You are on page 1of 8

‫رعاية المجترات الصغيرة في المناطق الصحراوية ‪ -‬رؤية علمية‬

‫يسلط هذا المقال الضوء على آليات تأقلم األغنام والماعز مع البيئة الصحراوية‪ .‬والسؤال المطروح هنا يدور‬
‫حول تفضيل البعض تربية ورعاية المجترات الصغيرة ونعني بها هنا األغنام والماعز على وجه الخصوص‬
‫وتنشئتها دون غيرها من الحيوانات المزرعية األخرى‪ .‬وفي محاولة لإلجابة على هذا التساؤل سيركز المقال‬
‫على النقاط اآلتية‪ :‬أهمية صغار المجترات في المناطق الصحراوية‪ ،‬األثار الناتجة من البيئة الصحراوية وكذلك‬
‫‪.‬اآلليات المختلفة لموجهة ظروف الصحراء‬

‫أهمية صغار المجترات في المناطق الصحراوية‬


‫ال شك أن الحرارة العالية تسبب العديد من اآلثار السلبية على الحيوانات بشكل عام‪ ،‬منها على سبيل المثال‬
‫انخفاض معدل النمو وقلة الكفاءة اإلنتاجية والتناسلية‪ ،‬بل ويمتد هذا التأثير الحراري إلى انخفاض الحالة‬
‫المناعية للحيوان وبالتالي يصبح أكثر حساسية لإلصابة باألمراض‪ – ،‬وقد تؤدي الحرارة العالية – ال قدر هللا –‬
‫إلى نفوق الحيوان‪ .‬وتمثل األغنام والماعز مصدر دخل رئيسي للمزارعين في المناطق القاحلة أو النائية‪ .‬ويميل‬
‫المزارعون في المناطق الحارة بشكل عام والصحراواية أو المستصلحة حديثًا بشكل خاص ومثلها المناطق التي‬
‫تقل فيها الخدمات البيطرية‪ ،‬إلى تربية األغنام والماعز‪ ،‬وخاصة المزارعين من ذوي الخبرة القليلة في تربية‬
‫المجترات‪ .‬وهنا تجدر اإلشارة إلى ما تتمتع به صغار المجترات بما زودها به هللا تعالى من إمكانات وآليات‬
‫للتأقلم للظروف الصحراوية وخاصة ذوات المنشأ الصحراوي مثل البرقي والعواسي للنمو والتأقلم والتكاثر‪،‬‬
‫وفي مثل هذه االبيئة التي تتغير فيها الظروف بين الليل والنهار وبين المواسم المختلفة للعام ومن منطقة ألخرى‪.‬‬
‫وبالرغم من وجود اإلبل واألبقار التي قد يتحمل بعض أنواعها هذه الظروف الشديدة من درجات الحرارة‬
‫العالية‪ ،‬إال أن صغار المربين أو المبتدئين في االستصالح على أرض الواقع في هذه المناطق المستصلحة حديثا‬
‫ال يميلون إلى المجازفة برأس مال كبير للوحدة اإلنتاجية (للحيوان الواحد)‪ ،‬مما يجعل المربي في مثل هذه‬
‫األجواء يتجه إلى صغار المجترات‪ .‬وذلك لعدة أسباب من أهمها تأقلم صغار المجترات كما سبقت اإلشارة‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن صغار المجترات قد تتحمل هذه الظروف وتتمكن من البقاء حية رغم قلة المراعي أو‬
‫انعدامها في بعض األحيان‪ .‬زمما يشجع المربين لتربية األغنام والماعز سهولة ذبحها وسلخها مقانرنة باألنواع‬
‫األخرى المنتجة للحوم الحمراء‪ .‬كل هذه المميزات وغيرها تشير إلى وجود عدة آليات فريدة لتأقلم األغنام‬
‫‪.‬والماعز مع البيئة الحارة‬

