You are on page 1of 5

‫تقرير المناقشة‬

‫عنوان البحث‪:‬‬
‫الجمعيات والتنمية المحلية دراسة سوسيولوجية لألنشطة االجتماعية والثقافية مدينة برشيد نموذجا‬
‫تقديم عام‪:‬‬
‫يشتغل هذا البحث المعنون "بالجمعيات والتنمية المحلية دراسة سوسيولوجية لألنشطة االجتماعية‬
‫والثقافية مدينة برشيد نموذجا" على دور المجتمع المدني عموما والجمعيات بالخصوص في تنمية‬
‫المنطقة الحضرية لمدينة برشيد‪ ،‬قصد التعرف على واقع هذه الجمعيات (المهام‪ ،‬األهداف‪ ،‬نوعية‬
‫األنشطة‪ ،‬التمويل‪ ،‬الصعوبات‪ ،‬التطلعات‪ )...‬وكيفية مساهمة هذه الجمعيات في التنمية عبر التعرف على‬
‫مواردها انعكاسات أنشطتها الثقافية واالجتماعية على الساكنة‪.‬‬

‫وقد انطلق هذا البحث من اإلشكال التالي‪:‬‬

‫إلى أي حد تساهم األنشطة الثقافية واالجتماعية للجمعيات في التنمية بمدينة برشيد ؟‬

‫وتندرج ضمن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية من قبيل‪:‬‬

‫‪ .1‬ما هي إسهامات األنشطة الثقافية واالجتماعية للجمعيات في التنمية بمدينة برشيد ؟‬


‫‪ .2‬كيف تحصل جمعيات مدينة برشيد على الدعم ومن هي الجهات التي تقدم الدعم؟‬
‫‪ .3‬ما هو موقع المرأة في العمل الجمعوي بمدينة برشيد؟‬
‫‪ .4‬ماهي العوائق التي تعترض قيام الجمعيات باألنشطة الثقافية واالجتماعية؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫‪ .1‬أفترررض أنرر كلمررا دادت أنشرررطة الجمعيررات بمدينررة برشرريد كلمرررا دادت المسرراهمة فرري التنميرررة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪ .2‬أفترررض أن أنشررطة الجمعيررات بمدينررة برشرريد تسرراهم ثقافيررا أكثررر منهررا اجتماعيررا‪ .‬كمررا أنهررا تجررد‬
‫معيقات لوجستيكية وتواصلية‪.‬‬
‫‪ .3‬لعل الجمعيات بمدينة برشيد تحمل رهانات تطوعية أكثر منهرا سياسرية وماديرة كمرا قرد تفتقرر إلرى‬
‫مراكد قارة وإلى التمويل‪. .‬‬
‫‪ .4‬ربما المرأة مغيبة من العمل الجمعوي بمدينة برشيد‪.‬‬
‫العينة‪:‬‬

‫تم االشتغال مع مختلف الجمعيات المتواجدة بالمنطقة دون دراية مسبقة بعددها الذي اكتشفنا في األخير بعد‬
‫عدد من الزيارات الميدانية أن النسيج الجمعوي بالمنطقة هو حوالي ‪ 620‬جمعية حسب رئيس مكتب‬
‫الشؤون الثقافية واالجتماعية والرياضية تختلف مجاالت اهتماماتها‪ ،‬على اعتبار أن اختيار عينة البحث‬
‫كان عشوائيا حيث تم االشتغال مع ‪ 55‬جمعية عبر مأل االستمارات مع رؤسائها‪ ،‬إذ تتكون عينة البحث‬
‫من رؤساء الجمعيات ذكورا وإناثا من مختلف األعمار والمهن والفئات‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫تم االعتماد في هذا البحث على المنهج الكمي كمنهج رئيس بينما اعتبر المنهج الكيفي مكمال ل ‪:‬‬

‫المنهج الكمي‪ :‬باعتباره منهجا للبحث واالستقصاء‪ ،‬يهتم بكل ما له عالقة بالبحث عن أسباب الظواهر‪،‬‬
‫وقياسها باستخدام أدوات وتقنيات كمية‪ ،‬وترتبط المناهج الكمية عموما‪ ،‬بالقياس إذ يقتضي اللجوء إلى‬
‫توفير وحدة القياس التي بموجبها‪ ،‬سيتم تصنيف وترتيب مختلف عناصر البحث وهو ما تم تصريفه في‬
‫استمارات تم تحليلها عبر برنامج ‪. spss‬وقد تم توجيه ‪ 55‬استمارة على رؤساء الجمعيات المتواجدين في‬
‫مختلف مناطق المدينة‪ ( ،‬دور الشباب‪ ،‬لقاءات في المقاهي‪ ،‬التوجه إلى بيوتهم‪)...‬‬

