حاادث غ ازاع بااين ض،ااما وذضاايل فااين قضااةة الض،اامضين يااا الااذين
يحكض ااون بي ااغهال وك ااةن القض ااةة يقبم ااون ب ااهةدة الغع ااةرى عم ااى الغع ااةرىل
واليهود عمى اليهودل ون يقبموغهة عمى الض،ما.
51
ب_ نظر المظالم
كااةن ب،اابب تض ا ا ظااروا الحيااةة فااي ال نفااة اإل،اانضية أن ظهاارت
إلااى حةغااب وظي ااة القةضااي عاادة وظااةسا قضااةسية وديغيااة أ اارى ضغهااة :نظــر
المظالم والحسبة.
لقد تطور كا ضغهةل وظهارت لاه ا تعةعاةت ضليغاةل وقاد أعاب غظار
ضغعبة قضةسغية ضه غضةل وض هوضه ياو "منع الظمـم عـن الرعيـة" .فضظاةلا
ً الظةلا
ض رديااة ضظمضااة أو ظنضااةل بضلغااى اغتهااةم حااق فااردل ويااو تلبياار اعااطنحي
يدلغة عماى الظماا الاذي قاد يا تي ضان التلادي أو ال ،اةد فاي الادواوين الضركزياة
أو اإلدارة الضحميا ااةل أو يا ااو ضا ااة يضما ااا فا ااي اللعا اار الحا ااديث يئــــة الرقابــــة
اإلدارية.
ولض ااة ك ااةن القةض ااي يلح ااز ع اان الغظ اار في ااه لتغةول ااه حه ااةز الحك ااا ف ااي
الدولااةل فااين الااذي كااةن يغظاار فيااه يااو ال مي ااة أو َضا ْان يغااوب عغااه ضاان كبااةر
رحةا الدولة.
أصل نظر المظالم:
يرح ا ااا ي ا ااذا الغ ا ااوع ض ا اان القض ا ااةء – ف ا ااي أع ا اامه -إل ا ااى ضم ا ااوم ال ا اارس
أيضااة إلااى أعااا
ال،ة،ااةغيين الااذين كااةغوا أوا َضا ْان ضةر،ااو ل وقااد ترحااا فكرتااه ً
عربااي قااديال ذلاام أن القري اايين تلااةوغوا عمااى رد حقااوق الضظمااوضينل وعقاادوا
الفضـول"ل وكاةن ذلام قباا اإل،انا لارد الضظاةلال قواغعاةا حم ًة ،ضو "حم
الضظمااوا ضاان الظااةلال بلااد أن تلاادد الزعضااةء فااي ضحتضااا ق اريش بضكااةل وكماار
التغةفسل وا تد العراع فيضة بيغها.
51
وقعة يذا الحما يلود إلاى قباا البلماة الغبوياة ال اري ة ب،اغوات :ف اي
هر ذي القلدة قدا رحنً ضن زبيد بمد بةليضن) ببضةعة إلى ضكاةل فة اتراية
ضغ ااه الل ااةص ب اان واس ااال لكغ ااه ضغل ااه حق ااهل فة ،ااتلدى عمي ااه الزبي اادي أ ا اراا
قريشل فما يليغو لضكةغاة اللاةص فايها .ووقاا الرحاا عغاد الكلباةل وا،ات ةث
بآا فهر وأيا الضروءةل فقاةا الزبيار بان عباد الضطمابل فقاةا :ضاة لهاذا ضتارمل
فةحتضلت بغو ية اا وزيارة وبغاو تايا فاي دار عبـد ال بـن جـدعانل وتحاةل وا
يدا واحدة ضا الضظموا عمى الظةلا حتى يرد إليه حقه.
بة ليكوغن ً
الفضول: سبب التسمية بحم
يلود ،بب الت،ضية إلى ان َض ْن قةضوا بهذا الحما كةن في أ،ضةسها ا،اا
ال ض ااال وي ااا (الفضـــل بـــن الحـــارث -الفضـــل بـــن وداعـــة -الفضـــل بـــن
فضــالة) ،وذيااب يااؤنء اا اراا إلااى اللااةص باان واسااال فااةغتزعوا ضغااه ،ااملة
الزبيديل ودفلوية إليه.
لكاان رد الضظااةلا لااا يظهاار ر،ااضغية فااي ال نفااة اإل،اانضية إن فااي عهااد
ال نفة ااضويةل فكاةن ال ميفـة عبـد الممـك بـن مـروان ياو أوا َض ْان أفارد لاه
أ،ااة إلااى ال مي ااة
يوضااة فااي عهااد الدولااة ااضويااةل وقااد ا،ااتضرت الضظااةلا تُرفااا ر ً
ً
حتى عهد اللبة،يين الذين أعبحوا يغتدبون فيه.
فك ااةن َض ا ْان يغ ااوب ع اان ال مي ااة يل اارا بــــ"قاضي المظـــالم أو صـــاحب
المظالم" ،ولا يكن يذا الضغعب بةلضرورة وق ًة عمى القةضيل قوان كاةن ضان
الطبيلي أن يدعى إلياه ب،ابب ضلةرفاه القةغوغياةل فقاد كاةن يغاوب عان ال مي اة
في يذا الضغعب أي ضوظا ب روط حددية ال قهةء فيضة يمي:
52
_1أن يكون عظيا الهيبة.
_2له ،طوة الحضةة.
_3عةلي اليد.
ويذ ال روط يراد بهة أن ي،تطيا قةضي الضظاةلا أن يوقاا ال ،اةد فاي
كمير ضة كةن يقوا بهذا القضاةء الاوزراءل إذا لاا يقاا باه ال مي اة
الدولةل ولذلم ًا
بغ ،ه.
