You are on page 1of 19

‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫املحور األول ‪ :‬مجال عاملي مترابط و متفاوت‬


‫الدرس األول ‪ :‬األدفاق التجارية‬
‫مقدمة‪ :‬تنامت األدفاق التجارية منذ تسعينات القرن العشرين وساهمت في عوملة التجارة لكنها ظلت تتصف بعدم‬
‫التكافؤ بين دول الشمال ودول الجنوب‪.‬‬

‫ما هي مظاهر هذا النمو وعوامله؟‬

‫ما هي األطراف املتدخلة في التجارة العاملية؟‬

‫ماهي مظاهر عدم التكافؤ بين دول الشمال و دول الجنوب ؟‬

‫‪ .I‬أدفاق تجارية متنامية‪ :‬املظاهر والعوامل‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪ .1‬املظاهر ‪ :‬ارتفاع حديث ومتسارع لألدفاق التجارية في العالم‪:‬‬
‫• نمو ملحوظ منذ التسعينات ‪:‬‬
‫➢ ‪ ‬تضاعفت قيمة اجمالي األدفاق التجارية العاملية ‪13‬مرة منذ سنة ‪ 1980‬حيث بلغت قيمتها أكثر‬
‫من ‪ 32‬ألف مليار دوالر سنة ‪2022‬‬
‫➢ ‪‬شمل النمو صنفي األدفاق التجارية ‪:‬‬
‫السلع أكثر من ‪12‬مرة منذ ‪ 1980‬لتصل الى ‪25.2‬ألف مليار دوالر سنة‬ ‫➢ ‪‬تضاعفت قيمة أدفاق ّ‬
‫‪.2022‬‬
‫مرة منذ ‪ 1980‬حيث بلغت ‪ 8.6‬ألف مليار‬ ‫➢ ‪‬تضاعفت قيمة أدفاق الخدمات التجارية أكثر من ‪ّ 17‬‬
‫دوالر سنة ‪.2022‬‬
‫➢ ‪‬نمو يجسد أحد مظاهر العوملة ‪.‬‬
‫تدعم حصتها في اقتصاد العالم‪:‬‬‫من مظاهر نمو األدفاق التجارية العاملية ّ‬

‫‪ -‬إذ ارتفعت مساهمة صادرات السلع والخدمات في تكوين الناتج الداخلي الخام العالمي الى قرابة الـ ‪1/3‬سنة ‪.2022‬‬

‫‪-‬كما ارتفعت مساهمة التجارة في الناتج املحلي العالمي من ‪ 1/4‬سنة ‪ 1970‬إلى أكثر من الـ‪ 1/2‬سنة ‪.2022‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫• ‪‬لكن نسق النمو السنوي لألدفاق التجارية يتسم بالتذبذب الناجم عن تقلبات الوضع‬
‫االقتصادي العاملي (مثل األزمة املالية العاملية لسنة ‪ 2008‬تراجع قيمة صادرات السلع بـ ‪22,2‬‬
‫‪%-‬بين سنتي ‪ 2008‬و ‪.)2009‬‬
‫• ‪‬سجلت صادرات السلع في العالم نسبة نمو سلبية خالل سنتي ‪ 2019‬و ‪ 2020‬قدرت على‬
‫التوالي بـ ‪ % -2,8‬و ‪(%-7,2‬بسبب االزمة الصحية العاملية املرتبطة بانتشار وباء الكوفيد)‪.‬‬
‫• ‪‬عودة نمو صادرات السلع سنة ‪ 2021‬بـ ‪.% 26,3‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫• تبرز حدود عوملة األدفاق من خالل ‪:‬‬

‫‪-‬هيمنة األدفاق ضمن اإلقليمية على أكثر من ‪ 1/2‬األدفاق العاملية (حوالي ‪ % 70‬من صادرات السلع في البلدان‬
‫املتقدمة و أكثر من النصف في البلدان النامية سنة‪). 2021‬‬

‫‪-‬ضعف اندماج أجزاء من الجنوب في التجارة العاملية(ال يتجاوز نصيب القارة االفريقية ‪ % 3‬من املبادالت العاملية‬
‫للسلع و الخدمات)‪.‬‬

‫‪ .2‬عوامل النمو السريع لألدفاق التجارية‪:‬‬


‫أ‪-‬تحوالت االقتصاد العاملي(عوامل تنظيمية هيكلية)‪:‬‬

‫تزامن نمو االدفاق التجارية مع التحوالت التي عرفها االقتصاد العالمي و منها‪:‬‬
‫❑ عوملة االستثمار األجنبي املباشر و إرتفاع عدد فروع الشركات عبر القطرية و انتشارها في أنحاء العالم‪.‬‬
‫• إقامة هذه الشركات صناعية كانت أو خدماتية لتقسيم عالمي لإلنتاج ( تجزئته بتوطين فروع في‬
‫الخارج( لالستفادة من االمتيازات كضعف كلفة اليد العاملة او توفر مواد اولية و القتحام االسواق)‬
‫و تدويله) و هو ما كثف األدفاق التجارية بين هذه الشركات و فروعها (مبادالت ضمن الشركات)من‬
‫جهة و بينها و بين مزوديها أو حرفائها من جهة أخرى(مبادالت بين الشركات)‪.‬‬
‫• اصبحت املبادالت ضمن الشركات تمثل حوالي ‪ % 30‬من املبادالت التجارية العاملية‬
‫❑ تدعمت األدفاق التجارية بفضل إعتماد أغلب الدول النامية لسياسة التصنيع الحاث على التصدير و هو ما‬
‫ساهم في نمو وارداتها من مواد التجهيز و صادراتها من املنتجات املعملية‬
‫❑ مراهنة البلدان النامية على سياسة االنفتاح االقتصادي منذ أواسط الثمانينات تدعمت هذه‬
‫السياسة خاصة بتطبيق برنامج االصالح الهيكلي الذي فرضه صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحرير متواصل للتجارة العاملية(عوامل تنظيمية هيكلية)‪:‬‬
‫ّ ّ‬
‫العامة للتعريفات والتجارة من (‪ )1947-1994‬ثم خليفتها املنظمة العاملية‬ ‫• ساهمت االتفاقية‬
‫ّ‬
‫للتجارة (منذ ‪ )1995‬في تمكين الدول األعضاء الـ‪( 164‬سنة ‪ )2016‬من‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيالت تجارية متبادلة وخفض في الرسوم الجمركية على املصنوعات وبعض الخدمات التجارية (تراجع متوسط‬
‫الرسوم الجمركية املفروضة على املنتجات الصناعية من ‪ % 40‬بعد الح الع الثانية الى ‪ % 3,9‬إضافة الى اعفاء ‪5/4‬‬
‫صادرات الدول النامية نحو البلدان املتقدمة من الرسوم الجمركية )‪.‬‬
‫الحر( مثل منطقة التبادل ّ‬
‫الحر‬ ‫• ساعد ابرام اتفاقيات تجارية ثنائية وانشاء مناطق للتبادل ّ‬
‫ألمريكا الشمالية) و أسواق مشتركة ( املركسور )و اتحادات اقتصادية{مثل االتحاد األوروبي}‬
‫على تحرير النشاط التجاري العاملي‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوامل تقنية مساعدة ‪:‬‬

‫استفادت األدفاق التجارية من تعدد الثورات التقنية في‪:‬‬

‫‪ -‬مجال النقل البحري خاصة بظهور الحاويات ( الصندقة)‪.‬‬


‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪ -‬الزيادة في الحمولة والسرعة وتخفيض كلفة الشحن‪.‬‬

‫‪ -‬تطور الخدمات البنكية والتأمين‪.‬‬

‫‪ -‬مجال االتصال واالعالم ( عملية ابرام الصفقات و تنقل االستثمارات و الربط بين الشركة االم و فروعها)‪.‬‬

‫‪ .II‬األطراف املتدخلة ‪ :‬أطراف متفاوتة النفوذ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املحرك األساس ي للتجارة العاملية‪:‬‬ ‫‪ .1‬الشركات عبر القطرية ‪:‬‬
‫‪-‬عززت عوملة االستثمار وانتشار نظام التبادل الحر مكانة الشركات عبر القطرية على مستوى اإلنتاج واملبادالت‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬يناهز عدد الشركات عبر القطرية سنة ‪( 2018‬الشركات األم ) ‪60‬ألف شركة بينما يزيد عدد فروعها بالعالم على‬
‫‪ 500‬ألف فرع وينتمي حوالي ¾ هذه الشركات الى البلدان املتقدمة‬

‫‪-‬تسيطر الشركات عبر القطرية على ‪ 2/3‬األدفاق التجارية العاملية‬

‫‪-‬تمارس هذه الشركات الضغوط على حكوماتها وعلى املنتديات االقتصادية العاملية (منتدى دافوس) وعلى املنظمة‬
‫العاملية للتجارة خدمة ملصالحها دون اعتبار مصالح دول الجنوب‪.‬‬

‫‪ .2‬املؤسسات الدولية‪:‬في خدمة تحرير التجارة‪:‬‬


‫❑ وظفت القوى االقتصادية الرأسمالية الكبرى (وخاصة الواليات املتحدة) املؤسسات الدولية (مثل البنك‬
‫العالمي وصندوق النقد الدولي) لنشر النموذج االقتصادي الليبرالي القائم على حرية التبادل التجاري‪ .‬تعقد‬
‫املنظمات الدولية منتديات مثل مؤتمر دافوس و مؤتمر األمم املتحدة للتجارة و التنمية‪.‬‬

