You are on page 1of 74

‫جامعة حورس مصر‬

‫كـــــميــة الهـــندســــة‬

‫محاضرات في‬
‫الحضارة العربية واإلسالمية‬

‫إعداد‬

‫أ‪.‬د‪ /‬السيد نعيم ناصر‬

‫‪1‬‬
‫أوالً‪ :‬الحضارة المصطمح والمفهوم‬
‫المفهــوم الميــوي‪ :‬الحضااةرة ا‪،‬ااال والحضااا حضااةراتل وضلغةيااة الم ااوي‬
‫اإلقةضة في الحضرل ويي التضدنل وعكس البداوة‪.‬‬
‫لكن ِ‬
‫الحضةر بك‪،‬ر الحةءل فهي‪:‬‬
‫‪ _1‬ضرب ضن عدو الدواب‪.‬‬
‫‪ِ _2‬‬
‫الحضةر ضن الغوق القوية الحيدة ال‪،‬ير‪.‬‬
‫‪ِ 3‬‬
‫_الحضةر الطيب عمى وحه الحةرية‪.‬‬
‫ولقد تو‪،‬اا اللارا الم اوي الحاديث فاي ضادلوا الحضاةرة والتحضارل فماا‬
‫اور عمااى وعااا الضحتضااا وتقاادير طااور التااةري يل‬
‫يحلااا ذلاام الضاادلوا ضقعا ًا‬
‫ب ااا ي ااو يضت ااد ب ااه حت ااى يت‪ ،‬ااا إل ااى وع ااا اافا اراد وااعض ااةال فيق ااةا إغ‪ ،‬ااةن‬
‫ضتحض اار أو ي اار ضتحض اار‪ .‬كض ااة يق ااةا ك ااذلم عض ااا ضتحض اار وعض ااا ي اار‬
‫ضتحضر‪.‬‬
‫ويغااة غحااد ضضااضون الحضااةرة والتحضاار قااد اارج عاان ضلغااة القااديا فااي‬
‫ضل ا ااةحا الم ا ااةل وأع ا ااب يا ا ارتبط ض ا اان قري ا ااب أو بلي ا ااد (بالصـــــفات ال م يـــــة‬
‫والمستويات االجتماعيـة)ل فاغحن غارى أن عغعار التقاويا والتقادير –بةلقياةس‬
‫إل ااى الضحتض ااا وال اارد‪ -‬أع ااب ضمحوظً ااة فيض ااة غ‪ ،‬اات دا ض اان كمض ااة حضـــارة)ل‬
‫و تحضــــر)ل وب ااذلم اكت‪ ،‬اابت الكمض ااة وض ااتقةتهة دنل ااة وعا ا ية ذات ضلغ ااى‬
‫ضغ عا عن ااعا الم وي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لكل مجتمع حضارته ال اصة‪:‬‬
‫ير أغاه فاي ضحاةا الد ار‪،‬اة الحضاةريةل وكاذلم فاي ‪،‬ايةق الحاديث عان‬
‫الحض ااةرة ح ااديمًة عمضغي ااة يغب ااي أن غ‪ ،‬ااتبلد ك اان ض اان ي ااذين الض اادلولين لكمض ااة‬
‫حضةرةل وغلغي بهضة‪ :‬الضدلوا الذي ي‪،‬ات دا كمضاة حضاةرة بضلغةياة الوعا ي‬
‫لمتلبير عن حظ الضحتضا أو ال رد ضان التطاور وانرتقاةءل وذلام ان كان ضان‬
‫اةير لض هااوا الحضااةرة فااي عااورتهة اللمضيااة‬
‫ضنسضااة ون ض‪،‬ا ًا‬
‫ً‬ ‫الضاادلولين لااا يلااد‬
‫الضلةعرة‪ .‬إذ إغه ضن الضقارر فاي أعاوا الد ار‪،‬اة الحضاةرية أن لكاا ضحتضاا‬
‫إغ‪،‬ا ااةغي –ضهضا ااة كا ااةن ض‪،‬ا ااتوا التا ااةري يل وضهضا ااة كا ااةن حظا ااه ضا اان التطا ااور‬
‫وانرتقةء‪ -‬حضةرته انحتضةعيةل ضة داا لهذا الضحتضا قايا وأغضاةط تاتحكا فاي‬
‫توحيااه غ ااةطه اإلغ‪،‬ااةغي دون أن تك ااون لااه غظ ااا وأغضااةط ت ض ااا لهااة حيةت ااه‬
‫انحتضةعيةل وت‪،‬ير عمى قواعدية و‪،‬غغهة‪.‬‬
‫الحضارة قد توجد في المناطق النائية‪:‬‬
‫والحضةرة بهذا الضدلوا لي‪،‬ت ع ة ةعة يتعا بهة ضحتضاا إغ‪،‬اةغي‬
‫بهـا كـل‬ ‫دون آ رل أو بيسة إغ‪،‬ةغية دون أ رىل با ياي صفة عامة يتصـ‬
‫مجتمــع إنســاني ربطــت بــين أف ـراد مجموعــة مــن ال ــيم الروحيــة وقواعــد‬
‫الرحـل‪ ،‬وحتـ سـكان‬
‫السموك‪ ،‬وبهـذا المفهـوم فـسن سـكان الباديـة وال بائـل ُ‬
‫المناطق المنعزلة ال يمكن بحـال أن ننفـي عـنهم صـفة الحضـارة‪ .‬حياث إن‬
‫يؤنء الغةس يلي ون عمى غظاا احتضةعياةل ولهاا ضان غظضهاا المةبتاة الضطاردة‬
‫يااذ القاايا وااغضااةط التااي غطمااق عميهااة فااي اارا الد ار‪،‬ااة انحتضةعيااة كمضااة‬

‫‪3‬‬
‫(حضارة)ل فةلحضةرة إذن (صفة إنسـانية بعامـة‪ ،‬و ـي التـي تميـز مجتمعـه‬
‫عن مجتمع الحيوان)‪.‬‬
‫الترجمة لمصطمح حضارة‪:‬‬
‫يااذا الضاادلوا الحديااد لكمضااة حضـــارةل والااذي يتضمااا فااي ضحضوعااة القاايا‬
‫وااغض ااةط الت ااي ت ااتحكا ف ااي توحي ااه الغ ااةط الروح ااي والض ااةدي لمضحتض ااال ق ااد‬
‫اكت‪،‬اابته الكمضااة ف ااي اللربيااة عاان طري ااق الرحضااةل وعاان طري ااق الت ا مر ب كا ارة‬
‫الدرا‪،‬ة الحضةرية كضة يي عغد ااوروبيين‪.‬‬
‫إن كمضااة حضــارة بضلغةيااة اللمضااي لي‪،‬اات ياار ترحضااة لمكمضااة اإلغحميزيااة‬
‫‪ Culture‬بضاادلولهة اللمضااي الااذي أعااب لهااذ الكمضااة فااي اللعاار الحااديث‪.‬‬
‫كضا ااة أن كمضا ااة ‪ Culture‬فا ااي الم ا ااةت ااوروبيا ااة لا ااا تكت‪،‬ا ااب ذلا اام الضلغا ااى‬
‫اللمضي إن بلد أن ظهرت الدرا‪،‬ةت التي تهتا بةلضحتضا ضن حياث ياو وحادة‬
‫ضتكةضمااةل وبتلبياار آ اار‪( :‬تهــتم بــالمجتمع فــي صــورته الكميــة)ل وضااة تا تما‬
‫ضغه يذ العورة ضن قيا و‪،‬غن وأغضةط غظرية وعضمياةل وقاد أدى ياذا التحدياد‬
‫لضلغااى ل ااظ ‪ Culture‬إلااى ا‪،‬ااتبلةد كمياار ضاان ضلةغيااه اا اارى فااي الم ااةت‬
‫ااوروبيا ااة بوحا ااه ا ااةصل ضما ااا ضلغا ااى التمقيا ااا والتها ااذيبل والا اازرع والتربيا ااة‬
‫الغبةتية‪ ....‬إلخ؟‬
‫يغةم إلى حةغب كمضة ‪ Culture‬في الم ةت ااوروبيةل وكمضاة حضـارة‬
‫فا ااي الم ا ااة اللربيا ااةل توحا ااد كمضا ااة أ ا اارىل ويا ااي كمضا ااة ‪ Civilization‬التا ااي‬
‫تُ‪،‬ت دا في ترحضتهة إلى الم ة اللربية كمضة (مدنية)ل وأعا ياذ الكمضاة فاي‬
‫الم اة النتيغيااة اابيه ب عاامهة فااي الم ااة اللربياةل فهااي ض ااتقة فااي الم تااين ضاان‬

‫‪4‬‬
‫ل ظ مدينة)ل ما تطورت حتى أعب لهة تمم الدنلة ال‪،‬اةسدةل وذلام الضلغاى‬
‫الض لوا‪.‬‬
‫الحضارة أعم وأشمل من المدنية‪:‬‬
‫ار ضااة ت‪،‬اات دا كمضااة ‪ Civilization‬وكمضااة مدنيــة) لمدنلااة عمااى‬
‫وكميا ًا‬
‫ض هوا ضضةما ض هوا الحضةرةل ير أن ذلم ان‪،‬تلضةا لهاذ الكمضاة بوعا هة‬
‫ضا ارادا لكمض ااة حضـــارة ن يل اادو أن يك ااون ضا ارًبة ض اان الت‪ ،‬ااةيا ف ااي دننت‬
‫اال ا ااةظل وذلا اام ان الحضــــارة –بضلغةيا ااة الا اادقيق وض هوضها ااة اللمضا ااي‪ -‬أعا ااا‬
‫وأ ضا ضن الضدغية‪.‬‬
‫مفهوم الحضارة في م ابل المدنية‪:‬‬
‫الحضااةرة ت ااتضا عمااى الغ ااةط انحتضااةعي ضاان حواغبااه كةفااة الروحيااة‬
‫والضةديااة)‪ .‬أضااة الضدغيااة فهااي ضحاارد الغ ااةط الضااةدي لمضحتضااال وبااذلم تكااون‬
‫وفرح ااة ض اان فروعه ااةل وعم ااى أي ض اان‬
‫حةغب ااة ض اان حواغ ااب الحض ااةرةل ً‬
‫الضدغي ااة ً‬
‫ااح ا اواال فا ااين يغا ااةم با ااين عمضا ااةء الحضا ااةرة وانحتضا ااةع نفًا ااة فا ااي ال ا ارأي‬
‫ووحهااةت الغظاار بةلغ‪،‬اابة إلااى الت‪،‬ااوية بااين كمضتااي حضــارة ومدنيــة أو الت رقااة‬
‫بيغهضة‪.‬‬
‫التفرقــة بــين الحضــارة والمدنيــة ترجــع إلـ التفرقــة بــين نائيــة الــروح‬
‫والمادة‬
‫يباادو أن ض‪ ،‬ا لة ال اانا حااوا حضـــارة ومدنيـــةل وحااوا إذا ضااة كةغ اات‬
‫الضدغية ًيسة ض‪،‬تقنً عن الحضةرة أا يي فرع ضن فروعهاة؟ ترحاا –فاي واقاا‬

‫‪5‬‬
‫ااضر‪ -‬إلى ض‪ ،‬لة نائيـة الـروح والمـادة‪ .‬ياذ الض‪،‬ا لة التاي لهاة أمار طيار‬
‫في تكوين الضذايب ال م‪ ،‬ية والضدارس ال كرية‪.‬‬
‫وغلغ ا ااي بمغةسي ا ااة ال ا ااروح والض ا ااةدة إل ا ااى ي ا ااذ اللقي ا اادة القديض ا ااة ف ا ااي حي ا ااةة‬
‫الضحتضلااةت وااف اراد التااي تقضااي بتق‪،‬اايا الكااون إلااى عااةلضين ت تمااا طبيلااة‬
‫كا ضغهضة عن اآل ر‪.‬‬
‫األول‪ :‬يا ااو عا ااةلا الحا ااس الض ا ااةيد الا ااذي غلا اايش فيا ااهل وغت ا ا مر بواقلا ااه‬
‫مر ضبة ًار أو ير ضبة ر‪.‬‬
‫وضنب‪،‬ةته وظواير ت ًا‬
‫ال اني‪ :‬عةلا يبي ير ضح‪،‬وس غ‪،‬تطيا أن غدرم حقةسقه إد ار ًكة يار‬
‫ضبة اار بض ااة لغ ااة ض اان بع اايرة ديغي ااة وفطا ارة روحي ااة‪ .‬ي ااذا الل ااةلا ي ااو ع ااةلا ا‬
‫والظ اواير الروحيااةل ويااو الااذي ياادير ااسون يااذا اللااةلا الضح‪،‬ااوس الض ااةيدل‬
‫ويتحكا في واقله وضعير ‪.‬‬
‫يااذا التعااور لمكااون عمااى أغااه عةلضااةن (عـــالم مـــادي‪ -‬عـــالم روحـــي)‬
‫تعااور قااديا قاادا الحيااةة اإلغ‪،‬ااةغيةل ون يكااةد ي مااو ضغااه أي تكااوين حضااةري‬
‫عمى اإلطنق‪.‬‬
‫ويكااذا كةغاات مغةسيااة الااروح والضااةدة أو التعااور الضاازدوج لطبيلااة الكااونل‬
‫أعانً لوحااود غااوعين ضاان الغ ااةط اإلغ‪،‬ااةغي‪ :‬أحااديضة روحاايل واآل اار ضااةديل‬
‫فيذا ت ضمغة ضة كةن ضن ا تنا في الرأي بةلغ‪،‬بة إلاى ضادلوا حضاةرة وضدغياة‬
‫وحدغة أن يذا ان تنا يرحاا فاي عاورة أو أ ارى إلاى تمام المغةسياة القديضاة‬
‫التي ت عا بين الغ ةط الروحي والغ ةط الضةدي في الضحتضا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إن اآلراء القةسم ااة بوح ااود ف ااةرق ب ااين ض اادلوا الحض ااةرة وض اادلوا الضدغي ااة‬
‫قةسضااة عمااى أعااا واحااد ضهضااة كااةن بيغهضااة ضاان ا ااتنا فااي ضغحااى التعااور‬
‫وطريق التلبيرل ويضكن تم يص أوحه ان تنا في آراء منمة‪:‬‬
‫الـــرأي األول‪ :‬ي ااذيب إل ااى ض ااة نع ااته أن الحض ااةرة تتضم ااا ف ااي الق اايا‬
‫اإلغ‪ ،‬ا ااةغية الت ا ااي يضك ا اان أن تك ا ااون ةي ا ااة ف ا ااي ذاته ا ااةل وبه ا ااذا يك ا ااون الحةغ ا ااب‬
‫الحض ااةري ض اان الضحتض ااا يتا ا لا ض اان الق اايا الروحي ااة وال م‪،‬ا ا يةل وك ااذلم الق اايا‬
‫ال غي ااة واا نقي ااةل وبتلبي اار آ اار تع ااب الحض ااةرة ضقع ااورة عم ااى التك ااوين‬
‫الروحااي الوحااداغي لمضحتضااال بضااة فااي يااذا ضلتقداتااه الديغيااةل وض هوضةتااه غحااو‬
‫ال ياار والحااقل إذ إن يااذا الغ ااةط الوحااداغي لمضحتضااال وضااة ي ااتضا عميااه ضاان‬
‫قيا وض هوضةت أضر يقعد لذاتهل وليس و‪،‬ايمة إلاى ايء آ ارل فاين ضضةر‪،‬اة‬
‫ال سون الروحيةل وتذوق الحضةا وحب ال يرل والبحث عن الحقيقة‪ .‬كاا ياذ‬
‫ااضور ضن الض ترض أن يزاولهة اإلغ‪،‬ةن دون أن يب ي ضن وراسهة غ ًلاة ضةدغياة‬
‫أو ض رًبة ضن ضآرب الحيةة‪.‬‬
‫أضااة المدنيــةل فهااي اايء ض تمااا فااي طبيلتااه وأ ارضااه عاان الحضااةرةل‬
‫فها ااي ت ا ااتص بةلغ ا ااةط اللقما ااي والضا اادغي الا ااذي ن يضكا اان –عما ااى أي و ضا اان‬
‫الوح ااو ‪ -‬أن يلتب اار ةي ااة ف ااي ح ااد ذات ااه‪ .‬وعم ااى ي ااذا يك ااون ض اادلوا الضدغي ااة‬
‫اور عم ااى ذل اام الغ ااةط اللمض ااي ال ااذي يضةر‪ ،‬ااه ال اارد والضحتض ااا بوعا ا ه‬
‫ضقع ا ًا‬
‫و‪،‬يمة يقعد بهة الت مب عمى ضرورات الحيةة وظواير الطبيلة‪.‬‬
‫وعمااى ذلاام تعااير المدنيــة ض ااتضمة عمااى ضااة اكت‪،‬اابته الضحتضلااةت فااي‬
‫تةري ه ااة الطوي ااا ض اان با ارات وتح ااةرب ف ااي ‪ ،‬اابيا الت م ااب عم ااى الض اارورات‬

‫‪7‬‬
‫الضةديا ا ااةل وال‪،‬ا ا اايطرة عما ا ااى واقا ا ااا الحيا ا ااةة ‪،‬ا ا اايطرة تك ا ا ااا لءغ‪،‬ا ا ااةن انكت ا ا ااةء‬
‫وان‪،‬تقرار‪.‬‬
‫تعاة بكاا ضااة‬
‫بغاةء عماى ياذا التحديااد لكمضاة مدنيـة يعاير ضضااضوغهة ض ً‬
‫أحدمه اإلغ‪،‬ةن ضغذ ععور القديضة إلى ععرغة الحديث ضن الو‪،‬ةسا اللضمية‬
‫تلبير عن ك ةح الضحتضاا فاي ‪،‬ابيا‬
‫وال غون التطبيقيةل وتعب المدنية بذلم ًا‬
‫الحياةةل وعان عاراعه ضاا الواقااا الضاةديل لي اار لغ ‪،‬اه و‪،‬ااةسا البقاةء وضطةلااب‬
‫الك ةيااةل وعمااى أ‪،‬ااةس يااذا الت ‪،‬ااير غحااد تااةريخ الضدغيااة يتضمااا فيضااة اكت ا ه‬
‫الضحتض ااا اإلغ‪ ،‬ااةغي ض اان أدوات وو‪ ،‬ااةسا ف ااي غط ااةق الز ارع ااة والع ااغةعة ضغ ااذ‬
‫اللعر الححري إلى يذ اايةا‪.‬‬
‫ويكذا يضكن تم يص يذا الرأي فاي أن لكاا ضحتضاا حضاةرته التاي ياي‬
‫قيضه اللميةل والتي يي ةيةته‪ .‬أضة الضدغيةل فهي و‪،‬ةسمه في واقا الحيةة‪.‬‬
‫الرأي ال اني‪ :‬يذا الرأي يضكن أن غقوا في تم يعه إغاه ياذيب إلاى أن‬
‫الحضـــارة ف ااي الضحتض ااا أ ااص ض اان المدنيـــةل ذل اام أن الحضـــارة ي ااي الق اايا‬
‫والتعورات والقواعد انحتضةعية التي يتضيز بهة ضحتضا عن آ رل والتاي تلاد‬
‫ضن عةسعه وضقوضةته ت ارماه الروحاي واإلغ‪،‬اةغي‪ .‬ياذا ب انا الضدغياة التاي‬
‫يي ذات طةبا عةال والتي ن ترتبط بضحتضا دون آ ارل ون تلاد –عماى وحاه‬
‫عااةت انحتضةعيااة واإلغ‪،‬ااةغية‬ ‫ضاان الوحااو ‪ -‬ضاان الع ا ةت النزضااةل أو الض‬
‫غهة أن تضيز بيسة عن أ رى‪.‬‬ ‫التي ضن‬
‫وعم ا ااى ال ع ا ااوص ال ا ااذي يل ا ااد ض ا اان لا ا اوازا الحضـــــارة يك ا ااون اللغع ا اار‬
‫الحضااةري ياار قةبااا لنقتبااةس وانغتقااةا ضاان ضحتضااا إغ‪،‬ااةغي إلااى آ اار فااي‬

