‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.

‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻷﺨﺼﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬

‫*‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫ﻤﻠﺨص‬

‫اﻨطﻼﻗ ــﺎ ﻤ ــن أﻫﻤﯿ ــﺔ دور اﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻤﺠـ ــﺎل ﺤﻘ ــوق اﻹﻨﺴ ــﺎن وﺘﺤدﯿـ ـ ًـدا ﻓ ــﻲ ﻤﺠ ــﺎل اﻟﻌداﻟـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻫـ ِـدﻓت اﻟد ارﺴــﺔ إﻟــﻰ ﻓﻬــم اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻤﻠــﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗــﺔ ﻤــﺎ ﺒــﯿن ﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻷردن وذﻟ ــك ﻤ ــن ﺨ ــﻼل اﻟﺘﻌ ــرف ﻋﻠ ــﻰ آراء ﻤﺠﻤوﻋ ــﺔ ﻤ ــن اﻻﺨﺼ ــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﯿﯿن ﺤ ــول‬
‫ﻤﻔﻬوﻤﻬم ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وواﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻷردن ودور اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﯿـق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ .‬وﻗـد‬
‫أُﺠرﯿ ـت اﻟد ارﺴــﺔ اﻟﻤﯿداﻨﯿــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﯿﻨــﺔ ﺘﻛوﻨــت ﻤــن ﺴــﺘﺔ ﻋﺸــر ﻤــن اﻷﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴــﯿن‪ .‬وﻗــد‬
‫اﺴــﺘﺨدم اﻟﺒﺎﺤــث اﻟﻤــﻨﻬﺞ اﻟﻨــوﻋﻲ‪ ،‬وﺘــم ﺠﻤــﻊ اﻟﺒﯿﺎﻨــﺎت ﻤــن ﺨــﻼل اﻟﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻟﺒؤرﯿــﺔ‪ .‬وﻗــد ﺘوﺼــﻠت اﻟد ارﺴــﺔ إﻟــﻰ‬
‫ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻨﺘﺎﺌﺞ واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻤن أﻫﻤﻬﺎ‪ :‬اﺘﻔﺎق اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن ﻋﻠﻰ أﻫﻤﯿـﺔ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺒﺸـﻛل ﻋـﺎم ﺒـﺎﻟرﻏم‬
‫ﻤن اﺨﺘﻼﻓﻬم ﺤول ﻤﻔﻬوم ﻤوﺤد ﻟﻬـﺎ‪ .‬أﻤـﺎ ﺤـول رأﯿﻬـم ﻓـﻲ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‬
‫أﻛﺎدﯿﻤﯿـﺎ اﻗﺘﺼـر ﻋﻠـﻰ ﻤﻌﻠوﻤـﺎت ﻋﺎﻤـﺔ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ﻤن ﺨﻼل دراﺴﺘﻬم وﻤﻤﺎرﺴﺘﻬم اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻘد أﺸﺎروا إﻟﻰ أن واﻗﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﻼ ﯿوﺠد دور ُﯿذﻛر‪ .‬ﻛﻤﺎ أﺸﺎر اﻟﻤﺸﺎرﻛون إﻟـﻰ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻟﻌواﻤـل اﻟﺘـﻲ ﺘﺤـد ﻤـن‬
‫إﻤﻛﺎﻨﯿﺔ ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ أﺜﻨﺎء ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬم اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ وﻟﻛﻨﻬم ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﯿﺔ أﻛـدوا ﻋﻠـﻰ ﻀـرورة اﻟـرﺒط ﻤـﺎ ﺒـﯿن‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ أﻛﺎدﯿﻤﯿﺎ وﻤﻤﺎرﺴﺔ‪ .‬وﺨﻠُﺼت اﻟدراﺴﺔ ﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﺘوﺼﯿﺎت ﻛﺎن ﻤـن‬
‫أﻫﻤﻬﺎ‪ :‬ﻀرورة ﺘطوﯿر ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠوﻤﺎت أﻛﺜـر ﻋﻤﻘـﺎ ﻋـن اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤـﻊ ﻀـرورة ﺘزوﯿــد دارﺴـﻲ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﺎﻟﻤﻬـﺎرات اﻟﻼزﻤـﺔ ﻻﺴــﺘﺨدام‬
‫اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟﻼﺴــﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻬم اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ ﻟﻠﺤﺎﺠــﺔ ﻹﺠـراء‬
‫اﻟﻤزﯿد ﻤن اﻟدراﺴﺎت اﻟﻤﺘﻌﻤﻘﺔ ﺤول اﻟﻤوﻀوع‪.‬‬

‫اﻟﻛﻠﻤـــﺎت اﻟداﻟـــﺔ‪ :‬اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ؛ اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ؛ ﺤﻘ ــوق اﻹﻨﺴ ــﺎن؛ اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ واﻟﻌداﻟ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬

‫ﻗﺴم اﻟﻌﻤل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺎﻤﻌﺔ اﻷردﻨﯿﺔ‪.‬‬ ‫*‬

‫ﺘﺎرﯿﺦ ﻗﺒول اﻟﺒﺤث‪2017/10/ 5 :‬م ‪.‬‬ ‫ﺘﺎرﯿﺦ ﺘﻘدﯿم اﻟﺒﺤث‪ 2016/ 5/10 :‬م‪.‬‬
‫© ﺠﻤﯿﻊ ﺤﻘوق اﻟﻨﺸر ﻤﺤﻔوظﺔ ﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤؤﺘﺔ‪ ،‬اﻟﻛرك‪ ،‬اﻟﻤﻤﻠﻛﺔ اﻷردﻨﯿﺔ اﻟﻬﺎﺸﻤﯿﺔ‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

“The Relationship between Social Work and Social Justice in Jordan”:

Social Workers' Perspective
Mahmoud Mohammed Al-Kfaween
Abstract
Given the importance of the role of social work in the field of human
rights, specifically in the area of social justice, this study aimed at
understanding the relationship between the social work profession and
social justice in Jordan from social workers' perspective.
The field study was conducted sixteen of the social worker’s sample.
The researcher used a qualitative approach; data were collected through
collective-depth consultation. The study found a range of results, the most
important of which was the agreement between participants on the
importance of social justice, and at the same time, the lack of consensus
among them about the concept of social justice. On reviewing the
relationship between social work and social justice, through education and
practice, it was pointed out that the reality of relationship was limited to
general information, either in academic or in practice.
The study concluded a set of recommendations the most important of
which were the need to develop social work platforms, to include more in
depth information on the relationship between social work and social
justice, with the need to provide them with the skills, to include social
justice in their professional practice, in addition to the need for further in-
depth studies on the subject.
Keywords: Social Justice; Social Work; Human Rights; Social Work and
Social Justice?

188
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫اﻟﻤﻘدﻤﺔ‪:‬‬

‫ﻗــد ﻻ ﻨﻌــدو اﻟﺤﻘﯿﻘــﺔ ﻋﻨــد اﻟﻘــول ﺒــﺄن ﻤﺼــطﻠﺤﺎت اﻟﻌــدل واﻟﻤﺴــﺎواة واﻟظﻠــم واﻟﺤرﯿــﺔ واﻟدﯿﻤوﻗراطﯿــﺔ‬
‫واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤــن اﻟﻤﺼـطﻠﺤﺎت اﻟﺘـﻲ راﻓﻘــت وﺠـود اﻹﻨﺴـﺎن ﻤﻨــذ ﺒـدء اﻟﺨﻠﯿﻘـﺔ‪ ،‬وﻗــد أﻀـﺎﻓت ﻟﻬــﺎ‬
‫اﻷﺠﯿ ــﺎل اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒ ــﺔ ﻋﺒ ــر اﻟﻘ ــرون اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﻤﻌ ــﺎﻨﻲ وطروﺤ ـ ٍ‬
‫ـﺎت ﻛﺜﯿـ ـرة‪ .‬ﻟﻘ ــد ﺤظ ــﻲ ﻤﺼ ــطﻠﺢ اﻟﻌداﻟ ــﺔ‬ ‫َ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﺎﻫﺘﻤــﺎم ﻛﺒﯿــر ﻤــن ِﻗﺒــل اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﯿن وﻋﻠﻤــﺎء اﻟــدﯿن واﻟﺸــﻌراء واﻟﻛﺘــﺎب واﻷﻛــﺎدﯿﻤﯿﯿن ﻛﻤــﺎ أﻨــﻪ‬
‫ﯿﺤﺘــل اﻟﺼــدارة ﻓــﻲ اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎت اﻟﻤﻨظﻤــﺎت اﻟدوﻟﯿــﺔ وﻤﻨظﻤــﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻟﻤــدﻨﻲ ﺤﺎﻟﯿــﺎ‪ .‬وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن ذﻟــك‬
‫اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﻓﺎﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻤﻼﺤــظ ﺒــﺄن ﻤﺼــطﻠﺢ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻻ زال ﯿﻌﺘﺒــر ﻤﺼــطﻠﺤﺎ ﺠــدﻟﯿﺎ ﺤﯿــث‬
‫أﺜﯿــرت ﺤوﻟــﻪ اﺴــﺌﻠﺔ ﻛﺜﯿ ـرة ﺘﻨﺎوﻟــت ﻤﻌﻘوﻟﯿــﺔ وواﻗﻌﯿــﺔ أو ﻤﺜﺎﻟﯿــﺔ اﻟﻤﺼــطﻠﺢ وﻛــذﻟك إﻤﻛﺎﻨﯿــﺔ ﺘطﺒﯿﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫أرض اﻟواﻗﻊ‪ .‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﺒﺎت ﻤـن اﻟﺠﻠـﻲ ﺒﺄﻨـﻪ ﻻ ﯿوﺠـد اﺘﻔـﺎق ﺤـول ﻤﺼـطﻠﺢ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻻ‬
‫ﻤن ﺤﯿث اﻟﺘﻌرﯿف وﻻ ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺘطﺒﯿﻘﻪ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗـﻊ وﻟﻛـن ﻫـذا اﻻﺨـﺘﻼف ﻻ ﯿﻨﻔـﻲ ﺤﻘﯿﻘـﺔ أن ﻫﻨـﺎك‬
‫ـب ﻟﻛـل اﻟﺸـﻌوب وﯿﺴـﻌﻰ اﻟﺠﻤﯿـﻊ ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﻬـﺎ ﺴـواء ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻌﯿد‬
‫اﺘﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤطﻠ ً‬
‫اﻟﻨظري أو اﻟﺘطﺒﯿﻘﻲ‪.‬‬

‫إن ﻤﻬﻨ ــﺔ اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ وﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ ﻤﻬﻨ ــﺔ إﻨﺴ ــﺎﻨﯿﺔ ﺘُﻌﻨ ــﻰ ﺒرﻓﺎﻫﯿ ــﺔ اﻹﻨﺴ ــﺎن ﻛﻔ ــرد وﺠﻤﺎﻋ ــﺔ‬
‫وﻤﺠﺘﻤــﻊ وﺘــؤﻤن ﺒﻛراﻤﺘــﻪ وﻗﯿﻤﺘــﻪ وﺤﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺤﯿــﺎة اﻟﻛرﯿﻤــﺔ ﻗــد ارﺘﻛــزت ﻤﻨــذ ﺒــداﯿﺎﺘﻬﺎ اﻷوﻟــﻰ ﻋﻠــﻰ ﺘﺒﻨــﻲ‬
‫ﻓﻛ ـرة ﺤﻘــوق اﻹﻨﺴــﺎن وﺘﻌزﯿــز اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﻨﻬــﺎ وﺨــﻼل ﻓﺘ ـرات ﺘطورﻫــﺎ وﺴــﻌﯿﻬﺎ ﻹﺤــداث‬
‫اﻟﺘﻐﯿﯿــر اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ اﻟﻬــﺎدف ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت أوﻟــت اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎ ﺨﺎﺼــﺎ ﺒﺎﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻋﺘﺒرﺘﻬــﺎ ﻤــن‬
‫أﺴﺎﺴﯿﺎﺘﻬﺎ اﻷﺨﻼﻗﯿﺔ واﻟﻤﻬﻨﯿﺔ‪ .‬وﺒﻨـﺎء ﻋﻠﯿـﺔ ﻓﻘـد اﻫﺘﻤـت اﻟﻤﻨظﻤـﺎت اﻟدوﻟﯿـﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿـﺔ ﺒﺎﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ رﻛﻨ ــﺎ أﺴﺎﺴ ــﯿﺎ ﻤ ــن أرﻛ ــﺎن اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ وﺘﺸ ــﻛل ﻗﺎﻋ ــدة ﻤﻌرﻓﯿ ــﺔ‬
‫وأﺨﻼﻗﯿﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ‪ .‬وﻟﻛن وﺒﺎﻟرﻏم ﻤن ﻛل ﻫذا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﺎﻨﻪ ﻤـن اﻟﻤﻼﺤـظ ﺒـﺄن ﻫﻨـﺎك ﻨـدرةً ﻓـﻲ اﻷﺒﺤـﺎث‬
‫واﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺎوﻟــت اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺘﺤدﯿــدا‪ :‬ﻛﯿــف ﯿﻤﻛــن‬
‫ﻟﻠﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ أن ﺘُﺴـﻬم ﻓــﻲ ﻨﺸـر اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺘﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﻘﯿﻘﻬــﺎ ﻤـن ﺨـﻼل ﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ‬
‫اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ؟‬

‫وﻓﻲ اﻷردن ورﻏم ﻤرور ﺨﻤﺴﺔ ﻋﻘود ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺄة اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﯿـﻪ ﺘدرﯿﺴـﺎ وﻤﻤﺎرﺴـﺔ إﻻ أﻨـﻪ‬
‫ﯿﻤﻛن اﻟﻘول ﺒﺄن ﻤﻬﻨﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻻ زاﻟت ﻓﻲ ﻤراﺤﻠﻬﺎ اﻷوﻟﻰ وأﻨﻬﺎ ﻟم ﺘرﺘق ﺒﻌد إﻟﻰ اﻟﻤﺴـﺘوى‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺘدرﯿس واﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﺠـﺔ إﻟـﻰ ﺘطـوﯿر ﻗﺎﻋـدﺘﻬﺎ اﻟﻔﻛرﯿـﺔ وﻤﻤﺎرﺴـﺘﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﯿـﺔ‪،‬‬

‫‪189‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﻹﺠراء اﻷﺒﺤﺎث اﻟﺠﺎدة اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن أن ﺘُﺴـﻬم ﻓـﻲ إﺜـراء اﻟﻤﻬﻨـﺔ وﺘﺄﺼـﯿﻠﻬﺎ‪ .‬وﺒـﺎﻟرﻏم ﻤـن‬
‫ﯿدرﺴـون ﻤﺴـﺎﻗﺎت ﻤﺘﻌـددة‪ ،‬وﻤـن ﺒﯿﻨﻬـﺎ اﻟﻤﯿﺜـﺎق‬ ‫أن طﻠﺒـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺠﺎﻤﻌـﺎت اﻷردﻨﯿـﺔ ُ‬
‫اﻷﺨﻼﻗﻲ ﻟﻠﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟـذي ﯿﺸـﺘﻤل ﻤـن ﺒـﯿن ﻤواﻀـﯿﻌﻪ ﻋﻠـﻰ ﻤﻔﻬـوم اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬إﻻ‬
‫أن اﻟﺒﺎﺤــث وﻤــن ﺨﺒرﺘــﻪ اﻷﻛﺎدﯿﻤﯿــﺔ واﻟﻌﻤﻠﯿــﺔ‪ ،‬ﻗــد ﻟﻤــس ﺒــﺄن ﻫﻨــﺎك ﺘﺴــﺎؤﻻت ﻟــدى اﻟطﻠﺒــﺔ واﻷﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻟﻌــﺎﻤﻠﯿن‪ ،‬ﺒــل وﺘﺼــل إﻟــﻰ ﺤــد اﻟﺤﯿ ـرة أﺤﯿﺎﻨــﺎ ﺘﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻹﺸــﻛﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘ ـواﺠﻬﻬم ﻓــﻲ اﻟﻔــرق ﺒــﯿن اﻟﻨظرﯿ ـﺔ‬
‫واﻟﺘطﺒﯿــق ﻋﻨــد اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ ﻟﻠﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻋــدم وﻀــوح ﺒﻌــض اﻟﻤﻔــﺎﻫﯿم؛‬
‫وﻤن ﺒﯿﻨﻬﺎ ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺴواء ﻤن ﺤﯿـث اﻟﻤﻌﻨـﻰ أو آﻟﯿـﺔ اﻟﺘطﺒﯿـق‪ ،‬وﻛـذﻟك ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﺒﺎﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ‪ .‬ﻟ ــذا ﺘ ــﺄﺘﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟد ارﺴ ــﺔ ﻟﺘﺘﻨ ــﺎول اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺒ ــﯿن اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ‬
‫واﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ واﻟﻘﻀ ـ ــﺎﯿﺎ ذات اﻟﺼ ـ ــﻠﺔ‪ ،‬ﻋﻠــ ــﻰ أﻤــ ــل اﻟوﺼــ ــول ﻟﺘﺼــ ــور ﯿﻤ ّﻛــ ــن اﻻﺨﺼـ ـ ــﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻤــن ﺘﻀــﻤﯿن ﻤﻔﻬــوم وﻤﻛوﻨــﺎت اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ ﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻷردن‪.‬‬

‫ﻤﺸﻛﻠﺔ اﻟدراﺴﺔ وﻤﺒرراﺘﻬﺎ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺘطورت ﻤﻬﻨﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ ﺒﺤﯿـث ﺘﺠـﺎوزت اﻟـدور اﻟﺘﻘﻠﯿـدي اﻟـذي اﺼـطﺒﻐت ﺒـﻪ‬
‫ﻟﻔﺘـ ـرة ﻤ ــن اﻟ ــزﻤن‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘ ــﺎﻟﻲ أﺼ ــﺒﺢ ﯿﻨظ ــر اﻟﯿﻬ ــﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ ﻤﻬﻨ ــﺔ إﻨﺴ ــﺎﻨﯿﺔ ﺘﻬ ــدف إﻟ ــﻰ ﺘﺤﻘﯿ ــق اﻟرﻓ ــﺎﻩ‬
‫اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌ ــﺎت ﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﻤﻤﺎرﺴ ــﺘﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﯿ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻟﻤﺴ ــﺘوﯿﺎت ﻤ ــﻊ اﻟﺘزاﻤﻬ ــﺎ ﺒﻘواﻋ ــد‬
‫أﺨﻼﻗﯿﺔ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ اﺤﺘرام ﻛراﻤﺔ اﻹﻨﺴﺎن واﻷﯿﻤﺎن ﺒﻘﯿﻤﺘﻪ وﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻛرﯿﻤﺔ واﻟﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﻘﯿـق‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ .‬وﻟﻌــل ﻤــن أﻫــم اﻟﻤواﻀــﯿﻊ اﻟﺘــﻲ ﺤظﯿــت ﺒﺎﻫﺘﻤــﺎم اﻟﺒــﺎﺤﺜﯿن ﻓــﻲ اﻟﺴــﻨوات اﻷﺨﯿ ـرة‬
‫اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺘﺤدﯿــدا اﻟــدور اﻟــذي ﯿﻤﻛــن أن ﺘﻘــوم ﺒــﻪ اﻟﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻌزﯿــز وﻨﺸــر اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ .‬ﺤﯿــث أﺸــﺎرت د ارﺴــﺎت ﻏرﺒﯿــﺔ أﺠرﯿــت ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﻤﺠــﺎل إﻟــﻰ أن ﻫﻨــﺎك ﻓﺠــوة ﺒــﯿن ﻤﻔﻬــوم وأﻫﻤﯿــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤــن ﻨﺎﺤﯿــﺔ وﻤــدى ﺘــوﻓر اﻟﻤﻌرﻓــﺔ‬
‫واﻟﻤﻬﺎرة ﻟدى اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن وطﻠﺒﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤـن‬
‫ﻨﺎﺤﯿﺔ أﺨرى )‪ (Reisch, 2011‬ﻟذا ﺘﺄﺘﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻛﻤﺤﺎوﻟـﺔ ﻟﻺﺴـﻬﺎم ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻤﺠـﺎل ﻤـن ﺨـﻼل‬
‫ﺘﻨﺎول “اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن‪.‬‬

‫‪190‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫أﻫﻤﯿﺔ اﻟدراﺴﺔ‪:‬‬

‫ﺒـﺎﻟرﻏم ﻤـن اﻫﺘﻤـﺎم اﻟﻤﻨظﻤـﺎت اﻟدوﻟﯿـﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿــﺔ ﺒﺎﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺒﻤوﻀـوع اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﺸﺤﺎ ﻓـﻲ اﻷﺒﺤـﺎث واﻟد ارﺴـﺎت اﻟﺘـﻲ اﺨﺘﺒـرت ﻤـدى ﻤﻌرﻓـﺔ‬ ‫وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻨﺎك ٌ‬
‫اﻻﺨﺼـ ـ ــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـ ـ ــﺎﻋﯿﯿن ﺒﺎﻟﻌداﻟـ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻛﯿـ ـ ــف ﯿـ ـ ــﺘم ﺘوظﯿﻔﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻤﻤﺎرﺴـ ـ ــﺘﻬم ﻟﻌﻤﻠﻬـ ـ ــم‬
‫)‪ (Morgaine, 2004‬ﻟذا ﺘﻨﺒﺜق أﻫﻤﯿﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ‪ ،‬ﻤن أن اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻛﻤﻬﻨـﺔ إﻨﺴـﺎﻨﯿﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻷردن ﺒﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﺘطـوﯿر ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻌﯿد اﻟﻨظـري واﻟﻌﻤﻠـﻲ وﻤـن ﺒـﯿن أﺴـﺎﻟﯿب اﻟﺘطـوﯿر إﺠـراء د ارﺴـﺎت‬
‫وأﺒﺤــﺎث ﺤــول اﻟﻘﻀــﺎﯿﺎ ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒﺎﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﻤــن ﺒﯿﻨﻬــﺎ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻟــذا ﺘﻛﻤــن‬
‫أﻫﻤﯿﺔ اﻟدراﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻟوﺼول ﻟﻤﺎ ﯿﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺘﺄﺼــﯿل ﻟﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﺎﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻟﻨظرﯿــﺎت واﻷدﺒﯿــﺎت واﻟﺘﺠــﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿــﺔ ذات‬
‫اﻟﺼﻠﺔ ﻤﻊ اﻷﺨذ ﺒﻌﯿن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺨﺼوﺼﯿﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷردﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟوﺼول ﻟﺼﯿﻐﺔ ﻤﺎ ﺘرﺒط ﺒﯿن ﻤﻬﻨﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬واﻻﺴـﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﺘطوﯿر ﺨطط وﺒراﻤﺞ إﻋداد اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺤﺴـﯿن وﺘطـوﯿر اﻟﻌﻤﻠﯿـﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿـﺔ‬
‫ﻟدارﺴﻲ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻷﻫﻤﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ واﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻤﺎ ﺘﺘوﺼل إﻟﯿﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻤن ﻗﺒل اﻟﻤؤﺴﺴـﺎت اﻟﻌﺎﻤﻠـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺴواء أﻛﺎﻨت ﺤﻛوﻤﯿﺔ أو ﻤﻨظﻤﺎت ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤدﻨﻲ او ﺠﻤﻌﯿﺎت ﺨﯿرﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻗﺘـراح ﻗﻀــﺎﯿﺎ ﻗــد ﺘــﻨﺠم ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺴــﺔ ذات ﻋﻼﻗــﺔ ﺒﺎﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ أو اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻟﺘﻛــون ﻓرﺼــﺔ ﻟﻠﺒــﺎﺤﺜﯿن واﻟﻤﻬﺘﻤــﯿن ﻹﺠ ـراء د ارﺴــﺎت ﺤوﻟﻬــﺎ ﻟﻠﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﻓــﻲ ﺘطــوﯿر اﻟﻤﻬﻨــﺔ وﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫أﻫداف اﻟدراﺴﺔ وﺘﺴﺎؤﻻﺘﻬﺎ‪:‬‬

