‫ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ‪ :‬ﺍﺩﺭﻳﺲ ﺟﺮﺩﺍﻥ‬

‫ﺍﻋﺪﺍﺩ ‪ :‬ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻋﻮﺍﻃﻒ‬
‫ﺍﻟﺴﺪﺍﺳﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﺍﻻﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ‪ : 1‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬
‫ﺃ _ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪ :‬ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻷﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻭ ﺃﻱ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ‪ ،‬ﻭ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ‪ ،‬ﻏﺬ ﺗﻠﺠﺄ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﻟﻪ ﻭ ﻣﻨﻊ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﻭﺿﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ‪.‬‬
‫ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ‪ :‬ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ‬
‫ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ‪ :‬ﺃﻱ ﺣﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻭ ﺿﻐﻂ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﺪﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﻓﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻳﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻷﻳﺔ ﻧﺤﻠﺔ ﺍﻭ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍء ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺿﻤﺎﻥ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﻃﺮﺡ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻭ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻭ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺃﺛﻨﺎء ﻃﻠﺐ‬
‫ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻭ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﻠﺸﻌﺎﺋﺮ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺩﻳﻨﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﺍﻭ ﺍﺩﻳﺎﻧﺎ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ‪:‬‬
‫ﺳﻮﺍء ﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺍﻭ ﻋﺒﺮ‬
‫ﻭﺳﺎﺋﻂ ﻛﺎﻟﺼﺤﻒ ﻭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ‪ ...‬ﻭﻛﺬﺍ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻱ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻀﺎء ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﻱ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺍﻭ‬
‫ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻭ ﺩﻳﻨﻴﺎ ‪ ،‬ﻭﻳﻼﺣﻆ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﺮﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺣﻖ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻴﻖ ﻣﻌﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻵﺭﺍء ‪.‬‬
 ‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻵﺭﺍء ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 19‬ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻥ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ‬
‫ﺁﺭﺍء ﺩﻭﻥ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﻭ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ‪ .‬ﻭﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻣﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻜﺘﻮﺏ‬
‫ﺍﻭ ﻣﻄﺒﻮﻉ ‪...‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﺍﻥ‬
‫ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ‪:‬‬
‫ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻭ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ‪.‬‬
‫ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻭ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪...‬‬
‫ﺏ _ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻮﻟﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻟﻴﺲ‬
‫ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻣﻔﺮﻭﻍ ﻣﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﺿﻤﺎﻥ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ‪ .‬ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻴﺶ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ‪ :‬ﻳﻮﻟﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺣﺮﺍﺭ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪.‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ :‬ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﻕ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﺑﺔ ‪ ،‬ﻣﻨﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ‪ ،‬ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ‪ ،‬ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺮء ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﻭ ﺍﻷﻛﻞ ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ‪ ...‬ﻗﺪ ﺿﻤﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 12‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ " ﻻ ﻳﻌﺮﺽ ﺍﺣﺪ‬
‫ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺗﻌﺴﻔﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻭ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻭ ﻣﺴﻜﻨﻪ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺳﻼﺗﻪ ﺃﻭ ﻟﺤﻤﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻪ ﻭ ﺳﻤﻌﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ‬
‫ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ‪" .‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﺗﻄﺮﺡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﻛﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻻﺯﻣﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻭﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻣﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ‪:‬‬
‫_ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ‪.‬‬
‫_ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﻭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ‪.‬‬
‫_ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺳﻮﺍء ﺳﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ‪...‬‬
‫ﺣﻖ ﺍﻻﺟﺎﻧﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ؟‬
‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ؟ ﻭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺗﻬﺎ ؟‬
 ‫ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 17‬ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻭﺍﺟﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻙ ﺳﻮﺍء ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺍﻭ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺫﻥ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻭ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻴﻦ ‪ ...‬ﺍﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭ ﺍﺣﺘﺠﺎﺯ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺪﺍء ﺧﻄﻴﺮ ﻟﻤﺪﺓ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﻄﺐ ‪.‬‬