كةن ضقر غظر الضظةلا بةلضرورة يو ضقار ال مي اة فاي اللةعاضة أو فاي
ضقر عةحب ال،مطةل وقد يكون عةدة بقعر .
أيضااة فااي أح اد الض،ااةحد ك يريااة ضاان
كضااة كةغاات تلقااد ضحكضااة الضظااةلا ً
الضحةكا التي يلقدية القضةة.
يوضااة يقعااد فيااه الضتظمضااونل إذا كااةن ضاان
كااةن قةضااي الضظااةلا يلااين ً
الضوظ ين ليغعرا بقية أياةا اا،ابوع إلاى عضماه اآل ار .أضاة إذا كاةن ةعغاة
بةلضظةلال فيغه كةن يغظر في الضظةلا كا أيةا اا،بوع.
َمن يحضر مع قاضي المظالم:
داسضااة ب ضااس حضةعااةت ض تم ااةل ون يغااتظا
ك اةن قةضااي الضظااةلا ُيحااةط ً
عقد حم،ةته إن بحضوريا ضلهل ون ُي،ت غى عن أي ضغهال ويا:
_1الحماة واألعوان :وقاد ا تياروا بحياث ي،اتطيلون الت ماب عماى كاا
َض ْن يمح إلى القوة واللغا أو ال رار ضن وحه القضةةل ولها القدرة عمى تقاويا
الحريء الذي يحةوا اللبث والمحوء لمقوة.
53
_2ال ضـــاة والحكـــام :وي ااا بضمةب ااة ض،ت ااةرينل وك ااةغوا ي اايرون عم ااى
قةضااي الضظااةلا با قوا الطاارق لاارد الحقااوق إلااى أعااحةبهة قواعنضااه بضااة يحااري
بين ال عوا لضلرفتها ب تةت ااضور ال ةعة بةلضتقةضاينل وضاة يعادر ضان
أحكةا.
_3الف هاء :قوالايها يرحاا قةضاي الضظاةلا لمغظار فيضاة أ اكا عمياه ضان
الض،ةسا ال رعية.
_4الكتــاب :كةغاات ضهضااتها تغحعاار فااي تاادوين ضااة يحااري أمغااةء غظاار
الحم،ة بةلضحكضة ضن أقواا ال عوال وكذلم تدوين ضة يحري باين ال عاوال
قوامبةت ضة لهال وضة عميها ضن الحقوق.
_5الشهود :كةغات ضهضاتها ال اهةدةل عماى أن ضاة أعادر القةضاي ضان
ااحكةا ن يغةفي الحق واللدا وال ريلة اإل،نضية.
أسباب المجوء إل قاضي المظالم:
كةغاات ضحكضااة الضظااةلا أو دي اوان الضظااةلا بضمةبااة ضحكضااة ا،ااتسغةا عميااة
أو ضحكضة الغض وضحمس الدولة في الوقت الحةضر.
فكةن يمح إليهة الضتقةضون إذا اعتقدوا أن القةضي لا يحكاا فيضاة بياغها
بةللدا.
كضة كةن يمح إليه الضتظمضون ضان تلادي ذوي الحاة والح،اب ضان الاونة
أو ض اان حب ااةة ااضا اواا أو كت ااةب ال اادواوين أو ض اان أح ااد ض اان أبغ ااةء ال مي ااة أو
ااضراء و يريا ضن عمية القوا.
54
فك ا ااةن الضتظمض ا ااون ف ا ااي ا ااةلبيتها ض ا اان ب ،ا ااطةء الغ ا ااةسل وض ا اان الغ ،ا ااةء
الض،تضل ةتل وضن أيا الذضة الاذين يا تون ضان غاواحي بليادة اةرج حةضارة
البند.
وكااةن أ مااب الااتظما ضاان ان ااتطةط فااي حضااا الض اراسب أو ضاان الحزيااة
عضاان أ،اامال أو ضاان ،ااوء ضلةضمااة الضااوظ ين ل يااةليل فكااةن
التااي لااا ت،ااقط َّ
الضتظمضااون يقاادضون ضظااةلضها كتةبااةل ويااو ضااة ُعاارا بة،ااا (قصـــةُ -رقعـــة-
م اصــمة -شــكوى -مظممــة) ،فتلاارض عماى دياوان الضظااةلا وضم،ااه برسة،ااة
قةضي الضظةلا.
ا تصاصات قاضي المظالم:
كةن ضن ا تعةص قةضي الضظةلا:
_1الغظاار فااي القضااةية التااي يقيضهااة اافاراد والحضةعااةت عمااى الااونة إذا
حةدوا عن طريق اللدا واإلغعةا.
_2الغظ اار ف ااي القض ااةية الت ااي يقيضه ااة اافا اراد والحضةع ااةت عم ااى عض ااةا
ال راج إذا ضة ا تطوا في حضا الضراسب.
_3الغظ اار ف ااي القض ااةية الت ااي يقيضه ااة اافا اراد والحضةع ااةت عم ااى كت ااةب
الدواوين إذا حةدوا عن إمبةت أضواا الض،مضين بغقص أو زيةدة.
_4الغظر في تظما الضرتزقة إذا غقعت أرزاقهال أو ت ر ضيلةد دفلهاة
إليها.
عااية قةضاي الضظااةلا وغ ااوذ وييبتاه فااي التا مير عمااى كاةن ُي،ااتلةن ب
ال عااا حتااى يلتاارا بااةلحقل فاايذا اعتاارا ُحكااا عميااه بةعت ارفااهل وتغ يااذ ضااة
55
يلحااز القااةض والضحت،ااب عاان تغ يااذ ضاان ااحكااةا وض ارعااةة إقةضااة الضلتب ارات
كا ا ااةلحضا وااعيا ا ااةد والحا ا ااد والحها ا ااةدل قواذا حا ا اادث تقعا ا ااير فيها ا ااة أو إ ا ا اانا
ب روطهةل وكذلم الغظر بين الضت ةحرين والحكا بين الضتغةزعين.