‫ﺘﺴﻌﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿق ﻫدف رﺌﯿس ﯿﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻟوﺼول ﻟﻔﻬم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬
‫واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤـن وﺠﻬـﺔ ﻨظـر اﻷﺨﺼـﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴـﯿن وﺼـوﻻ ﻟﺘﺼـور‬
‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻤﻘﺘرح ﺤـول ﻫـذﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ‪ ،‬وﻤـن اﻟﻤـﺄﻤول أن ﯿـﺘم ﺘﺤﻘﯿـق ﻫـذا اﻟﻬـدف ﻤـن ﺨـﻼل اﻹﺠﺎﺒـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻤﺎ ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟدى اﻷﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن؟‬

‫‪191‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫‪ -2‬ﻤـ ــﺎ وﺠﻬـ ــﺔ ﻨظـ ــر اﻷﺨﺼـ ــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـ ــﺎﻋﯿﯿن ﻓـ ــﻲ واﻗـ ــﻊ اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻷردن وﻤـ ــﺎ‬
‫اﻟﺼﻌوﺒﺎت واﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﻌﯿق ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظرﻫم؟‬
‫‪ -3‬اﻟﻰ أي ﻤدى ﺘﻀﻤﻨت اﻟﻤﺴﺎﻗﺎت اﻟﺠﺎﻤﻌﯿﺔ اﻟﺘﻲ درﺴوﻫﺎ ﻤﻌﻠوﻤﺎت وﻤﻬـﺎرات ﻛﺎﻓﯿـﺔ ﻋـن اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ؟‬
‫‪ -4‬ﻤـ ــﺎ اﻟﻌﻘﺒـ ــﺎت اﻟﺘـ ــﻲ واﺠﻬـ ــت اﻻﺨﺼـ ــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـ ــﺎﻋﯿﯿن ﻓـ ــﻲ إدﻤـ ــﺎج اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬم ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ؟‬
‫‪ -5‬ﻛﯿــف ﯿﻤﻛــن ﻟﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻨظرﯿــﺎ وﻋﻤﻠﯿــﺎ ﻤــن‬
‫وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻷﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن؟‬

‫اﻹطﺎر اﻟﻨظري ﻟﻠدراﺴﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬
‫ﻟﻘ ــد ﺸ ــﻐﻠت ﻤﻔ ــﺎﻫﯿم اﻟﻌ ــدل واﻟﻌداﻟ ــﺔ واﻟﻤﺴ ــﺎواة واﻟظﻠ ــم واﻟﺤرﺒ ــﺔ ﺤﯿـ ـ از ﻛﺒﯿـ ـ ار ﻤ ــن اﻫﺘﻤ ــﺎم اﻟﻔﻼﺴ ــﻔﺔ‬
‫واﻟﻤﻔﻛ ـرﯿن واﻷدﺒــﺎء واﻟﺴﯿﺎﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯿﯿن واﻟﻤﺼﻠﺤـ ـﯿن ورﺠــﺎل اﻟــدﯿن ﻋﺒــر اﻟﺘــﺎرﯿﺦ وﻻ زاﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺤظــﻲ‬
‫ﻤوﻀوع ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﺒﺎﻫﺘﻤﺎم واﺴﻊ ﻋﻠﻰ ﻤدى اﻟﻌﺼور وﺘﺒﻠور ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـذا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﺒر ﻤ ارﺤـل ﻤﺘﻌـددة‬
‫ﺘـ ــم ﺘﺘوﯿﺠﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻷﺨﯿـ ـ ـرة ﺒ ـ ــﺎﻹﻋﻼن اﻟﻌـ ــﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘ ـ ــوق اﻹﻨﺴ ـ ــﺎن واﻟـ ــذي ﺼ ـ ــدر ﻋ ـ ــﺎم ‪1948‬‬
‫)‪ (Alkhzraji, 2012; Hassona, 2015‬واﻟـذي أﺸـﺎر إﻟـﻰ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻟﺤﻘـوق ﻤـن ﯿﯿﻨﻬـﺎ ﺤــق‬
‫اﻹﻨﺴـﺎن ﺒـﺄن ﯿﻌـﯿش ﺤﯿـﺎة ﻛرﯿﻤـﺔ وﺒﺤرﯿـﺔ وﻋـدل‪ .‬وﺘﺒـﻊ ذﻟـك ﻋـدة ﻤواﺜﯿـق دوﻟﯿـﺔ ٕواﻋﻼﻨـﺎت ﺘﺸـرح ﺤﻘــوق‬
‫اﻹﻨﺴــﺎن وﻓﺌــﺎت ﻤــن اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤﺜــل اﻟطﻔــل واﻟﻤ ـرأة وذوي اﻻﺤﺘﯿﺎﺠــﺎت اﻟﺨﺎﺼــﺔ )‪(Yousef, 2007‬‬
‫وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤ ــن ﺘﻌ ــدد اﻟﺘﻌ ــﺎرﯿف اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺎوﻟ ــت ﻤﻔﻬ ــوم ﺤﻘ ــوق اﻹﻨﺴ ــﺎن إﻻ أﻨــﻪ ﯿﻤﻛ ــن اﻟﻘ ــول ﺒ ــﺄن ﺤﻘ ــوق‬
‫اﻹﻨﺴﺎن ﻫﻲ ﺘﻠـك اﻟﺤﻘـوق اﻟﺘـﻲ ﯿﺘﻤﺘـﻊ ﺒﻬـﺎ اﻹﻨﺴـﺎن واﻟﺘـﻲ ﺘطـورت ﻤـن ﻓﻛـرة اﻟﺤﻘـوق اﻟﻤدﻨﯿـﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴـﯿﺔ‬
‫ﻟﻼﻨﺘﻘــﺎل ﻟﺠﯿــل ﺜـ ٍ‬
‫ـﺎن ﯿﺘﻌﻠــق ﺒــﺎﻟﺤﻘوق اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺤــدﯿث ﺤﺎﻟﯿــﺎ ﻋــن ﻀــرورة اﻟﺘﻨﺴــﯿق‬
‫اﻟﻌــﺎﻟﻤﻲ ﻟﺘــوﻓﯿر اﻟﺒﯿﺌــﺔ اﻟﻤﻨﺎﺴ ـﺒﺔ ﻟﯿﻌــﯿش اﻹﻨﺴــﺎن ﻓــﻲ ﺴــﻼم وأﻤــن وﺒﯿﺌــﺔ آﻤﻨــﺔ وﻨظﯿﻔــﺔ وﻨظــﺎم ﺘﺠــﺎرة‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﯿﺠـب أن ُﯿﻌﺘَـرف ﻟﻺﻨﺴـﺎن ﺒﻬـذﻩ اﻟﺤﻘـوق ﺒﺼـرف اﻟﻨظـر‬ ‫ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻋﺎدل )‪ً (Healy, 2009‬‬
‫ﻋــن ﺠﻨﺴــﯿﺘﻪ أو دﯿﺎﻨﺘــﻪ أو ﻗوﻤﯿﺘــﻪ أو وﻀــﻌﻪ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي أو اﻟﺴﯿﺎﺴــﻲ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺤﻘــوق طﺒﯿﻌﯿــﺔ ﯿﻤﻠﻛﻬــﺎ‬
‫اﻹﻨﺴ ــﺎن ﺤﺘ ــﻰ ﻗﺒ ــل أن ﯿﻛ ــون ﻋﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًوا ﻓ ــﻲ ﻤﺠﺘﻤ ــﻊ ﻤﻌ ــﯿن ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻲ ﺘﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒق اﻟدوﻟ ــﺔ وﺘﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤو ﻋﻠﯿﻬ ــﺎ‬
‫)‪(Fouda, 2006‬‬
‫‪192‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫أﻤــﺎ ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻨــﺎل اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎ ﻤــن اﻟﺒــﺎﺤﺜﯿن واﻟﻤﻨظﻤــﺎت اﻟدوﻟﯿــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ ﻤــن‬
‫وﻋﻘدت ﺤوﻟـﻪ اﻟﻤـؤﺘﻤرات واﻟﻨـدوات واﻷﺒﺤـﺎث وأﺼـﺒﺢ ﻤـن‬ ‫اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم ذات اﻟﺼﻠﺔ اﻟوﺜﯿﻘﺔ ﺒﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ُ‬
‫اﻟﻤواﻀــﯿﻊ اﻟﺘــﻲ ﯿــﺘم ﺘﻨﺎوﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻤﺴــﺘوﯿﺎت‪ ،‬وﺘﺠﻠــﻰ ذﻟــك ﺒﺎﻫﺘﻤــﺎم اﻟــدول واﻟﻤﻨظﻤــﺎت اﻟدوﻟﯿــﺔ‬
‫ﺒﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ وﺼ ــﯿﺎﻏﺔ ﻤواﺜﯿ ــق ٕواﻋﻼﻨ ــﺎت دوﻟﯿــﺔ ﺘﻌﻨ ــﻰ ﺒﺎﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻋ ــدة‬
‫ﻤﺠــﺎﻻت )‪ .(ILO, 2008‬وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن ذﻟــك إﻻ اﻨــﻪ ﻤــن اﻟواﻀــﺢ ﺒﺄﻨــﻪ ﻻ ﯿوﺠــد اﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻤﻔﻬــوم‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﻻ ﻛﯿﻔﯿــﺔ ﺘطﺒﯿﻘﻬــﺎ‪ ،‬ﺒــل ٕواﻤﻛﺎﻨﯿــﺔ ﺘطﺒﯿﻘﻬــﺎ‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي دﻋــﺎ اﻟــﺒﻌض ﻟﻠﻘــول ﺒــﺄن‬
‫ﻤﺼ ــطﻠﺢ اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻤﺼ ــطﻠﺢ ﻓﻀ ــﻔﺎض وﺼ ــﻌب اﻟﺘطﺒﯿ ــق ﻟ ــذﻟك ﺘﻌ ــددت ﺘﻌرﯿﻔ ــﺎت اﻟﻌداﻟ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﻠﻤﻨظور اﻟذي ﯿﻨطﻠق ﻤﻨﺔ اﻟﺘﻌرﯿف‪ ،‬ﻓﻘد َﻋرف اﻟﺒﻌض اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ‬
‫ﻗﯿﻤـ ـ ـﺔً ﻋظﻤ ـ ــﻰ ﺘﻌﺘﻤ ـ ــد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ــدل واﻟﻤﺴ ـ ــﺎواة ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻤـ ـ ـوارد واﻟﺤﻘ ـ ــوق وﻤﻌﺎﻤﻠ ـ ــﺔ اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراد ﺒﻌداﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‪،‬‬
‫وﺨﺼوﺼـ ـ ـ ـ ـﺎ ﺘﻠك اﻟﻤﺠﻤوﻋﺎت ﻤن اﻟﻨﺎس اﻟﻠذﯿن ﻻ ﯿﺤظون ﺒﻔرص ﻤﺸ ـ ـ ـﺎرﻛﺔ ﻤﺘﺴـﺎوﯿﺔ ﻤـﻊ اﻵﺨ ـ ـ ـرﯿن‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــوة ﻓ ــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ــﻊ ﻷﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒﺎب ﻛﺜﯿـ ـرة؛ ﻤﻨﻬ ــﺎ اﻟﻬﺠـ ـرة أو ِ‬
‫اﻟﻌ ــرق أو اﻟ ــدﯿن أو اﻹﻋﺎﻗـ ـ ـ ـﺔ أو اﻟطﺒﻘ ــﺔ‬
‫ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺘوزﯿﻊ ﻋـﺎدل ﻟﻠﻤـوارد واﻟﻤﺴـؤوﻟﯿﺎت ﺒـﯿن‬ ‫)‪ (Constantine et al,. 2007‬ﻛﻤﺎ رأى آﺨرون ﺒﺄﻨﻬﺎ ُ‬
‫اﻟﻨــﺎس ﻤــﻊ اﻟﺘرﻛﯿــز ﻋﻠــﻰ وﻀــﻊ ﻨﺴــﺒﻲ ﻟﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﻌﻼﻗﺘﻬــﺎ ﺒــﺄﺨرى ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤــﻊ إ ازﻟــﺔ‬
‫اﻷﺴﺒﺎب اﻟﺠذرﯿﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎوﺘﺎت واﻟﻌﻤل ﻹزاﻟﺔ اﻟﻔـوارق واﻟظﻠـم واﻟﻘﻬـر )‪ (CAN, 2006‬ﻛﻤـﺎ ُﻋرﻓـت اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻤوس اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ :‬ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﺘﻠــك اﻟظــروف اﻟﻤﺜﺎﻟﯿــﺔ اﻟﺘــﻲ ﯿﻛــون ﻓﯿﻬــﺎ ﻛــل أﻓ ـراد‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ ﻟﻬ ـ ــم ﻨﻔـ ــس اﻟﺤﻘ ـ ــوق اﻷﺴﺎﺴـ ــﯿﺔ ﻤﺜ ـ ــل اﻟﺤﻤﺎﯿـ ــﺔ واﻟﻔ ـ ــرص واﻻﻟﺘ ازﻤـ ــﺎت واﻟﻤﻨ ـ ــﺎﻓﻊ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ‬
‫)‪(NASW, 2012‬‬
‫ﻟﻘــد ﺒــﺎت ﻤــن اﻟواﻀــﺢ ﺒــﺄن ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﯿﺤﻤــل ﻓــﻲ طﯿﺎﺘــﻪ ﻨوﻋــﺎ ﻤــن اﻟﻐﻤــوض‬
‫وﯿﺨﻀــﻊ ﻻﺨﺘﻼﻓــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻔﻬــم واﻟﺘﻌرﯿــف ﺘﺒﻌــﺎ ﻟﻌواﻤــل ﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺜﻘﺎﻓﯿــﺔ‪ ،‬ﻟدرﺠــﺔ أن اﻟــﺒﻌض‬
‫رأى أﻨﻪ ﻻ داع ﻹﻀﺎﻋﺔ اﻟوﻗـت ﻓـﻲ اﻟﺒﺤـث ﻋـن ﺘﻌرﯿـف ﻤﺤـدد ﻟﻠﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )‪ (Gil, 2009‬إﻻ‬
‫أﻨــﻪ وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤﻤــﺎ ﺴــﺒق‪ ،‬ﯿﻤﻛــن اﻟﻘــول ﺒــﺄن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﻤــﺎ ﯿـرﺘﺒط ﺒﻬــﺎ ﻤــن ﻤﻔــﺎﻫﯿم‪ ،‬ﻤــن ﻤﺜــل‬
‫اﻟﻤﺴـﺎواة واﻟﻌـدل واﻷﻨﺼـﺎف واﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻟﯿﺴـت اﺨﺘ ارﻋـﺎ ﺠدﯿــدا وﻻ ﯿﻤﻛـن اﻓﺘﻌﺎﻟﻬـﺎ )‪(Turhan, 2010‬‬
‫وﻫﻲ ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن ﺘﻌﻘﯿداﺘﻬﺎ ﻛﻤﺼـطﻠﺤﺎت‪ ،‬إﻻ أﻨﻬـﺎ ﺘﻌﻨـﻲ ﻓـﻲ ﻨﻬﺎﯿـﺔ اﻟﻤطـﺎف أن ﯿﻌـﯿش اﻟﻨـﺎس ﺤﯿـﺎﺘﻬم‬
‫اﻟطﺒﯿﻌﯿﺔ ﻛﺄﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬم ﺒﺄﻤن وﺴﻼم واﺤﺘرام )‪. (Robore, 2001‬‬

‫‪193‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘ ــد ﻨﺸ ــﺄت ﻤﻬﻨ ــﺔ اﻟﺨدﻤـــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻐـــرب اﺴـــﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻠﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸل اﻷﺨﻼﻗـ ـ ـ ــ ـﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌـــﺎت‬
‫)‪ (Payne, 1999‬أي أن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﻨــذ ﻨﺸــﺄﺘﻬﺎ ﺠــﺎءت اﺴــﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻠﺤﺎﺠــﺔ إﻟــﻰ ﻨــوع ﻤــن‬
‫اﻟﺘﻐﯿﯿــر اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﺒﻐــض اﻟﻨظــر ﻋﻤــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺘﻐﯿﯿــر ﻤطﻠــوب ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى اﻷﻓ ـراد أو ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺴﺘوى ﺒﻨﯿﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت )‪ .(Ross, 2011‬ورﻏـم اﻻﺨـﺘﻼف ﻋﻠـﻰ ﺒـداﯿﺎت اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ﻫﻨــﺎك اﺘﻔﺎﻗًــﺎ ﻋﻠــﻰ أن اﻷﻓ ـراد واﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﺒﺤﺎﺠــﺔ وﺒﺎﺴــﺘﻤرار ﻟﻤﺴــﺎﻋدة اﻵﺨ ـرﯿن وأن اﻟﺤﺎﺠــﺔ ﻹﻗﺎﻤــﺔ‬
‫ﻤﺠﺘﻤ ــﻊ أﻛﺜ ــر ﻋ ــدﻻ وأﻤﻨ ــﺎ ﻻ ازﻟ ــت ﻗﺎﺌﻤ ــﺔ ﻤﺜﻠﻤ ــﺎ ﻛﺎﻨ ــت اﻟﺤﺎﺠ ــﺔ ﻋﻨـــد ﺒ ــداﯿﺎت اﻟﺨدﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـــﺔ‬
‫)‪ .(Barsky, 2010‬ﻟﻘد اﺴﺘﻨدت اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤﻨذ ﺘﺄﺴﯿﺴﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻤﺒﺎدئ واﻟﻘواﻋـد‬
‫اﻷﺨﻼﻗﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻌل ﻤن أﻫﻤﻬﺎ‪ :‬اﻟﻌـدل اﻟﻤﺴـﺎواة ﺒـﯿن اﻟﻨـﺎس واﻷﯿﻤـﺎن ﺒﻘﯿﻤـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن واﺤﺘـرام ﻛراﻤﺘـﻪ وﺤﻘـﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﯿش اﻟﻛرﯿم‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻨﻬﺎ رﻛزت ﻓﻲ ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺘﻠﺒﯿـﺔ اﺤﺘﯿﺎﺠـﺎت اﻹﻨﺴـﺎن وﺤـل ﻤﺸـﻛﻼﺘﻪ وﺘﻨﻤﯿـﺔ‬
‫طﺎﻗﺎﺘــﻪ وﺒــﺎﺤﺘرام ﻛﺎﻤــل ﻟﻔردﯿﺘــﻪ وﺨﺼوﺼــﯿﺘﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﯿﻤﻛــن اﻟﻘــول ﺒــﺄن اﺤﺘـرام ﺤﻘــوق اﻹﻨﺴــﺎن واﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤن ﻤﺒررات وﺠود اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ذات اﻟوﻗـت ﺘﻌﻤـل ﻛﻤﺤـرك ﻟﻌﻤﻠﻬـﺎ واﺴـﺘﻤرارﻫﺎ‬
‫)‪ (Hare, 2004‬ﺤﯿـث أن اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻤﺤﺼـﻠﺔ‪ ،‬ﻤﻬﻨـﺔ ﻤﺒﻨﯿـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻤﻤﺎرﺴـﺔ وﻨﻤـوذج‬
‫ﻤﺒﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﻋــدة ﻤﻌرﻓﯿــﺔ ﯿﺴــﻌﻰ ﻟﺘﻌزﯿــز اﻟﺘﻐﯿﯿــر اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ واﻟﺘﻤﺎﺴــك اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﻲ‪ ،‬وﺘﻤﻛــﯿن وﺘﺤرﯿــر‬
‫اﻷﺸﺨﺎص واﺤﺘرام ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن‪ ،‬وﻛذﻟك اﺤﺘـرام اﻟﻔـروق ﺒـﯿن اﻷﺸـﺨﺎص ﻤﺴﺘرﺸـدة ﺒﻨظرﯿـﺎت اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ )‪.(IFSW, 2014‬‬

‫اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن اﻹﻗ ـرار ﺒﺄﻫﻤﯿــﺔ ٕواﯿﺠﺎﺒﯿــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﻌداﻟـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺨدﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎر أن ﻤﻔﻬ ـ ـ ـ ــوم اﻟﻌداﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ـ ـ ــﺔ راﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق اﻟﺨدﻤ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ـ ـ ــﺔ ﻤﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذ‬
‫ﺒداﯿﺎﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ)‪ (Reisch, 2002; 2007‬إﻻ أن ﺠﻬـودا ﻻ ازﻟـت ﺘُﺒـذل ﻟﻠوﺼـول ﻟﺘوﻀـﯿﺢ وﺘﺤدﯿـد ﻤﻔﻬـوم‬
‫وﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻨظرﯿﺎ وﺘطﺒﯿﻘﯿﺎ‪ ،‬وﻤـن ﻀـﻤن ﻫـذﻩ اﻟﺠﻬـود‬
‫إﺠ ـراء د ارﺴــﺎت ﻤﺘﻌــددة‪ ،‬وﻤــن ﺒﯿﻨﻬــﺎ ﺘﻠــك اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘﺴــﻌﻰ ﻟﻤﻌرﻓــﺔ ﻛﯿــف ُﯿ ّﻌــرف اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿون‬
‫اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿون اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﻛﯿــف ﯿﻤﻛــن ﺘوظﯿﻔﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻬــم‪ ،‬إﻻ أن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺴــﺎت ﻻ ازﻟــت‬
‫ﻗﻠﯿﻠﺔ )‪ .(Morgaine, 2014‬ﻟﻘد أوﻟت اﻟﻤﻨظﻤـﺎت اﻟدوﻟﯿـﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿـﺔ ﺒﺎﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ اﻫﺘﻤﺎﻤـﺎ ﺒﺎﻟﻐـﺎ‬
‫‪194‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﺒﺎﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻗﯿﻤــﺔ أﺨﻼﻗﯿــﺔ ووظﯿﻔــﺔ أﺴﺎﺴــﯿﺔ ﻟﻠﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺘﻨﺎوﻟﺘﻬــﺎ‬
‫اﻟﻤواﺜﯿــق اﻷﺨﻼﻗﯿــﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨــﺔ ﺒﺎﻫﺘﻤــﺎم )‪ (Asquith et al., 2005‬ﺤﯿــث أﺸــﺎر اﻟﻤﯿﺜــﺎق اﻷﺨﻼﻗــﻲ‬
‫ﻟﻠﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬إﻟﻰ أن ﻤن أﻫم أﻫداف وﻤﻬﺎم اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺘﻌزﯿـز اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪،‬‬
‫ٕواﺤداث اﻟﺘﻐﯿﯿر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻊ وﺒﺎﻟﻨﯿﺎﺒﺔ ﻋن اﻟﻌﻤﻼء‪ ،‬واﻋﺘُﺒرت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ رﻛﻨﺎ أﺴﺎﺴﯿﺎ ﻤـن‬
‫ﺴﺘﺔ أرﻛﺎن رﺌﯿﺴﺔ أﺸﺎر اﻟﯿﻬﺎ اﻟﻤﯿﺜﺎق اﻷﺨﻼﻗﻲ ﻟﻠﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﺸﺎر اﻟﻤﯿﺜﺎق أﯿﻀﺎ‪ ،‬إﻟﻰ أن‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺘُﻌﻨــﻲ ﺒــﺄن ﯿﻛــون ﻟﻛــل ﺸــﺨص اﻟﺤــق ﻓــﻲ ﻓــرص اﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ‬
‫ﻤﺘﺴــﺎوﯿﺔ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن اﻷﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن ﯿﺴــﻌون ﻟﻔــﺘﺢ اﻷﺒ ـواب ﻤــن أﺠــل أن ﯿﺤﺼــل ﻛــل ﺸــﺨص ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻓرﺼﺔ وﺨﺼوﺼﺎ أوﻟﺌك اﻟذﯿن ﻫم ﺒﺤﺎﺠﺔ )‪.(NASW, 2012‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻨظ ار ﻻﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﺴﯿﺎﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻤطﺎﻟﺒـﺔ ﺒـﺄن ﺘُﺴـﻬم ﻓـﻲ‬
‫إﺤــداث ﺘﻐﯿﯿــر أو ﺘــﺄﺜﯿر ﻓــﻲ ﺠﻬــود اﻟﺘﻨﻤﯿــﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺘﺸ ـرﯿﻌﺎت‪ ،‬ﺴ ـواء ﺒﺘﺼــﻤﯿﻤﻬﺎ أو‬
‫وﺘﻌدﯿﻠﻬﺎ وﺘﻘﯿﻤﻬﺎ ﻤـﻊ اﻟﺘرﻛﯿـز ﻓـﻲ ﻛـل اﻻﺤـوال ﻋﻠـﻰ ﻀـﻤﺎن اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﺤـرص ﻋﻠـﻰ ﺘـوﻓﯿر‬
‫ﻓــرص ﻋﺎدﻟــﺔ ﻟﻠﻤـواطﻨﯿن ﻟﻠوﺼــول ﻟﻠﺨــدﻤﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻷﺴﺎﺴــﯿﺔ)‪ .(SWPI, 2012‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن‬
‫اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺘﻌﺘﺒـر ﻤـن أﺴﺎﺴـﯿﺎت اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )‪(Marsh, 2005; Reisch, 2007‬‬
‫اﻨطﻼﻗـ ــﺎ ﻤـ ــن اﻟﺘزاﻤﻬ ـ ــﺎ ﺒﻔﻠﺴـ ــﻔﺔ اﺤﺘـ ـ ـرام ﺤﻘـ ــوق اﻹﻨﺴ ـ ــﺎن ﻛﻤـ ــﺎ ﻋﺒ ـ ــر ﻋﻨﻬـ ــﺎ اﻹﻋ ـ ــﻼن اﻟـ ــدوﻟﻲ ﻟﺤﻘ ـ ــوق‬
‫اﻹﻨﺴـﺎن )‪ (IFSW, 2000‬ﺒـﺎﻟرﻏم ﻤـن أن اﻟـﺒﻌض ﯿـرى أن ﺘطﺒﯿـق أﺨﻼﻗﯿـﺎت اﻟﻤﻬﻨـﺔ ﻟـﯿس ﺴـﻬﻼ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻤﻨــﺎخ اﻟﺴــﺎﺌد )‪ .(Dominelli, 2004‬وﻓــﻲ ﻛــل اﻷﺤ ـوال ﻓــﺈن اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻤﻠﺘزﻤــون‬
‫ﺒﺎﻟـ ــدﻓﺎع ﻋـ ــن ﺤﻘـ ــوق اﻹﻨﺴـ ــﺎن واﻟﻌﻤـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ ﻨﺸـ ــر وﺘﻌزﯿـ ــز وﺘﺤﺴـ ــﯿن وﺘﺴ ـ ـرﯿﻊ اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﯿﺔ‬
‫واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )‪ (CSWE, 2012‬وﻻ ﺸـك أن ذﻟـك ﯿﺘطﻠـب ﻓﻬـم اﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻤـل ﻤﻌﻬـﺎ اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﻐﯿرات اﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻓﯿﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟدراﺴﺎت اﻟﺴﺎﺒﻘﺔ‪:‬‬