‫المنهج الكيفي ‪ :‬من خالل مقابلة تهدف إلى إضفاء المعنى على االستمارات من طرف رئيس الشؤون‬
‫الثقافية واالجتماعية والرياضية أي انطالقا من وجهة نظره كمشارك في البحث و كشريك للجمعيات‪،‬‬
‫لغرض بلوغ فهم أفضل للوقائع االجتماعية وتسليط الضوء على التفاعالت الجمعوية‪ .‬حيث تم القيام‬
‫بثالث مقابالت مع رئيس مكتب الشؤون الثقافية واالجتماعية والرياضية بالمدينة من أجل جمع معلومات‬
‫أكثر عن الجمعيات بصفته أكثر شخص يتعامل مع رؤساء الجمعيات‪.‬‬

‫تقنيات البحث‪:‬‬

‫المالحظة‪ :‬بوصفها األداة التي مكنتنا من مالحظة إشكال الدراسة‪.‬‬

‫االستمارة‪ :‬بوصفها تقنية كمية تمكننا من جمع المعلومات والبيانات التي تهم بحثنا‪ ،‬والتي نضع من‬
‫خاللها عدة أسئلة تهم بشكل مباشر موضوع البحث قدمت للعينة المختارة من أفراد مجتمع البحث‬
‫لإلجابة عنها‪ .‬وينم اختيارنا هذا لالستمارة كتقنية وأداة لجمع البيانات عن عدة اعتبارات‪ ،‬أولها أنها‬
‫األداة المناسبة لموضوع بحثنا الذي يحتاج إلجابات دقيقة وبيانات محددة‪ ،‬وخاصة انه تبين لنا ضرورة‬
‫توجيه المشاركين في البحث لإلجابة عن أسئلة دقيقة ومحددة سلفا‪ ،‬قصد اإلجابة عن القضايا التي تهم‬
‫موضوعنا إذ تعتبر وسيلة مناسبة للتقيد بموضوع البحث وعدم الخروج عن مساراته‪.‬‬

‫المقابلة‪ :‬باعتبارها تقنية مباشرة تستعمل من أجل مساءلة فرد أو مجموعة أفراد بطريقة موجهة أو‬
‫حتى غير موجهة‪ ،‬وتسمح بأخذ معلومات كيفية بهدف التعرف العميق على إجابة األشخاص‬
‫المشاركين في البحث حول مشكلة ال بحث‪ ،‬واستعمالها في هذا الباب كأداة مكملة ستفيدنا لتعمق أكثر في‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫خالصة البحث ونتائجه‪:‬‬

‫النتيجة األولى‪:‬‬
‫‪ .1‬كلما زادت أنشطة الجمعيات بمدينة برشيد كلما زادت المساهمة في التنمية المحلية‪.‬‬
‫يبدو حسب الدراسة أن هناك تنوع في عدد األنشطة رغم أن الجمعية األكثر نشاطا تقوم سنويا ب‪10‬‬
‫أنشطة‪ ،‬وهناك جمعيات ال تقوم باألنشطة الثقافية لكنها في المقابل تقوم بأنشطة اجتماعية‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬وتتأكد صحة هذه الفرضية حيث أن كلما داد األنشطة دادت االختالفات في طرق المساهمة في‬
‫التنمية‪ ،‬وداد حيث يرى ‪ % 90.91‬من رؤساء الجمعيات أن جمعياتهم تساهم مساهمة إيجابية في‬
‫التنمية من خالل انعكاسها االيجابي على الساكنة‪ ،‬وتتأكد أكثر صحة الفرضية بتجسد هذه األنشطة في‬
‫عدد من األشكال منها استفادة النساء والشباب من الدورات التكوينية بنسبة ‪ 56.4%‬ومساعدة ذوي الهمم‬
‫في االستفادة من كراسي متحركة بنسبة‪ .9.1%‬استفادة مرضى السكري والقصور الكلوي من الفحص‬
‫المجاني بنسبة ‪ 7.3%‬إلى غير ذلك‪ ،‬وطبيعي هنا أن كلما تنوعت واختلفت هذه األنشطة عن بعضها كلما‬
‫دادت استفادة الساكنة منها‪ ،‬وكل هذه اإلجابات تمشي في اتجاه تأكيد تم افتراضه‪.‬‬