‫آليات التأقلم للبيئة الحارة في صغار المجترات‬


‫قد تتجمع العديد من العوامل التي تؤثر بشكل متداخل وتزيد من األثر السيئ للضغط الحراري المرتفع‪ .‬ومن‬
‫هذه العوامل درجة الحرارة المباشرة مع الرطوبة واإلشعاع الشمسي وبطء سرعة الرياح وكل هذا يعمل على‬
‫‪.‬زيادة العبئ الحراري الواقع على الحيوان‬
‫وتعتبر األغنام والماعز من أفضل الحيوانات تأقلمًا للبيئة الحارة من عدة جوانب‪ ،‬والتي تتمثل في التأقلم‬
‫لألجواء العصيبة من الناحية السلوكية‪ ،‬والناحية المظهرية أو من حيث قابلية أعضائها الداخلية للعمل تحت هذه‬
‫الظروف القاسية‪ .‬باإلضافة الستعدادها الوراثي للتأقلم مع تلك البيئات‪ .‬فمثال على المستوى المظهري يؤدي لون‬
‫الغطاء الموجود على الحيوان دورًا هامًا في تطور عملية التأقلم‪ ،‬إذ أن الحيوانات ذات الغطاء الفاتح تمتص‬
‫قدرا من الحرارة أقل من تلك التي تحمل غطاء داكن‪ ،‬باإلضافة إلى وجود أدلة قوية على وجود تباين وراثي‬
‫‪.‬للقدرة على التكيف في كل من األغنام والماعز‬
‫‪ Heat‬كما أن بعض الجينات الوراثية تعمل بشكل أساسي لتساهم في تحمل الضغوط الحرارية والتي من أهمها‬
‫والذي يعمل على تحمل الحيوانات على وجه العموم لمقاومة البيئة )‪shock Protein 70 (HSP70‬‬
‫والذي يتم التعبير عنه بشكل كبير أثناء تعرض الماعز للضغط ‪ ENOX2‬الحارة‪ .‬عالوة على ذلك وجود جين‬
‫الحراري ويعمل على مقاومة ذلك الضغط‪ .‬وقد تم التعرف على بعض الجينات التي ترتبط بلون الغطاء‬
‫‪ MCIR, ASIP, and TYRP1.‬الصوفي لألغنام والتي تساعد في تحملها للضغوط الحرارية مثل جينات‬
‫وتأسيسًا على ما سبق أمكن تعريف األقلمة حديثًا على أنها مستوى تحمل الحيوان للحفاظ على حياته والقدرة‬
‫‪.‬على التكاثر تحت ظروف بيئية قاسية‬

