Professional Documents
Culture Documents
تأليف:
حياة العطار
توثيق وصور
فريق البحث الميداني
جابر كرعاني
أفريل 0202
08 المقدمة
10 الهدف العام
10 فكرة عامة عن املحتوى
12 منهجية البحث
16 االشكاليات
الجزء األول :العمالة الفالحية النسوية جذور
21 الهشاشة وتجلياتها
22 .Iذكورية السلطة والملكية
35 .IIجذورالهشاشة
.IIIمظاهرالهشاشة :العمالة النسائية الفالحية:
46 انتهاك الحقوق الشغلية والعنف المركب
46 .1واقع األجور:
53 .0غياب التغطية االجتماعية
.2بين غياب وسائل الوقاية والسالمة المهنية وبين مخاطر
57 الطريق :ضحايا بال حقوق"
63 .4شاحنات الموت والنزيف المتواصل للحوادث
65 .5ارقام المنتدى
ّ
77 .6العامالت الفالحيات ضحايا عنف مركب
الجزء الثاني :المنظومة القانونية التونسية
وحقوق العامالت الفالحيات :المكتسبات 87
والنقائص
-1حقوق النساء في المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية 92
95 -2حقوق العمالة الفالحية في التشريع التونس ي
115 التوصيات والمقترحات
118 -1توصيات الى الدولة
124 -0توصيات للمجتمع المدني والهياكل النقابية
127 الخاتمة
129 المصادروالمراجع
شكر
يعتبر انجاز اي عمل بحثي ميداني يتناول بالمسح والدراسة
والتحليل احدى الفئات الهشة في املجتمع من بين أصعب االمور
واكثرها حساسية لعدة اسباب ولجملة من االعتبارات سنأتي عليها
الحقا .لذلك وجب في البداية تقديم عبارات شكر وامتنان لكل من
ساهم من بعيد أو من قريب في هذا العمل واالعتراف لهم /هن
بقيمة ما قدموه/نه لنا حتى نتمكن من انجاز هذه الدراسة
المتواضعة التي نرجو أن تكون في مستوى تطلعاتهم/هن وتؤدي
األمانة كما هي.
5
والشكر ثانيا لألصدقاء والصديقات والرفاق والرفيقات
من املجتمع المدني ومن الحركات االجتماعية في كل الجهات التي
زرناها .شكرا لهم/هن على حسن التنسيق والمرافقة الميدانية
وعلى املجهودات المبذولة ف ي تسهيل اللقاءات سواء مع النساء أو
مع الفالحين والناقلين.
6
انجاز هذه الدراسة في وقت قياس ي رغم ثقل الملف الذي تتناوله
والزخم المعلوماتي الذي يحتويه وتقاطع المشاكل واملجاالت التي
تتفرع عنه.
7
بين التنظير والواقع توجد مسافات بعيدة ّ
وهوة واسعة
يحكمها واقع معاش تختلف خصوصياته وظروفه من فئة الى
اخرى ومن مجموعة الى اخرى ومن فضاء الى آخر .وتتغير
مستجداته بحسب السياقات والتحوالت .وكل فكرة أو قرار أو
فعل ما لم يتالءم مع الواقع وما لم يأخذ بعين االعتبار
خصوصياته وابعاده فسيظل مجرد قوالب جامدة متعالية ال
عالقة لها بجمهور المستفيدين ،هشة من حيث األسس
وفضفاضة من حيث املحتوى .هو الحال بالنسبة ألغلب
المعالجات التي شهدتها القضايا االجتماعية طيلة العشرية
االخيرة ،قرارات ارتجالية وقوانين مدفوعة بنزعة انفعالية وأحيانا
برغماتية كانت دون جدوى ال أثر لها يذكر.
8
العمالة النسائية في القطاع الفالحي .نعم هي قضية هامة وأهميتها
تكمن في اشعاعها على بقية القضايا االخرى وتفرعها على كل
مجاالت الحياة ماضيا وحاضرا ومستقبال .وتسعى هذه الدراسة
الى طرح عدة جوانب منها المكشوفة ومنها غير المرئية ،أو
المسكوت عنها ،كما تحاول الكشف عن تمثالت هذه الفئة لكل ما
يتعلق بالدولة وبالقوانين وباملجتمع المدني وباإلعالم ،اي تمثالتها
للعالم املحيط بها ورؤيتها لذاتها وما تطمح له .لتزيح الغشاوة عن
اعيننا وتساعدنا في التوقي والمقاومة ورسم خارطة طريق إلنقاذ ما
يمكن إنقاذه والمساهمة في بناء تونس االخرى العادلة والمنصفة
والمستدامة التي حلمنا بها.
9
فيها ورغم خصوبة السياق السياس ي واالجتماعي والثقافي وقابليته
إلحداث التغيير المرجو.
تحتوي الدراسة على ثالثة أجزاء كبرى تتفرع عنها مجموعة من
املحاور وتتخللها شهادات وأمثلة واقعية مستقاة من الميدان
01
ومدعمة بأرقام واحصائيات مع ذكر مصادرها والمراجع المعتمدة
فيها.
00
اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الكمي والمنهج النوعي
في بحث واحد واستندنا الى اشكال متنوعة من اجل فهم أعمق
للمشكل وتحليله .فبدال من اعتماد مصدر بيانات واحد،
كاالستبيانات مثال ،وحتى نفهم أكثر ما تعتقده المستجوبة وماهي
نكون رؤية معمقة ،قمنا بإجراء مقابالت دوافعها وتصوراتها و ّ
فردية مع مجموعة من النساء العامالت في القطاع الفالحي وجها
لوجه في حقول العمل أو في بيوتهن أو عبر الهاتف .وكانت االسئلة
معدة مسبقا بحسب اهداف البحث وأحيانا ارتجالية في معظمها ّ
تفرضها اللحظة وتطرحها وضعية الحالة .كما اجرينا لقاءات مع
عدد آخر في إطار مجموعات تركيز ( )Focus groupeكانت ناجعة
لما لها من فائدة لإلجابة على االسئلة الثالث الرئيسية وهي "لماذا"
و"ماذا" و"كيف".
01
بجانب العاملة وطرح األسئلة عليها يضطرها احيانا الى االنقطاع
عن العمل للحظات وهو ما يعتبره بعض الفالحين مضيعة للوقت،
لينطلق في هرسلة العامالت ودفعهن الى تعويض ما ضاع من
الوقت في المساء .لذلك وحتى نتمكن من انجاز البحث اقتصرنا
على 522عينة من مختلف االعمار ومن كل الواليات التي زرناها.
وتوجهنا أكثر للمحادثات المباشرة واعتماد المالحظة وجمع
البيانات من خالل لقاء العامالت في فضاءات توفر الحد االدنى
من الراحة لهن وتكسر لديهن القيود النفسية وحتى الجغرافية
وتخلق بينهن ومعنا روابط ثقة.
05
المؤكد والمثير للتساؤل أن قضية عامالت القطاع الفالحي
كانت طيلة السنوات االخيرة وعلى امتداد اثنتا عشر سنة بعد
الثورة مادة دسمة تتدفق بغزارة من كل الجهات ومن كل االطياف،
سياسية كانت أو اجتماعية أو حقوقية ،للنقد والتنديد واالقتراح
والمناصرة .كما مثلت احدى شرارات الفعل االحتجاجي الجماعي
والفردي الذي يندلع مع كل مناسبة أليمة ثم ينطفئ .وتعود
لتطفو على سطح االحداث من جديد مع كل احتفالية وطنية أو
دولية بحقوق النساء .وتتعالى االصوات بالتكذيب لكشف الوجه
املخفي لمقولة الريادة التونسية في مجال حقوق النساء
والمساواة بين الجنسين .حمالت مناصرة عديدة قادتها منظمات
وجمعيات حقوقية ونسوية .وقوانين عدة وقع اصدارها وترويجها
على اساس حلول لفائدة العامالت الفالحيات .منظومات جديدة
احدثت قيل أنها تهدف الى الحد من الهشاشة االقتصادية
واالجتماعية لهذه الفئة وتمكنها من آليات الحماية االجتماعية.
ارقام كبيرة ألموال تعلن عنها الدولة في كل مناسبة وتنسبها
لمشاريع لفائدة المرأة الريفية والمرأة العاملة في الفالحة .أوامر
لتحدد االجر األدنى الفالحي واخرى صدرت لتنظم ئاسية تصدر ّ
ر
عملية نقل العامالت وانجازات على الورق ال تحص ى وال تعد .في
06
المقابل ظلت دار لقمان على حالها .قطاع فالحي يكاد يندثر وينازع
من اجل البقاء والصمود ،يد عاملة في اغلبها نسائية وغير معترف
بها ،نساء يحملن على اعتاقهن تبعات ازمات القطاع ويعملن في
ظروف ال انسانية وفي وضعية هشاشة وفي غياب تام ّ
لمقومات
السالمة المهنية ،عرضة لالستغالل والعنف والتمييز والحوادث
القاتلة .اضافة الى تفاقم ظاهرة تشغيل االطفال في الحقول .هو
عرض مقتضب ووجيز للمشهد الشغلي للعامالت الفالحيات
وتداعياته االقتصادية واالجتماعية على هذه الفئة وفئات اخرى
هي بمثابة حلقات تتشابك معها في سلسلة القطاع.
07
هذا يدفعنا الى الوقوف لحظة تأمل ومراجعة لنتساءل
فيما بيننا عن اسباب قصورنا عن بلوغ ما ناشدناه لعقود من
الزمن .ثم نوجه السؤال ذاته الى من وضعوا القوانين والمنظومات
ويعتبرونها انجازات لنذكرهم بفشلها .فهل أن قضية عامالت
القطاع الفالحي هي قضية عنف مركب مسلط على النساء
اساسه التمييز المبني على النوع االجتماعي؟ أم أنها قضية فئة من
الفئات االجتماعية الهشة التي تحتاج برامج ادماج في منظومات
الحماية االجتماعية وآليات خصوصية لمنحها فرص البقاء
واالستمرارية؟ أم أن المسألة تتجاوز المقاربة الجندرية وتطوي
نظرية التفاوتات الطبقية لترفع الستار عن اشكاليات قطاع كامل
يعكس توجهات دولة عبثت بالفالحة منذ سبعينات القرن
الماض ي وانتهجت خيارات سياسية واقتصادية نيوليبيرالية
جعلت من االزمات العنوان االكبر للقطاع؟
09
اإلطار الوحيد لليد العاملة النسوية في القطاع الفالحي .وبالتالي
فهي اما عاملة غير قارة واما معينة عائلية وقتية مع فرض قيود
ونزعات دينية عقائدية واخرى ثقافية موروثة تحرم النساء من
حقهن في الميراث وتجعل من هذه المرجعيات أداة لتأبيد الفقر
ّ
التبعية للرجال. وتوريث
11
10
.
11
عم الفساد بشكل غير عادل ولغير اصحاب االختصاصّ ،
واستشرى في القطاع ،وسيطرت قلة قليلة على مسالك التوزيع
وعلى سوق االنتاج ،وأمام غياب اطار مؤسساتي وقانوني يحمي
صغار الفالحين مع غياب الدعم المادي واللوجستي لمقاومة
االزمات الداخلية والخارجية وتأثيراتها على المستغالت الصغرى،
التي تمثل %12من مجموع المستغالت وتعتمد باألساس على
االسواق املحلية ال على التصدير ،باإلضافة الى انعكاسات
التغييرات المناخية ونضوب الموارد المائية وسوء التصرف فيها
وضعف التساقطات ،اصبح القطاع الفالحي اليوم مهددا
باالندثار وباتت وضعية صغار الفالحين أكثر هشاشة .هذه
الهشاشة ساهمت بشكل كبير في رسم مالمح اليد العاملة فيه وهو
ما نتبينه في الرسوم والجداول التالية التي نستند فيها الى ارقام
االدارة العامة للدراسات والتنمية الفالحية في االستقصاء حول
متابعة الموسم الفالحي 0211-0212الصادر في اكتوبر 0219
والذي تحصلنا عليه بموجب حق النفاذ الى المعلومة في شهر
جويلية .0200
11
جدول ّ
يبين مجموع الناشطين في القطاع الفالحي في الموسم 2112-2112
جدول ّ
يبين مجموع الناشطين في القطاع الفالحي في الموسم 2112-2112
11
مجموع الناشطين في القطاع الفالحي في املوسم 2018-2017
10%
اليد العاملة املعينة القارة
36%
اليد العاملة املعينة الوقتية
37% اليد العاملة االجيرة القارة
3% املستغلون
15
الريفية وفي الجهات المعدومة تنمويا .وبالتالي يتم االعتماد على
االعانة العائلية أو العمالة المؤجرة الغير قارة دون اعتراف رسمي
ودون عالقة شغلية مقننة .قراءة تؤكدها نسبة اليد العاملة
األجيرة القارة التي بقيت في حدود 3,25%في كال الموسمين
والواضح أن هذه النسبة ال تنطبق على المستغالت الفالحية
الصغرى وانما تتركز اساسا في المستغالت الكبرى وفي الشركات
الفالحية.
