You are on page 1of 15

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل الذي أنطق كعبا بذكر سعاد تفاؤال بها ففاز باالسعاد وسهل علي ه طري ق‬
‫الرشاد فجعله من اسعد العباد واشهد ان ال اله اال هللا وح ده ال ش ريك ل ه ش هادة‬
‫تنجي قائلها من هول يوم التناد واشهدان سيدنا محم دا عب ده ورس وله س يد العبي د‬
‫واالسياد صلى هللا وسلم عليه وعلى آله واص حابه اولى التوفي ق والس داد ال ذين‬
‫تأبدوا في محبته صلى هللا عليه وسلم ومزجوا بها االكباد ‪.‬‬
‫اما بعد‬
‫فيقول راجي عفو ربه الكريم عبده الباجوري اب راهيم الزال محفوف ا بااللط اف‬
‫والنعم ومحفوظا من اآلفات والنقم ‪ -‬اعلم أن المدح رأس مال الشاعر الذي يع ول‬
‫عليه ومقصده الذى يرجع في التوسل لالمور اليه ولما لم يلق به صلى هللا علي ه‬
‫وسلم تعاطيه عوضه هللا سبحانه وتعالى بأن جعل الشعراء مطبقين على مدح ه بم ا‬
‫ال يدنو بشئ مم ا ه و في ه مس رعين الي ه مكب تين علي ه ح تى ش حنت ب ه ال دفاتر‬
‫ونفدت دون نفاده المحابر ثم ان من ابدع ما مدح به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫قصيدة كعب التي كانت على ناظمها ابرك كعب المشهورة ببانت سعاد التي نال‬
‫بها قائلها القرب | من رب العباد وقد انشدت بين يديه صلى هللا عليه وس لم فن الت‬
‫اعلى المفاخر وقضت بالتقدم على ما لالول واآلخر ‪ ،‬وسبب هذه القصيدة ان كعب‬
‫بن زهير بن أبي سلمى بضم السين ربيعة بن رياح بكسر ال راء وفتح الي اء المثن اة‬
‫آخر الحروف ابن ادد بن طافح ة بن الي اس بن مض ر بن ن زار بن مع د بن ع دنان‬
‫كان من فحول شعراء العرب المجدين والمهرة المغلقين وكذلك اخوه بج ير لكن‬
‫ك ان كعب اش عر من بج ير وك ان زه ير ابوهم ا اش عر منهم ا وك ان لكعب ابن ان‬
‫شاعران جلیالن احدهما عقب ة واآلخ ر الع وام وم ا ك ان لهم ا نظ ير في الخ واص‬
‫والعوام وكان كعب ممن هجا الن بي ص لى هللا علي ه وس لم قب ل االس الم فلم ا فتح‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم مكة خرج ناس ه اربين ومن جملتهم كعب واخ وه بح ير‬
‫فخرجا من مكة ح تى اتي ا الى اب رق الع زاف بفتح العين المهمل ة وال زاى المش ددة‬
‫آخره فاء وهو رملة بالمجاز لبني سعد كذا قال السيوطي وق ال الش يخ الجم ل وه و‬
‫ماء لبني اسد بين المدينة والريزة على عشرين ميال من المدينة الشريفة وانما سمي‬
‫بذلك النه كان يسمع به عزيف الجن أى صوتهم فلما وصال لذلك المكان قال بج ير‬
‫لكعب اثبت في الغنم هنا حتى آتي هذا الرجل فاسمع كالم ه واع رف م ا عن ده ه ل‬
‫هو مما يستملح ويلوح صدقه فاتبعه ام ال فاتر که فأق ام كعب هن اك ومض ى بج ير‬
‫فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم بالمدينة الشريفة فس مع كالم ه وآمن ب ه وأق ام عن د‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فبلغ ذلك ألخيه كعب فشق علي ه اس الم بح ير فكتب الي ه‬
‫بهذه االبيات‬
‫اال بلغا عنى بجيرا رسالة ‪ ‬فهل لك فيما قلت و يحك هل لكا‬
‫سماك بها المأمون كاساروية ‪ ‬فانهلك المأمون منها وعلكا‬
‫ففارقت اسباب الهدى وتبعته ‪ ‬على أى شئ ويب غيرك دلكا‬
‫علي مذهب لم تلف اما وال أبا ‪ ‬عليه ولم تعرف عليه اخالكا‬
‫فان أنت لم تفعل فلست با سف ‪ ‬وال قائل اما عثرت لعالكا‬
‫فقوله اال بلغا أصله بلغن بنون التوكيد قلبت الف ا ويص ح ان تك ون الف ه للتثني ة الن‬
‫العرب يخاطبون الواحد بخطاب االثنين وقوله فهل لك فيما قلت أي فه ل ل ك ارادة‬
‫فيما قلته من كلمة الشهادة وقول ه ويح ك كلم ة ت رحم تق ال فيمن وق ع في مهلك ة ال‬
‫يستحقها فترحم عليه بها بخالف ويلك فانها كلمة تقال لمن وقع في مهلك ة يس تحقها‬
‫وقوله هل لكا تأكيد لألولى وقوله سقاك بها أي بكلمة الشهادة التي دلت عليها قرينة‬
