You are on page 1of 299

‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء‬

‫كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية بالمحمدية‬

‫أطروحـــة لنيل شهادة الدكتـوراه في القـانــون العـــام‬

‫في موضوع‪:‬‬

‫"التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب"‬

‫مركز الدراسات القانونية‪ ،‬السياسية‪ ،‬اإلقتصادية‪ ،‬التدبير و المقاولة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫د‪ :‬جمال حطابي ‪ /‬عميد كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ -‬المحمدية‬

‫رئيسا‬

‫د‪ :‬محمد ضريف ‪ /‬أ ستاذ التعليم العالي كلية الحقوق ‪ -‬المحمدية‬

‫مشرفا‬

‫د‪ :‬فاطمة المصلوحي ‪ /‬أستاذة التعليم العالي بجامعة الحسن األول – سطات‬

‫عضوا‬

‫عضوا‬ ‫د‪ :‬محمد سليم الورياغلي ‪ /‬أستاذ العليم العالي كلية الحقوق ‪ -‬المحمدية‬

‫عضوا‬ ‫د‪ :‬محمد شادي ‪ /‬أستاذ التعليم العالي كلية الحقوق – المحمدية‬

‫‪1‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫من إنجاز‪ :‬الطالب الباحث‪ :‬سعيد لعريبي‬

‫السنة الجامعية‪2016 – 2015 :‬‬

‫شكر و تقدير‬

‫ال يسعني بعد اإلنتهاء من إنجاز ومناقشة أطروحة الدكتوراه في‬


‫موضوع‪:‬‬
‫“التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب”‬
‫إلى أن أتقدم بجزيل الشكر و اإلمتنان ألستاذي الفاضل‪:‬‬
‫الدكتور محمد ضريف‬
‫الذي تفضل باإلشراف على هذه األطروحة‪ ،‬حيث قدم لي النصح و‬
‫المواكبة العلمية الدائمة خالل مراحل إنجاز هذا العمل‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر و اإلمتنان إلى عائلتي الصغيرة و‬
‫الكبيرة لما لهم من مساهمة إيجابية في إتمام هذا العمل‪.‬‬

‫سعيد لعريبي‬

‫‪2‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فصل تمهيدي‬

‫‪3‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن التسليم بأن الديمقراطية الحقيقية هي حكم الشعب لنفسه ال يحل مشكلة الحكم وال‬
‫مسألة التمثيلية السياسية‪ ،‬ألن السؤال الجوهري يكمن في‪ ،‬كيف يمكن للشعب حكم نفسه؟‬
‫من رحم هذا التساؤل ابتكرت نظرية التمثيلية السياسية‪ ،‬والتي من خاللها تم التوافق على‬
‫الديمقراطية التمثيلية كأفضل وسيلة لحكم الشعب لنفسه‪ ،‬ولهذا الغرض بذل مهندسو‬
‫الديمقراطيات الغربية ومفكروها جهودا مضنية من أجل بناء أنظمة تمثيلية يستطيع من‬
‫خاللها الشعـ ــب أن يحكـ ــم نفس ــه بنفسه و أن يعكس هذا الحكم مصالـ ــح جمي ـ ـ ــع الط ــبقـ ـ ــات‬
‫و الفئات و أن يكون للحكام شرعية تمثيل الشعوب و األمم‪.‬‬
‫إن مسيرة التمثيلية السياسية مليئة بعدة مكتسبات و إخفاقات و صعوبات جمة‪ ،‬ألنها‬
‫كانت مرتبطة بالتنافس الذي يتحول في بعض األحيان إلى صراعات مصالــح و فئ ـ ــات و‬
‫أفكـ ـ ــار و إيديولوجيات‪ ،‬عبر مجموعة من القنوات القانونية و المؤسساتية‪.‬‬
‫و رغم ما حققته الديمقراطيات الغربية من إنجازات فإن العديد من المفكرين كانوا‬
‫يعتبرونها لعبة متحكما بها لتكريس مصالح قوى أو جماعات معينة‪ ،‬و أن هذه الديمقراطية‬
‫لم تصل إلى تمكين جميع فئات المجتمع من ممارسة الحكم أو المشاركة فيه‪ ،‬ومن بين تلك‬
‫الفئات التي كانت وال زالت تعاني من اإلقصاء نجد النساء‪.‬‬
‫فالعديد من الدراسات المقارنة والتقارير الدولية واإلقليمية حول مسألة التمثيلية‬
‫السياسية للنساء تؤكد ضعف هذه التمثيلية حتى في الدول الغربية رغم الضمانات القانونية‬
‫و السياسية و المؤسســاتية تعـ ــيش ال ــديمقراطية التمثيلية اليوم أزمة ثـ ـقـ ــة تحولت إلى شـ ــك‬
‫في إمكانية منح الشعب القدرة في حكم نفسه بنفسه‪ ،‬ومن مظاهر تلك األزمة تراجع نسبة‬
‫المشاركة في العمل السياسي واإلهتمام به‪ ،‬وهذا ما شهدناه في اإلستحقاقات اإلنتخابية‬
‫المغربية خالل السنوات األخيرة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و مــن المتغيرات الواقعية المفسرة ألزمة التمثيلية و الديمقراطية نجد إقصاء النساء في‬
‫مجال صناعة القرار السياسي و ضعف حضورهن في المؤسسات التمثيلية مع إختالف‬
‫درجاتها ومدى تأثيرها على المشهد السياسي و اإلقتصادي و اإلجتماعي‪.‬‬
‫فحسب اتحاد البرلمان الدولي هناك خمس دول فقط في أوربا الشمالية هي‪ :‬السويد؛‬
‫الدانمرك؛ فنلندا؛ النرويج؛ وإ يسلندا تمكنت من تجاوز ‪ 40‬في المائة من تمثيلية النساء في‬
‫مراكز القرار‪ ،‬حيث يحدد االتحاد البرلماني الدولي نسبة ‪ 30‬في المائة من المقاعد لفائدة‬
‫النساء حتى يتسنى لهن التأثير الفعلي في مراكز القرار السياسي‪ ،‬بيد أنه ال يوجد سوى‬
‫ثالثين دولة على مستوى العالم هي التي وصلت فيها المرأة إلى تلك النسبة‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫هناك ما يزيد عن ‪ 160‬دولة مازال فيها التمثيل السياسي للمرأة دون النسبة التي تجعل‬
‫‪1‬‬
‫النساء قادرات على التأثير الفعلي في المؤسسات الدستورية المنتخبة‪.‬‬
‫أما على المستوى العربي‪ ،‬فإن مشاركة النساء في الحياة السياسية تبقى مسألة‬
‫حديثة العهد‪ ،‬باستثناء دول عربية قليلة انتبهت إلى ضرورة مشاركة المرأة في الحياة‬
‫السياسية كلبنان التي أقرت هذه المشاركة في سنة ‪ 1926‬وجيبوتي سنة ‪ 1936‬والمغرب‬
‫سنة ‪ 1963‬فيما لم تلتحق بالركب باقي الدول العربية االثنان والعشرون إال في نهاية عقد‬
‫التسعينات كحالة عمان سنة ‪ 1997‬وحالة قطر سنة ‪ 1998‬والكويت سنة ‪.1999‬‬
‫و في العشرية األخيرة للقرن العشرين و العشرية التي تلتها أخذت قضية المشاركة‬
‫السياسية للنساء تطرح نفسها بإلحاح شديد من خالل العديد من المؤتمرات و االتفاقيات و‬
‫المعاهدات و الندوات‪ ،‬والمغرب بذلك ال يشكل استثناء حيث شهد المشهد السياسي‬
‫الوطني العديد من المتغيرات في مجال حقوق المرأة بصفة عامة و المشاركة السياسية لها‬
‫بصفة خاصة‪.‬‬
‫و مع بداية العهد الجديد للحكم بالمغرب تزايد االهتمام بقضية توسيع المشاركة‬
‫السياسية للمرأة باعتبارها دعامة للديمقراطية وتشجيعا لها وذلك من خالل محاولة إزالة‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.ipu.org/wmn-f/world.htm‬‬

‫‪5‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كافة أشكال التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬عبر تحيين العديد من التشريعات القانونية كمدونة‬
‫األسرة‪ ،‬قانون الجنسية‪ ،‬مدونة الشغل‪ ....‬إلى جانب اإلجراءات التدبيرية المتمثلة في‬
‫توسيع مشاركة النساء في تقلد الوظائف العمومية من حيث انخراطهن بفعالية في األسالك‬
‫الدبلوماسية والسلطة و في المجال اإلقتصادي‪...‬‬
‫وقد مكن تمثيل النساء على مستوى المؤسسة البرلمانية خالل انتخابات سنة ‪2002‬‬
‫من تحقيق نسبة ال تقل عن ‪ 10‬في المائة من المقاعد المخصصة لمجلس النواب وذلك‬
‫من خالل فوزهن بثالثين مقعدا ضمن الالئحة الوطنية باإلضافة إلى خمس نائبات عن‬
‫طريق اللوائح المحلية‪ ،‬حيث تحقق ذلك عن طريق تنظيـ ــم العديـ ــد م ــن حم ــالت الــتوعيـ ــة‬
‫و التحسيس بأهمية المشاركة النسائية في المؤسسات المنتخبة‪.‬‬
‫و بذلك أصبح المغرب يتصدر ترتيب الدول العربية من حيث نسبة حضور النساء‬
‫في المجالس التشريعية‪ ،‬حيث ارتفعت هذه النسبة من ‪ 0.6‬في المائة بنائبتين منذ‬
‫االنتخابات التشريعية األولى لسنة ‪ 1963‬إلى حوالي ‪ 17‬في المائة ح ــاليــا‪.‬‬
‫و بذلك اعتبر االتحاد البرلماني الدولي بجنيف أن انتخاب ‪ 35‬امرأة مغربية خالل‬
‫اقتراع سبتمبر ‪ 2002‬سابقة مهمة جدا في المنطقة و داللة واضحة على بداية تغيير ثقافة‬
‫المشاركة و تبني مبدأ المساواة بين الجنسين على المستوى الوطني‪ ،‬مع حثه العمل على‬
‫أن تتطور هذه النسبة في المستقبل‪ ،‬ليتم بعد ذلك توسيع وعاء المشاركة السياسية للمرأة‬
‫في تدبير الشأن العام حيث وصل عدد الحقائب الوزارية المسندة للنساء إلى سبع حقائب‬
‫واالرتفاع الملحوظ لعدد سفيرات الرباط دون أن ننسى إعالن الملك محمد السادس‬
‫بمناسبة الذكرى الستينية لحقوق اإلنسان في سنة ‪ 2008‬عن سحب المغرب كل التحفظات‬
‫المتعلقة باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫و اليوم يحتل المغرب في آخر تصنيف اإلتحاد الدولي للبرلمانات ‪ 2013‬المرتبة‬
‫‪ 89‬عالميا و المرتبة الثانية عربيا حيث تصل تمثيلية النساء ‪ 17‬بالمائة في مجلس‬
‫‪2‬‬
‫النواب و ‪ 2,2‬بالمائة في مجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.ipu.org/wmn-f‬‬

‫‪6‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إال أنه رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا الباب الزال سؤال التمثيلية السياسية‬
‫للنساء مطروحا بقوة‪ ،‬و يعتبره العديد من المهتمين و الفاعلين سؤاال يرتبط بسؤال مسار‬
‫دمقرطة اللعبة السياسية بالمغرب و كذا بقضية المرأة بصفة عامة‪.‬‬
‫من هنا يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬إذا كانت تعتبر التمثيلية السياسية بالمغرب سؤاال‬
‫جوهريا يرتبط بقضية الدمقرطة و الحداثة فأية حصيلة يمكن تقييمها اليوم لجهود الدولة‬
‫المغربية في ظل المتغيرات السياسية و االقتصادية و االجتماعية إقليميا و وطنيا‪.‬‬
‫بصيغة أخرى هل يمكن إعتبار أن موضوع التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬
‫وصل إلى درجة تجعله يفرض نفسه على أجندة الفاعلين السياسيين؟ إن كانت كذلك‪ ،‬فما‬
‫هو التقدم الذي راكمه المغرب في تدبير هذه القضية؟‬
‫و هل يمكن القول اليوم بأن التمثيلية السياسية للنساء هي مسألة توافق مجموعة‬
‫الفرقاء السياسيين؟ و هل حل مسألة التمثيلية السياسية للنساء يمكن اعتبارها أحد مؤشرات‬
‫أو مداخل االنتقال الديمقراطي بالمغرب؟ لماذا يجب أن تمثل النساء سياسيا؟ أال يكفي أن‬
‫يكون لدينا نظاما تمثيليا تتحقق من خالله المصلحة العامة و اإلرادة العامة لألمة بغض‬
‫النظر عن جنس من يمثلها؟‬
‫وهل المغرب في تدبيره لقضية المشاركة السياسية للنساء قد أشرك جميع الفاعلين‬
‫المعنيين و على رأسهم النساء؟ و هل إلتزم النظام السياسي المغربي بالتشريعات‬
‫الدستورية و القانونية و جعل منها مدخال أساسيا للمشاركة النسائية و مرجعا مؤسساتيا؟‬
‫هل الدولة المغربية تملك اإلرادة السياسية لإلستجابة لشروط مشاركة نسائية حقيقية و‬
‫متجاوبة مع مطالبها؟ هل كان هناك توافق وطني بين الفاعلين السياسيين و اإلجتماعيين و‬
‫اإلقتصاديين والمدنيين حول إستراتيجية متكاملة لتدبير المشاركة النسائية و جعلها أولوية‬
‫وطنية لتحقيق تنمية سياسية مستدامة؟ ألم يحن الوقت لكي يتم تقديم الحساب و تقييم‬
‫الحصيلة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية النسائية؟ هل يملك المغرب تصورا استراتجيا‬
‫لتطوير مقاربته و منهجيته على مستوى تطوير المشاركة النسائية و جعلها إحدى السمات‬

‫‪7‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫البارزة في الحياة السياسية الوطنية لتجاوز التأخر الحاصل في تمثيلية النساء السياسيـ ــة‬
‫عل ــى الصعيديـ ــن الوطنـ ــي و المحـل ــي و مشاركتهن في صناعة القرار؟‬
‫إنه لمن الصعب ادعاء القدرة على اإلحاطة بكل جوانب تلك األسئلة التي سيتمحور‬
‫حولها موضوع األطروحة‪ ،‬و ال ندعي بأننا سنأتي بحلول جديدة و متكاملة تحل اإلشكال‬
‫المطروح‪ ،‬إال أنه من الناحية المنهجية يمكن القول أننا سنقارب الموضوع من خالل‬
‫مجموعة من المدخالت التي نعتبرها جوهرية و أساسية للرد على بعض هذه األسئلة‬
‫اإلشكالية و التي إرتأينا معالجتها من خالل قسمين أساسين‪ :‬القسم األول سنحاول فيه‬
‫عرض المرجعيات الفكرية و القانونية للتمثيلية السياسية للنساء‪ ،‬حيث سنتناول في فصله‬
‫األول المرجعية المؤسسة لمبدأ التمثيلية السياسية على الصعيد الدولي و تتمثل في الفكر‬
‫الغربي الليبرالي و الفكر اإلشتراكي و الفكر اإلسالمي و العربي و المرجعية الدولية‬
‫المتمثلة في المعــاه ـ ــدات و المواثيق الدولية و المؤتمرات المتعلقة بحقوق المرأة بصفة‬
‫عامة و مشاركتها السياسية بصفة خاصة‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني سنخصصه للمرجعية الوطنية المؤطرة للموضوع‪ ،‬و من خالله‬
‫سنناقش المقاربة القانونية و السياسية لقضية التمثيلية السياسية للنساء من خالل دراسة‬
‫نص الدستور و باقي التشريعات‪ ،‬ثم سنفرد مبحثا لبسط مجمل أفكار الفاعلين السياسيين‬
‫األساسيين حول الموضوع‪.‬‬
‫أما في القسم الثاني من هذا العمل سنحاول تشخيص واقع التمثيلية السياسية‬
‫للنساء بالمغرب و نرى ما هي محصلة جهود المغرب لبناء نظام تمثيلي يعكس مصالح‬
‫مكونات المجتمع المغربي على مستوى الحكومة و البرلمان و األحزاب السياسية و‬
‫المجالس المحلية‪ ،‬و نقف على المكتسبات و المعيقات و التأخر المسجل‪ ،‬لنصل بعد ذلك‬
‫إلى دراسة بعض البدائل المقترحة للنهوض بالتمثيلية السياسية للنساء بالمغرب على صعيد‬
‫هيئات المجتمع المدني و اإلعالم و التربية على المواطنة و تحديد مدى فعاليتها و‬
‫انسجامها لتحقيق تمثيلية سياسية منصفة للنساء‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫منهج البحث‪ :‬إنه لمن الصعوبة اعتماد منهج واحد لمالمسة موضوع يتناول قضية‬
‫مشاركة المرأة في الحياة السياسية تتداخل فيه األبعاد السياسية و االجتماعية واالقتصادية‬
‫والثقافية‪ ،‬سنعتمد منهجين اثنين‪ :‬الوصفي و التحليلي‪.‬‬
‫األول سيمكننا من دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬وصفا دقيقا وتوضيح‬
‫خصائصها‪ ،‬معتمدين في ذلك على األرقام و اإلحصاءات‪ ،‬وجداول توضح معالم هذه‬
‫الظاهرة و حجمها و درجة ارتباطها مع الظواهر األخرى‪ ،‬أما أسباب اعتماد المنهج‬
‫التحليلي تكمن في كونه سيساعدنا على تفسير‪ ،‬ونقد‪ ،‬و استنباط المتغيرات المفسرة‬
‫للتمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬
‫إحداثيات البحث‪ :‬اإلطار الجغرافي و الزمني‪.‬‬
‫اإلطار الجغرافي ‪ :‬البحث يتناول قضية المشاركة السياسية في المغرب الذي يتميز بعدة‬
‫خصوصيات‪ :‬على المستوى السياسي‪ :‬مركزية المؤسسة الملكية و دورها المحوري‬
‫سياسيا‪ ،‬دينيا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬و جود تعددية حزبية‪ ،‬دستور‪ ،‬إدارات مركزية و محلية و‬
‫مؤسسات منتخبة وطنيا و محليا‪ ،‬برلمان بغرفتين‪ ،‬إجراء منتظم لإلنتخابات و التي كانت‬
‫دائما موضوع اتهام بالتزوير و غياب حياد السلطة‪ ،‬منظمات غير حكومية من بينها‬
‫الحركات النسائية ‪.......‬‬
‫على المستوى االقتصادي‪ :‬يعتمد المغرب اقتصاديا على الفالحة و السياحة‪ ،‬تحويالت‬
‫المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬حيث أن هذه القطاعات تعرف حضور قويا لليد العاملة‬
‫النسائية‪.‬‬
‫على المستوى االجتماعي ‪ :‬إرتفاع البطالة‪ ،‬إرتفاع نسبة الفقر‪ ،‬خروج النساء إلى العمل‬
‫في ظروف تمييزية‪.‬‬
‫على المستوى الثقافي‪ :‬سيادة الثقافة التقليدية و العقلية الذكورية مع إرتفاع نسبة األمية‬
‫رغم تزايد نسبة التمدرس بصفة عامة و لدى الفتيات بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫على المستوى الديمغرافي‪ :‬كشفت مذكرة المندوبية السامية للتخطيط أصدرتها بمناسبة‬
‫اليوم العالمي للمرأة‪ ،‬الذي يصادف ‪ 8‬مارس من كل سنة‪ ،‬أن عدد نساء المغرب بلغ سنة‬
‫‪ 2011‬حوالي ‪ 16,4‬مليون امرأة (أي ما يمثل ‪ 50,8‬بالمائة من مجموع السكان) تعيش‬
‫‪ 41,6‬بالمائة منهن بالوسط القروي‪.3.‬‬
‫اإلطار الزمني‪ :‬سنركز في بحثنا على العشريتين األخيرتين و ذلك لعدة إعتبارات‪ ،‬أولها‬
‫تزايد اإلهتمام بقضية المشاركة النسائية دوليا و وطنيا و ما شهدته من تحوالت تؤشر‬
‫على بداية مرحلة سياسية جديدة دون إغفال العقود السابقة التي سنعود إليها لتدليل على‬
‫التطور الذي سجلته قضية المشاركة السياسية للمرأة‪.‬‬

‫فرضية البحث‪ :‬ينطلق البحث من فرضيتين أساسيتين‪.‬‬


‫الفرضية األولى‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب عرفت تطورا إيجابيا هذا‬
‫التطور جاء نتيجة للمتغيرات التي يعرفها العالم خاصة تجاه قضايا المرأة‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬بأن هناك مفارقة بين الخطاب حول المشاركة النسائية بالمغرب‬
‫و الممارسة‪ ،‬حيث يفتقد األول لإلرادة السياسية و إليمان كل الفاعلين بأن دعم المشاركة‬
‫السياسية للنساء و تطوير تمثيليتهن في مؤسسات صناعة القرار مدخل أساسي للديمقراطية‬
‫و التنمية المستدامة‪.‬‬

‫و قبل أن نخوض في إثبات أو نفي هاتين الفرضتين و اإلجابة على بعض األسئلة‬
‫المطروحة‪ ،‬نرى أنه من الضروري أن نوضح بعض المفاهيم المرتبطة بقضية البحث في‬
‫إطار مدخل مفاهيمي‪ ،‬حيث يعتبر ضبط المفاهيم المرجعية لموضوع البحث من بين‬
‫القواعد األولية و األساسية للبحث العلمي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المشاركة السياسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- la femme marocaine en chiffres 2009 http://www.hcp.ma‬‬

‫‪10‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تعتبر المشاركة بصفة عامة مبدأ أساسيا من مبادئ الديمقراطية و التنمية و الحكامة‬
‫الجيدة‪ ،‬فال معنى للديمقراطية بدون مشاركة‪ ،‬كما أن المشاركة تعتبر أفضل وسيلة لتدعيم‬
‫الديمقراطية‪ ،‬سواء على مستوى األشخاص أو المجتمع‪ ،‬وهي حق أساسي من حقوق‬
‫المواطنة‪ ،‬حيث يجب أن يتمتع به كل مواطن يعيش في مجتمعه دون أي تمييز مهما كان‬
‫مصدره‪ ،‬فمن حقه أن يختار حكامه‪ ،‬وأن يختار نوابه وممثليه‪.‬‬
‫فحسب ابن منظور تحيل المشاركة على "اإلقتسام"‪ ،4‬فيما يدل المفهوم الفرنسي « ‪p‬‬
‫‪ 5» articipation‬على معنى ‪" :‬التقاسم" و "التوزيع"‪ ،‬بينما يشير المفهوم األنجلو ساكسوني‬
‫« ‪ 6» participation‬إلى "تمكين الفرد من أخذ دور معين" و تعرفها الموسوعة السياسية‬
‫بأنها تلك " الوسائل المختلفة التي تسمح للمواطنين بالمساهمة في القرارات بجماعاتهم"‪.‬‬
‫و عليه يمكن تعريف المشاركة على أنها منظومة تواصل بين مختلف الفاعلين‬
‫تساعد حاملي التغيير والفئات المجتمعية األخرى على إيجاد نقطة إلتقاء لبلورة رؤية‬
‫مشتركة للتغيير سواء من حيث تصور مضمونه‪ ،‬برمجته‪ ،‬تفعيله ثم تقييم نتائجه‪.‬‬
‫و يعرفها إدريس العبادي بأنها‪" :‬تمكين السكان من مساهمة نشيطة في تدبير‬
‫‪.7‬‬
‫الشؤون العامة"‬
‫استنادا إلى التعاريف السابقة و ارتباطها بموضوع البحث‪ ،‬فإننا نقصد بالمشاركة‬
‫السياسية للنساء‪ :‬تمكين النساء من اإلسهام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تخطيط‬
‫وإ عداد وتنفيذ وتتبع وتقييم السياسات العمومية محليا و وطنيا‪ ،‬بصفة فردية أو جماعية‪،‬‬
‫و يمكن القول بأنها عملية تمكين النساء من إقتسام تدبير السلطة‪ ،‬من خالل آليات قانونية‬
‫تمنح لهن مكانة منصفة للمساهمة في صنع القرار على مختلف مستوياته محليا و وطنيا‪.‬‬

‫اشتقت كلمة مشاركة من فعل "شرك" ومعناها‪ ،‬أن يستوي فيها المقتسمون‪ ،‬ومنه المشاركة في النسب وفي البيع ‪ :‬أن تجعل له نصيب منه‪ ،‬كما‬ ‫‪-4‬‬
‫يقال قسم أو أقسام وروي عن النبي (ص) أنه قال ‪" :‬الناس شركاء في ثالث ‪ :‬الكأل والماء والن‪r‬ار" ؛ ق‪r‬ول ابن منظ‪r‬ور ‪ :‬ومع‪r‬نى الن‪r‬ار الحطب ال‪r‬ذي‬
‫يستوقد به‪ ،‬وكذلك الماء الذي ينبع‪ ،‬والكأل الذي منبته غير مملوك والناس فيه مستوون‪ .‬ابن منظور‪" ،‬لسان العرب " ج ‪ ،III :‬ص ‪427:‬‬
‫‪Robert de Dictionnaire Historique de la langue Française, Sous la direction d’Alain Rey, Tome III, P : 2589‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Dictionary Oxford p : 299, Edition : 91.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Driss Abbadi, gouvernance participative locale au Maroc, Imp. de Fedala, Edition 2004 P15.‬‬

‫‪11‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ثانيا‪ :‬التمثيلية السياسية‪.‬‬


‫جدير بالذكر أن ظهور التمثيل السياسي الحديث ترجع جذوره للتاريخ السياسي‬
‫إلنجلترا‪ ،‬وقد تم تنقيحه في وقت الحق خالل الثورة الفرنسية والدستور الفرنسي لعام‬
‫‪ ،1791‬بينما يرجع تأصيل الفكرة الحديثة للتمثيل السياسي إلى ارتباطها بالمبدأ‬
‫األساسي الرامي بأن "النواب يمثلون إرادة األمة"‪ ،‬وليس إرادة األفراد (وذلك تأكيدًا على‬
‫سيادة األمة)‪ ،‬و الفكرة وراء هذه الخطوة هي تجنب تابعية الممثل إلرادة األفراد وبالتالي‬
‫السماح له بدرجة من اإلستقاللية‪ ،‬وفي الوقت نفسه ضمان تمثيل النائب لمصالح‬
‫األمة برمتها‪ ،‬الذي يعني في الواقع أنه يمثل الشعب أيضا‪ ،‬وقد أيدت هذه الفكرة من‬
‫قبل "ادموند بيرك" في عام ‪ 1974‬بمعنى أن الممثل لم يعد مفوضًا أو مندوبًا بل هو‬
‫شخص منتخب يتمتع بالثقة ويتصرف وفقا لرأيه الحر‪.‬‬
‫و لنكون أمام نظام تمثيلي يجب تحقق مجموعة من الشروط‪:‬‬
‫الشعب ينتخب بحرية وبشكل دوري مجموعة من الممثلين (نظرية التمثيل‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتخابى)‪.‬‬
‫الحكام يخضعون للمساءلة ويتحملون المسؤولية بحيث يكون إبعادهم القسري من‬ ‫‪‬‬
‫مواقعهم بموجب القانون )نظرية مسؤولية التمثيل(‪.‬‬
‫الحكام يعتبرون مندوبون أو مفوضون من قبل الناخبين لتحقيق مصالحهم و الدفاع‬ ‫‪‬‬
‫عنها (نظرية التفويض التمثيلي)‪.‬‬
‫الشعب يوافق على قرارات الحكام (نظرية الموافقة التمثيلية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يشارك الشعب في صنع القرارات السياسية (نظرية المشاركة التمثيلية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحكام هم عينة ممثلة من المحكومين (نظرية المتطابق(‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ثالثا‪ :‬المواطنة‪.‬‬
‫يعتبر هذا المفهوم المدخل الحقيقي للمشاركة السياسية للنساء‪ ،‬بل يمكن اعتبار أن‬
‫هناك عالقة ترادف بين المشاركة و المواطنة‪ ،‬أي أنه ال يمكن الحديث عن أحدهما دون‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫و المواطنة من أكثر المفاهيم حاجة إلى الدراسة و الفهم‪ ،‬حيث أن اإلنتماء حاجة متأصلة‬
‫في الطبيعة البشرية‪ ،‬وإ نسان من غير وطن " تائه"‪ ،‬والوطن من غير إنسان "مهجور" ال‬
‫معنى له‪.‬‬
‫ويرى العلماء اإلجتماعيون بأن المجتمع القوي في تضامنه وفي لحمته هو مجتمع غني‬
‫بالمواطنة‪.‬‬
‫و المواطن في تصور الفقيه الدستوري جورج بوردو ‪":G.Burdeau‬هو ذاك الشخص‬
‫الذي ال يمثل مصلحته الذاتية و الخاصة و يتغلب على أنانيته لصالح المصلحة العامة و‬
‫يدافع عنها‪ ،‬فالمواطنة ليست فقط مجموع إرادات األفراد و إنما هي تتجاوزها إلى فضاء‬
‫‪8‬‬
‫أرحب و أعمق"‬
‫و رغم أن البعد القانوني و السياسي هو األكثر حضورا في المواطنة‪ ،‬إال أنه يمكن القول‬
‫أنها أيضا ذات بعد إقتصادي و إجتماعي و ثقافي ألنها سلوك إنساني‪9،‬و هي بكل بساطة‬
‫عبارة عن مجموعة من الحقوق والواجبات يتمتع ويلتزم بها في الوقت ذاته كل مواطن‪.‬‬
‫و بفضل المشاركة المواطنة يتحقق اإلندماج اإلجتماعي و المساواة في الحقوق‬
‫و الواجبات بين جميع أفراد و فئات المجتمع نساء و رجاال‪ ،‬و بالتالي تتجسد الديمقراطية‬
‫و المشروعية‪ ، 10‬حيث أن كل مواطن يعتبر سيد نفسه و يمارس السيادة بشكل حر‬
‫إلختيار من يمثله و من يدبر شأنه العام عن طريق نظام تمثيلي متفق عليه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪G. Burdeau, droit constitutionnel et institutions politiques, LGDS, paris, 1976, p : 190‬‬
‫‪Bourque (G) L’incorporation de la citoyenneté Sociologie et sociétés, vol. 31, n° 2, 1999 -9‬‬
‫‪10‬‬
‫‪cf Schnapper (D) Qu’est ce que la citoyenneté ? Editions Gallimard Paris 2000‬‬

‫‪13‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ونظرا لألهمية الحيوية للمواطنة فإن ملك البالد ما فتئ يكررها في معظم خطاباته‪،‬‬
‫حيث نجده يتكلم في خطاب ‪ 20‬غشت لسنة ‪ 2003‬عن "ثقافة المواطنة" و عن "المواطنة‬
‫الديمقراطية" وفي خطاب ‪ 30‬يوليوز لسنة ‪ 2005‬نجده يكرر استعمال مفهوم المواطنة‬
‫حيث أشار إلى مفهوم "المواطنة المسؤولة" وعن "المواطنة المغربية البناءة "و عن "‬
‫المواطنة المثلى" و "المواطنة الحقيقية" و "المواطنة اإليجابية" و "روح المواطنة" وعن‬
‫‪11‬‬
‫"التنشئة على المواطنة المغربية المسؤولة"‬
‫كما أن المجتمع المدني العالمي و المحلي يولى اليوم اهتماما كبيرا للمواطنة‪ ،‬و هو ما‬
‫‪12‬‬
‫يعبر على أننا نعيش حاجة ملحة لقيم المواطنة وتفعيل مبادئها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المساواة‪.‬‬
‫الشك في أن مبدأ المساواة يعد أهم المبادئ اإلنسانية التي تحرص األمم والشعوب‬
‫الديمقراطية و المتحضرة على التمسك بها‪ ،‬ودعمه في مختلف نواحي الحياة‪ ،‬فال ينبغى‬
‫أن تقوم في المجتمع البشري‪ ،‬أي فوارق نابعة عن إختالف األصل أو الجنس أو الدين‪،‬‬
‫وإ ذا كانت المساواة إحدى المبادئ الثالثة لشعار الثورة الفرنسية إلى جانب الحرية‬
‫واإلخاء‪ ،‬فإن مبدأ المساواة يعتبر أقوى المبادئ وأعمقها أثرا في نجاح الثورة الفرنسية و‬
‫أحد أهدافها الجوهرية‪ ،‬كما تؤكد المواثيق الدولية و الدساتير الوطنية على هذا الحق‬
‫السامي‪ ،‬فالدستور المغربي ينص صراحة في ديباجته من خالل الفصول ‪ 6‬و ‪ 31‬و‬
‫‪ 154‬على هذا المبدأ ويدعو إلى إحترامه وعدم المساس به‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اإلنصاف‪.‬‬
‫جاء في لسان العرب‪ ،‬أن اإلنصاف هو إعطاء الحق‪ ،‬وأنصف الرجل صاحبه‬
‫إنصافا أي أعطاه النصفة‪ ،‬وأنصف إذا أخذ الحق وأعطى الحق‪ ،‬وتفسيره أن تعطيه من‬
‫نفسك النصف أي تعطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك‪ ،‬ويقال انتصفت من فالن أخذت‬
‫حقي كامال حتى صرت أنا وهو على النصف سواء‪ ،‬و تنصفت السلطان أي سألته أن‬

‫‪ 11‬خطب الملك ‪portail national du Maroc‬‬


‫‪12‬‬
‫‪Chanel (A) Citoyenneté et civilité aujourd'hui in www.aix-iufm.fr‬‬

‫‪14‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ينصفني‪ ،‬وأنصف الرجل أي عدل‪ ،‬و تنصفته بمعنى خدمته وأطعته وانقدت له وتنصفه‬
‫‪13‬‬
‫أي طلب معروفه‪.‬‬
‫نستخلص إذن من هذا التعريف أن اإلنصاف هو الشعور التلقائي الصادق بما هو‬
‫عدل أو جور ويطلق على ما يعتاده اإلنسان من التوفيق بين سلوكه وشعوره بالعدل‪ ،‬فكل‬
‫من جعل سلوكه مطابقا للمثل األعلى للعدل كان منصفا‪ ،‬ولذلك قيل أنصف الشيء أي أخذ‬
‫نصفه وأنصف بين الخصمين أي ساوى بينهما وعاملهما بالمثل‪ ،‬أما في العلوم القانونية‬
‫فإن اإلنصاف يقابل التقيد بنص القانون ألنه عدل طبيعي وليس عدال شرعيا وهو أسمى‬
‫من القانون الوضعي وأكثر مرونة منه وفي ذلك قال كوندياك‪ ":‬الفرق بين اإلنصاف‬
‫والعدل أن اإلنصاف يوجب الحكم على األشياء بحسب روح القانون في حين أن العدل‬
‫‪14‬‬
‫يوجب الحكم عليها بحسب نص القانون‪" .‬‬
‫واإلنصاف هنا في عالقته بموضوعنا يعني العمل على تجاوز عيوب المساواة‬
‫الصارمة التي يقول بها القانون فيما يتعلق بحقوق المواطنين السياسية‪ ،‬أي العمل على‬
‫تحقيق العدالة في شروط االستفادة من تلك الحقوق بين الرجل و المرأة لعدة اعتبارات‬
‫سياسية و ثقافية و اجتماعية‪ ،‬و تصحيح الحيف الذي طال المرأة على كافة األصعدة رغم‬
‫األعباء التي تحملتها و تتحملها و مساهمتها في التنمية بكل مستوياتها‪.‬‬
‫تلكم باختصار بعض المفاهيم المرجعية التي سنعتمد عليها في دراسة موضوع‬
‫"التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب"‪.‬‬

‫‪ - 13‬ابن منظور‪ ،‬مرجع سابق ص ‪345‬‬


‫‪.CF Etienne Bonnot De Condillac : Essai sur l'origine des Connaissances Humaines ed. Galilée Paris2002 P 5614‬‬
‫‪-‬‬

‫‪15‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القسم األول‬

‫‪16‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القسم األول‪ :‬المرجعيات الفكرية و القانونية للتمثيلية السياسية للنساء‪:‬‬


‫تعتبر المرجعيات الفكرية و القانونية بوابة أساسية لكل بحث علمي و أكاديمي يعالج‬
‫ظاهرة إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية‪ ،...‬ألن هذه المقاربة يكون لها وقع مباشر على‬
‫نتائج البحث‪ ،‬وهذا ما جعل منطلق بحثنا ينطلق في إتجاه اإلرهاصات األولى التي حاولت‬
‫مناقشة "موضوع التمثيلية السياسية للنساء" خاصة في مستواها الفكري‪ ،‬إعتقادا منا أن‬
‫هذا األخير سييسر لنا دراسة حيثيات هذا الموضوع على المستوى الوطني على الرغم‬
‫من تميز المجتمعات اإلنسانية عامة بالخصوصية‪.‬‬
‫و للتطرق لمفهوم التمثيلية السياسية للنساء كان علينا أن ننطلق من منظور النوع‬
‫اإلجتماعي كمرجع لقيمية المساواة و الديمقراطية و المواطنة بإعتبارها مفاهيم أساسية‬
‫لتحليل العالقات اإلجتماعية‪ ،‬خاصة ما تعلق بمفهوم النوع اإلجتماعي و عالقته بالجهود‬
‫الفكرية التي الزمت تاريخ الحداثة في العالم الغربي‪ ،‬ففي مسار الحداثة السياسية و‬
‫اإلقتصادية و اإلجتماعية في أوربا تميزت بمساهمة مجموعتان تحليليتان أساسيتان في‬
‫التفكير حول العالقات اإلجتماعية ونقدها وهما‪:‬‬
‫مجموعة المواطنة و التي نزعت الشرعية عن العالقات االجتماعية و السياسية للنظام‬
‫القديم باعتبارها عالقات أسست على إفتراض السمة الطبيعية لمختلف أوجه عدم المساواة‬
‫االجتماعية و الخضوع الذي اعتبر طبيعيا للسلطة المطلقة التي تتمثل في المبدأ الملكي‪،‬‬
‫والمجموعة التحليلية المسماة طبقة خالل القرن ‪ 19‬و التي ساهمت في التحليل و النقد‬
‫الجدريين للعالقات االجتماعية المتولدة عن نمط مجتمع السوق أو المجتمع الرأسمالي‪.‬‬
‫إن منظور النوع االجتماعي بتأسيسه على وجود سيطرة أبوية تمييزية إزاء‬
‫النساء كرس نموذجا للعالقات اإلجتماعية القائمة على السيطرة الذكورية على مستوى‬
‫رؤية العالم و المجتمع الذي برز من خالل مختلف التنظيرات اإلديولوجية خاصة في‬
‫مستواها السياسي ضد النساء بالرغم من التقدم الحاصل في المجاالت االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أما على المستوى القانوني حاولت األنظمة السياسية تجاوز القصور التي عرفه‬
‫المستوى الفكري خالل إرهاصاته األولى اتجاه اشراك النساء في العملية السياسية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل تشريع مجموعة من القوانين تسمح للنساء بمشاركتهن في الحياة السياسية وذلك‬
‫عبر إعتماد اإلتفاقيات الدولية كمرجعية أساسية من ضمنها الفصالن ‪ 3‬و‪ 7‬من "اتفاقية‬
‫القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" و المصادق عليها من طرف الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة في ‪ 18‬دجنبر ‪ 1979‬و التي دعت إلتخاد جميع التدابير الرامية لمنع جميع‬
‫أشكال التمييز ضد النساء خاصة ما تعلق منها بالحياة السياسية العمومية‪ ،‬باإلضافة‬
‫لإلعالن الختامي لمؤتمر بكين و الذي أشار إلى دور األحزاب السياسية في تحقيق‬
‫المناصفة و الذي نادى به في المنتدى العالمي لسنة ‪ 2003‬الذي انعقد تحت شعار‪" :‬‬
‫الفوز مع النساء‪ ،‬وتقوية األحزاب السياسية" هذا األخير يمكن إعتباره خطة عمل عالمية‬
‫في موضوع التمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬
‫هذه المرجعيات الكونية كانت قاعدة أولية للنقاش على المستوى الدولي وبالتالي‬
‫أثرت على النقاشات الوطنية على المستوى المحلي‪ ،‬وما دمنا في إطار دراسة موضوع‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب فإن بحثنا سيقتصر على هو محلي (النموذج المغربي)‪،‬‬
‫هذا األخير عرف خالل العشريتين األخيرتين بروز مجموعة من القوانين المنظمة للعالقة‬
‫بين الرجل و المرأة مقتبسة روحها من الدساتير المتوالية‪ ،‬كان أبرزها مدونة األسرة ‪-‬‬
‫قانون الشغل ‪ -‬القانون الجنائي وقانون الجنسية‪...‬‬
‫من خالل هذا التقديم المقتضب سنحاول في الفصل األول التطرق لمبدأ التمثيلية‬
‫السياسية في المرجعيات الفكرية و القانونية الدولية و األدوار التي لعبتها هذه المرجعيات‬
‫في تحديد درجة إندماج النساء في مختلف المجاالت خاصة السياسية منها‪.‬‬
‫وذلك عبر طرح بعض األسئلة اإلشكالية‪:‬‬
‫هل كان للمرجعيات الفكرية المنظرة للمسألة النسائية دور في دعم موقعها‬ ‫‪‬‬
‫السياسي؟‬

‫‪18‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و كيف كان لهذه المرجعيات سواء الليبرالية أو اإلشتراكية دور في تحديد أدوار‬ ‫‪‬‬
‫النساء سياسيا؟‬
‫وكيف أطر الفكر العربي ‪ -‬اإلسالمي موضوع المشاركة السياسية للنساء؟‬ ‫‪‬‬
‫وهل للمرجعيات الكونية (معاهدات _ مواثيق _ مؤثمرات) تأثير في إصدار قوانين‬ ‫‪‬‬
‫محفزة إلشراك المرأة سياسيا؟‬
‫وكيف تفاعلت القوانين الوطنية مع المرجعيات الدولية فيما يخص موضوع‬ ‫‪‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء؟‬
‫وإ لى أي حد استطاعت اإلسهامات الفكرية اإلقليمية و الوطنية في وضح خارطة‬ ‫‪‬‬
‫طريق إلدماج النساء في محيطها السياسي؟‬
‫وهل لإليديولوجيات الحزبية المغربية دور في دعم التمثيلية السياسية للنساء؟‬ ‫‪‬‬
‫لإلجابة على هذه األسئلة اإلشكالية نقترح إعتماد تقسيم هذا القسم إلى فصلين أولهما‬
‫سنتطرق فيه إلى مسألة المرجعيات الفكرية و القانونية للتمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬
‫أما في الفصل الثاني سنتطرق من خالله للمرجعيات الوطنية المؤطرة لموضوع‬
‫التمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل األول‬

‫‪20‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل األول‪ :‬مبدأ التمثيلية السياسية في المرجعيات الفكرية و القانونية الدولية‪:‬‬

‫يعتبر مبدأ التمثيلية السياسية للنساء مبدأ حديثا على الفكر السياسي‪ ،‬على عكس مبدأ‬
‫المساواة بين الرجل و المرأة أو بين المواطنين فيما بينهم‪ ،‬هذا األخير عرف نقاشا طويال‬
‫منذ قرون‪ ،‬و لم تتطرق له النظم السياسية القديمة (الرومان‪ ،‬و اليونان) التي جاءت‬
‫بمفهوم الديمقراطية‪ ،‬لكن تطرقت إليه بمفاهيم كانت ثورة في زمنها‪ ،‬غير أن مفهوم‬
‫الديمقراطية بشكلها الحديث ظهر مع اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان سنة ‪ ،1948‬ومن‬
‫ضمن ما جاء به هذا اإلعالن‪:‬‬
‫المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مساواة المرأة بالرجل في الحقوق السياسية الشاملة من خالل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تولي المرأة الوظائف السياسية العامة رئاسة الدولة‪ ،‬أو البرلمان‪ ،‬ورئاسة مجلس‬ ‫‪‬‬
‫الوزراء‪ ،‬و الوزارة و القضاء‪....‬‬
‫حق المرأة في اإلنتخاب و الترشح للبرلمان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن أهم ما ميز دراسة مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في مراحله األولى هو‬
‫سيادة النقاش بطابعه الحقوقي ال السياسي‪ ،‬بل إقتبس هذا األخير مالمحه األساسية من‬
‫األول عبر طرح حقوق المرأة السياسية في القرن العشرين من خالل اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث بدأ العمل في التوسع و دراسة الحقوق و الحريات المعلقة عبر‬
‫تدوينها على شكل قوانين ملزمة‪ ،‬ونتج عن هذه العملية ب ــروز وثائ ــق هـ ــامـ ــة لـ ــها صلـ ــة‬
‫مبـ ــاشرة بوضع الـ ـمـ ــرأة‬
‫والسيما في المجال السياسي‪ ،‬كاإلتفاقية الخاصة بالحقوق السياسية للمرأة سنة ‪،1952‬‬
‫واإلتفاقية الخاصة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة و التي أقرت سنة ‪،1979‬‬
‫وبدأ تنفيذها سنة ‪ ،1981‬وأهم ما جاءت به هذه االتفاقية أنها حددت وبشكل دقيق‬
‫المجاالت الكونية لهذه الحقوق خاصة ما تعلق بضرورة كفالة مبدأ المساواة بين الرجل‬
‫و المرأة من خالل‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التصويت في جميع اإلنتخابات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫األهلية للترشح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في صياغة السياسات وتنفيذها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شغل الوظائف العامة على جميع المستويات الحكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في منظمات و جمعيات غير حكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمثيل الحكومة على المستوى الدولي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من خالل ما سبق يتبين لنا أن مبدأ التمثيلية السياسية للنساء لم يتم معالجته في‬
‫شقه السياسي كمرحلة أولى‪ ،‬بل كان الشق القانوني أبرز متدخل في طرح موضوع المرأة‬
‫ومساواتها مع الرجل‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المرجعيات الفكرية‪:‬‬


‫إن التحدث عن موضوع التمثيلية السياسية عبر "تاريخ الفكر السياسي سواء كان‬
‫غربيا أو إسالميا _ عربيا"‪ ،‬فهذا يشكل جزءا من ميدان علم السياسة‪" ،‬فالفكر السياسي"‬
‫من دون أدنى شك هو واحد من التخصصات "المفتاح" لتجربة أو اختبار الثقافة العامة‬
‫تجاه أي موضوع قيد الدراسة‪ ،‬وتظهر أهميته من خالل إعتماد مختلف المدارس و معرفة‬
‫وجهات نظرها خاصة في موضوع بحثنا "التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب" ألن هذه‬
‫المرجعيات الفكرية أثرت بشكل مباشر في وضعية النساء عامة وحددت معالم المتغيرات‬
‫اإلجتماعية و السياسية و اإلقتصادية تاريخيا وأثرت على األدوار التي لعبتها أو يمكن أن‬
‫تلعبها المرأة داخل النسيج المجتمعي و السياسي‪.‬‬
‫فالتراكم الذي عرفه الفكر السياسي اإلنساني كان له تأثير مباشر في مجموعة من‬
‫الميادين خاصة منها السياسية‪ ،‬وظهر ذلك من خالل إعتماد القوانين الدولية و الوطنية‬

‫‪22‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫على هذه األفكار في وضع تشريعات تنظم العالقة بين مجموع الفاعلين سواء معنويين أو‬
‫ذاتيين خاصة ما تعلق بمبدأ المساواة بين الجنسين‪.‬‬
‫وخالل هذه المرحلة من البحث سنعمل على دراسة بعض األفكار السياسية سواء‬
‫الغربية أو اإلسالمية ‪ -‬العربية‪ ،‬والتي تطرقت لموضوع التمثيلية السياسية للنساء‪ ،‬وذلك‬
‫عبر طرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫إلى أي حد عالج النموذج الغربي الليبرالي وضعية المرأة خاصة في المجال‬ ‫‪‬‬
‫السياسي؟‬
‫و ما هي أهم األفكار التي تم تداولها في هذا الباب؟‬ ‫‪‬‬

‫وهل كان للفكر اإلشتراكي تأثير على وضعية المرأة سياسيا؟‬ ‫‪‬‬
‫وما هي أهم األفكار السياسية التي جلبها هذا الفكر فيما يخص هذا‬ ‫‪‬‬
‫الموضوع؟‬

‫و كيف نظر الفكر اإلسالمي و العربي لوضعية النساء في المجال السياسي؟‬ ‫‪‬‬
‫المطلــب األول ‪ :‬التمثيليـة السياسيــة للنساء في الفكــر الغربــــي‪.‬‬
‫ال بد لنا و قبل أن نخوض في موضوع التمثيلية السياسية للنساء عامة وفي المغرب‬
‫خاصة‪ ،‬أن نستعرض الوضعية التي كانت عليها المرأة في المجتمعات القديمة اجتماعيا وقانونيا‬
‫باعتبارها أرضية أولية كرست من خاللها المرأة معاناتها في المجتمعات القديمة و المعاصرة‬
‫لتحدد بعد ذلك مجال تدخلها في الحياة العامة وخاصة منها السياسية‪ ،‬ومن الواضح لكل دارس‬
‫منصف ألوضاع المرأة أن يتبين له التباين في موقف األمم والشرائع اتجاه المرأة‪ ،‬القسوة عليها‬
‫أو الرحمة بها‪ ،‬مما يفسر إختالف أوجه النظر اتجاه هذا الكائن الذي وظف أو وظف عبر‬
‫مراحل التاريخ اإلنساني ليخلق نموذج لوضعية المرأة حاليا داخل المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬وخالل‬
‫هذا المطلب سنعمل على إبراز أهم معالم الفكر الغربي اتجاه المرأة وخاصة وضعيتها في الحياة‬
‫السياسية‪ ،‬سواء ليبرالية كانت أو إشتراكية من خالل اعتماد اإليديولوجية السائدة في هذه‬

‫‪23‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المجتمعات‪ ،‬و الموقع الذي فرضته أو خولته للنساء في الحياة السياسية مما سيدفعنا إلى طرح‬
‫مجموعة من األسئلة لمقاربة هذا المستوى من البحث داخل هذه المجتمعات‪.‬‬
‫كيف نظر الفكر الغربي لمبدأ المساواة بين الجنسين؟‬ ‫‪‬‬
‫وهل تطرق لدور المرأة في مجال التمثيلية السياسية؟‬ ‫‪‬‬
‫و ما الدور الذي لعبه الفكر اإلنساني القديم في وضع تصور لموضوع‬ ‫‪‬‬
‫التمثيلية السياسية لدى الفكر الغربي؟‬
‫وفيما تتمثل أهم أفكار الفكر الغربي الليبرالي في موضوع التمثيلية السياسية‬ ‫‪‬‬
‫وخاصة النسائية منها؟‬
‫و ما مستوى التأثير الذي لعبه الفكر االشتراكي في موضوع التمثيلية‬ ‫‪‬‬
‫السياسية ؟‬

‫الفقرة األولى ‪:‬التمثيلية السياسية في الفكر الغربي اللبيرالي‪.‬‬


‫لقد تمت اإلشارة في مقدمة مطلبنا على أن الفكر الغربي الليبرالي اعتمد في وضع‬
‫تصوره لموضوع المساواة على مجموعة من األفكار التي أبدعتها المجتمعات اإلنسانية القديمة‬
‫خاصة في موضوع المشاركة السياسية‪ ،‬وباعتبار موضوع بحثنا يتمحور حول المرأة ومكانتها‬
‫في الحياة السياسية سنعمل من خالل هذه الفقرة إبراز مكانة وأدوار المرأة داخل هذه‬
‫المجتمعات‪.‬‬
‫لقد تميز وضع المرأة في المجتمع اليوناني بالتهميش‪ ،‬مما جعلها في وضعية ثانوية ال تساهم‬
‫في الحياة العامة ال بالقليل و ال بالكثير‪ ،‬وكانت محتقرة حتى سموها رجسا من عمل الشيطان ‪,‬‬
‫حيث كان أرسطو يعيب على أهل اسبارطة الحرية والحقوق التي أعطوها للمرأة ويعزو سقوط‬
‫اسبارطة وانحاللها إلى هذه الحرية والحقوق‪ ,‬أما عند الرومان فقد كان التسلط موجها أكثر‬
‫اتجاه المرأة‪ ،‬وتحولت السلطة على المرأة – في عهد االزدهار العلمي للقانون الروماني ‪ -‬من‬
‫سلطة ملك إلى سلطة حماية ولكنها مع ذلك ظلت قاصرة األهلية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ومع ذلك كان فقهاء الرومان القدماء يعللون فرض الحجر على النساء بقولهم ‪":‬لطيش‬
‫عقولهن‪ ،‬و جاء قانون جوستنيان ينص على أنه يشترط لصحة التعاقد أهلية حقوقية و أهلية‬
‫فعلية واقعية‪ ،‬أما األهلية الحقوقية فيعتبر فاقدا لها كل من‪:‬‬
‫‪1‬األوالد (الصغار) و المعتوهون‪.‬‬
‫السفهاء في الحالة التي يصبحون فيها مدنين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫البنات و السيدات البالغات الخاضعات لسلطة رئيس أسرة (أب و زوج ) و ذلك في‬ ‫‪-2‬‬
‫الحاالت التي يصبحن فيها مدينات دون إذن من سيدهن‪.‬‬
‫النساء البالغات المستقالت و ذلك في الحالة التي يصبحن فيها مدينات دون إذن من‬ ‫‪-3‬‬
‫الوصي عليهن‪.‬‬
‫و لم تقتصر هذه النظرة الدونية اتجاه المرأة في المجتمعين اليوناني و الرماني بل امتدت‬
‫إلى مجتمعات أخرى‪ ،‬مما يؤكد أن المرأة لم يكن لها دور سياسي داخل المجتمعات القديمة مما‬
‫يبرر أن الثقافة السياسية السائدة آنذاك لم تكن تعتبر أن المرأة كائنا سياسيا يمكن له أن يشارك‬
‫في العملية السياسية‪ ،‬حيث يرى لوشيان بأن الثقافـة السياسية تشير إلى "مجموع االتجاهات و‬
‫المعتقدات و المشاعر التي تعطي نظاما و معنى للعملية السياسية‪ ،‬و تقدم القواعد الحاكمة لسوك‬
‫األفراد حكاما و محكومين" و يعرفها سيدني فربا بأنها " المعتقدات الواقعية و الرموز التعبيرية‬
‫‪15‬‬
‫تحدد الوضع الذي يحدث الفعل السياسي في إطاره "‬
‫من خالل هاذين التعريفين يتضح لنا جليا أن المرجعية الفكرية للتمثيلية السياسية للنساء‬
‫بالغرب عامة لم يعرف لبناته وشكله الحداثي إلى خالل منتصف القرن العشرين من خالل‬
‫اعتماد مجموعة من األنظمة السياسية لبعض اآلليات لتشجيع دور المرأة داخل المشهد السياسي‬
‫خاصة مع إنشاء المنظمات الدولية و اإلقليمية و الجهوية و التي عملت على الترافع و الدفاع‬
‫عن قضايا المرأة‪ ،‬خاصة في شقها الحقوقي وبمستواها الديمقراطي من خالل بروز مفهوم‬
‫المساواة بين الجنسين‪ ،‬أو مفهوم المساواة الديمقراطية و التي اعتبرت من المفاهيم األولى التي‬
‫خضعت لهذا الطرح من خالل المفكر راولز و الذي ترك بشكل مقصود بعض التعابير‬
‫‪15‬‬
‫موسوعة العلوم الساسية (جامعة الكويت)ص ‪.415‬‬

‫‪25‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الغامضة ضمن هذا المجال و أهمها تعبيران أساسيان هما " المنفعة للمجتمع" و "مفتوح للجميع"‬
‫األول يمكن أن يمتد إلى معنى آخر إما أن يكون مبدأ الثبات و الفعالية‪ ،‬أو مبدأ االختالف ‪ ،‬أما‬
‫الثاني إما طريــق مفتــوح أمام المواهــب و اإلبداعات "أو" العدالة في الفرص" إذا افترضنا أن‬
‫المبدأ األول ليس غامضا سيكون لدينا إجماال و في هذه المرحلة ‪ ،‬أربع تفسيرات ممكنة‬
‫للمبدأين و التي يسميها راولز كما يلي ‪ -1 :‬نظام الحريات الطبيعية ‪ -2‬المساواة الليبرالية‬
‫‪ -3‬ارستقراطية الطبيعية ‪ -4‬المساواة الديمقراطية‪ ،‬راولز سيبعد الثالثة األولى لصالح‬
‫‪16‬‬
‫"المساواة الديمقراطية" لذلك نتناول هنا التفسير الثالث عند راولز لعالقته بموضوع بحثنا‪.‬‬
‫حيث انتقد راولز تلك األنظمة التي تضم بشكل كلي أو جزئي المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ "-‬نظام الحرية الطبيعية " و الذي يفضي إلى عدم وجود دولة العناية أو الدولة الفاضلة‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر راولز نظام ظالم و مجحف و هو بذلك يرفضه‪.‬‬
‫‪ -‬ثم هناك مجتمع المساواة الليبرالي و هو بذلك يدعو إلى مبدأ تكافؤ الفرص بين أعضاء‬
‫المجتمع الواحد في مختلف المجاالت و أمام كل الطبقات المجتمعية و هو بذلك يقلــص المسافــة‬
‫بين الطبقات و يقف أمام اإلصطدامات المتوقع بروزها بين طبقات المجتمع الواحد ‪ ،‬أو بين‬
‫أجناسه‪.‬‬
‫إن مبدأ المساواة بين طبقات المجتمع و تقليص الهوة بينها اعتبر منطلقا أساسيا لذى هذا المفكر‬
‫حيث إعتبره قاعدة لوضع سياسات اجتماعية ديمقراطية تجعل المجتمع قادرا على خلق نخبة‬
‫سياسية متأثر بقيم العدالة و المساواة‪.‬‬
‫نموذج الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫جاء النموذج األمريكي مع ما يصطلح عليه بسياسة التمييز اإليجابي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫إقرار سلسلة من التدابير ابتداء من أواخر الستينات من طرف قسم من اإلدارة الفدرالية‪،‬‬
‫و التي أتاحت معاملة تفضيلية ألفراد المجموعات اإلجتماعية التي كانت في الماضي‬
‫وبدرجات متفاوتة‪ ،‬ضحية ممارسات تمييزية‪ ،‬كالسود و النساء‪ ،‬و ذوي األصول‬
‫‪ 16‬مدخل إلى الفكر السياسي الغربي الجزء األول إعداد و تأليف الدكتور صالح علي بيوف كلية القانون و العلوم السياسية االكاديمية‬
‫العربية في الدنمارك ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫االسبانية وحفدة السكان األصليين‪ ،‬وهمت التدابير المذكورة ثالثة مجالت هي‪ :‬الشغل‪ ،‬و‬
‫القبول بمؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وإ سناد الصفقات العمومية‪ ،‬أما الهدف الرئيسي من هذه‬
‫التدابير فهو الرفع من النسبة التي تمثلها المجموعات السابقة الذكر بين المواطنين‬
‫المتوفرين على بعض المواد المادية و الرمزية ذات القيمة‪ ،‬بمعنى آخر فإن األمر يتعلق‬
‫بتصحيح الجور الذي عانته هذه المجموعات‪ ،‬و بالتقليص المتدرج لتهميشها داخل‬
‫المجتمع األمريكي‪.‬‬
‫و قد شكلت سياسات التمييز اإليجابي على الطريقة األمريكية موضوع مناظرة كبرى‬
‫داخل الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما ألهمت طرق مماثلة عبر كل بقاع العالم‪.‬‬
‫كيفما كان طابع تدابير التمييز اإليجابي‪ ،‬اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا‪ ،‬فإنها تخلخل‬
‫الميثاق االجتماعي و المدني الذي يقوم عليه المجتمع الليبرالي و الديمقراطي‪ ،‬حيث‬
‫أعادت صياغة ثالثة من مبادئه األساسية وهي‪:‬‬
‫كونية التغطية االجتماعية التي تضمنها الدولة للمواطنين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مساواة الجميع أمام الخدمة العامة وولوج الوظائف العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم تجزيء الهيئة السياسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لكن ورغم هذه المبادئ العامة الرامية إلى تكريس مفهوم المساواة بين جميع‬
‫مكونات المجتمع األمريكي إال أنه يجب اإلشارة إلى أن آلية "الكوتا" تعتبر غير قانونية‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فإن قانون التمييز اإليجابي تم‬
‫إعتماده في عهد حكم جون كيندي سنة ‪ ،1961‬لضمان حقوق األقليات على المستوى‬
‫ويمكن لهذه اإلحصائيات أن توضح وضعية المرأة بالواليات المتحدة‬ ‫السياسي‬
‫األمريكية بمراكز القرار السياسي‪.‬‬
‫ف منذ حصول المرأة األمريكية على حق التصويت في التعديل التاسع عشر للدستور‬
‫األمريكي سنة ‪ ،1920‬وهي تحاول الحصول على تمثيلية في المناصب السياسية يناسب‬

‫‪27‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أعداد النساء التي تفوق الرجال في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬لكنها لم تقترب حتى‬
‫اآلن من تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫وبحسب أحدث اإلحصاءات‪ ،‬فإن المعدل الحالي لتطّو ر التمثيل السياسي للنساء في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية في المناصب العليا على مستوى الواليات لن يصل بالمرأة‬
‫إلى تمثيل عادل قبل مرور ‪ 500‬سنة على األقل‪.‬‬
‫و يجب اإلشارة إلى أن مجموع المناصب السياسية في أمريكا‪ ،‬التي لم تعتمد نظام‬
‫«الكوتا» لصالح النساء‪ ،‬ال تتجاوز فيها تمثيلية النساء الربع من مجموع هذه المناصب‪،‬‬
‫بل أن هذه النسبة أقل من ذلك بكثير في المناصب الحساسة‪.‬‬
‫أما على مستوى الرئاسة‪ ،‬لم تصل أي امرأة قبل ذلك إلى منصب رئيس الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫أما على مستوى المجالس التشريعية‪ ،‬فتبلغ نسبة تمثيلية المرأة في مجلس الشيوخ ‪،%20‬‬
‫وفي مجلس النواب ‪ %18‬من مجموع النواب‪.‬‬
‫و على مستوى ُح كام الواليات وُع مداء الُم دن‪ ،‬فتحتل النساء منصب حاكم الوالية في ‪5‬‬
‫واليات فقط من أصل ‪ 50‬بنسبة ‪ ،%10‬و‪ %18‬من مناصب ُع مدة المدينة‪ ،‬وتقل هذه‬
‫النسبة إلى ‪ %13‬فقط من عمداء أكبر ‪ 100‬مدينة في أمريكا‪.‬‬
‫وبالحديث عن المناصب التي تتحدد بالتعيين ال باالنتخاب‪ ،‬فإن إدارة الرئيس الحالي‬
‫«باراك أوباما» قد رفعت ترشيحاتها للنساء في المناصب اإلدارية والقضائية بنسب‬
‫تتراوح بين ‪ %20‬و ‪ %50‬عن النسب التي حافظ عليها الرئيس السابق «جورج بوش‬
‫اإلبن»‪ ،‬خصوًص ا بعد أن طالته انتقادات عديدة بعد تعيينات المستشارين التي كانت في‬
‫‪)1(.‬‬
‫‪17‬‬
‫معظمها تميل إلى الرجال‬
‫هذه اإلحصائيات توضح لنا أن النظام السياسي الليبرالي األول على المستوى‬
‫الدولي يتعامل مع موضوع التمثيلية السياسية للنساء بمنطق السوق‪ ،‬أي أن للناخب‬

‫‪17‬‬
‫الموقع االلكتروني ساسة بوست‪ ،‬موضوع ‪ :‬المرأة في السياسة األمريكية‪ ..‬أين هي؟‬

‫‪28‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األمريكي حرية إختيار من يمثله دون تمييز إلى أي طرف من الجنسين و بالتالي فمنطق‬
‫القوة يكون هو السائد في تدبير السياسات العمومية على مستوى هذا البلد‪ ،‬و بأخدنا‬
‫للنموذج األمريكي نكون قد طرحنا مثاال واقعيا يعكس مستوى تفاعل هذا النظام مع‬
‫تمثيلية النساء سياسيا‪ ،‬و التي ال تخرج عن واقع التمثيلية على مستوى العديد من‬
‫األنظمة السائرة نحو الديمقراطية‪ ،‬مما يفسر أن مسألة تواجد النساء في المجال العام‬
‫ليست مرهونة بمستوى الديمقراطية السائدة بقدر ما هي مسألة إرادة سياسية لدى صانعي‬
‫القرار السياسي داخل كل نظام سياسي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التمثيلية السياسية في الفكر اإلشتراكي‪.‬‬
‫إذا كان المفهوم الليبرالي للديمقراطية يتأسس على فكرة التمثيل أو النيابة‪ ،‬ألنه يتعذر‬
‫من الناحية العملية أن يتولى الشعب بأجمعه الحكم‪ ،‬فينتدب ممثلين عنه لمجلس نيابي‬
‫يختص بالسلطة التشريعية‪ ،‬وتنبثق عن أغلبيته السلطة التنفيذية‪ ،‬أي الحكومة‪ ،‬في حين‬
‫تكون السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين‪ ،‬وتتعدد األحزاب السياسية التي تؤطر‬
‫وتمثل مختلف فئات وطبقات الشعب‪ ،‬وتتنافس في الحصول على أغلبية المجلس النيابي‬
‫ليؤول إليها حق تشكيل الحكومة‪ ،‬بينما تضطلع األقلية بدور المعارضة‪ ،‬فتراقب العمل‬
‫الحكومي‪ ،‬وتطرح البدائل التي تراها مناسبة‪ ،‬أو تعتقد أنها األكثر جدوى في تحقيق‬
‫الصالح العام‪.‬‬
‫فإن بعض رواد الفكر االشتراكي‪ 18‬بما فيهم كارل ماركس يعتبرون أن الديمقراطية‬
‫التمثيلية هي الطريق األمثل لتحقيق الديمقراطية اإلشتراكية‪ ،‬و أكد تأييده للديمقراطية‬
‫التمثيلية المستندة على اإلقتراع العام التي أقامتها الكمونة رغم هزيمتها حيث رأى بها‬
‫نموذجًا ممتازًا لدكتاتورية البروليتاريا‪ ،‬على الرغم من تأثيراتها البورجوازية‪ ،‬حيث أنها‬
‫حطمت جهاز الدولة البرجوازي و أقامت دولة عمالية ذات شعبية واسعة‪ ،‬كما تحدث‬
‫أيضا سنة ‪ 1878‬عن إمكانية قيام حكومة منتخبة مكونة من مشرعين عماليين‪ ،‬تكون‬

‫إدوارد برنشتاين ‪ ،‬أوغست بيبل‪ ،‬انجلز‬ ‫‪18‬‬

‫‪29‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أيضًا مستعدة إلستخدام القوة في حال تعرضها للعنف‪ ،‬فهو يرى أن السبيل المضمون‬
‫لتغيير الوضع هي تغيير القوانين و ذلك من خالل سيطرة العمال على المؤسسات‬
‫التمثيلية و التشريعية‪.‬‬
‫و بالتالي يمكن القول بأن لإلشتراكية مفهوما خاصا للديمقراطية‪ ،‬يقوم على حصر حق‬
‫الممارسة السياسية وتولي الحكم في طبقة إجتماعية معينة تدعى (البروليتاريا) وهي‬
‫طبقة العمال‪ ،‬أو في تحالف هذه األخيرة مع الفالحين الفقراء‪ ،‬وذلك في إطار حزب‬
‫وحيد‪ ،‬أو جبهة تتكون من تيارات ذات نفس المرجعية اإلشتراكية‪ ،‬تحكم بإسم الشعب‪ ،‬و‬
‫ال تسمح لقوى سياسية أو فئات إجتماعية أخرى لتعبير عن وجودها و اإلفصاح عن‬
‫خياراتها المخالفة‪ ،‬وتسمي الطبقة الحاكمة طريقتها في الحكم ب‪( :‬الديمقراطية‬
‫المركزية( ‪ ،‬و بالتالي ترى بأن الطبقة البروليتاريا هي التي لها الشرعية في تمثيل‬
‫الشعب ألن في تصورها البروليتاريا هي الشعب من أجل قيام نظام تنتفي فيه الطبقة و‬
‫تسوده المساواة بين جميع أفراده و يكون للمرأة فيه دور أساسي‪.‬‬
‫إن تناول الفكر االشتراكي لقضية المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية لم يخرج عن‬
‫تصوره العام للديمقراطية‪ ،‬التي هي مسار نضال من أجل تحرير البلورتاريا للوصول‬
‫إلى مجتمع يملك وسائل اإلنتاج و بالتالي إمتالك زمام الحكم فتصير الديمقراطية شعبية‬
‫يكون للمرأة فيها دور حيوي و فعال‪.‬‬
‫و يرى أصحاب الفكر اإلشتراكي بأن النضال من أجل تحرير النساء يجب أن ينطلق من‬
‫فهم واضح ألسباب و آليات إخضاعهن و إقصائهن‪.‬‬
‫حيث خلص جاكوب باشوفن ‪ Bachofen Joseph‬من خالل بحثه في موضوع‬
‫الحضارات و التنظيمات اإلجتماعية القديمة بأنه في المجتمع اليوناني القديم كانت المرأة‬
‫تتمتع بمكانة جد متقدمة و متميزة حيث ساد القانون األميسي ‪ ، droit maternel‬بحكم‬
‫أن المرأة أصل اإلنتماء للجماعة‪ ،‬نتائج هذا البحث القت صدى قويا لدى باحث قانوني‬
‫أمريكي لويس مرغان ‪ Lewis Morgan‬الذي توصل في البحث الذي أجراه على قبيلة‬

‫‪30‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫للهنود الحمر إيروكوا ‪ Iraquoi‬إلى أن مكانة المرأة كانت جد متميزة‪ ،‬حيث أن ديتها‬
‫أغلى من دية الرجل و أنها تستطيع أن تتخلى عن شريكها كلما أرادت ذلك بوضع‬
‫أغراضه على باب المسكن‪ ،‬و تتمتع أيضا بسلطة إقتصادية مهمة‪ ،‬فهي المسؤولة عن‬
‫تدبير البيت و مخازن الحبوب‪.‬‬
‫و يرى جوسيف باشوفن بأن المرأة لم تفقد تلك المكانة و اإلمتيازات إال مع ظهور‬
‫الملكية الخاصة فمالت الكفة لصالح الرجل‪.‬‬
‫وفي كتابه أصل األسرة و الملكية الخاصة و الدولة خلص انجلز ‪ Engeles‬إلى أنه في‬
‫عهد المجتمعات البدائية لم يكن وجود لخضوع جنس آلخر إلى حين ظهور الزواج و‬
‫األبيسية ‪ patriarcat‬و المجتمعات الطبقية و الفوارق اإلقتصادية بسبب إنتشار الملكية‬
‫الخاصة‪ ،‬فتراجعت مكانة المرأة و انتهى بذلك العهد األميسي‪ ،‬فتحولت مقاليد تدبير‬
‫البيت من المرأة إلى الرجل فتراجعت مكانة المرأة و أصبحت مسخرة لخدمة الرجل و‬
‫تلبية متعه ووسيلة إنجاب ال غير‪.‬‬
‫و لقد أنطلق أنصار الفكر اإلشتراكي في أطروحتهم من كون أن مقاربة‬
‫الديمقراطية الغربية الليبرالية لتحرير المرأة و تمكينها من حقها في المشاركة في الحياة‬
‫السياسية مقاربة تهدف باألساس إلى تكريس سيطرة الطبقة البورجوازية و الحفاظ على‬
‫مصالحها‪ ،‬فالمرأة ال يمكن أن تتحرر فقط بإصالح القوانين و رفع الضغوطات االقتصادية‬
‫و االجتماعية عنها‪ ،‬و إنما يتحقق تحريرها في بناء مجتمع تختفي فيه الطبقية‪ ،‬و النظام‬
‫الشيوعي هو الوحيد القادر على تحرير المرأة وخلق التوازن بين الجنسين‪ ،‬وهذا ما‬
‫سجله لينين‪ ،‬حيث قال بأنه ليس هناك دولة رأسمالية واحدة استطاعت أن تخرج المرأة‬
‫من اإلستغالل‪ ،‬و أن تمتعها بحقوقها كاملة غير منقوصة‪ ،19‬وهو نفس الرأي الذي تبنته‬
‫األممية اإلشتراكية في أول مؤتمراتها‪ ،‬حيث ترى بأن النتيجة األساسية لإلستعباد المنزلي‬
‫و األسري الذي تعيشه المرأة تكمن في إقصائها من كل الغايات المفيدة و من الحياة العامة‬
‫بحكم أن المسؤوليات األسرية و المهام المنزلية تقيد حرية المرأة و تحرمها من المشاركة‬
‫‪19‬‬
‫‪Lénine, V. I., Sur l'émancipation de la femme, Moscou, Éd. du Progrès, 1973, p. 63.‬‬

‫‪31‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫على قدم المساواة مع الرجل في الحياة السياسية‪ ،‬و بالتالي سيكون وعيها السياسي و‬
‫اإلجتماعي جد محدود و قاصر‪.‬‬
‫كما يعتبر اإلشتراكيون بأن إقصاء المرأة من العمل السياسي عائق مهم أمام تحقيق‬
‫الثورة و الشيوعية‪ ،‬و بأن أي نظام يقصي نصفه‪ ،‬فهو نظام ليس ديمقراطيا‪.‬‬
‫و لتجاوز هذا الوضع طالب االشتراكيون بإدماج النساء في عمل سياسي منظم من أجل‬
‫اإلنعتاق من سيطرة البورجوازية و الكنيسة و تدريبهن على العمل السياسي‪ ،‬و في‬
‫تصورهم أيضا بأن تمكين المرأة من حقها في المشاركة في الحياة السياسية و صناعة‬
‫القرار يمر عبر تمكينها من حقوقها اإلقتصادية و اإلجتماعية دون ذلك تصير كل‬
‫الحقوق األخرى مجرد حبر على ورق كما هو الشأن في الديمقراطيات البورجوازية‪.‬‬
‫" ‪Ici déjà, il apparaît que l'émancipation de la femme,‬‬
‫‪son égalité de condition avec l'homme est et demeure impossible‬‬
‫‪tant que la femme restera exclue du travail social productif et qu'elle‬‬
‫‪devra se borner au travail privé domestique. Pour que‬‬
‫‪l'émancipation devienne réalisable, il faut d'abord que la femme‬‬
‫‪puisse participer à la production sur une large échelle sociale et que‬‬
‫‪le travail domestique ne l'occupe plus que dans une mesure‬‬
‫‪insignifiante. Et cela n'est devenu possible qu'avec le‬‬
‫‪développement de la grande industrie moderne qui non seulement‬‬
‫‪admet sur une grande échelle le travail des femmes, mais aussi le‬‬
‫‪requiert formellement et tend de plus en plus à faire du travail‬‬
‫‪20‬‬
‫‪."domestique privé une industrie publique‬‬
‫هذه الخالصات لم تكن محط إجماع من قبل علماء األنثروبولوجيا‪ ،‬و خاصة من قبل‬
‫المدرسة األمريكية التي بفضل وسائل البحث المتطورة التي إمتلكتها‪ ،‬لم تسلم بأن المرأة‬
‫‪20‬‬
‫‪Marx Engels, The Communist Manifisto , op. cit., p. 148.‬‬

‫‪32‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كانت لها سلطة على الرجل‪ ،‬بل إعتبرت أن إختصاصات المرأة لم تتجاوز شؤون‬
‫البيت‪ ،‬أما فيما يتعلق بشؤون القبيلة أو الجماعة فالرجال هم أصحاب اإلختصاص‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك فأصحاب الفكر اإلشتراكي يسلمون تسليما تاما بأن المرأة في‬
‫المجتمعات الرأسمالية يتم استغاللها مرتين‪ ،‬مرة و هي زوجة تتحمل جميع أعباء البيت‪،‬‬
‫و مرة وهي عاملة تستغل من قبل أرباب العمل و من يملك وسائل اإلنتاج و المتحكمين‬
‫في نظام الربح‪.‬‬
‫فرغم أن المدرسة الماركسية بدلت جهودا فكرية كبيرة إلثبات بأن الملكية هي مشكل‬
‫غياب المساواة بين الجنسين يمكن القول بأنه ال يمكن أن نعمم خالصات انجلز على كل‬
‫المجتمعات البدائية‪ ،‬و هذا ما أتبتثه األنثربولوجية مارفين ميغيت ‪ Mervyn Meggit‬في‬
‫كتابها عالقات الذكور و اإلناث‪ ،‬حيث الحظ ــت أن الرج ـ ـ ــل كـ ــان يتحك ـ ــم فـ ــي األن ـثــى‬
‫ويتمتع بسيـ ــطرة علـ ـي ــها‪ ،‬حيث أن النساء في ظل هذا المجتمع لم يكن لهن حق الملكية‬
‫وال التشارك في شؤون القبيلة إال نادرا‪ ،‬و في أعمال جد محدودة كإعداد الطعام للرجال‬
‫أو اإلدالء بشهادتها في بعض المنازعات و القضايا‪ ،‬غير ذلك‪ ،‬فهي ملزمة باإلحتفاظ‬
‫برأيها لنفسها‪ ،‬بل أنه على المرأة أن تغض بصرها عندما تصادف رجال في طريقها‪.‬‬
‫و تذهب بعض األبحاث إلى أن جذور هيمنة الرجال سابقة على ظـ ـ ـه ــور الـ ـط ـب ـقـ ـ ــات‬
‫اإلجتماعية و الدولة و الثروات و تعود تحديدا إلى تقسيم العمل وفق الجنس‪ ،‬مما رفع‬
‫مكانة الرجل بدعوى أنه يمارس نشاطات و إختصاصات إستراتيجية و مهمة في حياة‬
‫الجماعة‪ ،‬مثل األعمال الحربية و الدفاع عن القبيلة ضد اإلعتداءات الخارجية و الصيد‪،‬‬
‫ومن ثم صارت النساء مجرد وسائل لتنفيذ استراتيجية الرجال‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء في الفكر اإلسالمي ‪ -‬العربي‪:‬‬
‫إن مشاركة المرأة في الحياة السياسية رهين بظروف المجتمع الذي تعيش فيه‪ ،‬وتتوقف‬
‫درجة هذه المشاركة على مقدار ما يتمتع به المجتمع من حرية وديمقراطية من الناحية‬
‫السياسية‪ ،‬وعلى ما يمنحه المجتمع من حريات إجتماعية للمرأة لممارسة هذا الدور‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لذا فال يمكن مناقشة المشاركة السياسية للمرأة العربية و اإلسالمية دون الرجوع إلى واقع‬
‫حالها في مجتمعــاتها خاص ــة ما تعلــق بالواجبات والحقوق التي كانت تمارسها مع نظيرها‬
‫الرجل‪ ،‬مما سيمنحنا إمكانية وضع تصور يمكننا من معرفة األدوار المباشرة التي لعبتها‬
‫هذه العوامل في تحديد مكانة المرأة داخل المجتمعات المعاصرة خاصة ما تعلق بمساواتها‬
‫مع الرجل‪ ،‬وذلك عبر األخد بعين اإلعتبار التداخل الذي يمكن أن نصادفه خالل هذا‬
‫المطلب بإعتبار أن جل المجتمعات العربية ذات مرجعية إسالمية إال أننا سنحاول قدر‬
‫اإلمكان معالجة الموضوع من خالل فصل المدخالت بين الفكر العربي والذي نعتبره‬
‫قطريا والفكر اإلسالمي الذي نعتبر عاما وشامال بين مختلف االبالد العربية‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫األخيرة تتميز بمشاركة سياسية للنساء دون المستوى المطلوب‪ ،‬فعلى الرغم من التقدم‬
‫الذي شهده وضع المرأة العربية في مجالي الصحة والتعليم لم تقترن هذه المكاسب‬
‫بانجازات مماثلة في الميدان السياسي حيث أن حصة المرأة في المشاركة في الحياة العامة‬
‫والسياسية على وجه الخصوص في المنطقة العربية هي من بين أدنى الحصص على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬وعلى أرض الواقع توجد فجوة كبيرة جدا بين التوجهات والقرارات‬
‫الدولية وبين واقع تمكين المرأة العربية سياسيا‪ ،‬ففي الوقت الذي تحاول الدول العربية أن‬
‫تلبي في دساتيرها متطلبات التوجهات والقرارات الدولية‪ ،‬هناك على صعيد الممارسة‬
‫تفاوت كبير بين جوهر هذه التوجهات والواقع التمكيني للمرأة العربية‪ ،‬مما يستلزم توافر‬
‫اإلرادة السياسية الداعمة لبلوغ المرأة إلى مراكز القرار وإ قرار حقوق المواطنة والحقوق‬
‫السياسية وتقديم الدعم لكل خطاب سياسي إصالحي يقدم المرأة كمحور لإلصالح‬
‫السياسي‪ ،‬وستظل حقوق المواطنة و الحقوق السياسية ناقصة إذا لم تشمل النساء في‬
‫الممارسة الفعلية خاصة على مستوى الضمانات القانونية‪ ،‬مع العلم أن المرجعية اإلسالمية‬
‫هي األساس بالنسبة لمعظم األنظمة السياسية العربية حيث تأكد هذه المرجعية على مبدأ‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتأكد على ضرورة إقرار هذا المبدأ بين الجنسين سواء فيما‬

‫‪34‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يخص أمور اآلخرة من األجر والتواب وفي العقيدة والشعائر أو ما تعلق بأمور الحياة من‬
‫تدبير و تسيير لألسرة واألعباء‪.‬‬
‫وعامة يكتنف أي بحث تحليلي حول قضايا المرأة وشؤونها وعالقتها باألسرة ودورها في‬
‫المجتمع والحياة وحقوقها الطبيعية األصلية بقدر كبير من التعقيد والتشابك بل والحساسية‬
‫المفرطة ويرجع ذلك لثقل الموروث المتراكم عبر مئات السنين بات حجمه من أقوال‬
‫ورؤى الفقهاء واألحاديث المروية والمنسوبة إلى رسول اهلل عليه الصالة والسالم وعلى‬
‫آله الطيبين ‪ ،‬حيث أصبح التعامل مع هذا الموضوع على نحو مختلط ومتداخل ومتوحد‬
‫مع الدين بتعاليمه وأحكامه دون تفريق أو تمييز بين ما هو صادر على اهلل سبحانه وتعالى‬
‫في كتابه العزيز كدين يتعبد به‪ ،‬وما هو وضعي إنساني غير ديني‪ ،‬وبين ما هو مقدس‬
‫كأحكام ملزمة‪ ،‬وما هو اجتهــادي قابــل للنقــاش و األخــذ والرد‪ ،‬وهكذا فإن تناول ما ورد‬
‫ضمن سياق ومكونات ذلك الموروث المتراكم بالرأي والتحليل والنقد والتمحيص يتم‬
‫النظر إليه بإعتباره خروج وارتداد وكفر بالدين‪.‬‬
‫حيث أن الحقيقــة المرة والمؤسفة كون أن موروثنا المتراكم وخاصة ما يتعلــق منه بالمــرأة‬
‫قد لعــب فــي معظمــه دورا رئيســا في الحـط من مكانتـها‪ ،‬وإ لحــاق الضــرر بصورتــها‬
‫و سمعتها‪ ،‬منتقصا من قدراتها وصفاتها وقوتها وكفاءتها‪.‬‬
‫ولكل ما سبق فإن تناولنا لمسألة الحقوق السياسية األصلية للمرأة في الفكر اإلسالمي‬
‫تدفعنا إلعتماد مصدر واحد وهو القرآن الكريم كتاب اهلل المحكم ‪ ،‬دون الدخول في‬
‫متاهات الموروث المتراكم وإ ختالفاته وتناقضاته‪ ،‬وإ ن كنا قد نستشهد لتدليل على ما‬
‫سنتوصل إليه من استنتاجات في بعض الروايات التاريخية التي تؤكد على األدوار‬
‫والفعاليات الرئيسية الهامة التي نهضت بأعبائها المرأة على أكفأ و أفضل صورة كفقرة‬
‫أولى مع تحديد المعوقات التي تقف أمام المشاركة السياسية للمرأة في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫أما في الفقرة الثانية من هذا المطلب سنتطرق فيه إلى واقع المشاركة السياسية للمرأة‬
‫العربية مع تحديد معوقاتها ثم إقتراح الحلول المرجوة للرفع من تمثيلها السياسي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الفكر اإلسالمي ونظرته لمسألة التمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬


‫إن الحقوق السياسية األصلية لكل فرد بالغ و راشد من أفراد المجتمع والتي تكفلها‬
‫المواثيق والعهود الدولية والدساتير في المجتمعات ذات التوجهات الديمقراطية‪ ،‬تندرج في‬
‫مجملها في إطار كل ما من شأنه أن يمكن األفراد والجماعات في مجتمع ما من القيـام‬
‫بدور ومشـاركة حقيقية فاعلة ومباشرة و أساسية في إدارة وتقرير وتوجيه شؤون المجتمع‬
‫في المجاالت و الميادين كافة‪ ،‬و ذلك على قاعدة المساواة الكاملة بين أفراد المجتمع دون‬
‫تمييز أو إقصاء‪ ،‬ويدخل ضمن نطاق الحقوق السياسية كفالة التمتع بالحرية الكاملة في‬
‫التفكير واإلعتقاد والتعبير‪ ،‬وحقه في تشكيل األحزاب السياسية والمنظمات النقابية‬
‫واإلنخراط في أعمالها‪ ،‬وحقه في المشاركة الحرة في التصويت اإلنتخابي‬ ‫والمدنية‬
‫والترشح للمناصب والمسؤوليات والوظائف القيادية األخرى دون حجر أو إستثناء‪ ،‬بمعنى‬
‫آخر فإن الحقوق السياسية مضافا إليها سائر الحقوق اإلنسانية الفردية و الجماعية و‬
‫واإلجتماعية هي كل الحقوق والحريات والتدابير والتشريعات‬ ‫الحقوق اإلقتصادية‬
‫والضمانات التي تمكن الشعب أفرادا أو جماعات‪ ،‬وتدفع بهم إلى المشاركة الفاعلة‬
‫والمباشرة في مختلف مجاالت ومستويات العمل العام بما يحقق الحرية والتقدم و اإلزدهار‬
‫والرفاهية للمجتمع ككل‪.‬‬
‫وخالل هذه الفقرة وبعد هذا التقديم العام الذي نعطي من خالله تصــورا شموليا‬
‫لمفه ــوم المشاركة في مختلــف مجاالتها بما فيها السياســة‪ ،‬سنعمل إلى التطرق للفكر‬
‫اإلسالمي عبــر مرجعيته األولى( القرآن الكريم(‪ ،‬ونظرته لمفهوم المشاركة السياسية عامة‬
‫والنسائية خاصة دون إغفال مبدأ المساواة التي أقرها الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫السؤال األولي الذي يمكن أن نطرحــه اآلن هو‪ :‬هل ميــز اهلل سبحانــه و تعالى في القيام‬
‫بالواجبات أو في النهوض بأعباء و تبعات و مسؤوليات تلك الواجبات بين الناس وفقا‬

‫‪36‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫للجنس ذكورا و إناثا ‪ ،‬أو وفقا للعرف و المكانة اإلجتماعية و اإلقتصادية ‪ ،‬أم ساوى بين‬
‫الجميع دون تمييز؟‬
‫و في محاولة لإلجابة على هذا السؤال الجوهري نقول أن اهلل الخالق سبحانه كما تؤكد‬
‫عليه آيات القرآن الكريم قد وجه خطابه و دعوته و أمره بشكل أساسي على ثالثة‬
‫مستويات هي‪:‬‬
‫المستوى األول‪ :‬و فيه توجه اهلل جل جالله بالخطاب إلى البشرية عامة أو إلى بني آدم‬
‫كلهم بإختالف أجناسهم و ثقافتهم و إعتقاداتهم‪ ،‬دون تمييز بين ذكر أو أنثى قال تعالى «‬
‫يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم‬
‫عند اهلل أتقاكم»‪.‬‬
‫المستوى الثاني ‪ :‬و فيه يوجه الخطاب و الدعوة و األمر إلى المؤمنين و في كثير من‬
‫آيات القرآن الكريم يخاطبهم اهلل سبحانه بعبارة ( يا أيها الذين آمنوا) أو ( المؤمنين) أو‬
‫(المتقين)‪ ،‬و المقصود بهم رجاال و نساء على حد سواء ‪ ...‬قال تعالى « فاستجاب لهم‬
‫ربهم أني ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر و أنثى‪ ،‬بعضكم من بعض فالذين هاجروا و‬
‫أخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي و قاتلوا ألكفرن عنهم سيئاتهم و ألدخلنهم جنات‬
‫تجري من تحتها األنهار ثوابا من عند اهلل و اهلل عنده حسن الثواب» آل عمران اآلية‬
‫‪21‬‬
‫‪.195‬‬
‫و يقول سبحانه و تعالى في كتابه الكريم « و من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى‬
‫وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة» النساء اآلية ‪.22124‬‬
‫و قــوله عز وجــل « و من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طبية»‬
‫‪.97‬‬ ‫النحل‬
‫و كثير من اآليات األخرى التي تخاطب اإلنسان فردا و اإلنسان الفرد يشمل األنثى و‬
‫الذكر على حد سواء‪ ،‬و تأتي اآلية الكريمة بأن شؤون الحياة و المجتمع شورى بين الناس‬