‫ﻨظ ار ﻷﻫﻤﯿﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒـﯿن اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓﻘـد أُﺠرﯿـت ﻋـدة د ارﺴـﺎت ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻐرب ﺘﻨﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻤوﻀوع وﻤن ﺒﯿﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫أﺠرﯿت ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻨﺔ ﻤﻛوﻨﺔ ﻤن ‪ 191‬أﺨﺼـﺎﺌﯿﺎ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺎ ﻓـﻲ‬‫دراﺴﺔ )‪ (O” Brien, 2010‬واﻟﺘﻲ ُ‬
‫ﯿﻌـرف اﻷﺨﺼـﺎﺌﯿون اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿون ﻤﺼـطﻠﺢ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﻛﯿـف‬
‫ﻨﯿوزﻟﻨـدا وﻫـدﻓت ﻟﻤﻌرﻓـﺔ ﻛﯿـف ّ‬
‫ﯿطﺒﻘوﻨﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻤﯿداﻨﯿــﺔ‪ ،‬وﻤــﺎ اﻟﺼــﻌوﺒﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘ ـواﺠﻬﻬم ﻓــﻲ ﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ‪ .‬وﻗــد أﺸــﺎرت ﻨﺘــﺎﺌﺞ‬

‫‪195‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫اﻟدارﺴــﺔ‪ :‬إﻟــﻰ ﻋــدم وﺠــود اﺘﻔــﺎق ﺒــﯿن اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﻋﻠــﻰ ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﻨﻬ ـم وﺼــﻔوا‬
‫اﻟﻤﻔﻬــوم ﺒﺄﻨــﻪ ﯿﻌﻨــﻲ )اﻟﻤﺴــﺎواة واﻟﻌــدل واﻟﺤــق( ﻛﻤــﺎ ذﻛــروا ﺒــﺄﻨﻬم ﺤــﺎوﻟوا ﺘطﺒﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻬم اﻟﻤﻬﻨﯿـﺔ‪ ،‬وﻗــد واﺠﻬـوا ﺒﻌــض اﻟﺼـﻌوﺒﺎت‪ ،‬ﻟﻛــن ﻤـن اﻟﻤﻼﺤـظ ﺒــﺄن ﺘﻠـك اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ ﻛﺎﻨـت ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻤﺴﺘوى اﻷﺼﻐر )اﻟﻔردي( وﻟﯿﺴت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘوى اﻷوﺴـط واﻷﻛﺒـر‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﺸـﺎرت اﻟد ارﺴـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺤﺎﺠـﺔ‬
‫ﻟﻤزﯿد ﻤن اﻟدراﺴﺎت ﺤول اﻟﻤوﻀوع‪.‬‬
‫أﻤﺎ دراﺴﺔ )‪ (Funge, 2011‬ﻓﻘد أُﺠرﯿت ﻋﻠـﻰ ‪ 13‬ﻤدرﺴـﺎ ﻤـن ﻤدرﺴـﻲ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﺘـم‬
‫ﺴؤاﻟﻬم ﻋن دورﻫم ﻓﻲ إدﻤﺎج اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺘدرﯿس اﻟطﻠﺒﺔ واﻟطرﯿﻘـﺔ اﻟﺘـﻲ ﯿﺴـﺘﺨدﻤوﻨﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺘدرﯿس اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻛﯿﻔﯿﺔ اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻟﻤؤﺴﺴﺎت ﻟﻬم‪ ،‬ﺴواء ﺒﺎﻟـدﻋم أو إﻋﺎﻗـﺔ اﻟﺠﻬـود اﻟراﻤﯿـﺔ‬
‫ﻹدﻤــﺎج ﻤـواد اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﻫــل ﺤﺼــﻠوا ﻋﻠــﻰ ﺘﺸــﺠﯿﻊ ﻤــن ﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻬم‬
‫اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿــﺔ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك أم ﻻ‪ .‬ﻟﻘــد اظﻬــرت اﻟﻨﺘــﺎﺌﺞ‪ ،‬ﺒــﺄن ﻟــدى اﻟﻤدرﺴــﯿن ﻗﻨﺎﻋــﺔ ﺒــﺄن ﻤــن واﺠــﺒﻬم إﯿﺼــﺎل‬
‫ﻤﻔﻬـوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻟﻠطﻠﺒـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎر ذﻟــك ﻤـن ﻤﻬــﺎﻤﻬم اﻟرﺌﯿﺴــﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤــﯿن أﺸــﺎر ﻋـدد ﻗﻠﯿــل ﻤــﻨﻬم‬
‫ﺒﺎﻋﺘﻘــﺎدﻫم أن دورﻫــم ﯿﺠــب أن ﯿﺘﻌــدى ﻤﺠــرد إﯿﺼــﺎل اﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻟﻠطﻠﺒــﺔ ﺒﺄﺴــﻠوب اﻟﺘﻠﻘــﯿن‪ ،‬ﺒــل ﻋﻠــﯿﻬم‬
‫اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻐرس اﻟﻤﻔﻬوم وﻛﯿﻔﯿـﺔ ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻪ وﺘطﺒﯿﻘـﻪ ﻤـن ﺨـﻼل ﻤﺸـﺎرﻛﺔ اﻟطﻠﺒـﺔ ﻋﻤﻠﯿـﺎ ﻓـﻲ ﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎر اﻟﻤﺸــﺎرﻛون ﻟﻌــدد ﻤــن اﻟﺼــﻌوﺒﺎت اﻟﻤؤﺴﺴــﯿﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﻌﯿــق ﻤﺸــﺎرﻛﺘﻬم ﻟﻠطﻠﺒــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﺤوار ﺤول اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤن ﻤﺜل ﻏﯿﺎب ﻓرص ﻤﻨظﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻤﻊ اﻟطﻠﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤــﺎ أﺠــرى )‪ (Havig, 2013‬د ارﺴــﺔ ﻋﻠــﻰ ‪ 17‬ﻤــن اﻟﻤﺸ ـرﻓﯿن اﻟﻤﯿــداﻨﯿﯿن ﻋﻠــﻰ طﻠﺒــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺒﻬدف اﻟﺘﻌرف إﻟﻰ دورﻫم ﻓﻲ ﺘﻌزﯿز وﻨﺸر وﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤﻊ طﻠﺒﺔ اﻟﺨدﻤﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﻤــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺴــﺒل اﻟﺘــﻲ ﯿﺴــﺘﺨدﻤوﻨﻬﺎ ﻤــن أﺠــل ﺘﻤﻛــﯿن اﻟطﻠﺒــﺔ ﻤــن ﻓﻬــم وﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ٕ ،‬واﻟــﻰ أي ﻤــدى ﺘــم ﺘزوﯿــد اﻟطﻠﺒــﺔ ﺒﺨﺒـرات اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ‪ .‬ﻟﻘــد ﺒﯿﻨــت اﻟﻨﺘــﺎﺌﺞ أن اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﻓــﻲ‬
‫اﻟدراﺴﺔ ﯿﻌﺘﺒرون أن ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤـن اﻟﻤﻔـﺎﻫﯿم اﻟﻬﺎﻤـﺔ ﻛﻤـﺎ أﻨﻬـم ﯿـرون ﺒـﺄن ﻤﻬﻨـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺘﻌﺘﺒر اﻟﻤﺤرك اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ .‬وﯿﻌﺘﻘدون أﯿﻀﺎ ﺒﺄﻨﻬم ﯿﻘوﻤـون ﺒـدور‬
‫ﻫــﺎم ﻓــﻲ ﻤﺴــﺎﻋدة اﻟطﻠﺒــﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ أﺜﻨــﺎء ﺘــدرﯿﺒﻬم‪ ،‬وأن ذﻟــك ﯿــﺘم ﻤــن ﺨــﻼل ﻨﻤــوذج اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﯿــﺔ واﻟﻤﻨﺎﻗﺸــﺎت اﻟﻤﻛﺜﻔــﺔ واﻟﻤﻌﻤﻘــﺔ ﻤﻌﻬــم وﻛــذﻟك ﺘﺴــﻬﯿل ظــروف اﻟﻌﻤــل إﻤــﺎﻤﻬم ﻛﻤــﺎ أﻨﻬــم ﯿــرون أن‬
‫اﻟطﻠﺒﺔ ﯿﺘﻌﻠﻤون ﻤن ﺨﻼل اﻟﺘﻌرض ﻤﺒﺎﺸرة ﻟﻠﻤﻤﺎرﺴﺔ‪.‬‬

‫‪196‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫أﻤــﺎ د ارﺴــﺔ )‪ (Morgaine, 2014‬ﻓﻘــد أُﺠرﯿــت ﺒﻬــدف ﻤﻌرﻓــﻪ إﻟــﻰ أي ﻤــدى ﯿــﺘم اﻟﺘﻔﺎﻋــل ﺒــﯿن‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ‪ ،‬ﺒﻬدف اﻟوﺼول ﻟﻔﻬـم أﻋﻤـق ﻟﻛﯿﻔﯿـﺔ إدراك وﻓﻬـم‬
‫وﺘﻌرﯿف اﻟطﻠﺒﺔ ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ وﻛﯿﻔﯿـﺔ ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﯿـدان‪ .‬وﻟﻘـد أﺸـﺎرت ﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻟد ارﺴـﺔ إﻟـﻰ أن‬
‫ﺘﻌرﯿﻔﻬم ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﯿﻨطﻠـق ﻤـن ﻤﻨظـور ﺤﻘـوق اﻷﻓـراد‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﺸـﺎر آﺨـرون اﻟـﻰ أﻫﻤﯿـﺔ اﻟﻤﺴـﺎواة‬
‫ﺒﯿن اﻟرﺠل واﻟﻤرأة ﻛﻤؤﺸر ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬وﻤن اﻟﻤﻠﻔـت أن ﺒﻌﻀـﻬم أﺸـﺎر إﻟـﻰ أﻨـﻪ ﻟـﯿس ﻤـن‬
‫اﻟﻀـروري وﺠـود ﺘﻌرﯿـف ﻋـﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ .‬وﻗــد أﺸـﺎر ﻋـدد ﻤـن اﻟﻤﺸـﺎرﻛﯿن ﻓـﻲ اﻟد ارﺴـﺔ إﻟــﻰ‬
‫ﺘﺄﺜﯿر اﻟﻘﯿم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻸﻓراد ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬
‫ﻟﯿﺴ ــت ﻗﻀ ــﯿﺔ ﺴﯿﺎﺴ ــﯿﺔ أو ﺘﺸـ ـرﯿﻌﯿﺔ ﻓﻘ ــط‪ ،‬ﺒ ــل ﻫ ــﻲ ﻨ ــوع ﻤ ــن اﻟﺜﻘﺎﻓ ــﺔ ﻤﺜ ــل )ﻛﯿ ــف ﯿﺘﻌﺎﻤ ــل اﻟﻨ ــﺎس ﻤ ــﻊ‬
‫ﺒﻌﻀــﻬم(‪ ،‬ﻛﻤــﺎ رأى ﺒﻌــض اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن إﻨﻬــﺎ ﻤﻔﻬــوم ﻏرﺒــﻲ وﺘﺤدﯿــدا أﻤرﯿﻛــﻲ‪ ،‬أﻤــﺎ ﺒﺨﺼــوص اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﯿـﺔ ﻓﻘـد ﺘﺒـﯿن أﻨﻬـم ﻤﺎرﺴـوا ﺘطﺒﯿـق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺨـﻼل ﻋﻤﻠﻬـم وﻟﻛـن ﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى اﻷﻓـراد‪،‬‬
‫ط اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺎف ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوى اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫وﻟم ُﯿﻌ َ‬
‫ﻓﻲ ﺤﯿن أﺠرى )‪ (Torres-Harding et al., 2014‬دراﺴﺔ ﻋﻠﻰ ‪ 264‬طﺎﻟﺒﺎ وﺨرﯿﺞ ﻤـن طﻠﺒـﺔ‬
‫ﻋﻠم اﻟﻨﻔس ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎت أﻤرﯿﻛﯿﺔ‪ ،‬ﻟﻤﻌرﻓﺔ اﻨطﺒﺎﻋﺎت اﻟطﻠﺒﺔ وﺘﻌرﯿﻔﻬم ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﻫـل ﯿﻨﺴـﺠم‬
‫ﺘﻌرﯿﻔﻬم اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻊ اﻟﺘﻌﺎرﯿف اﻟﺘﻲ ُذﻛرت ﻓﻲ اﻷدﺒﯿﺎت وﻫل ﻤﺎرﺴوا اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ ﺤﯿـﺎﺘﻬم‬
‫اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ‪ .‬ﻟﻘــد اﺘﻔــق ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﻓــﻲ اﻟد ارﺴــﺔ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﻬﻤــﺔ‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ ﺘﺘﻌﻠــق‬
‫ﺒــﺎﻟﻔرص واﻟﺤﻘــوق وﻗﺒــول ﻛــل اﻟﻨــﺎس ﺒﻐــض اﻟﻨظــر ﻋــن اﻟﻔــروق ﺒﯿــﻨﻬم‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ ﺘﺘﻀــﻤن ﺘﺸــﺠﯿﻊ وﻨﺸــر‬
‫اﻟﻌدل‪ ،‬وﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻟظﻠم‪ .‬أﻤﺎ ﺒﺨﺼوص اﺸﺘراﻛﻬم ﻓﻲ ﻨﺸﺎطﺎت ﻋﻤﻠﯿـﺔ ﻟﺘﻌزﯿـز اﻟﻌداﻟـﺔ ﻓﻘـد أﺸـﺎر ‪%44‬‬
‫ﻤــﻨﻬم ﺒﺄﻨــﻪ ﺴــﺒق وأن ﺸــﺎرك ﻓــﻲ اﻨﺸــطﺔ ﻟﻠﻌداﻟــﺔ‪ ،‬ﻤــن ﺨــﻼل أﻋﻤــﺎل ﺠﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻛﺎﻟﻌﻀــوﯿﺔ ﻓــﻲ ﻤﻨظﻤــﺎت‬
‫ﻤﻌﻨﯿﺔ ﺒﺎﻟﻌداﻟﺔ أو ﻨﺸﺎطﺎت ﺴﯿﺎﺴـﯿﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﯿن أن ﻨﺴـﺒﺔ أﻗـل اﺸـﺘرﻛت ﻓـﻲ ﻋﻤـل ﺘطـوﻋﻲ أو أﺒﺤـﺎث أو‬
‫ﺠﻬــد ﺘﻌﻠﯿﻤــﻲ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻟﻛــﻨﻬم ﻟــم ﯿﺸــﺎرﻛوا أو ﯿطﺒﻘـوا اﻟﻌداﻟــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﻤﺎرﺴــﺔ‬
‫ﻋﻠم اﻟﻨﻔس أو اﻟﻌـﻼج اﻟﻨﻔﺴـﻲ‪ .‬ﻋﻤوﻤـﺎ ﻤـن اﻟﻤﻼﺤـظ ﺒـﺄن ﻓﻛـرة اﻟﺘﻌـﺎون واﻟﺘﻨﺴـﯿق واﻟﻤﺸـﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ ﺼـﻨﻊ‬
‫اﻟﻘ اررات واﻟﺘﻤﻛﯿن اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻟم ﺘﺘم اﻹﺸﺎرة إﻟﯿﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤن ﻀﻤن ﻤﻛوﻨﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﺸﺎر اﻟﻔﯿﻠﺴوف اﻷﻤرﯿﻛﻲ ﺠون روﻟز )‪ (John Rawls‬ﻓﻲ ﺼﯿﺎﻏﺘﻪ ﻟﻨظرﯿﺘﻪ ﺤول اﻟﻌداﻟـﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺘـﻲ ﻋرﻓﻬـﺎ ‪-‬ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﺘﻤﺘـﻊ ﻛـل ﻓـرد ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺒﺎﻟﻤﺴـﺎواة ﻓـﻲ اﻟﺤﺼـول ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـرص اﻟﻤﺘﺎﺤـﺔ ﻟﻠﻔﺌــﺎت‬
‫اﻟﻤﻤﯿزة ﺒﺄن اﻟﻌﻘد اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﯿن اﻟﺸﻌب واﻟﺴﻠطﺔ ﯿﻘوم ﻋﻠﻰ ﻗﯿﻤﺘﯿن أﺴﺎﺴـﯿﺘﯿن ﻤﺘﻼزﻤﺘـﯿن‪،‬‬
‫وﻫﻤﺎ ﺘداول اﻟﺴﻠطﺔ وﺘداول اﻟﺜروة )‪ (Rawls, 1971‬وﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻓـﺈن اﻟﻘﯿﻤـﺔ اﻟﻔﻌﻠﯿـﺔ ﻟﻤﺼـطﻠﺢ اﻟﻌداﻟـﺔ‬

‫‪197‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻟﯿﺴ ــت ﻓ ــﻲ ﻤﺜﺎﻟﯿﺘ ــﻪ ﻛﻤﺼ ــطﻠﺢ‪ٕ ،‬واﻨﻤ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻤ ــدى اﻨﻌﻛﺎﺴ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺤﯿ ــﺎة اﻟﻨ ــﺎس ورﻓ ــﺎﻫﯿﺘﻬم‬
‫)‪ (Turhan, 2010‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺒﺒﺴﺎطﺔ‪ ،‬ﻫﻲ أن ﯿﻌﯿش اﻟﻨﺎس ﺤﯿـﺎﺘﻬم اﻟطﺒﯿﻌﯿـﺔ‬
‫ﻛﺄﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬم )‪ (Rebore, 2001‬ﻤﻊ اﻟﺘﺄﻛﯿد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓـﻲ أي ﻤﺠﺘﻤـﻊ‪،‬‬
‫ﺘﺘﺄﺜر ﺒﺄﻨظﻤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﺎﺌدة ﺒﻛل ﻤﻛوﻨﺎﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘـد ﺘﺒــﯿن ﻤــن اﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺴــﺎﺒﻘﺔ واﻷدﺒﯿــﺎت ذات اﻟﺼــﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤوﻀــوع ﺒــﺄن ﻫﻨــﺎك اﺨﺘﻼﻓــﺎ ﻓــﻲ ﺘﻌرﯿــف‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﻫﻨــﺎك ﻓﺠـوة ﺒــﯿن ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻤﻌﻠوﻤــﺎت واﻟﻤﻬــﺎرات اﻟﺘــﻲ‬
‫ﯿﺘﻠﻘﺎﻫــﺎ طﻠﺒــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن اﻷﺒﺤــﺎث واﻟد ارﺴــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺎوﻟــت ﻫــذا اﻟﻤوﻀــوع ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻐـرب ﺸــﺤﯿﺤﺔ‪ ،‬ﻨﺎﻫﯿــك ﻋــن ﻨـدرﺘﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺒﻼد اﻟﻌرﺒﯿــﺔ وﻤﻨﻬــﺎ اﻷردن‪ .‬واﻨطﻼﻗـﺎ ﻤــن اﻷﯿﻤــﺎن ﺒــﺄن ﻤﻬﻨــﺔ‬
‫اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻨﺸـﺄت ﺒــل واﻨﺒﺜﻘــت ﻤــن أﻓﻛــﺎر ﻤﺜﺎﻟﯿــﺔ إﻨﺴــﺎﻨﯿﺔ ودﯿﻤوﻗراطﯿــﺔ وأن ﻗﯿﻤﻬــﺎ ﺒﻨﯿــت ﻋﻠــﻰ‬
‫اﺤﺘرام ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨرى ﺒﺄن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋن وﺠﻬﯿن ﻟﻘطﻌـﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻠﺔ ذاﺘﻬﺎ‪ .‬ﻟذﻟك ﻨرى أن دراﺴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤـن‬
‫اﻻﻤور اﻟﺠدﯿرة ﺒﺎﻻﻫﺘﻤﺎم‪.‬‬
‫ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟدراﺴﺔ وﻋﯿﻨﺘﻬﺎ‪:‬‬

‫ﺘﻤﺜــل ﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻟد ارﺴــﺔ ﻓــﻲ اﻷﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﯿﯿن اﻟﺤــﺎﺌزﯿن ﻋﻠــﻰ درﺠــﺔ ﻋﻠﻤﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺨدﻤ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ )ﺒﻛ ــﺎﻟورﯿوس أو ﻤﺎﺠﺴ ــﺘﯿر(‪ ،‬وﻗ ــد ﺘ ــم اﺨﺘﯿ ــﺎر ﻋﯿﻨ ــﺔ ﻗﺼ ــدﯿﺔ ﻤﻛوﻨ ــﻪ ﻤ ــن )‪ (16‬أﺨﺼ ــﺎﺌﻲ‬
‫اﺠﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ )‪ (8‬ﻤ ـ ــن اﻟ ـ ــذﻛور و )‪ (8‬ﻤ ـ ــن اﻹﻨ ـ ــﺎث روﻋ ـ ــﻲ ﻓﯿﻬ ـ ــﺎ أن ﺘﺸ ـ ــﻤل ﻋ ـ ــددا ﻤ ـ ــن اﻷﺨﺼ ـ ــﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴ ــﯿن ﻓـ ـﻲ ﺤﻘ ــول اﻟﻌﻤ ــل اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻤ ــن أﺠ ــل إﺜـ ـراء اﻟد ارﺴـــﺔ‬
‫ﺒﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﺘﻌﻛــس ﺨﺒـراﺘﻬم وﺘﺠــﺎرﺒﻬم اﻟﻤﯿداﻨﯿــﺔ اﻟﻤﺘﻨوﻋــﺔ ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ رﻏﺒــﺘﻬم ﺒﺎﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ اﻟد ارﺴــﺔ‬
‫طوﻋﯿﺎ )‪. (Battaglia, 2008‬‬