‫الح ال والب اء بمع نى من التبعيض ية والم أمون فاع ل وكأس ا مفع ول ب ه والم راد‬
‫بالمأمون النبي فقد كانت قريش تسميه المأمون واالمين فهو كما قيل ومليحة شهدت‬
‫لها ضراتها ‪ .‬والفضل ما شهدت ب ه االع داء والك أس الق دح اذا ك ان في ه الش راب‬
‫وروي ة أى مروي ة فعيل ة بمع نى مفعل ة وقول ه فانهل ك الم أمون منه ا اى فاس قاك‬
‫الم أمون من تل ك الك اس نهال والنه ل بالتحري ك الش رب األول وقول ه وعلك ا أى‬
‫واسقاك منها علال والعلل بالتحريك الشرب الثاني وقوله ففارقت اس باب اله دى أى‬
‫بسبب زعمه حينئذ و قوله وتبعته أى الم أمون وقول ه على أي ش يء متعل ق ب دلکا‬
‫بعده او بمحذوف أى دلك على أي شئ اى دلك على شئ ال ينفع وقوله ويب غيرك‬
‫أي هلكت هـالك غيرك فالويب بالواو الهالك وهو بالنصب على اضمار الفعل وقد‬
‫علمت ان الجار والمجرور متعلق بقوله دلك ا وقول ه على م ذهب متعل ق بمح ذوف‬
‫دل عليه متعلق قوله على أى شئ ويص ح العكس وقول ه لم تل ق أى لم تج د و قول ه‬
‫فان انت لم تفعل فلست بآسف أى فان انت لم تفعل ما قلته لك من الرج وع للم ذهب‬
‫الذي كان عليه ابوك وامك وعليه اخوك فلست ان ا بمتأس ف علي ك وقول ه وال قائ ل‬
‫اما عثرت لعالكا أي ولست انا بقائل ان عثرت انت لعالك أى ال ادعولك بالسالمة‬
‫من العثرة لغضي عليك فان لعالك كلمة دع اء للع اثر بالس المة من عثرن ه ق ال في‬
‫المختار وهو دعاء له بأن ينتعش انتهى فلما وقف بجير عليها اخبر بها النبي ص لى‬
‫هللا عليه وسلم فلما سمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قوله سقاك بها المأمون قال‬
‫مأمون وهللا ثم قال من لقي كعبا فليقتله فاهد رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم دم ه‬
‫فكتب إليه اخوه بخير بهذه االبيات‬
‫من مبلغ كعبا فهل لك فى التي ‪ ‬تلوم عليها باطال فهي احزم‬
‫الى هللا ال العزى وال الالت وحده ‪ ‬فتنجو اذا كان النجاة فتسلم‬
‫لدى يوم ال ينجو وليس بمفلت ‪ ‬من الناس االطاهر القلب مسلم‬
‫فدين زهير وهو الدین دینه ‪ ‬و دین ابی سلمی علی محرم‬
‫فقوله من مبلغ ای ای شخص هو مبلغ فن لالستفهام وقوله فهل لك الخ أي فهل ل ك‬
‫ارادة في كلمة الشهادة التى تلوم عليها لوما باطال وقوله فهي احزم أي اضبط يق ال‬
‫ح زم ام ره اذا ض بطه وقول ه الى هللا اى ف ارجع من الض اللة الى االيم ان باهلل ال‬
‫االيمان بالالت والعزى وهما صنمان كانا يعبدان من دون هللا وقوله وحده حال من‬
‫هللا ای حال كونه وحده وقوله اذا كان النجاة اى اذا وجد س بيل النج اة في ال دنيا من‬
‫القتل وفي اآلخرة من ع ذاب هللا فتس لم في ال دارين وقول ه ل دى ي وم اى وقت ي وم‬
‫بترك التنوين وقوله وليس بمفلت يفتح الالم على انه اسم مفعول وقوله طاهر القلب‬
‫اى من الكفر وهـذا الشارة لكونه مسلما وقوله ف دين تزه ير مبت دا خ بره قول ه علي‬
‫محرم و قوله و هو الدین دینه ای هوال دين دينه هذا الكالم تعليل لقوله على محرم‬
‫وقوله ودين ابى سلمى عطف على المبتدا و كتب بع دها يخ بره ان الن بي ق د اه در‬
‫دمه وانه قتل رجاال ممن كانوا يهجونه و يؤذونه فان كان لك في نفسك حاجة فط ر‬
‫الیه ای ات له مسرعا فانه ال يرد احدا جاءه تائبا وال يطالب بما تق دم قب ل االس الم‬
‫فلما بلغه الكتاب اتى الى قبيلته مزينة لتج يره من رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‬
‫فأبت ذلك فضاقت عليه االرض بما رحبت و اش فق على نفس ه فق ال ه ذه القص يدة‬
‫يمدح بها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ثم خ رج ح تى وص ل المدين ة ف نزل على‬
‫رجل من جهينة ك انت بين ه وبين ه معرف ة وقي ل ان ذل ك الرج ل ه و على ابن ابی‬