‫أوًال صفات التأقلم الظاهري‬


‫نقصد بالـتأقلم الظاهري التغيرات الطبيعية التي تحدث عبر عدة أجيال من الحيوانات والتي يمكن أن تزيد من‬
‫‪.‬قدرتها للحياة في بيئة معينة‬
‫فحجم الجسم وشكله ولون الغطاء ولون الجلد ونوع الشعر والدهن المخزن وهي عوامل تؤثر مباشرة على‬
‫التأقلم الظاهري لألغنام والماعز‪ .‬فعلى سبيل المثال نجد أن التأقلم الظاهري في األغنام العواسي يظهر جليًا في‬
‫الصوف الخشن الفضفاض وطريقة ترسيب األنسجة الدهنية‪ .‬كما نجد األرجل واألذان الطويلة في الماعز‬
‫الزرايبي المصرية والساهل السوداني‪ .‬أما في األغنام والماعز البرقي فنجد أنها تتحمل الحرارة العالية نتيجة‬
‫صبغات الجلد المميزة لها‪ ،‬ولهذا تجود هذه األنواع في األراضي المستصلحة حديثًا مثل أراضي الُمغرة‬
‫‪.‬وغيرها‪ .‬وسنسرد فيما يلي أهم صفات التأقلم الظاهري‬
‫حجم وشكل الجسم ‪1-‬‬
‫حجم وشكل الجسم من أهم الخصائص السائدة والتي تؤثر على آليات التنظيم الحراري للحيوانات المزرعية‬
‫تحت الظروف القاسية‪ .‬حيث تقسم الحيوانات تبعًا لخصائص الجسم إلى حيوانات كبيرة أو صغيرة أو متقزمة‪،‬‬
‫األمر الذي يساعد هذه الحيوانات في التحكم في فقد الماء أو الفقد الحراري في الظروف البيئية القاحلة‪ .‬حيث أن‬
‫الحيوانات ذوات األجسام الكبيرة لها معدل أيضي قليل عن الحيوانات الصغيرة الحجم‪ .‬كما أنها تكتسب حرارة‬
‫بمعدل أبطأ‪ .‬كما أن معدل اكتساب أو فقد الحرارة يتأثر بشكل الجسم والزوائد الجلدية الموجودة به‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬الزوائد الجلدية الرفيعة والطويلة تقلل من الحرارة المكتسبة من اإلشعاع كما تزيد تلك الزوائد الجلدية‬
‫من الحرارة المفقودة عن طريق الحمل‪ .‬كما تشير الدراسات إلى أن الحيوانات الطويلة تفقد حرارة أكثر من‬
‫الحيوانات األقل طوًال‪ .‬إن الحجم المتوسط المميز للماعز المصري أو السوداني الصحراوي (متوسط ‪33‬‬
‫كجم)‪ ،‬يساعد على زيادة الفقد الحراري عن طريق البخر‪ .‬كما توجد أيضا بعض سالالت األغنام التي تتأقلم‬
‫بشكل جيد في الصحاري الحارة مثل ساللة البيجهورن والتي تتميز ببمنطقة أنف وفم تبدوا مدمجة وأذن قصيرة‬
‫‪.‬ومستدقة وذيل قصير وقرون مجعدة إلى الخلف تمر من فوق األذن‪ ،‬وفراء مشابه للغزالن‬
‫لون الجلد والغطاء الموجود على الحيوان ‪2-‬‬
‫تعتبر ألوان جلد الحيوان والغطاء الموجود عليه من الصفات الحيوية واالقتصادية واالجتماعية المهمة‬
‫للحيوانات‪ .‬فنجد أن ألوان جلد وغطاء األغنام والماعز المتاقلمة في المناطق الحارة مختلفة عن تلك التي تعيش‬
‫في المناطق المعتدلة الحرارة‪ ،‬على سبيل المثال فإن األلياف الفضفاضة الخفيفة الموجودة على األغنام العواسي‬
‫تزيد من الفقد الحراري عن طريق الحمل‪ .‬كما أن اللون يمثل أداة سهلة للتعرف على الساللة ومدى نقائها‪.‬‬
‫واللون يعتبر مظهر هام حيث يمكن من خالله تحديد حمل الحرارة المنتقلة باإلشعاع من وإلى الحيوان‪ .‬كما‬
‫يحدد اللون مدى انعكاس أو امتصاص اإلشعاع الشمسي بواسطة أجسام الحيوانات‪ .‬فالحيوان ذي اللون الفاتح‬
‫يمتص حرارة أقل من حيوان آخر ذو لون داكن‪ .‬فاألغنام التي لها صبغات داكنة أكثر حساسية للضغوط‬
‫الحرارية مقارنة بالحيوانات ذات الصبغات الفاتحة‪ .‬ولهذا يجب أن يتم انتخاب الحيوانات ذات الغطاء الفاتح‬
‫‪.‬وصبغة الجلد الفاتحة لألقلمة في المناطق الحارة وذلك لكي يكون اإلنتاج في هذه المناطق أكثر فاعلية‬
‫كما أن األغنام العواسي والعماني والتي تعتبر من صوف السجاد وتتميز بغطاء فاتح وجلد رقيق وشعر قصير‬
‫وذيل دهني لها قدرة عالية على الفقد الحراري‪ .‬وبالعكس في األغنام ذات اللون األسود أو البني‪ .‬والشعر‬
‫الطويل والجلد السميك في األغنام أو الماعز يحد من قدرتها على التأقلم في البيئات الحارة ويمكن االستدالل‬
‫‪.‬على عدم تأقلم الحيوان للبيئة الحارة بارتفاع درجة حرارة جسمه وزيادة معدل التنفس‬
‫تخزين الدهون ‪3-‬‬
‫في أغلب األوقات تعتبر الدهون الموجودة في منطقة الذيل والكفل أو العجز آلية تأقلمية كونها مصدرًا مهما‬
‫إلمداد الحيوان بالطاقة سواء أثناء الهجرة أو أثناء الشتاء‪ .‬وتعتبر ‪ % 25‬من سالالت األغنام حول العالم على‬
‫أنها مخزنة للدهن في منطقة الذيل‪ .‬وأكثر األنواع قدرة على التخزين الداخلي للدهون هو ساللة البليبي‬
‫المكسيكي‪ .‬أيضا نجد أن األغنام من ساللة البربري التونسي لها القدرة على تخزين الدهون وإعادة االستفادة من‬
‫ترسيب الطاقة ليس فقط من دهن الذيل‪ ،‬ولكن أيضا من اعادة استهالك الطاقة من الدهن والبروتين بكفاءة‬
‫‪.‬عالية‬