‫‪21‬‬
‫سورة آل عمران اآلية ‪.195‬‬
‫‪22‬‬
‫سورة النساء اآلية ‪.124‬‬

‫‪37‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫دون تمييز قال تعالى‪ «:‬واللذين استجابوا لربهم و أقاموا الصالة و أمرهم شورى بينهم و‬
‫‪38‬‬ ‫مما رزقناهم ينفقون» الشورى‬
‫" فيما رحمة من اهلل لنت لهم‪ ،‬و لو كنت فظا غليظ القلب إلنفضوا من حولك فاعف عنهم‬
‫و استغفر لهم و شاورهم في األمر"‪.‬‬
‫و نص اآلية أوضح بأن المقص ــود ب (وأمرهــم) و (شاورهم في األمر) تعني عموما لفظ‬
‫(أمر) و (األمر) دون تحديد أو تقييد و تعني أن الشورى و المشاورة واجبة و ملزمة في‬
‫أمر المؤمنين جميعا بغير استثناء و يشمل الذكر و األنثى الرجال و النساء‪.‬‬
‫في الواقع و من خالل دراستي لسور الق ــرآن الكريــم لم نجد نصا قرآنيا ين ــص بشكــل‬
‫مباشر أو ضمني على تحريم واضح و صريح لتولي المرأة ألي موقع أو منصب أو‬
‫مسؤولية قيادية في الدولة أو المجتمع يمكنها من إدارة و توجيه و تقرير شــؤون المجتمــع‬
‫و الحياة‪ ،‬بما فيها مناصب المسؤولية في المجتمع (الرئاسة) أو قيادة الجيش أو األمن‪.‬‬
‫إن الحقوق السياسية و العامة و المكفولة لإلنسان استنادا إلى مدلوالت و معاني اآليات‬
‫القرآنية الكريمة الواضحة تماما‪ ،‬تؤكد أن الخطــاب القرآن ــي يتجه أو يتوجه فيما يتعلــق‬
‫بالحقوق السياسية و االقتصادية و االجتماعية و المسؤولية الواجبة و الملزمة لإلنسان فردا‬
‫أو جماعة تقر بضرورة المشاركة المباشــرة و الفاعلة في مجــاالت العمــل العــام كافة‬
‫إلدارة وتوجي ــه وتقويــم طبيعة و مسار حــركية المجتمع و أسلــوب حياته بما يكفل تحقيــق‬
‫و اإلزدهار و العــدالة و األمــن و األمان‪ ،‬حيث يتوجه الخطاب القرآني فيما‬ ‫التقــدم‬
‫يخص هذا المجال الحيوي الهام‪ ،‬إما إلى الناس كافة أو إلى المؤمنين و المتقين أو إلى‬
‫اإلنسان الفرد‪ ،‬و في كل هذه المستويات الثالثة للخطاب القرآني فإن المخاطبيــن يشملون‬
‫الرجال و النساء اإلناث و الذكور على حد سواء و دون أي تمييز أو تفضيل أو إنتقاص‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى الروايات التاريخية التي أرخت لواقع الحياة و عالقات المرأة منذ فجر‬
‫اإلسالم األول تؤكد على حقائق رئيسية و هي كالتالي‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ ‬أن المرأة مارست حقها في حرية اإلعتقاد و بمحض إرادتها دون وسيط و محرم‪ ،‬و‬
‫آمنت باإلسالم و عقدت مبايعة بينها و بين الرسول عليه الصالة و السالم و خير دليل‬
‫على ذلك سيدتنا خديجة رضي اهلل عنها حيث كانت أول من أسلم بالرسالة المحمدية‪.‬‬
‫‪ ‬مواظبة المرأة على حضور العبادات الجماعية صالة الجماعة‪ ،‬صالة الجمعة‪،‬‬
‫االجتماعات العامة الطارئة‪ ،‬المشاركة بالرأي و المناقشة لمختلف القضايا الدينية و‬
‫السياسية التي تهم المجتمع و قضايا الحرب و السالح ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركتها في المعارك الحربية الدفاعية و خاصة المهام المساعدة و اللوجستيكية بل‬
‫وتولت أحيانا مسؤولية قيادة الجيش فقد كان جيش الخوارج الذي هزم جيش الحجاج تقوده‬
‫إمرأة‪.‬‬
‫‪ ‬و في مرحلة تاريخية الحقة كانت المرأة ملكة و حاكمة تدير الدولة و شؤون الحكم‬
‫و الحرب بطريقة غير مباشرة تحت غطاء زوجها الملك مثل السيدة أسماء الصليحي‬
‫زوجة الملك علي محمد الصليحي‪ ،‬أو بطريقة مباشرة كملكة حاكمة مباشرة و بشكل‬
‫متواصل لما يزيد عن أربعين عاما كالسيدة الحرة الملكة أروى بنت أحمد الصليحي حيث‬
‫و جدارتها و كفاءتها العالية في إدارة شؤون الدولة و الحكم و الحرب و‬ ‫أبانت أهليتها‬
‫‪23‬‬
‫السياسة ‪...‬‬
‫و من خالل ما سبق يمكن اإلشارة إلى أن المرأة تتميز بالخصوصية في الوضع و الدور‬
‫السياسـي من المنظــور اإلســالمي‪ ،‬هذه العبارة لم تعـد فرضا قابال للبحث العلمــي المجرد‬
‫فهي مسألـة بحثيــة و واقعية‪ ،‬و هي مشكلة من مشكالت السياسة و المجتمع في البلدان‬
‫المسلمة‪ ،‬إذ أن القضية هنا في بحث إقصاء المرأة من الشأن السياسي في المجتمعات‬
‫المسلمة‪ ،‬كما أن المشكلة المرتبطة بالقضية هي مدى صلة اإلسالم بهذا اإلقصاء السياسي‪،‬‬
‫و اإلفتــراض الموضوع هنا هو‪ :‬ما الوضع الذي يحدده اإلسالم للمرأة في المجتمع و‬
‫الدور المترتب على ذلك في كل شؤونه الخاصة و العامة؟‬
‫‪ 23‬الملتقى الديمقراطي الثاني و الثالث النساء و السياسة‪ :‬رؤى دينية – إشكاليات و حلول – تنظيم منتدى ‪ ..‬العربي لحقوق اإلنسان ‪14‬‬
‫‪ 23-‬شتنبر ‪ – 2004‬صنعاء‪ -‬عدد ص ‪165‬‬

‫‪39‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تستدعي القضية بحثا حول مسائل رئيسية أهمها ‪ :‬اإلسالم و التمييز بين الذكر و األنثى‬
‫و مسألة العالقة بين الدين و السياسة‪ ،‬ثم مسألة العالقة بين المجتمع و السلطة السياسية‪،‬‬
‫و في كل هذه المسائل يبقى األصل و األساس فيها هو الزعم بأن اإلسالم يحرم المرأة من‬
‫الحق السياسي في والية سلطاته العامة من منظور انتقاء أهليتها الجسدية و الذهنية كأنثى‬
‫و لم يقتصر أثر هذا الزعم على األمر السياسي بل عم كل النسوية و شؤونها الخاصة‬
‫و العامة من حدود األسرة إلى مقام المواطنة و حقوقها في العلم و العمل و عبادة اهلل‪.‬‬
‫و لتجاوز هذه النظرة الدونية التي يحاول البعض الترويج لها من خالل إبراز التفاوت‬
‫المفتعل بين الذكر و األنثى سنبدأ بإثبات صدق الدعوى عن زوجية اإلنسان و من بيانات‬
‫الهدى و الفرقان من سورة القيامة « أيحسب اإلنسان أن يترك سدى ألم يكن نطفة من‬
‫مني تمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر و األنثى » و من اآليات‬
‫نفهم أن الذكر و األنثى يتواجدان زوجين في اإلنسان‪ ،‬بحيث يتساوى الزوجان في هذا‬
‫المقام خلقا و خلقا‪ ،‬و ثانيا نقرأ في (األقوام من هدي القرآن) بيانات قاطعة أساس‬
‫التفاضل بين الناس هو التقوى ألن الذكورة و األنوثة أصل جاء منه خلقهم جميعا ففي‬
‫اآلية ‪ 13‬من سورة الحجــرات يقول سبحانه‪ «:‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و‬
‫جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم إن اهلل عليم خبير»‬
‫إذا فالذكر و األنثى زوجان لجنس اإلنسان الواحد ال يترتب على إختالف الزوجيــن أية‬
‫أفضلية ألحدهما على اآلخر‪ ،‬و األس ــاس الوحي ــد للتفاضــل بينهما على األكرمي ــة عند اهلل‬
‫هو التقــوى و الميزان الواحد الذي يقاس به الجزاء و الثواب عند اهلل أيضا هو عمل‬
‫المؤمنين من ذكر و أنثى‪.‬‬
‫إال أن تميز وضعية اإلقصاء السياسي للمرأة في المجتمعات المسلمة عن األوضاع‬
‫اإلقصائية األخرى بكونها مؤسسة على اإلسالم‪ ،‬و قائمة على مرجعيته النصية في الكتاب‬
‫و السنة و بعيدا عن الجدل المشروع مع ثقافة اإلقصــاء الديني لألنثى‪ ،‬نقول في هذا‬
‫الصدد أن هذه الثقافة نتــاج تفاعــل تاريخي بين الناس و مصادر الدين النصية‪ ،‬بحيث‬

‫‪40‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يجوز لنا القول إنها اجتهاد المسلمين في فقه الدين و ليست الدين بحرفيته و كليته النصية‬
‫و األصولية لهذا يكون من الظلم الكبير للمرأة و الدين التعامــل مع العالقة بينهما في‬
‫المجال السياســي دون األخذ بعي ــن االعتبــار الظرفيــة التاريخيـة و الظرف االجتماعي الذي‬
‫نبعت منه هذه المرجعية خاصة و نحن نعلم تواثر األحداث التاريخية التي عرفتها‬
‫المجتمعات اإلسالمية خاصة مع بروز مفهوم الدولة األمة و ما سبقها‪ ،‬كما أنه ال يتوافر‬
‫نص في الكتاب و السنة يجعل من أعمال القضاء و السلطة حكرا على الذكور فاإلسالم‬
‫يشترط في كل عمل أهلية العامل و كفاءته و يلزمه باألمانة و اإلحسان و ال يوجد نص‬
‫ثابت في الكتاب و السنة يجعل الذكورة معيارا لوالية العمال في القضاء و السياسة‬
‫العامة‪ ،‬ففي العهد النبوي و في العهد الراشدي كان التح ــول المجتمع ــي من أوضـ ــاع‬
‫الجاهلية إلى عــدل اإلس ــالم محكــوما بالظرفية التاريخية التي حالت دون ظهــور نساء أو‬
‫عبيــد في مواقــع القيــادة السياسيــة و االجتماعية‪ ،‬و كانت السيرورة التاريخية كفيلة بحدوث‬
‫مثل هذا في مراحل الحقة‪ ،‬حيث تغير مساره إلى إتجاه الملك الفردي و الوراثة‪ ،‬هنا ظهر‬
‫تذكير الوالية السياسية و أضيفت له صبغة شرعية منسوبة إلى اإلسالم‪.‬‬
‫معيقات المشاركة السياسية للنساء في المجتمعات المسلمة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫في معظم المجتمعات المسلمة تتحدد معيقات المشاركة السياسية للمرأة في بنية كلية من‬
‫الكيان االجتماعي يمكن تعيينها في عناوين فرعية جامعة و سوف أكتفي هنا بذكر هذه‬
‫العناوين فقط ‪ ،‬ألن كل عنوان منها يشكل قضية كبرى‪ ،‬و تستقل بذاتها كموضوع يتطلب‬
‫أكثر من جهد بحثي من منظور العام المشترك عند دراسته في كل المجتمعات المسلمة‪ ،‬أو‬
‫من منظور الخاص المختلف في كل مجتمع منها على حدى‪:‬‬
‫‪ ‬المعيقات السياسية ‪ :‬و هي مجموعة من العوائق المتصلة بالجانب السياسي في كليته و‬
‫المتكونة من الفكر و الفعل و البنية و الممارسة‪.‬‬
‫‪ ‬المعيقات االقتصادية‪ :‬و هي مجموعة العوائق القائمة في الجانب االقتصادي من حيث‬
‫الفرصة المتاحة للكسب و اإلنفاق‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ ‬المعيقات الثقافية ‪ :‬و هي مجموعــة العوائــق الكائنة في الثقافــة السائ ــدة عن الحق‬
‫السياســي و شروطه لدى الفرد و المجتمع‪.‬‬
‫‪‬المعيقات المجتمعية ‪ :‬و هي مجموعة العوائق المترتبة على قيمة الفرد في المجتمع و‬
‫محددات العالئق األفقية و العمودية بين األفراد و الفئات‪.‬‬
‫‪‬المعيقات الذاتية‪ :‬و هي مجموعة العوائق المرتبطة بأهلية األفراد و كفاءتهم العلمية و‬
‫العملية لممارسة العمل السياسي‪.‬‬
‫فإذا كانت العناوين الخمسة السابقة تمثل عوائق جزئية للذكور في معظم المجتمعات‬
‫المعاصرة بالعالم اإلسالمي‪ ،‬فإنها بالنسبة لإلناث تمثل عوائق كلية بحيث يكون الحديث‬
‫ناقصا عن المشاركة السياسية للمرأة إذا لم يتسم بشموله كل تلك المعيقات‪ ،‬و عموما فإن‬
‫البحث عن معيقات المشاركة موصول جدال بمطلب التحول من معيقات الواقع إلى‬
‫متاحات المستقبل‪ ،‬هذا يعني أن معرفة معيقات المشاركة يرتبط عضويا بمعرفة متاحات‬
‫التحول في مشروع التغيير الهادف إلى تمكين المرأة من حق المشاركة السياسية في‬
‫المجتمعات المعاصرة‪.‬‬
‫شروط التغيير‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مما ال يقبل الجدل في المجتمعات المسلمة عامة و المجتمعات العربية تحديدا ضرورة‬
‫اإلصالح في بعض جوانب الوجود المجتمعي و نظمه المختلفة‪ ،‬إذ أن الحاجة إلى تغيير‬
‫الواقع العربي الراهن سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و تعليميا و اجتماعيا ‪ ،‬هي حاجة وجود‬
‫و مصير تتسم تلبية هذه الحاجة بالشمولية و الجذرية في مشروع متكامل للتغيير في‬
‫المجتمعات العربي ــة اإلسالمي ــة ‪ ،‬هنا تتخذ خصوصية المرأة مرتكزا محوريا في مشروع‬
‫التغيير و عمليات التحول الجزئية و الكلية في مراحلها المتدرجة على مختلف الجوانب إذ‬
‫يتطلب مشروع التغيير في جدريته أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬األول‪ :‬تأسيس الكيان السياسي في المجتمع على حق المواطنة لكل أفراده و على هذا‬
‫األساس تصبح المشاركة السياسية مؤسسة على شراكة المواطنة المتساوية في الحق بعيدا‬

‫‪42‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫عن امتيازات التمييز الجنسي و العرقي و الطائفي‪.‬‬


‫‪ ‬الثاني‪ :‬تأسيس المشاركة السياسية لألفراد على قاعدة المجتمع السياسي‪ ،‬حيث السيادة‬
‫للشعب تعني عمليا إسناد الشرعية للعقد االجتماعي في ممارسة السلطة على أساس‬
‫اإلختيار و القبول‪.‬‬
‫إن هذه الرؤية الكلية لمعيقات المشاركة و متطلبات التغيير ال تعني تجاهل الخصوصية‬
‫القائمة للنســاء في المجتمعــات المسلمة بقــدر ما تعني النظ ــر إلى هذه الخصوصية كجزئية‬
‫في سياق كلي‪ ،‬ألن التركيز على هذا المعنى يجعل من واقع اإلقصاء السياسي للنساء‬
‫عامال أساسا في تأزم النظام السياسي العربي على مختلف األصعدة‪ ،‬و إن اشتراط‬
‫الذكورة في الوالية السياسية يقيم التمايز بين الجنسين و يحجب شرط األهلية و المفاضلة‬
‫بين المتنافسين على الوالية و عدالة اإلختيار بشروط األكفأ و األصلح من الناس‪.‬‬
‫وأود أن ألخص القول في هذا المقام بعبارات محددة لتبيان معيقات المشاركة السياسية‬
‫للمرأة في المجتمعات اإلسالمية المعاصرة من خالل التركيز على أن هذه المعيقات في‬
‫جوانبهــا المختلف ـ ــة و التي حددناها بالعناوين الخمسة فيما سبق ‪ ،‬تمثل بنية كلية تتكامل‬
‫فيها تلك الجوانب ألداء وظيفة واحدة هي تكريس واقع اإلقصاء السياسي للمرأة‪ ،‬و‬
‫اإلمتداد به إلى المستقبل القريب ‪ ،‬ما لم تتدخل اإلرادة اإلنسانية لتغييره و استبداله بواقع‬
‫جديد يتضمن كل مقاومات اإلتاحة للدور النسوي في السياسة شراكة في المواطنة و‬
‫مشاركة في المسؤولية قرارا و إدارة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬واقع التمثيلية السياسية للنساء بالعالم العربي‪.‬‬
‫لما كان السلوك السياسي يرتبط بالسلوك اإلنساني العام الذي تحدده النظم االجتماعية فإن‬
‫ظاهر المشاركة السياسية ال تحدد إال في إطار البناء االجتماعي و االقتصادي و السياسي‬
‫فالنظام االجتماعي هو الذي يحدد طبيعة و شكل المشاركة و فعاليتها و حيويتها أو عدمها‪.‬‬
‫إن المشاركة تتوقف على بنية النظام االجتماعي و مؤسساته و طبيعة الديمقراطية التي‬
‫يوفرها النظام‪ ،‬فإذا إنعدمت الديمقراطية تنعدم المشاركة و في نفس الوقت يعتبر العزوف‬

‫‪43‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫السياسي نتاجا للواقع االجتماعي الذي يقوم على حرمان الجماهير من حريتها و حقوقها‬
‫اإلنسانية‪ ،‬و بما أن هذه الوضعيــة تتعــارض مع مسي ــرة التاريخ و قوانينـه فإن الفئات‬
‫المهمشة تكتسب من خالل واقعها و تجاربها وعيا سياسيا يمكنها من التحكم بمسيرة‬
‫التاريخ و إمتالك حريتها‪.‬‬
‫و بهذا نرى أن البناء االجتماعي و الواقع التاريخي يعتبران عاملين‬ ‫‪-‬‬
‫أساسيين يحددان وعي اإلنسان و سلوكه السياسي‪.‬‬
‫إن حرية المرأة السياسية هي جزء من حريتها العامة‪ ،‬و هي حق من‬ ‫‪-‬‬
‫حقوقها الطبيعية و ال تكتمل إنسانيتها إلى بالحرية‪.‬‬

‫و قد ظفرت المرأة بهذا الحق حينا و ما تزال تكافح في سبيله حينا آخر‪ ،‬حيث يعتبر هذا‬
‫الحق مكسبا إنسانيا لكنه يظل مجردا ما لم يتكرس على صعيد الواقع الحياتي‪ ،‬و ما لم‬
‫يرتقي الوعي االجتماعي العام إلى مرحلة تصير فيها مسألة حرية المرأة مطلبا جماهيريا‪،‬‬
‫أي تستلزمه حركة التغيير اإلجتماعي و التاريخي فتغير السلوك السياسي للمرأة إنما يتعلق‬
‫بتغير السلوك العام‪ ،‬فهو محكوم بالتغيرات اإلجتماعية الشاملة و ما يترتب عليها من‬
‫تغيير في العالقات اإلجتماعية‪ ،‬و إجماال يمكن اعتبار المشاركة السياسية للمرأة العربية‬
‫هي دون المستوى‪ ،‬فعلى الرغم من التقدم الذي شهده وضع المرأة العربية في بعض‬
‫المجاالت خاصة االجتماعية منها لم تقترن هذه المكاسب بإنجازات مماثلة في الميدان‬
‫السياسي و حصة المرأة في الحياة العامة و السياسية في المنطقة العربية هي من بين أدنى‬
‫الحصص في مناطق العالم‪ ،‬و على أرض الواقع توجد فجوة كبيرة جدا بين التوجهات و‬
‫القرارات الدولية و بين واقع تمكين المرأة العربية سياسيا‪ ،‬ففي الوقت الذي تحاول الدول‬
‫العربية أن تلبي في دساتيرها متطلبات التوجهات و القرارات الدولية‪ ،‬هناك على صعيد‬
‫الممارسة تفاوت كبير بين جوهر هذه التوجهات و الواقع التمكيني السياسي للمرأة‬
‫العربية‪ ،‬مما يبرر جملة من المعوقات اإلجتماعية و اإلقتصادية و السياسية و التي تعيق‬
‫المرأة عن المشاركة السياسية الفاعلة في الوطن العربي و هي‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أوال‪ :‬العوامل السياسية‪:‬‬


‫و تعد العوامل السياسية من أهم العوامل التي تعوق المرأة عن المشاركة السياسية و من‬
‫العوامل‪:‬‬ ‫هذه‬
‫‪ ‬المناخ اإلنتخابي‪:‬‬
‫و الذي يؤثر سلبا على مشاركة النساء و الرجال على حد سواء‪ ،‬حيث تسيطر آليات‬
‫استخدام العنف و الفساد و سالح المال على المناخ السياسي ما أدى إلى إحجام النساء من‬
‫المشاركة‪ ،‬ففي مصر تحجم النساء عن اإلدالء بأصواتهن ألنهن ال يرغبن في أن‬
‫يتعرضن لإلهانة إذا لم يوافقن على بيع أصواتهن‪ ،‬كما تحجمن عن ترشيح أنفسهن خوفا‬
‫من التشهير بهن و تلويت سمعتهن بسبب عدم القدرة على تلبية متطلبات الدعاية االنتخابية‬
‫المالية‪.‬‬
‫و في الجزائر كانت النساء ال تشاركن خوفا من الجماعات الدينية المتعصبة و كذلك‬
‫الحال في لبنان حيث تحجم السيدات عن المشاركة خوفا من العنف المتبادل بين الفصائل‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الدعم الحزبي للمرأة‪.‬‬
‫معظم األحزاب السياسية في الوطن العربي ال تقدر دور المرأة و إمكانياتها في العمل‬
‫الحزبــي‪ ،‬و تتبنى المفهوم المغلوط للمشاركة الشكلية التي ال تتعدى تمثيليتها في بعض‬
‫األج ــهزة الحزبية‪ ،‬ويتضح موقف األحزاب ليس من خالل التمثيل في الهيآت العليا أو‬
‫الترشيح لالنتخابات فحسب بل و على المستوى القاعدي من حيث تكوين القيادات الحزبية‬
‫النسائية سياسيا‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفتقار إلى إطار تشريعي للتمييز اإليجابي لصالح المرأة‪:‬‬
‫في أغلب األنظمة السياسية العربية نجد مجموعة من التشريعات و القوانين التي ال تسمــح‬
‫بممارسة التمييــز اإليجاب ــي لصال ــح المرأة داخل مؤسساتها المنتخبة باستثناء بعض الدول‬

‫‪45‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫مثل‪ :‬المغرب و السودان و األردن‪ ،‬مما يجعل وضعية المرأة داخل األجهزة المنتخبة يتسم‬
‫بالضعف أو اإلنعدام في غالب الحيان‪.‬‬
‫‪‬هيمنة القبلية و الطائفية و العشائرية‪:‬‬
‫تميزت العمليات اإلنتخابية بالعالم العربي و خاصة منه المشرقي بهيمنة القبلية على نظام‬
‫اإلنتخابات‪ ،‬هذا األخير يقوم باألساس و بدرجة أولى على اإلنتماء إلى القبيلة أو العشيرة‪،‬‬
‫و يحكم حسب تقاليد قبلية خاصة ففي هذا النظام يقدم المرشح أو يشارك في االنتخابات‬
‫بوصفه ممثال للقبيلة باألساس و ليس كفرد في المجتمع أي مواطن‪ ،‬و هذا ما يقع في‬
‫اليمن مثال‪ ،‬إذ تطغى على المنافسات السياسية اإلنتماءات الضيقة إلى القبيلة قبل الشعور‬
‫بالمواطنة‪ ،‬أما نظام الطوائف فهو نظام يقوم على تمثيل الطائفة بالدرجة األولى بدال من‬
‫أن يكون تمثيال للمواطنين و المواطنات و هذا سائد في لبنان كذلك حيث يفصل قانون‬
‫االنتخابات على قياس زعماء الطوائف بالدرجة األولى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل اإلقتصادية‪.‬‬
‫حيث تؤث ــر التحــوالت االقتصادية في المجتمعــات العربيــة على المرأة بصورة أكبر من‬
‫الرجل‪ ،‬فالمرأة في المجتمعات العربية ال تتمتع باالستقاللية االقتصادية في غالبية األحيان‬
‫لذا فإن الفقر و التبعية االقتصادية و اإلشتغال بمطالب الحياة اليومية يمثالن أهم العوائق‬
‫االقتصادية التي تحول دون مشاركة المرأة في العمل العام و العمل السياسي‪ ،‬خاصة في‬
‫المجتمعات العربية المحافظة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العوامل اإلجتماعية‪.‬‬
‫تتعدد العوامل اإلجتماعية التي تعوق مشاركة المرأة في الوطن العربي و ربما يكون‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬الثقافة الشعبية‪:‬‬
‫حيث تعمل الثقافة السائدة في المجتمع على التفرقة بين الشأن العام و الشأن الخاص‪ ،‬و‬
‫يقتصر دور المرأة على العمل الخاص المتعلق بأمور العائلة بينما تعتبر إدارة الدولة أي‬

‫‪46‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫العمل العام جزء أصيل من إختصاص الرجل‪ ،‬فعلى سبيل المثال تركز الكتب المدرسية‬
‫في السودان على أن المرأة هي الكائن األضعف‪ ،‬و تبرز أن مهامها تنحصر في العمل‬
‫داخل منزلها‪ ،‬و إذا كانت نسبة تسجيل النساء في لوائح اإلنتخابات في العديد من الدول‬
‫العربية مثل سلطنة عمان‪ ،‬البحرين و قطر أعلى من نسبة تسجيــل الرجــال إال أنها ليســت‬
‫من منطلــق الح ــرص على مشاركــة النساء في العملية السياسية‪ ،‬و إنما من منطلق إستغالل‬
‫األصوات النسائية و التي تمثل كتلة انتخابية في تدعيم مرشح ثم اختياره من قبل العائلة أو‬
‫القبيلة ضد مرشح آخر‪.‬‬
‫‪ ‬قلة القوانين المنصفة للمرأة‪:‬‬
‫مع غياب أو ضعف وعي المرأة العربية بحقوقها خاصة منها السياسية‪ ،‬تكرست ثقافة‬
‫تشريعية تميزت في غالبها باإلجحاف اتجاه المرأة‪ ،‬حيث إقتصرت مطالب المرأة العربية‬
‫في الدفاع عن حقوقها الشخصية خاصة ما إرتبط باألحوال الشخصية دون النظر إلى‬
‫مطالب أخرى و بشكل منظم يسمح لها بتموقع إجتماعي و سياسي يؤهلها لتحقيق مطالبها‬
‫دون إنتظار النظر إلى قضاياها بعين من الشفقة المزيفة‪ ،‬و لدراســة أكثــر موضوعيــة‬
‫ح ــول األنظم ــة العربية و نظرتها لمسألة التمثيلية السياسية للنساء سنعمل على إبراز بعض‬
‫النماذج و التي ستمنح لنا نظرة أكثر موضوعية حول مسألة التمثيلية النسائية مما سيدفعنا‬
‫إلى طرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف عالجت األنظمة السياسية العربية مسألة التمثيلية السياسية للنساء؟‬
‫‪ -‬و ما هي المعيقــات التي تواج ــه هاته األنظمة إلدماج أكثر للنساء في مجال صناعة القرار‬
‫السياسي؟‬
‫‪-‬و ما هي التدابير التي شّر عتها هذه األنظمة لتحقيق ذلك؟‬
‫و من أجل ذلك سنقتصــر خالل هذه المرحلة من البحث على نموذجين عربييــن لما يمثالنه‬
‫من تباعد جغرافــي وتمايز ثقافي هما األردن و الجزائر‪:‬‬
‫‪-1‬النموذج األردني‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فيما يخص المرأة األردنية فقد ظهرت سياسة إدماج المرأة في عملية التنمية و‬
‫تعزيز مشاركتها في خطة التنمية الوطنية (‪ ،)80 -75‬و ذلك عن طريق خلق فرص‬
‫لتعليم المرأة و تنظيم برامج محددة لتدريبها‪ ،‬حيث تم التعبير عن هذه السياسة من خالل‬
‫عقد عدة مؤتمرات و ندوات نظمت من قبل مؤسسات حكومية و غير حكومية بالتعاون‬
‫مع وكاالت األمم المتحدة‪ ،‬لتهيئة مناخ أفضل لمشاركة المرأة في العمل السياسي ‪،‬‬
‫وكنتيجة لهذه المبادرات جاءت مصادقة األردن على االتفاقيات الدولية الخاصة بالقضاء‬
‫على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وعلى اتفاقية الحقوق السياسية للمرأة‪.‬‬
‫ويرجع ضعف اإلندماج السياسي للمرأة األردنية و قلة مشاركتها السياسية التي تنحصر‬
‫على اإلنتخاب و الترشيح فقط‪ ،‬إلى إنحصار مشاركتها في مواسم محددة بعيدة كل البعد‬
‫عن الجهد السياسي المنتظم الدائم و المشاركة المستمرة‪ ،‬التي تعبر عن رؤية إستراتيجية‬
‫تتمثل في االنخراط الفعال في األحزاب السياسية و هيآت المجتمع المدني و رقابة حتمية‬
‫على أداء مختلف السلطات و ضغط منظم مستمر على صانعي القرار و تمسك مبدئي‬
‫بمبادئ الدستور و بحقوق المواطنين و حرياتهم في كل وقت و تحت أي ظرف ودون‬
‫تميز ‪ ،‬ألن التغاضي عن مظاهر التجاوز على هذه المبادئ هو أيضا من المعيقات‬
‫األساسية‪.‬‬
‫ولتجاوز هذه الوضعية التهميشية التي تعاني منها المرأة األردنية‪ ،‬ولتحقيق إدماج سياسي‬
‫للفعاليات النسائية شهد األردن نشاطا من أجل النهوض بواقع المرأة على الصعيد المحلي‬
‫يمكن تلخيصه فيما يلي‪:‬‬
‫اإلشتراك في اللقاءات و المؤتمرات الدولية ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل اللجان الوطنية المتخصصة الحكومية منها و الغير الحكومية للعمل و‬ ‫‪-‬‬
‫التنسيق فيما بينها‪.‬‬
‫محاولة الحكومة و لو بشكل غير كامل بتطوير التشريعات أو تعديلها بما يتناسب‬ ‫‪-‬‬
‫مع الطموحات النسائية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫قيام المنظمات النسائية و المنظمات الغير الحكومية بدور فعال و رديف للمؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومية الرسمية فيما يخص حقوق اإلنسان بشكل عام و حقوق المرأة السياسية بشكل‬
‫خاص‪ ،‬وذلك عن طرق توسيع دائرة المشاركة و االهتمام بهذه الحقوق في المجتمع‬
‫األردني ككل‪.‬‬
‫‪-2‬النموذج الجزائري‪:‬‬
‫قبل التطرق لوضعية المشاركة السياسية للمرأة الجزائرية سنعمل على إبراز مفهوم‬
‫المشاركة السياسية عامة بالنظام السياسي الجزائري من خالل التطرق لجذوره التاريخية‪،‬‬
‫حيث تميزت المشاركة السياسية في الجـ ـ ــزائر باألزم ـ ــة من خالل عـ ـج ــز المؤسسـ ــات‬
‫السي ـ ــاسية عـ ـ ـ ــن إستيعــاب القـ ــوى الس ــياسي ــة و االجتماعيــة‪ ،‬فقد راف ــق حكــم الح ــزب‬
‫الواح ــد إقص ــاء للحري ــات الفرديــة و الجماعية‪ ،‬و برزت رغبة النخب الحاكمة في عدم‬
‫إشتراك القوى األخرى و ممارسة النزعة اإلقصائية ضدها‪ ،‬و إحتكارها الكامــل للتمثيل‬
‫في إطار سياسة تعبوية تفتقر إلى المشاركة‪ ،‬ولذلك فقد اقتصرت رؤية حزب جبهة‬
‫التحرير بالنسبة إلى المشاركة بمعنى التعبئة السياسية التي تأخذ شكل التأييد و الحشد و‬
‫المساندة لبعض القرارات دون اإلسهام الحقيقي في صنعها نتيجة لضعف الحزب و عدم‬
‫قدرته على تمكين مختلف القوى من التعبير عن مصالحها و مطالبها‪ ،‬و بالتالي افتقاد‬
‫وجود قنوات شرعية أخرى‪ ،‬إن الجزائر و قبل التحول إلى التعددية الحزبية في ‪ 1989‬لم‬
‫تكن تمتلك أية تقاليد أو ميراث يفصح عن مشاركة سياسية حقيقية‪ ،‬فالمفهوم السائد هو‬
‫التعبئة وليس المشاركة‪ ،‬و على الرغم من التطور الذي شهدته الجزائر في تكوين‬
‫الجمعيات خالل السبعينيات من القرن الماضي‪ ،‬إال أن النظام السياسي بقي مفتقدا ذلك‬
‫النضج المؤسساتي الذي يجعل من الديمقراطية قيمة عليا تحكم حياة المجتمع‪ ،‬إال أنه ظهر‬
‫إهتمام النظام السياسي بالمشاركة السياسية من خالل وضع صيغ دستورية و قانونية تمس‬
‫المشاركة السياسية و حقوق اإلنسان‪ 24،‬كاإلعتراف بالتعددية الحزبية و السياسية‪ :‬حيث‬

‫‪24‬‬
‫ناجي عبد النور ‪ ،‬النظام السياسي الجزائري من األحادية إلى التعددية السياسية ‪ ،‬الجزائر ‪ :‬مديرية النشر قائمة ‪.1420 ، 2006‬‬

‫‪49‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫نصت المادة (‪ )40‬من دستور ‪ 1989‬على أن "حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي‬
‫معترف به"‪.‬‬
‫وقد أدى إقبال الجزائر على التعددية السياسية في سنة ‪ ،1989‬إلى إتساع مشاركة المرأة‬
‫في الحياة السياسية باعتبارها اإلطار الوحيد للممارسة الديمقراطية‪ ،‬وكنتيجة لذلك إتسع‬
‫نشاط النساء المثقفات خاصة في الحكومة و البرلمان و المجالس‪ ،‬إلى حد إعطاء هذه‬
‫‪25‬‬
‫المشاركة بعدا هاما يخدم بالدرجة األولى قيم الديمقراطية و العصرنة‪.‬‬
‫و من خالل هذا الرسم البياني يتضح لنا مدى التطور الذي تعرفه تمثيلية النساء بالمجلس‬
‫الشعبي الوطني الجزائري بين مجلسي ‪ 1997‬و ‪.2002‬‬

‫‪007‬‬
‫‪006‬‬
‫‪005‬‬
‫‪004‬‬
‫‪003‬‬ ‫منتخبات‬ ‫المترشحات‬ ‫‪Series3‬‬

‫‪002‬‬
‫‪001‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2002‬‬ ‫‪7991‬‬

‫يتبين من خالل الرسم البياني الخاص بالمجلس الشعبي الوطني الجزائري تضاعف عدد‬
‫المترشحات مرتين‪ ،‬مقابل تضاعف عدد المنتخبات مرتين و نعتبر أن الزيادة في عدد‬
‫المترشحات و عدد المنتخبات مهم جدا‪ ،‬خاصة و أنها جاءت في مرحلة صعبة أمنيا و‬
‫إجتماعيا و سياسيا‪.‬‬
‫إن إدارة النساء و تمكنهن بحقوقهن السياسية شجع الدولة و كل القوى السياسية التي‬
‫أدمجت مسألة ترشيح النساء في برامجها السياسية إلى دفع النساء للترشيح و التصويت في‬
‫اإلنتخابات و من أجل ذلك أخذت بالعمل بمجموعة من اآلليات‪ ،‬كترشيح النساء في‬
‫البلديات و الواليات المضمون الفوز فيها‪ ،‬إضافة إلى وضع بعض أسماء المترشحات في‬
‫أعلى قوائم الترشيح الحزبية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الدراسة المسحية الخاصة بتمكين السياسي للمرأة الوزارة المنتدبة المكلفة باألسرة و قضايا المرأة‪ ،‬الجزائر‬

‫‪50‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إال أن المشهد السياسي بالجزائر و واقعه يخلق مجموعة من المعيقات تجعل من المشاركة‬
‫السياسية للنساء باألجهزة المنتخبة تتخبط في مجموعة من المشاكل يمكن إجمالها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫عدم إتفاق التنظيمات النسوية فيما بينها على حد أدنى من شروط العمل و‬ ‫‪-1‬‬
‫المشاركة في الحياة السياسية العامة‪.‬‬
‫ضعف مستوى التجند و االلتزام السياسي لدى النساء بشكل عام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إنشغال المرأة أكثر بالبحث عن مركزها داخل البيت و ليس في األحزاب و‬ ‫‪-3‬‬
‫التنظيمات‪.‬‬
‫عدد النساء المنخرطات في األحزاب يبقى غير كافي و بالتالي ال يمكن أن يشكل‬ ‫‪-4‬‬
‫قوة تطمح للوصول إلى السلطة‪.‬‬
‫من هنا نستخلص بأن موضوع مشاركة المرأة في السياسة‪ ،‬وما يتميز به من ضعف‪ ،‬ال‬
‫يقتصر عن سياسة الدولة في هذا المجال أو عن القوانين المتوفــرة في الدستور و قانون‬
‫األحزاب و الجمعيات و قانون االنتخابات‪ ،.....‬وإ نما يمتد إلى طبيعة التنشئة السياسية‬
‫للمرأة‪ ،‬و بالقيم الثقافية السائدة في المجتمع العربي‪ ،‬فضــال عن الظــروف التي تفرضهـا‬
‫درجة إهتمــام المرأة بالسياسة و الحياة العامة و موقفها من مسألة المشاركة السياسية‪.‬‬
‫ورغم كل هذه المجهودات تبقى مشاركة النساء العربيات في المجال السياسي محدودة إذ‬
‫ال يتجاوز المعدل العام لحضور النساء العربيات في البرلمانات العربية ‪ 5,7‬و هي أقل‬
‫نسبة لتمثيل النساء داخل البرلمان في العالم‪ ،‬حيث يبلغ المعدل العام للتمثيل النسائي داخل‬
‫البرلمانات حوالي ‪ %15‬في دجنبر ‪ ،2002‬حيث يصل في دول أوربا الشمالية إلى‬
‫‪ %39،7‬و في أمريكا ‪ %16،5‬و في أروبا الغربية ‪ %15،5‬و في آسيا ‪ %15،2‬و في‬
‫‪26‬‬
‫إفريقيا ‪. %13،6‬‬

‫‪26‬‬
‫‪Umian interparlementaire , les femmes dans les parlements: mayemmes mondiales et Régionales au‬‬
‫‪23 décembre 2002‬‬

‫‪51‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وحتى في الدول العربية تختلف هذه النسبة من بلد إلى آخر‪ ،‬فهناك دول عربية يفوق‬
‫حضور النساء في برلماناتها ‪ %10‬مثل تونس و سوريا و المغرب منذ شتنبر ‪،2002‬‬
‫بينما ينخفض هذا الحضور إلى حدود ‪ % 2‬في لبنان و في مصر ‪ %1،3‬في األردن‬
‫‪ %0،7‬و في اليمن‪ ،‬وهذا ما يوضحه الجدول أسفله‪:‬‬

‫نسبة تمثيلية النساء في البرلمانات العربية‪:‬‬


‫نسبة تمثيلية النساء في البرلمانات‬ ‫البلــــــد‬

‫‪11،5%‬‬ ‫تونس‬
‫‪10،8%‬‬ ‫المغرب‬
‫‪10،4%‬‬ ‫سوريا‬
‫‪9،7%‬‬ ‫السودان‬
‫‪7،6%‬‬ ‫العراق‬
‫‪6،2%‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪3،8%‬‬ ‫موريطانيا‬
‫‪2،4%‬‬ ‫مصر‬
‫‪2،3%‬‬ ‫لبنان‬
‫‪1،3%‬‬ ‫األردن‬
‫‪0،7%‬‬ ‫اليمن‬
‫‪0،0%‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪0،0%‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪0،0%‬‬ ‫الكويت‬
‫؟‬ ‫ليبيا‬

‫‪52‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أما على مستوى رؤساء البرلمان فغياب النساء هو عام و ال يستثني أي دولة‬
‫عربية‪ ،‬أما على مستوى السلطة التنفيذية فعلينا أن نميز بين رئيس الدولة و الوزراء‪.‬‬
‫في كل دول العربية و مهما كان النظام ملكيا أو جمهوريا ال نجد نساء يتحملن منصب‬
‫رئيس الدولة أو وزير أول أو رئيس حكومة‪.‬‬
‫من خاللماسبق نستشف أن الثقافة السائدة لدى المجتمعات العربية كان لها التأثير السلبي‬
‫على تمثيلية النساء السياسية داخل المؤسسات المنتخبة‪ ،‬بل إنعكس هذا األمر حتى على‬
‫مستوى التشريعات المحفزة لهذه المشاركة‪ ،‬حيث لم تتعدى سقف الواقع المجتمعي العربي‬
‫بل كرست مبدأ التفوق الذكوري على النساء وشرعنته وبذلك حّد ت من طموح النساء‬
‫الراغبات في تجاوز مرحلة اإلقصاء إلى مرحلة اإلندماج في الحياة العامة‪.‬‬
‫المبحــث الثانــي‪ :‬المرجعيات الدولية للتمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬
‫تميز القرن العشرين بطرح قضية تحقيق المساواة بين الجنسين (الرجل و المرأة)‪،‬‬
‫وهذه القضية بدأتها النساء أوال ثم بدأ بعض الرجال بتأييد خطوات هذه القضية و التنظير‬
‫لها ‪ ،‬لقناعة الجميع أنه لن يتم التقدم اإلنساني إال بفضل تحقيق المساواة بين الجنسين‪،‬‬
‫وترافق ذلك مع توجه عالمي لتمكين المرأة من خالل مجموعة من التقارير و القرارات‬
‫الصادرة عن اللقاءات و المؤتمرات الدولية‪.‬‬
‫كما تميزت فترة أواخر القرن العشرين و أوائل القرن الواحد و العشرين‪ ،‬ببروز موجة‬
‫عارمة حول تنامي الوعي العالمي بقضية الديمقراطية‪ ،‬إذ أصبحت هذه القضية الشغل‬
‫الشاغل لكل المهتمين بقضايا الديمقراطية وحقوق اإلنسان في الوقت الحاضر سواء على‬
‫مستوى الفكر أو على مستوى الممارسة‪ ،‬وعندما نتكلم اليوم عن الديمقراطية ال بد أن‬
‫نسلم أن أحد مرتكزاتها‪ ،‬مبدأ المساواة و إعطاء الفرصة للجميع دون تفرقة بين الجنسين‪،‬‬
‫هذا فضال عن التذكير بتقارير التنمية البشرية الصادرة عن األمم المتحدة‪ ،‬و التي إعتبرت‬
‫أن الهدف األساسي للتنمية هو توسيع خيارات الناس‪ ،‬الخيارات التي تنشأ عن طريق‬
‫توسيع القدرات البشرية والطريقة التي يعمل بها اإلنسان‪ ،‬وعندما نذكر توسيع خيارات‬

‫‪53‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الناس يمكن التأكيد أن أهم مكون لهذا المفهوم هو المساواة خاصة ماتعّلق بالفرص المتاحة‬
‫للناس جميعا في المجتمع و الناس جميعا يقصد بهم النساء و الرجال‪.‬‬
‫و بالتالي فالمساواة في منظور مجال حقوق اإلنسان يمكن التطرق لها من خالل أبعاد‬
‫‪27‬‬
‫كثيرة‪:‬‬
‫المساواة في إمكانية الحصول على الخدمات اإلجتماعية اإلنسانية و من‬ ‫‪-‬‬
‫بينها التعليم و الصحة‪.‬‬
‫المساواة في فرص المشاركة في صنع القرارات السياسية و االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساواة في األجر مقابل العمل المتكافئ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساواة في الحماية بموجب القانون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء على التمييز حسب نوع الجنس و على العنف ضد المرأة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساواة في حقوق المواطنين في جميع مجاالت الحياة سواء العامة أو‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المواثيق و المعاهدات الدولية‪.‬‬


‫إن فكرة عالمية حقوق اإلنسان و إستحقاقها لجميع البشر‪ ،‬ترتبط بشكل مركزي‬
‫بمبادئ المساواة فكل فرد في كل مكان يولد و هو يمتلك نفس الحقوق اإلنسانية‪ ،‬على‬
‫الرغم من أنه ربما ال يمتلك نفس القدرة على التمتع بهذه الحقوق‪ ،‬و تنص المادة الثانية‬
‫من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن‪ ":‬لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق و‬
‫الحريات الواردة في هذا اإلعالن‪ ،‬دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو‬
‫اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر‪ ،‬أو األصل االجتماعي أو الثروة‪......‬‬
‫‪28‬‬
‫"‬

‫‪27‬‬
‫د ‪ /‬عبد البه عطوي ‪ :‬السكتن و التنمية البشرية ‪ ،‬دار النهضة العربية بيروت ط ‪ ، 1‬ص ‪. 493‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان المادة الثانية منه ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن المساواة في سياق حقوق اإلنسان ال تعني بالضرورة معاملة كل فرد بنفس‬
‫الطريقة‪ ،‬فعندما يكون الناس في ظروف غير متساوية‪ ،‬تصبح معاملتهم بنفس الطريقة‬
‫وسيلة تؤيد الظلم بدال من أن تستأصله‪ ،‬وعادة ما تحتاج المرأة لمعاملة تختلف عن معاملة‬
‫الرجل لكي يمكنها التمتع بنفس الحقوق‪ ،‬و لتعزيز المساواة يجب إتخاذ خطوات من أجل‬
‫تحقيق التوازن بين الرجل و المرأة‪ ،‬مما يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق مجتمع عادل‬
‫بحق‪ ،‬و بهذا المعنى نؤكد على أن حقوق اإلنسان ليست حيادية بالنسبة للنوع االجتماعي‪،‬‬
‫فال يمكن القضاء على إنتهاك الحقوق و طرح الحلول لتجاوزه دون اإلقرار بعدم المساواة‬
‫القائمة بين الرجل و المرأة‪.‬‬
‫و لتجـاوز حالــة عـدم المسـاواة بيـن الرجل و المرأة و إلقرار نظام اجتماعي مبني‬
‫عل ـ ــى الـ ــتوازن بين مكونـ ــاتـ ــه‪ ،‬عم ـ ــل المنتظم الدولـي علـى إقرار مجموع ـ ـ ــة م ــن‬
‫اإلج ــراءات القانونية و المعاهدات و المواثيق تحت على ضرورة القضاء على جميع‬
‫أشكال التمييز الذي تمس مكونات المجتمع الدولي‪ ،‬و من ضمنها المرأة‪ ،‬و على الرغـم‬
‫بالطابع الغير الملزم لألنظمة السياسية بهذه المواثيق الدوليـة إال أن لـها تأثيـر مباشـر علـى‬
‫مجمـوعة مـن المجاالت الوطنيـة مـما يجعلـها ورقـة ضغـط اتجـاه األنظمـة السياسيـة‬
‫بضرورة اإللتـزام بمقتضياتـها حتـى ال تصبـح دوال معزولة سياسيا‪ ،‬و خالل هذه المرحلة‬
‫من البحث إرتأينا التطرق للمرجعيات الدولية لمسألة المساواة بين الجنسين و من خالله‬
‫لمسألة التمثيلية السياسية للنساء عبر إعتمادنا نموذجين إثنين خالل هذه المرحلة من البحث‬
‫و هما‪:‬‬
‫ميثاق األمم المتحدة كفقرة أولى ثم المعاهدات و المواثيق الدولية كفقرة ثانية‪.‬‬
‫الفقــرة األولى‪ :‬ميثاق األمم المتحدة‪:‬اتفاقية القضــاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة‪.‬‬
‫لقد جاء في ديباجة ميثاق األمم المتحدة الصادر بتاريخ ‪ 26‬يونيو ‪ 1945‬بمدينة‬
‫سان فرانسيسكو بالواليات المتحدة األمريكية من خالل مادته ‪ 55‬في بندها الثالث ما يلي‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫" أن يشيع في العالم احترام حقوق اإلنسان و الحريات األساسية للجميع بال تمييز بسبب‬
‫الجنس أو اللغة أو الدين و ال تفريـق بين الرجال و النساء‪ ،‬و مراعاة تلك الحقوق و‬
‫الحريات فعال" ورغبة منها في إعمال مبدأ تساوي الرجال و النساء في الحقوق الواردة‬
‫في ميثاق األمم المتحدة و إعترافا منها بأن لكل شخص حق المشاركة في إدارة الشؤون‬
‫العامة لبلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين يختارونهم بحرية‪ ،‬والحق في أن‬
‫تتاح له على قدم المساواة مع سواه فرصـة تقلد المناصب العامة في بلده‪ ،‬و رغبة منها في‬
‫جعل الرجال و النساء يتساوون في التمتع بالحقوق السياسية و في ممارستها طبقا ألحكام‬
‫ميثاق األمم المتحدة و اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ثم عرض التوقيع على اتفاقية بشأن‬
‫الحقوق السياسية للمرأة بتاريـخ ‪ 20‬دجنبر ‪ ،1952‬و التي ضمت مجموعة من المواد‬
‫الهادفة إلى إقرار مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة و جعله قاعدة للتعامل في إطار‬
‫التشريعات الدولية‪ ،‬حيث جاء في مادته الثانية " للنساء األهلية في أن ينتخبن لجميع‬
‫الهيئات المنتخبة باإلقتراع العام المنشأة بمقتضى التشريع الوطني‪ ،‬بشرط تساوي بينهن و‬
‫بين الرجال دون أي تمييز" كما جاء في مادته الثالثة ‪ ":‬للنساء أهلية تقلد المناصب العامة‬
‫و ممارسة جميع الوظائف العامة المنشأة بمقتضى التشريع الوطني‪ ،‬بشرط تساوي بينهن‬
‫و بين الرجال دون أي تمييز" و قد أشرفت األمم المتحدة على هذه اإلتفاقيات التي‬
‫أبرمت تحت إشرافها‪ ،‬كإتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في ‪ 18‬دجنبر‬
‫‪ ،1979‬و تضع هذه اإلتفاقية المؤلفة من ‪ 30‬مادة‪ ،‬في قالب قانوني ملزم من حيث‬
‫المبادئ و التدابير لتحقيق المساواة في الحقوق للمرأة في كل مكان‪ ،‬و جاء اعتمادها‬
‫تتويجا لمشاورات استمرت لفترة خمس سنوات وتتضمن هذه اإلتفاقية الشاملة بدعوتها إلى‬
‫كفالة الحقوق المتساوية للمرأة بصرف النظر عن حالتـها اإلجتماعية‪ ،‬و في جميـع‬
‫الميادين‪ ،‬سياسيـة و إقتص ــاديـ ــة و إج ــتمـ ــاعيـ ــة و ثقـ ــافيــة و مدني ــة‪،‬‬
‫و هي تدعو إلى سن تشريعات وطنية تحرم التمييز و توصي بإتخاذ تدابير خاصة مؤقتة‬
‫للتعجيل بتحقيق المساواة الحقيقية بين الرجل و المرأة‪ ،‬وبإتخاذ خطوات تستهدف تعديل‬

‫‪56‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األنماط اإلجتماعية و الثقافية التي تؤدي إلى إدامة هذا التمييز‪.‬‬


‫كما اعتبرت االتفاقية أن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكا لمبدأ المسـاواة في‬
‫الحقـوق و احترام كرامة اإلنسان‪ ،‬وعقبة أمام مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل‬
‫في حياة بلدها السياسيـة و اإلجتماعيـة و اإلقتصادية و الثقافية‪ ،‬ويعوق نمو المجتمع و‬
‫األسرة و يزيد من صعوبة التنمية الكاملة إلمكانات المرأة في خدمة بلدها و البشرية‬
‫‪29‬‬
‫عامة‪.‬‬
‫لقد أنجزت األمم المتحدة مهمة تحديد و توصيف حقوق اإلنسان و حرياته‬
‫األساسية‪ ،‬و منها حقوق المرأة‪ ،‬وبنت هيكال مترابطا إتخذ شكل معاهـدات و إتفاقيـات‬
‫دولية للدفـاع عنه‪ ،‬واستحدثت وسائل لقياس مدى التقدم في هذا المجال‪ ،‬و تعتبر هذه‬
‫واالتفاقيات مترابطة و متكاملة و ال يمكن النظر إليها باعتبارها قابلة‬ ‫المعاهدات‬
‫للقسمة أو االنتقاء أو التجزئة‪ ،‬و هي بموضوعاتها المتنوعة تشكل وحدة حقوقية‬
‫بخصوص اإلنسان و منها حقوق المرأة على وجه الخصوص‪ ،‬حيث اعتبرت األمم‬
‫المتحدة أن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكا جوهريا لمبـدأ المسـاواة في الحقوق و احترام‬
‫كرامة اإلنسان و هما مبدآن أساسيان من مبادئ القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬أي‬
‫الشرعية الدولية‪ ،‬كما أن التمييز بين األجناس يساهم في إعاقة تقدم و رخاء المجتمعات‬
‫عامة و لتجاوز هذا الحيف التاريخي إتجاه النساء أكدت األمم المتحدة بضرورة تنظيم‬
‫المجتمع بحيث يكفل للنساء حقوقا متساوية مع الرجل في مختـلف المجاالت وفي إطار من‬
‫التعاون و التكامل‪.‬‬
‫عموما كانت وال زالت للمرجعيات الدولية و خاصة ميثاق األمم المتحدة دورا‬
‫أساسيا و محوريا في إقرار مبـادئ حقـوق اإلنسـان و تعزيز مبدأ المساواة بين األجناس‬
‫وفي عدة مستويات‪ ،‬ومن خالل هذا الميثاق انبثقت عليه مجموعة من العهود و المواثيق‬
‫الدولية التي توزعت زمانيا حسب القضايا التي كانت موضوع نقاش خالل تلك الفتـرات‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ص ‪.4‬‬

‫‪57‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ومن ضمنـها قضيـة حقوق المرأة عامة و السياسيـة منها على وجـه الخصـوص‪ ،‬حيث‬
‫إنعكست توصياتها إيجابيا على وضعية المرأة‪ ،‬كما أدى ذلك إلى بروز حركات نسائيـة‬
‫و جمعويـة تطالـب بضرورة اإللتـزام بهذه المرجعيـات الدوليــة و تنزيلها في إطار دستوري‬
‫و قانوني يحفظ للنساء مكانتهن داخل المجتمع‪ ،‬و هذا ما نالحظـه في الدستور المغربي‬
‫الجديد لسنة ‪ 2011‬و الذي أقر بمبدأ المساواة و المناصفة بين الرجل و المرأة في المجال‬
‫السياسي‪.‬‬
‫فما هي إذن األدوار الذي لعبتها هذه المعاهدات لتحسين صورة المرأة و‬ ‫‪-‬‬
‫إقرار حقوقها؟ و ما حدود تأثيرها على الوضعية الحقوقية للمرأة؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلليات الدولية للرفع من التمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬


‫حضيت مسألة إدماج وتمكين المرأة بإهتمام محلي وعالمي واسع‪ ،‬بعدما اقتنع المجتمع‬
‫الدولي بحجم التمييز والتهميش الذي يطالها‪ ،‬ومدى اإلنعكاس السلبي لذلك على تطور‬
‫المجتمعات‪.‬‬

‫وإ ذا كانت مقتضيات الدساتير المحلية تؤكد على مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬فإن واقع الممارسة الدولية يبرز أن حضور المرأة في مختلف مراكز القرار‬
‫الحيوية يظل محدودا وال يعكس كفاءتها وإ مكانياتها في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫وقد سنت العديد من اإلتفاقيات والمعاهدات الدولية لتترجم اإلهتمام المتزايد بتمكين المرأة‪،‬‬
‫من قبيل اإلتفاقية الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وبرنامج عمل‬
‫"بكين" الصادر عن المؤتمر العالمي حول المرأة المنعقد بالصين سنة ‪ 1995‬والذي‬
‫صادقت عليه ‪ 189‬دولة‪ ،‬كما أن تقرير األمين العام األممي لسنة ‪ 2003‬حول تنفيذ‬
‫إعالن األلفية التابع لألمم المتحدة‪ ،‬أكد من جانبه على ضرورة تعزيز المساواة بين‬
‫الجنسين وتمكين المرأة‪ ،‬حيث أضحى هذا التمكين وفي مختلف المجاالت السياسية‬

‫‪58‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ....‬أحد أبرز المؤشرات لتقييم مستوى تقدم وتطور الدول ضمن‬
‫تقارير التنمية البشرية‪.‬‬
‫ويندرج نظام الحصص أو "الكوتا" ضمن هذا اإلطار‪ ،‬وهي تقنية مرحلية تنحو إلى توفير‬
‫فرص لعدد من الفئات األقل حظا داخل المجتمعات‪ ،‬و تتنوع "الكوتا" بين نظام محدث‬
‫دستوريا‪ ،‬ونظام حصص محدث بمقتضى قانون إنتخابي‪ ،‬وهما معا يسمحان بتنافس النساء‬
‫على عدد أو نسبة من المقاعد المخصصة لهن‪ ،‬ثم نظام حصص حزبي يقضي بترشيح‬
‫نسبة محددة من النساء في اللوائح اإلنتخابية المحلية و البرلمانية‪ ،‬ويمكن لهذا األخير أن‬
‫يكون إختياريا في سياق توافقي‪ ،‬أو إجباريا بموجب نص قانوني‪.‬‬
‫وبغض النظر عن التقنية المتبعة لتحفيز مشاركة سياسية عادلة للنساء‪ ،‬فإن المشاركة‬
‫السياسية للمرأة عموما تظل مطلبا ملحا‪ ،‬ذلك أن تعزيز الخيار الديمقراطي والتنمية‬
‫الحقيقية التي تركز على اإلنسان باعتباره وسيلة وهدفا‪ ،‬ال يمكن أن تتحقق من دون‬
‫اإللتفات لنصف المجتمع الذي تشكله المرأة‪.‬‬
‫إن تحقيق مبادئ الديمقراطية وإ حترام حقوق اإلنسان وشروط التنمية الحقيقية ال يتم دون‬
‫فتح المجال لمشاركة المرأة وإ دماجها داخل المجتمع‪ ،‬وهي مهمة ال تقتصر على فتح باب‬
‫المشاركة السياسية وولوج البرلمانات والمجالس المحلية بقدر ما ترتبط بتمكينها من‬
‫المساهمة الفعالة في إتخاذ القرارات الحيوية في مختلف المجاالت اإلقتصادية و السياسية‬
‫واإلجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫المطلـــب الثانــــي‪ :‬المؤتمـــــرات‪.‬‬
‫تعد قضية الحقوق السياسية للمرأة إحدى القضايا اآلنية في مجال حقوق اإلنسان‬
‫وهذا ما نستشفه من خالل عدد المؤتمرات و المعاهدات التي عالجت قضية المرأة‬
‫وخاصة السياسية منها‪.‬‬
‫ولقد عرفت المؤتمرات الدولية المتعلقة بموضوع المرأة إنطالقتها منذ سنة ‪1949‬‬
‫و التي دعت إلى عدم التمييز بين المواطنين‪ ،‬ليس فقط بين النساء و الرجال‪ ،‬بل أيضا‬

‫‪59‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫بين العبيد واألحرار‪ ،‬ففكرة تنظيم هذه المؤتمرات تقوم على أساس إثبات حق المواطنين‬
‫في التساوي في الكرامة والحقوق‪ ،‬وقد خصت األمم المتحدة ألول مرة النساء بوثيقة‬
‫خاصة بهن سنة ‪ ،1967‬حيث أصدرت إعالن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة غير أن هذا األخير لم يكن إلزاميا‪ ،‬لهذا السبب لم يحصل تجاوب كبير من قبل‬
‫معظم الدول‪ ،‬مما دعا األمم المتحدة إلى إعتبار سنة ‪ 1975‬سنة دولية للمرأة تحت شعار‬
‫"مساواة – تنمية – سالم"‪.‬‬
‫بعد ذلك عقد في العام نفسه المؤتمر العالمي للمرأة في مكسيكو سيتي سنة ‪،1975‬‬
‫وكان من أبرز إنجازات هذا المؤتمر إعتماده خطة عمل عالمية تتبناها جميع الدول‬
‫المنضمة إلى هيئة األمم المتحدة وكان هدفها األساسي ضمان مزيد من إندماج المرأة في‬
‫مختلف مرافق الحياة‪ ،‬حيث إنطلق المؤتمر ما بين سنوات ‪ 1976‬و ‪ 1985‬تحت إسم "‬
‫عقد األمم المتحدة للمرأة " لتحقيق األهداف و لتنفيذ الخطط الموضوعة لها في مجموعة‬
‫من المجاالت‪ ،‬و خاصة منها مشاركتها في صنع القرار‪.‬‬
‫وحرصا من األمم المتحدة على ضمان سير خطة العمل وتحقيق أهدافه رأت لجنة المتابعة‬
‫عقد مؤتمر عالمي آخر‪ ،‬في مدينة كوبنهاجــن – بالدنمارك بين ‪ 14‬و ‪ 30‬يوليوز سنة‬
‫‪ ،1980‬تحت شعار‪" :‬المساواة و التنمية و السالم" ‪،‬وبعد ذلك استمرت اللقاءات و‬
‫المؤتمرات لمتابعة الخطط المدروسة في المؤتمرات السابقة ‪ ،‬فكان من بينها مؤتمر‬
‫نيروبي بكينيا سنة ‪ ،1985‬والذي عقد إلستعراض التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل‬
‫العالمية بعد مرور عشر سنوات على وضعها قيد التنفيذ‪ ،‬ولدراسة العقبات و المعوقات‬
‫التي حالت دون تنفيذها كاملة في جميع بلدان العالم‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1994‬عقد مؤتمر السكان و التنمية في القاهرة بمصر و بعد سنة فقط‬
‫مؤتمر بكين بالصين الشعبية سنة ‪ ،1995‬ثم مؤتمر بكين ‪ 5+‬الذي عقد في نيويورك في‬
‫صيف سنة ‪ ،2000‬و الذي خصص لدراسة تطبيق التوصيات الصادرة عن مؤتمر بكين‬
‫حول المرأة في السنوات الخمــس الماضيــة و التخطي ــط للسنوات الخمس المقبلة و ذلك‬

‫‪60‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تحت شعار" المرأة سنة ‪ :2000‬المساواة بين الجنسين و التنمية و السالم في القرن‬
‫الحادي و العشرين"‪.‬‬
‫من خالل تنظيم هذه المؤتمرات المتتالية في عدة مناطق من العالم‪ ،‬يحاول بذلك المنتظم‬
‫الدولي تجاوز وضعية عدم المساواة التي تعاني منها المرأة في مجموعة من المجاالت‬
‫خاصة السياسية منها و ذلك عبر تشريع و إصدار مجموعة من التوصيات هدفها األساسي‬
‫خلق نوع من التوازن بين المرأة و الرجل‪.‬‬
‫إذن فما هي أهم التوصيات التي خرجت بها هذه المؤتمرات؟( الفقرة األولى) و هل‬
‫يمكن اعتبار المؤتمرات اإلقليمية و المحلية امتداد للمؤتمرات الدولية؟( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المؤتمــرات الدولية‪.‬‬


‫لقد كان للمؤتمرات الدولية دورا أساسي في تحقيق مجموعة من المطالب التي‬
‫كانت تترافع عليها النساء‪ ،‬و قد كان لهذه األخيرة تأثير مباشر على تغيير وضعية المرأة‬
‫مما إضطر مجموعة من األنظمة السياسية إلى اإلستجابة لبعض هذه التوصيات و التي‬
‫تعمل باألساس على تحفيز إدماج المرأة في مجموع الحياة العامة و السياسية منها على‬
‫وجه الخصوص‪،‬وتم تنظيم معظم المؤتمرات الدولية برعاية هيئة األمم المتحدة أو اللجان‬
‫التابعة لها‪ ،‬ويرجع إهتمام الهيئة األممية بالمرأة منذ سنة ‪ ،1946‬أي بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية مباشرة‪ ،‬حيث تم التأكيد على مبدأ المساواة بين الرجال و النساء في الحقوق من‬
‫خالل المواد األولى لمثياق األمم المتحدة‪ ،‬و هذه قضية الزالت الهيئة تؤكد عليها في‬
‫اتفاقياتها و مؤتمراتها خاصة منها المؤتمرات الخاصة بالمرأة و التي جاء تنظيمها زمنيا‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫مؤتمــر مكسيكو سيتــي و الذي عقد بإشراف األمم المتحدة تحت شعار" المساواة و‬ ‫‪-1‬‬
‫التنمية و السلم" سنة ‪ 1975‬حيث اعتبرت تلك السنة ‪ :‬السنة العالمية للمرأة و إعتمدت‬
‫فيها أول خطة عالمية متعلقة بوضع المرأة‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1979‬عقدت الجمعية العامة لألمم المتحدة مؤتمرا آخر تحت شعار‬ ‫‪-2‬‬
‫(القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة) و خرج المؤتمرون باتفاقية تتضمن ثالثين‬
‫مادة وردت في ستة أجزاء للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة و جاءت هذه‬
‫اإلتفاقية ألول مرة بصيغة ملزمة قانونيا للدول التي توافق عليها إما بتصديقها أو‬
‫باإلنضمام إليها حيث بلغ عدد الدول التي إنضمت إلى هذه اإلتفاقية ‪ 133‬دولة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1980‬عقدت األمم المتحدة (المؤتمر العالمي للمرأة تحت شعار‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫"المساواة و التنمية و السلم" و هو المؤتمر الثاني الخاص بالمرأة و ذلك إلستعراض و‬
‫تقويم التقدم المحرز في تنفيذ توصيات المؤتمر العالمي األول للسنة الدولية للمرأة و الذي‬
‫عقد سنة ‪ 1975‬في المكسيك‪ ،‬ولتعديل البرامج المتعلقة بالنصف الثاني من العقد األممي‬
‫للمرأة مع التركيز على الموضوع الفرعي للمؤتمر "العمالة و الصحة و التعليم"‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1985‬عقد (المؤتمر العالمي إلستعراض و تقييم منجزات عقد األمم‬ ‫‪-4‬‬
‫المتحدة للمرأة‪( :‬المساواة و التنمية و السلم ) وفي نيروبي بكينيا – المؤتمر الثالث الخاص‬
‫بالمرأة – الذي عرف باسم (استراتيجيات نيروبي المرتقبة للنهوض بالمرأة ) و ذلك من‬
‫سنة ‪ 1986‬إلى سنة ‪.2000‬‬
‫و في سنة ‪ 1995‬عقدت األمم المتحدة المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين‬ ‫‪-5‬‬
‫بالصين‪ ،‬وقد دعت فيه إلى مضاعفة الجهود و اإلجراءات الرامية إلى تحقيق أهداف و‬
‫استراتيجيات نيروبي للنهوض بالمرأة مع نهاية القرن العشرين‪.‬‬
‫ومن إيجابيات هذه المؤتمرات‪ ،‬تطور واقع المرأة في الحياة العامة و خاصة السياسية‬
‫منها‪ ،‬حيث أضحت المواثيق الدولية تقر بضرورة إحترام كرامة النساء وحقوقها‪ ،‬مما‬
‫أسفر إلى إعتماد مجموعة من الدول ومن خالل دساتيرها و قوانينها الوطنية مبدأ‬

‫‪62‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المساواة بين الجنسين‪ ،‬و مع ذلك تظهر الفجوة بين المستوى النظري و التطبيقي حيث‬
‫يبرز غياب صفة اإللزام عن اإلتفاقيات و اإلعالنات الدولية‪ ،‬كما تفتقر المنظمات‬
‫الدولية إلى آليات لفرض جزاءات على الدول التي ال تلتزم بالتطبيق على غرار ما‬
‫ورد في االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان‪.30‬‬
‫و تنظر المنظمات الدولية إلى المؤتمرات التي تعنى بموضوع المرأة كأداة للدفع‬
‫بمسار النهوض بدور المرأة في الشأن العام و ذلك من خالل التأكيد على تنمية قدرات‬
‫العمل السياسي لدى المرأة ‪ ،‬وتبني خطط فعاله و إيجابية لتنمية أوضاعها و العمل‬
‫على توفير الشروط الضرورية إليجاد بنية ثقافية و إجتماعية مالئمة لتطوير العقليات‬
‫و نمو قيم المساواة و الشراكة بين الجنسين بما يمّك ن المرأة من ممارسة حقوقها‬
‫السياسية‪ ،‬و تبادل التجارب بين األحزاب و مختلف الهيآت السياسية و الدستورية و‬
‫خاصة في المجاالت المتعلقة بإدماج المرأة في العمل السياسي‪.‬‬
‫و من بين أهم ما جاءت به المؤتمرات الدولية في المجال السياسي‪ ،‬دعوتها‬
‫الحكومات و المنظمات إلتخاذ جميع اإلجراءات و التدابير لتحقيق مشاركة جيدة للمرأة‬
‫في جميع األنشطة السياسية‪ ،‬و منها حق التصويت و حق اإلنتخاب‪ ،‬و الدعوة إلى‬
‫تمثيلها تمثيال منصفا في المجالس و الهيآت السياسية و حقها كذلك في أن تتولى‬
‫المناصب العليا بما فيها رئاسة الدولة ‪ ،‬كما اعتبرت مشاركة المرأة في عمليات صنع‬
‫القرار شرط الزم إلعمال مالها من حقوق اإلنسان إعماال تاما‪.‬‬
‫فال مجال للحديث عن الحكم الديمقراطي في مجتمعات يكون نصف السكان فيها‬
‫مستعبدا عن صنع القرار أو مهمشا فيها‪ ،‬و المساواة بين المرأة و الرجل في صنع‬
‫‪31‬‬
‫القرار شرط الزم لتحقيق التنمية المستدامة و الشاملة‪.‬‬

‫‪ 30‬سماء سليمان السيد احمد ‪ :‬دور المنظمات الدولية في تفعيل الحقوق السياسية للمرأة موقع شبكة األخبار العربية (دراسة مقارنة‬
‫لحالتين المم المتحدة و الجامعة العربية ‪.)2006-1990‬‬

‫‪ 31‬سيلفيا سابو ‪ :‬حلقة نقاش بشان مشاركة المرأة والرجل على قدم المساواة في عمليات صنع القرار لجنة وضع المرأة ‪ ،‬الدورة‬
‫الخمسون ‪ ،‬متابعة المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة و الدورة االستثنائية للجمعية العامة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فه ــل جاءت المؤتم ــرات اإلقليمية كإمتداد لتفعيل مقتضيات المساواة بين الجنسين و‬
‫التنسيق بين المستوى الدولي و المحلي؟‬
‫و فيما تتمثل هذه المؤتمرات؟ وإ لى أي حد كان للمؤتمرات المحلية دور في إرساء‬
‫مفهوم المساواة بين الرجل و المرأة؟ و فيما تتمثل التوصيات الصادرة عنها؟‬

‫الفقــرة الثانية‪ :‬المؤتمرات اإلقليمية و المحلية‪.‬‬


‫لقد حاولت المؤتمرات اإلقليمية و المحلية تقريب أوجه النظر بين مختلف مكونات‬
‫المنتظم الدولي عبر إرساء آليات تفسيرية للتوصيات الصادرة على المؤتمرات الدولية‬
‫خاصة نقاط اإلختالف التي راجت عند مناقشة التوصيات الختامية معتمدة في ذلك على‬
‫وضع تصور محلي و إقليمي لتنزيل هذه التوصيات و مراعية بذلك الخصوصية المحلية‬
‫للشعوب و مرجعياتهم الثقافية و الدينية‪ ،‬وفي هذا الباب نظم المؤتمر النسائي اإلفريقي‬
‫السادس في نونبر من سنة ‪ 1999‬في أديس أبابا تحت إشراف المركز اإلفريقي التابع‬
‫للجنة األمم المتحدة اإلقتصادية‪ ،‬كما نظم مؤتمر شبيه لما سبق – في عمان باألردن ‪ ،‬و‬
‫في بيروت ‪ ،‬و ذلك في أواخر سنة ‪ 1999‬من تنظيم اللجنة االجتماعية و االقتصادية‬
‫بغرب آسيا التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬
‫إّال أّن الهدف نت تنظيم المؤتمرات المحلية و اإلقليمية اليمكن حصره في مجال حقوق‬
‫اإلنسان خاصة المتعلقة بالنساء‪ ،‬بل يتعداه إلى مستويات عدة تنوعت بين ما هو اجتماعي‬
‫و اقتصادي و ثقافي بغرض ضمان حقوق متنوعة و شاملة للمرأة حتى يتسنى لهذه‬
‫األخيرة اإلندماج الكامل و الفعال داخل التنظيمات المجتمعية‪ ،‬و لتحقيق هذه األهداف‬
‫السالفة الذكر كان ال بد على األنظمة السياسية أن تعمل على تطبيق مجموعة من‬
‫التوصيات التي تعتبر أساسية لبلوغ المرأة إلى مستوى اإلشتراك الفعلي في تدبير الحياة‬
‫العامة‪،‬والتي يمكن اإلشارة إلى بعض تمثالتها داخل المجتمع‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن إعتبار مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار شرط الزم إلعمال مالها من‬ ‫‪-1‬‬
‫حقوق اإلنسان إعماال تاما للتوصل إلى تحقيق المساواة بين المرأة و الرجل في مراحل‬
‫صنع القرار على كافة المستويات و في شتى مجاالت الحياة العامة‪ ،‬بما في ذلك المشاركة‬
‫في الشؤون السياسية و اإلقتصادية و القضاء و وسائط اإلعالم‪.‬‬
‫ضرورة اإللتزام باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان و اتفاقية القضاء على جميع‬ ‫‪-2‬‬
‫أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫أهمية قرار مجلس األمن رقم ‪ 1325‬لسنة ‪2000‬م المتعلق بالمرأة و السالم و‬ ‫‪-3‬‬
‫األمن الذي عرض دور المرأة في إنهاء الصراعات و حسمها و بناء السالم‪.‬‬
‫إن مشاركة المرأة في صناعة القرار المحلي يساهم في القضاء على األفكار‬ ‫‪-4‬‬
‫النمطية عن دور المرأة في المجتمع‪.‬‬
‫إن شغل النساء لمناصب صنع القرار على كافة المستويات يساهم في تحقيق‬ ‫‪-5‬‬
‫المساواة بين الجنسين و يمكن المرأة في صياغة و تعديل الدساتير و حدف األحكام‬
‫التمييزية من المدونات القانونية و يعمل على إنشاء آليات وطنية تساهم في النهوض‬
‫بالمرأة بوضع و تنفيذ سياسات تهدف لتحقيق المساواة بين الجنسين‪.‬‬
‫‪ - 6‬دعم مشاركة النساء داخل التنظيمات الحزبية يساهم في بلوغ النساء إلى مراكز‬
‫صنع القرار مع إيجاد اآلليات االنتخابية الكفيلة بتطوير تمثيلية سياسية منصفة‪.‬‬
‫وإلبراز دور هذه المؤتمرات في تقوية التمثيلية السياسية للنساء سنعمل على التطرق إلى‬
‫بعض المؤتمرات أو اللقاءات المحلية ودورها كآلية للضغط اتجاه دعم إندماج المرأة في‬
‫الحياة السياسية‪ ،‬عبر إقتراح آليات عملية لبلوغ هذا الهدف وخالل هذه المرحلة من البحث‬
‫سنقتصر على اللقاءات الوطنية على مستوى المغرب إلبراز دورها كقوة اقتراحيه محلية‬
‫داعمة لتمثيلية سياسية منصفة و مؤترة اتجاه بعض المؤسسات الدستورية كاألحزاب‬
‫السياسية و المؤسسات المنتخبة سواء منها التشريعية أو المحلية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المؤتمــرات و اللقــاءات المحليـــة‪:‬‬


‫لقد كان للقاءات و المؤتمرات المحلية التي عقدت على مر السنوات األخيرة بالمغرب‬
‫دورا محوريا في خلق دينامية مطلبيه للجمعيات النسائية« كالحركة من أجل ديمقراطية‬
‫المناصفة» والتي تضم زهاء ‪ 1000‬جمعية وهيئة‪ ،‬حيث دعت هذه الحركة ما من مرة‬
‫كافة الفاعلين السياسيين بضرورة إحترام الدستور و تفعيل مقتضياته المتعلقة بالحقوق‬
‫السياسية للنساء وترجمتها ضمن القوانين التنظيمية عبر التنصيص الواضح على مبدأ‬
‫المناصفة وإ يجاد اآلليات التشريعية الالزمة لضمان الوصول إليها ‪ ،‬كما عبرت عن تشبتها‬
‫بالمطالب التي رافعت حولها أمام الحكومة واألحزاب‪ ،‬والقاضية بتخصيص الئحة وطنية‬
‫مكونة من ‪ 90‬مقعدا معززة بصيغ أخرى تضمن حضور النساء في باقي اللوائح لتحقيق‬
‫الثلث في أفق المناصفة ‪ ،‬وكآلية للمرافعة عملت الجمعيات النسائية على تنظيم مجموعة‬
‫من المنتديــات الجهوية و المحلية لتقريب الرأي العام الوطني و النسائي بخصوص قضية‬
‫تمثيليتهن السياسة خاصة مع إقتراب اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ 2007‬وذلك من خالل‬
‫تنظيم قوافل جهوية من طرف الحركة من أجل الثلث حيث جاءت هذه اللقاءات المحلية‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬
‫المنتديات الجهوية‬
‫التاريخ‬ ‫الجمعية المنظمة‬ ‫المدن‬
‫‪ 12‬يناير ‪2007‬‬ ‫الجمعية الديمقراطية لنساء‬ ‫الدار البيضاء‬
‫المغرب‬
‫‪ 9‬فبراير ‪2007‬‬ ‫جمعية األلفية الثالثة‬ ‫الراشيدية‬
‫‪ 17‬فبراير ‪2007‬‬ ‫جمعية الواد األخضر‬ ‫الصويرة‬
‫‪ 3‬مارس ‪2007‬‬ ‫جمعية التضامن والتنمية‬ ‫وجدة‬
‫‪ 3‬مارس ‪2007‬‬ ‫جمعية مبادرات لحماية‬ ‫فاس‬
‫حقوق المرأة‬
‫‪ 24‬مارس ‪2007‬‬ ‫مركز رحمة لالستماع و‬ ‫آسفي‬

‫‪66‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫االستثشارة و التوجية‬
‫القانوني والدعم النفسي‬
‫‪ 7‬ابريل ‪2007‬‬ ‫منتدى النساء‬ ‫الحسيمة‬

‫لقد كان لهذه القوافل الجهوية دور أساسي في التعبئة المجتمعية حول موضوع التمثيلية‬
‫السياسية للنساء بالمغرب من خالل جمع التوقيعات النسائية في مختلف مناطق البالد‪،‬‬
‫حتى يتسنى للمذكرة المطلبية النسائية أن تتوفر على مشروعية المرافعة ‪ ،‬وبالموازاة مع‬
‫هذه التوقيعات عملت " الحركة من أجل الثلث " على تنظيم مجموعة من الورشات‬
‫التكوينية والحمالت التحسيسية ألهمية تواجد النساء في المجال السياسي وقد تمخض على‬
‫هذه اللقاءات إعطاء اإلنطالقة لحملة وطنية تحسيسية تحت شعــار " جميعا من أجل رفع‬
‫التمثيلية السياسة للنساء" وبعد هذه الحملة والتي لم تحقق أهدافها في اإلنتخابات التشريعية‬
‫لسنة ‪ 2007‬نظمت الجمعيات النسائية حملة ثانية والتي سمتها حملة ‪ 733‬لرمزية هذه‬
‫األرقام ‪ 7 :‬سبعة وزيرات ‪ 33‬المطلب الذي تهدف إليه الجمعيات النسائية بتحقيق ثلث‬
‫المقاعد بالمجالس المنتخبة ولهذا الغرض عبئت الجمعيات النسائية جميع طاقاتها من خالل‬
‫تنظيم مجموعة من اللقاءات والندوات المحلية والتي ناقشت فيها مجموعة من المواضيع‬
‫ذات الصلة ترقبا لإلنتخابات المحلية لسنة ‪ 2009‬حيث جاءت هذه اللقاءات على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫مكانـها‬ ‫تاريخ انعقادها‬ ‫موضوع اللقاء أو الندوة‬
‫التمثيلية السياسية للنساء رهان‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 28‬شتنبر ‪2007‬‬ ‫أساسي لبناء الديمقراطية ‪:‬أي تقييم‬
‫لإلنتخابات التشريعية‪.‬‬
‫الحملة الوطنية من أجل ثلث المقاعد‬
‫مراكــش‬ ‫السبت ‪ 9‬فبراير ‪2008‬‬ ‫المنتخبة للنساء في اإلنتخابات‬
‫الجماعية المقبلة ‪ ...‬في أفق‬

‫‪67‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المناصفة‬
‫ندوة صحفية حول تقديم المذكرة‬
‫الدار البيضاء‬ ‫األربعاء ‪ 5‬مارس ‪2008‬‬ ‫المطلبية ميثاق جماعي مستجيب‬
‫للنوع اإلجتماعي‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2008‬‬ ‫التمثلية السياسية للنساء رافعة‬
‫للتنمية اإلجتماعية‬
‫الصويرة‬ ‫‪ 26‬يونيو ‪2008‬‬ ‫التسيير الجماعي أية مقاربة و أية‬
‫حكامة‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 14‬يوليوز ‪2008‬‬ ‫التسيير الجماعي أية مقاربة و أية‬
‫حكامة‬
‫ندوة صحفية حول تقديم المذكرة‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 29‬شتنبر ‪2008‬‬ ‫المطلبية ‪":‬الثلث في إتجاه‬
‫المناصفة‪ ...‬ممكن من خالل القانون‬
‫اإلنتخابي‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 24‬اكتوبر ‪2008‬‬ ‫آليات التفسير اإليجابي و المشاركة‬
‫السياسية للنساء‬
‫دور األحزاب في دعم المشاركة‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 04‬دجنبر ‪2008‬‬ ‫السياسية للنساء على ضوء تحضير‬
‫مدونة اإلنتخابات‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 11‬مارس ‪2009‬‬ ‫المجالس المنتخبة ‪ :‬رافعة للحكامة‬
‫والتنمية والديمقراطية المحلية‬

‫مما سبق يتضح لنا أن الجمعيات النسائية عقدت مجموعة من اللقاءات التحسيسية و‬
‫التواصلية بمجموعة من المناطق‪ ،‬إال أن المؤاخذة التي أبديت عليها تمثلت في تمركز هذه‬
‫اللقاءات في محور الدار البيضاء‪ ،‬كما أن إنعقادها كان يتم في قاعات مغلقة مع إستهدافها‬

‫‪68‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لنخبة من النساء الفاعالت في المجال السياسي مما حد من تأثيرها وبذلك لم تبلغ األهداف‬
‫المرجوة منها‪.‬‬
‫وكخت ــام لهذا الفصل يمكن إعتب ــار أن المرجعي ــات الدولية لحقوق اإلنســان و األفكار‬
‫السابقة لها على المستوى الغربي باإلضافة إلى تدويل قضية المرأة كان لها دور أساسي‬
‫في خلق دينامية إقليمية ومحلية حول موضوع المرأة عامة وحقوقها السياسية خاصة‪،‬‬
‫واتضح لنا ذلك من خالل بروز مجموعة من ردود األفعال الوطنية كان أولها دسترة‬
‫المناصفة في الدستور المراجع لسنة ‪ ،2011‬مع تعبير مجموعة من األحزاب السياسية‬
‫على رغبتها في إدماج النساء في مراكز القرار إال أنها تبقى مبادرات محدودة و مرهونة‬
‫بإيديولوجيات الهيئات السياسية مما يستوجب جرأة سياسية أكثر‪ ،‬متبوعة بتشريع قانوني‬
‫ملزم لكل الفاعلين السياسيين بمختلف مواقعهم حتى يتسنى أوال تنزيل دستوري صحيح‬
‫إتجاه حقوق المرأة السياسية يراعى فيها مبدأ المساواة في الحقوق مع نظيرها الرجل ثانيا‬
‫إقرار قوانين تنظيمية ملزمة وواضحة المعالم تتسم في جوهرها بآليات حقيقية تساهم في‬
‫إدماج النساء وبنسب موضوعية في الهيئات التقريرية لألحزاب وفي مراكز القرار‬
‫السياسي بمختلف درجاته مع إشراك الفاعلين الموازيين لتحقيق هذه األهداف خاصة‬
‫اإلعالم ومؤسسات التنشئة السياسية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪70‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المرجعية الوطنية للتمثيلية السياسية للنساء‬


‫لقد سلك المغرب منعطفا جديدا ودخل مرحلة تاريخية حاسمة تميزت باإلنتقال‬
‫الديمقراطي حيث إكتست هذه المرحلة عدة مظاهر نذكر منها التزايد المطرد للحركات‬
‫النسائية‪ ،‬هذا التحول الديمقراطي الذي عرفه المغرب خصوصا منذ مطلع التسعينات من‬
‫القرن الماضي يرجع إلى عوامل خارجية كانت بمثابة المحرك الذي هز الحركة‬
‫الديمقراطية المغربية (سقوط جدار برلين‪ ،‬انهيار الدكتاتوريات‪ ،‬بزوغ الديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان عبر العالم)‪ ،‬وأخرى داخلية (إصالحات دستورية‪ ،‬وقانونية‪ ،‬تنامي متزايد لدور‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬ظهور حكومة التناوب‪ ،‬الربيع العربي)‪ ،‬السؤال الذي يطرح نفسه خالل‬
‫هذه المرحلة يتمثل في‪:‬‬
‫ما هو دور و مكانة المرأة المغربية في هذا التحول الديمقراطي الذي عرفته‬ ‫‪-‬‬
‫بالدنا ؟ وكيف أثر هذا اإلنفتاح السياسي على تمثيليتها السياسية ؟‬

‫‪71‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن الوضعية التي تعيشها النساء المغربيات حاليا رغم تحسنها بكثير مما كانت عليه‬
‫سابقا‪ ،‬إال أنها مازالت تعكس مفارقة حقيقية‪ ،‬حيث أن النساء رغم تواجدهن من جهة‬
‫وبصفة مطردة في مناصب القيادة والمسؤولية في المجتمع‪ ،‬بل ويتقلدن مناصب هامة‬
‫داخل المؤسسات الغير الحكومية‪ ،‬ورغم ذلك الزلن يعانين من التهميش على المستوى‬
‫مناصب صناعة القرار السياسي‪ ،‬وباختصار فالنساء المغربيات عرفن تطورات كبيرة‬
‫بحكم التطور الشامل الذي عرفه المجتمع المغربي ككل وأصبحن يلعبن دورا هاما إلى‬
‫جانب الرجل في التنمية االقتصادية واإلجتماعية للبالد‪ ،‬إال أنهن رغم تواجدهن المتنامي‬
‫في المجال العمومي نالحظ ضعف تواجدهن في الحقل السياسي والسيما في مراكز القرار‬
‫والمسؤولية لكن من خالل دراستنا للنموذج المغربي ووضعه في السياق اإلقليمي العربي‬
‫يمكن اإلشارة إلى أن مشاركة المرأة المغربية السياسية بصفة عامة ومشاركتها في‬
‫األحزاب السياسية بصفة خاصة‪ ،‬مكن تمثيل النساء في البرلمان وفقا إلنتخابات ‪2002‬‬
‫من تحقيق نسبة ال تقل عن ‪ % 10‬من المقاعد المخصصة لمجلس النواب‪ ،‬بفوزهن‬
‫بثالثين مقعدا ضمن الالئحة الوطنية‪ ،‬باإلضافة إلى خمس نائبات عن طريق اللوائح‬
‫المحلية‪ ،‬بعد حمالت التوعية بأهمية المشاركة النسائية في المؤسسة التشريعية وتشجيع‬
‫النساء على ركوب رهان المنافسة السياسية في جميع المؤسسات التمثيلية‪.‬‬
‫بهذه النسبة المحققة في اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ ، 2002‬أصبح المغرب يتصدر‬
‫الدول العربية من حيث نسبة حضور النساء في المجالس التشريعية‪ ،‬و بانتخاب هذا العدد‬
‫من النساء ألول مرة منذ اإلنتخابات التشريعية األولى سنة ‪ ،1963‬تكون النسبة قد‬
‫إرتفعت من ‪ % 0,6‬بنائبتين إلى حوالي ‪ ،% 11‬مما جعل المغرب يتصدر الدول العربية‬
‫ليتقدم على سوريا التي بلغ عدد أعضاء برلمانها ‪ 250‬يمثل النساء ضمنهم ‪ 25‬نائبة فقط‪،‬‬
‫وكذلك األمر بالنسبة إلى تونس التي يضم برلمانها ‪ 14‬امرأة من أصل ‪ 175‬نائبا‪ ،‬فيما‬
‫يضم مجلس الشعب المصري ‪ 11‬امرأة من بينهن أربع نائبات في لجان البرلمان بواسطة‬
‫التعيين‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لقد اعتبر االتحاد البرلماني الدولي بجنيف أن إنتخاب ‪ 35‬إمرأة مغربية من خالل‬
‫اقتراع شتنبر ‪ ،2002‬قدم المغرب بذلك داللة على التطور المحرز في مجال إنخراط‬
‫المرأة في المجال السياسي كما اعتبره سابقة مهمة في المنطقة‪ ،‬يتعين أن تتطور في‬
‫المستقبل في أفق تحقيق مشاركة أكبر للنساء وترسيخ ديمقراطيتها‪.‬‬
‫في هذا االتجاه‪ ،‬سيتم توسيع وعاء المشاركة السياسية للمرأة في تدبير الشأن العام‪،‬‬
‫حيث إرتفع عدد الحقائب الوزارية المسندة إلى النساء‪ ،‬مثلما إرتفع عدد سفيرات الرباط‬
‫بشكل ملحوظ‪ ،‬دون أن ننسى توسيع إسناد المناصب العمومية إلى النساء‪.‬‬
‫وقد عمل المغرب على إقرار هذه التوجهات الرامية بتوسيع مشاركة المرأة سياسيا من‬
‫خالل منظومته الدستورية واإلنتخابية‪ ،‬مترجما للمسار التاريخي الذي بصمت عليه المرأة‬
‫المغربية من خالل مشاركتها في الكفاح من أجل التحرير ودورها في تأسيس العمل‬
‫الحزبي‪ ،‬إال أنها ورغم التقدم المسجل تصطدم المرأة المغربية بهيمنة الثقافة التقليدية داخل‬
‫المشهد الحزبي وسيادة العقلية الذكورية السائد بالمجتمع المغربي والتي يتم تكريسها على‬
‫أرض الواقع من خالل الترشيحات أو التعيينات بمناصب المسؤولية‪.‬‬
‫وإلبراز العوامل المؤثرة في التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب ومرجعياتها الوطنية‬
‫سنعمل على تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين القانوني والسياسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التقعيد النظري للتمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذن‪:‬‬
‫فيما تتمثل اإلشارات الدستورية لتحقيق مبدأ المساواة بين الرجل‬ ‫‪‬‬
‫والمرأة؟‬
‫وكيف تبنى المشرع القانوني المغربي مبدأ التمثيلية السياسية للنساء في‬ ‫‪‬‬
‫النصوص القانونية؟‬

‫‪73‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وما هي األدوار التي لعبتها المرأة المغربية في بناء المشهد الحزبي‬ ‫‪‬‬
‫المغربي؟‬
‫وهل كان للمرجعيات اإليديولوجية لألحزاب السياسية دور في دعم‬ ‫‪‬‬
‫عملية المشاركة السياسية للنساء بالمغرب؟‬
‫المبحث األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين القانوني و السياسي‪.‬‬
‫يعتبر العامالن القانوني والسياسي أساسيان في تحديد وضعية المرأة المغربية‬
‫داخل المشهد السياسي المغربي‪ ، ،‬فاإلطار القانوني ينطلق من نصوص الدستور و‬
‫القوانين التنظيمية المؤطرة لعملية إشراك النساء في النسق العام للمشهد السياسي المغربي‪،‬‬
‫أما اإلطار السياسي فيحدد األجهزة التي من خاللها يمكن للمرأة عموما بلوغ مراكز‬
‫القرار‪ ،‬إال أنه من إشكاليات قضية إشراك المرأة في العمل السياسي هو تصنيف مفهوم‬
‫العمل السياسي نفسه‪ ،‬حيث أن حصره في اإلنتخابات لوحدها يؤثر سلبا على جوهر‬
‫القضية‪ ،‬وعلى مبادرات الحركات النسائية و للخروج من هذا التضييق المفتعل يجب‬
‫العمل على إيجاد أجندة أوسع نطاقا من هذه الدائرة الضيقة‪ ،‬خاصة ما تعلق بتجاوز العقلية‬
‫الذكورية السائدة داخل المجتمع المغربي‪ ،‬و وضع آليات فعالة لتكريس إنفتاح إجتماعي‬
‫وثقافي وسياسي للمرأة المغربية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء على ضوء القانون المغربي‪.‬‬