56
ج_ الحسبة
يقا ااوا الضا ااةوردي فا ااي كتةبا ااه األحكـــــام الســـــمطانية :الح،ا اابة يا ااي أضا اار
بضلروا إذا ظهر تركهل وغهي عن الضغكر إذا ظهر فلمه".
والدليا ضن الغص القرآغاي قولاه تلاةلى" :ولـتكن مـنكم أمـ ٌة يـدعون إلـ
وينهون عن المنكر". ال ير ،ويأمرون بالمعرو
ويقااوا تل ااةلى حااا ا ا غه" :كنـــتم يـــر أمـ ٍ
ــة أ رجـــت لمنـــاس تـــأمرون
وتنهون عن المنكر ،وتخمنون بال". بالمعرو
ويقااوا تلااةلى" :والمخمنــون والمخمنــات بعضــهم أوليــاء بعــض يــأمرون
وينهون عن المنكر". بالمعرو
ووظي ااة الح،اابة ض ا وذة ضاان انحت،ااةب أو الضحة،اابةل أو يااي ض ا وذة
ضاان قااوا عااةحبهة لضاان يمااي عماايها "حســبكم"ل أي كــافيكم مــا صــنعتم ومــا
أتيــتمل فةلضحت،ااب يطمااب ااحاار ضاان ا ل ويلااوا عمااى موابااه وح ازسااهل ويااد ر
"مـــن صـــام رمضـــان إيما ًنـــا
ااحاار والما اواب عغ ااد ا تل ااةلىل وف ااي الح ااديث َ
طمبااة لوحااه ا وموابااهل وفااي حيااث عضاار باان ال طااةب" :أيهــا
ـابا" أي ً
واحتسـ ً
الناس احتسبوا أعمالكم ،فسن من احتسب عممه ُكتب لـه أجـر عممـه وأجـر
حسبته".
إن الضحت،ااب يغااةقش أربااةب الضغك اراتل ويحة،ااب أعااحةب الضلةعاايل
ويغهااي وياادفال وكةغاات ،اامطة القةضااي ضوزعااة بيغااه وبااين
ويااو يكااا ويااردع ُ
الضحت،ب وقةضي الضظةلا.
57
فوظي ااة القةض ااي ي ااي ف ااض الضغةزع ااةت الضرتبط ااة بةل اادين بوح ااه ع ااةال
ووظي ااة الضحت ،ااب ي ااي الغظ اار فيض ااة يتلم ااق بةلغظ ااةا الل ااةال وف ااي الحغةي ااةت
أحيةغااةل وضااة يحتااةج ال عااا فيهااة إلااى ال،اارعةل وضاان أيااا ضااة يقااوا بااه قةضااي
ً
الضظةلا ال عا فيضة ا،تلعى ضن ااحكةا عمى القةضي والضحت،ب.
وكاةن القضاةء والح،اابة ي،اغدان فاي بلااض ااحياةن إلاى رحااا واحاد ضااا
ضااة بااين اللضمااين ضاان التبااةينل فلضااا القةضااي ضبغااي عمااى التحقيااق وااغااةة فااي
الحكال وعضا الضحت،ب ضبغي عمى ال دة وال،رعة فاي ال عاال وياي وظي اة
ديغي ااةل ان ااض اار ب ااةلضلروا والغه ااي ع اان الضغك اار ف اارض ع ااين عم ااى الق ااةسا
ب ا ضور الض ،اامضينل ُيلااين ل ااذلم ضاان يا ا ار أيا انً لااهل قوان ك ااةن عمااى ي اار ض اان
فروض الك ةيةل إذا قةا بهة الابلض ،اقط الطماب عان الباةقين .كضاة ُي هاا ضان
قولااه تلااةلى" :ولــتكن مــنكم أم ـ ٌة يــدعون إل ـ ال يــر ،ويــأمرون بــالمعرو
وينهون عن المنكر".
نشأة الحسبة
غ ت الح،بة في عهد ر،وا ا عمى ا عميه و،مال فتونية بغ ،هل
قماادية ياار فااي بلااض ااحيااةنل فقااد رأى عاامى ا عميااه و،اامال ويااو يحااوا
طلةضةل فوضا يد فيهل ف حس بمنًل فقاةا" :ما ـذا يـا
ً بةل،وق رحنً يلرض
صاحب الطعـام ف ـال :أصـابته الشـماء يـا رسـول ال ،ف ـال :ـال وضـعته
وفوق الطعام حت يعرفه الناسَ ،من ذشنا ،فميس منا".
كضااة أغااه عاامى ا عميااه و،ااما غهااى ضلااةذ باان حبااا عاان اإلطةلااة فااي
العنةل وأضر بةلت يال وذلام عغادضة ا اتكة إلياه بلاض الضاؤتضين باه .كضاة
58
ا،ااتلضا الغبااي عاامى ا عميااه و،ااما ،االيد باان اللااةص عمااى ،ااوق ضكااة بلااد
ال ت .
وكةن عمر بـن ال طـاب رضاي ا عغاه يقاوا بلضاا الضحت،ابل باا إغاه
يلااد أوا َضا ْان وضااا غظااةا الح،اابةل قوان كااةن يااذا الم ااظ لااا ي،ااتلضا إن فااي
عهد ال ميفة المهدي العباسي 158ه169 -ه).
أم مة لنظام الحسبة عند عمر بن ال طاب:
_1رؤي عن عضار أغاه كاةن يضارب حضاةنًل ويقاوا لاه" :حممـت جممـك
ما ال يطيق".