‫ثانيًا‪ :‬التأقلم السلوكي‬


‫الحيوانات لها العديد من السلوكيات خالل الضغط الحراري والتي تعطي داللة لكيفية وتوقيت رعاية الحيوانات‬
‫لمساعدتها في تبريد أجسامها‪ .‬فعلى سبيل المثال فإن المجترات تكون نشيطة أثناء ساعات النهار وتستريح أثناء‬
‫الليل‪ .‬فهي تحمي نفسها من األجواء القاسية من خالل خفض حرارة الجسم من خالل المناطق التي يوجد بها‬
‫‪.‬صلع في بعض المناطق‪ ،‬وتساقط الشعر‪ ،‬أو من خالل تقليل الفاقد من الماء وتقليل الغذاء المأكول‬
‫فحينما تتعرض الحيوانات لدرجات حرارة عالية فإنها تقلل من الغذاء المأكول‪ ،‬وهي أحد الوسائل الهامة لتقليل‬
‫اإلنتاج الحراري وزيادة كفاءة التأقلم للبيئات الحارة‪ ،‬ونشير هنا إلى أن الماعز أكثر قدرة على التأقلم للبيئات‬
‫الحارة مقارنة باألبقار واألغنام‪ .‬فالماعز لها سلوك ديناميكي أثناء التغذية في الجو الحار‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫تلجأ بعض سالالت الماعز في المناطق الحارة إلى تقليل حجم الوجبة وتقليل وقت الوجبة وخفض الفترة بين‬
‫الوجبات ومعدل ابتالع الغذاء داخل كل وجبة‪ ،‬وحتى مع زيادة عدد الوجيات‪ ،‬تكون المحصلة النهائية لهذا‬
‫األمر ينعكس في صورة تقليل الغذاء المأكول اليومي الكلي وتقليل معدل النمو ووزن الجسم‪ .‬ويمكن معرفة ما‬
‫إذا كان الحيوان واقع تحت ضغط حراري من خالل دليل الحرارة والرطوبة وهو عبارة عن معادالت تجمع بين‬
‫الحرارة المحيطة والرطوبة النسبية وإذا كانت قيمته تساوي ‪ 70‬أو اقل كان الحيوان في مدى بيئي موائم‪،‬‬
‫بمعنى أنه ال يمثل زيادة حرارة على الحيوان‪ .‬وعندما يزيد عن ‪ 75‬وحتى ‪ 78‬يعتبر الحيوان واقع تحت ضغط‬
‫‪.‬حراري‪ ،‬وبالزيادة عن ‪ 78‬ال يستطيع الحيوان الحفاظ على عمل آليات التنظيم الحراري أو درجة جسمه ثابتة‬