‫ﻤﻨﻬﺞ وأدوات اﻟدراﺴﺔ‪:‬‬

‫ﻨظ ـ ار ﻷن ﻫــذﻩ اﻟد ارﺴــﺔ ﺘﺴــﻌﻰ ﻟﻤﻌرﻓــﺔ وﻓﻬــم آراء ووﺠﻬــﺎت ﻨظــر اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻓــﻲ‬
‫ﻤوﻀ ـ ـ ـ ـ ــوع اﻟﻌداﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺒﺎﻟﺨدﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ــد اﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨدم اﻟﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ‬
‫اﻟﻨــوﻋﻲ )‪ (Qualitative‬ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ ﻤﻨﻬﺠــﺎ ﯿﺴــﺎﻋد ﻟﻠوﺼــول إﻟــﻰ آراء وﻤﻌﺘﻘــدات واﺘﺠﺎﻫــﺎت اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن‬
‫ﺒﺘﻌﻤــق وﺤرﯿــﺔ )‪ .(Given, 2008; Moriarty, 2011; Creswell, 2007‬وﻗــد ﺘــم اﻟﺘوﺼــل‬

‫‪198‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﻟﻠﻤﻌﻠوﻤ ــﺎت ﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﺘﺸ ــﻛﯿل ﻤﺠﻤ ــوﻋﺘﯿن ﺒ ــؤرﯿﺘﯿن ﺸ ــﺎرك ﻓﯿﻬﻤ ــﺎ )‪ (16‬اﺨﺼ ــﺎﺌﯿﺎ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ــد‬
‫اﺴــﺘﺨدﻤت اﻟﻤﺠﻤوﻋــﺎت اﻟﺒؤرﯿــﺔ ﻨظـ ار ﻷﻨﻬــﺎ ﺘﺘــﯿﺢ اﻟﻤﺠــﺎل ﻟﻠﻨﻘــﺎش اﻟﻤﻔﺘــوح وﺘﺒــﺎدل اﻵراء واﻟﺨﺒـرات ﺒــﯿن‬
‫اﻟﻤﺸـﺎرﻛﻲ )‪ . (Flick, 2009‬ﺤﯿـث ﺘـم ﺸـرح ﻤوﻀـوع اﻟد ارﺴـﺔ ﻟﻠﻤﺸـﺎرﻛﯿن وﺘﺤدﯿـد أﻫـدا ﻓﻬـﺎ ٕواﻋـداد‬
‫دﻟﯿل اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ٕواﺜﺎرة اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ودﻋم اﻟﺘﻔﺎﻋل ﻓﯿﻤﺎ ﯿﯿﻨﻬم وﻤن ﺜم ﺘﺴﺠﯿل اﻟﻤﻼﺤظﺎت وﺘﺤﻠﯿﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟدراﺴﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘـد ﺤﺎوﻟــت اﻟد ارﺴــﺔ اﻟﺘﻌــرف اﻟـﻰ وﺠﻬــﺔ ﻨظــر اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن ﺤــول ﻋــدد ﻤــن اﻟﻘﻀــﺎﯿﺎ‬
‫واﻟﺘﻲ ﻋﺒرت ﻋﻨﻬﺎ اﺴﺌﻠﺔ اﻟدراﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪ :‬ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وواﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻷردن؛ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ‬
‫ﺘﺤد ﻤن ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ اﻷردن؛ ﻤـدى ﺘﻀـﻤن ﻤﺴـﺎﻗﺎت اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟﻤوﻀـوع‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ؛ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺘدرﯿﺴـﺎ وﻤﻤﺎرﺴـﺔ؛ واﻟﺘﺼـور‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن‪.‬‬
‫وﻓﯿﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﻋرض ﻟﻠﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟﺘﻲ أﺴﻔرت ﻋﻨﻬﺎ اﻟدراﺴﺔ‪:‬‬

‫ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﻛﺎﻨ ــت ﻨﻘط ــﺔ اﻻﻨط ــﻼق ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟد ارﺴ ــﺔ ﺘﺘﻌﻠ ــق ﺒﻤﻔﻬ ــوم اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻟﻘ ــد ﺘﻤ ــت ﻤﻨﺎﻗﺸ ــﺔ‬
‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﻓــﻲ وﺠﻬــﺔ ﻨظــرﻫم ﺒــﺎﻟﻤﻔﻬوم وﻛﯿــف ﯿﻌرﻓــون اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ .‬ﻟﻘــد أﺜــﺎر اﻟﺴـؤال ﻨﻘﺎﺸــﺎت‬
‫ﻤطوﻟﺔ‪ ،‬ذﻫﺒت ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻤﺎ ﻫو أﺒﻌد ﻤن اﻟﺘﻌرﯿف ﺤﯿث أن اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن رأوﻫﺎ ﻓرﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿر ﻋن‬
‫رأﯿﻬم ﻓﻲ اﻟﻌدل واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻤﻔﺎﻫﯿم ذات اﻟﺼﻠﺔ‪ .‬وﻗـد ﺘﺒـﯿن أن ﻟـدﯿﻬم أﻓﻛـﺎ ار وآراء ﻛﺜﯿـرة ﻋـن‬
‫اﻟﻤوﻀــوع ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻫم ﻤ ـواطﻨﯿن وﺸــﺒﺎﺒﺎً وأﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن‪ ،‬ﺤﯿــث اﺠﻤﻌ ـوا ﻋﻠــﻰ أن ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤن اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم اﻟﻔﻀﻔﺎﻀﺔ وﻏﯿر اﻟﻤﺤددة‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤن اﻟﺼﻌب ﺘﻌرﯿﻔﻪ ﺒدﻗﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ‬
‫ﻤﻨﻬم اﻋﺘﺒـرﻩ ﻤﻔﻬوﻤـﺎ ﺴﯿﺎﺴـﯿﺎ "ﻤـن اﻟﺼـﻌب ﺘﻌرﯿـف اﻟﻤﻔﻬـوم ﺒدﻗـﺔ ‪ ...‬وﻟﻛﻨـﻪ ﺴﯿﺎﺴـﻲ‪ ...‬اﻟﺴﯿﺎﺴـﺔ ﺘـﺘﺤﻛم‬
‫ﻓﻲ ﻛل ﺸﻲء ﻛﻤﺎ ﻗﺎرب ﻤﻌظم اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن ﺒﯿن ﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻤﻔﺎﻫﯿم "اﻟﻌدل اﻟﻤﺴـﺎواة‬
‫ﻋدم اﻟﺘﻤﯿﯿز واﺤﺘرام اﻹﻨﺴﺎن وﺘﻘﺒل اﻟـرأي اﻵﺨـر" ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ ﻤـن ﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن‪ ،‬وﻤـن اﻟﻤﻠﻔـت ﻟﻼﻨﺘﺒـﺎﻩ‬
‫أن اﻟﺒﻌض رأى أن ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﯿﻨﺎﻗﻀﻬﺎ أﺴﻬل "إن ﺘﻌرﯿف اﻟﻌداﻟـﺔ أﺴـﻬل‬
‫ﺤﯿن ﻨﺘﺤدث ﻋن اﻟظﻠم‪ ..‬واﻟﻘﻬر ‪ ...‬واﻟﻔﻘر ‪ ...‬واﻟواﺴطﺔ واﻟﻤﺤﺴوﺒﯿﺔ ‪ ...‬ﻛل ﻫذﻩ ﻟﯿﺴت ﻋداﻟﺔ " ﻓـﻲ‬
‫ﺤﯿن أﺸﺎر أﺤد اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن إﻟﻰ أن ﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻌداﻟﺔ ﻤﺼطﻠﺢ ﻤﺜﺎﻟﻲ وأﻓﻼطوﻨﻲ "ﻫذا اﻟﻤﺼـطﻠﺢ ﻤﺜـﺎﻟﻲ‬
‫أو اﻓﻼطــوﻨﻲ ﻻ ﯿﻤﻛــن ﺘطﺒﯿﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ وأن اﻟﻌداﻟــﺔ ﻤﺼــطﻠﺢ ﺴــﻤﺎوي ﻻ ﻋﻼﻗــﺔ ﻟــﻪ ﺒــﺄرض‬

‫‪199‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫اﻟواﻗﻊ"‪ .‬وﻟﺘﻘرﯿب اﻟﺼورة أﻛﺜر طُرح اﻟﺴؤال ﺒﺼﯿﻐﺔ أﺨرى؛ ﺘﻀﻤﻨت اﻟﺴؤال ﻋن اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﺘـﻲ ﻤـﺎ‬
‫إن ﺘوﻓرت ﻓـﻲ ﻤﺠﺘﻤـﻊ ﯿﻤﻛـن اﻋﺘﺒـﺎر ﻫـذا اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻤﺘﻤﺘﻌـﺎ ﺒﺎﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤـن وﺠﻬـﺔ ﻨظـرﻫم‪ .‬ﻟﻘـد‬
‫أﺸﺎر اﻟﻤﺸﺎرﻛون إﻟﻰ ﻋدة ﺨﺼﺎﺌص ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻤن أﻫﻤﻬﺎ‪ :‬اﺤﺘرام اﻟﻤواطن ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ‬
‫إﻨﺴﺎﻨﺎ ﺒﻐض اﻟﻨظر ﻋـن أﯿـﺔ اﻋﺘﺒـﺎرات أﺨـرى‪ ،‬اﻟﻤﺴـﺎواة ﺒـﯿن اﻟﻤـواطﻨﯿن ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎرﻫم ﻤـواطﻨﯿن ﻓﻘـط‪ ،‬ﻋـدم‬
‫اﻟﺘﻤﯿﯿ ــز ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻤ ــل واﻟد ارﺴ ــﺔ واﻟﺒﻌﺜ ــﺎت‪ ،‬ﻷي ﺴ ــﺒب ﻛ ــﺎن وﺘﺤ ــت أي ﻤﺴ ــﻤﻰ أو ذرﯿﻌ ــﺔ‪ ،‬ﻋ ــدم وﺠ ــود‬
‫اﻟواﺴــطﺔ واﻟﻤﺤﺴــوﺒﯿﺔ‪ ،‬ﺘﻤﺘــﻊ اﻻﻨﺴــﺎن ﺒﺎﻟﺤرﯿــﺔ‪ ،‬ﻋــدم ﺘورﯿــث اﻟﻤﻨﺎﺼــب ‪ ...‬اﺤﺘ ـرام اﻟﻤﻬﻤﺸــﯿن واﻟﻔﻘ ـراء‬
‫وذوي اﻻﺤﺘﯿﺎﺠــﺎت اﻟﺨﺎﺼــﺔ وﺘﻘــدﯿم اﻟﺨدﻤــﺔ ﻟﻬم)ﺒــﺎﺤﺘرام( ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﺤــق ﻟﻬــم وﻟﯿﺴــت ﻤﻨــﺔ أو ﺸــﻔﻘﺔ أو‬
‫إﺤﺴﺎن أو ﻤﻛرﻤﺔ‪.‬‬
‫واﻗﻊ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻻردن واﻟﺼﻌوﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺘواﺠﻪ ﺘطﺒﯿﻘﻬﺎ‪:‬‬
‫أﻤـﺎ ﻋــن واﻗــﻊ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻷردﻨــﻲ ﻤــن وﺠﻬـﺔ ﻨظــرﻫم‪ ،‬ﻓﻘــد أﺒــدى اﻟﻤﺸــﺎرﻛون‬
‫ﺒﺸــﻛل ﻋــﺎم آراء ﺴــﻠﺒﯿﺔ ﺤــول وﻀــﻊ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻷردن‪ ،‬ﺤﯿــث أﺸــﺎر ﻤﻌظﻤﻬــم إﻟــﻰ أن‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ "ﻏﯿر ﻤطﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻌظم دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻨﺎﻤﻲ ‪ ...‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟـﯿس ﻟﻬـﺎ وﺠـود ﻓـﻲ اﻟـدول‬
‫اﻟﻌرﺒﯿﺔ‪...‬واﻷردن ﻟﯿس اﺴﺘﺜﻨﺎء" وأﺸﺎر آﺨرون إﻟـﻰ أن اﻟواﺴـطﺔ واﻟﻤﺤﺴـوﺒﯿﺔ "أوﻛﺴـﺠﯿن اﻟـدول اﻟﻌرﺒﯿـﺔ‬
‫وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻷردن" وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬم ﯿرون ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤل ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘوﺠد ﻋداﻟـﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓﻌﻠﯿـﺎ ﻓـﻲ اﻷردن‪،‬‬
‫وﻟﻠﺘــدﻟﯿل ﻋﻠــﻰ رأﯿﻬــم أﺸــﺎروا إﻟــﻰ "اﻟﻔﻘــر واﻟطﺒﻘﯿــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻤــن ﻨﺘــﺎﺌﺞ ﻋــدم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ" ﻛﻤــﺎ‬
‫أﺸﺎر اﺨرون إﻟﻰ ﻤﻼﺤظﺎت ﺴﻠﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷردﻨﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻤن ﻤؤﺸرات ﻋدم اﻟﻌداﻟﺔ ﻤن ﻤﺜل‪:‬‬
‫"اﻟو ارﺜــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﻨﺎﺼــب" "اﻟﺘﻌﯿﯿﻨــﺎت ﺤﺴــب اﻟواﺴــطﺔ واﻟﻘــوة" "ﻋــدم ﺘﻛــﺎﻓؤ اﻟﻔــرص" اﻻﺴــﺘﺜﻨﺎءات ﺘﺤــت‬
‫ﻤﺴﻤﯿﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ"‪ .‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄﻨﻬم ﯿﻌﺘﻘدون ﺒﺄن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺒﻤﻔﻬوﻤﻬـﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘـﻲ ﻟﯿﺴـت ﻤوﺠـودة"‬
‫ﻨﺴـ ـﻤﻊ ﻛﺜﯿـ ـ ار ﻋ ــن اﻟﻌ ــدل واﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ‪ .‬وﻟﻛ ــن ﻻ ﺸ ــﻲء ﻋﻠ ــﻰ أرض اﻟواﻗ ــﻊ" واﻟﻼﻓ ــت أن أﺤ ــد‬
‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن أﺸــﺎر "ﺤﺘــﻰ اﻟﺘﻌﺎﻤــل ﻤــﻊ اﻟﻔﻘــر ﻓﯿــﻪ اﺴــﺘﻐﻼل ﻟﻠﻔﻘــراء" ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎر آﺨــر "ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل‬
‫اﻟﻤﻌوﻗﯿن ﻫﻨﺎك ﻋدم ﻋداﻟﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ .‬ﺒل ﻫﻨﺎك ﻤن ﯿﺘﺎﺠر ﺒﻬم"‪.‬‬
‫وﺤول اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﺼﻌوﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺘواﺠﻪ ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ اﻷردن ﻤـن وﺠﻬـﺔ ﻨظـرﻫم‪،‬‬
‫ﻓﻘــد أﺸــﺎر ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن إﻟــﻰ ﻋــدم وﺠــود إرادة ﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ‪ ،‬وﻋــدم ﺘــوﻓر ﻗﻨﺎﻋــﺔ ﻟــدى اﺼــﺤﺎب اﻟﻘ ـرار‬
‫"اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻗ ـرار ﺴﯿﺎﺴــﻲ ﺒﺎﻟدرﺠــﺔ اﻷوﻟــﻰ" "اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺘﻌﻨــﻲ اﻟﻤﺴــﺎواة ﻓــﻲ اﻟﺤﻘــوق‬
‫واﻟواﺠﺒﺎت ‪ ...‬وﻟﯿس ﻤن ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟـﺒﻌض ﺘﺤﻘﯿـق ذﻟـك"‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﺸـﺎر آﺨـرون إﻟـﻰ ﻋـدم وﻋـﻲ اﻟﻤـواطﻨﯿن‬

‫‪200‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﺒﺄﻫﻤﯿــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ "،‬اﻟﻨــﺎس أﺼــﻼ ﻻ ﯿﻌرﻓــون أﻫﻤﯿــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ" ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎر ﺒﻌــض‬
‫اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن إﻟﻰ أن أﺼﺤﺎب اﻟﻨﻔوذ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﯿﺘﻀررون ﻤن ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ "اﻟﻌداﻟﺔ ﺘﻌﻨﻲ‬
‫إﻋﺎدة ﺘوزﯿﻊ اﻟﺜروة‪ .....‬اﻟﻌداﻟﺔ ﺘﻌﻨﻲ ﺘوزﯿﻌﺎ ﻟﻠﺴـﻠطﺔ ﻓﻬـل ﺴـﯿﻘﺒل أﺼـﺤﺎب اﻟﺜـروة واﻟﺴـﻠطﺔ؟ " واﻟﻼﻓـت‬
‫ﻟﻼﻨﺘﺒــﺎﻩ أن اﺜﻨــﯿن ﻤــن اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن أﺸــﺎروا وﺒﺘرﻛﯿــز إﻟــﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻟﺴــﺎﺌدة ﻟــدى اﻷﻓ ـراد واﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ" ﻤﻌظــم‬
‫اﻟﻨﺎس ﻟدﯿﻬم ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔردﯿﺔ‪ .‬اﻷﻨﺎﻨﯿﺔ‪ ..‬ﻓﻤﺎ دام اﻟﺸﺨص ﻤﺴﺘﻔﯿدا ﻤـن اﻟوﻀـﻊ اﻟـراﻫن ﻓﻬـو ﻻ ﯿرﯿـد ﻋداﻟـﺔ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺴﺘﻘﻠل ﻤن اﻤﺘﯿﺎزاﺘﻪ "ﺒل وأﺸـﺎر آﺨـر إﻟـﻰ أﻨـﻪ" ﻗـد ﯿﺤـﺎرب ﺒﻌـض اﻟﻨـﺎس ﺘطﺒﯿـق اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ‪...‬ﻷﻨــﻪ إن طﺒﻘــت ﺴــﯿﻛوﻨون ﺨﺎﺴـرﯿن ‪ ...‬ﻷن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺘﻌﻨــﻲ إﻋطــﺎء ﻤﺠﻤوﻋــﺔ‬
‫ﻤن اﻟﻨﺎس ﺤﻘوﻗﻬم وﻫذا ﯿﻌﻨﻲ أن آﺨرﯿن ﺴﯿﻛوﻨون ﺨﺎﺴرﯿن"‪ .‬واﻟﻼﻓت أﯿﻀﺎ أن أﺤـد ﻟﻤﺸـﺎرﻛﯿن أﺸـﺎر‬
‫إﻟﻰ أن اﻟﻨﺎس ﯿﻌﺘﻘدون ﺒﺄن اﻟﻤﺼطﻠﺢ ﻏرﺒﻲ "وﻫو ﻤـن ﻤﺨرﺠـﺎت اﻟﻌوﻟﻤـﺔ"‪ .‬واﻟﺠـدﯿر ﺒﺎﻟـذﻛر أﻨـﻪ وﻟـدى‬
‫اﻻﺴﺘﻔﺴﺎر ﻤن اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻨوا ﻗد ﺤﺎوﻟوا اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺒﺘﻌزﯿـز اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺒﺸـﻛل ﻤﺒﺎﺸـر‬
‫أو ﻏﯿــر ﻤﺒﺎﺸــر‪ ،‬ﺘﺒــﯿن ﺒــﺄن ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﻟــم ﯿﺴــﺒق ﻟﻬــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ أي ﻨﺸــﺎط ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل ﺤﻘــوق‬
‫اﻹﻨﺴﺎن أو اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﺘﻨـ ــﺎول ﻫـ ــذا اﻟﺠـ ــزء ﻨﺘـ ــﺎﺌﺞ اﻟد ارﺴـ ــﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺒوﺠﻬـ ــﺔ ﻨظـ ــر اﻟﻤﺸـ ــﺎرﻛﯿن ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺒـ ــﯿن اﻟﻌداﻟـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺴ ـواء ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــﻌﯿد اﻟﻨظــري أو اﻟﺒﺤﺜــﻲ‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻟﺼــﻌوﺒﺎت اﻟﺘــﻲ‬
‫ﺘواﺠﻬﻬم ﻓﻲ ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ .‬ﻤن ﺨﻼل اﻟﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ﻤدى ﺘوﻓر ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻟدﯿﻬم ﻋن وﺠود‬
‫ﻋﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ .‬ﻟﻘــد أﺸــﺎر ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﺒــﺄن ﻤــﺎ ﻟــدﯿﻬم ﻤــن‬
‫ﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﺤــول ﻤﺼــطﻠﺢ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ )ﻓــﻲ اﻟﻐﺎﻟــب( ﻻ ﯿﺘﺠــﺎوز أن ﯿﻛــون ﻤﺼــطﻠﺤﺎ ﺘﻛــرر ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻤﺴــﺎﻗﺎت اﻟﺘــﻲ درﺴــوﻫﺎ‪ ،‬وﺨﺼوﺼــﺎ إﻨــﻪ ﻤــن ﻀــﻤن اﻟﻤﯿﺜــﺎق اﻷﺨﻼﻗــﻲ ﻟﻸﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن‪،‬‬
‫واﻟــذي ﯿﺸــﯿر إﻟــﻰ أن ﻤــن ﺒــﯿن أﻫــداف اﻟﻤﻬﻨــﺔ ﺘﺤﻘﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ "ﻨﺤــن ﻨﻌــرف ﻋــن اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﺒﻌ ــض اﻟﻤﻌﻠوﻤ ــﺎت‪ ...‬ﺤﯿـــث درﺴ ــﻨﺎﻫﺎ ﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﺒﻌـــض اﻟﻤﺴ ــﺎﻗﺎت وﻟﻛ ــن ﻟ ــﯿس ﺒﺸـــﻛل‬
‫ﻤﻔﺼل"‪ .‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬم ﯿرون أن ﻤﺎ ﻟدﯿﻬم ﻤـن ﻤﻌﻠوﻤـﺎت ﻋـن اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻻ ﯿﺘﻌـدى ﻤﻌﻠوﻤـﺎت‬
‫ﻨظرﯿﺔ "ﻤﻌﻠوﻤﺎﺘﻨﺎ ﻋن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻨظرﯿﺔ" وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﯿس ﻟدﯿﻬم ﻤﻌرﻓﺔ ﺤول ﻛﯿف ﯿﻤﻛـن ﺘوظﯿـف‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﻤﻛوﻨﺎﺘﻬ ــﺎ ﻓــﻲ ﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ .‬وﺒﺎﻟﺘ ــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن اﻟﺼ ــورة ﻟــدﯿﻬم ﻏﯿ ــر‬
‫واﻀﺤﺔ ﺤول اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ "ﻻ أﻋرف ﻛﯿف ﯿﻤﻛن ﻟﻠﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ أن ﺘﺴـﻬم ﻓـﻲ ﺘﺤﻘﯿـق اﻟﻌداﻟـﺔ"‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫"ﺒﺼ ـراﺤﺔ أﻨــﺎ ﻻ أﻓﻬــم ﻤــﺎ ﻫــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻋﻤﻠﯿــﺎ"‪ .‬وﺤــول‬
‫رﻏﺒــﺘﻬم ﻓــﻲ ﺘطﺒﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺨــﻼل ﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬم ﻟﻌﻤﻠﻬــم‪ ،‬ﻓﻘــد أﺒــدى ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن رﻏﺒــﺘﻬم‬
‫ﻓﻲ ذﻟـك ﻋﻠـﻰ اﻋﺘﺒـﺎر أن اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤـن ﻀـﻤن أﺨﻼﻗﯿـﺎت اﻟـدﯿن واﻟﻤﻬﻨـﺔ" ﻛﻤـﺎ أﺸـﺎر ﺒﻌﻀـﻬم‬
‫إﻟــﻰ إﻨــﻪ ﺤــﺎول ذﻟــك ﻓــﻲ ﻀــوء ﻓﻬﻤــﻪ ٕواﻤﻛﺎﻨﯿﺎﺘــﻪ "ﻓــﻲ ﻀــوء اﻟﻤﺘــﺎح أﻋﺎﻤــل اﻟﻨــﺎس ﺒــﺎﺤﺘرام وأﺤــﺎول أن‬
‫أﻋطﯿﻬم ﺤﻘوﻗﻬم"‪.‬‬
‫وﺤـ ــول اﻟﺼـ ــﻌوﺒﺎت اﻟﺘـ ــﻲ ﺘﻘـ ــف أﻤـ ــﺎم ﺘطﺒﯿـ ــق اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ ﻤـ ــن ﺨ ـ ـﻼل ﻤﻤﺎرﺴـ ــﺔ اﻟﺨدﻤـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓﻘــد أﺸــﺎر اﻟﻤﺸــﺎرﻛون إﻟــﻰ ﻋــدة ﺼــﻌوﺒﺎت ﻤــن أﻫﻤﻬــﺎ‪" :‬اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ أﺼــﻼ ﻟﯿﺴــت‬
‫ﻤﻬﻨﺔ ﻤﻌﺘرف ﺒﻬﺎ" ﻛﻤﺎ أن اﺴﺘﺨدام ﻤﺼطﻠﺤﺎت اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن "ﺘﺒدو ﻤﺼـطﻠﺤﺎت‬
‫ﺴﯿﺎﺴﯿﺔ‪ ..‬وﻨﺤن ﻟدﯿﻨﺎ ﺘﺨـوف أﺼـﻼ ﻤـن ﻛﻠﻤـﺔ ﺴﯿﺎﺴـﻲ‪ ..‬ﻷن ﻛﻠﻤـﺔ ﺴﯿﺎﺴـﻲ ﻤﺤرﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺜﻘﺎﻓﺘﻨـﺎ" وأﺸـﺎر‬
‫ﻋ ــدد ﻤ ــن اﻟﻤﺸ ــﺎرﻛﯿن إﻟ ــﻰ ﻋ ــدم ﻗﻨﺎﻋ ــﺔ اﻹدارات اﻟﻤﺴ ــؤوﻟﺔ ﺒﻬ ــذا اﻷﻤ ــر "اﻟﻤ ــدﯿر ﯿﺴ ــﺘﻬﺘر ﺒﺎﻟﻤﺼ ــطﻠﺢ"‬
‫"اﻟواﺴطﺔ أﻗوى ﻤن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ" ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠـﻰ إدارة اﻟﺸـﺄن اﻟﻌـﺎم ﺘﺘﻌـﺎرض وأﻓﻛـﺎر اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ" "إذا ﻛﺎن اﻟﻤدﯿر ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻌﯿن ﺒﺎﻟواﺴطﺔ ﻓﻛﯿف ﻟﻪ أن ﯿﺤﺎرﺒﻬﺎ‪ ..‬واﻟواﺴطﺔ ﻋدو ﻟدود ﻟﻠﻌداﻟﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ"‪ .‬ﻛﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻤــن اﻟﻤﻼﺤــظ ﺒــﺎن ﻤﻌظــم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن أﺸــﺎروا إﻟــﻰ ﻋــدم ﻤﻌ ـرﻓﺘﻬم أﺼــﻼ ﻛﯿــف‬
‫ﺼﻼ ﻛﯿف ﯿﻤﻛن ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠـﻰ أرض اﻟواﻗـﻊ"‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﻀـﺎف‬
‫ﯿطﺒﻘوﻨﻬﺎ "إﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻌرف أ ً‬
‫ﺒﻌ ــض اﻟﻤﺸ ــﺎرﻛﯿن ﺒﺄﻨ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻷﺼ ــل ﻟ ــﯿس ﻛ ــل ﻤ ــن ﯿﻌﻤ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﺤﻘ ــل اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﻲ ﺒوظﯿﻔ ــﺔ أﺨﺼ ــﺎﺌﻲ‬
‫اﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻫـو ﻓﻌـﻼ ﻛــذﻟك "ﻫﻨـﺎك ﻤـن ﯿﻌﻤـل ﻓــﻲ اﻟﻤﯿـدان وﻫـو ﻟـﯿس أﺨﺼــﺎﺌﯿﺎ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺎ‪ ..‬أي ﻟـﯿس ﻤــن‬
‫ﺨرﯿﺠــﻲ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ"‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎر ﺒﻌــض اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن إﻟــﻰ أن ﺤــدود ﻋﻤﻠﻬــم ﺘﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻟﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻤﺴﺘوى اﻷﻓـراد‪ ،‬ﻓـﻲ ﺤـﯿن أن اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟﯿﺴـت ﻓﻘـط ﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒـﺎﻷﻓراد‪" ،‬أﺤـﺎول أن أﻛـون ﻋـﺎدﻻ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ اﻟﻔﻘراء اﻟذﯿن ﯿﺘﻘدﻤون ﺒطﻠب اﻟﻤﻌوﻨﺔ ‪ ...‬ﻫذا ﻤﺠﺎل ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻘط"‪.‬‬