_2ويقاةا أغاه أحاارق بيات روي اد المق اايل اغاه كاةن يبيااا ال ضارل وقااةا
له" :أنت فُويسق ،ولست برويشد".
_3وغهى عضر عن طواا الرحةا ضا الغ،ةءل وأ مظ لرحا رآ يعامي
ضلهن.
_4كااةن يضاارب بةلاادرة ال،ااةسمينل وي ا ضريا يطلض اوا ضاان ك،ااب أيااديهال
ويض اارب الضتض ااةوتينل ويا ا ضريا أن ي ا اوا ض ااة أغل ااا ا ب ااه عم اايها ض اان الق ااوة
والحمد.
ا،تلضا "السائب بن يزيـد" عماى ،اوق الضديغاة ضاا "عبـد ال بـن عتبـة
ابن مسعود"ل وولاى "أم الشـفاء"ل وياي ،ايدة عماى ،اوق الضديغاةل وقاد يكاون
،وقًة ةعغة بةلغ،ةء .كضة تولات "سـمراء بنـت نهيـك األسـدية" ياذا الضغعاب
أيضة.
ً
59
شروط َمن يتول الحسبة:
ـــمما -بال ًيــــا-
ك ااةن ي ااترط ف اايضن يت ااولى ي ااذ الوظي ااة أن يك ااون (مسـ ً
وظـا ر المنكـر -لـه عالمـا بظـا ر المعـرو
حر -أمي ًنا -عفيفًاً -
عاقالًًّ -ا
يبــة و شــونة تمكنــه مــن ردع ذوي الشــرور ،وزجــر أصــحاب المعاصــي
والمفاسد).
كةن لمح،بة دار ةعة بهاةل فةلضحت،اب يطماب حضياا البةعاة إلاى ياذ
الادار فااي أوقااةت ضليغااةل وضلهااا ضاوازيغها و،ااغحها وضكااةييمهال فيلةيريااةل فااين
وحااد فيهااة مانً عااةدريةل وألاازا عااةحبهة ب ااراء يريااةل أو أضاار بيعاانحهةل
ويزحر.
فيلةقب ُ
أحيةغة يقوا بةلطواا عمى اا،واق بغ ،هل ُ
و ً
األعمال التي ي وم بها المحتسب:
يقا ااوا الضحت،ا ااب ب عضا ااةا كمي ا ارة ضغها ااة :ااضا اار با ااةلضلروا والغها ااي عا اان
الضغك اارل والضحةفظ ااة عم ااى اآلداب اللةض ااة وال ض اايمةل واإل ا اراا عم ااى غظ ااةا
تحغبة لمتط يال وا،تبقةء الديون.
اا،واقل والك ا عمى الضوازين والضكةييا ً
وض اان ااعض ااةا اا اارى ي ااو أغ ااه يح ااوا دون ب ااروز الحواغي اات حت ااى ن
يل ااوق ذل اام غظ ااةا الض اارورل وضلةقب ااة َض ا ْان يلب ااث بةل ا اريلة أو يرف ااا اامض ااةنل
وضغااا التلاادي عمااى حاادود الحيارانل أو ارت ااةع ضبااةغي أيااا الذضااة عمااى ضبااةغي
الض ،اامضينل وحض ااا الضض ااةطمين عم ااى اإلغع ااةال وضغ ااا ال ااش والت اادليس ف ااي
الضلةيشل وضغا الحضةلين وأيا ال ،ن ضن اإلكمةر في الحضا.
61
أيضااة الحكااا عمااى أيااا الضبااةغي الضتداعيااة لم،ااقوط
وضاان يااذ ااعضااةا ً
بهاادضهةل قوا ازلااة ضااة يتوقااا ضاان ض ااررية عمااى ال،ااةبمةل وبغااةء ضااة ت اارب ض اان
اا،وار أو الض،ةحد.
وي ا ضر بيقةضااة العاانة إذا عطمتهااة الحضةعااة أو عطمتهااة ااف ارادل وي ا ضر
بااةآلذان والعاايةال ويغظاار فااي كااا عااغلة وحرفااةل وي ارقااب القضااةة وأعااحةب
الضظااةلا إذا يااا ااةل وا تقةليااد وظااةس ها أو اغحرفاوا عاان القيااةا باواحبهال وحتااى
ضبرح ااةل
ااطب ااةء والضدر ،ااينل فيضغ ااا الضدر ،ااين ض اان ض اارب الع اابيةن ضا ارًبة ً
ويغع القةضي بةلحموس لم عوا إذا احتضلاوا ببةباهل قواذا تا ر ياو عاغهال
ولااا ي ا ضريا بةنغع اراال ويظهااريا عمااى البةعااث الااذي ضاان أحمااه كااةن يااذا
الت ير.
نظام الحسبة في عهد الفاطميين:
ارتقى غظةا الح،بة في عهد ال ةطضيينل فكةن لمضحت،ب غاواب يطوفاون
فا ااي اا ،ا اواقل في ت ا ااون القا اادور والمحا ااوا وأعضا ااةا الطها ااةةل وي ا اارفون عما ااى
ال،ااقةيينل وذلاام لضااضةن ت طيااتها لمقااربل ويرقبااون لب،ااها ال،اراويا حتااى ن
ي رحوا عمى اآلداب اللةضة.
كض ااة كا ااةن لمضحت ،ااب يحما ااس لم عا ااا ب ااين الغا ااةس ف ااي حا ااةضلي عضا اارو
واازي اار .كض ااة أع ااب ض اان واح ااب رح ااةا ال اارطة أن يقوضا اوا بتمبي ااة أواض اار ل
ويغ ذوا أحكةضهل وي ارا عماى باةسلي ال اراء وعاةغلي الحماوىل وعماى اواسي
المحا ااال وعما ااى الروا،ا ااين (أي عمـــــ الـــــروس واألكـــــارع) ،وقنسا ااي ال،ا ااضم
61
وال ا ارابين (أي صـــــناع األشـــــربة)ل وعما ااى الحةكا ااة وال يا ااةطين والعا اابة ين
والدنلين والعة ة والعيةرال وعمى الحضةضةت والقةسضين عمى أضرية.