‫طالب کرم هللا وجهه فأتى ب ه الى المس جد ثم اش ار إلى رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬
‫وسلم فقال هذا رسول هللا فقم اليه واستأمنه فقام إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس لم‬
‫حتى جلس بين يديه فوضع ي ده في ي ده وك ان رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ال‬
‫يعرفه واما هو فعرفه صلى هللا عليه وسلم بالصفة التي وصفه له بها الناس فقال ي ا‬
‫رسول هللا ان كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبا مسلما فهل انت قابل منه ان ان ا‬
‫جئتك به؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬نعم فقال ي ا رس ول هللا ان ا كعب بن‬
‫زهير فقال الذي يقول ما قال ثم اقب ل على ابى بك ر يستنش ده الش عر فأنش ده و اب و‬
‫بكر سقاك بها المأمون كا ساروية البيت فقال كعب لم اقل هذا وانما قلت س قاك اب و‬
‫بكر بكأس روية وانهلك المأمون فقال رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم م أمون وهللا‬
‫فوثب عليه رجل من االنصار فقال ي ا رس ول هللا دع نى و ع دو هللا اض رب عنق ه‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دعه عنك فقد جائنا تائبا نازع ا ای خارج ا من‬
‫الكفر النه اسلم ثم انش د القص يدة بين ي دى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم وه و‬
‫يسمع وكان قد انشأ قبل قدومه المدينة وهو عند الغنم من ه ذه القص يدة ابيات ا ولم ا‬
‫وصل الى حضرته صلى هللا عليه وسلم وقبله وعفا عن ه انش اء تل ك القص يدة على‬
‫وجه آخر مبلغا لها الى سبع وخمسين بيتا وفي رواية ابي بكر ابن االنبارى انه لم ا‬
‫وصل إلى قوله‬
‫ان الرسول لنور يستضاء به ‪ ‬مهند من سيوف هللا مسلول‬
‫القى عليه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بردته التي كانت عليه ولذا قال اهل العلم‬
‫هذه القصيدة هي التي حقها ان تسمى بالبردة الن المص طفى ص لى هللا علي ه وس لم‬
‫اعطى كعبا بردته الشريفة واما قص يدة البوص يري فحقه ا ان تس مى ب البرءة الن ه‬
‫كان اصابه داء الف الج فأبط ل نص فه واع ني األطب اء فلم ا نظمه ا رأى المص طفى‬
‫صلى هللا عليه وسلم فمسح بيده عليه ف برئ لوقت ه وق د ب ذل معاوي ة لكعب في ه ذه‬
‫البردة عشرة آالف من الدراهم فقال ما كنت ال وثر بثوب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم احدا فالمات كعب بعث معاوية الى ورثته بعش رين الف ا من ال دراهم فأخ ذها‬
‫منهم قال وهي البردة التي عند السالطين الى اليوم وعند ابن قانع عن ابن المس يب‬
‫انها التي يلبسها الخلفاء في االعياد لكن قال الشامي وال وجود لها اآلن الن الظ اهر‬
‫انها فقدت في وقعة التتار وقد ذكر الترمذى فى طبقات النحاة ان بن دار االص فهاني‬
‫كان يحفظ تسعمائة قصيدة كل قصيد منها بانت سعاد وذكر الس يوطي منه ا عش رة‬
‫منها قول زهير والد كعب بانت سعاد‬
‫وامسی حبلها انقطعا ‪ ‬وليت وصال لنا من حبلها رجعا‬
‫لكن المنصرف اليه اللفظ عند االطالق قصيدة كعب وقد طلب منى بعض‬
‫االخوان اصلح هللا لى ولهم الحال والشان كتابة حاشية عليها تسر الناظرين و يشهد‬
‫بفضلها فضالء المحصلين فأجبته لذلك وان لم اكن أهال لما هنال ك فج اءت حاش ية‬
‫شريفة بعبارات مستحسنة منيفة وسميتها ﺑـ‬
‫االسعاد على بانت سعاد‬
‫وهللا المسؤل في اكمالها وجعلها خالصة لوجهه ونافع ة من اعت نى به ا واتق دم قب ل‬
‫الشروع في المقصود مقدم ة في بي ان ت رتيب ه ذه القص يدة وابياته ا ال تي نس جت‬
‫عليها فنقول‪:‬‬
‫مقدمة‬

‫اعلم انه كان عادة أكثر شعراء العرب انهم اذا ارادوا قصيدة مدح افتتحوها ب الغزل‬
‫وهو المعبر عنه بالتشبيب وهوار بعة انواع‬
‫النوع االول‪ :‬ذكر صفات المحب كالشغف والنحول والذبول والحزن واالرق ونحو‬
‫ذلك‬