‫يعتبر القانون إحدى اآلليات الضرورية لبناء دولة الحق وإ حدى المؤشرات‬
‫األساسية للحكامة الرشيدة‪ ،‬ولطالما نادت الجمعيات الحقوقية والنسائية بضرورة تعديل‬
‫النصوص القانونية وجعلها متناسبة مع المرجعيات الدولية‪ ،‬معتبرة ذلك مدخال ضروريا‬
‫للّتمكين السياسي وتحقيق المساواة والقضاء على التمييز الذي لحق المرأة المغربية في‬
‫كافة الميادين والسياسة منها على وجه الخصوص‪.‬‬
‫فكيف جاءت التعديالت الدستورية في مسألة المساواة بين الرجل والمرأة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪74‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وهل تطرق الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬لمسألة التمثيلية السياسية للنساء؟‬ ‫‪‬‬
‫وهل انبثق على هذا الدستور تشريعات وقوانين تنظيمية تحفز المرأة على‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة السياسية ؟‬
‫وكيف حاول قانون األحزاب ومدونة االنتخابات خلق آليات تنظيمية إلشراك النساء‬ ‫‪‬‬
‫والرفع من تمثيليتهن السياسية؟‬
‫الفقرة األولى‪ :‬على مستوى الدستور‪.‬‬
‫يعتبر الدستور أسمى قانون للدولة ويعتمد على قواعد أساسية لضمان ليونته‬
‫وإ مكانية تطبيقه على أرض الواقع ويمكن تحديد تصنيفاته على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القواعد التي تنظم عمل سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬والقضائية من‬ ‫‪‬‬
‫حيث صالحيتها وطرق ممارستها لهذه الصالحيات‪ ،‬والعالقة التي تحكم آلية عمل‬
‫السلطات (فصل أو وحدة السلطات)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحريات والحقوق األساسية للمواطنين وكيفية حماية هذه الحريات‬ ‫‪‬‬
‫‪32‬‬
‫والحقوق‪ ،‬والوسائل الدستورية والقانونية التي تضمن هذه الحماية‪.‬‬
‫من خالل القاعدة الثانية سننطلق في تحليل مجال تدخل الدستور المغربي في‬
‫تحقيق المساواة بين الرجل و المرأة‪ ،‬كما هو منصوص عليها في المواثيق الدولية حيث‬
‫يكون إطارا يضمن مشاركة الجميع بشكل منصف وعادل لتحقيق المواطنة والديمقراطية‬
‫التشاركية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق سيكون لسؤالنا شرعيته الزمانية والمكانية‪ ،‬إذن فهل يمكن أن نعتبر أن‬
‫الدستور المغربي ضمن حق المرأة في المشاركة و صناعة القرار خاصة السياسي منه؟‬
‫قبل الجواب على هذا السؤال ال بد لنا من اإلشارة إلى أهم النقاط التي تضمنتها‬
‫مطالب الجمعيات الحقوقية والنسائية من خالل رفعها لمذكرة مطلبية موجهة للجنة‬
‫االستشارية المكلفة بمراجعة الدستور‪ ،‬والتي اعتبرتها كإجراءات تأكيدية لتدارك‬
‫الخصاص المسجل في مجال المساواة بين النساء والرجال‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 4‬من إتفاقية‬
‫‪32‬‬
‫‪ :‬موقع موضوع‪ ،‬موسوعة موضوع ‪ " :‬للعرب بأيد عربية " من تأليف محمد فيضي بتاريخ ‪ 1‬يونيو ‪. 2014‬‬

‫‪75‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة والتي لم يبد بشأنها المغرب أي تحفظ والتي‬
‫جاءت على النحو التالي‪:‬‬
‫اعتماد ديمقراطية المناصفة في كل ما يتعلق بمواقع القرار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إقرار إجراءات تأكيدية وتحفيزية لضمان المساواة لصالح النساء في جميع‬ ‫‪‬‬
‫الوظائف و اإلنتدابات اإلنتخابية وغير اإلنتخابية كيفما كان نوعها (سياسية‪ ،‬مهنية ‪)...‬‬
‫ومراكز القرار المرتبطة بها‪ ،‬وذلك على الصعيد المحلي والجهوي والوطني‪.‬‬
‫تضمين الدستور إجراءات تأكيدية لتدارك الخصاص أو الفوارق بين الجنسين‬ ‫‪‬‬
‫‪33‬‬
‫في مجال التمتع بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫والمسجل على أرض الواقع أن الدستور المغربي المراجع قد أجاب على هذه‬
‫المذكرات المطلبية بما يلي‪ ... " :‬وإ دراكا منها لضرورة إدراج عملها في إطار المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬فإن المملكة المغربية العضو النشيط في هذه المنظمات‪ ،‬يتعهد بالتزام ما تقتضيه‬
‫مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات‪ ،‬ويؤكد على تشبثه بحقوق اإلنسان كما هي متعارف‬
‫‪34‬‬
‫عليها عالميا "‪.‬‬
‫كما نص على تشبث المغرب بحقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا وعلى‬
‫مبدأ المساواة بين جميع المواطنين في كثير من المجاالت وأستعمل صيغة التأنيث في‬
‫مضامين الدستور باستعمال لفظ المواطنات مقابل المواطنين الذكور‪.‬‬
‫كما نجد أنه في الديباجة الدستورية ينص على‪ " :‬أن المملكة المغربية‪ ،‬وفاء‬
‫الختيارها الذي ال رجعة فيه‪ ،‬في بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون‪ ،‬تواصل‬
‫بعزم مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة‪ ،‬مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة‬
‫الجيدة‪ ،‬وإ رساء دعائم مجتمع متضامن‪ ،‬يتمتع فيه الجميع باألمن والحرية والكرامة و "‬

‫‪33‬‬
‫‪: Association démocratique chez les femmes au Maroc pour une constitution garantissant une égalité effective‬‬
‫‪entre les femmes et les hommes. Mémorandum adressé à la commission consultative chargé de la révision de la‬‬
‫‪constitution, Avril 2001, P : 9 – 10.‬‬
‫‪ : 34‬ديباجة الدستور المغربي المعدل بتاريخ مارس ‪.2011‬‬

‫‪76‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المساواة "‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬والعدالة اإلجتماعية‪ ،‬ومقومات العيش الكريم‪ ،‬في نطاق‬
‫‪35‬‬
‫التالزم بين حقوق وواجبات المواطنة "‪.‬‬
‫وينص في الفصل ‪ 19‬على أن " الرجل والمرأة يتمتعان على قدم المساواة‪،‬‬
‫بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬الواردة‬
‫في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته األخرى‪ ،‬وكذا في اإلتفاقيات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها "‬
‫‪.36‬‬
‫وكذلك سار الفصل ‪ 30‬من الدستور المغربي في نفس اإلتجاه حيث نص على‪" :‬‬
‫لكل مواطنة ومواطن‪ ،‬الحق في التصويت‪ ،‬وفي الترشح لإلنتخابات‪ ،‬شرط بلوغ سن‬
‫الرشد القانونية‪ ،‬والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وينص القانون على مقتضيات من‬
‫‪37‬‬
‫شأنها تشجيع تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في ولوج الوظائف اإلنتخابية "‪.‬‬
‫وفي الفصل ‪ 31‬نجد المشرع قد عدد الحقوق التي على الدولة تمكين الرجل‬
‫والمرأة اإلستفادة منها على قدم المساواة دون تمييز‪ " :‬تعمل الدولة والمؤسسات العمومية‬
‫والجماعات الترابية على تعبئة الوسائل المتاحة‪ ،‬لتيسير أسباب استفادة المواطنات‬
‫والمواطنين على قدم المساواة من الحق في‪:‬‬
‫العالج و العناية الصحية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحماية اإلجتماعية والتغطية الصحية‪ ،‬والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن‬ ‫‪‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫الحصول على تعليم عمومي ميسر الولوج ودو جودة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنشئة على التشبث بالهوية المغربية‪ ،‬والثوابت الوطنية الراسخة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التكوين المهني واإلستفادة من التربية البدنية والفنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السكن الالئق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ :‬ديباجة الدستور المغربي المعدل بتاريخ مارس ‪.2011‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ :‬الفصل ‪ 19‬من الدستور المغربي المعدل بتاريخ مارس ‪.2011‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ :‬الفصل ‪ 30‬من الدستور المغربي المراجع بتاريخ مارس ‪.2011‬‬

‫‪77‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الشغل والدعم من طرف السلطات في البحث عن منصب شغل‪ ،‬أو في التشغيل‬ ‫‪‬‬
‫الذاتي‪.‬‬
‫ولوج الوظائف العمومية حسب اإلستحقاق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وأخيرا نص الفصل ‪ 154‬على مايلي‪ " :‬يتم تنظيم المرافق العمومية على‬
‫أساس المساواة بين المواطنات والمواطنين في الولوج إليها‪ ،‬واإلنصاف في تغطية التراب‬
‫الوطني واإلستمرارية في أداء الخدمات‪.‬‬
‫وبما أن مبدأ المساواة يستدعي محاربة التمييز نص الدستور المغربي الجديد في ديباجته‬
‫على‪ " :‬حظر ومكافحة كل أشكال التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو‬
‫اإلنتماء اإلجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو اإلعاقة أو أي وضع شخصي‪ ،‬مهما كان "‪،‬‬
‫وكإجراء عملي نص الدستور في الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 19‬على ‪ " :‬وتحدث لهذه‬
‫الغاية‪ ،‬هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز "‪ .‬وفي الفصل ‪ 164‬نص على ‪" :‬‬
‫وتسهر الهيأة المكلفة بالمناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز‪ ،‬المحدثة بموجب الفصل‬
‫‪ 19‬من هذا الدستور بصفة خاصة‪ ،‬على إحترام الحقوق والحريات المنصوص عليها في‬
‫الفصل المذكور‪ ،‬مع مراعاة اإلختصاصات المسندة للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان"‪.‬‬
‫ولضمان نزاهة اإلنتخابات وتنافس ديمقراطي بين األحزاب من جهة وبين النساء‬
‫والرجال من جهة أخرى ألزم الدستور بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 11‬السلطات‬
‫العمومية بالحياد التام إزاء المترشحين وبعدم التمييز بينهم‪.‬‬
‫وإ عتبارا لما سبق ومهما يكن تقييمنا اليوم للوثيقة الدستورية في ضوء إشكالية‬
‫موضوعنا‪ ،‬وحتى وإ ن ظل الهاجس هو مقارنة دستور اليوم بدستور األمس إلستخالص‬
‫إيجابيات األول والتطور الذي حصل في األخير‪ ،‬فإن ذلك ال يمنع من طرح سؤال التفعيل‬
‫وتحدي التأويل‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فإذا كان الدستور الحالي قد جاء بالكثير من اإليجابيات بخصوص حقوق المرأة‬
‫التي ال ينبغي إنكارها‪ ،‬فالمشكل المطروح اليوم هو تفعيل وإ عمال ما جاء به من‬
‫مقتضيات‪ ،‬وهو سؤال له ما يبرره‪ ،‬على الرغم من أهمية التنصيص القانوني فهو ليس‬
‫كافيا وحده حين تغيب اإلرادة السياسية واإلجراءات لتفعيل النصوص وتنزيلها‪ ،‬فمنذ أول‬
‫دستور تبنته المملكة المغربية تم إقرار المساواة في الترشيح واالنتخاب التي جاءت في‬
‫الفصل الثامن من دستور ‪ 1962‬إال أنه لم تتم ترجمتها على أرض الواقع وظلت النساء‬
‫غائبات عن المؤسسة التشريعية إلى حدود ‪ ،1992‬لتلج امرأتين فقط البرلمان‪ ،‬ولم تصل‬
‫النسبة إلى ما يناهز ‪ % 11‬إال بعد أن تم التوافق على الالئحة الوطنية مع انتخابات‬
‫‪ 1997‬في ظل حكومة التناوب التوافقي‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للجماعات المحلية حيث‬
‫بقيت النساء مغيبات بها لمرحلة طويلة‪.‬‬
‫إن تنزيل الدستور بتأويل يحترم روحه ويعطيه نفسا حقوقيا فيما يتعلق بالمناصفة‪،‬‬
‫ال شك أنه سيخضع لحظة تشريع القوانين التنظيمية لميزان القوة السياسي الذي سيؤثر‬
‫عليه حسب قوة هذا اإلتجاه أو ذاك‪ ،‬وهنا البد من التساؤل هل بإمكان التيار الذي ساند‬
‫تقليديا الحركة النسائية التي كان لها الفضل الكبير سابقا في التأثير والضغط والترافع‬
‫والتأطير والتواصل والنضال من أجل أن تصبح قضية الحقوق اإلنسانية للنساء في صلب‬
‫األجندة الوطنية‪ ،‬أن يفرض تنزيال حقيقيا لما جاء به الدستور الجديد‪ ،‬إنه تحدي حقيقي في‬
‫مسار التنمية السياسية‪ ،‬إال أن مالحظتنا تتوجه صوب التعامل الذي تميز به موضوع‬
‫المناصفة (في الحقوق السياسية) لحظة المناقشة والتصويت على القوانين التنظيمية‬
‫للغرفتين حيث تم االكتفاء بالحد األدنى من النواب و المستشارين األمر الذي لم يرضي‬
‫نهائيا مكونات الحركة النسائية‪ ،‬إنضاف إليه تعيين وزيرة واحدة في حكومة بنكيران‪ ،‬مما‬
‫مثل صدمة لجل المتتبعين للشأن السياسي وخصوصا الحركات النسائية والحقوقية التي‬
‫حملت رئيس الحكومة المسؤولية األولى لهذا التراجع عن مكتسبات الحكومة السابقة‪ ،‬ولم‬

‫‪79‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يكن أمام رئيس الحكومة إال أن يحمل األحزاب المشكلة للحكومة المسؤولية في عدم‬
‫استوزار النساء مستفيدين من الفراغ الحاصل في قانون األحزاب‪.‬‬
‫إن الدستور المراجع لسنة ‪ ،2011‬وكما تمت اإلشارة إلى التعديالت الهامة التي‬
‫شملها وجاء بها فيما يخص مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬وفي مختلف المجاالت ال‬
‫ينقصه سوى التزيل على أرض الواقع‪ ،‬مما يتطلب من الحكومة الحالية التسريع بهذا‬
‫األمر‪ ،‬خاصة وأن مسلسل اإلنتخابات المحلية على األبواب بعد إعالن رئيس الحكومة‬
‫المغربية على برمجة اإلنتخابات في السنة المقبلة ‪ ،2015‬وإ ذا ما تعتذر على الحكومة‬
‫ضمان التنزيل الصحيح لفصول الدستور خالل هذه الفترة‪ ،‬ستكون أمام اإلنتخابات‬
‫إكراهات كبيرة تتمثل في التناقض الذي يمكن تسجيله بين العملية السياسية و المقتضيات‬
‫الدستورية‪ ،‬كما أننا سنكون أمام فترة انتخابية أخرى تكرس فيها مبادئ وقيم التمييز ضد‬
‫المرأة ومشاركتها في تدبير الشأن العام من خالل مؤسساته المنتخبة‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن‬
‫مفهوم المساواة ال يمكن حصره في مسألة التنزيل الدستوري و القوانين التنظيمية النابعة‬
‫عنه بل تهم ضرورة إعتماد آليات قانونية جديدة ومحفزة للمشاركة السياسية للنساء‪.‬‬
‫فما هي إذن المستجدات القانونية التي جاء بها قانون األحزاب فيما يخص مبدأ التمثيلية‬
‫السياسية للنساء؟ وهل لمدونة اإلنتخابات آليات تحفيزية للرفع مشاركة المرأة المغربية‬
‫سياسيا؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى التشريعات (قانون األحزاب)‪.‬‬
‫تمثل مشاركة النساء في المجال السياسي وفي مراكز القرار مؤشرا ومعيارا على‬
‫مدى تقدم الدولة إتجاه الديمقراطية التشاركية‪ ،‬فالبعد اإلستراتيجي للتنمية يقتضي تأهيل كل‬
‫أفراد المجتمع ذكورا وإ ناثا‪ ،‬وتدعيم قدراتهم لتمكينهم من المساهمة في عملية البناء‬
‫التنموي مساهمة فعالة و دينامية من أجل تحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة‪ ،‬كما‬
‫تكتسي هذه المشاركة مدلوال خاصا بالنظر إلى تحقيق الديمقراطية وتعزيز دولة الحق و‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وبال ـ ــنظ ـ ـ ــر إلـ ـ ــى واقع ضعف اإلندماج السيـ ــاسـ ــي الذي تع ـ ــاني منه النسـ ـ ــاء في‬
‫المـغـ ــرب‪ ،‬و إلستمرارية ما يسمى بالسقف الزجاجي الذي يجعل من الفعل السياسي فعال‬
‫ذكوريا ويؤدي إلى عزوف أو إقصاء النساء منه ولتجاوز هذه الوضعية ولجعل قضايا‬
‫التمثيلية السياسية للنساء في صلب األجندة السياسية والقضايا المجتمعية‪ ،‬والتي تعد‬
‫استمرارا لمجموع نضاالت الحركة النسائية والحقوقية والديمقراطية المغربية وخاصة تلك‬
‫التي اشتغلت على الحقوق السياسية‪ ،‬وللمساهمة في تقديم اقتراحات جدية إلدماج نسائي‬
‫حقيقي مبني على آليات قوية تساهم في تجاوز المعيار الرقمي لتمثيلية النساء السياسية إلى‬
‫معيار اندماجي ومجتمعي للنساء في المجال السياسي بالمغرب‪.‬‬
‫البد لنا من معرفة مسار تمثيلية النساء في المجال السياسي في المغرب منذ بداية الحياة‬
‫الدستورية إلى يومنا هذا‪ ،‬لتشخيص مجال التدخل الممكن‪ ،‬ما سيدفعنا إلى أن نتوقف عند‬
‫مالحظتين أساسيتين‪:‬‬
‫التطور البطيء لمستوى تواجد النساء في المؤسسات التشريعية والتنفيذية‬ ‫‪-1‬‬
‫للدولة والهيئات المحلية التابعة لها‪ ،‬وداخل التنظيمات السياسية كاألحزاب والنقابات‪ ،‬فهو‬
‫تطور ال يعكس مستوى حضورهن في مختلف مجاالت الحياة العامة‪ ،‬كما أنه ال يتناسب‬
‫مع المشاركة السياسية المكثفة لهن كناخبات في جميع اإلستشارات الشعبية‪.‬‬
‫إجماع الفاعلين السياسيين بمختلف اتجاهاتهم على ضرورة إشراك النساء في‬ ‫‪-2‬‬
‫المجال السياسي‪ ،‬غير أنه إجماع غالبا ما يبقى سجين الخطاب السياسي وال يقترن بإرادة‬
‫فعلية يكرسها تبني تدابير تشجع ارتقاء النساء إلى مراكز القرار سواء من قبل الدولة على‬
‫مستوى القوانين‪ ،‬أو على مستوى األحزاب السياسية في قوانينها وهياكلها الداخلية وطرق‬
‫اختيار مرشحيها‪.‬‬
‫فما هي إذن التدابير القانونية التي جاء بها قانون األحزاب السياسية بالمغرب؟‬ ‫‪‬‬
‫وكيف يمكن لمدونة االنتخابات أن تكون آلية للرفع من تمثيلية النساء السياسية‬ ‫‪‬‬
‫بالمغرب؟‬

‫‪81‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وفيما تتمثل المقترحات المقدمة من طرف الهيئات المدنية والسياسية لتحسين‬ ‫‪‬‬
‫نسبة النساء في المجال السياسي؟‬
‫أوال ‪ :‬قانون األحزاب السياسة بالمغرب‪.‬‬
‫يعتبر القانون التنظيمي لألحزاب السياسية أحد الوسائل األساسية المعتمد عليها لسد‬
‫الفجوات الحقوقية بين الرجال والنساء داخل التنظيمات الحزبية وطنيا وجهويا ومحليا‪،‬‬
‫وحتى على مستوى التمثيلية في الواليات والوظائف االنتخابية خاصة وأن اإلجراءات‬
‫والتدابير المتخذة في هذا الباب بينت محدوديتها ولم تعمل على توسيع وتقوية التمثيلية‬
‫‪38‬‬
‫السياسية في المؤسسات المنتخبة‪.‬‬
‫واليوم ونظرا للوثيرة المتسارعة لإلصالحات التي تعرفها بالدنا والتي تمس عددا من‬
‫القوانين التنظيمية والمكلمة للدستور الجديد لسنة ‪ 2011‬و الذي أبرز الدور الكبير الذي‬
‫يجب أن تلعبه األحزاب السياسية (المادة ‪ " :)7‬تأطير المواطنين والمواطنات وتكوينهم‬
‫السياسي وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية من خالل مساهمة المواطنين والمواطنات‬
‫في تدبير الشأن العام عبر برامج تعاقدية واستشارات واسعة تساهم في التعبير عن إرادة‬
‫الناخبين والناخبات "‪.‬‬
‫وانطالقا من القوانين والمعاهدات والمواثيق واإلعالنات الدولية المستندة على قاعدة‬
‫المساواة وحظر التمييز‪ ،‬وانطالقا من المبادئ األساسية والمرتكزات المهيكلة للدستور‬
‫الجديد فإن إعمال ديمقراطية المناصفة في صيغة قانون تنظيمي لألحزاب السياسية‬
‫ستساهم في عملية التحول الديمقراطي داخل األحزاب وفي المجتمع وفي خلق تراكم على‬
‫مستوى الوعي اإلجتماعي والسياسي العام‪.‬‬
‫إن الحركات النسائية سواء منها الحقوقية أو السياسية اعتمدت مجموعة من المنطلقات‬
‫لتعديل قانون األحزاب السياسية والتي يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ : 38‬يمكن اللجوء إلى قراءة تاريخية لتوضيح أن غياب اتخاذ اإلجراءات القانونية في تجربة المغرب مثال أدى إلى تواجد شبه منعدم للنساء في‬
‫جميع الواليات والوظائف االنتخابية قبل ‪.2002‬‬

‫‪82‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫اعتبارا للتصدير الدستوري المبني على تشبث المملكة بحقوق اإلنسان كما هي‬ ‫‪‬‬
‫متعارف عليها عالميا‪ ،‬و تعهده بما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات‪.‬‬
‫واعتبارا لكون المغرب صادق ونشر المعاهدة المتعلقة بالقضاء على جميع‬ ‫‪‬‬
‫أشكال التمييز ضد المرأة‪.‬‬
‫واعتبارا للمواد ‪ ،3‬و ‪ 8 ،7 ،4‬من نفس المعاهدة والتي تنص على تدابير‬ ‫‪‬‬
‫التمييز اإليجابي المؤقتة لضمان المشاركة السياسية للنساء‪.‬‬
‫واعتبارا لكون المغرب لم يقدم أي تحفظ بشأن هذه المواد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واعتبارا للطبيعة اإلنتقالية للتدابير اإليجابية‪ ،‬وإ مكانية اإلكتفاء بإدارجها في‬ ‫‪‬‬
‫قانون األحزاب‪ ،‬وبالتالي انتفاء ضرورة تحريك مسطرة التعديل الدستوري المعقدة‪.‬‬
‫واعتبارا للفصل الثالث من الدستور الذي يوكل لألحزاب السياسية مهمة‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في تنظيم المواطنين وتمثيلهم‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫واعتبارا لكون األحزاب السياسية تشكل الخلية األساسية المؤطرة للفعل السياسي‪ ،‬بالنظر إلى دورها البيداغوجي في التنشئة السياسية‪،‬‬
‫وفي تكوين النخب‪.‬‬
‫واعتبارا للمفارقة المتمثلة في كون المغرب كان سباقا إلى منح النساء الحق في المساواة وفي التمتع بالحقوق السياسية منذ دستور‬ ‫‪‬‬
‫‪ ، 1962‬وفي نفس الوقت ظل الفاعلون السياسيون ينظرون إليهن كخزان لألصوات‪ ،‬وتثار قضاياهن في الحمالت اإلنتخابية بغرض تعبئتهن لمأل‬
‫صناديق االقتراع بأصواتهن في مختلف اإلستشارات الشعبية‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫واعتبارا ألهمية قانون األحزاب في دعم مفهوم الحكامة الجيدة في أبعادها السياسية والتنموية و التخليقية والتثقيفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد أصبح من الضروري تضمين قانون األحزاب مقت~ ‪~ 84‬ضيات تحفز األحزاب السياسية على إشراك النساء في المجال السياسي‪،‬‬
‫وذلك من خالل عمليات تأسيسها وتنظيمها الداخلي‪ ،‬من أجل الرفع من نسبة النساء في الترشيحات التي تتقدم بها األحزاب لمختلف االستشارات‬
‫اإلنتخابية‪.‬‬
‫ولقد جاءت مقترحات الجمعيات النسائية المدافعة على الرفع من تمثيليتها السياسية على الشكل التالي‪:‬‬

‫مقترحات لتعديل مشروع القانون المتعلق باألحزاب السياسية‬


‫‪Association démocratique des femmes au Maroc, par Aicha Hejjami, Etude relative au projet de loi sur les partis politiques au Maroc, Casablanca 2004, p : 39-40 :39‬‬

‫‪84‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التعليل‬ ‫الصيغة المقترحة‬ ‫الصيغة الحالية‬

‫المادة ‪: 2‬‬
‫تحسيس األحزاب السياسية بدورها الدستوري في‬ ‫تساهم األحزاب السياسية في تنظيم وتمثيل المواطنين‬ ‫تساهم األحزاب السياسية في تنظيم المواطنين‬
‫تنظيم وتمثيل المواطنين والمواطنات‪ ،‬والتقيد الفعلي‬ ‫والمواطنات طبقا لما ينص عليه الفصل الثالث من‬ ‫وتمثيلهم‪ ،‬وهي بهذه الصفة‪ ،‬فهي تساهم في‬
‫بمقتضيات الفقرة األولى من الفصل الثامن من‬ ‫الدستور‪ ،‬وبذلك فهي تساهم في ‪:‬‬ ‫نشر الثقافة السياسية ومشاركة المواطنين في‬
‫الدستور‪ ،‬والتي تنص على مساواة المرأة والرجل‬ ‫(إضافة) ‪ :‬اتخاذ كل اإلجراءات التي من شأنها تحقيق‬ ‫الحياة العامة وتأهل نخب قادرة على تحمل‬
‫في التمتع بالحقوق السياسية‪ ،‬وبالتالي مساهمة‬ ‫شروط المشاركة الفعلية والمتكافئة لجميع المواطنين‬ ‫المسؤوليات العمومية وتنشيط الحقل السياسي‬
‫األحزاب من خالل دورها التأطيري والتمثيلي في‬ ‫والمواطنات في الحياة العامة‪.‬‬
‫تحقيق قصد المشرع الدستوري وتفعيل هذه‬
‫المساواة بتوفير شروطا عند الضرورة وذلك باتخاذ‬
‫إجراءات تمييزية إيجابية‪.‬‬
‫استبدال عبارة‪:‬‬ ‫المادة ‪: 4‬‬
‫االكتفاء باإلشارة إلى التمييز العنصري قد يوحي‬ ‫" نبذ العنف والميز العنصري واإلقصاء بجميع أشكاله "‬ ‫يعتبر باطال وعديم المفعول كل تأسيس لحزب‬
‫بعدم وجود أنواع أخرى من التمييز‪ ،‬كالتمييز الذي‬ ‫بالعبارة التالية"‪:‬‬ ‫سياسي يرتكز على دافع أو غاية مخالفة‬
‫يطال المرأة فيا لمجال السياسي‪ .‬ومن األنسب إن‬ ‫نبذ العنف و اإلقصاء وكافة أشكال التمييز‪.‬‬ ‫ألحكام الدستور والقوانين أو يهدف إلى المس‬
‫ترد العبارة المقترحة مباشرة بعد " احترم حقوق‬ ‫بالدين اإلسالمي أو بالنظام الملكي أو بالوحدة‬

‫‪85‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫اإلنسان كما هي متعارف عليها عالميا " حتى يتم‬ ‫الترابية للمملكة‪.‬‬
‫استحضار المدة الرابعة من اتفاقية القضاء على‬ ‫يعتبر أيضا باطال وعديم المفعول كل تأسيس‬
‫جميع أ\كال التمييز ضد المرأة التي ال تعتبر‬ ‫لحزب سياسي يرتكز على أساس ديني أو‬
‫التدابير الخاصة المؤقتة التي تستهدف التعجيل‬ ‫لغوي أو عرقي أو جهوي أو يقوم بكيفية عامة‬
‫بالمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة تمييزا بالمعنى‬ ‫على كل أساس تمييزي أو مخلف لحقوق‬
‫الوارد في االتفاقية وأيضا في المشروع لذي بين‬ ‫اإلنسان‪.‬‬
‫أيدينا‪.‬‬

‫المادة ‪: 5‬‬
‫للمغاربة ذكورا وإ ناثا البالغين سن الرشد أن‬
‫ينخرطوا بكل حرية في أي حزب سياسي‬
‫مكون بصفة قانونية‪.‬‬
‫غير أنه ال يمكن لشخص‪ ،‬يتوفر على انتداب‬
‫انتخابي ساري المفعول في إحدى غرفتي‬
‫البرلمان تم انتخابه فيها بتزكية من حزب‬
‫سياسي قائم‪ ،‬أن ينخرط يف حزب سياسي آخر‬

‫‪86‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إال بعد انتهاء مدة انتدابه‪.‬‬

‫المادة ‪: 8‬‬
‫طبقا لمقتضيات الفصل الثامن من الدستور‪ ،‬التي‬ ‫يجب أن يتضمن التصريح المذكور أعاله توقيع ‪300‬‬ ‫يودع األعضاء المؤسسون لحزب سياسي ملفا‬
‫مؤداها تمتيع المرأة بالحقوق السياسية بشكل متساو‬ ‫عضو مؤسس على األقل‪ ،‬على أن ال يتجاوز عدد المنتمين‬ ‫لدى وزارة الداخلية مقابل وصل مؤرخ‬
‫مع الرجل‪ ،‬والمادة الثالثة من الدستور التي تنيط‬ ‫إلى نفس الجنس نسبة الثالثة أرباع (‪ )3/4‬من مجموع‬ ‫ومختوم يسلم فورا يتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫باألحزاب السياسية مهمة تنظيم وتمثيل المواطنين‪،‬‬ ‫األعضاء‪.‬‬ ‫‪ -1‬تصريح بتأسيس حزي يحمل التوقيعات‬
‫والمواد ‪ ،3‬و ‪ ،4‬و ‪ 7‬من اتفاقية القضاء على‬ ‫مع عدم مراعاة شرط االنتداب االنتخابي بالنسبة للنساء في‬ ‫المصادق عليها لثالثة أعضاء مؤسسين ويبين‬
‫جميع أشكال التمييز ضد المرأة والتي صادق عليها‬ ‫مرحلة انتقالية‪.‬‬ ‫فيه ‪:‬‬
‫المغرب بدون تحفظ فيما يخص المواد المذكور‪ ،‬ال‬ ‫‪ ‬األسماء الشخصية والعائلية لموقعي‬
‫يعتبر هذا التدبير تمييزا بالمعنى السلبي المحرم في‬ ‫التصريح وجنسياتهم وتواريخ ومحالت‬
‫االتفاقية وفي المادة ‪ 3‬من هذا المشروع‪ .‬واألحزاب‬ ‫والدتهم ومهنهم و عناوينهم‪.‬‬
‫كفاعل سياسي عليها تبني إجراءات من هذا النوع‬ ‫‪ ‬مشروع اسم الحزب ومقره بالمغرب‬
‫في قوانينها تحقيقا لشروط لمشاركة السياسية‬ ‫ورمزه‪.‬‬
‫المتساوية للرجال والنساء‪ ،‬ويترتب على المقتضى‬ ‫‪ -2‬ثالثة نظائر من مشروع النظام األساسي‬

‫‪87‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المقترح رفض اإلذن بالتأسيس للحزب الذي ال‬ ‫ومشروع البرنامج‪.‬‬


‫يحترم الشروط المعينة في هذه المادة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التزام مكتوب في شكل تصريحات فردية لـ‬
‫‪ 300‬عضو مؤسس على األقل‪ ،‬بعد المؤتمر‬
‫التأسيسي للحزب داخل األجل المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 11‬بعده‪.‬‬
‫يجب أن يكون كل تصريح فردي حامال لتوقيع‬
‫المعين باألمر وأن يتضمن اسمه العائلي‬
‫والشخصي وجنسيته وتاريخ ومحل والدته‬
‫ومهنته وعنوانه وأن يرفق بنسخة من بطاقة‬
‫التعريف الوطنية وبشهادة التسجيل في اللوائح‬
‫االنتخابية العامة‪.‬‬
‫يجب أن يكون األعضاء المشار إليهم في البند‬
‫أعاله موزعين بحسب مقرات إقامتهم الفعلية‬
‫على نصف عدد جهات المملكة على األقل‬
‫شرط أال يقل عددهم في كل جهة عن ‪% 5‬‬
‫من العدد األدنى لألعضاء المؤسسين المطلوب‬

‫‪88‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫قانونا‪.‬‬

‫المادة ‪: 13‬‬
‫تجد هذه اإلضافة سندها القانوني في الفل التاسع من‬ ‫ال يعتبر اجتماع المؤتمر التأسيسي صحيحا إال بحضور‬ ‫يعتبر اجتماع المؤتمر التأسيسي صحيحا إذا‬
‫الدستور المذكور أعاله‪ ،‬وفي المواد ‪ ،3‬و ‪ ، 4‬و ‪7‬‬ ‫حضره ‪ 500‬مؤتمر على األقل من بينهم ثالثة ‪ 3000‬مؤتمر ومؤتمرة على األقل يمثلون مختلف جهات‬
‫من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز‬ ‫المملكة‪ ،‬ويشترط أن ال يزيد عدد المنتمين إلى نفس الجنس‬ ‫أرباع األعضاء المؤسسين على األقل المشار‬
‫العنصري (تجديد النسبة يراعى فيه السياق‬ ‫عن ثالثة أرباع العدد اإلجمالي للمؤتمرين‪.‬‬ ‫إليهم في المادة ‪( 8‬البند ‪ )3‬من هذا القانون‬
‫االجتماعي والثقافي المغربي وتوافق األحزاب‬ ‫موزعين بحسب مقرات إقامتهم الفعلية على‬
‫طبعا)‪..‬‬ ‫نصف عدد جهات المملكة على األقل شرط أال‬
‫يقل عددهم في كل جهة عن ‪ % 5‬من هذا‬
‫العدد تضمن شروط صحة انعقاد المؤتمر‬
‫التأسيسي في محضر‪.‬‬
‫يصادق المؤتمر التأسيسي على النظام األساسي‬
‫للحزب وبرنامجه‪ ،‬وينتخب األجهزة المسيرة‬
‫للحزب‬
‫المادة ‪: 24‬‬

‫‪89‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫سبق أن وضحنا أعاله مشروعية هذا اإلجراء‬ ‫تحدد األنظمة األساسية طريقة تعيين مرشحي الحزب‬ ‫يجب أن تكون طريقة اختيار وتزكية مرشحي‬
‫نظريا وقانونيا وإ مكانية تبنيه دونما حاجة إلى‬ ‫لمختلف االستشارات االنتخابية‪ ،‬وذلك على أسس ومبادئ‬ ‫الحزب لمختلف االستشارات االنتخابية مبنية‬
‫مراجعة الدستور‪ ،‬وضرورة اللجوء إليه في الواقع‬ ‫ديمقراطية‪ ،‬بحيث يلتزم األحزاب بأن ال يزيد عدد المنتمين‬ ‫على مبادئ ديمقراطية‪.‬‬
‫الحالي للمشاركة السياسية للنساء في المغرب‪،‬‬ ‫إلى نفس الجنس ثالثة أرباع العدد اإلجمال لمجموع‬
‫بالنظر إلى فشل المقاربة اإلرادوية أو غيابها لدى‬ ‫مرشحي الحزب‪.‬‬
‫األحزاب السياسية المغربية‪ ،‬كما يتبين من‬
‫التشخيص الذي منا به‪.‬‬
‫إن هذه المادة هي المدخل األساس لضمن توفير‬
‫شروط المساواة بين الجنسين‪ ،‬وسندها القانوني في‬
‫الفصل الخامس من الدستور لذي يساوي بين‬
‫المواطنين في ارتباط مع الفصل الثامن والفصل‬
‫التاسع الذي يوضح المقصود بالحقوق السياسية‬
‫ويضمنها‪ ،‬والفصل الثالث الذي يرتب على‬
‫األحزاب السياسية مسؤولية تنظيم وتمثيل‬
‫المواطنين‪ ،‬مع اعتماد المواد ‪ ،3‬و ‪ ،4‬و ‪ 7‬من‬
‫اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬

‫‪90‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التي تجيز اللجوء إلى تدابير خاصة منش أنها أن‬


‫تعجل بتحقيق المساواة بين الجنسين وهي مواد لم‬
‫يتحفظ عليها المغرب عند المصادقة‪.‬‬
‫ونشير أن هذا هو المقتضى (مع اختالف طبعا في‬
‫النسب المعتمدة بحسب كل مجتمع) الذي تدخلت به‬
‫تشريعات بعض الدول من أجل الرفع من المشاركة‬
‫السياسية للنساء في بلدانها‪ ،‬كبلجيكا ‪1994‬و ‪1999‬‬
‫التي لم تحتج إلى تعديل الدستور إلدماج هذا التدبير‬
‫في تشريعها العادي‪ ،‬وبعض دول أمريكا الالتينية‪،‬‬
‫وجلها تبنته بعد مراجعة الدستور (كاألرجنتين)‬
‫وفي دول عديدة أخرى‪ ،‬تطبق األحزاب السياسية‬
‫هذا التدبير بطريقة إرادية في غياب أي تشريع‬
‫وطني يلزمه به‪ .‬ويختلف تطبيق هذا التدبير بحسب‬
‫ما إذا تعلق األمر باالقتراع بالالئحة أو باالقتراع‬
‫االسمي‪ .‬ففي االقتراع بالالئحة ينبغي وضع النساء‬
‫في موقع يجعلهن مؤهالت للفوز‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المادة ‪: 29‬‬
‫تساهم الدولة في تمويل الحمالت االنتخابية التي تقوم بها‬ ‫تمنح الدولة لألحزاب السياسية التي تحصل‬
‫األحزاب السياسية بمناسبة االنتخابات العامة التشريعية‬ ‫على نسبة ‪ % 5‬على األقل من عدد األصوات‬
‫والمحلية وتمنحها إعانات سنوية لتغطية مصاريف‬ ‫المعبر عنها في االنتخابات العامة التشريعية‬
‫تسييرها‪ .‬اإلعانة السنوية لتغطية مصاريف التسيير تمنح‬ ‫برسم مجموع الدوائر االنتخابية المحلية دعما‬
‫لألحزاب على قدر احترامها لنسب تواجد النساء في‬ ‫سنويا للمساهمة في تغطية مصاريف تسييرها‪.‬‬
‫أجهزتها التسييرية‪ ،‬وفا لم نصت عليه المادة العاشرة في‬ ‫ويقيد المبلغ اإلجمالي لهذا الدعم سنويا في‬
‫فقرتها الرابعة‪ ،‬والمادة الرابعة عشر في فقرتها األولى‪ ،‬من‬ ‫قانون المالية‪.‬‬
‫هذا القانون مساهمة الدولة في تمويل الحمالت االنتخابية‬
‫لألحزاب يراعى فيه مدى احترامها لمقتضيات المادة‬
‫الرابعة والعشرون أعاله‪.‬‬
‫المادة ‪: 35‬‬
‫إضافة عبارة المحلية أو الجماعية‪ ،‬لما لهذه‬ ‫استحقاق األحزاب للمساهمات واإلعانات العامة يتحدد على‬ ‫إن توزيع مبلغ مساهمة الدولة برسم الدعم‬
‫االنتخابات من أهمية في تمثيلية المواطنين‬ ‫السنوي بين األحزاب السياسية يتم على أساس‪ :‬أساس عدد األصوات المحصل عليها من طرف كل حزب‬
‫على الصعيد الوطني وعلى أساس عدد المقاعد التي فاز بها الرتباطها بهمومهم اآلنية من جهة‪ ،‬ولدورها في‬ ‫‪ -1‬عدد المقاعد التي يتوفر عليها كل حزب‬

‫‪92‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تكوين المجالس المنبثقة منها على الصعيدين المحلي‬ ‫كل حزب على الصعيد الوطني وعلى أساس عدد المقاعد‬ ‫في البرلمان طبقا لبيان يعده سنويا رئيسا‬
‫والوطني‪ ،‬فال يعقل أن تقصى المرأة من التواجد‬ ‫التي فاز بها كل حزب ويتم توزيع هذه المساهمات‬ ‫غرفتي البرلمان كل فيما يخصه خالل الشهر‬
‫الوازن لها‪ ،‬فالتحفيز ينبغي أن يهم جميع‬ ‫واإلعانات حسب الشروط المبنية في المادة الثالثون أعاله‪.‬‬ ‫الموالي لتاريخ افتتاح دورة أكتوبر‪.‬‬
‫االستشارات االنتخابية‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدد األصوات التي نالها كل حزب سياسي‬
‫بالنسبة لربط المساهمات واإلعانات باحترام‬ ‫في االنتخابات العامة التشريعية برسم الدوائر‬
‫األحزاب لتمثيلية النساء في أجهزتها التسييرية وفي‬ ‫االنتخابية المحلية‪.‬‬
‫ترشيحاتها يجد تبريره في كون األموال الممنوحة‬ ‫سيوجه إلى المجلس األعلى للحسابات بيان‬
‫لألحزاب هي أموال عمومية يساهم فيها جميع‬ ‫المبالغ المخصصة لكل حزب سياسي‪.‬‬
‫المواطنين والمواطنات‪ ،‬وتمنح لألحزاب لمساعدتها‬ ‫ستحدد بمرسوم كيفيات توزيع مبلغ للدعم‬
‫على تأدية وظيفتها الدستورية التي حددها الفصل‬ ‫وطريقةصرفه‪.‬‬
‫الثالث من الدستور‪ ،‬فينبغي إذن أن ترتبط بحسن‬
‫األداء وليس بمجرد الوجود‪ ،‬وحسن األداء يقتضي‬
‫المساهمة في تحقيق األهداف المتعلقة بالفعل‬
‫السياسي وحقوقه والمنصوص عليها في الفصول‬
‫‪ ،5‬و‪ ،8‬و ‪ 9‬من الدستور فمن غير المنطقي أن‬
‫تستعمل أموال عموم الشعب لخدمة جزء من‬

‫‪93‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الشعب‪ ،‬وتوفير تمتعه بالحقوق الياسية‪ ،‬وما تفرزه‬


‫من اتخاذ القرارات التي تطبق على عموم الشعب‪،‬‬
‫في الوقت الذي يعاقب فيه الجزء األخير مرتين‬
‫بسبب انتمائه الجنسي مرة من خالل المساهمة‬
‫المادية التي ال يستفيد من ثمارها‪ ،‬ومرة أخرى من‬
‫خالل تغييبه عن اتخاذ القرارات التي يتعلق بها‬
‫مصيره‪.‬‬
‫ولقد ذهبت بعض الدول في استخدام التحفيز المالي‬
‫إلى عدم الكتفاء بحجب الدعم‪ ،‬وإ لى ترتيب غرامة‬
‫مالية على األحزاب التي تخل باحترام النسب‬
‫المخصصة للنساء كفرنسا في قانون المناصفة لسنة‬
‫‪ 2000‬ويمكن التفكير في نفس اإلجراء بالنسبة‬
‫للمغرب حتى يكون التأثير أقوى‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أما فيما يخص‪ " :‬األجهزة المؤهلة إلعتماد الترشيحات لمختلف اإلستشارات اإلنتخابية‪،‬‬
‫ينبغي أن تكون ممثلة للجنسين "‪ ،‬وذلك للدفع بالنساء إلى تحمل المسؤولية في هذه‬
‫األجهزة التي تلعب دورا أساسيا في الرفع من نسبة تواجد النساء في الترشيحات الحزبية‪.‬‬
‫و لقد جاء الظهير الشريف رقم ‪ 166.11.1‬الصادر في ‪ 24‬ذي القعدة ‪ 1432‬هـ الموافق‬
‫لـ ‪22‬أكتوبر ‪ 2011‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 11.29‬المتعلق باألحزاب السياسية كردة‬
‫فعل على مقتضيات الدستور المغربي المراجع والذي جاء بعد الخطاب الملكي الذي وجهه‬
‫عاهل البالد بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ ،2011‬هذا الدستور الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ ‪29‬‬
‫يونيو ‪ ،2011‬كان من بين ما جاء في تصديره حظر ومكافحة كل أشكال التميز‪ ،‬بسبب‬
‫الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو اإلنتماء اإلجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو اإلعاقة‬
‫أو أي وضع شخصي‪ ،‬مهما كان كما جاء في الفصل ‪" ،40 6‬تعمل السلطات العمومية على‬
‫توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات والمواطنين‪،‬‬
‫والمساواة بينهم‪ ،‬ومن مشاركتهم في الحياة السياسية واإلقتصادية والثقافية واإلجتماعية"‪.‬‬
‫وجاء كذلك في الفصل ‪ 4119‬في الباب الثاني المتعلق بالحريات والحقوق األساسية ‪" :‬‬
‫يتمتع الرجل والمرأة على قدم المساواة‪ ،‬بالحقوق والحريات المدنية والسياسية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية والثقافية والبيئية‪ ،‬الواردة في هذا الباب من الدستور‪ ،‬وفي مقتضياته‬
‫األخرى‪ ،‬وكذا في اإلتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬كما صادق عليها المغرب‪ ،‬وكل ذلك في‬
‫نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها"‪.‬‬
‫تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل والنساء‪ ،‬وتحدث لهذا الغاية‪ ،‬هيئة‬
‫المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز " من خالل هذين النصين الدستوريين نعتبر أن‬
‫قانون األحزاب السياسة ما هو إلى تفسير للمقتضيات الدستورية بإعتباره أسمى قانون‬
‫لألمة خاصة وأن قانون األحزاب جاء بعد التصويت على المقتضيات الدستورية خاصة ما‬
‫تعلق بمبدأ المناصفة لكن الصيغة التي جاء بها قانون األحزاب السياسية من خالل المادة‬

‫‪40‬‬
‫‪ :‬الفصل ‪ 6‬من الدستور المغربي المراجع بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ :‬الفصل ‪ 19‬من الدستور المغربي المراجع بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪.2011‬‬

‫‪95‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ 4226‬منه‪ " :‬يعمل كل حزب سياسي على توسيع وتعميم مشاركة النساء والشباب في‬
‫التنمية السياسية للبالد‪ ،‬ولهذه الغاية يسعى كل حزب سياسي لبلوغ نسبة الثلث لفائدة‬
‫النساء داخل أجهزته لمسيرة وطنيا وجهويا في أفق التحقيق التدريجي لمبدأ المناصفة بين‬
‫النساء والرجال "‪.‬‬
‫فعبارة في " أفق التحقيق التدريجي " ال تلزم األحزاب السياسية بأجندة زمنية محددة‬
‫لتطبيق بنود هذا القانون وبالتالي يبقى حق النساء في تمثيليتهم السياسية الهادفة إلى‬
‫المناصفة معلقا برغبات العقلية الذكورية السائدة داخل األجهزة الحزبية وعاكسة لثقافة‬
‫سياسية تهدف باألساس إلى الحصول على أكثر المقاعد النيابية دون مراعاة للكتلة الناخبة‬
‫والتي تقدر بالنصف في تمثيليتها السياسية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تاريخ المشاركة السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬
‫شهدت أوضاع المرأة في المغرب خالل العشريتين األخيرتين تطورا كبيرا شمل كافة‬
‫المجاالت اإلقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية والقانونية‪ ،‬تطور ساهمت فيه جملة من‬
‫العوامل يمكن أن ندرج منها اإلنفتاح والتوجه اللبيرالي الذي إعتمده المغرب منذ أواخر‬
‫القرن الماضي‪ ،‬باإلضافة إلى زخم الفعل السياسي بفعل تطور حركة حقوقية ونسائية ذات‬
‫قوة مطلبية وازنة وقدرة كبيرة على التعبئة والتفاوض‪ ،‬إضافة إلى المتغيرات الدولية التي‬
‫دفعت ومازالت تدفع في إتجاه تعميق اإلصالحات‪ ،‬فكان التتويج المجتمعي لهذا التقدم أن‬
‫حصلت المرأة على جملة من الحقوق اعتبرت في نظر المراقبين بمنزلة قفزة نوعية في‬
‫اتجاه التكريس الفعلي للمساواة بين الجنسين والقضاء على التمييز إال أن هذا التطور‬
‫المؤسساتي والقانوني لم يوازيه تطور واقعي‪ ،‬حيث تعاني المرأة أكثر من غيرها مظاهر‬
‫اإلقصاء والتمييز والعنف وغياب الفرص‪ ،‬فهناك مساحة شاسعة بين النص والواقع‪ ،‬بل‬
‫إن مفارقة وضع المرأة المغربية يكمن في جزء كبير منه في عدم تطابق النص القانوني‬
‫مع أوضاعها السوسيو اقتصادية والثقافية‪ ،‬األمر الذي يطرح أكثر من إشكال حول عالقة‬

‫‪42‬‬
‫‪ :‬الفصل ‪ 26‬من قانون األحزاب السياسية الصادر بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪.2011‬‬

‫‪96‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫النصوص القانونية بأوضاع النساء وانتصاراتهن التي سجلت على مدى تاريخ المغرب‬
‫‪43‬‬
‫الحديث‪ ،‬حيث قسمته الباحثة داود زكية إلى ثالث مراحل أساسية‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬وتمتد من ‪ 1900‬إلى ‪ 1965‬وهي المرحلة التي أسمتها‬ ‫‪‬‬

‫بالتطور المكبوح وساهمت في ذلك ظروف اإلستعمار‪ ،‬وغياب اإلستقرار السياسي في‬
‫بداية اإلستقالل إلى حدود اإلعالن عن حالة اإلستثناء سنة ‪.1965‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬وتمتد من سنة ‪ 1965‬إلى ‪ 1985‬أي منذ إعالن حالة االستثناء‬ ‫‪‬‬

‫حتى أواسط الثمانينات‪ ،‬وهي المرحلة التي أطلقت عليها الكاتبة اسم الشتاء الطويل وذلك‬
‫بسبب وجود الحركة النسائية ضمن نخبة أحزاب اليسار‪ ،‬هذه األخيرة كانت في صراع‬
‫ضد القصر األمر الذي جعل الحركة النسائية تعاني هي األخرى من تبعات هذا الصراع‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬وتبتدئ من سنة ‪ 1985‬إلى سنة ‪ ،1992‬وهي المرحلة التي‬ ‫‪‬‬

‫أسمتها الباحثة بانفجار القدرات وهي المرحلة التي بدأت بإعالن األمم المتحدة ‪ 1985‬سنة‬
‫دولية للمرأة بنيروبي‪ ،‬وعلى إثرها بدأت مجموعة من الجمعيات النسائية تستقل عن‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬وتؤسس جمعيات نسائية مستقلة‪ ،‬أي تشتغل خارج األحزاب السياسية‬
‫و تمثلت أساسا بتأسيس الجمعية الديمقراطية للسناء بالمغرب سنة ‪ 1985‬واتحاد العمل‬
‫النسائي سنة ‪.1987‬‬
‫هذا التقسيم الثالثي لمراحل نشأة العمل السياسي بالمغرب يحيلنا إلى طرح األسئلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫ما هي العوامل المباشرة والغير المباشرة التي أفضت إلى بروز العمل‬ ‫‪-‬‬
‫السياسي النسائي؟‬
‫و إلى أي حد ساهمت المرأة المغربية في الكفاح من أجل التحرير؟‬ ‫‪-‬‬
‫وفيما تتمثل أعالم النساء المقاومات؟‬ ‫‪-‬‬
‫وأي دور لعبته المرأة المغربية في تأسيس العمل الحزبي؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪Zakia DAOUD : « féminisme et politique au Maghreb », éditions Eddif, 1ère édition , 1993:‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪97‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وفيما تتمثل التيارات اإليديولوجية التي احتضنت النضال السياسي للمرأة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمغرب؟‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مشاركة المرأة المغربية في الكفاح من أجل التحرير‪.‬‬


‫لقد ساهمت المرأة المغربية على نحو فعال في حركة المقاومة وعمليات جيش‬
‫التحرير ضد االستعمار في مختلف أنحاء المملكة شمالها وجنوبها شرقها وغربها‪،‬‬
‫وناضلت إلى جانب الرجل بأشكال مختلفة ومتعددة أكدت فيها شعورها وحسها الوطني‬
‫وحماسها وغيرتها على المقدسات الوطنية‪ ،‬في ظل هذه الظرفية السياسية التي كان يعيشها‬
‫المغرب إبان فترة الحماية انطلقت فكرة ضرورة مشاركة المرأة في النضال السياسي‬
‫وخروجها من عزلتها وذلك عن طريق تأطيرها سياسيا وتكوين خالياها في جميع أنحاء‬
‫المغرب لتقوية صفوف الحركة الوطنية‪ ،‬وهكذا ساهمت المرأة بدورها في العمل السياسي‬
‫وكان عطاؤها نتيجة إيمانها الفطري ووعيها الطبيعي وإ حساسها التلقائي بالمسؤولية‬
‫الوطنية ويشهد التاريخ للمرأة المغربية بمشاركة فعالة إلى جانب الرجل في استنكار‬
‫الظهير البربري عام ‪.1930‬‬
‫ففي تطوان مثال كان للمرأة التطوانية حضور كبير في التجمع اإلستنكاري بالمسجد‬
‫األعظم يوم ‪ 30‬يوليوز ‪ ،1930‬كما شاركت المرأة في المظاهرات اإلستنكارية احتجاجا‬
‫على السياسة العنصرية اإلستعمارية خالل بداية األربعينات والخمسينات‪ ،‬فقد أثبتت المرأة‬
‫حضورها داخل التنظيمات السياسية وخاليا الحركة الوطنية وقامت األحزاب السياسية‬
‫خالل هذه الفترة بتأسيس فروع لها ببعض المدن المغربية حيث أسس حزب االستقالل‬
‫هيأة عليا لنساء وفتيات الحزب‪ ،‬كما أسس اإلتحاد المغربي ما كان يطلق عليه اسم ‪:‬‬
‫أخوات الصفا "‪ ،‬كما في مكناس‪ ،‬ساهمت المرأة و بالخصوص في تنظيم اإلضرابات‬
‫واإلحتجاجات‪ ،‬وساهمت بقطع أرضية لبناء المدارس كما ساهمت بتوزيع المناشير ونقل‬
‫األخبار وتحذير المواطنين‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كما عبرت المرأة عن شعورها الوطني من خالل المقاالت التي كانت تنشرها بالجرائد‬
‫الوطنية مثل "حرية المغرب" التي كانت تكتب فيها السيدة مليكة الفاسي تحت اسم مستعار‬
‫هو‪:‬‬
‫" باحثة البادية" حيث كان لمقاالتها وقع مؤثر بسبب جرأتها في معالجة مشاكل الساعة‪،‬‬
‫وإ ستمر النشاط النسوي الوطني بإسهام متزايد للخاليا النسوية في المظاهرات التي كانت‬
‫تتصدر صفوفها بالشعارات الحماسية‪ ،‬كما كان للمرأة المغربية شرف التوقيع على وثيقة‬
‫المطالبة باالستقالل على اعتبار ما شكله هذا الحدث التاريخي البارز من تحول حاسم في‬
‫تاريخ الكفاح الوطني وذلك في شخص السيدة مليكة الفاسي‪ ،44‬وإ لى جانب هذه المناضلة‬
‫هناك نساء قمن بأدوار ال يستهان بها أمثال زهور األزرق وفاطمة القباج وعائشة السقاط‬
‫وآمنة السراج التي برعت في مجال تحرير رسائل تهديد ألكابر المعمرين كما كن يكتبن‬
‫‪45‬‬
‫بعض المقاالت الوطنية في جريدة العلم آنذاك‪.‬‬
‫ومن المالحظ‪ ،‬أن أشكال نضال المرأة خالل فترة الثالثينات واألربعينات من‬
‫القرن الماضي لم تكن مؤطرة‪ ،‬ولم تكن تخضع لتنظيم حزبي باستثناء نشاط السيدة مليكة‬
‫الفاسي‪ ،‬وإ نما كانت عبارة عن مبادرات تصدر بعفوية وتلقائية عن سيدة أو سيدات تمليها‬
‫الظرفية النضالية‪ ،‬فالمرأة آنذاك لم تكن تشكل مجموعة متميزة أو مستقلة داخل الحركة‬
‫السياسية الوطنية في المدن‪ ،‬وال طبقة اجتماعية أو سوسيو مهنية‪ ،‬وال نخبة مثقفة‪ ،‬فكن‬
‫بذلك مبعدات عن مراكز اتخاذ القرار‪ ،‬وعن مصادر السلطة السياسية‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪،‬‬
‫لم يكن حضور المرأة قويا كما وكيفا في فترة الثالثينات واألربعينات من القرن الماضي‪،‬‬
‫وهو حضور ال يمكن فصله عن ظرفية النضال السياسي‪ ،‬ونشأة التكتالت والتنظيمات‬
‫السياسية إلى أن أشكال النضال الذي خاضته النساء المغربيات تنوعت أشكاله حيث تمثلت‬
‫في‪:‬‬
‫توقيع المرأة على وثيقة المطالبة باالستقالل في ‪ 11‬يناير ‪.1944‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ :‬كتاب ‪ " :‬تراجيم الموقعين على وثيقة المطالبة باالستقالل "‪ ،‬منشورات المندوبية السامية للمقاومة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ :‬العسري لطيفة ‪ " :‬المرأة المغربية بين مقاومة االستعمار والحضور السياسي " ص ‪.19- 18 :‬‬

‫‪99‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫انخراط المرأة المغربية في التنظيمات الحزبية و المساهمة في نشاطاتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫تشكيل تنظيمات نسائية (جمعيات نسائية)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المشاركة في مختلف أنواع االحتجاجات على السياسية االستعمارية من‬ ‫‪-4‬‬
‫‪46‬‬
‫مظاهرات أو التحريض عليها‪.‬‬
‫إن المتأمل في المقاومة الشرسة التي أبدتها النساء المغربيات ضد االستعمار‬
‫الفرنسي‪ ،‬البد أن يتساءل عن الخلفية التاريخية لهذه المقاومة‪ ،‬وبتتبعنا ألدبيات الحركة‬
‫نخرج بمالحظتين أساسيتين‪:‬‬ ‫‪47‬‬
‫الوطنية ولوائح المقاومات‬
‫أهمية عدد المقاومات في البوادي وفعالية دورهن في حركة المقاومة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األصول الفالحية والقبلية للكثير من المقاومات في المدن‪ ،‬فهن في أغلبهن‬ ‫‪-2‬‬
‫‪48‬‬
‫مهاجرات لجأن إلى المدن ألسباب اقتصادية‪.‬‬
‫والسبب في قوة الروح النضالية للمرأة البدوية يرجع باألساس إلى اندماجها في الحياة‬
‫العامة لقبيلتها‪ ،‬وكذا أشكال المقاومة السلمية التي كانت تلجأ إليها لصالح القبيلة كلما دعت‬
‫الضرورة إلى ذلك‪.‬‬
‫هذا التراكم التاريخي هو الدافع األساسي لخلق المرأة المقاومة التي ساهمت جنبا إلى‬
‫جنب مع الرجل من أجل استقالل المغرب‪ ،‬فكانا متساويين في مواجهة المخاطر‬
‫والمسؤوليات‪ ،‬وقد أبانت هذه التجربة على أن المجتمع ال يمكن أن يستقيم بدون‬
‫مساهمتهما معا في سائر مناحي الحياة خدمة للوطن وللصالح العام‪.‬‬
‫لكن الصورة النمطية التي يرى بها المجتمع وضعية المرأة الراهنة خاصة في المجال‬
‫السياسي والنضالي جاءت من خالل تركيز التاريخ بشكل عام والتاريخ السياسي بوجه‬
‫خاص على بعض المشاهير من رجال السياسة والدين وإ همال البعض اآلخر‪ ،‬لكنه ال‬
‫يشير إال نادرا إلى الفئات المكونة للمجتمع من عامة الناس‪ ،‬وبما أن النساء ال يوجدن في‬

‫‪ " : 46‬دور المرأة المغربية في ملحمة االستقالل والوحدة " ندوة علمية‪ 7 – 6 ،‬مارس ‪ 2000‬م منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين‬
‫وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪ " : 47‬المرأة المغربية في ملحمة االستقالل والوحدة " تراجم عن حياة المرأة المقاومة‪ ،‬الجزء األول والث‪r‬اني‪ ،‬منش‪r‬ورات المندوبي‪r‬ة الس‪r‬امية لق‪r‬دماء‬
‫المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬مطبعة بني إزناسن‪.2002 ،‬‬
‫‪ " : 48‬المقاومة النسائية بالمغرب " ندوة علمية يومي ‪ 7‬و ‪ 8‬مارس ‪ 2003‬بفاس‪ ،‬منش‪rr‬ورات المندوبي‪rr‬ة الس‪rr‬امية لق‪rr‬دماء المق‪rr‬اومين وأعض‪rr‬اء جيش‬
‫التحرير‪ ،‬ص‪.26- 25 :‬ص ‪.56 :‬‬

‫‪100‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫واجهة العمل السياسي فنادرا ما تذكر أسماؤهن وأعمالهن رغم أن تاريخ المرأة مرتبط‬
‫بتاريخ الرجل وكالهما ساهم في صنع األحداث‪ ،‬لكن دور المرأة ال يظهر في المادة‬
‫‪49‬‬
‫المكتوبة‪ ،‬وحتى عندما تشير بعض المصادر إلى األدوار النسائية باقتضاب ودون تركيز‬
‫مما يجعل السؤال ‪ " :‬هل للنساء تاريخ سياسي؟‪" .‬‬
‫سؤال مشروع واإلجابة عليه كانت من بين العوامل التي أدت بمشيل بيرو للقول ‪" :‬‬
‫المسح الذي تتعرض له آثار الفعل النسائي سواء في المجال العام أو في المجال لخاص‪،‬‬
‫والصمت الذي وضعهن فيه المجتمع منذ قرون والمرتبط بالتوزيع الغير العادل آلثار‬
‫الذاكرة والتاريخ‪ ،‬هذا الحكي الذي نسي لزمن طويل النساء وكأنهن كن في ظالم أو خارج‬
‫‪50‬‬
‫الزمن واألحداث "‪.‬‬
‫وبالتالي إذا كانت للمرأة المغربية دور سجل على أنه ثانوي في فترة مكافحة اإلستعمار‪،‬‬
‫فكيف كان تموقعها في الحياة الحزبية المغربية خاصة في منظور المرجعيات الفكرية و‬
‫اإلديولوجية لألحزاب التي سيتم أخدها كنموذج لبحثنا هذا؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬موقع المرأة المغربية في العمل الحزبي المغربي‪.‬‬
‫ال يخرج تناول موضوع القطاعات النسائية لألحزاب السياسية المغربية عن‬
‫اإلشكالية العامة لهذا البحث "التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب" وما يتميز به حضور‬
‫النساء في هذا المستوى من ضعف وخاصة ما تعلق بمراكز القرار السياسي‪ ،‬حيث تشكل‬
‫التنظيمات الحزبية حلقة وصل بين ما هو سياسي و نسائي‪ ،‬فهي من جهة تشكل هيئات‬
‫سياسية تابعة تنظيميا وإ يديولوجيا لألحزاب الذي تنتمي إليها وتحمل اسمها‪ ،‬مما يجعلها‬
‫معنية بكل القضايا المطروحة على هذه األحزاب‪ ،‬ومن جهة ثانية تعتبر تنظيمات خاصة‬
‫بالقطاع النسائي تضم بذلك المنتميات للحزب‪ ،‬بحيث تشكل المسألة النسائية المحور‬
‫األساسي إلنشغاالتها‪ ،‬فال وجود للقطاعات النسائية إال ضمن اإلطار التنظيمي العام‬

‫‪ : 49‬عثمان النصوري ‪ " :‬تاريخ المرأة المغربية في العصر الحديث " مقال منشور في مجلة األمل‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 13‬و ‪ 14‬سنة ‪ ،1998‬ص ‪:‬‬
‫‪.154‬‬
‫‪50‬‬
‫‪: Michelle *** « Les femmes ou les silences de l’histoire » champs Flammarion, 1998‬‬

‫‪101‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لألحزاب السياسية التي تنتمي إليها‪ ،‬لذلك ينبغي أن تعكس دراستنا في هذا الجزء من‬
‫البحث التداخل الكبير بين ما هو نسائي وما هو سياسي‪.‬‬
‫حيث تعد القطاعات النسائية الحزبية واحدة من أولى التنظيمات النسائية المغربية‬
‫رغم أن تاريخ تأسيسها يتزامن أحيانا مع تاريخ تأسيس الجمعيات و التنظيمات النسائية في‬
‫مجاالت مختلفة‪ ،‬و المسجل أن بعض التنظيمات المدنية باألساس تقتسم أحيانا مع‬
‫القطاعات النسائية الحزبية اإلهتمام ذاته حول المسألة النسائية في مختلف أبعادها الثقافية‬
‫والسياسية واإلجتماعية‪ ،‬لكنها ال تتوفر على شروط الممارسة السياسية‪ ،‬ألن عملها محدد‬
‫بقوانينها الداخلية التي تلزمها بالعمل اإلجتماعي أو التنموي أو الحقوقي‪ ،‬أما القطاعات‬
‫النسائية الحزبية فهي هيآت حزبية وسياسية بالدرجة األولى‪ ،‬تتبنى التصورات الفكرية‬
‫واإليديولوجية لألحزاب التي تنتمي إليها وتخضع لقوانينها في كافة المجاالت وتدافع من‬
‫خاللها على المواقف المتخذة من طرف الحزب حول المسألة النسائية‪ ،‬لذلك فهي تنظيمات‬
‫سياسية أوال ونسائية ثانيا‪.‬‬
‫كما أن القطاع النسائي يعتبر هيئة تنظيمية نسائية تابعة لحزب سياسي معين‪ ،‬ينضبط‬
‫لقوانينه التنظيمية الداخلية وقراراته السياسية‪ ،‬كما يتمتع في نفس الوقت بنوع من‬
‫اإلستقاللية‪ ،‬ومن مظاهرها تنظيم المؤتمرات العامة وانتخاب األجهزة الحزبية وطنيا‬
‫ومحليا‪ ،‬تسطير برامج العمل والقيام بأنشطة ثقافية وإ شعاعية‪ ،‬المشاركة في الملتقيات‬
‫الوطنية و الدولية التي تنصب معظمها على القضايا المرتبطة بالمسألة النسائية ومنها‬
‫التمثيلية السياسية للنساء في مراكز القرار‪ ،‬وتطلق على هذه الهيئات التنظيمية عدة‬
‫تسميات تختلف من حزب آلخر مثل ‪ :‬اللجنة‪ ،‬المنظمة‪ ،‬الجمعية‪ ،‬لكن اإلسم األكثر‬
‫شيوعا هو اسم القطاع النسائي‪ ،‬تكمن خصوصيته في كونه تنظيما يضم النساء فقط‪ ،‬أي‬
‫تنظيم قائم على أساس التقسيم الجنسي للعمل السياسي‪ ،‬عكس التنظيمات األخرى القائمة‬
‫على أساس المهنة كقطاع التعليم أو قطاع المحاماة مثال أو تلك القائمة على أساس السن‬
‫كقطاع الشبيبة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وتتمتع القطاعات النسائية باستقاللية نسبية من الناحية التنظيمية لكنها إطارات تابعة‬
‫للحزب سياسيا وخاضعة لقراراته ومواقفه من كل القضايا بما فيها تلك المتكفلة بالمسألة‬
‫النسائية‪ ،‬و تكون هذه التنظيمات مفتوحة في وجه كل النساء المنتميات للحزب‪ ،‬لكن ليس‬
‫كل نساء الحزب منتميات بالضرورة للقطاع النسائي فاالنضمام إلى حزب سياسي يفتح‬
‫المجال أمام المنخرط أو المنخرطة للمشاركة في الحياة السياسية وللمساهمة بشكل أو‬
‫بآخر في اتخاذ القرارات بصدد كل القضايا السياسية‪ ،‬أما االنخراط في القطاع النسائي‬
‫فيحصر العمل في إطار المسألة النسائية باألساس‪.‬‬
‫فما هي إذن األدوار التي شغلتها المرأة المغربية في مسألة تأسيس األحزاب‬ ‫‪-‬‬
‫السياسية المغربية؟‬
‫وهل تمارس النساء داخل القطاعات النسائية العمل السياسي بالشكل الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يمارسه الرجل في باقي األجهزة الحزبية؟‬
‫أم أنها تكتفي بالقضايا النسائية؟‬ ‫‪-‬‬

‫لألجوبة على هذه األسئلة سنعمل على حصر دراستنا لنموذجين اثنين‪ ،‬كل واحد منهما‬
‫يتميز بإيديولوجية مخالفة لآلخر‪ ،‬وبمرجعية سياسية متناقضة‪ ،‬ويتمثل هذين الحزبين في‬
‫حزب اإلتحاد اإلشتراكي للقوات الشعبية ذو المرجعية اإلشتراكية وحزب العدالة والتنمية‬
‫ذو المرجعية اإلسالمية المحافظة‪.‬‬
‫لكل حزب من هاذين الحزبين تصور للمسألة النسائية‪ ،‬سواء على المستوى‬
‫السياسي أو التنظيمي‪ ،‬ويبرز ذلك من خالل تحديد وضعية النساء داخل الحزب والهيئة‬
‫التنظيمية الخاصة بهن‪ ،‬وكذا في البرامج المسطرة والمواقع الذي تحتلها النساء داخل‬
‫هاذين الحزبين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حزب االتحاد االشتراكي‪.‬‬
‫إن فكرة خلق القطاعات الحزبية بما في ذلك القطاعات النسائية هي مسألة تنظيمية‬
‫من إبداع األحزاب االشتراكية األجنبية‪ ،‬وقد نقلت األحزاب اإلشتراكية المغربية عن هذه‬

‫‪103‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األخيرة تصوراتها اإليديولوجية وأشكالها التنظيمية‪ ،‬حيث كانت األحزاب اإلشتراكية تعتبر‬
‫أن تغيير الشروط اإلجتماعية والسياسية للمرأة سيتم مع القضاء على مظاهر اإلستغالل‬
‫السائدة في المجتمع الرأسمالي وإ رساء أسس النظام اإلشتراكي‪ ،‬حيث طرحت األحزاب‬
‫المغربية ذات المرجعية اإلشتراكية بدورها المسألة النسائية ضمن هذه المقاربة‪ ،‬إال أنها‬
‫‪51‬‬
‫في بداية الثمانينات ومع الموجة الجديدة للحركة النسائية العالمية ستغير مواقفها‪.‬‬
‫أما القطاع النسائي لإلتحاد اإلشتراكي فقد تأسس في نفس اللحظة التاريخية التي تأسس‬
‫فيها الحزب الذي تنتمي إليه‪ ،‬عكس األحزاب التاريخية بالمغرب كحزب اإلستقالل مثال‬
‫الذي أنشأ منظمة المرأة اإلستقاللية بعد أربعة عقود من لحظة تأسيسه‪ ،‬ومن خالل تحليلنا‬
‫لتجربة هذا القطاع ذي األسبقية الزمنية سنرى هل أهلته هذه الميزة أكثر من غيره من‬
‫القطاعات ليلعب دورا متميزا اتجاه المسألة النسائية وخاصة مسألة التمثيلية السياسية‪ ،‬كما‬
‫سنحاول الوقوف عند أشكاله التنظيمية وعالقاته مع األجهزة الحزبية والتصور الحزبي‬
‫والقطاعي للمسألة النسائية‪.‬‬
‫‪ -1‬اآلليات التنظيمية للقطاع النسائي االتحادي‪:‬‬

‫تنظيميا يشتغل القطاع النسائي االتحادي وفق إستراتيجيتين مختلفتين وهما‪:‬‬


‫المشاركة في المؤتمرات الوطنية للحزب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم الندوات الوطنية وهي نوعان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ :‬بمثابة مؤتمرات داخلية للقطاع النسائي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الثانية‪ :‬بمثابة أنشطة تكوينية و إشعاعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أ – القطاع النسائي اإلتحادي في المؤتمرات الوطنية للحزب‪:‬‬

‫لقد تميزت مشاركة القطاع النسائي اإلتحادي باإلستدامة في كل المؤتمرات الوطنية‬


‫لحزب اإلتحاد اإلشتراكي‪ ،‬وفي كل مرة كان القطاع النسائي يتقدم بورقة تنظيمية يطرح‬
‫من خاللها تصوراته المستقبلية للحزب عامة وللمسألة النسائية خاصة‪ ،‬إال أنه و المالحظ‬
‫أن القطاعات النسائية الحزبية لم تكن لها الجرأة على التقدم بمطالب مباشرة في المسألة‬
‫‪: 51‬أس‪rr‬ماء بنع‪rr‬دادة " الم‪rr‬رأة والسياس‪rr‬ة " دراس‪rr‬ة سوس‪rr‬يولوجية للقطاع‪rr‬ات النس‪rr‬ائية الحزبي‪rr‬ة‪ ،‬منش‪rr‬ورات المعه‪rr‬د الج‪rr‬امعي للبحث العلمي‪ ،‬سلس‪rr‬لة‬
‫األطروحات‪ ،2 ،‬الطبعة األولى ‪ ،2007‬ص‪.62 :‬‬

‫‪104‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التمثيلية الخاصة بهن‪ ،‬حيث أن المبادرات القطاعية غالبا ما تصب في االتجاه العام‬
‫للحزب مما يمكن اعتباره كبحا للمطالب النسائية وهذا ما يبرر توجه العمل النسائي خالل‬
‫بداية الثمانينات إلى إنشاء مجموعة من الجمعيات الحقوقية والنسائية خاصة التي تهتم‬
‫باألساس بقضايا المرأة اجتماعيا واقتصادياو سياسيا‪ ،‬وكان لهذه التنظيمات الدور المباشر‬
‫في تقديم مجموعة من المذكرات المطلبية بسند من المنظمات الحقوقية والنسائية الدولية‬
‫ومستغلة بذلك التوجه العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنظور اإلشتراكي للمسألة النسائية‪:‬‬

‫بتأسيس حزب اإلتحاد اإلشتراكي للقوات الشعبية للقطاع النسائي منذ مؤتمره‬
‫اإلستثنائي المنعقد سنة ‪ ، 1975‬هل أراد اإلتحاد اإلشتراكي أن يضيف معطى آخر لتحديد‬
‫تصوره للعمل السياسي‪ ،‬بحيث أنه لم يكن يتوفر على تنظيم نسائي حينما كان يشتغل باسم‬
‫اإلتحاد الوطني للقوات الشعبية‪ ،‬أم أن صدفة تزامن موعد المؤتمر مع السنة الدولية للمرأة‬
‫كان عامال حاسما؟‬
‫إذا كان تأسيس القطاع هو مبادرة من نساء الحزب‪ ،‬فما هو موقف األطر الرجالية‬
‫كأغلبية مطلقة داخل الحزب من هذا التأسيس؟‬
‫خالل تصفحنا للتقرير اإليديولوجي للحزب نجد إشارة مختصرة عن وضعية المرأة‬
‫المغربية في إطار الحديث عن المعوقات االجتماعية التي تحول دون التحرر‬
‫والديمقراطية‪ ،‬ومن أجل إحداث تغيير جذري وشامل للبنيات اإلجتماعية القائمةإعتمد‬
‫الحزب على تصور منفتح اتجاه المرأة وقضاياها التحررية من خالل إرتكازه على‬
‫مجموعة من األفكار الحداثية التي تضمنها تقريره اإلديولوجي وكمثال لى ذلك‪ ،‬ارتأى‬
‫الحزب أن " مجهودا مكثفا قويا يجب أن يبذل من أجل تحرير المرأة المغربية من جميع‬
‫أنواع الضغوط القانونية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والتي تعمل على إبقائها في‬
‫حالة من التبعية ال يبررها ال الشرع و ال العقل وال العلم وال الفكر التقدمي‪ ،‬والتي تحول‬
‫‪52‬‬
‫دونها والقيام بدورها كامال في المعركة المشتركة‪ ،‬معركة التحرير والتنمية "‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ :‬التقرير اإليديولوجي لحزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‪ ،‬ص ‪.169 :‬‬

‫‪105‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كما استنكر الحزب الوضعية المتدهورة التي توجد عليها المرأة على كافة األصعدة‬
‫القانونية‪ ،‬اإلقتصادية‪ ،‬اإلجتماعية‪ ،‬والثقافية واعتبر أن تجاوز هذا الوضع متوقف على‬
‫بذل مجهودات كبيرة ومكثفة‪ ،‬كما أن حالة التبعية التي توجد عليها المرأة مرفوضة سواء‬
‫من الناحية الدينية أو العقلية‪.‬‬
‫و في نفس السياق تجدر اإلشارة إلى أن مقررات المؤتمر االستثنائي والتي جاءت‬
‫تحت اسم " اختيار مذهبي وخطة مرحلية ‪ :‬المؤتمر ‪ " 1975‬تضمن تقارير كل اللجن‬
‫باستثناء التقرير النسوي‪ ،‬فكيف يمكن تفسير هذا األمر ؟ هل هو عدم االعتراف‬
‫بمجهودات النساء من خالل التقرير الذي همش؟ أم هو تعبير عن إزدواجية بين الخطاب‬
‫و الممارسة؟‬
‫" أيعني هذا األمر إقبارا للتقرير النسوي من أدبيات الحزب أم أن للمسألة تبريرات‬
‫وتفسيرات أخرى نجلها؟ ‪.53‬‬
‫إن حذف التقرير النسوي من تقارير مؤتمر سنة ‪ 1975‬لحزب اإلتحاد اإلشتراكي‬
‫للقوات الشعبية هو تقليل من حظوظ المرأة للعب دور ريادي في العمل الحزبي المغربي‪،‬‬
‫ومؤشر قوي على أن قضايا المرأة لم تصبح بعد واحدة من اهتمامات الحزب‪ ،‬وأن‬
‫تأسيس القطاع النسائي تحقيق إلرادة النساء االتحاديات بالدرجة األولى‪ ،‬ألنه ورغم أن‬
‫المؤتمر االستثنائي عقد سنة ‪ 1975‬فإن التوجهات الحالية ال يمكن اعتبارها استثنائية ألنها‬
‫الزالت تعبر على نفس المنطلقات التي تميزت بها سنوات السبعينات ومازال التغيير في‬
‫مجال المرأة رهين بمتدخلين آخرين أهمهم المؤسسة الملكية والجمعيات الحقوقية والنسائية‬
‫وما عمل القطاعات النسائية إال تفسير لقرارات المكاتب الوطنية والسياسية لألحزاب‬
‫السياسية المغربية والذي يغلب عليه الطابع الذكوري باألساس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنظمات النسائية لحزب العدالة و التنمية‪.‬‬
‫سنستهل هذا الجزء من بحثنا بالتدخل الذي قدمه رئيس الحكومة المغربية عبد اإلله‬
‫بنكيران في موضوع " قضايا و انتظارات المرأة المغربية في برامج وسياسات الحكومة "‬
‫‪53‬‬
‫‪:‬المصدق رقية " المرأة والسياسة التمثيل السياسي في المغرب " دار توبقال للنشر‪1990 ،‬ن ص‪.61 :‬‬

‫‪106‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أمام مجلس المستشارين بمناسبة إحدى الجلسات الشهرية لهذه الغرفة‪ ،‬حيث جاء في‬
‫‪54‬‬
‫تدخله‪ " :‬الرجل ال يمكن أن ينوب عن المرأة‪ ،‬وال يمكن للمرأة أن تنوب عن الرجل "‬
‫كما قال إن " حزبه محافظ ومعاصر أيضا‪ ،‬غير أن محافظته ليست محافظة حزب "‬
‫الجرار " ومعاصرته ال تشبه معاصرة ذلك الحزب"‪ ،‬كما استعرض بنكيران ما وصفها‬
‫بإنجازات وإ صالحات شهدها المغرب للنهوض بأوضاع النساء وترسيخ مبادئ المساواة‬
‫بين الجنسين وحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي تعززت بدستور ‪ ،2011‬مشددا على أن الحكومة‬
‫أعدت خطة " إكرام " للمساواة في أفق المناصفة ‪ ،2016- 2012‬والتي تهدف إلى‬
‫‪55‬‬
‫مأسسة مبادئ اإلنصاف والمساواة وإ رساء قواعد المناصفة "‪.‬‬
‫فالسؤال الواجب طرحه‪ :‬هل هذه الخطة يمكن احتسابها في رصيد حزب العدالة و‬
‫التنمية ؟ أم أنها وليدة حراك سياسي واجتماعي مغربي ‪ -‬عربي جاء لتغيير مجموعة من‬
‫األوضاع‪ ،‬أسفرت على تعديل دستوري سنة ‪ 2011‬؟ وهل هذه الخطة حكومية بمعنى‬
‫أنها تمثل توجه التكتل الحزبي المنشأ للحكومة؟ أم أنها خطة خالصة لحزب يعترف‬
‫بتوجهه المحافظ كما جاء في تصريح رئيس الحكومة المغربية عبد اإلله بنكيران ؟ أم أنها‬
‫تعّب ر عن توجه الدولة بكل مكوناتها اتجاه قضايا المرأة خاصة ما تعّلق بمبدأ المساواة؟‬
‫وأهم ما تتميز به خطة " إكرام " حسب رئيس الحكومة " باستنادها على ‪8‬‬
‫مجاالت‪ ،‬من بينها مناهضة كل أشكال التمييز والعنف‪ ،‬وتأهيل منظومة التعليم على أساس‬
‫اإلنصاف‪ ،‬وتعزيز الخدمات الصحية وتطوير البنيات التحتية وتحسين الظروف‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬والتمكين من الفضاءات للفتيات واألسر‪ ،‬والولوج المنصف والمساواة‬
‫لمناصب القرار اإلقتصادي والسياسي وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في الشغل ‪ ...‬؟‬
‫بعد هذا التصريح الذي استنكرته الوقفة التي دعا إليها التحالف المدني لتفعيل‬
‫الفصل ‪ ،19‬هذه األخيرة والتي ضمت عدة وجوه نسائية من بينها مديرة األخبار في القناة‬
‫الثانية‪ ،‬والوزيرة السابقة في حكومة عبد اإلله بنكيران نزهة الصقلي والذي جاء في‬

‫‪54‬‬
‫‪ :‬طارق بنهدا‪ ،‬بنكيران عندما خرجت النساء للعمل انطفأت البيوت المغرب‪ ،‬موقع هسبريس بتاريخ ‪.17/06/2014‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ :‬طارق بنهدا‪ ،‬بنكيران عندما خرجت النساء للعمل انطفأت البيوت المغرب‪ ،‬موقع هسبريس بتاريخ ‪.17/06/2014‬‬

‫‪107‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تصريح لها " نحن هنا اليوم لنخبر رئيس الحكومة أن مهمته هي تطبيق الدستور المغربي‬
‫وأن ال حق له في أن يتكلم بمزاجه الخاص‪ ،‬وإ نما كرجل دولة على اعتبار أن المواطنات‬
‫المغربيات ال ينتظرن تعليماته كي يمضين قدما في الحياة " انتهى تصريح الوزيرة السابقة‬
‫نزهة الصقلي‪ ،‬وإلدراك هذا التوجه الذي عبر عنه رئيس الحكومة المغربية كان البد لنا‬
‫من معرفة المرجعية الفكرية جناح حزبه النسوي والمتمثل في منظمة الوعي النسائي‬
‫للحكم على هذا التصريح‪.‬‬
‫إن منظمة تجديد الوعي النسائي تعتبر أن المرجعية اإلسالمية منظومة شاملة‬
‫صالحة لتأطير كل مجاالت الحياة المعاصرة‪ ،‬كما ترى أنها مدخل أساسي لكل مشروع‬
‫نهضوي للمجتمع سوءا على المستوى الدستوري‪ -‬القانوني أو على المستوى اإلجتماعي‬
‫‪ -‬اإلقتصادي‪ ،‬ولتفعيل هذه المرجعية وضعت المنظمة مجموعة من المبادئ اعتبرتها‬
‫‪56‬‬
‫معالم ومنطلقات جوهرية لبناء واقع نسائي صحيح لخصتها في ستة مبادئ أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلنسانية‪:‬‬
‫تؤكد منظمة تجديد الوعي النسائي أن إنسانية المرأة هي أساس كرامتها وعالقتها‬
‫بالرجل لكل منهما حقوق وعليه واجبات دون تحديد طبيعتها‪.‬‬
‫‪ -2‬التكاملية‪:‬‬
‫تتسم عالقة المرأة بالرجل وبالتكاملية‪ ،‬أي أن كل واحد منهما يكمل اآلخر وال‬
‫يستطيع بمفرده أن يحقق الكمال الوجودي واإلجتماعي والفكري‪.‬‬
‫‪ -3‬المساواة ال المماثلة‪:‬‬
‫يدل مفهوم المساواة حسب منظمة تجديد الوعي النسائي على وحدة األصل‬
‫البشري بين الجنسين دون أن تؤدي هذه الوحدة إلى التماثل‪ ،‬فالتكافؤ في القدرات‬
‫اإلدراكية واإلنتاجية أمر يلغي المماثلة ويجعل من المساواة مبدأ يعطي لكل حقه‬
‫حسب خصوصيته وكفاءته‪.‬‬

‫‪ : 56‬أس‪rr‬ماء بنع‪rr‬دادة " الم‪rr‬رأة والسياس‪rr‬ة " دراس‪rr‬ة سوس‪rr‬يولوجية للقطاع‪rr‬ات النس‪rr‬ائية الحزبي‪rr‬ة‪ ،‬منش‪rr‬ورات المعه‪rr‬د الج‪rr‬امعي للبحث العلمين سلس‪rr‬لة‬
‫أطروحات‪ ،2 ،‬دجنبر ‪ ،2007‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.140 :‬‬

‫‪108‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ -4‬أداء الرسالة‪:‬‬
‫اإلنسان مطالب بأداء رسالته في الحياة بأمانة‪ ،‬وهذا ما يعطي معنى لوجوده‪،‬‬
‫األمانة بالنسبة للمرأة هي أن تجند نفسها لتحقيق هويتها الطبيعية القائمة على مبادئ الدين‬
‫اإلسالمي والرصيد الثقافي ألمتها‪.‬‬
‫‪ -5‬االستقاللية‪:‬‬
‫المرأة كائن مستقل غير تابع تتحمل مسؤولية إختياراتها وقراراتها بقوة المبدأ و‬
‫الشرع‪ ،‬لهذا يمنح الشرع للمرأة اإلستقاللية الكاملة في تسير أموالها‪.‬‬
‫‪ -6‬الواجب و الحق‪:‬‬
‫المرأة مطالبة بأداء واجباتها قبل أن تطالب بحقوقها بهدف تحقيق التوازن وتجاوز‬
‫مبدأ تبرئة الذات وإ لقاء المسؤولية على اآلخر‪.‬‬
‫من خالل تطرقنا لهذه المبادئ الستة التي يرتكز عليها عمل منظمة الوعي النسائي‬
‫التابعة لحزب العدالة والتنمية‪ ،‬يتضح لنا أن أغلب هذه المبادئ ترتكز على المرجعية‬
‫اإلسالمية سواء فيما تعلق باللغة أو المتن من قبيل " يمنح الشرع للمرأة اإلستقاللية " ‪ ،‬و‬
‫خاصة ما تعلق بوجودية الذات البشرية والحقوق التي تتمتع بها أمام الخالق وفي العالقات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬أما المرجعية الكونية للحقوق والحريات‪ ،‬فالمالحظ أنها مغيبة خاصة ما تعلق‬
‫بالحقوق السياسية‪ ،‬و مسألة التمثيلية السياسية للنساء على وجه الخصوص‪.‬‬
‫أما مشروع المناصفة التي جاء بها الدستور المعدل لسنة ‪ ،2011‬ال يعبر على القوة‬
‫اإلقتراحية للحزب األغلبي بالحكومة الحالية‪ ،‬بقدر ما يعبر على برنامج عام تقوده الدولة‬
‫المغربية بمختلف مؤسساتها‪ ،‬وتفسر بذلك التزاماتها الدولية بخصوص الحقوق العامة‬
‫للنساء ومن ضمنها السياسية‪ ،‬كما تعتبر ترجمة للمسار النضالي واإلنفتاح الذي عبر عنه‬
‫النظام السياسي المغربي اتجاه المذكرات المطلبية النسائية في مختلف الميادين‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ -1‬موقف منظمة الوعي النسائي من المواثيق الدولية‪:‬‬


‫لكل هيئة سياسة منطلقاتها و مرجعياتها‪ ،‬وبالنسبة لمنظمة الوعي النسائي‪،‬‬
‫فإن تحقيق مشروعها السياسي يتم على ثالثة مستويات أساسية وهي‪ :‬المستوى اإلجتماعي‬
‫والثقافي والحقوقي‪ ،‬حيث وضعت المستوى اإلجتماعي في المقدمة نظرا الستيائها من‬
‫الوضع المتدني للفئات العريضة من النساء بسبب األمية والفقر وما يترتب عنهما من‬
‫مشاكل " كتعاطي النساء للمهن المنحطة من توزيع الخمور في الحانات والمالهي الليلية "‬
‫ومن دفوعاتها‪ ،‬ضرورة اإلهتمام باألسرة واألم وتفعيل التكافل اإلجتماعي الذي يحث‬ ‫‪57‬‬

‫األغنياء على مساعدة الفقراء كما يجب التصدي لألمية كعائق ضد التنمية‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار دعت إلى ضرورة تفعيل القيم الدينية كالتكافل اإلجتماعي الداعي إلى مساعدة‬
‫األغنياء للفقراء‪ ،‬كما راهنت المنظمة على الدور األساسي للمستوى الثقافي والعلمي في‬
‫حفظ وصيانة الهوية اإلسالمية للشعب المغربي من خطر الهيمنة الغربية التي تعمل على‬
‫‪58‬‬
‫إعفائها وطمس معالمها التاريخية‪ ،‬منبهة إلى دور " الوكيل الثقافي للغرب المهيمن "‬
‫الذي تلعبه بعض النساء والجمعيات اليسارية‪ ،‬األمر الذي يساهم في نشر األمية الفكرية‪،‬‬
‫ويزكي التبعية للنموذج الغربي بالشروط التي يمليها علينا‪ ،‬المقصود هنا الجمعيات النسائية‬
‫التي تتبنى المرجعية الدولية والتي ال تفوت المنظمة وأطر حزب العدالة والتنمية الفرصة‬
‫إلنتقادها ونعتها بالعلمانية‪ ،‬واتهامها بنشر الفساد‪ ،‬وقد كان مشروع خطة إدماج المرأة في‬
‫‪59‬‬
‫التنمية فرصة للهجوم عليها وعلى عضواتها‪.‬‬
‫وتشير المنظمة في المستوى الحقوقي إلى موقفها من المرجعية الدولية في بندين‬
‫وهما‪:‬‬
‫عدم استيراد القوانين الغربية أو المنافية لواقعنا المغربي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ : 57‬عبد الرزاق موالي رشيد جزء من أطروحته عن وضعية المرأة بالمغرب لعالقة المرأة بالسياسة‪ ،‬منشورات جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العل‪rr‬وم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الرباط‪.1985 ،‬‬
‫‪ : 58‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪31 :‬‬
‫‪ : 59‬نجد كتابات كثيرة في هذا الموضوع‪ ،‬انظر على سبيل المثال كتاب " حركة التوحيد واإلصالح " موقفنا مما سمي " مشروع إدم‪rr‬اج الم‪rr‬رأة في‬
‫التنمية " منشورات الفرقان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.2000 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المواثيق الدولية ال تعلو على المرجعية الدينية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫نفهم من هذين الموقفين أن المنظمة ترفض المواثيق الدولية معتبرة إياها‬
‫أفكارا مستوردة ال تتالءم مع واقع المجتمع المغربي وال مع حضارته وثقافته‪ ،‬كما‬
‫إعتبرت أن المجتمع المغربي " ليس في حاجة إليها ما دمنا نحتكم إلى المرجعية اإلسالمية‬
‫وهي منظومة شاملة صالحة لتـأطير جميع ناشطات اإلنسان في الحياة المعاصرة خاصة‬
‫مع وجود اجتهاد خالق ومواكب لمعطيات العصر وحاجيات اإلنسان المعاصر ومصطحب‬
‫ألحكام ومقاصد الشريعة اإلسالمية السمحة " ‪ ،60‬لكننا نجد أن المنظمة في الميثاق وفي‬
‫تحديدها لحقوق المرأة تلح على ضرورة توافقها مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫تشير إلى أنها " تتفق مع كل المطالب التي تقدم دوليا‪ ،‬والتي ال تتعارض مع مرجعيتنا‬
‫الدينية والثقافية واإلجتماعية‪" ،‬ونضم أصواتنا إلى كل من ينادي بالحقوق التي ال تنحرف‬
‫‪61‬‬
‫عن القيم اإلنسانية المشتركة " ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نسجل التناقض الواضح في مواقف المنظمة من المرجعية‬
‫الدولية إذ اعتبرتها قوانين دخيلة نشأت في تربة مخالفة تماما للواقع المغربي‪ ،‬كما‬
‫اعتبرت أن التعامل معها بمثابة عملة استيراد جاهزة ال تخدم سوى مصالح الغرب نافية‬
‫عنها طابعها الكوني الذي يسمح لها أن تنظم حياة الشعوب في تنوعها الديني والثقافي‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى تصريحات رئيس الحكومة أمام الغرفة الثانية‪ ،‬نرصد التناقض‬
‫الكبير بين مضمون التصريح والواقع المعاش حيث أن نسبة النساء الممثلة داخل الغرفة‬
‫األولى (البرلمان) من حزب العدالة والتنمية تعتبر مهمة بفضل مشاركة نساء الحزب في‬
‫العملية السياسية كما استفاد الحزب من آلية الالئحة الوطنية لدعم تواجده الكمي داخل قبة‬
‫البرلمان‪ ،‬ومنه في تشكيل الحكومة كحزب أغلبي‪.‬‬
‫ألى يمكن اعتبار أن هؤالء النساء يعتبرن ثريات في المجال السياسي؟ أم أن المرأة لن‬
‫تكون ثريا إال من خالل مراعاتها لشؤون المنزل والذي نعتبره عمال مقدسا كذلك‪ ،‬فكما‬