ويااذ ااض ااور الت ااي يق ااوا به ااة الضحت،ااب كةغ اات ف ااي اا م ااب ض اان عض ااا
القةضاايل ولكااغها فعااموية عغااهل وأ،ااغدوية لمضحت،ااب لتغزيااه القةضااي عغهااة
للضوضهةل و،هولة أ ارضاهةل والقةضاي ن ي ارج لارد ضاة أُ اذ ضان الحقاوق إن
إذا ا ،ااتلدى وطم ااب ال ع ااا ضغ ااه ذل اام .بيغض ااة الضحت ،ااب ي اارج بة ،ااتلداءل
ويرفا إليه.
وب ير ا،تلداءل با له الغظر والحكا فيضة يعا إلى ضن ذلمل ُ
الحسبة في األندلس:
فا ااي ااغا اادلس كا ااةن عا ااةحب الح،ا اابة ي،ا ااضى "المحتســــب أو صــــاحب
الســوق"ل ان ضلظااا عضمااه ضتلمااق بةإل اراا عمااى أيااا اا ،اواقل وقااد بمااب
غظةضها ااة ا ا ًوا بليا ا ًادا فا ااي الدقا ااةل حتا ااى أن أمضا ااةن الحةحيا ااةت كةغا اات ضحا ااددة
كبيرا.
واإل راا عمى البةعة بمب ضبم ًة ً
الحسبة في ذا العصر:
أض ااة الي ااوا فق ااد توزع اات تم اام الوظ ااةسا وان تعةع ااةت الت ااي يق ااوا به ااة
الضحت،ااب عمااى عاادة حهااةت وضعااةل ل ف عاابحت كااا و ازرة وضعاامحة تغ اارد
ب عضااةا ضحااددة وعاانحيةت ض ععااةل فغاارى أن و ازرة التلماايا ت اارا عمااى
الض ا اادارس والضلةي ا ااد والكمي ا ااةتل وو ازرة ااوق ا ااةا ته ا ااتا بةلض ،ا ااةحد وااوق ا ااةا
و سوغهضة .بيغضة تقوا و ازرة العحة بةإل راا عماى الض،ت ا يةت والعايدليةت
وااطبةء والعيةدلة ...ويكذا.
62
النظام الحربي
63
النظام الحربي
ط ا ااة وميقً ا ااة بةلغظ ا ااةا ال،ية ،ا ااي ف ا ااي الدول ا ااة
ارت ا اابط الغظ ا ااةا الحرب ا ااي ارتبة ً
اإل،اانضيةل وذلاام ان ال نفااة اإل،اانضية كةغاات ضحةطااة ب عااداسهة ضاان كااا
ركغ ا ااة ض ا اان أرك ا ااةن ال ا اادين
حه ا ااةل بحي ا ااث حل ا ااا ال قه ا ااةء الض ،ا اامضين الحه ا ااةد ً
وفرضا ااة عما ااى الض،ا اامضينل وضيا اازوا بحا اانء با ااين أرض اإل،ا اانال
ً اإل،ا اانضيل
و،ضوية "دار اإلسالم"ل وضة عداية ،ضوية با"دار الحرب".
الحرب في اإلسالم دفاعية:
ر ا ا،تلداد الدولة اإل،نضية لمحاربل فاين الحهاةد كضاة ظهار ضان واقاا
ح ا ااروب الض ،ا اامضين ن يلغ ا ااي ي ا اار ال ا اادفةع ع ا اان أرض اإل ،ا اانال وضحةرب ا ااة
ااعااداءل ولااذلم فااةلحرب فااي اإل،اانا حاارب دفةعيااةل وقااد غزلاات آيااةت قرآغيااة
تحدد اايداا ضان القتاةال فةغحعارت فاي الادفةع عان الاغ س أو الادفةع عان
الاادعوة اإل،اانضيةل وذلاام يرحااا إلااى أن ان،ااتلداد لمحاارب قااد يضغااا الحاارب
بةل لاال فكضااة ياو ضلااروال فاةلحرب ضاان طبيلاة الب اارل وضارورة احتضةعيااةل
وذلم لوحود الضظةلا وااطضةع الب رية.
قاةا عاز وحاا" :وأعــدوا لهـم مــا اسـتطعتم مــن قـوة ،ومــن ربـاط ال يــل
تُر بون به عدو ال وعدوكم".
وقااةا تلااةلى" :وقــاتموا فــي ســبيل ال الــذين ي ــاتمونكم ،وال تعتــدوا .إن
ال ال يجب المعتدين".
64
الدعوة اإلسالمية لم تنتشر باإلك ار :
لااا يقاارر اإل،اانا القتااةا طريقًااة لدعوتااهل ولااا تغت اار الاادعوة اإل،اانضية
بةلضا ط واإلكا ار ل قواغضااة كةغات كضااة حاةء فاي اآليااة الكريضاة" :ادعُ إلـ ســبيل
ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
نظام الحرب في الجا مية:
كااةن اللاارب فااي الحةيميااة يحااةربون بطريقااة الضبااةرزةل والكاار وال اار دون
غظااةا ضتبااال ولكاان اإل،اانا حااث الض،اامضين عمااى تغظاايا عا وفها فااي القتااةال
فقااةا تلااةلى" :إن ال يحــب الــذين ي ـ ِ
ـاتمون فــي ســبيمه ص ـفًّا كــأنهم ُبنيـ ٌ
ـان ُ ُ
مرصــوص ".وبااة تنط اللاارب بااةل رس عرف اوا عااغها غظااةا التلبسااة أي تق،اايا
الحيش كتةسبل ويي:
_1الم دمة :وياي التاي تبادأ الضغةو اةت ضاا اللادول وتتلارا ضواضاله
وض،ةلكه.