‫ﺘﺼوراﺘﻬم ﺤول ﻤﺴﺘﻘﺒل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺘﻤﺤور ﻫذا اﻟﺠزء ﻤن اﻟدراﺴﺔ ﺤول‪ :‬رؤﯿﺔ اﻟﻤﺸـﺎرﻛﯿن ﻟِﻤـﺎ ﯿﺠـب أن ﺘﻛـون ﻋﻠﯿـﺔ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن‬
‫اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﺴــﺘﻘﺒﻼ‪ ،‬وﻛﯿــف ﯿﻤﻛــن ﻟﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻻﺴــﺘﻔﺎدة‬
‫اﻟﺴــﺒل اﻟﻛﻔﯿﻠــﺔ ﺒﺘﺤﻘﯿــق ﻫــذﻩ اﻟرؤﯿــﺔ‪ .‬ﻟﻘــد أﺸــﺎر‬
‫ﻤــن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺘطﺒﯿﻘﻬــﺎ ﻨظرﯿــﺎ وﻋﻤﻠﯿــﺎ‪ ،‬وﻤــﺎ ُ‬
‫ﺠﻤﯿــﻊ اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن إﻟــﻰ أﻨﻬــم ﯿــرون أن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ "وﺠﻬــﺎن ﻟﻌﻤﻠــﺔ واﺤــدة"‬
‫وأن ﻟــدﯿﻬم ﻗﻨﺎﻋــﺔ ﺒﻀــرورة أن ﺘﻌﻤــل اﻟﺨدﻤــﺔ ﻤــﻊ اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒــﺎﻟﺘزاﻤن‪ ،‬ﻷن ﻤﺒــﺎدئ ﻛــل ﻤﻨﻬﻤــﺎ‬
‫‪202‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﻤﺘطﺎﺒﻘـ ــﺔ‪ ..." ،‬ﻤـ ــن اﻟواﻀـ ــﺢ ﺒـ ــﺄن اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ واﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ ﯿﺴـ ــﻌﯿﺎن ﻟﺘﺤﻘﯿـ ــق ﻨﻔـ ــس‬
‫اﻷﻫداف" وﻟﻛﻨﻬم ﻓـﻲ ﻨﻔـس اﻟوﻗـت اﻋﺘﺒـروا أن ذﻟـك اﻷﻤـر ﺼـﻌب ﺠـدا "ﻟـدﯿﻨﺎ ﻗﻨﺎﻋـﺔ ﺒﻀـرورة أن ﺘﻌﻤـل‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺸر وﺘﻌزﯿز اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ....‬ﻟﻛـن اﻷﻤـر ﻟـﯿس ﺴـﻬﻼ ﻋﻠـﻰ اﻷطـﻼق"‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﺸﺎر ﺒﻌض اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن إﻟﻰ أن اﻻﻤر ﯿﺘطﻠـب إرادة ﺴﯿﺎﺴـﯿﺔ ﻷن "ﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن واﻟﺤرﯿـﺔ واﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ..‬ﺘﺘطﻠــب ﻗﻨﺎﻋــﺔ ﻤــن اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﯿن وأﺼــﺤﺎب اﻟﻘ ـ ارر" وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن "اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻻ‬
‫ﺘﻌـﯿش ﻓـﻲ ﺠزﯿـرة ﻤﻌزوﻟـﺔ" ﻛﻤـﺎ أﻛـد ﺒﻌـض اﻟﻤﺸـﺎرﻛﯿن ﻋﻠـﻰ ﻀـرورة أن ﺘﻛـون ﻫـذﻩ اﻷﻓﻛـﺎر ﻤـن ﻀــﻤن‬
‫"اﻟﻤﻨظوﻤــﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿ ــﺔ ﻟﻠﻨــﺎس"‪ .‬وﺒ ــﺎﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ذﻛ ــر ﺒﻌــض اﻟﻤﺸ ــﺎرﻛﯿن أن ﻤﻨ ــﺎﻫﺞ‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ "ﯿﺠب أن ﺘﺘﻐﯿر ﺠذرﯿﺎ وﺘرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ وﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن ‪ ...‬وﻟﻛـن‬
‫ﻟﯿس ﻓﻘط ﻛﻤﻌﻠوﻤﺎت ٕواﻨﻤﺎ ﻤﻬﺎرات‪ ...‬ﯿﺠب أن ﻨﺘﻌﻠم ﻛﯿـف ﻨﺴـﺘﺨدم ﻤﻬﻨـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟﺘطﺒﯿـق‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ" ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎروا إﻟــﻰ ﻀــرورة أن ﯿﺸــﺘﻤل اﻟﺘــدرﯿب اﻟﻤﯿــداﻨﻲ ﻟطﻠﺒــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﺘﻌﻠق ﺒﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﺘﻛوﯿن ﻤﻬﺎرات ﻟدى اﻻﺨﺼـﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن‪ ،‬وﻓـﻲ اﻟوﻗـت ﻨﻔﺴـﻪ‬
‫ﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤﯿداﻨﯿﺎ "اﻟﺘـدرﯿب اﻟﻤﯿـداﻨﻲ ﻤﻬـم ﺠـدا‪ ...‬ﻟﻠطﻠﺒـﺔ‪ ...‬وﻟﻸﺴـف ﻨﺤـن ﻟـم ﻨﺴـﺘﻔد‬
‫ﻤﻨــﻪ"‪ .‬ﻛﻤــﺎ أﻛــد اﻟﻤﺸــﺎرﻛون ﻋﻠــﻰ ﻀــرورة اﻻﻋﺘ ـراف اﻟرﺴــﻤﻲ واﻟﺸــﻌﺒﻲ ﺒﺄﻫﻤﯿــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻛﻤﻬﻨ ـ ــﺔ " دون اﻻﻋﺘـ ـ ـراف ﺒﺎﻟﺨدﻤ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ ﻛﻤﻬﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻻ ﯿﻤﻛ ـ ــن أن ﻨ ـ ــﺘﻤﻛن ﻤ ـ ــن ﺘطﺒﯿ ـ ــق اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ" ﻛﻤــﺎ أﺸــﺎر آﺨــرون إﻟــﻰ ﻀــرورة أن ﯿﻛــون ﻟﻠﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﯿﺜﺎﻗــﺎ أﺨﻼﻗﯿــﺎ ﻤﻌﺘــرف ﺒــﻪ‬
‫وﻤﻘــر ﻤــن اﻟﺠﻬــﺎت اﻟرﺴــﻤﯿﺔ‪ .‬وﻓــﻲ اﻟﻤﺠﻤــل ﻓــﺈن اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن ﯿــرون ﺒــﺄن ﻤﺴــﺘﻘﺒل اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻟﺘوﺠﻪ اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ واﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻛﻤـﺎ ﯿﺘطﻠـب ﺘﻐﯿﯿـر واﻗـﻊ اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺘدرﯿﺴﺎ وﺘدرﯿﺒﺎ ﻤﯿداﻨﯿﺎ واﻋﺘراﻓﺎ رﺴﻤﯿﺎ وﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺎ‪.‬‬
‫ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟدراﺴﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘد اﻨطﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻤن اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺒﺄن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺘﻌﺘﺒر رﻛﯿزة أﺴﺎﺴﯿﺔ ﻤن رﻛـﺎﺌز ﻤﻬﻨـﺔ‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺴواء ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ أو أﺨﻼﻗﯿﺎﺘﻬﺎ أو وﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ ﻤـن ﻤﻬـﺎم‬
‫اﻻﺨﺼﺎﺌﻲ اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ )‪ .(NASW, CSWE, IFSW, Marsh, 2005; Reisch, 2007‬وﻟـذﻟك‬
‫ﻓــﺈن إﻋــداد اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﯿﺠــب أن ﯿﺘﻀــﻤن ﺘزوﯿــدﻫم ﺒﺎﻟﻤﻌرﻓــﺔ واﻟﻤﻬــﺎرة واﻟﻘــﯿم اﻷﺨﻼﻗﯿــﺔ‬
‫اﻟﻼزﻤـ ــﺔ ﻟﻬـ ــم ﻓـ ــﻲ ﻤﻤﺎرﺴـ ــﺘﻬم ﻟﻌﻤﻠﻬـ ــم ﻟﺘﺤﻘﯿـ ــق اﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ واﻟرﻓﺎﻫﯿـ ــﺔ وﻤﺴـ ــﺎﻋدة اﻷﻗـ ــل ﺤظـ ــﺎ‬
‫واﻟﻤﻬﻤﺸــﯿن‪ .‬وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن أﻨــﻪ ﺒــﺎت ﻤــن اﻟواﻀــﺢ ﺒــﺄن اﻟﺼــﻌوﺒﺔ ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺘﺒــدأ ﻤــﻊ‬
‫اﻟﻤﺼطﻠﺢ ﻨﻔﺴﻪ )‪ (Novak, 2000‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺔ ﻻ ﺘﻬدف ﻟﻠوﺼول ﻟﺘﻌرﯿف ﻤﺤـدد ﻟﻠﻌداﻟـﺔ وﻻ‬

‫‪203‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫ﻟﺘﺤﻠﯿل أﺒﻌـﺎد اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺘﺎرﯿﺨﯿـﺎ أو ﻓﻠﺴـﻔﯿﺎ‪ٕ ،‬واﻨﻤـﺎ ﺘﺴـﻌﻰ ﺒداﯿـﺔ ﻟﻔﻬـم واﻗـﻊ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ واﻟﺨدﻤ ـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻷردن وﻤ ـ ــن ﺜ ـ ــم ﺒﺤ ـ ــث إﻤﻛﺎﻨﯿ ـ ــﺔ ﺘﻀ ـ ــﻤﯿن ﻤﻛوﻨ ـ ــﺎت اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻗﺎت ﺘﻌﻠﯿم وﺘدرﯿب طﻠﺒﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﯿﺘﻤﻛﻨوا ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤـن ﻤﻤﺎرﺴـﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﯿـﺎ‪.‬‬
‫وﻓﯿﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻨﺘﺎﺌﺞ اﻟدراﺴﺔ‪.‬‬
‫ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ :‬ﻻ ﺸك ﺒﺄن اﻟﻤﻔﺎﻫﯿم ﺘﻌﺘﺒر ﻨﻘطﺔ اﻻﻨطـﻼق ﻓـﻲ أي ﻨﻘـﺎش أو ﺤـوار أو‬
‫طرح أﻛﺎدﯿﻤﻲ‪ ،‬وﻟـذﻟك ﻓﻘـد ﺘـم اﻟﺘرﻛﯿـز ﻋﻠـﻰ ﻤﻔﻬـوم اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟـدى اﻻﺨﺼـﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن‬
‫ﻷن ﺴ ــﻠوك اﻹﻨﺴ ــﺎن ﯿﺘ ــﺄﺜر ﺒﻤﻔﻬوﻤ ــﻪ‪ .‬ﻟﻘ ــد أﺸ ــﺎر ﻨﺘ ــﺎﺌﺞ اﻟد ارﺴ ــﺔ إﻟ ــﻰ أن ﻤﻔﻬ ــوم اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ‬
‫)ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ ﻤﻔﻬوﻤــﺎ أﺨﻼﻗﯿــﺎ( ﯿﺤظــﻰ ﺒــﺎﺤﺘرام وﺘﻘــدﯿر ﻤــن ﻗﺒــل اﻟﻤﺸــﺎرﻛﯿن‪ ،‬وﻟﻛﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــﻌﯿد اﻟﻔﻛــري‬
‫ﻟﯿس ﻤﻔﻬوﻤﺎ واﻀﺤﺎ ﻤﺘﻔق ﻋﻠﯿﺔ‪ .‬ﻓﻬو ﯿﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﻬم ﻤﻌـﺎن ﻛﺜﯿـرة‪" :‬اﻟﻌـدل‪ ،‬اﻟﻤﺴـﺎواة‪ ،‬ﻋـدم اﻟظﻠـم‪،‬‬
‫اﺤﺘرام اﻹﻨﺴﺎن‪ ،‬ﻓرص ﻤﺘﺴﺎوﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﯿم واﻟوظﺎﺌف‪ ،‬ﺤﻘوق ذوي اﻻﺤﺘﯿﺎﺠﺎت اﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋدم اﻟواﺴطﺔ‬
‫واﻟﻤﺤﺴ ــوﺒﯿﺔ اﻟ ــﺦ"‪ .‬أي إﻨ ــﻪ ﺒ ــﺎﻟرﻏم ﻤ ــن أﻫﻤﯿ ــﺔ ﻤﺼ ــطﻠﺢ اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ‪ ،‬أﻻ أﻨ ــﻪ ﻻ ﯿﺸ ــﻛل ﻟ ــدى‬
‫اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿن ﻤﻨظوﻤﺔ ﻓﻛرﯿﺔ‪ ،‬ﺒﻘدر ﻤـﺎ ﯿﺸـﯿر إﻟـﻰ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻟﻤﻔـردات‪ .‬وﻟﻌـل ﻫـذا اﻷﻤـر ﻟـﯿس ﻏرﯿﺒـﺎ‪،‬‬
‫ﻷن ﻤﻌﺎﻨﻲ اﻟﻤﻔـﺎﻫﯿم واﻟﻤﺼـطﻠﺤﺎت ﺘﺘـﺄﺜر ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎدة ﺒﺎﻟﺨﻠﻔﯿـﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿـﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ واﻟﻔﻛرﯿـﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴـﯿﺔ‬
‫ﻟﻸﺸﺨﺎص‪ .‬وﻫذﻩ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﺘﺘﻔق ﻤﻊ ﻤﺎ أﺸﺎرت إﻟﯿﻪ اﻻدﺒﯿﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬ﺤﯿـث ﯿوﺠـد‬
‫ﺘ ــداﺨل ﺒـ ــﯿن ﺒﻌـ ــض اﻟﻤﺼـ ــطﻠﺤﺎت ذات اﻟﺼـ ــﻠﺔ‪ ،‬وﺘﺤدﯿـ ــدا ﺒـ ــﯿن ﻤﻔﻬـ ــوﻤﻲ اﻟﻌداﻟـ ــﺔ)‪ (Justice‬وﻤﻔﻬـ ــوم‬
‫اﻟﻤﺴﺎواة )‪ (Craig, 2007) (inequality‬وﺨﺼوﺼﺎ أن ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤطﺎطﻲ وﺠدﻟﻲ‬
‫وﯿﺤﻤــل ﺘﻔﺴــﯿرات ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﯿــﺔ ﻫﻨــﺎك اﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﻌﻨﯿــﺔ ﺒﺎﻟﻌــدل‬
‫واﻟﻤﺴﺎواة واﻟﺘﺴﺎﻤﺢ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ )‪.(Friesen, 2007‬‬
‫إن ﻋــدم اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻌرﯿــف ﻻ ﯿﻌﻨــﻲ اﻻﺴﺘﺴ ـﻼم واﻟﻌــزوف ﻋــن اﻟﺒﺤــث واﻟﺘﺤﻠﯿــل‪ ،‬ﺤﯿــث أن‬
‫ﻤﻔﻬوم اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﺘﻌﻠـق )ﺒﺎﻟﻌداﻟـﺔ( واﻟﺘـﻲ ﻫـﻲ )اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ( وﺤﯿـث أن ﻛﻠﻤـﺔ "اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ" ﺘﺘﻌﻠـق‬
‫ﺒﺎﻹﻨﺴ ــﺎن ﺒﻛﺎﻓ ــﺔ ﻋﻼﻗﺎﺘ ــﻪ‪ ،‬ﻟ ــذﻟك ﻓ ــﺈن ﻤﻔﻬ ــوم اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﯿﺘطﻠ ــب اﺴ ــﺘﺨدام ﻤﻨظ ــور ﺸ ــﻤوﻟﻲ‬
‫وﻤﺘﻛﺎﻤـ ــل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌداﻟـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ـ ــﺔ ﻻ ﯿﻤﻛـ ــن ﻓﻬﻤﻬ ـ ــﺎ أﻻ ﻓـ ــﻲ اطﺎرﻫـ ــﺎ اﻟﺴﯿﺎﺴ ـ ــﻲ واﻻﺠﺘﻤـ ــﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘ ـ ــﺎﻓﻲ‬
‫واﻟﺘﺸـرﯿﻌﻲ واﻟــدﯿﻨﻲ واﻟروﺤــﻲ‪ ،‬واﻟﺘــﻲ ﯿﻤﻛــن ﺘرﺠﻤﺘﻬــﺎ ﻤــن ﺨــﻼل اﺤﺘـرام اﻹﻨﺴــﺎن وﺤﺼــوﻟﻪ ﻋﻠــﻰ ﺤﻘوﻗــﻪ‬
‫ﺒﺸﻛل ﻛﺎﻤل وﻋﺎدل وﻫو ﻤﺎ أﺸﺎر اﻟﯿﻪ اﻟﻤﺸـﺎرﻛون‪ .‬وﻓـﻲ ﻀـوء ﺘﻌرﯿـف ﺠـون روﻟـز )‪(John Rawls‬‬
‫ﻟﻠﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ‪-‬ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﺘﻤﺘــﻊ ﻛــل ﻓــرد ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﺒﺎﻟﻤﺴــﺎواة ﻓــﻲ اﻟﺤﺼــول ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــرص اﻟﻤﺘﺎﺤــﺔ‬

