You are on page 1of 7

‫ظهر اصطالح االقتصاد الجديد‪ ،‬مع بداية انطالق ثورة‬

‫المعلومات واالتصاالت التي شهدت توسعًا غير مسبوق‬


‫منذ مطلع التسعينيات‪ ،‬وسمي النشاط التقليدي في مجاالت‬
‫االقتصاد المختلفة‪ ،‬من زراعة وتجارة وصناعة باالقتصاد‬
‫القديم‪ ،‬بينما قطاع المعلومات والتقدم التكنولوجي‬
‫وصناعات االتصاالت استحوذت على اصطالح االقتصاد‬
‫•الجديد‬

‫وقد اتسم هذا القطاع بسرعة التقدم في مجاالته المختلفة‬


‫وانخفاض تكاليفه مع سرعة التقدم التكنولوجي• كما حقق‬
‫االستثمار في هذا المجال معدالت ربحية عالية وصلت في‬
‫بعض األحيان ‪ •%100‬المستشار أكرم بسطاوي‪ ،‬مستشار‬
‫التجارة الدولية صرح بأن االقتصاد الجديد يعرف بأنه‬
‫االقتصاد الذي يوظف مجمل منجزات تقنية المعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬والذي يولد الثروة ويراكم األرباح‪ ،‬ويوسع‬
‫دائرة السوق‪ ،‬ويوفر آفاقًا واسعة لفرص عمل جديدة‪،‬‬
‫ويتيح خيارات واسعة وبسهولة أمام المستهلكين‪ ،‬ويسهم‬
‫بفاعلية ملحوظة في تحقيق الرفاهية‪ ،‬وإشباع رغبات‬
‫اإلنسان في المعرفة والتقدم‪ ،‬وتفجر طاقاته اإلبداعية•‬
‫وتعتبر المعلومات واألفكار هي الجوهر‪ ،‬والمفتاح األساس‬
‫لالقتصاد الجديد• ويضيف بسطاوي بأن الهدف من‬
‫االقتصاد الجديد ليس فقط االنتقال إلى الصناعات عالية‬
‫التقنية‪ ،‬ولكن الهدف هو تطوير أسلوب تكنولوجيا‬
‫المعلومات الذي يحسن من كفاءة كل قطاعات االقتصاد‬
‫القومي خاصة شركات االقتصاد القديم• أهم السمات‬
‫الخاصة الدالة على االقتصاد الجديد مركز البحوث ببنك‬
‫مصر أعد دراسة شاملة عن االقتصاد الجديد‪ ،‬أشارت تلك‬
‫الدراسة إلى أن هناك عدة ظواهر رئيسة أصبحت من‬
‫السمات الخاصة الدالة على االقتصاد الجديد‪ ،‬وهي‪ :‬تطور‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬لقد بدأت التجارة اإللكترونية بقيام‬
‫الشركات الكبرى بشراء احتياجاتها من السوق من خالل‬
‫شبكة اإلنترنت‪ ،‬وبالتالي كان على كل من يرغب في البيع‬
‫لهذه الشركات أن يعرض بضاعته وأسعاره على الشبكة‪،‬‬
‫وكانت أولى المشروعات التجارية التي بدأت تطبيق عملية‬
‫البيع والشراء عبر اإلنترنت تلك التي ال تحتاج سلعها إلى‬
‫مواصفات كثيرة مثل الصيدليات والمطاعم• وقد شهدت‬
‫التجارة اإللكترونية نموًا متسارعًا منذ بدء تطورها‪ ،‬إال أنه‬
‫ال توجد تقديرات دقيقة حول قيمتها‪ ،‬ويعبر ذلك عن‬
‫اختالف التقديرات المتوقعة مستقبًال لحجم التجارة‬
‫اإللكترونية بين عام وآخر لنفس الفترة الزمنية‪ ،‬كما أن كل‬
‫التقديرات لم تميز بشكل واضح بين المعامالت التجارية‬
‫اإللكترونية المحلية وتلك عابرة الحدود أو الدولية‪ ،‬وقد‬
‫تفاوتت تقديرات الشركات والمؤسسات المعنية بالتجارة‬
‫اإللكترونية خالل الفترة (‪1995‬م ـ ‪1997‬م) بين ‪70‬‬
‫مليون دوالر فقط‪ ،‬و‪ 8‬مليار دوالر• كما تراوح إجمالي‬
