Professional Documents
Culture Documents
_
0 0 5 ٢7حخ
1٦ة0|3ح 1الةم
هل إله
ابعهد
سرير
فهم أفضل ألخالقيات العهد القديم
يولكودان
٠
هل أك
اسد
شر آل
بول كوبان
حد،
سبوتات!التلل
11آل؟11 00اآل(ل زأل @ 2011
11111)1611116 11116:ا118ج1ل111(118116)1 111 £؟ ز11آل111ج0٢1
ا0٢3لآل 3ه0ى 1
8ظ-6٠0ل6طآل 6ثمؤه 111(118116)1؟
؟ 01*011ج1111ا11(118أ(ل 6٢علآل 3؛1٧181011 0ك آل
8, ^149516-6287ا)ا؟آل 3س 0. 80() 6287,؟
8 1686٢٧6)1.ا11جغ ٨11
طبعةأولى٢٠٢٠
رقم اإليداع٢٠٢٠/٣٨١٨ :
الترقيم الدولي978-977-387-255-2 :
٣
هل إله ا لعهد ا لقديم إله شرير؟
هل هناك مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج١٥٧ ............................ ١ ١٢
هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج١٧١ ............................. ٢ ١٣
هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج١٨٩............................ ٣ ١٤
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج١٩٩ ..................................... ١ ١٥
هل كأنت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج٢١٣..................................... ٢ ١٦
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج٢٣٣..................................... ٣ ١٧
هل الدين هو اصل كل الشرود؟ ٢٤٧................................................... ١٨
٤
إهداء
إلى ابننا الرائع بيتر،
الذي أبهج قلوبنا بنموه في الحكمة والقامة والنعمة
أمام الله والناس.
وبحسه الفكاهى وحوارا ته الغنية باألفكار
وشغفه ألجل ملكوت ا لله -أصبح سبب بركة هائلة مرع الرت
لعائلتنا وآلخرين كثيرين.
قالواعن الكتاب
يخطو يول كويان بجسارة ليدخل عرية الهوتيا لألسود ،وبال خوف يواجه أصعب
ا لقضا يا األخالقية التي يتعرض لها المسيحؤون عن الكتاب المقدس واإليمان ا لمستمد
منه .ال أتذكر أي عمل آخر يعالج هذه القضايا المعقدة والحساسة بشكل وافؤ ،وبي
نفس الوقت بلغة واضحة وسهلة للقرا ء .إذ دفاعه عن إله الكتاب المقدس يتميز بالتهفن
والجسارة واإلقناع.
— فيليب جينكز
مدرس جامعى لمادة ا إلنسانيأت ،جامعة بايلور.
يهاجم الملحدون الحدد أخالقيات ا لعهد القديم بشراسة .من الناحية األخرى يعترف
ا لكثير من المسيحيين بأنهم يصارعون على ما يبدو لهم من أخالقيات بدائية وبربرية .لكن
يول كويان يسا عدنا على فهم صحيح لعالم ا لعهد القديم وعالقته بعصرنا الحالي.
-ترمبر لونجمان
أستاذ الدراسات الكتابية فى كلية ويستمونت.
اهذا هو الكتاب الذي كنث أتمنى تأليفه بنغسي ،فهو ببساطة افضل كتاب قرأته
٧
يعالج صعوبات كثيرة يفرضها العهد القديم على المسيحيين متن يفكرون ومتن هم رقيقي
المشاعر .يكتب دول كودان بلغة بسيطة ومباشرة ،ولكنه يتعرض لقضايا كثيرة بشكل
شامل وبتغاصيل كتابدة وافدة وبحث أكاديمى.
-كريستوفر حيه .إتش .رايت،
أحد المديرين الدوليين في مؤسسة النجهام،
ومؤلف كتاب ((أخالقيات ا لعهد ا لقديم لشعب الله)).
هذا ا لكتاب ،بأسلوبه ا لمدشوق وا لسهل وا لثري با لمعلومات ،يمدل أفضل دفا ع عن أخالقدات
ا لعهد القديم قرأته في حياتي .كتابة ال غنى عنه للوعاظ ،ودارسي الكتاب المقدس ،وقادة
مجموعات دراسة الكتاب.
-جوردن وينهأم
أستاذ متقاعد لمادة ا لعهد ا لقديم جامعة جلوسترشير.
يتحدى بول كوبان الملحدين الحدد ا لذين يوجهون انتقادات شديدة للكتاب المقدس،
ويعالج باقتدار كل انتقاداتهم التي أثاروها .ال أعرف أي كتاب آخر كهذا ،وأنصح بأن يقرر
على الكليات والمعاهد الالهوتية*.
-جيه .بي-موريالند
مدرس ا لفلسفة البارز بكلية أ0ةااعآ الالهوتية،
.)1110 ومؤلف كتاب ((قضية الله)) (1011خ08الؤ) سح
*برع يول كويان في شرح بعض أكثر القضايا المربكة والمحيرة التي تبرز من
صفحات العهد القديم .فهو يشتبك مع عدد ضخم من التحديات ) ألخالقبة والفلسغدة
ا لصعبة عن صفات وأعمال الله في ا لعهد القديم ،وهو يجيب على هذه التحديات بمهارة
بالغة بشروحات وا ضحة وسهلة ا لفهم من ا لنصوص الكتابية ذاتها .هذا كتاب سهل جذا
في قراءته ،وهو مرجع ال غنى عنه لكل المسيحيين الذين يرغبون في فهم العهد القديم
في سياق عصرنا الحالي .أنا أرشح هذا الكتاب بقوة للجميع.
-حيه .دانيال هيس،
المعمدانية. ةخاغنةا0٦ أستاذ الدراسات الكتابية ،جامعة
معظم المسيحيين اليوم ،ومن بينهم أنا ،نتحاور مع أناس نحبهم قد تأثروا بقوة
بانتقادات ريتشارد دوكنز وآخرين ضد أخالقيات الكتاب المقدس ووصفه ليهوه بأنه إله
٨
قالوا عن الكأب
مروع .ما يذهلني في قراءة كأب(( وحشية العهد القديم)) هو احتياجنا 1لشديد كمسيحيين
إلعادة ا لتفكير بشكل جذري في قرا ءتنا وفهمنا لألص المقدس إذا أردنا أن يكون لنا
منطق مقنع في هذا الحوار المستمر .أحيادا ال يكمن الوحش ا لحقيقي في االنتقادات
بقدر ما يكمن في تمسكنا بأنماط فكرية غير صحيحة عن الكتاب المقدس .باإلضافة إلى
األهمية الدفاعية لعمل دكتور يول كويان ،ا بآلمر األكثر أهمية بالنسبة للمسيحيين يتمثل
في قدرة كتابه هذا على إجبارنا على تقييم طبيعة ا إلله الذي نعبده .ا قرا'وا هذا الكأب،
وسيوقظ رؤيتكم لله بطرق عجيبة!*
العهد الجديد، — وليام حيه .ويب ،أستاذ
معهد جج3أ٠1لجآل الالهوتي ،ومؤلف كتاب ((العبيد ،النساء ،والمثليون))
11011108ك11ة 8, 1111011ج1٧ة٠)8 (لمز
بطريقة مهذبة ومنطقية يقودنا يول كويان خالل تحديات شرسة موحهة لله ولرسالة
العهد القديم .فهو يجئع ا لثجج ويصيفها بوضوح مع وعي بالسياق الثقافي للشرق ا ألدنى
القديم ،والنصوص العبرية للكأب المقدس ،لذا يقدم المؤلف معالجة دقيقة لهذه القضايا
األساسية .هذا مرجع را ئع وال غنى عنه لكل مشترك في ا لجدل ا لمتعلق بحركة اإللحاد
ا لجديد٤٤.
-ريتشارد إس .هيس
مدرس ا لعهد القديم واللفات السامدة ،معهد دينغر الالهوتي.