‫النتيجة الثانية‪:‬‬
‫‪ ‬تساهم أنشطة الجمعيات بمدينة برشيد ثقافيا أكثر منها اجتماعيا‪ .‬كما أنها تجد معيقات‬
‫لوجستيكية وتواصلية‪.‬‬

‫تقرول الفرضررية الثانيررة بررأن أنشررطة الجمعيررات الثقافيررة هرري السررائدة أكثررر مررن األنشررطة االجتماعيررة وبالفعررل‬
‫األمر صحيح‪ ،‬رغم أن الفارق طفيف جدا‪ ،‬بحيرث هنراك خمسرة جمعيرات تقروم بنشراط ثقرافي واحرد سرنويا‪،‬‬
‫بينما هناك ثالثة فقط من الجمعيات التي تقوم بنشاط اجتماعي واحرد‪ ،‬عمومرا فالنسربة التري توضرح بجرالء‬
‫تفرروق األنشررطة الثقافيررة ةرراهرة عنررد حسرراب المتوسررط الحسررابي لةنشررطة حيررث أن متوسررط عرردد األنشررطة‬
‫الثقافيرة سرنويا هرو ‪ 6‬أنشرطة ثقافيررة بينمرا ‪ 4‬هنراك أنشرطة اجتماعيرة سررنويا‪ ،‬بنراءا علرى هرذا تكرون فرضررية‬
‫البحررث متحققررة‪ ،‬وذلررك راجررع لكررون أن األنشررطة الثقافيررة ال تكررون مكلفررة ماديررا بالمقارنررة مررع نةيرتهررا‬
‫االجتماعيررة الترري تحترراج إلررى أدوات ومعرردات‪ ،‬كمااا تفتاارض الدراسااة أن هناااك معيقااات تحااول دون قيااام‬
‫الجمعيات بمهامها‪ ،‬وتجسدت هذه المعيقات في ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تؤكد ‪ 31‬جمعية عدم توفرهاا علاى مقار خااص بهاا وأنهاا تساتغل دور الشاباب فقاط وهاي‬
‫تشكل نسبة ‪ %56.4‬من مجموع الجمعيات المدروسة‪.‬‬
‫‪ ‬يظهاار أن ‪ 39‬جمعيااة ماان مجمااوع الدراسااة ال تحصاال علااى الاادعم المااادي أي مااا نساابته‬
‫‪%90.9.‬‬
‫‪ ‬يباادو أن ‪ 13‬جمعيااة تعاااني عاادم التااوفر علااى الاادعم المااادي بمعنااى ‪ %90.9‬ماان العينااة‬
‫المدروسة‬
‫‪ ‬تعاني ‪ 10‬جمعيات من ضعف طرق وعمليات االستقطاب أي ما يصال إلاى ‪%18.2‬مان‬
‫مجموع الجمعيات المبحوث معها‪.‬‬
‫‪ ‬ال تتوفر ‪ %21.8‬من مجموع الجمعيات على أطر متخصصة وعددهم ‪ 12‬جمعية‪.‬‬
‫‪ ‬عائق النقل يعترض ‪ 3‬جمعيات ويشكل ذلك نسبيا ‪%5.5 .‬‬

‫النتيجة الثالثة ‪:‬‬


‫تحمل الجمعيات بمدينة برشيد تطلعات تطوعية أكثر منها سياسية ومادية كما تفتقر إلى‬
‫مراكز قارة وإلى التمويل‪. .‬‬