‫القيمة التي كانت متوقعة لها خالل الفترة (‪ 2000‬ـ‬
‫‪2002‬م) بين ‪ 10‬مليارات دوالر إلى أكثر من ‪1.5‬‬
‫تريليون دوالر• تقديرات برنامج األمم المتحدة للتجارة‬
‫والتنمية >االنكتاد< تشير إلى أن إجمالي قيمة المعامالت‬
‫االقتصادية والتجارية اإللكترونية بلغت نحو ‪ 1.0‬مليار‬
‫دوالر عام ‪1995‬م‪ ،‬وارتفعت إلى ‪ 3‬مليار دوالر عام‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ثم إلى ‪ 74‬مليارًا عام ‪1998‬م‪ ،‬ويتوقع أن تصل‬
‫إلى ما يزيد على ‪ 2.1‬تريليون دوالر عام ‪2002‬م‪،‬‬
‫وبالرغم من أن هذه البيانات تعكس تسارع معدالت نمو‬
‫التجارة اإللكترونية خالل الفترة من (‪1995‬م ـ ‪2002‬م)‬
‫بنسبة ‪ %4321‬تقريبًا إال أن تلك البيانات تعتبر تقديرات‬
‫أولية طرأت عليها مستجدات عالمية أهمها أحداث سبتمبر‬
‫العام ‪2001‬م في الواليات المتحدة‪ ،‬كما تعكس هذه‬
‫التقديرات أيضًا قدرًا كبيرًا من الغموض وعدم التيقن بشأن‬
‫الحجم الحقيقي إلجمالي التجارة اإللكترونية وفروق األداء‬
‫بين أشكالها المختلفة‪ ،‬ومازالت الدول المتقدمة هي‬
‫المسيطرة على الجانب األكبر من تعامالت التجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬بسبب عدم توافر البنية األساسية المعرفية‬
‫والمادية بالدول النامية والتكلفة المرتفعة لحد ما‬
‫الستخدامات شبكة اإلنترنت• تعتبر رقائق الكمبيوتر هي‬
‫السلعة األساسية لالقتصاد الجديد لذا‪ ،‬وجد أن هبوط أسعار‬
‫الترنستور في الثالثين عامًا الماضية قد دعم انخفاض‬
‫معدل التضخم‪ ،‬وارتفاع معدل النمو اإلنتاجي‪ ،‬ومازالت‬
‫المصانع التي تنتج هذه الرقائق على مستوى العالم تعمل‬
‫بطاقة قدرها ‪ •%100‬تتسع دائر االحتكار في ظل‬
‫االقتصاد الجديد‪ ،‬ففي ظل االقتصاد القديم كان التمتع‬
‫بوفرات الحجم الكبير يثير شبهة االحتكار‪ ،‬أما في‬
‫االقتصاد الجديد‪ ،‬فإن آليات الوصول إلى وفرات الحجم‬
‫الكبير تجعل االحتكار أمر شبه ضروري‪ ،‬حيث نجد أن‬
‫سوق اإلنترنت اآلن يمكن لعدد محدود جدًا من الشركات ال‬
‫يتجاوز أصابع اليد الواحدة أن يستأثر بالنصيب األكبر من‬
‫حجم هذه السوق‪ ،‬تاركًا الشركات الباقية تجاهد من أجل‬
‫البقاء‪ ،‬ولذلك ظهرت حمى االندماج بين شركات‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وظهر أيضًا تركز اإلعالنات في عدد محدود‬
‫من المواقع ذات الشعبية الكاسحة‪ ،‬فعلى سبيل المثال نجد‬
‫أن ‪ %71‬من إيرادات اإلعالنات على اإلنترنت تذهب إلى‬
‫أكبر عشر شركات‪ ،‬وأن ‪ %83‬من هذه اإليرادات يذهب‬
‫إلى ‪ 25‬شركة‪ ،‬كما تستأثر أكبر ‪ 50‬شركة بنحو ‪ %19‬من‬
‫إيرادات اإلعالنات خصوصًا الشركات واسعة االنتشار‬
‫ويعتبر السبب ‪ (M.S.N)، ((L.O.L)، (Yahoo)،‬مثل‬
‫الرئيس وراء اتساع نطاق المنافسة ازدياد نطاق التعامل‬
‫في ظل اقتصادات العولمة• تطور أجهزة االتصاالت‪،‬‬