*أصعب األسئلة التي يمكن أن نوجه إلى الكتاب المقدس تنتمي لقائمة التحديات األخالقية
في كثير من نصوص وتعاليم العهد القديم .ظهرت هذه التحديات مرة أخرى مؤخرا بسبب
الشعبية المتزايدة لإللحاد والمذهب الشكوكي المتطرف .ال يوجد تقرييا باحث واحد أحب أن أقرأ
له في هذه الموضوعات أكثر من يول كويان .هذا الكأب الغني باإلجابات على قضايا أخالقية
صعبة يساعد على إزالة الخلط وتهدئة الكثير من المخاوف .أرشح هذا الكتاب بقوة.
-جاري آر .هابرماس،
الباحث وا ألستل ن الجامعى البارز ،بكلية ليبرتى الالهوتية.
٩
مقدمة
إذ التعرض ألخالقيات العهد القديم يمئل تحددًا .فباإلضافة إلى موضوعات كثيرة تحظ ج
إلى معالجتها ،يبدو عالم الشرق األدني القديم غريدا وبعيدا جدا عما نألغه! لذا نحتاج إلى
قدر كاف من المعلومات عن الخلفية المحيطة بهذا العالم حتى نفهمه بشكل أفضل ونفهم
الكثير من النصوص |ألضى في العهد القديم.
ئعتبر أخالقيات ا لعهد ا لقديم موضوعا شائكا يتضمن كل أنوا ع ا الستجابات— من ا لتحدر
واالرتباك إلى ا لغضب وا لسخط ا لشديد .ولقد استشعرت احتياحا لكتاب عن هذا ا لموضوع
بحجم معقول ويسهل قراءته .وبالرغم أنني شاركد بالكتابة عن أخالقيات العهد القديم في
العديد من الكتب والمقاالت ،أردن أن أستفيض في هذه الموضوعات وأضيف محتوئ جديدا.
وبهذا أضربا عصفورين بحجر .فال أعل لج موضوعا صعبا فحسب ،بل استخدم حركة
الملحدين الحدد كمنصة انطالق للنقاش.
حرصن أن أجعل ا لحواشي وبينما يغترض أن يكون هذا ا لكتاب مناسدا لعامة ا لقرا ء،
التوضيحدة أقل ما يمكن ،ولكني لم أنجح في ذلك .فنظرا لطبيعة الموضوع ،لم أرد ان أبدو
كتن يلقي ادعاءات بدون تبرير مبني على دراسات علمية! لكنني ألجام في دراستي إلى
متخصصين ذائعي ا لصيت في دراسات ا لعهد القديم .معظم هؤالء الدارسين -في مقابل
عدد قليل منهم -يحترمون سلطان الكتاب المقدس.
تمدل وجهة نظر هذا الكتاب اتفاقا واسع النطاق على القضايا األساسية التي أتعرض
لها .إذ عالم العهد ا لقديم وأدبياته له نصيب من 1لغموض والضبابية .وبالتالي عندما
أذكر رأي أحد الدارسين أو غيره في مسألة ما قد تحد آخر ثالدا يختلف معهما (وأنا
أيصا !).ال أريد أن أتشتت بذكر كل ا ألسبا ب تفصيلدا ،وكل ا إليجابيا ت وا لسلبيا ت في كل
الجوانب الخاصة بالموضوعات المتعلقة بأخالقيات ا لعهد ا لقديم التي أتعرض لها .وهدفي
األساسي هو كللتالي :أنا أبني عملي على دراسات متعمقة وموثوق فيها تقدم شروحات
معقولة ورصينة ،وأتعرض لزوايا تقدم حلوال وردودا نافعة لألسئلة المربكة عن أخالقيات
العهد القديم.
نقطة هامة ًاضى تتعلق بعالقة ا لعهد ا لقديم بعالمنا اليوم .سأذكر في أوقات كثيرة
كيف ينطبق ا لعهد القديم (أو ال ينطبق) على المسيحيين اليوم ،دا لرغم أنني سأقتصد في
التفاصيل .إن شعب الله -إسرائيل ا لحقيقي الجديد ،على عكس أمة إسرائيل ا لقديمة -هو
ا لكنيسة متعددة العرقيات التي تتمتع بالمواطنة السمائية .هذه المواطنة السمائية البد أن
تعود بالخير على حياتنا األرضية .وعلى تالميذ المسيح أن يعيشوا قيم ملكوت الله ،وأن
يكونوا يلحا ونورا وفاعلي خير .هذا ا إليمان المسيحي له أصداؤه على عالمنا .وإذا افتقر
لهنا ،فهو ال ينسب ا لى ا لمسيحدة .وا نما دمكن ا عتباره غنوصية منسلخة ومتحاهلة للثقافة
وناكرة للواقع في النهاية-
لم يعد شعب الله مقتصرا على أمة وعرق وأرض .كما يوضح ا لعهد الجديد أن المجتمع
المسيحي متعدد العرقيات يتميل في الختان ا لحقيقي في المسيح ،والذي أصبح له مواطنة
سماوية ،وله موقف جديد من ا لشريعة الموسوية .الناموس جزة من ميراثنا وجزة من فهمنا
لذوا تنا ،حتى وإن كان جزء كبير منه ال ينطبق بشكل مباشر على شعب الله اآلن.
آخرون قد بدنوا ببراعة كيف يؤثر ا لعهد ا لقديم على المسيحيين ،منهم(( :كريستوفر
رايت))(( ،ويليام ويب))(( ،حون جولدنجاي))(( ،جوردون وينهام))(( ،ريتشارد هيس)) ،وأخرون.
ومن يم في أجزا ء كثيرة من هذا الكتاب أشير للقرا ء إلى كتاباتهم وإسها ما تهم الغنية.
أرجو وأصلي أن يسدد هذا الكتاب احتياحا ماسا في المجتمع المسيحي ،الذي كثيرا
ما يتحدر ويقف عاجرا أمام هذه ا لنصوص ا لصعبة في ا لعهد القديم .ولكي أقوم بتسهيل
عملية ا الستيعاب وهضم هذا المحتوى جعلت في نهاية كل فصل مجموعة من ا ألسئلة التي
يمكن استخدامها فى المراجعة أو النقاش فى مجموعات درس الكتاب أو التلمذة.
أود أن أتقنم بالشكر إلى ((ريتشارد هيس)) ،و(( ريتشارد ديفيدسون)) ،و((ترمبر لونجمان))،
و(( حيروم ولش)) ،و( دا نيا ل هايس)) ،و((حون جولدنجاي)) ،ألجل تعليقاتهم المفيدة .كما أشعر
باالمتنان لمحبتهم المسيحية التي أظهروها بردودهم على إيميالت طويلة جدا في بعض
كما أشكر ((بارنا ماجياروسي)) األحيان كنث قد كتبتها على مدار العام الماضي وأكثر.
٢
مقدمة
الذي زودني بنسخة من رسالته ا لعلمية عن الحرب المقدسة .كما أشكر زميلي ((نانأن لين))
الذي قذم لي تعليقات جيدة على مسودة هذا الكتاب.
ألجل صداقته على مدار سنين كما أشكر المحرر ((بوب هورا ك)) في دار نشر
طويلة .كما أشكر محررة ا لسلسلة ((ويندي ويتزل)) على تعبها وعطائها الكبير في ا لعمل في
ظل تصليحاتي وتعديلدتي الكثيرة غير المنظمة .في النهاية ،شكري الدائم لزوجتي وأوالدي
المشجعين والداعمين لي؛ فهم يجلبون البهجة إلى قلبي.
١٣
أسئلة للمناقشة أو الدراسة في مجموعات
* في ضوء قراءتك للعهد القديم ،هل صادفت أية نصوص وجدتها مزعجة أو مربكة؟
ناقش بعض هذه النصوص.