‫النوع الثاني‪ :‬ذكر صفات المحبوب التي هي اسباب المحب ة س واء ك انت حس ية او‬
‫معنوية فاالولى كحمرة الخد و رشاقه القد وما في معناهما والثانية كالجاللة والخفر‬
‫وهو الحياء والوقار يقال خفر اإلنسان خف را من ب اب تعب واالس م الخف ارة ب الفتح‬
‫كما في المصباح‬
‫النوع الثالث‪ :‬ما يتعلق بالمحب والمحبوب جميعا من هج ر و ص د و وص ل وس لو‬
‫واعتذار و وفاء واخالف ونحو ذلك‬
‫النوع الرابع‪ :‬ذكر ما يتعلق بالوشاة والعذال والرقباء ونح وهم والن اظم ق د اتى في‬
‫قصيدته قبل التخلص إلى المدح باالنواع االربعة فذكر النوع االول في البيت االول‬
‫حيث ذكر حال نفسه و ما احتراه بسبب الفراق بقوله بانت سعاد الخ ثم اخذ فى ذكر‬
‫الن وع الث اني في ال بيت الث اني حيث ذك ر م ا يتعل ق بمحبوبت ه فش بهها ب الظبي‬
‫الموصوف بحسن الصفات بقوله وما سعاد غ داة ال بين الخ ثم ذك ر ثغره ا وريقه ا‬
‫وشبهه ب الراح في ال بيت الث الث بقول ه تجل و ع وارض ذي ظلم الخ ثم ذك ر م زج‬
‫الراح بالماء واستطرد فوصف ذلك الماء ثم االبطح الذي اخذ من ه الم اء في ال بيت‬
‫الرابع بقوله شجت بذى ش بم الخ ثم اكم ل وص ف ذل ك االبطح في ال بيت الخ امس‬
‫بقول ه تنفى الري اح الق ذى عن ه الخ ثم اخ ذ في ذك ر الن وع الث الث ف ذكر اخالف‬
‫محبوبته للوعد وعدم قبولها النصح في البيت السادس بقوله أكرم به ا حل ة ل و انه ا‬
‫صدقت موعودها الخ ثم اكمل ذلك في البيت السابع بقوله لكنها خل ة الخ ثم وص فها‬
‫بالتلون فى الود في البيت الثامن بقوله فما تدوم على حال تكون به ا الخ ثم وص فها‬
‫بعدم الوفاء بالعهد في البيت التاسع بقوله وال تمسك بالعهد ال ذي زعمت الخ ثم اك د‬
‫ذلك فأخبر بأن ما تعده اماني ال حقيق ة له ا في ال بيت العاش ر بقول ه فال يغرن ك م ا‬
‫منت وما وعدت الخ ثم ضرب لها مواعي د عرق وب مثال فى ال بيت الح ادى عش ر‬
‫بقوله كانت مواعيد عرقوب لها مثال الخ ثم ذكر انه يرجوو يأم ل ان ت دنو مودته ا‬
‫في البيت الثاني عشر بقوله ارجو و آمل ان بدنو مودته ا الخ ثم ذك ر انه ا ص ارت‬
‫بأرض بعيدة في البيت الثالث عشر بقول ه امس ت س عاد ب ارض الخ تم ذك ر ان ه ال‬
‫يبلغه اليها االناقة صفتها كذا وكذا و اط ال في وص فها على ع ادة الع رب في ذل ك‬
‫من اول البيت الرابع عشر الى آخر البيت الثالث والثالثين فاستوفى عشرين بيتافى‬
‫وصفها ثم اخذ في ذكر النوع الرابع فذكر ح ال الوش اة في ال بيت الراب ع والثالثين‬
‫بقوله تسفى الوشاة واليه ا الخ واس تطرد في ذل ك الى آخ ر ال بيت الس ابع والثالثين‬
‫وهو قوله كل ابن أنتى وان طالت سالمته الخ ثم تخلص الى المقصود من القص يدة‬
‫وهو مدح المصطفى صلى هللا عليه وسلم في البيت الثامن والثالثين بقوله انبثت ان‬
‫رسول هللا اوعدنى الخ او استطرد في ذل ك إلى آخ ر ال بيت الم وفى خمس ين وه و‬
‫قوله ان الرسول لسيف يستضاء به الخ فاستوفى ثالثة عشر بيتا في مدحه صلى هللا‬
‫عليه وسلم ثم انتقل إلى ما هو بمنزلة التتمة والخاتمة وه و م دح المه اجرين بقول ه‬
‫فى البيت الح ادي والخمس ين في فتي ة من ق ريش الخ واس تطرد في ذل ك الى آخ ر‬
‫البيت السابع والخمسين وهو قوله ال يق ع الطعن اال في نح ورهم ال بيت وه و آخ ر‬
‫القصيدة النها اشتملت على سبعة و خمسين بيتا ولم يتع رض فيه ا لم دح االنص ار‬
‫النه وجد فى نفسه من الذي قال منهم يا رسول هللا دع ني وع دو هللا اض رب عنق ه‬
‫ويقال ان النبي صلى هللا عليه وسلم قال له بعد ذلك لو ذك رت االنص ار بخ ير ف ان‬
‫االنصار لذلك اهل فمدحهم بقصيدة أخرى مطلعها‬
‫من سره كرم الحياة فال يزل ‪ ‬في مقنب من صالح االنصار‬
‫ورثوا المكارم كابرا عن كابر ‪ ‬ان الخيار هم بنو االخيار‬
‫الى آخرها والحاصل ان هذه القصيدة ترج ع الى ثالث ة اقس ام الغ زل ويع بر عن ه‬