‫‪60‬‬
‫‪ :‬حزب العدالة والتنمية‪ ،‬البرنامج االنتخابي " نحو مغرب أفضل من أجل نهضة شاملة " ‪ ،2002‬ص ‪.7 :‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ :‬منظمة تجديد الوعي النسائي‪ ،‬الرؤية والميثاق‪ ،‬ص ‪.14 :‬‬

‫‪111‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الرجل ليس بالضرورة أن يكون رجل دولة وسياسة وله الحق أن يتموقع داخل التركيبة‬
‫المجتمعية فيما يحس بأنه قادر على العطاء واإلنتاج‪ ،‬فكذلك المرأة لها نفس الحق بقياس‬
‫مبدأ المساواة الذي شرعها الدين اإلسالمي وكذلك المواثيق الدولية‪.‬‬
‫إن اختزال ممارسة الحقوق السياسية للمرأة في حق التصويت‪ ،‬مع غياب إرادة‬
‫سياسية حقيقية إلشراكها في المجتمع السياسي عبر تنزيل دستوري فعلي لمبدأ المناصفة ال‬
‫يقتصر فقط على التشريعات الدستورية وال يقتصر فقط على إرادة الحاكمين بل يتعداها‬
‫لينال إجماع كافة الهيآت السياسية المتواجدة في البالد حيث يكمن الصراع حول السلطة‬
‫السياسية‪ ،‬فإنه يبقى على األحزاب السياسية تجاوز الحلقة الضيقة التي تتحدد فيها مشاركة‬
‫المرأة في الحياة السياسية بقراءة وتفسير متحررين للمساواة في الحقوق السياسية‬
‫المتضمنة في النصوص الدستورية والمواثيق الدولية‪ ،‬وفهم عميق لمهامها التمثيلية حتى‬
‫تكون معبرة وبأمانة ضمن مكونات المجتمع المغربي وتساهم بالنظرية والتطبيق في تغيير‬
‫العقلية السائدة داخل الهيئات الحزبية وذلك في أفق تحرر المجتمع ككل‪.‬‬
‫كما أن مسألة التمثيل السياسي للمرأة‪ ،‬وإ ن كانت ترتبط بظاهرة السلطة السياسية‪ ،‬فإنها‬
‫تطرح في إطار أوسع "التنمية السياسية"‪ ،‬و إذا كان واقعنا السياسي ومنه الحزبي يطرح‬
‫ضرورة تطوير إمكانياتنا ومكتسباتنا في أفق تغيير وضعية المرأة‪ ،‬فألن هذا األفق يندرج‬
‫في إطار تحقيق تنمية سياسية فعلية ودعم تحرر مجتمعي حقيقي‪ ،‬ينعكس بالدرجة األولى‬
‫على اإلنتاج السياسي للمرأة المغربية و منه على المشهد السياسي المغربي عامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المرجعية الوطنية في مسألةالتمثيلية السياسية للنساء‪:‬‬


‫ال يمكن فصل المرجعية الوطنية في موضوع التمثيلية السياسية للنساء عن السياق الدولي‬
‫في قضية المرأة عموما ومسألة مشاركتها السياسية خصوصا‪ ،‬وبالتالي ال يمكن ألي دولة‬
‫أو نظام سياسي أن يعتمد كونية المسألة النسائية دون مراعاة للخصوصية التاريخية‬
‫والثقافية والسياسية التي يتميز بها ما هو محلي‪ ،‬والمغرب بذلك ال يمكن استثناؤه من هذه‬

‫‪112‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القاعدة‪ ،‬حيث يمكن دراسة السياق الوطني انطالقا من رصيد نوعين من التحوالت‪،‬‬
‫وكيفية تأثيرها على وضعية المرأة و مطالب الحركات النسائية‪ ،‬فمن جهة هناك تحوالت‬
‫سياسية كبيرة ومن جهة ثانية هناك تحوالت إجتماعية وإ قتصادية أدت إلى تطور مكتسبات‬
‫المرأة في المغرب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحوالت السياسية‪.‬‬
‫لقد عاش المغرب فترات من المد والجزر على المستوى السياسي‪ ،‬ومنذ حصوله‬
‫على اإلستقالل سنة ‪ 1956‬ظهر صراع قوي بين الفاعلين السياسيين تمخض عنه جمود‬
‫في عملية البناء الديمقراطي بالمغرب‪ ،‬ونظرا لتعدد وتنوع األحداث التاريخية في هذا‬
‫الباب‪ ،‬سنقتصر على فترة التسعينات التي شهدت تحوالت جوهرية على المستوى‬
‫السياسي بتميزها بمرحلة اإلنتقال الديمقراطي أو ما يسمى الخصوصية المغربية‪.‬‬
‫حيث عمل المغرب منذ دستور ‪ 1992‬على اإلعتراف بحقوق اإلنسان كما هو متعارف‬
‫عليها كونيا‪ ،‬نتيجة لتحوالت المحيط الدولي‪ ،‬ومع نهاية التسعينات وقع في المغرب‬
‫تحولين سياسيين أساسيين‪ ،‬ألقيا بظاللهما على الحركة الحقوقية عموما‪ ،‬والحركة النسائية‬
‫على وجه الخصوص وهما‪ :‬تولي المعارضة لتسيير البالد في إطار التناوب التوافقي سنة‬
‫‪ 1998‬من جهة‪ ،‬ووصول الملك محمد السادس للحكم سنة ‪ 1999‬من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ -1‬وصول المعارضة للسلطة في إطار" التناوب التوافقي " في مارس ‪.1998‬‬
‫شكل حدث وصول المعارضة لتسيير البالد سنة ‪ 1998‬برئاسة السيد عبد‬
‫الرحمان اليوسفي‪ ،‬أهم التحوالت السياسية في تاريخ المغرب المستقل‪ ،‬كونه سمح ألول‬
‫مرة بالحصول على أول حكومة سياسية في تاريخ البالد منذ اإلستقالل‪ ،62‬ويعتبر وصول‬
‫المعارضة أهم تجليات ما يعرف باإلنتقال الديمقراطي بالمغرب‪.‬‬
‫فقد ألقى هذا الحدث بظالله على مختلف مكونات الحركة الحقوقية التي عانت‬
‫ألربعة عقود من مجموعة من التجاوزات والمضايقات‪ ،‬ما شكل إنتكاسة لقضية المرأة‬

‫‪ : 62‬خالد الناصري ‪ " :‬الحركات النسائية واالنتقال الديمقراطي بالمغرب " ورد ضمن الديمقراطية المبتورة‪ ،‬النساء والس‪rr‬لطة السياس‪rr‬ية ب‪rr‬المغرب‪،‬‬
‫مركز تكوين القيادات النسائية‪ ،‬منشورات المعية الديمقراطية لنساء المغرب‪ ،‬ص ‪.88 :‬‬

‫‪113‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كونها طرفا في الصراع آنذاك‪ ،‬لهذا لم تبرز المطالبة بحقوقها كامرأة إال خالل أواخر‬
‫الثمانينات وبداية التسعينات ‪.63‬‬
‫وقد شكل وصول اليسار ألول مرة لتسيير شؤون البالد فرصة للحركة النسائية عموما‪،‬‬
‫التي تتقاطع إيديولوجيا مع هذه األحزاب اليسارية‪ ،‬مما جعل منها طرفا مساندا لتجربة‬
‫التناوب آنذاك بسبب المواقف التي أبدتها الحكومة من قضايا المرأة كان أبرزها‪ ،‬الخطة‬
‫الوطنية إلدماج المرأة في التنمية سنة ‪.1999‬‬
‫وقد تضمنت هذه الخطة أربع مجاالت رئيسية لتمكين النساء في الحياة العامة تمثلت‬
‫في‪:‬‬
‫إشراك النساء في التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير الصحة اإلنجابية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلندماج في التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمكين الذاتي للنساء في المجاالت القانونية والسياسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وشكلت هذه الخطة إحدى محطات الصراع األساسية بين اإلسالميين من جهة‪،‬‬
‫والحكومة والحركة النسائية ذات التوجه اليساري من جهة ثانية‪ ،‬إلى حد تأسيس جبهات‬
‫مناهضة وجبهات مضادة للدفاع عن الخطة‪ ،‬بل واحتد الصراع إلى حد تنظيم مسيرات‬
‫معارضة وأخرى مؤيدة للخطة خاصة في الشق المتعلق بإصالح مدونة األحوال‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫أما الجانب المتعلق بالتمكين السياسي للمرأة‪ ،‬فإن حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحملة‬
‫ضد الخطة‪ ،‬ال يبدي أي اعتراض حولها حيث جاء في تدخل للمسؤولة عن القطاع‬
‫النسائي آنذاك السيدة بسيمة الحقاوي " الّتمكين السياسي للنساء نحن ننشده ونطلبه ونناضل‬
‫من أجله"‪ ،‬و نتيجة لهذا الحراك السياسي الذي شهده المغرب خالل تلك الفترة‪ ،‬خاصة‬
‫على المستوى السياسي‪ ،‬برزت مجموعة من المتغيرات األساسية في موضوع المشاركة‬
‫‪ : 63‬شكلت فترة أواسط الثمانينات بداية انفصال مجموعة من الجمعيات النسائية عن األحزاب السياسية مثل الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب التي‬
‫انفصلت تنظيميا عن حزب التقدم واالشتراكية سنة ‪ 1985‬م‪ ،‬واتحاد العمل النسائي الذي انفصل عن منظمة العم‪rr‬ل ال‪rr‬ديمقراطي الش‪rr‬عبي ع‪rr‬ام ‪1987‬‬
‫وهو ما جعل مطالبها تنفصل كذلك عن األحزاب لصالح قضية المرأة‪ ،‬وتعتبر نس‪rr‬اء منظم‪rr‬ة العم‪rr‬ل ‪ OADP‬أول من دع‪r‬ا إلى ه‪rr‬ذه االس‪rr‬تقاللية ع‪r‬ام‬
‫‪ 1983‬خالل الندوة الوطنية األولى للقطاع النسائي التي تمت تحت عنوان " من أجل حركة نسائية جماهيرية ديمقراطية مستقلة "‬

‫‪114‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫السياسية للنساء كان أبرزها إعتماد الالئحة الوطنية سنة ‪ ، 2002‬هذه األخيرة سمحت‬
‫‪64‬‬
‫بوصول ‪ 35‬امرأة للبرلمان ألول مرة في تاريخ المغرب‪.‬‬
‫وتعتبر الّالئحة الوطنية من أهم المكاسب التي حصلت عليها الحركات النسائية في فترة‬
‫حكومة التناوب‪ ،‬حيث تميزت هذه الفترة السياسية بالمغرب بإعتماد المرجعية الدولية في‬
‫مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬من خالل المصادقة على إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز‬
‫ضد المرأة‪ ،‬و تكريس ثقافة المشاركة السياسة لدى النساء بالمغرب‪ ،‬عبر اعتماد آليات‬
‫جديدة على الساحة السياسية المغربية كآلية "الكوتا" وما تبعها من إرتفاع عدد النساء داخل‬
‫المؤسسة البرلمانية‪ ،‬مما حفز الهيآت الجمعوية خاصة برفع سقف مطالبها إلى أن تبلغ‬
‫المناصفة وهذا ما عبر إستجاب له الدستور المغربي المعدل لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬مؤسسة ملكية جديدة بوصول الملك محمد السادس للحكم في يوليوز ‪.1999‬‬
‫لقد عرف التاريخ السياسي الحديث للمغرب تحوالت كبيرة ببلوغ الملك محمد‬
‫السادس الحكم سنة ‪ 1999‬باعتباره ملكا شابا يمثل جيال جديدا من األفكار و القناعات‪،‬‬
‫فمنذ اعتالئه سدة الحكم والملك الشاب يؤكد على ضرورة إشراك المرأة في الحياة العامة‪،‬‬
‫بصفتها تمثل نصف المجتمع‪ ،‬ومما جاء في إحدى خطبه " كيف يتصور بلوغ رقي‬
‫المجتمع وازدهاره والنساء الالئي يشكلن زهاء نصفه تهدر مصالحهن من غير مراعاة لما‬
‫منحهن الّد ين الحنيف من حقوق‪ ،‬هن بها شقائق الّر جال‪ ،‬تتناسب و رسالتهم السامية في‬
‫إنصاف لهّن مما قد يتعرضن له من حيف أو عنف مع أنهن بلغن مستوى نافسن به‬
‫‪65‬‬
‫الذكور‪ ،‬سواءا في ميدان العلم أو العمل"‪.‬‬
‫فهذا الخطاب يحمل دالالت قوية لصالح القضايا النسائية‪ ،‬بإعتبار أن رهان التنمية لن‬
‫يتحقق إال بمشاركة منصفة للمرأة‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره دعوة صريحة للّنهوض بقيمتها‬
‫وتأهيلها على جميع األصعدة‪ ،‬الشيء الذي ال يتنافى مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ :‬زهور رشيق‪ " :‬ممارسة الفعل السياسي للمرأة داخل األحزاب " في ندوة المرأة في الحقل السياسي‪ ،‬يونيو ‪ ،2002‬ص‪.17 :‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ :‬الخطاب الملكي لـ‪ 20 :‬غشت ‪1999‬‬

‫‪115‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وبوقوف الملك الشاب بجانب قضايا المرأة ومناصرتها في جميع المناسبات‪ ،‬وفي‬
‫مجموعة من الفترات كان أهمها تدخله كحكم للفصل في الخالف حول تعديل مدونة‬
‫األحوال الشخصية‪ ،‬بعد فشل محاولة الوزير األول عبد الرحمن اليوسفي أثناء تشكيل لجنة‬
‫وزارية لدراسة التطورات والتي اجتمعت أربع مرات فقط خالل سنة وانتهت باستقالة‬
‫‪66‬‬
‫محمد سعيد السعدي‪.‬‬
‫هذا التعثر دفع عاهل البالد لتدخل بعدما أحال عليه الوزير األول النقط التي كانت‬
‫محط خالف‪ ،‬ليمارس بذلك اختصاصاته الدستورية‪ ،‬المتمثلة أساسا في التحكيم‪ ،‬وبذلك‬
‫تكون الحكومة حسب األستاذ الطوزي قد أضاعت فرصة اقتسام السلطة حينما أحالت‬
‫‪67‬‬
‫الخطة للتحكيم الملكي‪.‬‬
‫وفعال عمل الملك على استقبال ممثلين عن الهيآت السياسية يوم ‪ 5‬مارس ‪ ،2000‬وفي‬
‫يوم ‪ 27‬أبريل ‪ ، 2001‬قام الملك بتعيين لجنة استشارية ملكية إلصالح المدونة ضمت‬
‫‪68‬‬
‫في عضويتها ‪ 16‬عضوا من بينهم ثالث نساء‪.‬‬
‫وبعد هذه الخطوة الملكية التي حاولت إيجاد حل وسط بين التيارين التقدمي والمحافظ‪،‬‬
‫أفضت إلى إصدار مدونة األسرة‪ ،‬حيث شكل هذا الحدث ارتياحا لمختلف األطياف ألنها‬
‫حققت مطالب الحركة النسائية التقدمية في قالب ديني أعمل فيه اإلجتهاد بشكل كبير‪ ،‬وتم‬
‫االنفتاح على مذاهب أخرى خاصة المذهب الحنفي‪ ،‬واعتبرته الحركة النسائية اإلسالمية‬
‫انتصارا لها كذلك‪.‬‬
‫و رغم المسار التاريخي الذي شهده المغرب في عمل الحركات النسائية ابتداء من‬
‫مساهمتها في الكفاح من أجل التحرير ونضالها داخل الهيآت الحزبية بمختلف أطيافها‬
‫السياسية‪ ،‬وعملها داخل الهيآت الحقوقية و الجمعوية و وصوال لمرافعتها حول قضية‬
‫المرأة في مختلف المجاالت وخاصة السياسية منها‪ ،‬مع استفادتها من مؤسسة ملكية‬

‫‪ : 66‬سكار عائشة‪ " :‬المرأة المغربية والديمقراطية " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاضي عياض‬
‫مراكش‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ : 67‬سعيدة بنحميدو‪ " :‬السياسي والنسائي في تجربة الحركة النسائية بالمغرب أية عالقة ؟ " رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.57 :‬‬
‫‪ : 68‬سكار عائشة‪ " :‬المرأة المغربية والديمقراطية " مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23 :‬‬

‫‪116‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫منفتحة اتجاه إشراك المرأة وإ يجاد الحلول الوسطية إلدماجها في المنظومة المجتمعية‬
‫المغربية‪ ،‬فمازالت الهيآت النسائية تطالب بمزيد من الحقوق التي تعتبرها شرعية بقياس‬
‫المواثيق الدولية‪ ،‬واالنفتاح المجتمعي الذي يعرفه المغرب اتجاه قضايا المرأة‪،‬مما يدفعنا‬
‫لطرح مجموعة من األسئلة اإلشكالية تمهيدا للخوض في إطار آخر حاول معالجة قضايا‬
‫المرأة المغربية خاصة في شقه القانوني و السياسي‪.‬‬
‫إذن فأين تتمثل اإلسهامات الفكرية بشقيها القانوني والسياسي في إيجاد توليفة‬ ‫‪-‬‬
‫إلشراك المرأة المغربية في تدبير لشأن العام؟ وهل للفكر القانوني تأثير في‬
‫مشاركة النساء السياسة؟ وما هي أهم األفكار السياسية التي أطرت هذا المجال؟‬
‫وهل لإليديولوجيات الحزبية دور في مسألة التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب؟‬
‫وكيف تنظر األحزاب التقدمية لمسألة المشاركة السياسية للنساء؟ وما موقع‬
‫األحزاب المحافظة في مسألة اإلشراك السياسي للمرأة ؟ وما هي حدودها ؟‬

‫المطلب األول ‪ :‬المرجعيات القانونية والسياسية لمسألة التمثيلية االسياسية للنساء‬


‫بالمغرب‪.‬‬
‫إن تطور مجال حقوق اإلنسان جاء موازيا لتطور المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬وجاء هذا‬
‫التطور متتاليا لصلته الوثيقة بكرامة وإ نسانية اإلنسان‪ ،‬غير أن هذا التطور انتقل من كونه‬
‫شأنا داخليا خاصا‪ ،‬إلى دائرة اإلهتمام الدولي عبر بروز مجموعة من المنظمات الدولية‪،‬‬
‫ونخص بالذكر منظمة األمم المتحدة التي أشارت في ميثاقها على أهمية تعزيز إحترام‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬والحريات األساسية للنساء بإعتبارها جزءا من حقوق اإلنسان‪ ،‬والتشجيع‬
‫على ذلك‪ ،‬بال تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين‪ ،‬وال تفريق بين الرجال والنساء‬
‫(ميثاق األمم المتحدة)‪.‬‬
‫من هنا احترمت المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان وتعاملت مع حقوق المرأة‬
‫بموضوعية‪ ،‬حين منحت للمرأة ذات الحقوق الممنوحة للرجل‪ ،‬باعتبارها مواطنة وكيان‬
‫قانوني محمي بذات الحقوق‪ ،‬و على قدم المساواة مع الرجل دون قيود أو تمييز ضدها‪،‬‬

‫‪117‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫عبر استصدار مجموعة من المواثيق والصكوك الدولية المناهضة للتمييز ضد المرأة‪ ،‬وقد‬
‫اعتبرت هذه المواثيق مرجعية دولية لحماية النساء من التهميش في مختلف المجاالت‪،‬‬
‫وكما اعتبرت مرجعية وطنية لبناء القوانين التنظيمية المؤطرة لعمل المرأة‪ ،‬وقد اتخذت‬
‫المملكة المغربية هذا النهج سواء فيما يتعلق بالمراجعة الدستورية لسنة ‪ 2011‬أو من‬
‫خالل القوانين التنظيمية‪ ،‬كقانون األحزاب ‪ ،‬مدونة االنتخابات‪ ،‬مدونة األسرة‪ ،‬قانون‬
‫الجنسية‪ ،‬القانون الجنائي وغيره‪ ،‬ما يفسر مواكبة الترسانة القانونية المغربية وتالؤمها مع‬
‫المقتضيات الدولية‪.‬‬
‫فكيف تفاعل النظام السياسي المغربي مع المرجعيات الكونية خالل استصداره‬ ‫‪‬‬
‫للقوانين المحلية؟‬
‫وما هي أهم القوانين التي شملها التغيير؟ وكيف أثر ذلك على وضعية المرأة‬ ‫‪‬‬
‫المغربية؟‬
‫وهل للفكر السياسي دور في مسألة التمثيلية السياسية للنساء؟ وما مجال تدخله‬ ‫‪‬‬
‫في هذا الباب؟‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الفكر القانوني‪.‬‬
‫لقد عمل المغرب على اإلنخراط في العديد من المواثيق واإلتفاقيات الدولية المتعلقة‬
‫بحقوق اإلنسان بشكل عام‪ ،‬و يظهر ذلك من خالل مصادقته على اإلتفاقيات المتعلقة بمنع‬
‫جميع أشكال التمييز اتجاه المرأة‪ ،‬األمر الذي أصبح معه تعديل مجموعة من المقتضيات‬
‫القانونية أمرا ضروريا‪ ،‬حتمتها إلزامية المالءمة واالنسجام مع المواثيق الدولية التي‬
‫التزمت بها المملكة المغربية‪ ،‬خاصة و أن الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬ومن خالل‬
‫ديباجته يؤكد على مبدأ سمو االتفاقيات الدولية على التشريع الداخلي‪ ،‬مما فرض ضرورة‬
‫مواكبة هذه المتغيرات التي شملها الفكر القانوني المغربي حيث سنتطرق في هذا المستوى‬
‫من البحث لبعض القوانين التي شملها التعديل والتي يمكن اعتبار أن لها األثر الكبير في‬

‫‪118‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الرفع من إدماج المرأة المغربية في المجال العام وحفظ حقوقها وسنتطرق في هذا‬
‫المستوى من البحث لكل من‪:‬‬
‫‪ -1‬مدونة األسرة‪:‬‬
‫شكل خروج مدونة األسرة في شكلها الحالي ثورة حقيقية في المجال الحقوقي‬
‫للمرأة المغربية‪ ،‬على اعتبار أنها حملت على عاتقها مهمة تحقيق المساواة بين الجنسين‬
‫وترسيخ قواعد متينة لألسرة المغربية‪ ،‬ومن خالل تفحصنا لنصوص مدونة األسرة‬
‫المغربية‪ ،‬يمكن القول أنها تضمنت مظاهر متقدمة لحماية المرأة المغربية على مجموعة‬
‫من المستوياتحيث يمكن إستعراض بعض منها على الشكل التالي‪:‬‬
‫رفع سن الزواج إلى ‪ 18‬سنة للفتى والفتاة على السواء‪ ،‬مع إمكانية تخفيض هذا‬ ‫‪‬‬
‫السن بقرار قضائي معلل تبين فيه المصلحة واألسباب المبررة لذلك‪.‬‬
‫كما عملت مدونة األسرة على حماية حقوق المرأة عند انحالل ميثاق الزوجية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عن طريق جعل جميع أنواع الطالق تقع تحت مراقبة القضاء مع ضمان حماية حقوق‬
‫المرأة بعد الطالق‪.‬‬
‫أما على مستوى تعدد الزوجات فقد عمدت المدونة إلى إحاطته بضمانات تحمي‬ ‫‪‬‬
‫الزوجة باشتراط المبرر الموضوعي واإلستثنائي‪.‬‬
‫رفع الوصاية والحجر على جميع النساء الراشدات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استفادة الزوجة المطلقة من األموال المكتسبة أثناء قيام الزوجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جعل النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق المدونة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إحداث أقسام لقضاء األسرة بالمحاكم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعتراف بنسب الطفل المولود في مرحلة الخطبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعموما فإن مدونة األسرة قد نّص ت على عدة مقتضيات جديدة والسيما بالنسبة للزواج‬
‫والطالق‪ ،‬وتعتبر اإلصالحات التي جاءت بها هذه المدونة ليست مطالب جديدة‪ ،‬بل هي‬
‫مطالب رفعتها الحركة النسائية منذ بداية الثمانينات‪ ،‬وهو ما تحقق بعد أزيد من عشرين‬

‫‪119‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫سنة‪ ،‬حيث اعتبرت مدونة األسرة ثورة في الفكر القانوني المؤطرة للعالقات األسرية‬
‫خاصة ما تميز به مسار صدور المدونة من أخذ ورد بين القوى السياسية والمؤسساتية‬
‫على المستوى الوطني مما يمكن اعتباره أرضية أولية سمحت بفتح النقاش حول مجموعة‬
‫من القوانين التي كانت سائدة فيما قبل‪ ،‬ووصل الوقت إما لتعديلها أو لتحيينها حتى تتناسب‬
‫والظرفية الدولية والوطنية وما يعرفانها من تغييرات جذرية‪.‬‬
‫‪ -2‬االقانون الجنائي المغربي‪:‬‬
‫عملت الهيئات والجمعيات النسائية المغربية خالل العقود األخيرة على المساهمة بشكل‬
‫فعلي في حركة التغيير من أجل إقرار مجتمع ديمقراطي يقوم على أساس المساواة بين‬
‫الجنسين‪ ،‬واحترام الحقوق اإلنسانية للنساء‪ ،‬وذلك من خالل قدرتها على التفكير والتحليل‬
‫لبلورة مقترحات من شأنها أن تساهم في إقرار سياسات وقوانين تحمي النساء من العنف‬
‫والتمييز‪ ،‬مما اقتضى طرح النقاش من طرف هذه الجمعيات النسائية لموضوع تغيير‬
‫القانون الجنائي لغرض سن تشريعات تحمي النساء من العنف‪ ،‬وتخلو من التمييز‬
‫اتجاههن‪ ،‬ويمكن إبراز بعض هذه التعديالت على الشكل التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقرار تدابير خاصة لحماية النساء من العنف‪:‬‬
‫إن تجريم العنف ضد النساء والمعاقبة عليه ال يكفيان لمناهضته والحماية منه‪ ،‬بل‬
‫البد من إقرار تدابير خاصة بالحماية‪ ،‬وتدخل هذه التدابير بحكم طبيعتها في نطاق كل من‬
‫قانون المسطرة الجنائية والقانون الجنائي‪ ،‬الشيء الذي يحتم تعديل قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬بما يضمن نجاعة القانون الجنائي فيما يتعلق بحماية النساء من العنف‪ ،‬خاصة‬
‫وأن تدابير الحماية تتميز بصبغتها اإلجرائية‪ ،‬وإ صدار قانون تنظيمي خاص بتدابير‬
‫الحماية وتطبيقاتها‪.‬‬
‫ومن أهم تدابير الحماية التي ينبغي أن ينص عليها القانون‪:‬‬
‫منع مرتكب العنف لفترة محدودة من اإلتصال بالضحية أو اإلقتراب من مقر‬ ‫‪‬‬
‫سكناها أو اإلقامة معها أو من مقابلة األطفال تحت طائلة المتابعة والعقاب‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫عرض مرتكب العنف عند الضرورة على مراكز العالج‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إجباره على أداء مصاريف عالج الضحية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجريده مؤقتا من السالح‪ ،‬إن كان من حامليه‪ ،‬وكان قد استعمله في تهديد‬ ‫‪‬‬
‫الضحية‪.‬‬
‫إرجاعها إلى بيت الزوجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعداد المساعدة اإلجتماعية لتقارير يومية عن الضحية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرافقة المساعدة اإلجتماعية للشهود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جرد ممتلكات األسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪69‬‬
‫منع مرتكب العنف من التصرف في أموال األسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هذه بعض المطالب التي عبرت عنها الجمعيات النسائية في موضوع محاربة‬
‫العنف ضد النساء‪ ،‬ولتفسير طبيعة هذا الموضوع يمكن اإلشارة إلى نتائج البحث الوطني‬
‫حول انتشار العنف ضد النساء والذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط سنة ‪، 2009‬‬
‫وشمل النساء المتراوحة أعمارهن بين ‪ 18‬و ‪ 64‬سنة‪ ،‬حيث كشف هذا البحث أن نحو‬
‫ستة ماليين امرأة مغربية تعرضن لشكل من أشكال العنف في فترة ما من حياتهن‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬قال إدريس اليزمي‪ ،‬رئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬إن‬
‫قانون محاربة العنف ضد النساء الذي أعدته الحكومة ووجهت إليه انتقادات حتى من‬
‫داخل أحزاب األغلبية ألنه جاء أقل من مستوى الظاهرة‪ ،‬مشيرا إلى أن القانون يحتاج إلى‬
‫تعميق بشأن عدد من البنود وعلى رأسها تحديد واضح ودقيق للعنف‪ ،‬باإلضافة إلى إدراج‬
‫العناية الواجبة للدولة لمنع العنف ضد النساء‪ ،‬وقال إنه يأمل أن تؤخذ توصيات المجلس‬
‫‪70‬‬
‫بعين االعتبار"‪.‬‬
‫ولقد حاولنا اإلقتصار على ظاهرة العنف ضد النساء من خالل القانون الجنائي‪،‬‬
‫باعتبار هذه الظاهرة تكرس ثقافة النظرة الدونية اتجاه النساء من داخل المجتمع مما‬

‫‪ : 69‬قرار من القانون الجنائي من أجل تش‪rr‬ريع جن‪rr‬ائي يحمي النس‪rr‬اء من التمي‪rr‬يز والعن‪rr‬ف‪ ،‬دراس‪rr‬ة من إنج‪rr‬از الجمعي‪rr‬ة الديمقراطي‪rr‬ة لنس‪rr‬اء المغ‪rr‬رب‬
‫والجمعية المغربية للدفاع عن حقق النساء‪ ،‬يونيو ‪ ،2010‬ص ‪.7 :‬‬
‫‪ : 70‬لطيفة لعروسي‪ ،‬جريدة الشرق األوسط بتاريخ الجمعة ‪ 7‬مارس ‪ ،2014‬عدد ‪.12883‬‬

‫‪121‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يتطلب وضع آليات قانونية زجرية تضع المرأة في إطار يسوده اإلحترام المتبادل بين‬
‫الجنسين‪ ،‬ولهذه الخطوات تأثير مباشر لنظرة المجتمع للمرأة عموما وإلمكانية دعم‬
‫وصولها إلى مراكز القرار كما نص على ذلك الدستور المغربي لسنة ‪.2011‬‬
‫ولقد اقتصرنا على هاذين الشقين في المستوى القانوني باعتبار صلتهما بموضوع‬
‫بحثنا‪ ،‬خاصة وأنه يعكس بشكل مباشر نظرة المشرع للنساء في شقيه القانوني و‬
‫اإلجتماعي ما يفسر درجة اإلنخراط المسجل للمرأة على المستوى السياسي ويحدد أفق‬
‫مطالبها في هذا الباب‪ ،‬في إنتظار التطرق إلى باقي المستويات أثناء فترات البحث خاصة‬
‫ما تعلق بالقوانين المؤطر للعملية اإلنتخابية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المرجعية السياسية‪:‬‬
‫إن موضوع التمثيلية السياسية للنساء عامة وبالمغرب خاصة‪ ،‬ال يقتصر على الفكر‬
‫السياسي فحسب بل يمتد إلى آليات المشاركة السياسية من خالل الفاعلين األساسيين في‬
‫المشهد السياسي‪ ،‬وعبر وضع مجموعة من التدابير العملية والقرارات الفعلية لتجاوز حالة‬
‫النفور إلى حالة المشاركة‪ ،‬فالمشاركة السياسية هي التعبير العملي عن العقد اإلجتماعي‬
‫الطوعي‪ ،‬ال في مفهومه فحسب بل في واقعه العملي أيضا‪ ،‬إذ تعيد المشاركة السياسية‬
‫إنتاج العقد االجتماعي وتؤكد كل يوم أنها تعيد إنتاج الوحدة الوطنية وتعززها‪ ،‬بإعتبار‬
‫الوحدة الوطنية من أبرز منجزات الحداثة‪.‬‬
‫وباعتبار الفكر السياسي منتوج إنساني يحاول من خالله اإلنسان وضع تصورات‬
‫ومرجعيات تخدم اإلنسان في إيجاد الحلول المتوازنة لتطبيقها على أرض الواقع ومن‬
‫ضمن هذه الحلول‪ ،‬نجد الخطاب السياسي‪ ،‬الذي يعّب ر من خالله الفاعلين السياسيين على‬
‫توجهاتهم وقناعاتهم اتجاه موضوع ما‪ ،‬ونظرا لما تكتسبه قضية المشاركة السياسية للنساء‬
‫من أهمية في الحياة السياسية الوطنية‪ ،‬نجدها حاضرة في خطاب جميع الفاعلين األساسيين‬
‫على المستوى الوطني‪ ،‬ويمكن إجماال اعتبار الخطاب السياسي الذي عبر عنه هؤالء‬
‫الفاعلين السياسيين‪ ،‬أهم ما يمكن إعتماده على الساحة الوطنية نظرا ألهمية المواقع التي‬

‫‪122‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ينتمون إليها‪ ،‬ودرجة تأثيرها على المشهد السياسي خاصة في موضوع التمثيلية السياسية‬
‫للنساء‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االخطب الملكية‪:‬‬
‫نظرا لما أثارته قضية المرأة بصفة عامة من حراك و جدل سياسي‪ ،‬وما للمشاركة‬
‫السياسية للنساء من أثر على الحياة السياسية‪ ،‬و باعتبار الملك الفاعل المحوري في النسق‬
‫السياسي المغربي من الطبيعي أن تكون قضية المرأة إحدى مراكز اهتمامه‪ ،‬اهتمام يرجع‬
‫باألساس في نظر البعض‪ ،‬كونها أصبحت إحدى مصادر المشروعية الحـ ــداثية للنظ ـ ـ ــام‬
‫‪71‬‬
‫الملك ـ ـ ــي بالمغرب‪،‬‬
‫وهو ما جعل قضية المشاركة النسائية حاضرة بقوة في خطب و رسائل الملك‪.‬‬
‫في أول خطاباته بعد اعتالئه العرش قال الملك‪" :‬كيف يتصور بلوغ رقي المجتمع‬
‫وازدهاره والنساء الالئي يشكلن زهاء نصفه تهدر مصالحهن في غير مراعاة لما منحهن‬
‫الدين الحنيف من حقوق‪ ،‬هن بها شقائق الرجال تتناسب ورسالتهن السامية في إنصاف‬
‫لهن مما قد يتعرضن له من حيف أو عنف مع أنهن بلغن مستوى نافسن به الذكور سواء‬
‫في ميدان العلم أو العمل"‪ ،72‬و بعد أربع سنوات يؤكد الملك على التزامه و اهتمامه بقضية‬
‫المرأة حيث قال في خطاب نفس مناسبة الخطاب األول‪ « :‬وقد ارتأينا أن يكون أفضل‬
‫تعبير عن الوفاء لروح ثورة الملك والشعب في عيدها الذهبي‪ ،‬وخير منطلق لمواصلتها‪،‬‬
‫تجسيد إرادتنا الراسخة إلنصاف المرأة المغربية التي ال قوام للديمقراطية وحقوق اإلنسان‬
‫‪73‬‬
‫بدون رفع كل أشكال الحيف عنها وتكريمها المستحق»‪.‬‬
‫و في سياق اهتمام الملك بوضع المرأة‪ ،‬بادر بإرسال رسالة ترفع التحفظات‬
‫بموجبها على بعض مواد اتفاقية سيداو‪ ،‬و ذلك بمناسبة الذكرى الستين لإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان في ‪ 10‬دجنبر ‪ 2008‬حيث جاء في خطاب الملك‪" :‬وتعزيزا لهذا المسار‪،‬‬
‫نعلن عن سحب المملكة المغربية للتحفظات المسجلة‪ ،‬بشأن االتفاقية الدولية للقضاء على‬
‫‪ 71‬الكرامي (محمد فاضل)‪ :‬النظام السياسي المغربي و إشكالية المشروعية الحداثية على ضوء التحوالت االجتماعية المعاصرة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫قانون عام ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ -‬البيضاء ‪2007‬‬
‫‪ 72‬الخطاب الملكي ل‪ 20 :‬غشت ‪1999‬‬
‫‪ 73‬الخطاب الملكي ل‪ 20 :‬غشت ‪2003‬‬

‫‪123‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كافة أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬التي أصبحت متجاوزة‪ ،‬بفعل التشريعات المتقدمة‪ ،‬التي‬
‫أقرتها بالدنا"‪.‬‬
‫من خالل قراءة و دون تأويل لمضامين تلك الخطابات‪ ،‬نستنتج بأن الفاعل‬
‫المحوري للنظام السياسي المغربي يقر بالحيف الذي تعاني منه المرأة على مستوى‬
‫المشاركة السياسية‪ ،‬و الذي ال يتناسب مع مكانتها االجتماعية‪ ،‬كما يقر الملك أيضا بدور‬
‫المرأة الحيوي في التنمية الوطنية و مساهماتها الجليلة في تاريخ المغرب و خصوصا في‬
‫الحركة الوطنية لنيل االستقالل‪ ،‬كما انه مدرك لخطورة عدم إشراك المرأة في صنع‬
‫القرار و مقاسمتها السلطة و الثروة بشكل يتناسب مع دورها‪ ،‬كل ذلك دفع الملكية إلى‬
‫االستجابة لمطالب الحركة النسائية و الحقوقية و تجنيب المغرب الحرج في المنتظم‬
‫الدولي‪.‬‬
‫و نظرا لقوة و مكانة الملك في النظام السياسي المغربي فإن خطبه دائما كانت‬
‫تشكل مرجعية لباقي الفاعلين السياسيين و حجاج للحركة النسائية و الحقوقية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصريحات الحكومية‪:‬‬
‫رغم أن التصريحات الحكومية ليست لها أية قوة قانونية ملزمة‪ ،‬إال أنها تعتبر‬
‫خارطة طريق للعمل الحكومي‪ ،‬و خصوصا أن هذه التصريحات تكون موضوع عرض و‬
‫مناقشة داخل البرلمان‪ ،‬و تظهر موقف الحكومة من مجموعة من القضايا‪.‬‬
‫و حتى نقف على موقف الحكومات المغربية من قضية المشاركة النسائية‪،‬‬
‫والتطور الذي عرفه سنتطرق لتصريحين حكوميين‪ :‬األول يرجع لعبد الرحمن اليوسفي‬
‫كممثل للتيار اليساري الذي كان مهد الحركات النسائية و الحقوقية‪ ،‬ثم تصريح لعبد اإلله‬
‫بنكيران كممثل لتيار يتبنى الطرح اإلسالمي المحافظ‪.‬‬
‫المرأة في تصريح عبد الرحمن اليوسفي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫في البداية تجدر اإلشارة إلى أن تولي عبد الرحمن اليوسفي أمين عام حزب‬
‫اإلتحاد االشتراكي للقوات الشعبية الوزارة األولى‪ ،‬كان في حد ذاته حدثا سياسيا بارزا‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ليس فقط على مستوى المشهد السياسي المغربي بل حتى العربي‪ ،‬فألول مرة على‬
‫المستوى الوطني يصعد حزب من المعارضة إلى الحكم في إطار ما سمي بالتناوب‬
‫التوافقي‪ ،‬و لهذا ارتأينا أن نستعرض موقفه من قضية المشاركة السياسية للمرأة رغم أن‬
‫واليته كانت مرحلة للتقعيد القانوني كما تمّيزت بإنتقاليتها من مرحلة إلى أخرى‪.‬‬
‫وتحت عنوان تقوية مكانة المرأة‪ ،‬اعتبرت حكومة عبد الرحمن اليوسفي‪ ،‬أن كل‬
‫مشروع للتنمية يمر عبر اإلعتراف بدور المرأة ومواطنتها الكاملة‪ ،‬وأية إستراتيجية البد‬
‫وأن تضع المرأة في صلب اإلهتمام و محاربة جميع أشكال التمييز الذي تتعرض له‬
‫النساء وتحرير طاقتهن اإلبداعية يعتبر هدفا محوريا‪.‬‬
‫و لتحقيق هذه األهذاف أكد التصريح الحكومي على ضرورة‪" :‬إنعاش الوضعية‬
‫القانونية النسوية على أساس مبدأ تكافؤ الفرص‪ ،‬بتطابق مع المواثيق الدولية المصادق‬
‫عليها من طرف المغرب‪ ،‬والقيام بإصالح تدريجي لمدونة األحوال الشخصية في نطاق‬
‫احترام قيم ديننا اإلسالمي الحنيف‪ ،...‬أما على المستوى السياسي ستعمل الحكومة على‬
‫وضع إستراتيجية تمكين النساء من ولوج مناصب المسؤولية و القرار طبقا للحقوق التي‬
‫تضمنها الدستور"‪ ،‬ولقد إقتصرنا خالل هذه المرحلة من البحث على هذا المستوى‬
‫المقتضب إعتبارا منا أن الحركات النسائية المغربية خرجت من خضم األحزاب اليسارية‬
‫و هي بذلك تحمل نفس المنطلقات و المطالب التي تتمّيز في مجملها باإلنفتاح و الدفع‬
‫بالمرأة المغربية إلى مستويات متقدمة من اإلندماج على مختلف األصعدة خاصة السياسية‬
‫منها‪ ،‬أما على المستوى اإلجتماعي فيمكن إستنتاج مواقف الوزير األول السيد عبد‬
‫الرحمن اليوسفي من خالل تقديمه لبرنامجه الحكومي بتاريخ ‪ 17‬أبريل ‪ 1998‬و التي‬
‫جاءت على الشكل التالي‪ " :‬سنعمل على تنمية برامج موجهة بالخصوص إلى النساء‬
‫خاصة في ميادين محاربة األمية و التمدرس و مساعدة النساء المعوزات خاصة في‬
‫البوادي و على الصعيد الثقافي سنعمل على رّد اإلعتبار لصورة تمكن النساء من ولوج‬
‫مناصب المسؤولية و القرار طبقا للحقوق التي يضمنها الدستور‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ب ‪ -‬تصريح عبداالله بنكيران‪:‬‬


‫رغم أن الحكومة التزمت خالل ميثاق األغلبية الحكومية‪"...‬بدعم آليات تكافؤ‬
‫الفرص والمساواة داخل المجتمع وتعزيز دور المرأة في أفق المناصفة" فإنه بخالف‬
‫تصريح اليوسفي الذي وضع المرأة المغربية تحت عنوان تقوية مكانة المرأة و في‬
‫المحاور األولى للتصريح فإن عبد اإلله بنكيران أدرج قضية المرأة تحت عنوان ثانوي‪:‬‬
‫العناية باألسرة‪ ،‬المرأة و الطفولة و ليس في المحاور األولى للتصريح‪ ،‬إال أنه يمكن أن‬
‫نسجل بأن الحكومة قد عرضت عدة إجراءات لتحسين المشاركة النسائية و منها‪:‬‬
‫إقرار نظام مؤقت للتمييز اإليجابي لفائدة المرأة في التعيينات و التكليفات و‬ ‫‪-‬‬
‫تحفيز المرأة على المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني و األحزاب السياسية‪.‬‬
‫العمل على التنزيل الفعلي لمقتضيات الدستور المتعلقة بالمساواة بين الرجال‬ ‫‪-‬‬
‫و النساء في الحقوق المدنية السياسية و اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية و‬
‫السعي إلى تحقيق المناصفة‪.‬‬
‫العمل على النهوض بحقوق النساء و حمايتهن و تتبع أعمال السياسات‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫تأهيل النساء و الحد من هشاشة أوضاعهن بالتصدي للعوامل المساهمة في‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك‪ :‬كاألمية و الفقر و التمييز و العنف‪.‬‬
‫تأهيل النساء و تمكينهن سياسيا و اقتصاديا و تعزيز مشاركتهن في الحياة‬ ‫‪-‬‬
‫العامة و التحفيز على وجودهن بمراكز القرار‪.‬‬

‫من خالل قراءة هذين التصريحين سجلنا بعض المالحظات‪ ،‬أولها هو أن سياق‬
‫التصريحين يحمل العديد من المتغيرات الوطنية و اإلقليمية‪ ،‬أهمها رفع المغرب لبعض‬
‫تحفظاته على سيداو‪ ،‬و تبني دستور جديد إعترف بسمو اإلتفاقيات الدولية على القوانين‬
‫الوطنية‪ ،‬كما أن كال من التصريحين أقرا بالـتأخر الحاصل في وضعية المرأة‪،‬‬

‫‪126‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وخصوصا على مستوى مشاركتها السياسية‪ ،‬و هذا واضح من خالل نية كل واحد منهما‬
‫في إتخاذ إجراءات معينة لدعم المرأة و تجاوز ذاك التأخر‪.‬‬
‫كما أن التصريح األول أشار إلى الهوية اإلسالمية كضابط لمصادقة المغرب على‬
‫االتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة‪ ،‬رغم أن مرجعية الحزب ليست إسالمية و التصريح‬
‫الثاني لم يتعرض إلى هذه المرجعية رغم أن حزب ذو توجه إسالمي‪ ،‬و هذا ما سوف‬
‫نتعمق فيه في الفقرة التالية لنرى مكانة المرأة في برامج األحزاب السياسية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المرأة في الخطاب الحزبي المغربي‪.‬‬
‫كما أشرنا سابقا أن المغرب قد تبنى منذ اإلستقالل نظام التعددية الحزبية‪ ،‬من بين‬
‫هذه األحزاب من تتبنى أطروحة النظام الرسمية‪ ،‬و منها من تبنى أطروحة معارضة على‬
‫كافة المستويات‪ ،‬على الرغم من تسجيلنا خالل اآلونة األخيرة تشابه كبير في البرامج‬
‫الحزبية إلى درجة أنه لم يعد لخطاب اليمين و اليسار ما يميزهما عن بعضهما‪ 74،‬و‬
‫لطالما مثلت حقوق المرأة مسألة خالف بين األحزاب و خصوصا تلك التي لها توجه‬
‫إسالمي من جهة مع التي لها توجه اشتراكي يساري من جهة أخرى‪.‬‬
‫إّن إختالف الجذور التاريخية و المرجعية الفكرية و السياسية لهذه األحزاب‪ ،‬وكذا‬
‫تصورها للمسألة النسائية‪ ،‬بالرغم من توفر بعضها على قطاع نسائي‪ ،‬وإ شتغال البعض‬
‫اآلخر بصيغ أخرى‪ ،‬فإن مواقفها من ترشح المرأة إلى مناصب المسؤولية متقاربة جدا‪،‬‬
‫كما أن وجود قطاع نسائي في حزب ما ليس أمرا حاسما في رفع تمثيلية المرأة في‬
‫والمنتخبة‪ ،‬وتتجلى مظاهر ذلك في إستراتيجيات إلتزام‬ ‫مراكز القرار الحزبية‬
‫الصمت أو التراجع أو المطالبة بتأجيل المطالب أمام مّد الحركة النسائية المغربية‪،‬‬
‫فخطاب المساواة و اإلنصاف لدى األحزاب السياسية ماهو إّال آلية إجتداب لفئة عريضة‬
‫من الناخبين المغاربة بعيدة عن الواقعية الملزمة عبر آليات قانونية و إنتخابية‪ ،‬فالمنطق‬
‫السياسوي مستحضر في العملية الحزبية بالمغرب مما يعطي هامشا كبيرا للدولة إلتخاد‬

‫‪ - 74‬ضريف محمد‪ :‬مرجع سابق ص ‪45‬‬

‫‪127‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تدابير تحفيزية سواء في إطار خطابها في هذا الباب أو من خالل إجراءاتها التي يسجل‬
‫أن لها الّد ور األساس في الرفع من تمثيلية النساء السياسية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إيديولوجيات األحزاب السياسية المغربية‪.‬‬
‫تلعب األحزاب السياسية عامة وظيفة التمثيل السياسي‪ ،‬لكن المالحظ أن األحزاب‬
‫السياسية بالمغرب ليست قنوات حقيقية لتمثيل سياسي عادل بالنسبة للمرأة المغربية‪ ،‬وإ ن‬
‫اعترفت الدساتير المغربية المتعاقبة لهذه الهيآت السياسية بوظيفة تأطير وتمثيل‬
‫المواطنين‪ ،‬إال أن غالبية األحزاب السياسية تخلت عن وعودها للمرأة‪ ،‬فإذا تم في سنة‬
‫‪ 2002‬انتخاب ‪ 35‬امرأة للغرفة األولى (البرلمان) من مجموع ‪ 325‬مقعدا‪ ،‬فإن‬
‫انتخابات ‪ 7‬شتنبر ‪ 2007‬تقلصت هذه الحصة ل‪ 34 :‬امرأة‪ ،‬ولم تتوفق عن قائمة‬
‫المرشحين المحلية سوى أربع نساء هن ياسمنية بادو عن حزب االستقالل‪ ،‬ولطيفة‬
‫الجبابدي عن االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية‪ ،‬ثم المرشحة المستقلة فتيحة العيادي‪،‬‬
‫وفاطنة الكيحل عن الحركة الشعبية‪ ،‬مع العلم أن بعض المناضالت في األحزاب كن‬
‫يطالبن بتخصيص حصة لهن في لوائح كل حزب على مستوى اللوائح المحلية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي لم يتحقق‪ ،‬وما يؤاخذ على قانون األحزاب هو عدم تحديده لنسبة معينة إلشراك‬
‫النساء في أجهزة األحزاب وتقديمهن كمرشحات وممثالت لألحزب سواء في االنتخابات‬
‫الجماعية أو التشريعية‪ ،‬وذلك بهدف خلق نوع من المساواة بين الرجال والنساء داخل‬
‫‪75‬‬
‫المشهد الحزبي وداخل مختلف المؤسسات التمثيلية السياسية‪.‬‬
‫ورغم الضعف الذي تعاني منه المرأة المغربية في مجال التمثيلية السياسية حاولت‬
‫بعض األحزاب الدفع بالمرأة إلى ولوج الحياة السياسية‪ ،‬خاصة وأنها كانت تعي جيدا أن‬
‫المسؤولية الرئيسية في دعم المرأة سياسيا لولوج قبة البرلمان والمجالس المنتخبة عموما‬
‫ملقاة على عاتق األحزاب تماشيا مع ما ينص عليه الدستور المغربي صراحة في فصله‬

‫‪ : 75‬نور الدين عز‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعقمة في القانون العام‪ " ،‬تأهيل المشهد الحزبي على ضوء ق‪rr‬انون األح‪rr‬زاب رقم ‪" 36-04‬‬
‫لسنة ‪ ،2006‬ص‪.204 :‬‬

‫‪128‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫السابع ‪ " :‬تعمل األحزاب السياسية على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي‬
‫وتعزيز انخراطهم في الحياة السياسية‪ ،‬وفي تدبير الشأن العام"‪.‬‬
‫غير أن األحزاب السياسية في المغرب تختلف في مدى انخراطها في تفعيل‬
‫المساواة بين المواطنات والمواطنين‪ ،‬حيث يقف البعض عند إقرار الحقوق المدنية‬
‫والسياسية بينما يضيف البعض من هذه األحزاب الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬وهذا راجع إلى إختالف المرجعيات اإلديولوجية لكل حزب على حدى‪ ،‬إال أن‬
‫السياق العام المحيط بمفهوم اإليديولوجيا‪ ،‬يفرض علينا التحلي بقدر من الحذر واإلبقاء‬
‫على نوع من النظرة الموضوعية والنسبية سواء في استعمالنا للكلمة من خالل تحليلنا لهذه‬
‫الفقرة من البحث أو خالل استنتاجاتنا واألحكام التي يمكن أن نتوصل إليها‪.‬‬
‫إن مساءلتنا إليديولوجية األحزاب السياسية تنطلق من اعتبار الدور الهام والكبير‬
‫الذي يمكن أن يلعبه الفاعل السياسي في بلورة مشروع مجتمعي متماسك وواضح قائم‬
‫على مبدأ المساواة في الفعل والقانون‪ ،‬بيد أن المشهد الحزبي المغربي وقف عند مجموعة‬
‫من الخطابات اإليديولوجية حول القضية النسائية‪ ،‬ويمكن تقسيمها على الشكل التالي‪:‬‬
‫خطاب إسالمي محافظ ذو توجه إسالمي‪ ،‬يسند للمرأة وظيفة هوياتية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خطاب استفاد من النسق الفكري لإلشتراكية واعتبر المرأة فاعل في مسلسل‬ ‫‪‬‬
‫األحداث المجتمعية‪ ،‬لكنه ربط تغيير أوضاع النساء بالمشروع الكبير لتنمية وتحديث‬
‫المجتمع وترسيخ الديمقراطية‪.‬‬
‫خطاب تحديثي معلمن تتبناه األحزاب اليسارية ظهر على السطح بفعل تنامي‬ ‫‪‬‬
‫حركة الدفاع عن الحقوق اإلنسانية للنساء وهو يقارب خطاب الحركة النسائية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حزب العدالة والتنمية (حزب سياسي محافظ)‪.‬‬
‫عرف تأسيس حزب العدالة والتنمية مراحل تاريخية متعددة حيث تأسس هذا‬
‫الحزب ذو المرجعية اإلسالمية بعد انشقاقه سنة ‪ 1967‬عن حزب الحركة الشعبية بقيادة‬
‫زعيم الحزب آنذاك الدكتور عبد الكريم الخطيب‪ ،‬حيث أسس هذا األخير حزب الحركة‬

‫‪129‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الشعبية الدستورية الديمقراطية‪ ،‬وإ حتضن اإلسالميين سنة ‪ 1996‬من عناصر حركة‬
‫اإلصالح و التجديد ورابطة المستقبل اإلسالمي بعدما أخفقت محاوالتهم للحصول على‬
‫الترخيص بإنشاء حزب‪ ،‬بعد أن تحول سنة‪ 1999‬إلى حزب العدالة و التنمية‪ ،‬ويعّر ف‬
‫حزب العدالة والتنمية المغربي نفسه بأنه ‪ " :‬حزب سياسي وطني يسعى انطالقا من‬
‫المرجعية اإلسالمية وفي إطار الملكية الدستورية القائمة على إمارة المؤمنين إلى اإلسهام‬
‫في بناء مغرب حديث وديمقراطي‪ ،‬ومزدهر ومتكافل‪ ،‬مغرب معتز بأصالته التاريخية‬
‫‪76‬‬
‫ومسهم إيجابيا في صيرورة الحضارة اإلنسانية"‪.‬‬
‫غير أن مجموعة من األحداث الوطنية والتي عبر من خاللها الحزب عن آرائه‬
‫جعلت مفهومه للحداثة تواجه بمجموعة من اإلنتقادات‪ ،‬خاصة رأي الحزب من الخطة‬
‫الوطنية إلدماج المرأة في التنمية التي تصدى لها بقوة وحزم‪ ،‬عبر تنظيمه لمسيرة مليونية‬
‫بالدار البيضاء مما أسفر على تدخل المؤسسة الملكية بين الجناح المحافظ والحداثي على‬
‫الساحة الوطنية الشيء الذي أدى لتشكيل لجنة وطنية من العلماء والقضاة والمفكرين‬
‫واللذين أعدوا مدونة األسرة التي عرضت ألول مرة على البرلمان‪ ،‬إال أن التوجه المحافظ‬
‫للحزب ال يقتصر على التعبير عنه من خالل إيديولوجيته الحزبية بل يتعداها من خالل‬
‫التصريحات وخاصة منها التي عبر عنها رئيس الحكومة عبد اإلله بنكيران أمام مجلس‬
‫المستشارين معتبرا أن قيمة المرأة تكمن في تأثيثها لمنزلها‪ ،‬مما أسفر على ردود فعل‬
‫قوية من الجناح الحداثي وخاصة الجمعيات الحقوقية والنسائية مستنكرة هذا التعبير‬
‫ومعتبرة إياه تراجع خطير على ما حققته المرأة المغربية‪ ،‬وبالرجوع إلى أدبيات الحزب‬
‫فيما يخص المرأة‪ ،‬نعتبرها أكثر إنفتاحا وأكثر دفاعا عن حقوق المرأة‪ ،‬ويمكن أن نستشف‬
‫ذلك من خالل البرنامج اإلنتخابي للحزب على ضوء اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪1997‬‬
‫وخاصة ما تعلق بموضوع المرأة و الذي جاء فيه‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ :‬موقع ويكبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‪ ،‬حزب العدالة والتنمية (المغرب)‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أ – العمل على تصحيح وضع المرأة بإعادة االعتبار لها‪ ،‬بوصفها إنسانا مكّر ما‪،‬‬
‫وتخليص نظرة المجتمع إليها من رواسب عصر اإلنحطاط‪ ،‬والتصدي لكل المشاريع التي‬
‫تعمل على تخريبها وإ بعادها عن قيم دينها‪.‬‬
‫ب‪ -‬العمل على مراجعة التشريعات الجارية وإ عادة النظر في تنظيم العمل لتمكين‬
‫المرأة من التوفيق بين واجباتها األسرية داخل البيت ومساهمتها في التنمية اإلقتصادية‬
‫وتطور المجتمع‪.‬‬
‫د‪ -‬تشجيع النساء على اإلنتاج التعاوني بتمكينهن من كل أنواع التأطير والدعم‪.‬‬
‫ورغم ما عبر عنه الحزب من دفاع على قضايا المرأة من خالل برنامجه‬
‫اإلنتخابي لسنة ‪ 1997‬لإلنتخابات النيابية‪ ،‬وبعد قراءتنا ألطروحة المؤتمر الوطني السابع‬
‫المنعقد في دجنبر ‪ 2002‬من خالل شعاره ‪ " :‬شراكة فعالة في البناء الديمقراطي من‬
‫أجل الكرامة والتنمية والعدالة االجتماعية "‪ ،77‬نالحظ من خالل تصفحنا لوثائق المؤتمر‬
‫غياب تداول موضوع المرأة أو إدراجه في الورقة المرجعية للمؤتمر مما يعبر عن المد‬
‫والجزر الذي تعاني منه قضية المرأة في إستراتيجية الحزب‪ ،‬مع العلم أن الكتلة الناخبة‬
‫المغربية تعرف نسبا مهمة من النساء باإلضافة إلى استفادة الحزب من عدد النائبات‬
‫الفائزات بالالئحة الوطنية في االنتخابات التشريعية لسنة ‪.2011‬‬
‫فهل للمرجعية اإلسالمية دور في هذه المواقف الحزبية المترددة من قضايا المرأة؟‬
‫أم أن القطاع النسائي الحزبي ال يتوفر على اآلليات الضاغطة للمرافعة عن قضاياه بشكل‬
‫مباشر من داخل الحزب ؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األحزاب السياسية التقدمية‪.‬‬
‫يمكن اعتبار أن إيديولوجيات األحزاب السياسية التقدمية بالمغرب ال تخرج عن‬
‫السياق العام لنظرة المواثيق الدولية اتجاه قضايا المرأة‪ ،‬خاصة ما تعلق بالحدود الذي‬
‫يعتبرها البعض أنها نابعة من طبيعة المجتمع وثقافته ودينه‪ ،‬حيث يتخذ حزب اإلتحاد‬
‫اإلشتراكي للقوات الشعبية كنموذج للدراسة من خالل مواقفه الحداثية و المنفتحة‪ ،‬و الذي‬
‫‪77‬‬
‫‪ :‬الموقع اإللكتروني لحزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ال يعتبر من خاللها اإلسالم كأساس للشرعية السياسية واإليديولوجية‪ ،‬بل يحاول أن يستمد‬
‫مقومات منظوره اإليديولوجي من األنساق الفكرية التي تمثلها االشتراكية والحداثة‬
‫والديمقراطية‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لتغيير أوضاع المرأة فهو يرتبط بالمشروع الكبير‬
‫لتنمية وتحديث المجتمع وترسيخ الديمقراطية‪ ،‬وكان من نتيجة هذا الموقف‪ ،‬أن مشاركة‬
‫النساء في النشاط السياسي واندماجهن في البنيات الحزبية الحاملة لمثل هذه اإليديولوجيات‬
‫من خالل إعادة إنتاج أشكال الال مساواة والتمييز داخل األحزاب كما هو األمر في‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث تميزت مطالب القطاع النسائي لحزب اإلتحاد اإلشتراكي للقوات الشعبية‬
‫في مجموعة من الميادين يمكن إدراجها على الشكل التالي‪:‬‬
‫إلغاء القوانين التي تميز بين النساء والرجال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إقرار عدالة جنائية من أجل النساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إصدار قانون إطار مناهض لعنف النوع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة منع تعدد الزوجات وتجريم تزويج القاصرات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير اإلطار القانوني الوطني للضمان االجتماعي بما يضمن لذوي حقوق‬ ‫‪‬‬
‫المرأة العاملة التمتع بمعاشها بعد وفاتها‪.‬‬
‫اعتماد سياسات تشغيل موجهة للنساء لمحاربة تأنيث البطالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪78‬‬
‫تجريم المفاضلة في األجور بين العامالت و العمال في القطاع الخاص‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫من خالل قراءتنا لهذه المطالب‪ ،‬نالحظ أنها تتميز بمرافعتها لمجموعة من جوانب‬
‫الحياة لدى المرأة المغربية‪ ،‬إال أن مسألة التمثيلية السياسية للنساء‪ ،‬ال تدخل ضمن مطالب‬
‫القطاع النسائي االتحادي‪ ،‬باعتبارها مسألة مكفولة لألجهزة التقريرية للحزب‪ ،‬مع تسجيل‬
‫أن هذا الحزب خصص نسبة ‪ % 20‬من عدد النساء داخل هيآته الحزبية إال أن تأثيرها‬
‫يبقى محدودا‪.‬‬
‫وخالصة القول فإن اإليديولوجيات الحزبية بالمغرب تخوض باألساس في مواضيع‬
‫عدة اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية وثقافية‪ ،‬أما موضوع المرأة فيعالج غالبا ضمن موقعها‬
‫‪78‬‬
‫‪ :‬فاطنة سرحان‪ ،‬موقع االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية " مطلب النساء االتحاديات ليس للمزايدة إنه مطلب مبدئي " ‪ 27‬دجنبر ‪2013‬‬

‫‪132‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫االجتماعي ومن خالل مواضيع لها ارتباط مباشر بالعنف والتهميش الذي تعانيه داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬أما موضوع التمثيلية السياسية للنساء ما هو إال موضوع موسمي يتم إثارته‬
‫خالل االنتخابات من أجل كسب ود الناخبات المغربيات علما أن مشاركتهن تكون دائما‬
‫مرتفعة‪ ،‬رغم الخيارات التي كان باإلمكان أن تلجأ إليها األحزاب لتعزيز التمثيلية النسائية‬
‫سواء داخل الجماعات التي أجري فيها اإلنتخاب باإلقتراع الالئحي بالتمثيل النسبي‪ ،‬أو‬
‫تلك التي أجري فيها اإلنتخاب باإلقتراع األحادي اإلسمي في دورة واحدة‪ ،‬فإن أغلب‬
‫األحزاب السياسية فضلت أن تظل وفية لنزعتها الذكورية ومسايرة للثقافة التقليدية‬
‫المحافظة التي ال ترى فائدة من المشاركة النسائية‪ ،‬و بذلك لم تعتمد األحزاب خيار ترتيب‬
‫النساء في الترشيح ترتيبا يمكنهم من ولوج المؤسسات المنتخبة وذلك من خالل مستويين‪:‬‬
‫مستوى ترشيح النساء في المراتب األولى ضمن اللوائح‪ ،‬حيث لوحظ أن كثيرا من‬ ‫‪‬‬

‫اللوائح قد تضمن ترشيحات نسائية ولكن بشكل ال يضمن الفوز‪ ،‬مما أفضى على تلك‬
‫الترشيحات طابعا دعائيا ليس إال‪ ،‬بل لوحظ أن بعض وكالء اللوائح أبرزوا عجزهم عن‬
‫إكمال لوائح ترشيحاتهم‪ ،‬عمدوا إلى ملئ لوائحهم بأسماء نساء ال تجمعهم بهن أية رابطة‬
‫تنظيمية أو عالقة حزبية‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫مستوى ترشيح النساء كوكيالت للوائح حيث كانت نسبة الترشيح جد ضعيفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وللمقارنة فالدول الديمقراطية خاصة اإلسكندنافية منها‪ ،‬تعمد إلى وضع حصة داخلية‬
‫لرفع تمثيلية النساء‪ ،‬حيث تمثل األحزاب السياسية القناة الرئيسية للمشاركة السياسية‬
‫للنساء‪ ،‬كما في ألمانيا يخص حزب الخضر البديل حصة قدرها ‪ % 50‬للنساء‪ ،‬ويخصص‬
‫حزب االتحاد الديمقراطي المسيحي حصة ‪ % 33,3‬ويخصص الحزب الديمقراطي‬
‫اإلشتراكي األلماني حصة ‪ % 40‬وبالتالي فاستجابة األحزاب السياسة في وضع حصة‬
‫داخلية للنساء من خالل اعتماد مساطر واضحة ومحفزة في وضع اللوائح اإلنتخابية بهدف‬
‫تحويل مشاركة المرأة إلى مشاركة فعلية و إضافة نوعية تسهم في تطوير الممارسة‬

‫‪ 79‬د‪ :‬محمد ضريف‪ :‬اقتراع شتنبر ‪ 2003‬ومسألة التمثيلية النسائية‪ ،‬الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب‪ ،‬مركز تكوين القيادات‬
‫النسائية ماي ‪ 2004‬ص ‪.16‬‬

‫‪133‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫السياسية‪ ،‬وبالتالي فالقرار السياسي للهيآت الحزبية يعتبر أولى الخطوات المباشرة للرفع‬
‫من التمثيلية السياسية للنساء ألن المرجعيات اإليديولوجية لألحزاب المغربية ال تمانع في‬
‫إشراك المرأة رغم ضعف إشارتها لذلك‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القسم الثاني‬

‫القســـم الثانـــــي‪ :‬واقــــع التمثيــــليـــة السياسيـــة للنســـاء بالمغــــرب و آليــــات تطــــورها‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن واق ــع التمثيلية السياسيــة للنس ــاء بالمغرب يتس ــم بالضعف‪ ،‬وهو قبل ذلك واقع‬
‫إحصائــي يمكــن مالحظتــه في تركيبــة هيئات و تنظيمات النسق السياسي المغربي‪ ،‬و هذا‬
‫الضعف يرجع باألساس إلى إكراهات موضوعية تتعلق بالسيطرة الذكورية من جهة‪ ،‬و‬
‫من جهة أخرى إلى غياب اإلرادة السياسية لذا الفاعلين السياسيين خاصة األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬حيث تتميز اإلرادة السياسية لدى الفاعلين السياسيين بوجود حساسية إزاء النوع‬
‫االجتماعي (النساء) على الرغم من تكريس الدستور المغربي و القانون التنظيمي ذا‬
‫الصلة حق المشاركة السياسية للنساء (حق التصويت و الترشيح)‪ ،‬فإن التمثيلية السياسية‬
‫للنساء في مراكز القرار (خاصة االنتخابية) تفترض عدم اختزال وجود النساء في المجال‬
‫الخصوصي كمجال للوجود و العمل و إعادة اإلنتاج و عدم جعله رهان لتمتعهن بحقهن‬
‫في المشاركة المتساوية في الحياة السياسية‪.‬‬
‫إال أنه من أجل أن تلج النساء المجال السياسي كمجال للعمل السياسي (األحزاب السياسية)‬
‫و كمجال للتفويض (التمثيل السياسي) و القرار‪ ،‬البد أن تستطيع الولوج مبدئيا للمجال‬
‫العمومي باعتبــاره مج ــاال للتربي ــة و التكوي ــن و اإلنفتاح الخارجي إزاء الحياة اإلجتماعية و‬
‫اإلقتصادية ثم السياسية‪.‬‬
‫إن انتقال النساء من المجال الخصوصي إلى المجال العمومي‪ ،‬من شأنه تمكين النساء‬
‫من ولوج المجال السياسي‪ ،‬ألنه يمكن المرأة من الحضور في مجاالت أخرى غير تلك‬
‫التي حصرت فيها و يجعل هذا الحضور مقبوال في المجتمع من خالل االعتياد على رؤية‬
‫النساء داخل مجاالت عمومية‪ ،‬إال أن ذلك لن يتحقق إال إذا كان المجال السياسي يمنح‬
‫أهمية أكبر لتحرر و إنفتاح النساء‪ ،‬كتلك التي يمنحها المجال العمومي (العمل الجمعوي)‪،‬‬
‫إضافة على أنه يتعين على المجال العمومي أن يتسم بالمصداقية بوصفه مجاال للمشاركة‪.‬‬
‫و النقطة الثانية التي يمكن أن نشير إليها تتمثل في مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة‪،‬‬
‫خاصة ما تعلق بفرصة تمثيل مصالحهم أثناء المنافسة السياسية داخل التنظيمات السياسية‪،‬‬
‫ألن السائد حاليا أن الرجال لهم نزعة إلى منح أنفسهــم امتيــازا إلى الوصول إلى مراكز‬

‫‪136‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القرار السياسي‪ ،‬خاصة على مستوى الهيآت التقريرية و التنفيذية للدولة‪ ،‬و الذي يفترض‬
‫أساسا أن تشكل األحزاب من طرف الرجال داخل الهيآت الحزبية‪ ،‬و ما يؤكد هذا الواقع‬
‫وصول إمرأة واحدة كأمينة عامة لحزب سياسي بالمغرب و هي نبيلة منيب أمينة الحزب‬
‫‪ ،‬ناهيك على تمثيلها داخل الهيآت‬ ‫‪80‬‬
‫االشتراكي الموحد من أصل ‪ 34‬حزب سياسي‬
‫التقريرية لألحزاب السياسية كالمكاتب السياسية و المجالس الوطنية‪.‬‬
‫إن التمثيلية السياسية للنساء تتأثر من ضعف الوعي بأهمية المقاربة التشاركية للنوع‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬مع غياب التزام األحزاب السياسية بالدفاع عن حقوق النساء ليكن ممثالت‬
‫بشكل متساوي مع نضرائهم الرجال داخل األجهزة التقريرية لهذه األحزاب‪.‬‬
‫لكن هل باإلمكان تصور دمقرطة فعلية و كاملة ال تساهم النساء المغربيات بشكل ملموس‬
‫و ديناميكي في بنائها و إرسائها على أرض الواقع؟ هل يمكن تصور ذلك من دون‬
‫مشاركة و تمثيلية حقيقيتين للنساء في مختلف هيآت التشاور و القرار الديمقراطي؟‬
‫ال يسعنا إال أن نقر بالواقع السياسي المتمثل في ضعف التمثيلية السياسية للنساء في‬
‫أجهزة القرار‪.‬‬
‫فما هي إذن أسباب هذا الواقع؟ و كيف يمكن تفسير الفارق الكبير بين الرجال و النساء‬
‫في مجال التمثيلية و احتالل الوظائف المستندة على الشرعية االنتخابية‪ ،‬على الرغم من‬
‫أن هذا الفارق ال يبرره أي واقع سوسيولوجي؟‬
‫وأمال منا في إيجاد أجوبة لهذه األسئلة اإلشكالية إعتمدنا في تقسيمنا لهذا القسم على‬
‫فصلين‪ ،‬سنحاول معالجة جزئه األول من خالل إبراز واقع التمثيلية السياسية للنساء‬
‫بالمغرب (كفصل أول) و ذلك من خالل مستويين وطني و محلي (المبحث األول )‪،‬‬
‫وسنتطرق لمبدأ المساواة السياسية بين الجنسين (المبحث ثاني)‪ ،‬واقترحنا لتجاوز هذه‬
‫الوضعية إعتماد بعض اآلليات التي إعتبرناها سببا في رقى بمستوى التمثيلية السياسية‬
‫للنساء (كفصل ثاني) عبر مقارنة سياسات الدولة و فاعليها األساسين (كمبحث أول) و‬

‫‪80‬‬
‫الموقع االلكتروني‪ :‬البوابة الوطنية – الئحة األحزاب السياسية‬

‫‪137‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫دور المقاربة المدنية من خالل المجتمع المدني و اإلعالم و مؤسسات التنشئة اإلجتماعية‬
‫(كمبحث ثاني)‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل األول‬

‫الفصـــل األول‪ :‬واقــع التمثيلية السياسيــة للنساء بالمغرب‪.‬‬


‫على الرغم من أن التشريع القانوني المغربي وخاصة الدستور منه يقر بمبدأ المساواة‬
‫بين المرأة و الرجل في مجال العمل السياسي حسب الفصل ‪ 8‬من الدستور المغربي‬
‫المعــدل لسنة ‪ ،2011‬و إعتبارا للقوانيــن المنظمة للعمــل و الفعل السياسي على مستوى‬
‫الدولي و المتمثلة في مجموعة من اإلتفاقيات الدولية للمرأة تقر حقوقا واضحة في هذا‬
‫الباب‪ ،‬كاالتفاقية الخاصة بالحقوق السياسية للمرأة لسنة ‪ 1952‬و التي جاء في مادتها‬

‫‪139‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الثانية على " أن للنساء األهلية في أن ينتخبن بالهيئات المنتخبة عبر االقتراع العام‪ ،‬و‬
‫المنشأة بمقتضى التشريع الوطني بشــروط تســاوي بينهن و بين الرجــال دون تميي ــز"‪ ،‬و‬
‫كذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية و الذي جاء في مادته ‪ ": 25‬لكل‬
‫مواطن الحق في المشاركة في تسيير الحياة العامة مباشرة أو عن طريق ممثلين‬
‫مختارين"‪ ،‬أما اتفاقية القضاء على كافة التمييز ضد المرأة لعام ‪ 1979‬تنــص في مادت ــها‬
‫‪ " 7‬للم ــرأة الحق في التصويت في جمي ــع اإلنتخاب ــات و اإلستفتاءات العامة‪ ،‬و األهلية‬
‫لإلنتخابات لجميع الهيآت التي تنتخب أعضاؤها باإلقتراع العام و المشاركة في صياغة‬
‫سياسة الحكومة و في تنفيذ هذه السياسة و في شغل الوظائف العامة"‪ ،‬رغم كل هذه‬
‫التشريعات سواء منها الكونية أو الوطنية إال أن واقع التمثيلية السياسية للنساء يشهد‬
‫مجموعة من العوائق تحول دون مشاركة وازنة للمرأة المغربيــة‪ ،‬أهمها مسألة التنشئة‬
‫اإلجتماعيــة و ما ينتج عنها من نتائج إتجاه آليات التنشئة السياسيــة‪ ،‬و المالحظ أن‬
‫مشاركــة المــرأة و مساهمتها ارتبطى دائما بالحدث السياسي (اإلنتخابي) و تنتهي‬
‫مشاركتها بإنتهاء الحدث‪ ،‬و يرجعه بعض الباحثي ــن إلى ضعــف وعي الم ــرأة لحاجت ــها و‬
‫مصالحها بسبب غلبة التقاليد المحافظة‪ ،‬هذا أمر ينعكس بشكل مباشر على عزوف المرأة‬
‫في اإلنخراط في األحزاب السياسية و ممارسة العمل السياسي الذي يساهم بدرجة أولى‬
‫في تعزيز موقعها و فتح الفرص أمامها لتأخذ مكانتها في المجتمع بإعتبارها تمثل نصفه و‬
‫يمكن إجماال تحديد أسباب ضعف المشاركة السياسية للنساء بالمغرب في‪:‬‬
‫ضعف التأطير و التكوين السياسي الموجه للنساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود قوانين ملزمة للهيآت السياسية في احترام التمثيلية السياسية للنساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سيادة العقلية الذكورية في التمثل المجتمعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم اندماج و انخراط المؤسسات اإلعالمية و التعليمية في وضع برامج‬ ‫‪‬‬
‫تحسيسية و تربويــة تسته ــدف عامة المغاربة للرفع من ثقافة المواطنة و حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫عدم إقرار نسبة مهمة في القوانين اإلنتخابية (الكوطا)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪140‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ضعف آليات المرافعة لدى هيآت المجتمع المدني و محدودية مجالها الجغرافي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و للخوض أكثر في تفاصيل واقع التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب سنتطرق في المبحث‬
‫األول للبعد الوطني و المحلي من خالل مقاربة هذا الموضــوع في شق المؤسســات‬
‫المنتخبة و تمثيليــة النساء بها (الحكومــة و البرلمان) (المطلب األول) ثم في مستواها‬
‫المحلي عبر التشريعات القانونية وتأثيرها على مستوى التمثيلية السياسية بالجماعات‬
‫الترابي ــة (كمطلب ثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين البعد الوطني و المحلي‪.‬‬
‫لقد نصت الدساتير المتعاقبة و منذ حصول المغرب على االستقالل على تكافؤ النساء‬
‫والرجال من حيث الحقوق السياسية‪ ،‬حيث صوتن النساء في المغرب و ترشحن‬
‫لالنتخابات منذ انتخابات المجالس البلدية األولى في ماي ‪ ،1960‬لكن واقع المشاركة‬
‫السياسية للنساء بالمغرب كان دائما يخضع و بشكل كبير لإلرادة السياسية و اإلجراءات‬
‫التي تتخذ من أجل تعزيز مكانة النساء داخل الهيآت المنتخبة و في المناصب العليا‪ ،‬و‬
‫تميزت مشاركة النساء السياسية في البرلمان و الجماعات المحلية بثالثة فترات أساسية‪.‬‬
‫قبل سنة ‪ 1993‬لم يكن دخول النساء إلى الهيآت المنتخبة الذي كانت نسبته‬ ‫‪-‬‬
‫ضعيفة يتم إال على مستوى الجماعــات حيث شكل ــت سنة ‪ 1993‬نقطة تحول و‬
‫قطيعة مع الماضي و ذلك بدخول امرأتان إلى قبة البرلمان‪.‬‬
‫ما بين ‪ 1993‬و ‪ 2002‬تميزت التمثيلية السياسية للنساء بالركود حيث‬ ‫‪-‬‬
‫حافظت على نفس النسبة السابقة بتمثيلية تقارب ‪ %0،66‬و ظل الفارق الكبير في‬
‫التمثيل السياسي بين النساء و الذكور في مجمل الهيآت المنتخبة هو السمة الغالبة‬
‫سواء على مستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني‪ ،‬و تعتبر سنة ‪ 2002‬نقطة‬
‫التحول في مسألة التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب حيث استطاعت ‪ 35‬امرأة إلى‬
‫الوصول إلى البرلمان ‪ 30‬مقعدا عبر الالئحة الوطنية‪ ،‬و ‪ 5‬مقاعد عبر الالئحة‬
‫المحلية حيث ارتفــع ترتيب المغرب بعد ذلك من الرتبة ‪ 118‬عالميا إلى الرتبة‬

‫‪141‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ ،69‬و جاء هذا الترتيب كنتيجة مباشرة لمجموعة من التدابير المتخدة من طرف‬
‫الدولة المغربية‪،‬‬
‫وكنتيجة للنضاالت التي خاضتها الحركات النسائة من خالل المذكرات المطلبية و‬
‫اللقاءات التي تمت مع مسؤولي وزارة الداخلية و األمناء العامين لألحزاب‬
‫السياسية حيث تميزت مطالبهن بضرورة اعتماد مجموعة من التدابير يمكن‬
‫إجمالها في‪:‬‬

‫اللجوء إلى تدابير التمييز اإليجابي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الدفاع عن مكتسب الالئحة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رفع حصة النساء في الالئحة الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكريس الحصة النسبية في انتخابات المجالس البلدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعميم تدابير التمييز اإليجابي من أجل إلزام األحزاب السياسية على تفعيلها‬ ‫‪‬‬
‫داخل هيآتها التقريرية‪.‬‬
‫و قد مكنت هذه المقترحات من المحافظة على التقدم المسجل في إنتخابات ‪2002‬‬
‫خالل اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ ،2007‬والتي قادت ‪ 7‬نساء إلى تقلد مناصب وزارية‪،‬‬
‫(و تجدر اإلشارة إلى أنه لم يتبقين إال خمس وزيرات مند شهر غشت ‪ 2009‬من خالل‬
‫إسناد حقيبتي الثقافة و الشباب و الرياضة إلى وزيرين)‪ ،‬وخالل اإلنتخابات التشريعية‬
‫لسنة ‪ 2011‬حصلت النساء على ‪ 67‬مقعد من أصل ‪ 395‬مقعد بالبرلمان المغربي مما‬
‫يمثل ‪ % 17‬من عدد المقاعد‪ ،‬لكن المالحظ أنه عند توزيع الحقائب الوزارية بحكومة عبد‬
‫اإلله بنكيران لم تنعكس هذه النسبة في اقتراح النساء لتقلد المناصب الوزارية مما نتج عنه‬
‫ردود أفعال قوية مناهضة لهذا التراجع‪ ،‬لكن تبرير رئيس الحكومة اتجه إلى أن األمناء‬
‫العامين لألحزاب المشكلة لألغلبية الحكومية هي المسؤولة المباشرة على هذا التراجع‪ ،‬مما‬
‫يبرر لنا و بالملموس أن رغم دسترة المناصفة و رغم تضمين مجموعة من اآلليات‬
‫االنتخابية التحفيزية اتجاه الرفع من نسبة تمثيلية النساء السياسية و رغم المذكرات‬

‫‪142‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المطلبية التي سبقت هذه المكاسب تبقى اإلرادة السياسية لدى أصحاب القرار السياسي و‬
‫خاصة منهم األحزاب السياسية‪ ،‬محورا أساسيا في المحافظة على هذه المكاسب و الرفع‬
‫منها خاصة عند تشكيل الحكومة أو خوض غمار اإلنتخابات التشريعية أو المحلية ‪.‬‬
‫فما هو إذن واقع تمثيلية النساء السياسية في هذه الهيآت االنتخابية ؟ و ما هي العوامل‬
‫الدافعة لتطورها ؟‬
‫المطلــب األول‪ :‬التمثيليـــة السياسيــة للنسـاء بالمغـرب بيـن الحكومـة و البرلمـان‪.‬‬
‫إذا كان الدستور المغربي يقر بمبدأ المسـاواة بيـن الرجـل و المـرأة فـي المجـال السياسـي‬
‫فـإن عدم المساواة هي المكرسة في المستويات المختلفة للمشاركة السياسية‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من تنصيص الفصـل ‪ 19‬من الدستور المغربي على هذا المبدأ و الذي جاء على النحو‬
‫التالي‪ « :‬يتمتع الرجـل و المرأة على قدم المسـاواة بالحقـوق و الحـريات‬
‫المدنيـة ‪،‬السياسية ‪ ،‬اإلقتصادية ‪ ،‬اإلجتماعية و الثقافية و البيئية » الواردة في هذا الباب‬
‫من الدستور و في مقتضياته األخرى‪ ،‬و كذا في اإلتفاقيات و المواثيق الدولية كما صادق‬
‫عليها المغرب و كل ذلك في نطاق أحكام الدستور و ثوابت المملكة و قوانينها‪.‬‬
‫" تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل و النساء و تحدث لهذه‬
‫‪81‬‬
‫الغاية هيئة للمناصفة و مكافحة كل أشكال التمييز"‬
‫و عالوة على هذا النص الدستوري الصريح في مجال المساواة بين الرجل و‬
‫المرأة‪ ،‬صادق المغرب على العديد من المعاهدات التي تهدف إلى ضمان مشاركة المرأة‬
‫في العمل السياسي‪ ،‬ومقابل هذه الترسانة القانونية تظهر األرقام بأن ولوج المرأة في‬
‫العمل السياسي يعـرف مقاومـات عديـدة‪ ،‬و بـأن الفـوارق بيـن الرجـل و المرأة في هذا‬
‫المجال مازالت مهمة في هذا المستوى‪.82‬‬
‫و من مؤشرات عدم المساواة و ضعف المشاركة السياسية للمرأة المغربية‪:‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل ‪ 19‬من الدستور المغربي الجديد لسنة ‪.2011‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Monia Alami M’chichi « Genre et participation politique « Féminin – Masculin : la Marche vers‬‬
‫‪l’Egalité au Maroc 1993-2003 (paris :Stiftung 2004 p 88‬‬

‫‪143‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تمثيلية المرأة المغربية في الحكومة كفقرة أولى‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تمثيلية المرأة المغربية في البرلمان كفقرة ثانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رغـم التطـور الـذي عرفـه حضـور المـرأة المغربيـة في المجـال العـام و خاصة السياسي‬
‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬إّال أن الفعاليات النسائية تبرز العدد و الحضور النسائي يبقى‬
‫قليال بالنظر إلى هدف تحقيق المساواة مع الرجل و تغيير تاريخ طويل من غياب أو‬
‫ضعف المشاركة السياسية للمرأة المغربية‪.‬‬
‫الفقــرة األولى‪ :‬التمثيلية السياسية على مستوى الحكومة‪.‬‬
‫إن تمكين المرأة المغربية و النهوض بحقوقها و نشر ثقافة المساواة بين الجنسين يعتبر من‬
‫ضمن مسؤوليات جميع الفاعلين الوطنين‪ ،‬ومن ضمنهم السلطات العمومية و خاصة منها‬
‫الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام‪ ،‬و ال يمكن حصر هذا الدعم في المستوى‬
‫السياسي لوحده بل يجب أن يسود في مختلف المجاالت باعتبار التداخل الضمني بينها‪ ،‬و‬
‫في مختلف المستــويات‪ ،‬بل يمكــن اعتبــار أن تدخل الحكومــة له دور رئيســي و محوري‬
‫للوصول إلى تمثيلية سياسية منصفة‪ ،‬ألن التمثيلية السياسية للنساء ما هي إال نتاج تدبير‬
‫عمومي يك ــرس مب ــادئ المس ــاواة و المواطنة بين كل شرائح المجتمع‪ ،‬وإلبراز معالم‬
‫تدخل الحكومة في هذا المجال‪ ،‬سنعمل على تقديم بعض النماذج من المؤسسات الحكومية‬
‫في هذا الباب‪:‬‬
‫تمكين المرأة في مجال التربية و التكوين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫لبلــوغ بعض أهداف المذكــرات المطلبيــة النسائية بالمغــرب البد من ضمان حق المرأة في‬
‫التربية و التكوين‪ ،‬و إلبراز دور الحكومة في هذا المجال سنعمل إلى اإلشارة لبعض‬
‫المجهودات التي قامت بها هذه األخيرة في هذا الباب‪.‬‬
‫حيث تشكل ميزانية قطاع التربية و التعليم ‪ %26‬من الميزانية العامة للدولة و قد تم‬
‫اعتماد ميثاق وطني للتربيـ ــة و التكوين يركز على حق الجمي ــع في التربي ــة و تحقيق‬
‫المساواة بين الجنسين في ولوج المدرسة‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ومن أجل تعميــم الحق في التعليم و وضع األسس المتينة لمستقبل المرأة المغربية‪،‬‬
‫ارتكزت السياسة الحكومية المتبعة على الحد من ظاهرة الهدر المدرسي خاصة بالنسبة‬
‫للفتيات في العالم القروي عبر توفير دعم مالي ألسر األطفال في سن التمدرس‪ ،‬وتقليص‬
‫نسبة األمية في أوساط النساء حيث أوشكت المنظومة التربوية على تحقيق هدف تعميم‬
‫التعليم بالسلك اإلبتدائي ببلوغها نسبة التمدرس و المتمثلة في ‪ % 5,93‬سنة ‪،2007‬‬
‫ويشهد التعليم حاليـ ــا شبه تكافؤ بين الجنس ــين‪ ،‬إذ تمثل الفــتيات نسبة ‪ 47%‬من مجموع‬
‫عدد الــتالميذ‪ ،‬و ‪ 52%‬من الحاصلين على الدبلومات في السنة نفسها‪ ،‬ومن أجل تفعيل‬
‫مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين اتخذت وزارة التربية الوطنية التدابير التالية‪:‬‬
‫إعداد إطار إستراتيجي لتطوير النظام التربوي في أفق ‪.2020‬‬ ‫‪‬‬
‫إدماج المساواة بين الجنسين ضمن هذا اإلطار اإلستراتيجي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و من أجل تحقيق اإلنصاف و المساواة بين الجنسين في البرامج التربوية و في مضامين‬
‫المناهج المدرسية وفي عمليات وضع وتنفيذ الخارطة المدرسية عملت الحكومة على‪:‬‬
‫توفير الشروط الالزمة لتطبيق إجبارية التعليم رغم اإلكتظاظ الذي تعاني‬ ‫‪-‬‬
‫منه المدرسة المغربية‪.‬‬
‫اتخاذ إجراءات كفيلة للرفع من نسب تمدرس الفتيات بعد سلك التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫األساس‪....‬‬
‫دعم البحث و إنتاج المعرفة المتعلقة بموضوع العالقات اإلجتماعية بين‬ ‫‪-‬‬
‫الجنسين في إرتباط مع مختلف جوانب التربية و التكوين‪.‬‬
‫إتخاد إجراءات كفيلة بالرفع من نسب تمدرس الفتيات بعد سلك التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫األساسي‪ ،‬وكذا نسب ولوج مختلف الشعب و أساسا التقنية منها‪.‬‬
‫إحداث داخليات للتعليم الثانوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إحداث دور للطالبات في بعض المناطق القروية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير النقل و الكتب و األدوات المدرسية للعديد منهن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪145‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إن تطرقنا لمجال التربية و التعليم في هذا الباب المتعلق باإلجراءات التي اتخذتها الحكومة‬
‫اتجاه النساء ما هو إال توضيح و إبراز الدور األساسي الذي يلعبه التعليم في الرفع من‬
‫الوعي العام لدى النساء و بقضاياهن‪ ،‬ألن دفاع النساء على تمثيليتهن السياسية ما هو إال‬
‫نتاج لتنشئة و وعي جماعي ال يمكن تحقيقه إّال من خالل الرفع من المستوى التعليمي‬
‫للنساء و محاربة األمية لذيهن‪.‬‬
‫ثانيـا ‪ :‬تمكيــن المــرأة في المجـــال السياســي‪.‬‬
‫لقد عملت الحكومات المغربية إلى أخذ المبادرات في باب إدماج النساء على مستوى‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬إال أنه و المالحظ أن هذه المبــادرات كانــت دائما محتشمة و ال ترقى إلى‬
‫مستوى تطلعات الحركات النسائية‪ ،‬حيث جاء أول تنصيب حكومي سنة ‪ 1997‬حين عين‬
‫الملك الراحل الحسن الثاني أربع نساء ككاتبات دولة في حكومة مكونة من ‪30‬عضوا و‬
‫ابتداء من هذا التاريخ ستمثل النساء في كل الفرق الحكومية المتعاقبة حيث شكل هذا‬
‫التاريخ نقطة تحول في دمج النساء في مراكز القرار‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 1998‬عينت حكومة التناوب امرأتين كاتبتين للدولة إحداهما مكلفة بالتعاون‬
‫لدى وزير الشؤون الخارجية‪ ،‬و األخرى مسؤولة عن ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫و في شهر شتنبر سنة ‪ 2000‬عينت بموجب التعديل الحكومي أول وزيرة منتدبة‬
‫في تاريخ المغــرب‪ ،‬و في ظــل هذه الحكومة ستكــون هي الوزارة الوح ــيدة التي تديــرها‬
‫امرأة‪ ،‬و باإلضافة إلى ذلك أنيطت بهذه الوزارة « وضعية المرأة و الطفولة و ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة» و هي االختصاصات التي تتعلق بالجانب االجتماعي‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 2004‬لن تبقى سوى امرأتان في الحكومة بعد إجراء تعديل وزاري‪.‬‬
‫و في سنة ‪ 2007‬ستعين عقب اإلنتخابات التشريعية سبع نساء وزيرات و‬
‫ستتنوع الحقائب المسندة للنساء ألول مرة بحيث لن تحصر في المجال اإلجتماعي‪.‬‬
‫و خالل اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ 2011‬و بعد حصول النساء على ‪ 67‬مقعد‬
‫بالبرلمان بنسبة ‪ %17‬من المقاعد البرلمانية لم تنصب في هذه الحكومة اإلسالمية سوى‬