‫‪204‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﻟﻠﻔﺌــﺎت اﻟﻤﻤﯿ ـزة ﻓــﺄن اﻟﻌﻘــد اﻟﺴﯿﺎﺴــﻲ واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﺒــﯿن اﻟﺸــﻌب واﻟﺴــﻠطﺔ ﯿﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﻗﯿﻤﺘــﯿن أﺴﺎﺴــﯿﺘﯿن‬
‫ﻤﺘﻼزﻤﺘــﯿن‪ ،‬وﻫﻤــﺎ ﺘــداول اﻟﺴــﻠطﺔ وﺘــداول اﻟﺜــروة )‪ (Rawls, 1971‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن اﻟﻘﯿﻤــﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿــﺔ‬
‫ﻟﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﯿﺴت ﻓﻲ ﻤﺜﺎﻟﯿﺘﻪ ﻛﻤﺼطﻠﺢ‪ٕ ،‬واﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻤدى اﻨﻌﻛﺎﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﯿـﺎة اﻟﻨـﺎس‬
‫ورﻓﺎﻫﯿﺘﻬم )‪.(Turhan, 2010‬‬
‫وﺒﺎﻟﻨظر ﻟواﻗﻊ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻛﻤﺎ ﻋﺒر ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻤﺸﺎرﻛون ﻓـﻲ اﻟد ارﺴـﺔ‪ ،‬ﯿﺘﻀـﺢ ﺒـﺄن‬
‫ﻤﺼطﻠﺢ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻟـﯿس ﻤﺼـطﻠﺤﺎ ﺸـﻌﺒﯿﺎ وﻻ ﯿﺤظـﻰ ﺒﺸـﻬرة ﻛﺒﯿـرة ﻓـﻲ اﻷردن ٕواﻨـﻪ ﻟـﯿس ﻤـن‬
‫ﻤﻛوﻨﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷردﻨﯿﺔ أو اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﺘداوﻟﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎن اﻟﻌـﺎدي‪ ،‬وﻻ ﻫـو ﻤـن اﻟﻘﻀـﺎﯿﺎ اﻟﺘـﻲ ﺘﺒـدو ﻤﻠﺤـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻷردﻨــﻲ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن اﺴــﺘﺨداﻤﻪ ﻓــﻲ اﻟﻐﺎﻟــب ﯿــﺘم ﻤــن ﻗﺒــل أﻛــﺎدﯿﻤﯿﯿن أو ﻨﺨﺒــوﯿﯿن‪ .‬ورﺒﻤــﺎ ﯿﻤﻛ ـن‬
‫ﺘﻔﺴــﯿر ذﻟــك ﺒﻌــدة ﻋواﻤــل ﻤــن ﺒﯿﻨﻬــﺎ‪ :‬اﻷوﻀــﺎع اﻻﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ؛ ﺒﻤــﺎ ﻓﯿﻬــﺎ اﻟﻔﻘــر واﻟﺒطﺎﻟــﺔ‪ ،‬واﻟﺘــﻲ أدت إﻟــﻰ‬
‫إﻋﺎدة ﺘرﺘﯿب اﻷوﻟوﯿـﺎت ﻟـدى اﻟﻨـﺎس ﺒﺤﯿـث ﯿﻨﺸـﻐﻠوا ﺒﺎﻟﺒﺤـث ﻋـن أرزاﻗﻬـم‪ ،‬وﻟرﺒﻤـﺎ أﯿﻀـﺎ ﺒﺴـﺒب اﻟﺘﺘـﺎﺒﻊ‬
‫اﻟﺴ ـرﯿﻊ ﻟﻸﺤــداث اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ واﻟﻤﺸ ــﻛﻼت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي أدى إﻟ ــﻰ إﻋطــﺎء اﻷوﻟوﯿــﺔ ﻟﻸﻤ ــن‬
‫واﻻﺴﺘﻘرار ﻋﻠﻰ اﻟﺤرﯿﺔ واﻟدﯿﻤوﻗراطﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﻫـو ﻓـﻲ اﻟﻐﺎﻟـب اﻟـﻨﻤط اﻟﺴـﺎﺌد ﻓـﻲ ﻤﻌظـم‬
‫اﻟدول اﻟﻌرﺒﯿﺔ ٕوان ﺒدرﺠﺎت ﻤﺘﻔﺎوﺘﺔ‪ ،‬ﺤﯿث أن ﻤﻌظم اﻟدول اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻟم ﺘﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺘطوﯿر اﻟﺤﻛم اﻟرﺸﯿد‪،‬‬
‫وﺘﺤﻘﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ ﺘوزﯿــﻊ اﻟﺜــروة واﺤﺘـرام اﻟﺘﻨــوع اﻟﺜﻘــﺎﻓﻲ )‪ (UNDP, 2009‬ﻨﺎﻫﯿــك ﻋــن‬
‫طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻘد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﯿن اﻟﺴﻠطﺔ واﻟﺸﻌب ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺒﯿﺔ واﻟذي ﯿﺄﺨذ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺸـﻛﻼ ﻫرﻤﯿـﺎ‬
‫وﻟﯿس أﻓﻘﯿﺎ‪.‬‬
‫وﻤ ــﻊ اﻹدراك ﺒﺄﻨ ــﻪ ﻻ ﯿﻤﻛ ــن ﺘﻔﺴ ــﯿر اﻟظـ ـواﻫر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﺒﺄﺴ ــﺒﺎب ﻗطﻌﯿ ــﺔ‪ ،‬وﺒ ــﺎﻟرﻏم ﻤ ــن اﻹﻗـ ـرار‬
‫ﺒﺄﻫﻤﯿــﺔ اﻟﻌواﻤــل اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘــﺄﺜﯿر ﻓــﻲ ﻋــدم ﺸــﯿوع واﻨﺘﺸــﺎر ﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻌﺎﻤـل اﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ ﻗـد ﯿﻛـون ﻤـن اﻟﻌواﻤـل اﻷﻛﺜـر ﺘـﺄﺜﯿ ار ﻓـﻲ ﻋـدم ﺸـﻌﺒﯿﺔ اﻟﻤﺼـطﻠﺢ‬
‫ﻓــﻲ اﻷردن‪ .‬وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن ﻋــدم اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻤﻌﻨــﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ )‪ ،(Geertz, 1973‬إﻻ أن ﻫﻨــﺎك اﺘﻔﺎﻗــﺎ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﻫﻤﯿﺘﻬـ ــﺎ وﺘﺄﺜﯿرﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺴـ ــﻠوك اﻹﻨﺴـ ــﺎن‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ــﺎ ﻋﻤﻠﯿـ ــﺔ ﻓﻛرﯿـ ــﺔ ﺘﻤﯿـ ــز اﻹﻨﺴـ ــﺎن واﻟﺠﻤﺎﻋـ ــﺎت‬
‫واﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت ﻋـن ﻏﯿـرﻫم )‪ (Hofsted, 1980‬ﻛﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ ﺘﺤﺘـوي ﻋﻠـﻰ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻻﺘﺠﺎﻫـﺎت واﻟﻘــﯿم‬
‫واﻟﻤﻌﺘﻘــدات اﻟﺘــﻲ ﺘوﺠــﻪ ﺴــﻠوك اﻹﻨﺴــﺎن )‪ .(Matsumoto, 1996‬وﻋﻤوﻤــﺎ ﯿﻤﻛــن اﻟﻘــول ﺒــﺄن ﻫﻨــﺎك‬
‫اﺘﺠ ــﺎﻫﯿن ﻟﻔﻬ ــم وﺘﻌرﯿ ــف اﻟﺜﻘﺎﻓ ــﺔ‪ :‬اﻻﺘﺠ ــﺎﻩ اﻷول ﯿﻨظ ــر ﻟﻠﺜﻘﺎﻓ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻨﻬ ــﺎ ﺘﺘﻛ ــون ﻤ ــن اﻟﻘ ــﯿم واﻟﻤﻌ ــﺎﯿﯿر‬
‫واﻟﺘﻔﺴﯿرات اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ واﻟرﻤوز واﻷﯿدوﻟوﺠﯿﺎت وﻤﺎ ﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻤن اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻌﻘﻠﯿـﺔ‪ ،‬واﻻﺘﺠـﺎﻩ اﻟﺜـﺎﻨﻲ ﯿـرى ﺒـﺄن‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ ﺘﺸــﯿر إﻟــﻰ اﻟــﻨﻤط اﻟﻛﻠــﻲ ﻟﺤﯿــﺎة ﺸــﻌب ﻤــﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺸﺨﺼــﯿﺔ ﺒــﯿن أﻓ ـرادﻩ وﻛــذﻟك ﺘوﺠﻬــﺎﺘﻬم‬

‫‪205‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫)‪ (Alam Almarifa, 1997‬وﻟـذﻟك ﻓــﺈن ﻓﻬـم وﺘﻘﺒـل وﺘﺒﻨـﻰ أﻓﻛـﺎر اﻟﺤرﯿـﺔ وﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن واﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﺘﺄﺜر ﺒﺎﻟﻤﻨظوﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﺴﺎﺌدة ﺒﯿن اﻷﻓراد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت واﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت‪ .‬ﻷن اﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ ﺘﻌﻤـل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺼﯿﺎﻏﺔ اﻫﺘﻤﺎﻤـﺎت اﻟﻨـﺎس ﺤـول ﻤﻌظـم اﻟﻘـﯿم واﻷدوار اﻟﻤطﻠوﺒـﺔ‪ ،‬وﺘﺤـدد اﻵﻟﯿـﺔ اﻟﺘـﻲ ﯿﺴـﺘﺠﯿب ﺒﻬـﺎ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻨﺤو اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻤﺴﺎواة واﻹﻨﺼﺎف )‪.(Rochat et al., 2009‬‬
‫ٕواذا ﻤــﺎ ﻨظرﻨــﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻷردﻨــﻲ _ﻤﺜﻠﻤــﺎ ﻫــو اﻟوﻀــﻊ ﻓــﻲ ﻤﻌظــم اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻟﻌرﺒﯿــﺔ_ ﻓﺈﻨﻨــﺎ ﺴــﻨﺠد‬
‫وﻋﻠﻰ ﺴﺒﯿل اﻟﻤﺜﺎل ﺒﺄن ﺴﯿﺎدة ﻤﻔﻬوم أﺒوﯿﺔ اﻟدوﻟـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ اﻟﻤﺸ ّـﻐل )وظـﺎﺌف اﻟﻘطـﺎع اﻟﻌـﺎم( واﻟﻤﻌـﺎﻟِﺞ‬
‫ﻟﻠﻔﻘر )اﻟﺼﻨﺎدﯿق واﻟﻤﺴﺎﻋدات(‪ ،‬أدى اﻟﻰ ﻓوﻗﯿﺔ اﻟﻌﻘد اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ )إن وﺠـد(‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎر أن اﻟدوﻟـﺔ وﻤـن‬
‫ﯿﺴــﺎﻨدﻫﺎ ﻫـﻲ اﻟطــرف اﻷﻗــوى ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد )اﻟﺴــﻠطﺔ واﻟﺜــروة(‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﯿﻛــﺎد ﯿﻛــون اﻟﻌﻘــد اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ‬
‫اﻟدول اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻋﻘد إذﻋﺎن ﺤﺘﻰ ﻟو ﺴﻤﻲ ﺒﻐﯿر ذﻟك وأﺨذ ﺼﯿﻐﺎ ﺸـﻛﻠﯿﺔ ﺘـوﺤﻲ ﺒﻌﻛـس ذﻟـك‪ .‬إن اﻟـدﻻﺌل‬
‫ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻛﺜﯿ ـرة‪ ،‬ﻓﺴــﯿﺎدة وﺘﻛ ـرار وﺘﻘﺒــل ﻤﺼــطﻠﺤﺎت اﻟﻤﻛرﻤــﺎت واﻟﻬﺒــﺎت واﻟﻤــﻨﺢ ﻫــﻲ أﻗــرب ﻟﺼــﯿﻐﺔ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻷب اﻟﻘﺎدر واﻻﺒن اﻟﻘﺎﺼر‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﯿﻐﯿب‪ ،‬ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻟﺼـﯿﻐﺔ ﻤﻔﻬـوم اﻟﺤـق واﻟواﺠـب‪.‬‬
‫ﯿﻀ ــﺎف إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك اﻨﺘﺸ ــﺎر اﻟﻔردﯿ ــﺔ وﺘﻐﻠﯿ ــب اﻟﻤﺼ ــﻠﺤﺔ اﻟذاﺘﯿ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻤﺼ ــﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ وﺸ ــﯿوع اﻟﻔﺴ ــﺎد‬
‫واﻟﻤﺤﺴوﺒﯿﺔ واﻟواﺴطﺔ‪ .‬ﻛل ﺘﻠك اﻷﻤور ﺘﺸﻛل ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﯿﺔ أﻓﻛﺎر اﻟﻨﺎس وﻤﻌﺘﻘداﺘﻬم وﺘوﺠﻬﺎﺘﻬم‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﺘﺼــﯿﻎ ﺜﻘــﺎﻓﺘﻬم‪ .‬ورﺒﻤ ــﺎ ﻛــﺎن ﻤــن اﻟطﺒﯿﻌ ــﻲ ﻓــﻲ ﻤﺜــل ﻫ ــذﻩ اﻷوﻀــﺎع أن ﺘﻐﯿــب ﻤﺼ ــطﻠﺤﺎت ﻤــن ﻤﺜ ــل‬
‫)اﻟﺤق( وﻨﻘﺼد ﺒﻪ ﺤق اﻟﻤواطن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤق ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﯿﺔ اﻤﺘﯿﺎز ﯿﻤﺘﻠﻛـﻪ اﻷﻓـراد ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ‬
‫اﻟدوﻟﺔ وﻗد ﯿﺸﻛل ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ )‪. (Hassona, 2015‬‬
‫وﻤــﻊ اﻹدراك ﺒــﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ ﺘﺘﺸــﻛل ﻤــن ﻤﺼــﺎدر ﻛﺜﯿـرة وﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻤــن ﻤﺜــل اﻟﺘــﺎرﯿﺦ واﻟــدﯿن واﻟﻌــﺎدات‬
‫واﻟﺘﻘﺎﻟﯿــد‪ ،‬ﺒــل واﻟﺴﯿﺎﺴــﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻟﺴــﺎﺌدة )‪ ،(Gil, 2009‬إﻻ أﻨــﻪ ﯿﻤﻛــن اﻟﻘــول ﺒــﺄن ﺘﻐﯿﯿــر ﺜﻘﺎﻓــﺔ‬
‫اﻹﻨﺴﺎن وﻤﺎ ﯿﻨﺒﺜق ﻋﻨﻬﺎ ﻤن ﺴﻠوﻛﯿﺎت ﻟﯿس ﺒﺎﻷﻤر اﻟﺴﻬل‪ ،‬وﻟﻛن وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻨﻔﺴﻪ ﻓـﺈن ﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن‬
‫ﻟﯿﺴت ﺠﺎﻤدة‪ .‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن إﺤداث ﺘﻐﯿﯿر ﻓﻲ ﺒﻌـض ﺠواﻨﺒﻬـﺎ ﻟـﯿس ﺒـﺎﻷﻤر اﻟﻤﺴـﺘﺤﯿل‪ ،‬ﺤﯿـث أن ﺒﻌـض‬
‫اﻟﺠواﻨب اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻔردﯿﺔ واﻟﺠﻤﻌﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷردﻨﻲ ﻗد ﺘﻐﯿرت واﻟﺒﻌض اﻵﺨـر ﻓـﻲ طرﯿﻘـﻪ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿـر‪،‬‬
‫وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟظروف واﻷﺤداث اﻟﻤﺤﯿطﺔ واﻟﻌوﻟﻤﺔ وﻛل ﻫذﻩ اﻟﻤؤﺜرات ﺴﺘﺴﻬم ﻓﻲ إﺤداث اﻟﺘﻐﯿﯿـر ﻓـﻲ‬
‫اﻷﻓـراد واﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت وﺜﻘــﺎﻓﺘﻬم‪ .‬وﻤــن ﻫﻨــﺎ ﺘﺒــرز اﻟﺤﺎﺠــﺔ اﻟﻤﺎﺴــﺔ ﻟــدور ﻓﻌﻠــﻲ ﻟﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﺴواء ﻟﻠﻌﻤل ﻋﻠﻰ إﺤداث اﻟﺘﻐﯿﯿر اﻟﻬﺎدف واﻟﻤﻘﺼود ﺒﺸﻛﻠﻪ اﻹﯿﺠﺎﺒﻲ أو ﻟﺘوﺠﯿﻪ اﻟﺘﻐﯿر اﻟﺴﻠﺒﻲ وﺘﺤوﯿـل‬
‫اﺘﺠﺎﻫﻪ ﻟﯿﺸﻛل طﺎﻗﺔ إﯿﺠﺎﺒﯿﺔ ﺘﺨدم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫‪206‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫واﻗﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن‪:‬‬

‫إن ﻗـراءة واﻗــﻊ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻷردن ﻤــن ﺨــﻼل ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻟد ارﺴــﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿــﺔ واﻟﺨﺒـرة اﻟﻤﯿداﻨﯿــﺔ‬
‫ﺘﺒــﯿن وﺒوﻀــوح أﻨــﻪ وﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن ﻤــرور أﻛﺜــر ﻤــن ﺨﻤﺴــﯿن ﻋﺎﻤــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻨﺸــﺄة اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻷردن ﺘدرﯿﺴﺎ وﻤﻤﺎرﺴﺔ إﻻ أﻨﻬﺎ ﻻ زاﻟت ﻓﻲ ﺒداﯿﺎﺘﻬﺎ وﻟم ﺘﺼل ﺒﻌد إﻟـﻰ اﻟﻤﺴـﺘوى اﻟﻤطﻠـوب‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ‬
‫ﻻ ﺘﺤظﻰ ﺒﺎﻋﺘراف رﺴﻤﻲ أو ﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﺒﺎﻟﺸﻛل اﻟذي ﯿﻠﯿق ﺒﻬﺎ ﻛﻤﻬﻨﺔ إﻨﺴـﺎﻨﯿﺔ )‪(Alkafawin, 2017‬‬
‫وﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻷردن ﻟﯿﺴــت أﻤـ ار ﻤﻠﻤوﺴــﺎ‪ ،‬ﺒــل‬
‫وﺘﻛــﺎد ﺘﻛــون ﻤﻌدوﻤــﺔ ﺴ ـواء ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــﻌﯿد اﻟﻨظــري أو اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ‪ ،‬وﻫــو اﻷﻤــر اﻟــذي ﯿﺘﻔــق ﻤــﻊ‬
‫أﺠرﯿت ﻓﻲ دول أﺨرى )‪.(Reisch, 2002‬‬
‫دراﺴﺎت ُ‬
‫ﻟﻘــد ﺘﺒــﯿن ﻤــن اﻟد ارﺴــﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿــﺔ ﺒــﺄن ﻟــدى اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن رﻏﺒــﺔ ﻓــﻲ ﺘطﺒﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬم اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﻟــدﯿﻬم إﯿﻤﺎﻨــﺎ ﺒــﺄن ﻤﻬﻨــﺘﻬم ‪ -‬وﻤــن ﺨــﻼل اﻟﻤﯿﺜــﺎق‬
‫اﻷﺨﻼﻗﻲ‪ ،‬ﺘﻠزﻤﻬم ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻋدة اﻟﻨﺎس وﺘﺤدﯿدا اﻟﻔﻘراء واﻟﻤﻬﻤﺸـﯿن وذوي اﻻﺤﺘﯿﺎﺠـﺎت اﻟﺨﺎﺼـﺔ‬
‫واﻟــدﻓﺎع ﻋــن ﺤﻘــوﻗﻬم ﻓــﻲ إطــﺎر ﻤــن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن اﻹﺸــﻛﺎﻟﯿﺔ ﺘﻛﻤــن ﻓــﻲ ﻋــدم إﻤﻛﺎﻨﯿــﺔ‬
‫ِ‬
‫ﺒﺈﻋدادﻫم اﻷﻛﺎدﯿﻤﻲ‪) ،‬اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻤﻬـﺎرة(‪ ،‬أو ﺒﺎﻟﺒﯿﺌـﺔ اﻟﺘـﻲ ﯿﻌﻤﻠـون ﻓﯿﻬـﺎ‪،‬‬ ‫اﻟﺘطﺒﯿق‪ ،‬ﺴواء ﻷﺴﺒﺎب ﺘﺘﻌﻠق‬
‫ﯿﻀــﺎف إﻟــﻰ ذﻟــك ﺒــﺄن اﻟﺨدﻤ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻷردن ﻻ ازﻟــت‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﻐﺎﻟــب‪ ،‬ﺘﻤــﺎرس ﺒﺸــﻛل ﺘﻘﻠﯿــدي‬
‫وﻓردي وﺘﻐﯿب ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﯿد اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت أو اﻟﺴﯿﺎﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤﻤﺎ ﯿزﯿد اﻷﻤر ﺼﻌوﺒﺔ‪.‬‬

‫وﻟــذﻟك ﯿﻤﻛــن اﻟﻘــول ﺒــﺄن ﻏﯿــﺎب اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻋــن أدﺒﯿــﺎت اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻷردن‬
‫ﯿﻌود ﻟﻌواﻤل ﻤﺘﻌددة أﻫﻤﻬﺎ‪:‬‬

‫أن ﺘدرﯿس اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻻ زال ﺘﻘﻠﯿـدﯿﺎ وﯿﻐﻠـب ﻋﻠﯿـﻪ اﻟطـﺎﺒﻊ اﻟﻨظـري وأﺴـﻠوب اﻟﺘﻠﻘـﯿن وﻟـﯿس‬
‫اﻟﺘﻔﻛﯿــر اﻟﻨﺎﻗــد‪ ،‬ﯿﻀــﺎف إﻟــﻰ ذﻟــك ﻀــﻌف اﻟﺘــدرﯿب اﻟﻤﯿــداﻨﻲ ﺒــﺎﻟرﻏم ﻤــن اﻟﺘــدرﯿب اﻟﻤﯿــداﻨﻲ ﯿﻌﺘﺒــر رﻛﻨــﺎ‬
‫أﺴﺎﺴــﯿﺎ ﻤــن أرﻛــﺎن إﻋــداد اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن )‪ ،(Mallick, 2007‬اﻷﻤــر اﻟــذي ﯿﺠﻌــل ﻫﻨــﺎك‬
‫ﻓﺠوة ﺒﯿن اﻟﺘدرﯿس ﺒﻛل ﻤﻛوﻨﺎﺘـﻪ وواﻗـﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻟﻤﻬﻨﯿـﺔ ﺒﻛﺎﻓـﺔ أﺸـﻛﺎﻟﻬﺎ )‪ (Ross, 2011‬واﻷﻤـر ذاﺘـﻪ‬
‫ﯿﻨﺴﺤب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ )‪ .(Reisch, 2011‬وﻫﻨﺎ ﻻ ﺒد ﻤن‬
‫اﻹﺸ ــﺎرة إﻟ ــﻰ أن ﻋ ــدم اﯿ ــﻼء ﻤوﻀ ــوع اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ اﻷﻫﻤﯿ ــﺔ اﻟﻼزﻤ ــﺔ ﻓ ــﻲ إﻋ ــداد اﻻﺨﺼ ــﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن ﻻ ﯿﺘﻌﺎرض ﻤﻊ أﻫداف وﻓﻠﺴﻔﺔ وأﺨﻼﻗﯿﺎت اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻓﺤﺴب‪ ،‬ﺒل ﺘﺼﺒﺢ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬
‫ﺘدرس( ﺸﯿﺌﺎ آﺨر ﻏﯿر ﻤﻬﻨﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ اﻟﻤﻘﺼـودة‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻻ ﺘﻛـون ﺨدﻤـﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‬
‫)اﻟﺘﻲ ّ‬
‫‪207‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫ﻓﻲ ﺴﯿﺎﻗﻬﺎ اﻟﺘﺎرﯿﺨﻲ وﻻ ﺒﻤﻔﻬوﻤﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎﺼر‪ ،‬وﺒدون ﻫذا اﻻﻫﺘﻤﺎم‪ ،‬رﺒﻤﺎ ﺘﻔﺸل اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻤواﺠﻬﺔ ﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻟﺘﻌرﯿف اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ وﻤﺘطﻠﺒﺎﺘﻬـ ـ ـ ـﺎ اﻷﺨﻼﻗﯿـﺔ )‪.(O”Brien, 2009‬‬
‫ﺒــل إن ﻏﯿــﺎب أو ﻨﻘــص ﺘرﻛﯿــز ﻤدرﺴــﻲ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌداﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬رﺒﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ﯿﺤ ـ ـ ـد‬
‫ﻤــن ﺠﻬـ ـ ـ ـود وﻗــدرات اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻓــﻲ اﻟﺒـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎء واﻟﺘﺄﺴ ـ ـ ـ ـﯿس ﻟﺨدﻤــﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤﺘط ـ ـ ـ ـ ـورة‬
‫)‪ (De Maria, 1992‬ﻛﻤــﺎ أن ذﻟــك رﺒﻤــﺎ ﯿزﯿــد ﻤــن ﻏرﺒــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت اﻟﺘــﻲ‬
‫ﺘﻌﻤــل ﻤﻌﻬــﺎ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﺘــؤدي إﻟــﻰ ﻏرﺒــﺔ اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن‪ .‬ﻟــذﻟك ﻓــﺈن اﻟﺨدﻤــﺔ ﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻷردن ﺒﺤﺎﺠــﺔ ﻤﺎﺴــﺔ ﻟﻤراﺠﻌــﺔ ﻤوﻀــوﻋﯿﺔ وﺘﻘﯿــﯿم ﻋﻠﻤــﻲ ﻟﺘوﻀــﯿﺢ ﻫوﯿﺘﻬــﺎ اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ ﻤــن أﺠــل ﺒﻨــﺎء أدوار‬
‫واﻀﺤﺔ ﻟﻸﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن )‪.(Asquth et al., 2005‬‬
‫ﯿﻀــﺎف ﻟﻤــﺎ ﺴــﺒق‪ ،‬ﻏﯿــﺎب ﻤﻔﻬــوم واﻀــﺢ وﻤﺤــدد ﻟﻠﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬اﻷﻤــر اﻟــذي ﯿﺸــﻛل ﻋﻘﺒــﺔ‬
‫ﺘواﺠــﻪ اﻟﻘــﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠــﻰ ﺘــدرﯿس اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ )‪ (Birkenmaier et al., 2011‬ﺤﯿــث أن ذﻟــك‬
‫ﯿــؤدي إﻟــﻰ ﻋــدم اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻀــﻤون واﺨــﺘﻼف اﻟطروﺤــﺎت ﺤوﻟﻬــﺎ وﻋــدم اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﻨﻘــل اﻟرﺴــﺎﻟﺔ‬
‫وﻛـذﻟك ﻀـﻌف إﻋــداد اﻻﺨﺼـﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن وﻨﻘــص ﻛﻔـﺎءﺘﻬم واﻟﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ﻤــن ﻗـدراﺘﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﺘطــوﯿر‬
‫)‪ .(De Maria, 1992‬ﯿﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎف إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك ﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺄن ﻤﻔﻬ ــوم اﻻﺨﺼ ــﺎﺌﯿﯿن أو اﻟطﻠﺒ ــﺔ ﻟﻠﻌداﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﺘﺄﺜر ﺒﺨﻠﻔﯿﺎﺘﻬم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿـﺔ وﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﯿﺨﺘﻠـف ﻤﻔﻬـوﻤﻬم ﺘﺒﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ﻟـذﻟك‬
‫)‪ (Roden and Parkison, 2009‬وﻛــذﻟك ﻓــﺈن ﻤﻌﺘﻘــداﺘﻬم اﻟدﯿﻨﯿــﺔ ﺘــؤﺜر ﻓــﻲ اﺘﺠﺎﻫــﺎﺘﻬم وﺴــﻠوﻛﻬم‬
‫)‪ (Sermabekian, 1994‬اﻷﻤر اﻟذي ﯿﺠﻌل اﻟﻘﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠﻰ اﻟﺘدرﯿس اﺤﯿﺎﻨﺎ ﯿواﺠﻬون إﺸـﻛﺎﻟﯿﺔ ﺸـرح‬
‫وﺘوﻀﯿﺢ ﻓﻛرة اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺒل ورﺒﻤﺎ ﺘﺠد ﻓﻛرة اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤﻘﺎوﻤـﺔ ﻤـن اﻟطﻠﺒـﺔ أﻨﻔﺴـﻬم‪.‬‬
‫وﻟذﻟك ﻻ ﺒد ﻤن أن ﯿدرك اﻟﻘﺎﺌﻤون ﻋﻠﻰ ﻤﻬﻨﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﻬﻨـﺔ ﻻ ﺘﻨﺸـﺎ وﻻ ﺘﻤـﺎرس ﻓـﻲ‬
‫ﻓ ـراغ‪ ،‬وأﻨﻬــﺎ ﺘﺘــﺄﺜر ﺒــﺄطر اﻟﻤﺠﺘﻤ ـﻊ اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿــﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻟــذي ﺘﻌﻤــل ﻓﯿــﻪ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن ﻤﻔﻬــوم‬
‫اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻻ ﯿﻨطﻠــق وﻻ ﯿﻨﺒــت ﻓــﻲ ﻓ ـراغ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ إذا ﻤــﺎ أردﻨــﺎ ﻓﻬــم اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﯿن اﻟﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻻ ﺒــد ﻤــن ﻓﻬــم اﻻطــﺎر اﻟﺴﯿﺎﺴــﻲ واﻟﺜﻘــﺎﻓﻲ واﻟروﺤــﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻟــذي‬
‫ﻨﻌﻤـل ﻤﻌـﻪ )‪ (McComick, 2003‬ﺤﺘـﻰ ﯿﺘﺴـﻨﻰ ﻟﻠﻘـﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠـﻰ ﺘـدرﯿس اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺼـﯿﺎﻏﺔ‬
‫ﻤﻨﻬـﺎج ﻻ ﯿﺘﻌــﺎرض وﻗـﯿم اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ٕواطــﺎرﻩ اﻟﻘﯿﻤـﻲ واﻟــدﯿﻨﻲ واﻟﺜﻘـﺎﻓﻲ واﻟﺴﯿﺎﺴــﻲ‪ ،‬ﻷﻨــﻪ ﻤـن ﻏﯿــر اﻟﻤﺘوﻗــﻊ‬
‫أن ﺘﻨﺠﺢ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﯿـق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ دون ﻓﻬـم ﻫـذا اﻹطـﺎر‪ .‬ﻷن اﻟﻌداﻟـﺔ ﺘﻌﻨـﻲ‬
‫ﻤﺤﺎرﺒ ــﺔ اﻟظﻠ ــم واﻻﻀ ــطﻬﺎد وﻨﺸ ــر اﻟﻌ ــدل وﺘطﺒﯿ ــق اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻤ ــن ﺨ ــﻼل ﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ اﻟﺨدﻤ ــﺔ‬