‫بالتشبيب ثم مدح النبي صلى هللا عليه وسلم وهو المقصود منها ثم مدح المه اجرين‬
‫فاستطرد في الغزل الى آخرا البيت السابع والثالثين وتخلص الى مدح النبي ص لى‬
‫هللا عليه وسلم من البيت الثامن والثالثين الى البيت الموفى خمسين وانتقل الى مدح‬
‫المهاجرين من البيت الحادي والخمسين الى آخرها‬
‫واعلم ان هذه القص يدة من بح ر البس يط و اج زاؤه مس تفعلن فاع ل مس تفعلن فعلن‬
‫مرتين كما قال القائل‬
‫ان البسيط لديه يبسط االمل ‪ ‬مستفعلن فاعل مستفعلن فعل‬
‫وهذا أوان الشروع في المقصود بع ون المل ك المعب ود ف أقول وباهلل التوفي ق الق وم‬
‫طریق‬
‫قول االمام الجليل صاحب رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم كعب بن زه ير رض ى‬
‫هللا تعالى عنه ونفعنا ببركاته آمين‬
‫باَنْت ُسعاُد َفَقْلبي الَيْو َم َم ْتبوُل ‪ُ ‬م َتَّيٌم إْثَر ها لم ُيَفْد َم ْك بوُل‬
‫لما ك ان مب نى ابت داء ه ذه القص يدة على الغ زل والتش بيب جري ا على ع ادة اك ثر‬
‫الشعراء في ابتداء قصائد المدح بمث ل ذل ك كم ا تق دم ذك ره في المقدم ة وك ان من‬
‫جملة الغ زل والتش بيب ذك ر ص فات المحب كالش غف ونح وه ص در كالم ه ب ذكر‬
‫الفراق ليرتب عليه ما يأتي من لوازم المحبة وعوارضها وال شك ان ف راق االحب ة‬
‫من اشد اآلالم واعظم االحزان فلذا قال بانت سعاد الخ‬
‫و معنی بانت فارقت فراقا بعید ا يقال ب ان ي بين كب اع ي بيع بين ا وبينون ة اذا ف ارق‬
‫فراقا بعيدا فالبين الفراق البعيد ويقال للوص ل ايض ا فه و من االض داد ومن ه قول ه‬
‫تعالى لقد تقطع بينكم بالرفع أي وصلكم وه و في ع رف الش رع اس م للطالق غ ير‬
‫الرجعي وعلم مما تقرران بان هنا بمعنى فارق ال بمع نى ظه ر كم ا في قول ه ب أن‬
‫امر االله واختلف الناس فداع الى ضالل وهاد‬
‫وسعاد فاعل بانت وهو اسم لمحبوبته ال تي ب ني مطل ع القص يدة على التغ زل فيه ا‬
‫والتشبيب بها كم ا ك ان مجن ون ليلى يتش بب بليلى وكث ير ع زة يتش بب بع زة وذو‬
‫الرم ة يتش بب بمى وقيس يتش بب بلبن ا الى غ يرهم من المتش بيين في الجاهلي ة‬
‫واالسالم فان قبل كيف ساغ له ان يتغزل بامرأة في قصيدة انش دها بين ي دى الن بي‬
‫صلى هللا علي ه وس لم م ع ان التغ زل ممتن ع أجيب بأن ه ج رى في ذل ك على ع ادة‬
‫العرب في اشعارها من ابتدائها ب التغزل والتش بيب م ع ق رب عه ده باالس الم وق د‬
‫نص العلماء رض ى هللا عنهم على ان ه انم ا يمتن ع التغ زل اذا ك ان بش خص معين‬
‫رجال كان او امرأة اجنبية بخالف ما اذا ك ان بغ ير معين او بحليلت ه فان ه ال يمتن ع‬
‫ويدل على جوازه سماع النبي صلى هللا عليه وس لم و اف راره علي ه فيحتم ل ان ه لم‬
‫يقصد ب ذلك‪ .‬ام رأة معين ة المس اجرت ب ه ع ادة غ الب الش عراء من انهم يفتتح ون‬
‫قصائدهم بالتغزل في محبوب غير معين بل وان لم يكن حب بالكلية يقصدون بذلك‬
‫تمليح الكالم وتحسينه الن طباعهم تميل للعشق والتغزل فيه ويحتمل انه قصد امرأة‬
‫معينة كانت حليلته وبانت عنه فتغزل فيها فقد قال في شرح المواهب قال الروي اني‬
‫في البحر هي امرأته طالت غيبته عنها لهروبه من النبي صلى هللا عليه وسلم فذكر‬
‫ما في هذه القصيدة لذلك و به جزم البرهان على ان محبتهم كانت غير مقض ية الى‬
‫القبيح وهلل در القائل حيث يقول‬
‫انزه في روض المحاسن مقلتي ‪ ‬وامنع نفسى ان تنال محرما‬
‫ولهذاهلك كثير من المتيمين في عشق من احب وه ص برا عن الوص ال وص يانة من‬
‫النساء وعفة من الرجال وقد قيل لرجل من بني عذرة ما بال الرجل منكم يموت في‬
‫هوى امرأة فقال ألن فى نسائنا جماال وفى رجا لنا عفة‬
‫وقد نص العلماء رض ى هللا عنهم أن الميت عش قا ش هيد تح ديث من عش ق فص بر‬