_2ال مب :وياو و،اط الحايشل وعاةدة ضاة يكاون فياه ضقار القياةدة وأضيار
الحغد.
_4-3الجناحان :الضيضغة والضي،رة).
_5ســـاقة الجـــيش :ويااي كتيبااة تقااا مااا الضقدضااةل وضهضتهااة ،ااةقية
الحيشل وتضريض الحغد.
الجيش في العصر العباسي:
وفااي اللعاار اللبة،ااي د ااا اللغعاار ال ةر،ااي الحاايش اللرباايل حيااث
قةضاات دولااة بغااي اللبااةس بض،ااةعدة ال اارسل ولضااة ولااى الضلتعااا ال نفااة ،ااغة
65
218هل حمااب الكمياار ضاان اات ارام ان أضااه تركيااة)ل فااونيا ح ار،ااة قعاار ل
وأعطااةيا الضغةعااب اللةليااةل وضاان يغااة حقااد عماايها اللااربل وأرادوا الاات مص
ضاان الضلتعااال ولكاان ض اؤاضرتها ف اامتل فلةقااب قااةدة اللاارب وال اارسل وكااذلم
الحغد اللربل وضحة أ،ضةؤيا ضن ديوان اللطةءل واعتضاد عماى ااتارام لدرحاة
أغهااا ييضغ اوا عمااى ال،اامطةل وأعااب ال مي ااة ن ،اامطةن لااهل وعااةرت ااضااور
ف ااي أي ااديها يلزل ااون ويغع اابون ويحب ،ااون ويقتم ااون َض ا ْان ن يع اام به ااا ض اان
ال م ةء.
دور المرأة المسممة في الجيش:
كةغت الضارأة الض،امضة ت،اقي الحغادل وتضاضد الحرحاىل وتحضاس الرحاةال
فكااةن الرحااةا ي،ااتهيغون بااةلضوتل ون ي اارون لوحااود الغ،ااةء ضاان م هااال وضاان
ااضممة الحية لدور الض أرة:
_1دافلاات ال،اايدة "نســيبة بنــت كعــب المازنيــة" عاان ر،ااوا ا عاامى
ا عميااه و،ااما فااي اازوة أحاادل حيااق قااةا فيهااة عاامى ا عميااه و،ااما" :مــا
التفت يمي ًنا وال شماالً إال وأنا أ ار ا ت اتل دوني".
_2قتماات ال،اايدة "صــفية بنــت عبــد المطمــب" يهودغيااة كااةن يحااةوا تتبااا
عورات حعن احتضى به الض،مضون في زوة ال غدق.
أسمحة الجيش:
كااةن الحاايش يت ا لا ضاان الفرســان والرجالــةل ال ر،ااةن يااا ضاان يركبااون
ال يا في الحربل والرحةلة يا الحغد الض ةة الذين ي،يرون عمى أقداضها.
أسمحة الفرسان:
66
أ،محة ال ر،ةن يي :الدروع وال،يوا والرضةح.
أسمحة الرجالة:
يااي الاادروع والح اراب والق،ااي وال،ااهةا وال،اايوال فكااةن القااوس لمرضااي
بةل،هةا في أوا الحرب يوازي الضدفلية في اللعار الحاديث)ل واكان اللارب
ضهرة في ياذ اللضمياةل وكاةن ال ارضاي لضهةرتاه ي،اتطيا أن يرضاي إحادى عيغاي
ال زاا التي يريدية.
كضة ا،تلضا الر،وا عمى ا عميه و،ما الضغحغياق لادم الحعاون فاي
الطااةسا .كضااة ا،ااتلضا الاادبةبةتل حيااث كااةن الضحااةربون يااد مون فااي حوفهااةل
ويزح ون بهة إلى حدار الحعان ليغقباو .كضاة أ اذ الض،امضون الغاةر اإل ريقياة
عن البيزغطيينل واقب،وا إغ ةء ال غةدق حوا الضدن والضل،كرات ضن ال رس.
األسمحة الوقائية:
وضاان اا،اامحة الوقةسيااة :الحســـك ويااو ااوم ضاادحرج ن ي،ااتطيا أحااد
الض ي عميه إذا يبس)ل حيث ا،تلضمه الر،وا عمى ا عمياه و،امال وأحاةط
به ع،كر لضغا اللدو ضن الوعوا إلى الحغادل وياو ي اةبه اا،انم ال اةسكة
في اللعر الحديث.
قادة الجيش:
اددال تااا تق،اايا الحاايش إلااى
تغظيضاة ضحا ً
ً ضغاذ باادأ تغظاايا الحاايش اإل،اانضي
(عشرات -مسين -مئات -ألو -عشرات األلو ) .وأُطمق عمى رؤ،اةء
الوحدات ألقةب ةعةل ويي:
_1قةسد الل رة ي،ضى عري ًة.
67
غقيبة.
_2قةسد ال ض،ين ي،غى مي ة أو ً
قةسدا.
_3قةسد الضةسة ي،ضى ً
_4رساايس الحاايش أو قةسااد الحاايش كااةن ي،ااضى أضيا ًارال وقااد ُعاارا لقااب
أضيار بهااذ الدنلااة عغااد اللاارب قبااا اإل،اانال وظااا بهااذا الضلغااى فااي اإل،اانا
ار
ضغذ عهد الر،وا عمى ا عميه و،مال فكاةن إذا حهاز حي ً اة حلاا ا أضي ًا
سي،ااةل وكااذلم كااةن ا ن ال م ااةء ال ار اادين وااضااويين واللبة،اايين
أو قةسا ًادا ور ً
و يريا.