٠فى رأيك هل يوجد الكثيرون من ا لمسيحيين غير ا لوا عين ببعض التحديات والصعوبات
الموجودة في العهد القديم؟ لماذا يدغل هذا مشكلة؟ كيف يجب على رعاة الكنائس أو
القادة ا لمسيحيين أن يتعاملوا مع صعوبات العهد القديم؟
١٤
٠
لأل،
احركة
٠الملحدين الخدد
فن هم الملحدون اإجدد؟
في فبراير ٢٠٠٧كئ من بين عدد من المتكلمين في منتدى ٢- !^€)1^)1وغع٢تح ،وهو مؤتمر
سنوي أقيم في والية نيو أورليأنز .وكان موضوع المنتدى في ذلك العام هو مستقبل اإللحاد .
وكان أحد المتكلمين البارزين من الجانب المسيحي التقليدي هو الالهوتي البريطاني ((أليستر
ما كجرا ث)) .وعلى الجانب ا آلخر المضاد تماها للمسيحؤة التقليدية حضر ((دانييل دينيت))،
األمريكية. التطوري والمناصر للمذهب الطبيعي ،وفيلسوف العقل من جامعة تافتس
وكانت أول فرصة لي أتقابل فيها مع أحد هؤالء ((الملحدين الحدد)) .واستمتعث مع زوجتي
بالحديث غير المتكلف مع ((دان)) (أي دانييل دينيت) أثنا ء تناول الطعام ،وألن غرفته كانت
مقابلة لغرفتنا ،كنا نتفاعل خالل مجيئنا وذهابنا على مدار فترة المؤتمر .يتمتع ((دان)) بسرعة
البديهة ،وهو متحدث لبق ،ويشيع المرح وا لحيوية في المكان ،ومالمح وجهه ولحيته الشبيهة
ببابا نويل أضافتا ا لمزيد على ا لروح ا الجتماعية ا لتي تمئع بها .
يعتبر ((دان)) أحد الملحدين الحدد متن ينكرون الله وا لذين ألفوا بعض الكتب التي نالت
شهر؛ وا سعة هذه األيام .ا لبعد أطلق عليه واحد من ((الغرسان ا ألربعة)) في أبوكاليبس
١٧
ا لحركة اإللحادية الحديدة -مع ((ريتشارد دوكنز)) ،و(( سام هاريس)) ،و((كريستوفر هيتشنز)).
ئرى ما هو الجديد في الحركة اإللحادئة الجديدة؟ أال يوجد اإللحاد منذ العصور الغابرة؟
نعم ،على سبيل المثال(( ،إبيقور)) الذي كأن ينادى بمذهب اللذة ( ٢٧٠ -٣٤١ق .م ،).وكذلك
تلميذه النجيب الذي أتى في وقت الحق ((لوكريتيوس)) ( ٥٤ -٩٤ق .م ،).وهما من أتباع
المذهب المادي ،بمعنى أنهما آمنا أن المادة هي كل ما في الوجود .وإذا وجدت اآللهة ،فهي
ليست ذا صلة بنا .وعندما يموت ا إلنسان ينتهي كز شيء .
وفي التاريخ ا ألحدث لدينا ملحدون ((حدد )) آخرون من الطيف ا لفلسفي ا لحديث والمعاصر—
من أمثال ((كارل ماركس))(( ،حان بول سارتر))(( ،برتراند راسل))(( ،توماس ناجيل))(( ،حون
سيرل))(( ،كيث بارسونز))(( ،جراهام أوبي)) ،و( وليام رو)) .من ا لواضح أن ا إللحاد مازال ينبض
بالحياة وال يبقى هادائ .وكما سنرى فإذ الملحدين الحدد يضيفون إن جاز القول دهارات
على المناقشات الخاصة بوجود الله.
بسبب ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١من هجمات إرهابدة على
ا لبنتاجون ودرجي التجارة ،فقد استثمر الملحدون الجدد ا لشر الذي حدث باسم ا لذين
ليلطخوا كل ما هو ديني بنفس الفرشاة( .بالطبع من الصعب للغاية أن نعرف كمة دين ،
لكن ا لملحدين ا لحدد غير مهتمين ا آلن بل لغوا رق ا لطفيفة في ا لتعريفات ).ا آلن يركب ا لملحدون
قمة هذه الموجة الجديدة ،مستفيدين من الوضع الغربي الذي يعيش في مرحلة ما بعد
المسيحؤة .هذا التيأر الحالي من المقاومة المتجاسرة لبديمان المسيحي تضع المسيحؤة مع
الحركات ا إلسادمدة المتطرفة في سلة واحدة .يمدل الملحدون ا لجدد ا لوجه ا ألكثر شعبية
لإللحاد -الذي لم يعد موضوعا مقتصرا على االكاديميين الذين يعيشون في برج عاجي.
هذا ليس معنا ه أن ا لملحدين ا لحدد نجحوا في إقنا ع ا لجميع .وفعا لعالم ا الجتما ع ا لبارز
((رودني ستأرك)) ) (،يصنع الملحدون ا لحدد ضجه إعلدمية كبيرة ،ولديهم رصيد من الكتب
التى حققت لقب األعلى مبيعا .وكثيرون ترجموا ذلك على أنه عادمة على استعداد الحشود
١٨
من هم الملحدون الجدد؟
من ا ألمريكان إلنكار الله عالنيه .لكى معظم الناس يرون أن من يقول بأنه بال دين ال يعني
سوى أنه *بال كنيسة -وليس معنا ه أنهم الدينؤون .أعداد الملحدين فى أمريكا في التاريخ
ا لحديث ظلت كما هي إلى حد بعيد .وفعا لمركز استطالع جالوب /٤من األمريكان كانوا
ملحدين في ،٢٠٠٧وهي نفس النسبة في !١٩٤٤فاإلشاعات عن موت الله كانت وال تزال
مصابة بمبالغة شديدة .وعندما ننظر إلى العالم غير الغربي ،نجد تزايدا في أعداد الداخلين
إلى المسيحؤة بأرقام قياسؤة .ويعتبر اإليمان المسيحي الحركة األسرع نموا حولنا ،وكثيرا ما
صاحب هذا عالمات وعجائب كما وثق المؤرخ ((فيليب حينكيز)) هذا ببراعة) (.
سوا ء كائ من الملحدين أم المؤلهين (من يؤمنون بوجود إله) ،كلنا نرى شيائ فيه إجماع
عن خجج الملحدين الحدد .أوال ،مع كل تأكيدهم على العقالنية العلمية الجافة والباردة ،فإنهم
يعدرون عن أنفسهم ليس بحماس وشغف فقط بل بغضب أيفائ .يصفهم ((رودني ستارك)) ب
الملحدين الغاضبين والمزعجين بشكل ملحوظ .يعئق المغبر المسيحي ((مايكل نوفاك)) ،مؤلف
،٠على كتابات الملحدين الحدد بقوله إذ (08^8 00)1 الكتاب المثير *ال أحد يرى الله
هناك إصرارا غريدا في ا لدفا ع عن كل هذه الكتب ،كما لو كانت عالمة ليس على الئصر
وإنها طى |ليأس٠.ا٠ا
يبدو ((دانييل دينيت)) أكثر اعتداال في نقده للدين .ويظن أده لم يقرر بعد في مسألة أن
منافع األين تفوق نقائصه أم ال -بخالف الملحدين الحدد ا آلخرين الذين يصرون على أن
ا ألين بدون استثنا ء هو شيء خطير بال موا ربة .لكنه في نفس الوقت ال يشارك بإنصاف في
المواجهة بسبب اقتباساتهي| النتقائية( ) .فلقد منح لقب الالمعين لمن يفكرون بطريقة إلحادية-
مع إيحاء غيرلطيف للمؤلهين!
الملحدون الجدد على صواب في قولهم بأن تجليات الجهل والفجور والرياء هي ما تمؤز
المؤمنين المتدينين االسدميين من كل األطياف .فيسوع نفسه في متى ٢٣ —١٥ :٧حدر من
األنبياء الكذبة المفلسين أخالقيا؛ ألنهم يرتدون ثياب الحمالن ليخفوا الذئب بداخلهم .وهم
يقومون بأفعال خارجية تدل على التقوى ،ولكنهم في النهاية مدانون باعتبارهم فاعلي ا إلثم .