-ثانيا :ترتكز الفالحة التونسية على العمالة النسائية بينما
يحظى الرجال بنصيب األسد في نسبة الملكية اذ أن أكثر من 92%
من مجموع المستغالت الفالحية تعود ملكيتها للذكور في حين ال
تمتلك االناث سوى أقل من 8%من مجموع المستغالت .فعلى
سبيل المثال قدر عدد المستغلين في الزراعات الكبرى في اقليم
الشمال في الموسم الفالحي 0211-0212ب ـ ـ 46959من الرجال
مقابل 0222فقط من النساء وفي قطاع الزياتين بلغ العدد
10353من الذكور مقابل 572فقط نساء1 .
1االدارة العامة للدراسات والتنمية الفالحية .االستقصاء حول متابعة الموسم الفالحي 0211-0212
صادر في اكتوبر 0219
16
وتكرس تبعية النساء ّ
وتشرع للتمييز المبني على أساس العقائدية ّ
النوع االجتماعي ،فتضع النساء موضع هشاشة دائمة وعدم
اعتراف .وهو ما يأخذنا الى النقطة الثالثة التي نستخلصها من
ارقام الجداول.
-ثالثا :تنعكس طبيعة الفالحة العائلية في تونس وذكورية
التصرف والملكية على وضعية اليد العاملة النسائية انعكاسا
تترجمه األرقام التي وردت في الجدولين األول والثاني والمتعلقة
بأصناف الناشطين في القطاع الفالحي وتؤكده بقية الجداول
والرسوم الواردة أسفل النص والمتعلقة بتوزيع اليد العاملة
المعينة واألجيرة القارة والوقتية والمستغلين حسب الجنس .والتي
تتلخص في ثالث نقاط:
%1 -فقط من مجموع اصحاب المشاريع الفالحية ومالكيها هن
نساء بينما %92رجال .وتشير دراسات اخرى أن هذه النسبة
الضئيلة للنساء تملك فقط % 5من جملة المستغالت الفالحية2.
" 2من اجل ضمان حق النساء في الوصول الى االرث في الوسط الريفي" دراسة لجمعية دعم المبادرات
في القطاع الفالحي ديسمبر 0202
17
-أما بخصوص اليد العاملة األجيرة فاالعتراف بالنساء وبعمالتهن
مازال بعيدا .إذ تمثل نسبة اإلناث 37%من مجموع األجراء
الفالحيون في تفاوت واضح بينها وبين الذكور .ويعكس هذا
التفاوت هشاشة العمل الفالحي النسائي واستبعاده من كل األطر
واآلليات التي تنظمه.
18
نسبة املستغلين حسب الجنس خالل موسم 2018-2017
8%
اناث
ذكور
92%
19
جدول توزيع اليد العاملة األجيرة حسب الصنف والجنس ،الموسم
الفالحي 2112-2112
يد عاملة وقتية يد عاملة قارة التوزيع الجغرافي
(خالل شهرفيفري)
ذكور اناث ذكور اناث
19146 17253 23786 2109 الشمال
63672 59967 9761 2601 الوسط
31398 8398 7830 1896 الجنوب
114216 85618 41377 6606 املجموع حسب الجنس
199834 47983 املجموع العام
57 ,16% 42 ,84% 86,23% 13,76% النسبة المئوية
المصدر :االدارة العامة للدراسات والتنمية الفالحية .االستقصاء حول متابعة الموسم الفالحي -0212
0211صادر في اكتوبر ( 0219بموجب مطلب نفاذ الى المعلومة)
37%
ذكور اناث
63%
11
خالصة القول فيما يخص المشهد العام للعمل الفالحي
واعتمادا على االستقصاء حول متابعة موسم 0211 – 0212فان
مجموع اليد العاملة الفالحية قدرت بـ 946 773منها 521 306يد
عاملة نسائية موزعة بين أغلبية معينة وأقلية أجيرة مثلما يوضحه
الرسم البياني التالي.
10
والتغطية االجتماعية أو الى المعينات العائليات (العملة من افراد
العائلة دون أجر) والالتي تحكمهن عقلية ذكورية وفكر باترياركي
يعطي للذكور فرص التعلم واالدماج وكسر القيود املجتمعية
والجغرافية للبحث عن فرص الشغل الالئق خارج فضاء العائلة
مع ضمان حق الملكية من خالل التمتع الكامل بالحق في الميراث.
بينما يلقي على اإلناث أعباء خدمة األرض وأعمال الرعاية وإعالة
العائلة دون مقابل .مع حرمانهن في أكثر األوقات من التعلم
واختيار نوع ومكان وطبيعة الشغل .كلها عوامل ،سنأتي عليها
الحقا في األجزاء األخرى من الدراسة ،ساهمت في تنامي ظواهر
العنف بأشكاله وزادت من نسب األمية لدى النساء باألخص في
الوسط الريفي.
11
قليلة ال تتجاوز الـ %12من املجموعة العاملة في الحقل وأحيانا
تنقص أو تزيد بحسب المواسم (في موسم جني الزيتون يرتفع
العدد نسبيا بينما في موسم جني الطماطم والخضروات يتقلص)
مع بعض االختالفات في الجهات ذات الخصوصية على غرار
واليات الجنوب حيث سجلنا تواجد الرجال في الواحات أكثر من
النساء في حين تكتسح النساء فضاءات العمل األخرى اين تقوم
بفرز التمور وتعليبها.
11
الذين تجدهم يجوبون الحقول يراقبون النساء ويتابعون سير
العمل ،هؤالء هم في أغلب الحاالت عين الفالح في الحقل والناطق
الرسمي باسمه .هم من يتمتعون باالستقاللية ،يأخذون قسطا
من الراحة متى ارادوا ذلك ،وهم ايضا من يمنحونك تأشيرة دخول
الحقل ومقابلة العامالت .وحتى تتمكن من ذلك البد من طلب
االذن منهم ومن بناء عالقة ود معهم وعدم اظهار اي انحياز
للعامالت .واال فستضع النساء في مأزق وتعرضهن للهرسلة
واالبتزاز مقابل اتمام عملك الميداني .على هذا حرصنا في عملنا
قدر المستطاع على حماية العامالت وضمان خصوصية
الحوارات معهن واستشارتهن قبل توثيق اي زيارة .واتمام
املحادثات معهن بالهاتف خارج اوقات العمل وبعيدا عن الحقول
التي "تسلبهن حرياتهن وتضطهدهن مستفيدة من تواطؤ الدولة
بأسرها وصمت املجتمع وتخاذله .أرض فالحية مجندرة تغمرها
أوشحة مرهقة وعرق يتصبب غزيرا وأنوثة مستلبة" على حد تعبير
رضا كارم في ورقته التي صدرت في إطار كراسات المنتدى بعنوان
"النساء العامالت بحقول االستالب زمن الكورونا ،ذكورية الفضاء
والهيمنة المزدوجة".3
3النساء العامالت بحقول االستالب زمن الكورونا ،ذكورية الفضاء والهيمنة المزدوجة ،رضا كارم
/ https://ftdes.net/ar/les-travailleuses-agricoles-ridha-karem
11
هم ،وان كانوا صورة عاكسة للعالقة الشغلية الغالبة في
مثل هذه الفضاءات الال منظمة والهشة ،فهم ايضا عينة من
مجتمع ذكوري وعقلية جمعية قائمة على استضعاف النساء
ّ
واستغاللهن وسلبهن حرية تقرير مصيرهن .بل وتحملهن أثقال
قوامة فعلية غير تلك القوامة الشكلية التي تنسب ،احيانا ،زورا
للرجال.
ابتليت بزوج ّ
سكير ،ال يهتم ألبنائه وال يتحمل مسؤوليتهم،
« .
15
اجتماعية وديمغرافية وتنموية وأو لغياب مواطن شغل
تستوعبهن وال تشترط مستوى تعليمي عال أو شهادة جامعية.
فحسب نتائج االستبيان الذي قمنا به فإن 90%من مجموع عينة
البحث هن من مناطق ريفية 55% ،متزوجات 14% ،أرامل ،و4%
مطلقات 60% ,من مجموع المتزوجات ازواجهن يعملون بصفة
صرحن بأنغير قارة وفي قطاعات أخرى هشة بينما %02منهن ّ
ازواجهن ال يعملون مطلقا ألسباب صحية أو حاملون إلعاقة.
فضاء االقامة :من الريف أم من المدينة؟
10%
ريف مدينة
90%
الحالة المدنية
27%
55%
4%
14%
16
بالنسبة للمتزوجات :هل زوجك يشتغل؟
22%
58%
20%
17
المعيشة وتكاليف تعليم االبناء ومستلزمات الحياة الى الخروج الى
«
الحقول والعمل المؤجر.
18
واضطرت االخيرة الى العمل في الفالحة لتغطية الحاجيات
االساسية ألبنائها وتأمين عالج زوجها.
19
افرزت نتائج المسح الميداني الذي قمنا به نسبة 10%من مجموع
عينات البحث هن حامالت لشهادات عليا مقابل 49%لديهن
مستوى تعليم ابتدائي .و 29%لم يدخلن المدارس مطلقا .وبالتالي
يمكن فهم العالقة السببية بين اللجوء الى العمل في الفالحة وبين
انسداد افق التشغيل في ظل عدم توفر مستوى تعليمي يسمح
باالختيار الحر مع وضع تنموي هزيل ،خاصة بالجهات الداخلية،
زد عليه اكراهات املجتمع الضيق وعقلية عدم االستثمار في
الفتيات والتضحية بتعليمهن لعدة مبررات.
29%
مستوى ابتدائي دون مستوى تعليمي مستوى ثانوي صاحبة شهادة عليا
11
وغياب ابسط مقومات التعليم الالئق كافتقار المدارس للماء
الصالح للشراب وتردي البنية التحتية ونقص اإلطار التربوي،
تطفو على السطح عقلية مازالت الى اليوم طاغية موغلة في التمييز
بين االناث والذكور .بل مازالت تحصر دور االناث في العمل المنزلي
والزواج واالنجاب في سن مبكرة أو في الخروج الى العمل اما في
الفالحة أو في المنازل.
10
العقليات فتفرز ضحية يمارس عليها العنف بكل اشكاله من كل
االطراف دون مقاومة وال حماية.
11
صورة ألحد قبورضحايا فاجعة السبالة :سمرالخضراوي توفيت في سن الرابعة عشر سنة
مؤشراعمارالعامالت الفالحيات
80%
60%
40%
61%
20%
21%
8% 10%
0%
أقل من 18سنة بين 18و 40سنة بين 40و 60سنة فوق 60سنة
11
مسنات .يكفي كن أو ّ عمرية معينة بل هي ملجأ لكل النساء شابات ّ
أن تحط الحاجة رحالها لتخرج النساء للعمل تحت اي ظرف.
المالحظ أن اغلب العامالت الفالحيات الالتي يعملن رغم تقدم
سنهن هن مضطرات إما إلعالة ازواجهن الذين تقدم بهم العمر ّ
واصابهم العجز وأصبحوا غير قادرين على العمل (إحدى نتائج
الزواج المبكر للفتيات مع فارق السن الذي يفوق احيانا العقدين
والذي نشهده عند اغلب اجدادنا وجداتنا ).أو إلعالة احفادهن
وتقاسم نفقات العيش مع ابنائهن .هنا نستحضر وضعية عائشة
التي تبلغ من العمر سبعون سنة ،من حامة الجريد والية توزر،
عائشة تعمل في فرز وتعليب التمور تقض ي ساعات اليوم الطويلة
منحنية الظهر في المعامل املجاورة (مستودعات) تحملت
مسؤولية تربية حفيدتها وتكاليف تعليمها ،وتقاسمت االعباء مع
ابنها بعد وفاة زوجته .عائشة عينة من آالف النساء في توزر الالتي
اتخذن من النخلة منبعا للحياة وموردا للرزق ،جرحت اناملها
مرات ومرات من جراء قطع عراجين التمر وتسلق النخلة وشهدت
على حوادث كثيرة لعملة سقطوا من اعلى النخلة منهم من كسر
ظهره أو أحد اعضائه ومنهم من توفي .تعلق عائشة وزميالتها في
والية توزر بالنخلة جعل منهن صوت دفاع عن الفالح في جهتهن
ونسين وضعياتهن .فهن شاهدات على ازمة قطاع التمور ويرون أن
اندثار الواحات وتراجع انتاجها فيه اندثارهن ،فهن ي ْست ْم ِد ْدن منها
11
وقو ُتهن" .حالنا وحال النخلة كيف كيف" هي عبارة رددتها
قوتهن َّ
احدى العامالت حين سألناها عن ظروف العمل وعن وضعية
النساء العامالت في القطاع بالجهة.