‫‪146‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫امرأة واحدة من حزب العدالة و التنمية مما يفسر التراجع الكبير الذي عرفته التمثيلية‬
‫السياسية للنساء على مستوى المؤسسة التنفيذية‪ ،‬حيث أعقب تنصيب هذه الحكومة ردود‬
‫فعل شاجبة لهذا التراجع خاصة من طرف الجمعيات النسائية‪ ،‬و قد تمت اإلشارة سالفا‬
‫إلى أن رد السيد رئيس الحكومة جاء ليعتبر أن هذا التراجع سببه عدم اقتراح األحزاب‬
‫السياسية المشاركة في هذه الحكومة ألسماء نسائية مما يعيدنا إلى روح اإلشكالية المتمثلة‬
‫في أن انعدم القوانين اإللزامية للفاعلين السياسيين في هذا الشأن يجعل مسألة التمثيلية‬
‫السياسية للنساء مرهونة بالظروف المحيطة بمرحلة تعيين الحكومات‪ ،‬و تظل بذلك‬
‫مطالب الحركات النسائية مشروعة‪.‬‬
‫إال أن احتجاجات الحركات النسائية جاءت مثمرة عند النسخة الثانية لحكومة عبد اإلله‬
‫بنكيران‪ ،‬حيث ارتفع عدد نسائها إلى ستة نساء لكن مع ارتفاع عدد الحقائب الوزارية إلى‬
‫‪ 38‬حقيبة وزارية‪.‬‬
‫و تدخل التوصيات الصادرة على بعض المنظمات الدولية و الموجهة إلى الحكومة‬
‫المغربية في هذا اإلتجاه‪ ،‬حيث تدعوها إلى ضرورة اتخاذ تدابير إجرائية نحـو تقويــة‬
‫مشاركــة النساء السياسية خاصة في مجال تقلد المناصب الوزارية‪ ،‬و نذكر منها على‬
‫سبيل المثال ما جاء في التقرير النهائي عن االنتخابات التشريعية بالمغرب لسنة ‪ 2011‬و‬
‫الصادر عن المعهد الديمقراطي الدولي (األمريكي) و أبرز ما جاء فيه‪:‬‬
‫بحث آليات جديدة تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة و السيما في‬ ‫‪-‬‬
‫قيادة األحزاب السياسية و إدارة اإلنتخابات و تولي مناصب حكومية عليا عمال‬
‫بمبدأ المساواة المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬
‫تبني حــوار عمومــي مفتوح و شفاف بين المغاربة من ممثلين عن القصــر ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومة‪ ،‬األحزاب السياسيــة‪،‬وسائــل اإلعالم ‪،‬األوساط األكاديمية ‪،‬منظمات‬
‫المجتمع المدني و الشعب المغربـي ‪ -‬للحرص على مشاركة المرأة و الشباب على‬

‫‪147‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫قدم مساواة ‪ -‬يرمي إلى رسم معالم اإلصالحات السياسية و تطلعات التغيير و سبل‬
‫إعادة إشراك الموطنين في العملية السياسية‪.83‬‬
‫و عموما يمكن اعتبار أن مرحلة التحول في موضوع التمثيلية السياسية للنساء‬
‫بالمغرب خاصة على مستوى تمثيليتها بالمؤسسة التنفيذية (الحكومة)‪ ،‬بدأت مع‬
‫استالم حكومة التناوب للحكومة بزعامة عبد الرحمن اليوسفي ‪ ،‬و الذي أعطى‬
‫للموضوع المرأة أهمية‪ ،‬حيث نتج خالل تلك المرحلة إصالحات تشريعية و قانونية‬
‫كان أهمها طرح مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية و هي خطة شاملة تهدف‬
‫لتحسين وضع المرأة على كافة األصعدة ‪ ،‬بل يمكن اعتبار أن طرح هذه الخطة‬
‫على المستوى الوطني كان سببا مباشرا في فتح نقاش ضم مختلف تيارات المجتمع‬
‫باختالف مرجعياتها‪ ،‬و كان من ردود األفعال المباشرة آنذاك رفع سقف المطالب‬
‫من طرف الجمعيات النسائية و الحقوقية‪ ،‬و مع الموازاة مع هذه المتغيرات على‬
‫الساحة الوطنية جاء حكم الملك الشاب بمنظور منفتح و حداثي إتجاه قضايا المرأة‬
‫مما أسفر على تقوية جبهة التيار الحداثي‪ ،‬و كان من نتائجه الطبيعية صدور‬
‫مجموعة من القوانين الداعمة لحقوق النساء و على مجموعة من المستويات ‪.‬‬
‫فاإلشكالية األساسية في هذا المستوى تتمثل في أن قضايا المرأة عامة و السياسية‬
‫خاصة تبقى رهينة بطبيعة المرجعية السياسية الموكول لها تدبير السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫مما يجعل موضوع التمثيلية السياسية للنساء ال ينظر إليها كتوجه إستراتيجي و‬
‫إدماجي من طرف أصحاب القرار السياسي‪ ،‬فشرط اإلنتقال الديمقراطي ال يمكن‬
‫النظر إليه من زاوية واحدة بل إن الديمقراطيات الناجحة على المستوى الدولي‬
‫اعتبرت أن مسألة اشتراك النساء في تدبير الشأن العام تدخل في روح ديمقراطياتها‬
‫و ال محيد من اشراك نصف المجتمع في تحديد مساره و إختياراته‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫التقرير النهائي عن االنتخابات التشريعية بالمغرب – ‪ 25‬نونبر ‪ – 2011‬المعهد الديمقراطي الوطني (‪ ) NDI‬ص ‪.7‬‬

‫‪148‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫هذا مع العلم أن مبادرة المغرب في مسألة إدماج النساء في البنية الوزارية لم تكن‬
‫وليدة اليوم بل أحدثت غداة حصول المغرب على االستقالل‪ ،‬حيث كانت توجد مصلحة في‬
‫العديد من الوزارات تهتم بالنهوض بالمرأة و حتى سنة ‪ 2000‬استحدثت و ألول مرة‬
‫هيئة وزارية تحمل في تسميتها عبارة النهوض بالمرأة و هي الوزارة المنتدبة المكلفة‬
‫بأوضاع المرأة و األســرة و الطفـولة و إدماج المعاقين‪ ،‬مع إختصار هذه الوزارة و‬
‫الوزارات المتعاقبة على تدبير هذا الملف بالطابع االجتماعي مع محدودية الموارد المالية‬
‫المخصصة لها خاصة ما يتعلق بتنفيذ البرامج الطموحة الضرورية لتقوية وضعية المرأة‬
‫في المجتمع‪ ،‬و بعد ذلك أحدث المركز المغربي لإلعالم و التوثيق و الدراسات حول‬
‫المرأة في سنة ‪ ،2004‬و تؤكد أهداف المركز على اختيار منظور النوع اإلجتماعي في‬
‫كل الدراسات المنجزة ‪.‬‬
‫و يمكن تحديد دور بعض القطاعات الوزارية في مسألة المساواة بين الجنسين من‬
‫خالل مجموعة من التدابير و التي يمكن إبرازها فيما يلي‪:‬‬

‫وزارة الشؤون الخارجيــة و التعاون‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫شارك المغرب من خالل وزارة الشؤون الخارجية و التعاون في كل اللقاءات المتعلقة‬
‫بحقوق النساء على الصعيدين الدولي و اإلقليمي‪ ،‬كما تعهد بتنفيذ اإللتزامات الدولية من‬
‫أجل تحسين دور النساء داخل المجتمع (إتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضـد‬
‫المرأة ‪ ،‬و خطـة بكين ‪ ،‬و اتفاقية حقوق الطفل و األهداف التنموية لأللفية و نتائج اجتماع‬
‫اسطنبول الوزاري)‪ ،‬كما أرسل عدة تقارير بشأن المتابعة‪ ،‬و في إطار تنفيــذ اإلستراتيجية‬
‫الوطنية لإلنصاف و المساواة عمدت وزارة الشؤون الخارجية و التعاون إلى تنويع‬
‫شركائها لدعم التدابير المتخذة لفائدة النساء‪ ،‬و دعمت مقترحات مجموعة ‪ 77‬زائد الصين‬
‫المتعلقة بتعديل نظام األمم المتحدة‪.‬‬
‫الوزارة المكلفة بحديث القطاعات العامة‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪149‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تضطلع وزارة تحديث القطاعات العامة بدور أساسي في تعميم المساواة على أساس النوع‬
‫اإلجتماعي داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬و قد تجسد ذلك في سنة ‪ 2006‬من خالل إحداث‬
‫برنامج استراتيجي متوسط المدى يهدف إلى تحديث اإلدارة العمومية و تثمين الموارد‬
‫‪84‬‬
‫البشرية‪.‬‬
‫و يقوم هذا البرنامج على ثالثة محاور‪:‬‬
‫دمج المساواة بين الجنسين في هيكلة وزارة تحديث القطاعات العامة و‬ ‫‪-‬‬
‫ممارساتها من خالل دعم القدرة المؤسساتية‪.‬‬
‫تقليص الفوارق بين الجنسين في مجال تدبير الموارد البشرية من خالل دعم‬ ‫‪-‬‬
‫القدرات و مواكبة صناع القرار و الفاعلين في وزارة تحديث القطاعات العامة و‬
‫في مختلف الوزارات‪.‬‬
‫زيادة تمثيلية النساء و مشاركتهن في مراكز اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع التوازن بين الحياة األسرية و الحياة المهنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و يسعى هذا البرنامج من خالل تعبئة كل المصالح الوزارية إلى ســد العديــد من الثغرات‬
‫و أوجه القصــور و يندرج في إطار إقرار المساواة بين الجنسين‪ ،‬و ينقسم هذا البرنامج‬
‫إلى سبعة مشاريع حظي إثنان منها باألولوية‪.‬‬
‫و في الواقع تستجيب هاتان األولويتان لمالحظتين‪:‬‬
‫على صعيد الوظيفة العمومية وصل إجمالي عدد الموظفين سنة ‪ 2014‬إلى‬ ‫‪-‬‬
‫ما يفوق ‪ 860‬ألف موظف تمثل النساء نسبة ‪ %38،6‬حيث ينحصر العنصر‬
‫النسوي بنسبة ‪ %56،61‬في قطاع الصحة ‪ %48،56‬بوزارة العدل و الحريات‬
‫‪85‬‬
‫‪ %44،67‬بوزارة الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪ 84‬انظر البرنامج االستراتيجي متوسط المدى لمأسسة مبدأ المساواة بين الجنسين في قطاع الوظيفة العمومية منشورات وزارة تحديث‬
‫القطاعات العامة ‪ ،‬دجنبر ‪ 2006‬صفحة ‪.88‬‬
‫‪85‬‬
‫البوابة الوطنية للمملكة المغربية ‪ ،‬األخبار إحصائيات جديدة عن موظفي الدولة بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪.2014‬‬

‫‪150‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫على مستوى مناصب المسؤولية فالنساء بالكاد تتبوأ نسبة ‪ %10‬من‬ ‫‪-‬‬
‫مناصب المسؤولية حيث تتركز بشكل كبير في منصب رئيسة مصلحة‪ ،‬و ال تشغل‬
‫إال ‪ %7،08‬من المناصب القيادية‪.‬‬
‫وزارة اإلتصال و صورة المرأة في وسائل اإلعالم‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫لقد عملت هذه الوزارة إلى إعتماد ميثاق وطني لتحسين صورة المرأة في وسائل اإلعالم‬
‫حيث يسعى إلى تحقيق األهداف الرئيسية التالية‪:‬‬
‫إحتــرام كرامــة النســاء في مختلـف الوسائــط و المنتجات اإلعالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعميم منظور النوع اإلجتماعي و دمجه في السياسة اإلعالمية الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعبئ ــة الفاعليــن اإلعالمييــن و السياسييــن و اإلجتماعين و اإلقتصادين من‬ ‫‪‬‬
‫أجل حثهم على إقرار ثقافة المساواة بين الجنسين والدفاع عنها و تصميم جميــع‬
‫الوسائــط اإلعالمية و إنجازها‪.‬‬
‫و على الرغم من وجود الميثاق‪ ،‬يالحظ إنخراط ضعيف لوسائل اإلعـالم في تعزيز‬
‫أدوار النساء‪ ،‬خاصة األدوار التي يمكن أن تلعبها وسائل اإلعالم المرئية و السيما التلفزة‬
‫وقدرتها على التأثير في أنمــاط السلوك و تثمين دور النساء‪ ،‬فإنها ال تعرض صورا‬
‫ايجابية بشكل كاف عن النساء (مثال ‪ :‬وصلة إشهارية ألحد المنعشين العقارين برمضان‬
‫مما أدى إلى إحتجاج النساء ضد القناة الثانية و أسفر على إيقاف بث اإلشهار المتعلق‬
‫بالموضوع)‪ ،‬و لم تطور و لم تكتسب بعد ردود الفعل المتعلقة بالمساواة‪ ،‬كما أن عدد‬
‫كبير من البرامج و الحصص السياسية و اإلقتصادية تتجاهل كفاءات النساء‪.‬‬
‫و لمواجهة هذا الواقع بدأت وزارة االتصال في سنة ‪ 2004‬دورات تكوينية لفائدة‬
‫أطر الوزارة و بعض الفاعلين اإلعالميين أفضت إلى إحداث لجنة متابعة المساواة‬
‫على أساس النوع اإلجتماعي في وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫و نظرا ألهمية الصورة التي تعرضها وسائل اإلعالم و التي تهدف إلى إعادة بناء األدوار‬
‫االجتماعية و استمرارية الصور النمطية قامت الوزارة و استنادا إلى الميثاق الوطني‬

‫‪151‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لتحسين صورة النساء في وسائل اإلعالم‪ ،‬ومن خالل دراسة تشخيصية قامت بها الوزارة‬
‫المختصة لتحديد المعوقات و األولويات‪ 86،‬حيث مكن هذا التشخيص من وضع مخطط‬
‫عمل متوسط المدى ينقسم إلى ثالثة محاور رئيسية‪:‬‬
‫تعزيز قدرة الوزارة من أجل دمـج المســاواة على أساس النوع االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫في البنيــات و الهيئات اإلعالمية و أنماط السلوك‪.‬‬
‫تعزيز قدرة الفاعلين الرئيسيين في الحقل اإلعالمي إلقرار ثقافة المساواة و‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين صورة النساء في وسائل اإلعالم من خالل‪:‬‬
‫برامج التكوين و التوعية الموجهـة للفاعلين اإلعالميين في مختلف مجــاالت‬ ‫‪‬‬
‫فضـاء صنع القرار‪ ،‬و مجال التعاون‪ ،‬و مجال المجتمع المدني‪.‬‬
‫دورات تكوينية لفائدة الطلبة الصحافيين لتشجيع منظور النوع اإلجتماعي و‬ ‫‪‬‬
‫تعميم المساواة‪.‬‬
‫دعم المساواة بين الرجال و النساء من خالل إدماج المرأة في مناصب‬ ‫‪-‬‬
‫القرار‪.‬‬
‫لقد حاولنا أن نتطرق لثالثة قطاعات وزارية نعتبر أن لها الوقع المباشر في التأثير على‬
‫وضع النساء داخل المنظومة المجتمعية بالمغرب‪ ،‬إال أنه و عند مالحظتنا لإلجراءات‬
‫المتخذة و بمقارنتها مع الواقع نستنتج أن هذه اإلجراءات لم ترقى إلى مستوى اإلدماج‬
‫المباشر للنساء خاصة في مناصب القرار داخل هذه القطاعات‪.‬‬
‫و ما يدل على ذلك نسبة النساء داخل هذه القطاعات والتي ال ترقى تمثيليتهن إلى سقف‬
‫مطالبهن‪ ،‬و خاصة ما تضمنه الدستور المغربي الجديد‪ ،‬و حتى الدساتير السابقة التي‬
‫كانت تحث على مبدأ المسـاواة بين الجنسين‪ ،‬و هذا له تأثير مباشر على وضعية تمثيلية‬
‫النساء السياسية ألن النسب المحققة حاليا ما هي إال ترجمة لواقع المرأة في القطاعات‬
‫الوزارية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫البرنامج االستراتيجي متوسط المدى لمأسسة مبدأ المساواة بين الجنسين في قطاع االتصال ‪ ،‬الرباط غشت ‪.2006‬‬

‫‪152‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقــرة الثانيــة‪ :‬على مستوى البرلمــان‪.‬‬


‫تعتبر بوابة المؤسسات التشريعية في األنظمة السياسية أحد القنوات السياسية لتمثيل‬
‫النساء سياسيا‪ ،‬كما تسمح لهن بوضع آليات فعلية لصناعة القرار السياسي خاصة في‬
‫مستـواه التشريعي‪ ،‬و عند رجوعنـا للموسوعــة السياسيــة و تعريفها لمؤسسة البرلمان جاء‬
‫في أحـد فقراتها‪" :‬و تشير بيانات التركيب اإلجتماعي للصفوة البرلمانية إلى غلبة عنصر‬
‫الذكور مقابل تدني نسبة تمثيل اإلناث من ناحية و إلى وجود تمييز فعلي ضد جماعات‬
‫دينية أو عرقية في بعض الدول من ناحية ثانية ‪ 87"...‬مما يبرز أن ظاهرة التمييز ضد‬
‫النساء قاعــدة عامة على الساحــة الدولية مع وجــود إستثناءات قليلة في األنظمــة السياسية‬
‫المعاصرة ‪ ،‬و بالرجوع إلى تاريخ المشاركة السياسية للنساء بالمغرب و خاصة فيما تعلق‬
‫بالبرلمان‪ ،‬نجد أن الحركة النسائية في المغرب بدأت منذ الخمسينات من القرن الماضي‬
‫إال أن نشاطها آنذاك كان يصب في مقاومة اإلحتالل و اإلستعمار الفرنسي و المطالبة‬
‫باإلستقالل‪ ،‬و مع بداية الثمانينات تبلورت الحركة النسائية و برزت بشكل أكبر في‬
‫التسعينات‪ ،‬حيث بدأت برفع مطالبها لتحسين وضعية المرأة‪ ،‬و جاءت سنة ‪ 2002‬حيث‬
‫ثّم إعتماد الّالئحة الوطنية كنمط لإلقتراع بحصول المرأة المغربية على ‪ 35‬مقعدا من‬
‫مجموع ‪ 325‬مقعدا‪ ،‬وخالل اإلنتخابات التشريعية ل‪ 7 :‬شتنبر لسنة ‪ 2007‬تراجع عدد‬
‫النساء في البرلمان ل‪ 34 :‬مقعدا‪ ،‬آنذاك لم تتفوق عن قائمة المرشحات المحلية سوى‬
‫أربع نساء‪ ،‬مما فتح نقاشا وطنيا لدى الجمعيات النسائية عن األسباب الكامنة وراء هذا‬
‫التراجع و الكيفية التي يتم بها تدبير اإلستحقاقات سواء على مستوى الترشيحات النسائية‬
‫أو على مستوى إدارة الحمالت اإلنتخابية و التي أظهرت في غالبيتها عمق التناقض بين‬
‫الخطاب و الممارسة‪.‬‬
‫و جاءت اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ 2011‬و ما سبقها من مخاض سياسي عربي و‬
‫مغربي سبقه تعديل دستوري‪ ،‬جاءت هذه االنتخابات بمجموعة من المستجدات في‬

‫‪87‬‬
‫موسوعة العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الكويت ص ‪545‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ ‬موسوعة العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة الكويت ص ‪.545‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫موضوع التمثيلية السياسية للنساء من خالل تخصيص ‪ 90‬مقعدا برلمانيا ثلثيهما مخصصة‬
‫للنساء‪ ،‬أي ‪60‬‬
‫مقعد مع إضافة ‪ 7‬مقاعد إنتخابية محلية أي بما مجموعه ‪ 67‬مقعد نسائي بنسبة تمثيل‬
‫نسائية تصل إلى ‪ %17‬مع معدل تغيير مقارنة مع سنة ‪ 2007‬زائد ‪،88 %6،5‬‬
‫وستجدون أسفله جدوال مفصال يوضح النسبة المحصل عليها من طرف النساء بشكل‬
‫مفصل‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫التقرير النهائي عن االنتخابات التشريعية بالمغرب ‪ 25‬نونبر ‪ 2011‬المعهد الديمقراطي الوطني ص ‪. 36‬‬

‫‪154‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ملخص نتائج االنتخابات حسب األحزاب و تمثيل النساء‬


‫التغير بالنسبة‬ ‫مجموع‬ ‫مجموع المقاعد‬ ‫عدد المقاعد المحصلة في اللوائح الوطنية‬ ‫الالئحة‬ ‫عدد المقاعد المحصلة في‬ ‫الالئحة‬ ‫الالئحة‬ ‫الحزب‬
‫للبرلمان السابق‬ ‫المقاعد‬ ‫‪%‬‬ ‫الوطنية ‪%‬‬ ‫اللوائح المحلية‬ ‫المحلية ‪%‬‬ ‫المحلية ‪%‬‬
‫(انتخابات ‪)2007‬‬ ‫الشباب‬ ‫النساء‬ ‫المجموع‬ ‫المقاعد‬ ‫النساء‬ ‫المجموع‬ ‫المقاعد‬ ‫األصوات*‬
‫‪ + 12,89%‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪27,09%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26,67%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪27,21%‬‬ ‫‪22,78%‬‬ ‫حزب العدالة و التنمية‬
‫(‪)PJD‬‬
‫‪1,41%  -‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪15,19%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14,44%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪15,41%‬‬ ‫‪12,00%‬‬ ‫حزب االستقالل (‪)PI‬‬
‫‪0,46%  -‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪13,16%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13,33%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪13,11%‬‬ ‫‪11,33%‬‬ ‫التجمع الوطني‬
‫لألحرار (‪)RNI‬‬
‫‪5,00%  -‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪11,90%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13,33%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪11,48%‬‬ ‫‪11,05%‬‬ ‫حزب األصالة و‬
‫المعاصرة) ( ‪)PAM‬‬
‫‪2,43%  -‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪9,87%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9,84%‬‬ ‫‪8,60%‬‬ ‫االتحاد االشتراكي‬
‫للقوات الشعبية (‬
‫‪)USFP‬‬
‫‪1,7%  -‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪8,10%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8,89%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪7,87%‬‬ ‫‪5,80%‬‬ ‫الحركة الشعبية(‪)MP‬‬
‫‪1,58%  -‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪5,82%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6,67%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪5,57%‬‬ ‫‪5,80%‬‬ ‫االتحاد الدستوري(‬
‫‪)UC‬‬
‫‪0,67%  -‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪4,56%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6,67%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3,93%‬‬ ‫‪5,68%‬‬ ‫حزب التقدم و‬
‫االشتراكية(‪)PPS‬‬
‫‪0,09%  +‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1,01%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1,31%‬‬ ‫‪2,26%‬‬ ‫حزب العمل المغربي(‬
‫‪)PT‬‬
‫‪0,21%  +‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,51%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,66%‬‬ ‫(غير متاح)‬ ‫حزب التجديد و‬
‫اإلنصااف(‪)PRE‬‬
‫‪2,19%  -‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,51%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,66%‬‬ ‫‪1,71%‬‬ ‫الحركة الديمقراطية‬
‫االجتماعية (‪)MDS‬‬
‫(حزب جديد في‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,51%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,66%‬‬ ‫‪2,30%‬‬ ‫حزب البيئة و التنمية‬
‫البرلمان)‬ ‫المستدامة(‪)PEDD‬‬

‫‪155‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫(حزب جديد في‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,51%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,66%‬‬ ‫‪1,73%‬‬ ‫حزب العهد‬
‫البرلمان)‬ ‫الديمقراطية(‪)AHD‬‬
‫‪2,45%  -‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,25%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫‪2,84%‬‬ ‫جبهة القوى‬
‫الديمقراطية(‪)FFD‬‬
‫‪ + 0,30%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,25%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫‪1,73%‬‬ ‫حزب العمل(‪)PA‬‬
‫(حزب جديد في‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,25%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫(غير متاح)‬ ‫حزب الوحدة و‬
‫البرلمان)‬ ‫الديمقراطية(‪)PUD‬‬
‫(حزب جديد في‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,25%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫(غير متاح)‬ ‫حزب الحرية و العدالة‬
‫البرلمان)‬ ‫االجتماعية(‪)PLJS‬‬
‫(حزب جديد في‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,25%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0,00%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,33%‬‬ ‫‪0,71%‬‬ ‫حزب اليسار‬
‫البرلمان)‬ ‫الخضر(المغرب) (‬
‫‪)PGV‬‬
‫‪89‬‬

‫ملخـــــص نتائــــــج تمثيـــــل المـــــرأة فــــي ‪2011‬‬


‫‪7‬‬ ‫عدد المقاعد االنتخابية المحلية التي فازت بها النساء‬
‫‪2,3%‬‬ ‫نسبة المقاعد المحلية التي فازت بها النساء ( من ‪ 305‬مقاعد)‬
‫‪60‬‬ ‫عدد المقاعد في القائمة الوطنية التي فازت بها النساء (من ‪ 90‬مقاعد منهم ‪ 60‬مخصصة للنساء و ‪ 30‬مخصصة للرجال دون ‪40‬سنة )‬
‫‪67‬‬ ‫مجموع المقاعد التي فازت بها النساء‬
‫‪17,00%‬‬ ‫نسبة تمثيل المرأة (من ‪ 395‬مقاعد في مجلس النواب )‬
‫‪ + 6,5%‬‬ ‫معدل التغير منذ ‪ 2007‬في تمثيل المرأة‬

‫ما يمكن اإلشارة إليه في هذا الباب أن ما تم تحقيقه لحدود سنة ‪ ،2011‬من خالل بلوغ النساء إلى ‪ 67‬مقعدا برلمانيا جاء كنتيجة‬
‫لمجموعة من اللقاءات التي عقدتها الجمعيات النسائية خاصة منها "الحركة من اجل الثلث" ‪ ،‬و بعد أن دخل مشروع القانون مرحلة النقاش‬

‫‪89‬‬
‫‪Actionpublique .ma‬‬

‫‪156‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫بمجلسي البرلمان في دورة أكتوبر لسنة ‪ ، 2008‬قدمت الحركة مطالبها إلى الفرق البرلمانية مع عقده لقاءات مع منتدى النساء البرلمانيات‬
‫بهدف الضغط و العمل المشترك‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و بالعودة إلى تقريري لجنتي العدل و التشريع و لجنة الداخلية حول مشروع‬
‫القانون ‪ 36. 08‬المتعلق بمدونة اإلنتخابات‪ ،‬وتقرير لجنة الداخلية حول مشروع القانون‬
‫رقم ‪ 17. 08‬المتعلق بالميثاق الجماعي خاصة المقترحات المقدمة من طرف الفرق‬
‫البرلمانية‪ ،‬يتضح أن فرق األغلبية إستجابت ألحد مطالب الحركة النسائية التي يمكن أن‬
‫تؤدي للثلث في مجال اقتراع الالئحي‪ ،‬و ذلك بالتنصيص على مبدأ‪ « :‬ال يمكن أن‬
‫تتضمن الئحة ترشيـح ثالثــة مرشحيــن متتابعين من نفس الجنس »‪ ،90‬وهو أحد اإلقتراحات‬
‫التي قدمتها الحركة في مذكرتها المطلبية المتعلقة بمدونة اإلنتخابات ‪.‬‬
‫و في المقابل تقدم كل من الفريق الحركي و الدستوري بتعديالت مشتركة حول‬
‫هذه المادة كان مرجعها األساسي الخطاب الملكي الذي دعى فيه ملك البالد إلى تشجيع‬
‫تمثيلية المرأة و الشباب في إطار صيغة متفق عليها باإلجماع‪ ،‬إال أن هذه الصيغة تميزت‬
‫بعموميتها‪.‬‬
‫أما على مستوى مجلس المستشارين‪ ،‬لم يتم اإلشارة في مقترحات الفرق البرلمانية‬
‫ألي مقترح حول موضوع تمثيلية المرأة السياسية الواجب اعتماده‪.‬‬
‫وعموما يمكن إعتبار أن الهدف األساسي لألحزاب السياسية المغربية يقتصر على عدد‬
‫المقاعد المحصل عليها‪ ،‬وما يثبت ذلك طبيعة المناقشات التي دارت داخل لجنة الداخلية‬
‫بمجلس النواب و التي لم تشر لهذا الموضوع‪ ،‬مما يثبت أن العقلية الذكورية الزالت سائدة‬
‫باإلضافة إلى المقاعد البرلمانية التي ستسحب من الرجال لفائدة النساء‪ ،‬و هذا مابرز من‬
‫خالل اعتماد وزارة الداخلية لتقطيع إنتخابي جديد حينما أحدثت دوائر إضافية لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫و إجماال و من خالل تتبعنا لمسار المفاوضات التي أخذتها "الحركة من أجل الثلث‬
‫في أفق المناصفة" مع الفرق البرلمانية حيث إتسمت في غالبيتها بالمناورة و الوعود دون‬

‫‪ 90‬عن تقرير لجنة الداخلية حول مشروع القانون ‪ 36. 08‬القاضي بتغيير و تتميم القانون رقم ‪ 9. 97‬المتعلق بمدونة االنتخابات ص‬
‫‪.56‬‬

‫‪158‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القدرة لتحويل الخطابات إلى أفعال حقيقية تنعكس إيجابا على تمثيلية النساء داخل الفرق و‬
‫اللجان البرلمانية‪.‬‬
‫و قياسا لمكانة المرأة المغربية في محيطها اإلفريقي على مستوى تمثيليتها البرلمانية‬
‫اعتمدنا دراسة قامت بها لجنة األمم المتحدة اإلقتصادية حيث أظهرت هذه األخيرة أن‬
‫بلدان إفريقيا جنوب الصحراء سجلت خالل العقد األخير أكبر زيادة في تمثيلية النساء في‬
‫البرلمان منتقلة من ‪ %13‬سنة ‪ 2000‬إلى ‪ %20‬خالل سنة ‪.2011‬‬
‫كما أفاد التقرير االقتصادي حول إفريقيا ‪ ،2012‬والذي تم نشرة بأديس أبابا أن ‪ %80‬من‬
‫البلدان اإلفريقية تمكنت من تحسين هذه النسبة خالل الفترة ما بين ‪ 1990‬و ‪.2010‬‬
‫وإلبراز المكانة المتميزة التي باتت تشغلها النساء بشكل متزايد في مسلسل التنمية بإفريقيا‬
‫يستحضر التقرير كمثال حالة (رواندا) التي حققت في منظوره تقدما مثيرا لإلعجاب‬
‫موضحا أنه في هذا البلد من منطقة البحيرات الكبرى تشغ ـ ـ ــل النس ـ ــاء ‪ 38%‬م ـ ــن‬
‫الحقـ ــائــب الوزاريـ ــة‪ ،‬و تمثل ‪ %35‬من أعضاء مجلس الشيوخ و ‪ %56‬من البرلمانين و‬
‫‪ % 40‬من حكام األقاليم‪ ،91‬هذا المثال يوضح أن مسألة التمثيلية السياسية للنساء لن تكون‬
‫مرهونة بنسب النمو المحققة اقتصاديا لكل بلد حتى يمكن أن ترتفع تمثيليتها السياسية‪ ،‬بل‬
‫هي مسألة إرادة سياسية مرفوقة بقرار سياسي يخول للنساء من خالل الرفع من‬
‫مشاركتهن السياسية في اتخاذ القرارات الحاسمة رفقة الرجال‪ ،‬ورسم معالم السياسات‬
‫العمومية خاصة على مستوى المؤسسة التشريعية و ما يوكل لها من أدوار أساسية على‬
‫مستوى األنظمة السياسية‪.‬‬
‫لكن على المستوى المحلي هناك مؤاخذة كبيرة على قانون األحزاب الذي لم يعتمد نسبة‬
‫معينة إلشراك النساء في أجهزة األحزاب و تقديمهم كمرشحات و ممثالت لهم سواء في‬
‫اإلنتخابات الجماعية أو التشريعية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الموقع االلكتروني‪ :‬منارة بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪.2012‬‬

‫‪159‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المطلـــب الثانـــي‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب على المستوى المحلي‪.‬‬


‫للحديث عن التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب يجب علينا أوال أن نسرد اإلطار القانوني‬
‫المؤطر لهذه العملية محليا و خاصة في جانبه التاريخي‪ ،‬حيث عــرف الميثاق الجماعــي و‬
‫منذ سنة ‪ 1976‬المحدد إلختصاصات المجالس الجماعية مجموعة من التعديالت‪ ،‬حيث‬
‫بدأت هذه التعديالت سنة ‪ 2002‬بموجب القانون رقم ‪ 78. 00‬الذي منح مجموعة من‬
‫اإلختصاصات لرؤساء المجالس الجماعية‪ ،‬و في سنة ‪ 2008‬سيعرف هذا القانون عدة‬
‫تعديالت بموجب القانون رقم ‪ 17. 08‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬غير أن ما يهمنا في‬
‫هذا الصدد التعديالت التي لها صلة بمطالب الحركات النسائية‪ ،‬وأبرز هذه اإلصالحات‬
‫التي عرفها الميثاق الجماعي في هذا اإلتجاه‪ ،‬تمثل في إحداث لجنة استشارية للمساواة و‬
‫تكافؤ الفرص‪ ،‬ثم فرض هذا التعديل إعداد مخطط جماعي مستجيب لمقاربة النوع‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬و المالحظ أن اإلنتخابات الجماعية تعتبر مؤشرا أساسيا حول الخريطة‬
‫اإلنتخابية لإلنتخابات التشريعية نظرا لصفة القرب إتجاه الكثلة الناخبة‪ ،‬و تعتمد األحزاب‬
‫السياسية و الدارسين على نتائج هذه اإلنتخابات‪ ،‬باإلضافة إلى أن العملية اإلنتخابية على‬
‫المستوى المحلي تتميز بمدخالت استثنائية ألن العمل اليومــي و سياسة القـرب مع الساكنة‬
‫المحلية وحل المشاكل اليومية يعتبر أساس الحصول على مقاعد البرامج الحزبية و‬
‫المخططات التنموية‪ ،‬كما هو الحال عليه بالنسبة لإلنتخابات التشريعية‪.‬‬
‫ففيما تتمثل هذه التشريعات القانونية المؤطرة للمجالس المنتخبة خاصة في شقها‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلق بالتمثيلية السياسية للنساء؟ و كيف إنعكس ذلك على مستوى تمثيلية النساء‬
‫داخل المجالس المحلية المنتخبة؟‬

‫الفقـــرة األولــى‪ :‬على مستـــوى التشريعـــات القانونيــــة‪.‬‬


‫لقد تضمنت التشريعات القانونية المحفزة لمشاركة المرأة المغربية بعض‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات التي حاولت ولو بطريقة غير مباشرة في دعم تواجد المرأة على‬
‫مستوى التنمية المحلية‪ ،‬وجاء تعديل سنة ‪ 2008‬بموجب القانون رقم ‪17. 08‬‬

‫‪160‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬بإجراءين إثنين تمثل األول في إحداث لجنة إستشارية‬
‫للمساواة و تكافؤ الفرص ثم فرض إعداد مخطط جماعي مستجيب لمقاربة النوع‬
‫اإلجتماعي كإجراء ثاني‪.‬‬
‫فما هو مضمون هذين اإلجرائين؟‬ ‫‪-‬‬

‫أوال‪ :‬إحـداث لجنـة إستشـارية للمسـاواة و تكافـؤ الفـرص (المادة ‪.)14‬‬


‫تم إحداث هذه اللجنة بعد مطالب "الحركة من أجل الثلث" من خالل إعتبارها لجنة قارة‪،‬‬
‫هذه اللجنة تم إستنساخها من الدول األوربية‪ ،‬التي يلعب فيها اللوبي النسائي األوربي دور‬
‫مراقب في هذه اللجنة‪ ، 92‬ويناط لها دور استشاري عكس المغرب الذي تم اعتبارها لجنة‬
‫دائمة‪ ،‬حيث نـص الميــثاق الجماعي رقم ‪ 17. 08‬على هذه اللجنة إذ لم يتضمنها الميثاق‬
‫الجماعي رقم ‪ ،78. 00‬و جاءت المادة ‪ 14‬من القانون الجديد في فقرتها األولى على‪:‬‬
‫« تحدث لدى المجلس الجماعي لجنة إستشارية تدعى لجنة المساواة وتكافؤ الفرص‪،‬‬
‫تتكون من شخصيات تنتمي إلى الجمعيات المحلية و فعاليات من المجتمع المدني يقترحها‬
‫رئيس المجلس الجماعي‪ ،‬و يرأس هذه اللجنة رئيس المجلس الجماعي أو من ينوب عنه‬
‫ويتولى إعداد جدول أعمال اجتماعاتها»‪ 93،‬غير أن هذه اللجنة تنقسم إلى لجان دائمة‬
‫تمارس مجموعة من االختصاصات التقريرية بينما لجنة المساواة وتكافؤ الفرص يبقى‬
‫دورها إستشاريا فقط ‪ ،‬و ال يلتزم بآرائها بل يبقى رأيها على سبيل اإلستئناس‪ ،‬و يتضح‬
‫ذلك في الفقرة الرابعة من الميثاق الجماعي المؤطر لهذه اللجنة حيث جاء فيه‪ " :‬أن هذه‬
‫اللجنـة تتعلــق بالمسـاواة بين الجنسين دون أن تفـرض المادة على الرئيـس تعـيين جمعـيات‬
‫نسائية‪ ،‬و هو ما يترك له حرية التعيين حتى دون اشتراك هذا النوع من الجمعيات التي‬
‫لها صلة مباشرة بمسألة المساواة وتكافؤ الفرص"‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪mane Ramot : Labby eurapeém des femmes memaire de fin d’études de l’institut d’études politique strasbong‬‬
‫‪1er édition 2008 p 63‬‬
‫‪93‬‬
‫الفقرة ما قبل الخيرة من المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 17. 08‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وحسب وزارة التنمية اإلجتماعية التي إعتبرت أن هناك مجموعة من األسباب أفضت إلى‬
‫إحداث هذه اللجنة و من جملتها‪:‬‬
‫المساهمة في بلورة رؤية شاملة تمكن من األخذ بعين االعتبار انشغاالت‬ ‫‪‬‬
‫النساء و التي من شأنها المساهمة في تحسين ظروف حياة الساكنة بصفة عامة‪.‬‬
‫المساهمة في البحث و تحديد األولويات و الحلول لتحسين العرض و‬ ‫‪‬‬
‫الوصول للخدمات الجماعية األساسية ‪.‬‬
‫تمكين النساء و أعضاء اللجنة من اإلستئناس بالممارسة الجماعية خارج‬ ‫‪‬‬
‫المقاعد المنتخبة‪.‬‬
‫التأكد من األخذ بعين االعتبار حاجيات و إنشغاالت النساء وأسرهن في‬ ‫‪‬‬
‫السياسات و القرارات المحلية‪.‬‬
‫إبراز إنشغال الجماعة بقضايا المساواة واإلنصاف وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خلق و تطوير عالقات التشاور و الشراكة بين المجالس المنتخبة والجمعيات‬ ‫‪‬‬
‫وخاصة النسائية منها‪.‬‬
‫إعطاء المقاربة التشاركية المبنية على النوع اإلجتماعي مضمونا وبعدا‬ ‫‪‬‬
‫مؤسساتيا‪.‬‬

‫و من خالل هذه المبررات و األسباب يتبين أن إحداث هذه اللجنة كان بهدف رفع‬
‫التهميــش و اإلقصاء عن النساء‪ ،‬و جعل الجماعة المحلية تهتم بشؤون الساكنة قاطبة‬
‫عبر خلق شراكة بين الجماعة و المجتمع المدني و مساهمة هذا األخير كقوة إقتراحية‬
‫في تطوير سياسات خاصة بمقاربة النوع اإلجتماعي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستــوى الجماعات الترابيــة‪.‬‬
‫لقد عّر ف الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬و من خالل فصله ‪ 135‬ماهية الجهات‬
‫و الجماعات الترابية األخرى حيث جاء فيه‪" :‬الجماعـات الترابية للمملكة هي الجهات و‬

‫‪162‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫العماالت و األقاليم و الجماعات الترابية بإعتبارها أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‬
‫تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪.‬‬
‫تنتخب مجالس الجهات و الجماعات باالقتراع العام المباشر‪»...‬‬
‫كما عرف الميثاق الجماعي منذ سنة ‪ 1976‬و المحدد إلختصاصات المجالس‬
‫الجماعية مجموعة من التعديالت سنة ‪ 2002‬بموجب القانون ‪ 78.00‬الذي منح‬
‫مجموعة من اإلختصاصات لرؤساء المجالس الجماعية‪ ،‬و في سنة ‪ 2008‬سيعرف هذا‬
‫القانون عدة تعديـالت بموجـب القانون رقم ‪ 17.08‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬غير أن‬
‫ما يهمنا في هذا الصدد و بعد هذه التوطئة القانونية‪ ،‬التعديالت التي لها صلة بمطالب‬
‫الحركة النسائية في مجال التدبير الجماعي‪.‬‬
‫و من خالل هذه المرحلة من البحث إرتأينا أن نتطرق إلى مستويين أساسيين هما‪:‬‬
‫المتغيرات القانونية التي عرفها مسار التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب على مستوى‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬و دراسة نتائج اإلنتخابية المحلية لسنة ‪ 2009‬كنموذج للدراسة‬
‫كمرحلة ثانية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المتغيـرات القانونيـــة‪.‬‬
‫نص الميثاق الجماعي الجديد رقم ‪ 17.08‬على إحداث لجنة استشارية للمساواة و تكافؤ‬
‫الفرص من خالل مادته ‪ 14‬حيث جاء فيها ‪ «:‬تبدي اللجنة رأيها كلما دعت الضرورة‬
‫بطلب من المجلس أو رئيسه في القضايا المتعلقة بالمساواة و تكافؤ الفرص و مقاربة‬
‫النوع اإلجتماعي و يمكن ألعضاء اللجنة تقديم اقتراحات تدخل في مجال اختصاصها» و‬
‫رغم اإلنتقادات التي وجهت إلختصاصات هذه اللجنة‪ ،‬حيث اعتبرت الحركات النسائية‬
‫أنها جاءت مقتضبة ال تحدد إختصاصات اللجنة بشكل واضح‪ ،‬بل تمنحها إختصاصات‬
‫مبهمة‪ ،‬كما إعتبرت أنها ال تبدي بآرائها إّال بعد طلب من المجلس أو رئيسه و إذا دعت‬
‫الضرورة إلى ذلك‪ ،‬غير أن من المتتبعين من يعتبر أن هذه اللجنة يمكنها القيام بمجموعة‬
‫من المهام‪:‬‬

‫‪163‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إخبـار المجلس الجماعي ببعض آثار القرارات و السياسات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تحليـل و إعـداد توصيـات و إقتـراحات لضمان المساواة و اإلنصاف في تقديم‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات الجماعية‪.‬‬
‫تقديم الخبرة في بعض الميادين كمناهضة العنف المبني على النوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التزود بمعطيات حول حاجيات و انتظارات و آراء النساء و الفئات ذات‬ ‫‪‬‬
‫اإلحتياجات الخاصة و تبليغها للمجلس الجماعي‪.‬‬
‫نشر المعلومات التي تهم الخدمات الموجهة للنساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحرص على تتبع و تطبيق توجيهات و سياسات إدماج مقاربة النوع اإلجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النهوض بثقافة المساواة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فرغم اقتصارنا على جزء من المتغيرات القانونية التي عرفها الميثاق الجماعي يمكن أن‬
‫تكون لها أدوار مستقبلية لتكريس تواجد المرأة في صلب العمل الجماعي للمجالـس‬
‫المنتخبـة‪ ،‬و ستعمـل هذه المتغيرات على انتشـار ثقافة المشاركة و خاصة النسائية على‬
‫المستوى المحلي‪ ،‬لكن هناك بعض المتغيرات القانونية التي كان لها الدور المباشر في‬
‫الرفع مـن تمثيليـة النساء السياسية على مستوى المجالس المنتخبة‪ ،‬و حتى يتسنى لنا معرفة‬
‫حجم التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب حاليا سنتطرق إلى دراسة هذه التمثيلية من خالل‬
‫نتائج االنتخابات الجماعية لسنة ‪( 2009‬على سبيل المثال)‪.‬‬
‫ثانيــا ‪ :‬التمثيليـة النسائيـة من خـالل نتائـج اإلنتخابـات الجماعيـة لسنـة ‪.2009‬‬
‫لقد جرت أطوار هذه اإلنتخابات التي علقت عليها الفعاليات النسائية أماال كبيرة في‬
‫‪ 12‬يونيو من سنة ‪ ،2009‬حيث عرفت هذه األخيرة إرتفاعا في عدد مقاعد المستشارين‬
‫الجماعيين إذ انتقل العدد من ‪ 22945‬في انتخابات ‪ 2003‬إلى ‪ ، 27767‬و ذلك بفضل‬
‫تخصيص نسبة ‪ %12‬من المقاعد لفائدة النساء‪ ،‬و هذه النسبة تعد أولى مؤشرات التقدم‬
‫على هذا المستوى‪ ،‬كما تميزت هذه اإلنتخابات أيضا بارتفاع نسبة التمثيلية النسائية حيث‬
‫قفزت من ‪ %0,56‬سنة ‪ 2003‬إلى ‪ %12‬في إنتخابات ‪ ،2009‬و هـذا تطـور مهـم و يجـد‬

‫‪164‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تفسيـره فـي كـل المعطيـات و اإلجراءات التي سبقت المرحلة التي جرت فيها أطوار هذه‬
‫اإلنتخابات‪ ،‬أكثر من ذلك فإن تصنيف هذه التمثيلية على مستوى تحمل المسؤولية عرف‬
‫بدوره تقدما مقارنة مع السابق‪ ،‬حيث إنتقلت نسبة النساء اللواتي أضحين يحتلن منصب‬
‫رئاسة المجلس الجماعي بمقتضى هذا االستحقاق إلى ‪ %0,80‬بدل ‪ ،940،13‬و من‬
‫خالل الجدول أسفله سيتضح لنا عدد النسـاء الفائـزات بالمقاعد اإلنتخابية‪ ،‬وحسب طريقة‬
‫‪95‬‬
‫اإلقتراع بمناسبة اإلنتخابات الجماعية لسنة ‪.2009‬‬
‫المستشارون الجماعيون حسب الجنس و طريقة االقتراع – انتخابات ‪2009‬‬
‫المجمــوع‬ ‫الفري اإلسمي‬ ‫بالالئحة‬
‫المجمو‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫المجمو‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬ ‫المجمو‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫‪76727 24767 3424 33923 20511 2828‬‬ ‫‪4428 3832‬‬ ‫‪596‬‬ ‫المجموع‬
‫العام‬
‫‪100%‬‬ ‫‪84%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫النسبة‬
‫العامة‬

‫يمكن القول انطالقا من هذه المعطيات بأن نتائج الجسم اإلنتخابي ما بين إستحقاقي‬
‫‪ 2003‬و ‪ ، 2009‬ظلت في عمومها رهينة المنطق السائد و الخلفيات الثقافية الجاثمة‬
‫على بنية المجتمع‪ ،‬حيث مازال النجاح في اإلنتخابات الجماعية و تبوأ العنصر النسوي‬
‫منصب المسؤولية في المجالس الجماعية مرتبطان بنوعيـة الشهـادة العلميـة‪ ،‬و مـن تـم‬
‫بالمستـوى االجتماعي و الفئة العمرية‪ ،‬لكن هذا ال نفي بأن اإلجراءات التي نهجتها الدولة‬
‫– كما سبق اإلشارة إليها‪ -‬تنفيذا اللتزاماتها الدولية و استجابة لمطالب المنظمات النسائية‬
‫السيما على مستوى التشجيع المالي لألحزاب السياسية‪ ،‬و حملها على تخصيص مراكز‬

‫‪94‬‬
‫الجماعات المحلية في أرقام مطبوعات وزارة الداخلية المديرية العامة للجماعات المحلية طبعة ‪ ، 2009‬ص ‪. 101‬‬
‫‪95‬‬
‫الجماعات المحلية في أرقام مرجع سابق ص ‪.66‬‬

‫‪165‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫متقدمة للنساء بمختلف لوائح الترشيح العادية‪ ،‬و كذا الدوائر التي ينتخب ممثلوها عن‬
‫طريق اإلقتراع الفردي ساهمت هذه اإلجراءات في الرفع من نسبة التمثيلية النسائية‬
‫سياسيا على نحو الذي يوضحه هذا الجدول‪:‬‬

‫تطـور التمثيليــة النسائيــة بيـن استحقاقــي ‪ 2003‬و ‪2009‬‬


‫عدد الرئيسات‬ ‫عدد المستشارات‬ ‫مجموع المستشارين‬
‫الجماعيات‬ ‫الجماعيات‬ ‫الجماعيين‬

‫‪) 0,13% ( 2‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪816 22‬‬ ‫إنتخابات ‪2003‬‬


‫‪) 0,80% ( 12‬‬ ‫‪3465‬‬ ‫‪767 27‬‬ ‫إنتخابات ‪2009‬‬

‫رغم هذا التطور المسجل على مستوى تمثيلية النساء السياسية فيما يتعلق بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬إال أن هذه النسبة تبقى دون المطالب النسائية أوال و التمثيلية التي يجب أن تكون‬
‫عليها النساء سياسيا ثانيا ‪ ،‬لذلك فإن الوعي بالقضية النسائية إذ كان قد قطع أشواطا هامة‬
‫على مستوى الخطاب السياسي فإن الحركات النسائية تنتظر مالمسة تجليات هذا الخطاب‬
‫مجسدة ليـس فـي السلـوك االنتخابـي لـدى المواطنين و األحـزاب فقـط ‪،‬بل حتـى في بعـض‬
‫الفعاليـات النسائية ذاتها و التي تبدو أنها ما تزال متهيبة من اقتحام المجاالت التي انفتحت‬
‫أمامها‪ ،‬أو غير واعية بأهمية الترسانة الحقوقية التي سّنت لمصلحتها في العشرية‬
‫األخيرة‪ ،‬ربما ألن زخم الموروث الثقافي السائد مازال يلقي بسطوته الثقيلة على تفكيرها‪،‬‬
‫تكفي اإلشارة في هذا الصدد إلى ضعف عدد المرشحات أنفسهن لمباريات شغل المناصب‬
‫السامية في مختلف مواقع اإلدارة العمومية‪ ،‬فحتى نكون موضوعيين البد من القول أن‬
‫قدرا معينا من المسؤولية في ضعف نسبة التمثيلية السياسية للنساء تتحمله المرأة ذاتـها‬
‫التـي عليها من اآلن فصاعدا الدفاع عن قضيتها بنفسها‪ ،‬و أن تقتحم كل المجاالت التي‬
‫فتحت أمامها بثقة و إقدام‪ ،‬متسلحة بما لديها من حقوق و مكتسبات قانونية عساها تتمكن‬
‫من تجاوز كل المعيقات التي تحول دون مشاركتها و تسعى إلى تحقيق مبدأ المناصفة في‬

‫‪166‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التسيير و تحمل المسؤولية‪ ،‬خاصة و أننا نعلم أن اإلنتخابات المحلية تعتبر مؤشر هام في‬
‫مسار اإلنتخابات بالمغرب‪ ،‬حيث تعكس بشكل كبير توجهات الكثلة الناخبة‪ ،‬لدى فمن‬
‫الواجب على الحركات النسائية و الفاعالت السياسيات توجيه اهتماماتهن لما هو محلي‬
‫كمرحلة أولية لإلنتخابات التشريعية و من بعدها المناصب السامية و بالتالي ضمان تموقع‬
‫جيد للمرأة المغربية في معظم المجال العام الذي الزال حكرا على الرجل‪.‬‬
‫المبحــث الثانــي‪ :‬إشكاليــة مبدأ المساواة السياسيــــة‪.‬‬
‫إن طرح مبدأ المساواة بين الجنسين برزت خالل القرن العشرين‪ ،‬حيث كانت‬
‫النساء سباقة لطرحها‪ ،‬ثم بدأ الرجال بتأييدها و التنظير لها لقناعة الجميع أنه لن يتم‬
‫التقدم اإلنسانــي إال بفض ــل تحقيق المس ــاواة بيــن الجنسين‪ ،‬و ترافق ذلك مع توجه‬
‫عالمي لتمكين المرأة‪ ،‬من خالل مجموعــة من التقاري ــر والقــرارات الصــادرة عن‬
‫اللقاءات و المؤتمرات الدولية‪.‬‬
‫إال أن أهم ما ميز أواخر القرن العشرين و أوائل القرن الواحد و العشرين بروز‬
‫موجة عارمة من تنامي الوعي العالمي بقضية الديمقراطية‪ ،‬إذ أصبحت هذه القضية‬
‫الشغل الشاغل لكل المهتمين في الوقت الحاضر سواء على مستوى الفكر أو على‬
‫مستوى الممارسة و عندما نتكلم اليوم عن الديمقراطية ال بد أن نسلم أن من بين‬
‫مرتكزاتها مبدأ المساواة و إعطاء الفرصة للجميع دون تفرقة‪ ،‬و يتضح ذلك من خالل‬
‫تقارير التنمية البشرية الصادرة عن األمم المتحدة و التي عّر فت بأن الهدف األساسي‬
‫للتنمية البشرية الصادرة عن الخيارات التي تنشـأ عن طريـق توسيـع القدرات البشرية‬
‫و الطريقة التي يعمل بها البشر‪ ،‬و عندما نذكر توسيع خيارات الناس يمكن التأكيد أن‬
‫أهم مكون لهذا التوسيع يأتي مبدأ المساواة ومن خالله القواعد العامة لحقوق‪.96‬‬
‫إذن يمكن إقرار مبدأ المساواة من خالل إمكانيــة حصـول الجميع على الخدمــات‬
‫اإلجتماعيـة األساسيــة و مـن بينــها التعليـم و الصحة‪ ،‬المساواة في إتاحة فـرص‬
‫المشاركــة في صنـع القــرارات السياسيـة و اإلقتصادية‪ ،‬المساواة في الحماية بموجب‬
‫‪96‬‬
‫ذ عبد هللا عطوي ‪ :‬السكان و التنمية البشرية ‪:‬دار النهضة العربية بيروت ط ‪ ، 1‬ص ‪493‬‬

‫‪167‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القانون‪ ،‬والقضاء على التمييز حسب نوع الجنس و على العنف ضد المرأة‪ ،‬المساواة‬
‫في حقوق المواطنين في جميع مجاالت الحياة سواء العامة أو الخاصة‪ ،‬ولتحقيق هذه‬
‫األهذاف خالل هذه المرحلة البد من اإلصالح السياسي الذي لن يتحقق إال في إطار‬
‫تنمية شاملة ومشاركة فعالة لكل الفاعلين بما فيهم النساء‪.‬‬
‫إذ إن تمكين المرأة سياسيا يتطلب العمل على ثالثة نواقص هي‪ :‬النقص في‬
‫الحريات‪ ،‬النقص في المعرفة ثم النقص في تمكين النساء‪.‬‬
‫وعلى الرغم من اإلعتراف الصريح للدستور المغربي من خالل فصله ‪ 19‬وما تضمنه‬
‫من إقرار لمبدأ المساواة‪ ،‬إال أننا نالحظ ضعف في ردة فعل السلطة التشريعية و‬
‫السلطة التنفيذية في هذا الموضوع مما يدفعنا لطرح بعض األسئلة ذات العالقة‬
‫المباشرة مع هذا المستوى من البحث و التي سندرجها على الشكل التالي‪:‬‬
‫هل حقا إقرار مبدأ المساواة السياسية المنصوص عليه في الفصل ‪ 19‬من‬ ‫‪-‬‬
‫الدستور المغربي جاء بمستجدات في موضوع التمثيلية السياسية للّن ساء بالمغرب ؟ و‬
‫هل تمكنت المرأة المغربية من تحقيق تقدم على مستوى نتائج اإلنتخابات التشريعية‬
‫لسنة ‪ 2011‬؟ و كيف أترث العقلية الذكورية في التقليص من االندماج السياسي‬
‫للنسـاء بالمغـرب ؟ و كيف أثر نمط اإلقتراع المعتمد في المشاركة السياسية للنساء ؟‪.‬‬
‫المطلـب األول‪ :‬مبدأ المسـاواة بين اإلقـرار الدستـوري و المعـوق المجتمعـي‪.‬‬
‫من المؤكد أن اإلنسانية و في عموميتها استغلت في كل األنحاء و إلى وقت‬
‫قريب اإلختالفات الجسمية و الفيزيولوجية بين الجنسين لتشيد منظومات إجتماعية و‬
‫ثقافية أنتجت إقصاء للنساء‪ ،‬وعللت نقصهن و كل الميز الذي عانين منه‪ ،‬و مع بزوغ‬
‫الحداثة و بروز فكر إنساني قائم على المساواة‪ ،‬تم االنتباه إلى أن اإلختالفات‬
‫البيولوجية على الرغم من كونها واقعا ال يقبل الدحض‪ ،‬وبالتالي ال تحدد في ذاتها و‬
‫ال تقتضي بالضرورة أي أشكال من تنظيم العالقات اإلنسانية‪ ،‬و ال أي تراتبية‬
‫اجتماعية أو دينية أو إقتصادية أو سياسية‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و حتى وقت قريب ‪ ،‬لم يفتأ يتواجه داخل الحركة النسائية المعاصرة إتجاهان هما‪:‬‬
‫" المساواتيون" من جهة و "اإلختالفاتيون" من جهة ثانية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االتجاه األول "المساواتيون"‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اتسم اإلتجاه األول بإرتباطه بروح مختلف إعالنات الحقوق اإلنسانية‪ ،‬من خالل‬
‫االعتماد على مبدأ المساواة‪ ،‬حيث رفض هذا اإلتجاه كل إحالة على اإلختالف الجنسي‬
‫الذي اعتبر كفيال بتأجيج الالمساواة و تقوية األحكام المسبقة حول دونية النساء‪ ،‬كما‬
‫أن مطلب المساواة في اإلقتسام العادل للسلطة السياسية بين الجنسين لدى هذا اإلتجاه‬
‫كان يصدر باألساس عن تصور لهوية إنسانية واحدة مشتركة بين الرجال و النساء‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االتجاه الثاني "االختالفاتيون"‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أما اإلتجاه الثاني فقد اختار اقتفاء طريق معارض‪ ،‬إذ ناضل من أجل الحقـوق‬
‫السياسية باسـم اإلختالفات الثابتة بين الجنسين‪ ،‬لقد أخد هذا االتجاه العبر من دروس‬
‫مرحلة طويلة من إقصاء المرأة باسم المبادئ الكونية كالمساواة بين كل المواطنين و‬
‫الوحدة العضوية للشعب‪ ،‬فقرر أن يضع في الواجهة مبادئ معارضة مثل الطبيعة‬
‫الجنسية لإلنسانية‪ ،‬و خصوصيات الهوية النسائية‪ ،‬كما أن هذا اإلتجاه حاول من خالل‬
‫منظوره اإلختالفاتي إحباط شراك الكونية اللبرالية و مغالطاتها الفكرية‪ ،‬حيث يحيل‬
‫المفهوم المجرد و غير المخصص للمواطن في الواقع‪ ،‬إلى الفاعل المذكر فقط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلتجاه الثالث "المساواة في اإلختالف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مع بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأ البروز التدريجي لسمات نظرية‬
‫ديمقراطية المناصفة‪ ،‬حيث أخد في التشكل اتجاه ثالث يوفق بين االتجاهين السابقين‪،‬‬
‫حيث تم التوصل إلى قبول اإلختالف بين الرجال و النساء‪ ،‬و بالتالي االعتراف‬
‫بالطبيعة المتباينة و غير المتماثلة لإلنسانية و التي ال تتعارض من جهة أخرى مع‬
‫المساواة بمعنى أن التساوي ال يفيد التماثل‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و إذا كانـت النضـاالت النسائيـة على مدى قرن ونصف تقريبا قد تمكنـت من وقف‬
‫استفـراد الرجال بحق التصويت فإن حق األهلية االنتخابيـة و بلوغ مراكـز القرار يبقـى‬
‫ذكوريا في الغالب‪ ،‬علـى الرغـم من تنصيص الدستـور المغربـي لسنة ‪ 2011‬في فصلـه‬
‫‪ 19‬علـى حق تمتع الرجال و النساء بنفس الحقوق خاصة ما تعلق بالمساواة‪ ،‬غير أن‬
‫استمرار هذا الوضع يكشف أن اإلعالن الدستوري عن الحقوق و المساواة ما زال‬
‫غير كاف على الرغم من ضرورته‪ ،‬ذلك أنه ينبغي خلق الوسائل التي من شأنها‬
‫تفعيله مع ضمان تنزيله دون تحويـر أو تسييـس و ضمان تطبيق أمثل لروح الدستور‪.‬‬
‫‪،‬فما معنى حرية التعبير بالنسبة إلى شخص يرزح في األمية؟ و ما حمولة مبدأ حرية‬
‫المبادرة االقتصادية بالنسبة إلى من ال يتوفر على شغل و ال سكن؟ و في حالــة مطلب‬
‫اقتسام السلطة السياسية بين الجنسين و ولوج النساء لمراكز القرار العام ‪ ،‬ينبغي‬
‫مالحظة أنه أمام الطبيعة الراسخة و البنيوية لميكانيزمات اإلقصاء يبقى النداء الورع‬
‫للمساواة دون جدوى ‪ ،‬و بهذا الواقع فإن قوة القانون وحدها بإمكانها أن تخلق التوازن‬
‫في نظام ذكوري منغلق و يتميز بقدرة كبيرة على إعادة إنتاج ذاته و على هذا النحو‬
‫سيساهم في استئصال عناصر التمييز السلبي في المجهود التاريخي لتحقيق المثال‬
‫الديمقراطي‪ ،‬ألن الحوصلة كما يرى ليون غمبيتا « ‪ » LEAN GAMBETTA‬هي ‪" :‬‬
‫أن ما يصنع ديمقراطية حقيقة ليس االعتراف بتساوي المواطنين‪ ،‬بل إنتاج شروط‬
‫المساواة الفعلية فيما بينهم"‪.‬‬
‫الفقــرة األولــى ‪ :‬دستــرة المناصفــة بالمغـــرب‪.‬‬
‫شكل التعديل الدستوري محطة هامة من المحطات التاريخية التي أبدعت في‬
‫التأسيس للنهوض بأوضاع المرأة المغربية‪ ،‬كما شكل تبني مبدأ المناصفة دستوريا أحد‬
‫المرتكزات األساسية الموجهة للعالقة بين المرأة و الرجل بالمغرب باعتباره مبدأ‬
‫يسعى لتلبية تطلعات شريحة واسعة من نساء المغرب‪ ،‬غير أن تطبيق مبدأ المناصفة‬
‫كما ورد في دستور ‪ ، 2011‬يستدعـي تعبئة مجتمعية شاملة و ذلك للتغلب على العقبات‬

‫‪170‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التي تفــوق تفعيله واستغالل اإلمكانات المتاحة إلشراك نصف المجتمع في إتخاذ القرار‬
‫على مختلف مستوياته‪.‬‬
‫مفهــوم المناصفـــة‪:‬‬ ‫أ)‬
‫نجد أن من المبادئ المؤسسة لمفهوم المناصفة و لمفهوم الحصة في اتخاذ القرار‬
‫السياسي باعتبارهما يرتبطان بتخصيص عدد محدد من المقاعد داخل هيئة تمثيلية لفئة‬
‫محددة على أساس إقليمي أو لغوي أو ديني أو عرقي أو جنسي‪ ،‬من أجل تحقيق‬
‫التمثيل األنسب لهذه الفئة للتعبير عن مصالحها و آرائها داخل المجلس النيابي ‪ ،‬فمبدأ‬
‫المساواة السياسية الذي بدأ لدى دعاة المساواة السياسية ‪ LEVELLERS‬خالل القرن‬
‫السادس عشر ‪ ،‬وذلك في معزل عن عالقته بممارسة السلطة السياسية و في عالقته‬
‫بمشاركة الغني و الفقير في اتخاذ القرار داخل مؤسسات الدولة‪ ،‬حيث ظهرت أفكار‬
‫جديدة مدعومة خاصة من قبل جماعة المؤيدين للحقوق السياسية‪ ،‬نادت بفكرة التسامح‬
‫و اقترحت أفكار دستورية جديدة تطالب بالمساواة السياسية‪ ،‬و لكن ضمن مفهوم‬
‫المساواة في الحقوق‪ ،‬حيث أكد أحد أعضاء هذه الجماعة ‪THAMAS‬‬

‫‪ BAINBARCENGH‬حقيقة أن اإلنسان األشد فقرا لديه رأي في الحياة‪ ،‬كما ألي فرد‬
‫غني لديه سلطة‪ ،‬ومن أجل ذلك دعت الجماعة إلى أن جميع المواطنين يجب أن‬
‫يستطيعوا و بشكل متساو المشاركة في الحياة السياسية و في أخد القرارات المهمة‪،‬‬
‫كما اعتبروا أن المجالس التمثيلية يجب أن تكون ممثلة لجميع المواطنين بكل طبقاتهم‬
‫و فئاتهم‪.‬‬
‫كما تتيح نظرية " جون راولز" في العدالة إمكانية التأسيس للحصة و المناصفة‬
‫من خالل التبريرات التي يدافع عنها‪ ،‬حيث أكد من خالل العديد من القراءات التي‬
‫شكلت اإلطار األخالقي و السياسي لمناقشة نظرية العدالة أنه من الضروري بل من‬
‫الشرعي أن يعاد و بشكل عقالني بناء مؤسساتنا‪ ،‬مفاهيمنا و أخالقنا من أجل تحقيق‬

‫‪171‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫اإلنصاف‪ ، 97‬كما يعتبر أن مبادئ العدالة يجب أن تكون عامة‪ ،‬حيث تكون معروفة من‬
‫قبل الجميع و متاحة للجميع‪ ،‬كما يؤسس "جون راولز" مبدأ العدالة ‪:‬أوال على الحرية‬
‫التي تساوي بين الجميع و ثانيا على تكافؤ الفرص في إطار اإلختالف حيث أن‬
‫التوزيع الشامل و العام للمنافع يجب أن يكون عادال و أّال تكون فيه فوارق كبيرة‪ ،‬و‬
‫أن يكون خاضعا لمنطق تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫مفهوم المناصفة بين الجنسين‪:‬‬ ‫ب)‬
‫لمفهوم المناصفة بين الجنسين أهداف ترمي إلى تعزيز تكافؤ الفرص بين‬
‫الجنسين على أرض الواقع بما يسمح للمرأة في فرص المشاركة الحقيقية في الحياة‬
‫العامة و في الترقي للمناصب القيادية التي يتم من خاللها المساهمة في اتخاذ القرارات‬
‫المؤثرة في المواضيع و القضايا المرتبطة بحياتها اليوميـة‪ ،‬كما يسعــى لدفـع خطط و‬
‫برامح األجهــزة الحكومية و تشجيعها على القيام بإجراءات و تدابير تخول للمرأة‬
‫فرصا أكبر في نيل حقوقها لمشاركتها في السلطة و في كافة مراحل إتخاد القرار‪ ،‬و‬
‫يعمل على إعطاء دفعة كبيرة للجهود المؤسساتية المبذولة من أجل تفعيل المساواة و‬
‫ضــمان حضـور و تواجد و مشاركة متساوية على مستوى أجهزة القرار لكل من‬
‫و تعرف كذلك المناصفة بين الجنسين‬ ‫الرجل و المرأة بشكل يضمن المناصفة‪،‬‬
‫على أنها المساواة العددية و الحضور و التمثيل المتساوي للنساء و الرجال في جميع‬
‫مراكز إتخاد القرار بالمؤسسات سواء على مستوى القطاع العام أو القطاع الخاص أو‬
‫السياسي‪.‬‬
‫و قد وضع هذا المفهوم من أجل دعم مشاركة النساء على قدم المساواة مع الرجل في‬
‫كافة مستويات اتخاذ القرار السياسي و اإلقتصادي و اإلجتماعي‪ ،‬من طرف مجموعة‬
‫من أجهزة المنتظم الدولي و أيضا من أجهزة الحكومات الوطنية‪ ،‬و دعتها إلى‬
‫ضرورة التحلي باليقظة الالزمة للوفاء بالتزامات المجتمع الدولي‪ ،‬و السيما تلك التي‬
‫‪ 97‬ذة‪ :‬فاطمة الزهراء بابا أحمد " مبدأ المناصفة ‪ :‬التأسيس الدستوري و رهانات التنزيل‪ ،‬مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد عدد‬
‫مزدوج ‪ -2013- 24-23‬ص ‪.64‬‬

‫‪172‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تم التعهد بها في مؤتمر بكين "سنة ‪ ، 1995‬حيث نجد أن إعالن و منهج عمل "بكين "‬
‫المعتمد سنة ‪ 1995‬ينص على إتخاد مجموعة من التدابير التي ترتبط ترجمتها علميا‬
‫بمفهوم المناصفة‪ ،‬و هي التدابير الكفيلة بوصول المرأة على قدم المساواة مع الرجل‬
‫إلى هياكل السلطة و إلى مراكز صنع القرار و المشاركة الكاملة فيها‪ ،‬و أيضا اإللتزام‬
‫بإعادة التوازن في نسبة الرجال و النساء في الهيآت و اللجان الحكومية ‪ ،‬و كذا في‬
‫اإلدارات العمومية و في القضاء و السيما من خالل وضع أهداف محددة و تطبيق‬
‫تدابير تروم تحقيق زيادة ملموسة في عدد النساء في المناصب العمومية بغرض‬
‫الوصول إلى تمثيل متساوي في كل المناصب الحكومية و اإلدارات العمومية‪ ،‬و عبر‬
‫اتخاد تدابير إيجابية إذا تطلب األمر ذلك ‪ ،‬إذ تعتبر آليات األمم المتحدة و األجهزة‬
‫المسؤولة عن النهوض بأوضاع المرأة أن التسيير الشفاف و المسؤول و الديمقراطي‬
‫لقضايا المجتمع يستدعي مشاركة متساوية للنساء و الرجال في مناصب إتخاد القرار‪.‬‬
‫ج) التأسيس الدستوري و القانوني لمبدأ المناصفة‪:‬‬
‫يعتبر المغرب من البلدان القالئل في العالم الذي ينص صراحة على مبدأ‬
‫المناصفة في الدستور‪ ،‬باإلضافة إلى مبدأ المساواة و تكافؤ الفرص بين الجنسين‪ ،‬كما‬
‫أننا نجد أن تونس إتخدت نفس التوجه من خالل سن قرار يكرس مبدأ المناصفة بين‬
‫الرجل و المرأة في القائمات االنتخابية الخاصة بالمجلس الوطني التأسيسي‪ ،‬و يعتبر‬
‫إقرار مبدأ المناصفة بين المرأة و الرجل في صلب القائمات اإلنتخابية األول من نوعه‬
‫في العالم العربي‪ ،‬و ينص هذا اإلجراء على أن تتضمن جميع القائمات المترشحة‬
‫وجوبا تناصفا بين المرأة و الرجل على أن يتم ترتيب المترشحين على أساس التناوب‬
‫و ال تقبل القائمات التي ال تحترم هذه القاعدة‪ ،‬و هناك دول عديدة شرعت بشكل‬
‫قانوني للمناصفة من أجل تشجيع المشاركة السياسية للنساء "كالسنغال" و "جنوب‬
‫افريقيا" اللتان تتوفران على قوانين حول تطبيق المناصفة في المؤسسات المنتخبة‪ ،‬و‬
‫ذلك باعتماد لوائح الترشيح مناصفة بين الرجال و النساء‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن‬

‫‪173‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الدراسات المقارنة تظهر أن الدول التي تعرف أعلى نسبة التمثيلية السياسية للنساء‪،‬‬
‫هي التي تلتزم بتطبيق جدي للقوانين‪ ،‬سواء على مستوى الدساتير أو على مستوى‬
‫القوانين االنتخابية‪ ،‬و بالرغم من أهمية تغيير المنظومة القانونية كضمانة موضوعية‪،‬‬
‫يبقــى تعزيــز اإلرادة السياسية و تأطير الوعي المجتمعي و الميادين المؤثرة في‬
‫المنظومة الثقافية شرطا ضروريا لتفعيل مبدأ المناصفة بالفضاء العام‪.‬‬
‫د) إكراهات و آليات تطبيق المناصفة على المستوى المغربي‪:‬‬
‫نص الدستور المغربي في الفصل ‪ « :19‬تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ‬
‫المناصفة بين الرجال و النساء و تحدث لهذه الغاية هيئة المناصفة و مكافحة كل‬
‫أشكال التمييز و هو مقتضى دستوري جديد منفتح على عدة محاوالت للفهم و أخرى‬
‫للتفعيل » ‪.‬‬
‫و على الرغم من أن الدستور المغربي نص على السعي نحو المناصفة كما‬
‫نص على مقتضيات من شأنها تشجيع تكافؤ الفرص بين النساء و الرجال في ولوج‬
‫الوظائف اإلنتحابية (الفصل ‪ ،) 30‬إال أنه لم يذهب في هذا االتجاه بخصوص الولوج‬
‫إلى الوظائف العمومية أو الوظائف السامية‪ ،‬كما نجد أن الدستور المغربي نص في‬
‫الفصل ‪:31‬‬
‫« تعمل الدولة و المؤسسات العمومية و الجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل‬
‫المتاحة لتسيير أسباب استفادة المواطنات و المواطنين على قدم المساواة من الحق في‬
‫الولوج إلى الوظائف العمومية حسب اإلستحقاق »‪ ،‬غير أن النصوص التنظيمية لولوج‬
‫المناصب السامية جعلت من المناصفة معيارا إضافيا‪ ،‬حيث أنها في إطار الشروع في‬
‫إعمال و تطبيق مقتضيات الدستور فيما يخص تطبيق مبدأ السعي نحو المناصفة‪،‬‬
‫تضمنت بشكل واضح مضامين الظهير الشريف رقم ‪ 1 . 12. 20‬الصادر في ‪17‬‬
‫يوليوز بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 02. 12‬المتعلق بتطبيق أحكام المادتين ‪ 4‬و ‪5‬‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪ 02. 12‬فيما يتعلق بمسطرة التعيين في المناصب العليا‬

‫‪174‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التي تم التداول في شأن التعيين فيها من طرف مجلس الحكومة تنصيصا على مبدأ‬
‫المناصفة‪ ،‬حيث يبقى النص على هذا المبدأ و تطبيقه على مستويات غير المشاركة‬
‫السياسية معّر ضا للدفع بعدم دستوريته و مسه بمقتضيات أحكام الفصل ‪ 92‬و غيرها‬
‫من الدستور‪ ،‬و هو ما يجعلنا نؤكد أن مضامين الدستور ال تستوفي الضمانات الكافية‬
‫التي تساعد على تحقيق سعي قوي نحو تفعيل المناصفة على جميع المستويات ‪،‬‬
‫خصوصا على مستوى القطاعات العمومية و المجال اإلقتصادي‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن لكل إكراهات‪ ،‬آليات لتجاوز هذه اإلكراهات‪ ،‬حيث يرتبط‬
‫تفعيل مبدأ المناصفة إلى حد بعيد بمدى جاهزية اإلطار القانوني و ما سيترتب عن‬
‫غيابه أو ضعفه من تداعيات‪ ،‬ذلك أن النص الدستوري غير كاف لوحده و من‬
‫الضــرورة إعادة تشكيــل البنيات المـؤسساتية و القانونية التي من خاللها يتم تحقيق‬
‫المناصفة بين المرأة و الرجل في مجاالت الفضاء العام‪ ،‬تم السعي لتنزيل صحيح‬
‫للدستور المغربي من خالل مباشرة تأسيس هيأة المناصفة و مكافحة كل أشكال‬
‫التمييز‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك و في محاولة تحقيـق اإلنسجام بين النصوص التشريعية و‬
‫التنظيمية مع الدستور‪ ،‬تم إدراج مبدأ المناصفة في القوانين التنظيمية المنظمة لمسطرة‬
‫التعيين في المناصب العليا التي يتم التداول في شأنها من طرف مجلس الحكومة‪ ،‬كما‬
‫تضمن القانون التنظيمي لمجلس المستشارين مقتضيات تهم المناصفة في اللوائح‬
‫االنتخابية إلنتخاب أعضاء مجلس المستشارين‪ ،‬و أيضا تم إعتماد مجموعة من‬
‫المبادرات من طرف عدة قطاعات حكومية عبرت من خاللها عن حسن نيتها إتجاه‬
‫تطبيق هذا المبدأ‪.‬‬
‫الفقــرة الثانيــة ‪ :‬العقليــــة الذكــورية‪.‬‬
‫لمقاربة هذا الموضوع الذي تتداخل فيه مجموعة من األبعاد منها ماهو‬
‫سياسي و اقتصادي و اجتماعي‪ ،‬حيث أن قضية الحقوق السياسية للمرأة المغربية‬
‫تختلط فيها الرؤية بين التقاليد و القيم المجتمعية‪ ،‬و بين ما ينتج من ترسانة قانونية و‬

‫‪175‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫مؤسساتية قد تدفع في هذا االتجاه أو ذاك‪ ،‬مما ينتج عن هذا الخلط حواجز متعددة‬
‫تحول دون قيام المرأة بدور فعال في عملية التنمية بشكل تشاركي‪ ،‬مثلما تبعدها عن‬
‫إدراك المتغيرات المحيطة بها‪.‬‬

‫يقودنا هذا المدخل إلى آنية مجموعة من التساؤالت اإلشكالية‪:‬‬


‫فكيف يمكن مقاربة مسألة الحقوق السياسية للمرأة بالمغرب؟ هل ينبغـي‬ ‫‪-‬‬
‫التركيز على المقاربة القانونية و السياسية الصرفة في غياب مقارنة‬
‫تنموية و مجتمعية؟ أم األمر يتطلب المزاوجة بين المقاربتين؟‬
‫و بالرجوع إلى واقع تطبيق الحقوق الدستورية و السياسية للمرأة المغربية‪ ،‬و بالرغم‬
‫من االعتراف المبكر للمشرع المغربي للمرأة بحقوقها السياسية منذ مطلع الستينيات‬
‫من القرن الماضي ‪ ،‬إال أنه على مستوى الواقع السياسي يتم معاملة النساء كأشخاص‬
‫قاصرات سياسيا فقد كن الضحايا الرئيسيات لألميــة المتفشيـة و الفقــر و الهشاشة‬
‫االجتماعية و اإلقصاء و العنف بجميع تمظهراته لينعكس هذا الوضع سلبا على‬
‫‪98‬‬
‫حقوقهن السياسية‪.‬‬
‫و بالرغم من أن النساء المغربيات تمكن من ولوج مجاالت المهن الحرة و الوظيفة‬
‫العمومية و المقاولة العصرية‪ ،‬إال أنهن نادرا ما وصلنا إلى مراكز التمثيلية الشعبية و‬
‫القرار العمومي إذ بقي إسهامهن المهني محصورا في بعض المرافق و بعض األنواع‬
‫فكيف يمكن تفسير هذه المفارقة النوعية ؟‪.‬‬ ‫‪99‬‬
‫المحدودة من الوظائف‪،‬‬

‫‪ 98‬سناء زعيمي " الوضع القانوني للمرأة المغربية بين الكونية و الخصوصية " بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫السياسي ‪ ،‬كلية ع ‪.‬ق‪.‬اق‪.‬اج بفاس ظهر المهراز ‪ 2005- 2006‬ص ‪.12‬‬
‫‪99‬‬
‫سناء زعيمي " مرجع سابق ص ‪.12‬‬

‫‪176‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يرجع هذا الواقع لمجموعة من العوامل التي جاء بعضها من خالل المعلومات‬
‫المستقاة من دراسة أجريت في أوساط الرجال والتي تمثلت نتائجها ببروز تيارين‪:‬‬
‫تيار تغلب عليه النزعة المحافظة و يبحث أصحابه عن مسوغات لمواقف تنبني‬ ‫‪‬‬
‫على قيم تقليدية يتم استخراجها من قراءة حرفية للتراث الديني‪.‬‬
‫‪ ‬تيار ذا نزعة حداثية يعتمد أصحابه مقاربة نقدية تنبني على نقد الذات أوال و‬
‫اعتماد موقف متفتح تجاه المرأة‪.‬‬
‫و هذا ما توصلت إليه الباحثة المغربية رقية المصدق‪ ،‬معتبرة تواجد المرأة‬
‫على مستوى األجهزة يظل محدودا و تتفاوت تمثيليتها في هذا المجال من حزب آلخر‪،‬‬
‫و لكنها تظل على العموم ضعيفة فرئاسة األحزاب السياسية مقصورة على الرجال‬
‫(باستثناء حزب اليسار االشتراكي الموحد) فيما تذهب أسماء بعادة في أطرحتها‬
‫الجامعية " المرأة و السياسية ‪ :‬دراسة سوسيولوجية للقطاعات النسائية الحزبية" إلى‬
‫تسليط األضواء على جوانب من معــوقات مشاركـة المـرأة في الحياة السياسية و‬
‫المتمثلة في سيادة األنماط الثقافية و الرواسب اإلجتماعية القائمــة على توزيــع المهام‬
‫بين المجال العام كفضاء ذكوري و المجال الخاص كفضاء نسائي إلى جانب التمثالت‬
‫و العقليات السائدة في المجتمع المغربي‪ ،‬حيث تخصص للمرأة دورا أو نشاطا أساسيا‬
‫يرتبـط بالحياة الخاصــة داخل البيت‪ :‬تربية األبناء و القيام بشؤون المنزل‪ ،‬في حين‬
‫نجد الرجل مخصص بطبيعته لإلضطالع بالتكاليف و شغل المسؤوليات في المجال‬
‫العام‪ ،‬فالثقافة و القيم تخلق بدون شك حواجز من مساهمة المرأة في الحقل‬
‫نفس اإلتجاه عبر عنه المختار الهراس في كتابه " المرأة و القرار‬ ‫‪100‬‬
‫السياسي‪،‬‬
‫السياسي" بالقول أن المعايير األبوية المتجسدة في عالقات السيطرة و الخضوع ‪،‬‬
‫مازالت تحتل دورا رئيسـيا في تكريـس و إستمـرار الالمساواة بين الجنسين و بالتالي‬
‫عدم إعطاء أي فرصة للمرأة بأن تشارك زوجها في إتخاد القرارات األسرية‪.‬‬
‫‪ 100‬سليم حميمنات‪" :‬من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة الجديدة ‪ :‬قضية المرأة كمدخل للتحديث المجتمعي مجلة وجهة‬
‫نظر العدد ‪ 42‬خريف ‪ 2009‬ص‪.26-24‬‬

‫‪177‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و الواقع أن النظام األبوي و األبوية المستحدثة تحول دون قيام مجتمع‬


‫متوازن‪ ،‬فهذا المجتمع ال يعرف كيف يعرف ذاته إال بصيغة ذكورية‪ ،‬وأنه مجتمع‬
‫ذكوري ال وظيفة فيه لألنوثة‪ ،‬إال تأكيد تفوق الذكر و تثبيت هيمنته‪ ،‬من هنا كانت‬
‫العقبة المركزية في وجه التغيير الديمقراطي الصحيح في هذا المجتمع‪ ،‬ففي غياب‬
‫‪101‬‬
‫المساواة بين الرجل و المرأة يغيب مبدأ المساواة في المجتمع ككل‪.‬‬
‫و لمقاربة موضوع ضعف التمثيلية السياسية للنساء حسب منظور النوع‬
‫االجتماعي فإن هذا المشكل يرجع إلى إكراهات موضوعية تتعلق باألساس إلى‬
‫السيطرة الذكورية من جهة – و هي إكراهات يمكن تشخيصها في النموذج األبوي –‬
‫و من جهة أخرى إلى غياب اإلرادة السياسيـة باعتبار أن التدابيـر السياسيــة‬
‫اإلراديـ ة( التمييز اإليجابي) يمكنها أن تصحح " الخلل المتمثل في اإلقصاء اإلجتماعي‬
‫و السياسي للنساء‪ ،‬حيث ترتبط اإلرادة السياسية نفسها بوجود حساسية إزاء النوع‬
‫اإلجتماعي لكون األخير ال يعتبر فكرا عفويا ألنه رهين بالسيطرة القبلية الذكورية‪ ،‬و‬
‫أنه يتخذ النسائية شكال للوعي به ليس فقط كحركة للمطالبة بحقــوق النساء و إنما كأفق‬
‫إيديولوجي و فكري تحملـه النساء و الرجــال كأحـد أبعاد الحداثة الديمقراطية و‬
‫المواطنة‪ ،‬وانطالقا من ضعف التمثيلية السياسية للنساء في العالم يمكن تفسير تمثيلية‬
‫النساء في المغرب كذلك‪ ،‬و هو ما سيمكن من استحضار الجوانب التي تغطي مرحلة‬
‫طويلة من تطور عالقات النوع اإلجتماعي في المغرب ومختلف جوانب هذه اإلشكالية‬
‫ال تسمح بتقييم دقيق لإلرتباطات الممكنة و التي يمكن استنتاجها من التحليل‪ ،‬إال أنه‬
‫من الممكن تقديم بعض الجوانب التي ال تبدو محل نقاش من الناحية المبدئية‪.‬‬
‫إن اإلستدالل الذي يمكن العمل به هو‪ :‬عندما يكرس الدستور و القانون حق‬
‫المشاركة السياسية للنساء (كحق التصويت و الترشيح) فإن التمثيلية السياسية للنساء‬
‫في مراكز القرار ( خاصة اإلنتخابية) تفترض عدم اختزال وجود النساء في المجـال‬

‫‪101‬‬
‫خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة و األربعين لثورة الملك و الشعب ‪ 20‬غشت ‪.1999‬‬

‫‪178‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الخصوصي كمجـال للوجـود و العمـل و إعادة اإلنتاج‪ ،‬و عدم جعله رهان لتمتعهن‬
‫بحقهن في المشاركة المتساوية في الحياة السياسية‪ ،‬إال أنه من أجل أن تلج النساء‬
‫المجال السياسي كمجال للعمل السياسي (األحزاب السياسية) و كمجال للتفويض‬
‫(التمثيل) و القرار ‪ ،‬البد أن تستطيع النساء الولوج مبدئيا للمجال العمومي المجتمع‬
‫المدني أي مجال العمل خارج المنزل (العائلي) بإعتباره مجاال للتربية والتكوين و‬
‫اإلنفتاح الخارجي و اإللتزام إزاء الحياة اإلجتماعية و الجمعوية‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى البحث السوسيولوجي الذي قام به مركز القيادات النسائية حول‬
‫موضوع " التمثالت حول النساء في مراكز القرار و الفاعالت السياسيات بالمغرب ‪-‬‬
‫المعيقات و اآلفاق‪ "-‬خاصة ما تعلق بآراء األشخاص الذين يساندون عمل العنصر‬
‫النسائي بخصوص مشاركته في إتخاد القرار السياسي‪.‬‬
‫حيث جاء السؤال على الشكل التالي ‪:‬‬
‫« أتحب‪ /‬أتحبين أن تشارك ابنتك في إتخاد القرار السياسي كنائبة برلمانية أو‬
‫كصاحبة منصب قيادي داخل الحكومة ؟»‬
‫تلقت الدراسة أجوبة ايجابية من األشخاص الذين يودون أن تنشط بناتهم مهنيا‪.‬‬
‫مشاركــــة النســاء في إتخـــاد القـــرار‪:‬‬

‫‪%‬‬ ‫العـــدد‬ ‫األجوبــــة‬


‫‪75,5‬‬ ‫‪74‬‬ ‫نعــم‬
‫‪20,4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال‬
‫‪4,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون رأي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪98‬‬ ‫المجم ــوع‬

‫ساند ‪ %75,5‬من األشخاص المستجوبين مشاركة المرأة في إتخـاد القــرار‬


‫السياسـي و عارض ذلك ‪ %20,4‬في حين لم يبد ‪ %4,1‬منهم بأي رأي‪ ،‬و من جانـب‬

‫‪179‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫آخر ترى غالبية هؤالء األشخـاص أن تلك المشاركـة من شأنـها أن تمنـح الوالديــن‬
‫الـوجاهـة و االعتزاز‪ ،‬و في هذا السياق هناك تطابق في وجهات النظر بين الرجال و‬
‫النساء إذ يرون في عمل الفتاة لصالح بالدها أمرا مشرفا‪.‬‬
‫أما ما يخص اآلراء حسب الجنس حول المشاركة السياسية للعنصر النسائي‬
‫في المستقبل فقد جاءت األجوبة على الشكل التالي‪:‬‬

‫المجمــوع‬ ‫الرجـــال‬ ‫النســـاء‬


‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫األجـــوبة‬
‫‪75,5‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪52‬‬ ‫نعم‬

‫‪20,4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال‬


‫‪4,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون رأي‬

‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪67‬‬ ‫المجموع‬

‫حيث تساند ‪ %78‬من النساء ولوج بناتهن العمل السياسي مقابل ‪ %71‬بالنسبة‬
‫للرجال‪ ،‬و إعتبارا لنتائج الدراسة النوعية نالحظ أنه إضافة إلى التبريرات السائدة‪،‬‬
‫تستعمل النساء تبريرات أخرى خاصة بهن‪ ،‬فالمرأة ترغب في أن تحقق ابنتها من‬
‫اإلنصاف و التقدير ما عجزت هي عن تحقيقه ‪.102‬‬
‫و مما ال جدال فيه فإن المرأة المغربية و على الرغم من العقلية الذكورية السائدة‬
‫أحيانا و خاصة في المجال السياسي تعمل على شق طريقها بإصرار كمواطنة و‬
‫كفاعلة في الشأن العام‪،‬على الرغم من كل المعوقات التي تقف في وجهها‪ ،‬فلم تعد‬
‫‪ 102‬الجمعيــة الديمقراطية لنساء المغرب ‪ :‬مركز تكوين القيادات النسائية التمثالت حول النساء في مراكز القرار والفاعالت‬
‫السياسيات بالمغرب ص ‪. 2002 ، 75 – 74‬‬