‫‪8‬‬
‫‪ ،‬ا ااهولة وي‪ ،‬ا اارل إذ إن عغع ا اار الحضـــــارة ومي ا ااق الع ا اامة بةلكي ا ااةن الروح ا ااي‬
‫واللااةط ي لمضحتضااال وضاان طبيلااة يااذا الكيااةن الروحااي واللااةط ي أغااه ن يقبااا‬
‫التحوا والت يير‪.‬‬
‫أض ااة عغع اار المدنيـــة فه ااو –عم ااى ي ااذا الا ارأيل وبحك ااا عضوض ااه‪ -‬يقب ااا‬
‫انقتبااةس وانغتقااةا ضاان بيسااة إغ‪،‬ااةغية إلااى أ اارى فااي ‪،‬ااهولة وي‪،‬اارل دون أن‬
‫يتلةرض ذلم ضا تقةليد البيسة وتكويغهة الغ ‪،‬يل وقد يرع يذا إلى أن عغعار‬
‫المدنيــة ن يضااس ح‪،‬ة‪،‬ااية الكيااةن انحتضااةعيل اغااه ض ارتبط بااةلتكوين اللقمااي‬
‫أو الحةغب الذيغي ضن الضحتضا‪.‬‬
‫وغ‪،‬ا ااتطيا أن غتبا ااين طبيلا ااة يا ااذ الت رقا ااة ضا ااة با ااين عغعا اار الحضـــــارة‬
‫وعغعر المدنية إذا غحن أدركغة طبيلة الحواحز بين كاا حضاةرة يرياة ضان‬
‫‪،‬ااةسر الحضااةراتل فماايس ضاان اام فااي أغااه ضاان العاالوبة بضكااةن أن تقتاابس‬
‫الحضا ااةرة اإل‪،‬ا اانضية أو الحضا ااةرة الض‪،‬ا اايحية ضا اان الحضا ااةرة البوذيا ااة ت ارمها ااة‬
‫الروح اايل وقيضه ااة الوحداغي ااة وتع ااوراتهة ال يبي ااةل عم ااى ح ااين غح ااد كا انً ض اان‬
‫الحضةرتين اإل‪،‬انضية والبوذياة قاد ا‪،‬اتطةعت فاي أضاد قعاير أن تقتابس ضان‬
‫الضحتضااا ال ربااي عغعاار المدنيـــة‪ ،‬وأن ت‪،‬ااةير غ ااةطه الضااةدي واللضمااي فااي‬
‫ضةا العغةعة واللموا التطبيقية بع ة عةضاةل ون يعادق ذلام عماى الضحتضاا‬
‫اإل‪،‬اانضي والضحتضااا البااوذي فح‪،‬اابل قواغضااة يعاادق كااذلم عمااى الضحتضلااةت‬
‫الضلةعرة كةفة‪ .‬ااضر الذي حلا المدنية ال ربية ذات طةبا عةا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الصة الرأي ال اني‪:‬‬
‫ويكا ااذا يضكا اان أن يا ااتم ص يا ااذا ال ا ارأي فا ااي أن الحضــــارة يا ااي الغ ا ااةط‬
‫انحتضاةعي الااذي يارتبط بةلحةغاب الروحااي واللااةط ي ضان اإلغ‪،‬ااةنل ون ي‪،‬ااها‬
‫اقتبة‪،‬ه أو اغتقةله ضن ضحتضا إلى آ رل وأن المدنية يي الغ ةط انحتضاةعي‬
‫الااذي يارتبط بةلحةغااب اللقمااي والضااةدي ضاان اإلغ‪،‬ااةنل وي‪،‬ااها اقتبة‪،‬ااه واغتقةلااه‬
‫ضن بيسة إلى أ رى‪.‬‬
‫الـــرأي ال الـــث‪ :‬ي ااذيب ي ااذا الا ارأي إل ااى أن الحضـــارة ظ ااةيرة احتضةعي ااة‬
‫ت تما عن المدنية ضان حياث طبيلاة الغضاو والتطاورل فالحضـارة –عماى ياذا‬
‫الرأي‪ -‬ن ت ضا كضة ت ضا المدنية ل‪،‬غن التطور الحتضيل بضلغاى أن كاا‬
‫اور ضاان ااحيااةا ال‪،‬ااةبقة‬
‫حياا ضاان ااحيااةا نباد أن يكااون بةلضاارورة أكماار تط ًا‬
‫كضااة يااي الحااةا فااي الضدغيااةل فةا‪،‬ااةس الااذي تقااوا عميااه الت رقااة –طبقًااة لهااذا‬
‫ال ارأي‪ -‬يتضمااا فااي أن الت اراث الحضااةري لمضحتضااا يغ ا ويغضااو ويتطااور فااي‬
‫عااورة ط ارات تةري يااة‪ .‬بيغضااة تاراث المدنيــة يغ ا ويغضااو ويتطااور فااي عااورة‬
‫تدريحي ااة أو تراكضيا ااةل ول ااذلم فيغا ااه ف ااي الحةغا ااب الحض ااةري تكا ااون اللعا ااور‬
‫ال‪،‬ااةبقة ُضاامنً عميااة لملعااور النحقااة‪ .‬كضااة يتبااين لغااة يااذا فااي غطااةق الغ ااةط‬
‫الروحي وال غي وال م‪ ،‬يل عماى حاين غحاد ااضار ض تم ًاة بةلغ‪،‬ابة إلاى الحةغاب‬
‫الضدغي‪.‬‬
‫إن كا ععر يبدأ ضن حيث اغتهى اللعر الذي ‪،‬بقهل ويو يبغاي فاوق‬
‫ضة ورث ضن ااحيةا الضتقدضةل ولذلم كةغت المدنية أو الغ ةط الضةدي ي‪،‬ير‬
‫غحو التطاور وانرتقاةءل فاغحن غ‪،‬اتطيا –فيضاة يتعاا بةلحةغاب الحضاةري فاي‬

‫‪11‬‬
‫ضحتضلغااة اإل‪،‬اانضي‪ -‬أن غلااد اللعااور ال‪،‬ااةبقة أرفااا ض‪،‬ااتوى ضاان اللعااور‬
‫الحةضارةل وضممغااة فااي ذلاام ضمااا كمياار ضاان الحضااةراتل وب ةعااة الحضااةرات‬
‫روحياة‬
‫ً‬ ‫القةسضاة عماى قةعادة روحياة وتعاورات ديغياةل فلعار الغباوة كاةن أرقاى‬
‫ضاان حضيااا اللعااور التااي حااةءت ضاان بلااد ل وكااذلم اللعاار اللبة‪،‬ااي كااةن‬
‫أرقى وأ عب فم‪ ،‬غية وفغغية ضن اللعور التي تمته‪.‬‬
‫بيغضااة ن غ‪،‬ااتطيا أن غ‪،‬ااما بااذلم بةلغ‪،‬اابة إلااى حةغااب الضةديااة أو المدنيــة‬
‫في ضحتضلغة اإل‪،‬نضيل فين ضدغية اللعر الحةضر ن يضكن غتعاورية عماى‬
‫أي وحه ضن الوحو أقا ض‪،‬توى ضن اللعور ال‪،‬ةبقة‪.‬‬
‫وبذلم يغتهي ياذا الارأي إلاى أن الحضاةرة ط ارات تةري ياةل وأن الضدغياة‬
‫تطور ي‪،‬ير في ط عةعد‪.‬‬
‫استعراض اآلراء ال ال ة‪:‬‬
‫غحا اان إذا ا‪،‬تلرضا ااغة يا ااذ اآلراء المنما ااة التا ااي ت عا ااا با ااين الحضا ااةرة‬
‫حضيلة تدور حوا ضحور واحدل وتقوا عمى قدر ض اترم ضان‬
‫ً‬ ‫والضدغيةل رأيغةية‬
‫التعور لطبيلة الغ ةط انحتضةعيل ويذا القدر الض ترم يو تعاور الغ اةط‬
‫اإلغ‪،‬ةغي عمى أغه ي‪،‬ير فاي اتحاةيين‪ :‬األول روحاي وحاداغيل واآل ـر عقماي‬
‫عضمي‪.‬‬
‫وضاان الحااةسز أن يكااون لهااذ اآلراء قيضااة ضغهحيااة فيضااة ي ااتص بتي‪،‬ااير‬
‫البحاث والد ار‪،‬اة الحضاةرية‪ .‬أضاة ضاان الغةحياة ال م‪،‬ا ية ال ةلعاةل فاين الت رقااة‬
‫ب ا ااين الغ ا ااةط الروح ا ااي والغ ا ااةط الض ا ااةدي لمضحتض ا ااا ض ا ااة ازل ا اات قةبم ا ااة لمغظ ا اار‬

‫‪11‬‬
‫والضراحل ا ااةل أي أن الظ ا ااةيرة الروحي ا ااة والظ ا ااةيرة الضةدي ا ااة بيغهض ا ااة كمي ا اار ض ا اان‬
‫الت ةعا عمى غحو يحلا كنً ضغهضة ضت مرة بةا رى وضؤمرة فيهة‪.‬‬

‫فالحضـــارة عم ااى ذل اام يضك اان أن يت‪ ،‬ااا ض اادلولهة بحي ااث يع ااب ض ااتضنً‬
‫عمى ضة تدا عميه المدنية ضن غ اةط ضاةدي وضلرفاة تطبيقياةل ذلام ب غاه لايس‬
‫ادودا فةعاامة بااين الظااةيرة انحتضةعيااة فااي عااورتهة‬
‫ضاان الضضكاان أن غحااد حا ً‬
‫الروحية والظةيرة انحتضةعية في عورتهة الضةدية‪.‬‬
‫فةلغ ااةط الروحااي اي ضحتضااا ضاان الضحتضلااةت ضت ا مر بةلبيسااة الطبيليااة‬
‫والضنب‪،‬ا ااةت الضةديا ااةل ولا ااذلم فا ااين الغ ا ااةط الضا ااةدي لمضحتضا ااا ضت ا ا مر بةلبيسا ااة‬
‫اإلغ‪،‬ةغية والضنب‪،‬ةت الروحية‪.‬‬
‫ويااذا الت ةعااا بااين الحةغااب الروحااي والحةغااب الضااةدي فااي حيااةة اإلغ‪،‬ااةن‬
‫ض اان ا ا غه أن يحل ااا الت رق ااة ب ااين الظا اواير الروحي ااة والظا اواير الضةدي ااة ض اان‬
‫العاالوبة بضكااةنل فةلحضااةرة الضع ارية القديضااة –عمااى وحااه الضمااةا‪ -‬كةغاات‬
‫قةسضااة عمااى أ‪،‬ااس روحيااة وقاايا يبيااةل وكةغاات ت‪،‬ااتغد إلااى انعتقااةد فيضااة وراء‬
‫الطبيلااة و مااود الااروح‪ .‬وضااا يااذا فقااد كااةن لتماام اا‪،‬ااس والقاايا والضلتقاادات‬
‫أمرية الضمحوظ في توحياه الحياةة الضةدياة واللضمياة بعا ة عةضاةل ويتضا ذلام‬
‫ااماار فيضااة أغتحتااه يااذ الحضااةرةل وفيضااة م تااه ضاان ت اراث ضااةدي وضاان فغااون‬
‫تطبيقيااةل وفااي ضقةبااا يااذا الضمااةا يضكاان أن غ ااير إلااى الضدغي اة ال ربيااةل وضااة‬
‫لغ ةطهة الضةدي واللمضي ضن ت مير واض في أ‪،‬س الحضةرة الروحياةل وفاي‬
‫القيا ال يبية والضيتةفيزيقية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫يااذا انرتبااةط والتاادا ا والت ا مير الضتبااةدا بااين انتحااة الروحااي وانتحااة‬
‫الضااةدي فااي حيااةة الضحتضااال يحلااا ضاان الضااروري فم‪ ،‬ا غية أن غتغااةوا الغ ااةط‬
‫اإلغ‪،‬ااةغي ضاان حواغبااه كةفااة دون ت رقااة بااين ضااة يااو ضااةدي وضااة يااو روحاايل‬
‫(تعبيــر عــن النشــاط االجتمــاعي مــن م تمــ‬
‫ًا‬ ‫وعمااى ذلاام تكااون الحضااةرة‬
‫صور ومظا ر واتجا اته‪ ،‬بما في ذلك التصورات المجردة والعرفة العممية‬
‫تبعــا‬
‫ــذا النشــاط تعبيــر اإلنســانيات‪ ،‬في ــال ً‬ ‫حتـ ل ــد أطمــق بعضــهم عمـ‬
‫لذلك عن حضارة اليرب "إنسانيات اليرب"‪ ،‬وعن حضارة الشرق "إنسـانيات‬
‫الشرق")‪.‬‬
‫إن الحض ااةرة إذن أعا ااا وأ ا ااضا ضا اان الضدغيا ااةل إذ إن ض هوضها ااة الد ار‪،‬ا ااي‬
‫وال م‪ ،‬ا ي ي‪،‬ااتطيا أن يت‪،‬ااا لكااا ضاان يغطااوي عميااه الكيااةن انحتضااةعي ضاان‬
‫ضب ا ااةدئ ال‪،‬ية‪ ،‬ا ااة و‪ ،‬ا ااغن انقتع ا ااةدل وض ا اان ق ا اايا اا ا اانق وض ا ااذايب المقةف ا ااة‬
‫والضلتقدات الديغياة‪ .‬أضاة الضدغياة فمغاة أن غلادية ضحارد تلبيار عرفاي ن د ار‪،‬اي‬
‫عضة حققه اإلغ‪،‬ةن في واقا الحيةة ضن برات عضمية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أسس الحضارة اإلسالمية‬

‫‪14‬‬
‫باادأت الحضااةرة اإل‪،‬اانضية تظهاار ببلمااة الغبااي عاامى ا عميااه و‪،‬اامال‬
‫ودعوتااه إلااى اإل‪،‬اانال ويااي حضااةرة حدياادة ضرتبطااة بةإل‪،‬اانا بوع ا ه دياان‬
‫ودولة وتةريخ ‪،‬واء في غ تهة أو نا غضوية أو حين ازديةريةل وعاةر لهاة‬
‫أما اار كبيا اار فا ااي تقا اادا الب ا ارية ي ا ااوق أما اار أيا ااة حضا ااةرة أ ا اارى ضا اان الغةحيا ااة‬
‫اإلغ‪،‬ةغية‪.‬‬
‫وقااد غبلاات يااذ الحضااةرة اإل‪،‬اانضية ضاان أعااوا وأ‪،‬ااس كااةن لكااا ضغهااة‬
‫دور فااي غ ا تهة و عةسعااهة وضممهااة أيضهااة‪( :‬ال ــر ن الكــريم‪ -‬ســيرة النبــي‬
‫صـــم ال عميـــه وســـمم وســـنته‪ -‬العـــرب والميـــة العربيـــة‪ -‬ومكـــان الـــبالد‬
‫المفتوحــة أو الشــعوب التــي اعتن ــت اإلســالم‪ -‬اإلطــار الجيرافــي باإلضــافة‬
‫إل بعض التأ يرات األجنبية التـي وصـمتها عـن الحضـارات السـاب ة عميهـا‬
‫والمعاصرة لها)‪.‬‬
‫‪ _1‬ال ر ن الكريم‪:‬‬
‫الق ارآن يااو ااعااا الرسي‪،‬ااي الااذي غبلاات ضغااه الحضااةرة اإل‪،‬اانضيةل إذ‬
‫كةن الضعدر اا‪،‬ة‪،‬ي لء‪،‬نا الذي تغ‪،‬ب إليه ريلة الض‪،‬مضين‪.‬‬
‫ضغحضااة ض رقًااة‬
‫ً‬ ‫وقااد غاازا الق ارآن الك اريا عمااى الغبااي عاامي ا عميااه و‪،‬ااما‬
‫عةضا ااة التا ااي ظا ااا يا اادعو فيها ااة إلا ااى ا –‪،‬ا اابحةغه‬
‫ط ا اواا المنما ااة والل ا ارين ً‬
‫وتلاةلى‪-‬ل وكاةن الغبااي عامي ا عمياه و‪،‬ااما يت اذ كتباة ياادوغون اآلياةت عغااد‬
‫غزوله ااة‪ .‬كض ااة ك ااةن الض‪ ،‬اامضون يقبم ااون عم ااى ح ظه ااة ع اان ظه اار قم اابل ويك ااذا‬
‫ا‪،‬ااتُ دا فااي ح ااظ الق ارآن الكاريا و‪،‬اايمتةن يضااة‪( :‬الحفــظ والتــدوين)ل مااا قاارر‬
‫ْ‬
‫ترتيب ‪،‬ور وآيةته ب كا غهةسي قبيا وفةة الغبي عمي ا عميه و‪،‬ما‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫جمع ال ر ن الكريم‬
‫‪ _1‬ول ااا يمب ااث أن حض ااا القا ارآن الكا اريا ف ااي نف ااة أب ااي بك اار الع ااديق‬
‫رضي ا عغاه ضان واقاا الضادوغةت التاي كةغات لادى كتباة الاوحيل وبض‪،‬اةعدة‬
‫ح ظته الض هود لها (بالت وى وقوة الذاكرة)‪.‬‬
‫‪ _2‬وفااي عهااد عضاار رضااي ا عغااه ح ااظ الضعااحا الكاريا عغااد ابغتااه‬
‫ال‪،‬يدة ح عة زوج الغبي عمي ا عميه و‪،‬ما‪.‬‬
‫‪ _3‬وف ااي عه ااد عمض ااةن رض ااي ا عغ ااه ُد ىون ضغ ااه غ‪ ،‬ااخ فُىرق اات عم ااى‬
‫ااضع ا ااةر اإل‪ ،‬ا اانضية بوعا ا ا هة الغ‪،‬ا ا ااخ الضلتض ا اادة دون يري ا ااةل م ا ااا تا ا ااداوا‬
‫الض‪،‬اامضون يااذ الضع ااةحال وغ‪ ،‬ا وا ضغه ااة ضااة احتااةحوا إلي ااهل وكااةن الغ‪ ،‬ااةخ‬
‫يتحاارون ضغتهااى الدقااة فااي الغ‪،‬ااخ والضطةبقااةل زضااة زاا الض‪،‬اامضون حتااى اليااوا‬
‫يحرع ااون ك ااا الح اارص عم ااى غ‪ ،‬ااخ القا ارآن الكا اريا بةلكتةب ااة أو الطبةع ااة أو‬
‫الت‪،‬حيا‪.‬‬
‫اميضة ضاان أي تحااوير أو ط ا ل وعاادق ا وعااد ‪:‬‬
‫ويكااذا ظااا الق ارآن ‪،‬ا ً‬
‫"إغة غحن ىغزلغة الذكرل قواغة له لحةفظون‪ ".‬اآلياة ‪)9‬‬
‫فيقوا في ضحكا التغزيا‪َّ :‬‬
‫‪،‬ورة الححر‪.‬‬
‫ويكضن ‪،‬ر أعةلة الحضةرة اإل‪،‬نضية وعظضتهة في القرآن الكريال فهو‬
‫حضيلااة ‪ ،‬اواء ضاان الغةحيااة‬
‫ً‬ ‫كتااةب ا يهاادي لمتااي يااي أقااوال فيااه ياار الب اار‬
‫الروحي ااة أو اللقمي ااة أو انحتضةعي ااةل م ااا ي اادعو إل ااى عقي اادة حق ااة تق ااوا عم ااى‬
‫الوحداغية عقيدة واضحة ةلية ضن التليد وال ضوض وااويةا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تعاليم ال ر ن الكريم‪:‬‬
‫فااي تلااةليا القا ارآن الك اريا ‪ ،‬االةدة الب اار إذ يااغظا الضحتض ااا عمااى أ‪ ،‬ااس‬
‫‪،‬ااميضة تضااضن لااه ااضاان والر ااةء وال‪،‬االةدةل ويضااضن حريااة ال ارأي واللقياادة‪.‬‬
‫كضااة ياادعو إلااى التلااةرا والتحااةبل ويااغص عمااى الض‪،‬ااةواةل ويغعااا الض ارأةل‬
‫ويؤكااد حقوقهااة وكيةغهااةل والحااق أغااه لضاان الضتلااذر ا‪،‬تقعااةء فضااةسا الق ارآن‬
‫الكريا التي قةضت عميهة الحضةرة اإل‪،‬نضية‪.‬‬
‫‪ _2‬سيرة النبي صمي ال عميه وسمم وسنته‪:‬‬
‫اا‪،‬ااةس المااةغي ال ارسيس الااذي ا‪،‬ااتوحته الحضااةرة اإل‪،‬اانضيةل وتلطاارت‬
‫به يو ‪،‬يرة الغبي عمي ا عميه و‪،‬مال و‪،‬غته ال ري ةل فهي ااعا الماةغي‬
‫اا‪،‬ة‪،‬ي ضن أعوا الدين اإل‪،‬نضي واإليضةن باةلغبي عامي ا عمياه و‪،‬امال‬
‫ويو مةغي طري اللقيدة اإل‪،‬نضية "ال إله إال ال محمد رسول ال"‪.‬‬
‫‪،‬ا اايرة الغبا ااي عا اامي ا عميا ااه و‪،‬ا ااما حيا ااة فا ااي ضا ااضير الض‪،‬ا اامضين بها ااة‬
‫يهتدونل وضغهاة ي اذون القادوة العاةلحةل وتضتاةز ياذ ال‪،‬ايرة الغبوياة ال اري ة‬
‫ب غهااة (محيطــة بجوانــب الحيــاة وأطوار ــا‪ ،‬وأنهــا مطب ــة‪ ،‬وليســت نظريــات‬
‫و ارء‪ .‬كما أنها ح ي ة وصحيحة تاري يًّا‪ ،‬وليست أساطير و رافات)‪.‬‬
‫ت عص فاي كتةباة ال‪،‬ايرة عمضاةء وق اوا حياةتها عميهاة يادفلها إلاى ذلام‬
‫حةفز ديغي بوع هة اا‪،‬ةس المةغي لمدين اإل‪،‬نضي ضن حهةل ولضة فيهة ضان‬
‫عب ارة ضاان حهااة أ اارىل وكااةغوا فااي عضمهااا يااذا يغ ااذون أضاار الغبااي عاامي ا‬
‫عميه و‪،‬ما حين قةا‪" :‬بميوا عني"‪" -‬وليبمغ الشا د اليائب"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وكةن ضن الض‪،‬مضين ضن تمقى عن الغباي عامي ا عمياه و‪،‬اما أحةديماهل‬
‫ووعى ضة يتلمق بحيةته فح ظاه أو كتباهل ماا أدا ضان بلاد ماا غقماه ياذا بادور‬
‫إلى ضن بلد ل ويكذا‪.‬‬
‫ار‬
‫ولقااد أ ااذ الض‪،‬اامضون ضاان ‪،‬اايرة الغبااي عاامي ا عميااه و‪،‬ااما و‪،‬اغته كميا ًا‬
‫ض اان ال اارح والت ‪ ،‬ااير لمقا ارآن الكا اريا فضا انً ع اان التطبي ااق اللضم ااي لتلةليض ااه‬
‫مق عظيم"‬ ‫وأعوا الدين وضكةرا اا نق وح‪،‬ن ال ضةسا‪" .‬وانك لعم‬
‫يا ااذا ولقا ااد كا ااةن ب ضا ااا الغبا ااي عا اامي ا عميا ااه و‪،‬ا ااما و‪،‬ا ااغته وت ‪،‬ا ااي‬
‫الض‪،‬اامضين بااه أن طُبعــت الحضــارة اإلســالمية بهــذا الطــابع اإلنســاني ال ـذي‬
‫يتم ل في حب ال ير والعمل الصالح والصدق في المعاممـة واإل ـالص فـي‬
‫العمل والتسامح والرفق والحرص عم العمـم والتعميـر واالتـزانل و يار ذلام‬
‫ضن ال ضةسا اللديدة التي حلمت الض‪،‬مضين ير أضة أ رحت لمغةس‪.‬‬
‫‪ _3‬العرب‪:‬‬
‫ضن اا‪،‬س التي قةضت عميهة الحضةرة اإل‪،‬نضية ل اة اللارب أو اللارق‬
‫اللرباايل فااةلغبي عاامي ا عميااه و‪،‬ااما عرباايل والعااحةبة عااربل واللاارب يااا‬
‫أوا ض اان تمقا اوا دع ااوة اإل‪ ،‬اانال وآضغا اوا به ااةل وحةي اادوا ف ااي ‪ ،‬اابيمهةل وعم ااى ي ااد‬
‫ار ضاان ااقطااةرل واغت اار بااين ‪،‬ااةسر الغااةسل وضاان مااا‬
‫اللارب د ااا اإل‪،‬اانا كميا ًا‬
‫طُبلت الحضةرة اإل‪،‬نضية بطةبا اللرق اللربي‪.‬‬
‫ولقد كاةن لملارب قباا اإل‪،‬انا حضاةرة لاا تكان تقاا عان حضاةرة ياريا‬
‫ضاان ااضااال وكةغاات لهااا ل ااة غةضااحة ا تةريااة ا –‪،‬اابحةغه وتلااةلى‪ -‬لتكااون‬