‫املنظمة العاملية للتجارة ‪:‬‬

‫➢ عبر إرساء قواعد تحرير تجارة السلع وبعض الخدمات وفض النزعات بين البلدان األعضاء‬
‫➢ العمل على خفض الرسوم الجمركية على املنتجات الفالحية وبقية الخدمات في اطار املفاوضات التي‬
‫تنظمها و االتفاقيات التي تبرمها بين بلدانها االعضاء‬
‫➢ رغم نجاحها تواجه معارضة متزايدة من قبل األطراف الجديد( البلدان النامية ضمن مجموعة‬
‫العشرين بزعامة البرازيل)‬
‫‪‬منظمة عاملية للتجارة تعمل على مزيد تحرير املبادالت التجارية في العالم بما في ذلك املنتجات الفالحية خدمة‬
‫ملصالح بلدان الشمال و شركاتها عبر القطرية دون مراعاة ملصالح دول الجنوب‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪ .3‬املنظمات غير الحكومية ‪:‬‬


‫‪ -‬عديد املنظمات غير الحكومية (بلغ عددها ‪ 1000‬منظمة خالل ندوة هونغ كونغ سنة ‪)2005‬مثل «أوكسفام و‬
‫التضامن جنوب» حيث تطالب بإرساء نظام تجاري عالمي متوازن وعادل يراعي مصالح البلدان النامية كما تنظم‬
‫املظاهرات والحمالت االعالمية املناهضة للعوملة التي تعتبرها في خدمة مصالح بلدان الشمال على حساب بلدان‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫ّ‬
‫التقدم‬ ‫‪ .III‬جغرافية وبنية األدفاق التجارية ‪ :‬أدفاق غير متكافئة وبنية تعكس تباين مستوى‬
‫االقتصادي‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم التكافؤ الكمي لالدفاق التجارية العاملية‪:‬‬
‫أ‪-‬هيمنة بلدان الشمال رغم تراجع حصته‪ - :‬رغم تراجع حصتها مقارنة بسنة ‪, 1980‬تستأثر بلدان الشمال بأكثر من‬
‫½ مبادالت السلع العاملية وأكثر من ‪ 2/3‬مبادالت الخدمات سنة ‪2022‬‬
‫‪ -‬ويعود ذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ضخامة انتاجها ونجاعة شركاتها عبر القطرية خاصة وضخامة طاقة استهالك مجتمعاتها‪.‬‬
‫‪ -‬استفادتها من املبادالت ضمن اإلقليمية نتيجة اندماج أقطارها ضمن تجمعات اقتصادية مثل االتحاد األوروبي‬
‫ومنطقة التبادل الحر ألمريكا الشمالية ‪.‬‬
‫*الثالوث ‪:‬أهم قطب تجاري في العالم ‪:‬‬

‫‪-‬يسيطر الثالوث ( الواليات املتحدة األمريكية واالتحاد األوروبي واليابان ) على أكثر من ‪ 2/5‬مبادالت السلع في العالم ‪:‬‬
‫‪ %41‬من صادرات السلع و ‪ % 46,7‬من الواردات سنة ‪. 2022‬‬
‫‪-‬كما يستأثر بأكثر من ‪1/2‬مبادالت الخدمات في العالم ‪ %53 :‬من صادرات الخدمات و ‪ % 50‬من الواردات سنة ‪2022‬‬
‫‪-.‬ينفرد االتحاد األوروبي بأكثر من ‪ 1/3‬األدفاق التجارية في العالم سنة ‪ : 2022‬قرابة ‪ 1/3‬مبادالت السلع و قرابة‬
‫‪ 2/5‬مبادالت الخدمات‪.‬‬
‫* يتأكد عدم التكافؤ في األدفاق التجارية في احتكار نادي العشرة األولى لـأكثر من ½املبادالت العاملية (‪ %50,5‬من‬
‫مبادالت السلع و ‪ %55,2‬من مبادالت الخدمات سنة ‪.)2022‬‬

‫ّ‬
‫املتقدمة ‪:‬‬ ‫*البلدان العشرة األولى ‪ :‬نادي البلدان‬

‫‪ 7-‬دول من ضمن قائمة العشرة األولى املساهمة في املبادالت العاملية للسلع تنتمي للشمال( ‪7‬دول ضمن البلدان‬
‫العشرة األولى املصدرة و ‪ 6‬دول ضمن البلدان العشرة األولى املوردة في العالم ) وعلى رأسها الواليات املتحدة(ثاني‬
‫مصدر في العالم ب ‪ % 8.3‬و أول مورد بـ ‪% 13.4‬سنة ‪.)2022‬‬
‫‪7-‬دول من ضمن قائمة العشرة األولى املساهمة في املبادالت العاملية للخدمات تنتمي للشمال وعلى رأسها الواليات‬
‫املتحدة الواليات املتحدة أكبر مصدر و مورد في العالم(ب ‪ % 12.8‬من الصادرات العاملية وبـ ‪ 10/1‬الواردات العاملية‬
‫للخدمات سنة ‪.)2022‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫❑ ب‪ -‬تواضع حصة بلدان الجنوب من األدفاق التجارية العاملية رغم نموها مقارنة بسنة‪:1980‬‬
‫‪‬بلغت حصتها أكثر من ‪ 2/5‬املبادالت العاملية للسلع وقرابة من ‪ 1/3‬املبادالت العاملية للخدمات التجارية سنة‬
‫‪.2022‬‬
‫*تشهد حصة بلدان الجنوب في املبادالت التجارية ارتفاعا خاصة على مستوى صادرات املنتجات املعملية (أكثر من‬
‫نصف صادرات املنتجات املعملية في العالم سنة ‪.) 2022‬‬
‫*لم يشمل هذا االرتفاع كل بلدان الجنوب ‪ :‬اقتصر فقط على البلدان النامية السيويةالتي تستأثر بـأكثر من ‪4/5‬‬
‫املبادالت التجارية للجنوب و بأكثر من ‪ 2/5‬املبادالت العاملية للسلع سنة ‪ : 2022‬الصين‪ ,‬التنينات و النمور السيوية‪.‬‬
‫أما القارة االفريقية فتبقى مكانتها هامشية في التجارة العاملية ( ‪% 2,6‬من املبادالت العاملية للسلع سنة ‪) 2022‬‬
‫*توفقت ثالث دول فقط من الجنوب في االنضمام إلى نادي البلدان العشرة األولى املصدرة للسلع وهي‪ :‬الصين(أكبر‬
‫مصدر للسلع في العالم سنة ‪ 2022‬بـ ‪% 14.4‬و ثاني أكبر مورد بـ ‪-)% 13.3‬هونغ كونغ – و كوريا الجنوبية‪.‬‬
‫*تشكو دول الجنوب من ضعف اندماجها في النظام التجاري العاملي ‪:‬‬
‫‪-‬لشدة ارتباطها بدول الشمال وضعف املبادالت البينية (باستثناء آسيا)‬
‫‪-‬ضعف التجارة جنوب – جنوب ( ال تمثل سوى ‪ 1/4‬اجمالي املبادالت العاملية للسلع سنة ‪. ) 2021‬‬
‫‪-‬شدة ارتباطها ببلدان الشمال(تمثل املبادالت شمال‪-‬جنوب ‪ % 36,5‬من املبادالت العاملية للسلع سنة ‪.)2021‬‬