15
.
16
وال تخضع للرقابة أو املحاسبة .ويجد األجير نفسه ملزما على
القبول لعدم توفر البديل ولغياب الحماية القانونية الكافية .في
القطاع الفالحي رغم وجود إطار قانوني يضبط االجر األدنى
المضمون اال أن األجور تشهد حالة من االستقرار السلبي وعدم
المالءمة للتشريعات المنظمة لها 4.مع غياب الرقابة المنصوص
عليها في القانون واملحمولة على تفقدية الشغل.
تطوراالجراالدنى الفالحي المضمون منذ سنة 2111
الوحدة :دينار/يوم
االجر االدنى السنة
9.000 2011
10.600 2012
11.600 2013
12.300 2014
13.000 2015
13.000 2016
13.763 2017
14.560 2018
15.504 2019
16.512 2020
16.512 2021
17.664 2022
المصدر :المعهد الوطني لالحصاء واالمرالرئاس ي عدد 222لسنة 2122المتعلق بتحديد األجراألدنى
الفالحي المضمون
17
ّ
المصرح بها وفق نتائج المسح الميداني: االجور
44%
48%
10دينارات أو أقل بين 10د و15د بين 15د و20د 20د أو أكثر
18
-أوال :تعود مسألة ضعف أجر اليد العاملة النسوية في
الفالحة الى تداخل االدوار ،اذ تمثل العاملة آخر حلقة في شبكة
العالقات داخل القطاع .ونادرا ما تكون مسألة خالص االجور
تصرح اغلب العامالت بأن سبب ضعف مباشرة مع الفالح .اذ ّ
األجر يعود الى اقتطاع الوسيط لمبلغ يتراوح بين 2و 5دنانير مقابل
ّ
نقلهن إلى الحقول .والى امتالكه سلطة اختيار العامالت وتشغيلهن
وهو ما يجعلهن مضطرات للقبول حفاظا على مورد رزقهن .هنا
يلعب الوسيط دورا هاما في أغلبه سلبيا نظرا لهيمنته على شبكة
العالقات داخل القطاع .فهو غالبا الرابط الوحيد بين الفالح
والعامالت وهو في ذات الوقت ناقلهم وأحيانا "بنك املجموعة"
والمتصرف المالي داخلها .مما ادى الى تخلي الفالح عن دوره
كمشغل مقابل ّّ
تغول الوسيط وهيمنته على القطاع .وحتى نفهم
أكثر هذه الظاهرة يجب ان ال نتعاطى معها من منظور فوقي وانما
يجب دراسة العالقات االجتماعية داخل منظومة العمل الفالحي
ومحاولة فك رموزها والنظر في اسباب تناميها .هذه العالقات التي
ستبرز أكثر في مسألة النقل في الجزء الالحق.
19
"يعاقب عن دفع أجور دون المقدار األدنى لكل منها ـ الواقع ضبطه
باألحكام التشريعية والترتيبية أو العقود المشتركة أو االتفاقيات
أو المقررات التحكيمية التي صار العمل بها وجوبا ـ بالعقوبات
المنصوص عليها بالفصل 202من مجلة الشغل" .وعلى الرغم من
عدة تحفظات على العقوبات المنصوص عليها في مجلة الشغل
والتي سنأتي عليها الحقا في الجزء املخصص لإلطار القانوني
والتشريعي ،فان غياب الرقابة وتراخي تفقديات الشغل عن اداء
دورها ساهم ال فقط في انتهاك حق العامالت في االجر الالئق وانما
ايضا في عدم االعتراف بهذه العمالة وعدم وجود احصائيات ثابتة
حول عددها واصنافها.
-ثالثا :ساهمت األزمات التي عصفت بالقطاع الفالحي
طيلة السنوات االخيرة في عزوف اليد العاملة الرجالية عن العمل،
وتراجع قدرة الفالح على تشغيل العمالة املختصة أو العمالة
القارة .األمر الذي ادى الى استقطاب اليد العاملة النسوية
واستغالل هشاشة الوضعية االجتماعية واالقتصادية للنساء في
الوسط الريفي وتشغيلها مقابل اجور زهيدة وغير الئقة .اذ تبرز
كل االرقام المتعلقة برصد اليد العاملة النشيطة في القطاع
الفالحي اكتساح االناث للحقول بصفة يد عاملة معينة غير قارة
أو اجيرة غير قارة مقابل تراجع نسب الذكور .كما تخفي مسألة
51
تدني اجور العامالت وعدم مطابقتها للقوانين المعمول بها ظاهرة
التمييز الحاصل بين النساء والرجال في االجر.
93%
نعم ال
11%
15%
74%
50
تعكس االرقام في الرسوم البيانية اعاله حالة عدم الرضا
على االجر من قبل النساء العامالت في الفالحة اذ تصرح 93%من
المستجوبات أن االجر الذي تتحصل عليه ال يناسبها وال يسد
النفقات اليومية لها ولعائلتها .في حين تصرح نسبة قليلة ()7%
بالقبول والرضا وهذه النسبة تعكس وضعيات العامالت الالتي
يتقاضين اجورهن مباشرة من الفالح والالتي ال يحتجن الى التنقل
وركوب الشاحنات للعمل .أو الالتي يتنقلن في الشاحنة دون ان
يقع اقتطاع معلوم النقل من اجورهن وهي وضعيات نادرة جدا
التقينا بها في بعض ارياف والية الكاف ونابل والمهدية.
51
مبررات تعكس استبطان الفوارق بين الرجال والنساء
والقبول بها والنظرة الدونية للذات وهي نتاج فكر مجتمعي وعقلية
ّ
وتعمق الهوة بين الجنسين في ّ
وتشرع للتمييز تكرسجمعية ّ
الحقوق وفي المواقع.
51
كثيرا ما يقع الخلط بين منظومة التغطية االجتماعية وبين
بقية اآلليات االخرى للحماية االجتماعية عند النساء العامالت
أنفسهن عندما تتوجه إلحداهن بالسؤال عما إذا كانت منخرطة
في الضمان االجتماعي .وهذا الخلط المفاهيمي يخفي قلة وعي
البعض بأهمية هذا الحق واستبعاد البعض اآلخر إلمكانية
الحصول عليه باعتبار هشاشة االجر وعدم االستقرار في العمل.
وقد افرزت نتائج االستبيانات ما يلي:
هل تتمتعين بتغطية اجتماعية؟
8%
92%
نعم ال
51
العام التونس ي للشغل الصادرة في اكتوبر 50202والدراسة التي
اجريت من قبل جمعية الحراك الثقافي وشركاؤها في مارس 0216
حول العامالت في القطاع الفالحي بسيدي بوزيد 6أو الدراسة
الصادرة في سبتمبر 0202لوكالة الديمقراطية املحلية بالقيروان7
5تحسين توظيف واستبقاء العامالت في القطاع الفالحي في تونس عبر تحسين ظروف التنقل في
العربات ،اكتوبر 0202
6المرأة العاملة في القطاع الفالحي بسيدي بوزيد بين الحق واالنتهاك ،مارس 0216
7المرأة العاملة بالقطاع الفالحي في تونس بين تحقيق التنمية واصالح ظروف العمل
55
اي نوع بطاقة العالج تمتلكين؟
6%
22%
47%
25%
56
حادث شغل أو في حاالت حوادث النقل اين تجد العاملة نفسها
بين ضياع الحق في التعويض على الضرر وبين تردي الخدمات
الصحية املجانية وعدم توفر االدوية في المستشفيات العمومية.
وهذا يأخذنا الى العنصر الموالي الخاص بانتهاك الحق في النقل
اآلمن وغياب السالمة المهنية في مكان العمل وفي الطريق اليه.
57
ّ
أوشحتهن ومظالتهن .على مالمحهن يقيهن من الشمس غيرّ ال ش يء
تبدو عالمات الغضب والسخط .الواضح أنهن يعملن في الشركة.
لكن المثير للفضول هو سبب بقائهن في الطريق في ذلك الوقت ،على
اعتبار أن وقت العودة من العمل المتفق عليه في الصيف ال يقل
عن الساعة الثانية بعد الزوال .فنزلنا من السيارة وتوجهنا نحوهن.
ّ
وبطريقتنا المعتادة استطعنا أن نندمج بينهن وأن نتمكن من معرفة
سبب هذا التجمع ومضمونه.
58
كن يعملن في شركة فالحية ،يفترض ان تكون وضعية هن وان ّ
العاملين فيها أكثر استقرارا من وضعيات اخرى ،اال ان األمر ال
يختلف عندهن كثيرا .وكأن جميع المشغلين اتفقوا على تعميم
الهشاشة والتطبيع مع االستغالل .من بين المعتصمات من
صرحت بأنها تعمل في الشركة منذ ثالثة عشر سنة بأجر أقصاه ّ
16دينارا دون عقد عمل وال تغطية اجتماعية .مع تمييز واضح بين
الرجال والنساء في االجور وفي ايام الراحة وفي الترقيات .كل هذه
فهن وفق مااالشكاليات تنضاف اليها معضلة النقل الغير آمنّ .
صرحن به ،يتنقلن يوميا بواسطة الشاحنة قادمات من مختلف ّ
معتمديات والية قفصة ومنهن ايضا القادمات من معتمدية ماجل
بلعباس التابعة لوالية القصرين .عشرات الكيلومترات يوميا في
خلفية الشاحنة واجسادهن متالصقة صيفا وشتاء .حضرن على
عدة حوادث آخرها حادث ذهبت ضحيته عاملة بالشركة.
هو ليس االعتصام الوحيد وال االول من نوعه .فقد شهدت عدة
شركات فالحية اشكاال احتجاجية مختلفة واعتصامات ومسيرات
نفذها عم ُلتها نتيجة عدم احترام الشركات لمعايير السالمة المهنية
وعدم االلتزام بخالص االجور وانتهاك الحق النقابي للعملة
والعامالت فيها .الى جانب عدم تطبيق االتفاقات المبرمة بينهم وبين
العملة .كل هذا أمام صمت وتواطؤ من قبل الدولة والهياكل
المهنية الكبرى .ومن منطلق دفاعنا عن حقوق العملة والعامالت
راسلنا االدارة العامة للشركة وطالبنا بعقد جلسة تفاوض مع
المعتصمات والمعتصمين وايجاد صيغة اتفاق تنهي النزاع
59 وتنصف العملة وتوفر مناخ عمل آمن للعامالت.
61
شملت 14والية أن %19من العامالت يخلطن االدوية بأيديهن
و %24منهن لم يتلقين أي تكوين وليس لديهن فكرة عن املخاطر
المنجرة عنها %15 .من العامالت تعرضن إلصابات ويعانين من
مخلفات صحية وقد تصل احيانا الى االصابة بأمراض خطيرة
وبأمراض مزمنة دون أن يقع متابعة وضعياتهن الصحية في ظل
عدم توفر ال تغطية اجتماعية وال تأمين صحي .اذ دائما بحسب
نفس الدراسة صرحت %12من جملة 1002عاملة بأنهن ال
يتمتعن بأي فحص طبي8 .
" 8الوضع الصحي للمرأة العاملة في الوسط الريفي :الواقع والتحديات" دراسة من انجاز االتحاد الوطني
للمرأة سنة 0211
60
قبل الفالح .جميلة سقطت اثناء العمل فكسرت يدها وبقيت
اسابيع غير قادرة على تحريكها .وتزامن حادث سقوطها مع وفاة
الفالح فاستحت من المطالبة بحقها ولم تجرأ حتى على طلب
مستحقاتها من زوجته وابنائه.
61
.2شاحنات الموت والنزيف المتواصل للحوادث:
61
صورة من أحد أرياف والية القيروان (صورة لمنيارة مجبري)
61
إحصائيات وزارة الداخلية حول حوادث نقل العامالت في القطاع الفالحي منذ .2112تحصلنا عليها
بتاريخ 22جويلية 2122بموجب مطلب نفاذ الى المعلومة
.2ارقام المنتدى:
جدول لعدد الجرحى والوفيات بين 2112و2120
2120 2122 2121 2121 2112 2112 2112 2112 2112املجموع السنة
63 2 10 11 4 8 6 5 10 7 عدد
الحوادث
731 12 52 116 39 72 119 85 151 85 عدد
الجرحى
52 0 5 1 6 15 5 7 6 7 عدد
الوفيات
65
جدول توزيع الحوادث حسب الواليات:
عدد الحوادث الوالية
14 القيروان
18 سيدي بوزيد
4 القصرين
4 زغوان
1 نابل
2 قفصة
1 الكاف
3 باجة
1 جندوبة
2 صفاقس
3 سليانة
1 قابس
2 سوسة
2 بنزرت
3 منوبة
1 المنستير
1 مدنين
66
المراتب االولى في عدد العامالت ( 22ألف عاملة في القطاع
الفالحي في والية القيروان حسب تصريحات المندوب الجهوي
السابق للفالحة) .كما تعود كثرة الحوادث في هذه الواليات الى
تردي البنية التحتية والهشاشة االقتصادية واالجتماعية وارتفاع
نسب البطالة والفقر وهجرة شباب المناطق الريفية الى الداخل
والخارج .الى جانب عزوف الذكور عن العمل الفالحي واستقطاب
القطاع لليد العاملة النسوية.