‫‪18‬‬
‫ل ة كتةبه الكاريا‪ .‬قاةا تلاةلى‪" :‬إنـا جعمنـه قر ًنـا عربيًّـا لعمكـم تع مـون‪ ".‬آياة‬
‫‪، )3‬ورة الز را‪.‬‬
‫كضااة كااةن لااديها آداب راقيااة ضاان االر وغماار وقعااص و طةب اة وأضمااةال‬
‫وكمهة أضور ن تتا ع ًوال ولكغهة تغضو عمى ضدى تةريخ طويا‪.‬‬
‫وكااةن لملاارب عاانت تحةريااة ةرحيااة ضااا ااضااا الضتحض ارةل وضاان مااا‬
‫كااةغوا عمااى عمااا بااةلتطورات الحضااةريةل وتهي ا ت لهااا ال اارص لنقتبااةس ضاان‬
‫يااريا‪ .‬كضااة أغهااا كااةغوا يلتضاادون بع ا ة أ‪،‬ة‪،‬ااية عمااى ال يااا والحضااةال وقااد‬
‫فر‪،‬ةغة ضهرة‪ .‬كضة ضكغها ضن ‪،‬رعة الحركاة وانغت اةر‬
‫ً‬ ‫يي لها ذلم أن يكوغوا‬
‫في اارض‪.‬‬
‫كضة كةغت لها تقةليديا وأ نقها التي زودتها بةلقدرة عمى القياةا بحمياا‬
‫ااعض ااةا عغ ااد اإليض ااةن به ااة (كالصــــبر والنشــــاط وال ــــة بــــالنفس والحكمــــة‬
‫والعصبية والحماسة)‪.‬‬
‫اببة فا ااي إ ا ااةعة روح انبتكا ااةر ف ا ااي‬
‫وازديا اار ال ا االر عغا ااديال فكا ااةن ‪ ،‬ا ا ً‬
‫الضحتضا اللربيل تمام الاروح التاي ولادت القادرة عماى ان تاراع الاذي ن تتقادا‬
‫الب رية إن ب ضمه‪.‬‬
‫لقد كةن لهذا كمه أمر فاي غ ا ة الحضاةرة اإل‪،‬انضية وتضويغهاة وتطورياةل‬
‫ن كبير فاي إباداع ياذ الحضاةرة التاي‬ ‫وكةن ضن الطبيلي أن يكون لملرب‬
‫غ ت في ححريا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ _4‬المية العربية‪:‬‬
‫كةغت الم ة اللربية عغد ظهور اإل‪،‬نا قاد بم ات غضاحهةل وقاد ا تةرياة‬
‫ا ‪،‬بحةغه وتلةلى لتكون ل ة آيةته الكريضة التي غزا بهة الروح ااضين عماى‬
‫‪،‬يد الضر‪،‬مين ‪،‬يدغة ضحضد عمى ا عميه و‪،‬مال وضن ما حاةء القارآن الكاريا‬
‫بم‪،‬ةن عربي ضبين‪:‬‬
‫وردت كمض اة "عربغيااة" فااي مضااةغي ضواضااا فااي الق ارآن الك اريال ويااي كضااة‬
‫يمي‪:‬‬
‫اآلية (‪.)2‬‬ ‫‪" _1‬إنا أنزلنا قر ًنا عربيًّا لعمكم تع مون"‪ .‬سورة يوس‬
‫‪" _2‬وكـذلك أنزلنـا قر ًنـا عربيًّـا وصــرفنا فيـه مـن الوعيـد" سـورة طــه‬
‫اآلية (‪.)113‬‬
‫عربيــا ذيــر ذي عــوج لعمهــم يت ــون" ســورة الزمــر اآليــة‬
‫‪" _3‬قر ًنــا ًّ‬
‫(‪.)28‬‬
‫ســورة فصــمت‬ ‫عربيــا ل ــوم يعممــون"‬
‫‪" _4‬كتــاب فصــمت ياتــه قر ًنــا ًّ‬
‫اآلية (‪.)3‬‬
‫‪" _5‬وكذلك أوحينا إليك قر ًنا عربيًّا" سورة الشورى اية (‪.)7‬‬
‫ســورة الز ــر اآليــة‬ ‫عربيــا لعمكــم تع مــون"‬
‫‪" _6‬إنــا جعمنــا قر ًنــا ًّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ســورة‬ ‫عربيــا لينــذر الــذين ظمم ـوا"‬
‫‪" _7‬و ــذا كتــاب مصــدق لســا ًنا ًّ‬
‫اآلية (‪.)12‬‬ ‫األح ا‬
‫سورة الرعد اآلية (‪.)37‬‬ ‫حكما عربيًّا"‬
‫ً‬ ‫‪" _8‬وكذلك أنزلنا‬

‫‪21‬‬
‫ور ا ذلم فقد رفت الم ة اللربية ب ن ُيغطاق بهاة كانا ا عاز وحاال‬
‫والم ااة اللربيااة ضاان أرقااى ل ااةت اللااةلا إن لااا تكاان أرقةيااةل وتتضيااز ‪ ،‬اواء فااي‬
‫تركيب حروفهة أو كمضةتهة أو حضمهةل فحروفهة قوان لا تكن أكمار ضان حاروا‬
‫اابحااديةت اا اارى إن أغهااة ت ااي بةلض ااةرج العااوتيةل قواعرابهااة ‪،‬ااهة كضااة أن‬
‫كمضةتهة ‪،‬همة الغطق و‪،‬م‪،‬ة‪.‬‬
‫ا‪،‬لة في فترة وحيزة غ‪،‬بغيةل وت مر بهاة‬
‫ةر و ً‬
‫وقد اغت رت الم ة اللربية اغت ًا‬
‫كمير ضن ال لوب التي احتكت باةللرب ‪،‬اواء ةلباة أو ض موباةل ولاون ظهاور‬
‫بلااض الغل ارات القوضيااة عغااد بلااض ال االوب ل مااب لهااة ال‪،‬اايةدة بااين حضيااا‬
‫ال لوب اإل‪،‬نضية‪.‬‬
‫يااذا قوان لااا تكاان الم ااة اللربيااة التااي غاازا بهااة كاانا ا قةع ارة عاان أن‬
‫تكااون ل ااة دوليااة يااتكما بهااة الض‪،‬اامضون فااي ض ااةرق اارض وض ةربهااة يلباارون‬
‫به ااة ع اان أحة‪،‬ي‪،‬ا اها وآدابه ااال ويتلمض ااون به ااة ضل ااةرا ي ااريال ويغض ااون به ااة‬
‫أفكةريا وعموضهال ويكذا كةغت أداة ‪،‬ميضة ودقيقة لمتلبير اللمضي وال غي‪.‬‬
‫وضاان ع اابت الحض ااةرة اإل‪ ،‬اانضية ف ااي وع ااةء الم ااة اللربي ااةل قوال ااى ي ااذ‬
‫الم ا ااة ترحضا اات ضلا ااةرا الب ا ارية وتحةربها ااة القديضا ااةل وعغها ااة غقما اات الحضا ااةرة‬
‫والمقةفااة اإل‪،‬اانضية إلااى ال االوب اا اارىل فتاارحا ضااة حوتااه ضاان عمااا وضلرفااة‬
‫ومقةفة وآداب إلى ال لوب اا رى‪.‬‬
‫ويتعااا بةلم ااة اللربيااة ال ااط اللربااي الااذي أ ااذ ا غه فااي انزديااةد ضغااذ‬
‫اةحبة نغت اةر الم اة اللربياةل‬
‫ظهر اإل‪،‬نا إذ طةر اغت اةر ال اط اللرباي ضع ً‬

‫‪21‬‬
‫با زاد عميهة حين عةر ُيكتب به ل ةت ير عربية ضما (الفارسية واألرديـة‬
‫والتركية)‪.‬‬
‫ولق ااد ُعغ ااي ب ااةل ط اللرب ااي ضغ ااذ ظه ااور اإل‪ ،‬اانا عغةي ااة كبيا ارةل ذل اام أن‬
‫ال ااط اللربااي كااةن الو‪،‬اايمة اا‪،‬ة‪،‬ااية لح ااظ القارآن الكاريا بةإلضااةفة إلااى ضااة‬
‫ت ااتضا عميااه تلااةليا اإل‪،‬اانا عاان تقري ار الكتةبااةل واعتبةريااة أداة اللمااا‪ :‬قااةا‬
‫تلةلى‪" :‬اق أر وربك األكرم‪ ..‬الذي عمم بال مم"‪.‬‬
‫كضا ااة أن طبيلا ااة ال ا ااط اللربا ااي وأ ا ااكةا حا ااروال وضا ااة تضتا ااةز با ااه ضا اان‬
‫الضوافقة والضروغة يي ت له ال رص الضغة‪،‬بة لمتح‪،‬ين والتغويا‪.‬‬
‫وقد احتا ال اط اللرباي ضكاةن العادارة باين ال غاون اإل‪،‬انضية اا ارىل‬
‫وكااةن أحااد اللغةعاار الز رفيااة اا‪،‬ة‪،‬ااية فيهااة فااي حضيااا اللعااور وااقطااةرل‬
‫وضن ما ظهرت بعضته عمى التراث اإل‪،‬نضي ب تى ضظةير ‪.‬‬
‫وكةن ال ط اللربي ضممه ضما الم ة اللربية و‪،‬يمة التلبيار عان الحضاةرة‬
‫اإل‪،‬نضية وعةضنً ضه غضة ضن عواضا الوحدة فيهة‪.‬‬
‫‪ _5‬سكان البالد المفتتحة أو الشعوب اإلسالمية‪:‬‬
‫كةن لم الوب الكميارة التاي د مات فاي اإل‪،‬انا أمار فاي تكاوين الحضاةرة‬
‫ار ض اان ال اابند حت ااى إن‬
‫اإل‪ ،‬اانضيةل ذل اام أن الل اارب ل ااا يمبما اوا أن فتحا اوا كمي ا ًا‬
‫فتوح ااةتها اضت اادت ف ااي غح ااو ق اارن ض اان الزض ااةن ض ااة ب ااين الهغ ااد اارقًة والضح اايط‬
‫حغوبااةل مااا اغت اار‬
‫ااطم‪،‬ااي رًبااةل وضااة بااين بحاار قاازوين ااضةنً وبااند الغوبااة ً‬
‫اإل‪،‬اانا بلااد ذلاامل فااد ا إ‪،‬اابةغية وأح ازاء ضاان أوروبااة وحاازر البحاار ااباايض‬
‫الضتو‪،‬ط وآ‪،‬ية الع رى وأرضيغية وبند البمقةن‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫كضااة اغت اار ااضةا بحاار قاازوين ود ااا الهغااد وضااة وراءيااةل وتو ااا فااي‬
‫إفريقيةل ويكذا اغضوى تحت لواء اإل‪،‬نا لوب كميارة كاةن لضلظضهاة ضاةض‬

‫حضةرة تميد كةل رس والهغود واللراقيين وال‪،‬وريين والاروا والضعاريينل فضانً‬


‫عن لوب أ رى تضيزت بةلحضية والروح الحربية كةلترم والض وا والبربر‪.‬‬
‫وقا ااد ن غكا ااون ضبا ااةل ين إن قمغا ااة إن يا ااذ ال ا االوب قا ااد أ‪،‬ا ااهضت بترامها ااة‬
‫الحضا ا ااةريل وب عةسعا ا ااهة التقميديا ا ااة تا ا ااةرة أ ا ا اارى فا ا ااي ت ا ا ااكيا الحضا ا ااةرة‬
‫اإل‪،‬نضيةل ولقد حةفظ اللرب حيغضة أ ضلوا ال لوب اا رى ل‪،‬مطةغها فاي‬
‫القاارن ااوا الهحااري عمااى ت اراث يااذ ال االوبل وعضم اوا عمااى تغضيااة تقةلياادية‬
‫ال غية والعغةعيةل وبذلم ‪،‬ةعدت ال بارات ال غياة والمقةفياة واللمضياة الضتغوعاة‬
‫التااي كةغاات تتضتااا بهااة بلااض يااذ ال االوب فااي ت ااكيا الحضااةرة اإل‪،‬اانضية‬
‫الحديدةل قوا غةسهة بضة توعمت إليه الب رية حتى ذلم الوقت ضن ضلاةرا فاي‬
‫ض تما الضحةنتل وت‪،‬ها في إغضةسهة قوامراسهة‪.‬‬
‫‪ _6‬اإلطار الجيرافي‪:‬‬
‫ب ا اادأ غ ا ااوء الحض ا ااةرة اإل‪ ،‬ا اانضية ف ا ااي ب ا ااند الل ا اارب أونًل حي ا ااث ظه ا اار‬
‫اإل‪،‬اانال مااا أ ااذت تغضااو فااي ااقطااةر التااي فتحهااة اللاارب بلااد ذلاامل والتااي‬
‫د مهااة اإل‪،‬اانال ولااذلم كااةن ضاان الطبيلااي أن يكااون لءطااةر الح ارفااي التااذي‬
‫غضت فيه الحضةرة اإل‪،‬نضية أمر في ت كيمهة‪.‬‬
‫ولقد كةن ياذا اإلطاةر الح ارفايل ي اضا رقلاة ضتعامة ضان اارض تضتاد‬
‫ضاان الهغااد اارقًة إلااى الضح اايط ااطم‪،‬ااي رًبااةل وي ااذ الرقلااة ذات تض ااةريس‬
‫وأحاواء ض تم ااة ضضااة قااد يااؤدي إلااى تغااوع االوبهة وحيواغهااة وغبةتهااة وضغتحةتهااةل‬

‫‪23‬‬
‫وتتضيز بع ة عةضة بةعتداا ضغة هةل ولقد ييا ذلام كماه لمحضاةرة اإل‪،‬انضية‬
‫التااي غ ا ت فااي يااذ ااقااةليا أن تغضااو فااي بيسااة عاابة ضكت يااة بااذاتهة ضضااة‬
‫زودية بطةبا المقة وااعةلة‪.‬‬
‫‪ _7‬التأ يرات األجنبية‪:‬‬
‫أف ااةدت الحض ااةرة اإل‪ ،‬اانضية ض اان ال با ارات الب ا ارية ال‪ ،‬ااةبقة والضلةعا ارة‬
‫الكةسغااة فااي اإلطااةر الح ارفااي ال‪،‬ااةبق ذكاار ل ضضااة زوديااة بةلحيويااة قواضكةغيااةت‬
‫الرقي والتطورل ذلم أن ياذا اإلطاةر الح ارفاي كاةن ضهاد الاديةغةت ال‪،‬اضةويةل‬
‫وض ااوطن أق اادا الحض ااةرات ف ااي الل ااةلا‪ .‬كض ااة ك ااةن يق ااا ف ااي غ ااس الوق اات ب ااين‬
‫العاين اارقًة وأوروباة رًبااةل وكااةن ضمتقاى الطاارق التحةرياة والتيااةرات المقةفيااةل‬
‫وضن ما كةغات الحضاةرة اإل‪،‬انضية داسضاة انحتكاةم بةلحضاةرات اا ارى فاي‬
‫ال رق وفي ال ربل تتبةدا ضلهة الضلةرا وال برات‪.‬‬
‫يذا وقد أحضا بلاض الض‪،‬ت ارقين أياا التا ميرات ااحغبياة فاي الحضاةرة‬
‫اإل‪،‬نضية فيضة يمي‪:‬‬
‫‪ _1‬ت ميرات يميغية (االسم مستمد من مين‪ ،‬و و االسم العرقـي الـذي‬
‫ُيطمـــق عمـــ اليونـــانيين‪ ،‬وذلـــك بجـــد م األســـطوري يمـــين‪ ،‬و ـــي تســـمية‬
‫ــذ الحضــارة إذ‬ ‫عمومــا عم ـ‬
‫ً‬ ‫أطم هــا المخر ــون األوروبيــون واليربيــون‬
‫عـــدوا أنفســـهم ور ـــة ـــذ الحضـــارة التـــي تميـــزت بسنجازاتهـــا التاري يـــة‬
‫الرائعة‪).‬‬
‫د ما اات يا ااذ الت ا ا ميرات إلا ااى الحضا ااةرة اإل‪،‬ا اانضية عا اان طريا ااق ضا اادارس‬
‫المقةفة الهميغية في إغطةكية واإل‪،‬كغدرية وغي‪،‬ةبور و يرية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ _2‬تراث يهودي وض‪،‬يحي ض‪،‬تضد ضن التوراة واإلغحيا وال‪،‬ةضيةت‪.‬‬
‫‪ _3‬ت ميرات إيراغية في ضحةا اإلدارة والحكا وال غون‪.‬‬
‫‪ _4‬غظا روضةغية في كا بيزغطي‪.‬‬
‫‪ _5‬ماايط ض اان المقةفي ااة الهغديااة والع اايغيةل ضم ااا اارقااةا الت ااي ُيق ااةا إن‬
‫اللارب غقموياة عان الهغادل وعاغةعة الاورق التاي ُياازعا أن اللارب تلمضوياة ضاان‬
‫العيغيين‪.‬‬
‫يااذا وينحااظ أن ي ااذ الت ا ميرات ااحغبي ااة لااا تكاان عواض ااا أ‪،‬ة‪،‬ااية ف ااي‬
‫تك ااوين الحض ااةرة اإل‪ ،‬اانضيةل ذل اام أن اا‪ ،‬ااةس الت ااي قةض اات عمي ااه الحض ااةرة‬
‫اإل‪،‬اانضية كااةن المقةفااة اللربيااة اإل‪،‬اانضية وتلااةليا اإل‪،‬اانا الااذي ياادعو إلااى‬
‫اللمااال ويوحااه ااغظااةر إلااى ضااة فااي الكااون وضااة فااي الااغ س ضاان أ‪،‬ارارل ااضاار‬
‫الذي ح ز الض‪،‬مضين إلى اإلقبةا عمى الضلرفاةل قوالاى اإللضاةا بةلمقةفاة ال‪،‬اةبقة‬
‫قوا‪،‬ة تهة‪.‬‬
‫وضن ما فين كغة ن غغكر أا الحضةرة اإل‪،‬نضية قد ا‪،‬تضدت ضن مقةفاةت‬
‫أ اارى أحغبي ااةل ‪،‬ا اواء ربي ااة أو اارقيةل ا ا غهة ف ااي ذل اام ا ا ن يري ااة ض اان‬
‫الحضةرات الراقية إن أغهة في حويرية تبقى حضةرة عربية إ‪،‬نضية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫محور لمحضارة السياسية‬
‫ًا‬ ‫ال الفة اإلسالمية بوصفها‬
‫العربية‬

‫‪26‬‬
‫معن ال الفة‪:‬‬
‫ال نفااة فااي الم ااة ضعاادر " مااا"ل ُيقااةا " م ااه نفااةل كااةن مي تااهل‬
‫وبقي بد ‪ .‬وال مي ة يو ال‪،‬مطةن ااعظال والحضا نسا و م ةء"‪.‬‬
‫فةل نفااة ضوضااوعة فااي ااعااا ليكااون ال ا ص م ًااة احاادل وضاان مااا‬
‫ُ‪،‬ضي ضن ي ماا الر‪،‬اوا فاي تغ ياذ ااحكاةا ال ارعية مي اة‪ .‬فقاد ماا الغباي‬
‫فااي أضتااهل فيقااةا مي ااة باايطنقل أو مي ااة ر‪،‬ااوا ا ل وا تُمااا فااي ت‪،‬ااضيته‬
‫اقتبة‪،‬ة ضن ال نفة اللةضة التي لآلدضيين في قولاه‬
‫ً‬ ‫مي ة ا ل ف حةز بلضها‬
‫تلةلى‪" :‬إني جاعل في األرض ميفة"‪ .‬وقوله عز وحاا‪" :‬و و الـذي جعمكـم‬
‫األرض‪".‬‬ ‫الئ‬
‫ميفــة ال)ل واعتباار غ ‪،‬ااه‬ ‫وقااد غهااى أبااو بكاار الض‪،‬اامضين عاان ت‪،‬ااضيته‬
‫مي ة ر‪،‬وا ا ل فةن‪،‬ت نا إغضة يو في الحق ال ةسب ن الحةضر‪.‬‬
‫ال الفة عند ابن مدون‪:‬‬ ‫تعري‬
‫عاارا اباان ماادون ال نفااة بقولااه‪" :‬ال الفـــة ـــي حمـــل الكافـــة عمـــ‬
‫م تض النظر الشرعي في مصـالهم األ رويـة والدنيويـة الراجعـة إليهـا إذ‬
‫أحوال الـدنيا ترجـع كمهـا إلـ اعتبار ـا بمصـالح اآل ـرة‪ ،‬فهـي فـي الح ي ـة‬
‫الفة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا"‪.‬‬
‫معن ال الفة عند الشيعة‬