‫‪-2‬عدم التكافؤ النوعي لألدفاق التجارية العاملية‪:‬‬


‫تركيبة الواردات‬ ‫تركيبة الصادرات‬
‫تمثل املنتجات املعملية ‪ 2/3‬واردات‬ ‫‪-‬هيمنة املنتجات املعملية خاصة ذات القيمة‬ ‫الشمال‬
‫املضافة العالية على قرابة‪ 3/4‬قيمة صادرات السلع السلع لبلدان الشمال نتيجة ضخامة‬
‫استهالكها وأهمية األدفاق ضمن‬ ‫تمثل صادرات الالت ومعدات النقل أكثر من ½‬
‫الشركات التي أفرزها التقسيم‬ ‫صادرات املنتجات املعملية لدول الشمال وتشكل‬
‫منتجات التكنولوجيا ذات القيمة املضافة العالية العالمي لإلنتاج (جزء من واردات‬
‫الشمال هو في الحقيقة صادرا فروع‬ ‫(مثل تجهيزات االعالم واالتصال واألدوية)‬
‫‪1/6‬صادرات بلدان الشمال من املنتجات املعملية شركاته عبر القطرية املتوطنة في‬
‫الخارج) ‪.‬‬ ‫مما يجسد نجاعة قطاع البحث والتطوير وتحكم‬
‫‪-‬مواد طاقية و منجمية ( أكثر من‬ ‫شركاتها في التكنولوجيا‬
‫‪)1/5‬نتيجة ضخامة االستهالك‬ ‫‪-‬منتجات فالحية( قرابة ‪ )1/10‬نتيجة لضخامة‬
‫الصناعي خاصة‬ ‫االنتاج و تسجيل فوائض ضخمة‬
‫‪-‬اهمية قيمة الصادرات من الخدمات و خاصة‬
‫الخدمات الراقية ( الثالث العالي)‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪-‬أهمية الواردات من املنتجات‬ ‫نمو هام لنصيب املنتجات املعملية من صادرات‬ ‫الجنوب‬
‫املعملية(حوالي ¾ واردات السلع سنة‬ ‫الجنوب الى الـ ‪2/3‬‬
‫وخاصة متاع التجهيز‬ ‫غير انها تبقى في الغالب ذات قيمة مضافة متوسطة ‪)2021‬‬
‫والتكنولوجيا العالية‬ ‫او ضعيفة و تعود باالساس الى توطن فروع‬
‫الشركات عبر القطرية املنتمية للشمال بهذه البلدان ‪-‬أهمية الواردات من املنتجات‬
‫الفالحية في العديد من بلدان الجنوب‬ ‫كما ان هذا النمو يعود باألساس الى البلدان‬
‫‪-‬خدمات راقية‬ ‫السيوية(‪ 4/5‬الصادرات سنة ‪)2021‬و خاصة‬
‫الصين و النمور و التنينات االسيوية التي تبنت‬
‫نموذج التصنيع الحاث على التصدير و استقطبت‬
‫االستثمارات االجنبية‬
‫‪-‬التزال الخامات الفالحية واملنجمية والطاقية تمثل‬
‫أكثر من ‪3/5‬صادرات افريقيا و ‪ 1/3‬صادرات أمريكا‬
‫الالتينية سنة ‪ 2021‬والتي تالقي صعوبات للنفاذ الى‬
‫األسواق العاملية كما تبقى اسعارها متواضعة و‬
‫متقلبة تحدد في بورصات الشمال مما يكرس‬
‫التبعية وعدم التكافؤ في املبادالت التجارية العاملية‬
‫‪ (.‬تدهور طرفي التبادل التجاري)‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تكرس األدفاق التجارية ترابط أجزاء املجال العالمي لكنها تجسد عدم التكافؤ وتدعم سيطرة الشمال وشركاته على‬
‫االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫الدرس الثاني ‪ :‬األدفاق املالية‬


‫مقدمة‪ :‬يعتبر تنامي األدفاق املالية مظهرا من مظاهر ترابط االقتصاد العالمي و شكال من أشكال العوملة‪.‬‬

‫‪-‬فماهي مظاهر تناميها؟‬

‫و ماهي عوامل تناميها؟‬

‫و ماهي األطراف املتدخلة و املتحكمة فيها؟‬

‫‪ .I‬أدفاق مالية متنامية‪ :‬املظاهر‪:‬‬


‫‪ .1‬نمو االستثمار األجنبي املباشر‪:‬‬

‫‪‬تسارعت أدفاق االستثمار األجنبي املباشر الصادر حيث تضاعفت قيمتها بأكثر من ‪6‬مرات منذ ‪ 1990‬لتبلغ ‪1490‬‬
‫مليار دوالر سنة ‪ 2022‬كما تضاعف رصيد االستثمار األجنبي املباشر الصادر حوالي ‪ 18‬مرة ليبلغ قرابة ‪ 40‬ألف مليار‬
‫دوالر الى غاية سنة ‪.2022‬‬
‫‪‬كما تضاعفت قيمة أدفاق االستثمار األجنبي املباشر الوارد بأكثر من ‪ 6‬مرات منذ ‪ 1990‬لتقدر بـ ‪ 1295‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 2022‬وبلغ رصيد االستثمار األجنبي املباشر الوارد أكثر من ‪ 44‬ألف مليار دوالر ( تضاعف أكثر من ‪ 20‬مرة منذ‬
‫‪. )1990‬‬
‫‪‬سجلت أدفاق االستثمار األجنبي املباشر نموا سلبيا بين سنتي ‪ 2019‬و ‪ % -35( 2020‬بالنسبة للوارد) تأثرا باألزمة‬
‫الصحية العاملية و انعكاساتها السلبية على االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪‬عرفت أدفاق االستثمار األجنبي املباشر نموا ملحوظا بين سنتي ‪ 2020‬و ‪ % 91( 2022‬بالنسبة لألدفاق الصادرة و‬
‫‪%34,5‬بالنسبة لألدفاق الواردة ) ارتباطا بتحسن الوضع الصحي بعد جائحة كورونا‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪ .2‬نمو سريع لالستثمار غيراملباشر‪:‬‬

‫• تضاعف اجمالي الرسملة للشركات املدرجة بالبورصة العاملية أكثر من ‪ 12‬مرة منذ ‪ 1990‬من ‪ 8893‬مليار‬
‫دوالر إلى ‪ 107,6‬ألف مليار دوالر سنة ‪ 2022‬خمسيها ببورصتي نيويورك‪.‬‬
‫• نشطت املضاربات حول صرف العمالت في بورصات العالم فارتفعت الصفقات اليومية إلى ‪ 6590‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪( 2019‬زيادة بنسبة ‪ % 65‬مقارنة بسنة ‪.2010‬‬
‫• تتراوح قيمة األصول املالية املخبأة في الفراديس الجبائية بين ‪ 21‬الف مليار دوالر و ‪ 32‬الف مليار دوالر‪ .‬وهو‬
‫ما يمكن أن يمثل ما بين ‪ ٪30‬و ‪ ٪45‬من الناتج املحلي اإلجمالي العالمي‪.‬‬

‫‪‬الحدود ‪ :‬لئن وفرت االستثمارات األجنبية املباشرة وغير املباشرة موارد مالية متزايدة للبلدان املضيفة وحفزت النمو‬
‫االقتصادي فهي ال تخلو من التأثيرات السلبية‪:‬‬

‫‪-‬تدعم نفوذ الشركات عبر القطرية ببلدان الجنوب‬

‫‪-‬ودفعها الى التخصص اإلنتاجي املنافي ملقتضيات تنميتها االقتصادية‬

‫‪-‬تفاقم عجز موازينها التجارية نتيجة نمو وارداتها من متاع التجهيز‪.‬‬

‫‪-‬تحركية مفرطة و سريعة لرؤوس األموال تتسبب في أزمات مالية حادة في دول الجنوب (املكسيك ‪ ,1995-1994‬أزمة‬
‫جنوب شرق آسيا ‪ 1997‬البرازيل ‪ 1998‬و‪.)2002‬‬

‫‪ .3‬نمو أدفاق القروض‪:‬‬


‫✓ هي القروض التي تقدمها املؤسسات املالية الدولية (مثل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ‪)...‬‬
‫واملؤسسات اإلقليمية (مثل البنك االفريقي للتنمية والبنك السيوي للتنمية ‪ )...‬و الدائنين‬
‫الخواص و نادي باريس لبلدان الجنوب أو البلدان التي في طور االنتقال االقتصادي لدعم جهود‬
‫التنمية بها أو لتطبيق برامج إصالحية ‪ .‬على أن تقوم الدول النامية بتسديد أصول هذه الديون‬
‫وفوائضها(أي خدمة الدين) مما يشكل أدفاقا مالية هامة من الجنوب باتجاه الدائنين في الشمال ‪.‬‬
‫✓ تضاعف رصيد الديون الخارجية للدول منخفضة و متوسطة الدخل في العالم قرابة الـ‪8‬مرات بين‬
‫سنتي ‪ 1990‬و ‪ 2021‬ليقدر بـ ‪ 9,3‬ألف مليار دوالر ‪.‬‬
‫✓ تضاعف قيمة خدمة الدين ‪ 10‬مرات خالل نفس الفترة لتقدر بـ ‪1247‬مليار دوالر سنة ‪ 2021‬وهي‬
‫أضعاف قيمة القروض الواردة سنويا‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫✓ تمثل خدمة الدين ‪ % 14‬من صادرات السلع و الخدمات بالبلدان منخفضة و متوسطة الدخل‬
‫سنة ‪.2021‬‬
‫‪ .4‬تواضع أدفاق املساعدة العمومية من أجل التنمية‪:‬‬

‫‪‬بلغت قيمة املساعدة العمومية من أجل التنمية ‪ 202,1‬مليار دوالر سنة ‪(2021‬تضاعفت أكثر من ثالث مرات و‬
‫نصف مقارنة بسنة ‪ )2000‬وهي تمثل ‪1/8‬اجمالي األدفاق املالية الواردة على الدول النامية لكنها ال تمثل سوى‬
‫‪ %0,36‬من الناتج الوطني الخام للدول املانحة (سنة ‪ ) 2022‬و ‪% 0,2‬من اجمالي الدخل القومي في العالم سنة‬
‫‪.2021‬‬
‫‪‬تحظى دول افريقيا جنوب الصحراء بحوالي ½ هذه املساعدات تليها البلدان النامية بآسيا الوسطى والجنوبية‬
‫وتستغل من أجل إرساء تجهيزات اجتماعية‪ ،‬ارساء بنى تحتية أو تخفيف عبء الدين‪.‬‬
‫‪ .5‬تحويالت املهاجرين الى بلدانهم األصلية‪:‬‬
‫‪‬تضاعفت قيمة التحويالت املالية التي أرسلها املهاجرون الى أوطانهم أكثر من ‪ 6‬مرات منذ سنة ‪133 {2001‬‬
‫مليار} لتبلغ ‪ 831‬مليار دوالر سنة ‪. 2022‬‬
‫‪‬استقطبت البلدان النامية أكثر من ¾ هذه التحويالت (‪ 647‬مليار دوالر) و تأتي منطقة جنوب آسيا في املرتبة‬
‫األولى ب ‪176‬مليار‪( $‬أكثر من‪ 1/5‬التحويالت في العالم) ‪،‬تليها منطقة أمريكا الالتينية و الكاريبي بـ‪ 145‬مليار دوالر سنة‬
‫‪. 2022‬‬
‫‪‬أما على مستوى البلدان فتحتل الهند املرتبة األولى بأكثر ‪ 111‬مليار دوالر تليها املكسيك بـ ‪ 61‬مليار سنة ‪. 2022‬‬
‫‪‬تساهم الدول املتقدمة بأكثر من ‪ 9/10‬تحويالت املهاجرين‪.‬‬