‫فعف فكتم فمات فهو شهید وان كان الحديث فيه ضعف والى هذا المعنى اش ار اب و‬
‫القاسم القشيري بقوله‬
‫ان المحب اذا توفى صابرا ‪ ‬كانت منازله مع الشهداء‬
‫لكن يبعد احتمال كونها زوجته السياق اآلتي حيث وصفها باخالف الوعد وب التلون‬
‫الى غير ذلك والغاء في فقلبي للس ببية م ع العط ف بن اء على م ذهب الجمه ور من‬
‫جواز عطف االسمية على الفعلية ولمحض السببية بناء على مذهب غ ير الجمه ور‬
‫من عدم جواز ذلك ال لمجرد العطف فالفاء لها ثالث حاالت‬
‫االولى ان تكون للس ببية م ع العط ف كم ا في نح و قول ه تع الى فتلقى آدم من رب ه‬
‫كلمات فتاب عليه‬
‫الثانية ان تكون المحض السببية كما في نحو ان جئتني فأنا اكرمك‬
‫الثالثة ان تكون لمجرد العطف كما في نحو جاء ز يد فعمرو‬
‫وللقلب اربعة معان‬
‫اح دها اللهم الص نوبرى الش كل اى ال ذي ش كله على ش كل الص نوبر بحيث يك ون‬
‫غليظ االعلى دقيق االس فل كقم ع الس كر كم ا ه و مش اهد فى نح و قلب الخ اروف‬
‫ومحله من البدن الجانب االيسر من الصدر ق ال بعض هم وه ذا ه و الس ر في ك ون‬
‫الطائف يجعل البيت عن يساره ومن هذا المعنى قوله تعالى وختم على سمعه وقلبه‬
‫ثانيها العقل ومنه قوله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب‬
‫ثالثها خالص كل شئ ومنه الحديث لكل شئ قلب وقلب القرآن يس‬
‫رابعها المعنى المصدرى النه يقال قلبه قلبا‬
‫والمراد به هذا المعنى االول النه هو الذى يكون متبوال ای س قيما ض عیفا و يص ح‬
‫ان يراد المعنى الثاني ويكون المراد من كون ه متب وال ك ون العق ل ض عيفا ويك ون‬
‫المع نى حينئ ذ ان ه انتهى ب ه الحب الى الول ه والهي ام بحيث اخت ل عقل ه فص ار‬
‫كالمجنون الهايم على وجهه ال يدرى اين يتوجه وهذا موافق لما يقول ه االطب اء من‬
‫ان العشق نوع من الماخوليا حتى قال بعضهم‪:‬‬
‫قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ‪ ‬الحب اعظم مما بالمجانين‬
‫العشق ال يستفيق الدهر صاحبه ‪ ‬وانما يصرع المجنون في الحين‬
‫وانما سمي القلب قلبا لتقلبه في االمور ولتقليب هللا ل ه كم ا في الح ديث القل وب بين‬
‫اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء‬
‫وقوله اليوم ظرف لما بعده قدم عليه الفادة الحصر فكونه متب وال انم ا حص ل زمن‬
‫فراقها ال قبله والمراد باليوم هنا مطلق الزمان كما في قوله تع الى وآت وا حق ه ي وم‬
‫حصاده اى زمنه و يطلق علی مقابل الليل ومنه قوله تعالى سخرها عليهم سبع ليال‬
‫وثمانية ايام وعلى مدة القتال نحو قوله تعالى و يوم حنين اذا عجبتكم كثرتكم وعلى‬
‫الدولة ومنه قوله تعالى وتلك االيام نداولها بين الناس‬
‫وقوله متبول بتقديم الفوقية على الموحدة من تبل ه الحب يتبل ه من ب اب قت ل اس قمه‬
‫واضناء واضعفه وفي نسخة مبتول بتق ديم الموح دة على المثن اة الفوقي ة من البت ل‬
‫وهو القطع ومنه قوله تعالى وتبتل اليه تب تيال اى انقط ع الي ه انقطاع ا ك امال ومن ه‬
‫البتول للزهراء النقطاعها عن الدنيا بأنواعها وعلى كل فهو خبر اول و قول ه م تيم‬
‫خبر ثان عند من اجاز تعدد الخبر واما عند من منعه فهو خ بر عن مبت دا مح ذوف‬
‫اوصفة لمتبول عند من جوز وصف الص فة وه و بتش ديد الي اء المفتوح ة من تيم ه‬
‫الحب يع ني اس تعبده واذل ه اذ لمحب في جن اب الح بيب كالعب د اللهيب في مق ام‬
‫اإلطاعة في كل ساعة ومذلل محقر م أمور منق اد اذا العبودي ة تس تلزم ذل ك وقول ه‬
‫اثره ا بكس ر الهم زة وس كون المثلث ة ويق ال في ه اث ر بفتح تين وه و مح ل المش ي‬
‫وموضع الق دم من االرض وه و ظ رف لم تيم او ح ال من ض ميره فيتعل ق بك ون‬
‫محذوف أي حالة كون ه كائن ا اثره ا وال يحس ن تعليق ه بمتب ول وال كون ه ح اال من‬
‫ضميره للبعد اللفظي والمعنوى وجملة قوله لم يعد خبر ث الث ان قلن ا بتع دد الخ بر‬