‫‪27‬‬
‫يطم ااق بل ااض الض‪ ،‬اامضينل وب ةع ااة ال اايلة عم ااى ال مي ااة لق ااب "إمـــام"‬
‫ت بيهًة بيضةا العنة في اتبةعاه وانقتاداء باهل ولاذا ي‪،‬اضون ال نفاة "اإلمامـة‬
‫الكبرى"‪.‬‬
‫الصالح‪:‬‬ ‫معن ال الفة عند السم‬
‫ذيا ااب ال‪،‬ا ااما إلا ااى أن أ‪،‬ا ااةس كا ااا حكا ااا فا ااي اإل‪،‬ا اانا "ال الفـــــة" أو‬
‫"اإلمامة"ل وحروا في تلريا ال الفة عمى أغهة رية‪،‬ة في أضور الادين والادغية‬
‫غيةبة عن ر‪،‬اوا ا ل وأن ضغزلاة ال مي اة ضان ااضاة ياي ضغزلاة ر‪،‬اوا ا ضان‬
‫الض ااؤضغينل ل ااه عم اايها الوني ااة اللةض ااة والطةع ااة التةض ااةل ول ااه ح ااق القي ااةا عم ااى‬
‫دياغهال فيقاايا فايها حاادود ل ويغ اذ اراسلهل ولاه حااق القياةا عمااى اسون دغيااةيا‬
‫أيضااة‪ .‬بيااد وحااد زضااةا ااضااةل فكااا ونيااة ض‪،‬ااتضدة ضغااهل وكااا طااة ديغيااة أو‬
‫ً‬
‫دغيوية ضت رعة عن ضغعبهل فهو الحةكا الزضغيل ويو الحةكا الروحي‪.‬‬
‫الفرق بين ال الفة وسمطة ال ياصرة‪:‬‬
‫تتضيااز ال نفااة عاان ‪،‬اامطة القيةع ارة واابااةطرة وااكة‪ ،‬ارة ب ا ن ال نفااة‬
‫ت ضا ال‪،‬مطتين الديغية‪ -‬الدغيوية)ل أضة ‪،‬مطة القيةعارة فتغحعار فاي حضاا‬
‫الكةفة عمى ضقتضى الغظر اللقمي في حمب الضعةل الدغيوية‪.‬‬
‫وقااد يظهاار ال اارق بااين ال‪،‬اامطتين كبيا ًارال وضرحلهضااة إلااى ضباادأ واحاادل ان‬
‫حكضااة ضطمقًااةل إضااة أن‬
‫الااذي يت ا تى لااه أن يتااولى أضااور الغااةسل ويحكااا فاايها ً‬
‫ي‪،‬ااير بهااا عمااى قااةغون ض ااروض أو عمااى ضقتضااى ضيولااه وأ ارضااهل وأكماار‬
‫حكةا اللةلا الضتضدن يحكضاون بقاواغين ‪،‬ية‪،‬اية وضالهة عقانء ااضاةل وأكاةبر‬
‫الدولةل يطيلهة الغةسل ويحرون عمى أحكةضهة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أضة ال نفة فيغهاة ضقيادة بقاواغين ديغياة ارعية ي‪،‬اوس ال مي اة بهاة أضتاهل‬
‫ويحضااا الغااةس عمااى أحكةضهااة بةلغيةبااة عاان الر‪،‬ااوا عااةحب تماام ال اريلةل‬
‫وضن يذا القبيا ا تضةا ال نفة عمى اإلضةضة‪.‬‬
‫الفـــرق بـــين ال الفـــة واإلمبراطوريـــة الرومانيـــة فـــي أوروبـــا العصـــور‬
‫الوسط ‪:‬‬
‫ح ااةوا كمي اار ض اان الض‪،‬ت اارقين أن ي اابهوا ال نف ااة بغظ ااةا اإلضبراطوري ااة‬
‫في أوروبة في اللعور الو‪،‬اطىل وراح بلضاها‬ ‫الروضةغية الضقد‪،‬ة الذي غ‬
‫يح ااةوا التقري ااب ب ااين الغظ ااةضينل والتا ا ليا ب ااين الض ااذيبينل ولك اان الواق ااا أن‬
‫ال نفة يءل واإلضبراطورية الضقد‪،‬ة يء آ ر‪.‬‬
‫وكاةن الســير تومــاس أرنولــد ضان الض‪،‬ت اارقين القنسااا الاذين فطغاوا إلااى‬
‫ال رق بين الغظةضينل فقةا‪" :‬لضة عرح البابا أينوست ال الـث با ن الض‪،‬اي قاد‬
‫أيضااةل‬
‫ا‪،‬ااتودع بطــرس الرســول ااسون الكغي‪،‬ااة اللةلضيااةل وحكااا اللااةلا كمااه ً‬
‫أعمن ضذيب الدين اللةلضي الذي كةغت تدعو إليه الكغي‪،‬اة ضغاذ غ ا تهةل وضان‬
‫اور‬
‫يغااة غ ا ت فكارة اإلضبراطوريااة الروضةغيااة الضقد‪،‬ااةل التااي يكااون فيهااة إضب ارطا ًا‬
‫وحةكضااة ضر ا ًادا ل ااسون الضااؤضغين الدغيويااة ب‪،‬اامطةت وا‪،‬االة حا غدا حتااى‬
‫ً‬ ‫عةلضغيااةل‬
‫تلا ‪،‬مطغه اللةلا كمه‪.‬‬
‫واإل‪،‬ا اانا كا ااذلم ديا اان عا ااةلضي يا اادعو حضيا ااا الغا ااةس إلا ااى اإليضا ااةن با ااة‬
‫الوبة ةضالة لم‪،‬ايةدة اإل‪،‬انضية التاي‬
‫ً‬ ‫ور‪،‬ولهل أو يدفلون الحزية بوع ها‬
‫ي را عميهة ‪،‬ية‪،‬غية وديغغية ال مي ة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وضا وحود فكرة أو ضبدأ ال‪،‬يطرة اللةلضية بين الضذيبينل فيغهضة ي تم اةن‬
‫فيضة بيغهضة ل‪،‬ببين‪:‬‬
‫األول‪ :‬اإلضبراطوريااة الروضةغيااة الضقد‪،‬ااة لااا تكاان ض‪،‬ااتحدمة الوحااودل بااا‬
‫يااي ضغبمقااة عاان إضبراطوريااة ومغيااة ‪،‬ااةبقةل أضااة ال نفااة فهااي غظااةا ض‪،‬ااتحدث‬
‫وليد ظروا وأحواا غ ت عغد وفةة الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما‪.‬‬
‫ال ـــاني‪ :‬غح ااد ف ااي اإلضبراطوري ااة الروضةغي ااة الضقد‪ ،‬ااة حا اةكضينل أح ااديضة‬
‫زضغااي)ل ويااو اإلضب ارطااورل واآل اار روحااي)ل ويااو البةبااةل أضااة ال نفااة فااي‬
‫الغظةا اإل‪،‬نضيل فهي تغظر إلى ال مي ة بوع ه حةكا ‪،‬ية‪،‬ي وديغايل لكان‬
‫وظي ته الديغية ن تتلدى الضحةفظة عمى ال سون الديغية الضقررة فاي اإل‪،‬انال‬
‫ولاايس لااه ‪،‬اامطةت ديغيااة كهااذ التااي يااغلا بهااة البةبااة (مـــن عصـــمة وذفـــران‬
‫لم طايا)‪ ،‬ان ضماا ياذ ااضاور لي‪،‬ات ضان ا ن ال مي اة فاي كميار ون قمياال‬
‫قواغضااة يااي اايء بااين الضاارء وربااهل وا وحااد عغااد الض‪،‬اامضين ي اار ويع ا‬
‫ويضحو الذغوب‪.‬‬
‫إن ال‪،‬اابب فااي يااذ الغظريااة ال ةطسااة التااي ف اات بااين الض‪،‬ت اارقين ضاان‬
‫وح ااود ت ااةبه ب ااين ال نف ااة واإلضبراطوري ااة الروضةغي ااة الضقد‪ ،‬ااة تل ااود إل ااى أن‬
‫الض‪،‬ت رقين غظروا إلى ال نفة غظاريا إلاى البةبوباةل وفاي ذلام يقاوا أرغولاد‪:‬‬
‫"إن اللقي اادة اإل‪ ،‬اانضية الضتلمق ااة ب ااة وعا ا ةته ت تم ااا ا تنفً ااة عظي ًض ااة ع اان‬
‫ايسة‬
‫اا ً‬ ‫العا ا ةت اإللهيا ااة فا ااي ال اادين الض‪،‬ا اايحيل فةإل‪،‬ا اانا يلتب اار ع ا ا ةت ا‬
‫ةع ااة ب ااة دون ي اار ض اان الض موق ااةتل ون ي ااةركه فيه ااة أح اادل ون يتلم ااق‬
‫ً‬
‫ببلضهة أحدل ويي إلى ذلم تربط اللنقةت بين الض‪،‬ما وربه ارتبةطًة ي تماا‬

‫‪31‬‬
‫كا ا ااا ان ا ا ااتنا عا ا اان اللنقا ا ااةت الضقا ا ااررة با ا ااين الض‪،‬ا ا اايحي وا فا ا ااي الا ا اادين‬
‫الض‪،‬يحي"‪.‬‬
‫وفي ال‪،‬غة في اإل‪،‬نا –ويي ضة وافاق عمياه أكمرياة الض‪،‬امضين تقارر أن‬
‫أحا ًادا ضاان الض‪،‬اامضين ن ي‪،‬ااتطيا أن يقااوا إغااه أقاارب إلااى ا ضاان ياار ل وكااا‬
‫الض‪،‬ا اامضين ‪ ،‬ا اواء فا ااي طةعا ااة ا وانغقيا ااةد اواضا اار وغواييا ااهل ون يوحا ااد فا ااي‬
‫اإل‪،‬نا اغ عةا بين الدولاة والادين كضاة يوحاد فاي الض‪،‬ايحيةل ذلام انغ عاةا‬
‫الذي أدى إلى نفةت عغي ة في الدولة الض‪،‬يحية في القرون الضةضية‪.‬‬
‫ولكي غ ها غظةا ال نفة –كضة يقاوا أرغولاد‪ -‬يحاب أن غلماا أن ال مي اة‬
‫ضوظ ااا ‪،‬ية‪ ،‬ااي قب ااا أن يك ااون ضوظ ً ااة ديغغي ااةل وأن الواحب ااةت الديغي ااة الضمق ااةة‬
‫عمى عةتقه ن تلطيه حقوقًة ديغياة أو روحياة تحلماه يضتاةز بهاة عان يار ضان‬
‫الض‪،‬مضين‪.‬‬
‫الفرق بين الشيعة والسنة في النظر إل سمطات ال ميفة‪:‬‬
‫ل‪،‬غة غغكر أن ال مي ة كةن يغلا ب‪،‬مطةت ‪،‬ية‪،‬ية عظيضاةل لكان ‪،‬امطةته‬
‫الديغية ضالي ة حا غدا –وياذ ياي غظرياة ال‪،‬اغة فاي ياذا الضوضاوع‪ -‬التاي تارى‬
‫أن ال نف ااة ف ااي الواق ااا ض ااا عا ا تهة الديغي ااةل ن ت ااغلا ب اايء ض اان ال‪ ،‬اامطةت‬
‫الديغياةل وضاة يلطياه ياذا الضغعاب لعااةحبه ضان ‪،‬امطةت ديغياة ن يرفلاه عاان‬
‫ير ضن الض‪،‬مضين ل لا يذ ال‪،‬امطةت ياي ‪،‬اواء عغاد الحضياال ون تتلماق باه‬
‫وحد في كمير ون قميا‪.‬‬
‫قوان كااةن ال اايلة يااذيبون إلااى أن اإلمــامل ويااو الم ااظ الااذي ي‪،‬ااضون بااه‬
‫ال مي ة "يحب أن ُي وض أضار إلاى غظار ااضاةل وأن اإلضةضاة ركان ضان أركاةن‬

‫‪31‬‬
‫الدينل ون يحوز لغبي إ ةلاهل ون ت ويضاه إلاى ااضاةل باا يحاب عمياه تلياين‬
‫ضلعوضة عن الكبةسر والع ةسر‪".‬‬
‫ً‬ ‫اإلضةا لهال وأن يكون يذا اإلضةا‬
‫ال الفة عند األحزاب اإلسالمية‪:‬‬
‫لاا ُي اار القارآن الكاريا إلااى غظااةا الحكاا الااذي يتبلااه الض‪،‬امضون بلااد وفااةة‬
‫الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬مال ولكن اآليةت القرآغية تحض عمى طةعاة أولاي‬
‫ااضر‪ .‬قةا تلةلى‪" :‬أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم"‪.‬‬
‫وبلا ااد وفا ااةة الر‪،‬ا ااوا عا اامى ا عميا ااه و‪،‬ا ااما تا ااولى ال م ا ااةء ال ار ا اادون‬
‫ااربلةل وكةغات طريقاة تاوليها اغت ةبياة اوريةل ولكان ال نفاة فاي اللعارين‬
‫ااض ا ااوي واللبة‪ ،‬ا ااي تحول ا اات إل ا ااى حك ا ااا و ارم ا ااي ضطم ا ااق تغقع ا ااه الديضقراطي ا ااة‬

‫وال ااوريةل وأعااب انغت ااةب عااورغية ً‬


‫تضةضااةل واغق‪،‬ااا الض‪،‬اامضون إلااى أحا ازاب‬
‫بلضااهة اعااطبب بعااب ة ‪،‬ية‪،‬ااية بحتااةل وبلضااهة اآل اار حضااا بااين الضبااةدئ‬
‫ال‪،‬ية‪،‬ية والديغيةل وأعب لكا حزب ضغهة غظرية ةعة بهة في ال نفة‪.‬‬
‫‪ _1‬المهاجرون واألنصار‪:‬‬
‫تُوفي الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما دون أن ير‪،‬ا طريقًاة ن تياةر مي اة‬
‫لهل واغق‪،‬ا الض‪،‬مضون إلى فريقينل فضغها ضن رأى ضرورة حعر ال نفة فاي‬
‫ق اريشل فهااي القبيمااة التااي يغت‪،‬ااب إليهااة الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬اامال كضااة‬
‫حضيلة بةنحتراا والتقدير‪.‬‬
‫ً‬ ‫أغهة أعظا القبةسا اللربيةل فيدين لهة اللرب‬
‫كضة أن الضهةحرين يا أوا َض ْن ا‪،‬تحةبوا لادعوة الر‪،‬اوا عامى ا عمياه‬
‫و‪،‬مال وعةضدو وتحضموا ااذية وانضطهةدل ويةحروا ضا الر‪،‬اوا عامى ا‬
‫عميه و‪،‬ما إلى الضديغة تةركين ضضتمكةتها وضتةعهال واعتضدوا فاي ت يياد آراسهاا‬

‫‪32‬‬
‫عمااى حااديث اريا يقااوا‪" :‬األئمـــة مـــن قــريش"‪ .‬وكااةن الر‪،‬ااوا عاامى ا‬
‫عيضااة لمض‪،‬اامضينل وكااةن ا تيااةر‬
‫عميااه و‪،‬ااما يااؤا الغااةس فااي العاانة بوع ا ه ز ً‬
‫الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما ابي بكر ليعمي بةلض‪،‬مضين نا ضرضاه ضان‬
‫اا‪،‬ةغيد التي اعتضد عميهة أبو بكر في تولي ال نفة‪.‬‬
‫ولكاان ااغعااةر أروا أغهااا أحااق الض‪،‬اامضين بةل نفااةل فهااا الااذين غعااروا‬
‫الر‪ ،‬ااوا ع اامى ا عمي ااه و‪ ،‬اامال والض‪ ،‬اامضين ف ااي ضحغ ااتهال ورحبا اوا به ااا ف ااي‬
‫الضديغا ااةل و ا ااةركويا أض ا اوالها وأرضا ااهال وكا ااةن لت ييا ااديا ااما اار ااكبا اار فا ااي‬
‫اغتعةر اإل‪،‬نا‪.‬‬
‫‪ _2‬الشيعة‪:‬‬
‫ياارى حاازب ال اايلة أن عمااي باان أبااي طةلااب وأوند ضاان بلااد يااا أحااق‬
‫الض‪ ،‬اامضين ف ااي ال نف ااةل يتولوغه ااة بةلو ارم ااةل وال اايلة تحل ااا لم مي ااة عا ا ةت‬
‫ديغيةل فهو ض‪،‬تودع اللما ال رعيل ويو وحد الذي ي هاا القارآن وال‪،‬اغةل ولاه‬
‫حق ت ‪،‬يريضةل ولذا لقبوا ال مي ة بمقب إمام اغها يلدوغه قدوة لها‪.‬‬
‫كةغت ةية حازب ال ايلة فاي أوا غ ا تها ن تلادو الضطةلباة بحاق عماي‬
‫بن أبي طةلاب بةل نفاة بلاد الر‪،‬اوا عامى ا عمياه و‪،‬امال ولضاة تاولى عماي‬
‫اعتب اارو الوع ااي واإلض ااةال فق ااةلوا‪" :‬ليســـت اإلمامـــة قضـــية مصـــمحية تنـــاط‬
‫با تيار العامة‪ ،‬وينتصب اإلمام بنصبهم‪ ،‬بل ي قضية أصولية‪ .‬و ركـن‬
‫الدين ال يجوز لمرسول صم ال عميـه وسـمم إذفالـه وا مالـه وال تفويضـه‬
‫إل العامة وارساله‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ويجمع ال ـوم بوجـوب التعيـين والت صـيص‪ ،‬وبوجـوب عصـمة األئمـة‬
‫ُ‬
‫وجوبا عن الكبائر والصيائر‪".‬‬
‫ً‬
‫ولااذا أروا أن عمغيااة يااو الااذي عيغااه الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما بلااد ل‬
‫غعوعة كميرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويوردون لذلم‬
‫‪ _3‬ال وارج‪:‬‬
‫ياارى ال اوارج عااحة نفااة أبااي بكاار وعضاار لعااحة اغت ةبهضااةل وقااةلوا‬
‫بعااحة نفااة عمضااةن فااي ‪،‬ااغيغه ااولااى‪ .‬كضااة أقااروا بعااحة نفااة عماايل‬
‫ولكغها قةلوا إغه أ ط في التحكيال وحكضوا عميه بةلك ر‪.‬‬
‫أ‪،،‬اة ن تياةر‬
‫كضة ك اروا طمحاة والزبيار وعةس اة والحكضاينل ماا وضالوا ً‬
‫ال مي ااةل "فجــوزوا أن تكــون اإلمامــة فــي ذيــر قــريش‪ ،‬وكــل َمــن ينصــبونه‬
‫بـرأيهم وعاشــر النــاس عم ـ مــا م م ـوا لــه مــن العــدل واجتنــاب الجــور كــان‬
‫إماما‪ ،‬و َمن رج عميه يجب نصب ال تال معه‪ ،‬وأنه إن ذير السيرة وعـدل‬
‫ً‬
‫عن الحق وجب عزله أو قتمه‪ ،‬و م أشد الناس قـوالً بال يـاس‪ ،‬وجـوزوا أال‬
‫عبـدا أو‬
‫إمامـا أصـالً‪ ،‬وان أُحتـيه إليـه‪ ،‬فيجـوز أن يكـون ً‬
‫يكون فـي العـالم ً‬
‫حر أو نبطيًّا أو قريشيًّا‪".‬‬
‫ًّا‬
‫تتحمااى الغزعااة القبميااة فااي ضبااةدئ ال اوارج ال‪،‬ية‪،‬اايةل فقااد ضماوا ال ضااوع‬
‫لم‪،‬مطةن والحكا الضركزيل وغرى فيهة ضلةلا ال‪،‬ا ط عماى قاريش والتاذضر ضان‬
‫ا‪،‬ااتسمةرية بةل نفااةل فتربع اوا ال رعااة للماايل ووحاادوية بلااد قبولااه التحكاايال‬
‫وضحاو لقاب إضارة الضاؤضغين ضان عااحي ة التحكايال فا عمغوا اغتازاع ال نفاة ضاان‬
‫قا اريشل و اروا أن تلق ااد ال نف ااة افض ااا أبغ ااةء ااض ااة اإل‪ ،‬اانضية ع اان طري ااق‬