‫‪208‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﻨﺸــر اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﻤﻔﺎﻫﯿﻤﻬــﺎ ﯿﺠــب أن ﯿﻛــون ﻫــدﻓﺎ ﻤﻘﺼــودا ﻟﻠﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ )‪(Havig, 2013‬‬
‫اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ :‬رؤﯿﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ‬
‫ﻟﻌﻠــﻪ ﻤــن ﻨﺎﻓﻠــﺔ اﻟﻘــول ﺒــﺄن اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت ﺘﺴــﻌﻰ وﺒﺎﺴــﺘﻤرار ﻟﺘﺤﺴــﯿن أوﻀــﺎﻋﻬﺎ واﻟوﺼــول إﻟــﻰ أﻋﻠــﻰ‬
‫درﺠﺎت اﻟﺘﻘدم‪ ،‬اﻻﻤر اﻟذي ﯿﺘطﻠب ﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﻬود واﻷﻨﺸطﺔ اﻟﺘﻲ ﺘـؤﺜر ﻓـﻲ ﺤﯿـﺎﺘﻬم‪.‬‬
‫وﺤﺘــﻰ ﯿﺘﺴــﻨﻰ ذﻟــك ﻻ ﺒــد أن ﯿﺸــﻌر اﻹﻨﺴــﺎن ﺒﺎﻟﻤواطﻨــﺔ اﻟﻘﺎﺌﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺤﺘ ـرام ﺤﻘوﻗــﻪ واﻟﻌــدل واﻟﻤﺴــﺎواة‬
‫واﻟﻌ ــﯿش اﻟﻛـ ـرﯿم‪ .‬ﻷن اﻟﻌ ــدل واﻟﻤﺴ ــﺎواة أﺴ ــﺎس اﻟﻤواطﻨ ــﺔ‪ ،‬ﻻن إﺤﺴ ــﺎس اﻟﻨ ــﺎس ﺒ ــﺎﻟظﻠم وﻋ ــدم اﻟﻌداﻟ ــﺔ‬
‫واﻟﻐرﺒــﺔ ﻓــﻲ أوطــﺎﻨﻬم ﺴــﯿﻔﻘدﻫم اﻟﺤﻤــﺎس ﻟﻠﻌﻤــل ﻤــن أﺠــل ﻤﺠــﺘﻤﻌﻬم‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﯿﻛوﻨــون أﻗــل ﺤﻤﺎﺴــﺎ‬
‫ﻟﻼﻨﻀــﻤﺎم ﻷي ﺠﻬــد ﻤﺠﺘﻤﻌــﻲ‪ ،‬أو اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﺔ أو اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ أي ﻋﻤــل ﺤﺘــﻰ ﻟــو ﻛــﺎن ﻤــن‬
‫أﺠــل ﺘﺤﺴــﯿن أوﻀــﺎﻋﻬم )‪ .(Meyer, 2007‬ﻟﻘــد أﺼــﺒﺢ ﻤــن اﻟﺒــدﯿﻬﻲ اﻟﻘــول ﺒــﺄن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻟﯿﺴــت ﺘرﻓــﺎ ﻓﻛرﯿــﺎ وﻻ ﺤﻠﻤــﺎ ﻏﯿــر ﻗﺎﺒــل ﻟﻠﺘﺤﻘــق‪ ،‬إﻨﻤــﺎ ﻫــﻲ ﻀــرورة ﺤﺘﻤﯿــﺔ ﻷﻤــن اﻟﻔــرد واﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ واﻟدوﻟــﺔ‬
‫واﻟﺴـﻠم اﻟﻌــﺎﻟﻤﻲ‪ .‬ﻟﻛـ ّـن ﺘﺤﻘﯿـق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻟـﯿس أﻤـ ار ﺴــﻬﻼ ﻷﻨـﻪ ﯿﺘطﻠــب اﻟﻘﻨﺎﻋــﺔ اﻟﺘﺎﻤـﺔ ﻤــن ﻛــل‬
‫اﻷطـ ـراف وﻨﺸ ــر ﺜﻘﺎﻓ ــﺔ ﺜﻨﺎﺌﯿ ــﺔ اﻟﺤ ــق واﻟواﺠ ــب‪ ،‬ورﺒﻤ ــﺎ إﻋ ــﺎدة ﺼ ــﯿﺎﻏﺔ اﻟﻌﻘ ــد اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﻲ ﺒ ــﯿن اﻟدوﻟ ــﺔ‬
‫وﻤواطﻨﯿﻬــﺎ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺘﺘطﻠــب إﻋــﺎدة ﺘوزﯿــﻊ اﻟﺜــروة‪ ،‬ﺴــواء ﻛﺎﻨــت ﻤﺎدﯿــﺔ أو رﻤزﯿــﺔ‪،‬‬
‫وﺘﺤﻘﯿق ﺘوازن ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨﯿﺔ‪ ،‬واﻻﻋﺘراف ﺒﺎﻻﺨﺘﻼﻓﺎت ﺒﯿن اﻟﻨﺎس ﺴواء اﻛﺎﻨت ﺜﻘﺎﻓﯿﺔ أو دﯿﻨﯿﺔ او‬
‫ﻋرﻗﯿﺔ واﺤﺘرام اﻟﻤواطﻨﺔ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺤﻘﯿق اﻟﻌدل واﻹﻨﺼﺎف واﻟﻤﺴﺎواة ﻟﯿﻌﯿش اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺄﻤن وأﻤﺎن‪.‬‬

‫ﻟﻘـ ــد اﻛـ ــد اﻟﻤﺸـ ــﺎرﻛون ﻓـ ــﻲ اﻟد ارﺴـ ــﺔ ﻀـ ــرورة اﻫﺘﻤـ ــﺎم اﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻻردن ﺒﺎﻟﻌداﻟـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ وﺨﺼوﺼ ــﺎ أن اﻟﻤﺒ ــﺎدئ اﻟﻤﺸ ــﺘرﻛﺔ ﺒﯿﻨﻬﻤ ــﺎ ﻛﺜﯿـ ـرة ‪،‬ﺤﯿ ــث إن اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻤﻬﻨ ــﺔ‬
‫إﻨﺴــﺎﻨﯿﺔ ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻤﯿداﻨﯿــﺔ‪ ،‬وﻨﻤــوذج ﻤﺒﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﻋــدة ﻤﻌرﻓﯿــﺔ‪ ،‬وﺘﺴــﻌﻰ ﻹﺤــداث اﻟﺘﻐﯿﯿــر‬
‫اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﺤــرص ﻋﻠــﻰ ﺘﻤﺎﺴــك اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ‪ ،‬وﺘﻤﻛــﯿن وﺘﺤرﯿـر اﻷﺸــﺨﺎص واﺤﺘـرام ﺤﻘــوق اﻹﻨﺴــﺎن‪،‬‬
‫وﻛذﻟك اﺤﺘرام اﻟﻔـروق ﺒـﯿن اﻷﺸـﺨﺎص‪ ،‬ﻛﻤـﺎ أﻨﻬـﺎ ﺘﻌﻤـل ﻓـﻲ أطـﺎر ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﺘـؤﻤن ﺒﻛ ارﻤـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن وﺤﻘـﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﯿش ﺒﻌداﻟﺔ وﺤرﯿـﺔ‪ ،‬وﺘﻌﻤـل ﻤـﻊ ﻛـل اﻟﻔﺌـﺎت وﻋﻠـﻰ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻤﺴـﺘوﯿﺎت‪ ،‬وﻫـﻲ ﻤطﺎﻟﺒـﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ‬
‫اﻟﻤﺸﻛﻼت اﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋن اﻟﻌوﻟﻤـﺔ واﻟ أرﺴـﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺤـروب واﻷزﻤـﺎت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﯿﺔ‪ ،‬وﻤﻛﺎﻓﺤـﺔ اﻟﻔﻘـر واﻟﺒطﺎﻟـﺔ‬
‫واﻹﻗﺼﺎء واﻟﺘﻬﻤﯿش واﻟﺘﻤﯿﯿز وﻛﺎﻓﺔ اﻵﻓﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿـﺔ‪ ،‬ﻟـذا ﻓـﺈﻨﻬم ﯿـرون ﺒـﺄن ﻤﻬﻨـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‬
‫ﯿﻤﻛــن‪ -‬ﺒــل وﯿﺠــب‪ -‬أن ﺘﻘــوم ﺒــدور ﻓﻌــﺎل ﻓ ـﻲ ﺘﻌزﯿــز وﻨﺸــر اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ‬
‫اﻟﻤﻬﻨﯿ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺴـ ـ ـواء ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻤؤﺴﺴ ـ ــﺎت أو اﻟﻤﻨظﻤ ـ ــﺎت أو اﻟﻤﺠﺘﻤ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻟﻛ ـ ــن وﺤﺘ ـ ــﻰ ﯿ ـ ــﺘﻤﻛن اﻻﺨﺼ ـ ــﺎﺌﯿون‬
‫‪209‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿون ﻤــن اﻟﻘﯿــﺎم ﺒــذﻟك ﻻ ﺒــد ﻟﻬــم ﻤــن إﻋــداد ﻤﻬﻨــﻲ ﯿﻤﻛـ ّـﻨﻬم ﻤــن ﻓﻬــم اﻟﺼــﯿﻎ واﻵﻟﯿــﺎت اﻟﺘــﻲ‬
‫ﺘﺸـﻛل اﻟظﻠـم واﻻﻀـطﻬﺎد واﻟﺘﻤﯿﯿـز وﺴـﺒل اﻟـدﻓﺎع ﻋـن ﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن وﺘﺸـﺠﯿﻌﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﻤﺸـﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺘداﻓﻊ ﻋن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ )‪.(CSWE, 2012‬‬

‫إن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺒﻲ ﺤظﯿت وﻻ زاﻟت ﺘﺤظﻰ‬
‫ﺒﺎﻫﺘﻤـﺎم وﻨﻘـﺎش ﻤﻨـذ ﻨﺸـﺄة اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )‪ .(Reisch, 2002, 2007; Marsh, 2005‬ﺤﯿـث‬
‫أوﻟــت ﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎ ﻛﺒﯿ ـ ار ﺒﻤﻔﻬــوم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﺴــﺒل ﺘﺤﻘﯿﻘﻬــﺎ ﻤــن ﻗﺒــل‬
‫اﻻﺨﺼـﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﯿﯿن‪ ،‬وﯿﺘﻀــﺢ ذﻟـك ﺒﺸــﻛل ﺠﻠـﻲ ﻤــن ﺨـﻼل اﻟﻤواﺜﯿــق اﻷﺨﻼﻗﯿـﺔ اﻟﺘــﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬـﺎ ﻤﻬﻨــﺔ‬
‫اﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ وأﻟزﻤـ ــت اﻻﺨﺼـ ــﺎﺌﯿﯿن ﺒﻬـ ــﺎ واﻟﺘـ ــﻲ ﺘﻀـ ــﻤﻨت‪ :‬أن ﻤـ ــن ﻤﺴـ ــؤوﻟﯿﺎت اﻻﺨﺼـ ــﺎﺌﯿﯿن‬
‫اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻨﺸــر وﺘﻌزﯿــز اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺴ ـواء ﻓﯿﻤــﺎ ﯿﺘﻌﻠــق ﺒﻌﻼﻗــﺎﺘﻬم ﺒــﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺸــﻛل ﻋــﺎم أو‬
‫ﺒﻌﻼﻗـﺎﺘﻬم ﺒﺎﻷﺸـﺨﺎص اﻟـذﯿن ﯿﺘﻌـﺎﻤﻠون ﻤﻌﻬـم ﺒﺸـﻛل ﻤﺒﺎﺸـر وأوﻀـﺤت أن ﺘطﺒﯿـق ذﻟـك ﯿﺘطﻠـب ﻤـﺎ ﯿﻠــﻲ‬
‫)‪:(IFSW, 2004; IASSW, 2004‬‬
‫‪ -1‬ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﺘﻤﯿﯿز اﻟﺴﻠﺒﻲ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﺘﻤﯿﯿز اﻟﺴﻠﺒﻲ ﺒﯿن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟﻘدرة‪ ،‬اﻟﻌﻤر‪ ،‬اﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ‪ ،‬اﻟﺠـﻨس‪ ،‬اﻟـدور اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟوﻀـﻊ اﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬
‫أو اﻻﻗﺘﺼﺎدي أو اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ‪ ،‬اﻟدﯿن‪ ،‬اﻟﻌرق‪ ،‬اﻟﻠون‪ ،‬أو اﻟﻘدرات‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻻﻋﺘ ـراف ﺒــﺎﻟﺘﻨوع واﻻﺨــﺘﻼف‪ :‬اي أن اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﯿﺠــب أن ﯿﻌﺘرﻓ ـوا ﺒــﺎﺨﺘﻼف‬
‫اﻷﻓ ـراد واﻟﺠﻤﺎﻋــﺎت واﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت واﺤﺘ ـرام اﻟﻔــروق اﻟﺜﻘﺎﻓﯿــﺔ واﻟﻌرﻗﯿــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻼﻗــﺎﺘﻬم ﻤــﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫ﺒﺸﻛل ﻋﺎم وﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬم ﻤﻊ ﻋﻤﻼﺌﻬم أو اﻟذﯿن ﯿﻌﻤﻠون ﻤﻌﻬم ﺒﺸﻛل ﺨﺎص‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺘوزﯿــﻊ اﻟﻤ ـوارد ﺒﻌداﻟــﺔ‪ :‬ﺤﯿــث ﯿﺘﻀــﻤن ذﻟــك ﺘﺄﻛــد اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻤــن ﺘوزﯿــﻊ ﻤ ـوارد‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤ ــﻊ )اﻟﻤﺎدﯿ ــﺔ واﻟرﻤزﯿ ــﺔ( ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻨ ــﺎس ﺒﻌداﻟ ــﺔ ووﻓﻘ ــﺎ ﻻﺤﺘﯿﺎﺠ ــﺎﺘﻬم اﻟﻔﻌﻠﯿ ــﺔ واﻟﻤﺴ ــﺎﻫﻤﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﺘﺤﻘﯿق ذﻟك‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻤواﺠﻬــﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴــﺎت واﻟﻤﻤﺎرﺴــﺎت ﻏﯿــر اﻟﻌﺎدﻟــﺔ‪ :‬إن ﻤــن أدوار اﻷﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﻟﻔــت‬
‫اﻨﺘﺒــﺎﻩ اﻟﻤﻌﻨﯿــﯿن ﺒــﺎﻟﺘوظﯿف وﺼــﺎﻨﻌﻲ اﻟﺴﯿﺎﺴــﺎت واﻟﺴﯿﺎﺴــﯿﯿن واﻟ ـرأي اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﺤــﯿن ﺘﻛــون ﻫﻨــﺎك‬
‫ﻗ اررات أو إﺠراءات أو ﺴﯿﺎﺴﺎت ﻏﯿر ﻤﻼﺌﻤﺔ‪ ،‬أو ﻏﯿر ﻋﺎدﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻌﻤـ ــل ﺒﺸـ ــﻛل ﻤﺘﻛﺎﻓـ ــل وﻤﺘﻀـ ــﺎﻤن‪ :‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻻﺨﺼـ ــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤـ ــﺎﻋﯿﯿن اﻟﻌﻤـ ــل ﺒﺸـ ــﻛل ﻤﺘﻛﺎﻓـ ــل‬
‫وﻤﺘﻀﺎﻤن ﻟﻤواﺠﻬﺔ اﻟظروف اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ واﻟﺘـﻲ ﯿﻤﻛـن أن ﺘـؤدي إﻟـﻰ إﻗﺼـﺎء أي ﻓـرد أو‬

‫‪210‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﻤﺠﻤوﻋـ ــﺔ أو ﺴـ ــﯿﺎدة اﻻﺴـ ــﺘﺒداد‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘـ ــﺎﻟﻲ اﻟﻌﻤـ ــل ﻨﺤـ ــو ﻤﺠﺘﻤـ ــﻊ ﺸـ ــﺎﻤل وﻤﺘﻀـ ــﺎﻤن وﻤﺘﻛﺎﻤـ ــل‬
‫وﻤﺘﻌﺎون‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻀوء ﻤﺎ ﺴﺒق ﯿﻤﻛن اﻟﻘول ﺒﺄﻨﻪ ﺒﺎت ﻤن اﻟﻀروري ﻤراﺠﻌﺔ ذاﺘﯿﻪ وﺘﻘﯿﯿم ﻤوﻀوﻋﻲ ﻟواﻗﻊ‬
‫اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻷردن وﺘﺤدﯿ ــدا ﻓﯿﻤ ــﺎ ﯿﺘﻌﻠ ــق ﺒ ــدور اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻨﺸ ــر اﻟﻌداﻟ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ .‬وﻛذﻟك اﻟﺒﺤث اﻟﺠﺎد واﻟﻤﺴﺘﻤر ﻋن آﻟﯿﺎت ﻤﺒﺘﻛرة ﻟﻠﺘﻌﺎﻤل ﻤـﻊ ﻗﻀـﺎﯿﺎ اﻹﻨﺴـﺎن وﻤـن ﺒﯿﻨﻬـﺎ‬
‫اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )‪ .(Truell & Jones, 2012‬ﻟـذﻟك وﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻌﯿد اﻟﻨظـري ﻫﻨـﺎك ﺤﺎﺠـﺔ ﻹﺜـراء‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻤﻌرﻓﯿﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ وﺘﻀﻤﯿن ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤواﻀﯿﻊ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺤﻘـوق اﻹﻨﺴـﺎن واﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ )‪ .(Morris, 2002; Solas, 2008‬ﻛﻤــﺎ ﻻﺒــد ﻤــن اﻫﺘﻤــﺎم اﻟﻘــﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠــﻰ اﻟﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺒﻤﺎ ﯿﺠري ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ وأن ﯿﻛون اﻟدارﺴون ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺒﻨظرﯿﺎت اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻻ ﺒـد‬
‫أن ﯿـدرك اﻟﻤﺸـرﻓون ﻋﻠـﻰ اﻟطﻠﺒــﺔ )ﺘدرﯿﺴـﺎ وﺘـدرﯿﺒﺎ ﻤﯿـداﻨﯿﺎ( أن ﻤﺴــؤوﻟﯿﺘﻬم ﻻ ﺘﺘوﻗـف ﻋﻨـد ﺘزوﯿـد اﻟطﻠﺒــﺔ‬
‫ﺒﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻋــن اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺒــل ﯿﺠــب أن ﯿﻤﺎرﺴــوﻫﺎ ﻤﻌﻬــم )‪ (Funge, 2011‬ﻷن اﺸ ـراك‬
‫اﻟطﻠﺒ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﯿﻤ ّﻛ ــﻨﻬم ﻤ ــن اﻛﺘﺴ ــﺎب اﻟﻤﻬ ــﺎرات اﻟﻼزﻤ ــﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ اﻟﻌداﻟ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﯿﺘطﻠــب اﻷﻤــر ﻓﻬــم ﺨﻠﻔﯿــﺎت اﻟطﻠﺒــﺔ ﻷن ﺨﻠﻔﯿــﺎﺘﻬم اﻻﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿــﺔ‬
‫ﺘــؤﺜر ﻓــﻲ ﺘﻌﻠﻤﻬــم )‪ . (Roden & parkison, 2009‬ﻛﻤــﺎ أﻨــﻪ ﯿﻤﻛــن ﻟﻠﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻻردن اﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻟﻌرﺒﯿــﺔ واﻹﺴــﻼﻤﯿﺔ ﻓــﻲ ﺘﻌزﯿــز ﻗــﯿم اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻤﻛوﻨــﺎ‬
‫أﺴﺎﺴﯿﺎ ﻤن ﻤﻛوﻨﺎت اﻟﻔﻛر اﻹﺴﻼﻤﻲ )‪. (Amara, 1985‬‬
‫وﻋﻤوﻤﺎ‪ ،‬ﻻ ﺒـد ﻤـن اﻻﺸـﺎرة ﻫﻨـﺎ إﻟـﻰ أن اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺘﻨظـر ﻟﻠﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ‬
‫)ﻫــدﻓﺎ( و )ﻋﻤﻠﯿــﺔ( ﻓﻬــﻲ ﻫــدف ﺘﺴــﻌﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت واﻟﻤﻨظﻤــﺎت واﻷﻓ ـراد اﻟوﺼــول اﻟﯿــﻪ‪) ،‬ﯿﺤﺼــل ﻛــل‬
‫ﻤ ـواطن ﻋﻠــﻰ ﺤﻘوﻗــﻪ اﻷﺴﺎﺴــﯿﺔ وﻓــرص ﻤﺘﺴــﺎوﯿﺔ وﻋداﻟــﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻗﺘﺼــﺎدﯿﺔ( وﯿــﺘم ذﻟــك ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫)ﻋﻤﻠﯿــﺎت( ﯿﻘــوم ﺒﻬــﺎ ﻛــل ﻤــن اﻟﻤﻌﻨﯿــﯿن ﻛـ ٌل اﻨطﻼﻗــﺎ ﻤــن ﻤوﻗﻌــﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن ﺘﺒﻨــﻲ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﻟﻤﻔﻬـوم اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ )ﻓﻛـ ار وﻤﻤﺎرﺴـﺔ(‪ ،‬ﯿﺘطﻠـب ﻤـن اﻟﻤﻬﻨـﺔ ﻓـﻲ اﻷردن إﺤـداث ﺘﻐﯿﯿـر ﺠـذري ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻤﻬﻨﺔ‪ ،‬ﺤﯿث أن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﻤﻛن ﺒل وﯿﻔﺘرض أن ﺘﻌﻤل ﻋﻠـﻰ اﻟﻤﺴـﺘوى اﻟﺴﯿﺎﺴـﻲ ﻟﻠﺘـﺄﺜﯿر ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ وﻀﻊ اﻟﺴﯿﺎﺴـﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‪ ،‬وﺘﻌـدﯿﻠﻬﺎ ﻋﻨـد اﻟﻠـزوم‪ ،‬وﺘﻘﯿﯿﻤﻬـﺎ ﻟﻀـﻤﺎن اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫‪ (SWPI,‬ﻷن اﻟﺨدﻤـ ــﺔ‬ ‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ‪ ،‬وﺴـ ــد اﺤﺘﯿﺎﺠـ ــﺎت اﻟﻨـ ــﺎس وﺨـ ــدﻤﺘﻬم ﺒﻌداﻟـ ــﺔ وﻛ ارﻤـ ــﺔ )‪2012‬‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺘؤﻤن ﺒﺸﻛل ﻤطﻠق ﺒﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻛﻤﺒدأ وﻗﯿﻤﺔ أﺨﻼﻗﯿﺔ‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺴـﺘﺘﯿﺢ اﻟﻔرﺼـﺔ ﻟﻠﻨـﺎس‬