-ثانيا :تواصل نزيف الحوادث في السنوات الثالثة االخيرة التي
ّ
تلت اصدار القانون عدد 51لسنة 0219المتعلق بإحداث صنف
نقل خاص بالعملة والعامالت في القطاع الفالحي .اذ سجلنا في
المنتدى التونس ي للحقوق االقتصادية واالجتماعية عدد 02
حادثا منذ بداية سنة 0202خلف 019جريحة و 10حالة وفاة اي
دل على ش يء فهو بنسبة %40,1من مجموع الحوادث .هذا ان ّ
يدل على حجم الهوة بين المنصوص والواقع وعدم نجاعة
القوانين الموضوعة وعجزها عن الحد من الكوارث والتصدي لها.
فقانون النقل 9ونصوصه الترتيبية ،املحدثة عبثا بعد فاجعة
السبالة وما تبعها من موجة غضب وتنديد ،لم يكن في مستوى
9القانون عدد 51لسنة 0219المتعلق بإحداث صنف نقل خاص بالعملة والعامالت في القطاع
الفالحي واالمر الترتيبي عدد 204لسنة 0202المتعلق بأساليب تطبيق القانون سالف الذكر
67
االنتظارات وبقي مجرد حبر على ورق عليه مؤاخذات عدة سنأتي
عليها في الجزء القادم من الدراسة.
وتكرر حوادث "شاحنات -ثالثا :تعكس قضية نقل العامالت ّ
الموت" فشل تعاطي الدولة واملجتمع المدني مع القضية .وعجز
وحل جذري للمشكل .هذا تصور واضح ّ كال الطرفين عن ايجاد ّ
يدل على اننا نقف غالبا عند الشجرة التي تحجب الغابة وال نعالج
المسائل في عمقها ومن جذورها .فمن خالل لقاءاتنا بالعامالت
تبين لنا أن مشكل النقل نتاج لجملة من وحواراتنا مع عدد ّ
منهن ّ
ّ
المشاكل .منها ما يتعلق بإكراهات اقتصادية واجتماعية .ومنها ما
ُ ّ
هو متعلق بهيكلة القطاع ونظم العالقات داخله وهيمنة
الوسطاء .ومنها ما هو نابع من احساس بعدم االنتماء للدولة
وعدم الشعور بالحماية وباألمان .األمر الذي يدفع بالعاملة الى
ركوب شاحنة ذلك الوسيط الذي ترى فيه منقذها من البطالة
والجوع .حتى أنها تقف دفاعا عنه كلما تطلب االمر ذلك.
ونستحضر هنا وقفة احتجاجية لعدد من العامالت الفالحيات
اصيالت معتمدتي كندار والنفيضة في فترة الحجر الصحي
وغلقهن الطريق احتجاجا على منع الوحدات األمنية مرور
معان.
الشاحنة .حركة في ظاهرها احتجاج ولكنها تحمل عدة ٍ
فحين تصبح الضحية لسان دفاع عن جالدها هنا يجب الوقوف
68
تأمال ّ
لعل هذه الحادثة تنير لنا بعض الزوايا المنسية وتضيئ لنا
السبيل لمعالجة المشكل من جذوره.
بعض االرقام في عالقة بمسألة النقل من نتائج االستبيان المو ّجه
للعامالت:
69
ومكان العمل وباختالف خصوصيات الجهات .ولئن كانت
الشاحنة هي الوسيلة االكثر استعماال وفق ما تعكسه نسبة الـ ـ
%21من نتائج االستبيان فان %2منهن يتنقلن سيرا على االقدام
نظرا لقرب المسافة خاصة بالنسبة للنساء الالتي يعملن في
مستغالت فالحية عائلية أو مع الجوار وكذلك في وضعيات بعض
النساء الالتي يعملن في فرز وتعليب التمور في واليات الجنوب.
%11 -من النساء العامالت في الفالحة ال يركبن شاحنات وال
يتنقلن على اقدامهن وال يستعملن وسائل النقل العمومي،
وسيلتهن هي عربة ،وتسمى باللغة العامية "كريطة" .في أحد أرياف
والية المهدية تعتبر "الكريطة" الوسيلة االولى واالكثر اعتمادا من
قبل النساء سواء في التنقل للعمل في الحقول أو ايضا في قضاء
ّ
والتسوق. حاجيات البيت
71
21نوفمبر ،0200تزامنت زيارتنا مع السوق االسبوعية .اين
ّ
التسوق والبيع والشراء. وجدنا عددا كبيرا من نساء القرية بصدد
فقد حدثنا رجال القرية قبل يوم عن وضعية العامالت الفالحيات
بالمنطقة ومعاناتهن وتعرض عدد كبير منهن الى حوادث نقل
جراء تدهور وضعية الطرقات وغياب التنوير بواسطة العربات ّ
العمومي .اغلبها تحدث في ساعات الفجر االولى حيث تكون النساء
تكررت مرات عدة ولم يقع معالجتهافي الطريق الى الحقول .حوادث ّ
أو حتى االعالن عنها .وحتى نلتقي بالنساء ونتحدث اليهن مباشرة
قررنا العودة في الغد سيما بعد أن علمنا من رجال القرية أن
النساء يأتين صباحا الى السوق االسبوعية لقضاء حاجياتهن ثم
يتوجهن الى الحقول للعمل .وفعال كنا في الموعد ،خرجنا في ّ
الساعة الرابعة من صباح الغد من والية القيروان في اتجاه اوالد
جاب الله ،ساعتان من الزمن كانتا كافيتان حتى نحط رحالنا أمام
مقهى القرية .لم ننتظر كثيرا حتى بدأت العربات تقترب من كل
االتجاهات ،تركبها نساء وفتيات .الملفت لالنتباه أننا لم نرى رجال
واحدا يركب العربة .بدأنا نتجول وسط الجموع يرافقنا في جولتنا
أحد االصدقاء"ُ ،معز" وهو اصيل المنطقة ودليلنا في الميدان،
ساعدنا وجوده معنا على تسهيل التواصل مع النساء ومع
الفالحين خاصة وأن األغلبية هناك فقدوا الرغبة في الحديث
لإلعالم وللمجتمع المدني واستنزفتهم التحركات االخيرة التي جدت
70
في فيفري .0201فتسمع الجميع يتحدث عن أزمة الفالحة ،وعن
الخسائر الكبرى التي تكبدها فالحو المنطقة في السنوات االخيرة
وعن اضطرار الكثير منهم الى بيع ابقاره بسبب ازمة االعالف
وتراجع انتاج الحليب في المنطقة .الحظنا ايضا وجود عدد من
النساء ُيمسكن سطوال مليئة بالبيض ويقفن في الصف ينتظرن
بيعها ،واخريات ممسكات بأيديهن دجاجات أو ديكة رومية،
ينظرن الى الما ّرة عس ى أن يقف أحدهم للشراء .وفي حديثنا مع
مجموعة من النساء علمنا أن نسبة كبيرة من اهالي القرية كانوا
يملكون االبقار وينتجون كميات جيدة من الحليب ويعيشون على
ّ
الفالحة وتربية الماشية .ولكن األزمة االخيرة أثرت بشكل كبير على
الوضع االقتصادي واالجتماعي لألهالي خاصة في ظل عدم توفر
بديل للفالحة وغياب كل مقومات التنمية بالجهة مع تجاهل
الدولة لتحركاتهم ولمطالبهم.
71
قابلية القوانين الموضوعة للتطبيق من جهة وللعقلية السائدة
الموروثة التي تلقي على عاتق النساء اعباء التصرف في الموارد
وتحملها مسؤولية أعمال الرعاية ومقاومة األزمة دون االعترافّ
بمجهوداتها أو حتى تشريكها في التخطيط والقرار .ففي منطقة
اوالد جاب الله تعمل النساء في الساعات االخيرة قبل طلوع الفجر
في ترتيب البيت وتقديم العلف لما تبقى من االبقار والماشية وتعد
فطور العائلة ثم تركب العربة وتسلك طريقها الى الحقول للعمل
المؤجر خاصة في موسم جني الزيتون .حيث يمثل قطاع الزيتون
ركيزة هامة من ركائز القطاع الفالحي بالجهة يساهم بنسبة %12
من قيمة الناتج الفالحي الجملي وتمسح غابة الزيتون في والية
المهدية حوالي 151ألف هكتار اي ما يعادل %2من الرصيد
الوطني 10.وتغطي حوالي ثلثي االراض ي الصالحة للزراعة بالمنطقة.
ويشهد موسم جني الزيتون حركية كبرى خاصة في المعتمديات
االكثر انتاجا على غرار ملولش ،اوالد الشامخ ،هبيرة والشابة اين
تتنقل النساء للعمل .هنا نستنتج أن خصوصية الجهة قلصت من
فرص العمل الفالحي للنساء وخلقت حالة من عدم االستقرار.
فالعمل النسوي في الجهة هو عمل موسمي تتحكم فيه مردودية
قطاع الزيتون وكمية االنتاج ومنطق العرض والطلب.
71
وعادة ما ترافق موسم العمل الفالحي بالجهة فواجع
تسببت العربات في عدة حوادث ذهبت ضحيتها الطريق .اذ ّ
عامالت جراء رداءة الطرقات وغياب التنوير العمومي .وقد التقينا
في زيارتنا بإحدى ضحايا هذه الحوادث اكدت لنا بأنها ليست االولى
يتغير الوضع العام وطالما لم تتحسنولن تكون االخيرة طالما لم ّ
وضعية القرية ولم تتوفر لسكانها فرص شغل وادماج في ظل
تراجع قيمة الفالحة .حدثتنا ايضا عن غياب المرافق العمومية
بالمنطقة وعن الصعوبات التي تواجهها في عالجها وعن عجزها عن
تغطية تكاليف التنقل الى المستشفى لمتابعة حالتها الصحية
وعدم قدرتها على المش ي بسبب الحادث.
71
لقد اكتشفنا في هذه الزيارة وجها آخر للحوادث التي تودي
بحياة عامالت الفالحة .فليست الشاحنة وحدها التي تقتل
العامالت .هناك في بعض الواليات نساء توفين وهن على متن عربة
يجرها حصان في طريق مظلمة متآكلة كالتي تربط منطقة اوالد
جاب الله بالمناطق املجاورة لها .ولكن ضحاياها ال مرئيات ال
يعترف لهن بحق وال ُيعلن عنهن .ففي وقت ليس ببعيد ،تحديدا
يوم 02جانفي الفارط ،توفيت عاملتان في منطقة عميرة الحجاج
التابعة لمعتمدية جمال من والية المنستير كانتا على متن العربة
في طريقهن الى العمل.
75
زوج عاجز عن العمل بسبب وضعه الصحي ،أو ألجل ابن سجين
يقتض ي زيارة مرفوقة بمصاريف أو لكفالة احفاد واعالة ابناء.
ونادرا ما تهتم العامالت الفالحيات لظروف عملهن ولطريقة نقلهن.
اذ أن تركيزهن على كيفية تحصيل يوم عمل أكبر من تركيزهن على
املخاطر املحيطة ّ
بهن .وكثيرا ما تقف النساء مدافعات عن الفالح
وعن الناقل (الوسيط) وتجد لهم االعذار .اذ تعتبر اغلب العامالت
أن الوسيط والفالح هم ايضا ضحايا سياسات الدولة وضحايا
تهميش القطاع الفالحي .هذا ما تؤكده نتائج االستبيان حين سألنا
العامالت عمن يرونه مسؤوال عن حوادث الشاحنات .فبين
الوسيط والفالح والدولة ترى %22من العامالت أن الدولة هي
المسؤولة عن حوادث الشاحنات ويعتبرن أن تفاعل الحكومات
مع الحوادث المتكررة لم يكن في المستوى المطلوب .بل ابعد من
ذلك فهن يعتبرن الدولة بمؤسساتها ،خاصة األمنية ،مساهمة
بدرجة كبيرة في الحوادث .هنا نستحضر شهادات عامالت كثيرات
حول تعاطي الوحدات االمنية وحرس المرور مع سواق
الشاحنات .فإما ان ّ
يبتز العون السائق مقابل مبلغ مالي (رشوة) أو
أن يقع مطاردة الشاحنة في الطرقات والمسالك الوعرة" .