‫‪ .II‬عوامل ّ‬
‫نمو األدفاق املالية‪:‬‬
‫‪ .1‬عوامل قانونية وتقنية‪:‬‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫❖ اسقاط الحواجز املعرقلة لحركة رؤوس األموال من خالل إقبال بلدان العالم على ابرام‬
‫االتفاقيات التجارية الثنائية و االنخراط في مناطق التبادل الحر أو املنظمات االقتصادية‬
‫االقليمية و فك التقنين عن القطاع املالي‪.‬‬
‫❖ تدعم التحرير املالي من خالل ‪ :‬إلغاء الوساطة و إسقاط الحواجز بين الساحات املالية قطريا و‬
‫عامليا‪.‬‬
‫❖ ظهور هياكل مالية غير بنكية مثل شركات االستثمار وصناديق توظيف املال و صناديق التقاعد‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫❖ ابتكار منتجات وخدمات مالية جديدة مثل الدفع االلكتروني‪.‬‬


‫❖ تطور تكنولوجيات االعالم واالتصال الجديدة التي ساهمت في عوملة األدفاق املالية‪ .‬التحرير املالي‬
‫‪ .2‬نشاط الشركات عبر القطرية‪:‬‬
‫ارتبط نمو أدفاق االستثمار األجنبي املباشر بـ‪:‬‬
‫▪ تزايد عدد الشركات عبر القطرية وميلها الى تجزئة عملية انتاجها وتدويلها(بهدف التخفيض من‬
‫كلفة االنتاج و اقتحام أسواق جديدة) عن طريق نشر فروعها في العالم وعمليات ادماج وشراء‬
‫الشركات املنافسة سعيا منها الى االستئثار باألسواق الخارجية والضغط على كلفة اإلنتاج‪.‬‬
‫▪ يناهز عدد الشركات عبر القطرية سنة ‪( 2018‬الشركات األم) ‪60‬ألف شركة وقد تراجع عددها‬
‫نتيجة اشتداد املنافسة و ارتفاع عمليات االندماج و الشراء في املقابل ارتفع عدد فروعها‬
‫بالعالم ليتجاوز ‪ 500‬ألف فرع سنة ‪.2018‬‬
‫▪ قدرت قيمة عمليات دمج وتملك (شراء) الشركات بـ‪ 3800‬مليار دوالر سنة ‪ 2022‬وساهمت‬
‫الشركات عبر القطرية الخاصة بأكثر من نصفها‪.‬‬
‫‪ .3‬تزايد الطلب على رؤوس األموال في مختلف بلدان العالم‪:‬‬
‫✓ منذ تسعينات القرن العشرين عملت الدول في طور االنتقال االقتصادي الى اجتذاب‬
‫االستثمارات العادة هيكلة اقتصادها‪.‬‬
‫✓ تعمل عديد دول الجنوب حاليا على توفير أطر قانونية تساعد على استقطاب االستثمارات‬
‫األجنبية املباشرة و غير املباشرة و تقديم امتيازات متنوعة للمستثمرين األجانب و أصبحت‬
‫تعتبر تحرير أدفاق رؤوس األموال من أهم العوامل املساعدة على ضمان تسديد ديونها و‬
‫تحقيق التنمية‪.‬‬
‫‪ .III‬األطراف املتحكمة ‪ :‬أدفاق مالية يتحكم فيها الشمال‪:‬‬
‫‪ .1‬هيمنة دول الشمال على أدفاق االستثمار األجنبي املباشر‪:‬‬
‫❖ على مستوى االستثمارات األجنبية املباشرة الصادرة‪:‬‬

‫‪ ‬رغم تراجع حصتها من أدفاق االستثمار األجنبي الصادر التزال بلدان الشمال تستأثر بأكثر من‪ 2/3‬االستثمارات‬
‫األجنبية املباشرة الصادرة في العالم سنة و أكثر من ‪3/4‬رصيد االستثمار الصادر خالل نفس السنة‪.2022‬‬
‫‪ ‬تبرز ضمن الشمال بلدان الثالوث التي تستأثر بأكثر من ‪ 3/5‬حصة الشمال و بأكثر من ‪ 2/5‬االدفاق الصادرة و‬
‫أكثر من ‪1/2‬الرصيد في العالم سنة‪ 2022‬وذلك بفضل حيوية اقتصاداتها ونموها وبواسطة شركاتها عبر القطرية‬
‫املتدخل الرئيس ي في أدفاق االستثمار األجنبي املباشر‪.‬‬
‫‪‬رغم تحسنها تبقى حصة بلدان الجنوب ضعيفة‪ :‬قرابة ‪1/3‬االستثمارات األجنبية املباشرة الصادرة وقرابة‪1/4‬‬
‫رصيد االستثمار الصادر سنة ‪.2022‬‬
‫‪‬حصة متباينة بين بلدان الجنوب ‪ :‬حصة متباينة بين بلدان الجنوب ‪ :‬تستأثر البلدان النامية االسيوية بـأكثر‬
‫من ‪ 4/5‬من االستثمارات الصادرة عن الجنوب و أكثر من ¼ االستثمارات الصادرة في العالم وتبرز الصين التي تحتل‬
‫املرتبة الثالثة عامليا بـ ‪ 146,5‬مليار دوالر سنة ‪( 2022‬قرابة ‪ 1/3‬االستثمارات الصادرة عن الجنوب) ‪ .‬في املقابل تبقى‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫حصة القارة االفريقية ضعيفة ( ‪ %0,4‬من االستثمارات الصادرة في العالم و ‪ % 1,3‬من االستثمارات الصادرة عن‬
‫الجنوب سنة ‪.) 2022‬‬
‫❖ على مستوى االستثمارات األجنبية املباشرة الواردة‪:‬‬

‫‪‬رغم تراجع حصتها من أدفاق االستثمار األجنبي الوارد إلى حوالي‪1/3‬االستثمارات األجنبية املباشرة الواردة في العالم‬
‫التزال بلدان الشمال تستأثر بقرابة ‪2/3‬رصيد االستثمار الوارد سنة ‪.2022‬‬
‫‪ ‬تبرز ضمن الشمال بلدان الثالوث التي تستأثر بقرابة ‪ 1/2‬رصيد االستثمار الوارد في العالم سنة ‪.2022‬‬
‫‪‬عرفت حصة الجنوب من االستثمارات الواردة تحسنا ملحوظا لتستأثر بأكثر من ‪ 2/3‬األدفاق العاملية سنة‬
‫‪ .2022‬غير ان نصيبها من رصيد االستثمارات الواردة في العالم يبقى ضعيفا ‪ :‬أكثر من ‪ 1/3‬خالل نفس السنة ‪.‬‬
‫‪‬حصة متباينة بين بلدان الجنوب ‪ :‬حصة متباينة بين بلدان الجنوب ‪ :‬تستأثر البلدان النامية االسيوية بقرابة‬
‫‪3/4‬االستثمارات الواردة على الجنوب و أكثر من‪ 1/2‬االستثمارات الواردة في العالم وتبرز الصين التي تحتل املرتبة‬
‫الثانية عامليا بـ ‪ 189‬مليار دوالر سنة ‪( 2022‬أكثر من ‪ 1/5‬االستثمارات الواردة على الجنوب) ‪ .‬في املقابل تبقى حصة‬
‫القارة االفريقية ضعيفة ( ‪ %3,5‬من االستثمارات الواردة في العالم و ‪ %5‬من االستثمارات الواردة على الجنوب سنة‬
‫‪.) 2022‬‬
‫ّ‬
‫املتقدمة على أدفاق القروض و االستثمارات غير املباشرة‪:‬‬ ‫‪ .2‬هيمنة ّ‬
‫الدول‬
‫ّ‬
‫❖ تتحكم دول الشمال في أدفاق القروض‪:‬‬
‫• بواسطة عمليات اإلقراض التي يؤمنها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ونادي باريس الذي يعد من أهم‬
‫مانحي القروض للدول النامية مما جعله يمتلك ‪ 1/3‬دين هذه البلدان‪.‬‬
‫• أصبح نادي باريس ‪ ،‬إلى جانب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ‪ ،‬أداة مركزية في االستراتيجية التي‬
‫طورتها الدول الدائنة للحفاظ على السيطرة الكاملة على االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫❖ تحكم دول الشمال في االستثمارات غير املباشرة‪:‬‬
‫• إذ تمثل املصارف التجارية وشركات االستثمار وتوظيف األموال والبورصات التابعة للبلدان املتقدمة‬
‫أهم طرف موفر لالستثمارات غير املباشرة‬
‫• عن طريق القروض متوسطة املدى وشراء السندات التي تصدرها الشركات والدول وال سيما النامية في‬
‫اطار القروض الرقاعية‪.‬‬
‫• كما تهيمن ‪ 7‬ساحات مالية للشمال على ‪ %80‬من املضاربات بأسعار صرف العمالت في العالم ومن‬
‫أهمها بورصات نيويورك و لندن و وطوكيو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬هيمنة ّ‬
‫الدول‬
‫املتقدمة على أدفاق املساعدة من أجل التنمية‪:‬‬
‫• تهيمن لجنة املساعدة من أجل التنمية وهي لجنة ممولة من طرف الدول املتقدمة والغنية على‬
‫أكثر من ‪ 4/5‬املساعدات املوجهة لدول الجنوب سنة ‪ 204( 2022‬مليار دوالر )‪.‬‬
‫• تظل الواليات املتحدة االمريكية املانح الرئيس ي للمساعدات من أجل التنمية حيث وفرت حوالي‬
‫‪ 1/4‬اجمالي املساعدات (‪ 55,3‬مليار دوالر سنة ‪. )2022‬‬
‫• أمنت دول االتحاد األوروبي أكثر ½ املساعدات املمنوحة للدول النامية سنة ‪.2022‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫• تتطابق جغرافية املساعدات مع مناطق نفوذ ومصالح الدول املانحة ‪ :‬فبينما انحصر الجزء‬
‫األكبر من املساعدات الفرنسية في قارة افريقيا واملعونة اليابانية في قارة آسيا‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يكرس تنامي األدفاق املالية ترابط املجال العالمي في اطار العوملة غير أن هيمنة دول الشمال وخاصة‬
‫الثالوث يبين صعوبة انخراط دول الجنوب في العوملة وتباين قدرتها على االستفادة منها مما يعمق‬
‫التفاوت في التقدم بين األمم ‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫الدرس‪ :‬التفاوت في التقدم و التركيبة‪:‬‬