‫ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺴﺮﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻃﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ‪ .‬ﻭﺍﺫﺍ ﺭﻏﺒﺖ ﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﺜﻞ ﺗﺨﻄﻲ ﻋﺘﺒﺔ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﺎ ﺍﻭ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﺈﺫﻥ ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻛﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺜﻼ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﻠﻼ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﻛﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ‪...‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻻﺟﺮﺍء ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﺍﺗﻼﻑ ﺍﻻﺭﺷﻴﻒ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻛﻞ‬
‫ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺍﻭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻋﺘﺪﺍء ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺝ _ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ‪:‬‬
‫ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ‪ :‬ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺯﺥ ﺗﺤﺖ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻌﺘﺒﺮ‬
‫ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻟﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺭﻏﻢ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻣﻤﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ‪ ،‬ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﺜﺮﻭﺍﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ‪ :‬ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺎﻛﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‪ ،‬ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﻼﻉ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪.‬‬
‫ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺑﻘﺎء ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﻫﻴﻦ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ‪ ،‬ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻭﺿﻊ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﺩﺑﻴﺔ ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺨﺪﻡ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺍﻥ ﻳﺪﻣﺮﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺩ _ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ‪ :‬ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﺍﻭ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻻﻫﻞ ﻭ ﺍﻭﻻﺩﻫﻢ ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻘﺪ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‬
‫ﻭﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﻬﺎ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 16‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻫﻲ‬
‫ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫_ ﺍﺟﺮ ﻋﺎﺩﻝ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ‪ _.‬ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ _ ﺣﻖ ﻛﻼ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻭﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪.. .‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ‪ :‬ﻭﺗﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺘﻪ ﻋﺪﺓ ﺣﻘﻮﻕ ‪:‬‬
 ‫_ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺤﺮﻳﺔ ‪ :‬ﻓﻠﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺳﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺑﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻼﺋﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻭﻥ ﺳﻜﻨﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻫﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﺔ ﺳﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺳﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻘﺮ‬
‫ﻋﻤﻠﻬﻢ‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺤﺮﻳﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺣﻘﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻪ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻆ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻣﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﻲ ‪ ،‬ﺣﻖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎء ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﻣﻦ ‪ :‬ﻭﻳﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ‪:‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻻﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ‪ :‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﺗﻨﻘﻼﺗﻪ ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ‬
‫ﻭﺿﻊ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻻ ﺃﺫﺍ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ‬
‫ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 9‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻘﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺃﻭ ﺣﺠﺰﻩ ﺗﻌﺴﻔﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺳﻮﺍء ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‬
‫ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻻﻣﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 5‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ‬
‫ﻉ‪.‬ﺡ‪.‬ﺇ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ‪ :‬ﻓﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻬﻤﺎ ﺍﻭ ﻣﺠﺮﻣﺎ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﺮﻳﺪﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﻳﺘﻢ ﻣﻨﺤﻪ ﺣﻘﻮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫ﻣﺒﺪﺍ ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺮﺍءﺓ ‪ :‬ﻓﺎﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺮﻱء ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﺩﺍﻧﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ) ،‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪11‬‬
‫ﻣﻦ ﺇ‪.‬ﻉ‪.‬ﺡ‪.‬ﺇ (‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ‪ :‬ﻓﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻭﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺷﺨﺼﻲ‬
‫ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍء ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺯﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻛﻴﻞ ﻣﺤﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ‪،‬‬
‫ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ‪ :‬ﻻ ﻳﻨﺰﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﺠﻴﻦ ﻳﻈﻞ ﺍﻧﺴﺎﻧﺎ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻭ‬
‫ﺟﺐ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﻬﺬﻳﺐ ‪ ،‬ﻭﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻣﺄﻛﻞ ﻭﻣﺸﺮﺏ ﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻓﺮﺯ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺣﺴﺐ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎء ‪.‬‬
‫_ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ‪:‬‬
‫ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺇﻻ ﺑﻨﺺ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺷﺨﺺ ﺑﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﻗﺖ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺍﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻭﻳﺤﺎﻛﻢ ﺑﻪ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻮﺍ ﻓﻌﻼ ﻗﺪﻳﻤﺎ ‪.‬‬
‫ﻩ _ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺃﻭﻻ ‪ -‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪:‬‬
 ‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ :‬ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 17‬ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻬﻮ ﺣﻖ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻙ‬
‫ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ‪:‬‬
‫ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻤﻠﻜﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻛﺎﻻﺭﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻒ ﻟﻠﻤﻨﺰﻭﻉ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ ‪.‬‬
‫ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ‪ :‬ﺇﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻳﻤﺘﻌﻪ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻭ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪ :‬ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﻏﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ‪:‬‬
‫ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻛﺎﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ‪ ،‬ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻭ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ‪..‬‬
‫ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺴﻮﻕ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ‬
‫ﺍﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺴﻲء ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﺍﻟﻰ ﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﻦ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺛﻼﺙ ‪ :‬ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺍﻋﻄﺎء ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﺸﻐﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﻘﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 23‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ‬
‫ﻉ‪.‬ﺡ‪.‬ﺇ " ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪" .. .‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 23‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬
‫ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ‪,‬‬
‫ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻱ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺟﺮ ﻣﺘﺴﺎﻭ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻜﻔﻞ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻛﺤﺪ ﺃﺩﻧﻰ _ ﺃﺟﻮﺭ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﻌﻴﺸﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻬﻢ _ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻤﻞ ﻣﺄﻣﻮﻧﺔ‬
‫ﻭﺻﺤﻴﺔ ‪ _ .‬ﻓﺮﺹ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺮﻗﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ _ ﺍﻭﻗﺎﺕ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻘﻮﻝ‬
‫ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ _ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﻭﺍﻻﺿﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ‪...‬‬

‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻣﻄﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻟﻬﺎ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ .‬ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺑﺤﻖ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻭﻣﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺸﻐﻞ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪:‬‬
 ‫ﺗﻀﻢ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻐﺬﺍء ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺼﻴﺔ ‪ ...‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻻ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻟﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺒﺬﻝ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ -‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ :‬ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻋﺪﺓ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻓﻬﻨﺎﻙ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺍﻱ ﺣﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺃﻱ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻄﻤﺲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺧﺮ‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻳﺒﺮﺯ ﻫﻨﺎ ﺣﻖ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺤﻴﺔ ﺛﻢ‬
‫ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﻭ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ ﺣﺪﺍﺛﺎﺕ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 27‬ﻣﻦ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﻉ‪.‬ﺡ‪.‬ﺇ ﺗﻘﺮ ﺑﺄﺣﻘﻴﺔ ﻛﻞ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻻﺳﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ‪,‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ‪:‬‬
‫ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻥ ﻭﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ‪ ...‬ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺘﻴﺴﺮﺓ ﻭﻗﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻗﺮﻭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫ﺣﻀﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ :‬ﻭﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻭ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ‬
‫ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ‪.‬‬
‫ﺣﻖ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻻﺧﺮ ﻭﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻻ‬
‫ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﻳﻐﺬﻱ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﺬﻛﺎء ﻭﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ‬
‫ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﺍﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺑﺴﻮء ﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‬
‫ﺃ _ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻬﺸﺔ ‪:‬‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ‪:‬‬
‫_ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻷﻥ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ‬
‫ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺗﺪﻭﻡ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻛﺮﺳﺖ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ‪:‬‬
 ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﺟﺤﺎﻑ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻐﺎء ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻻﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻤﻴﺰﺍ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ " ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻻﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺗﻘﻠﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ‪...‬‬

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ‪:‬‬

‫_ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ‬
‫ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻹﺗﺎﺣﺔ ﻧﻤﻮﻩ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻧﻤﻮﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ‪.‬‬