76
عالقتك
ِ كيف تصفين من تعتبرين املسؤول عن
بالفالح؟ حوادث الشاحنات؟
13% 5%
30%
62%
15%
8%
67%
ّ
.2العامالت الفالحيات ضحايا عنف مركب
77
هل تتعرضين الى احد اشكال العنف أثناء أو في
الطريق الى العمل؟
3%
19%
78%
15% 20%
10% 10%
5% 5%
0%
اكثرمن نوع عنف جنس ي عنف مادي عنف لفظي ارفض التصريح
78
أما عن أنواع العنف فالمالحظ أن العنف اللفظي تتعرض
له العامالت بشكل كبير سواء من قبل مشغلهن المباشر أو من
صرحن بأنهن ّ
يتعرضن الى العنف ينوبه .اذ أن %22من العامالت ّ
تعرضن للعنفاللفظي %11 ،يتعرضن الى العنف الجنس يّ %2 ،
المادي أما %12من العامالت ّأكدن على ّ
تعرضهن ألكثر من نوع.
11تحسين توظيف واستبقاء العامالت في القطاع الفالحي في تونس عبر تحسين ظروف التنقل في
العربات ،اكتوبر 0202
79
وألن العنف الجنس ي ال يزال الى اليوم من االنتهاكات
المسكوت عنها والتي ترفض الضحايا التصريح بها خاصة في ظل
غياب الوعي بنتائجه وانعدام الشعور بالحماية ،اجتماعيا ونفسيا
وقانونيا ،الى جانب غياب البديل الشغلي عن العمل الفالحي
تضطر اغلب الضحايا الى الصمت خوفا من الطرد .اال في حاالت
نادرة.
81
بمعنى أن الفالح لم يعد يرغب في تشغيل العاملة المقصودة
ألنها اصبحت تطالب بحقوقها وترد الفعل و"فايقة" بعبارتهم.
"اال يكفي هذا لكي اخرج واحتج وادافع عن كرامتي وكرامة
رفيقاتي وافضح ممارسات من انتهكوا حقوقنا وتعدوا على
انسانيتنا" سؤال نسوقه بكل أمانة تجيبنا به أحالم حين
سألناها عما إذا كانت االحتجاجات االخيرة التي نفذتها هي
ورفيقاتها في جبنيانة نابعة عن قناعة ذاتية بالحق في االحتجاج
وعن مدى استعدادها لمواصلة المسيرة النضالية التي
اختارتها.
ليست كل الضحايا بجرأة أحالم واصرارها على مقاومة
اشكال العنف المسلط عليها وزميالتها ،فهناك في ارياف بعض
الواليات ،كسيدي بوزيد والقيروان والقصرين وجندوبة ،من
اختارت قسرا الصمت وتعايشت مع الوضعية وجعلت من
االستغالل والعنف قدرا لها ،فبجهل منها أو بسبب عجزها عن
المقاومة وجدت نفسها بمرور الوقت أسيرة لفالح يكبرها بعشرات
السنوات .فإما أن يرض ى عنها ويتزوجها وإما ان يلقي بها خارج
الحقل .فتنطلق في رحلة اخرى من المعاناة .كل هذا وسط صمت
العائلة وخوفها من احكام املجتمع الصغير املحيط بها .وليس هذا
من باب التجني أو بغاية استجداء العواطف ولكن هي أمانات
حملتنها شهادات واقعية وجب نقلها كما هي .نعم الزالت النساء في
80
تونس الى اليوم تتعرض الى االغتصاب والتحرش واالهانة وتتحول
في لحظة من مفعول بها الى شريكة في الفعل وتعاقب من عائلتها
قبل املجتمع .وتدفع وحدها ضريبة عقلية بالية تدين النساء حتى
في حاالت االعتداء عليها .ويحدث هذا في مناطق هامش الهامش،
حيث ال وجود للدولة وال للقوانين وال أثر ملجتمع مدني وال إلعالم.
في مناطق تحكمها سلطة الجهل وغطرسة الذكورية.
12الفصل 2من القانون عدد 51لسنة 0212المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة
81
العامالت الفالحيات هن ضحايا عنف اقتصادي فهذا ليس من
باب التعميم أو التجني على أحد .فالقانون الذي جاء لمناهضة
عرف العنف االقتصادي كل اشكال العنف المسلط على النساء ّ
على أنه "كل فعل أو امتناع عن فعل من شأنه استغالل المرأة أو
حرمانها من الموارد االقتصادية مهما كان مصدرها كالحرمان من
االموال أو األجر أو المداخيل ،والتحكم في االجور أو المداخيل
وحضر العمل أو االجبار عليه" .13اذن فالعاملة الفالحية التي
تتقاض ى أجرا أدنى من االجر المنصوص عليه في القانون والتي
تعمل دون عقد يحفظ حقوقها ويثبت عالقتها الشغلية بمشغلها،
والتي ال تتمتع بحقها في العطل وال في ممارسة العمل النقابي وال
تتمتع بتغطية اجتماعية وال حتى بظروف عمل آمنة وتعمل دون
وقاية من املخاطر ،والتي تدفع ثلث أجرتها لوسيط يستغلها ،والتي
تعمل احيانا في مستغالت تعود ملكيتها للعائلة دون أن يكون لها
نصيب منها في االرث هي أبرز مثال لضحية العنف االقتصادي.
عنف يمارسه أكثر من طرف بدءا بالعائلة الى الفالح الى الوسيط
الى مؤسسات الدولة وتشريعاتها .وألن كل نوع من انواع العنف هو
سبب ونتيجة ومدخل لنوع آخر ،فان كل ما تتعرض له العاملة في
القطاع الفالحي يندرج تحت طائلة العنف المعنوي ،اي "كل
االفعال أو االقوال التي تنال من الكرامة االنسانية للمرأة أو ترمي
13الفصل 3من القانون عدد 85لسنة 7102المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة
81
ّ
الى اخافتها أو التحكم فيها ".هنا نذكر على سبيل المثال ظروف
نقل العامالت في خلفية الشاحنات وما تخلفه رحلة الطريق
اليومية الى الحقل من شروخ نفسية عميقة .أو حاالت الفزع التي
تنتاب العامالت في حال تمت مطاردة الشاحنة من قبل اعوان
الحرس .أو في حاالت النجاة من الحوادث والعودة الى العمل .كلها
ّ
اشكال للعنف والتمييز المسلط على هذه الفئة من النساء نشأت
وتغذت من التمييز على اساس النوع االجتماعي والتطبيع مع
االنتهاكات.
81
عنيف .وهو الذي يعنف النساء ويعنف عامالت الفالحة ويأبى
االعتراف بذلك.
الدولة
املجتمع
85
ّ
جذورالعنف المسلط من قبل الدولة
واملجتمع
العنف
الدولة املجتمع
86
87
ان الحديث عن المكتسبات الحقوقية والمنظومة
القانونية التونسية في عالقة بقضية عامالت القطاع الفالحي بعد
ّ
تشخيص الوضعية وجرد االنتهاكات المسلطة على هذه الفئة
ليس باألمر ّ
الهين .فهو يضعنا في حيرة ويدفعنا الى طرح تساؤالت
عديدة قد نجد اجابة عن جزء وقد نعجز أمام جزء آخر .وتأتي
هذه الحيرة بسبب المفارقة بين قيمة القطاع الفالحي تاريخيا
واستراتيجيا وواقعه الحالي من جهة .وبين قيمة العمالة النسوية
في القطاع وواقع الهشاشة االقتصادية واالجتماعية من جهة
اخرى .وايضا ،واألهم ،المفارقة بين المكتسبات الحقوقية للنساء
في تونس وبين نوعية الشعارات والمطالب التي مازالت عنوانا
لنضاالت هذه الفئة .جملة من المفارقات ان دلت على ش يء فهي
الهوة بين النصوص والواقع وبين التنظير تدل على حجم ّ
والتطبيق وتعكس ارادة متوارثة ومتجذرة في تأبيد الهشاشة وفي
تعميق التفاوتات بين الجنسين وبين فئات املجتمع.
88
نصف مليون امرأة عاملة في قطاع وازن وهام كالقطاع الفالحي.
لعل ذلك يساعدنا في بناء تصورات وصياغة مقترحات لحماية
حقوق هذه الفئة والتصدي لالنتهاكات المسلطة عليها وتعزيز
مكانتها في املجتمع وفي القطاع.
91
ما تتعرض له من انتهاكات من شأنها أن تؤثر في أكثر من قطاع بل
حتى في مستقبل االجيال القادمة.
الدستور
املراسيم
االوامرالرئاسية واالوامرالحكومية
القرارات الوزارية
90
.1حقوق النساء في المواثيق الدولية والتشريعات
الوطنية
91
اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا وصادقت عليه
دون أي تحفظ على بنوده بموجب القانون األساس ي عدد 22لسنة
.0211
ّ
أما على الصعيد الوطني فقد مثل دستور الجمهورية
الثانية ،دستور ،0214نقلة نوعية في النص التشريعي التونس ي.
إذ اعتمد ألول مرة الخطاب المبني على النوع االجتماعي ونص على
العديد من الحقوق التي تتمتع بها النساء والرجال على قدم
المساواة ودون تمييز .فوردت في الباب الثاني المتعلق بالحقوق
والحريات جملة من الفصول على غرار الفصل 01الذي نص على
أن" :المواطنون والمواطنات متساوون في الحقوق والواجبات،
وهم سواء أمام القانون من غير تمييز .تضمن الدولة للمواطنين
ّ
والعامة ،وتيهئ لهم أسباب والمواطنات الحقوق والحريات الفردية
العيش الكريم ".كما نص الفصل 42أن "العمل حق لكل مواطن
ومواطنة ،وتتخذ الدولة التدابير الضرورية لضمانه على أساس
الكفاءة واإلنصاف .ولكل مواطن ومواطنة الحق في العمل في
ظروف الئقة وبأجر عادل" .اضافة الى تخصيص الدستور لحقوق
النساء ألول مرة في تونس بفصل مستقل وهو الفصل 46منه
الذي نص على أنه" :تلتزم الدولة بـحماية الحقوق المكتسبة للمرأة
وتعمل على دعمها وتطويرها .تضمن الدولة تكافؤ الفرص بين
الرجل والمرأة في تحمل مختلف المسؤوليات وفي جميع املجاالت.
91
تسعى الدولة إلى تحقيق التناصف بين المرأة والرجل في املجالس
المنتخبة .تتخذ الدولة التدابير الكفيلة بالقضاء على العنف ضد
المرأة" .ورغم انتهاء العمل بدستور 0214واصدار دستور جديد
في 05جويلية 0200بكل ما يحمله من يثغرات فان المكتسبات
التشريعية ،على هشاشتها ،ال يمكن التراجع عنها وال من سبيل اال
للعمل على تعزيزها وتطويرها.
15الفصل االول من الباب األول من القانون عدد 61لسنة 0216المتعلق بمنع االتجار باألشخاص
91
بذلك مع كل حادثة أو ذكرى احياء أحد االعياد الوطنية أو
الدولية ولكن تبقى مسألة انفاذها وتفعيلها محل جدل وتساؤل.
95
واالمر الحكومي عدد 204لسنة 0202المتعلق بأساليب تطبيقه.
ثم في نفس السنة أصدر رئيس الحكومة آنذاك "يوسف الشاهد"
أمرا حكوميا عدد 229مؤرخ في 00افريل 0219يتعلق بتنقيح
واتمام األمر عدد 916لسنة 0220المتعلق بأساليب تطبيق
القانون عدد 20لسنة 0220والمتعلق بنظام الضمان االجتماعي
لبعض االصناف من العملة والعامالت في القطاعين الفالحي وغير
الفالحي .هذا األمر رافق احداث منظومة "احميني" في فترة حكم
يوسف الشاهد والتي تم الترويج لها على اساس حل لتمكين
العامالت من الضمان االجتماعي ،فتحولت الى مشكال أرهق كاهل
أكثر من 0622منخرطة بديون مخلدة بالذمة تراوحت بين 222
و 122دينار وفق تصريحات باعث التطبيقة ومؤسسها .ثم
انخرطت وزارة المرأة ووزارة الشؤون االجتماعية في مسار من
المبادرات الرامية الى تمكين النساء وتمكين الفئات الهشة وذات
الدخل املحدود وادماجهم في برامج ومشاريع على غرار برنامج
االمان االجتماعي وبرنامج التمكين االقتصادي وبرنامج رائدات ...