‫‪211‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬

‫ﻟﻠﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻘـ اررات اﻟﺘــﻲ ﺘﺨﺼــﻬم‪ ،‬وﺒﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ إﯿﺠــﺎد ﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻤﺘﻌــﺎون ﻤﺘﻛﺎﻓــل وﯿﺘﺤﻤــل ﻤﺴــؤوﻟﯿﺔ‬
‫ٍ‬
‫ﺒﺄﻤن وﺴﻼم )‪ (Bell, 1997‬ﻤﺠﺘﻤﻊ ﯿﻛون ﻓﯿﻪ اﻟﻤواطن ﻤﺎﻟﻛﺎ وﻟﯿس ﻤﺴﺘﺄﺠ ار‪.‬‬ ‫ﻤﺸﺘرﻛﺔ ﻟﯿﻌﯿش اﻟﻨﺎس‬
‫ﻤﻼﺤظﺎت ﺨﺘﺎﻤﯿﺔ وﺘوﺼﯿﺎت‪:‬‬
‫ﻟﻘــد ﺒــﺎت ﻤــن اﻟواﻀــﺢ ﺒــﺄن ﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻨظرﯿــﺎ أوﻟــت ﻤوﻀــوع اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﻐﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ رﻛﻨﺎ أﺴﺎﺴﯿﺎ ﻤن أرﻛﺎن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬واﻟﺘـﻲ ُﻋرﻓّـت ﻓـﻲ ﻗـﺎﻤوس اﻟﺨدﻤـﺔ‬
‫اﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ً‬
‫ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أﻨﻬﺎ ﺘﻌﻨﻲ أن ﯿﺘﺸﺎرك ﻛل أﻓـراد اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻓـﻲ ﻨﻔـس اﻟﺤﻘـوق واﻟﻔـرص واﻟﺤﻤﺎﯿـﺔ واﻻﻟﺘ ازﻤـﺎت‬
‫واﻟواﺠﺒــﺎت )‪ (Barker, 1995‬وﻗــد ﺘُــرﺠم ذﻟــك ﻤــن ﺨــﻼل ﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﻤﯿﺜــﺎق اﻷﺨﻼﻗــﻲ ﻟﻠﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺒﻤطﺎﻟﺒﺔ اﻷﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن ﺒﻤواﺠﻬﺔ ﻤظـﺎﻫر ﻋـدم اﻟﻌداﻟـﺔ‪ ،‬ﻤـن ﺨـﻼل ﻋﻤﻠﻬـم ﻋﻠـﻰ‬
‫إﺤداث اﻟﺘﻐﯿﯿر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻊ اﻟﺘرﻛﯿز ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر واﻟﺒطﺎﻟـﺔ واﻟﺘﻤﯿﯿـز واﻟﺘﻬﻤـﯿش واﻟﺼـﯿﻎ اﻷﺨـرى ﻟﻌـدم‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬وأن ﯿﺘﻀﻤن ﻋﻤﻠﻬم ﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤـن ﺨـﻼل اﻟﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻟﻌﺎﻤـﺔ وﺘﻨظـﯿم اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬
‫واﻷﺸ ـراف وﺘﻘــدﯿم اﻟﻤﺸــورة واﻹدارة وﻛﺴــب اﻟﺘﺄﯿﯿــد واﻟﻌﻤــل اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ واﻟﺴﯿﺎﺴــﻲ وﻓــﻲ اﻟﺘﻌﻠــﯿم واﻟﺒﺤــث‬
‫واﻟﺘﻘﯿـﯿم )‪ (NASW, 1999‬ﻟﺘﺼـﺒﺢ اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻗﯿﻤـﺔ أﺨﻼﻗﯿـﺔ ﻤـن ﻗـﯿم اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ‬
‫ودﻟﯿﻼ إرﺸﺎدﯿﺎ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺴـﺔ اﻟﻤﻬﻨﯿـﺔ )‪ .(Marsh, 2005‬وﻟﻛـن وﺒـﺎﻟرﻏم ﻤـن ﻫـذا اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒﺎﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن‬
‫ﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ واﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬وﺘﺤدﯿــدا ﻓــﻲ اﻟﻐــرب‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺄن ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﻻ ازﻟ ـت‬
‫ﺘﺄﺨـذ طﺎﺒﻌـﺎ ﻨظرًﯿـﺎ وﻟﯿ ـ ـ ـ ـ ـس ﻋﻤﻠﯿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﻓـﻲ ﻤﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎل ﺘﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﯿم اﻟﺨدﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ‪Finn and‬‬
‫)‪ ،(Jacobson, 2008‬ﺤﯿــث إن ﺘرﺠﻤــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ ﻻ ازﻟــت ﺘواﺠــﻪ ﺒﺘﺤــدﯿﺎت‬
‫وﻋﻘﺒــﺎت ﻛﺜﯿ ـرة وﻟﻌــل ﻤــن أﻫﻤﻬــﺎ‪ :‬ﻨﻘــص ﻓــﻲ اﻟﻤﻌرﻓــﺔ اﻷﺴﺎﺴــﯿﺔ ﺤــول ﺘﻛﺘﯿﻛــﺎت اﻟﺘﻐﯿﯿــر اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ‪،‬‬
‫واﻟﺘــدرﯿب ﺒﻘﺼــد اﻟﺘﻨﻔﯿــذ وﻏﯿــﺎب اﻟﻤﻨظﻤــﺎت اﻟداﻋﻤــﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿــق اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وﻀــﯿق اﻟوﻗــت ﻟــدى‬
‫اﻟﻌﺎﻤﻠﯿن )‪.(Birkenmaier, 2003‬‬
‫ﻟﻘـ ــد أﺸـ ــﺎرت ﻨﺘـ ــﺎﺌﺞ اﻟد ارﺴـ ــﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿـ ــﺔ وﺒوﻀـ ــوح ﺒـ ــﺄن اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺒـ ــﯿن اﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ واﻟﻌداﻟـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻟﯿﺴت ﺒﺎﻟﺼورة اﻟﻤطﻠوﺒﺔ‪ٕ .‬واﻨﻬﺎ ﺘواﺠـﻪ إﺸـﻛﺎﻟﯿﺎت ﻤﺘﻌـددة ﻟﻌـل ﻤـن أﻫﻤﻬـﺎ‪ :‬ﻋـدم‬
‫وﻀـ ــوح ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ‪ ،‬وﻋـ ــدم إﯿـ ــﻼء ﻤﻌﺎﻫـ ــد ﺘـ ــدرﯿس اﻟﺨدﻤـ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـ ــﺔ اﻷﻫﻤﯿـ ــﺔ اﻟﻼزﻤـ ــﺔ ﻟﻠﻌداﻟـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺨــﻼل إﻋــداد طﻠﺒــﺔ اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻨﻘــص اﻟﻤﻬــﺎرات اﻟﻼزﻤــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﯿــذ‪،‬‬
‫وﻗﻠــﺔ اﻷﺒﺤــﺎث ذات اﻟﺼــﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤوﻀــوع‪ .‬وﻓــﻲ ﻀــوء ذﻟــك ﻓــﺄن اﻟﺘﺤــدي اﻟﻘــﺎﺌم أﻤــﺎم اﻟﻤﻌﻨﯿــﯿن ﺒﺎﻟﺨدﻤــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﯿﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴؤال‪ :‬ﻛﯿف ﯿﻤﻛن ﺘﻌﻠﯿم طﻠﺒـﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ وﺘﻤﻛﯿـﻨﻬم ﻤـن‬

‫‪212‬‬
 ‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‪2018 ،‬م‪.‬‬

‫ﺘﻀﻤﯿن ﻤوﻀوع اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬم اﻟﻤﻬﻨﯿﺔ‪ .‬إن اﻷﻤر ﯿﺘطﻠب إﻋﺎدة اﻟﻨظر ﻓـﻲ ﺴﯿﺎﺴـﺔ‬
‫ﺘــدرﯿس اﻟﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ وأﺴــﺎﻟﯿب إﻋــداد اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن ﺴ ـواء ﻓﯿﻤــﺎ ﯿﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻟﻤﻨــﺎﻫﺞ أو‬
‫اﻟﺘ ـ ــدرﯿب اﻟﻤﯿ ـ ــداﻨﻲ ﺒﺤﯿ ـ ــث ﺘﺘ ـ ــوﻓر ﻟ ـ ــدﯿﻬم اﻟﻤﻌ ـ ــﺎرف وﺨﺼوﺼ ـ ــﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺒﺤﻘ ـ ــوق اﻹﻨﺴ ـ ــﺎن واﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﯿﺔ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك ﺘزوﯿ ــدﻫم ﺒﺎﻟﻤﻬ ــﺎرات اﻟﻼزﻤ ــﺔ ﻟﺘطﺒﯿ ــق اﻟﻌداﻟ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ ﻋﻤﻠﯿ ــﺎ‪،‬‬
‫ٕواﺠراء اﻷﺒﺤـﺎث واﻟد ارﺴـﺎت ذات اﻟﺼـﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤوﻀـوع‪ .‬ﻛﻤـﺎ ﻻ ﺒـد ﻤـن اﻟﺘﺄﻛﯿـد ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ وﻤـن أﺠـل ﻨﺠـﺎح‬
‫ﺘﻠك اﻟﺠﻬود ﻻ ﺒد ﻤن إﯿﺠﺎد وﺘوﻓﯿر ﺒﯿﺌﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﯿﺔ ﺘﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻓﻬم وﺘطﺒﯿق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘوﺼﯿﺎت‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺒﺎﻟرﻏم ﻤن إدراك ﻤﻌﻘوﻟﯿـﺔ وﻤﺸـروﻋﯿﺔ اﻻﺨـﺘﻼف اﻷﻛـﺎدﯿﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﺘﻌرﯿـف اﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ أﻻ‬
‫أن ذﻟــك ﻻ ﯿﻤﻨــﻊ ﻤــن اﻟوﺼــول ﻟﺘﻌرﯿــف إﺠ ارﺌــﻲ ﯿﺘﻀــﻤن اﻷرﻛــﺎن اﻷﺴﺎﺴــﯿﺔ ﻟﻠﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ‬
‫ﺒﺎﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن اﻟﻤواﺜﯿــق اﻟدوﻟﯿــﺔ واﻟﻔﻛــر اﻟــدﯿﻨﻲ وﺨﺼــﺎﺌص وﺤﺎﺠــﺎت وﺜﻘﺎﻓــﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ اﻷردﻨــﻲ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ﻤﻔﻬوم ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﯿﺘﻔق ﻤﻊ أﻫداف وﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪،‬‬ ‫وﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺄن ﻫﻨﺎك ﺤﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﺘﺤدﯿد‬
‫ﺒﺤﯿ ــث ﯿﺼ ــﺒﺢ دﻟ ــﯿﻼً إرﺸ ــﺎدﯿﺎ ﺴـ ـواء ﻟﺘﻌﻠ ــﯿم أو ﺘ ــدرﯿب طﻠﺒ ــﺔ اﻟﺨدﻤ ــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿ ــﺔ أو ﻤﻤﺎرﺴ ــﺘﻬم‬
‫اﻟﻤﯿداﻨﯿﺔ أو إﺠراء ﻷﺒﺤﺎث‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻛـﻲ ﺘـﺘﻤﻛن ﻤﻬﻨــﺔ اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻤــن ﺘﻤﻛـﯿن اﻟدارﺴــﯿن ﻓﯿﻤـﺎ ﯿﺘﻌﻠـق ﺒﺎﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻓــﺈن‬
‫ﻫﻨــﺎك ﺤﺎﺠــﺔ ﻹﻋــﺎدة اﻟﻨظــر ﻓــﻲ أﺴــﺎﻟﯿب إﻋــداد اﻻﺨﺼــﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﯿﯿن )اﻟﻤﻨــﺎﻫﺞ وﻤﺤﺘوﯿــﺎت‬
‫اﻟﻤﺴﺎﻗﺎت وأﺴﺎﻟﯿب اﻟﺘدرﯿس واﻟﺘـدرﯿب اﻟﻤﯿـداﻨﻲ( وﯿﺘطﻠـب اﻷﻤـر ﺘﻀـﻤﯿن اﻟﻤﻨـﺎﻫﺞ ﻤواﻀـﯿﻊ ﺤـول‬
‫ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻤﻊ اﻟﺘرﻛﯿـز ﻋﻠـﻰ ﺘﻛـوﯿن ﻤﻬـﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻤـل ﻤـﻊ ﻗﻀـﺎﯿﺎ اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻀــرورة ﺘطــوﯿر اﻟﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻟﻤﻬﻨﯿــﺔ ﻟﻠﺨدﻤــﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﺒﺤﯿــث ﺘﻌﻤــل ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى اﻟﻤﻨظﻤــﺎت‬
‫واﻟﻬﯿﺌ ــﺎت اﻟﺘـ ــﻲ ﺘﺘﺒﻨ ــﻰ اﻟـ ــدﻓﺎع ﻋ ــن ﺤﻘـ ــوق اﻹﻨﺴـ ــﺎن وﻛـــذﻟك اﻟﻌﻤـ ــل ﻋﻠـــﻰ ﻤﺴـ ــﺘوى اﻟﻤﺠﺘﻤﻌـ ــﺎت‬
‫واﻻﻨﺨراط ﻓﻲ رﺴم اﻟﺴﯿﺎﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺈﺠراء اﻟدراﺴﺎت واﻷﺒﺤﺎث ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺒﺤﻘوق اﻹﻨﺴـﺎن واﻟﻌداﻟـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬـﺎ‬
‫ﺒﺎﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿـﺔ ﻹﺜـراء أدﺒﯿـﺎت اﻟﺨدﻤـﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿــﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﯿل اﻟﻤﺜـﺎل‪ :‬اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺒـﯿن اﻟﻌداﻟــﺔ‬
‫واﻟﺘﻌددﯿﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ وآﺜﺎر اﻟﻌوﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬
References:
Al Amrawi , M. (2015). Social Justice: A conceptual approach to concept
and dimensions, Link Center for Strategic Research and Studies.
Alam Almareifa .( 1997) the theory of culture :a translation by Ali Al-Sawy,
National Council for Culture, Arts, and letters, Kuwait N(223).
AL-Kafawin ,M .(2017). Social Work Profession and social Capital(vision
for the future) An-najah University Journal for Research (Humanities)
V31(4) ,2017 December.
Alkazrajiu, A. ( 2012). International Human Rights Law, Dar al Thaqafa for
Publishing and distribution, Amman (41)
Amara, M. (1985). Islam and Human Rights , National Council for Culture,
Arts and literature, Kuwait .
Asquith, S., Clark, C, & Waterhouse, l. (2005). The Role of Social Workers
in the 21st Century- A Literature Review. Edinburgh: Scottish
Executive
Barsky, A.E. (Ed.) (2010). Ethics and Values in Social Work. New York:
Oxford University Press.
Battaglia, M. (2008).” Non Probability Sampling.” Encyclopedia of Survey
Research Methods. Sage Publication. London.
Bell, L. (1997). Theoretical Foundations for Social Justice Education. In M.
Adams, DL. Bell., and P. Griffen (Eds), Teaching for Diversity and
Social Justice. New York and London: Routledge.
Birkenmaier, J, Cruce, A., Burkemper, E., Curley, J, Wilson, R, J., &
Stretch, J. J. (2011). Introduction: teaching social justice as an
orienting value in Social Work Education. Educating for Social
Justice: Transformative Experimental Leaning. Chicago. IL: Lyceum
Book INC.
Canadian Nurses Association (CAN) (2006). Social Justice a Means to an
end, an end in itself. Ottawa: Author.

214
 .‫م‬2018 ،‫ اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‬،‫ اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‬،‫ ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬،‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‬

Constantine, M, & Hage, S, & kindaichi, M (2007). Social Justice and

Multicultural Issues: Implications for the practice and training of
counselor and counseling psychologist. Journal of Counseling and
Development .85:24-29.
Council on Social Work Education (CSWE). (2012). Education Policy and
Accreditation Standards. Retrieved October 12, 2012.
Craig, G. (2007). Social justice in a multicultural society: experience from
the UK. Studies in social justice, (1), 93-108.
Creswell, J. (2007). Qualitative inquiry and research design (2nded.)
Thousand Oaks, CA: Sage.
De Maria, W. (1992). Alive on the Street, Dead in The Classroom: The
Return of Radical Social Work and The Manufacture of Activism.
Journal of Sociology and Social Welfare, 19(3), 137-158.
Do Minelli, l. (2004). Social work: theory and practice for a changing
profession. Cambridge: polity press.
Flick. (2009). An Introduction to Qualitative Research (4thed). Sage
Publications. London.
Fouda, A. (2006). Human rights between legal systems and Islamic law –
Dar alfikr , Alexandria
Friesen, M. (2007). Perceptions of Social Justice in New Zealand in R.
Porter (Eds), pursuing social justice in New Zealand. Auckland:
Maxim Institute.
Funge, S. (2011). “Promoting the Social Justice Orientation of Students:
The role of the educator” Journal of Social Work Education, 47(1),
73-90=1
Geert, Z (1973). The Interoperation of Cultures. New York: Basic Books.
Gil, D. (2009). Perspectives on Social justice forum on Public Policy,
Brandeis University.
Given, L. (2008). The Sage Encyclopedia of Qualitative Research Methods,
2: Sage: London.

215
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬
Hare, I. (2004). Defining Social Work for the 21 St Centuries: The
International Federation of Social Workers’ revised definition of
social work. International Social Work, 47 (407)
Hassouna, N. (2015) .Human Rights: the concept, characteristics,
classification and sources, Aloka Network
Havig, K. (2013) Empowering Students to Promote Social Justice: A
Qualitative Study of Instructor’s Perceptions and Strategies. Field
Educator. Vol 3.2/fall 2013. University of Oklahoma.
Healy, L. (2009). Exploring the history of Social Work as a human rights
profession. International Social Work .51(6): 735-748.
Hofsted, G (1980) Cultures Consequences: International Differences in
Work-Related Values. London: Sage Publication.
ILO (International Labor Organization) (2008). ILO Declaration on Social
Justice for a fair globalization, Geneva .
International Federation of Social Workers (IFSW). (2000).
International Federation of Social Workers (IFSW). (2004).
International Federation of Social Workers (IFSW). (2014).
Mallick, A. (2007). Field Work Training in Social Work Curriculum:
Reflection on learning and teaching. Indian Journal of Social
Work,68(4),573-580.
Marsh, J. (2005). “Social Justice: Social Work’s Organizing value.” Social
work.50 (4).293-4.
Matsumoto, D. (1996). Culture and Psychology. Pacific Grove, CA:
Brooks/Cole.
Mc Comick, P. (2003). Whose Justice? An examination of nine models of
Justice. Social Thought, 22(2/3), 7.
Meyer, D. (2007). “Building Social Movement “In S. Moser and I. Dilling
(Eds) creating a climate for change: communicating alienates change
and facilitating social change. Cambridge University Press,
Cambridge.

216
 .‫م‬2018 ،‫ اﻟﻌدد اﻟﺨﺎﻤس‬،‫ اﻟﻤﺠﻠد اﻟﺜﺎﻟث واﻟﺜﻼﺜون‬،‫ ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻨﺴﺎﻨﯿﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‬،‫ﻤؤﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤوث واﻟدراﺴﺎت‬

Morgaine, K. (2014). Conceptualizing Social Justice in Social Work: Are

Social Workers.” Too Bogged Down in the trees”. Journal of Social
Justice, Vol.4, 2014.
Moriarty, J. (2011). Qualitative Methods Overview, School for Social Care
Research: London.
Morris, P.M. (2002). “The Capabilities Perspective: A Framework for
Social Justices”. Families in Society: The Journal of Contemporary
Human Services, 83(4), 365-373.
National Association of Social Workers (NASW nod). (2012). Social
Justice, Retrieved November 3,2012.
National Association of Social Workers (NASW) (2008). Code of Ethics of
the National Association of Social Workers. Retrieved 2011.
National Association of Social Workers (NASW) (2009). Social Work
Speaks: National Association of Social Workers Policy
Statements2009-2012 (8th Ed). Washington, DC.
National Association of Social Workers (NASW) (2012). Social Work
Speaks: National Association of Social Workers Policy Statements (9th
Ed). Washington, DC.
Novak, M. (2000). Defining social justice. first things, 108, 11-13/40
O’Brien, M. (2009) Social Work and Practice of Social Justice: An initial
overview. New Zealand. Social Work Journal. 21(1, 2), 3-10.
O’Brien, M. (2010). “Social Justice: Alive and Well (partly) in Social Work
Practice?” International Social Work, 54(2), 174-190.
Payne, M. (1999). The Moral bases of Social Work. European Journal of
Social work, 2(3), 247-258.
Rebore, R. (2001). The Ethics of Educational Leadership. Prentice-Hall
INC, New Jersey.
Reisch , M. (2011). Defining Social Justice in a socially unjust world. In
J.Birkenmaier, A. Cruce,E. Burkemper,J Curley, R.J.Wilson,and J.J.
Stretch (Eds), Educating for Social Justice: Transformation
Experiential Learning , Chicago, IL: Lyceum Books, INC.

217
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿن اﻟﺨدﻤﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻻﺨﺼﺎﺌﯿﯿن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﯿن اﻟﻤﻤﺎرﺴﯿن‬
‫ﻤﺤﻤود ﻤﺤﻤد اﻟﻛﻔﺎوﯿن‬
Reisch, M. (2007).” Social Justice and Multiculturalism: Persistent Tensions
in the history U. S. Social Welfare and Social Work”. Studies in
Social Justice.1 (1),67—92.
Reisch, M. (2002).” Defining Social Justice is a Socially Unjust World,
Families in Society: The Journal of Contemporary Human Services,
83(4), 343-354.
Rochat, P., Dias, M., Liping, G., Broesch, T., Passos-Ferreira, C., Wining,
A., and Berg, B. (2009). Fairness in distributive justice by. Journal of
Cross-Cultural Psychology,40, 416-442.
Ross, A. (2011). Justice in Action? (Social Work and Social Justice in the
21 Century) Master Thesis, Massey University, New Zealand.
Rwal, J. (1971). A theory of Justice (Revised Edition) Harvard University
Press.
Seramabeikian. P. (1994). Our Clients, Ourselves: The Spiritual Perspective
and Social Work Practice. Social Work ,39(2),178-183.
Solass, J. (2008).” What kind of Social Justice Does Social Work seek?”
International Social Work, 51(6), 813-822
SWPT, (2012). Critical Conversation Brief in flouncing social policy: Social
Work Policy Institute, Washington DC.
Torres-Harding’s and Steele, and Schuler and Thief and Pico (2014).
Students Perceptions of Social Justice and Social Justice Activities
Education, Citizenship and Social Justice, Vol. 9 (1) 55-66.
Turhan, M. (2010). Social Justice Perceptions of teacher candidates.
Education Research and Review: Vol. 5 (11), 668-673.
UNDP (United nations development programs). (2009). Arab Human
Development Report , New York (2009)
Youef, A. (2007). Encyclopedia of International Human Rights Law:
University Press House Alexandria.

218