هذا يعدر عن مأساة ،وإن كان يسوع وكثيرون من كتبة العهد الجديد تنبأوا بذلك .بالطبع سيدرك
تن لديه روح التمييز أن يسوع ليس هو المالم على إساءات تصدر عن تابعين له باالسم فقط.
ثانيا ،حجج الملحدين الجدد ضد وجود الله مهلهلة بشكل مثير للدهشة ،وكثيرا ما تعير
عن الملحد القروي الساذج أكثر من األكاديمي المعتمد .في كثير من األحيان يظهر الملحدون
الجدد جهأل ئطبائ للشيء الذي ينتقدونه ،وهم عن حق -الضحكات والتهليالت
الكبيرة من الضعفاء فلسفيا والهوتدا .إنهم بالفعل يستعملون بكفاءة مزيحا من العاطفة
والبالغة اللغوية ،لكن ال يعرف عنهم األفكار المبنية على المنطق من البداية إلى النهاية.
١٩
فئججهم ضد وجود الله ليست قوية من الناحية العقلية— بالرغم أنهم يريدون أن يضغوا
هذا ا النطبا ع عليها .فهم يثيرون بعض ا ألسئلة الهامة ا لمتعلقة مثأل بإشكا لية ا لشر ،لكن مرة
أخرى ال تمعل خججهم إال قصصات من التعليقات البليغة الالذعة التي ال تثقل في ا لوا قع
حجحا متماسكة .لقد الحظت أن هؤالء األشخاص بالرغم من خبراتهم التخصصية في
مجاالت معينة (البيولوجية ونظرية ا لتطور كما هو ا لحا ل عند دوكنز ودينيت) ،لكنهم يظهرون
مخيبين لآلمال جدا عندما يقدمون خجحا عن إنكار وجود ا .لله وضد العقيدة المسيحية.
مراجعة سريعة للغيلم الوثائقي الخاص بدوكنز ستكشف لك أنه قضى وقائ على محرك البحث
جوجل أكثر من مكتبة بودلى بجامعة أكسفورد(.
كلنا متأكدون أن الصحفي ((كريس هيدجز)) الفائز بجائزة بوليتزر ،وصاحب كتاب ((ال أثق
بالملحدين(( رص٠طىر 171جئ )/ليس صديعا للمسيحيين ،وهوينتقد ((سام هاريس))
على هجومه ا لسطحي على شكل من ا العتقا د ا لديني نكرهه جميعا ،وعلى وتبسيطه ا لصبياني
وجهله بالشؤون العالمية .بمقدور أي إنسان مسيحي أن ينضم إلى كريس هيدجز والملحدين
الحدد فى استيائهم موص الشوفينية والغرور ومعاداة العقل والبر الذاتي للمتدينين ا ألصوليين
بدون ا القتنا ع دخججهم .يعير ((رودني ستارك)) عن هذا األمر كل لتالي :إذا انتظرت أن تتعئم
أئ شى ء عن اشكاليات الهوتية هامة من ريتشارد دوكنز ودانييل دينيت ،فهذا يشبه انتظار
التطم عن تاريخ العصور الوسطى من شخص لم يقرأ في حياته سوى روبن هود) (*).
من ا لسهل ' أن تهاجم صورة كاريكاتيرية بل النفعا الت والشعارات الرنانة .وبالنظر إلى
تداكي الملحدين الجدد يصئب علينا أن ندخل في حوار يتمتع بالشغافية معهم .ما أدهشني
أن كثيرين ينخدعون ويغيرون أفكارهم بسبب هذه الحجج المغلوطة وا للفو المبالغ فيه.
ال تسمع مني فقط! فيلسوف العلم الملحد(( ،مايكل روس)) ،يقول إن حجج دوكنز سيئة لدرجة
أشعرته بالحرج من أن يدعو نفسه ملحدا ) (.كذلك ((تيري إيجليتون)) ،أستاذ ا ألدب ا إلنجليزي
والحضارات ،ينتقد بشدة ما يسميه ((ديتشكنز)) (اسم مجئع لكز من ((دوكنز)) وهيتشنز))).
ويعتبرهما بال أي عمق ،وال يفهمان ا إليمان المسيحي :إئهما يبتكران دائائ صورا كاريكاتورية
مبتذلة عن المعتقد ا لديني وهو ما يجعل الطالب بالسنة األولى في معهد الالهوت يستعجبون
ويشمئزون .وكلما أظهرا كراهيه واحتقارا للدين ،بدت انتقاداتهما فارغة من المضمون.
؟،ا {^[)171أ)()1 يكتب ((ويليام لين كريج)) في كتاب اشتركذ في تأليفه يسمى ((وهم دوكنز))
وقد قام كريج ا). ويرد فيه على كتاب دوكنز ((وهم ا إلله)) (أ118107أ 1(€سنع (أ178107أ>]<€
بأقصى جهد لديه ليلملم حجة دوكنز ضد وجود الله ،وكانت خجته وضعيفة بشكل محرج .
وفي نهاية كالمه يقول كريج:
منذ عدة سنوات قام زميلى ((كوينين سميث)) بتتويج غير رسمي
٢٠
من هم الملحدون الجدد؟
ثالثا ،الملحدون الحدد غير مستعدين لالعتراف بالمجازر التي ارتكبت باسيم اإللحاد على
يد ((ستا لين)) و(( بول بوت)) و(( ماو تسي تونج)) ،وفي نفس الوقت ينتظرون من المسيحيين أن
يتحثلوا مسؤولية كل ا ألعمال البربرية التي ارتكبت باسم المسيح .في إحدى المناظرات رفض
((دينيت)) أن يربط بين وحشية ستالين وعدم إنسانيته بإلحاده الصريح .بل اذعى أن ستا لين
وفي سبتمبر ٢٠٠٩حضرن مناظرة بين ((هيتشنز)) كان شخصية متدينة بدرجة ما!(
و(( د ا ينش دي سوزا )) في أورالندو ،وهناك رفض هيتشنز أن يقر بأن ستالين كان يقتل باسم
اإللحاد .بشكل أو باخر كان ستالين ،الذي كان قد التحق بمعهد الهوتي روسي لكنه فيما
بعد أنكر المسيحية عن اقتناع ،ال يزا ل متديائ في النهاية .في نفس ا لوقت أصر هيتثدنز
أن بقايا تدئن كانت ال تزال باقية معه .لذا لم يكن اإللحاد هو الجانى .في حين في مناظرة
ًاضى أجبر هيتشنز ليقر باعتراف نادر :يجب أن نقول إذ بعشا من أسالفي غير المؤمنين
قد استغلوا ا لفرصة ليتصرفوا بنفس ا لطريقة (مثل المتدينين األشرار) ،هذا أمر مؤكد.