‫‪34‬‬
‫"عبـدا حبشـيًّا" ن يقاا أيمياة‬
‫ً‬ ‫ان تيةر الضطمق ضن كا قيدل با ذيباوا إلاى أن‬
‫وغ‪،‬بة‪.‬‬
‫ح‪،‬بة ً‬
‫ا‪،‬تلدادا عن ‪،‬ميا أعظا القبةسا ً‬
‫ً‬ ‫لم نفة و‬
‫إغهااا لااا يغظااروا إلااى قاريش غظارة تقااديسل فر باوا فااي رساايس ضاان دضااةسها‬
‫حتى ي‪،‬تطيلوا طةعتاهل وعادوا حاديث الر‪،‬اوا عامى ا عمياه و‪،‬اما "األئمـة‬
‫ضوضوعة ن يلتد باهل وكاةن أوا َض ْان عاةرض ياذا الحاديث‬
‫ً‬ ‫من قريش" حديمًة‬
‫ســـعد بـــن عبـــادة بلااد وفااةة الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬اامال مااا ‪،‬ااكتت يااذ‬
‫الضلةرضاة طاواا عهاود أباي بكار وعضار وعمضاةن وعمايل حتاى عاةدت ب ضااا‬
‫ال وارج‪.‬‬
‫كةن ال وارج يدعون إلى أن تكون ال نفة اورى باين الض‪،‬امضينل وياذ‬
‫ال كارة إ‪،‬اانضية عربيااة دعااة إليهااة الق ارآن وأقريااة عضاار باان ال طااةب لضااة حلااا‬
‫أ‪،‬ة‪،‬ة ن تيةر مي ته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال ورى‬
‫بين ال وارج والمذ ب الشيعي في سمطة ال ميفة‪:‬‬ ‫وجه ال ال‬
‫و ااةلا ال اوارج الضااذيب ال اايلي الااذي يحااا ال نفااة فااي بياات الر‪،‬ااوا‬
‫ع اامى ا عمي ااه و‪ ،‬اامال والض ااذيب ال ااذي ي اادعو إل ااى أن تك ااون ال نف ااة ف ااي‬
‫قريشل وأضةا ال وارج إلى ضبدأ ان تيةر ضباةدئ أ ارىل فيارون أن ال مي اة‬
‫ضاار ا عمااى قبااوا ال نفااةل ون يحااق لااه الغاازوا عغهااةل قواذا ياار ‪،‬اايرته وحااةد‬
‫عن الحق وحب عزله أو قتمه‪.‬‬
‫ويرى وداب ش أن يذا الضبدأ حضا الموار عمى قتاا عمضاةن حاين يار‬
‫وبدا ‪،‬ية‪،‬ته‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اذيبة بليا ًادال فاايذا لااا تضكااغها الظااروا ضاان‬
‫يااذيب ال اوارج فااي ال نفااة ضا ً‬
‫تحقيق اا‪،‬س التي وضالوية ن تياةر ال مي اةل فان ضاةغا ضان ان‪،‬ات غةء عان‬
‫الحكوضة وعن ال نفةل ان الغةس يتوازعاون ويتكاةفون بةحتياةج بلضاها إلاى‬
‫بلضل وا تبةم عنقةتهال ف ي ذلم ضة يك ي لرديا عان الظماا وعاديا عان‬
‫الحور وعدا انغعةا‪.‬‬
‫ُيليب ابن عبد رباه عماى ال اوارج ياذا الارأيل فيقاوا‪" :‬إنمـا مـذ بهم أال‬
‫فاجرا‪".‬‬
‫بر كان أو ً‬
‫أميرا‪ ،‬والبد من أمير ًّا‬
‫يكون ً‬
‫‪ _4‬المرجئة‪:‬‬
‫ظهر حازب الضرحساة بلاد ظهاور حزباي ال ايلة وال اوارج وا اتداد الغازاع‬
‫والحداا بيغهضةل فةل وارج يك رون عمغية وعمضاةن والحكضاينل وال ايلة تك ار أباة‬
‫بكر وعضر وعمضةن‪.‬‬
‫وكنيض ااة يك ا اار ااضا ااويينل وااضويا ااون ي ااروغها ا ااةرحين عا اان الطةعا ااةل‬
‫وكةغا اات الضرحسا ااة تا اارى أن ال ا اوارج وال ا اايلة وااضا ااويين ضا ااؤضغينل وبلضا ااها‬
‫ض ط ا ل والاابلض عمااى حااقل ولكاان ضاان العاالب تبيااةن ذلاامل ولااذا يرحسااون‬
‫أضوريا إلى يوا القيةضة‪.‬‬
‫تت ااق الضرحسااة ضااا ال اايلة الزيديااة فااي رأيهااا فااي اإلضااةال فيحتضااون أن‬
‫يكااون ضاان ق اريشل عمااى أن يغااةم أضااور ت تمااا فيهااة يةتااةن ال رقتااةنل فااآراء‬
‫الضرحسااة التااي تاادا عمااى الت‪،‬ااةض والت‪،‬ااةيا تتلااةرض ضااا ر بااة ال اايلة فااي‬
‫ضؤ‪ ،‬ااس عم ااى ال ا اريلة اإللهي ااةل وضحكوض ااة ب ااآا‬
‫قي ااةا دول ااة ذات حك ااا إله ااي َ‬
‫الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫كضااة أن الضرحسااة كااةغوا يلترفااون ب اارعية حكوضااة ااضااويينل بيغضااة يلضااا‬
‫ال يلة عمى ضغةيضة يذ الحكوضة‪.‬‬
‫‪ _5‬المعتزلة أو ال درية‪:‬‬
‫كةغ اات حضةع ااة الضلتزل ااة ف ااي بداي ااة أضري ااة حضةع ااة ديغي ااة ن د ااا له ااة‬
‫بةل‪،‬ية‪،‬ااةل عمااى عكااس ضااةت كااةن عميااه ال اوارج وال اايلة والضرحسااةل إن أغهااة‬
‫ضزحاات تلةليضهااة الديغيااة بضبااةدئ ‪،‬ية‪،‬اايةل كااةن ضاان أبرزيااة ض‪،‬ا لة ال نفااة أو‬
‫اإلضةضةل وقاد ضةلات فرقاة الضلتزلاة إلاى آراء ال اوارجل فقاد غاةدى الضلتزلاة با ن‬
‫ا تيةر ال مي ة ض وض إلى الض‪،‬مضين‪.‬‬
‫ويرى بلض الكتةب أن الضلتزلة كاةغوا ضاضن حازب ال اوارجل ماا اغ اقوا‬
‫عميه‪ .‬يم ص الضاؤرخ الض‪،‬الودي غظرياة الضلتزلاة فاي ال نفاة بقولاه‪" :‬يـذ ب‬
‫المعتزلة إل أن اإلمامة ا تيار من األمة‪ ،‬وذلك أن ال عز وجل لم يـنص‬
‫عم رجل بعينه‪ ،‬وأن ا تيار ذلك مفوض إل األمة ت تار رجالً منهـا ينفـذ‬
‫فيهــا أحكامــه س ـواء أكــان قريشــيًّا أم ذيــر مــن أ ــل ممــة اإلســالم‪ ،‬وأ ــل‬
‫العدالة واإليمان‪ ،‬ولـم يراعـوا فـي ذلـك النسـب وال ذيـر ‪ ،‬وواجـب عمـ أ ـل‬
‫كل عصر أن يفعموا ذلك‪".‬‬
‫شروط ال الفة‪:‬‬
‫ال نفااة ضاربةن‪ :‬ا تياريــة وقهريــة‪ .‬ان تيةريااة يااي التااي تكااون غتيحااة‬
‫اغت ااةب ااضااة وبيلتهااة ورضااةية‪ .‬وي ااترط فاايضن يكااون ض‪،‬ااتحقًة لهااة أن يكااون‬
‫حةضلااة لمع ا ةت الضطموبااةل وال ااروط النزضااة لهااة أربلااة‪( :‬العمــم‪ -‬العدالــة‪-‬‬
‫ً‬
‫الكفايـــة "وضلغةيااة أن يتااوفر فاايضن يتااولى ال نفااة أن يتضتااا بةلغحاادة والح ارأة‬

‫‪37‬‬
‫وال حةعةل ضضة يؤيمه لقيةدة الحيوش فاي الحاروبل وح‪،‬ان اإلدارة ال‪،‬ية‪،‬ايةل‬
‫والاادفةع ع اان ااضااة"‪ -‬ســـالمة الحـــواس واألعضـــاء)ل ضضااة ي ااؤمر فااي الا ارأي‬
‫واللضا وا تم وا في رط ةضسل ويو الغ‪،‬ب القري ي‪.‬‬
‫إذا كةغاات ال ااروط ااربلااة ال‪،‬ااةبقة ضاارورية لكااا ضر ا لم نفااةل فااين‬
‫ال رط ال ةضس لا يحز إحضةع الغاةس ليعاب قةعادة ضقاررةل وب ةعاة ولايس‬
‫فااي اإل‪،‬اانا ت ضاايا للربااي عمااى أعحضااي ضاان الض‪،‬اامضين إن بااةلتقوى واللضااا‬
‫العااةل ل فاايذا كااةن اإل‪،‬اانا يضغااا الض ةضاامة بااين اللربااي وااعحضاايل فضاان‬
‫الض روض أن يضغلهة بين اللربي واللربي‪.‬‬
‫وأضااة ال نفااة القهريااةل فهااي التااي غةلهااة عااةحبهة بةل مبااة والقااوةل وياارى‬
‫ال قهااةء اغلقةديااة ولاازوا الطةعااة لعااةحبهة حتااى ن تكااون فتغااة عةضااة ومااورة‬
‫حةرفة قد تضزق اللةلا اإل‪،‬نضي‪.‬‬
‫أل اب ال ميفة‪:‬‬
‫ات ااذ ال مي ااة منمااة ألقااةب‪( :‬ال ميفــة‪ -‬أميــر المــخمنين‪ -‬اإلمــام)‪ .‬أضااة‬
‫لقب ال مي ةل فقد ورد في القرآن ير ضرةل ولكغه لا يرد باةلضلغى الاذي عاةر‬
‫ا‪،‬ااتلضةله فااي عهااد الدولااة اإل‪،‬اانضيةل وأوا َضا ْان لُقىاب بهااذا المقااب يااو ال مي ااة‬
‫ااوا‪( :‬أبو بكر الصديق)‪.‬‬
‫وكااةن ُيطمااق عمااى أبااي بكاار ( ميفــة رســول ال)ل وفمضااة تااولى ال مي ااة‬
‫عضر بن ال طاةب كاةغوا ي ةطبوغاه أوا ااضار قاةسمين‪ :‬ياة مي اة مي اة ر‪،‬اوا‬
‫ا ل وكااةن يااذا المقااب مقااينً عمااى اآلذانل فاادعت الحةلااة إلااى ا‪،‬ااتلضةا لقااب‬
‫آ ر أ‪،‬ها وأفضاال فة‪،‬اتلضموا لقاب (أميـر المـخمنين)ل وكاةن عضار أوا َض ْان‬

‫‪38‬‬
‫لُقىب بذلمل وقد تاردد عضار فاي قباوا ياذا المقاب فاي أوا ااضارل لضاة فياه ضان‬
‫الزيو و ينءل ما ارتضة وقبمه حين لا يحد أفضا ضغه‪.‬‬
‫أضااة كمضااة (اإلمــام)‪ ،‬فقااد وردت فااي القارآنل وكةغاات تلغااي أوا ااضاار ضااة‬
‫ال‪،‬ااغة إن قمااينًل وا‪،‬ااتلضمهة ال اايلة‬
‫تلغيااه كمضااة ( ميفــة)‪ ،‬ولااا تُ‪،‬ااتلضا عغااد ُ‬
‫أكم اار ض ااغهال ف ااذوا ُيطمقوغه ااة عم ااى أسض ااتها ض اان أوند عم ااي ب اان أب ااي طةل ااب‬
‫وفةطضة بغت الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما‪.‬‬
‫وتتضما فاي ل اظ (اإلمـام) العا ة الديغياة ضان حياث اإلضةضاة فاي العانة‬
‫التااي تارتبط ارتبةطًااة وميقًااة بةلاادينل ولااذا غاارى أن ال اايلة ي‪،‬ااتلضمون يااذا الم ااظ‬
‫اغها يلتقدون أن افراد البيت اللموي الذين يرون أحقيتها قوة إلهية ضقد‪،‬اة‪.‬‬
‫كضااة يلتقاادون فااي الضهاادي أي الهااةدي إلااى الطريااق الض‪،‬ااتقيال وقااد ورد ل ااظ‬
‫إضةا في القرآن بضلغى الزعيا أو الدليا أو الرسيس‪.‬‬
‫كضااة فااي يااذ اآليااة الكريضااة‪" :‬وجعمـــنهم أئمــة يهــدون بأمرنــا وأوحينـــا‬
‫إليهم فعل ال يرات"‪.‬‬
‫تحاادث (أرنولـــد) عاان ألقااةب ال مي ااةل فقااةا‪" :‬إن ألقااةب ال قهااةء حيغض ااة‬
‫تضةضاةل فماا يظ اروا‬
‫أ ذوا يبحمون عن ‪،‬غد ن‪،‬تلضةا ألقةب ال مي اة لاا يوفقاوا ً‬
‫بم ظ (إمام) بةلضلغى الذي أرادو "‪.‬‬
‫وعمااى الاار ا ضاان أغهااا قااد ظ ااروا بم ااظ ( ميفــة)ل ف اان ذلاام لااا ياارد فااي‬
‫القارآن بااةلضلغى الضقعااود فااي اإل‪،‬اانال وقااد بحااث فقهااةء الض‪،‬اامضين عاان ‪،‬ااغد‬
‫في القرآن يبغون عميه غظريتها في ال نفة‪ .‬كضة رحاا رحاةا الادين الض‪،‬ايحي‬
‫إلااى اإلغحيااا لنيتااداء إلااى اا اراض البةبويااة واإلضبراطوريااةل وضااا أن ل ااظ‬

‫‪39‬‬
‫( ميفــة) قااد ورد فااي القارآنل فيغغااة ن غ‪،‬ااتطيا ضااا ذلاام أن غ‪،‬ااتدا ضغااه عمااى‬
‫وحود غظةا ‪،‬ية‪،‬ي لحكا الض‪،‬مضين‪.‬‬
‫واجبات ال ميفة‪:‬‬
‫يقااا عمااى عااةتق ال مي ااة القيااةا بلاادد ضاان الواحبااةتل وفيضااة ي ا تي بيااةن‬
‫بلضهة‪:‬‬
‫‪ _1‬ح ااظ الاادين عمااى أعااوله الض‪،‬ااتقرةل ويااو ضااة أحضااا عميااه ال‪،‬اامال‬
‫حيث يحب تبيين الححة والعواب لكا ضبتدع أو عةحب بهة‪.‬‬
‫‪ _2‬تطبيااق أحك ااةا ال اريلة ف ااي حااا ال ع ااوضةت بحيااث ي‪ ،‬ااود الل اادا‬
‫واإلغعةال فن يتلدى ظةلال ون ُيضلا ضظموا‪.‬‬
‫‪ _3‬حضةيا ااة اا ارضا ااي اإل‪،‬ا اانضية ضا اان أي اعتا ااداءل وتحعا اايغهة بةللا اادة‬
‫الضةغلااة والقااوة الدافلااة حتااى ن يااتضكن أعااداء ااضااة ضاان احتنلهااةل واغتهااةم‬
‫الحرضةت و‪ ،‬م دضةء الض‪،‬مضين أو الضلةيدين‪.‬‬
‫‪ _4‬حضا العدقةت عمى الوحه الاذي أوحباه ا تلاةلى ضان يار اوا‬
‫ون تل‪،‬ا‪.‬‬
‫‪ _5‬ان تيا ااةر العا ااحي لمرحا ااةا ااضغا ااةء أعا ااحةب ال ا ارأي والغعا اايحةل‬
‫وتكمي ها القيةا ب عضةا الدولة حتى يقوضوا بوظةس ها بكا ك ةءة وأضةغة‪.‬‬
‫‪ _6‬الح ااةظ عمااى الضااةا اللااةال وعاارا اللطةيااة ضاان ياار إ‪ ،‬اراا ون‬
‫ب ال ودفلهة في الوقت الضغة‪،‬ب‪.‬‬
‫‪ _7‬ح ااظ حق ااوق اللب ااةد ض اان الض اايةع وحضةي ااة ضح ااةرا ا تل ااةلى ض اان‬
‫انغتهةم ضن نا إقةضة الحدود‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ _8‬القيةا ب ضر الادعوة إلاى ا تلاةلىل وحهاةد كاا ضان يقاا فاي طرياق‬
‫وعوا اإل‪،‬نا إلى الغةس‪.‬‬
‫عالمات وشارات ال الفة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬عالمات ال الفة‪:‬‬
‫‪ _1‬البــردة‪ :‬يااي بااردة الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما التااي كااةن يرتااديهة‬
‫إلى أن أعطةية لم ةعر بن زييار بان أباي ‪،‬امضىل الاذي كاةن قاد أعمان توبتاه‬
‫وغدضه عمى يحاةء الر‪،‬اوا عامى ا عمياه و‪،‬امال ماا ضادح الر‪،‬اوا بقعايدته‬
‫الض ااهورة التااي ضطملهااة‪( :‬بانــت ســعاد ف مبــي اليــوم متبــول)ل وتااداوا أيااا‬
‫كلب البردة إلى أن ا تراية ضغها ضلةوية بن أبي ‪ ،‬يةن با ربلين ألاا درياال‬
‫وتوارمهة ااضويون واللبة‪،‬يون‪.‬‬
‫ةتضااة حيغضااة بلااث‬
‫‪ _2‬ال ـــاتم‪ :‬عااغا الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما ً‬
‫كتب ااة ب ي اار أ ت ااةال‬
‫الض ااهور إل ااى ك‪ ،‬اارى ف ااةرسل وك ااةن ااكة‪،‬ا ارة ن يقبم ااون ً‬
‫ةتضااة ضاان فضااةل وغقااش عميااه (محمــد‬
‫فعااغا الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما ً‬
‫رسول ال)‪ ،‬واغتقا ال ةتا إلى أباي بكار ماا إلاى عضار ماا إلاى عمضاةنل ولكان‬
‫ةتضاة ضمماهل‬
‫ال ةتا ‪،‬قط ضن أعبا عمضةن في بئر أريس‪ ،‬فةعاطغا عمضاةن ً‬
‫وحرص كا مي اة عماى اعاطغةع اةتا ي تضاون باه كتابها باةلطين أو الضاداد‬
‫أو ال ضال‪.‬‬
‫كااةن ضلةويااة باان أبااي ‪،‬ا يةن يااو أوا َضا ْان أغ ا دياوان ال ااةتال فقااد زور‬
‫عضاارو باان الزبياار فااي كتااةب لضلةويااة لواليااه بااةللراق زيااةد باان أبيااه ي ا ضر فيااه‬

‫‪41‬‬
‫بضااغ عضاارو ضةسااة ألااا دريااال فحلااا عضاارو الضةسااة ألااا ضااةستين ألااال ف ا راد‬
‫ضلةوية تنفي في ضما يذا الحةدث‪.‬‬
‫‪ _3‬ال ضــيب‪ :‬يااو ضاان تركااة الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما التااي يااي‬
‫عاادقةل ويااو ‪،‬ااي ه عاامى ا عميااه و‪،‬اامال وقااد عااةر ضااا البااردة ضاان االةر‬
‫ال نفااةل وكااةن الر‪،‬ااا أن يكااون بيااد ال مي ااة فااي الضواكاابل فكااةغوا يطرحااون‬
‫وركوباة‪ .‬يقاوا ابان كميار فاي تةري اه‬
‫ً‬ ‫حمو‪،‬اة‬
‫ً‬ ‫البردة عماى أكتاةفها فاي الضواكاب‬
‫البداية والغهةية‪" :‬كاةن ال مي اة يمب‪،‬اهة ياوا اللياد عماى كت ياهل وي اذ القضايب‬
‫الضغ‪،‬ااوب إلااى الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما فااي إحاادى يديااهل في اارج وعميااه‬
‫ضن ال‪،‬كيغة والوقةر ضة يعدع القموبل ويبهر اابعةر"‪.‬‬
‫انيا‪ :‬شارات ال الفة‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ _1‬ال طبة‪ :‬يي الدعةء لم م ةء عمى الضغةبر في العانةل وأعامهة أن‬
‫ال م ةء كةغوا يتولون إضةضة العنة ب غ ‪،‬اهال فكاةغوا ي تضاون فاروض العانة‬
‫بةل اادعةء لمر‪ ،‬ااوا والرض ااى ع اان الع ااحةبةل فمض ااة فتحا اوا ال اابندل وبلما اوا إليه ااة‬
‫اللضااةال وعااةر الااونة يتولااون إضةضااة العاانة فااي ونيااتهال فكااةغوا إذا عااموا‬
‫تضاوا العاانة بةلاادعةء لم م ااةءل وأوا ضاان فلااا ذلاام ضااغها يااو عبــد ال بــن‬
‫عبــاس لضااة تااولى البعارة فااي عهااد عمــي بــن أبــي طالــبل حيااث وقااا عمااى‬
‫ضغباار البع ارةل وقااةا‪" :‬المهــم انصــر عميًّــا"‪ .‬مااا أعااب ُعرفًااةل فعااةر ياادعي‬
‫لم مي ة عمى ضغةبر البند التي ت ضا ل‪،‬مطته‪.‬‬
‫‪ _2‬الســـكة (العممـــة)‪ :‬وضاان ااةرات ال نفااة غق ااش ا‪،‬ااا ال مي ااة عم ااى‬
‫ال‪،‬كة أي اللضمة بطةبا ضن حديد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ _3‬الطراز‪ :‬حرص ال م ةء ااضويون ماا اللبة‪،‬ايون عماى ر‪،‬اا أ‪،‬اضةسها‬
‫أو عنضةت ضضيزة عمى أموابهال وعمى ميةب كبةر رحةلها وحغوديا‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫النظام ال ضائي‬