‫‪ .I‬مظاهر التفاوت في التقدم في العالم‪:‬‬


‫‪ -1‬مظاهر التفاوت االقتصادي ‪ :‬تفاوت مؤشرات ّ‬
‫القوة والنفوذ بين بلدان العالم‬
‫الدول النامية‬ ‫الدول املتقدمة‬
‫ضعف القدرات اإلنتاجية ملعظم الدول ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تفاوت تسيطر على االقتصاد العالمي بفضل ضخامة قوتها‬
‫‪ -‬الصناعة ‪:‬رغم نمو حصتها من االنتاج الصناعي(‪443‬‬ ‫ّ‬
‫القوة اإلنتاجية ‪:‬‬
‫‪ %‬من القيمة املضافة الصناعية سنة ‪ ) 2019‬اال انها‬ ‫اإلنتاجية ‪ -‬في الصناعة ‪ :‬تستأثر بأكبر قسط من اإلنتاج الصناعي‬
‫العالمي ‪ -‬توفر ‪ %57‬من القيمة املضافة الصناعية سنة تتخصص في الغالب في منتجات معملية ذات قيمة‬
‫مضافة ضعيفة( أكثر من ‪ 3/4‬انتاج الفوالذ في العالم‬ ‫‪ -2019‬تهيمن على منتجات التكنولوجيا العالية ذات‬
‫سنة ‪) 2021‬أو متوسطة تنتجها الشركات عبر القطرية‬ ‫القيمة املضافة العالية ‪ :‬السيارات (‪-) % 40,3‬املنتجات‬
‫الغربية و فروعها املتوطنة ببلدان الجنوب‪ -‬تباين كبير‬ ‫االلكترونية – الصناعات الجوفضائية – األسلحة ‪.‬‬
‫‪ -‬في الفالحة ‪ :‬توفر منتجات فالحية أساسية ‪ :‬مثال حوالي لفائدة البلدان الصناعية الجديدة و البلدان الصاعدة‬
‫‪ -‬الفالحة ‪ :‬ال تزال أغلب اقتصاداتها تعتمد على قطاع‬ ‫‪ 1/2‬اإلنتاج العالمي للقمح و صادراته سنة ‪2021‬‬
‫فالحي غير عصري كما تتخصص في بعض املنتجات‬ ‫‪ -‬الخدمات ‪ :‬أصبحت إحدى مرتكزات اقتصادات دول‬
‫الفالحية التجارية (القهوة بالبرازيل) و تعجز عن‬ ‫الشمال التي بلغت طور املجتمعات ما بعد صناعية التي‬
‫تتميز بأهمية و أولية الخدمات و خاصة منها الثالث العالي تحقيق اكتفائها الذاتي‬
‫في التشغيل و في تكوين الناتج الداخلي الخام ‪ ¾ :‬الن د خ ‪ -‬الخدمات ‪ :‬تهيمن عليها األنشطة غير املهيكلة( قطاع‬
‫ينشط خارج األطر القانونية)‬ ‫سنة‪( 2019‬ثولثة االقتصاد)‬
‫نفوذ عاملي محدود ‪ :‬ضعف النفوذ التجاري و املالي و‬ ‫ب‪ -‬اختالف تتمتع بنفوذ عاملي قوي ‪:‬‬
‫درجة وزن تجاري هام ‪ :‬تمتلك طاقة تصديرية ضخمة و تسيطر النقدي‪:‬‬
‫‪ -‬طرف هامش ي في التجارة العاملية باستثناء بعض‬ ‫النفوذ على األسواق و التجارة العاملية ‪ -‬تهيمن على حوالي ‪2/3‬‬
‫الدول (الصين – البرازيل‪ -‬املكسيك‪ -‬النمور و التنينات‬ ‫العاملي مبادالت السلع و الخدمات سنة ‪2021‬‬
‫النفوذ املالي‪ :‬تمتلك ‪:‬عمالت قوية مثل الدوالر األمريكي و السيوية)‬
‫‪ -‬وزن مالي محدود ‪ :‬غياب العمالت و البورصات و‬ ‫اليورو األوروبي واليان الياباني و الجنيه االسترليني التي‬
‫البنوك ذات مستوى عالمي باستثناء بورصتي‬ ‫تستأثر بـ ‪ % 85.4‬من مدخرات الصرف لدى البنوك‬
‫شنغهاي(م‪4‬ع) و هونغ كونغ(م‪5‬ع)‬ ‫املركزية في العالم سنة ‪ - 2021‬تحكم بورصاتها (‬
‫‪ -‬شركات عبر قطرية محدودة ( ‪ 1/4‬الشركات ضمن‬ ‫‪6‬بورصات من ضمن العشرة االولى و على رأسها بورصتي‬
‫الخمسمائة األولى سنة ‪ )2022‬وعاجزة عن املنافسة‪(.‬‬ ‫نيويورك ب ‪ 2/5‬قيمة الرسملة في العالم سنة ‪) 2020‬‬
‫وبنوكها في أدفاق القروض والعمليات املالية وتحديد أسعار باستثناء الشركات الصينية ‪ 61‬شركة ضمن‬
‫الخمسمائة االولى)‪.‬‬ ‫املنتجات اإلستراتيجية‬
‫تمثل موطن العدد األكبر من الشركات العبر قطرية (‬
‫‪3/4‬الشركات ضمن الخمسمائة االولى في العالم سنة‬
‫‪ 2022‬و على رأسها الشركات االمريكية بالـ‪ )1/3‬و تتحكم‬
‫بفضلها في وجهة االستثمارات األجنبية املباشرة و تؤثر في‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫اإلنتاج العالمي وتفرض قراراتها ومصالحها على البلدان‬


‫النامية وعلى املنظمات العاملية مثل املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تباين ‪ ‬قدرة هائلة على التحكم في التكنولوجيا ‪ :‬استئثارها ب ‪ ‬تأخر تكنولوجي واضح ‪ :‬ضعف حصتها من عدد‬
‫الباحثين (‪ - )% 45‬تواضع املساهمة في أنشطة البحث‬ ‫القدرة على ‪ % 55‬من الباحثين ‪ -‬ضخامة استثماراتها في أنشطة‬
‫التحكم في البحث و التطوير ( ‪ %66‬من إجمالي النفقات العاملية وهو و التطوير رغم تناميها (‪ )42%‬خاصة بالصين (‪ )2‬و‬
‫التكنولوجيا ما يمثل اكثر من ‪ % 3‬من الناتج الداخلي الخام) ‪ -‬مراهنتها كوريا الجنوبية (‪ )5‬و الهند (‪ -)6‬فجوة رقمية جلية ‪-‬‬
‫على البحث في تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪ -‬تحقيقها لـ ضعف نصيبها من براءات االختراع (‪)% 40‬‬
‫‪ % 60‬من براءات االختراع املسجلة في العالم‬
‫‪-2‬مظاهر التفاوت االجتماعي ‪ :‬تباين مستويات التنمية البشرية في العالم‪:‬‬