أعتقد أن ا لسبب وراء صعوبة ،إن لم يكن استحالة ،أن يعترف الملحدون الحدد بالشرور
التي ارئكبت باسم ا إللحاد يتلخص في أن هذا ا العترا ف سيسحب البساط من تحت أرجلهم
عندما ينتقدون الذين بكل أنواعه .إذا سألنا أنفسنا :هل كان يسوع ليوافق على محاكم
التفتيش أو اضطهاد اليهود؟ ،فالسؤال يجيب على نفسه .في المقابل مادا عن القاتل
ا لمتسلسل وآكل لحوم ا لبشر (( حيفري دامر))؟ كان دامر نفسه يقول :إذا كان كل شيء يحدث
طبيعدا ،فما الحاجة لوجود إله؟ ا ال أستطيع أن أهتم بقوانيني الخاصة؟ من يملكني؟ أنا أملك
ذاتي .اا) ثم يتساءل ،إذا لم يوجد الله ،وكلنا جئنا اس الطين* إذا ٠ط الجدوى كن محاولة
الجانب اآلخر من العملة نرا ه في رفض الملحدين الحدد (أو ترددهم ا لكبير) لالعترا ف
العالم .تتضمن قائمة هذه ا إلسهامات:
في م لمالمسيحي ٠٠
٠٠ ٠٠ اإليجابي الموثق وا لعميق ء ٠٠
لإليمان بالتأثير -٠٠٠٠۶
الحفاظ على التراث األدبي ،وتطوير التعليم ،ووضع أسس العلم الحديث ،وا الهتمام بالغن
وا لموسيقى ،وا لتوعية بحقوق ا إلنسان ،وتوفير ظروف 1فضل في ا لعمل ،وا لقضا ء على ظاهرة
العبيد .هذه اإلسهامات يقر بها الملحدون والمؤلهون على حذ سوا ء .أصا بالنسبة للملحدين
الحدد فالذين عندهم يسمم كذ شيء ،أائ اإللحاد فال يسمم شيدا!
سنعود للتحدث مرة أخرى عن هذا الموضوع ،لكن اآلن أسحل فقط تحفظي.
٢
موضوع لم يتم التعرض له
بالرغم من الردود العقالنية القوية على حركة اإللحاد الجديد ،هناك موضوع لم يتعرض
له أحد يتعلق بأخالقيات العهد القديم .هذا الموضوع ربما يكون بشكل أو بآخر األجدر
باهتمامنا وشرحنا .يثير الملحدون الحدد بشكل مستمر أسئلة عن شرائع غريبة وقاسية في
العهد القديم ،وعن إله يشعر بالغيرة ويغضب ،وأسئلة عن العبيد وقتل الكنعانيين -وهذا
على سبيل المثال وليس الحصر .ليس هذا فحسب ،لكن ا لملحدين الحدد عادة ما يتسمون
بالسطحية والجهل في هذا الموضوع بقدر ما يظهرون في هجومهم المعتاد على الدين.
وألنني قدمت بعض الكتابات في هذا الموضوع ،أردت أن أستخدم انتقادات الملحدين
الحدد كمنصة إطالق لتوضيح المفاهيم المغلوطة وفضح االفتراءات .هذا الموضوع ليس من
ا لسهل استيفاء كل النقاط فيه ،ألة الشرق ا ألدنى القديم يبدو عالما غريبا بالنسبة لنا في
أحيان كثيرة .وبينما نستعرض ونبحث أهم ا العتراضات على أخالقيات العهد القديم (لن نقدر
التعرض لكل االعتراضات هنا) ،نرجو أن نكتسب تقديرا جديدا لما جاء فى العهد القديم،
خاصه عندما نقارن أحداثه بثقافات ًاضى كانت سائدة في منطقة ا لشرق األدنى القديم.
لمزيد من االطالع:
.ج1ةع 0سط 1اس ١٧1111هس ,اس؟ ,م0ء * 0111)128:؟،اوؤ1٠كاغ؟خ0
:ح11ا٧غ8ة 0)1127- 01/2)101-8. [١٢سكا ^11218)8رأزبح §أ7أ8{^€7-أ^7 0,اد)ةن٨
ح1$)1§111§ )112 ٨٢! 0)122 )(/1111. 1٠0أ] #2)18071)11(12 60)1:ع .ج٢6ن 6,ا88س* 0
1*688, 2009.؟ الخ1¥61٠81عتآ 0٢االة6
1*8 010ج0١¥11ه 1181071.أ{\<1)1718 1(€ا)<] ا 1*.ج؛8ا1, ٨1س0٢ا٧ل * ,الأ٢81ة6٢٧أع: 1ال ,
2007.
8 600)1:ل 8 07-2)11, 00)1ل , 6)18. 00)1ج1ة٢ء 6سا 1س ١٧1111كس ,ساء ٣,جأ8ذج^ ٠
:؟, 1ح1*8 6٢0¥ج0١¥11ه 2.أ(8 8)1)18071)11(1)1 071)1 #28[(071811ل 8 171 00)1أ17ا\12أ1(1 82
, 2009.رز181/ة6٢١أ111
٢٢
ص هم الملحدون الجدد؟
٠هل قابلت أشخاصا من قبل تأثروا بكتاباتهم؟ من خالل ما تعرفه عن ا*للحتدين الحدد،
هل هناك تعليق في هذا الفصل يتفق مع آرائك عنهم؟
* ناقش تعليق رودني ستارك عن الملحدين الغاضبين والمزعجين بشكل ملحوظ .ما هي
النصيحة التي تود أن تقدمها عن االشتراك في النقاش مع ((ملحد غاضب)) ..راجع
يعقوب ١٩ :١؛ بطرس ا ألولى ١٥ :٣؛ تيطس .١٠ :٢
٢٣
٠^٠٠٥٥٠٠٥٠٠
!اا الاجج٦٠م 8
ا لفصل ا لثأني
الملحدون الهبدد واله العهد القديم
بينما أكتب هذا الكأب لم يعد الملحدون الحدد بنفس رونقهم مثلما كانوا في السابق .لقد
كانوا هكذا في !٢٠٠٦ومع ذلك فهم ينبشون في مواضيع محرجة قديمة تتعلق بالتحديات
األخالقية الكثيرة والمتكررة عن العهد القديم ،وال يصح أن يقوم المؤمنون بالعهد القديم
بإخفائها أسفل نأبوهات مقدسة .لكن المسيحيين باعتبارهم أهل الكأب يجب أن يفحصوا
بأمانة مثل هذه الموضوعات .ما يؤسف له أن معظم رعاة الكنائس والقادة في ا لكنيسة
يظهرون ترددا في معالجة مثل هذه الموضوعات ،وا لنتيجة متوقعة جدا .وهي أنه عندما دوا جه
المسيحيين ا لبسطا ء بهذه النصوص الكتابية ،فإن إيمانهم يهتز على األرجح.
لقد رفض الهرهلوقي القديم ((ماركيون)) إله إسرائيل الخالق الذي يبدو عنيائ ،وفئل إله
المحبة في العهد الجديد -اآلب السماوي .بالمثل ال يعجب الملحدون الجدد بيهوه— وهو أحد
ويعير عن ذلك عنوان كتاب ل ((كريستوفر هيتشنز)): ا ألسما ء العبرية لله في ا لعهد القديم.
وهو عكس ما يقال في األذان (نداء الصالة) عند (.)00)1181 6111 ((الله ليس كبيرا))
ويطلق ريتشارد دوكنز على الله اسم *وحش .)00)1 18 المسلمين(( :الله أكبر)) الدم
أخالقي ال ر٢رعاللدات سر1كا (هو لقب يطلق على مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم الكبرى
٢٥
الذين وصلوا إلى نقطة ا لالعودة ويستحيل إصالحهم أو تجديدهم أخالقيا — المترجم) .وعندما
نقرأ للملحدين الحدد نستطيع تجميع قائمة طويلة من االتهامات المزعومة .دعنا نبدأ مع
دوكنز ثم نستكمل هذه القائمة ٠
يرى دوكنز أن ا لله عندما يأمر إبرا هيم ليقدم ابنه ا سحق ذبيحة (راجع تك )٢٢فهنا شيء
حمش١نيس ويساوي تماما ايذا ء ا ألطفال أو ا الستقوا ۶عليهم .فضأل عن ذلك فهذا ا إلله ينفجر
في *سخط هائل في كل مرة يغازل شعبه المختار إلها منافسا له ،وهو بهذا ال يختلف في
شيء عن عشيق غيور من أسوأ ا ألنوا ع .ويمكنك أن تضيف إلى هذه القائمة قتل الكنعانيين-
وهو *تطهير عرقي وارئكب فيه مذابح دموية في استمتا ع بكرا هية ا آلخرين .