‫‪44‬‬
‫أ‪ :‬ال ضاء‬
‫معن ال ضاء‪:‬‬
‫وقطلاة‬
‫ً‬ ‫القضةء يو ال عا باين الغاةس فاي عاوضةتها ح‪ً ،‬اضة لمتاداعيل‬
‫لمتغةزع‪.‬‬
‫في اللعر الحةيمي كةن ايخ القبيماة يحكاا باين أفرادياة ح‪،‬اب اللارا‬
‫واللااةدات والتقةليااد اللربيااةل ولكاان بضحاايء اإل‪،‬اانا تااولى الر‪،‬ااوا عاامى ا‬
‫عميااه و‪،‬ااما ال عااا فااي ال عااوضةت بلااد ا‪،‬ااتقرار فااي الضديغااةل حيااث عقااد‬
‫عه ًادا بااين الضهاةحرين وأيااا الضديغااة ضان الض‪،‬اامضين واليهاودل وحااةء فيااه‪" :‬وأنــه‬
‫فسـاد ‪ ،‬فـسن‬ ‫ما كان بين أ ل ـذ الصـحيفة مـن حـدث أو اشـتجار ي ـا‬
‫مرد إل ال عز وجل‪ ،‬وال محمد رسول ال صم ال عميه وسمم‪".‬‬
‫لااا يكاان فااي زضاان الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما قااةض ‪ ،‬اوا ا‪،‬اابةب‬
‫ضغهة‪:‬‬
‫ضن كةن ي عا بيغها‪.‬‬
‫‪ _1‬اغه عمى ا عميه و‪،‬ما يو ْ‬
‫‪ _2‬قمة عدد الضتقةضين‪.‬‬
‫‪ _3‬ب‪،‬ةطة ااضة وضيق رقلتهةل حيث أزاا اإل‪،‬نا ضاة كاةن بياغها ضان‬
‫الب ضةءل وألَّا بين قموبها‪.‬‬
‫ولا ي عاص الر‪،‬اوا عامى ا عمياه و‪،‬اما رحانً لمقضاةءل قواغضاة يلهاد‬
‫أحيةغااة يلهااد إلااى‬
‫بااه إلااى بلااض ونة ااقااةليا ضااضن تااوليتها أضااور الونيااةل و ً‬
‫بلض أعحةبه ب ض بلض ال عوضةتل وكاةن الضت ةعاضةن يحضاران إلياه‬
‫بيرادتهضةل في‪،‬ضا كنا كا ضغهضة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أ م طرق اإل بات‪:‬‬
‫قد تكون أيا طرق اإلمباةت ياي‪( :‬البينـة‪ -‬اليمـين‪ -‬شـهادة الشـهود‪-‬‬
‫الكتابة‪ -‬الفراسة)ل و يرية ضن الطرق‪.‬‬
‫قااةا الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما‪" :‬البينــة عم ـ َمــن ادع ـ ‪ ،‬واليمــين‬
‫عم َمن أنكر‪".‬‬
‫ويقااوا الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما‪" :‬أمــرت أن أحكــم بالظــا ر‪ ،‬وال‬
‫يتول السرائر‪".‬‬
‫كااةن الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما ن ُيحااةبي أحا ًادا ضاان الضت ةعااضينل‬
‫فقد أُمر عغه قاةا‪" :‬إذا جمس بين يديك ال صـمان‪ ،‬فـال ت ضـي حتـ تسـمع‬
‫كـــالم اآل ـــر كمـــا ســـمعت كـــالم األول‪ ،‬فسنـــه أحـــرى أن يتبـــين لـــك وجـــه‬
‫ال ضــاء‪ ".‬وروى ض‪،‬ااما أغااه قااةا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما‪" :‬إذا اجتهــد الحــاكم‪،‬‬
‫فأصاب‪ ،‬فمه أجران‪ ،‬وان أ طأ‪ ،‬فمه أجر‪".‬‬
‫بلااد ات‪،‬ااةع رقلااة الدولااة اإل‪،‬اانضية يا ذن الر‪،‬ااوا عاامى ا عميااه و‪،‬ااما‬
‫لبلض العحةبة بةلقضةء بين الغاةس بالكتاب والسنة واالجتهاد أو ال يـاس‪.‬‬
‫كضة ي ذن لمبلض بةل تيةل وضضن ا تهر بةل تية ضن العحةبة في عهد الر‪،‬اوا‬
‫عاامى ا عميااه و‪،‬ااما ضةسااة وواحااد ومنمااون رحانً واضارأةل وضااغها ‪،‬اايدغة عضاار‬
‫باان ال طااةبل وعمااي باان أبااي طةلاابل عبااد ا باان ض‪،‬االودل وزيااد باان مةبااتل‬
‫وعبااد ا باان عضاارل وعبااد ا باان عبااةسل وال‪،‬اايدة عةس ااة رضااي ا عااغها‬
‫حضيلة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪46‬‬
‫ال ضاء في عهد ال مفاء الراشدين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬في الفة أبي بكر الصديق‪:‬‬
‫تااولى عضاار باان ال طااةب القضااةء فااي نفااة أبااي بكاار العااديقل وظااا‬
‫عااةضين ن ي تيااه ضت ةعااضةن لمــا عــر عنــه مــن الشــدة والحــزم‪ ،‬ولااا يتمقااب‬
‫ٍ‬
‫قةض في نفة أبي بكر‪.‬‬ ‫بمقب‬
‫انيا‪ :‬في الفة عمر بن ال طاب‪:‬‬
‫ً‬
‫ار نغت ااةر اإل‪،‬اانا ا ااتنط اللاارب‬
‫فااي عهااد عضاار باان ال طااةبل وغظا ًا‬
‫ب يااريا ضاان ااضااا اا اارىل دعاات الحةحااة إلااى إد ااةا غظااةا ت اريلي ل ااض‬
‫فلاين قضاةة يغباون عان ال مي اة فاي‬
‫الض ةكا بين اافراد ضن اللرب و ياريال ُ‬
‫ال‪،‬غة والقيةس‪.‬‬
‫حا يذ الض ةكا طبقًة احكةا القرآن و ُ‬
‫السنة‪ :‬يي ضة عدر عن الغبي عمى ا عميه و‪،‬ما ضن قوا وفلا‪.‬‬
‫و ُ‬
‫أمــا ال يــاس‪ :‬فه او أن القةضااي إذا عرضاات عميااه قضااية لااا يحااد فيهااة‬
‫ال‪،‬اغة الغبوياةل ولاا يكان قادر‬
‫ضغعوعة عميه في القرآن الكريال ون في ُ‬
‫ً‬ ‫حكضة‬
‫ً‬
‫عاادر فيهااة حكااا بيحضااةع ضاان العااحةبةل بحااث عاان ض ااكمة ت اابه الض ااةكا‬
‫ال‪،‬غة أو اإلحضةع‪.‬‬
‫التي بين يديه يكون قد عدر فيهة حكا ضن القرآن أو ُ‬
‫كااةن عضاار باان ال طااةب أوا َضا ْان عااين القضااةة فااي الونيااةت اإل‪،‬اانضيةل‬
‫ـريحا بــن الحــارث الكنــدي قضااةء‬
‫شـ ً‬ ‫فااولى أبــا الــدرداء قضااةء الضديغااةل وولااى ُ‬
‫الكوفااةل وولااى أبــا موســ األشـــعري قضااةء البع ارةل وقااد ‪،‬ا َّان عضاار لهااؤنء‬
‫اتور ي‪ ،‬اايرون عمي ااه ف ااي ااحك ااةا ف ااي ر‪ ،‬ااةلة بل ااث به ااة إل ااى أب ااي‬
‫القض ااةة د‪ ،‬ا ًا‬
‫ضو‪،‬ى اا لري‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وكا ااةن القضا ااةء فا ااي عها ااد ال م ا ااةء ال ار ا اادين ض‪،‬ا ااتقنً ضحتا اارا الحةغا اابل‬
‫ويراعى في ا تيةر القةضي ال روط التةلياة (ذزارة العمم‪ -‬الت ـوى‪ -‬الـورع‪-‬‬
‫العدل)‪.‬‬
‫لااا يكاان لمقةضااي كةتااب أو ‪،‬ااحا ياادون فيااه ااحكااةال اغهااة كةغاات تغ ااذ‬
‫فااي الحااةال ويقااوا القةضااي بااذلم التغ يااذ بغ ‪،‬ااهل وكااةن القةضااي يحمااس فااي‬
‫ضغزله في بةدئ ااضرل ما تحوا إلى الض‪،‬حد‪.‬‬
‫احغة ب ااةلضلغى الضلااروا اانا فت ارة الر‪،‬ااوا وال م ااةء‬
‫لااا يكاان يغااةم ‪،‬ا ً‬
‫ال ار دين أبي بكر‪ -‬عمر‪ -‬ع مان) إلى أن بغة عمي بن أبي طالب‪.‬‬
‫ال ضاء في العصر األموي‪:‬‬
‫تضيز القضةء في اللهد ااضوي بضضيزات ضغهة‪:‬‬
‫‪ _1‬أن القةضي كةن يحكاا بةحتهاةد فيضاة لايس فياه غاص ضان كتاةب ون‬
‫ُ‪،‬غةل فما تكن الضذايب ااربلة الضلروفة قد ظهرت بلد‪.‬‬
‫مر بةل‪،‬ية‪،‬اةل باا كاةن ض‪،‬اتقنً فاي أحكةضاهل‬
‫‪ _2‬أن القضةء لاا يكان ضتا ًا‬
‫ون يت مر بضيوا الحةكضينل فكةن قضةؤيا غةف ًذا عمى الونة وعضةا ال راج‪.‬‬
‫ااون ا ل ويحكضاون بااين الغااةس‬ ‫‪ _3‬كاةن القضااةة ضان يارة الغاةسل وي‬
‫بةللدا‪.‬‬
‫‪ _4‬ظها اارت الحةحا ااة إلا ااى وحا ااود ‪،‬ا ااحنت تا اادون فيها ااة ااحكا ااةا التا ااي‬
‫يعاادرية القضااةة ب‪،‬اابب تغااةكر ال عااوال و يرحااا ال‪،‬اابب الرسي‪،‬ااي فااي ذلاام‬
‫كضة يقاوا الكغادي‪" :‬كـان سـميم بـن عنـز قاضـي مصـر مـن قبـل معاويـة بـن‬
‫أبي سفيان‪ ،‬فا تصم إليه في ميراث‪ ،‬ف ض بين الور ة‪ ،‬ولكـنهم تنـاكروا‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫كتابــا ب ضــائه‪ ،‬وأشــهد فيــه‬
‫ورجعـوا إليــه مــرة انيــة‪ ،‬ف ضـ بيــنهم‪ ،‬وكتــب ً‬
‫شيوخ الجند‪".‬‬
‫ال ضاء في العصر العباسي‪:‬‬
‫كبيرال وضن أيا ضظةير يذا التطور‪:‬‬
‫تطور ً‬
‫ًا‬ ‫تطور القضةء‬
‫‪ _1‬ضا االا روح انحتها ااةد فا ااي ااحكا ااةال لظها ااور الضا ااذايب ااربلا ااةل‬
‫وأعب القةضي يحكا وفقًة لضذيب ضن يذ الضذايب‪.‬‬
‫‪ _2‬تا ا مر القض ااةء بةل‪،‬ية‪ ،‬ااةل ان ال م ااةء اللبة‪ ،‬اايين ك ااةغوا يري اادون أن‬
‫يك‪،‬بوا أعضةلها ع ة رعيةل ضضة أدى إلاى اضتغاةع بلاض ال قهاةء عان تاولي‬
‫ااية الضيااا فااي قضااةسهال والحكااا بضااة ي ااةلا ال اريلةل فقااد اضتغااا‬ ‫القضااةء‬
‫اإلضااةا أبااو حغي ااة عاان تااولي ضغعااب القضااةءل ر ااا تهديااد ال مي ااة الضغعااور‬
‫اللبة‪،‬ي ب‪،‬حغه‪.‬‬
‫‪ _3‬ا‪،‬تحداث غظةا قةضي القضةةل ويو ي به وزيار اللادال وكاةن يقايا‬
‫في عةعضة الدولةل ويولي ضن قبمه قضةة يغبون عغه‪.‬‬
‫بن يع ـوب‬ ‫أوا َض ْن تمقب بمقب قةضي القضةة يو ال اضي أبو يوس‬
‫بن إب ار يمل عةحب كتةب ال راج في عهد يةرون الر يد‪.‬‬
‫‪ _4‬ات‪،‬ا ااةع ‪،‬ا اامطة القةض ا ايل ف ضا ااي ت إليا ااه بلا ااض الحقا ااوق اللةضا ااةل‬
‫أحيةغ ااة‬
‫ك ااةلغظر ف ااي أضا اواا اليت ااةضى والضحح ااور عم اايها والوع ااةية وااوق ااةال و ً‬
‫قيةدة الحيوشل وضمةله (يحي بن األك م في الفة المأمون)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ال ضاء بين أ ل الذمة‪:‬‬
‫بةلغ‪،‬بة لمقضةء بين أياا الذضاةل والاذين يلي اون فاي الدولاة اإل‪،‬انضيةل‬
‫ف اي اللعار اإل‪،‬انضي ااوا كااةن رحاةا الادين ضااغها يتولاون القضاةء بيااغهال‬
‫ون يتااد ا فيااه قضااةء الض‪،‬اامضينل ف ااي ااغاادلس ُ عااص لهااا قةضااي ُيلاارا‬
‫بة‪،‬ا (قاضي النصارى)ل أو (قاضي العجم)‪.‬‬
‫أضااة إذا حاادث غ ازاع بااين ض‪،‬ااما وذضاايل فااين قضااةة الض‪،‬اامضين يااا الااذين‬
‫يحكض ااون بي ااغهال وك ااةن القض ااةة يقبم ااون ب ااهةدة الغع ااةرى عم ااى الغع ااةرىل‬
‫واليهود عمى اليهودل ون يقبموغهة عمى الض‪،‬ما‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ب_ نظر المظالم‬
‫كااةن ب‪،‬اابب تض ا ا ظااروا الحيااةة فااي ال نفااة اإل‪،‬اانضية أن ظهاارت‬
‫إلااى حةغااب وظي ااة القةضااي عاادة وظااةسا قضااةسية وديغيااة أ اارى ضغهااة‪ :‬نظــر‬
‫المظالم والحسبة‪.‬‬
‫لقد تطور كا ضغهةل وظهارت لاه ا تعةعاةت ضليغاةل وقاد أعاب غظار‬
‫ضغعبة قضةسغية ضه غضةل وض هوضه ياو "منع الظمـم عـن الرعيـة"‪ .‬فضظاةلا‬
‫ً‬ ‫الظةلا‬
‫ض رديااة ضظمضااة أو ظنضااةل بضلغااى اغتهااةم حااق فااردل ويااو تلبياار اعااطنحي‬
‫يدلغة عماى الظماا الاذي قاد يا تي ضان التلادي أو ال ‪،‬اةد فاي الادواوين الضركزياة‬
‫أو اإلدارة الضحميا ااةل أو يا ااو ضا ااة يضما ااا فا ااي اللعا اار الحا ااديث يئــــة الرقابــــة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ولض ااة ك ااةن القةض ااي يلح ااز ع اان الغظ اار في ااه لتغةول ااه حه ااةز الحك ااا ف ااي‬
‫الدولااةل فااين الااذي كااةن يغظاار فيااه يااو ال مي ااة أو َضا ْان يغااوب عغااه ضاان كبااةر‬
‫رحةا الدولة‪.‬‬
‫أصل نظر المظالم‪:‬‬
‫يرح ا ااا ي ا ااذا الغ ا ااوع ض ا اان القض ا ااةء – ف ا ااي أع ا اامه‪ -‬إل ا ااى ضم ا ااوم ال ا اارس‬
‫أيضااة إلااى أعااا‬
‫ال‪،‬ة‪،‬ااةغيين الااذين كااةغوا أوا َضا ْان ضةر‪،‬ااو ل وقااد ترحااا فكرتااه ً‬
‫عربااي قااديال ذلاام أن القري اايين تلااةوغوا عمااى رد حقااوق الضظمااوضينل وعقاادوا‬
‫الفضـول"ل وكاةن ذلام قباا اإل‪،‬انا لارد الضظاةلال قواغعاةا‬ ‫حم ًة ‪،‬ضو "حم‬
‫الضظمااوا ضاان الظااةلال بلااد أن تلاادد الزعضااةء فااي ضحتضااا ق اريش بضكااةل وكماار‬
‫التغةفسل وا تد العراع فيضة بيغها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وقعة يذا الحما يلود إلاى قباا البلماة الغبوياة ال اري ة ب‪،‬اغوات‪ :‬ف اي‬
‫هر ذي القلدة قدا رحنً ضن زبيد بمد بةليضن) ببضةعة إلى ضكاةل فة اتراية‬
‫ضغ ااه الل ااةص ب اان واس ااال لكغ ااه ضغل ااه حق ااهل فة‪ ،‬ااتلدى عمي ااه الزبي اادي أ ا اراا‬
‫قريشل فما يليغو لضكةغاة اللاةص فايها‪ .‬ووقاا الرحاا عغاد الكلباةل وا‪،‬ات ةث‬
‫بآا فهر وأيا الضروءةل فقاةا الزبيار بان عباد الضطمابل فقاةا‪ :‬ضاة لهاذا ضتارمل‬
‫فةحتضلت بغو ية اا وزيارة وبغاو تايا فاي دار عبـد ال بـن جـدعانل وتحاةل وا‬
‫يدا واحدة ضا الضظموا عمى الظةلا حتى يرد إليه حقه‪.‬‬
‫بة ليكوغن ً‬
‫الفضول‪:‬‬ ‫سبب التسمية بحم‬
‫يلود ‪،‬بب الت‪،‬ضية إلى ان َض ْن قةضوا بهذا الحما كةن في أ‪،‬ضةسها ا‪،‬اا‬
‫ال ض ااال وي ااا (الفضـــل بـــن الحـــارث‪ -‬الفضـــل بـــن وداعـــة‪ -‬الفضـــل بـــن‬
‫فضــالة)‪ ،‬وذيااب يااؤنء اا اراا إلااى اللااةص باان واسااال فااةغتزعوا ضغااه ‪،‬ااملة‬
‫الزبيديل ودفلوية إليه‪.‬‬
‫لكاان رد الضظااةلا لااا يظهاار ر‪،‬ااضغية فااي ال نفااة اإل‪،‬اانضية إن فااي عهااد‬
‫ال نفة ااضويةل فكاةن ال ميفـة عبـد الممـك بـن مـروان ياو أوا َض ْان أفارد لاه‬
‫أ‪،‬ااة إلااى ال مي ااة‬
‫يوضااة فااي عهااد الدولااة ااضويااةل وقااد ا‪،‬ااتضرت الضظااةلا تُرفااا ر ً‬
‫ً‬
‫حتى عهد اللبة‪،‬يين الذين أعبحوا يغتدبون فيه‪.‬‬
‫فك ااةن َض ا ْان يغ ااوب ع اان ال مي ااة يل اارا بــــ"قاضي المظـــالم أو صـــاحب‬
‫المظالم"‪ ،‬ولا يكن يذا الضغعب بةلضرورة وق ًة عمى القةضيل قوان كاةن ضان‬
‫الطبيلي أن يدعى إلياه ب‪،‬ابب ضلةرفاه القةغوغياةل فقاد كاةن يغاوب عان ال مي اة‬
‫في يذا الضغعب أي ضوظا ب روط حددية ال قهةء فيضة يمي‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ _1‬أن يكون عظيا الهيبة‪.‬‬
‫‪ _2‬له ‪،‬طوة الحضةة‪.‬‬
‫‪ _3‬عةلي اليد‪.‬‬
‫ويذ ال روط يراد بهة أن ي‪،‬تطيا قةضي الضظاةلا أن يوقاا ال ‪،‬اةد فاي‬
‫كمير ضة كةن يقوا بهذا القضاةء الاوزراءل إذا لاا يقاا باه ال مي اة‬
‫الدولةل ولذلم ًا‬
‫بغ ‪،‬ه‪.‬‬
‫كةن ضقر غظر الضظةلا بةلضرورة يو ضقار ال مي اة فاي اللةعاضة أو فاي‬
‫ضقر عةحب ال‪،‬مطةل وقد يكون عةدة بقعر ‪.‬‬
‫أيضااة فااي أح اد الض‪،‬ااةحد ك يريااة ضاان‬
‫كضااة كةغاات تلقااد ضحكضااة الضظااةلا ً‬
‫الضحةكا التي يلقدية القضةة‪.‬‬
‫يوضااة يقعااد فيااه الضتظمضااونل إذا كااةن ضاان‬
‫كااةن قةضااي الضظااةلا يلااين ً‬
‫الضوظ ين ليغعرا بقية أياةا اا‪،‬ابوع إلاى عضماه اآل ار‪ .‬أضاة إذا كاةن ةعغاة‬
‫بةلضظةلال فيغه كةن يغظر في الضظةلا كا أيةا اا‪،‬بوع‪.‬‬
‫َمن يحضر مع قاضي المظالم‪:‬‬
‫داسضااة ب ضااس حضةعااةت ض تم ااةل ون يغااتظا‬
‫ك اةن قةضااي الضظااةلا ُيحااةط ً‬
‫عقد حم‪،‬ةته إن بحضوريا ضلهل ون ُي‪،‬ت غى عن أي ضغهال ويا‪:‬‬
‫‪ _1‬الحماة واألعوان‪ :‬وقاد ا تياروا بحياث ي‪،‬اتطيلون الت ماب عماى كاا‬
‫َض ْن يمح إلى القوة واللغا أو ال رار ضن وحه القضةةل ولها القدرة عمى تقاويا‬
‫الحريء الذي يحةوا اللبث والمحوء لمقوة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ _2‬ال ضـــاة والحكـــام‪ :‬وي ااا بضمةب ااة ض‪،‬ت ااةرينل وك ااةغوا ي اايرون عم ااى‬
‫قةضااي الضظااةلا با قوا الطاارق لاارد الحقااوق إلااى أعااحةبهة قواعنضااه بضااة يحااري‬
‫بين ال عوا لضلرفتها ب تةت ااضور ال ةعة بةلضتقةضاينل وضاة يعادر ضان‬
‫أحكةا‪.‬‬
‫‪ _3‬الف هاء‪ :‬قوالايها يرحاا قةضاي الضظاةلا لمغظار فيضاة أ اكا عمياه ضان‬
‫الض‪،‬ةسا ال رعية‪.‬‬
‫‪ _4‬الكتــاب‪ :‬كةغاات ضهضااتها تغحعاار فااي تاادوين ضااة يحااري أمغااةء غظاار‬
‫الحم‪،‬ة بةلضحكضة ضن أقواا ال عوال وكذلم تدوين ضة يحري باين ال عاوال‬
‫قوامبةت ضة لهال وضة عميها ضن الحقوق‪.‬‬
‫‪ _5‬الشهود‪ :‬كةغات ضهضاتها ال اهةدةل عماى أن ضاة أعادر القةضاي ضان‬
‫ااحكةا ن يغةفي الحق واللدا وال ريلة اإل‪،‬نضية‪.‬‬
‫أسباب المجوء إل قاضي المظالم‪:‬‬
‫كةغاات ضحكضااة الضظااةلا أو دي اوان الضظااةلا بضمةبااة ضحكضااة ا‪،‬ااتسغةا عميااة‬
‫أو ضحكضة الغض وضحمس الدولة في الوقت الحةضر‪.‬‬
‫فكةن يمح إليهة الضتقةضون إذا اعتقدوا أن القةضي لا يحكاا فيضاة بياغها‬
‫بةللدا‪.‬‬
‫كضة كةن يمح إليه الضتظمضون ضان تلادي ذوي الحاة والح‪،‬اب ضان الاونة‬
‫أو ض اان حب ااةة ااضا اواا أو كت ااةب ال اادواوين أو ض اان أح ااد ض اان أبغ ااةء ال مي ااة أو‬
‫ااضراء و يريا ضن عمية القوا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫فك ا ااةن الضتظمض ا ااون ف ا ااي ا ااةلبيتها ض ا اان ب‪ ،‬ا ااطةء الغ ا ااةسل وض ا اان الغ‪ ،‬ا ااةء‬
‫الض‪،‬تضل ةتل وضن أيا الذضة الاذين يا تون ضان غاواحي بليادة اةرج حةضارة‬
‫البند‪.‬‬
‫وكااةن أ مااب الااتظما ضاان ان ااتطةط فااي حضااا الض اراسب أو ضاان الحزيااة‬
‫عضاان أ‪،‬اامال أو ضاان ‪،‬ااوء ضلةضمااة الضااوظ ين ل يااةليل فكااةن‬
‫التااي لااا ت‪،‬ااقط َّ‬
‫الضتظمضااون يقاادضون ضظااةلضها كتةبااةل ويااو ضااة ُعاارا بة‪،‬ااا (قصـــة‪ُ -‬رقعـــة‪-‬‬
‫م اصــمة‪ -‬شــكوى‪ -‬مظممــة)‪ ،‬فتلاارض عماى دياوان الضظااةلا وضم‪،‬ااه برسة‪،‬ااة‬
‫قةضي الضظةلا‪.‬‬
‫ا تصاصات قاضي المظالم‪:‬‬
‫كةن ضن ا تعةص قةضي الضظةلا‪:‬‬
‫‪ _1‬الغظاار فااي القضااةية التااي يقيضهااة اافاراد والحضةعااةت عمااى الااونة إذا‬
‫حةدوا عن طريق اللدا واإلغعةا‪.‬‬
‫‪ _2‬الغظ اار ف ااي القض ااةية الت ااي يقيضه ااة اافا اراد والحضةع ااةت عم ااى عض ااةا‬
‫ال راج إذا ضة ا تطوا في حضا الضراسب‪.‬‬
‫‪ _3‬الغظ اار ف ااي القض ااةية الت ااي يقيضه ااة اافا اراد والحضةع ااةت عم ااى كت ااةب‬
‫الدواوين إذا حةدوا عن إمبةت أضواا الض‪،‬مضين بغقص أو زيةدة‪.‬‬
‫‪ _4‬الغظر في تظما الضرتزقة إذا غقعت أرزاقهال أو ت ر ضيلةد دفلهاة‬
‫إليها‪.‬‬
‫عااية قةضاي الضظااةلا وغ ااوذ وييبتاه فااي التا مير عمااى‬ ‫كاةن ُي‪،‬ااتلةن ب‬
‫ال عااا حتااى يلتاارا بااةلحقل فاايذا اعتاارا ُحكااا عميااه بةعت ارفااهل وتغ يااذ ضااة‬