‫الدول النامية‬ ‫الدول املتقدمة‬


‫ثقل بشري هام إذ يضم أكثر من ‪ 4/5‬سكان العالم لكنه ال يتوفر‬ ‫أ‪ -‬التفاوت في مستوى يضم حوالي ‪ 1/6‬سكان العالم(‪16.3‬‬
‫له سوى ‪ % 40.5‬من ثروة العالم سنة ‪2021‬‬ ‫‪ %‬سنة ‪ )2021‬لكنه يستأثر بقرابة‬ ‫الثروة ‪:‬عالم‬
‫‪ -‬ضعف الدخل الفردي (‪ 5831‬دوالر سنة ‪ ) 2021‬مع وجود‬ ‫تسوده الالمساواة ‪ 3/5‬الثروة العاملية‪ %59.5(.‬من‬
‫تباين شديد بين البلدان( يرتفع في بعض الدول الصناعية‬ ‫الناتج الداخلي الخام سنة ‪)2021‬‬
‫الجديدة و الدول النفطية و ينزل إلى ‪1191‬دوالر في السنة في‬ ‫ارتفاع الدخل الفردي السنوي و‬
‫البلدان االقل تقدما سنة‪. )2021‬‬ ‫الذي قارب ‪ 43.1‬ألف دوالر سنة‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة الفقر (‪ 2.5‬دوالر في اليوم) في إفريقيا جنوب‬ ‫‪2021‬‬
‫الصحراء (‪% 35‬من السكان و ‪ % 60‬من فقراء العالم) و جنوب‬ ‫ثروة بعض االغنياء من العالم‬
‫اسيا ( ‪ % 12,4‬من السكان) ‪.‬‬ ‫املتقدم تتجاوز الناتج الداخلي الخام‬
‫لعدد هام من البلدان االقل تقدما(‬
‫تقدر حصة الـ‪ % 1‬األكثر ثراء من‬
‫سكان العالم بـ‪ % 22‬من الدخل‬
‫العالمي)‬
‫‪-‬ضعف القدرة على تأمين الحاجيات األساسية للسكان‬ ‫أ‪ -‬تباين القدرة على تؤمن كل الحاجيات األساسية‬
‫للعديد من الدول رغم تحسن كل املؤشرات‪:‬‬ ‫لسكانها ‪:‬‬ ‫تأمين الحاجيات‬
‫‪ % 13.3‬من السكان يعانون نقص التغذية سنة ‪ 2021‬و‬ ‫ّ‬
‫األساسية للسكان ‪ -‬الغذاء ‪ :‬مستوى تغذية جيد( فقط‬
‫خاصة بجنوب آسيا (‪ )%15,8‬و إفريقيا جنوب الصحراء (‬ ‫أقل من ‪ % 3‬يعانون من نقص‬
‫‪ )%24,1‬عالوة عن سوء التغذية‬ ‫التغذية )‬
‫‪-‬انخفاض نسب التمدرس و ارتفاع نسب األمية التي تشمل أكثر‬ ‫‪ -‬التعليم ‪ :‬نسبة تمدرس عالية و‬
‫من ‪ % 22,1‬من السكان و تقارب ‪ % 35‬بإفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫أمية ال تتجاوز ‪% 2.4‬سنة ‪2020‬‬
‫سنة ‪2020‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪ -‬وضع صحي متردي ‪ :‬ارتفاع نسبة وفيات الرضع ‪ ‰26‬سنة‬ ‫‪ -‬الصحة ‪ :‬تأطير صحي جيد يعكسه‬
‫‪2022‬و تبلغ ‪ ‰ 54‬بإفريقيا جنوب الصحراء سنة ‪ – 2020‬قصر‬ ‫ضعف وفيات الرضع ‪ ‰ 4‬و ارتفاع‬
‫معدل أمل الحياة عند الوالدة الذي بلغ ‪ 70‬سنة في ‪2022‬و‬ ‫معدل أمل الحياة عند الوالدة ‪:‬‬
‫ينزل إلى ‪60,5‬سنة بإفريقيا جنوب الصحراء سنة ‪2020‬‬ ‫‪81‬سنة في ‪2022‬‬
‫‪ -‬مؤشر تنمية بشرية متوسط كمعدل قدر بـ ‪ 0.685‬سنة ‪2021‬‬ ‫‪ -‬يتميز معظمها بمؤشر تنمية بشرية‬ ‫ج‪ -‬تفاوت مؤشر‬
‫و لكنه شديد التفاوت بين البلدان فباستثناء بعض الدول (‬ ‫عال و عال جدا بلغ معدله ‪0.865‬‬ ‫ّ‬
‫البشرية‪:‬‬ ‫التنمية‬
‫هونغ كونغ (م‪ 3‬عامليابـ ‪ )0.952‬سنغفورة(م‪ 12‬عامليا بـ‪-0.932‬‬ ‫سنة ‪ 2021‬و بلغ أقصاه بسويسرا‬
‫كوريا الجنوبية و أغلب البلدان النفطية‪ ) ...‬التي لها مؤشر‬ ‫التي تحتل املرتبة األولى عامليا بـ‬
‫تنمية بشرية عال و عال جدا(بين ‪ 0.830‬و أكثر من ‪ )0.952‬فإن‬ ‫‪ 0.962‬سنة ‪ 2021‬تليها النرويج بـ‬
‫معظم الدول النامية تتميز بمؤشر تنمية بشرية متوسط أو‬ ‫‪ 0.961‬و تاتي الواليات املتحدة في‬
‫ضعيف و ضعيف جدا ( البلدان األقل تقدما بآسيا و افريقيا‬ ‫املرتبة ‪ 18‬بـ ‪0.921‬‬
‫مثل جنوب السودان املرتبة األخيرة عامليا بـ ‪ 0.385‬سنة ‪2021‬‬
‫‪ .II‬عوامل التفاوت في التقدم‪ :‬يفسر التفاوت في التقدم بعديد العوامل‬
‫ّ‬
‫االقتصادية‪:‬‬ ‫‪ -1‬العوامل‬

‫دول الجنوب‬ ‫دول الشمال‬


‫تضررت من االستغالل االقتصادي إبان الفترة االستعمارية‬ ‫استفادت من فترة الهيمنة االستعمارية و‬ ‫أ‪ -‬الهيمنة‬
‫الذي قوض توازناتها التقليدية كما عمقت العوملة و انفتاحها‬ ‫وظفت ثورتها الصناعية و نفوذها العسكري و‬ ‫االقتصاديةّ‬
‫على االستثمار األجنبي املباشر هيمنة بلدان الشمال و شركاتها‬ ‫السياس ي و املالي و التكنولوجي و قوة شركاتها‬ ‫لبلدان‬
‫عبر القطرية على اقتصاداتها و زادت في تبعيتها التكنولوجية و‬ ‫عبر القطرية لفرض هيمنتها على اقتصادات و‬ ‫الشمال و‬
‫املالية‪.‬‬ ‫ثروات الدول النامية‬ ‫تبعية بلدان‬
‫الجنوب‬
‫تضررت من هذا التقسيم إذ ظلت أغلب صادراتها ذات قيمة‬ ‫استفادت من التقسيم العالمي للعمل الذي‬ ‫ب‪ -‬تقسيم‬
‫مضافة متوسطة و ضعيفة كما اكتفى بعضها بتصدير املواد‬ ‫أقامته إذ سيطرت ضمنه على إنتاج و تصدير‬ ‫عاملي للعمل‬
‫األولية و هو ما عمق تدهور طرفي التبادل‬ ‫الخدمات و املنتجات الصناعية ذات القيمة‬ ‫غير متكافئ‬
‫املضافة العالية (تتميز بفارق كبير بين سعر‬
‫بيعها و نفقات املواد الوسيطة التي استعملت‬
‫إلنتاجها )‬
‫ساهمت سياسة االقتراض التي توختها البلدان النامية في إطار‬ ‫ج‪ -‬الدين‬
‫التجارب التنموية منذ الستينات في تفاقم معضلة املديونية ‪:‬‬ ‫عبء معرقل‬
‫‪-‬تضاعف رصيد الديون بالبلدان متوسطة و ضعيفة الدخل‬ ‫للتنمية‬
‫منذ سنة ‪ 2010‬لتقدربـ ‪8700‬ملياردوالر سنة ‪2020‬‬ ‫ببلدان‬
‫‪-‬قدرت قيمة القروض املسندة الى البلدان متوسطة و‬ ‫الجنوب‪:‬‬
‫ضعيفة الدخل سنة ‪ 2020‬بـ ‪ 435‬مليار دوالر‬
‫‪-‬تجاوز قيمة خدمة الدين عتبة ‪ 860‬مليار دوالر‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪-‬اإلغراق في املديونية باقتراضات جديدة لتسديد الديون‬


‫مقابل شروط تعمق تبعيتها للدول املتقدمة‬
‫‪-‬خضوع بلدان الجنوب إلى برنامج اإلصالح الهيكلي وعرقلة‬
‫التنمية‬
‫ّ‬
‫البشرية‪:‬‬ ‫‪2-‬العوامل‬