‫ثالثًا‪ :‬اآلليات الفسيولوجية‬


‫الحيوانات لها العديد من اآلليات الفسيولوجية لتقليل الضغط الحراري الواقع علي أجسامها‪ .‬وحينما تفشل اآلليات‬
‫الفسيولوجية في تخفيف العبئ الحراري فإن درجة حرارة الجسم تزيد إلى الحد الذي قد بعرض حياة الحيوان‬
‫للخطر‪ .‬ودرجة حرارة الجسم مقياس جيد لقياس قدرة الحيوان على مقاومة الحرارة‪ ،‬حيث أنها تمثل التوازن‬
‫بين اإلنتاج الحراري والفقد الحراري للجسم‪ .‬كما يعتبر التغير في معدل ضربات القلب‪ ،‬ومعدل التنفس‪ ،‬ودرجة‬
‫حرارة المستقيم من المقاييس األساسية التي تعطي مؤشرًا على ألية التأقلم الفسيولوجية في صغار المجترات‪.‬‬
‫فدرجة حرارة المستقيم تعتبر مؤشر جيد لحرارة الجسم رغم أن هناك اختالف بين أجزاء الجسم الواحد أو حتى‬
‫بين األوقات المختلفة لليوم‪ .‬وفي الحيوانات التي تتعرض للضغوط الحرارية العالية‪ ،‬يعتبر معدل التنفس أول‬
‫آليات التنظيم الحراري التي تعتمد عليها األغنام والماعز لتقليل الفقد الحراري للحفاظ على درجة حرارة الجسم‬
‫ثابتة نسبيًا‪ .‬عالوة على ذلك فإن اللهث من اآلليات الفسيولوجية الذي يحدث نتيجة زيادة كبيرة في معدل التنفس‪.‬‬
‫فعند تعرض الحيوانات إلى درجات حرارة عالية يزداد معدل النبض ومعدل التنفس ودرجة حرارة الجسم‪.‬‬
‫وللمقارنة بين القدرة على التأقلم لدرجات الحرارة بين سالالت األغنام يتم تعريضهم إلى درجات حرارة عالية‬
‫ثم يتم مقارنة معدل التنفس بين الساللتين‪ .‬ويعتبر معدل التنفس األقل دليًال على التأقلم األفضل لدرجات الحرارة‬
‫‪.‬العالية‬
‫وعموما تنجح األغنام والماعز في البيئات الحارة فسيولوجيا نتيجة قدرتها على زيادة معدل التنفس والبخر‬
‫وتغير وظائف الغدد الصماء وتقليل معدل األيض (البناء والهدم)‬

‫رابعًا‪ :‬األساس الوراثي للتأقلم‬


‫يعتبر التأقلم من الصفات الوراثية ذات الصعوبة في التحسين الوراثي‪ ،‬فالتأقلم يحدث نتيجة كل تداخل مجموعة‬
‫عوامل مثل السلوك‪ ،‬والصفات المورفولوجية‪ ،‬باإلضافة لألساس الوراثي‪ .‬فالتباين الوراثي في عشيرة يعطي‬
‫مدى واسع من القدرة على التأقلم للتغير في البيئات‪ .‬وهذا التباين ضروري لبقاء العشيرة عبر األجيال المختلفة‪.‬‬
‫فقد أشار الباحثين إلى أن الدور الوراثي في تحديد قدرة األفراد للتأقلم للضغوط الحرارية أمر معقد ومتداخل‪.‬‬
‫فنجد على سبيل المثال أن الطاقة الموجودة داخل الخلية والتي يتم توليدها من الميتوكوندريا تلعب دورًا محوريًا‬
‫في تسهيل أيض الطاقة‪ .‬فالعوامل الوراثية (الجينات) بالميتوكوندريا مرتبطة ارتباطا وثيقا بجينات التأقلم‪.‬‬
‫فالعضيات تحتوي على محتواها الوراثي الخاص بها مع شفرة وراثية متطورة‪ .‬وأشارت بعض الدراسات أن‬
‫المحتوى الوراثي للميتوكوندريا يكون جزئ دائري ومزدوج الخيوط‪ ،‬وهو موجود في كل الخاليا األولية ولها‬
‫دور أساسي في إنتاج الطاقة‪ .‬فمعدل التطور السريع‪ ،‬ونسبة الجينات المحافظة (التي تظل ثابتة أثناء التطور)‪،‬‬
‫والحجم الصغير‪ ،‬والوراثة األمية‪ ،‬وعملية تحديد اعادة اتحاد المادة الوراثية من أهم خصائص المادة الوراثية‬
‫‪.‬الموجودة في الميتوكوندريا‬
‫الوراثة والجينات المرتبطة ببيئة الضغوط الحرارية‬
‫التطور هو عبارة عن عملية مستمرة والتي من خاللها تتشكل العديد من الجينات في الكائنات الحية وذلك للتأقلم‬
‫مع التغير البيئي‪ .‬ودرسات الجينوم تساعد في التعرف على جينات التحمل الحراري واألماكن الموجودة على‬
‫المحتوى الوراثي التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم درجة حرارة الجسم في صغار المجترات وهناك شبكة من‬
‫الجينات المعقدة التي تعمل على تأقلم الحيوانات للبيئة الصحراوية‬.
‫ فهناك دراسات استخدمت معلمات المادة الوراثية‬DNA marker ‫وذلك بهدف االنتخاب الوراثي لمقاومة‬
.‫ كما نجد أن األغنام والماعز البرقي بها جينات مميزة مرتبطة بمقاومة الضغوط الحرارية‬.‫الضغوط الحرارية‬
‫ في األغنام والمسمى‬10 ‫ حيث أن كروموسوم‬OAR10 ‫ويحتوي على العديد من الجينات المرتبطة بالضغوط‬
‫ أما في الماعز فإن جينات مقاومة الضغوط موجودة على‬.‫مثل جينات كبت األورام ومعالجة الجروح‬
‫ في نفس مسار أيض حمض‬3 ‫ وقد تم اثبات عالقة بين إنزيم الجلوتاثيون بيروكسيديز‬.6 ‫الكروموسوم رقم‬
‫االراكيدونيك وهذا االنزيم مهم لحياة األغنام في البيئات الصحراوية‬.
‫ يتم تنشيطها في األغنام المصرية‬،‫ كروموزم مختلفين‬12 ‫ منطقة مميزة في موجودة على‬11 ‫كما تم اكتشاف‬
‫عند تعرضها للبيئات الصحراوية الحارة‬.
‫فنجد أن األغنام والماعز البرقي تنشط بها جينات أثناء الضغط الحراري تعمل على تخليق صبغات الجلد وتنظيم‬
‫الضغط األسموذي وتنظيم التناسل وسلوك التغذية وتشكل حويصلة الشعر وتكون الميالنين ومقاومة الحرارة‬
‫والتحكم في النمو وحجم الجسم والتحكم في الطاقة والمناعة الذاتية والجهاز العصبي‬.