ولكن لسائل أن يسأل :هل ّ
غيرت هذه القوانين وهذه
البرامج من وضعية العامالت الفالحيات؟ هل توفر نقل آمن
والئق للعامالت الفالحيات بعد اصدار القانون عدد 21؟ هل
يمكن الحديث اليوم عن نسبة محترمة من العامالت لديهن
تغطية اجتماعية وصحية؟ هل تراجعت نسب العنف المسلط
96
على النساء وعلى العامالت بعد كل هذه القوانين واالتفاقيات؟
هل تتحصل العاملة الفالحية اليوم على األجرالمنصوص عليه
في القانون؟ هل تتالءم الظروف الشغلية للعاملة الفالحية
اليوم مع ما تقتضيه القوانين والتشريعات الضامنة للحقوق
االقتصادية واالجتماعية وللكرامة البشرية؟ وأسئلة اخرى
عديدة لن نعود هنا لإلجابة عنها ألن الجزء األول من الدراسة
ّ
ومدعم بأرقام ومعطيات كاف نابع من الميدان
يحمل تشخيصا ٍ
ّ ّ
متعددة المصادر .وانما سنجيب عن سؤال يتعلق بأسباب تعثر
وقصور هذه الترسانة من القوانين على احداث التغيير المرجو.
وسنأخذ بعض االمثلة من القوانين التي لم تر النور ثم نبحث عن
ّ
معيقات انفاذها .لعلنا نتوصل مستقبال الى مقترحات لتعديلها أو
مقترحات قوانين جديدة أكثر انصافا وقابلة للتطبيق.
97
ح ّيز النفاذ في غرة ماي 1966ونقحت بموجب القانون عدد 60
لسنة 1996هي نفسها اليوم وبعد قرابة الستة عقود ال تزال
مصدرا للتشريع ومرجعا للقوانين .فهذه املجلة التي ورد في ديباجتها
"نحن الحبيب بورقيبة ،رئيس الجمهورية التونسية ...بعد موافقة
مجلس األمة أصدرنا القانون اآلتي نصه ”:ماتزال احكامها سارية
على كل املجاالت والقطاعات .ولم يقع تطويرها رغم اختالف
السياقات ورغم كل التحوالت االقتصادية واالجتماعية
والسياسية والديمغرافية .فمثال في عالقة بمسألة الخطايا على
املخالفات ورد في املجلة فصل (الفصل )024يحدد قيمة الخطية
بمبلغ يتراوح بين 04و 62دينارا لكل من خالف مقتضيات بعض
الفصول الواردة في املجلة والمتعلقة مثال بدفع أجر دون المقدار
االدنى الذي يحدده القانون والواقع ضبطه باألحكام التشريعية
والترتيبية أو بالعقود المشتركة أو االتفاقيات( ...الفصل )2أو
عند التمييز بين المرأة والرجل في تطبيق احكام هذه املجلة
مكرر) .أو طرد العامل/ة دون اعالم تفقدية الشغل (الفصل ّ 5
بذلك ودون اتمام اجراءات واثباتات اسباب الطرد (الفصل .)01
أو في حال امتناع المؤجر على تمكين العامل/ة من شهادة تثبت
ممارسته للعمل ومدتها حين اقرار المغادرة (الفصل .)02وكذلك
ّ
في حاالت تقصير المشغل في مراعاة النصوص القانونية المتعلقة
بشروط العمل وحفظ الصحة واألمن والعمل الليلي وخدمة
98
النساء واالطفال (الفصل .)09وتساهم قيمة الخطايا في تكريس
ثقافة استسهال التجاوزات واالفالت من العقاب خاصة في ظل
غياب الدور الرقابي لتفقدية الشغل في املجال الفالحي ،الغياب
الذي ترجعه االخيرة الى قلة االمكانيات اللوجستية ألعوانها للنفاذ
الى الحقول والقيام بالتفقد ،وصعوبة اثبات التجاوزات ،وعدم
مالءمة القوانين والعقوبات مع الواقع الحالي .الى جانب عدم
مصادقة تونس على االتفاقية الدولية عدد 109لمنظمة العمل
الدولية المتعلقة بتفقد الشغل في القطاع الفالحي .والتي من
شأنها أن تعزز مقومات بيئة عمل آمنة وصحية للعملة والعامالت
ّ
المشرع مراجعة املجلة واحكامها بما في القطاع ،وتفرض على
يتناسب مع االلتزامات الحقوقية الدولية.
99
الطفل التي صادقت عليها تونس سنة ،1991ومع احكام مجلة
حماية الطفل الصادرة بموجب القانون عدد 90لسنة .1995كما
يتناقض مع احكام الفصل 50من دستور ( 0200الفصل 46في
دستور )0214الذي ينص على ّأن "حقوق الطفل مضمونة .وعلى
أبويه وعلى الدولة أن يضمنوا له الكرامة والصحة والرعاية
والتربية والتعليم .على الدولة ايضا توفير جميع انواع الحماية لكل
االطفال دون تمييز ووفق مصالح الطفل الفضلى" .ولعل هذا ما
يفسر وجود االطفال اليوم في الحقول وانخراطهم في العمل ّ
الفالحي في سن مبكرة دون رقابة وال ردع لمشغليهم .ونستشهد هنا
بضحايا فاجعة السبالة حيث أن عددا هاما ممن توفوا في الحادث
اعمارهم لم تتجاوز الخمسة عشر سنة ،كنا قد زرنا مقابرهم
ووثقنا ذلك في صور نزلناها على صفحة المنتدى بتاريخ 24جانفي
.0202الى جانب لقاءنا بعدد هام من االطفال خالل الزيارات
الميدانية .اغلبهم يعملون كأجراء دون ان تتوفر فيهم صفة القرابة
بينهم وبين صاحب المستغلة الفالحية التي تحدث عنها الفصل 54
من مجلة الشغل .كما أن هؤالء األطفال يتعرضون لكل انواع
االنتهاكات وال يتمتعون بأبسط حقوقهم اولها الحق في التعليم.
حيث أن عددا هاما من اطفال االرياف ينقطعون عن الدراسة
بسبب غياب النقل المدرس ي وتردي وضعية المدارس وعدم توفر
أدني ظروف التعليم الالئقة .هنا نتساءل عن اي نوع من انواع
011
الحماية وفرتها الدولة لهؤالء االطفال حين وصل بهم المسار الى
الموت في حادث شاحنة في الطريق الى الحقول؟ وأي مصلحة
فضلى للطفل في العمل الفالحي تجعل الدولة تصمت أمام هذا
االنتهاك وال ّ
تحرك ساكنا؟
010
حساب حقوق االنسان ومستقبل االجيال القادمة؟ أال يمكن أن
نعتبر النص القانوني والتشريعي هو أحد اسباب األزمة بل هو
االرضية المالئمة التي هيأت وسهلت لها السبل؟
011
ثانيا :العملة المشتغلون في المشاريع أو المؤسسات الفالحية
اآلتية سواء كانت ذات صبغة تعاضدية أم ال :صناديق التعاون
للتأمين الفالحي -صناديق التعاون للقرض الفالحي –
المالحات .17"...اال أن الدولة تابعت اصدار قوانين أكثر تفصيال.
حيث خصت االجراء والمؤجرون في القطاع الفالحي بقوانين
اخرى على غرار القانون سالف الذكر ،عدد 26لسنة ،1911ثم
واتم بالقانون عدد 22لسنة 1919الذي نص في الفصل 16 ّنقح ّ
منه (الجديد) على أنه "تنطبق احكام هذا العنوان وجوبا على
المتعاضدين واالجراء العاملين لدى المؤسسات الفالحية التي لها
شكل شركة ،وشركات االحياء والتعاضديات الفالحية وعلى جميع
الذوات المعنوية الفالحية غير الخاضعة لنظام قانوني للضمان
االجتماعي يغطي نفس االخطار" .ثم جاء القانون عدد 20لسنة
ّ
0220المتعلق بنظام الضمان االجتماعي لبعض االصناف من
العملة في القطاعين الفالحي وغير الفالحي واالمر الحكومي
المتعلق بأساليب تطبيقه .الى حين سنة 0219وبعد ضغط من
املجتمع المدني والهياكل النقابية تمخض جبل الحكومة آنذاك
ليصدر رئيسها يوسف الشاهد االمر الحكومي عدد 229لسنة
0219المتعلق بتنقيح االمر عدد 916لسنة .0220
17الفصل 24من القانون عدد 22لسنة 1962المتعلق بتنظيم أنظمة الضمان االجتماعي
011
ترسانة من القوانين والنصوص تعتبر هامة من الناحية
الكمية ولكن الواقع يثبت ضعفها وقصورها النوعي في تعميم
الحق في الضمان االجتماعي وتمكين كل الفئات منه .ذلك ألن:
011
-ثانيا :أثرت السياسات الموجهة للقطاع الفالحي والمشاكل
الهيكلية وتراكم االزمات في عالقة بنضوب الموارد الطبيعية
وتأثيرات التغييرات المناخية وتراجع مردودية القطاع الفالحي في
قدرة المؤجرين على االنخراط في انظمة الضمان االجتماعي
خاصة منهم صغار الفالحين (الذين يملكون مستغالت فالحية ال
تفوق ال ـ 5هكتارات بعلية أو هكتارا واحدا سقويا) وكذلك
الصيادين البحريين العاملين على مراكب ال تفوق حمولتها 5
أطنان حجمية 18.وعدم قدرتهم على التصريح لفائدة أجرائهم من
لتعقد اإلجراءات اإلدارية عند التصريح،عملة وعامالت نظرا ّ
ٌ
الشغلية في ظل غياب عقد والتخوف من عدم استقرار العالقة
كتابي يربط بين الطرفين ويضمن حقوق كل طرف من جهة.
وغياب االستمرارية في العمل بالشكل الذي يتالءم مع مقتضيات
الفصل الثاني من األمر الحكومي المتعلق بأساليب تطبيق
القانون عدد 20لسنة 0220الخاص بنظام الضمان االجتماعي
لبعض االصناف من العملة والعامالت في القطاعين الفالحي وغير
الفالحي من جهة اخرى .هذا الفصل الذي يشترط توفر مدة الـ ـ45
ّ
يوما من العمل في الثالثية الواحدة ال يتناسب مع المشغل لعدم
ضمان تشغيله نفس العامل أو العاملة كامل المدة .وال يتناسب
18الفصل 1من القانون عدد 20لسنة 0220المتعلق بنظام الضمان االجتماعي لبعض االصناف من
العملة في القطاعين الفالحي وغير الفالحي
015
ايضا مع األجير/ة نظرا لطبيعة العمل الفالحي وحالة الال استقرار
الشغلي وضعف االجر الذي ال يخول له/ها دفع القسط من
االشتراكات املحمولة عليه/ها قانونا والتي تثقل كاهله/ها .هذا ما
يفسر فشل منظومة "احميني" التي احدثت ببادرة شبابية ترمي
تمتع العامالت بحقهن في الضمان االجتماعي وتوظيف الى تسهيل ّ
التكنولوجيا في خدمة النساء في الوسط الريفي وتسهيل اجراءات
االنخراط .اال أنها اصطدمت بواقع اقتصادي واجتماعي للعامالت
متكلس ساهم في فشلها ّ ّ
وحولها من حل الى مشكل. وبجدار قانوني
-ثالثا :ساهم تراخي المؤسسات الرقابية للدولة وتخليها عن
مهامها في تعميق االنتهاكات المسلطة على اليد العاملة في القطاع
الفالحي ،خاصة اليد العاملة النسائية .وفتح هذا التراخي الباب
بمصراعيه أمام ظهور الوسطاء الذين لعبوا دورا سلبيا في
القطاع ،واثروا على وضعية االجور والنقل وساعات العمل .حتى
أنهم يتحكمون في العالقة الشغلية بين العامالت ومشغليهن.
وضعية وان كانت تؤرق العامالت وبعضا من الفالحين ،اال أنها
تبدو مناسبة للبعض االخر .فالواضح اليوم أن هشاشة الوضعية
الشغلية للعامالت الفالحيات وغياب التغطية االجتماعية نجدها
معممة على الالتي يعملن في مستغالت فالحية صغرى وحتى الالتي ّ
يعملن في مستغالت كبرى .هنا يمكن أن نؤكد من خالل تجربتنا
الميدانية ومحادثاتنا مع عدد من الفالحين ،منهم من يشغلون
016
مناصب في هياكل وطنية وجهوية ومحلية ويملكون اراض ي فالحية
ّ
متحججين في شاسعة ،أنهم يشغلون العامالت بنفس الهشاشة
ذلك بغياب اليد العاملة املختصة وعزوف الشباب عن العمل
الفالحي وعدم استقرار العاملة في نفس الحقل ،وكذلك الى عدم
معرفتهم بالعامالت واعتمادهم على الوسيط في جلب اليد العاملة
نظرا لوجود روابط اجتماعية تفوق قدرتهم على مجاراتها.
وتعمدهموالحقيقة انها اعذار تخفي تملصهم من المسؤولية ّ
عدم التصريح بالعملة والعامالت ّ
وتهربهم من ابرام عقود العمل.