‫مختلفا باإلفراد والجملة فيكون من قبيل االخبار بالجملة بعد االخبار بالمفرد ويصح‬
‫ان تكون صفة لمتيم ومعنى لم يفد لم يقع له فداء من اسره الذي وقع في ه ام ا لكون ه‬
‫لم يجد من يفديه واما لكونه لم يختر الفداء بل كان اسر المحبة احب اليه وي روى لم‬
‫يشف بدل لم يف د يمع نى ان ه لم يحص ل ل ه ش فاء من مرض ه وس قمه ويك ون ذل ك‬
‫مرتبطا بقوله متبول ال يقوله متيم‬
‫وقوله مكبول خبر رابع وهو يفتح الميم وسكون الك اف وض م الب اء بع دها واو في‬
‫آخره الم بمعنى القيد يقال كبل االسير بالتخفيف وكبله بالتشديد اذا وضع في رجل ه‬
‫الكبل ‪ .‬يفتح الكاف وقد تكسر مع سكون الباء في ه م ا وه و القي د قي ل مطلق ا وقي ل‬
‫الضخم وقبل اعظم ما يكون من القيود أو بمعنى المسجون يق ال كبل ه ب التخفيف اذا‬
‫حبسه في سجن أو غيره فهو محتم ل المعن يين و حاص ل مع نى ال بيت ان ه فارقت ه‬
‫محبوبته فسبب فراقها صار قلبه في غاي ة الض نا والس قم وال ذل واالس ر والقي د او‬
‫السجن ال يجد له هربا من االسر وال فكاكا من القيد او السجن‬
‫ِإاّل َأَغُّن َغ ضيُض الَطرِف‬
‫َو ما ُسعاُد َغ داَة الَبيِن ِإذ َرَح لوا‬
‫كحوُلشرع في ذكر وصف محبوبت ه ال تي‬
‫لماذكر حال نفسه وما اعقبه الفراق منَم الضنا‬
‫يهواها وما اشتملت عليه من المحاسن فشبهها بظبي موصوف بأحسن الص فات من‬
‫الغنة في الصوت وغض الطرف والكحل فلذا قال وما سعاد الخ‬
‫فالبيت االول يشير الى كمال احتياج المحب الى المحبوب‬
‫والثاني يومى الى كمال استغناء المحبوب في مقام المطلوب والواو عاطف ة للجمل ة‬
‫االسمية على الجملة الفعلية السابقة وهي بانت س عاد ال على الجمل ة االس مية ال تي‬
‫بعدها وهي فقلبي الخ الن هذه ال تناسب تلك في التسبب عن البينونة‬
‫وما نافية ملغاة ال عم ل له ا ح تى عن د الحج از بين التتق اض النفي ب اال فق د انتفى‬
‫شرط عملها عندهم و هو بقاء النفي‬
‫فسعاد مبتدا وليس اسما لما التتقاض النفي باال كما علت وسعاد هى محبوبت ه ال تي‬
‫تقدم ذكرها في البيت االول فالمقام لالضمار بأن يق ول وم ا هي لكن ه اق ام الظ اهر‬
‫مقام المضمر اذ اذا بذكرها وهلل در القائل حيث يقول‬
‫يا من اذا ذكر اسمه في مجلس لذا الحديث به وطاب المجلس‬
‫و یعزی لسیدى على وفا رضي هللا عنه‬
‫ان شئت تذكر لي الحبيب فهات من اجل ذاك حببت الحانات‬
‫ال تحسبن اني نسيت وانما ذكر الحبيب يضاعف اللذات‬
‫وغداة ظرف زمان و هى اسم لمقابل العشى قال تعالى يدعون ربهم بالغداة‬
‫والعشي وقد يراد بها مطلق الزمان كما تقدم نظيره فى اليوم وكالمه في البيت‬
‫يحتملهما والعامل فيها ما يفيد التشبيه فى قوله اال اغن فان المعنى على التشبيه كما‬
‫سياتي والتقدير اال كظبي اغن فالمعنى هي شبيهة بالظبي االغن في غداة البين كذا‬
‫قال بعضهم لكن قال ابن هشام فان قلت الحرف الحامل للتشبيه يقدر بعد اال وما‬
‫بعد اال ال يحمل فيما قبلها اذا كان فعال مذكورا باالجماع فما ظنك اذا كان حرفا‬
‫محذوفا قلت المخلص من ذلك ان يقدر حرف التشيه قبل اال وقبل الظرف أيضا‬
‫والتقدير وما كسعاد فى هذا الوقت اال ظبي اغن ثم قال فان قلت هذا عكس المعنى‬
‫المراد قلت بل هو محصل للمعنى المراد على وجه ابلغ وذلك انهم اذا بالغوا في‬
‫التشبيه عكسوه في علوا المشبه اصال و المشبه به فرحا و في ذلك من المبالغة ما‬
‫الخفاء به والبين مضاف اليه وهو مصدر بان بمعنى فارق كما تقدم وأل فيه للعهد‬
‫واذ ظرف لما مضى من الزمان وهو محتمل لثالثة اوجه ‪:‬‬
‫االول وهو الظاهر ان يكون بدال من غداة البين كما في قوله تعالى ‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫والثاني ان يكون ظرفا ثانيا ال بدال من الظرف االول‬
‫والثالث ان يكون ظرفا اللبين‬