إذ تدمير يشوع ألريحا ال يمكن تمييزه من الناحية األخالقية عن غزو ((هتلر)) لبوالندا،
أو مذابح ((صدام حسين)) للكرد وعرب ا ألهوار .وهذا مجرد سبب واحد لوصف دوكنز للذين
في فيلم وثائقي على قناة ال -بي بي سي عام ٢٠٠٦بأنه *أصل كل الشروره )(.األسوأ من
هذا ،أن دوكنز يشير إلى ا لغرا بة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس .كثير من الشخصيات
الكتابدة ارتكبت أفعاال منافية لآلداب .فيما يلي بعض ا ألمثلة:
٠لوط بعد سكره تفويه ابنتا ه المترملتان حديدا ،وفي النهاية تلدان له أبنا ء (تك :١٩
.)٣٦ -٣١
٠إبرا هيم يكذب أكثر من مرة يشأن زوجته (تك ١٨ :١٢و١٩؛ .)١٣—١ :٢٠
٠يغتا ح أخذ على نفسه نذرا أحمق أدى إلى ا لتضحية بابنته كمحرقة (قض .)١١
٠داود استغل سلطته واغتصب بثشبع ،وتآمر على قتل زوجها أوريا -الذي كان أحد
رجال داود المخلصين و|لمقتدرين(٢صم ١١؛ )٣(.)٣٩ :٢٣
بمقدورنا أن نضيف أمثلة أكثر على هذه القائمة .لكن أهم جزء من كالم دوكنز يعبر فيه
عن وصفه ليهوه هو ا آلتي:
ثم يأتي دور ((دانييل دينيت)) الذي يعلن أن يهوه العهد القديم هوببساطة ((سوبرمان)) ..أي
إنسان بقدرات خارقة *بمقدوره أن يساند أحد طرفي المعركة ،وهو غاضب وساخط جددا .لكنه
يكون أكثر غفراائ وحدا في العهد الجديد .ثم يضيف دينيت :أحد األسباب التي تجعل يهوه
٢٦
شخصية مذهلة في قصص العهد القديم يتمثل في غيرته وكبرياته اللتين تشبهان غيرة وكبريا ء
الملوك ،ونهمه للتسبيح بحمده وللذبائح .لكننا تجاوزنا هذا ا إلله (أليس كذلك؟) .ويشكر السماء
ألن صن يظنون أن التجديف أو الزنا يستحقان الموت هم ا آلن أقلية أخذة في ا الضمحالل.
كما يعدر كريستوفر هيتشنز (وهو حتى زمن كتابة هذا الكتاب يعاني من سرطان المريء
وكثيرون مائ يصلون ألجله) عن اعتراضات مماثلة .الفصل السابع من كتاب ((الله ليس
كبيرا)) يضع له عنوان ((الوحي :كابوس العهد القديم)) ،ويتحدث عن الشرائع ا إللهية غير
القابلة للتعديل .ويتحدث عن شعب الكنعانيين المنسي الذين لمردوا بال رحمة من بيوتهم
ليفسحوا مكادا لبني إسرائيل الجاحدين والمتمردين .كذلك يتضمن العهد ا لقديم توكيال
باالتجار في البشر ،وا لتطهير العرقي ،والعبودية ،وبيع النساء بمهر ،والمذابح الشاملة،
لكننا غير ملزمين بأى من هذا ،ألن من جئعها هم بشر متوحشون قساة وغير مثقفين ،
وأن الوصايا العشرة هي برهان على أن الذين من صنع اإلنسان .أنت ال تحتاج إلى الله
ليخبرك بأئ القتل خطأ.هذه المعلومة متاحة لكل البشر )٦(.
ثم يسير ((سام هاريس)) على نفس المنوال .في كتابه ((رسالة إلى أمة مسيحية))
يشرع متعمدا في *هدم ا ألسس ا لفكرية وا ألخالقية للمسيحؤة في ى (111011
أكثر أشكالها التزا لما .ويقول :إذا كان الكتاب المقدس صحيحا ،فينبغي أن نرجم الناس
حتى الموت عندما يرتكبون الهرطقة ،والشذوذ الجنسي ،وعبادة صور منقوشة ،و جرائم
أخرى متخيلة .في الواقع ،قتل الوثنيين الذين بيننا (راجع تث )١٥ -٦ :١٣يعكس احكمة
الله األزلية* )٧(.
يشير هاريس إلى شية ،١١-٦:١٣ ا) (0/17)21 في كتاب ((نهاية اإليمان))
إذا رجعت من درس
ابنه أو ابنته ءذ
يرجم ٠ بالكتاب المقدس ٠٠٠٠
يجب أن
ن؛ جم ٠ م٠ ويصر على ن
أئ المؤمن الملتزم ٦٠٠
لتعلم ا ليوجا لمكرسة حياتها لكريشنا .ينتقد هاريس ما يسميه بربرية ا لعهد القديم -برجم
األطفال بسبب الهرطقة— ويقول إنها أصبحت ال تلقى رواحا في بلدنا ) (.
يذبر هاريس ا لمؤمنين بالكتاب المقدس أنه بمجرد أن ندرك أن العبيد هم بشر لديهم
قدرة متساوية في المعاناة والسعادة ،سنفهم أنه من ا لشر المستطير أن نملكهم ونعاملهم
كبهائم الحقل.-
وبعد عدة صفحات يزعم هاريس أننا بمقدورنا أن نصبح صالحين بدون الله .ولسنا
بحاجة إلى إله أو كتاب مقدس ليخبرنا بالخطأ والصواب .بمقدورنا أن ندين هتلر ونلومه على
ويسمي هاريس هذا أسطورة أعماله غير األخالقية بدون الرجوع إلى الكتاب المقدس .
الفوضى األخالقية بسبب العلمانية -بمعنى أن األخالق تنفتت إذا لم يكن الى الناس كتاب
مقدس ،أو إذا كانوا ال يؤمنون بالله.
٢٧
إلى هنا نكون قد جمعنا قائمة ال بأس بها من االعتراضات التي يوجهها الملحدون الجدد.
*.اإلبادةالعرقيه للكنعانيين.
٠تقدمة إسحاق كذبيحة.
٠إله يغار ويتمركز حول ذاته.
٠العنصرية /والمركزية العرقية.
٠امتالك العبيد أو الرقيق.
٠المهر.
٠النساء ككائنات أدنى من الرجال.
• الشرائع القاسية في إسرائيل.
٠الناموس الموسوي كشريعة كاملة وئلزمة دائائ لكل الشعوب.
٠عدم وجود عالقة بين الله واألخالق.
ال أريد أن أعطي انطباعا بأن كل هذه القضايا سهلة من حيث حلها والرد عليها .لقد قذم
الباحث الكتأبي البارز ((كريستوفر رايت)) دراسات مباشرة وأمينة لصعوبات عديدة في العهد
ا012ا) 60)11ا)- القديم ،وباألخص مسألة شعب كنعان في كتابه ((اإلله الذي ال أفهمه)) تع
لكن هل ستبقى فجوات في فهمنا لهذه ا لنصوص؟ هل ستظل بعخر ا ألسئلة .
بال إجابات؟ نعم بكل تأكيد .لكني أؤمن أده بالصبر وا لحب وا التضاع نستطيع أن نبحر في
هذه المياه بمهارة وبراعة ،حتى نصل إلى إجابات أكثر إقناعا من آرا ء الملحدين الحدد.
عنا زمنيا وثقافدا .في كثير من ا ألحوال ال يظهر الملحدون الجدد صبرا كافدأ في محاوالتهم
لفهم نص مععد ،وسيا قاته التاريخية ،والنظرة الشاملة لألسفار المقدسة .هذا ما نحتاج أن
نفعله ،وما يحاول هذا الكتاب فعله على مستوى تستوعبه غالبية القراء.