‫‪180‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫هناك حاجة ألن تثبت مؤهالتها و ال كفاءاتها في ميادين التدبير‪ ،‬كما أن قدرتها كفاعلة‬
‫سياسية تحظى باالحترام و التقدير و لم تعد محط جدل أو شك خاصة في األوساط‬
‫ذات الدراية السياسية‪ ،‬إال أن الدراسة التي قامت بها الجمعية الديمقراطية للنساء‬
‫بالمغرب أبـرزت أن النسـاء المغربيـات مازلـن على الرغم من كفاءتهن و خبرتهن في‬
‫مختلف مجاالت العمل و في الحياة العامة يعانين من التهميش في ميادين السلطة و‬
‫اإلدارة و السياسة ‪.103‬‬
‫إن مسألة التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بحاجة إلى إرادة سياسية و إلى ما‬
‫يكفي من الذكاء الكفيلين بإيجاد النصوص القانونية و المساطر‪ ،‬ضمانا لتنزيل‬
‫دستوري صحيح‪ ،‬يتوافق وروح النصوص الدستورية التي يعتبرها الجميع ثورة‬
‫دستورية على الصعيد العربي خاصة فصله ‪ ،19‬حتى يتوافق و تطلعات النساء‬
‫بولوجهن لمناصب إتخاد القرار السياسي و العام‪.‬‬
‫المطلــب الثانـــــي‪ :‬نمــــط اإلقتـــــراع و تأثيــــره على التمثيليــــة السياسيــــــة‪.‬‬
‫من أهم ما جاء به الفقه الدستوري و الكتابات الخاصة بالنظم السياسية قاعدة معروفة‬
‫مفادها ما مضمونه" أعطني النظام اإلنتخابي أحدد لك نوع النظام السياسي المطبق " مما‬
‫يعني أن العالقة بين القواعــد التي تحكـم النظـام اإلنتخابي و تؤطر مضمونه والنظام‬
‫السياسي عالقة ارتباط و تالزم‪ ،‬كما أن شروط حياة سياسية سليمة و ديمقراطية ناجحة ال‬
‫يمكن أن تتحقق إذا لم يقم األفراد باستعمال حقوقهم إستعماال صحيحا‪ ،‬أي بمعنى آخر إذا‬
‫لم تكن هناك مشاركة فعلية في القرارات الهامة‪ ،‬و اإلنتخابات بذلك تعتبر وسيلة هامة في‬
‫هذا المجال و الشك أن لشكل االقتراع أهمية في تعزيز الممارسة الديمقراطية‪ ،‬حيث‬
‫طرح مشكل نمط االقتراع في المغرب منذ اإلستقالل خالل وضع اإلطار القانوني‬
‫لإلنتخابات‪ ،‬و قد كان هذا القانون محل صراع بين إتجاه يرمي إلى تجسيد نظام اإلقتراع‬
‫بالالئحة‪ ،‬رغبة منه في الحصول على معظم المقاعد اإلنتخابية لشعوره بالهيمنة على‬

‫‪ 103‬الجمعيــة الديمقراطية لنساء المغرب ‪ :‬مركز تكوين القيادات النسائية التمثالت حول النساء في مراكز القرار والفاعالت السياسيات بالمغرب‬
‫ص ‪.91‬‬

‫‪181‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الساحة السياسية‪ ،‬وإ تجاه آخر مخالف يهدف إلى إستعمال نظام اإلقتراع األحادي اإلسمى‬
‫ذي الدورة الواحدة إلشراك الهيآت السياسية الصغرى و تدعيم التعددية الحزبية‪.‬‬
‫الشيء الذي سيدفعنا إلى طرح مجموعة من األسئلة اإلشكالية و التي نعتبرها يمكن أن‬
‫تجيب على بعض تساؤالتنا في هذا الباب‪:‬‬
‫‪ ‬هل يمكن لنمط إقتراع معين أن يجيب عن سؤال شفافية أو نزاهة أو تنافسية‬
‫اإلنتخابات مع إمكانية التسليم أنه قد يشكل عامال مساعدا للرفع من مستوى التمثيلية‬
‫السياسية؟‬
‫‪ ‬هل يمكن القول بأن نمط اإلقتراع بالالئحة و بالتمثيل النسبـي المعتمـد في‬
‫اإلنتخابـات التشريعية لسنة ‪ 2002‬و بالتعديالت التي أدخلت عليه قبيل ‪ 7‬شتنبر‬
‫‪ 2007‬قد حقق التنافسية و التمثيلية السياسية لإلنتخابات في المغرب؟‬
‫لقد تظافرت مجموعة من المعطيات (الخطاب الملكي‪ ،‬دينامية المجتمع المدني ‪ )...‬إلى‬
‫إفراز مجموعة من اإلصالحات مست باألساس مدونة اإلنتخابات و الميثاق الجماعي‪ ،‬و‬
‫جاءت هذه التعديالت بعد العديد من الجوالت النضالية التي خاضتها الحركات النسائية ا‬
‫بالمغرب خاصة مطلب "الحركة من أجل الثلث"‪ ،‬حيث تمثلت أهم مطالبها في تعميم نمط‬
‫اإلقتراع الالئحـي في الجماعــات الترابية و التي يصل عدد سكانها ‪ 15‬ألف نسمة‪ ،‬مع‬
‫مأسسة "الكوطا" بقيمة الثلث‪ ،‬ثم ربط تمويل األحزاب السياسية أثناء اإلستحقاقات بمعيار‬
‫نسبة التمثيلية النسائية‪ ،‬غير أنه وجب التذكير أن مطالب "الحركة من أجل الثلث في أفق‬
‫المناصفة" ركزت خالل مرافعاتها على ضرورة تحقيق تمثيلية سياسية مشرفة للسناء على‬
‫المستوى المحلي‪ ،‬و خاصة على مستوى اإلنتخابات الجماعية وعيا منها أن التغيير في‬
‫العقليات يجب أن يكون محليا كمرحلة أولى ‪.‬‬
‫ومن أجل فتح الباب أمام المرأة ألهلية التمكين في إطار السياسيات العامة‪ ،‬وعمال‬
‫بمنطق المساواة بين الجنسين‪ ،‬إنطلقت في مارس ‪ 2006‬مبادرة إعتمــاد اإلستراتيجيــة‬
‫الوطنيـة من أجـل اإلنصاف و المساواة بين الجنسين‪ ،‬بإدماج مقاربة النوع اإلجتماعي في‬

‫‪182‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫السياسات و البرامج التنموية‪ ،‬و هو ما أسفر عن إجراء العديد من التعديالت في مدونة‬


‫اإلنتخابات و الميثاق الجماعي إستهدفت برمتها تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في‬
‫اإلنتخابات الجماعية ليونيو ‪ ،2009‬و تمكين المرأة من المشاركة في تدبير الشأن المحلي‬
‫في إطار حكامة مؤسساتية جديدة على غرار المبادرة الحكومية التي وضعت بمناسبة‬
‫اإلنتخابات التشريعية لسنة ‪ 2002‬و القاضية بتخصيص الئحة وطنية خاصة بالنساء‪،‬‬
‫حيث مكنت من رفع التمثيلية النسائية إلى ‪ %10,4‬خالل اإلنتخابات التشريعية لسنة‬
‫‪ 2007‬بولوج ‪ 34‬امرأة إلى البرلمان‪ ،‬و على العموم يمكن تلخيص أهم تجليات هذه‬
‫التغييرات على النحو التالي‪:‬‬
‫تغييرات على مستوى الميثاق الجماعي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬إحداث لجنة استشارية لدى كل مجلس جماعي تحمل اسم " لجنة المساواة و تكافؤ‬
‫الفرص " تتكون من شخصيات جمعوية محلية و فعاليات من المجتمع المدني باقتراح من‬
‫رئيس المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬إدماج مقاربة النوع االجتماعي في المخطط الجماعي للتنمية الذي يحدد برامج‬
‫األعمال المقرر إنجازها بتراب الجماعة لمدة ‪ 6‬سنوات‪.‬‬
‫تغييرات على المستوى القانون االنتخابي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬إعتماد إجراء تشريعي بإحداث دائرة إنتخابية إضافية على مستوى كل جماعة حضرية‬
‫أو قروية أو مقاطعة على أساس تخصيصها للّنساء بمقتضى ميثاق شرف بين األحزاب‬
‫السياسية‪.‬‬
‫عموما طرح مشكل نمط اإلقتراع في المغرب منذ االستقالل وإ لى حد اآلن لما له‬
‫من تأثير مباشر على الخريطة اإلنتخابية و المشهد السياسي بالمغرب‪.‬‬
‫فما هي مميزات نمطي اإلقتراع التي تم التطرق إليهما؟‬ ‫‪-‬‬
‫و فيـما تتمثـل نقـط القـوة و الضعف بالنسبة إليهما؟ و كيف يمكن لهذين النمطين من‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتراع في التأثير على تمثيلية سياسية للنساء بالمغرب؟‬

‫‪183‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقـــرة األولى ‪ :‬نمط اإلقتراع الفردي أو األحادي اإلسمى‪.‬‬


‫إن أبرز ما يفضي إليه نظام اإلقتراع الفردي هو أنه يؤدي إلى ظاهرة األحزاب‬
‫المرنة أو ما تعرف بأحزاب الرأي و هي أحزاب تسمح للفرد أن يفكر بنفسه و أن يغير‬
‫موافقه تبعا لقناعاته‪ ،‬و تتميز هذه األحزاب عموما بضعف اإلنضباط و يرجع ذلك في‬
‫تقدير دوفرجيه إلى أن اإلنتخابات الفردية تلعب فيها شخصية المرشح دورا كبيرا‪.‬‬
‫و إذا كان المغرب قد إختار االتجاه األول لمدة ليست بالقصيرة فإنه من النقط‬
‫السلبية التي سجلت على هذا النظام‪:‬‬
‫إن اختيار اإلقتراع األحادي الفردي باألغلبية النسبية في دورة واحدة يتضمن‬ ‫‪‬‬
‫تضييقا على مبدأ المشاركة الفعلية للمواطنين في تسيير الشؤون العامة فهو يؤدي إلى‬
‫تشتيت األصوات‪ ،‬و تشكيل أغلبيات غير منسجمة خاصة وسط المجالس الجماعية‪.‬‬
‫إن هذا النظام اإلنتخابي ساهم في تزوير اإلنتخابات التي إتفق الجميع على وصفها‬ ‫‪‬‬
‫باإلنتخابات المزورة خاصة باستعمال المال‪ ،‬الذي تحول إلى ظاهرة بنيوية مع تكريس‬
‫‪.‬‬ ‫‪104‬‬
‫ظاهرة العالقات الزبونية في تعامل الناخب بالمنتخب‬
‫لم يساهم نظام اإلقتراع الفردي في تطوير التجربة اإلنتخابية في المغرب خاصة‬ ‫‪‬‬
‫على مستوى التواصل بين األحزاب و المجتمع المدني‪ ،‬وبرز ذلك بالخصوص في‬
‫البرامج اإلنتخابية التي ظلت تتميز بالسطحية و غياب العمـق في تنـاول المشاكل‬
‫المطروحة و الحلول المقترحة‪ ،‬كما أن هذا النمـط أدى إلى توثر العالقة بين األحزاب و‬
‫المنتمين إليها فيما يتعلق بمسألة التزكية‪.‬‬
‫ساهم نظام اإلقتراع الفردي في بلقنة الخريطة السياسية‪ ،‬و بروز ظاهرة الالمنتمين‬ ‫‪‬‬
‫اللذين إكتسحوا حلبة العمل السياسي خاصة على مستوى المجالس الجماعية‪.‬‬
‫و تاريخيا و إلى غاية أواخر القرن ‪ 19‬كان أسلوب اإلقتراع السائد هو اإلنتخاب‬
‫باألغلبية و لم تكن األنظمة اإلنتخابيـة تختلف إال في األخذ باألغلبية المطلقة أو النسبية‪ ،‬أو‬
‫‪ 104‬علي القاللي‪ :‬االنتخابات بالمغرب بين نمط االقتراع الفردي ونظام الالئحة دراسات ووقائع دستورية و سياسية العدد الخامس‬
‫‪ 2003‬ص ‪.98‬‬

‫‪184‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫في إعتمــاد التصويــت الفردي اإلسمى أو الالئحي‪ ،‬لكـن هذا النــوع من اإلقتـراع كان دائما‬
‫مجحـفا إتجــاه المــرأة و خصـوصها في الفوز في اإلنتخابات‪.‬‬
‫و هذا ما أكدته نتائج االنتخابات المحلية ل‪ 12 :‬يونيو ‪ ،2009‬حيث أن حظوظ النساء‬
‫في الفوز بمقعد خارج الدوائر اإلضافية قليل جدا‪ ،‬خاصة في مناطق اإلقتراع الفردي التي‬
‫أضيفت فيها دائرتان إضافيتان فقط للنساء في كل جماعة‪ ،‬و التي تبلغ ‪ 1411‬جماعة‬
‫حضرية و قروية منها ‪ 1282‬جماعة قروية و ‪ 129‬جماعة حضرية‪ ،‬و بالعودة إلى نتائج‬
‫اإلنتخابات المحلية يتبين أن عدد النساء الّالتي فزن في الجماعات ذات نمط اإلقتراع‬
‫ولم تفز سوى ستة نساء فقط خارج الدوائر اإلضافية و بذلك ف‬ ‫‪105‬‬
‫الفردي ‪ 2822‬امرأة‪،‬‬
‫‪ 2822‬هو عدد النساء الّالتي فزن بشكل حتمي في هذه اإلنتخابات‪ ،‬أما الستة نساء‬
‫األخريات فقد فزن في الدوائر العادية‪ ،‬أي بنسبـة ‪ 0,03‬فقـط و هي نسبة جد ضئيلة ال‬
‫يمكنها التأثيـر و لو بشكـل جزئي في مصدر القرار محليا‪ ،‬و لهذا فإن الدوائر اإلضافية‬
‫المحدثة هي التي رفعت نسبة التمثيلية النسائية بالمجالس المحلية إلى‪ ،%12‬فاألكيد أن‬
‫نمط اإلقتراع و إلى حدود هذه الساعة و في ظل العقلية السائدة في المجتمع المغربي و ما‬
‫تتميز به من ذكورية و تأثير مباشر للعادات و التقاليد‪ ،‬يبقى له تأثير مباشر للرفع من‬
‫تمثيلية النساء سياسيا‪ ،‬وإ شراك النساء في التدبير العام للشأن الوطني‪.‬‬
‫الفقــرة الثانيــة ‪ :‬نمــط اإلقتـراع الالئحـي‪.‬‬
‫إن نمط اإلقتراع الالئحي من ضمن اآلليات التي تعتمدها األحزاب الديمقراطية‬
‫التي تؤمن بالتمثيلية النسائية‪ ،‬و ذلك من خالل اعتماد أحد اآلليات الثالثة لولوج‬
‫المؤسسات المنتخبة‪:‬‬
‫يتمثل الخيار األول في تحديد نسبة من الترشيحات النسائية (أي كوطا)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يتجسد الخيار الثاني في إعتماد أسلوب الترشيح بالتتالي بين الذكور و اإلناث‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪105‬‬
‫الجماعات المحلية في أرقام طبعة ‪ 2009‬ص ‪119‬‬

‫‪185‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪106‬‬
‫يرتبط الخيار الثالث في الترشيحات ترتيبا ضامنا للفوز‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫و عموما و خالفا ألسلوب اإلقتراع باألغلبية الذي يقصي األقلية من التمثيل السياسي فإن‬
‫أسلوب التمثيل النسبي‪ ،‬وكما تتفق على ذلك أدبيات القانون الدستوري و علم السياسية‬
‫يسمح بتمثيل أفضل لمختلف التيارات السياسية و ذلك بتوزيع المقاعد البرلمانية على جميع‬
‫األحزاب صغيرها و كبيرها‪ ،‬بحسب نسبة األصوات التي حصلت عليها في اإلنتخابات‪.‬‬
‫و من مزايا هذا النمط من اإلقتراع أيضا كونه يسعى إلى إقامة نوع من العدالة و‬
‫التناسب بين عدد المقاعـ ــد البرلمانيـ ــة و عدد األص ـ ــوات المحصل عليهـ ــا من قبل كل‬
‫حزب‪،‬‬
‫وبالتالي فهو يحـول دون هيمنة األحزاب الكبرى على التمثيل البرلماني‪ ،‬وفضال عن ذلك‬
‫فإن اإلقتراع بالتمثيل النسبي ال يصوت على مرشح فرد و إنما على الئحة تضم مجموعة‬
‫من المرشحين و تدافع عن برنامج سياسي معين‪ ،‬مما يساهم من حيث المبدأ في القضاء‬
‫على أشكال اإلرتشاء و الزبونية اإلنتخابية بقطعه لكل عالقة شخصية بين الناخب و‬
‫المرشح‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬و على الرغم من إيجابيات نمط اإلقتراع بالتمثيل النسبي‪ ،‬فإن هذا األخير ال‬
‫يخلو من عيوب أهمها صعوبة تطبيقه و تعقد إجــراءاته‪ ،‬و هو ما قد يشجع على التالعب‬
‫بنتائج اإلنتخابات و تزويرها‪ ،‬كما عيب على هذا النمط عدم مساهمته في إفراز أغلبية‬
‫واضحة نتيجة التمثيل الواسع لألحزاب صغيرها و كبيرها‪ ،‬زد على ذلك أن الحكومة وفق‬
‫هذا النمط ال يمكن تشكيلها إال في إطار ائتالف كبير من األحزاب‪ ،‬مما قد يشل عملها‬
‫بالنظر لتناقضات األحزاب المكونة ألغلبيتها‪.‬‬
‫و فيما يخص تأثير نمط اإلقتراع الالئحي على التمثيلية السياسية للنساء يبقى‬
‫محدودا باعتباره التزاما معنويا لألحزاب السياسية اتجاه هذه القضية‪ ،‬و ال يرقى إلى‬
‫مستوى مأسسة الكوطا‪ ،‬حيث عرفت مدونة اإلنتخابات بعد تعديلها إضافة باب ثالث مكرر‬
‫‪ 106‬محمد ضريف ‪ :‬اقتراع شتنبر ‪ 2003‬و مسألة التمثيلية النسائية " اآلمال المجهضة " منشورات الجمعية الديمقراطية لنساء‬
‫المغرب ماي ‪ 2004‬ص ‪14‬‬

‫‪186‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و خالل إطالعنا على هذا الباب نجد‬ ‫‪107‬‬


‫يخص الترشيح لإلنتخابات في الدوائر اإلضافية‪،‬‬
‫غياب أية إشارة على كون هذه الدوائر مخصصة للنساء‪ ،‬أو فرض ترشيح النساء فيها‪ ،‬و‬
‫تعود أسباب عدم المأسسة إلى قرار أصدره المجلس الدستوري سنة ‪ 2002‬و الذي ينص‬
‫على عدم دستورية "الكوطا" كونها ضد المساواة‪.‬‬
‫و على الرغم من أهمية هذا اإلجراء (الدوائر اإلضافية) كونه محفزا للمشاركة‬
‫السياسية للنساء‪ ،‬ويمثل انتقاال من وضعية ضعف المشاركـة النسائيـة إلى وضعية أفضل‬
‫توجد النساء و لو بشكل محتشم في المجالس المحلية المنتخبة‪ ،‬إال أنه يبقى من حق‬
‫األحزاب السياسية ترشيح من تشاء في هذه الدوائر دون تخصيصها للنساء في ظل غياب‬
‫نص صريح و ملزم يمأسس لتمثيلية سياسية للنساء على المستوى المحلي‪ ،‬أما على‬
‫المستوى الوطني و خصوصا ما تعلق باإلنتخابات التشريعية‪ ،‬و على غرار اإلصالحات‬
‫السياسية التي شهدها المغرب‪ ،‬ينبغي البحث على آليات جديدة ترمي إلى تحقيق المساواة‬
‫بين الجنسين و زيادة التمثيل السياسي للمرأة‪ ،‬و يمكن أن تقتضي بعض الخيارات‬
‫متطلبات أقوى و قابلة للتنفيذ لمشاركة النساء في الهياكل الداخلية لألحزاب السياسية‬
‫كخطوة أولى مع إقرار ضمانات محددة للنساء المرشحات عبر اللوائح اإلنتخابيـ ـ ــة (ف ـ ــي‬
‫مقاب ـ ــل الالئحـ ــة الوطني ـ ــة)‪،‬‬
‫و تحديد أدنى نسبة من اللوائح التي ترأسها النساء‪ ،‬هذه اإلجراءات تجد طريقها من‬
‫خالل إلتزام السلطات المختصة وعبر إرادة سياسية واضحة‪ ،‬آخدة بعين اإلعتبار تجارب‬
‫الدول األخرى التي رأت ضرورة في اعتماد تدابير قانونية لزيادة عدد النساء المنتخبـات‬
‫على الصعيد المحلـي و الوطنـي‪.‬‬
‫غير أن الواقـع يؤكد على ضرورة اإلستفادة من اإلعتراف الصريح الذي تضمنه‬
‫الدستور الجديد فيما يخص مبدأ المناصفة و بالتالي يعتبر خطوة قوية لضمان مشاركة‬
‫المرأة في العملية االنتخابية و بشكل أوسع في المجتمع المغربي‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫المدونة الجديدة لالنتخابات سلسلة النصوص التشريعية ص ‪.104‬‬

‫‪187‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و إذا كانت الالئحة الوطنية مخصصة حصريا للنساء منذ أن أدرجت في سنة‬
‫‪ 2002‬خالل اإلنتخابات التشريعية‪ ،‬و ذلك بناء على اتفاق غير رسمي بين األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬فإن قانون اإلنتخابات الجديد رسخ ذلك للنساء‪ ،‬إال أن المؤاخذات التي وجهت‬
‫لهذا القانون كونه و على الرغم من رفع عدد المقاعد المخصصة للنساء باعتماد ‪ 60‬مقعدا‬
‫إال أن ذلك لم يرقى إلى مستوى النصوص الدستورية‪ ،‬و مطالب الحركات النسائية‪ ،‬حيث‬
‫انتقلت هذه النسبة من ‪ %10,5‬إلى ‪ %17‬في مجلس النواب‪ ،‬وهي ليست المناصفة التي‬
‫كانت ترغب فيها الحركات النسائية‪ ،‬فضال عن ذلك فإن معظم النساء الزلن يرغبن في‬
‫أن تخصص التسعين مقعدا المتواجدة في الالئحة الوطنية للنساء حصريا دون منح ‪30‬‬
‫مقعدا للشباب دون ‪ 40‬سنة‪ ،‬و لتوضيح ما سبق سنقدم مقارنة بين األحكام الرئيسية‬
‫لإلطار اإلنتخابي التي اعتمدت سنة ‪ 2007‬خالل االنتخابات التشريعية و نظيراتها في‬
‫سنة ‪.2011‬‬
‫‪108‬‬
‫مقارنـــة بيـن األحكـام الرئيسيـة لإلطـار اإلنتخـابـي ‪ 2007‬و ‪.2011‬‬

‫اإلطار االنتخابي ‪2011‬‬ ‫اإلطار االنتخابي ‪2007‬‬


‫التمثيل النسبي حسب قاعدة أكبر‬ ‫التمثيل النسبي حسب قاعدة‬ ‫النظام اإلنتخابي‬
‫بقية‬ ‫أكبر بقية‬
‫‪395‬‬ ‫عدد المقاعد في مجلس النواب ‪325‬‬
‫‪305‬‬ ‫‪295‬‬ ‫عدد المقاعد في الدائرة‬
‫اإلنتخابية المحلية‬
‫‪92‬‬ ‫‪95‬‬ ‫الدوائر اإلنتخابية المحلية‬
‫بين ‪ 2‬و ‪6‬‬ ‫بين ‪ 2‬و ‪5‬‬ ‫عدد المقاعد في كل دائرة‬
‫محلية‬
‫‪90‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عدد المقاعد في الالئحة‬

‫‪108‬‬
‫التقرير النهائي عن اإلنتخابات التشريعية بالمغرب ‪ 2011‬من إنجاز المعهد الديمقراطي الوطني ص ‪.42‬‬

‫‪188‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الوطنية‬
‫بموجب القانون ‪60‬‬ ‫عدد المقاعد المضمونة للمرأة بموجب اتفاق غير رسمي‬
‫لألحزاب ‪30‬‬
‫المبادئ التي‬ ‫‪‬‬ ‫ال توجد معايير‬ ‫‪‬‬
‫يحددها القانون (انظر‬ ‫محددة في القانون‬
‫المادة ‪ : )2‬التوازن‬ ‫(انظر المادة ‪)2‬‬ ‫عملية تقسيم الدوائر‬
‫الديموغرافي التجانس‬ ‫عدم وجود‬ ‫‪‬‬
‫واإلستمرارية ‪،‬الدوائر‬ ‫تقسيم منهجي للدوائر‬
‫المتداخلة و المنسجمة‬ ‫بناء على البيانات‬
‫معأو في المحافظات‪.‬‬ ‫السكانية‪.‬‬
‫عدم وجود تقسيم‬ ‫‪‬‬ ‫تفاوت واسع في‬ ‫‪‬‬
‫منهجي للدوائر بناء على‬ ‫عدد السكان التي يمثلها‬
‫البيانات السكانية‪.‬‬ ‫كل مقعد‪.‬‬
‫تفاوت واسع في‬ ‫‪‬‬
‫عدد السكان التي يمثلها‬
‫كل مقعد‪.‬‬
‫الهواتف المحمولة‬ ‫‪‬‬ ‫القانون صامت‬ ‫‪‬‬
‫و أجهزة الكمبيوتر و أي‬ ‫مسموح بها في‬ ‫‪‬‬
‫جهاز آخر مستخدم في‬ ‫مكاتب التصويت‬ ‫استخدام الهواتف و الكاميرات‬
‫التقاط صور أو االتصال‬
‫السمعية و البصرية‬
‫محظورة في مكاتب‬
‫التصويت ‪ ،‬و الفرز و‬

‫‪189‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التبويب( المادة ‪)50‬‬


‫‪ 13‬يوما‬ ‫‪ 15‬يوما‬ ‫‪‬‬ ‫فترة الحملة االنتخابية‬
‫غير مسموح بها‬ ‫‪‬‬ ‫القانون صامت‬ ‫‪‬‬ ‫إستطالعات الرأي العام حول‬
‫ابتداءا من ‪ 15‬يوما قبل‬ ‫عملية االقتراع‬
‫بداية الحملة اإلنتخابية‬
‫إلى نهاية عملية‬
‫التصويت‪.‬‬
‫ال يمكن لوسائل‬ ‫‪‬‬
‫اإلعالم إجراء‬
‫استطالعات آراء‬
‫الناخبين عند المغادرة‪.‬‬
‫حقوق المالحظ‬ ‫‪‬‬ ‫عدم وجود‬ ‫‪‬‬ ‫مالحظة لجنة اإلنتخابات‬
‫مكفولة في الدستور‬ ‫إطار قانوني‬ ‫المستقلة‬
‫‪(2011‬أنظر المادة‪)11‬‬ ‫لمسؤوليات حقوق او‬
‫قانون مالحظة‬ ‫‪‬‬ ‫ضمانات للمالحظين ‪.‬‬
‫اإلنتخابات يحدد الحقوق‬ ‫المالحظين‬ ‫‪‬‬
‫و األدوار و المسؤليات ‪.‬‬ ‫المتعمدين في‬
‫إنشاء لجنة خاصة‬ ‫‪‬‬ ‫الممارسة العملية‪.‬‬
‫العتماد مالحظي‬
‫اإلنتخابات‪.‬‬
‫عدم وجود لجنة ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫عدم وجود‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتخابات تديرها‬ ‫‪‬‬ ‫لجنة‪.‬‬
‫وزارة الداخلية ‪.‬‬ ‫اإلنتخابات‬ ‫‪‬‬

‫‪190‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تديرها وزارة الداخلية‪.‬‬


‫البطاقات الصحيحة و الغير‬ ‫البطاقات الصحيحة و الغير‬ ‫إحراق بطاقات اإلقتراع‬
‫ملغاة تحرق مباشرة بعد فرز‬ ‫ملغاة تحرق مباشرة بعد فرز‬
‫األصوات (أنظر المادة ‪)97‬‬ ‫األصوات ( أنظر المادة ‪)73‬‬
‫ال تغيير‪ ،‬او إخبار أو مراجعة‬ ‫بطاقة إقتراع واحدة‬ ‫تصميم بطاقات اإلقتراع‬
‫استشارية‪.‬‬

‫وبــالرجوع إلى مختلــف مراحــل بحث موضــوع "التمثيليــة السياســية للنســاء بــالمغرب"‪ ،‬و‬
‫ت ــدارس مختل ــف أبعاده ــا‪ ،‬خاص ــة م ــا تعل ــق بالمس ــتويات اإلنتخابي ــة و المؤسس ــاتية و نظ ــرة‬
‫المجتمع لهذه التمثيليــة‪ ،‬ومــع تعــدد المــدخالت المــؤثرة في هــذا الواقـع نعتــبر أن األثــر الكبــير‬
‫له ـ ــذه التمثيلي ـ ــة و خاص ـ ــة السياسـ ــية منه ـ ــا ال يقتص ـ ــر على تص ـ ــحيح التفاوت ـ ــات الكمي ـ ــة بين‬
‫الجنس ــين ‪ ،‬وذل ــك بواس ــطة ف ــرض تن ــاظر حس ــابي ث ــابت يمكن أساس ــا في الرف ــع من إيق ــاع‬
‫حركة السلطة السياسية من خالل المشاركة و اإلقتسام العادل لمراكــز القــرار‪ ،‬و لنتــذكر أن‬
‫الرهـ ــان الرئيسـ ــي إلقـ ــرار المناصـ ــفة في الحقـ ــل السياسـ ــي هـ ــو إخضـ ــاع باق ـ ــي القطاع ـ ــات‬
‫اإلجتماعيـة و اإلقتصاديـة لمنطـق المواطنـة و اإلنصاف الكفيــل بتغيــير نمــط التــدبير و إتخــاد‬
‫القرار‪.‬‬
‫و إذا كانـ ــت ثـ ــورة المناصفـ ــة في الديمقراطـ ــيات العريق ــة مازالـ ــت في ب ــدايتها على‬
‫مستـ ــوى التطبيـ ــق فإنـ ــها عكـ ــس ذل ــك‪ ،‬لم تتجـ ــاوز بعـ ــد المرحلـ ــة الطوباويـ ــة فـ ـ ــي المج ــاالت‬
‫اإلجتماعي ـ ــة و الثقافيـ ــة الـ ــتي مـ ــازالت خاضـ ــعة لثقافـ ــة أبيسـ ــية قويـ ــة و إلى عقليـ ــة ذكوريـ ــة‬
‫متجدرة‪ ،‬إال أنه باإلمكان من اآلن استشراق التحوالت الحتمية التـي يحملها أفـق المناصف ــة‪،‬‬
‫و ي ــأتي على رأس ذل ــك التغي ــيرات الكث ــيرة ال ــتي تعرفه ــا الثقاف ــات المجتمعي ــة و المجتمع ــات‬
‫السياس ــية‪ ،‬و بمع ــنى آخ ــر ف ــإن عالق ــات الجنس ــين و الهوي ــات ال ــتي تنتجه ــا س ــتتوقف عن أن‬

‫‪191‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تعتــبر إنتاجــا ال مفكــرا فيــه لنظــام طــبيعي أو متعــالي ثــابت لتصــير خاضــعة لنظــام المداولــة‬
‫العمومي على غرار كل القضايا السياسية‪.‬‬
‫و بالرجـوع إلـى الواقـع المغربـي نعتبـر أن مبـررات و مسببات التغيير المجتمعي و‬
‫خاصة اتجاه المشاركة السياسية للمرأة المغربيـة‪ ،‬وما تعلـق بتمثيليتـها السياسيـة‪ ،‬متعددة و‬
‫متنوعة تنطلق من دور الفاعل المؤسساتي و على رأسها المؤسسـة الملكيـة و ما أسفـرت‬
‫عنه من مبــادرات تشريعيــة و سياسية‪ ،‬ثم دور وزارة الداخلية و المجلس الوطني لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫أما ما تعلق بالمقاربة المدنية فنعتبر أن دور المجتمع المدني و اإلعالم محوري في الرفع‬
‫من مستوى الوعي المجتمعي إتجاه هذه القضية‪.‬‬
‫و خالصة القول فإن آليات تطوير التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب متنوعة و متعددة‬
‫والتي ستكون محور بحثنا في الفصل الثاني من القسم الثاني‪ ،‬محاولة منا إليجاد بعض‬
‫الميكانيزمات التي يمكن أن تحقق إجابة لبعض اإلشكاليات المتعلقة بموضوع التمثيلية‬
‫السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪193‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصـــل الثانـــي‪ :‬آليات تطويـــر التمثيليــة السياسيــة للنســاء بالمغـرب‪.‬‬


‫إن البحث في سبل تجاوز المعيقات العديدة التي تواجه المشاركة السياسية للمرأة‬
‫المغربية‪ ،‬من خالل خلق اآلليات القانونية و المؤسساتية لتطوير تواجد المرأة في المجال‬
‫العام‪ ،‬ال يمكن فصله على األسئلة المرتبطة بالتحديث في جل مستوياته‪ ،‬حيث أن‬
‫التغييرات البنيوية التي يعرفها المجتمع المغربي ترهن بصفة عامـة المسألـة النسائيـة و‬
‫مشاركتـها في المجـال السياسـي‪ ،‬وعليها أيضا يتوقف تغييـر العقليـات و الذي ال يمكــن‬
‫الحديث عنها إال في المدى المتوسط و البعيد‪ ،‬إال أن لبعض اإلجراءات و المبادرات الدور‬
‫المباشر في تغيير نظرة المجتمع اتجاه مشاركة المرأة في الحياة السياسية‪ ،‬لما لها من‬
‫تأثير مباشر على التمثل العام للمجتمع المغربي‪ ،‬خاصة دورها في التنشئة اإلجتماعية و‬
‫عالقتها المباشرة مع المجتمع المغربي (اإلعالم) في مختلف مستوياته‪.‬‬
‫لقد جدد الدستور المغربي الجديد الذي يشكل بحق ميثاقا فعليا للحقوق و الحريات‬
‫األساسية‪ ،‬التأكيد على تشبث المغرب بقيـم و مبـادئ حقـوق اإلنسان كما هي متعارف عليها‬
‫عالميا‪ ،‬و ذلك من خالل تكريس سمو اإلتفاقيات الدولية المصادق عليها على التشريعات‬
‫الوطنية‪ ،‬ومنع جميع أشكال التمييز و تجريم التعذيب و كل االنتهاكات الجسيمة لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬باإلضافة إلى إعمــال مبدأ قرينـة البـراءة و الحـق في المحاكمة العادلة و حرية‬
‫الرأي و التعبير و حرية الصحافة و الحق في الوصول إلى المعلومة و تعزيز المساواة‬
‫بين الرجال و النساء‪ ،‬من خالل تأكيد مبدأ المناصفة و تعزيز إستقاللية السلطة القضائية‪،‬‬
‫وكذلك من خالل إحداث المجلس األعلى للسلطة القضائية ‪ ،‬باإلضافة إلى نص الدستور‬
‫صراحة في تصديره على مبدأ عدم التميز كيفما كان سببه‪.‬‬
‫و بجعله البرلمان المصدر الوحيد للتشريع عزز دستور فاتح يوليوز ‪ 2011‬بشكل كبير‬
‫مبادئ الديمقراطية التمثيلية في تكريس الديمقراطية التشاركية‪ ،‬إذ فتح الدستور في وجه‬

‫‪194‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المواطنين باب تقديم العرائض و المبادرة التشريعية و الدفع بعدم دستورية القوانين‪ ،‬كما‬
‫تمت دسترة عدد من المجالس اإلستشارية من قبيل الهيأة المكلفة بالمناصفة و محاربة‬
‫جميع أشكال التمييز‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة من أجل تعزيز الترسانة القانونية و‬
‫المؤسساتية التي تكرس المساواة و تمنع مختلف أشكال التمييز‪ ،‬فإن المملكة ارتأت أنه من‬
‫الضروري النص في الدستور الجديد على عدد من التدابير الرامية إلى مناهضة جميع‬
‫أشكال التمييز التي أضرت بحقوق اإلنسان عبر التاريخ من جهة و اإلستجابة بشكل فعال‬
‫لحقوق و مطالب المجموعات الفئوية من جهة أخرى‪ ،‬وهو اإلختيار اإلستراتيجي الذي‬
‫تبناه الشعب من خالل التصويت على الدستور الجديد‪.‬‬
‫و على الرغم من التطور الذي عرفه المجتمع المغربي على مستوى التشريعات‬
‫القانونية فإن واقع المشاركة السياسية للنساء بالمغرب و خاصة ما تعلق بتمثيليتها السياسية‬
‫تبقى دون مستوى التطلعات التي تطمح لها النساء‪ ،‬خاصة الفاعالت منهن‪ ،‬مما يستلزم‬
‫ضرورة تدخل مجموعة من المؤسسات في هذا الشأن لما لها من دور مباشر في الدفع‬
‫بمستوى تمثيلية النساء السياسية‪.‬‬
‫إن محورية المؤسسة الملكية باعتبارها أبرز مؤسسة سياسية في النظام السياسي‬
‫المغربي و ما تتطلعه من أدوار أدت و بشكـل مباشـر فـي الحفـاظ علـى حقـوق النسـاء‬
‫االجتماعيـة و االقتصادية و السياسية‪ ،‬حيث فسر هذا اإلهتمام من خالل بعض الهيآت‬
‫الحكومية مثل وزارة الداخلية و المجلس الوطنـي لحقـوق اإلنسـان‪.‬‬
‫أما على مستوى المقاربـة المدنية و دورها في تدعيم تواجد المرأة في المجال العام و‬
‫خاصة السياسي منه‪ ،‬نعتبر أن دور المجتمع المدني و اإلعالم ومؤسسات التنشئة‬
‫اإلجتماعية بمختلف مستوياتها لهم تأثير مباشر و فعال لتحسين نظرة المجتمع إتجاه هذا‬
‫الموضوع وخاصة ما تعلق بمبادئ المساواة و المواطنة‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ ‬فكيف عملت الدولة على تطوير التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب من خالل المؤسسة‬
‫الملكية؟ و عبر مؤسساتها الحكومية األخرى؟‬
‫‪ ‬و هل كان للمقاربة المدنية دور في تعزيز التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب؟‬
‫‪ ‬و ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه اإلعالم في هذا الموضوع؟‬
‫‪ ‬و هل لمؤسسات التنشئة اإلجتماعية و السياسية دور في تكريس مبدأ المساواة و‬
‫المواطنة؟ و كيف لهذه المبادئ أن تؤثر في تواجد المرأة على مستوى الساحة السياسية؟‬
‫المبحــث األول‪ :‬مقاربـة الدولـة في النهـوض بالتمثيليـة السياسيـة للنسـاء بالمغـرب‪.‬‬
‫تعتبر مسألة النهوض بمستوى التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب من المواضيع اآلنية‬
‫على مستوى الساحة السياسية الوطنية‪ ،‬إال أن إقرار الحق في (اإلنتخابات‪ ،‬الترشيح‪،‬‬
‫ولوج المناصب العليا‪ ،).....‬البد له من مقاربات جديدة‪ ،‬ومنذ أول دستور للبالد سنة‬
‫‪ ،1962‬تضمـن هذا األخيـر الحق للرجال و النساء دون تمييز في ممارسة األنشطة‬
‫السياسية‪ ،‬و تعزيزا لهذا الحق صادق المغرب على االتفاقية المتعلقة بالحقوق السياسية‬
‫للمرأة منذ أواسط السبعنيات (‪ ،)1976‬وفي سنة ‪ 2008‬أبدى تحفظاته على بعض مواد‬
‫اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬و ال سيما المادة الثانية التي تخص‬
‫المساواة بين الرجال و النساء في التشريعات الوطنية‪ ،‬وكذا المادة السادسة عشر التي‬
‫تشمل المساواة في الزواج و العالقات السرية‪ ،‬إال انه في العقدين األخيرين وقع تطور في‬
‫إتجاه تعزيز المساواة و المناصفة بين الجنسين‪ ،‬فدستور الفاتح من يوليوز لسنة ‪2011‬‬
‫أقر تمتع الرجل و المرأة " على قدم المساواة ‪ ،‬بالحقوق و الحريات المدنية و السياسية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البئية ‪ "...‬الفصل ‪ ،19‬و أكـد سعـي الدولـة إلى‬
‫تحقيـق مبـدأ المناصفة بين الرجال و النسـاء‪ ،‬و ثـم إقرار هيئـة دستوريـة هي هيئة المناصفة‬
‫و مكافحة كل أشكال التمييز (الفصل ‪.)146‬‬
‫كما عرفت المشاركـة السياسيـة للنسـاء بالمغرب تقدما و خاصة في مجاله اإلنتخابي من‬
‫خالل القوانين اإلنتخابية الجديدة التي خصت تمثيلية النساء ب‪" :‬الكوطا"‪ ،‬كما ثم إحداث‬

‫‪196‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫صندوق لتقوية قدرات النساء التمثيلية‪ ،‬من خالل تشجيع األحزاب السياسية لدعم ترشيح‬
‫النساء‪.‬‬
‫و عموما يبقى النهوض بحقوق المرأة و نشر ثقافة وقيم المساواة و اإلنصاف خيارا و‬
‫ضرورة تتحملها كل مكونات المجتمع المغربي سواء تعلق األمر بالسلطات العمومية و‬
‫الحكومية أو المنظمات غير الحكومية و كل قوى المجتمع المدني‪.‬‬
‫و قد كان للمؤسسة الملكية دورا محوريا في تكريس مبادئ المساواة عبر مجموعة‬
‫من اإلجراءات‪ ،‬و التي اعتبرت إشارة للفاعلين و المؤسسات الموازية إلتباع نفس النهج‬
‫اتجاه قضايا المرأة عامة و السياسية منها على وجه الخصوص‪.‬‬
‫فما هي األدوار التي لعبتها المؤسسة الملكية للرفع من التمثيلية السياسية‬ ‫‪‬‬
‫للنساء؟‬
‫و هل للدولة من خالل برامجها التحفيزية دور في دعم هذه التمثيلية؟ و‬ ‫‪‬‬
‫كيف يتم ذلك؟‬

‫المطلــب األول‪ :‬دور المؤسسـة الملكيـة في الرفـع من تمثيليـة النساء سياسيـا‪.‬‬


‫لعبت المؤسسة الملكية بالمغرب دورا أساسيا في الدفاع عن قضايا المرأة و ما‬
‫زالت‪ ،‬و ذلك عبر إتخاذ مجموعة من المبادرات و اإلجراءات‪ ،‬كان أهمها قانون مدونة‬
‫األسرة و الدور التحكيمي الذي لعبه الملك من أجل إقرار تشريع قانوني يضمن للمرأة‬
‫كرامتها رغم معارضة كبيرة خاصة من التيار المحافظ بالمغرب‪ ،‬و تلت هذه المبادرة‬
‫مجموعة من التعديالت التي مست وضعية المرأة في مجموعة من القوانين كان من ضمها‬
‫قانون اإلنتخابات و قانون الجنسية ‪......‬‬
‫و بارتباط موضوعنا بمجال التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‪ ،‬فقد عمــدت‬
‫المؤسسة الملكية و من خالل الخطب الملكية و في مجموعة من المناسبات إلى ضرورة‬
‫إشراك النساء في المجال العام و الرفع من مستوى تمثيليتهن السياسية‪ ،‬حيث جاء في‬
‫إحدى فقرات الخطب الملكي بمناسبة عيد الشباب لسنة ‪ ":2007‬بعون اهلل ‪ ،‬فقد تمكنا‬

‫‪197‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫جميعا من توفير إطار عصري وفعال محفز على المشاركة المواطنة‪ ،‬من معالمه البارزة‪:‬‬
‫مدونة انتخابية حديثة‪ ،‬تفسح مجال المشاركة المتكافئة لكل حزب في االقتراع‪ ،‬قانون جديد‬
‫لتأهيل األحزاب و تمويل شفاف لعملها‪ ،‬حياد إداري إيجابي و حازم‪ ،‬مراقبة قضائية‬
‫مستقلة‪ ،‬حضور فاعـل للمجتمـع المدنـي‪ ،‬و لوسائـل اإلعـالم فـي النوعيـة و المتابعة‪ ،‬فضال‬
‫‪109‬‬
‫عن التمثيل النسائي الذي نريده أكثر إنصافا للمرأة‪".‬‬
‫نستشف من خالل هذا الخطاب سعي المؤسسة الملكية لجعل اإلنتخابات بمثابة‬
‫قنطرة للعبور من مرحلة إلى أخرى يكون هدفها تثبيت الديمقراطية و تنميتها عبر تعزيز‬
‫الحضور النسائي في األحزاب و المؤسسات السياسية بدون تمييز لمكونات المجتمع‬
‫المغربي‪.‬‬
‫الفقـــرة األولــى‪ :‬دور المؤسسة الملكية على مستــوى التشريعــات القانونـــية‪.‬‬
‫لقد حققت المرأة المغربية خالل السنوات األخيرة مكتسبات هامة جدا وفي‬
‫مجاالت عدة قانونية ‪ -‬سياسية و اجتماعية‪ ،‬اعتبرها البعض بمثابة الثورة‪ ،‬ويرجع الفضل‬
‫في هذا التطور إلى تنامي الحركة الديمقراطية عموما و الحقوقية منها على وجه‬
‫الخصوص (الحركات النسائية) ‪ ،‬و قد جاءت االستجابة بعد اعتالء الملك محمد السادس‬
‫للعرش سنة ‪ 1999‬من خالل التزامه بالنهوض بمكانة النساء و تحسين أوضاعهن‪ ،‬وذلك‬
‫عبر مالئمة الترسانة القانونية الداخلية مع اإللتزامات الدولية للمغرب في مجال النهوض‬
‫‪110‬‬
‫بالحقوق السياسية للنساء تماشيا مع الهوية و القيم اإلسالمية‪.‬‬
‫و في هذا السياق انطلق ورش مالئمة القوانين خالل السنوات األخيـرة في إطـار‬
‫المشروع الرامي لتحديث القوانين المغربية و مالئمتها مع التشريعات الدولية عبر‬
‫المصادقة على‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫مقتطف من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب لسنة ‪.2007‬‬

‫‪110‬‬
‫المرأة المغربية المكتسبات و الرهانات ‪ ،‬جريدة االتحاد االشتراكي بتاريخ ‪.10/10/2009‬‬

‫‪198‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ثانيا ‪ :‬إصالح قانون الجنسية حيث يعتبر هذا األخير تقدما نوعيا في مسار تحقيق المساواة‬
‫بين الجنسين من خالل شروط اكتساب الجنسية من طرف األم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إصالح قانون األسرة‪.‬‬
‫هذا األخير يعتبر أهم إصالح عرفته البالد في اتجاه تعميق المساواة بين الرجل و‬
‫المرأة داخل األسرة‪ ،‬بل نعتبره نقطة التحول الذي عرفه مسار حقوق النساء بالمغرب‬
‫إلى جانب إصالحات أخرى عرفتها المنظومة القانونية و التي ثم اإلشارة إلى بعضها‬
‫سابقا‪ ،‬و أهم ما جاء به إصالح القانون الجديدة لألسرة‪:‬‬
‫‪ -‬أقرت المدونة بالمسؤولية المشتركة للزوجين في رعاية األسرة‪.‬‬
‫‪-‬أصبحـت الواليـة حقا للمـرأة الرشيدة تمارسه بحسب اختيارها و مصلحتها‪.‬‬
‫‪ -‬مساواة الرجل و المرأة في سن الزواج عبر تحديده في ‪ 18‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار الطالق القضائي‪.‬‬
‫كل هذه اإلجراءات جاءت بعد مخاض عسير تواجه خالله تيارين مجتمعين مما‬
‫أفضى إلى اللجوء إلى التحكيم الملكي حيث تم في أبريل ‪ 2001‬تشكيل اللجنة الملكية‬
‫اإلستشارية لتعديل قانون األحوال الشخصية أنتجت عنه مدونة جديدة لألسرة سنة ‪2004‬‬
‫وضعت حدا للصراع العلني بين التحديثين و المحافظين‪.‬‬
‫و على صعيد آخر رفعت الدولة في شخص ملك البالد سنة ‪ 2008‬تحفظاتها عن بعض‬
‫بنود اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬بكونها لم تعد تتطابق مع‬
‫التشريع الوطني بعد التعديـالت المتقدمـة التـي شهدتـها مدونة األسرة‪ ،‬وعلى الصعيد‬
‫الدستوري وقع تطور كبير في اتجاه تكريس المساواة بين الجنسين حيث سجل دستور‬
‫‪ 2011‬تمتع الرجل و المرأة « على قـدم المسـاواة ‪ ،‬بالحقـوق و الحريـات المدنيـة و‬
‫السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البيئية ‪( »...‬الفصل‪ ،)19‬و أكد سعي‬
‫الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الجنسيـن كما تـم إقرار هيئـة دستوريـة هـي هيئة‬
‫المناصفة و مكافحة كل أشكال التمييز‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لقد كان للمؤسسة الملكية دورا محوريا في توجيه المؤسسات السياسية الوطنية‬
‫إلتخاذ التدابير الرامية إلى خلق مجال أوسع للمرأة و ضمان مشاركتها االيجابية في الحياة‬
‫السياسية‪ ،‬وذلك عبر الخطب الملكيـة و التـي تعتبـر آليـة أساسيـة فـي تحديـد التوجهات‬
‫العامة للسلطتين التنفيذية و التشريعية بالبالد‪" ،‬و في نفس السياق ندعو الحكومة و‬
‫البرلمان إلى التعاون المثمر من أجل إيجاد اآلليات الناجعة لتشجيع حضور مالئم وأوسع‬
‫للمرأة في المجالس الجماعية‪ ،‬ترشيحا و انتخابا‪ ،‬غايتنا المثلى ضمان التمثيلية المنصفة‬
‫للنساء في الجماعات المحلية و باألساس تمكين مجالسها من اإلستفادة من عطاء المرأة‬
‫‪111‬‬
‫المغربيـة المؤهلــة بما هو معهـود فيها من نزاهة و واقعية و غيرة اجتماعية"‪.‬‬
‫و عموما فإن اإلرادة السياسية للملك محمد السادس كان لها األثر الكبير في اقتحام المرأة‬
‫لمجموعة من القطاعات التي ظلت في السابق حكرا على الرجال‪ ،‬كالحقل الديني و األمني‬
‫و اإلدارة الترابية‪ ،‬حيث واصل الملك و منذ توليه الحكم ترجمة رؤيته لقضية المرأة‬
‫بممارسة سلطتي التشريع و التعيين فغدا بذلك مصـدر كـل التشريعات الحاسمة و المثيرة‬
‫للجدل بخصوص الوضعية القانونية لنساء المغرب‪ ،‬و في الوقت نفسه ظهر كأقوى‬
‫مناصر إلحتالل المرأة لبعض المناصب التي احتكرها الذكور منذ االستقالل عبر توظيفه‬
‫سلطة التعيين فـ ـ ــي المناص ـ ــب الس ـ ــاميـ ـ ــة داخ ـ ـ ــل مـ ــوقـ ـ ــع ال ـ ـقـ ـ ــرار الس ـيـ ــاسـ ــي و‬
‫اإلقـ ـتـ ـص ـ ـ ـ ــادي‬
‫واإلجتماعي‪ ،‬بل و حتى الفكري فأول إمرأة تحصل على عضوية أكاديمية المملكة و التي‬
‫ظلت قلعة للذكور منذ تأسيسها‪ ،‬كانت السيدة رحمة بورقية التي عينها الملك في سنة‬
‫‪ 2002‬عضوا بالمؤسسة الفكرية ذاتها‪ ،‬كما كانت قرارات الملك وراء فتح أبواب بعض‬
‫القطاعات الذكورية في وجه النساء كالحقل الديني الذي شهد تخرج ‪ 50‬مرشـدة دينيـة‬
‫ألول مـرة في تاريخ المملكة و اإلدارة الترابية التي شهدت ولوج النساء إلى مواقع قرار‬
‫الشأن المحلي و األمني‪.‬‬
‫‪ 111‬مقتطف من خطاب الملك السادس بمناسبة افتتاح الدورة األولى للبرلمان السنة التشريعية الثانية ‪ – 2009-2008‬الرباط الجمعة‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪.2008‬‬

‫‪200‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و عموما فالملك محمد السادس بدعمه لقضية المرأة يعزز بذلك مشروعه السياسي‬
‫داخليا‪ ،‬فمن جهة فهو يضع متاريس قوية أمام زحف اإلسالميين‪ ،‬و من جهة أخرى ال‬
‫يترك التيار الحداثي يتجاوزه في هذا الخصوص و هذا الوضع يجعله في موقع قوة‬
‫مستغال التناقض الجوهري بين المطالبين بتحرير المرأة و بين الداعين إلى التشبث‬
‫بالمرجعية الدينية‪ ،‬و قد انعكست هذه اإلستراتيجية إيجابا على وضعية المرأة المغربية‬
‫خاصة في المجال السياسي حيث الحظنا ومنذ تولي الملك محمد السادس العرش ارتفعت‬
‫تمثيلية النساء السياسية سواء على المستوى المحلي أو التشريعـي‪ ،‬بـل و حتى في مناصـب‬
‫إتخـ ـ ــاذ الـ ـق ـ ــرار‪،‬‬
‫وأولد ذلك دينامية متنامية لدى المجتمع المدني المدافع على هذه القضية‪ ،‬و برزت مع ذلك‬
‫مذكرات و ملفات مطلبية خاصة من لدن "الحركة من أجل الثلث في أفق المناصفة"‪ ،‬التي‬
‫احتضنت هذا الملف و ترافعت عليه أمام السلطة التنفيذية و التشريعية و كرست ثقافة‬
‫الحوار مع األحزاب المغربية كلما حّلت اإلنتخابات‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق‪ ،‬و الدور الذي لعبته المؤسسة الملكية في مجال توجيه بعض‬
‫التشريعات القانونية يمكن أن نطح مجموعة من األسئلة و التي ستكون موضوع بحثنا في‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫ما هو الدور الذي لعبته المؤسسة الملكية في مجال التمثيلية السياسية للنساء‬ ‫‪‬‬
‫على المستوى السياسي؟‬
‫و كيف تفاعلت الهيآت السياسية مع هذا التوجه؟‬ ‫‪‬‬
‫و هل كان لها إنعكاس إيجابي على هذه التمثيلية؟‬ ‫‪‬‬

‫الفقـرة الثانيــة ‪ :‬على مستوى المبادرات الذاتية‪.‬‬


‫منذ تولي الملك محمد السادس العرش سنة ‪، 1999‬انطلقت اإلشارات األولى بأن‬
‫الملك سيقود التغيير اتجاه إدماج و دعم مشاركة المرأة في الحياة العامة‪ ،‬حيث برز ذلك‬
‫من خالل كسر التقاليد المتوارثة عن الملوك الذين سبقوه و اللذين ظلوا متشبثين بالتقاليد‬

‫‪201‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫في عالقاتهم مع النسـ ـ ــاء‪ ،‬وأول مبادرة إتخذها الملك برزت من خالل منحه لزوجته لقب‬
‫لال سلمى و هو لقب كان مقتصرا في السابق على بنات الملوك دون سواهن من نساء‬
‫القصر بمن فيهم أم الملك‪ ،‬كما أزاح الملك محمد السادس الكثير من الستائر التي حجبت‬
‫حياة نساء القصر‪ ،‬فألول مرة في تاريخ الملوك العلويين تنخرط زوجة الملك األميرة لال‬
‫سلمى في المجال العام وتكسير الصورة النمطية عن زوجات الملوك‪ ،‬حيث انخرطت‬
‫زوجة الملك في العمل المدني عبر جمعية "لالسلمى لمحاربة السرطان" و كذلك من خالل‬
‫مشاركتها في الملتقيات الوطنية و الدولية في نفس الموضوع‪.‬‬
‫و في الوقت الذي ظلت فيه النساء مستبعدات عن البرلمان و الحكومة و بعض‬
‫مواقع القرار في المغرب طيلة فترة حكم الحسن الثاني حتى مطلع التسعينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وخالفا لهذا التوجه عين الملك محمد السادس الكثير من الوجوه النسائية في‬
‫مواقع المسؤولية و ببعض القطاعات أو المؤسسات التي ظلت حكرا على الرجال‪ ،‬كما‬
‫مكن النساء من نظام "الكوطا" و الذي سمح بدخول النساء إلى البرلمان و أنيط بسبع نساء‬
‫مسؤوليات وزارية‪ ،‬فالملك محمد السادس و حسب مصادر واكبت مفاوضات تشكيل‬
‫حكومة عباس الفاسي يرجع له الفضل في اختيار الوزيرات اللواتي ثم تكليفهن بحقائـب‬
‫وزارية‪ ،‬كوزارة التضامـن اإلجتماعـي و الثقافـة و الرياضـة و الطاقة و الصحة‪ ،‬حيث قفز‬
‫عدد النساء في حكومة عباس الفاسي إلى سبـع وزيرات بدل اثنتين فقط في تشكيلة حكومة‬
‫‪112‬‬
‫وهو ما يقارب ربع عدد أعضاء الحكومة المكونة من ‪ 33‬وزيرا‪.‬‬ ‫إدريس جطو‪،‬‬
‫و بالموازاة مع هذه المبادرات سيطلق الملك محمد السادس سلسلة من اإلصالحات‬
‫الجوهرية بغية التقدم بالحقوق السياسية للمرأة المغربية من خالل تبويئها مكانة متميزة في‬
‫مواقع القيادة السياسية و تدبير مؤسسات القرار السياسي‪.‬‬
‫و كإجراء أولي و عملي لهذا التوجه ستعرف استحقاقات شتنبر ‪ 2002‬تقدما نوعيا على‬
‫مستوى التمثيلية النسوية‪ ،‬حيث وصلت هذه التمثيلية إلى ‪ %10,8‬فيما كانت قبل ذلك‬
‫‪ 112‬فاطمة الزهراء البوركيبى‪ ،‬المشاركة السياسية للنساء بالمغرب أية حكامة ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام السنة‬
‫الجامعية ‪ 2013- 2012‬ص ‪44‬‬

‫‪202‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التاريخ ضئيلة جدا(‪ )%0,6‬ليصبح المغرب بعد انتخابات ‪ 2002‬يحتل الرتبة ‪ 71‬عالميا‬
‫على مستوى تمثيل النساء في البرلمان‪ ،‬و بالموازاة مع هذا القرار التاريخي للملك محمد‬
‫السادس برزت في اإلنتخابات الجماعية لسنة ‪ 2009‬جملة من التدابير الديمقراطية التي‬
‫تنسجم مع هذه التوجهات‪ ،‬يأتي في مقدمتها الرفع من تمثيلية النساء داخل الجماعات‬
‫الترابية ‪ ،‬خصوصا إذا ما استحضرنا أنه من أصل حوالي ‪ 14‬ميلون ناخب في‬
‫استحقاقات ‪ 2009‬نجد ‪ 46‬في المائة من الهيئة الناخبة كن من النساء‪.‬‬
‫كما أنه من أصل مليون و ستمائة ألف مسجل جديد في االستحقاقات الجماعية ‪2009‬‬
‫‪113‬‬
‫كان هناك ‪ 46‬في المائة يمثلن النساء و هو رقم له دالالته القوية‪.‬‬
‫لقد كانت اإلشارات التي وجهها الملك محمد السادس لمختلف المتدخلين في الشأن‬
‫العام و السياسي بالخصوص تقوية حضور المرأة في المجال العام وضمان حقوقها خاصة‬
‫السياسية منها‪ ،‬ومن ضمن هذه اإلشارات مضمون الرسالة الملكية التي وجهها إلى‬
‫المشاركات في القمة العالمية للنساء بمراكش سنة ‪ " 2004‬فإننا آلينا على نفسنا أن نحسن‬
‫وضع المرأة بتعزيز مكتسباتها و السهر على تمتيعها بحقوقها اإلنسانية و االقتصادية و‬
‫السياسية‪ ...‬كما أننا حريصون على تحرير المرأة من كل أشكال الحيف التي تعاني منها‬
‫و على تطوير الترسانة القانونية‪ ،‬تماشيا مع ما تبديه من وعي بحقوقها و واجباتها و ما‬
‫‪114‬‬
‫تحقق للمغرب من تقدم في شتى المجاالت"‪.‬‬
‫و هو األمر الذي شكل نقطة تحول بارزة في مسار وضعية المرأة القانونية التي‬
‫شهدت عقب ذلك أحداثا و وقائع متتالية‪ ،‬كان آخرها إعادة النظر في الوثيقة الدستورية و‬
‫ما جابت به من فصول محفزة لحقوق المرأة خاصة ما تعلق بمحاربة كافة أشكال التمييز‬
‫مع إقرار مبدأ المساواة في الحقوق بين الرجل و المرأة‪ ،‬مما سيمنح للنساء و خاصة‬
‫الجمعيات الحقوقية قاعدة دستورية لترافع في عالقاتها مع المؤسسة الحكومية و‬

‫‪ 113‬محمد زين الدين "الحقوق السياسية للمرأة بين التمثالت المجتمعية و الترسانة القانونية مجلة مسالك في الفكر و السياسة و‬
‫االقتصاد عدد مزدوج ‪ 2013/ 24- 23‬ص ‪.28‬‬

‫مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركات في القمة العالمية للنساء بمراكش سنة ‪..2004‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪203‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التشريعية‪ ،‬و بالتالي يمكن اعتبار أن اإلشارات التي أعطاها الملك كان لها الوقع الكبير‬
‫اتجاه منح مزيد من الحريات للمرأة المغربية مع ضمان حقوقها و الدفع باتجاه اشراكها‬
‫في الحياة السياسية كفاعل ايجابي ال كرقم في الكتلة الناخبة المغربية‪ ،‬و من ثم كان ال بد‬
‫على مجموعة من المؤسسات ذات الصلة أن تستجيب لهذه المتغيرات و أن تضع آليات‬
‫جديدة لدعم مشاركة النساء سياسيا من قبيل وزارة الداخلية التي أنشأت صندوقا لدعم‬
‫التمثيلية السي ــاسي ـ ــة للنس ـ ـ ـ ــاء‬
‫و كذلك المجلس الوطني لحقوق اإلنسان الذي يعتبر مؤسسة حقوقية على المستوى‬
‫الوطني من بين ما يناط به تدعيم مبادئ المساواة و محاربة جميع أنواع التمييز‪ ،‬هاتين‬
‫المؤسستين ستكونان موضوع بحثنا في المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬وزارة الداخليـة و المجلــس الوطنــي لحقـوق اإلنسـان‪.‬‬
‫لقد كان من الضروري لتفعيل و تقوية حضور المرأة المغربية على مستوى الساحة‬
‫السياسية‪ ،‬ابتكار آليات جديدة من خاللهـا يتم دعم وجود النساء و يقوي قدراتهن في‬
‫المجال السياسي‪ ،‬ولتحقيق هذا الهذف عملت وزارة الداخلية المغربية إلى إحداث صندوق‬
‫لتقوية قدرات النساء التمثيلية سمي " بصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء"‪ ،‬عبر اعتماد‬
‫مجموعة من المساطر و اإلجراءات‪ ،‬كإحداث لجنة تتولى مهمة اقتراح البرامج و انتقاء‬
‫المشاريع قصد تمويلها إما جزئيا أو كليا للرفع من تمثيلية النساء سياسيا‪.‬‬
‫أما فيما يخص المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬هذا األخير الذي إنبثق عن‬
‫المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان كان و الزال من ضمن أهدافه الدفاع عن حقوق‬
‫اإلنسان و العمل على تنزيلها على أرض الواقـع‪ ،‬مع الحفـاظ على التوازنـات بين المواثيـق‬
‫الدوليـة و التشريعات الوطنية‪ ،‬مما أكسبه دورا محوريا في مجال الدفاع عن حقوق‬
‫اإلنسان ومن تم حقوق النساء‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وزارة الداخلية "صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء" السياسية‪.‬‬
‫لقد اعتبر "صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء" من ضمن المبادرات الحكومية‬
‫التي عملت الدولة المغربية إلى إقراره من خالل وزارة الداخلية‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة‬
‫المشرفة األولى على العمليات اإلنتخابية‪ ،‬و لتحقيق هذا الغرض تم استصدار مجموعة من‬
‫الظهائر و المراسيم و القرارات‪ ،‬كان من ضمنها القرار المتشرك لوزير الداخلية و وزير‬
‫االقتصاد و المالية رقم ‪ 403-09‬و المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 2009‬بشأن شروط و كيفيات‬
‫وطريقة صرف الدعم المخصص لتقوية قدرات النساء التمثيلية بمناسبة االنتخابات العامة‬
‫الجماعية و التشريعية‪ ،‬رهانه الرفع من التمثيلية النسوية في المجال السياسي مع تمكين‬
‫المرأة المغربية من بلوغ مستوى يتيح لها ولوج العمل السياسي بشكل أفضل‪ ،‬حيث‬
‫ركزت اللجنة المشرفة على استقبال الطلبات على مجموعة من المجاالت من قبيل‪:‬‬
‫تعزيز مشاركة المرأة في االستحقاقات االنتخابية تصويتا و ترشيحا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوية قدرات المرأة في مجال تدبير الشأن المحلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪115‬‬
‫تقوية قدرات المرأة في مجال التنمية البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن خالل المجاالت التي حددت كتيمات للتكوين‪ ،‬يتضح لنا أنها تخص تأهيل المرأة‬
‫المغربية لكي تكون شريكا كامل المسؤولية إلى جانب الرجل للقيام بأعمال التدبير المحلي‬
‫و الوطني عبر وصولها لمراكز القرار‪ ،‬ألن التكوين المستمر عبر استهداف مجموعة من‬
‫الشرائح خاصة النساء الشابات يمكن أن ينعكس إيجابا على أهلية و مردودية المرأة‬
‫المغربية‪ ،‬لكن هذا التحفيز ال يمكن أن يقتصر على مبادرات معزولة دون إشراك مباشر‬
‫للقطاعات النسائية الحزبية مع تفعيل المساطر القانونية الملزمة لألحزاب السياسية خالل‬

‫‪115‬‬
‫دليل حول مسطرة طلب المشاريع " وزارة الداخلية " صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء ص ‪ 3‬ابريل ‪.2009‬‬

‫‪205‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫اختيارها لمرشحيها‪ ،‬ألن واقع الحال يثبت أن مشاركة المرأة المغربية في الحياة السياسية‬
‫تطور خالل السنين األخيرة لكن تمثيليتها السياسية ال ترقى إلى المستوى الذي يجـب أن‬
‫تكـون عليه‪ ،‬خاصة وأن درجة المطالب التي تنادي بها الجمعيات النسائية تبقى مرتفعة‬
‫على ما تحقق‪ ،‬أضــف إلى ذلك المستجـدات التي جاء بها دستور ‪ 2011‬و درجة اإلنصاف‬
‫الذي حققه لصالح المرأة المغربية مما يضع جميع الفاعلين السياسيين مع إختالف مواقعهم‬
‫أمام حرج التنزيل الدستوري‪ ،‬خاصة و نحن نعلم درجة العقلية الذكورية السائدة و حدر‬
‫األحزاب السياسية من أخذ المغامرة بترشيح نساء على رأس اللوائح اإلنتخابية‪ ،‬و بذلك‬
‫يمكن أن نقول بأن مثل هذه المبادرات و غيرها يمكن أن تؤثر بشكل جزئي على مسار‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‪ ،‬و بالتالي فنتائجها ال يمكن أن نلمسها إال على المستوى‬
‫المتوسط أو البعيد فهذه المسألة يمكن أن نقيسها بمسألة العزوف عن المشاركة السياسية و‬
‫ما تبعها من انعكاسات على المشهد السياسي المغربي‪ ،‬لدى فصندوق دعم تمثيلية النساء‬
‫ما هو إال مبادرة معزولة يستلـزم األخذ بنتائجـها‪ ،‬و اإلكثار من مثيالتها‪ ،‬وفي مجموعة‬
‫من المستويات و القطاعات حتى يمكن للمواطن المغربي أن يستوعب أن ما لرجل من‬
‫قدرات تدبيرية كانت لنظيرته المرأة‪ ،‬مما سينعكس و مع الزمن على نظرة القصور التي‬
‫كانت سائدة اتجاه المرأة لتتحول إلى نظرة مشبعة بالثقة و القدرة الكاملة على التدبير في‬
‫المجال العام و خاصة السياسي منه‪.‬‬
‫و لتحديد حجم التدخل الذي يمكن أن تفرزه اللجنة المشرفة على صندوق الدعم‬
‫لتشجيع تمثيلية النساء و مدى التأثير الذي يمكن أن تحققه على هذه التمثيلية‪ ،‬سنعمل على‬
‫إبراز تكوين هذه اللجنة و اختصاصاتها و سير عملها‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تكويـن اللجنـــة‪.‬‬
‫حدد مقرر الوزير األول رقم ‪ 3- 07- 09‬الصادر في ‪ 4‬مارس ‪ 2009‬و المتعلق‬
‫بتأليف و سير اللجنة المكلفة باقتراح البرامج الهادفة إلى تقوية قدرات النساء التمثيلية‪،‬‬
‫حيث ضم هذا المقرر خمسة مواد‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التكوين‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫تتكون هذه اللجنة من خالل هذا المقرر و خاصة ما جاء في مادته األولى من ثالث‬
‫جهات أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬عضو يتم اقتراحه بصفة شخصية من طرف كل حزب من األحزاب السياسية التي‬
‫حصلت على نسبة ‪ %5‬على األقل من عدد األصوات المعبر عنها في آخر انتخابات‬
‫عامة تشريعية لمجلس النواب برسم الدوائر االنتخابية المحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬عضو يتم اقتراحه بصفة شخصية من طرف كل سلطة حكومية مكلفة بما يلي‪:‬‬
‫الداخلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاد و المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الطر و البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنمية االجتماعية و األسرة و التضامن الشؤون االقتصادية و‬ ‫‪‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫األمانة العامة للحكومة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬خمسة أعضاء من المجتمع المدني يقترحهم وزير الداخلية باعتبار خبرتهم و‬
‫‪116‬‬
‫عملهم في مجال تقوية القدرات التمثيلية للنساء أو الحكامة أو التنمية البشرية‪.‬‬

‫من خالل هذه التركيبة يتضح لنا أن اللجنة تضم أطيافا مختلفة ‪ ،‬مما يبرر لنا اعتماد‬
‫مقاربة تشاركية في تدبير هذه اللجنة ‪ .‬و من جهة أخرى تسمح بمنح الدعم بشكل شفاف‬
‫باعتبارها غير منسجمة في تركيبتها ‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية إضافة شخص من ذوي‬
‫الخبرة في هذا المجال و على سبيل االستشارة و ذلك باقتـراح من رئيـس اللجنـة و هو‬

‫‪116‬‬
‫المادة األولى من مقرر إحداث صندوق الدعم لتمثيلية النساء بالمغرب‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ممثل وزارة الداخلية و من خالل النظر إلى تركيبة اللجنة يتبين أنها تضم النساء بشكل‬
‫كبير (‪ 17‬من عضواتها من النساء و ‪ 2‬من الرجال)‪.‬‬
‫اختصاصــات اللجنــة و سير عملها‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫لقد تم التطرق لمجال اختصاصات هذه اللجنة و سير عملها في المادتين الثانية و الرابعة‬
‫من هذا المقرر‪ ،‬و هكذا فإن اختصاصات اللجنة تحدد على الشكل التالي‪:‬‬
‫اقتراح البرامج العامة الهادفة إلى تقوية قدرات النساء التمثيلية و األنشطة‬ ‫‪-1‬‬
‫المتعلقة بها و الممولة كليا أو جزئيا في إطار صندوق الدعم‪.‬‬
‫اقتراح البرامج و األنشطة التي تحظى باألولوية من حيث التمويل برسم‬ ‫‪-2‬‬
‫السنة الموالية‪.‬‬
‫اإلعالن عن طلب المشاريع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تلقي ملفات عروض المشاريع‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫دراسة العروض المقدمة و انتقاء المشاريع المؤهلة لإلستفادة من التمويل‬ ‫‪-5‬‬
‫العمومي في إطار صندوق الدعم‪.‬‬
‫اقتراح المشاريع المقبولة و المؤهلة لإلستفادة من التمويل في إطار صندوق‬ ‫‪-6‬‬
‫الدعم و كذا سقف التمويل الخاص بكل مشروع‪.‬‬
‫اقتراح التدابير الرامية إلى تحسين مساطر و كيفيات استعمال التمويل‬ ‫‪-7‬‬
‫العمومي في إطار صندوق الدعم‪.‬‬
‫إبداء اآلراء و االقتراحات حول التدابير التي تراها مناسبة للرفع من وثيرة‬ ‫‪-8‬‬
‫تمويل المشاريع‪.‬‬
‫تقسيم البرامج و األنشطة المنجزة في إطار تقوية قدرات النساء التمثيلية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪-10‬إعداد تقرير سنوي عن البرامج و األنشطة المنجزة يرفع إلى الوزير‬


‫‪117‬‬
‫األول‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫دليل حول مسطرة طلب المشاريع " صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء "‬

‫‪208‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫من خالل ما سبق يتضح لنا جليا أن إختصاصات هذه اللجنة ثم تحديدها فيما هو‬
‫استشاري دون تحديد هذه المادة للجهة المخولة لها تلقي اإلقتراحات‪ ،‬إال أنه و باعتبار أن‬
‫وزير الداخلية هو اآلمر بالصرف لإلعتمادات المخصصة لهذا الصندوق مما يمنحه‬
‫صالحية استقبال الطلبات‪ ،‬و عموما يبقى دور هذه اللجنة تقنيا و ليس تقريريا على اعتبار‬
‫أن عملها رهين بموافقة وزير الداخلية‪.‬‬
‫و عموما إذا رجعنا إلى اإلمكانات المادية المرصودة لهذا الصندوق نرى بأنها ال تتجاوز‬
‫مبلغ ‪ 10‬مليون درهما‪ /‬مما يؤكد أن الهدف المتوخى من هذا الصندوق ال يمكن له أن‬
‫يستجيب للمطالب النسائية في موضوع التمثيلية السياسية للنساء‪ ،‬خاصة وأننا نعلم حجم‬
‫القصور المسجل في هذا الباب و اإلمكانيات الكبيرة المطلوبة لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫الفقــرة الثانيــة‪ :‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫قبل التطرق إلى األدوار التي يمكن أن يلعبها المجلس الوطني لحقوق اإلنسان في‬
‫قضية التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب ال بد لنا و أن نتطرق للسياق العام الذي تمخض‬
‫عنه إنشاء هذا المجلس‪ ،‬هذا األخير أنشأ من خالل إعادة هيكلة المجلس اإلستشاري‬
‫لحقوق اإلنسان الذي تميزت أدواره في تجسيد إصالح وضعية حقوق اإلنسان عبر إرساء‬
‫القواعد األساسية للحريات و الحقوق المدنية و السياسية‪...‬الخ‪ ،‬و بذلك شكل المغرب‬
‫استثناء في المنطقة في هذا المجال و ذلك للعديد من اإلعتبارات أهمها اإلفراج عن‬
‫المعتقلين السياسيين‪ ،‬و مراجعة سلسلـة من التشريعات المرتبطة بمجال الحقوق و الحريات‬
‫العامة‪ ،‬و التعددية الحزبية التي حسم فيها المغرب منذ السنوات األولى لإلستقالل‪.‬‬
‫حيث جاء إحداث المجلس الوطني لحقوق اإلنسان كتكريس لمسلسل تعزيز دولة الحق‬
‫و القانون و المؤسسات‪ ،‬و ليحل محل المجلس اإلستشاري لحقوق اإلنسان‪ ،‬ليكون بذلك‬
‫إحدى المؤسسات الرئيسية المساهمة في عملية االنتقال الديمقراطي بالمغرب‪ ،‬خاصة على‬
‫مستوى الدفاع عن احترام حقوق اإلنسان و التزامات المغرب الدولية في هذا المجال‪ ،‬و‬

‫‪209‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أهم ما يميز المجلس الوطني لحقوق اإلنسان إكتسابه لمجموعة من الصالحيات التي حملها‬
‫الظهير المحدث له‪ ،‬و بذلك أهله ليكون جهازا قادرا على معالجة قضايا حقوق اإلنسان و‬
‫تحقيق الرقابة على حاالت انتهاكها حيث يمكن تحديد إختصاصاته على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مجـال حمايـة حقـوق اإلنسـان و الحريـات و الدفـاع عنهـا‪.‬‬
‫من ضمن إختصاصات المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬تعزيز القـدرة و التناسـق مع‬
‫المعاييـر الدوليـة فـي هـذا المجال و السيما مبادئ باريس‪ ،‬وذلك من خالل المشورة و‬
‫المراقبة و التحذير اإلستباقي‪ ،‬مع تقييم وضعية حقوق اإلنسان باإلضافة إلى التفكير و‬
‫إثراء النقاش بشأن القضايا المتعلقة بحقوق اإلنسان عبر مجموع التراب الوطني مع إعداد‬
‫تقارير سنوية‪ ،‬فهذا اإلختصاص ال بد للنساء في الحركات المدنية و الحقوقية استغالله‬
‫كآلية للضغط على الفاعلين السياسيين‪.‬‬
‫وبذلك فالمرافعة المستقبلية يجب أن تراهن على تجاوز إطار المطالبة القانونية إلى‬
‫مستـوى المطالبة الحقوقية‪ ،‬لتصبح بذلك قضية تمثيلية النساء السياسية مسألة حقوقية‬
‫بدرجة أولى‪ ،‬وهذا ما لحظناه من خالل تنظيم بعض الندوات من طرف المجلس الوطني‬
‫لحقوق اإلنسان كندوة وجدة مثال‪ ،‬والتي جاءت تحت عنوان" مبدأ المناصفة بين الرجال و‬
‫النساء "‬
‫إن هذا النوع من التحركات خاصة إذا جاء من طرف هيأة حقوقية وطنية سيكون له‬
‫انعكاسات ايجابية اتجاه تنزيل صحيح للمقتضيات الدستورية‪ ،‬و بالتالي يمكن إعتباره ورقة‬
‫ضغط من طرف الجمعيات النسائية وجب استثماره لتحقيق مطالبهن في هذا الصدد‪.‬‬
‫ثانيــا‪ :‬مالءمة النصوص التشريعية و التنظيمية الوطنية بالمعاهدات الدولية المتعلقة‬
‫بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫تعتبر مالءمة النصوص التشريعية و التنظيمية الوطنية للمعاهدات الدولية المتعلقة‬
‫بحقوق اإلنسان من ضمن اإلختصاصات المهمة التي أحدثها الظهير المحدث لهذا المجلس‬
‫‪ ،‬حيث أوكل إليه دراسة مدى مالئمة التشريعات الوطنية مع نظيراتها الدوليـة مما منـح‬

‫‪210‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫لهذا المجلس و بصفة استشارية مد الحكومة و البرلمان و كل األجهـزة األخـرى المختصـة‬


‫بـآراء و توصيـات و مقترحات و تقارير تتعلق بالقضايا المرتبطة بحقوق اإلنسان‪ ،‬مما‬
‫يمنح للجمعيات النسائية إمكانية التنسيق مع هذا المجلس لكي تتضمن تقاريره بعض‬
‫التوصيات المحفزة لتشجيع تواجد النساء في مراكز القرار‪ ،‬مع إمكانية مطالبة الحكومة و‬
‫المؤسسة التشريعية وعبر سياساتهما أن تتضمن بعض اإلجراءات لتقوية تواجد النساء في‬
‫المجال العام و السياسي خاصة‪.‬‬
‫و عموما و رغم توفره على إختصاصات أخرى يمكننا القول من خالل التطرق‬
‫لما جاء به الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق اإلنسان من تجديد سواء فيما يخص‬
‫تركيبته و استقالليته و الصالحيات المخولة له واألدوار التي يمكن أن يلعبها في ترسيخ‬
‫ثقافة ممارسة حقوق اإلنسان‪ ،‬مما تجعله كآلية يمكن اعتمادها للضغط لتحقيق جزء من‬
‫المطالب التي تنادي بها الجمعيات النسائية‪ ،‬خاصة و أن البعد الدولي في مجال حقوق‬
‫اإلنسان أصبح يخلق إحراجا لألنظمة السياسية و بالتالي يمكن اعتبار المقاربة الحقوقية‬
‫يمكن أن تمثل جزءا من إستراتجية النساء بالمغرب لبلوغ مطالبهن‪ ،‬خاصة و أن التشريع‬
‫الدستوري حسم النقاش لصالح النساء‪ ،‬و لم يتبقى سوى تنزيل صحيح للدستور يراعي‬
‫مصلحة البالد أوال و من خالله مصالح النساء المغربيات عموما في مسألة تمثيليتهن‬
‫السياسية‪.‬‬
‫المبحــث الثانــي‪ :‬المقاربـة المدنيـة و دورهـا في الرفـع من التمثيليـة السياسيـة للنسـاء بالمغـرب‪.‬‬

‫رغـم تعـدد المقاربـات المعتمـدة على الساحـة الوطنية و الرامية إلى دعم تمثيلية‬
‫النساء السياسية‪ ،‬و ذلك من خالل إعتماد برامج مؤسساتيه (صندوق دعم تمثيلية النساء‬
‫السياسية) أو من خالل مبادرات محددة كالخطب الملكية و ما ينتج عنها من توجيه‬
‫للسياسة الحكومية أو البرلمانية‪ ،‬مما أدت مجتمعة إلى إقرار إصالحات قانونية و مكتسبات‬
‫سياسية للمرأة المغربية‪ ،‬أفضت إلى تعزيز مشاركة المرأة في المجالس التمثيلية محليا و‬
‫وطنيا‪ ،‬غير أن هذه التدابير تبقى في مجملها تدابير مرحلية و تظل بحاجة إلى تدابير و‬

‫‪211‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إجراءات أخرى تقف على تجاوز المشاكل االجتماعية و الثقافية التي تحول دول تمكين‬
‫المرأة بشكل فعال‪.‬‬
‫و المسجل حاليا و بشكل واسع استياء الحركات النسائية من التهاون و التحفظ‬
‫الكبير لألحزاب السياسية إزاء مشاركة النساء السياسية من خالل عدم إتاحتهن الفرصة‬
‫للوصول إلى المؤسسات المنتخبة بشكل يعكس المستوى الدستوري و الحقوقي الذي بلغه‬
‫المغرب‪.‬‬
‫هذا الواقع يعطي الشرعية لبروز مقاربات جديدة أبانت عن جدواها في مجموعة من‬
‫األنظمة السياسية‪ ،‬ومن ضمنها المقاربة المدنية وما ينتج عنها من مرافعة مدنية من خالل‬
‫إعتماد سياسية الملفات المطلبية للضغط على أصحاب القرار السياسي‪ ،‬وهذا ما إتجهت‬
‫إليه الحركات النسائية المغربية من خالل توجيه مجموعة من المطالب و التي إعتبرتها‬
‫أساسية لتحقيق تمثيلية سياسية مشرفة للمرأة المغربية ويمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫وضع األحزاب ل‪":‬كوطا" داخلية تكفل حضور النساء بالمجالس المنتخبة‬ ‫‪‬‬
‫محليا و وطنيا‪ ،‬عبر وضع النساء على رأس اللوائح بناء على الكفاءة ‪ ،‬ضمن‬
‫سياق إستراتيجية وطنية متوسطة و بعيدة المدى تقودها الدولة و المجتمع المدني‬
‫للتحسيس بالدور الهام الذي يمكن أن تلعبه النساء على مستوى تدبير الشأن العام‬
‫المحلي و الوطني‪.‬‬
‫انخراط اإلعالم و مؤسسات التنشئة اإلجتماعية بكل أشكالها في إبراز‬ ‫‪‬‬
‫قدرات المرأة بما يسمح بتجاوز الصورة السلبية و النمطية المكرسة على المرأة‪،‬‬
‫من خالل الترويج ألهميـة تطويـر تمثيليـة المـرأة في الجماعات المحلية و إنعكاساتـها‬
‫اإلجابيـة علـى تدبيـر الشـؤون المحلية و الوطنية‪.‬‬
‫فكيف يمكن للمقاربة المدنية أن تكون ذات فعالية اتجاه تقوية حضور المرأة‬ ‫‪-‬‬
‫المغربية سياسيا؟‬
‫و ما هي التدابير التي يعتمدها المجتمع المدني في هذا اإلتجاه؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪212‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المطلــب األول‪ :‬المجتمع المدنــي‪.‬‬


‫قبل التطرق لألدوار التي يمكن أن يلعبها المجتمع المدني في موضوع تمثيلية النساء‬
‫السياسية ال بدلنا أن نعرف هذا الفاعل المحوري داخل األنظمة السياسية و المجتمعية‪،‬‬
‫حيث حظي مفهوم " المجتمع المدني" باهتمام خاص من قبل الباحثين بمختلـف توجهاتهـم‬
‫اإليديولوجيـة و الفكريـة‪ ،‬البرجوازية منها و الماركسية‪ ،‬و قد كانت للكل وجهته و نظرته‬
‫الخاصة‪ ،‬لكنها تصب عموما في فكرة واحدة مؤداها‪ ،‬أن هذا المجتمع يتوسط المجال‬
‫الممتد بين األسرة كمؤسسة اجتماعية و الدولة كمؤسسة سياسية سلطوية‪ ،‬كما أن المجتمع‬
‫المدني هو مجتمع مستقل إلى حد كبير عن إشراف الدولة المباشر فهو يتميز باإلستقاللية‬
‫و التنظيم التلقائي و روح المبادرة الفردية و الجماعية و العمل التطوعي و الحماسة من‬
‫أجل خدمة المصلحة العامة و الدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة‪ ،‬و رغم أنه يعنى من شأن‬
‫الفرد إال أنه ليس مجتمع الفردية بل على العكس مجتمع التضامن عبر شبكة واسعة من‬
‫‪118‬‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫و بالتالي ال يمكن عزل دور المجتمع المدني المغربي وخاصة حركاته النسائية‬
‫على المفاهيم التي أشرنا إليها سابقا‪ ،‬حيث توجهت بعض مكونات الحركة النسائية و‬
‫خاصة المدنية منها بالمغرب إلى المطالبة بإعادة النظر في تطبيق نظام اللوائح اإلضافية‬
‫التي أتت في إطار توافقات سياسية من أجل تمثيل سياسي منصف للنساء على المستوى‬
‫البرلماني و المحلي‪ ،‬كما أثارت الحركات النسائية إلى أن المقترحات التي تم التوافق‬
‫بشأنها بيـن الحكومـة و األحـزاب السياسيـة تعد خدالنا لنصف المجتمع‪ ،‬و خروجا عن‬
‫روح و مقتضيات الدستور الذي صوتت عليه النساء بكثافة‪.‬‬
‫وباعتبار أن مطالب الحركات النسائية لم تتحقق لحد اآلن‪ ،‬و أن مسار تحقيقها‬
‫يتطلب تفعيل مجموعة من اآلليات و إشراك مجموعة من الفاعلين حتى يستجيب الفاعل‬
‫السياسي بمطالب الحركة النسائية‪ ،‬و يقتنع أن ما لرجل من تجارب راكمها خالل‬
‫‪ 118‬د‪ /‬الحبيب الجنحاني ‪ ،‬المجتمع المدني كراسات استراتيجية ‪ ،‬مجلة فصلية تصدر عن مركز الدراسات و البحوث االستراتيجية‬
‫بجامعة دمشق ‪ ،‬العدد األول – السنة األولى‪ -‬خريف ‪ 2000‬ص ‪.12‬‬

‫‪213‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الممارسة المباشرة في المشهد السياسي المغربي‪ ،‬سيكون كذلك للمرأة دورا في تأثيث‬
‫المشهد السياسي و العمومي من خالل ما راكمته كذلك من تجارب‪ ،‬خاصة و أننا نتحدث‬
‫عن النخبة السياسية النسائية بالمغرب‪.‬‬
‫و لتحقيق هذه األهداف سنتطرق في هذا المطلب آلليتين أبانتا من خالل تجارب سابقة‬
‫نجاعتهما في دعم تمثيلية النساء السياسية خاصة في األنظمة الديمقراطية‪.‬‬

‫الفقــرة األولـــــى‪ :‬آليـــات المرافعــــــة‪.‬‬


‫إن مشاركة المرأة في الحقل السياسي الزالت مشاركة رمزية (المرأة = صوت =‬
‫ناخبة)‪ ،‬و يظهر ذلك بشكل جلي من خالل نسبة تمثيلتها في مواقع صناعة القرار على‬
‫مستوى المؤسسات التمثيلية‪ ،‬و من أجل تجاوز هذه الصعوبات التي تحول دون ممارسة‬
‫المواطنة الكاملة للنساء‪ ،‬نعتبر أن إعتماد آلية المرافعة قد أبانت نجاعتها كما اشرنا إلى‬
‫ذلك سابقا و قبل التطـرق إلى هـذه اآللية ودورها في دعم مطالب الحركة النسائية‬
‫المغربية‪ ،‬سنعمل على تعريـف هذا المفهـوم و المقاربـات التـي يعتمدها و شروط نجاحه مع‬
‫إبراز بعض التجارب الوطنية في هذا المجال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريــف المرافعــة‪.‬‬
‫المرافعة نشـاط يهـدف إلى تغيير التصورات و اإلستراتيجيات و البرامج الفردية و‬
‫المؤسساتية‪ ،‬و هي تقوم على التعليل و الحجاج و اإلستدالل من أجل اإلقناع بفكرة أو‬
‫‪119‬‬
‫موقف‪ ،‬كما أنها تعني اإللتزام المبدئي و األخالقي للدفاع عن قضايا تهم الشأن العام‬
‫كما يعتبر الترافع‪:‬‬
‫فعل تواصلي يهدف إعالم و تبليغ قضية إلى الرأي العام "المواطنين و‬ ‫‪‬‬
‫المواطنات "من أجل إيجاد حل لها‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫النسيج المحلي لشركاء المدرسة ‪ ،‬دليل المدرسة المغربية و التعبئة المجتمعية منشورات منتدى المواطنة ‪ 2011‬ص ‪45‬‬

‫‪214‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إستراتيجية تأثير مترابطة و متكاملة تستهدف صنـاع القـرار السياسـي أو‬ ‫‪‬‬
‫التشريعي أو التنظيمي لتيسيـر الطريـق أمـام المسـاواة و الكرامـة و العدالة‪.‬‬
‫و هو فعل يتوخى النجاعة و الفعالية من أجل تبني قوانين أو تغييرها أو‬ ‫‪‬‬
‫القيام بإجراءات لصالح سياسة معينة أو تغييرها‪.‬‬
‫كما أنه إلتزام مجموعة من الفاعلين داخل المجتمع المدني من أجل إطالق‬ ‫‪‬‬
‫صيرورة للتغيير اإلجتماعي الهادف لتحسين أوضاع‪:‬‬
‫فئة اجتماعية عريضة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النساء و الرجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشخاص في وضعية إعاقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫و يصدر هذا الترافع عن جمعية أو منظمة أو تحالف بين مجموعة من المنظمات‪.‬‬


‫ثانيـــا‪ :‬مقاربات المرافعــة و قيمتهــا‪.‬‬
‫عندما تترافع إحدى الهيآت المجتمعية عن فكرة أو قضية ما فهي مضطرة لتبني واحدة‬
‫من المقاربات الممكنة اآلتية‪:‬‬
‫المقـاربـة السلبيــة‪ :‬تبرز سلبيات األفكار المقدمة من قبل اآلخرين لكنها ال‬ ‫‪‬‬
‫تقدم بذائل و بالتالي فإنها ال تسمح بتحقيق توافقات و تجاوز حاالت االحتقان في‬
‫التصورات‪.‬‬
‫المقاربـة التفاعليـــة‪ :‬تعتمد مبدأ اإلشراك القائم على مواقف جهات أخرى‬ ‫‪‬‬
‫مثل الجمعيات و األحزاب و الجهات الرسمية‪ ،‬أي أنها تشراك وسطاء آخرين في‬
‫تدبير اإلختالفات الطارئة‪.‬‬
‫المقاربــة الفعـالــة‪ :‬هي التي توظف المقاربتين معا بعد أن تقوم بالتشخيص‬ ‫‪‬‬
‫الضروري لمعرفة طبيعة الموضوع و تفاصيله‪ ،‬و هي مقاربـة تسمـح بإتخـاذ‬
‫الـقرارات بنـاء على تصورات علمية‪ ،‬و تسمح بتفعيل أدوار أطراف أخرى ذات‬

‫‪215‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫خبرة في مجال تدبير اإلختالفات و النزاعات مثلما هو الحال مع النقابات أو هيآت‬