68
األسطول
،ااضى اللاارب ضحضااوع ال،ا ن أ،ااطونًل ويااو ل ااظ يوغااةغي )Stolosل مااا
عربااو كضااة كااةغوا يطمقوغااه عمااى الضركااب الحربااي الواحاادل ويقااةا" :أســطولي"
لمل،كري الذي يلضا في البحر.
ولق ااد وردت آي ااةت كريض ااة ض اان القا ارآن الكا اريا ت ااير إل ااى فواس ااد رك ااوب
البحرل وضغةفله ضغهة:
طريــــا،
لحمــــا ًّ
ق ااةا تل ااةلى" :و ــــو الــــذي ســــ ر البحــــر لتــــأكموا منــــه ً
وتســت رجوا منــه حميــة تمبســونها ،وتــرى الفمــك م ـوا ر فيــه ،ولتبتي ـوا مــن
فضمه ،ولعمكم تشكرون، ".ورة الغحا آية .14
وق ااةا ع ااز ا ا غه" :ال الــــذي مــــق الســــماوات واألرض ،وأنــــزل مــــن
السماء ماء ،فأ رج به من ال مرات رزقًا لكم ،وس ر لكم الفمك لتجري فـي
البحر بأمر ،وس ر لكم األنهار، ".ورة إبراييا آية .32
وقااةا فااي ،اورة الحةميااة آيااة " :12ال الــذي س ـ ر لكــم البحــر لتجــري
الفمك فيه بأمر ،ولتبتيوا من فضمه ،ولعمكم تشكرون".
يااذال ولااا يكاان لملاارب قبااا اإل،اانا إن ضلرفااة ضحاادودة لم ةيااة ب ااسون
البحا اار لبا ااداوتها ضا اان اا،ا ااةسل وعا اادا تلا ااوديا ركا ااوب البحا اارل وضضةر،ا ااتها
أحوالااهل وكااذلم لااا يهااتا اللاارب الض،اامضون بركااوب البحاارل إن بلااد أن احتماوا
ال ا ااةا وضع ا اارل حي ا ااث كةغ ا اات ،ا ا اواحا ي ا ااذ ال ا اابند عرض ا ااة لهح ا ااوا ،ا ا ا ن
69
البي ا ازغطيين بعا ااورة ض،ا ااتضرةل فكا ااةن عما اايها أن يتحضم ا اوا وط ا ا ة اللا اادوان دون
ضقةبمته بةلضما.
قصة إنشاء أول أسطول إسالمي:
الر اد
رأى معاوية بن أبي سفيان والي ال ةا آغذام فاي عهاد ال مي اة ا
عمــر بــن ال طــاب) ضاارورة إغ ااةء أ،ااطوال فكتااب إلااى ال مي ااة عمــر بــن
ال طــاب ي،اات ذغه فااي ذلاامل فاارفضل لكاان ضلةويااة لااا ياازا يم ا عمااى ال مي ااة
حتى تحقق طمبه في عهد ال مي ة ع مان بن عفان.
لكن ال مي ة ع مان بن عفان أضار با ن يحضاا أح ًادا عماى ركاوب البحار
كرًيااةل بااا يحلااا ااضاار ا تيةرغيااةل ف اارع معاويــة فااي بغااةء كمياار ضاان ال ،ا نل
ةلبااة ضاان
وكااةن ذلاام فااي عااةا 27هل وكااةن ضنحااو ال ،ا ن فااي بدايااة ااضاار ً
الروا.
أضااة الضحااةربون فكااةن ضلظضهااا ضاان اللااربل وقااد ت ااوق الض،اامضون عمااى
الااروا و يااريال وكماار عاادد ال،ا نل وأتقاان ت،ااميحهةل ف،ااةعد يااذا عمااى ات،ااةع
رقلااة الدولااة اإل،اانضية .كضااة ،ااةعد يااذا عمااى الاادفةع عغهااةل قواغ ازاا الهزيضااة
ب عداسهة.
موقعة ذات الصواري البحرية:
في عهد ال مي ة ع مان بن عفان يةحا ق،طغطين بن يرقاا إضب ارطاور
الدولة البيزغطية ،واحا ضعر ب لا ،يغة يريد ا،تردادية ضن أيدي اللاربل
فوق ت ضد ضةستة ،يغة لمض،مضينل وت مبت عميه في ضوقلة "ذات الصـواري"
71
ف ااي البح اار الضتو ،ااطل فرفل اات ي ااذ الضلرك ااة البحري ااة ض اان ضلغوي ااةت البح ااةرة
الض،مضينل و حلت اللرب ضغها عمى ركوب البحر.
ولضااة اغتقماات ال نفااة إلااى معاويــة بــن أبــي ســفيان أُولااا بيغ ااةء ال،ا ن
الحربيااة حتااى وعااا عاادد ال ،ا ن فااي أ،ااطوله إلااى ( ، )1711ا يغةل و،ااةر
ااضااويين عمااى ،ااغة ضلةويااة ضاان حيااث انيتضااةا ببغااةء اا،ااةطيا وتحهيزيااة
والقي ااةا ب ااةل زو وال توح ااةت حت ااى غةف،ا اوا البيا ازغطيينل و ،اايطروا عم ااى البح اار
ااباايض الضتو،ااطل وضمك اوا ضلظااا حاازر ل ويااددوا الق،ااطغطيغية غ ،ااهة ض ارات
عديدةل وحةعروية.
األساطيل في عهد الدولة األموية:
بمب عدد اا،ةطيا في عهد الدولة ااضوياة إلاى ضاس وحاداتل وبيةغهاة
كةلتةلي:
_1أ،طوا ال ةا وضقر ضديغة النذقية ب،ورية.