‫ المصادر‬/ ‫المراجع‬
 Berihulay, H., Abied, A., He, X., Jiang, L., and Ma, Y. (2019). Adaptation
mechanisms of small ruminants to environmental heat stress. Animals
(Basel) 9(3), 75. doi: 10.3390/ani9030075.
 Farias Machado, N.A., Filho, J.A.D.B., de Oliveira, K.P.L., Parente,
M.d.O.M., de Siqueira, J.C., Pereira, A.M., et al. (2020). Biological rhythm
of goats and sheep in response to heat stress. Biological Rhythm
Research 51(7), 1044-1052. doi: 10.1080/09291016.2019.1573459.
 Ghassemi Nejad, J., and Sung, K.-I. (2017). Behavioral and physiological
changes during heat stress in Corriedale ewes exposed to water
deprivation. Journal of Animal Science and Technology 59(1), 13. doi:
10.1186/s40781-017-0140-x.
 Gonzalez-Rivas, P.A., Chauhan, S.S., Ha, M., Fegan, N., Dunshea, F.R.,
and Warner, R.D. (2020). Effects of heat stress on animal physiology,
metabolism, and meat quality: A review. Meat Science 162, 108025. doi:
https://doi.org/10.1016/j.meatsci.2019.108025.
 Kitajima, K., Oishi, K., Miwa, M., Anzai, H., Setoguchi, A., Yasunaka, Y., et
al. (2021). Effects of heat stress on heart rate variability in free-moving
sheep and goats assessed with correction for physical activity. 8(530). doi:
10.3389/fvets.2021.658763.
 Rahimi, J., Mutua, J.Y., Notenbaert, A.M.O., Marshall, K., and Butterbach-
Bahl, K. (2021). Heat stress will detrimentally impact future livestock
production in East Africa. Nature Food 2(2), 88-96. doi: 10.1038/s43016-
021-00226-8.
 Silanikove, N. (2000). The physiological basis of adaptation in goats to
harsh environments. Small Ruminant Research 35(3), 181-193. doi:
https://doi.org/10.1016/S0921-4488(99)00096-6.
 Wei, C., Wang, H., Liu, G., Wu, M., Cao, J., Liu, Z., et al. (2015). Genome-
wide analysis reveals population structure and selection in Chinese
indigenous sheep breeds. BMC Genomics 16(1), 194. doi:
10.1186/s12864-015-1384-9.

You might also like