‫‪55‬‬
‫يلحااز القااةض والضحت‪،‬ااب عاان تغ يااذ ضاان ااحكااةا وض ارعااةة إقةضااة الضلتب ارات‬
‫كا ا ااةلحضا وااعيا ا ااةد والحا ا ااد والحها ا ااةدل قواذا حا ا اادث تقعا ا ااير فيها ا ااة أو إ ا ا اانا‬
‫ب روطهةل وكذلم الغظر بين الضت ةحرين والحكا بين الضتغةزعين‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ج_ الحسبة‬
‫يقا ااوا الضا ااةوردي فا ااي كتةبا ااه األحكـــــام الســـــمطانية‪ :‬الح‪،‬ا اابة يا ااي أضا اار‬
‫بضلروا إذا ظهر تركهل وغهي عن الضغكر إذا ظهر فلمه‪".‬‬
‫والدليا ضن الغص القرآغاي قولاه تلاةلى‪" :‬ولـتكن مـنكم أمـ ٌة يـدعون إلـ‬
‫وينهون عن المنكر‪".‬‬ ‫ال ير‪ ،‬ويأمرون بالمعرو‬
‫ويقااوا تل ااةلى حااا ا ا غه‪" :‬كنـــتم يـــر أمـ ٍ‬
‫ــة أ رجـــت لمنـــاس تـــأمرون‬
‫وتنهون عن المنكر‪ ،‬وتخمنون بال‪".‬‬ ‫بالمعرو‬
‫ويقااوا تلااةلى‪" :‬والمخمنــون والمخمنــات بعضــهم أوليــاء بعــض يــأمرون‬
‫وينهون عن المنكر‪".‬‬ ‫بالمعرو‬
‫ووظي ااة الح‪،‬اابة ض ا وذة ضاان انحت‪،‬ااةب أو الضحة‪،‬اابةل أو يااي ض ا وذة‬
‫ضاان قااوا عااةحبهة لضاان يمااي عماايها "حســبكم"ل أي كــافيكم مــا صــنعتم ومــا‬
‫أتيــتمل فةلضحت‪،‬ااب يطمااب ااحاار ضاان ا ل ويلااوا عمااى موابااه وح ازسااهل ويااد ر‬
‫"مـــن صـــام رمضـــان إيما ًنـــا‬
‫ااحاار والما اواب عغ ااد ا تل ااةلىل وف ااي الح ااديث َ‬
‫طمبااة لوحااه ا وموابااهل وفااي حيااث عضاار باان ال طااةب‪" :‬أيهــا‬
‫ـابا" أي ً‬
‫واحتسـ ً‬
‫الناس احتسبوا أعمالكم‪ ،‬فسن من احتسب عممه ُكتب لـه أجـر عممـه وأجـر‬
‫حسبته‪".‬‬
‫إن الضحت‪،‬ااب يغااةقش أربااةب الضغك اراتل ويحة‪،‬ااب أعااحةب الضلةعاايل‬
‫ويغهااي وياادفال وكةغاات ‪،‬اامطة القةضااي ضوزعااة بيغااه وبااين‬
‫ويااو يكااا ويااردع ُ‬
‫الضحت‪،‬ب وقةضي الضظةلا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فوظي ااة القةض ااي ي ااي ف ااض الضغةزع ااةت الضرتبط ااة بةل اادين بوح ااه ع ااةال‬
‫ووظي ااة الضحت‪ ،‬ااب ي ااي الغظ اار فيض ااة يتلم ااق بةلغظ ااةا الل ااةال وف ااي الحغةي ااةت‬
‫أحيةغااةل وضااة يحتااةج ال عااا فيهااة إلااى ال‪،‬اارعةل وضاان أيااا ضااة يقااوا بااه قةضااي‬
‫ً‬
‫الضظةلا ال عا فيضة ا‪،‬تلعى ضن ااحكةا عمى القةضي والضحت‪،‬ب‪.‬‬
‫وكاةن القضاةء والح‪،‬اابة ي‪،‬اغدان فاي بلااض ااحياةن إلاى رحااا واحاد ضااا‬
‫ضااة بااين اللضمااين ضاان التبااةينل فلضااا القةضااي ضبغااي عمااى التحقيااق وااغااةة فااي‬
‫الحكال وعضا الضحت‪،‬ب ضبغي عمى ال دة وال‪،‬رعة فاي ال عاال وياي وظي اة‬
‫ديغي ااةل ان ااض اار ب ااةلضلروا والغه ااي ع اان الضغك اار ف اارض ع ااين عم ااى الق ااةسا‬
‫ب ا ضور الض‪ ،‬اامضينل ُيلااين ل ااذلم ضاان يا ا ار أيا انً لااهل قوان ك ااةن عمااى ي اار ض اان‬
‫فروض الك ةيةل إذا قةا بهة الابلض ‪،‬اقط الطماب عان الباةقين‪ .‬كضاة ُي هاا ضان‬
‫قولااه تلااةلى‪" :‬ولــتكن مــنكم أم ـ ٌة يــدعون إل ـ ال يــر‪ ،‬ويــأمرون بــالمعرو‬
‫وينهون عن المنكر‪".‬‬

‫نشأة الحسبة‬
‫غ ت الح‪،‬بة في عهد ر‪،‬وا ا عمى ا عميه و‪،‬مال فتونية بغ ‪،‬هل‬
‫قماادية ياار فااي بلااض ااحيااةنل فقااد رأى عاامى ا عميااه و‪،‬اامال ويااو يحااوا‬
‫طلةضةل فوضا يد فيهل ف حس بمنًل فقاةا‪" :‬ما ـذا يـا‬
‫ً‬ ‫بةل‪،‬وق رحنً يلرض‬
‫صاحب الطعـام ف ـال‪ :‬أصـابته الشـماء يـا رسـول ال‪ ،‬ف ـال‪ :‬ـال وضـعته‬
‫وفوق الطعام حت يعرفه الناس‪َ ،‬من ذشنا‪ ،‬فميس منا‪".‬‬
‫كضااة أغااه عاامى ا عميااه و‪،‬ااما غهااى ضلااةذ باان حبااا عاان اإلطةلااة فااي‬
‫العنةل وأضر بةلت يال وذلام عغادضة ا اتكة إلياه بلاض الضاؤتضين باه‪ .‬كضاة‬

‫‪58‬‬
‫ا‪،‬ااتلضا الغبااي عاامى ا عميااه و‪،‬ااما ‪،‬االيد باان اللااةص عمااى ‪،‬ااوق ضكااة بلااد‬
‫ال ت ‪.‬‬
‫وكةن عمر بـن ال طـاب رضاي ا عغاه يقاوا بلضاا الضحت‪،‬ابل باا إغاه‬
‫يلااد أوا َضا ْان وضااا غظااةا الح‪،‬اابةل قوان كااةن يااذا الم ااظ لااا ي‪،‬ااتلضا إن فااي‬
‫عهد ال ميفة المهدي العباسي ‪158‬ه‪169 -‬ه)‪.‬‬
‫أم مة لنظام الحسبة عند عمر بن ال طاب‪:‬‬
‫‪ _1‬رؤي عن عضار أغاه كاةن يضارب حضاةنًل ويقاوا لاه‪" :‬حممـت جممـك‬
‫ما ال يطيق‪".‬‬
‫‪ _2‬ويقاةا أغاه أحاارق بيات روي اد المق اايل اغاه كاةن يبيااا ال ضارل وقااةا‬
‫له‪" :‬أنت فُويسق‪ ،‬ولست برويشد"‪.‬‬
‫‪ _3‬وغهى عضر عن طواا الرحةا ضا الغ‪،‬ةءل وأ مظ لرحا رآ يعامي‬
‫ضلهن‪.‬‬
‫‪ _4‬كااةن يضاارب بةلاادرة ال‪،‬ااةسمينل وي ا ضريا يطلض اوا ضاان ك‪،‬ااب أيااديهال‬
‫ويض اارب الضتض ااةوتينل ويا ا ضريا أن ي ا اوا ض ااة أغل ااا ا ب ااه عم اايها ض اان الق ااوة‬
‫والحمد‪.‬‬
‫ا‪،‬تلضا "السائب بن يزيـد" عماى ‪،‬اوق الضديغاة ضاا "عبـد ال بـن عتبـة‬
‫ابن مسعود"ل وولاى "أم الشـفاء"ل وياي ‪،‬ايدة عماى ‪،‬اوق الضديغاةل وقاد يكاون‬
‫‪،‬وقًة ةعغة بةلغ‪،‬ةء‪ .‬كضة تولات "سـمراء بنـت نهيـك األسـدية" ياذا الضغعاب‬
‫أيضة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪59‬‬
‫شروط َمن يتول الحسبة‪:‬‬
‫ـــمما‪ -‬بال ًيــــا‪-‬‬
‫ك ااةن ي ااترط ف اايضن يت ااولى ي ااذ الوظي ااة أن يك ااون (مسـ ً‬
‫وظـا ر المنكـر‪ -‬لـه‬ ‫عالمـا بظـا ر المعـرو‬
‫حر‪ -‬أمي ًنا‪ -‬عفيفًا‪ً -‬‬
‫عاقالً‪ًّ -‬ا‬
‫يبــة و شــونة تمكنــه مــن ردع ذوي الشــرور‪ ،‬وزجــر أصــحاب المعاصــي‬
‫والمفاسد)‪.‬‬
‫كةن لمح‪،‬بة دار ةعة بهاةل فةلضحت‪،‬اب يطماب حضياا البةعاة إلاى ياذ‬
‫الادار فااي أوقااةت ضليغااةل وضلهااا ضاوازيغها و‪،‬ااغحها وضكااةييمهال فيلةيريااةل فااين‬
‫وحااد فيهااة مانً عااةدريةل وألاازا عااةحبهة ب ااراء يريااةل أو أضاار بيعاانحهةل‬
‫ويزحر‪.‬‬
‫فيلةقب ُ‬
‫أحيةغة يقوا بةلطواا عمى اا‪،‬واق بغ ‪،‬هل ُ‬
‫و ً‬
‫األعمال التي ي وم بها المحتسب‪:‬‬
‫يقا ااوا الضحت‪،‬ا ااب ب عضا ااةا كمي ا ارة ضغها ااة‪ :‬ااضا اار با ااةلضلروا والغها ااي عا اان‬
‫الضغك اارل والضحةفظ ااة عم ااى اآلداب اللةض ااة وال ض اايمةل واإل ا اراا عم ااى غظ ااةا‬
‫تحغبة لمتط يال وا‪،‬تبقةء الديون‪.‬‬
‫اا‪،‬واقل والك ا عمى الضوازين والضكةييا ً‬
‫وض اان ااعض ااةا اا اارى ي ااو أغ ااه يح ااوا دون ب ااروز الحواغي اات حت ااى ن‬
‫يل ااوق ذل اام غظ ااةا الض اارورل وضلةقب ااة َض ا ْان يلب ااث بةل ا اريلة أو يرف ااا اامض ااةنل‬
‫وضغااا التلاادي عمااى حاادود الحيارانل أو ارت ااةع ضبااةغي أيااا الذضااة عمااى ضبااةغي‬
‫الض‪ ،‬اامضينل وحض ااا الضض ااةطمين عم ااى اإلغع ااةال وضغ ااا ال ااش والت اادليس ف ااي‬
‫الضلةيشل وضغا الحضةلين وأيا ال‪ ،‬ن ضن اإلكمةر في الحضا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أيضااة الحكااا عمااى أيااا الضبااةغي الضتداعيااة لم‪،‬ااقوط‬
‫وضاان يااذ ااعضااةا ً‬
‫بهاادضهةل قوا ازلااة ضااة يتوقااا ضاان ض ااررية عمااى ال‪،‬ااةبمةل وبغااةء ضااة ت اارب ض اان‬
‫اا‪،‬وار أو الض‪،‬ةحد‪.‬‬
‫وي ا ضر بيقةضااة العاانة إذا عطمتهااة الحضةعااة أو عطمتهااة ااف ارادل وي ا ضر‬
‫بااةآلذان والعاايةال ويغظاار فااي كااا عااغلة وحرفااةل وي ارقااب القضااةة وأعااحةب‬
‫الضظااةلا إذا يااا ااةل وا تقةليااد وظااةس ها أو اغحرفاوا عاان القيااةا باواحبهال وحتااى‬
‫ضبرح ااةل‬
‫ااطب ااةء والضدر‪ ،‬ااينل فيضغ ااا الضدر‪ ،‬ااين ض اان ض اارب الع اابيةن ضا ارًبة ً‬
‫ويغع القةضي بةلحموس لم عوا إذا احتضلاوا ببةباهل قواذا تا ر ياو عاغهال‬
‫ولااا ي ا ضريا بةنغع اراال ويظهااريا عمااى البةعااث الااذي ضاان أحمااه كااةن يااذا‬
‫الت ير‪.‬‬
‫نظام الحسبة في عهد الفاطميين‪:‬‬
‫ارتقى غظةا الح‪،‬بة في عهد ال ةطضيينل فكةن لمضحت‪،‬ب غاواب يطوفاون‬
‫فا ااي اا‪ ،‬ا اواقل في ت ا ااون القا اادور والمحا ااوا وأعضا ااةا الطها ااةةل وي ا اارفون عما ااى‬
‫ال‪،‬ااقةيينل وذلاام لضااضةن ت طيااتها لمقااربل ويرقبااون لب‪،‬ااها ال‪،‬اراويا حتااى ن‬
‫ي رحوا عمى اآلداب اللةضة‪.‬‬
‫كض ااة كا ااةن لمضحت‪ ،‬ااب يحما ااس لم عا ااا ب ااين الغا ااةس ف ااي حا ااةضلي عضا اارو‬
‫واازي اار‪ .‬كض ااة أع ااب ض اان واح ااب رح ااةا ال اارطة أن يقوضا اوا بتمبي ااة أواض اار ل‬
‫ويغ ذوا أحكةضهل وي ارا عماى باةسلي ال اراء وعاةغلي الحماوىل وعماى اواسي‬
‫المحا ااال وعما ااى الروا‪،‬ا ااين (أي عمـــــ الـــــروس واألكـــــارع)‪ ،‬وقنسا ااي ال‪،‬ا ااضم‬

‫‪61‬‬
‫وال ا ارابين (أي صـــــناع األشـــــربة)ل وعما ااى الحةكا ااة وال يا ااةطين والعا اابة ين‬
‫والدنلين والعة ة والعيةرال وعمى الحضةضةت والقةسضين عمى أضرية‪.‬‬
‫ويااذ ااض ااور الت ااي يق ااوا به ااة الضحت‪،‬ااب كةغ اات ف ااي اا م ااب ض اان عض ااا‬
‫القةضاايل ولكااغها فعااموية عغااهل وأ‪،‬ااغدوية لمضحت‪،‬ااب لتغزيااه القةضااي عغهااة‬
‫للضوضهةل و‪،‬هولة أ ارضاهةل والقةضاي ن ي ارج لارد ضاة أُ اذ ضان الحقاوق إن‬
‫إذا ا‪ ،‬ااتلدى وطم ااب ال ع ااا ضغ ااه ذل اام‪ .‬بيغض ااة الضحت‪ ،‬ااب ي اارج بة‪ ،‬ااتلداءل‬
‫ويرفا إليه‪.‬‬
‫وب ير ا‪،‬تلداءل با له الغظر والحكا فيضة يعا إلى ضن ذلمل ُ‬
‫الحسبة في األندلس‪:‬‬
‫فا ااي ااغا اادلس كا ااةن عا ااةحب الح‪،‬ا اابة ي‪،‬ا ااضى "المحتســــب أو صــــاحب‬
‫الســوق"ل ان ضلظااا عضمااه ضتلمااق بةإل اراا عمااى أيااا اا‪ ،‬اواقل وقااد بمااب‬
‫غظةضها ااة ا ا ًوا بليا ا ًادا فا ااي الدقا ااةل حتا ااى أن أمضا ااةن الحةحيا ااةت كةغا اات ضحا ااددة‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫واإل راا عمى البةعة بمب ضبم ًة ً‬
‫الحسبة في ذا العصر‪:‬‬
‫أض ااة الي ااوا فق ااد توزع اات تم اام الوظ ااةسا وان تعةع ااةت الت ااي يق ااوا به ااة‬
‫الضحت‪،‬ااب عمااى عاادة حهااةت وضعااةل ل ف عاابحت كااا و ازرة وضعاامحة تغ اارد‬
‫ب عضااةا ضحااددة وعاانحيةت ض ععااةل فغاارى أن و ازرة التلماايا ت اارا عمااى‬
‫الض ا اادارس والضلةي ا ااد والكمي ا ااةتل وو ازرة ااوق ا ااةا ته ا ااتا بةلض‪ ،‬ا ااةحد وااوق ا ااةا‬
‫و سوغهضة‪ .‬بيغضة تقوا و ازرة العحة بةإل راا عماى الض‪،‬ت ا يةت والعايدليةت‬
‫وااطبةء والعيةدلة‪ ...‬ويكذا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫النظام الحربي‬

‫‪63‬‬
‫النظام الحربي‬
‫ط ا ااة وميقً ا ااة بةلغظ ا ااةا ال‪،‬ية‪ ،‬ا ااي ف ا ااي الدول ا ااة‬
‫ارت ا اابط الغظ ا ااةا الحرب ا ااي ارتبة ً‬
‫اإل‪،‬اانضيةل وذلاام ان ال نفااة اإل‪،‬اانضية كةغاات ضحةطااة ب عااداسهة ضاان كااا‬
‫ركغ ا ااة ض ا اان أرك ا ااةن ال ا اادين‬
‫حه ا ااةل بحي ا ااث حل ا ااا ال قه ا ااةء الض‪ ،‬ا اامضين الحه ا ااةد ً‬
‫وفرضا ااة عما ااى الض‪،‬ا اامضينل وضيا اازوا بحا اانء با ااين أرض اإل‪،‬ا اانال‬
‫ً‬ ‫اإل‪،‬ا اانضيل‬
‫و‪،‬ضوية "دار اإلسالم"ل وضة عداية ‪،‬ضوية با"دار الحرب"‪.‬‬
‫الحرب في اإلسالم دفاعية‪:‬‬
‫ر ا ا‪،‬تلداد الدولة اإل‪،‬نضية لمحاربل فاين الحهاةد كضاة ظهار ضان واقاا‬
‫ح ا ااروب الض‪ ،‬ا اامضين ن يلغ ا ااي ي ا اار ال ا اادفةع ع ا اان أرض اإل‪ ،‬ا اانال وضحةرب ا ااة‬
‫ااعااداءل ولااذلم فااةلحرب فااي اإل‪،‬اانا حاارب دفةعيااةل وقااد غزلاات آيااةت قرآغيااة‬
‫تحدد اايداا ضان القتاةال فةغحعارت فاي الادفةع عان الاغ س أو الادفةع عان‬
‫الاادعوة اإل‪،‬اانضيةل وذلاام يرحااا إلااى أن ان‪،‬ااتلداد لمحاارب قااد يضغااا الحاارب‬
‫بةل لاال فكضااة ياو ضلااروال فاةلحرب ضاان طبيلاة الب اارل وضارورة احتضةعيااةل‬
‫وذلم لوحود الضظةلا وااطضةع الب رية‪.‬‬
‫قاةا عاز وحاا‪" :‬وأعــدوا لهـم مــا اسـتطعتم مــن قـوة‪ ،‬ومــن ربـاط ال يــل‬
‫تُر بون به عدو ال وعدوكم‪".‬‬
‫وقااةا تلااةلى‪" :‬وقــاتموا فــي ســبيل ال الــذين ي ــاتمونكم‪ ،‬وال تعتــدوا‪ .‬إن‬
‫ال ال يجب المعتدين‪".‬‬