‫‪120‬‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬

‫إن واقع الحال يؤكد أن التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب قد تحسنت في الفترة الممتدة ما‬
‫بين االنتخابات التشريعية ‪ 2011- 2002‬إذ إنتقلت من المحصلة الصغرى التي سادت‬
‫لسنوات (‪ )%0,6‬إلى (‪ )%17‬بفضل مجهودات عديدة لمجموعة من المتدخليـن و‬
‫المتدخـالت و إلـى الحركـة النسائيـة بصفـة عامة‪ ،‬و بفعل العمل الكبير الذي تم على‬
‫مستوى الترافع‪ ،‬من خالل تنظيم مجموعة من اللقاءات و الندوات المحلية و الجهوية من‬
‫أجل التحسيس بالتهميش الذي تعانيه المرأة المغربية في المجال السياسي‪ ،‬مؤكدة من خالل‬
‫هذه اللقاءات أن مشاركة المرأة الفعالة في الحياة السياسية و في القيادة و إتخاذ القرار‬
‫يدخل في صلب التعديالت الديمقراطية‪.‬‬
‫و لتكريس هذه المبادئ عملت الحركة من أجل الثلث (التي إتخدناها سابقا كنموذج‬
‫للجمعيات المدنية التي ترافع من أجل الرفـع من تمثيليـة النساء السياسية) على تنظيم‬
‫مجموعة من الندوات و اللقاءات في إطار حملة ‪ 733‬يوما توزعت جغرافيا على المناطق‬
‫‪121‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫مكانها‬ ‫تاريخ انعقادها‬ ‫موضوع اللقاء ‪ /‬الندوة‬


‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 28‬شتنبر‪2007‬‬ ‫‪-‬التمثيلية السياسية للنساء‬
‫رهان أساسي للبناء‬
‫الديمقراطي‪ :‬أي تقسيم‬
‫لإلنتخابات التشريعية‬
‫مراكش‬ ‫‪ 9‬فبراير ‪2008‬‬ ‫‪-‬الحملة الوطنية من أجل‬
‫ثلث المقاعد المنتخبة للنساء‬

‫‪ 120‬د‪ /‬الحبيب الجنحاني ‪ ،‬المجتمع المدني كراسات استراتيجية ‪ ،‬مجلة فصلية تصدر عن مركز الدراسات و البحوث االستراتيجية‬
‫بجامعة دمشق ‪ ،‬العدد األول – السنة األولى‪ -‬خريف ‪ 2000‬ص ‪.12‬‬
‫‪121‬‬
‫العربي ايعيش ‪ ،‬اللوبي النسائي المغربي و معركة الثلث في أفق المناصفة دفاتر وجهة نظر الطبعة األولى ‪ 2012‬ص ‪.95- 94‬‬

‫‪216‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫في اإلنتخابات الجماعية‬


‫المقبلة في أفق المناصفة‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 5‬مارس ‪2008‬‬ ‫‪-‬ندوة صحفية حول تقديم‬
‫المذكرة المطلبية "ميثاق‬
‫جماعي يستجيب للنوع‬
‫اإلجتماعي"‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 15‬مارس ‪2008‬‬ ‫‪-‬التمثيلية السياسية للنساء‬
‫رافعة للتنمية اإلجتماعية‪.‬‬
‫الصويرة‬ ‫‪ 26‬يونيو ‪2008‬‬ ‫‪-‬التسيير الجماعي أية‬
‫مقاربة و أية حكامة‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 14‬يوليوز ‪.2008‬‬ ‫‪ -‬التسيير الجماعي أية‬
‫مقاربة و أية حكامة‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 29‬شتنبر ‪2008‬‬ ‫‪-‬ندوة صحفية حول تقديم‬
‫المذكرة المطلبية " الثلث في‬
‫اتجاه المناصفة‪ ...‬ممكن من‬
‫خالل القانون اإلنتخابي‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 24‬أكتوبر ‪2008‬‬ ‫‪-‬آليات التمييز اإليجابي و‬
‫المشاركة السياسية للنساء‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 04‬دجنبر ‪2008‬‬ ‫‪-‬دور األحزاب في دعم‬
‫المشاركة السياسية للنساء‬
‫على ضوء تحضير مدونة‬
‫اإلنتخابات‪.‬‬
‫الدار البيضاء‬ ‫‪ 11‬مارس ‪2009‬‬ ‫‪-‬النساء في المجالس‬

‫‪217‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المنتخبة ‪:‬رافعة للحكامة و‬


‫التنمية و الديمقراطية‬
‫المحلية‪.‬‬

‫من خالل ما جاء في الجدول أعاله يتضح أن الحركة قامت بعقد مجموعة من اللقاءات‬
‫و الندوات‪ ،‬وفي مجموعة من المواضيع ذات الصلة بتمثيلية النساء السياسية‪ ،‬إال أن‬
‫المالحظ من خالل هذا الجدول و الذي أخدناه على سبيل المثال إلبراز الطريقة المعتمدة‬
‫في اشتغال الجمعيات النسائية بالمغرب‪ ،‬أن هذه الندوات جاءت ممركزة في مدينة الدار‬
‫البيضاء مما يجعل نتائجها محدودة جغرافيا و موجهة إلى نخبة حضرية و في إطار‬
‫جمعوي محض‪ ،‬إضافة إلى انعقادها في فضاءات مغلقة مما يجعل عملية التواصل مع‬
‫العموم محصورة‪ ،‬في الوقت الذي يجب أن تكون آلية المرافعة موجهة ألصحاب القرار‬
‫السياسي لتأثير عليهم لغرض دفعهم إلتخاذ إجراءات عملية إتجاه تقوية الحضور السياسي‬
‫للنساء بالمغرب و لهذا اعتمدت الحركة من أجل الثلث في أفق المناصفة اإلستراتيجية‬
‫التالية‪:‬‬
‫الضغط على الفاعلين السياسيين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بعد أن حددت الحركة مذكراتها المطلبية بلغة قانونية واضحة و حددت مكامن الخلل‪،‬‬
‫وصاغت مطالبها بشكل واضح رفعت هذه المذكرات للفاعلين المدنين(الجمعيات) و بعض‬
‫الشبيبات الحزبيـة و القطاعـات النسائية لألحزاب بهدف التوقيع عليها‪ ،‬و كمرحلة ثانية‬
‫ترافعت بشأن هذه المذكرات أمام صانعي القرار السياسي و ذلك عبر مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلــة األولـــى‪ :‬ضغطت الحركة على القطاعات الوزارية (الوزارة األولى‪ ،‬وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬وزارة التنمية اإلجتماعية) التي لها صلة مباشرة بمدونة اإلنتخابات و الميثاق‬
‫الجماعي‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فـي المرحلـة الثـانيـــة ‪ :‬ضغطت على األحزاب السياسية و الفرق البرلمانية باتفاق مع‬
‫منتدى النساء البرلمانيات‪.‬‬
‫من خالل هاتين المرحلتين عملت الحركة من أجل الثلث إلى عقد لقاءات مع مسؤولي‬
‫القطاعات الوزارية الثالث‪ ،‬كانت نتائجها محدودة و قد تبين ذلك من خالل التقارير‬
‫الصادرة عن هذه االجتماعات‪ ،‬حيث أوضحت الحركة أن المسؤولين الحكوميين أبانوا عن‬
‫تعاطفهم مع مطالب الحركة النسائية لكن بمستوى شخصي لم يرقى إلى مستوى القرار‬
‫السياسي الداعم لمطالب الحركة‪ ،‬و من جهة أخرى تميزت لقاءات الحركة مع األحزاب‬
‫السياسية بطابع المرافعة المباشرة إتجاه تقوية حضور النساء بمراكز القرار السياسي داخل‬
‫الهيآت السياسية مع اعتماد إجراءات مباشرة‪ ،‬خاصة خالل اإلنتخابات من خالل دعم‬
‫النساء في قائمة اللوائح اإلنتخابية لكن ردة فعل غالبية األحزاب تميزت بالتحفظ نظرا‬
‫إلعتمادها إستراتيجية المقاعد بدال من اعتمادها مقاربة النوع االجتماعي ألنه بالنسبة إليها‬
‫تبقى النتائج اإلنتخابية هي الهدف لضمان تموقع جيد على الساحة السياسية‪.‬‬
‫عموما أبانت آلية المرافعة نجاعتها من خالل اعتمادها للتفاوض مع أصحاب القرار‬
‫السياسي‪ ،‬إّال أن اقتصار هذه اآللية خـالل الفتـرات االنتخابيـة هو العامل الذي يحد من‬
‫نتائجها‪ ،‬و بالتالي نعتقد أن إعتماد هذه اآللية من طرف الحركات النسائية بشكل دائم‬
‫وعلى مختلف المستويات سيمنح لقضية التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب متعاطفين جدد‬
‫شريطة إتباعها في كامل المجال الجغرافي المغربي عبر استقطاب الكوادر النسائية محليا‬
‫وتشجيعها للدفاع عن هذه القضية مع مختلف المتدخلين في الشأن العام حتى ترقى إلى‬
‫مستوى نقاش وطنـي تدفع باقي الفاعليـن كاإلعـالم و مؤسسـات التنشـئة االجتماعيـة‬
‫لممارسـة دور الدعامـة‬
‫إتجاه القضايا النسائية‪.‬‬
‫الفقــرة الثانيــة‪ :‬الكوطا آلية لتجاوز معيقات التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إذا كان الواقع اإلجتماعي بموروثه الثقافي و تراكماته التاريخية إضافة إلى ضعف‬
‫اهتمام المرأة بالعمل السياسي إجماال‪ ،‬ال يسمح للمرأة بتحقيق المساواة الفعلية رغم عطائها‬
‫في مختلف المجاالت العملية و العلمية‪ ،‬ورغم الضوابط القانونية التي تؤكد على حقوقها‬
‫في هذا الشأن فإن عددا من الدول إتبعت سبال و شروطا قانونية مرحلية حاولت من‬
‫خاللها تجاوز هذه اإلكراهات و المعيقات لإلنتقال من المساواة القانونية الشكلية إلى‬
‫المساواة الواقعية الفعلية ومن تكافؤ الفرص إلى تكافؤ النتائج‪.‬‬
‫و يندرج نظام الحصص أو "الكوطا" ضمن هذا اإلطار‪ ،‬و هي تقنية تنحو إلى توفير‬
‫فرص لعدد من الفئات األقل حظا داخل المجتمعات من قبيل النساء و السود و األقليات و‬
‫‪122‬‬
‫ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫و هي تتنوع بين عدة أصناف فهناك نظام الحصص المحدث بموجب الدستور‪ ،‬ونظام‬
‫الحصص المحدث بمقتضى القانون اإلنتخابي‪ ،‬و هما معا يسمحان بتنافس النساء على عدد‬
‫أو نسبة من المقاعد المخصصة‪ ،‬ثم نظام الحصص الحزبي الذي يقتضي بترشيح نسب‬
‫محددة من النساء في اللوائح اإلنتخابية المحلية أو البرلمانية‪ ،‬و يمكن لهذا األخير أن يكون‬
‫إختياريا في سياق توافقي أو إجباريا بموجب نص قانوني‪ ،‬حيث حظيت هذه التقنية‬
‫بإهتمـام ملفـت داخـل مختلف األقطار المتقدمة منها و النامية‪ ،‬والتــي ضمنتها في دساتيرها‬
‫أو قوانينها االنتخابية أو الحزبية‪ ،‬و تشير الدراسات و التقارير المرتبطة بهذا الشأن إلى‬
‫تنامي اللجوء إلى هذه التقنية في ظل التطورات التي طالت حقل الديمقراطية و حقوق‬
‫اإلنسان في العقدين األخيرين‪ ،‬على عكس المناصفـة الذي يكـاد يقتـصر تطبيقـها على‬
‫النمـوذج الفرنسي و القوانين الداخلية لبعض األحزاب اليسارية في أوروبا الغربية‪ ،‬و التي‬
‫تقضي بالمساواة في التمثيل داخل مختلف المؤسسات ومراكز إتخاذ القرارات بين‬
‫الجنسين‪ ،‬و يعود السبب في ذلك إلى مرونة نظام الحصص "الكوتا"‪ ،‬وإ لى مراعاته للواقع‬
‫السوسيو ثقافي للدول التي تعتمده‪.‬‬
‫‪ 122‬د ‪ /‬إدريس لكريني ‪ :‬نظام " الكوطا" و واقع المشاركة النسائية في البرلمان مجلة الشعلة التحوالت المجتمعية بالمغرب اليوم عدد‬
‫‪ 12‬يناير ‪ 2010‬ص ‪.38‬‬

‫‪220‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و تؤكد الدراسات و األبحاث المرتبطة بهذا الشأن أن أزيد من ‪ 80‬دولة تعتمد هذا النظام‬
‫على إمتداد مناطق مختلفة من العالم في كل من إفريقيا‪( :‬ج ‪.‬إفريقيا‪ ،‬اريتيريا‪ ،‬غانا‪،‬‬
‫السنغال‪ ،‬رواندا‪ ،‬بوركينا فاسو‪ )...‬و أمريكا اللتينية‪( :‬األرجنيتن‪ ،‬البرازيل‪ ،‬المكسيك‪)...‬‬
‫وفي أروبا‪( :‬اسبانيا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬بلجيكا‪ )...‬و آسيا‪ ( :‬بنغالديش‪ ،‬باكستان‪ ،‬سريالنكا‪،‬‬
‫الفلبين ‪ ،‬أندونيسيا‪.)...‬‬
‫غير أن ‪ 15‬دولة فقط من بين الدول التي إختارت هذا النظـام هي التي استطاعت‬
‫أن تتجاوز النسبة الحرجة المحددة في ‪ 30‬بالمائة‪ ،‬و هناك ‪ 30‬دولة فقط تجاوزت نسبة‬
‫‪ 20‬بالمائة‪ ،‬و توجد ‪ 45‬دولـة زادت مشاركـة النسـاء فيها على ‪ 15‬بالمائة عن طريـق‬
‫قوائـم األحـزاب‪ ،‬و إذا كانـت العديد من المواثيق و اإلتفاقيات الدولية و الدساتير و‬
‫التشريعات الوطنية قد أكدت على حق المساواة في المشاركة السياسية فإن اآلراء الفقهية‬
‫بصدد هذه التقنية "الكوتا" تباينت بين متحفظ و معارض من جهة و بين متحمس و مؤيد‬
‫لها من جهة ثانية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلتجـــاه المؤيـــد آلليــة "الكوطــا "‪.‬‬
‫يعـزز هـذا اإلتجـاه مواقفـه بمجموعـة من المـرتكـزات و المبـررات‪ ،‬فهـو يـرى فيـها‬
‫وسيلـة لتجـاوز مختلف الحواجز و المعيقات العلني منها و الخفي باتجاه تحسين أوضاع‬
‫النساء اإلقتصادية و اإلجتماعية كمدخل لالنتقال من الصيغة النظرية لتكافؤ الفرص إلى‬
‫واقع ملموس إلنعاش المشاركة السياسية بشكل عام‪ ،‬و كذلك تجاوز ضعف التمثيلية‬
‫السياسية للمرأة في البرلمان و المجالس المحلية بشكل خاص‪ ،‬وال يعتبرها رواد هذا‬
‫اإلتجاه تمييزا ضد الرجل بل تعويضا للمرأة عن التمييز السياسي الذي يطالها و الذي‬
‫يجسده ضعف أو إنعدام حضورها في المشهد السياسي بشكل عام‪.‬‬
‫و يعتقـد جانـب مهم داخـل هذا اإلتجاه أن المقومات الثقافية و السياسية في عدد من البلدان‬
‫النامية التي تندرج الدول العربية ضمنها ال تسمح بتكريس مشاركة فعالة للنساء من خالل‬
‫مدخــل الممارسـة الديمقراطيـة المبنيـة علـى تكافـؤ الفرص و التباري بصفة مباشرة مع‬

‫‪221‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الرجل‪ ،‬مما تظل معه العديد من الفعاليات النسائيـة الكفأة في مختلف الميادين و المجاالت‬
‫مبعدة و مقصية من المساهمة في تعزيز المشهد السياسي و التأثير في القرارات الحيوية‬
‫لبلدها‪ ،‬و بذلك تظل المرأة بحاجة إلى تحفيز و دعم قانوني إستثنائي مرحلي يسمح‬
‫بتطوير الثقافة السياسية و تذليل العقليات أمام مشاركتها بما يؤهلها لتعزيز حضورها في‬
‫المؤسسات التشريعية و تحقيق المساواة الواقعية في أفق توفير األجواء النفسية و السياسية‬
‫التي تسمح بإنخراطها في تنافس ندي مبني على الكفاءة إلى جانب الرجل‪.‬‬
‫ثانيـــا ‪ :‬اإلتجـــاه الرافـــض لنظــام "الكوطا"‪.‬‬
‫يرفض هذا اإلتجاه آلية الكوطا معتبرا إياها تتنافى مع مبدأ المسـاواة بين المواطنيـن و‬
‫تتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص‪ ،‬فأصحاب هذا االتجاه يعتبرونه تدبير غير ديمقراطي يمنح‬
‫النساء حقوقا إعتمادا على النوع ال الكفاءة‪ ،‬بل إن هناك من يعتبره حيفا في حقها و يعبر‬
‫عن تخوفه من أن يؤثر إعتماد هذه التقنية سلبا عن نضال المرأة باتجاه التحسين الجدري‬
‫ألحوال مشاركتها السياسية في المستقبل‪.‬‬
‫و قد إعتبره البعض تشويشا على الممارسة الديمقراطية من حيث أنه يفرض على الناخبين‬
‫مسبقا اإلختيار بين مرشحات فقط فيما يؤكد آخرون من ضمن نفس اإلتجاه أن معرفة‬
‫نتائج اإلنتخابات مسبقا و لو بشكل جزئي على مستوى تمثيلية النساء‪ ،‬يفرغ الممارسة‬
‫الديمقراطية من محتواها‪ ،‬والتي تقتضي خوض المنافسة بناء على برامج و كفاءات ال‬
‫على قرارات و تدابير فوقية تمنحها نوعا من المفاضلة في مواجهة الرجل‪ ،‬ومن أبرز‬
‫دفوعات االتجاه الرافض لهذا الخيار أن منطق العدالة و الديمقراطية يفرضان ولوج‬
‫المرأة إلى البرلمان و مختلف المجالس المحلية من خالل الخضوع للضوابط المعمول بها‬
‫بالنسبة للرجل أيضا‪ ،‬و إقناع الناخبين بعيدا عن أي إجراءات تجانب مبدأ تكافؤ الفرص‪،‬‬
‫و بغض النظر عن هذه المواقف فإن المشاركة السياسية للمرأة تظل مطلبا ملحا‪ ،‬ذلك أن‬
‫تعزيز الخيار الديمقراطي و التنمية الحقيقية التي تركز على اإلنسان بإعتباره وسيلة و‬
‫هدفا‪ ،‬ال يمكن أن تتحقق دون اإللتفات لنصف المجتمع الذي تشكله المرأة‪ ،‬إال أننا نؤكد أن‬

‫‪222‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المرأة المغربية تتحمل قسطا من المسؤولية في ضعف مشاركتها في هذا الصدد نتيجة‬
‫عدم مباالتها بالشأن السياسي‪ ،‬إال أنه هناك أيضا مجموعة من العوامل األخرى التي‬
‫تتحملها الدولة و المجتمع و تسهـام في تفشي الظاهرة من قبيل تعرضها للعنف بجميع‬
‫مظاهره و الفقر و األمية‪ ،‬كما أن األحزاب السياسية ال تتيح فرصا كافية لتعزيز مكانة‬
‫المرأة في الحقل السياسي بشكل عام و إقتصار حضورها في قطاعات محدودة التأثير‪.‬‬
‫لقد أكد الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬في فصليه ‪ 19‬و ‪ 30‬على الحقوق السياسية للمرأة‬
‫سواء في التمتع بالحقوق و الحريات المدنية و السياسية ‪.....‬على قدم المساواة بين الرجل‬
‫و المرأة مع الحق في الترشيح و ولوج الوظائف اإلنتخابية‪ ،‬غير أن واقع الحال أثبت أن‬
‫هذه المساواة ثم إختزالها ميدانيا في حق التصويت بينما ظلت تمثيلية المرأة محدودة‪.‬‬
‫و دون اإلسهاب في األمور التقنية و التي ستكون نتائجها موحدة‪ ،‬بإعتبار أن إعتماد نمط‬
‫اإلقتراع بالالئحة هي اآللية الوحيدة التي من خاللها يمكن للنساء بالمغرب الرفع من‬
‫تمثيليتهن السياسية‪ ،‬لكن اإلشكالية الحقيقية تكمن في نسبة التمثيلية التي يحققها هذا النمط‬
‫من اإلقتراع‪ ،‬ألن مطالب الحركات النسائية الداعية إلى تخصيص ثلث المقاعد المنتخبة لم‬
‫تتحقق سوى بنسبة ‪ %12,33‬بالنسبة لإلنتخابات المحلية و ‪ %17‬بالنسبة لإلنتخابات‬
‫التشريعية‪ ،‬الشيء الذي سيخلق إشكالية حقيقية في اإلنتخابات المحلية القادمة لسنة ‪2015‬‬
‫بإعتبار أن تنصيص الدستور المغربي لمبدأ المناصفة مع عدم إصدار قوانين تنظيمية‬
‫تؤطر هذا المبدأ‪ ،‬سيؤدي ال محالة إال خلق إشكال دستوري‪ ،‬بل أن السلطات التنفيذية لم‬
‫تقترح أجندة تشاورية لحد اآلن مع الحركات النسائية لوضع تصور مستقبلي متوافق حوله‬
‫من طرف جميع المتدخلين ولتجاوز اإلختالالت الدستورية التي يمكن أن تقع فيها هذه‬
‫اإلنتخابات وغيرها‪.‬‬

‫المطلــب الثانــي‪ :‬دور اإلعالم و مؤسسات التنشئة االجتماعية في تشجيع التمثيلية‬


‫السياسية للنساء بالمغرب‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تعتبر المرأة في المغرب شريكا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية‪ ،‬و مساهما فاعال في‬
‫تطور المجتمع‪ ،‬و لتكريس هذا النهج وضع المغرب استراتيجيات و خطط لدعم النساء و‬
‫تأهيلهن للقيام بأدوارهن كاملة في النسيج المجتمعي‪ ،‬كما واكب كل الخطوات التي قام بها‬
‫المجتمع الدولي للنهوض بأوضاع النساء (المصادقة على المواثيق و المعاهدات الدولية‬
‫بشأن قضايا المرأة) والتي توجت بإنخراطه في أهداف األلفية من أجل التنمية‪ ،‬كما سجلـت‬
‫العشـريتان األخيـرتان حضورا للنساء كما و نوعا في مجموعة من القطاعات االقتصادية‬
‫و االجتماعية و حتى السياسية‪ ،‬كما تشكل إقرار مدونة األسرة حدثا بارزا من خالل إقرار‬
‫تغييرات هامة أعطت للمرأة مكانة هامة داخل التركيبة األسرية‪ ،‬كما عمل المغرب على‬
‫مالئمة ترسانته القانونية (مدونة الشغل ‪ ،‬القانون الجنائي ‪ ،‬المسطرة الجنائية ‪ ،‬قانون‬
‫الحالة المدنية قانون الجنسية‪ )...‬لصالح إرساء مبدأ المساواة و إنصاف المرأة‪.‬‬
‫إال أن الـرغبـة المـلحـة فـي تأهيـل األدوار اإلجتماعيـة و السياسية للنساء لم يواكبها تطور‬
‫في الخطاب اإلعالمي الذي ظل في جزء كبير منه مقصرا في متابعة هذه التغييرات‪،‬‬
‫حيث ما زالت بعض وسائل اإلعالم تمرر خطابات تكرس النظرة الدونية للمرأة‪ ،‬و تمعن‬
‫في فصل عالمها عن عالم الرجل و تحصرها في أدوار إجتماعية نمطية ال تراعي المكانة‬
‫التي بدأت تحتلها النساء في المجتمع كفاعالت في التنمية المجتمعية مع إختالف‬
‫مستوياتها‪ ،‬باإلضافة إلى األدوار التي يمكن أن يلعبها اإلعالم بكل أشكاله في تحسين‬
‫صورة النساء داخل المجتمع‪ ،‬نعتبر أن لمؤسسات التنشئة اإلجتماعية (كالمدرسة‪ ،‬األسرة‪،‬‬
‫و جمعيات المجتمع المدنـي) دورا رئيسيـا و أساسيـا في التربية على المساواة و المواطنة‬
‫لما لهذه المفاهيم من تأثير على الناشئة ألن رهان المساواة و المواطنة أصبح أمرا ملحا‬
‫للتعايش بين أفراد المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬و يكون له دور أساسي في تقبل مكونات المجتمع‬
‫بإختالف أجناسهم و أعمارهم و تكوينهم ونقترح خالل هذه الفقرة أن نبرز هاذين المكونين‬
‫األساسيين لما لهما من تأثير مباشر على التمثل المجتمعي إتجاه المرأة ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫رهان تقبل النساء في مراكز القرار و العمل السياسي‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫فكيف يمكن لإلعالم لعب دور المحفز للنقاش العمومي في موضوع التمثيلية‬ ‫‪‬‬
‫السياسية للنساء بالمغرب؟ و ما هي اآلليات التي يمكن إعتمادها للتحسيس في هذا‬
‫الشأن؟‬
‫و ما هي األدوار التي يمكن لمؤسسات التنشئة االجتماعية و السياسية القيام‬ ‫‪‬‬
‫بها اتجاه تحسين صورة المرأة المغربية و إبرازها كفاعل سياسي و طني؟‬

‫الفقـــرة األولـــى ‪ :‬دور اإلعـالم‪ ،‬تحفيـز النقـاش العمومـــي و التحسيــس‪.‬‬


‫يلعـب اإلعـالم فـي المجتمـع دورا هامـا فـي كـل الـدول و المجتمعات اإلنسانية من حيث‬
‫تعبئة الرأي العام‪ ،‬وذلك من خالل األخبار و المعلومات و البرامج‪ .....‬كما تعمل وسائل‬
‫اإلعالم على إثراء وجدان و عقول الجمهور المتلقي‪ ،‬مما يزيد من مدى ثقافته و تأهيله و‬
‫إدراكه و بالتالي تفاعله مع المجتمع و قضاياه‪.‬‬
‫وعلى المستوى السياسي ومن خـالل وسائـل اإلعـالم تنفذ الحمالت االنتخابية و‬
‫يظهـر ناخبــي كل حـزب في الوسائـل البصريـة و المكتوبـة و المسموعة‪ ،‬و من ثم تجرى‬
‫عملية التعبئة السياسية للناخبين‪ ،‬كل هذه األدوار و غيرها تتكفل وسائل اإلعالم بتمريرها‬
‫للمواطنين و من ثم يظهر الدور األساسي الذي يمكن أن تلعبه هذه الوسائل في التأثير‬
‫على الرأي العام في العديد من القضايا‪ ،‬وقد إعتبرانا في موضوع بحثنا هذا أن لهذه اآللية‬
‫القوية دور في تحسين صورة المرأة المغربية خاصة في المجال السياسي‪ ،‬ألن مسألة‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب ما هي إال نتيجة لمجموعة من المدخالت (ومن ضمنها‬
‫اإلعالم)‪ ،‬و إذا كانت إحدى هذه اآلليات ال تقوم بأدوارها كما يجب ستكون النتائج غير‬
‫مرضية خاصة ما تعلق بموضوع حقوق النساء‪ ،‬و هذا ما نستشفه من خالل تأكيد وزير‬
‫االتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي بمدينة مكناس خالل‬
‫تنظيم ندوة حول موضوع " صورة المرأة في اإلعالم المغربي" من تنظيم (جمعية‬
‫حيث جاء على لسان الوزير المشرف على هذا القطاع بأن الصورة التي تقدم‬ ‫‪123‬‬
‫الشقائق)‪،‬‬

‫‪123‬‬
‫الموقع االلكتروني ‪.www.wicam.gov.ma‬‬

‫‪225‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫من خاللها المرأة في اإلعالم المغربي عامة و اإلعالم العمومي عل ــى وج ـ ـ ــه الخص ـ ــوص‬
‫تعك ـ ــس ص ـ ـ ــورة نمطيـ ــة سلبي ـ ـ ــة‬
‫و تمييزية تحجم من دورها و مكانتها في المجتمع‪ ،‬و أضاف السيد الخلفي خالل هذا اللقاء‬
‫أن الجهود المبذولة لمحاربة الصورة النمطية للمرأة سواء في البرامج أو األخبار‬
‫"محدودة" معتبرا أن البرامج المرتبطة بقضايا المرأة و التي تناقش على مستـوى اإلعـالم‬
‫العمومـي ليسـت برامـج تهم المرأة‪ ،‬و إنما تهم القضايا المرتبطة بها (كشؤون البيت)‪ ،‬كما‬
‫أن حضورها في القضايا المتعلقة بوجودها اإلجتماعي "محدود إن لم نقل منعدم" من خالل‬
‫هذا التصريح الذي جاء على لسان الوزير الوصي على القطاع نستشف أن اإلعالم‬
‫الوطني ال يرقى إلى األدوار التي يمكن أن يلعبها لرفع التهميش التي تعاني منه المرأة‬
‫المغربية‪ ،‬و إلى حدود اآلن لم يرقى اإلعالم الوطني بنفسه إلى مستوى الميثاق الوطني‬
‫الذي يهدف إلى الرفع و تثمين صورة المرأة عامة‪ ،‬حيث جاء هذا الميثاق بمجموعة من‬
‫المقتضيات التي نعتبرها متقدمة مقارنة بالمنتوج الحالي لإلعالم‪ ،‬و أهم مقتضياته يمكن‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫احترام كرامة النساء في مختلف الوسائط و المنتجات اإلعالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعميم منظور النوع االجتماعي و دمجه في السياسة اإلعالمية الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعبئة الفاعلين اإلعالميين و السياسيين و اإلجتماعيين و اإلقتصاديين من‬ ‫‪‬‬
‫أجل حثهم على إقرار ثقافة المساواة بين الجنسين و الدفاع عنها و تصميم جميع‬
‫الوسائط اإلعالمية و إنجازها‪.‬‬
‫تكريـس ثقافـة إعالميـة تعتمـد مبادئ حقوق اإلنسان و إحترام كرامة المرأة و‬ ‫‪‬‬
‫مناهضة كل أشكال التمييز أو اإلقصاء‪.‬‬

‫من خالل هذه المقتضيات يتضح لنا وكما أشرنا سابقا أنها متقدمة مقارنة بالواقع الحالي‬
‫الذي يروج صورة المرأة و يحصر أدورها فيما هو تقليدي‪ ،‬مما ينسج نظرة دونية ال‬

‫‪226‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ترقى إلى مستوى استيعاب المرأة من لدن الجمهور على أنها فاعلة سياسية أو اقتصادية‬
‫مما ينعكس سلبا على مستوى تمثيليتها ومكانتها داخل المجتمع‪.‬‬
‫و لمواجهة هذا الواقع شرعت وزارة اإلتصال في سنة ‪ 2004‬بتنظيم دورات تكوينية‬
‫لفائدة أطر الوزارة و بعض الفاعلين اإلعالميين‪ ،‬أفضت إلى إحداث لجنة متابعة المساواة‬
‫على أساس النوع االجتماعي في وسائل اإلعالم‪ ،‬إال أنه و من وجهة نظرنا يستلزم على‬
‫الهيئة العليا لإلتصال السمعي البصري أن تفرض "كوطا" إعالمية على القنوات التلفزية‬
‫من أجل إبراز قضايا المرأة من خالل برامجها المتنوعة‪ ،‬مع إلزام هذه القنوات على عدم‬
‫بث كل ما من شأنه أن ينقص من المرأة أو يبرز دونيتها‪.‬‬
‫و خالصة القول يمكن اعتبار اإلعالم و خاصة السمعي البصري يتبوأ مرتبة مهمة في‬
‫مجال طرح القضايا و مناقشتها و التأثير على العامة فيها ‪ ،‬لدى فتصورنا لهذا الفاعل‬
‫يلقى دعائمه لقوته و فعاليته‪ ،‬فأطروحتنا في هذا الباب تسير نحو اعتماد مقاربة إعالمية‬
‫هدفها تحفيز النقاش العمومي إتجاه قضايا المرأة‪ ،‬و إبراز النماذج الناجحة منها مع‬
‫الحرص على الحضور النسائي بمختلف البرامج التلفزية و اإلذاعية مع التحسيس بأهمية‬
‫المرأة و إبراز كفاءاتها للمواطنين‪ ،‬حتى نؤسس لثقافة مجتمعية مبنية على التنوع و‬
‫اإلختالف أساسها الرجل و المرأة هدفها تجاوز الصور النمطية و التقليدية مبتغاها الحداثة‬
‫مع احترام الخصوصيات الوطنية المغربية‪.‬‬
‫لكن هذه األهداف ال يمكن تحقيقها دونما مشاركة فاعلة للمسؤولين على هذا القطاع دون‬
‫االقتصار على وصف الوضعية الراهنة و إبراز مكامن الخلل بها‪ ،‬ألن األدوار تتوزع كل‬
‫حسب موقعه‪ ،‬لدى يجب على المسؤولين الحكوميين اإللتزام بمقتضيات البرامج التي‬
‫يصنعونها حتى يمكن للقطاع الخاص في هذا المجال اإلنضمام لهذه األهداف دون تحفظ‬
‫أو تراجع‪ ،‬كما أن على الصحافة الحزبية لعب دور هام في هذا اإلتجاه باعتبارها صحافة‬
‫تعبر عن قناعاتها لقطاع مهم داخل المنظومة الحزبية المغربية غير أن األحزاب السياسية‬
‫و مرة أخرى و من خالل صحافتها تبرز عدم اإلهتمام بمثل هذه القضايا ألن هدفها‬

‫‪227‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األساسي يتلخص في المقاعد اإلنتخابية و تبوأ أعلى المراتب خالل اإلستحقاقات‬


‫اإلنتخابية‪ ،‬مما يستلزم على الحركات النسائية سواء منها المدنية أو السياسية هيكلة نفسها‬
‫على شكل لوبيات ضاغطة لحث الفاعلين اإلعالميين إلبراز قضاياهن بل و حتى الدفاع‬
‫عنها‪.‬‬
‫الفقــرة الثانيــة‪ :‬دور مؤسسات التنشئة اإلجتماعية و السياسية‪ ،‬التربيـة على المسـاواة و‬
‫المواطنة‪.‬‬

‫إذا كان موضوع بحثنا يتطرق لموضوع التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب و ما‬
‫يتضمنه من أفكار و آليات وجب إتباعها لبلوغ الهدف المنشود للحركات النسائية المغربية‬
‫و المتمثل في إنصاف المرأة من النظرة الدونية التي الزالت تعاني منها خاصة على‬
‫المستوى السياسي‪ ،‬مم دفعنا خالل هذه الفقرة إلى إقتراح إحدى التبويبات التي نعتبرها‬
‫أساسية لتجاوز هذه المعيقات وما يمكن أن تلعبه مستقبال فيما يخص هذا الموضوع‪ ،‬و‬
‫إيمانا منا لما للتنشئة اإلجتماعية من أدورا مباشرة إتجاه المواطنين و التأثير على نظرتهم‬
‫إتجاه القضايا المجتمعية‪ ،‬خاصة في مجال التشبع بمبادئ المساواة و المواطنة الحقة و‬
‫لهذه األسباب مجتمعة سنعمل على إبراز أهمية هذه اآللية داخل المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬و‬
‫األدوار المباشرة التي تلعبها في توجيه الرأي العام من خالل إنتاج مجتمعات إنسانية مبنية‬
‫على اإلنفتاح وتقبل اآلخر رجال كان أو إمرأة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعــريـف التنشئــة االجتماعيــــة‪.‬‬
‫كما هو الحال في المصطلحات اإلجتماعية فإنه ال يوجد تعريف جامع لمفهوم التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬و لكن من الممكن أن تعرف التنشئة االجتماعية على أنها منظومة العمليات‬
‫التي يعتمدها المجتمـع في نقـل ثقافتـه بما تنطـوي عليه من مفاهيم و قيم و عادات و تقاليد‬
‫و هناك من يمزج بين مفهومي التنشئة االجتماعية ‪ Socialisation‬و‬ ‫‪124‬‬
‫إلى أفراده‪،‬‬
‫مفهوم التنشئة الثقافية ‪ culturation‬حيث ينشأ الفرد داخل إطار الثقافة و يمارس القيم‬

‫‪124‬‬
‫علي أسعد ووصفه‪ ،‬التنشئة االجتماعية و دورها في بناء الهوية عند األطفال مجلة الطفولة العربية ‪ 8 2007‬ص ‪.93‬‬

‫‪228‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫و‬ ‫‪125‬‬
‫الثقافية للمحيط الذي ينتمي إليه فتنتقل إليه الخبرات من جيل اآلباء إلى جيل األبناء‪،‬‬
‫هنـاك من يرى بربط المصطلح و يترجمه إلى ما يسمى بالتطبيع اإلجتماعي‪ ،‬و يعتبر دور‬
‫كايم أول من إستخدم مفهوم التنشئة اإلجتماعية بالمعنى التربوي و هو أول من صوغ‬
‫المالمح العلمية لنظـرية التنشئة اإلجتماعية‪ ،‬و يقول دور كايم بصدد تعريفه لغاية التربية‬
‫" إن اإلنسان الذي تريد التربية أن تحققه فينا ليس هو اإلنسان على غرار ما أودعته‬
‫الطبيعة ‪ ،‬بل اإلنسان غرار ما يريده المجتمع"‪.‬‬
‫فالتنشئة هي العملية التي يتم فيها و من خاللها دمج ثقافة المجتمع في الفرد و دمج الفرد‬
‫في ثقافة المجتمع‪ ،‬أما فرويد ‪ ،‬فيرى بأن التفاعل الذي يتم بين األنا األعلى و الهو عبر‬
‫تدخل األنا يمثل الجانب األساسي في عملية التنشئة اإلجتماعية‪ ...‬و من جانب آخر تعرف‬
‫التنشئة اإلجتماعية على أنها "‪...‬عملية التفاعل التي يكتسب فيها الفرد شخصيته‬
‫و هي مجموعة من العمليـات التـي يكتسب الفرد‬ ‫‪126‬‬
‫اإلجتماعية التي تعكس ثقافة مجتمعه‪،‬‬
‫من خاللـها االتجاهـات و القيـم و السلوك و ذلك لكون الفرد ينتمي إلى كينونة ثقافية داخل‬
‫المجتمع الذي ينتمي إليه‪ ،‬و اآلباء هنا هم المسؤولون المباشرون و يعتبرون القوة األكبر‬
‫لعملية التنشئة من خالل تعليمهم ألبنائهم التي يفترض أن تتم ممارستها من عدمه و التي‬
‫من الممكن أن تختلف من ثقافة إلى أخرى‪ ،‬و أن هذه العملية تعرف على أنها عملية‬
‫للتفاعل االجتماعي التي تستمر مع األبناء طيلة حياتهم‪ ،‬فاكتساب المعرفة و اإلتجاهات و‬
‫فيما يكسبه‬ ‫‪127‬‬
‫القيم و أنماط السلوك األساسية يتم اكتسابها و تستمر مع الفرد طيلة حياته‬
‫الفرد في بداية حياته من مفاهيم عامة تظل مترسخة معه عند الكبر‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية وفق ما سبق عبارة عن تداخل لمفاهيم اجتماعية نفسية و تربوية‬
‫تصب جميعها في إطار ثقافة المجتمع‪ ،‬و بالتالي فهي غرس ثقافي لألجيال من خالل‬
‫‪ 125‬يعقوب يوسف الكندري‪ ،‬الثقافة و الصحة و المرض ‪ :‬رؤية جدييدة في األنثروبولوجيا المعاصرة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬مجلس النشر‬
‫العلمي ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ 2003‬ص ‪30‬‬

‫‪ 126‬فوزية يوسف العبد الغفور و معصومة أحمد ابراهيم ‪ ،‬أساليب التنشئة االجتماعية في مرحلة الطفولة المبكرة عند األسر ‪ ،‬المجلة‬
‫العربية للعلوم اإلنسانية ‪ 100 -64 :54 ، 1998 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪127‬‬
‫‪Jame Zaden, Tbe social Experience NEW York :ME Graw Mill Rublishing campany ,1990 P184‬‬

‫‪229‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫آبائهم و هي نقل للعناصر الثقافية بكل معانيها و بشقيها المادي و الالمادي إلى األبناء‪ ،‬و‬
‫إذا ما كانت هذه التنشئة متوازنة فإن األبناء سيكونون متكيفين مع الوضع اإلجتماعي‬
‫السائد داخل المجتمع‪.‬‬
‫لقد حاولنا اإلسهاب في تعريف مفهوم التنشئة اإلجتماعية إيمانا منا بالدور الهام الذي يمكن‬
‫أن تراهن عليه الحركات النسائيـة المغربيـة من خالل هذه اآللية للتأثير على الناشئة و‬
‫تمرير خطابها و ثقافة التعددية و اإلختالف التي تدافع عنها حتى يتنسى للمجتمع المغربي‬
‫مستقبال استيعاب نسب متقدمة من النساء في مراكز القرار و خاصة السياسي منه‪ ،‬فرهان‬
‫الرفع من التمثيلية السياسية بالمغرب ال يقتصر على اآللية القانونية وحدها و هذا تبث‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬بل من الواجب تهيئة مجتمع يؤمن بقـدرات جميـع مكوناتـه عبـر إشباعـه‬
‫بقيـم المسـاواة و المواطنـة‪ ،‬و رأيـنا في هذا اإلتجـاه ضرورة اإلعتماد على التعليم و اإلعالم‬
‫كآليتان أساسيتان تستهدفان أجيال المستقبل و بشكل مباشر بهدف اعتماد طرق بيداغوجية‬
‫و تربوية تصبوا اإلشراك ال اإلقصاء‪.‬‬
‫لقد حاولنا من خالل تعريفنا لمفهوم التنشئة االجتماعية أن نبرز األدوار المهمة التي‬
‫يمكن أن تلعبها هذه اآللية لنشر مبادئ المساواة و المواطنة لدى الناشئة‪ ،‬خاصة و أن‬
‫هاذين المبدأين لهما تأثير مباشر في عملية تقبل النساء في مراكز القرار خاصة السياسية‬
‫منها و كمرحلة ثانية في هذه الفقرة سنعمل على توضيح ما يمكن أن يلعبه هاذين‬
‫المفهومين من حيث تطوير نظرة العموم اتجاه قضايا المرأة المغربية‪.‬‬
‫دور مفهوم المواطنة في إقرار مبدأ المساواة‪:‬‬
‫تتسع كلمة المواطنة للعديد من المفاهيم و التعريفات بعضها لغوي و بعضها سياسي و‬
‫اآلخر ثقافي‪.‬‬
‫الجذر اللغوي لمفهوم المواطنة يجعلها ذات صلة بمادة "وطن" مما يوحي‬ ‫‪‬‬
‫بأنها ترتبط بالوطن بما يعنيه من مجال من الدالالت العامة على نحو ما ستوضحه‬
‫باقي التعاريف‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫كما تعني المواطنة في دالالتها السياسية صفة للمواطن الذي يتمتع بالحقوق‬ ‫‪‬‬
‫و يلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن‪.‬‬

‫و ترجع كلمة مواطنة ‪ Citizen‬إلى األصل اإلغريقي ‪ Civis‬التي تعني الشخص القاطن‬
‫في المدينة ‪ ،Civitas‬لذلك تقترب الكلمة ‪ Civis‬من كلمة ‪ Civil‬التي تعني مدني و ترتبط‬
‫كلمة (مدني) بدورها بمجتمع ينظم العالقـة بين المواطنين و بين الدولة حسب القانون‪ ،‬و‬
‫هو ما يعني أن كلمة المواطنة ترتبط في جزء من دالالتها بالقيم المدنية المحملة بمعاني‬
‫المشاركة و التعايش و احترام الحقوق بكل أنواعها ‪.128‬‬
‫و من شروط المواطنة الحقة وجود سياق ديمقراطي يضمن للمواطن عموما و‬
‫النساء و الشباب خصوصا أن يكونوا أكثر فاعلية و أكثر مردودية‪ ،‬و أكثر وعيا‬
‫باإللتزامات التي عليهم تجاه مجتمعهم و تجاه اآلخرين‪ ،‬بينما يقود السياق الغير‬
‫الديمقراطي إلى ترسيخ العدوانية و اإلفراط في الذاتية و نبذ اآلخر و غيرها من‬
‫المسلكيات السلبية‪.‬‬
‫و هكذا يكون للسياق الديمقراطي أكبر األثر على تفعيل قيم الديمقراطية التي تقرب‪:‬‬
‫المساواة السياسية بين كافة المواطنين و المواطنات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫سيادة المواطنين بإعتبارهم المرجعية األولى لكافة المؤسسات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التأكـد على حكم القانون و سيادته و تطبيقه على الجميع و بشكل متساوي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ضمان الحريات و الحقوق المدنية و السياسية للمواطنين ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إن هذه اآلليات و القيـم التـي تطرقنا إليها سابقا ستفضي و بشكل مباشر إلى عملية‬
‫المشاركة السياسية للنساء‪ ،‬ويعتبر هذا األمر رهان الحركات النسائية المغربية غير أن‬
‫عملها بشكل كالسيكي إتجاه قضية التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب مع تحفظ الفاعلين‬
‫السياسيين و خاصة األحزاب السياسية المغربية أدت إلى هذه النتائـج التي نعتبـرها محـدودة‬

‫‪128‬‬
‫دليل الشباب و المواطنة ‪ ،‬منشورات منتدى المواطنة ‪ 2011‬ص ‪7‬‬

‫‪231‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫من حيـث الكـم و الكيف‪ ،‬وبالتالي يمكن إعتبار أن هذه المقاربات قد يكون لها دور الدعامة‬
‫للحركـات النسائيـة وإلشكاليـة التمثيليـة السياسيـة للنساء على وجه الخصوص‪.‬‬
‫فالمغزى الذي تنطوي عليه هذه المفاهيم هو باختصار العمل على مزيد من‬
‫التمكين و اإلنصاف و المساواة للمرأة‪ ،‬باعتبـار أن تجربتها في التأثير على عملية التحول‬
‫االجتماعي و االقتصادي و السياسي و حتى العقالني ثابتة تاريخيا في كـ ـ ـ ــل المجتمع ـ ـ ـ ــات‬
‫و العصـ ــور‪،‬‬
‫و حتى يتسنى للمرأة االضطالع بدورها في معركة البناء و التنمية‪ ،‬و ذلك من خالل‬
‫الربط الوثيق بين قضيتها و قضية المجتمع ككل‪ ،‬سواءا على المستوى السياسي أو‬
‫االقتصادي أو اإلجتماعي و السعي إلخراج قضيتها (التمثيلية السياسية) من مجالها‬
‫النسوي المحض إلى مجال التوازن المجتمعـي المتوقـف على تـوازن األدوار و الوظائف‬
‫بين الرجل و المرأة‪.‬‬

‫خــــــــــاتـــمــــــة‬
‫‪232‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫في كثير من األحيان و بحكم طبيعة بعض المواضيع المتعددة األبعاد و المداخل‪،‬‬
‫كموضوع هذا البحث‪ ،‬يصعب صياغة خاتمة شافية و خالصات نهائية‪ ،‬إال أن ذلك ال‬
‫يمنع من عرض بعض الخالصات و اإلستنتاجات في ضوء الفرضتين اللتان شكلتا‬
‫خارطة طريق بحثنا هذا‪ ،‬حيث انطلقنا من أن التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب تع ـ ـ ــاني‬
‫من ع ـ ــدة صعوبـ ـ ــات‪ ،‬و حاولنا على مدى فصول و مباحث هذا العمل ايجاد بعض‬
‫المتغيرات المفسرة لها و بسطها و تحليلها‪.‬‬
‫لعل أول تلك الخالصات‪ ،‬هو أن البحث في موضوع حقوق المرأة بصفة عامة و‬
‫حقوقها السياسية بصفة خاصة‪ ،‬رغم بعض الدراسات و األبحاث في هذا الشأن إال أنه لم‬
‫يستنفذ بعد كل الطروحات و اإلشكاليات‪ ،‬مما يؤكد أهمية الموضوع و ثرائه‪ ،‬سواء من‬
‫وجهة نظر المشتغلين بميدان السياسة أو ممارسيها‪.‬‬
‫كما أن اشكالية التمثلية السياسية ال يمكن عزلها عن باقي القضايا األخرى‪ ،‬من قبيل‬
‫االنتقال الديمقراطي و اإلصالح بأبعاده المختلفة و حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫وأهمية الموضوع تتجلى أيضا في تنوع المرجعيات الفكرية التي جعلت من المرأة‬
‫موضوعا محوريا في بناء تصوراتها للديمقراطية و النظام اإلجتماعي‪ ،‬حيث أن منها من‬
‫يرى أن دور المرأة يقتصر في بناء األسرة و رعاية األطفال‪ ،‬و منها من يجعلها فاعال‬
‫اقتصاديا و أحد المكونات األساسية للقوى العاملة و أن دورها األساسي هو المساهمة في‬
‫بناء ديمقراطية البلورتاريا و إنجاح الثورة على األنظمة الطبيقة‪ ،‬و هناك إتجاه آخر من‬
‫يرى في المرأة كائن قادر على القيادة السياسية و أنها أحد الفاعلين األساسيين في الحياة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫فتطور دور و مكانة المرأة في الحياة السياسية كان أيضا نتيجة تطور دورها في‬
‫المجال اإلقتصادي‪ ،‬حيث أصبحت تشكل قوة إنتاجية مما منحها إستقاللية مالية‪ ،‬باالضافة‬
‫إلى استفادتها من تعميم و دمقرطة التعليم مما ساهم في ارتقائها اجتماعيا‪.‬‬
‫كل هذه التطورات ستجد صداها في المواثيق و العهود الدولية لحقوق اإلنسان التي‬
‫أكدت على مبدإ المساواة و اإلعتراف بحقوق المرأة في المشاركة السياسية‪ ،‬بل أن‬
‫المنتظم الدولي أصدر إتفاقيات دولية خاصة تدعم و تحمي حقوق المرأة السياسية و‬
‫تحميها من كل أشكال التمييز التي يمكن أن تحول دون مشاركتها في العمل السياسي أو‬
‫أن تحرمها من تمثيلية سياسية تعكس مكانتها في المجتمع و زكاها ببرتكوالت ذات أهمية‬
‫بالغة‪ ،‬و نظرا ألهميتها أصبحت تلك المواثيق و العهود و البرتكوالت مرجعية كونية‬
‫إلتزمت بها المملكة المغربية و صادقت عليها‪ ،‬إال أن حقيقة األمر ال تنمعنا من القول بأن‬
‫المغرب حقق عدة مكتسبات و أظهر تفاعال إيجابيا مع تلك المرجعيات و المعا يير‬
‫الدولية‪ ،‬و هو ما يتضح من خالل مشاركة المغرب في كل المؤتمرات الدولية و اإلقيليمة‬
‫التي نظمت حول قضايا المرأة‪ ،‬إال أن أن ما يؤاخذ على المملكة المغربية هو أن‬
‫القوانين الوطنية لم ترقى بعد إلى المرجعيات الدولية التي إلتزم بها المغرب و لم يالئمها‬
‫معها‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أما على مستوى أداء الفاعلين فيما يخص تمكين المرأة من حقوقها السياسية و ترجمة‬
‫التزامات المغرب الدولية في هذا المجال‪ ،‬الحظنا بأن هناك تفاوت في درجات االلتزام و‬
‫قوة المبادرات‪ ،‬فسجلنا بذلك أن الملك بإعتباره الفاعل الرئيسي و المحوري في النسق‬
‫السياسي المغربي كانت لمبادراته إشارات قوية على بداية التغيير إتجاه إشراك مشرف‬
‫للمرأة المغربية داخل المشهد السياسي المغربي‪ ،‬وخير دليل على ذلك هو الخطاب الذي‬
‫وجه للمشاركين في المنتدى العالمي لحقوق اإلنسان بمراكش خالل هذه السنة‪ ،‬و ما‬
‫تضمنه من توجيهات ملكية لرغبة المغرب في خلق لجنة إستشارية لتنزيل مبدأ المناصفة‪.‬‬
‫أما على صعيد الحكومة‪ :‬كانت مبادراتها و تصريحاتها تنطلق من الخطب و التعليمات‬
‫الملكية‪ ،‬كما أن حضور المرأة في تشكيلتها لم يكن في خط تصاعدي‪ ،‬بل أن في حكومة‬
‫بنكيران في نسختها األولى التي جاءت في ظل متغيرات قوية و دستور جديد حضيت‬
‫فيها سيدة واحدة فقط بحقيبة أعتبرها العديد من المتتبعين تكريس للصورة النمطية لوظيفة‬
‫المرأة في المجتمع‪.‬‬
‫أما على صعيد المؤسسة التشريعية‪ ،‬فالتمثيلية السياسية للنساء تتيمز بضعف حضور‬
‫المرأة في مناصب قيادة الفرق البرلمانية و اللجان الدائمة و شبه غياب على مستوى‬
‫مجلس المستشارين‪.‬‬
‫و بالنسبة لألحزاب السياسية فرغم أن خطاباتها تؤكد على دور المرأة و على ضرورة‬
‫منحها فرصة المشاركة في صنع القرار السياسي‪ ،‬وأن بعضها يتوفر على هيئات نسائية‬
‫فالزالت المرأة ضعيفة الحضور في هياكلها التقريريةعلى مستوى مكاتبها السياسية و‬
‫اإلقليمية‪-‬المحلية‪ ،‬كما أنها لم تستطع تجاوز الحسابات االنتخابية‪ ،‬و لوال اقرار "الكوطا"‬
‫لكرست األحزاب السياسية الهيمنة المطلقة للعقلية الذكورية‪.‬‬
‫و مقابل تردد األحزاب في إتخاذ قرارات و إجراءات ملموسة و عملية في مسار‬
‫النهوض بالتمثيلية السياسية للنساء نجد بأن منظمات المجتمع المدني استمّر ت قي بدل‬
‫مجهودات كبيرة في هذا اإلتجاه بدعم من المنظمات الدولية من أجل الضغط على‬

‫‪235‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أصحاب القرار السياسي النتزاع مكتسبات في اتجاه تقوية حضور المرأة في المؤسسات‬
‫التمثيلية الوطنية و المحلية‪ ،‬و الزالت تشتغل هذه الهيآت رغبة منها في تنزيل المناصفة‬
‫التي أقرها الدستور‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يعود الفضل للمجتمع المدني في إبتكار و تفعيل‬
‫عدة آليات للنهوض بحقوق النساء و مشاركتها و انخراطها في العمل السياسي‪.‬‬
‫و على مستوى اإلعالم وقفنا على خالصة واضحة تتمثل في ضعف إهتمام وسائل‬
‫اإلعالم بموضوع عالقة المرأة بالسياسة‪ ،‬بل أن حضور المرأة في اإلعالم يعاني من‬
‫تأخر ملموس‪ ،‬فنسبة مشاركة المرأة في البرامج الحوارية جد متدنية‪.....‬‬
‫أما على المستوى السياسي فعوائق المشاركة أيضا متعددة ومتنوعة ومرتبطة من‬
‫جهة بالمجتمع نفسه ومن جهة أخرى بالهيئات السياسية للدولة‪ ،‬فالمجتمع لم يصل بعد‬
‫إلى مرحلة التطبيع مع العمل السياسي و المشتغلين به‪ ،‬في ظل غياب الثقة كإحدى ركائز‬
‫الحياة السياسية‪ ،‬و رغم أن العديد من األبحاث الميدانية ترى بأن دخول المرأة لعالم‬
‫السياسية أصبح مستصاغا نوعا ما‪ ،‬فإن ذلك ال يعني بأنه أصبح طبيعيا و لم يعد يثير أي‬
‫تحفـ ــظ‪ ،‬و هو ما أستدلنا عليه بغياب النساء في قمة هرم الهياكل الحزبية و قلة‬
‫حضورهن في المناصب الوزارية الحساسة‪ ،‬و رئاسة المجالس التمثيلية الوطنية و‬
‫المحلية‪.‬‬
‫هذا الواقع الذي يعتبره الفاعلون السياسيون و المدنيون معيقا حقيقيا في‬ ‫‪-‬‬
‫مسار بناء نظام تمثيلي و ديمقراطي ستدعونا لطرح سؤال يمكن إعتباره أنه‬
‫يدخل في صلب موضوع بحثنا‪ ،‬و المتمثل في‪ :‬ما العمل لتجاوز هذا‬
‫الوضع؟‬

‫نعتقد بأن بعض عناصر الجواب تكمن في ضرورة العمل على‪:‬‬

‫إشراك النساء في تحديد و تشخيص مشاكلهن الحقيقة و العميقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪236‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫مساهمة كل األطراف الفاعلة في صياغة وإ نجاز استراتيجية وطنية التي من‬ ‫‪‬‬

‫شأنها دعم حضور النساء في الحياة السياسية و النهوض بجميع أوضاعهن و حقوقهن‪.‬‬
‫استثمار المعارف و التجارب المحلية و المجالية لدى النساء من أجل تمكينهن من‬ ‫‪‬‬

‫توسيع خياراتهن‪.‬‬
‫تشجيع مشاريع تمكن النساء من حقهن في المشاركة أكثر مطابقة ومالئمة للواقع و‬ ‫‪‬‬

‫مستدامة‪.‬‬
‫إعطاء األولوية للبعد البشري بغض النظر عن الجنس و السن في التنمية‪ ،‬وذلك‬ ‫‪‬‬

‫انطالقا من كون اإلنسان هو محور التنمية وهدفها‪ ،‬مما يعطيه الحق في اإلشتراك في‬
‫السلطة وإ تخاذ القرار‪.‬‬
‫تنظيم دورات تكوينية مبنية على المبادرة واإلنطالق من المعارف والقدرات‬ ‫‪‬‬

‫الذاتية للنساء متجاوزة بذلك التكوين المبني على التلقين إلى فتح أفاق التفكير والقرار‬
‫واإلنجاز الذاتي‪.‬‬
‫تعبئة جميع مؤسسات التنمية اإلجتماعية و السياسية لنشر ثقافة المواطنة و حقوق‬ ‫‪‬‬

‫اإلنسان‪.‬‬
‫و من ضمن خالصاتنا المجالية في هذه األطروحة إقترحنا بعض التدابير التي نعتبرها‬
‫أساسية لتجاوز حالة ضعف إشراك النساء في الحياة العامة و السياسية منها على وجه‬
‫الخصوص في التدابير التالية‪:‬‬
‫على المستوى السياسي‪:‬‬

‫تكوين سياسي دائم للنساء من طرف األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إحداث قطاع نسائي حزبي بكل األحزاب السياسية وبقوة القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خلق لوبيات نسائية ضاغطة‪ ،‬خاصة أثناء اإلستحقاقات اإلنتخابية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توسيع مجال إشتغال الهيئات النسائية و الحقوقية جغرافيا و فئويا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحفيز النساء للمشاركة في تدبير الشأن العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪237‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تقديم تحفيزات مادية للنساء الراغبات في الترشح بصفة الال منتمي‪ ،‬كآلية للضغط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫على المستوى القانوني‪:‬‬
‫تنزيل المقتضيات الدستورية‪ ،‬المناصفة السياسية ‪-‬الفصل ‪-19‬‬ ‫‪‬‬
‫مدونة إنتخابية داعمة لتمثيلية النساء سياسيا‪ ،‬نمط إقتراع محفز ‪ -‬الترشح‬ ‫‪‬‬
‫بالتناوب‬
‫تطبيق المقتضيات القانونية للميثاق الجماعي‪ :08-17‬لجنة المساواة و تكافئ‬ ‫‪‬‬
‫الفرص‬
‫قانون أحزاب ملزم يفرض كوطا للنساء داخل الهيآت التقريرية لألحزاب السياسية‬ ‫‪‬‬
‫توسيع إختصاصات هيأة المناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز‪ ،‬بجعلها هيأة‬ ‫‪‬‬
‫تقريرية ال إستشارية‬
‫ضمان حقوق أوسع للنساء في مدونة األسرة‪ ،‬تشريع قانوني حازم لمحاربة العنف‬ ‫‪‬‬
‫ضد النساء‪.....‬‬
‫على المستوى المجتمعي‪:‬‬
‫تشجيع مشاريع تمكن النساء من حقهن في المشاركة أكثر مطابقة ومالئمة للواقع و‬ ‫‪‬‬
‫مستدامة‪.‬‬
‫إعطاء األولوية للبعد البشري‪ ،‬بغض النظر عن الجنس و السن في التنمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعبئة جميع فعاليات المجتمع المدني لنشر ثقافة المواطنة و حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مناهج تعليمية متوازنة تكرس ثقافة المساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منتوج إعالمي يسوق لصورة إيجابية على المرأة المغربية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخيرا و ليس آخرا يمكن أن نستاءل أيضأ‪ :‬هل سيكون كل ذلك مجديا و ذى أثر إن لم‬
‫نحقق الشرط الثقافي في النهوض بالتمثيلية السياسية للنساء؟ هل التغيير ممكن دون التربية‬
‫على حقوق اإلنسان و المواطنة و مبدأ المساواة في مؤسسات التنشئة اإلجتماعية و‬
‫السياسية‪ ،‬لتصبح مشاركة النساء السياسية مشروعا مجتمعيا و مطلبا شعبيا يفرض نفسه‬
‫على الفاعلين السياسين أفرادا و مؤسسات؟‬

‫‪238‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الملحق رقم ‪1‬‬


‫‪239‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬


‫اعتمدت وعرضت للتوقيع و التصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة ‪ 34/180‬المؤرخ في ‪ 18‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪1979‬‬
‫تاريخ بدء النفاذ‪ 3 :‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،1981‬وفقا ألحكام المادة ‪)1( 27‬‬
‫إن الدول األطراف في هذه االتفاقية‪،‬‬
‫إذ تلحظ أن ميثاق األمم المتحدة يؤكد من جديد اإليمان بحقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬وبكرامة‬
‫الفرد وقدره‪ ،‬وبتساوي الرجل والمرأة في الحقوق‪،‬‬
‫وإ ذ تلحظ أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان يؤكد مبدأ عدم جواز التمييز‪ ،‬ويعلن أن‬
‫جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪ ،‬وأن لكل إنسان حق التمتع‬
‫بجميع الحقوق والحريات الواردة في اإلعالن المذكور‪ ،‬دون أي تمييز‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التمييز القائم على الجنس‪،‬‬
‫وإ ذ تلحظ أن على الدول األطراف في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق اإلنسان واجب‬

‫‪240‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ضمان مساواة الرجل والمرأة في حق التمتع بجميع الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬


‫والثقافية والمدنية والسياسية‪،‬‬
‫وإ ذ تأخذ بعين االعتبار االتفاقيات الدولية المعقودة برعاية األمم المتحدة والوكاالت‬
‫المتخصصة‪ ،‬التي تشجع مساواة الرجل والمرأة في الحقوق‪،‬‬
‫وإ ذ تلحظ أيضا القرارات واإلعالنات والتوصيات التي اعتمدتها األمم المتحدة والوكاالت‬
‫المتخصصة‪ ،‬للنهوض بمساواة الرجل والمرأة في الحقوق‪،‬‬
‫وإ ذ يساورها القلق‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ألنه ال يزال هناك‪ ،‬على الرغم من تلك الصكوك المختلفة‪،‬‬
‫تمييز واسع النطاق ضد المرأة‪،‬‬
‫وإ ذ تشير إلى أن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكا لمبدأي المساواة في الحقوق واحترام‬
‫كرامة اإلنسان‪ ،‬ويعد عقبة أمام مشاركة المرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع الرجل‪ ،‬في حياة‬
‫بلدهما السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪ ،‬ويعوق نمو رخاء المجتمع واألسرة‪،‬‬
‫ويزيد من صعوبة التنمية الكاملة إلمكانات المرأة في خدمة بلدها والبشرية‪،‬‬
‫وإ ذ يساورها القلق‪ ،‬وهى ترى النساء‪ ،‬في حاالت الفقر‪ ،‬ال ينلن إال أدنى نصيب من‬
‫الغذاء والصحة والتعليم والتدريب وفرص العمالة والحاجات األخرى‪،‬‬
‫وإ ذ تؤمن بأن إقامة النظام االقتصادي الدولي الجديد‪ ،‬القائم على اإلنصاف والعدل‪ ،‬سيسهم‬
‫إسهاما بارزا في النهوض بالمساواة بين الرجل والمرأة‪،‬‬
‫وإ ذ تنوه بأنه البد من استئصال شأفة الفصل العنصري وجميع أشكال العنصرية والتمييز‬
‫العنصري واالستعمار و االستعمار الجديد والعدوان واالحتالل األجنبي والسيطرة األجنبية‬
‫والتدخل في الشؤون الداخلية للدول إذا أريد للرجال والنساء أن يتمتعوا بحقوقهم تمتعا‬
‫كامال‪،‬‬
‫وإ ذ تجزم بأن من شأن تعزيز السلم واألمن الدوليين‪ ،‬وتخفيف حدة التوتر الدولي‪ ،‬وتبادل‬
‫التعاون فيما بين جميع الدول بغض النظر عن نظمها االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ونزع‬
‫السالح العام وال سيما نزع السالح النووي في ظل رقابة دولية صارمة وفعالة‪ ،‬وتثبيت‬

‫‪241‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫مبادئ العدل والمساواة والمنفعة المتبادلة في العالقات بين البلدان‪ ،‬وإ عمال حق الشعوب‬
‫الواقعة تحت السيطرة األجنبية واالستعمارية واالحتالل األجنبي في تقرير المصير‬
‫واالستقالل‪ ،‬وكذلك من شأن احترام السيادة الوطنية والسالمة اإلقليمية‪ ،‬النهوض بالتقدم‬
‫االجتماعي والتنمية‪ ،‬واإلسهام‪ ،‬نتيجة لذلك في تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل‬
‫والمرأة‪،‬‬
‫وإ يمانا منها بأن التنمية التامة والكاملة ألي بلد‪ ،‬ورفاهية العالم‪ ،‬وقضية السلم‪ ،‬تتطلب‬
‫جميعا مشاركة المرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع الرجل‪ ،‬أقصى مشاركة ممكنة في جميع‬
‫الميادين‪،‬‬
‫وإ ذ تضع نصب عينيها دور المرأة العظيم في رفاه األسرة وفى تنمية المجتمع‪ ،‬الذي لم‬
‫يعترف به حتى اآلن على نحو كامل‪ ،‬واألهمية االجتماعية لألمومة ولدور الوالدين كليهما‬
‫في األسرة وفى تنشئة األطفال‪،‬‬
‫وإ ذ تدرك أن دور المرأة في اإلنجاب ال يجوز أن يكون أساسا للتمييز بل إن تنشئة‬
‫األطفال تتطلب بدال من ذلك تقاسم المسؤولية بين الرجل والمرأة والمجتمع ككل‪،‬‬
‫وإ ذ تدرك أن تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة يتطلب إحداث تغيير في الدور‬
‫التقليدي للرجل وكذلك في دور المرأة في المجتمع واألسرة‪،‬‬
‫وقد عقدت العزم على تنفيذ المبادئ الواردة في إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة‪،‬‬
‫وعلى أن تتخذ‪ ،‬لهذا الغرض‪ ،‬التدابير التي يتطلبها القضاء على هذا التمييز بجميع أشكاله‬
‫ومظاهره‪،‬‬
‫قد اتفقت على ما يلي‪:‬‬
‫الجزء األول‬
‫المادة ‪1‬‬
‫ألغراض هذه االتفاقية يعنى مصطلح "التمييز ضد المرأة" أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم‬
‫على أساس الجنس ويكون من آثاره أو أغراضه‪ ،‬توهين أو إحباط االعتراف للمرأة‬

‫‪242‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫بحقوق اإلنسان والحريات األساسية في الميادين السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر‪ ،‬أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو‬
‫ممارستها لها‪ ،‬بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين‬
‫الرجل‪.‬‬
‫المادة ‪2‬‬
‫تشجب الدول األطراف جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وتتفق على أن تنتهج‪ ،‬بكل‬
‫الوسائل المناسبة ودون إبطاء‪ ،‬سياسة تستهدف القضاء على التمييز ضد المرأة‪ ،‬وتحقيقا‬
‫لذلك تتعهد بالقيام بما يلي‪:‬‬
‫أ) إدماج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في دساتيرها الوطنية أو تشريعاتها المناسبة‬
‫األخرى‪ ،‬إذا لم يكن هذا المبدأ قد أدمج فيها حتى اآلن‪ ،‬وكفالة التحقيق العملي لهذا المبدأ‬
‫من خالل التشريع وغيره من الوسائل المناسبة‪،‬‬
‫ب) اتخاذ المناسب من التدابير‪ ،‬تشريعية وغير تشريعية‪ ،‬بما في ذلك ما يناسب من‬
‫جزاءات‪ ،‬لحظر كل تمييز ضد المرأة‪،‬‬
‫ج) فرض حماية قانونية لحقوق المرأة على قدم المساواة مع الرجل‪ ،‬وضمان الحماية‬
‫الفعالة للمرأة‪ ،‬عن طريق المحاكم ذات االختصاص والمؤسسات العامة األخرى في البلد‪،‬‬
‫من أي عمل تمييزي‪،‬‬
‫د) االمتناع عن مباشرة أي عمل تمييزي أو ممارسة تمييزية ضد المرأة‪ ،‬وكفالة تصرف‬
‫السلطات والمؤسسات العامة بما يتفق وهذا االلتزام؛‬
‫هـ) اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة من جانب أي شخص أو‬
‫منظمة أو مؤسسة‪،‬‬
‫و) اتخاذ جميع التدابير المناسبة‪ ،‬بما في ذلك التشريعي منها‪ ،‬لتغيير أو إبطال القائم من‬
‫القوانين واألنظمة واألعراف والممارسات التي تشكل تمييزا ضد المرأة‪،‬‬
‫ي) إلغاء جميع األحكام الجزائية الوطنية التي تشكل تمييزا ضد المرأة‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المادة ‪3‬‬
‫تتخذ الدول األطراف في جميع الميادين‪ ،‬وال سيما الميادين السياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية‪ ،‬كل التدابير المناسبة‪ ،‬بما في ذلك التشريعي منها‪ ،‬لكفالة تطور‬
‫المرأة وتقدمها الكاملين‪ .‬وذلك لتضمن لها ممارسة حقوق اإلنسان والحريات األساسية‬
‫والتمتع بها على أساس المساواة مع الرجل‪.‬‬
‫المادة ‪4‬‬
‫‪ .1‬ال يعتبر اتخاذ الدول األطراف تدابير خاصة مؤقتة تستهدف التعجيل بالمساواة الفعلية‬
‫بين الرجل والمرأة تمييزا بالمعنى الذي تأخذ به هذه االتفاقية‪ ،‬ولكنه يجب أال يستتبع‪ ،‬على‬
‫أي نحو‪ ،‬اإلبقاء على معايير غير متكافئة أو منفصلة‪ ،‬كما يجب وقف العمل بهذه التدابير‬
‫متى تحققت أهداف التكافؤ في الفرص والمعاملة‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يعتبر اتخاذ الدول األطراف تدابير خاصة تستهدف حماية األمومة‪ ،‬بما في ذلك تلك‬
‫التدابير الواردة في هذه االتفاقية‪ ،‬إجراء تمييزيا‪.‬‬
‫المادة ‪5‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة لتحقيق ما يلي‪:‬‬
‫أ) تغيير األنماط االجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة‪ ،‬بهدف تحقيق القضاء على‬
‫التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات األخرى القائمة على االعتقاد بكون أي من‬
‫الجنسين أدنى أو أعلى من اآلخر‪ ،‬أو على أدوار نمطية للرجل والمرأة‪،‬‬
‫ب) كفالة تضمين التربية العائلية فهما سليما لألمومة بوصفها وظيفة اجتماعية‪ ،‬االعتراف‬
‫بكون تنشئة األطفال وتربيتهم مسؤولية مشتركة بين األبوين على أن يكون مفهوما أن‬
‫مصلحة األطفال هي االعتبار األساسي في جميع الحاالت‬
‫المادة ‪6‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة‪ ،‬بما في ذلك التشريعي منها‪ ،‬لمكافحة جميع‬
‫أشكال االتجار بالمرأة واستغالل بغاء المرأة‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الجزء الثاني‬
‫المادة ‪7‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في الحياة‬
‫السياسية والعامة للبلد‪ ،‬وبوجه خاص تكفل للمرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع الرجل‪ ،‬الحق‬
‫في‪:‬‬
‫أ) التصويت في جميع االنتخابات واالستفتاءات العامة‪ ،‬واألهلية لالنتخاب لجميع الهيئات‬
‫التي ينتخب أعضاؤها باالقتراع العام‪،‬‬
‫ب) المشاركة في صياغة سياسة الحكومة وفى تنفيذ هذه السياسة‪ ،‬وفى شغل الوظائف‬
‫العامة‪ ،‬وتأدية جميع المهام العامة على جميع المستويات الحكومية‪،‬‬
‫ج) المشاركة في أية منظمات وجمعيات غير حكومية تهتم بالحياة العامة والسياسية للبلد‪.‬‬
‫المادة ‪8‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للمرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع الرجل‪،‬‬
‫ودون أي تمييز‪ ،‬فرصة تمثيل حكومتها على المستوى الدولي واالشتراك في أعمال‬
‫المنظمات الدولية‪.‬‬

‫المادة ‪9‬‬
‫تمنح الدول األطراف المرأة حقوقا مساوية لحقوق الرجل في اكتساب جنسيتها أو‬ ‫‪.1‬‬
‫تغييرها أو االحتفاظ بها‪ .‬وتضمن بوجه خاص أال يترتب على الزواج من أجنبي‪،‬‬
‫أو على تغيير الزوج لجنسيته أثناء الزواج‪ ،‬أن تتغير تلقائيا جنسية الزوجة‪ ،‬أو أن‬
‫تصبح بال جنسية‪ ،‬أو أن تفرض عليها جنسية الزوج‪.‬‬
‫‪ .2‬تمنح الدول األطراف المرأة حقا مساويا لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية‬
‫أطفالهما‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الجزء الثالث‬
‫المادة ‪10‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة لكي تكفل لها‬
‫حقوقا مساوية لحقوق الرجل في ميدان التربية‪ ،‬وبوجه خاص لكي تكفل‪ ،‬على أساس‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة‪:‬‬
‫أ) شروط متساوية في التوجيه الوظيفي والمهني‪ ،‬وااللتحاق بالدراسات والحصول على‬
‫الدرجات العلمية في المؤسسات التعليمية على اختالف فئاتها‪ ،‬في المناطق الريفية‬
‫والحضرية على السواء‪ ،‬وتكون هذه المساواة مكفولة في مرحلة الحضانة وفى التعليم‬
‫العام والتقني والمهني والتعليم التقني العالي‪ ،‬وكذلك في جميع أنواع التدريب المهني‪،‬‬
‫ب) التساوي في المناهج الدراسية‪ ،‬وفى االمتحانات‪ ،‬وفى مستويات مؤهالت المدرسين‪،‬‬
‫وفى نوعية المرافق والمعدات الدراسية‪،‬‬
‫ج) القضاء على أي مفهوم نمطي عن دور الرجل ودور المرأة في جميع مراحل التعليم‬
‫بجميع أشكاله‪ ،‬عن طريق تشجيع التعليم المختلط‪ ،‬وغيره من أنواع التعليم التي تساعد في‬
‫تحقيق هذا الهدف‪ ،‬وال سيما عن طريق تنقيح كتب الدراسة والبرامج المدرسية وتكييف‬
‫أساليب التعليم‪،‬‬
‫د) التساوي في فرص الحصول على المنح واإلعانات الدراسية األخرى‪،‬‬
‫هـ) التساوي في فرص اإلفادة من برامج مواصلة التعليم‪ ،‬بما في ذلك برامج تعليم الكبار‬
‫ومحو األمية الوظيفي‪ ،‬وال سيما البرامج التي تهدف إلى التعجيل بقدر اإلمكان بتضييق‬
‫أي فجوة في التعليم قائمة بين الرجل والمرأة‪،‬‬
‫و) خفض معدالت ترك الطالبات الدراسة‪ ،‬وتنظيم برامج للفتيات والنساء الالئى تركن‬
‫المدرسة قبل األوان‪،‬‬
‫ز) التساوي في فرص المشاركة النشطة في األلعاب الرياضية والتربية البدنية‪،‬‬

‫‪246‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ح) إمكانية الحصول على معلومات تربوية محددة تساعد على كفالة صحة األسر‬
‫ورفاهها‪ ،‬بما في ذلك المعلومات واإلرشادات التي تتناول تنظيم األسرة‪.‬‬
‫المادة ‪11‬‬
‫‪ .1‬تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في‬
‫ميدان العمل لكي تكفل لها‪ ،‬على أساس المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬نفس الحقوق وال‬
‫سيما‪:‬‬
‫أ) الحق في العمل بوصفه حقا ثابتا لجميع البشر‪،‬‬
‫ب) الحق في التمتع بنفس فرص العمالة‪ ،‬بما في ذلك تطبيق معايير اختيار واحدة في‬
‫شؤون االستخدام‪،‬‬
‫ج) الحق في حرية اختيار المهنة ونوع العمل‪ ،‬والحق في الترقية واألمن على العمل وفى‬
‫جميع مزايا وشروط الخدمة‪ ،‬والحق في تلقى التدريب وإ عادة التدريب المهني‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التلمذة الحرفية والتدريب المهني المتقدم والتدريب المتكرر‪،‬‬
‫د) الحق في المساواة في األجر‪ ،‬بما في ذلك االستحقاقات‪ ،‬والحق في المساواة في‬
‫المعاملة فيما يتعلق بالعمل ذي القيمة المساوية‪ ،‬وكذلك المساواة في المعاملة في تقييم‬
‫نوعية العمل‪،‬‬
‫هـ) الحق في الضمان االجتماعي‪ ،‬وال سيما في حاالت التقاعد والبطالة والمرض والعجز‬
‫والشيخوخة وغير ذلك من حاالت عدم األهلية للعمل‪ ،‬وكذلك الحق في إجازة مدفوعة‬
‫األجر‪،‬‬
‫و) الحق في الوقاية الصحية وسالمة ظروف العمل‪ ،‬بما في ذلك حماية وظيفة اإلنجاب‪.‬‬
‫‪ .2‬توخيا لمنع التمييز ضد المرأة بسبب الزواج أو األمومة‪ ،‬ضمانا لحقها الفعلي في‬
‫العمل‪ ،‬تتخذ الدول األطراف التدابير المناسبة‪:‬‬
‫أ) لحظر الفصل من الخدمة بسبب الحمل أو إجازة األمومة والتمييز في الفصل من العمل‬
‫على أساس الحالة الزوجية‪ ،‬مع فرض جزاءات على المخالفين‪،‬‬

‫‪247‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ب) إلدخال نظام إجازة األمومة المدفوعة األجر أو المشفوعة بمزايا اجتماعية مماثلة دون‬
‫فقدان للعمل السابق أو لألقدمية أو للعالوات االجتماعية‪،‬‬
‫ج) لتشجيع توفير الخدمات االجتماعية المساندة الالزمة لتمكين الوالدين من الجمع بين‬
‫االلتزامات العائلية وبين مسؤوليات العمل والمشاركة في الحياة العامة‪ ،‬وال سيما عن‬
‫طريق تشجيع إنشاء وتنمية شبكة من مرافق رعاية األطفال‪،‬‬
‫د) لتوفير حماية خاصة للمرأة أثناء فترة الحمل في األعمال التي يثبت أنها مؤذية لها‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن تستعرض التشريعات الوقائية المتصلة بالمسائل المشمولة بهذه المادة‬
‫استعراضا دوريا في ضوء المعرفة العلمية والتكنولوجية‪ ،‬وأن يتم تنقيحها أو إلغاؤها أو‬
‫توسيع نطاقها حسب االقتضاء‪.‬‬
‫المادة ‪12‬‬
‫‪ .1‬تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في‬
‫ميدان الرعاية الصحية من أجل أن تضمن لها‪ ،‬على أساس المساواة بين الرجل والمرأة‪،‬‬
‫الحصول على خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬بما في ذلك الخدمات المتعلقة بتنظيم األسرة‪.‬‬
‫‪ .2‬بالرغم من أحكام الفقرة ‪ 1‬من هذه المادة تكفل الدول األطراف للمرأة خدمات مناسبة‬
‫فيما يتعلق بالحمل والوالدة وفترة ما بعد الوالدة‪ ،‬موفرة لها خدمات مجانية عند االقتضاء‪،‬‬
‫وكذلك تغذية كافية أثناء الحمل والرضاعة‪.‬‬
‫المادة ‪13‬‬
‫تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في المجاالت‬
‫األخرى للحياة االقتصادية واالجتماعية لكي تكفل لها‪ ،‬على أساس المساواة بين الرجل‬
‫والمرأة نفس الحقوق‪ ،‬والسيما‪:‬‬
‫أ) الحق في االستحقاقات العائلية‪،‬‬
‫ب) الحق في الحصول على القروض المصرفية‪ ،‬والرهون العقارية وغير ذلك من أشكال‬
‫االئتمان المالي‪،‬‬

‫‪248‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ج) الحق في االشتراك في األنشطة الترويحية واأللعاب الرياضية وفى جميع جوانب‬
‫الحياة الثقافية‪.‬‬
‫المادة ‪14‬‬
‫‪ .1‬تضع الدول األطراف في اعتبارها المشاكل الخاصة التي تواجهها المرأة الريفية‪،‬‬
‫واألدوار الهامة التي تؤديها في توفير أسباب البقاء اقتصاديا ألسرتها‪ ،‬بما في ذلك عملها‬
‫في قطاعات االقتصاد غير النقدية‪ ،‬وتتخذ جميع التدابير المناسبة لكفالة تطبيق أحكام هذه‬
‫االتفاقية على المرأة في المناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ .2‬تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في‬
‫المناطق الريفية لكي تكفل لها‪ ،‬على أساس المساواة بين الرجل والمرأة‪ ،‬أن تشارك في‬
‫التنمية الريفية وتستفيد منها‪ ،‬وتكفل للريفية بوجه خاص الحق في‪:‬‬
‫أ) المشاركة في وضع وتنفيذ التخطيط اإلنمائي على جميع المستويات‪،‬‬
‫ب) الوصول إلى تسهيالت العناية الصحية المالئمة‪ ،‬بما في ذلك المعلومات والنصائح‬
‫والخدمات المتعلقة بتنظيم األسرة‪،‬‬
‫ج) االستفادة بصورة مباشرة من برامج الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫د) الحصول على جميع أنواع التدريب والتعليم‪ ،‬الرسمي وغير الرسمي‪ ،‬بما في ذلك ما‬
‫يتصل منه بمحو األمية الوظيفي‪ ،‬وكذلك التمتع خصوصا بكافة الخدمات المجتمعية‬
‫واإلرشادية‪ ،‬وذلك لتحقيق زيادة كفاءتها التقنية‪،‬‬
‫هـ) تنظيم جماعات المساعدة الذاتية والتعاونيات من أجل الحصول على فرص اقتصادية‬
‫مكافئة لفرص الرجل عن طريق العمل لدى الغير أو العمل لحسابهن الخاص‪،‬‬
‫و) المشاركة في جميع األنشطة المجتمعية‪،‬‬
‫ز) فرصة الحصول على اإلئتمانات والقروض الزراعية‪ ،‬وتسهيالت التسويق‪،‬‬
‫والتكنولوجيا المناسبة‪ ،‬والمساواة في المعاملة في مشاريع إصالح األراضي واإلصالح‬
‫الزراعي وكذلك في مشاريع التوطين الريفي‪،‬‬

‫‪249‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫ح) التمتع بظروف معيشية مالئمة‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق باإلسكان والمرافق الصحية‬
‫واإلمداد بالكهرباء والماء‪ ،‬والنقل‪ ،‬والمواصالت‪.‬‬
‫الجزء الرابع‬
‫المادة ‪15‬‬
‫‪ 1‬تعترف الدول األطراف للمرأة بالمساواة مع الرجل أمام القانون‪.‬‬
‫‪ 2‬تمنح الدول األطراف المرأة‪ ،‬في الشئون المدنية‪ ،‬أهلية قانونية مماثلة ألهلية الرجل‪،‬‬
‫وتساوى بينها وبينه في فرص ممارسة تلك األهلية‪ .‬وتكفل للمرأة‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬حقوقا‬
‫مساوية لحقوق الرجل في إبرام العقود وإ دارة الممتلكات‪ ،‬وتعاملهما على قدم المساواة في‬
‫جميع مراحل اإلجراءات القضائية‪.‬‬
‫‪ 3‬تتفق الدول األطراف على اعتبار جميع العقود وسائر أنواع الصكوك الخاصة التي‬
‫يكون لها أثر قانوني يستهدف الحد من األهلية القانونية للمرأة باطلة والغية‪.‬‬
‫‪ 4‬تمنح الدول األطراف الرجل والمرأة نفس الحقوق فيما يتعلق بالتشريع المتصل‬
‫بحركة األشخاص وحرية اختيار محل سكناهم وإ قامتهم‪.‬‬
‫المادة ‪16‬‬
‫‪ 1‬تتخذ الدول األطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في كافة‬
‫األمور المتعلقة بالزواج والعالقات العائلية‪ ،‬وبوجه خاص تضمن‪ ،‬على أساس المساواة‬
‫بين الرجل والمرأة‪:‬‬
‫أ) نفس الحق في عقد الزواج‪،‬‬
‫ب) نفس الحق في حرية اختيار الزوج‪ ،‬وفى عدم عقد الزواج إال برضاها الحر الكامل‪،‬‬
‫ج) نفس الحقوق والمسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه‪،‬‬
‫ح) نفس الحقوق والمسؤوليات بوصفهما أبوين‪ ،‬بغض النظر عن حالتهما الزوجية‪ ،‬في‬
‫األمور المتعلقة بأطفالهما وفى جميع األحوال‪ ،‬يكون لمصلحة األطفال االعتبار األول‪،‬‬
‫هـ) نفس الحقوق في أن تقرر‪ ،‬بحرية وبإدراك للنتائج‪ ،‬عدد أطفالها والفاصل بين الطفل‬

‫‪250‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫والذي يليه‪ ،‬وفى الحصول على المعلومات والتثقيف والوسائل الكفيلة بتمكينها من ممارسة‬
‫هذه الحقوق‪،‬‬
‫د) نفس الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بالوالية والقوامة والوصاية على األطفال‬
‫وتبنيهم‪ ،‬أو ما شابه ذلك من األعراف‪ ،‬حين توجد هذه المفاهيم في التشريع الوطني‪ ،‬وفى‬
‫جميع األحوال يكون لمصلحة األطفال االعتبار األول‪،‬‬
‫ز) نفس الحقوق الشخصية للزوج والزوجة‪ ،‬بما في ذلك الحق في اختيار إسم األسرة‬
‫والمهنة ونوع العمل‪،‬‬
‫ح) نفس الحقوق لكال الزوجين فيما يتعلق بملكية وحيازة الممتلكات واإلشراف عليها‬
‫وإ دارتها والتمتع بها والتصرف فيها‪ ،‬سواء بال مقابل أو مقابل عوض‪.‬‬
‫‪ 2‬ال يكون لخطوبة الطفل أو زواجه أي اثر قانوني‪ ،‬وتتخذ جميع اإلجراءات‬
‫الضرورية‪ ،‬بما في ذلك التشريعي منها‪ ،‬لتحديد سن أدنى للزواج ولجعل تسجيل الزواج‬
‫في سجل رسمي أمرا إلزاميا‪.‬‬
‫الجزء الخامس‬
‫المادة ‪17‬‬
‫‪ 1‬من أجل دراسة التقدم المحرز في تنفيذه هذه االتفاقية‪ ،‬تنشأ لجنة للقضاء على التمييز‬
‫ضد المرأة (يشار إليها فيما يلي باسم اللجنة) تتألف‪ ،‬عند بدء نفاذ االتفاقية‪ ،‬من ثمانية‬
‫عشر خبيرا وبعد تصديق الدولة الطرف الخامسة والثالثين عليها أو انضمامها إليها من‬
‫ثالثة وعشرين خبيرا من ذوى المكانة الخلقية الرفيعة والكفاءة العالية في الميدان الذي‬
‫تنطبق عليه هذه االتفاقية‪ ،‬تنتخبهم الدول األطراف من بين مواطنيها ويعملون بصفتهم‬
‫الشخصية‪ ،‬مع إيالء االعتبار لمبدأ التوزيع الجغرافي العادل ولتمثيل مختلف األشكال‬
‫الحضارية وكذلك النظم القانونية الرئيسية‪.‬‬
‫‪ 2‬ينتخب أعضاء اللجنة باالقتراع السري من قائمة أشخاص ترشحهم الدول األطراف‬
‫ولكل دولة طرف أن ترشح شخصا واحدا من بين مواطنيها‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ 3‬يجرى االنتخاب األول بعد ستة أشهر من تاريخ بدء نفاذ هذه االتفاقية‪ ،‬وقبل ثالثة‬
‫أشهر على األقل من تاريخ كل انتخاب‪ ،‬يوجه األمين العام لألمم المتحدة رسالة إلى الدول‬
‫األطراف يدعوها فيها إلى تقديم ترشيحاتها في غضون شهرين‪ .‬ويعد األمين العام قائمة‬
‫ألفبائية بجميع األشخاص المرشحين على هذا النحو‪ ،‬مع ذكر الدولة الطرف التي رشحت‬
‫كال منهم‪ ،‬ويبلغها إلى الدول األطراف‪.‬‬
‫‪ 4‬تجرى انتخابات أعضاء اللجنة في اجتماع للدول األطراف يدعو إليه األمين العام في‬
‫مقر األمم المتحدة‪ .‬وفى ذلك االجتماع‪ ،‬الذي يشكل اشتراك ثلثي الدول األطراف فيه‬
‫نصابا قانونيا له‪ ،‬يكون األشخاص المنتخبون لعضوية اللجنة هم المرشحون الذين‬
‫يحصلون على أكبر عدد من األصوات وعلى أكثرية مطلقة من أصوات ممثلي الدول‬
‫األطراف الحاضرين والمصوتين‪.‬‬
‫‪ 5‬ينتخب أعضاء اللجنة لفترة مدتها أربع سنوات‪ .‬غير أن فترة تسعة من األعضاء‬
‫المنتخبين في االنتخاب األول تنقضي في نهاية فترة سنتين‪ ،‬ويقوم رئيس اللجنة‪ ،‬بعد‬
‫االنتخاب األول فورا‪ ،‬باختيار أسماء هؤالء األعضاء التسعة بالقرعة‪.‬‬
‫‪ 6‬يجرى انتخاب أعضاء اللجنة اإلضافيين الخمسة وفقا ألحكام الفقرات ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬من‬
‫هذه المادة بعد التصديق أو االنضمام الخامس والثالثين‪ .‬وتنتهي والية اثنين من األعضاء‬
‫اإلضافيين المنتخبين بهذه المناسبة في نهاية فترة سنتين‪ .‬ويتم اختيار اسميهما بالقرعة من‬
‫قبل رئيس اللجنة‪.‬‬
‫‪ 7‬لملء الشواغر الطارئة‪ ،‬تقوم الدولة الطرف التي كف خبيرها عن العمل كعضو في‬
‫اللجنة بتعيين خبير آخر من بين مواطنيها‪ ،،‬رهنا بموافقة اللجنة‪.‬‬
‫‪ 8‬يتلقى أعضاء اللجنة‪ ،‬بموافقة الجمعية العامة‪ ،‬مكافآت تدفع من موارد األمم المتحدة‬
‫باألحكام والشروط التي تحددها الجمعية‪ ،‬مع إيالء االعتبار ألهمية المسؤوليات المنوطة‬
‫باللجنة‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ 9‬يوفر األمين العام لألمم المتحدة ما يلزم اللجنة من موظفين ومرافق لالضطالع‬
‫بصورة فعالة بالوظائف المنوطة بها بموجب هذه االتفاقية‪.‬‬
‫المادة ‪18‬‬
‫‪ 1‬تتعهد الدول األطراف بأن تقدم إلى األمين العام لألمم المتحدة‪ ،‬تقريرا عما اتخذته من‬
‫تدابير تشريعية وقضائية وإ دارية وغيرها من أجل إنفاذ أحكام هذه االتفاقية وعن التقدم‬
‫المحرز في هذا الصدد‪ ،‬كيما تنظر اللجنة في هذا التقرير وذلك‪:‬‬
‫أ) في غضون سنة واحدة من بدء النفاذ بالنسبة للدولة المعنية‪،‬‬
‫ب) وبعد ذلك كل أربع سنوات على األقل‪ ،‬وكذلك كلما طلبت اللجنة ذلك‪،‬‬
‫‪ 2‬يجوز أن تبين التقارير العوامل والصعاب التي تؤثر على مدى الوفاء بااللتزامات‬
‫المقررة في هذه االتفاقية‪.‬‬
‫المادة ‪19‬‬
‫‪ 1‬تعتمد اللجنة النظام الداخلي الخاص بها‪.‬‬
‫‪ 2‬تنتخب اللجنة أعضاء مكتبها لفترة سنتين‪.‬‬
‫المادة ‪20‬‬
‫‪ 1‬تجتمع اللجنة‪ ،‬عادة‪ ،‬مدى فترة ال تزيد على أسبوعين سنويا للنظر في التقارير المقدمة‬
‫وفقا للمادة ‪ 18‬من هذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪ 2‬تعقد اجتماعات اللجنة عادة في مقر األمم المتحدة أو في أي مكان مناسب آخر تحدده‬
‫اللجنة‪.‬‬
‫المادة ‪21‬‬
‫‪ 1‬تقدم اللجنة تقريرا سنويا عن أعمالها إلى الجمعية العامة لألمم المتحدة بواسطة‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ولها أن تقدم مقترحات وتوصيات عامة مبنية على‬
‫دراسة التقارير والمعلومات الواردة من الدول األطراف‪ .‬وتدرج تلك المقترحات‬