‫حيث كان من المقرر تزايد اإلنفاق عليها من ‪ 31‬مليار‬
‫دوالر أميركي في عام ‪1999‬م إلى نحو ‪ 89‬مليار دوالر‬
‫عام ‪3002‬م‪ ،‬كما كان من المتوقع للشركات أن تنفق نحو‬
‫‪ 119‬مليار دوالر عام ‪2000‬م‪ ،‬و‪ 284‬مليار دوالر عام‬
‫‪3002‬م على االبتكارات بشبكة اإلنترنت وذلك مقابل ‪86‬‬
‫مليار دوالر عام ‪1999‬م• المخاطر التي تواجه االقتصاد‬
‫الجديد بطبيعة األشياء‪ ،‬وعلى الرغم من أن االقتصاد‬
‫الجديد يعبر عن مرحلة جديدة من الحضارة اإلنسانية‪ ،‬إال‬
‫أن هناك العديد من المخاطر التي تهدد ذلك االقتصاد‪،‬‬
‫لتبقي رسالة اإلنسانية الخالدة في تطوير إعمار هذا الكون•‬
‫وحول هذه المخاطر أشار الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ‬
‫االقتصاد بأكاديمية السادات إلى مجموعة منها كان أبرزها‬
‫التالي‪ 1 :‬ـ االنكماش الحاد في مؤشر أسهم تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت يعتبر بادرة سلبية لالقتصاد الجديد‬
‫في بداية طريقه لدول العالم• ولعل ما شهده مؤشر ناسداك‬
‫>الخاص بأسهم المعلوماتية واالتصاالت< خالل عام‬
‫‪2000‬م‪ ،‬وأيضًا ما شهدته هذه األسهم من انخفاضات عقب‬
‫أحداث ‪ 11‬سبتمبر يدلل على وجود هذه المخاطر‪ ،‬إذ مني‬
‫المستثمرون في هذا القطاع بخسائر كبيرة بعدما كانوا‬
‫يأملون ي تحقيق أرباح تصل إلى نحو ‪ %85‬و‪•%100‬‬
‫ويعد السوق األميركي من أكبر األسواق لالقتصاد الجديد‪،‬‬
‫لذا تأثرت هذه السوق بما تعرض له االقتصاد األميركي‬
‫من انخفاض معدالت النمو وحدوث االنكماش االقتصادي‬
‫خالل العام ‪2000‬م وأيضًا اآلثار السلبية بعد أحداث ‪11‬‬
‫سبتمبر• ‪ 2‬ـ تعد المخاطرة الحقيقية التي تواجه قطاع‬
‫تكنولوجيا المعلومات هي اختراق شبكة اإلنترنت والتزوير‬
‫من خاللها بشكل لم يسبق له نظير• ونسمع كل فترة من‬
‫تمكن القراصنة من الدخول على مواقع تخص جهات‬
‫سيادية وأماكن حساسة تخص األمن القومي لبعض الدول‬
‫ومنها الواليات المتحدة األميركية وغيرها من المواقع‬
‫التجارية• ‪ 3‬ـ انخفاض إيرادات بعض الشركات التي‬
‫تصنع رقائق الكمبيوتر‪ ،‬وأيضًا انخفاض اإلنفاق من قبل‬
‫الشركات األميركية على قطاع تكنولوجيا المعلومات• ففي‬
‫العام ‪2001‬م وصل انخفاض اإلنفاق على هذا القطاع إلى‬
‫‪ %5‬بينما كان في العام ‪2000‬م زاد بمعدل ‪ 4 •%11‬ـ‬
‫حدوث منافسة شديدة في سوق منتجات االقتصاد الجديد‬
‫مثل شاشات الكمبيوتر بين الصناعات التايوانية والكورية‪،‬‬
‫وإغراق األسواق بمنتجات الدرجة الثانية التي تخفض‬
‫األسعار بنحو من ‪ %15‬إلى ‪ ،%32‬وبالتالي يؤثر ذلك‬
‫على األرباح• ‪ 5‬ـ يؤدي أحيانًا التقارب في اختيار األسماء‬
‫والرموز الخاصة بعناوين المواقع على شبكة اإلنترنت إلى‬
‫حدوث مشكالت عند االستخدام‪ ،‬فباستخدام اسم يتشابه مع‬
‫أسماء مؤسسات أو شركات أو مواقع أخرى‪ ،‬أو كتابة‬
‫االسم وعدم ترك مسافة‬

You might also like