‫دول الجنوب‬ ‫دول الشمال‬


‫وضع ديمغرافي مكبل للتنمية ‪ :‬نمو سكاني سريع نسبيا‪% 1‬‬ ‫وضع ديمغرافي غير معيق للتنمية ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اختالف الوضع‬
‫كمعدل سنة ‪( 2022‬بلدان توجد في مرحلة االنتقال‬ ‫‪-‬تزامن االنفجار الديمغرافي بالبلدان‬ ‫الديمغرافي‪:‬‬
‫املتقدمة مع الثورة الصناعية وحاجة الديمغرافي و تسجل العديد منها نموا طبيعيا سريعا (‪% 2.3‬‬
‫بإفريقيا حسب تقديرات سنة ‪)) 2022‬و مجتمعات‬ ‫املصانع لليد العاملة‪ ،‬فشكل النمو‬
‫فتية(أهمية نسبة الفئة العمرية دون سن ‪ 15‬سنة ‪% 29‬‬ ‫السكاني السريع عامال مساعدا على‬
‫سنة ‪ ) 2022‬تحتاج إلى استثمارات ضخمة لتلبية حاجياتها‬ ‫التنمية‪.‬‬
‫بلغت جل دول الشمال مرحلة النضج األساسية (صحة‪-‬تعليم‪-‬غذاء) و هو ما يفرض ضغطا كبيرا‬
‫على املوارد املالية و يحد من االستثمارات املخصصة‬ ‫الديمغرافي ‪:‬‬
‫(نظام عصري) يتميز بوالدات ضعيفة لألنشطة املنتجة‬
‫ووفيات ضعيف و نمو طبيعي ضعيف‬
‫و حتى سلبي(‪ %-0.02‬سنة ‪– ) 2022‬‬
‫مجتمعات هرمة(ال تتجاوز نسبة‬
‫السكان األقل من ‪ 15‬سنة ‪ % 18‬من‬
‫مجموع السكان سنة ‪ )2022‬تعتمد‬
‫سياسة هجرية تستقطب اليد العاملة‬
‫املؤهلة و األدمغة لتغطية حاجيات‬
‫مختلف األنشطة االقتصادية من اليد‬
‫العاملة ‪.‬‬
‫‪-‬تشكو أغلب البلدان النامية من ضعف الدخل الفردي ومن‬ ‫‪-‬ساهم ارتفاع الناتج الداخلي الخام‬ ‫ب‪ -‬تباين مزايا الرصيد‬
‫انتشار الفقر بسبب فشل التجارب التنموية في تحقيق النمو‬ ‫للفرد(حوالي‪ 43.1‬ألف دوالر سنة‬ ‫البشري بين بلدان‬
‫والتوزيع العادل للثروة‪ ،‬مما يفسر ضعف السوق االستهالكية‬ ‫‪ )2021‬في تأسيس سوق استهالكية‬ ‫العالم‬
‫الداخلية‪.‬‬ ‫داخلية نشيطة تمثل احدى دعائم‬
‫‪-‬يعرقل تدهور األوضاع الصحية وتدني مستوى التعليم‬ ‫القوة االنتاجية للبلدان املتقدمة‪.‬‬
‫جهود التنمية في العديد من دول الجنوب‪.‬‬ ‫‪-‬تستفيد دول الشمال من يد عاملة‬
‫وطنية عالية التأهيل‪ .‬وتنتهج سياسات ‪-‬تكرس هجرة اليد العاملة املؤهلة والكفاءات واألدمغة تبعية‬
‫الدول النامية لدول الشمال بعد أن تكون قد تحملت نفقات‬ ‫هجرية انتقائية توفرمن خاللها‬
‫الدمغة واليد العاملة العادية لتغطية تكوينها‪.‬‬
‫العجز في بعض الختصاصات املهنية‪.‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫‪ .III‬تركيبة املجال العاملي‪:‬‬


‫‪-1‬الشمال أو مركز النظام – العالم‪:‬‬
‫أ‪-‬الثالوث‪ :‬األقطاب املتحكمة في املجال العاملي‪:‬‬
‫أقطاب اقتصادية قوية و متفاوتة النفوذ‬ ‫ثالوث يجمع بين القوة االقتصادية و النفوذ العاملي‬
‫تشترك بلدان الثالوث في مؤشرات التقدم إال أنها تتفاوت في‬ ‫يتكون الثالوث من ‪ :‬الواليات املتحدة األمريكية و االتحاد‬
‫القوة و النفوذ العامليين‪:‬‬ ‫األوروبي و اليابان ‪ :‬يمثل سنة ‪ %11.5 : 2021‬من سكان‬
‫‪-‬الواليات املتحدة األمريكية ‪ :‬تمثل قوةعالمية عظمى إذ تنفرد‬ ‫العالم و يجمع بين ‪:‬‬
‫بزعامة العالم بفضل‪:‬‬ ‫‪‬القوة اإلنتاجية ‪ :‬تحقق أكثر من ‪ 2/5‬القيمة املضافة‬
‫‪ -‬دعائمها البشرية (‪ 333.4‬مليون نسمة سنة ‪ )2022‬و الهيكلية‬ ‫الصناعية – تستأثر بأكثر من ‪ %46.6‬من الناتج الداخلي‬
‫و التنظيمية و الطبيعية و هي ركائز ضمنت لها القوة اإلنتاجية‬ ‫الخام العاملي سنة ‪2021‬‬
‫في الفالحة و الصناعة و الخدمات‬ ‫‪‬النفوذ العاملي‪ :‬يتجسد في ‪:‬‬
‫‪ -‬نفوذها العاملي بفضل قدرتها على التجديد و املنافسة و‬ ‫نفوذها التجاري ‪ :‬تهيمن على أكثر من ‪ 2/5‬مبادالت السلع و‬
‫امتالكها للدوالر أهم عملة عاملية تحدد به أهم األسعار العاملية‬ ‫أكثر من ‪ 1/2‬مبادالت الخدمات سنة ‪2022‬‬
‫و تتم به ‪ % 40.5‬من الدفوعات العاملية سنة ‪ 2021‬و امتالكها لـ‬ ‫‪ -‬تمتعها بنفوذ مالي و نقدي قوي‪ - :‬بفضل امتالكها ‪% 54.8‬‬
‫‪ 166‬شركة عبر قطرية من بين الـ‪ 500‬األولى في العالم‬ ‫من الشركات عبر القطرية الـ‪ 500‬األولى في العالم سنة ‪2022‬‬
‫‪ -‬ثقل نفوذها الجغراسياس ي فهي أول قوة عسكرية انفردت‬ ‫امتالكها لـ ‪ %49.5‬من رصيد االستثمار األجنبي املباشر‬
‫بزعامة العالم بعد تفكك االتحاد السوفياتي في ‪1991‬‬ ‫الصادر سنة ‪ 2021‬و ألهم العمالت في العالم كالدوالر و‬
‫‪-‬االتحاد األوروبي ‪ :‬تكتل اقتصادي قوي‪ :‬بفضل عمليات‬ ‫اليورو و اليان التي تستأثر ب ‪ % 85.4‬من احتياطي الصرف‬
‫التوسع املتعاقبة و سياساته املشتركة التي عززت‬ ‫سنة ‪، 2021‬البورصات كوول ستريت و و طوكيو‬
‫دعائمه(الطبيعية و البشرية و التنظيمية و الهيكلية) و جعلت‬ ‫‪ -‬نفوذها الثقافي و اإلعالمي و التكنولوجي إذ تهيمن على أكثر‬
‫منه سوقا موحدة و قوة تجارية و مالية‪ .‬لكنه يعتبر قوة غير‬ ‫من ‪ % 32.7‬من عدد براءات االختراع سنة ‪2018‬و أكثر من‬
‫مكتملة لعدم امتالكه لنفوذ جغراسياس ي قوي‪ .‬تبرز أملانيا‬ ‫‪ % 81.3‬من جوائز نوبل بين ‪ 1901‬و ‪2019‬‬
‫كقوة اقتصادية عاملية كبرى في حين تمثل فرنسا قوة عاملية‬ ‫– نفوذها العسكري القوي (من القوى العسكرية األولى في‬
‫متوسطة‬ ‫العالم)‬
‫يعد قوة اقتصادية عاملية كبرى بفضل النمو‬ ‫‪-‬اليابان ‪ّ :‬‬
‫‪-‬نفوذها الجغراسياس ي (عضوية بعض الدول الدائمة في‬
‫الصناعي و االستفادة من نجاعة التنظيم االقتصادي و البحث‬ ‫مجلس األمن و امتالكها حق النقض داخله باستثناء اليابان)‬
‫و التطوير فغزت منتجاته الصناعية و استثماراته أرجاء‬ ‫‪ -‬تأثيرها على قرارات املنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي‬
‫العالم‪ .‬لكن نفوذه الجغرا سياس ي منعدم إذ يفتقد للقوة‬ ‫و البنك العاملي‪ ...‬بفضل أهمية مساهمتها في ميزانية هذه‬
‫العسكرية و ال يمثل أحد األطراف الفاعلة في مجلس األمن‪.‬‬ ‫املنظمات‪.‬‬

‫ب ‪-‬البلدان املتقدمة األخرى‪:‬تتكون من مجموعة بلدان بلغت مستوى تنمية بشرية عال جعلها تنتمي إلى‬
‫بلدان الشمال لكن نفوذها الجغراسياس ي بقي محدودا أو تقلص نتيجة مرور بعضها بمرحلة انتقال‬
‫اقتصادي‪ .‬تشمل‪:‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫بقية البلدان املتقدمة‬ ‫البلدان في طور االنتقال االقتصادي‬