‫_ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺣﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﺳﻢ ﻭﺟﻨﺴﻴﺔ ‪.‬‬

‫_ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ‪ ،‬ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺤﺎﻁ ﻫﻮ ﻭ ﺃﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺑﻌﺪﻩ ‪.‬‬
‫_ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﺐ ﻭ ﺍﻟﻠﻬﻮ ‪...‬‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ‪:‬‬
‫ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺇﻋﻼﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻓﻲ ‪ 9‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ 1975‬ﻭﺗﻀﻤﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺃﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ _ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺳﻊ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ‬
‫ﺫﺍﺗﻲ ﻣﻤﻜﻦ _ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫_ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﻞ ﺑﺎﻧﺪﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻠﻪ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪...‬‬
‫ﺏ _ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ :‬ﻫﻮ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﻭﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭ‬
‫ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺇﻋﻤﺎﻻ ﺗﺎﻣﺎ ‪ .‬ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ‪:‬‬
‫_ ﺍﻟﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻻﺟﻨﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺩﻭﻟﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻧﺼﺎﻓﺎ ﻭﻳﺘﻴﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ‪.‬‬
‫_ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﻧﻈﻴﻔﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﻖ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻴﺶ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ‬
‫ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﻭﻣﺤﺪﺩ ﺷﻜﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ‪:‬‬
 ‫_ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻞ ﺩﺧﻠﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻋﻦ ﺩﻭﻻﺭ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ‪, 2015‬‬
‫_ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ‪.‬‬
‫_ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻭ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ‪.‬‬
‫_ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺭﻳﺎ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﺗﺎﺣﺔ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ‪...‬‬
‫ﺝ _ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ‬
‫ﻭ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺗﻴﻦ ‪ :‬ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ‬
‫ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻭ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒﺘﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻛﺤﻖ ‪ :‬ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺣﺮﺓ ﻭﻧﺰﻳﻬﺔ ﻭ ﺫﺍﺕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻃﻨﻴﺎ ‪،‬‬
‫ﻣﺤﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﻭﺟﻬﻮﻳﺎ ‪.‬ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻴﺎﺕ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺪﺧﻞ ﺑﻌﺪﻱ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻻﻓﺘﺎء ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﻤﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﺩ _ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺣﻖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﺸﺮﻁ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻫﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ‬
‫ﺑﺤﻮﺯﺓ ﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺝ ﻭ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻄﻮﺭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ‪ :‬ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‬
‫ﺃﻭﻻ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻮﻥ ‪:‬‬
‫ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻫﺎ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻜﺲ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻓﺼﻠﻪ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺍﻻﻏﻨﻴﺎء ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍء ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﻮﻥ ‪:‬‬
‫ﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﻮﺭﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺑﻞ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻫﻲ ﺷﻜﻠﻴﺔ ‪ .‬ﻭ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻪ ﺣﻮﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﻮ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﻮﻥ‬
 ‫ﻫﺆﻻء ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺣﺪ ﻧﻔﻲ ﻭ ﺍﻟﻐﺎء ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻔﻲ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻣﺴﺎﻭﺍﺗﻬﻢ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﺴﻤﻮ ﻣﻄﻠﻖ ﻟﺠﻨﺲ ﻣﻌﻴﻦ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻫﻮ ﺷﻦ ﺣﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬
‫ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺑﻼ ﺭﻭﺡ ‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﺘﺘﻀﺎﻋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻻﻭﺭﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺎﺵ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻋﺼﻴﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﻭﻳﺪﻳﺮ‬
‫ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻴﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﻚ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺗﻌﻘﺪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺯ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺻﺪﻕ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬ﺗﻄﻮﺭ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬

‫_ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻻﻭﻝ ‪ :‬ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ 18‬ﻭ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﺗﻈﻬﺮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 1789‬ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺳﺘﻀﻢ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﺍﺿﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺍﻭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻗﻞ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﺃ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ‪.‬‬
‫_ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺟﻴﻞ ﺛﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﺿﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ‪ ...‬ﺛﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ‪.‬‬
‫_ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪ 20‬ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻻ ﺗﻬﻢ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻬﻢ‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ _ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ _ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ‪...‬‬
‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺗﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﺑﻌﻜﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻃﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻄﺮﺡ ﺻﻌﻮﺑﺔ‬
‫ﺗﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﺰﺍء ‪ ...‬ﻛﻞ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻝ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻠﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﻃﻴﻦ‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻭﻻ – ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺷﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ...‬ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻓﻠﻜﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻪ ﺍﻭ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺃﻭ‬
‫ﺃﻱ ﻭﺿﻊ ﺁﺧﺮ ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﺍﻋﻼﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ " ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ‬
‫ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ ﺍﺣﺮﺍﺭﺍ ﻭﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ " ﻭﺍﻳﻀﺎ ﺍﻻﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺟﺎء ﺑﻨﺺ " ﻓﻠﻜﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ‪ ..‬ﺃ‪ ,‬ﺍﻱ ﻭﺿﻊ ﺁﺧﺮ‬
‫"‬
‫ﻭﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺑﻌﺎﺩ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﻭﻝ ‪ :‬ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻭﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ‬
‫ﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﻘﺼﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺘﺨﺬ ﺻﺒﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻨﺢ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻡ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻮ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺑﻘﻲ ﺍﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﻮﺛﻴﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ‬
‫ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻳﺨﻔﻲ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺣﻮﻝ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭ‬
‫ﺣﺪﻭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ – ﺣﺪﻭﺩ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺻﻒ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﺸﻜﻴﻚ ﻭﻧﻘﺎﺵ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‪ ...‬ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺮﺭ ﻓﻲ ﻣﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﻴﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻠﻜﻮﻧﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ :‬ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ‬
‫ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪،‬ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺩﻭﺭ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻚ‬
‫ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﻭ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻛﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻮﻕ ‪ :‬ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺃ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬
‫ﻛﺤﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻟﺸﻐﻞ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ‪ ...‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﻻ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﻜﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﻄﺎء ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ‬
‫ﻭﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻭﺭﻗﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻻﺑﺎﺩﺓ ﺃﻱ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺃ‪ ،‬ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﺒﻨﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬
 ‫ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺘﻴﻦ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻭﻧﻬﺐ ﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ :‬ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻤﻴﻤﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺭﺍﻛﻤﺘﻪ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺪﻟﻮﻟﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺗﺮﻓﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺘﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺃﺣﻜﺎﻡ‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ – ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﻣﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭ ﻻ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻟﺠﻮﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﺭﺍﺑﺤﺔ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻄﺮﻑ‬
‫ﺍﻻﺧﺮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﻔﺎء ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺳﻨﺔ ‪ 1993‬ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺤﺪﺩﺓ ‪ ،‬ﻳﺠﺐ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬
‫ﺑﻤﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻳﺠﺎﺩ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺠﺪﻱ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺣﻮﻝ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻛﻞ‬
‫ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻲء ﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻬﺎﺟﺲ‬
‫ﺍﻻﻣﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻻﻭﻝ ‪ :‬ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻻﻭﻟﻰ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻬﺪﺓ ﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺃﻭﻻ ‪ :‬ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬
‫_ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ ) 1908‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ( ‪ :‬ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء ﺍﻟﺘﺴﺨﻴﺮ ﻭ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﻫﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ‪ ...‬ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ‬
‫ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ‬
‫ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻃﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ‬
‫ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺷﺮﻋﻴﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ‪ 8‬ﻣﺎﻱ ‪ : 1958‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺑﻐﺮﻓﺘﻴﻪ _ ﺍﻟﻘﻀﺎء ‪( ...‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻓﻲ ‪ 15‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪. 1958‬‬
‫ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻬﺎﺋﺮ ﺭﻏﻢ ﺍﻳﺠﺎﺑﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻬﺪﺓ ﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ‪ 2‬ﻳﻮﻧﻴﻮ ‪ 1961‬ﻛﻤﻜﻤﻞ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻭﻛﺎﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ‪ 1962‬ﺣﺪﺩ ﺛﻮﺍﺑﺖ‬