كما يخفي ذلك تواطؤ المؤسسات الرقابية والهياكل العمالية
المعنية وتقصيرها في اداء مهامها.
018
للتطبيق ومدى مالءمته لألوضاع االقتصادية واالجتماعية
للفئات المعنية به.
019
جزء من المقال المذكورللتأكيد على اسباب فشل القانون عدد 21على
التصدي للحوادث:
المالحظ أيضا أن عملية نقل النساء في الشاحنات مستمرة رغم وجود القانون
عدد 21لسنة 2112المتعلق بإحداث صنف نقل العملة والعامالت في القطاع
حيز التنفيذ منذ أكثر من سنتين وما تواصل الحوادث الفالحي والذي دخل ّ
ّ
وتكررها إال دليل على:
أوال :انعدام اإلرادة السياسية في تطبيق القانون وغياب استراتيجية واضحة تحدد
المسؤوليات وتركز اآلليات الالزمة لتطبيقه ّ
وتسهل عملية النفاذ اليه من قبل
الفئات المعنية به .الى جانب ضبابية الرؤية لدى مختلف المتدخلين في تطبيقه.
فالمشرع اكتفى بسن القانون والحكومة وضعت االوامر التطبيقية وتنصلت من ّ
مهامها فاكتفت بالجانب األمني في فرضه على الفئات الهشة ولم توفر االمكانيات
المالية والحوافز الجبائية لتسهيل تطبيقه وتركت للوزارات المتدخلة فيه كل
يلقي المسؤولية على اآلخر .وهو ما يقوي انعدام الثقة في تفعيله وااللتزام به من
قبل الحكومة خاصة في ظل الجدل السياس ي القائم وصراع السلطات الثالثة
الهوة بينه وبين الطبقة يعمق ّ الذي ال يقدم حلوال جدية لمشاكل الشعب بقدر ما ّ
السياسية ويقوي االنقسامات داخله.
ثانيا :ان التشريعات وحدها ال تكفي لمعالجة قضايا وإشكاليات متعددة األبعاد
المشرع ولم تستوعبها القوانين. ّ عواملها ومسبباتها ضاربة في العمق لم تحظ بفهم
فعندما ال تقع دراسة طبيعة كل فئة وخصوصياتها وديناميكية املجتمعات التي
ينتمون لها تصطدم القوانين بواقع يحول دون تطبيقها .فربما كان من االجدر قبل
سن القوانين فهم هذه الفئات والتصاق أكثر بواقعهم المعيش واالقتراب
من همومهم وتساؤالتهم وتطلعاتهم وتشريكهم في التخطيط والتفكير .وحتى نؤكد
ّ
هذه الفكرة نذكر بحركة احتجاجية قامت بها مجموعة من النساء العامالت في
القط ـ ـ ـ ـاع الفالحي أصي ـ ـ ـ ـالت معتمديتي كندار والنفيضة على إثر من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع الوحدات
001
الفالحات بصفة عشوائية تطبيقا للقانون ّ األمنية أصحاب الشاحنات من نقل
كرد فعل على ما اعتبرنه قطع ألرزاقهن وأرزاق أصحاب عدد .51احتجاج جاء ّ
الشاحنات الذين تربطهن بهم عالقات مختلفة اجتماعية وأسرية وغالبا منفعية.
ّ
اذ يعتبر صاحب الشاحنة الوسيط بين العامالت والمشغل والضامن
الستمرارهن في العمل فتجد أول المساندين لهم هن الضحايا أنفسهن.
ّ
كما يعتبر أصحاب الشاحنات ان شروط النقل التي وردت في القانون وحددت
بأمر حكومي صادر في 21أوت 0202هي شروط تعجيزية وغير قابلة للتطبيق تثقل
كاهل الطرفين دون ان تساهم في تحسين ظروفهم االقتصادية واالجتماعية .هنا
ال بد من قراءة هذه الحادثة وفهم مقاصدها وتفسير دواعيها وتفكيكها من اجل
اعتماد مقاربة سوسيولوجية في وضع القوانين حتى ال تكون مسقطة اسقاطا
وحتى ال تكون الحلول األمنية فقط هي السبيل الوحيد لتطبيق القانون ومعالجة
المشاكل.
ثالثا :ال يمكن معالجة قضية نقل العامالت والتصدي للحوادث دون معالجة
حقيقية وجذرية للقضايا االقتصادية واالجتماعية ،ودون رؤية تنموية تكرس
التوازن بين الجهات وتقض ي على الفقر والتهميش والبطالة .كما ال يمكن الحديث
عن حقوق عامالت القطاع الفالحي دون معالجة مشاكل القطاع ذاته وإعطائه
األولوية بالنظر الى أهميته ودوره في االقتصاد الوطني ،حيث يساهم بحوالي %12
ّ
من الناتج الداخلي الخام ،و %11في الصادرات التونسية ،ويشغل قرابة %15من
اليد العاملة النشيطة ،وجب اذن انتشاله من حالة االنهيار التي يشهدها منذ
سنوات ،ودعم صغار الفالحين وتقليص الفوارق بينهم وبين كبار الفالحين
وإسنادهم بالتشريعات التي تضمن صمودهم ونهوضهم بالقطاع .وتمكين النساء
من فرص االستثمار في القطاع الفالحي من خالل تعزيز قدرتهن على ملكية
األراض ي وتمييزهن إيجابيا ودعم انخراطهن في الدورة االقتصادية .وال ننس ى طبعا
ضرورة تنظيم العمل الموسمي للنساء العامالت في الحقول وفي المستغالت
الصغرى بما يتالءم وشروط العمل الالئق على غرار حقهن في الضمان االجتماعي
000
وفي التغطية الصحية واألجر الالئق ،سيما وان الفالحة تعتمد بدرجة أولى على
قوة اليد العاملة النسائية وتستوعب قرابة النصف مليون امرأة أي ما يعادل
%12من اليد العاملة في القطاع .إجراءات وتوصيات أكد عليها المنتدى في
دراسة بعنوان“ المستغالت الفالحية الصغرى في تونس ”انجزها في اطار مشروع
“الحد من عدم المساواة في سلسلة قيمة زيت الزيتون” الذي تنفذه أوكسفام
بالشراكة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ،جمعية النساء التونسيات
للبحث حول التنمية ،االتحاد العام التونس ي للشغل والمنتدى التونس ي
للحقوق االقتصادية واالجتماعية والذي يهدف الى المساهمة في الحد من
الهشاشة االقتصادية للعامالت الفالحيات وصغار الفالحين من خالل توجيه
االولوية السياسية نحو تنظيم العمل الموسمي وفقا لمعايير العمل الالئق.
8%
33% نعم
ال
ال ادري
59%
مالحظة :قبل طرح هذا السؤال على العامالت قمنا بشرح القانون وتوضيحه لكل
المستجوبات.
001
ثم أن مسألة نقل العملة والعامالت في القطاع الفالحي ال
تهم وزارة النقل وحدها .وانما هي مسؤولية كل الوزارات بدءا بوزارة
المالية ووزارة التجهيز مرورا بوزارة المرأة ووزارة الفالحة ووزارة
الشؤون االجتماعية وصوال الى وزارة الداخلية .كما أن العمل على
تطبيق هذا القانون وحماية العامالت وتأمينهن من الحوادث ال
يتطلب مجهودات طرف واحد وال يطبق بمقاربة أمنية فحسب.
وانما يجب وضع خطة متكاملة وتحديد استراتيجية عمل تتشارك
فيها كل الوزارات المذكورة ويتحمل كل طرف مسؤوليته .وكنا في
كل المناسبات قد طالبنا بعقد مجلس وزاري خاص بقضية نقل
العامالت الفالحيات وعيا منا بضرورة تضافر كل الجهود إلنقاذ
العامالت وحفظ كرامتهن .ونحن واثقون أن كل هذا مشروط
بتوفر ارادة فعلية من قبل كل االطراف ومناخ سياس ي مالئم ورؤية
استراتيجية للحلول بعيدا عن الحلول الترقيعية.
001
بداية وقبل تقديم التوصيات والمقترحات دعونا نتفق أوال
على مسألة في غاية األهمية .هي أن قضية عامالت القطاع
الفالحي ليست قضية فئة اجتماعية هشة فحسب ،وال هي فقط
قضية انتهاك حقوق اقتصادية واجتماعية وتمييز ضد النساء
على اساس النوع االجتماعي ،وانما هي اشمل من ذلك .جذورها
أعمق من مجرد ثقافة جمعية قائمة على تكريس تبعية النساء وال
ّ
من وضع اقتصادي واجتماعي خلق أزمة وغذاها .كما أن نتائجها
أخطر من تلك االنتهاكات التي نرفضها ونن ّدد بها دائما .ان قضية
العمل الفالحي النسائي هي بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة .وهي
ايضا الطوفان الذي سيقض ي على قطاع يرتكز عليه امننا الغذائي
وسيادتنا الغذائية ،وعلى حقوق االجيال القادمة في تنمية عادلة
نعجل في انقاذها وتمكينها وتعزيز قدراتها ومستدامة ما لم ّ
وحقوقها .كما ال ننس ى أن مشاكل عامالت القطاع الفالحي تعكس
مشاكل النساء ونساء االرياف بشكل خاص ومشاكل الوسط
الريفي عموما .ومشاكل القطاع الفالحي .وبالتالي فهي حلقة هامة
ومحورية من حلقات االقتصاد .ال يجب ان نستبسط مشاكلها
ونغفل عن تداعياتها على مستقبل االقتصاد الوطني.
005
ان الدولة باعتبارها الراعية لمواطنيها ومواطناتها
والمسؤولة على حمايتهم/هن احدثت على امتداد عقود شرخا
عميقا بينها وبين هذه الفئة وعمقت سياساتها وخياراتها من الهوة
بينهما .فالمرأة الريفية الحاضرة في كل الخطابات السياسية
والبرامج االنتخابية وفي كل املحافل الوطنية والدولية ،والتي مثلت
محورا وهدفا إلبرام تونس لعدة اتفاقيات دولية ،هي ثروة بشرية
ّ
كبيرة لها من الطاقات ما يمكنها من خلق وتنمية الموارد
االقتصادية واالجتماعية ،وتمتاز بإمكانيات كبيرة على النمو
وتحقيق التوازن .لكنها الى اليوم منزوعة الحقوق تفتقد للحماية
القانونية واالجتماعية والمعنوية والمادية .بينها وبين الدولة
مسافات بعيدة ال نقدرها باألمتار وانما باإلرادة التي تجسدها
االفعال والمقاربات ومدى تفعيل الوعود والتواصل والحوار.
006
ساهمت فيه الخيبات المتتالية واالزمات المتواترة وزادت من
ّ
حدته المعالجات الفاشلة لكبرى القضايا االجتماعية.
كيف ّ
تقي مين عالقتك بالدولة؟
10% 2%
21% 40%
27%
عالقة ثقة وشعور باألمان عدم ثقة وخوف من املجهول
ال توجد عالقة اساس استياء بسبب الوعود الكاذبة
شعور بالالانتماء
كيف ّ
تقي مين عالقتك باملجتمع املدني واالعالم؟
13%
20%
49%
18%
007
أما عن املجتمع المدني واالعالم فباكتساحهما للفضاءات
العامة والخاصة وقربهما من الميدان والتزام الكثير منهم بالقضايا
الحقوقية ،وتبنيهم لعدة ملفات اجتماعية ،وقيامهم بمبادرات
عدة عوضوا فيها الدولة ومؤسساتها ،استطاعوا كسب ثقة
اصحاب الحقوق وأصبحوا يمثلون لهم سندا ومنفذا من منافذ
االمل .فكانت االجابات في مجملها تحفز على المزيد من العمل
وتحمل كال الطرفين مسؤولية كبرى في معركة الحقوق والكرامة.
009
على المستوى المؤسساتي:
011
-تفعيل آليات الرقابة على المؤسسات الفالحية وعلى الحقول
والمستغالت الصغرى والكبرى وتكثيف الزيارات الميدانية
ألعوان تفقديات الشغل ورصد املخالفات ورفعها وتطبيق القانون
على املخالفين.
-التكوين المتواصل والمستمر لموظفي وموظفات االدارات
العمومية والمصالح املختصة في القوانين وتمكينهم /هن من
آليات تنفيذها لضمان الحد االدنى من التنسيق واالنسجام بين
المنظومة التشريعية (القوانين والبرامج) وبين االجهزة التنفيذية
(االدارات)
-تمكين العامالت الفالحيات من شهادة تثبت ممارستهن للعمل
الفالحي .وتعميم الشهادة على كل العامالت بقطع النظر عن
االستقرار في مستغلة واحدة من عدمه .هذه الشهادة يجب ان
تقدم لكل من تعمل في الفالحة أو في جمع املحار والصيد بقطع
النظر عن الرغبة في التسجيل في الضمان االجتماعي من عدمه اذ
يمكن استغاللها كخطوة لحصر عدد الي العاملة الفالحية ودليل
لالعتراف بها في سلسلة القطاع.