‫‪ -‬تتكون من بلدان أوروبا الشرقية و الوسطى غير األعضاء في االتحاد األوروبي و من تتمثل في بعض بلدان أوروبا الغربية غير‬
‫االعضاء باالتحاد األوروبي مثل‪:‬‬ ‫مجموعة البلدان املستقلة تمثل ‪ %4‬من سكان العالم و تملك ‪ % 2.6‬من الناتج‬
‫‪ -‬سويسرا التي تمثل قطبا ماليا يستند إلى‬ ‫الداخلي الخام العاملي سنة ‪2020‬‬
‫‪ -‬تمر هذه البلدان منذ التسعينات بمرحلة انتقال من النظام االشتراكي الى اقتصاد جهاز بنكي قوي‬
‫‪-‬اململكة املتحدة ‪ :‬تبرز كقوة عاملية متوسطة‬ ‫السوق و هو ما يفسر اسهامها الضعيف في االقتصاد العاملي فهي ال تساهم إال بـ‬
‫‪ -‬كندا التي تمثل قوة إنتاجية تصديرية‬ ‫‪ % 3.2‬من صادرات السلع و تردي األوضاع االجتماعية بها إذ لم يتجاوز نصيب‬
‫‪ -‬استراليا التي تعتبر قوة إقليمية في جنوب‬ ‫الفرد من الناتج الداخلي الخام ‪7090‬دوالر في ‪ )2020‬كما يبقى مؤشر التنمية‬
‫املحيط الهادي‬ ‫البشرية دون مستوى بقية الدول املتقدمة االخرى ( ‪ 0.773‬سنة ‪.)2021‬‬
‫تنتمي الى الشمال على أساس مستوى‬ ‫‪ -‬بدأت تشهد انتعاشة اقتصادية و أصبحت تستقطب االستثمارات األجنبية‬
‫ناتجها الداخلي الخام و مؤشر التنمية‬ ‫املباشرة (‪.)% 1.2‬‬
‫البشرية الذي بلغته و مساهمتها في االنتاج و‬ ‫‪ -‬تبرز روسيا ضمن هذه البلدان كقوة عاملية بصدد التحول وتسعى إلى استعادة‬
‫التجارة العامليين‪.‬‬ ‫النفوذ الجغراسياس ي الذي كان لالتحاد السوفياتي‬

‫الجنوب أو أطراف النظام – العالم‬ ‫‪.1‬‬


‫‪ّ -‬‬
‫تكون البلدان النامية جنوب املجال العاملي و تمثل االطراف بالنسبة الى مركزه‪ .‬لها سمات مشتركة لكنها ازدادت‬
‫تمايزا نتيجة تفاوت ما أحرزه بعضها من نمو اقتصادي و من مستويات تنمية بشرية‪ .‬تصنف بلدان الجنوب الى‬
‫أربع مجموعات ‪:‬‬

‫املكونات و الخصائص‬ ‫املجموعة‬


‫‪ -‬تمثل ‪ % 13‬من سكان العالم‬ ‫أ‪ -‬البلدان‬
‫‪ -‬تتكون من ‪ :‬التنينات (كوريا الجنوبية‪ -‬سنغفورة – هونغ كونغ – تايوان) و النمور األسيوية ( أندونيسيا – ماليزيا –‬ ‫الصناعية‬
‫تايلندا – الفيليبين) ‪ -‬البرازيل و املكسيك‬ ‫الجديدة‬
‫‪ -‬اتبعت هذه البلدان نموذج التصنيع الحاث على التصدير و أصبحت تصدر منتجات التكنولوجيا املتوسطة‬
‫و العالية‬
‫‪ -‬تمكنت من االندماج في العوملة إذ استقطبت حوالي ‪2/3‬االستثمارات األجنبية املباشرة الواردة على دول الجنوب سنة‬
‫‪.2022‬‬
‫‪ -‬حققت نموا اقتصاديا متواصال إذ أصبحت تحقق ‪ % 9.4‬من الناتج الداخلي الخام العاملي سنة ‪ 2020‬و تساهم بـ‬
‫‪ 3/5‬صادرات الجنوب من السلع و تمكنت من تحسين مؤشر التنمية البشرية الذي بلغ ‪ 0.815‬سنة ‪( 2021‬هونغ‬
‫كونغ (م‪ 3‬عامليابـ ‪ 0.952‬سنة ‪ )2021‬سنغفورة(م‪ 12‬عامليا بـ‪ 0.932‬سنة ‪.))2021‬‬
‫‪ -‬لكن وباستثناء كوريا الجنوبية التي تعد االقرب الى االنتماء إلى البلدان املتقدمة‪ ،‬ظلت بقية الدول بلدانا نامية نظرا‬
‫لتبعية اقتصاداتها و هشاشتها النسبية والى ما يسمها من فوارق اجتماعية و مجالية‪.‬‬
‫‪ -‬يبرز البرازيل ضمن هذه املجموعة كقوة اقليمية بأمريكا الالتينية تسعى الى تدعيم مكانتها في اقتصاد الجنوب و‬
‫العالم من خالل "تزعمها" البلدان النامية في العديد من املنظمات الدولية كاملنظمة العاملية للتجارة )مجموعة ‪.) 20‬‬
‫عمل من اعداد األستاذ محمد الرينش ي ‪-‬معهد ابن سينا بقرمبالية ‪-‬السنة الدراسية ‪2024/2023‬‬

‫ب‪-‬البلدان ‪ -‬تمثل ‪ % 6.6‬من سكان العالم و تستأثر بحوالي ‪ % 3.7‬من الناتج الداخلي الخام العاملي سنة ‪.2020‬‬
‫‪ -‬تضم بلدان الخليج العربي و ايران وفنزويال و بعض بلدان إفريقيا (الجزائر و ليبيا و الغابون و أنغوال ‪. )..‬‬ ‫النفطية‬
‫‪ -‬تؤمن حوالي ‪ % 5‬من صادرات السلع في العالم و ‪ % 9.2‬من صادرات الجنوب من السلع و تعتمد أساسا على عائدات‬
‫صادرات النفط (‪% 35‬من اإلنتاج العاملي سنة ‪ )2021‬و التي وظفتها في عملية التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬لئن مكنت هذه العائدات من بلوغ مؤشر تنمية بشرية عال نسبيا فان طريقة توظيف هذه املوارد في املشاريع‬
‫الخدمية و في االستهالك لم تضمن التنمية ‪ .‬كما تتأثر هذه الدول بتقلبات السوق النفطية وتظل في تبعية ألسواق‬
‫االستهالك بالشمال‪.‬‬
‫ج‪-‬البلدان ‪ -‬تحتل مرتبة وسطى بين البلدان الغنية املتقدمة و البلدان األقل تقدما و تضم العدد األكبر من بلدان الجنوب من‬
‫ضمنها البالد التونسية‪-‬األرجنتين ‪ ...‬و بعض البلدان الصاعدة التي استفادت من العوملة أبرزها‪:‬‬ ‫النامية‬
‫ذات مؤشر ‪ -‬الصين قوة صاعدة بفضل اكتساح منتجاتها أسواق أوروبا و أمريكا الشمالية و دورها االستثماري في العالم إذ‬
‫ّ‬
‫مصدر‬ ‫تمتلك ‪ 61‬شركة عبر قطرية من بين الـ‪ 500‬األولى في العام ( املرتبة ‪ 2‬بعد الو‪.‬م‪.‬أ) وهي ثاني قوة اقتصادية و أول‬ ‫تنمية‬
‫للسلع في العالم و لها حق النقض في مجلس االمن و تسعى الى اكتساب نفوذ عاملي يتالءم مع وزنها االقتصادي و‬ ‫بشرية‬
‫السكاني‪.‬‬ ‫متوسط‬
‫‪ -‬الهند التي تعتبر قوة إقليمية آسيوية ‪.‬‬
‫‪ -‬جمهورية جنوب إفريقيا كقوة اقليمية في افريقيا‬
‫د‪ -‬البلدان ‪ -‬تتكون من ‪ 46‬بلدا سنة ‪ 2021‬منها ‪ 33‬بلدا إفريقيا وتمثل قرابة الـ ‪ %14‬من سكان العالم‪.‬‬
‫‪ -‬تتسم باقتصاد هش و بنمو اقتصادي ضعيف و متذبذب و ال تحقق سوى ‪ 1.27(%1‬مليار دوالر سنة ‪ )2021‬من‬ ‫األقل‬
‫إجمالي الناتج الداخلي الخام العاملي كما تظل مساهمتها في التجارة العاملية ضعيفة‬ ‫تقدما‬
‫‪ -‬تتميز ب‪ :‬ضعف مؤشر التنمية البشرية (‪ 0.540‬في ‪ -) 2021‬ضعف الناتج الداخلي الخام للفرد (‪ 1177‬دوالر سنة‬
‫‪ –)2021‬انتشار الفقر و تفاقم البطالة‪ -‬سوء التغذية و نقصها – قصر أمل الحياة عند الوالدة – انتشار األمية‪ -‬ارتفاع‬
‫نسب وفيات الرضع )‪.‬‬
‫‪ -‬تشكو نسبة تداين عالية وتحظى باألولوية ضمن برامج مكافحة الفقر و تخفيف عبء الدين و تحصل على أكثر من‬
‫‪ %90‬من إجمالي املساعدة العمومية من اجل التنمية‬
‫تعاني هذه الدول من عدة عراقيل تعيق التنمية‪:‬النمو السريع لعدد السكان – ضعف تطور بنية االقتصاد – رداءة‬
‫البنى التحتية ‪ -‬كثرة الحروب و النزاعات‪...‬‬
‫خاتمة‪ :‬رغم تدعم ترابط املجال العالمي في ظل العوملة فإن السمة البارزة لهذا املجال هي الالتكافؤ االقتصادي و‬
‫البشري حيث تتميز تركيبته بثنائية تخفي بدورها تباينا خاصة بين بلدان الجنوب ‪.‬‬

You might also like