‫‪253‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫والتوصيات العامة في تقرير اللجنة مشفوعة بتعليقات الدول األطراف‪ ،‬إن وجدت‪.‬‬
‫‪ 2‬يحيل األمين العام تقارير اللجنة إلى لجنة مركز المرأة‪ ،‬لغرض إعالمها‪.‬‬
‫المادة ‪22‬‬
‫يحق للوكاالت المتخصصة أن توفد من يمثلها لدى النظر في تنفيذ ما يقع في نطاق‬
‫أعمالها من أحكام هذه االتفاقية‪ .‬وللجنة أن تدعو الوكاالت المتخصصة إلى تقديم تقارير‬
‫عن تنفيذ االتفاقية في المجاالت التي تقع في نطاق أعمالها‪.‬‬
‫الجزء السادس‬
‫المادة ‪23‬‬
‫ليس في هذه االتفاقية ما يمس أية أحكام تكون أكثر مواتاة لتحقيق المساواة بين الرجل‬
‫والمرأة تكون واردة‪:‬‬
‫أ) في تشريعات دولة طرف ما‪،‬‬
‫ب) أو في أية اتفاقية أو معاهدة أو اتفاق دولي نافذ إزاء تلك الدولة‪.‬‬
‫المادة ‪24‬‬
‫تتعهد الدول األطراف باتخاذ جميع ما يلزم من تدابير على الصعيد الوطني تستهدف‬
‫تحقيق اإلعمال الكامل للحقوق المعترف بها في هذه االتفاقية‪،‬‬
‫المادة ‪25‬‬
‫‪ 1‬يكون التوقيع على هذه االتفاقية متاحا لجميع الدول‪.‬‬
‫‪ 2‬يسمى األمين العام لألمم المتحدة وديعا لهذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪ 3‬تخضع هذه االتفاقية للتصديق‪ .‬وتودع صكوك التصديق لدى األمين العام لألمم‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫‪ 4‬يكون االنضمام إلى هذه االتفاقية متاحا لجميع الدول‪ .‬ويقع االنضمام بإيداع صك‬
‫انضمام لدى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫المادة ‪26‬‬

‫‪254‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ 1‬ألية دولة طرف‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬أن تطلب إعادة النظر في هذه االتفاقية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق إشعار خطى يوجه إلى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ 2‬تقرر الجمعية العامة لألمم المتحدة الخطوات التي تتخذ‪ ،‬عند اللزوم‪ ،‬إزاء مثل هذا‬
‫الطلب‪.‬‬
‫المادة ‪27‬‬
‫‪ 1‬يبدأ نفاذ هذه االتفاقية في اليوم الثالثين الذي يلي تاريخ إيداع صك التصديق أو‬
‫االنضمام العشرين لدى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ 2‬أما الدول التي تصدق هذه االتفاقية أو تنضم إليها بعد إيداع صك التصديق أو االنضمام‬
‫العشرين فيبدأ نفاذ االتفاقية إزاءها في اليوم الثالثين الذي يلي تاريخ إيداع هذه الدولة صك‬
‫تصديقها أو انضمامها‪.‬‬
‫المادة ‪28‬‬
‫‪ 1‬يتلقى األمين العام لألمم المتحدة نص التحفظات التي تبديها الدول وقت التصديق أو‬
‫االنضمام‪ ،‬ويقوم بتعميمها على جميع الدول‪.‬‬
‫‪ 2‬ال يجوز إبداء أي تحفظ يكون منافيا لموضوع هذه االتفاقية وغرضها‪.‬‬
‫‪ 3‬يجوز سحب التحفظات في أي وقت بتوجيه إشعار بهذا المعنى إلى األمين العام لألمم‬
‫المتحدة‪ ،‬الذي يقوم عندئذ بإبالغ جميع الدول به‪ .‬ويصبح هذا اإلشعار نافذ المفعول‬
‫اعتبارا من تاريخ تلقيه‪.‬‬
‫المادة ‪29‬‬
‫‪ 1‬يعرض للتحكيم أي خالف بين دولتين أو أكثر من الدول األطراف حول تفسير أو‬
‫تطبيق هذه االتفاقية ال يسوى عن طريق المفاوضات‪ ،‬وذلك بناء على طلب واحدة من هذه‬
‫الدول‪ .‬فإذا لم يتمكن األطراف‪ ،‬خالل ستة اشهر من تاريخ طلب التحكيم‪ ،‬من الوصول‬
‫إلى اتفاق على تنظيم أمر التحكيم‪ ،‬جاز ألي من أولئك األطراف إحالة النزاع إلى محكمة‬
‫العدل الدولية بطلب يقدم وفقا للنظام األساسي للمحكمة‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ 2‬ألية دولة طرف أن تعلن‪ ،‬لدى توقيع هذه االتفاقية أو تصديقها أو االنضمام إليها‪ ،‬أنها‬
‫ال تعتبر نفسها ملزمة بالفقرة ‪ 1‬من هذه المادة‪ .‬وال تكون الدول األطراف األخرى ملزمة‬
‫بتلك الفقرة إزاء أية دولة طرف أبدت تحفظا من هذا القبيل‪.‬‬
‫‪ 3‬ألية دولة طرف أبدت تحفظا وفقا للفقرة ‪ 2‬من هذه المادة أن تسحب هذا التحفظ متي‬
‫شاءت بإشعار توجهه إلى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫المادة ‪30‬‬
‫تودع هذه االتفاقية‪ ،‬التي تتساوى في الحجية نصوصها باإلسبانية واإلنكليزية والروسية‬
‫والصينية والعربية والفرنسية لدى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫وإ ثباتا لذلك‪ ،‬قام الموقعون أدناه‪ ،‬المفوضون حسب األصول‪ ،‬بإمضاء هذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الملحق رقم ‪2‬‬

‫‪257‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫*‬
‫البرتوكول االختياري الملحق باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬
‫اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪4‬‬
‫الدورة الرابعة والخمسون بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪1999‬‬
‫تاريخ بدء النفاذ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2000‬وفقا ألحكام المادة ‪16‬‬
‫إن الدول األطراف في هذا البروتوكول‪،‬‬
‫إذ تالحظ أن ميثاق األمم المتحدة يؤكد‪ ،‬مجددا‪ ،‬اإليمان بحقوق اإلنسان األساسية وبكرامة‬
‫اإلنسان وقيمته‪ ،‬وبالحقوق المتساوية للرجال والنساء‪،‬‬
‫وإ ذ يالحظ أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ينادي بأن جميع البشر قد ولدوا أحرارا‬
‫متساوين في الكرامة والحقوق‪ ،‬وبأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات‬
‫الواردة فيه‪ ،‬دون أي تمييز من أي نوع كان‪ ،‬بما في ذلك التمييز القائم على الجنس‪،‬‬
‫وإ ذ يعيد إلى األذهان‪ ،‬أن العهدين الدوليين لحقوق اإلنسان‪ ،‬وغيرهما من الصكوك الدولية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬تحظر التمييز على أساس الجنس‪،‬‬
‫وإ ذ يعيد إلى األذهان‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬
‫("االتفاقية")‪ ،‬التي تدين فيها الدول األطراف التمييز ضد المرأة بجميع أشكاله‪ ،‬وتوافق‬
‫على انتهاج سياسة القضاء على التمييز ضد المرأة بجميع الوسائل المناسبة ودون إبطاء‪،‬‬
‫وإ ذ تؤكد‪ ،‬مجددا‪ ،‬تصميمها على ضمان تمتع المرأة‪ ،‬بشكل تام وعلى قدم المساواة‪ ،‬بجميع‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬وعلى اتخاذ إجراءات فعالة لمنع أي انتهاكات لهذه‬
‫الحقوق والحريات‪،‬‬
‫قد اتفقت على ما يلي‪:‬‬
‫المادة ‪1‬‬
‫تقر الدولة الطرف في هذا البروتوكول ("الدولة الطرف") باختصاص اللجنة الخاصة‬
‫بالقضاء على التمييز ضد المرأة ("اللجنة") في تلقي التبليغات المقدمة لها وفقا للمادة‬
‫الثانية‪ ،‬والنظر فيها‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المادة ‪2‬‬
‫يجوز تقديم التبليغات من قبل األفراد أو مجموعات األفراد‪ ،‬أو نيابة عنهم‪ ،‬بموجب الوالية‬
‫القضائية للدولة الطرف‪ ،‬والتي يزعمون فيها أنهم ضحايا النتهاك أي من الحقوق الواردة‬
‫في االتفاقية على يدي تلك الدولة الطرف‪ .‬وحيث يقدم التبليغ نيابة عن أفراد أو مجموعات‬
‫من األفراد‪ ،‬فيجب أن يتم ذلك بموافقتهم‪ ،‬إال إذا أمكن لكاتب التبليغ تبرير عمله نيابة عنهم‬
‫من دون مثل هذه الموافقة‪.‬‬
‫المادة ‪3‬‬
‫يجب أن تكون التبليغات كتابية‪ ،‬وال يجوز أن تكون مجهولة المصدر‪ .‬وال يجوز للجنة‬
‫تسلم أي تبليغ إذا كان يتعلق بدولة طرف في االتفاقية‪ ،‬ولكنها ليست طرفا في هذا‬
‫البروتوكول‪.‬‬
‫المادة ‪4‬‬
‫‪ - 1‬ال تنظر اللجنة في التبليغ إال إذا تحققت من أن جميع اإلجراءات العالجية المحلية‬
‫المتوفرة قد استنفدت‪ ،‬وما لم يتم إطالة أمد تطبيق هذه اإلجراءات العالجية بصورة غير‬
‫معقولة‪ ،‬أو عندما يكون من غير المحتمل أن تحقق إنصافا فعاال‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعلن اللجنة أن التبليغ غير مقبول في الحاالت التالية‪:‬‬
‫(‪ 1‬إذا سبق للجنة دراسة المسألة نفسها‪ ،‬أو إذا جرت دراستها في الماضي‪ ،‬أو كانت قيد‬
‫الدراسة حاليا‪ ،‬بموجب إجراء آخر من إجراءات التحقيق أو التسوية الدولية‪.‬‬
‫(‪ 2‬إذا كانت غير متماشية مع أحكام االتفاقية‪.‬‬
‫(‪ 3‬إذا اتضح أنه ال أساس له أو غير مؤيد بأدلة كافية‪.‬‬
‫(‪ 4‬إذا شكل ضربا من سوء استخدام الحق في تقديم تبليغ‪.‬‬
‫(‪ 5‬إذا حدثت الوقائع التي هي موضوع التبليغ قبل سريان مفعول هذا البروتوكول‬
‫بالنسبة للدولة الطرف المعنية‪ ،‬إال إذا استمرت تلك الوقائع بعد ذلك التاريخ‪.‬‬
‫المادة ‪5‬‬

‫‪259‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ - 1‬يجوز للجنة‪ ،‬في أي وقت بعد تلقي التبليغ‪ ،‬وقبل الفصل فيه بناء على حيثياته‬
‫الموضوعية‪ ،‬أن تنقل إلى الدولة الطرف المعنية طلبا عاجال التخاذ التدابير المؤقتة‬
‫الضرورية لتالفي إمكان وقوع ضرر يتعذر إصالحه لضحية أو ضحايا االنتهاك‬
‫المزعوم‪.‬‬
‫‪ - 2‬في الحاالت التي تمارس اللجنة سلطة تقديرية بموجب الفقرة (‪ ،)1‬ال يعني هذا‪،‬‬
‫ضمنا‪ ،‬أنها تقرر بشأن قبول التبليغ أو مدى وجاهته بشكل موضوعي متجرد‪.‬‬
‫المادة ‪6‬‬
‫‪ - 1‬ما لم تعتبر اللجنة أن التبليغ غير مقبول من دون إحالته إلى الدولة الطرف المعنية‪،‬‬
‫وشريطة أن يوافق الفرد أو األفراد على الكشف عن هويتهم لتلك الدولة الطرف‪ ،‬فإن على‬
‫اللجنة إطالع الدولة الطرف بصورة سرية على أي تبليغ يقدم إليها بموجب هذا‬
‫البروتوكول‪.‬‬
‫‪ - 2‬يتعين على الدولة الطرف المتلقية أن تقدم إلى اللجنة‪ ،‬خالل ستة أشهر‪ ،‬شروحا أو‬
‫إفادات خطية توضح القضية‪ ،‬والمعالجة‪ ،‬إذا وجدت‪ ،‬التي كان يمكن أن تقدمها تلك الدولة‬
‫الطرف‪.‬‬
‫المادة ‪7‬‬
‫‪ - 1‬تنظر اللجنة في التبليغات التي تتلقاها‪ ،‬بموجب هذا البروتوكول‪ ،‬في ضوء جميع‬
‫المعلومات التي توفر لها من قبل األفراد أو مجموعات األفراد أو نيابة عنهم‪ ،‬ومن قبل‬
‫الدولة الطرف‪ ،‬شريطة نقل هذه المعلومات إلى األطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعقد اللجنة اجتماعات مغلقة عند فحص التبليغات المقدمة بموجب هذا البروتوكول‪.‬‬
‫‪ - 3‬بعد فحص التبليغ‪ ،‬تنقل اللجنة آراءها بشأنه‪ ،‬إلى جانب توصياتها‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬إلى‬
‫األطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ - 4‬تدرس الدولة الطرف‪ ،‬بعناية‪ ،‬آراء اللجنة‪ ،‬فضًال عن توصياتها‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬وتقدم‬
‫إليها‪ ،‬خالل ستة أشهر‪ ،‬ردا خطيا‪ ،‬يتضمن معلومات حول أي إجراء يتخذ في ضوء آراء‬

‫‪260‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫اللجنة وتوصياتها‪.‬‬
‫‪ - 5‬يمكن للجنة أن تدعو الدولة الطرف إلى تقديم المزيد من المعلومات حول أي تدابير‬
‫اتخذتها الدولة الطرف استجابة آلرائها أو توصياتها‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬بما في ذلك ما تعتبره‬
‫اللجنة مناسبا‪ ،‬وذلك في التقارير الالحقة للدولة الطرف التي تقدم بموجب المادة ‪ 18‬من‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫المادة ‪8‬‬
‫‪ - 1‬إذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا بها تشير إلى حدوث انتهاكات خطيرة أو منهجية‬
‫للحقوق الواردة في االتفاقية‪ ،‬على يدي الدولة الطرف‪ ،‬فإن على اللجنة أن تدعو الدولة‬
‫الطرف إلى التعاون معها في فحص المعلومات‪ ،‬وأن تقدم‪ ،‬لهذه الغاية‪ ،‬مالحظات تتعلق‬
‫بالمعلومات ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجوز للجنة‪ ،‬بعد أن تأخذ بعين االعتبار أي مالحظات يمكن أن تقدمها الدولة‬
‫الطرف المعنية‪ ،‬فضال عن أي معلومات أخرى موثوق بها تتوفر لديها‪ ،‬أن تعين عضوا‬
‫واحدا أو أكثر من أعضائها إلجراء تحقيق‪ ،‬ورفع تقرير عاجل إلى اللجنة‪ .‬ويجوز أن‬
‫يتضمن التحقيق القيام بزيارة إلى أراضي الدولة الطرف إذا تم الحصول على إذن بذلك‪،‬‬
‫وبعد موافقة الدولة الطرف المعنية‪.‬‬
‫‪ - 3‬بعد فحص نتائج هذا التحقيق‪ ،‬تنقل اللجنة إلى الدولة الطرف المعنية هذه النتائج‬
‫مقرونة بأي تعليقات وتوصيات‪.‬‬
‫‪ - 4‬يجب على الدولة الطرف المعنية أن تقدم مالحظاتها إلى اللجنة في غضون ستة‬
‫أشهر من تسلمها النتائج والتعليقات والتوصيات التي نقلتها إليها اللجنة‪.‬‬
‫‪ - 5‬يجب إحاطة هذا التحقيق بالسرية‪ ،‬وطلب تعاون تلك الدولة الطرف في جميع‬
‫مراحل اإلجراءات‪.‬‬
‫المادة ‪9‬‬
‫‪ -1‬يجوز للجنة أن تدعو الدولة الطرف المعنية إلى تضمين تقريرها المقدم بموجب‬

‫‪261‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المادة ‪ 18‬من االتفاقية تفاصيل أي تدابير متخذة استجابة للتحقيق الذي أجري بموجب‬
‫المادة الثامنة من هذا البروتوكول‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجوز للجنة‪ ،‬إذا اقتضت الضرورة‪ ،‬وبعد انتهاء فترة األشهر الستة المشار إليها في‬
‫المادة ‪ ،)4( 8‬أن تدعو الدولة الطرف المعنية إلى إطالعها على التدابير المتخذة استجابة‬
‫إلى مثل هذا التحقيق‪.‬‬
‫المادة ‪10‬‬
‫‪ - 1‬يجوز لكل دولة طرف‪ ،‬عند توقيع هذا البروتوكول‪ ،‬أو المصادقة عليه‪ ،‬أو‬
‫االنضمام إليه‪ ،‬أن تعلن أنها ال تعترف باختصاص اللجنة المنصوص عليه في المادتين ‪8‬‬
‫و ‪.9‬‬
‫‪ - 2‬يجوز ألي دولة طرف أصدرت إعالنا وفقا للفقرة األولى من هذه المادة‪ ،‬أن تقوم‪،‬‬
‫في أي وقت‪ ،‬بسحب هذا اإلعالن عبر تقديم إشعار إلى األمين العام‪.‬‬
‫المادة ‪11‬‬
‫تتخذ الدولة الطرف جميع الخطوات المناسبة لضمان عدم تعرض األفراد التابعين لواليتها‬
‫القضائية لسوء المعاملة أو الترهيب نتيجة اتصالهم باللجنة بموجب هذا البروتوكول‪.‬‬
‫المادة ‪12‬‬
‫تدرج اللجنة في تقريرها السنوي المقدم بموجب المادة ‪ 21‬من االتفاقية‪ ،‬ملخصا لألنشطة‬
‫التي تمارسها بموجب هذا البروتوكول‪.‬‬
‫المادة ‪13‬‬
‫تتعهد كل دولة طرف بإشهار االتفاقية وهذا البروتوكول على نطاق واسع‪ ،‬والقيام بالدعاية‬
‫لهما‪ ،‬وتسهيل عملية الحصول على المعلومات المتعلقة بآراء اللجنة وتوصياتها‪ ،‬وبخاصة‬
‫حول المسائل المتعلقة بتلك الدولة الطرف‪.‬‬
‫المادة ‪14‬‬
‫تعد اللجنة قواعد اإلجراءات الخاصة بها‪ ،‬والواجب اتباعها عندما تمارس المهام التي‬

‫‪262‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫خولها إياها البروتوكول‪.‬‬


‫المادة ‪15‬‬
‫‪ - 1‬يفتح باب التوقيع على هذا البروتوكول ألي دولة وقعت على االتفاقية‪ ،‬أو صادقت‬
‫عليها‪ ،‬أو انضمت إليها‪.‬‬
‫‪ - 2‬يخضع هذا البروتوكول للمصادقة عليه من قبل أي دولة صادقت على االتفاقية أو‬
‫انضمت إليها‪ .‬وتودع صكوك المصادقة لدى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ - 3‬يفتح باب االنضمام إلى هذا البروتوكول ألي دولة صادقت على االتفاقية أو‬
‫انضمت إليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬يصبح االنضمام ساري المفعول بإيداع صك االنضمام لدى األمين العام لألمم‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫المادة ‪16‬‬
‫‪ - 1‬يسري مفعول هذا البروتوكول بعد ثالثة أشهر من تاريخ إيداع الصك العاشر‬
‫للمصادقة‪ ،‬أو االنضمام‪ ،‬لدى األمين العام لألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ - 2‬بالنسبة لكل دولة تصادق على هذا البروتوكول‪ ،‬أو تنضم إليه‪ ،‬بعد سريان مفعوله‪،‬‬
‫يصبح هذا البروتوكول ساري المفعول بعد ثالثة أشهر من تاريخ إيداعها صك المصادقة‪،‬‬
‫أو االنضمام‪ ،‬الخاص بها‪.‬‬
‫المادة ‪17‬‬
‫ال يسمح بإبداء أي تحفظات على هذا البروتوكول‪.‬‬
‫المادة ‪18‬‬
‫‪ - 1‬يجوز ألي دولة طرف أن تقترح إجراء تعديل على هذا البروتوكول‪ ،‬وأن تودعه‬
‫لدى األمين العام لألمم المتحدة‪ .‬ويقوم األمين العام‪ ،‬بناء على ذلك‪ ،‬بإبالغ الدول األطراف‬
‫بأي تعديالت مقترحة‪ ،‬طالبا منها إخطاره بما إذا كانت تحبذ عقد مؤتمر للدول األطراف‬
‫بغية دراسة االقتراح‪ ،‬والتصويت عليه‪ ،‬وفي حال اختيار ما ال يقل عن ثلث الدول‬

‫‪263‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األطراف عقد مثل هذا المؤتمر‪ ،‬يدعو األمين العام إلى عقده تحت رعاية األمم المتحدة‪.‬‬
‫ويقدم أي تعديل تعتمده أغلبية الدول األطراف التي تحضر المؤتمر‪ ،‬وتدلي بصوتها فيه‪،‬‬
‫إلى الجمعية العامة لألمم المتحدة إلقراره‪.‬‬
‫‪ - 2‬يسري مفعول التعديالت عندما تقرها الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬وتقبل بها الدول‬
‫األطراف في هذا البروتوكول بأغلبية الثلثين‪ ،‬وفقا للعمليات الدستورية في كل منها‪.‬‬
‫‪ - 3‬عندما يسري مفعول التعديالت‪ ،‬تصبح ملزمة للدول األطراف التي قبلت بها‪ ،‬بينما‬
‫تظل الدول األطراف األخرى ملزمة بأحكام هذا البروتوكول‪ ،‬وأي تعديالت سابقة تكون‬
‫قد قبلت بها‪.‬‬
‫المادة ‪19‬‬
‫‪ -1‬يجوز ألي دولة طرف أن تبدي رغبتها في نبذ هذا البروتوكول‪ ،‬في أي وقت‪،‬‬
‫بموجب إشعار خطي موجه إلى األمين العام لألمم المتحدة‪ .‬ويسري مفعول االنسحاب من‬
‫البروتوكول بعد ستة أشهر من تاريخ تلقي اإلشعار من قبل األمين العام‪.‬‬
‫‪ - 2‬يتم نبذ هذا البروتوكول من دون المساس بأحقية استمرار تطبيق أحكامه على أي‬
‫تبليغ قدم بموجب المادة الثانية‪ ،‬أو أي تحقيق بوشر فيه بموجب المادة الثامنة‪ ،‬قبل تاريخ‬
‫سريان مفعول االنسحاب الرسمي‪.‬‬
‫المادة ‪20‬‬
‫يبلغ األمين العام لألمم المتحدة جميع الدول بالتالي‪:‬‬
‫أ‌) التوقيعات والمصادقات وعمليات االنضمام التي تتم بموجب هذا البروتوكول‪.‬‬
‫ب) تاريخ سريان مفعول هذا البروتوكول وأي تعديل له يتم بموجب المادة ‪.18‬‬
‫ج) أي انسحاب من البروتوكول بموجب المادة ‪.19‬‬
‫المادة ‪21‬‬
‫‪ -1‬يتم إيداع هذا البروتوكول‪ ،‬الذي تتمتع نصوصه العربية والصينية واإلنجليزية‬
‫والفرنسية والروسية واالسبانية بالدرجة نفسها من الموثوقية‪ ،‬في أرشيف األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ - 2‬يبعث األمين العام لألمم المتحدة بنسخ مصدقة من هذا البروتوكول إلى جميع الدول‬
‫المشار إليها في المادة الخامسة والعشرين من االتفاقية‪.‬‬

‫الملحق رقم ‪3‬‬

‫‪265‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أمـثـلـة من المؤسسات األوربية المعنيــة بمكافحة التمييز‬


‫السويد‪ :‬مؤسســة الوسيط لشؤون التمييز‬
‫الموارد‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضـــع و التطور‬
‫بلغت ميزانية المؤسسة ‪ 93‬مليون كرونة‬ ‫تتولى مؤسسة الوسيط لشؤون التمييز‬ ‫ضمان التطبيق الصارم لقانون مكافحة‬ ‫سلطة حكومية تم إحداثها بموجب قانون‬
‫سويدية في سنة ‪ 2009‬و يعمل بها نحو‬ ‫الوظائف التالية ‪:‬‬ ‫مكافحة التميز و قد بدأت مؤسسة الوسيط التمييز القائم على أساس الجنس و الهوية‬
‫‪ 90‬شخصا ‪.‬‬ ‫‪-‬تقديم معلومات حول مقتضيات منع‬ ‫لشؤون التمييز مهامها في ‪ 1‬يناير ‪ 2009‬المتجاوزة للجنس أو التعبير عن ذلك و‬
‫التمييز و توعية العموم بالقضايا المتعلقة‬ ‫االنتماء العرقي‪ ،‬والدين أو أي عقيدة‬
‫بالتمييز و اآلراء المسبقة ‪.‬‬ ‫أخرى و اإلعاقة الوظيفية و الميول‬
‫‪-‬إجراء تحقيقات بناء على شكاوى او‬ ‫الجنسي و السن‬
‫تقارير بشأن التمييز و التحرش إذ يقوم‬
‫ديوان المظالم بالتحقيق في ما حدث‬
‫‪ -‬إمكانية النيابة عن الشخص الذي‬
‫تعرض للتمييز أمام المحكمة ‪.‬‬
‫‪-‬مراقبة الخطط التي يضعها مثال أرباب‬
‫العمل و المدارس لمنع التمييز في‬
‫الحاضر و المستقبل‪.‬‬

‫فلندا‪ :‬مؤسسة الوسيط المكلفة بالمساواة‬


‫الموارد‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬
‫‪ -‬مراقبة احترام و تنفيذ قانون المساواة‬ ‫سلطة مستقلة تعمل ضمن وزارة الشؤون التركيز على التمييز بسبب الجنس أو‬
‫بين الرجل و المراة السيما في مكان‬ ‫النوع االجتماعي ومعالجة التمييز بسبب‬ ‫االجتماعية و الصحة‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫العمل‪.‬‬ ‫الجنس بين األقليات‪.‬‬


‫في نظر مؤسسة الوسيط المكلفة بالمساواة ‪ -‬تشجيع تطبيق القانون من خالل القيام‬
‫بمبادرات و إبداء الرأي و المشورة‪.‬‬ ‫الفعلية وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم معلومات عن قانون المساواة و‬ ‫اختصاصان‪ :‬الحماية و النهوض‬
‫تنفيذه‪.‬‬ ‫بالمساواة‪.‬‬

‫بلجيكــــا‪ :‬معهد المساواة بين المرأة و الرجل‬


‫التنظيــم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضـــع و التطور‬
‫يتوفر المعهد على جهازين للتسيير ‪.‬‬ ‫‪-‬إعداد و دعم و تنسيق الدراسات و‬ ‫مؤسسة عمومية فدرالية أحدثت بموجب ‪-‬ضمان المساواة بين المرأة و الرجل و‬
‫األبحاث حول النوع االجتماعي و المساواة ‪-‬إدارة يرأسها مدير‪.‬‬ ‫النهوض بها في المجتمع من أجل‬ ‫القانون الصادر في ‪ 16‬دجنبر ‪.2002‬‬
‫‪ -‬مجلس إدارة و يعمل به ‪ 35‬شخصا‬ ‫بين المرأة و الرجل و تقييم تأثير النوع‬ ‫تم تخويله الصالحيات التي كانت تتوالها ترسيخها في المواقف و الممارسات‪.‬‬
‫موزعين على خاليا مختلفة‪.‬‬ ‫االجتماعي في السياسات و البرامج و‬ ‫‪-‬مكافحة جميع أشكال التمييز و عدم‬ ‫مديرية تكافؤ الفرص التابعة للهيئة‬
‫التدابير الجاري تنفيذها‪.‬‬ ‫المساواة على أساس الجنس‪.‬‬ ‫العامة الفدرالية للتشغيل و العمل و‬
‫‪-‬تقديم توصيات للسلطات الحكومية و‬ ‫الحوار االجتماعي التي كانت تعتبر بين ‪-‬إمكانية التقاضي أمام المحاكم في‬
‫األفراد و المؤسسات الخاصة على أساس‬ ‫عامي ‪ 1993‬و‪ 2002‬السلطة المختصة المنازعات المتعلقة بتطبيق القانون‬
‫نتائج الدراسات و األبحاث المشار إليها في‬ ‫الصادر في ‪ 10‬ماي ‪ 2007‬حول‬ ‫بإعداد و تنفيذ و تتبع سياسة تكافؤ‬
‫الفقرة ‪ 1‬أعاله‪.‬‬ ‫مكافحة التمييز بين النساء و الرجال و‬ ‫الفرص بين النساء و الرجال على‬
‫‪-‬توفير الدعم للجمعيات العاملة في مجال‬ ‫القوانين األخرى ذات الصلة‪.‬‬ ‫المستوى الفدرالي‪.‬‬
‫المساواة بين الجنسين ‪.‬‬
‫‪-‬تقديم المساعدة في حدود اختصاصه على‬
‫كل شخص يطلب استشارة حول نطاق‬

‫‪267‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫حقوقه و التزاماته‪ ،‬و بفضل هذا الدعم‬


‫يحصل المستفيد (ة)على معلومات و‬
‫نصائح بشأن كيفية االستفادة من حقوقه‪.‬‬
‫الوضع و التطور‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬التقاضي أمام المحاكم في المنازعات‬ ‫‪.‬‬
‫التي قد تنشأ عن تطبيق القوانين الجنائية‬
‫و القوانين األخرى التي تهدف خصيصا‬
‫إلى ضمان المساواة بين المرأة و الرجل‪.‬‬
‫‪ -‬توفير جميع المعلومات و الوثائق و‬
‫سجالت األرشيف التي تعتبر مفيدة في‬
‫إطار اختصاصه‪.‬‬
‫‪ -‬جمع و نشر دون تحديد هوية‬
‫األطراف المعنية‪ ،‬اإلحصائيات و‬
‫قرارات المحاكم التي تساعد على تقييم‬
‫القوانين و التشريعات المتعلقة بالمساواة‬
‫بين المرأة و الرجل‪.‬‬
‫‪ -‬بطلب من السلطة المختصة في ظل‬
‫وجود وقائع يفترض معها حدوث معاملة‬
‫تمييزية ‪ ،‬أن تستعلم و تخبر المعهد‬
‫بنتائج البحث الذي أجرته بشأن هذه‬
‫الوقائع و تعمل السلطة على إبالغ‬
‫المعهد بشكل معلل‪ ،‬باإلجراءات التي‬
‫اتخذتها في هذا الصدد ‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ -‬إقامة شبكة عالقات مع مختلف‬


‫الفاعلين في مجال المساواة بين المرأة و‬
‫الرجل‪.‬‬

‫النمســا‪ :‬مكتب تكافؤ الفرص‪ ،‬مؤسسة الوسيط المكلفة بالمساواة في المعاملة‬


‫التنظيــم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضـــع و التطور‬
‫ثالثة أقسام لكل منها اختصاص‪:‬‬ ‫‪ -‬تقديم المساعدة و المعلومات و‬ ‫أنشئ في عام ‪ 1991‬لمساعدة الحكومة ‪ -‬مناهضة جميع أسس التمييز في مكان‬
‫‪-‬مؤسسة الوسيط المكلفة بتكافؤ الفرص‬ ‫المنشورة في حاالت افتراض حدوث‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫على تنفيذ قانون الحق في المساواة في‬
‫بين الرجال و النساء في العمل الذي‬ ‫تمييز‪.‬‬ ‫‪ -‬التمييز القائم على األصل العرقي في‬ ‫المعاملة بين الرجال و النساء‪.‬‬
‫يتولى أيضا تنسيق عمل المكتب‪.‬‬ ‫‪ -‬مواكبة ضحايا التمييز و اإلنابة عنهم‬ ‫جميع المجاالت و األماكن‪.‬‬ ‫‪-‬يستمد المكتب سلطته من قانون‬
‫‪-‬مؤسسة الوسيط المكلفة بالمساواة في‬ ‫أثناء دراسة ملفهم من طرف لجنة‬ ‫‪ -‬اختصاصان‪ :‬الوقاية و النهوض‬ ‫المساواة في المعاملة‪.‬‬
‫العمل بغض النظر عن األصل العرقي‬ ‫المساواة في المعاملة‪.‬‬ ‫بالمساواة‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2005‬تم توسيع مهمة هذا‬
‫أو الدين أو المعتقد أو السن أو الميول‬ ‫‪-‬نوعية الرأي العام و التأثير فيه‪.‬‬ ‫المكتب بعد تطبيق قراري مجلس االتحاد‬
‫الجنسي‪.‬‬ ‫‪ -‬إعالم العموم من خالل المؤتمرات و‬ ‫األوروبي رقم ‪. EC/2000/43‬‬
‫‪ -‬مؤسسة الوسيط المكلفة بالمساواة‬ ‫غيرها من الطرق ذات البعد التربوي‪.‬‬ ‫‪ EC /2000/78‬لتشمل ثالثة جوانب ‪:‬‬
‫العرقية في مجال السلع و الخدمات‪.‬‬ ‫‪ -‬إجراء تحقيقات مستقلة‪.‬‬ ‫‪-‬وسيط من أجل المساواة في المعاملة‬
‫‪ -‬نشر تقارير مستقلة ‪.‬‬ ‫بين المرأة و الرجل في العمل و المهنة(‬
‫‪-‬تقديم توصيات بشأن قضايا التمييز‪..‬‬ ‫‪.)1991‬‬
‫‪-‬وسيط من أجل المساواة في المعاملة في‬
‫العمل و المهنة بغض النظر عن األصل‬
‫العرقي أو الدين أو المعتقد أو السن أو‬
‫الميول الجنسي (‪.)2005‬‬

‫‪269‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يمارس المكتب مهامه بشكل مستقل ‪-‬‬


‫على الرغم من تبعيته لوزارة الصحة و‬
‫‪.‬شؤون المرأة‬

‫هنغاريا‪ :‬الهيئة من أجل المساواة في المعاملة‬


‫التنظيم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬
‫هيئة استشارية يتوفر أعضاؤها على‬ ‫تلقي و معالجة الشكاوى الفردية و‬ ‫الوقاية ذات طابع شبه قضائي‪:‬‬ ‫هيئة مستقلة أنشاتها الحكومة بموجب‬
‫تجربة واسعة في مجال حماية حقوق‬ ‫الجماعية المتعلقة بعدم المساواة في‬ ‫‪-‬معالجة أسباب التمييز القائم على أساس‬ ‫القانون رقم ‪ CXXV‬لعام ‪2003‬‬
‫اإلنسان و تطبيق مبدأ المساواة في‬ ‫المعاملة يمكن للهيئة فتح تحقيق للتأكد‬ ‫المتعلق بالمساواة في المعاملة و تعزيز الجنس و األصل العرقي و اللون و‬
‫من وقوع مخالفة و اتخاذ قرار بناء على المعاملة‪.‬‬ ‫الجنسية و األصل القومي أو اإلثني و‬ ‫تكافؤ الفرص و القانون رقم‬
‫ذلك‪:‬‬ ‫اللغة األم و اإلعاقة و الحالة الصحية و‬ ‫‪.) XII.26( 2004/362‬‬
‫‪-‬إعماال للحق في تنفيذ الطلبات من اجل‬ ‫و تخضع لسلطة الحكومة و وصاية أحد المعتقدات الدينية أو اإليديولوجية و‬
‫المصلحة العامة ترفع الهيئة دعوى‬ ‫أعضاء الحكومة لكنها ال تتلقى تعليمات الرأي السياسي أو غيره من اآلراء و‬
‫قضائية بهدف حماية حقوق األفراد و‬ ‫الوضع األسري و األمومة أو األبوة و‬ ‫أثناء ممارسة وظائفها وفقا ألحكام هذا‬
‫الجماعات ضحايا التمييز‪.‬‬ ‫الميول الجنسي و الهوية الجنسية و السن‬ ‫القانون‪.‬‬
‫‪-‬تقديم اقتراحات بشأن القرارات‬ ‫و األصل االجتماعي و الوضع المالي و‬
‫الحكومية و التشريعات المتعلقة‬ ‫االنتماء النقابي و غير ذلك من األوضاع‬
‫بالمساواة في المعاملة ‪.‬‬ ‫أو الصفات أو الخصائص‪.‬‬
‫‪-‬إبالغ العموم و الحكومة بوضعية‬ ‫عندما تعتبر الهيئة أن ثمة انتهاكا‬
‫تطبيق مبدأ المساواة في المعاملة‪.‬‬ ‫للقوانين المعمول بها في مجال المساواة‬
‫التعاون مع المنظمات غير الحكومية و‬ ‫في المعاملة يجوز لها أن تقوم بما يلي‪:‬‬
‫الهيئات التمثيلية و أجهزة الدولة المعنية‪.‬‬ ‫‪-‬األمر بمعالجة هذا الوضع الذي يشكل‬
‫‪-‬توفير المعلومات باستمرار لألشخاص‬ ‫انتهاكا‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المعنيين وتقديم المساعدة لمكافحة كل‬ ‫منع استمرار السلوك المؤدي لهذه‬
‫انتهاك لمبدأ المساواة في المعاملة‪.‬‬ ‫المخالفة‪.‬‬
‫‪-‬نشر قرارها الذي يتشئ انتهاكا للقانون‪ .‬المساعدة في إعداد التقارير الحكومية‬
‫الموجهة إلى المنظمات الدولية و‬ ‫‪ -‬أو قرض غرامة‪.‬‬
‫و تعالج الهيئة الشكاوى المتعلقة بالتمييز اإلقليمية ‪.‬‬
‫المباشر و غير المباشر‪.‬‬

‫التركيبة و التنظيــم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضـــع و التطور‬


‫إعداد تقرير سنوي يوجه إلى الحكومة حول نشاط الهيئة و التجارب‬
‫التي راكمتها في سياق تطبيق هذا القانون‪.‬‬
‫التحقيق و اتخاذ القرارات ال يمكن الطعن في قرارات الهيئة في إطار‬
‫اإلجراءات اإلدارية و ال يمكن تغييرها أو إلغاؤها من قبل سلطات‬
‫الوصاية ‪.‬‬
‫يجوز للمحكمة النظر في القرارات الصاردة عن الهيئة ‪.‬‬
‫ال يمكن للهيأة إجراء تحقيق بشأن القرارات و اإلجراءات التي يتخذها‬
‫البرلمان و رئيس الجمهورية و المحكمة الدستورية و مكتب تدقيق‬
‫حسابات الدولة و المفوض البرلماني للحقوق المدنية و المفوض‬
‫البرلماني لحقوق األقليات القومية و اإلثنية و المفوض البرلماني المكلف‬
‫بحماية البيانات و المحاكم و النيابة العامة ‪.‬‬
‫يجوز للهيئة أن تشارك كمحامي في المراجعة القضائية لقرار إداري‬
‫عمومي أصدره جهاز إداري عمومي آخر يتعلق بمبدأ المساواة في‬

‫‪271‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المعاملة‪.‬‬
‫تتحرك الهيئة تلقائيا في حالة انتهاك مبدأ المساواة في المعاملة من‬
‫طرف الدولة الهنغارية و الجماعات المحلية الهيئات المستقلة لألقليات و‬
‫جميع السلطات العمومية األخرى و القوات المسلحة و الشرطة‪.‬‬

‫فرنسا‪ :‬المدافــع عن الحقــوق‬


‫التركيبة و التنظيم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬
‫يتولى الوظائف التالية ‪:‬‬ ‫يضمن احترام الحقوق و الحريات‬ ‫هيئة دستورية مستقلة القانون التنظيمي‬
‫‪-‬الدفاع عن الحقوق و الحريات في إطار العالقات مع المرافق‬ ‫من طرف كل شخص سواء كان من‬ ‫رقم ‪ 2011-333‬و القانون رقم ‪-334‬‬
‫العمومية ‪.‬‬ ‫أشخاص القانون العام أو الخاص‪.‬‬ ‫‪ 2001‬الصادر في ‪ 29‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪-‬الدفاع عن المصلحة الفضلى للطفل و حقوقه و العمل على‬ ‫حل محل وسيط الجمهورية و‬
‫تعزيزها ‪.‬‬ ‫المدافع عن حقوق األطفال و الهيئة‬
‫‪-‬مكافحة أشكال التمييز التي يحظرها القانون و النهوض‬ ‫العليا لمكافحة التمييز و النهوض‬
‫بالمساواة‪.‬‬ ‫بالمساواة و اللجنة الوطنية‬
‫‪ -‬ضمان احترام قواعد حسن السلوك من طرف األشخاص‬ ‫ألخالقيات األمن ابتداء من ‪ 1‬ماي‬
‫الممارسين لألنشطة األمنية‪.‬‬ ‫‪.2011‬‬
‫يتولى المهام التالية ‪:‬‬
‫‪-‬مهمة العالقات مع المصالح العمومية يمكن لكل شخص يعتبر‬
‫نفسه متضررا من عمل إداري أو مرفق عمومي أن يلّجأ إلى‬
‫المدافع عن الحقوق‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة الدفاع عن حقوق الطفل الذي يطلب حماية حقوقه أو‬
‫يوجد في وضعية تهدد مصلحته أو ممثله القانوني او احد أفراد‬
‫أسرته أو ممثل مرفق صحي أو اجتماعي او جمعية للدفاع عن‬

‫‪272‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫حقوق الطفل ‪.‬‬


‫‪ -‬مهمة مكافحة التمييز و النهوض بالمساواة كل شخص يعتبر‬
‫نفسه ضحية شكل من أشكال التمييز المباشر أو غير المباشر‬
‫التي يحظرها القانون أو التزام دولي ‪ ،‬سواء كان مرتكب هذا‬
‫التمييز المفترض شخصا من أشخاص القانون العام أو الخاص‪.‬‬

‫مهمة أخالقيات األمن كل شخص كان ضحية أو‬ ‫‪-‬‬


‫شاهد على أفعال يعتبرها انتهاكا لقواعد السلوك‬
‫من قبل أشخاص يعملون في مجال المن ( األمن‬
‫الوطني و الدرك و الشرطة البلدية و غدارة‬
‫السجون و الجمارك و خدمات األمن الخاص و‬
‫حراسة وسائل النقل العمومي و غيرها)‬
‫و يحوز كذلك للمدافع عن الحقوق أن يضع يده‬ ‫‪-‬‬
‫تلقائيا على حاالت انتهاك الحقوق و الحريات و‬
‫ان تتم اإلحالة عليه من طرف ذوي حقوق‬
‫الشخص الذي تعرضت حقوقه و حرياته‬
‫لالنتهاك‪.‬‬
‫واإلحالة على المدافع عن الحقوق ال تقطع أو‬ ‫‪-‬‬
‫توقف أجل التقادم في الدعاوى المدنية أو‬
‫اإلدارية أو الجنائية و ال في الطعون اإلدارية و‬
‫النزاعات‪.‬‬

‫البرتغال‪ :‬لجنــة المواطنة و المساواة بين الجنسين‬

‫‪273‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التركيبة و التنظيم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬


‫دعم إعداد سياسة شاملة و قطاعية من خالل التركيز على تعزيز تركيبة المجلس االستشاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تتمثل مهمة لجنة‬ ‫تم دمجها في رئاسة مجلس الوزراء و‬
‫رئيس اللجنة الوزارية‬ ‫المواطنة و المساواة بين الجنسين و المساهمة في تنفيذها‪.‬‬ ‫المواطنة و المساواة بين‬ ‫تشتغل حاليا تحت إشراف كاتب الدولة‬
‫المختلطة ‪.‬‬ ‫إبداء الرأي و التدخل وفقا للقانون في مجاالت التعليم من اجل‬ ‫المكلف بالشؤون البرلمانية و المساواة‪ .‬الجنسين في ضمان تنفيذ ‪-‬‬
‫المواطنة و المساواة و عدم التمييز بين الرجل و المرأة ‪ ،‬و حماية نائب رئيس اللجنة‬ ‫السياسات العمومية في‬ ‫تعتبر اللجنة الجهاز الحكومي المعني‬
‫الوزارية المختلطة‪.‬‬ ‫األمومة و االبوة و التوفيق بين الحياة العملية و الشخصية و‬ ‫سياق المواطنة و‬ ‫بالمساواة بين الجنسين و تم إحداثها‬
‫‪ -‬القسم الوزاري المختلط‬ ‫األسرية للنساء و الرجال و مكافحة العنف و دعم الضحايا‪.‬‬ ‫النهوض بالمساواة بين‬ ‫بموجب مرسوم القانون رقم‬
‫‪.‬‬ ‫تعزيز الوعي العام و اعتماد أفضل الممارسات ذات الصلة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 2007/164‬لتحل محل لجنة المساواة و الجنسين و حمايتها‪.‬‬
‫بالمساواة بين الجنسين في المجاالت االقتصادية و االجتماعية و ‪ - -‬قسم المنظمات غير‬ ‫حقوق المرأة و لجنة مكافحة العنف‬
‫الحكومية ‪.‬‬ ‫السياسية و السرية و بمكافحة التمييز السيما من خالل دعم‬ ‫األسري و تشمل أيضا وظائف النهوض‬
‫‪- -‬الفريق العلمي و‬ ‫المنظمات غير الحكومية ‪.‬‬ ‫بالمساواة التي تتوالها لجنة المساواة في‬
‫التقني‪.‬‬ ‫إخبار العموم و توعيتهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العمل و التشغيل‪.‬‬
‫توفير المعلومات القانونية و تقديم الدعم النفسي و االجتماعي و ‪ - -‬و يرأس المجلس‬ ‫‪-‬‬
‫االستشاري الوزير‬ ‫القانوني و ضمان االستفادة من القانون خصوصا في حاالت‬
‫الوصي على لجنة‬ ‫التمييز و العنف‪.‬‬
‫المواطنة و المساواة‬ ‫تقوية قدرات المنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال و‬ ‫‪-‬‬
‫بين الجنسين و يرأسه‬ ‫تعزيز مشاركتها في تنفيذ سياسات المواطنة و المساواة بين‬
‫الرئيس في حالة غيابه‪.‬‬ ‫الجنسين‪.‬‬
‫التعاون مع هيئات المجتمع المدني و المنظمات الدولية و‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات األجنبية المماثلة‪.‬‬

‫المكسيك‪ :‬المجلس الوطني لمنع التمييز‬

‫‪274‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األساس القانوني و‬ ‫التركيبة و التنظيم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬


‫الموارد‬
‫القانون الفدرالي‬ ‫المبادئ ‪:‬‬ ‫وضع االستراتيجيات و البرامج و اإلجراءات‬ ‫‪-‬‬ ‫يعالج المجلس كل‬ ‫هيئة عمومية مستقلة تأسست في‬
‫المتعلق بمنع التمييز و‬ ‫الهادفة إلى منع التمييز و القضاء عليه و النهوض الكفاءة و االلتزام و‬ ‫أسباب التمييز يتولى‬ ‫عام ‪.2003‬‬
‫القضاء عليه‪.‬‬ ‫المشاركة‪.‬‬ ‫بالمساواة ‪.‬‬ ‫أنشطة النهوض‬ ‫غير تابعة مركزيا لإلدارة‬
‫تقع على عاتق‬ ‫تظام إدارة شؤون‬ ‫تتبع تنفيذ التشريعات الخاصة بمكافحة التمييز ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بالمساواة و الحماية‪.‬‬ ‫العمومية الفدرالية‪ ،‬تتمتع‬
‫السلطات الحكومية‬ ‫اقتراح و تقييم تنفيذ البرنامج الوطني لمنع التمييز و الموظفين على أساس‬ ‫‪-‬‬ ‫بالشخصية المعنوية و باستقاللية‬
‫التزامات تجاه‬ ‫االستحقاق و تكافؤ‬ ‫القضاء عليه وفقا للتشريع الجاري به العمل ‪.‬‬ ‫تقنية و إدارية و مالية‬
‫الفرص من خالل عملية المجلس‪.‬‬ ‫التأكد من اتخاذ تدابير و برامج لمنع التمييز و‬ ‫‪-‬‬
‫القضاء عليه في مؤسسات و هيئات القطاعين العام التوظيف و االنتفاء و‬
‫األجور و التأهيل و‬ ‫و الخاص‪.‬‬
‫التقييم و الترقي‬ ‫إنجاز و نشر دراسات و أبحاث و تقارير حول‬ ‫‪-‬‬
‫األنظمة القانونية و اإلدارية و الممارسات التمييزية المعمول بها بالنسبة‬
‫في المجاالت السياسية و االقتصادية و االجتماعية لموظفي القطاع العام‪.‬‬
‫و الثقافية و عند االقتضاء اقتراح التغييرات‬
‫المناسبة‬

‫‪275‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫األساس القانوني و‬ ‫التركيبة و التنظيم‬ ‫الوظائف‬ ‫اإلختصاص ‪/‬المهمة‬ ‫الوضع و التطور‬


‫الموارد‬
‫إبداء الرأي بشأن مشاريع اإلصالحات و القوانين‬ ‫‪-‬‬
‫التي تعدها مؤسسات القطاع العام؛‬
‫نشر التزامات الدولة الناشئة عن الصكوك الدولية‬ ‫‪-‬‬
‫ذات الصلة و تشجيع تنفيذها من طرف الحكومة‪ ،‬و‬
‫المشاركة في االجتماعات الدولية المتعلقة بمنع‬
‫التميز و القضاء عليه؛‬
‫نشر و تعزيز المحتويات الهادفة إلى منع‬ ‫‪-‬‬
‫الممارسات التميزية و القضاء عليها في وسائل‬
‫اإلعالم و غيرها؛‬
‫حماية حقوق األفراد أو الجامعات الذين يتعرضون‬ ‫‪-‬‬
‫للتمييز عبر المساعدة و التوجيه بموجب القانون؛‬
‫تلقي التظلمات و معالجتها ( وفقا للمادة ‪ 11‬من‬ ‫‪-‬‬
‫القانون المحدث للمجلس )؛‬
‫التنسيق مع مؤسسات القطاع العام ( الفدرالية و‬ ‫‪-‬‬
‫المحلية ) و القطاع الخاص و المنظمات الوطنية و‬
‫الدولية؛‬
‫التأكد من تطبيق الهيئات الفدرالية لقانون منع‬ ‫‪-‬‬
‫التمييز و القضاء عليه‪ ،‬و من توفرها على جهاز‬
‫مماثل للمجلس‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الملحق رقم ‪4‬‬

‫‪79.14‬‬ ‫مشروع قانون رقم‬

‫‪277‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يتعلق بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‬

‫الباب األول‬
‫أحكام عامة‬
‫املادة ‪1‬‬
‫تطبيقا ألحكام الفصلين ‪ 164‬و ‪ 171‬من الدستور‪ ،‬يحدد هذا القانون صالحيات هيئة املناصفة‬
‫ومكافحة كل أشكال التمييز‪،‬املحدثة بموجب الفصل ‪ 19‬من الدستور‪ ،‬وتأليفها وكيفيات تنظيمها‬
‫وقواعد سيرها‪.‬‬
‫تعتبر الهيئة مؤسسة وطنية مستقلة تتمتع بالشخصية اإلعتبارية واإلستقالل املالي‪.‬‬
‫يوجد املقر الرئيسي للهيئة بالرباط‪.‬‬
‫ويشار إليها بعده باسم الهيئة‪.‬‬
‫الباب الثاني‬
‫صالحيات الهيئة‬
‫املادة ‪2‬‬

‫تمارس الهيئة‪ ،‬مع مراعاة االختصاصات املوكولة للسلطات العمومية والهيئات واملؤسسات األخرى‬
‫بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬الصالحيات التالية ‪:‬‬
‫إبداء الرأي بمبادرة منها أو بطلب من الحكومة أو أحد مجلسي البرملان‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬بشأن‬ ‫‪-1‬‬
‫مشاريع ومقترحات القوانين ومشاريع النصوص التنظيمية‪.‬‬
‫تقديم كل اقتراح أو توصية إلى الحكومة أو إلى أحد مجلسي البرملان‪ ،‬بهدف تعزيز قيم‬ ‫‪-2‬‬
‫املساواة واملناصفة وعدم التمييز وتكريسها وإشاعتها؛‬
‫تلقي الشكايات بشأن حاالت التمييز التي يرفعها إلى الهيئة كل شخص يعتبر نفسه ضحية حالة‬ ‫‪-3‬‬
‫من هذه الحاالت‪ ،‬والنظر فيها وإصدار توصيات بشأنها إلى الجهات املعنية‪ ،‬والعمل على تتبع‬
‫مآلها بتنسيق مع الجهات املذكورة؛‬
‫التشجيع على إعمال مبادئ املساواة واملناصفة و عدم التمييز في مختلف مناحي الحياة العامة‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫والعمل على رصد كل إخالل بها‪ ،‬واقتراح جميع التدابير التي تراها مناسبة للسهر على‬
‫احترامها؛‬

‫‪278‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫التشجيع على إدماج ثقافة املساواة واملناصفة وعدم التمييز في برامج التربية والتعليم‬ ‫‪-5‬‬
‫والبرامج اإلعالمية والثقافية‪ ،‬وذلك بتنسيق مع السلطات والهيئات املعنية؛‬
‫تقديم كل توصية تراها مناسبة إلى الحكومة من أجل مالءمة املنظومة القانونية الوطنية مع‬ ‫‪-6‬‬
‫أحكام االتفاقيات الدولية ذات الصلة بمجال اختصاص الهيئة‪ ،‬واملصادق عليها من لدن‬
‫اململكة املغربية‪ ،‬والسيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة واالتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري واتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ؛‬
‫إصدار كل توصية تراها مناسبة واقتراح كل تدبير ناجع من أجل تصحيح األوضاع الناتجة‬ ‫‪-7‬‬
‫عن كل سلوك أو ممارسة أو عرف يتسم بطابع تمييزي أو يتضمن إخالال بمبدإ املساواة بين‬
‫الرجل واملرأة؛‬
‫العمل على نشر وإشاعة املمارسات الفضلى في مجال مكافحة كل أشكال التمييز‪ ،‬والتشجيع‬ ‫‪-8‬‬
‫على العمل بها في إطار احترام مكونات الهوية الوطنية؛‬
‫تقديم مختلف أشكال املساعدة التقنية الالزمة للسلطات العمومية ومختلف الفاعلين في‬ ‫‪-9‬‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬من أجل السعي نحو التحقيق الفعلي ملبدأي املساواة واملناصفة‬
‫ومكافحة كل أشكال التمييز؛‬
‫املساهمة في تنمية قدرات مختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص من أجل تشجيعهم‬ ‫‪-10‬‬
‫على إعمال آليات تحقيق املساواة واملناصفة وعدم التمييز‪ ،‬وال سيما من خالل‪:‬‬
‫• تنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدتهم؛‬
‫• إعداد دالئل استرشادية توضع رهن إشارة العموم؛‬
‫• تنظيم أيام دراسية وندوات من أجل التعريف باآلليات املذكورة؛‬
‫• إثراء النقاش العمومي عبر مختلف وسائل اإلعالم من أجل التحسيس بمبادئ املساواة واملناصفة‬
‫وعدم التمييز‪.‬‬
‫إعداد الدراسات واألبحاث ذات الصلة بمجال اختصاصها‪ ،‬وقياس درجة االلتزام بمبادئ‬ ‫‪-11‬‬
‫املساواة واملناصفة وعدم التمييز في مختلف مجاالت الحياة العامة والعمل على نشر نتائجها؛‬
‫تقييم املجهودات التي تبذلها الدولة ومختلف الهيئات واملؤسسات بالقطاعين العام والخاص‬ ‫‪-12‬‬
‫في مجال تحقيق مبادئ املساواة واملناصفة وعدم التمييز؛‬
‫إقامة عالقات التعاون والشراكة مع الهيئات واملنظمات ذات األهداف املماثلة‪.‬‬ ‫‪-13‬‬

‫املادة ‪3‬‬

‫‪279‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تبدي الهيئة رأيها في املشاريع واملقترحات املحالة عليها من لدن الحكومة أو أحد مجلسي البرملان‪،‬‬
‫خالل مدة ال تتجاوز شهرين‪ ،‬تسري ابتداء من تاريخ توصلها بها‪.‬‬
‫يمكن للهيئة طلب تمديد األجل املذكور‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬ملدة ال تتجاوز شهرا‪.‬‬
‫وفي حالة عدم اإلدالء برأيها في اآلجال املشار إليها أعاله‪ ،‬تعتبر املشاريع واملقترحات املحالة عليها غير‬
‫مثيرة ألي مالحظات لديها‪.‬‬
‫وفي حالة إبداء الهيئة لرأيها بمبادرة منها في املشاريع املشار إليها في املادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬يتعين عليها إبداءه‬
‫قبل اعتماد هذه املشاريع من قبل الحكومة‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫تأليف الهيئة‬
‫املادة ‪4‬‬

‫تتألف الهيئة‪ ،‬عالوة على الرئيس الذي يعين بظهير شريف‪ ،‬من (ستة عشر) ‪ 16‬عضوا يراعى في‬
‫تعيينهم املروءة والتجربة والكفاءة‪ ،‬ويتوزعون كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬فئة ممثلي الدولة‪ :‬وتتكون هذه الفئة من ‪:‬‬
‫• عضوين من أعضاء البرملان يعين أحدهما رئيس مجلس النواب واآلخر رئيس مجلس املستشارين‪،‬‬
‫بعد استشارة الفرق واملجموعات البرملانية؛‬
‫• عضو قاض يعينه املجلس األعلى للسلطة القضائية ؛‬
‫• عضو من أعضاء املجلس العلمي األعلى يعين بظهير شريف باقتراح من األمين العام لهذا املجلس ؛‬
‫‪ -‬فئة ممثلي جمعيات املجتمع املدني‪ :‬وتتكون هذه الفئة من ثالثة أعضاء يمثلون جمعيات املجتمع‬
‫املدني العاملة في املجاالت ذات الصلة باختصاصات الهيئة‪ ،‬يعين كل واحد منهم من قبل رئيس‬
‫الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس املستشارين؛‬
‫‪ -‬فئة ممثلي القطاع الخاص‪ :‬وتتكون هذه الفئة من ‪:‬‬
‫• عضوين يمثالن املنظمات املهنية األكثر تمثيال للمقاوالت‪ ،‬يعينهما رئيس الحكومة باقتراح من هذه‬
‫املنظمات؛‬
‫• عضوين يعينهما رئيس الحكومة باقتراح من املركزيتين النقابيتين األكثر تمثيال؛‬
‫‪ -‬فئة الخبراء ‪ :‬وتتكون هذه الفئة من ثالثة خبراء يعينهم رئيس الحكومة من بين األشخاص املشهود‬
‫لهم بالخبرة‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫عالوة على األعضاء املشار إليهم أعاله‪ ،‬يعين رئيس الحكومة عضوين يمثالن اإلدارات العمومية‪،‬‬
‫يشاركان في أشغال الهيئة وأجهزتها بصفة استشارية‪.‬‬
‫يعين أعضاء الهيئة ملدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬
‫املادة ‪5‬‬

‫يشترط في أعضاء الهيئة أن يكونوا متمتعين بالحقوق املدنية والسياسية‪.‬‬


‫تتنافى العضوية بالهيئة مع العضوية بإحدى الهيئات واملؤسسات الدستورية املنصوص عليها في‬
‫الفصول ‪ 161‬إلى ‪ 170‬من الباب الثاني عشر من الدستور‪.‬‬
‫املادة ‪6‬‬

‫يفقد كل عضو عضويته في الهيئة في حالة الوفاة‪ ،‬أو االستقالة أو فقدان الصفة التي عين على‬
‫أساسها بالهيئة‪ ،‬وفي هذه الحالة يحيط الرئيس مجلس الهيئة علما بذلك‪ ،‬ويتم تعيين خلف له خالل‬
‫أجل أقصاه ستون يوما وفق الكيفية التي عين وفقها سلفه‪ ،‬وذلك للفترة املتبقية من مدة عضوية‬
‫هذا األخير‪.‬‬
‫الباب الرابع‬
‫أجهزة الهيئة واختصاصاتها‬
‫املادة ‪7‬‬
‫تتكون الهيئة من األجهزة التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس الهيئة ؛‬
‫‪ -‬رئيس الهيئة ؛‬
‫‪ -‬اللجان الدائمة للهيئة‪.‬‬
‫الفرع األول‬

‫اختصاصات مجلس الهيئة وكيفية تسييره‬


‫املادة ‪8‬‬

‫يتألف مجلس الهيئة من أعضاء الهيئة املشار إليهم في املادة ‪4‬أعاله‪ ،‬ويمارس االختصاصات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إبداء الرأي في جميع القضايا ومشاريع النصوص القانونية املعروضة على الهيئة من طرف‬
‫الحكومة أو البرملان ؛‬
‫‪ -‬التداول في شأن االقتراحات والتوصيات التي ترفعها الهيئة إلى الحكومة أو أحد مجلسي البرملان ؛‬

‫‪281‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪ -‬التداول في شأن مشاريع الدراسات ومشروع التقرير السنوي ومشاريع التقارير املوضوعاتية التي‬
‫تعدها أجهزة الهيئة ؛‬
‫‪ -‬البت في مآل نتائج وخالصات أشغال اللجان الدائمة واللجان املؤقتة املشار إليها بعده ؛‬
‫‪ -‬املصادقة على النظام الداخلي للهيئة ؛‬
‫‪ -‬املصادقة على مشروع برنامج العمل السنوي للهيئة ؛‬
‫‪ -‬املصادقة على امليزانية السنوية للهيئة ؛‬
‫‪ -‬املصادقة على التقرير الذي يعده رئيس الهيئة حول حصيلة أشغالها السنوية‪.‬‬
‫يمكن ملجلس الهيئة‪ ،‬باقتراح من الرئيس‪ ،‬إحداث لجان مؤقتة‪ ،‬يكلفها بدراسة موضوع معين يدخل‬
‫ضمن صالحيات الهيئة‪.‬‬
‫املادة ‪9‬‬

‫تنعقد دورات مجلس الهيئة العادية مرتين في السنة على األقل وفق الكيفيات املحددة في النظام‬
‫الداخلي للهيئة‪.‬‬
‫كما يمكن ملجلس الهيئة عقد دورات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك‪ ،‬بمبادرة من رئيس الهيئة‬
‫أو بناء على طلب من أغلبية أعضائها‪.‬‬

‫املادة ‪10‬‬

‫ينعقد مجلس الهيئة بصفة قانونية بحضور ثلثي أعضائه على األقل‪ ،‬وفي حالة عدم اكتمال النصاب‬
‫القانوني يوجه رئيس الهيئة دعوة ثانية لعقد اجتماع موال بعد خمسة عشر يوما على األقل‪.‬‬
‫ويصبح هذا االجتماع قانونيا مهما كان عدد األعضاء الحاضرين‪.‬‬
‫يتخذ مجلس الهيئة قراراته بإجماع أعضائه‪ ،‬وفي حالة تعذر ذلك بأغلبية ثلثي أعضائه الحاضرين‪.‬‬
‫يجوز لرئيس الهيئة أن يدعو الجتماعات مجلس الهيئة‪ ،‬بصفة استشارية‪ ،‬كل شخص أو هيئة يرى‬
‫فائدة في حضورها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫اختصاصات رئيس الهيئة‬


‫املادة ‪11‬‬

‫‪282‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يتمتع رئيس الهيئة عالوة على املهام املسندة إليه بموجب مواد أخرى من هذا القانون‪ ،‬بجميع‬
‫السلط والصالحيات الضرورية لتسيير شؤون الهيئة وضمان حسن سيرها‪ .‬ولهذا الغرض يمارس‬
‫االختصاصات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يضع جدول أعمال مجلس الهيئة ويرأس اجتماعاته ويسهر على تنفيذ قراراته ؛‬
‫‪ -‬يعد برنامج عمل الهيئة السنوي ويعرضه على مجلس الهيئة للمصادقة عليه ؛‬
‫‪ -‬يقترح مشروع امليزانية السنوية للهيئة ويعرضه على مجلس الهيئة للمصادقة عليه ؛‬
‫‪ -‬يوظف ويعين املوارد البشرية الالزمة لقيام الهيئة بمهامها طبقا ألحكام املادة ‪ 19‬من هذا‬
‫القانون ؛‬
‫‪ -‬يوقع اتفاقيات التعاون والشراكة املشار إليها في املادة ‪ 2‬أعاله‪،‬‬
‫ويسهر على تنفيذها بعد املصادقة عليها من قبل مجلس الهيئة ؛‬
‫‪ -‬يسهر على تنسيق أشغال اللجان الدائمة واملؤقتة املحدثة لدى مجلس الهيئة ؛‬
‫‪ -‬يعد التقرير السنوي حول حصيلة أنشطة الهيئة وآفاق عملها ويعرضه على مجلس الهيئة‬
‫للمصادقة تمهيدا لتقديمه أمام البرملان طبقا ألحكام املادة ‪ 12‬من هذا القانون ؛‬
‫‪ -‬يقوم باسم الهيئة بجميع األعمال التحفظية املتعلقة بممتلكات الهيئة‪.‬‬
‫يمكن لرئيس الهيئة أن يفوض عند االقتضاء بعض مهامه إلى األمين العام أو إلى أحد املسؤولين‬
‫العاملين تحت إمرته‪.‬‬
‫يعتبر الرئيس الناطق الرسمي باسم الهيئة وممثلها القانوني إزاء الدولة وكل إدارة أو هيئة عامة أو‬
‫خاصة وأمام القضاء وإزاء الغير‪.‬‬
‫املادة ‪12‬‬

‫طبقا ألحكام الفصل ‪ 160‬من الدستور‪ ،‬يقدم رئيس الهيئة تقريرا عن أعمال الهيئة مرة واحدة في‬
‫السنة على األقل‪ ،‬ويكون هذا التقرير موضوع مناقشة من قبل البرملان‪.‬‬
‫ينشر هذا التقرير بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫اختصاصات اللجان الدائمة‬


‫املادة ‪13‬‬

‫‪283‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تحدث لدى الهيئة ثالث لجان دائمة‪ ،‬وهي ‪:‬‬


‫لجنة الدراسات والتقييم ؛‬ ‫‪-1‬‬
‫لجنة الرصد والشكايات ؛‬ ‫‪-2‬‬
‫لجنة التواصل والتحسيس‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تتولى اللجان الدائمة االختصاصات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد الدراسات واألبحاث والتقارير املوضوعاتية بطلب من مجلس الهيئة حول واقع املساواة‬
‫واملناصفة وعدم التمييز‪ ،‬والسبل الكفيلة بالنهوض به ؛‬
‫‪ -‬رصد جميع حاالت التمييز في مناحي الحياة العامة والتدابير املتخذة من قبل السلطات والهيئات‬
‫املعنية من أجل مكافحتها ؛‬
‫‪ -‬إعداد قواعد معطيات وطنية حول املجهودات املبذولة في مجال تحقيق املناصفة ومكافحة‬
‫مختلف أشكال التمييز‪ ،‬والعمل على تحليلها وتحيينها بكيفية مستمرة ؛‬
‫‪ -‬تقييم السياسات العمومية في مجال مكافحة كل أشكال التمييز وإعداد تقارير بشأنها‪.‬‬
‫يحدد النظام الداخلي تأليف هذه اللجان وقواعد سير عملها‪.‬‬

‫الباب الخامس‬
‫التنظيم اإلداري والمالي للهيئة‬

‫املادة ‪14‬‬

‫يساعد الرئيس في مهامه أمين عام يعين بظهير شريف‪.‬‬


‫يتولى األمين العام‪ ،‬تحت سلطة الرئيس‪ ،‬اإلشراف على التسيير اإلداري واملالي لشؤون الهيئة‪،‬‬
‫والسهر على ضمان حسن سير مصالحها‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يقوم بإعداد الوثائق واملستندات املتعلقة باجتماعات مجلس الهيئة واللجان‬
‫الدائمة واملؤقتة املتفرعة عنه‪ ،‬ومسك محاضرها‪ ،‬كما يتولى مسك وحفظ بيانات وتقارير وملفات‬
‫ومحفوظات الهيئة‪.‬‬
‫يقوم األمين العام بمهام كتابة مجلس الهيئة‪.‬‬
‫املادة ‪15‬‬

‫‪284‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫يحدد تنظيم واختصاصات املصالح اإلدارية والتقنية للهيئة بموجب النظام الداخلي للهيئة‪.‬‬

‫املادة ‪16‬‬

‫تعتبر العضوية في الهيئة تطوعية‪ .‬غير أنه يمكن منح تعويضات عن املهام املوكولة لألعضاء من‬
‫طرف الهيئة‪ ،‬تحدد مقاديرها وشروط منحها وكيفية صرفها بموجب مرسوم‪.‬‬
‫املادة ‪17‬‬

‫ترصد الدولة لفائدة الهيئة االعتمادات املالية الالزمة لتمكينها من القيام بمهامها‪ ،‬وتسجل هذه‬
‫االعتمادات في امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫املادة ‪18‬‬

‫يحدد التنظيم املالي واملحاسبي للهيئة بموجب قرار للسلطة الحكومية املكلفة باملالية‪.‬‬
‫يعتبر رئيس الهيئة هو اآلمر بصرف ميزانية الهيئة وفق القواعد واإلجراءات املنصوص عليها في‬
‫التنظيم املالي واملحاسبي املذكور‪ ،‬وله أن يعين األمين العام للهيئة آمرا مساعدا بالصرف‪.‬‬
‫ويتولى محاسب عمومي ملحق بالهيئة بقرار من السلطة الحكومية املكلفة باملالية‪ ،‬القيام لدى الهيئة‬
‫بجميع الصالحيات املسندة إلى املحاسبين العموميين‪ ،‬بمقتضى القوانين واألنظمة املعمول بها‪.‬‬
‫يخضع تنفيذ ميزانية الهيئة ملراقبة املجلس األعلى للحسابات‪.‬‬
‫املادة ‪19‬‬

‫تستعين الهيئة‪ ،‬من أجل ممارسة الصالحيات املخولة لها‪ ،‬بموظفين يلحقون لديها طبقا للنصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬أو بأعوان يتم توظيفهم بموجب عقود طبقا لنفس‬
‫الشروط‬
‫املطبقة على املوظفين العاملين بإدارات الدولة‪.‬‬
‫ويمكن للهيئة االستعانة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بمستشارين وخبراء خارجيين من أجل القيام بمهام محددة‬
‫ولفترة معينة‪ ،‬وذلك على أساس دفاتر تحمالت تحدد شروط التعاقد معهم‪.‬‬

‫الباب السادس‬

‫‪285‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫أحكام ختامية وانتقالية‬


‫املادة ‪20‬‬

‫يدخل هذا القانون حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ تعيين رئيس الهيئة وتنصيب أعضائها‪.‬‬
‫غير أنه‪ ،‬في انتظار تنصيب املجلس األعلى للسلطة القضائية يعين العضو القاضي املشار إليه في‬
‫املادة ‪ 4‬أعاله من قبل املجلس األعلى للقضاء القائم حاليا‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المراجــــــــــــــــــع‬
‫الــكتــب‪:‬‬

‫عط‪rr‬وي‪ ،‬عب‪rr‬د هللا‪" :‬الســكان و التنميــة البشــرية"‪ :‬دار النهض‪rr‬ة العربي‪rr‬ة ب‪rr‬يروت ط ‪1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.2004‬‬

‫صالح علي نيوف‪" :‬مدخل إلى الفكر السياسي الغربي" الجزء األول‪ ،‬منشورات كلي‪rr‬ة‬ ‫‪.2‬‬
‫القانون و العلوم السياسية األكاديمية العربية في الدنمارك‪:‬‬
‫‪www.ao-academy.org/docs/western_idea_by_salah_nayouf.doc‬‬

‫‪.‬عبد النور‪ ،‬ناجي‪":‬النظام السياسي الجزائري من األحادية إلى التعددية السياسية"‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الجزائر‪ :‬مديرية النشر قائمة ‪.2006‬‬

‫سليمان السيد أحمد سماء‪" :‬دور المنظمات الدولية في تفعيل الحقوق السياسية‬ ‫‪.4‬‬
‫للمرأة" موقع شبكة األخبار العربية (دراسة مقارنة لحالتين األمم المتحدة و الجامعة‬
‫العربية( ‪anntv.tv/new/showsubject.aspx?ID=1324 : .)2006-1990‬‬

‫معجم ابن منظور‪" ،‬لسان العرب " ج‪ III، 1232 :‬ماليزيا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫بنع??دادة أس??ماء" الم‪VV‬رأة والسياس‪VV‬ة " دراس‪VV‬ة سوس‪VV‬يولوجية للقطاع‪VV‬ات النس‪VV‬ائية‬ ‫‪.6‬‬
‫الحزبية" ‪ ،‬منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي‪ ،‬الرباط‪ ،‬سلسلة األطروح??ات‪،2 ،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2007‬‬

‫المصدق‪ ،‬رقية "المرأة والسياسة‪ :‬التمثيل السياســي في المغــرب" دار توبق‪rr‬ال للنش‪rr‬ر‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ .1990‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫يعقوب يوسف الكندري‪ " :‬الثقافة والصحة والمرض ‪ :‬رؤية جديدة في األنثروبولوجيا‬ ‫‪.8‬‬
‫المعاصرة " مجلس النشر العلمي‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الكويت ‪.2003‬‬

‫إيعيش العربي‪ ،‬اللوبي النسائي المغربي و معركة الثلث في أفق المناصفة‪ ،‬دفاتر وجهة‬ ‫‪.9‬‬
‫نظر الطبعة األولى ‪.2012‬‬

‫‪287‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

:Ouvrages
1. Abbadi (Driss), gouvernance participative locale au Maroc, Mohammedia
Imp. de Fedala, Edition 2004;

2. Alami M’chichi (Monia) « Genre et participation politique « Féminin –


Masculin : la Marche vers l’Egalité au Maroc 1993-2003, paris : Stiftung
2004;

3. Burdeau (George), Droit constitutionnel et institutions politiques, Paris,


LGDS, 1976;

4. Claude (Michelle) « Les femmes ou les silences de l’histoire » Paris,


champs Flammarion, 1998

5. Etienne, Bonnot ; De Condillac : Essai sur l'origine des Connaissances


Humaines, Paris, Ed. Galilée ,2002;

6. Hejjam (Aicha); Etude relative au projet de loi sur les partis politiques au
Maroc, Association démocratique des femmes au Maroc, Casablanca
2004 ;

7. Lénine, V. I., Sur l'émancipation de la femme ; Moscou, Éd. du Progrès,


1973 ;

8. Schnapper (Dominique), Qu’est ce que la citoyenneté ? Editions Paris,


Gallimard, 2000 ;

9. DAOUD (Zakia) ; féminisme et politique au Maghreb, Casablanca


éditions Eddif, 1ère Edition, 1993.

9 Marx Engels, The Communist Manifisto , op. cit., p. 148

10 Bourque (G):"L’incorporation de la citoyenneté" Sociologie et


sociétés, vol. 31, n° 2, 1999.

288
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪11 Mémorandum adressé à la commission consultative chargé de la révision‬‬


‫‪de la constitution, Avril 2011, Association démocratique des femmes au‬‬
‫‪Maroc pour une constitution garantissant une égalité effective entre les‬‬
‫‪femmes et les hommes.‬‬

‫أعمال الندوات و منشورات الهيئات و المؤسسات‪:‬‬


‫ضريف محمد‪ ،‬اقتراع شتنبر ‪ 2003‬ومسألة التمثيلية النسائية‪ ،‬الجمعية الديمقراطية‬ ‫‪.1‬‬
‫لنساء المغرب‪ ،‬مركز تكوين القيادات النسائية ماي ‪.2004‬‬

‫الملتقى الديمقراطي الثاني و الثالث النساء و السياسة‪ :‬رؤى دينية – إشكاليات و‬ ‫‪.2‬‬
‫حلول – تنظيم منتدى العربي لحقوق اإلنسان ‪ 23- 14‬سبتمبر ‪ – 2004‬صنعاء‪.‬‬

‫دور المرأة المغربية في ملحمة االستقالل والوحدة " ندوة علمية‪ 7 – 6 ،‬مارس‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ 2000‬م منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬

‫س سيلفيا سابو ‪ :‬حلقة نقاش بشان مشاركة المرأة والرجل على قدم المساواة في‬ ‫‪.4‬‬
‫عمليات صنع القرار لجنة وضع المرأة ‪ ،‬الدورة الخمسون ‪ ،‬متابعة المؤتمر العالمي‬
‫الرابع المعني بالمرأة و الدورة االستثنائية للجمعية العامة‪.‬‬

‫"المقاومة النسائية بالمغرب " ندوة علمية يومي ‪ 7‬و ‪ 8‬مارس ‪ 2003‬بفاس‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪.‬‬

‫رشيق (زهور)‪ " :‬ممارسة الفعل السياسي للمرأة داخل األحزاب " في ندوة المرأة‬ ‫‪.6‬‬
‫في الحقل السياسي‪ ،‬يونيو ‪2002‬؛‬

‫النسيج المحلي لشركاء المدرسة‪ ،‬دليل المدرسة المغربية و التعبئة المجتمعية‬ ‫‪.7‬‬
‫منشورات منتدى المواطنة ‪.2011‬‬

‫حركة التوحيد واإلصالح " موقفنا مما سمي " مشروع إدماج المرأة في التنمية "‬ ‫‪.8‬‬
‫منشورات الفرقان‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.2000 ،‬‬

‫المرأة المغربية في ملحمة االستقالل والوحدة " تراجم عن حياة المرأة المقاومة‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الجزءاألول والثاني ‪،‬منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش‬
‫التحرير‪،‬مطبعة بني إزناسن‪.2002 ،‬‬

‫‪289‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫من أجل تشريع جنائي يحمي النساء من التمييزوالعنف‪ ،‬دراسةمن إنجاز الجمعية‬ ‫‪.10‬‬
‫الديمقراطية لنساء المغرب والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء‪ ،‬يونيو‬
‫‪ ،2010‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫دليل الشباب و المواطنة‪ ،‬منشورات منتدى المواطنة ‪ ،2011‬الدار البيضاء‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫المرأة المغربية في ملحمة اإلستقالل و الوحدة تراجم عن حياة المرأة المقاومة الجزأ‬ ‫‪.12‬‬
‫الثالث "‪،‬منشورات المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير" ‪.2009‬‬

‫المقاالت‪:‬‬
‫النصوري عثمان‪ " ،‬تاريخ المرأة المغربية في العصر الحديث " مجلة األمل‪ ،‬عدد مزدوج ‪13‬‬ ‫‪.1‬‬
‫و ‪ 14‬سنة ‪1998‬‬

‫الناصري خالد‪ ،‬مدير المعهد العالي لإلدارة‪ "،‬الحركات النسائية واالنتقال الديمقراطي بالمغرب‬ ‫‪.2‬‬
‫" ورد ضمن الديمقراطية المبتورة‪ ،‬النساء والسلطة السياسية بالمغرب‪ ،‬مركز تكوين القيادات‬
‫النسائية‪ ،‬منشورات الجمعية الديمقراطية للنساء المغرب ‪.2001‬‬

‫لطيفة لعروسي‪ ،‬الموضوع‪ " :‬المرأة المغربية بين مقاومة االستعمار والحضور‬ ‫‪.3‬‬
‫السياسي"جريدة الشرق األوسط بتاريخ الجمعة ‪ 7‬مارس ‪ ،2014‬عدد ‪12883‬‬

‫بابا أحمد ‪ ،‬فاطمة الزهراء " مبدأ المناصفة ‪ :‬التأسيس الدستوري و رهانات التنزيل‪ ،‬مسالك‬ ‫‪.4‬‬
‫في الفكر و السياسة و االقتصاد عدد مزدوج ‪.2013- 24-23‬‬

‫زعيمي سناء‪ " ،‬الوضع القانوني للمرأة المغربية بين الكونية و الخصوصية " بحث لنيل دبلوم‬ ‫‪.5‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون السياسي ‪ ،‬كلية ع ‪.‬ق‪.‬اق‪.‬اج بفاس ظهر المهراز ‪- 2006‬‬
‫‪.2005‬‬

‫حميمنات‪ ،‬سليم‪" :‬من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة الجديدة ‪ :‬قضية المرأة‬ ‫‪.6‬‬
‫كمدخل للتحديث المجتمعي مجلة وجهة نظر العدد ‪ 42‬خريف ‪.2009‬‬

‫علي القاللي‪ :‬االنتخابات بالمغرب بين نمط االقتراع الفردي ونظام الالئحة‪ ،‬م‪ .‬دراسات ووقائع‬ ‫‪.7‬‬
‫دستورية و سياسية‪ ،‬العدد الخامس ‪.2003‬‬

‫زين الدين‪ ،‬محمد "الحقوق السياسية للمرأة بين التمثالت المجتمعية والترسانة‬ ‫‪.8‬‬
‫القانونية"‪،‬مجلة مسالك في الفكر و السياسة و االقتصاد عدد مزدوج ‪.2013/ 24- 23‬‬

‫‪290‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الجنحاني‪ ،‬الحبيب‪"،‬المجتمع المدني "كراسات استراتيجية‪ ،‬مجلة فصلية تصدر عن مركز‬ ‫‪12‬‬
‫الدراسات والبحوث االستراتيجية بجامعة دمشق‪ ،‬العدد األول – السنة األولى‪ -‬خريف ‪2000‬‬

‫لكريني‪ ،‬إدريس ‪ :‬نظام " الكوطا" وواقع المشاركة النسائية في البرلمان‪ ،‬مجلة الشعلة‬ ‫‪13‬‬
‫التحوالت المجتمعية بمغرب اليوم عدد ‪ 12‬يناير ‪2010‬‬

‫علي أسعد‪" ،‬التنشئة االجتماعية ودورها في بناء الهوية عند األطفال"‪ ،‬مجلة الطفولة العربي??ة‬ ‫‪14‬‬
‫‪.2007‬‬

‫يوسف العبد الغفور‪،‬فوزية وأحمد ابراهيم‪ ،‬معصومة‪ :‬أساليب التنشئة االجتماعية في مرحلة‬ ‫‪15‬‬
‫الطفولة المبكرة عند األسر‪،.........‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية‪. 1998 ،‬‬

‫الوثائق و التقارير الرسمية‪:‬‬

‫حزب العدالة والتنمية‪ ،‬البرن??امج االنتخ??ابي " نح??و مغ??رب أفض??ل من أج??ل نهض??ة ش??املة "‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.2002‬‬

‫البرنامج االستراتيجي متوسط المدى لمأسسة مبدأ المساواة بين الجنس??ين في قط??اع الوظيف??ة‬ ‫‪.2‬‬
‫العمومية منشورات وزارة تحديث القطاعات العامة ‪ ،‬دجنبر ‪.2006‬‬

‫البرنامج االستراتيجي متوسط المدى لمأسسة مبدأ المساواة بين الجنسين في قطاع االتص??ال‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الرباط غشت ‪.2006‬‬

‫القانون رقم ‪ 17. 08‬المغير والمتمم بموجبه القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‬ ‫‪.4‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪.2009‬‬

‫الجماعات المحلية في أرقام مطبوع??ات وزارة الداخلي??ة المديري??ة العام??ة للجماع??ات المحلي??ة‬ ‫‪.5‬‬
‫طبعة ‪.2009‬‬

‫المدونة الجديدة لالنتخابات‪ ،‬سلسلة النصوص التشريعية الصادر بالجريدة الرسمية بت??اريخ ‪3‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أبريل ‪.1997‬‬

‫التقري???ر النه???ائي عن اإلنتخاب???ات التش???ريعية ب???المغرب – ‪ 25‬نون???بر ‪ – 2011‬المعه???د‬ ‫‪.7‬‬


‫الديمقراطي الوطني (‪)NDI‬‬

‫‪291‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫تقرير لجنة الداخلية حول مشروع القانون ‪ 36. 08‬القاض??ي بتغي??يروتتميم الق??انون رقم ‪97‬‬ ‫‪.8‬‬
‫المتعلق بمدونة االنتخابات‪.‬‬

‫دليل حول مسطرة طلب المشاريع " وزارة الداخلية " صندوق الدعم لتش??جيع تمثيلي??ة النس??اء‬ ‫‪.9‬‬
‫ص ‪ 3‬ابريل ‪.2009‬‬

‫الرسائل و األطروحات‪:‬‬

‫سكار‪ ،‬عائشة‪ " :‬المرأة المغربية والديمقراطية " رسالة لنيل دبلوم الدراس‪rr‬ات العلي‪rr‬ا‬ ‫‪.1‬‬
‫المعمقة في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاضي عياض مراكش‬

‫بنحميدو‪ ،‬سعيدة‪ " :‬السياســي والنســائي في تجربــة الحركــة النســائية بــالمغرب أيــة‬ ‫‪.2‬‬
‫عالقة ؟" رسالة ني‪rr‬ل دبل‪rr‬وم الدراس‪rr‬ات العلي‪rr‬ا المعمق‪rr‬ة‪ ،‬كلي‪rr‬ة الحق‪rr‬وق جامع‪rr‬ة الحس‪rr‬ن‬
‫الثاني‪ ،‬عين الشق الدار البيضاء‪،‬‬

‫عز‪ ،‬ن‪rr‬ور ال‪rr‬دين‪ ":‬تأهي‪rr‬ل المش‪rr‬هد الح‪rr‬زبي على ض‪rr‬وء ق‪rr‬انون األح‪rr‬زاب رقم ‪36-04‬‬ ‫‪.3‬‬
‫"بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعقمة في القانون العام‪ ،‬لسنة ‪.2006‬‬

‫الكرامي‪ ،‬محمد فاضل‪" :‬النظام السياسي المغــربي و إشــكالية المشــروعية الحداثيــة‬ ‫‪.4‬‬
‫على ضوء التحوالت االجتماعية المعاصرة"‪ ،‬أطروحة دكت‪r‬وراه ق‪r‬انون ع‪r‬ام‪ ،‬جامع‪r‬ة‬
‫الحسن الثاني‪ -‬البيضاء ‪2000‬‬

‫‪ .5‬البوركيبى ‪ ،‬فاطمة الزهراء "المشــاركة السياســية للنســاء بــالمغرب أيــة حكامــة"‪،‬‬


‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام –كلية الحقوق المحمدية ‪2012‬‬
‫‪6. Ramot, Mane : Lobby européen des femmes mémoire de fin‬‬
‫‪d’études de l’institut d’études politique Strasbourg 1ère édition‬‬
‫‪2008.‬‬

‫الخطب الملكية‪:‬‬
‫الخطاب الملكي ل‪ 20 :‬غشت ‪1999‬‬ ‫‪‬‬

‫‪292‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الخطاب الملكي ل‪ 20 :‬غشت ‪2003‬‬ ‫‪‬‬


‫الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة و األربعين لثورة الملك و الشعب ‪ 20‬غشت ‪.1999‬‬ ‫‪‬‬
‫الخطاب الملكي بمناسبة عيد الشباب لسنة ‪.2007‬‬ ‫‪‬‬
‫الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة األولى للبرلمان السنة التشريعية الثانية ‪2009-2008‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪.2008‬‬

‫مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركات في القمة العالمية للنساء بمراكش سنة‬ ‫‪‬‬
‫‪.2004‬‬

‫الــفــــهـــــرس‬
‫فصل تمهيدي‪:‬‬

‫‪293‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫القسم األول‪ :‬المرجعيات الفكرية و القانونية للتمثيلية السياسية للنساء‬

‫الفصل األول‪ :‬مبدأ التمثيلية السياسية في المرجعيات الفكرية و القانونية الدولية‬

‫المبحث األول‪ :‬المرجعيات الفكرية‬

‫المطلب األول‪ :‬التمثيلية السياسية في الفكر الغربي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التمثيلية السياسية في الفكر الغربي الليبرالي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التمثيلية السياسية في الفكر اإلشتراكي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء في الفكر اإلسالمي و العربي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الفكر اإلسالمي ونظرته لمسألة التمثيلية السياسية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسألة التمثيلية السياسية للنساء في العالم العربي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المرجعيات الدولية للتمثيلية السياسية للنساء‬

‫المطلب األول‪ :‬المواثيق و المعاهدات الدولية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ميثاق األمم المتحدة و الحقوق السياسية للنساء‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المعاهدات و المواثيق الدولية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المؤتمرات‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المؤتمرات الدولية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المؤتمرات اإلقليمية و المحلية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المرجعية الوطنية للتمثيلية السياسية للنساء‬

‫المبحث األول‪ :‬التقعيد النظري للتمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪294‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المطلب األول‪ :‬المرجعيات القانونية و السياسية للتمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المرجعية القانونية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المرجعية السياسية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إيديولوجيات األحزاب السياسية بالمغرب‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحزاب السياسية ذات التوجه التقدمي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األحزاب السياسية ذات التوجه المحافظ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين القانوني و السياسي‬

‫المطلب األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء في ضوء التشريع المغربي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬على مستوى الدستور‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى التشريعات القانونية ( قانون األحزاب)‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تاريخ المشاركة السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مشاركة المرأة المغربية في الكفاح من أجل التحرير‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقع المرأة المغربية في العمل الحزبي بالمغرب‬

‫القسم الثاني‪ :‬واقع التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب وآليات‬

‫تطويرها‬

‫‪295‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفصل األول‪ :‬واقع التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المبحث األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين البعد الوطني و المحلي‬

‫المطلب األول‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب بين الحكومة و البرلمان‬

‫الفقرة األولى‪ :‬على مستوى الحكومة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى البرلمان‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب على المستوى المحلي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التشريعات القانونية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى الجماعات الترابية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إشكالية مبدأ المساواة السياسية‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ المساواة بين اإلقرار الدستوري و المعوق المجتمعي‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دسترة المناصفة بالمغرب‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العقلية الذكورية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نمط اإلقتراع و تأثيره على التمثيلية السياسية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نمط اإلقتراع الالئحي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نمط اإلقتراع األحادي اإلسمي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات تطوير التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المبحث األول‪ :‬مقاربة الدولة في النهوض بالتمثيلية السياسية للنساء‬

‫‪296‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫المطلب األول‪ :‬محورية المؤسسة الملكية في الرفع من تمثيلية النساء السياسية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬على مستوى التشريعات القانونية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى التمثيلية السياسية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وزارة الداخلية والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وزارة الداخلية‪ :‬صندوق دعم التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬

‫المقاربة المدنية ودورها في الرفع من التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬المجتمع المدني‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آليات المرافعة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اللوبي النسائي ودوره في إقرار (الكوطا) كآلية لتجاوز معيقات التمثيلية السياسية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور اإلعالم و مؤسسات التنشئة اإلجتماعية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬دور اإلعالم‪ :‬تحفيز النقاش العمومي و التحسيس‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور مؤسسات التنشئة اإلجتماعية و السياسية‪ :‬التربية على المساواة و المواطنة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪297‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪298‬‬
‫التمثيلية السياسية للنساء بالمغرب‬

‫‪299‬‬

You might also like