-احداث برامج للنهوض بالقطاع الفالحي ودعم صغار الفالحين
بالحوافز والتشجيعات وتنظيم هيكلة القطاع والمنظومات
المكونة له للقطع مع الظواهر واالزمات التي أنهكت الفالح ودمرت
منظومة االنتاج والتسويق والتصدير.
010
-تفعيل خاليا االرشاد الفالحي واستعادة دورها االستشاري
ومرافقتها للفالحين خاصة الذين ال خبرة لهم في املجال نظرا لما
لها من دور هام في تأهيل الفالحين وتوعيتهم في كيفية التصرف في
االزمات وتفاديها.
-تكوين اليد العاملة في القطاع الفالحي وتمكينها من مهارات
ومعارف في كل ما يخص االنشطة الفالحية وكيفية استعمال
االدوية والمبيدات والتوقي من االصابات باألمراض ،واتباع
اجراءات السالمة المهنية.
-تفعيل االقتصاد االجتماعي والتضامني وتكوين الراغبات في
احداث مشاريع وتمكينهن من حوافز مالية وتسهيالت اجرائية
وتخفيف شروط احداث المشاريع خاصة فيما يتعلق بمسألة
توفير المقرات وتسهيل الحصول عليها.
-المزيد من التنسيق والتواصل بين الوزارات المتدخلة في
القطاع الفالحي وفي وضعية العاملة فيه .والقطع مع القرارات
االرتجالية والبرامج الفضفاضة من اجل تمكين فعلي للنساء في
الوسط الريفي والعامالت الفالحيات.
-تنظيم مجلس وزاري لوضع استراتيجية عمل تخص ملف
العامالت الفالحيات وتحديد المهام واالولويات ثم المواظبة على
انعقاده سنويا لمتابعة الخطة وتقييمها وتعديلها.
011
-ادراج وتشريك الناقلين (الوسطاء) ممن يرغبون في ذلك،
كن نساء ،في ايجاد حل لمسألة النقل يكون في شكل خاصة إذا ّ
شركة تعاونية ذات صفة قانونية مهمتها نقل العامالت وتوفير
اليد العاملة للفالحين بطريقة الئقة وبمنطق الخدماتي بعيدا عن
االستغالل ومخالفة القوانين .هذا المقترح نابع من تجربة ميدانية
وصادر عن مجموعة من العامالت في احدى معتمديات والية نابل.
حيث أن الوسيطة التي تقوم بعملية نقلهن للحقول بشكل يومي
يعتبرنها مثاال ناجحا المرأة كسرت القاعدة وقطعت مع الصورة
النمطية للوسيط ،واصبحت صوتهن المدافع عن حقوقهن
والمفاوض عن اجورهن أمام الفالحين ،ال تقتطع لهن معلوم
النقل بل يقوم الفالح بخالصها بعيدا عن أجرة العامالت .الش يء
ّ
تجمعهن بها عالقة الذي خلق لديهن نوعا من الثقة واصبحت
وطيدة .وفي لقاءنا بها اعربت عن رغبتها في احداث مشروع يكون
نموذجا ّ
مشعا ودافعا لبقية النساء ممن ترى في نفسها القدرة على
تحمل المسؤولية وتعزيز روح التضامن النسوي في كل املجاالت. ّ
وكذلك بالنسبة للنساء جامعات املحار في معتمدية جبنيانة من
والية صفاقس ومنطقة بوغرارة من والية مدنين الالتي يرغبن في
انشاء مشاريع في إطار االقتصاد االجتماعي والتضامني والحد من
هيمنة الوسيط واستغالله لهن.
011
.2توصيات للمجتمع المدني والهياكل النقابية:
-تعزيز قدرات النساء العامالت في القطاع الفالحي في التواصل
والتفاوض وتمكينهن من اآلليات القانونية الوطنية والدولية
للدفاع عن حقوقهن والتصدي لالنتهاكات بأنواعها.
-مرافقة العامالت ومتابعة وضعياتهن والتعهد بضحايا العنف
الالتي يتم كشفها وتمكينها من مرافقة قانونية ونفسية.
-تكثيف العمل الميداني والزيارات الميدانية وتوثيق االنتهاكات
ورصدها ومتابعتها وفضحها.
-تنظيم حمالت توعوية لفائدة النساء العامالت في القطاع
الفالحي في الحقوق االقتصادية واالجتماعية ورفع من مستوى
الوعي بالحقوق لديهن من خالل النفاذ الى المنطق الريفية
واالحتكاك مباشرة بهن أو بالتنسيق وعقد شراكات مع
المؤسسات التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية على غرار مصالح
النهوض االجتماعي ومصالح تعليم الكبار.
-المساندة الميدانية للعامالت في احتجاجاتهن ومسيراتهن
وتأطيرهن وتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي لهن.
-توسيع وتقوية حمالت المناصرة الرامية الى تمكين النساء في
الوسط الريفي من حقهن في االرث على غرار مبادرة جمعية "دعم
المبدرات في القطاع الفالحي "AISA
011
-إطالق حملة مناصرة واسعة والتشبيك بين المنظمات
والجمعيات الوطنية والجهوية واملحلية من اجل تعديل القوانين
أو احداث قوانين جديدة وايجاد آليات ناجعة للنهوض بوضعية
العامالت الفالحيات.
-تشريك العامالت في الملتقيات والحوارات واالخذ بمقترحاتهن
وتحسينها وبلورتها في شكل ورقات سياسية تحتوي على حلول
منطقية وقابلة للتنفيذ ومناصرتها بكل االليات الممكنة.
-على وسائل االعالم بأنواعها أن تراعي في اعمالها وحواراتها
وريبرتاجاتها وطريقة طرحها لقضايا العامالت الفالحيات مقاربة
حقوقية متوازنة تسلط الضوء على قيمة العمل الفالحي النسوي
وعلى ضرورة القضاء على كل اشكال التمييز .كما يجب أن تقطع
مع الصورة النمطية للمرأة المستضعفة التي تزيد من تعميق
الهشاشة وتحول وجهة التعاطي مع حقوق الفئة وتدرجها في خانة
الفئات المعوزة.
-على االتحاد العام التونس ي للشغل تعميم تجربة النقابات
وتأطير العامالت وعضوات النقابات االساسية التي تأسست
وتمكينهن من آليات التفاوض والتواصل وتعزيز قدراتهن ،وحث
العامالت في كل البالد على االنخراط في النقابات مع مراعاة
خصوصياتهن فيما يتعلق بمسالة االشتراكات.
015
-على االتحاد التونس ي للفالحة والصيد البحري تطبيق احكام
ومقتضيات االتفاقية المشتركة االطارية في القطاع الفالحي وحث
منظوريهم على احترام بنودها والقطع مع الممارسات التي ساهمت
في تردي وضعية القطاع ووضعية اليد العاملة فيه.
016
ان هذه الدراسة ،وان كانت في جانب كبير منها منحازة
محددة من فئات املجتمع على اعتبارها أضعف لحقوق فئة ّ
الحلقات واكثرها هشاشة في القطاع الفالحي ،اال أنها تحمل في
طياتها تنبيهات من تداعيات ما تمر به العامالت الفالحيات من
مشاكل على القطاع ومستقبله ومستقبل االقتصاد الوطني وعلى
السيادة واألمن الغذائيين .اذ ال بد من الوقوف اليوم وقفة جادة
وناجعة أمام سيل االنتهاكات التي تتعرض لها اليد العاملة
النسوية في كل القطاعات أوال ،وأمام التمييز المسلط على الفئات
العمالية في قطاعات دون االخرى ثانيا ،وأمام التخريب والتفكيك
الممنهج للقطاع الفالحي وارادة تدميره ثالثا.
ان طرح قضية عامالت القطاع الفالحي هو طرح لقضايا
الحركات االجتماعية والمدنية ونضاالتها ضد التمييز واالقصاء
والالعدالة االجتماعية .وهو ايضا طرح لمدى انسجام وضعية
حقوق االنسان في تونس اليوم مع ترسانة االلتزامات الدولية
والوطنية في دولة الريادة والسبق االقليمي والقاري في مجال
الحقوق والحريات .كما تكشف وضعية القطاع الفالحي
وتداعياتها االقتصادية واالجتماعية المباشرة والغير مباشرة
استنفاذ المنوال التنموي الحالي لكل فرص الصمود والمقاومة،
017
وتدق نواقيس الخطر من اجل تغيير السياسات المتبعة وتركيز
خطط انقاذ ناجعة عاجلة واخرى بعيدة المدى لتكريس حقوق
االجيال الحالية وحماية حقوق االجيال القادمة.
ختاما ،نأمل أن تكون هذه الدراسة وبقية الدراسات التي
انجزت في سياق االهتمام والمناصرة للعامالت الفالحيات ،حافزا
لنا جميعا افرادا وهياكل وجماعات لمزيد من العمل والبحث
ُ
والرصد والتفكير ،وأن تلحق بأعمال اخرى أكثر عمقا واحترافية،
تتوج بحمالت مناصرة واسعة وفعالة وبمقترحات نافذة وأن ّ
وقابلة للتطبيق .كما نأمل أن ّ
تتوحد كل الجهود ،وأن تلتقي كل
القوى المدنية واالجتماعية والسياسية على اختالف تصوراتها
وتمثالتها في تحالف واسع هدفه النهوض بوضعية القطاع الفالحي
وهيكلته وانصاف اليد العاملة وفق مبادئ المساواة والعدالة
االجتماعية.
018
الدراسات والوثائق االدارية:
-االدارة العامة للدراسات والتنمية الفالحية .االستقصاء حول
متابعة الموسم الفالحي (المرحلة الثانية) 0215-0214صادر في
مارس0216
-االدارة العامة للدراسات والتنمية الفالحية .االستقصاء حول
متابعة الموسم الفالحي 0211-0212صادر في اكتوبر 0219
(بموجب مطلب نفاذ الى المعلومة)
" -من اجل ضمان حق النساء في الوصول الى االرث في الوسط
الريفي" دراسة لجمعية دعم المبادرات في القطاع الفالحي
ديسمبر 0202
" -النساء العامالت بحقول االستالب زمن الكورونا ،ذكورية
الفضاء والهيمنة المزدوجة ،رضا كارم في إطار كراسات المنتدى
التونس ي للحقوق االقتصادية واالجتماعية
" -تحسين توظيف واستبقاء العامالت في القطاع الفالحي في
تونس عبر تحسين ظروف التنقل في العربات" ،دراسة االتحاد
العام التونس ي للشغل اكتوبر 0202
019
" -المرأة العاملة في القطاع الفالحي بسيدي بوزيد بين الحق
واالنتهاك" ،جمعية الحراك الثقافي بالرقاب ،مارس 0216
" -المرأة العاملة بالقطاع الفالحي في تونس بين تحقيق التنمية
واصالح ظروف العمل" ،رضوان الفطناس ي
" -الوضع الصحي للمرأة العاملة في الوسط الريفي :الواقع
والتحديات" دراسة االتحاد الوطني للمرأة سنة 0211
-التقرير السنوي للمندوبية الجهوية للتنمية الفالحية بالمهدية
لسنة 0219
-إحصائيات وزارة الداخلية حول حوادث نقل العامالت في
القطاع الفالحي منذ .0215تحصلنا عليها بتاريخ 00جويلية
0200بموجب مطلب نفاذ الى المعلومة
القوانين واالتفاقيات:
-القانون عدد 02لسنة 1966المتعلق بإصدار مجلة الشغل
-االمر الرئاس ي عدد 261لسنة 0200المتعلق بتحديد األجر
األدنى الفالحي المضمون
-القانون عدد 51لسنة 0219المتعلق بإحداث صنف نقل
خاص بالعملة والعامالت في القطاع الفالحي واالمر الترتيبي عدد
204لسنة 0202المتعلق بأساليب تطبيق القانون سالف الذكر
011
-الفصل 2من القانون عدد 51لسنة 0212المتعلق بالقضاء
على العنف ضد المرأة
-االعالن العالمي لحقوق االنسان المادة 1
-الفصل االول من الباب األول من القانون عدد 61لسنة 0216
المتعلق بمنع االتجار باألشخاص
-مجلة الشغل :الفصل األول من باب األحكام العامة
-الفصل 24من القانون عدد 22لسنة 1962المتعلق بتنظيم
أنظمة الضمان االجتماعي
-الفصل 1من القانون عدد 20لسنة 0220المتعلق بنظام
الضمان االجتماعي لبعض االصناف من العملة في القطاعين
الفالحي وغير الفالحي
010
011