في كل فصل سأقتبس من عبارات هؤالء ا لملحدين الحدد في إطار المناقشة ،وأرجو أن
نرى هذه القضايا األخالقية الخاصة بالعهد ا لقديم في سياقها الصحيح .وعندما نفعل هذا،
لمزيد من االطالع:
ه0٧ي١ل * 2007.وال3ا)0اة0٦1ول :ءل٢ن ¥تمد .سى 0*16 $€€8ا
ضف€)110118 012 7أا€ا.٠ 1لى1؟غف^تع 11(0111سى ا . 11.ل 1٠ع 80(11األح ,؛٦لغ* 11
> ^8110718
2 سة6٢ , 2008.عة0٢٧كع20
٢٨
أسئلة للنقاش أو الدراسة في مجموعات
* بعد قراءة هذا الفصل ،في رأيك ما هي القضايا األكثر صعوبة التي يذكرها الملحدون
الحدد؟
* في حواراتك مع مسيحيين وغير مسيحيين آخرين ،ما هي القضايا األخالقية التي تظهر
في الحوارات عن العهد القديم؟
٠هل ترى أن بعض نصوس ا لعهد ا لقديم تسبب إشكالية كما يدعي بعض الناس؟ هل
لديك أية أفكار مقنعة قد تساعد في فهم هذه ا لنصوص في المنظور ا لصحيح لها؟
* كيف ترد على هذا التحدي :إله العهد القديم أكثر بشاعة من إله العهد الحديد ؟
* هل لدى دوكينز حجة مقنعة في كالمه عن ((الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس))،
وهل هذا تعبير لمنصف؟
٢٩
فئقج -كى ٠ي غ
<1تائس
آل ٠
1سيد رهيم أم
.وحش أخالقي؟
هل لديه شهية ال تشبع للذبائح
وللتسبيح بحمده؟
وصن دم هل يعا ني ا لله من ا هتمام زائد عن ا لحد بذاته؟ هل نظرة اخوا ننا ا لملحدين صائبة؟
ال ،ليست صائبة هذه المرة .عند ا لتعمق في ا ألمر ،سيتضح أن الله شخص متضع ،ويضحى،
ويغير في اآلخرين.
٣٣
نحديد المصطلحات
إنه رجل متضع- ذات مرة وصف (( وينستون تشرشل)) شخحائ بل لطريقة التالية:
وألسباب وجيهة! من ا لوا ضح أن هذا الرجل كانت له نمحدودياته ،وكان يحتاج إلى تنتمرها
باستمرار.
قبل أن نتعرض ألي موضوع من ا لجيد أن نزيل ا للفط ونحدد المصطلحات أوال .ماذا
نعني فعلدا د الكبرياء أو االتضاع ؟ الكبرياء كما نعرف هي نظرة منتفخة لذواتنا -هي
حملة دعائية مزيفة نروج بها ألنفسنا ،ألننا نشك أن ا آلخرين سيقبلوننا على طبيعتنا ) (.فى
حقيقة األمر تدئل الكبريا ء أكذوبة عن هويتنا أو إنجازاتنا .عندما تكون متكبرا فأنت تعيش
في عالم يقوم على نظرة مغلوحلة عن أنفسنا ،وننسب ألنفسنا فضدان ال نستحقه.
نعم من ا لطبيعي أن دنفتخر أو نتمتع بعملنا أحيا نا .لقد فعل بولس هذ ا وهو رسول (٢كو
.)١٧ :١٠كان بولس فخورا بتقدم المسيحيين األوائل في إيمانهم وفي استغاللهم لموا هبهم
على ا لنحو ا لصحيح ( ٢كو ١٤ : ٧؛ ٣ : ٩و . ) ٤في مثل هذه ا لحالة ،أدرك بولس ا ن ا لله هو
أعظم صن يعيننا ويمنحنا القدرة .بمقدور المؤمن الذي يعتمد على الله أن ((يفتخر بالرب)) (٢كو
،)١٧ :١٠وفي صليب ا لمسيح (غل .)١٤ :٦هذا ال يعبر عن عصا مية وا عتما دية على الذات،
وهو ما يعتبر فشأل أو رفصا لبدقرار بمكانتنا ا لصحيحة بالنسبة لله وفي ضوء نعمته.
فما هو التواضع إدا؟ التواضع يتضمن تقييائ واقعدا لذوا تنا— بنقاط قوتنا وضعفا تنا.
سرقة ا لملكية ا لفكرية— وهي إشكالية كبيرة في ا لدوا ئر ا ألكاديمية هذه ا أليام— هي محاولة أن
تنسب لنفسك فضأل عن طريق استغالل مجهود شخص آخر .هؤالء المذعون يخلقون انطباعا
ال يمت للوا قع بصلة .لكن فكر في ا ألمر :عندما يدعي ((يويو ما ))عازف ا لتشيلو ا ألمريكي من
أصول صينية أنه ال يقدر على ا لعزف على ا لتشيلو بمثل هذه ا لبرا عة أو عندما يقول(( الندون
دونوفان)) أنه ال يقدر على ممارسة كرة القدم ،فهذا أمر ال يمت للواقع بصلة أيخائ — وهو
اتضاع مزيف( .ا ألكثر من ذلك أن مثل هذه العبارات تدئل بادا خلفدا أو محاولة غير مباشرة
إلثارة االنتباه إليهم!) .االتضاع الحقيقي ال ينكر القدرات الخاصة ،وإنما يعترف بان الله
هو مصدر هذه ا لموا هب ا لتي ال نستطيع أن ننسبها إلى ذوا تنا .فما هو ا لشيء الذي لنا ولم
نحصل عليه —من الله (١كو )٧ : ٤؟ لكي نكون متضعين يعني أن نعرف مكانتنا ا لصحيحة
بالنسبة لله— بكل ما فينا من نقاط قوة وضعف.
بناء على ذلك ،هل الله متكبر؟ ال ،بل لديه نظرة واقعية لذاته ،وليس نظرة مغلوطة أو مبالغ
فيها .ا لله ،حسب ا لتعريف ،هو ا لكائن ا لذي ال يمكن تصور نن هو ا عظم منه ،وهنا ما يجعله
التي نستخدمها هي نوع من االختصار مستحثا للعبادة .حتى أن كلمة ((عبادة))
لكلمة إنجليزية قديمة رحو٩س ٠تعني أن تكرم ما هومكرم بالفعل ر٠جحم!٢م.
٣٤
وبالتالي إذا طالبنا بالعبادة كائن كلي القدرة ولكنه شرير وممقوت ،فال يصح أن نقدمها له،
ألنه لن يكون جديرا بالعبادة.
الله ال ينسب لنفسه أكثر مما يستحق .على سبيل المثال ،فهو ال ينعي بأنه يقوم بالخيارات
ا لتي البد ان يقوم بها ا لبشر ا لمسؤولون أخالقيا ،وال ينسب لنفسه أنه ((خالق)) ا لشر باسم
((السلطان المطلق)) (وهو ما يميل بعخر ا لمسيحيين أن ينسبوه له عندما يسبحون الله من أجل
ا ألمور ا لشريرة) .ال يرتئي ا لله في نفسه أكثر مما يجب ا ن يرتئي (رو .)٣ :١٢وإنما يرى
نفسه كما هو ليس أكثر وال أقل.
في واقع األمر خلعنا على صورة الله وقبولنا للخالص (أي االنضمام لعائلة الله) هي
تعبيرات تصور لطف الله ،وليس غروره .عندما خلق الله البشر ،فقد جهزهم بشكل متغرد إلى
دورين ،كما توحى األصحاحات ا ألولى من سفر التكوين .الدور األول يمثل دورا ملوكيا :لقد
منحنا الله أن نشارك في التسئط على الخليقة معه .أثا الدور الثاني يمثل دورا كهنوتيًا يتعلق
د (السير مع) الله ربط حياتنا به .لقد حلقنا على صورة الله كملوك وكهنة ،وهذا يستجلب معه
ا لقدرة على ا لتوا صل مع الله ،وا لتفكير بعقالنية ،واتخان قرا رات ذات طابع أخالقي ،وا لتعبير عن
قدراتنا اإلبداعية ،واالعتناء (مع الله) بالخليقة وتسخيرها بحكمة .وهذا امتياز وليس عبودية!