‫وجملة قوله رحلوا في وضع خفض بإضافة اذا ليها وانم ا اتى بض مير الجم ع ام ا‬
‫لقصد تعظيمه ا وام ا لالش ارة الى انه ا رحلت م ع قومه ا وفي نس خة رحلت وهى‬
‫ظاهرة‬
‫وانما خص غداة البين و وقت الرحيل بالذكر مبالغة في حسنها فان الشخص يك ون‬
‫في ارث حالة بعد مفارقة الحبيب وتوديع الصديق مع ما ينضم إلى ذل ك من الت أثر‬
‫بفراق الوطن عند الرحيل‬
‫وايضا فيه اشارة الى انها مخدرة ال ترى االعن د الرحي ل الفض ائه الى ال بروز من‬
‫الخباء فعند ذلك وقع بصره عليها‬
‫واالحرف ايجاب للنفى فهي اداة حصر ال عمل لها‬
‫وا غن صفة لمحذوف أى االظبي اغن وهو خبر سعاد‬
‫والمعنى على التشبيه أى اال كظبي اغن وليس صفة لسعاد واال لقال غناء‬
‫واالغن الذي في صوته غنة وهي صوت لذيذ يخرج من اقص ى االن ف و ش به ب ه‬
‫صوت الرياح في االشجار الملتفة ولذلك قيل روضة غناء‬
‫وقد جاء فى وصف سيدنا الحسين رضی هللا تع الى عن ه ان ه ك ان فى ص وته غن ة‬
‫حسنة وامر الصوت عجيب فكم ا يق ع العش ق بواس طة النظ ر ك ذلك يق ع بواس طة‬
‫الصوت‬
‫فقد قيل اسباب المحبة ثالثة اشياء رؤي ة ص ورة او س ماع نغم ة او س ماع وص ف‬
‫وهو انواع منه ما يسر و يهيج حتى يرقص و يقلق ومنه م ا يبكى ومن ه م ا ي ورث‬
‫الغشى ويزيل العقل ومن ه م ا تق وم ب ه الص بيان وتس تخرج ب ه الحي ة من جحره ا‬
‫وتسقى الدواب بالص غير وتص فى باذانه ا اذا غ نى له ا المك ارى وتزي د االب ل في‬
‫مشيها اذا حدى لها الحادى‬
‫وغض يض الط رف ص فة ثاني ة المح ذوف ال ذي تق دم تق ديره وغض يض بمع نى‬
‫مغضوض كقتيل بمعنی مقتول ‪.‬‬
‫والط رف بس كون ال راء معن اه البص ر والم راد ب ه هن ا العين وغض الط رف في‬
‫االصل ترك التحديق واستيفاء النظ ر اقص د الك ف عن التأم ل حي اء من هللا او من‬
‫الناس | ومنه قوله تعالى قل المؤمنين يغضوا من ابصارهم اى يكف وا عم ا ال يح ل‬
‫لهم النظر اليه وهو في البيت يحتمل امرين احدهما كسر الجفون وفتوره ا والث اني‬
‫الحياء و الخفر و كالهما مما يمدح به اما االول فالنه من صفات الحس ن والجم ال‬
‫اذا لنف وس تمي ل الى ذل ك في الغ الب وت رغب الي ه ولم ت زل الش عراء في الق ديم‬
‫والحديث تتغزل في ذلك واما الثاني فالنه يمدح عقال و شرعا ومكحول صفة ثالث ة‬
‫لذلك المحذوف والمراد مكحول الطرق ففي ه الح ذف من الث اني لدالل ة األول الن ‪.‬‬
‫المكحول في الحقيقة هو الطرف والمتبادر انه من الكمل بفتحتين وهو س واد يعلم و‬
‫العين من غ يرا كتح ال وذل ك من ص فات الجم ال الن ه مم ا يستحس ن وتمي ل الي ه‬
‫النفوس وقد جاء فى وصفه ص لى هللا علي ه وس لم في عين ه كح ل ويحتم ل ان ه من‬
‫الكول يض م فس كون الن االكتح ال ب ه يكس و العين س واد الس كن يظه ر ان ه يري د‬
‫انضمام ذلك الى الكمل الخلقي ال منفردا عن ه وااللك ان نقص افى الحس ن وحاص ل‬
‫مع نى ال بيت ان س عاد في وقت الف راق ال ذي ه و وقت الرحي ل ش بيهة ب الظبي‬
‫الموصوف بثالث صفات مستحسنة‬
‫األولى الغنة في الصوت وهو مما يستلذ بسماعها‬
‫والثانية غض الطرف وهو من صفات الجمال‬
‫والثالثة الكحل وهو من صفات الجمال ايضا وانما خص التشبيه بالظبي جري ا على‬
‫عادة العرب في التشبيه بالظباء لمخ الطتهم له ا بواس طة س كناها الغل وات وبط ون‬
‫األودية اذ كل احد انما يشبه بما يألفه ويستقر في خزانة خياله‬
‫واعلم ان تشبيه اآلدمى بالظباء انم ا ه و من حيث استحس انها من جنس ال وحش ال‬
‫من حيث انها احسن من اآلدمي في نفس االمر واال ف االدمى احس ن ق ال هللا تع الى‬
‫لقد خلقنا االنسان في احسن تقويم وقال عز وجل وصوركم فأحسن ص وركم وله ذا‬
‫قال الفقهاء رض ي هللا عنهم ل و ق ال لزوجت ه ان لم تك وني احس ن من القم ر ف أنت‬
‫طالق لم تطلق وان كانت زنجية‬

You might also like