‫ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪...‬‬
‫ﺩﺳﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ‪:‬‬
‫_ ﻣﻮﺟﺔ ‪ : 1962‬ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺈﻗﺮﺍﺭﻩ ﺃﻭﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻟﻠﺒﺎﻟﺪ ﺿﻤﻨﻪ ﺃﺻﻨﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﻗﺮ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ‪.‬‬
‫_ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ : 1965‬ﺍﻋﻼﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء‬
‫‪ : 1970‬ﺻﺪﻭﺭ ﺛﺎﻧﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺗﺮﺍﺟﻌﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺩﺳﺘﺮﺓ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ‪ ،‬ﻭﺗﻤﻴﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﻭﺍﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ‪.‬‬
‫_ ﻣﻮﺟﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ‪ 1992‬ﻭ ‪ : 1996‬ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﻞ ﺗﻌﻴﻞ‪ ،‬ﺇﺫ‬
‫ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ ‪،‬‬
‫ﻭﺃﻫﻢ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻲ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1992‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻗﺒﻞ ‪2011‬‬
‫ﺃﻭﻻ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ‪:‬‬
‫_ ﺣﻖ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﺷﺨﺼﻲ ‪ :‬ﻭﻧﺠﺪ ﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ " ﻻ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﻞ ﻭﻻ‬
‫ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﻭ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ "‬
‫_ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 10‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ‪ _.‬ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ‪ .‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ _. 9‬ﺣﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ‪ .‬ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ _ . 6‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ‪ :‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻖ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺴﺖ ﻟﻪ ﺍﻻﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺬ ‪ . 1789‬ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﻣﺜﻼ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻃﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺃﻗﺮﺍ ﻋﺪﻡ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻨﺲ ‪.‬‬
‫_ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﻭﺳﻼﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﻛﻞ‬
‫ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻼﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎء ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﻛﺬﺍ ﻭﺿﻊ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﺘﺒﻊ ‪.‬‬
‫_ ﻭﺿﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ‪.‬‬
 ‫_ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺼﺮﺡ ﺑﺎﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻓﻬﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻮﻻﺩﺓ ﻭ ﺣﻖ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺁﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ‪ ...‬ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﺧﺼﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﺇﻋﺎﻗﺘﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻗﺼﺪ ﺇﺩﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫_ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﺃﺻﻴﻞ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻣﺘﻤﺘﻌﻴﻦ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ -‬ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺣﻘﺎ ﻣﻘﺪﺳﺎ ‪ ،‬ﻭﻛﺮﺳﺘﻪ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻴﺔ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ‪ 1992‬ﻭ ‪1996‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 15‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ‪ :‬ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎﻥ ‪ .‬ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻭﻣﺎﺭﺳﺘﻬﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪:‬‬
‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻨﺬ ‪ 1962‬ﻋﻠﻰ ﺃ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻐﻞ ﺣﻖ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ‬
‫ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻻﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺻﻼﺣﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ‪ .‬ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻖ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺆﺷﺮﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﺪﻯ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ‬
‫ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﻟﻮﺝ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺇﻟﻴﻪ ‪.‬‬
‫‪ +‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻐﻞ ‪:‬‬
‫ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﺑﻨﺎء ﺃﺳﺮﺓ ﻭ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ‪,‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ‪:‬‬
‫ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﺸﻲ ﻣﻼﺋﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ‪...‬‬
‫‪ +‬ﺣﻖ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ‪:‬‬
‫ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1962‬ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﺿﺮﺍﺏ ﻣﻀﻤﻮﻥ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃ‪ ،‬ﻳﺒﻴﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃ‪ ،‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺘﺒﺎﺳﺎ‬
‫ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ‪ ،‬ﻣﺆﺩﺍﻩ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻳﻌﻨﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺷﺮﻭﻃﻪ ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﻴﻦ ﻓﻴﺮﻯ ﻫﺆﻻء ﺑﺄﻥ ﻣﺮﺳﻮﻡ ‪ 5‬ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ 1958‬ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﺿﺮﺍﺏ ) ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺤﻲ ( ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺿﺮﺍﺏ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﻘﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ‬
‫ﻋﺪﻡ ﺇﻣﻜﻨﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻤﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻪ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ‪ 1958‬ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻤﻜﻨﺎﺱ ) ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻴﺒﺎﻥ ‪. ( 2002‬‬
‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ‪:‬‬
 ‫_ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭ ﻳﺤﻘﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺂﺛﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﻒ ‪...‬‬