_2أ،طوا أفريقيةل وضقر توغس.
_3أ،طوا ضعرل وضقر ضديغة اإل،كغدرية.
_4أ،طوا الغيال وضقر حعن بةبميون بضعر.
_5أ،ااطوا ااةص لح ار،ااة ضاادا ا الغيااا لضغااا البيازغطيين ضان الهحااوا
عمى ال،واحا.
وقد اغق،ضت البحرية في عهد الدولة ااضوية إلى ق،ضين ضغ عمين:
_1أ،طوا البحر اابيض الضتو،ط.
_2أ،طوا الضحيط الهغدي.
71
وكةغت غضةذج ال ،ن التي اُ،ت دضت في ياةتين الضغطقتاين ض تم اة تضاةا
ان تنا بة تنا طبيلة الضية بين البحر والضحيط.
وفي اللعر اللبة،ي ازدادت قوة اللارب فاي البار والبحارل فبغاوا ال،ا ن
و اازوا البح اار الضتو ،ااطل وي ااةب اإلفا ارغد حااةغبها .كض ااة اازوا بل ااض ،ا اواحا
أبدا.
الهغد في عةا (159ه)ل ولا تغقطا زاوتها وحروبها البحرية ً
قيادة األساطيل:
كةن لكا أ،اطوا قائـد ورئـيس نواتيـةل فةلقةساد ياو الض،اسوا ااوا عان
اا،طوال ورسيس الغواتية يا تضر با واضر ل ضان حياق توحياه اا،اطوا قوار،اةسه
في الضرف .
أضااة الغواتيااةل فيلضمااون با ضر الارسيسل قواذا احتضلاات حضمااة أ،ااةطيال ولاوا
أضير ضن أعمى الطبقةت في الدولةل وي،ضوغه "أمير البحر".
عميهة ًا
وقااد ا ااتهر ضاان أضاراء البحاار الض،اامضين عاادد كبياار ضااغها :عبــد ال بــم
أبي السرح -عبد ال الحار ي -جنادة بن أمية).
يااذا ولقااد اُ ْ،اات دضت فااي اا،ااطوا اإل،اانضي أغ اواع كمي ارة ضاان ال ،ا ن
الحربية تا بغةؤية في دور عغةعة ال ،ن الضغت رة في كا ضن ،واحا ضعار
وتااوغس وااغاادلس وعااقميةل و يريااة ضاان دور ال،ا نل وضاان يااذ ااغاواع عمااى
،بيا الضمةا ضة يمي:
أنواع السفن الحربية في األسطول اإلسالمي:
72
_1الشونة أو الشواني :يي ال ،ن الكبيرة التي كةن الض،امضون يقيضاون
وقنعااة لماادفةع والهح ااوال وبهااة ض ااةزن لمقض ا وعااهةريد ل اازن
ً احااة
فيهااة أبر ً
الضية .
_2الحراقــة :ويااي ضاان الض اركااب كبيارة الحااال وت،اات دا فااي حاارق ،ا ن
اللدو بوا،طة ضة تحضمه ضن أ،محة ُيرضى بهة الغ ط.
_3الــــبطس :وي ااي ض اان ال،ا ا ن الحربي ااة الكبيا ارةل وت ااتضا عم ااى ع اادة
طبقةتل وكةغت تُ،ت دا في غقا الرحةا والذ يرة واازواد.
أيضة الطراسدل وكةغت تُ،ت دا في غقا ال يا.
_4الطريدة :وت،ضى ً
_5الحماالت :ويي التي تحضا الذ ير ل ،طوا.
ولقاد كةغاات ال،ا ن الحربيااة ل ،ااطوا اإل،اانضي تُحهااز بضلاادات ت،ااةعد
في الضنحةل وضن يذ الضلدات:
(البوصمة واألدوات الفمكية التي تعين البحارة في عممهم).
أيضااة بةا،اامحة النزضااة لماادفةع والهحااوال
كضااة كةغاات تاازود يااذ ال ،ا ن ً
وضن يذ اا،محة عمى ،بيا الضمةا:
_1التوابيـــت :وي ااي عب ااةرة ع اان ع ااغةديق ض توح ااة ض اان أعني ااة كةغ اات
تحلااا فااي أعمااى ال ،اواريل ويعاالد إليهااة الرحااةال وضلهااا ححااةرة فااي ض اانة
تلم ا ا ااق بحةغ ا ا ااب الع ا ا ااغدوقل ويرض ا ا ااون الل ا ا اادو بةاحح ا ا ااةرل وي ا ا ااا ض ،ا ا ااتورون
بةلعااغةديقل وقااد يكااون ضلهااا ق اوارير الااغ ط أو ح ارار الغااورةل ويااي ض،ااحوق
غااةعا ضاان ضازيد الكمااس والاازرغيخ يلضااى بااةر ل وقااد ُيمهاابل وقااد يرضااون عمااى
73
أيض ااة ق اادور الحي ااةت واللق ااةرب أو ق اادور الع ااةبون الم ااينل فتغزل ااق
ااع ااداء ً
أقداضها.
_2الكالليـــب :وي ااي ط ااةطيا ض اان حدي ااد يمقوغه ااة عم ااى إح اادى ،ا ا ن
اابية لتكااون اللاادول فيوق وغهااةل مااا ي اادوغهة إلاايهال ويرضااون عماايها االاواح ال
ح،ورال ما يد مون إلى ال ،ن لقتةا اللدو.
ً
_3الباســمي ات :ويااي ،ن،ااا فااي رؤو،ااهة رضةغااة حديااد تك،اار كااا ضااة
تقا عميه ل دة دفلهة.
74