‫يبدو أن ‪ 29‬جمعية تراهن على الحصول على المقر أي ما تصل نسربت إلرى‪ ، %52.7‬كمرا أن ‪42‬‬
‫جمعيرة تسرعى للحصرول علرى الردعم المرادي بمرا يصرل إلرى ‪ ،%76.4‬إن هرذه الفكررة كافيرة لردحض‬
‫فرضية البحث‪ ،‬فرغم أن الجمعيات تسرعى إلرى بلرو مكتسربات تطوعيرة‪،‬من قبيرل اسرتقطاب وتشرغيل‬
‫الشباب العاطل والوصول إلى القرى النائية‪،‬أو حتى إبرام عقود مع األطباء‪ ،‬إال أن المطالرب الماديرة‬
‫ةاهرة بجرالء فري تطلعرات الجمعيرات‪ ،‬ويمكرن تفسرير ذلرك بوجرود نقرص فري المروارد‪ ،‬وهرذا ال يمنرع‬
‫الجمعيات من ذكر تطلعراتهم‪ .‬إذ يةهرر فقرر الجمعيرات المدروسرة مرن الناحيرة الماديرة‪ ،‬وافتقارهرا إلرى‬
‫المقر‪،‬بينما تأتي الئحة التطلعات تحت هذين المطلبين وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬تتطلررع ‪ 6‬جمعيررات إلررى ترروفير أدوات مسرررحية وتشرركل ‪ 10.9‬بالمائررة مررن مجمرروع العينررة‬
‫المدروسة‬
‫‪ ‬يةهر أن ‪ %23.6‬من مجموع الجمعيات المدروسة تتطلع إلحداث مراكد وفرروع خاصرة‬
‫بها وهي ‪ 13‬جمعية‪0.‬‬
‫‪ ‬جدير بالذكر أن ‪ 11‬جمعية تتطلع إلبرام عقود مع أطباء وتشكل نسبيا ‪%20‬‬

‫‪ ‬مررن الجمعيررات المدروسررة مررن تتطلررع السررتقطاب أكبررر عرردد مررن المخرررطين وهرري تشرركل‬
‫‪%27.3‬‬
‫‪ ‬علررى العمرروم ترررى ‪ 19‬جمعيررة أن رهانهررا األساسرري يكمررن فرري تحقيررق أهرردافها وهرري تشرركل‬
‫‪ 34.5%‬من مجموع الجمعيات المبحوث معها‬

‫النتيجة الرابعة ‪:‬‬


‫الحضور الجمعوي للمرأة بمدينة برشيد بين الحضور والغياب‬

‫يةهر أن هناك تأثير النخراط المرأة على األنشطة االجتماعية بنسبة ‪ 63.6%‬كما تؤثر على األنشطة‬
‫الثقافية بنسبة ‪ 60.0%‬وهذا يعني أنها ليست مغيبة كما ورد في الفرضية‪ ،‬خصوصا أن الجمعيات التي‬
‫تقوم على مقاربة النوع أكثر حةا في الحصول على الدعم المادي كما تحضر بجالء في المجاالت‬
‫المتعلقة بأنشطة بمحو األمية وأنشطة الفصالة والخياطة على اعتبار أنها غائبة في عدد من األنشطة‬
‫الثقافية كالفروسية التقليدية مثال‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫يمكن اعتبار المساهمة التنموية للحركة الجمعوية تعمل على استهداف خدمة رهانات وطنية تعود بالنفع‬
‫العام على المجتمع ككل‪ ،‬ولذلك يتعين مساندتها ليس فقط بواسطة منح الدعم المالي ولكن أيضا عبر توفير‬
‫مناخ مالئم قوامه حرية المبادرة ومد التنظيمات الجمعوية بمختلف أشكال المساعدة وخاصة الجانب‬
‫المتعلق بالمقر و بما هو لوجيستيكي ومعلوماتي مع الحرص على توفير األطر والخبراء المتخصصة في‬
‫إعداد وتركيب مشاريع تنموية فعالة والعمل على تنفيذها ضمن شروط مالئمة تستحضر استمرارية الفعل‬
‫واستدامة األثر‪ .‬إن تجديد ممارسة العمل الجمعوي في الشأن التنموي ال يرتبط باإلصالح القانوني فقط‪،‬‬
‫انما يتطلب كذلك إحداث عدة تغييرات وإصالحات هيكلية وعميقة في بنيات المجتمع المدني تروم القطع‬
‫مع الممارسات الريعية والقائمة على الزبونية والتبعية لإلدارة وللجهات المانحة‪ ،‬وهو ما يعني ضرورة‬
‫الجمع بين رهان التنمية ومطلب الديمقراطية كأفق اشتغال التنظيمات الجمعوية على المستويين المركزي‬
‫والمحلي ‪ ،‬كما يتطلب االعتراف بدور المجتمع المدني كقوة تنموية والعمل على توفير شروط فعل جمعوي‬
‫احترافي متطور ينبني على تأهيل الكفاءات البشرية وبلورة المشاريع والرؤى اإلستراتيجية والقدرة على‬
‫التشبيك والتعاون مع مختلف المتدخلين من مؤسسات عمومية وجماعات وأحزاب‪.‬‬

You might also like