‫_ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺍﻧﺘﺎﺝ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﻭ ﺃﺩﺑﻲ ﺃﻭ ﻓﻨﻲ ‪...‬‬
‫_ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻓﺌﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ‪...‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪: 2011‬‬
‫ﺃﻭﻻ – ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺩﺳﺘﺮﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺃ – ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﺈﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1875‬ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻠﺤﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1946‬ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ‬
‫‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﻭ ﻣﻨﺬ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪ 1962‬ﺗﻢ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ‪ ،‬ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1992‬ﺟﺎء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻀﻤﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻋﺒﺎﺭﺓ‬
‫" ﺗﺸﺒﺚ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ " ‪ ،‬ﻭﺗﻜﺮﺱ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻑ ﺳﻨﺔ ‪ ، 1996‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‪ 2011‬ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻏﻨﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻜﺜﻔﺔ ‪:‬‬

‫_ ﻓﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺘﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺗﺆﻛﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﺸﺒﺜﻬﺎ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ‪.‬‬
‫_ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ‪.‬‬
‫_ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ‬
‫ﻭﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ‪ -‬ﺗﺴﻤﻮ ﻓﻮﺭ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻨﻮﻉ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻭﺑﺄﻧﺼﺎﺭﻫﺎ‬
‫ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪...‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ‪:‬‬

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﻨﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫_ ﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ _ ...‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻜﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ‪ _.‬ﺣﻖ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ ﺷﺨﺼﻪ ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ‪ _.‬ﻋﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ‪ _ .‬ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍءﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ‪ _.‬ﺿﻤﺎﻥ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺩﻣﺎﺝ ‪ _.. .‬ﺣﻖ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‪_.‬‬
‫ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭ ﻧﺸﺮ ﺍﻻﺧﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﻵﺭﺍء ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ‪ _.‬ﺣﻖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ _ ...‬ﺣﻖ ﺍﻻﺿﺮﺍﺏ _ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‪ _.‬ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺷﺢ‬
‫ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ‪:‬‬
‫ﺟﺎء ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺼﻨﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
 ‫_ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ 10‬ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺗﺨﻮﻟﻬﺎ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ‬
‫ﺑﻤﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪.‬‬
‫_ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻠﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻠﺘﻤﺴﺎﺕ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺿﻤﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ‪...‬‬
‫_ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺟﺎء ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﻐﺔ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺿﻴﻦ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ‪:‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﻬﻲ ﺗﻬﻢ‪:‬‬
‫_ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﻜﻞ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ‪.‬‬
‫_ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻦ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ‪.‬‬
‫_ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺗﻘﻴﻴﺪﻫﺎ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫_ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻬﺮ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫_ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺤﺮ‪.‬‬
‫_ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ‪:‬‬
‫ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺳﺲ ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ‬
‫ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻛﺪﻳﻮﻥ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪:‬‬

‫ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﺣﺮﻳﺎﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺩﺍﺋﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ‪ .‬ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﻟﻠﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ‪:‬‬
‫_ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎء‪.‬‬
‫_ ﺗﻤﺘﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﺎﺕ ﺍﻻﻧﺎﺙ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺹ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻟﺘﻮﻟﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﻮﻟﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ‪.‬‬
‫_ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫_ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺸﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ ‪.‬‬
‫_ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻔﻦ‪.‬‬
‫ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺩﺍﺋﻨﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫_ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻻﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻬﺸﺔ ﻟﻔﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭﺍﻻﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪.‬‬
 ‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺎﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺍﻭ ﺣﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﻴﺔ ‪ ..‬ﻭ ﺇﺩﻣﺎﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫_ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﻭﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ – ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ‪ -‬ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ‬
‫ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻜﻞ ‪.‬‬

‫ﺩﻋﻮﺍﺗﻜﻢ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ‪‬‬