‫‪64‬‬
‫الدعوة اإلسالمية لم تنتشر باإلك ار ‪:‬‬
‫لااا يقاارر اإل‪،‬اانا القتااةا طريقًااة لدعوتااهل ولااا تغت اار الاادعوة اإل‪،‬اانضية‬
‫بةلضا ط واإلكا ار ل قواغضااة كةغات كضااة حاةء فاي اآليااة الكريضاة‪" :‬ادعُ إلـ ســبيل‬
‫ربك بالحكمة والموعظة الحسنة‪".‬‬
‫نظام الحرب في الجا مية‪:‬‬
‫كااةن اللاارب فااي الحةيميااة يحااةربون بطريقااة الضبااةرزةل والكاار وال اار دون‬
‫غظااةا ضتبااال ولكاان اإل‪،‬اانا حااث الض‪،‬اامضين عمااى تغظاايا عا وفها فااي القتااةال‬
‫فقااةا تلااةلى‪" :‬إن ال يحــب الــذين ي ـ ِ‬
‫ـاتمون فــي ســبيمه ص ـفًّا كــأنهم ُبنيـ ٌ‬
‫ـان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مرصــوص‪ ".‬وبااة تنط اللاارب بااةل رس عرف اوا عااغها غظااةا التلبسااة أي تق‪،‬اايا‬
‫الحيش كتةسبل ويي‪:‬‬
‫‪ _1‬الم دمة‪ :‬وياي التاي تبادأ الضغةو اةت ضاا اللادول وتتلارا ضواضاله‬
‫وض‪،‬ةلكه‪.‬‬
‫‪ _2‬ال مب‪ :‬وياو و‪،‬اط الحايشل وعاةدة ضاة يكاون فياه ضقار القياةدة وأضيار‬
‫الحغد‪.‬‬
‫‪ _4-3‬الجناحان‪ :‬الضيضغة والضي‪،‬رة)‪.‬‬
‫‪ _5‬ســـاقة الجـــيش‪ :‬ويااي كتيبااة تقااا مااا الضقدضااةل وضهضتهااة ‪ ،‬ااةقية‬
‫الحيشل وتضريض الحغد‪.‬‬
‫الجيش في العصر العباسي‪:‬‬
‫وفااي اللعاار اللبة‪،‬ااي د ااا اللغعاار ال ةر‪،‬ااي الحاايش اللرباايل حيااث‬
‫قةضاات دولااة بغااي اللبااةس بض‪،‬ااةعدة ال اارسل ولضااة ولااى الضلتعااا ال نفااة ‪،‬ااغة‬

‫‪65‬‬
‫‪218‬هل حمااب الكمياار ضاان اات ارام ان أضااه تركيااة)ل فااونيا ح ار‪،‬ااة قعاار ل‬
‫وأعطااةيا الضغةعااب اللةليااةل وضاان يغااة حقااد عماايها اللااربل وأرادوا الاات مص‬
‫ضاان الضلتعااال ولكاان ض اؤاضرتها ف اامتل فلةقااب قااةدة اللاارب وال اارسل وكااذلم‬
‫الحغد اللربل وضحة أ‪،‬ضةؤيا ضن ديوان اللطةءل واعتضاد عماى ااتارام لدرحاة‬
‫أغهااا ييضغ اوا عمااى ال‪،‬اامطةل وأعااب ال مي ااة ن ‪،‬اامطةن لااهل وعااةرت ااضااور‬
‫ف ااي أي ااديها يلزل ااون ويغع اابون ويحب‪ ،‬ااون ويقتم ااون َض ا ْان ن يع اام به ااا ض اان‬
‫ال م ةء‪.‬‬
‫دور المرأة المسممة في الجيش‪:‬‬
‫كةغت الضارأة الض‪،‬امضة ت‪،‬اقي الحغادل وتضاضد الحرحاىل وتحضاس الرحاةال‬
‫فكااةن الرحااةا ي‪،‬ااتهيغون بااةلضوتل ون ي اارون لوحااود الغ‪،‬ااةء ضاان م هااال وضاان‬
‫ااضممة الحية لدور الض أرة‪:‬‬
‫‪ _1‬دافلاات ال‪،‬اايدة "نســيبة بنــت كعــب المازنيــة" عاان ر‪،‬ااوا ا عاامى‬
‫ا عميااه و‪،‬ااما فااي اازوة أحاادل حيااق قااةا فيهااة عاامى ا عميااه و‪،‬ااما‪" :‬مــا‬
‫التفت يمي ًنا وال شماالً إال وأنا أ ار ا ت اتل دوني‪".‬‬
‫‪ _2‬قتماات ال‪،‬اايدة "صــفية بنــت عبــد المطمــب" يهودغيااة كااةن يحااةوا تتبااا‬
‫عورات حعن احتضى به الض‪،‬مضون في زوة ال غدق‪.‬‬
‫أسمحة الجيش‪:‬‬
‫كااةن الحاايش يت ا لا ضاان الفرســان والرجالــةل ال ر‪،‬ااةن يااا ضاان يركبااون‬
‫ال يا في الحربل والرحةلة يا الحغد الض ةة الذين ي‪،‬يرون عمى أقداضها‪.‬‬
‫أسمحة الفرسان‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫أ‪،‬محة ال ر‪،‬ةن يي‪ :‬الدروع وال‪،‬يوا والرضةح‪.‬‬
‫أسمحة الرجالة‪:‬‬
‫يااي الاادروع والح اراب والق‪،‬ااي وال‪،‬ااهةا وال‪،‬اايوال فكااةن القااوس لمرضااي‬
‫بةل‪،‬هةا في أوا الحرب يوازي الضدفلية في اللعار الحاديث)ل واكان اللارب‬
‫ضهرة في ياذ اللضمياةل وكاةن ال ارضاي لضهةرتاه ي‪،‬اتطيا أن يرضاي إحادى عيغاي‬
‫ال زاا التي يريدية‪.‬‬
‫كضة ا‪،‬تلضا الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬ما الضغحغياق لادم الحعاون فاي‬
‫الطااةسا‪ .‬كضااة ا‪،‬ااتلضا الاادبةبةتل حيااث كااةن الضحااةربون يااد مون فااي حوفهااةل‬
‫ويزح ون بهة إلى حدار الحعان ليغقباو ‪ .‬كضاة أ اذ الض‪،‬امضون الغاةر اإل ريقياة‬
‫عن البيزغطيينل واقب‪،‬وا إغ ةء ال غةدق حوا الضدن والضل‪،‬كرات ضن ال رس‪.‬‬
‫األسمحة الوقائية‪:‬‬
‫وضاان اا‪،‬اامحة الوقةسيااة‪ :‬الحســـك ويااو ااوم ضاادحرج ن ي‪،‬ااتطيا أحااد‬
‫الض ي عميه إذا يبس)ل حيث ا‪،‬تلضمه الر‪،‬وا عمى ا عمياه و‪،‬امال وأحاةط‬
‫به ع‪،‬كر لضغا اللدو ضن الوعوا إلى الحغادل وياو ي اةبه اا‪،‬انم ال اةسكة‬
‫في اللعر الحديث‪.‬‬
‫قادة الجيش‪:‬‬
‫اددال تااا تق‪،‬اايا الحاايش إلااى‬
‫تغظيضاة ضحا ً‬
‫ً‬ ‫ضغاذ باادأ تغظاايا الحاايش اإل‪،‬اانضي‬
‫(عشرات‪ -‬مسين‪ -‬مئات‪ -‬ألو ‪ -‬عشرات األلو )‪ .‬وأُطمق عمى رؤ‪،‬اةء‬
‫الوحدات ألقةب ةعةل ويي‪:‬‬
‫‪ _1‬قةسد الل رة ي‪،‬ضى عري ًة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫غقيبة‪.‬‬
‫‪ _2‬قةسد ال ض‪،‬ين ي‪،‬غى مي ة أو ً‬
‫قةسدا‪.‬‬
‫‪ _3‬قةسد الضةسة ي‪،‬ضى ً‬
‫‪ _4‬رساايس الحاايش أو قةسااد الحاايش كااةن ي‪،‬ااضى أضيا ًارال وقااد ُعاارا لقااب‬
‫أضيار بهااذ الدنلااة عغااد اللاارب قبااا اإل‪،‬اانال وظااا بهااذا الضلغااى فااي اإل‪،‬اانا‬
‫ار‬
‫ضغذ عهد الر‪،‬وا عمى ا عميه و‪،‬مال فكاةن إذا حهاز حي ً اة حلاا ا أضي ًا‬
‫سي‪،‬ااةل وكااذلم كااةن ا ن ال م ااةء ال ار اادين وااضااويين واللبة‪،‬اايين‬
‫أو قةسا ًادا ور ً‬
‫و يريا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫األسطول‬
‫‪،‬ااضى اللاارب ضحضااوع ال‪،‬ا ن أ‪،‬ااطونًل ويااو ل ااظ يوغااةغي ‪)Stolos‬ل مااا‬
‫عربااو كضااة كااةغوا يطمقوغااه عمااى الضركااب الحربااي الواحاادل ويقااةا‪" :‬أســطولي"‬
‫لمل‪،‬كري الذي يلضا في البحر‪.‬‬
‫ولق ااد وردت آي ااةت كريض ااة ض اان القا ارآن الكا اريا ت ااير إل ااى فواس ااد رك ااوب‬
‫البحرل وضغةفله ضغهة‪:‬‬
‫طريــــا‪،‬‬
‫لحمــــا ًّ‬
‫ق ااةا تل ااةلى‪" :‬و ــــو الــــذي ســــ ر البحــــر لتــــأكموا منــــه ً‬
‫وتســت رجوا منــه حميــة تمبســونها‪ ،‬وتــرى الفمــك م ـوا ر فيــه‪ ،‬ولتبتي ـوا مــن‬
‫فضمه‪ ،‬ولعمكم تشكرون‪، ".‬ورة الغحا آية ‪.14‬‬
‫وق ااةا ع ااز ا ا غه‪" :‬ال الــــذي مــــق الســــماوات واألرض‪ ،‬وأنــــزل مــــن‬
‫السماء ماء‪ ،‬فأ رج به من ال مرات رزقًا لكم‪ ،‬وس ر لكم الفمك لتجري فـي‬
‫البحر بأمر ‪ ،‬وس ر لكم األنهار‪، ".‬ورة إبراييا آية ‪.32‬‬
‫وقااةا فااي ‪ ،‬اورة الحةميااة آيااة ‪" :12‬ال الــذي س ـ ر لكــم البحــر لتجــري‬
‫الفمك فيه بأمر ‪ ،‬ولتبتيوا من فضمه‪ ،‬ولعمكم تشكرون‪".‬‬
‫يااذال ولااا يكاان لملاارب قبااا اإل‪،‬اانا إن ضلرفااة ضحاادودة لم ةيااة ب ااسون‬
‫البحا اار لبا ااداوتها ضا اان اا‪،‬ا ااةسل وعا اادا تلا ااوديا ركا ااوب البحا اارل وضضةر‪،‬ا ااتها‬
‫أحوالااهل وكااذلم لااا يهااتا اللاارب الض‪،‬اامضون بركااوب البحاارل إن بلااد أن احتماوا‬
‫ال ا ااةا وضع ا اارل حي ا ااث كةغ ا اات ‪،‬ا ا اواحا ي ا ااذ ال ا اابند عرض ا ااة لهح ا ااوا ‪،‬ا ا ا ن‬

‫‪69‬‬
‫البي ا ازغطيين بعا ااورة ض‪،‬ا ااتضرةل فكا ااةن عما اايها أن يتحضم ا اوا وط ا ا ة اللا اادوان دون‬
‫ضقةبمته بةلضما‪.‬‬
‫قصة إنشاء أول أسطول إسالمي‪:‬‬
‫الر اد‬
‫رأى معاوية بن أبي سفيان والي ال ةا آغذام فاي عهاد ال مي اة ا‬
‫عمــر بــن ال طــاب) ضاارورة إغ ااةء أ‪،‬ااطوال فكتااب إلااى ال مي ااة عمــر بــن‬
‫ال طــاب ي‪،‬اات ذغه فااي ذلاامل فاارفضل لكاان ضلةويااة لااا ياازا يم ا عمااى ال مي ااة‬
‫حتى تحقق طمبه في عهد ال مي ة ع مان بن عفان‪.‬‬
‫لكن ال مي ة ع مان بن عفان أضار با ن يحضاا أح ًادا عماى ركاوب البحار‬
‫كرًيااةل بااا يحلااا ااضاار ا تيةرغيااةل ف اارع معاويــة فااي بغااةء كمياار ضاان ال‪ ،‬ا نل‬
‫ةلبااة ضاان‬
‫وكااةن ذلاام فااي عااةا ‪27‬هل وكااةن ضنحااو ال‪ ،‬ا ن فااي بدايااة ااضاار ً‬
‫الروا‪.‬‬
‫أضااة الضحااةربون فكااةن ضلظضهااا ضاان اللااربل وقااد ت ااوق الض‪،‬اامضون عمااى‬
‫الااروا و يااريال وكماار عاادد ال‪،‬ا نل وأتقاان ت‪،‬ااميحهةل ف‪،‬ااةعد يااذا عمااى ات‪،‬ااةع‬
‫رقلااة الدولااة اإل‪،‬اانضية‪ .‬كضااة ‪،‬ااةعد يااذا عمااى الاادفةع عغهااةل قواغ ازاا الهزيضااة‬
‫ب عداسهة‪.‬‬
‫موقعة ذات الصواري البحرية‪:‬‬
‫في عهد ال مي ة ع مان بن عفان يةحا ق‪،‬طغطين بن يرقاا إضب ارطاور‬
‫الدولة البيزغطية ‪،‬واحا ضعر ب لا ‪ ،‬يغة يريد ا‪،‬تردادية ضن أيدي اللاربل‬
‫فوق ت ضد ضةستة ‪ ،‬يغة لمض‪،‬مضينل وت مبت عميه في ضوقلة "ذات الصـواري"‬

‫‪71‬‬
‫ف ااي البح اار الضتو‪ ،‬ااطل فرفل اات ي ااذ الضلرك ااة البحري ااة ض اان ضلغوي ااةت البح ااةرة‬
‫الض‪،‬مضينل و حلت اللرب ضغها عمى ركوب البحر‪.‬‬
‫ولضااة اغتقماات ال نفااة إلااى معاويــة بــن أبــي ســفيان أُولااا بيغ ااةء ال‪،‬ا ن‬
‫الحربيااة حتااى وعااا عاادد ال‪ ،‬ا ن فااي أ‪،‬ااطوله إلااى (‪ ، )1711‬ا يغةل و‪،‬ااةر‬
‫ااضااويين عمااى ‪،‬ااغة ضلةويااة ضاان حيااث انيتضااةا ببغااةء اا‪،‬ااةطيا وتحهيزيااة‬
‫والقي ااةا ب ااةل زو وال توح ااةت حت ااى غةف‪،‬ا اوا البيا ازغطيينل و‪ ،‬اايطروا عم ااى البح اار‬
‫ااباايض الضتو‪،‬ااطل وضمك اوا ضلظااا حاازر ل ويااددوا الق‪،‬ااطغطيغية غ ‪،‬ااهة ض ارات‬
‫عديدةل وحةعروية‪.‬‬
‫األساطيل في عهد الدولة األموية‪:‬‬
‫بمب عدد اا‪،‬ةطيا في عهد الدولة ااضوياة إلاى ضاس وحاداتل وبيةغهاة‬
‫كةلتةلي‪:‬‬
‫‪ _1‬أ‪،‬طوا ال ةا وضقر ضديغة النذقية ب‪،‬ورية‪.‬‬
‫‪ _2‬أ‪،‬طوا أفريقيةل وضقر توغس‪.‬‬
‫‪ _3‬أ‪،‬طوا ضعرل وضقر ضديغة اإل‪،‬كغدرية‪.‬‬
‫‪ _4‬أ‪،‬طوا الغيال وضقر حعن بةبميون بضعر‪.‬‬
‫‪ _5‬أ‪،‬ااطوا ااةص لح ار‪،‬ااة ضاادا ا الغيااا لضغااا البيازغطيين ضان الهحااوا‬
‫عمى ال‪،‬واحا‪.‬‬
‫وقد اغق‪،‬ضت البحرية في عهد الدولة ااضوية إلى ق‪،‬ضين ضغ عمين‪:‬‬
‫‪ _1‬أ‪،‬طوا البحر اابيض الضتو‪،‬ط‪.‬‬
‫‪ _2‬أ‪،‬طوا الضحيط الهغدي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وكةغت غضةذج ال‪ ،‬ن التي اُ‪،‬ت دضت في ياةتين الضغطقتاين ض تم اة تضاةا‬
‫ان تنا بة تنا طبيلة الضية بين البحر والضحيط‪.‬‬
‫وفي اللعر اللبة‪،‬ي ازدادت قوة اللارب فاي البار والبحارل فبغاوا ال‪،‬ا ن‬
‫و اازوا البح اار الضتو‪ ،‬ااطل وي ااةب اإلفا ارغد حااةغبها‪ .‬كض ااة اازوا بل ااض ‪،‬ا اواحا‬
‫أبدا‪.‬‬
‫الهغد في عةا (‪159‬ه)ل ولا تغقطا زاوتها وحروبها البحرية ً‬
‫قيادة األساطيل‪:‬‬
‫كةن لكا أ‪،‬اطوا قائـد ورئـيس نواتيـةل فةلقةساد ياو الض‪،‬اسوا ااوا عان‬
‫اا‪،‬طوال ورسيس الغواتية يا تضر با واضر ل ضان حياق توحياه اا‪،‬اطوا قوار‪،‬اةسه‬
‫في الضرف ‪.‬‬
‫أضااة الغواتيااةل فيلضمااون با ضر الارسيسل قواذا احتضلاات حضمااة أ‪،‬ااةطيال ولاوا‬
‫أضير ضن أعمى الطبقةت في الدولةل وي‪،‬ضوغه "أمير البحر"‪.‬‬
‫عميهة ًا‬
‫وقااد ا ااتهر ضاان أضاراء البحاار الض‪،‬اامضين عاادد كبياار ضااغها‪ :‬عبــد ال بــم‬
‫أبي السرح‪ -‬عبد ال الحار ي‪ -‬جنادة بن أمية)‪.‬‬
‫يااذا ولقااد اُ ْ‪،‬اات دضت فااي اا‪،‬ااطوا اإل‪،‬اانضي أغ اواع كمي ارة ضاان ال‪ ،‬ا ن‬
‫الحربية تا بغةؤية في دور عغةعة ال‪ ،‬ن الضغت رة في كا ضن ‪،‬واحا ضعار‬
‫وتااوغس وااغاادلس وعااقميةل و يريااة ضاان دور ال‪،‬ا نل وضاان يااذ ااغاواع عمااى‬
‫‪،‬بيا الضمةا ضة يمي‪:‬‬
‫أنواع السفن الحربية في األسطول اإلسالمي‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪_1‬الشونة أو الشواني‪ :‬يي ال‪ ،‬ن الكبيرة التي كةن الض‪،‬امضون يقيضاون‬
‫وقنعااة لماادفةع والهح ااوال وبهااة ض ااةزن لمقض ا وعااهةريد ل اازن‬
‫ً‬ ‫احااة‬
‫فيهااة أبر ً‬
‫الضية ‪.‬‬
‫‪ _2‬الحراقــة‪ :‬ويااي ضاان الض اركااب كبيارة الحااال وت‪،‬اات دا فااي حاارق ‪،‬ا ن‬
‫اللدو بوا‪،‬طة ضة تحضمه ضن أ‪،‬محة ُيرضى بهة الغ ط‪.‬‬
‫‪ _3‬الــــبطس‪ :‬وي ااي ض اان ال‪،‬ا ا ن الحربي ااة الكبيا ارةل وت ااتضا عم ااى ع اادة‬
‫طبقةتل وكةغت تُ‪،‬ت دا في غقا الرحةا والذ يرة واازواد‪.‬‬
‫أيضة الطراسدل وكةغت تُ‪،‬ت دا في غقا ال يا‪.‬‬
‫‪ _4‬الطريدة‪ :‬وت‪،‬ضى ً‬
‫‪ _5‬الحماالت‪ :‬ويي التي تحضا الذ ير ل ‪،‬طوا‪.‬‬
‫ولقاد كةغاات ال‪،‬ا ن الحربيااة ل ‪،‬ااطوا اإل‪،‬اانضي تُحهااز بضلاادات ت‪،‬ااةعد‬
‫في الضنحةل وضن يذ الضلدات‪:‬‬
‫(البوصمة واألدوات الفمكية التي تعين البحارة في عممهم‪).‬‬
‫أيضااة بةا‪،‬اامحة النزضااة لماادفةع والهحااوال‬
‫كضااة كةغاات تاازود يااذ ال‪ ،‬ا ن ً‬
‫وضن يذ اا‪،‬محة عمى ‪،‬بيا الضمةا‪:‬‬
‫‪ _1‬التوابيـــت‪ :‬وي ااي عب ااةرة ع اان ع ااغةديق ض توح ااة ض اان أعني ااة كةغ اات‬
‫تحلااا فااي أعمااى ال‪ ،‬اواريل ويعاالد إليهااة الرحااةال وضلهااا ححااةرة فااي ض اانة‬
‫تلم ا ا ااق بحةغ ا ا ااب الع ا ا ااغدوقل ويرض ا ا ااون الل ا ا اادو بةاحح ا ا ااةرل وي ا ا ااا ض‪ ،‬ا ا ااتورون‬
‫بةلعااغةديقل وقااد يكااون ضلهااا ق اوارير الااغ ط أو ح ارار الغااورةل ويااي ض‪،‬ااحوق‬
‫غااةعا ضاان ضازيد الكمااس والاازرغيخ يلضااى بااةر ل وقااد ُيمهاابل وقااد يرضااون عمااى‬

‫‪73‬‬
‫أيض ااة ق اادور الحي ااةت واللق ااةرب أو ق اادور الع ااةبون الم ااينل فتغزل ااق‬
‫ااع ااداء ً‬
‫أقداضها‪.‬‬
‫‪ _2‬الكالليـــب‪ :‬وي ااي ط ااةطيا ض اان حدي ااد يمقوغه ااة عم ااى إح اادى ‪،‬ا ا ن‬
‫اابية لتكااون‬ ‫اللاادول فيوق وغهااةل مااا ي اادوغهة إلاايهال ويرضااون عماايها االاواح ال‬
‫ح‪،‬ورال ما يد مون إلى ال‪ ،‬ن لقتةا اللدو‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ _3‬الباســمي ات‪ :‬ويااي ‪،‬ن‪،‬ااا فااي رؤو‪،‬ااهة رضةغااة حديااد تك‪،‬اار كااا ضااة‬
‫تقا عميه ل دة دفلهة‪.‬‬

‫‪74‬‬

You might also like