حلقنا على صورة الله ،وهذا ببساطة شكل من أشكال توزيع ا لثروة .إن صالح الله
الغني يفيض على خليقته التي تحيل وتتحرك وتوجد به .وبالرغم أن الله خلق بكامل إرادته
وبدون اية قيود ،فإن الله يبتهج ويحب أن يشارك صالحه مع خالئقه .وهو يسمح لنا ،نحن
الحاملين للصورة ا إللهية -أن نتشارك (بشكل نسبي للغاية) في صفاته .الله يمئننا من
المشاركة في حياة المجتمع ا إللهي :أي الثالوث -تلك الحياة التي تمأله ببهجة عظيمة وتمتع
فائق (راجع ٢بط .)٤ :١الله يسبغ علينا إطراء عظيثا عندما يمنحنا مكانة متميزة وقدرات
هامة— هذه القدرات تعكس طبيعة الله المجيدة.
٣٥
وا لتاريخ يؤكد ذلك بشكل واضح .لكن ما الذي جعل ا لبشر يميلون إلى التددن حتى اآلن
عبر أالف السنين وفي كل الحضارات؟ يفسر الملحدون الحدد من أمة ل دوكنز ودينيت
هذه الظاهرة كالتالي :الثيولوجيا (اإللهيات) هي بيولوجيا .فالله بالنسبة لدوكنز هو وهم،
والمؤمنون المتدينون بالنسبة لدينيت هم تحت ((تعويذة)) ويحتاجون إلى الفكاك منها .يقول
دوكنز إننا مثل ا لحوا سب ا آللية اصبحنا مزودين بميل ملحوظ لنفعل (ونؤمن بما) يقال لنا .
لذا فإذ ا لعقول الصغيرة المملوءة بمادة دهنية طرية هي عرضة ألمراض عقلية أو فيروسات
((( ميما ت)) -عناصر من ا لثقا فة أو منظومة ا لسلوكيات ننتقل با لمحا كا ة وليس با لورا ثة-
المترجم) .الوعاظ واألشخاص ذو الطابع الكريزماتي يتقيوئن هرا ء خرافاتهم ،واجيال الحقة
يتعلقون بها ،وفي ا لنها ية يبنون ا لكنا ئس وا لكليا ت وا لمعا هد ا لديندة .وحتى إذا لم توجد (( جين
فالبشر لديهم نزعة دينية مؤكدة— أي بنية مترسخة في المخ تجذبنا إلى أ>]6)(£ الله))
أساطير فائقة للطبيعة)٣(.
لهذا يستنتج ا لبعض أن الله غير موجود ،لكنه ببساطة نتاج عمليات بيولوجية متوقعة.
إحدى ا إلشكاليا ت في هذه العبارة :أن هذا مثال صارخ الستنتا ج ال يتفق مع المقدمات .فال
يمكن ا الستنتا ج بان الله غير موجود ألن ا لبشر بدرجة ما متدينون بطبيعتهم .وهذا ما يسمى
بمغالطة المنشأ) -بمعنى إثبات صحة أو خطأ فكرة ما بناء على منشأها.
في هذه الحالة ،فإذ وجود الله يمدل مسط لة منفصلة عن منشأ المعتقدات الدينية .نحتاج أن
نفصل بيولوجية ا 1العتقا د عن معقولية ا العتقا د.
هناك ما هو أكثر لنقوله في هذه النقطة .بمقدورنا أن نقلب هذه ا لححة على رأسها:
إذا كان الله موجود وخلقنا بطريقة تسمح لنا بالتواصل معه ،فإننا نتصرف بشكل صحيح
حين نكون موجهين نحو ا العتقاد بوجود الله .نستطيع ان نتفق على وجود عمليات طبيعية
وفيزيا ئية تفسر نسبيا ا لتزا منا نحو الله .في تلك الحالة يمكن للحجة ا ألسا سية لدوكنز
ودينيت أن تدعم فكرة أن المؤمنين المتدينين يتصرفون بشكل سليم ومنسجم مع الطريقة التي
حلقوا عليها.
عالوة على ذلك ،هذا يتركنا مع السؤال التالي :ثرى في النهاية ما الذي يجعل الناس
يختلقون آلهة وأرواحا؟ ما الذي يجعل ا لبشر يضحون بحياتهم طواعية من أجل عالم غير
ملموس؟ ربما ألن العالم المادي ال يحتوي على مصدر التماسك والنظام واألخالقيات والمعنى
والتوجيه الالزم للحياة .فالبشر بالرغم أن لهم أجسادا ،هم كائنات روحية وأخالقية .إنهم
قادرون على االرتقاء فوق ما هو مادي أو بيولوجي ليتأملوه ويفروا في حالتهم .وهذا قد
يؤدي إلى البحث عن الله المنساهي على العالم(.؛)
إذ محاوالت هؤالء الملحدين الحدد لتفسير الالهوت كنوع من الخيال النافع ،أو ا ألسوأ
٣٦
من هذا ،كوهم ضار ،تعجز عن إخبارنا لماذا تنغرس في أعماقنا نزعة دينية .إذا كان الله
موجودا ،فلدينا سبب وجيه جدا يبرر وجود هذه الحماسة الدينية.
كما رأينا ،نحن كائنات متدينة بطبيعتها .ويقر سفر الجامعة بأن الله وضع األبدية في
قلوبنا ( .)١١ :٣نحن مخلوقون بتكويننا لنعبد ولنخدم .وبالتالي إذا كان الله موجودا بحق،
فإن ا لعبادة معناها تالمس ا لكائنات ا ألخالقية وا لروحية مع ا لوا قع .وكما ا ن ا التضا ع ا لحقيقي
ال يبتعد عن ا لوا قع ،هكذا العبادة أ يغدا .لماذا يصر الله على أن نعبده؟ لنفس ا ألسباب التي
تجعل ا آلبا ء واألمهات يجبرون صغارهم بان يبقوا بعيدا عن النار أو السيارات المسرعة .الله
ال يريد من البشر أن يعزلوا أنفسهم عن ا لوا قع المطلق ،وهو ما سينتهي بإيذائنا.
إن دعوة الله ألن نعبده ليست دليأل على الكبرياء— أو نظرة متعالية ومنتفخة لذاته .الدعوة
للعبادة تعني اندماحا في حياة الله .العبادة تعير عن ا لوعي بمكانة الله ا لصحيحة —وبالتالي
بمكانتنا -في ترتيب ا ألشيا ء ،وهي تغيرنا إلى ما حلقنا لنصير عليه .في ا لنهاية ،الله يرغب
في أن يعرف كإله ،وهذا شيء نافع جدا للخليقة ولخيرها األسمى .من الناحية األخرى،
عندما يرغب البشر في صيت عالمي وأبدي سيكون هذا وثنية ناكرة للواقع(.
في ا لوا قع ال نجد في الكتاب المقدس أن الله يامرنا بأن نمدحه أو نسبحه -في المعتاد
يدعو شركاؤنا في ا لخليقة أحدهم ا آلخر تلقا ئدا ليفعلوا هذا —ليعترفوا بعظمة الله وا ستحقا قه
للعبادة .التسبيح ينطلق طبيعيا من تمدع الخالئق بالله— بل ويكئل تمتعهم بالله .الله مكني
بذاته وقانع بذاته وفي ذاته .وال يحتاج لبشر ضعفا ء ليحصل على نوع من التغذية لذاته.
٣٧
يقول الله في المزمور(( :اذ حثث عان أعول نذ ،ألن بي المشكودة ؤمألها)) (مز .)١٢ :٥٠كأن
ل ((سى إس لويس)) بعض المفاهيم المغلوطة عن فكرة ا لتسبيح والمديح ،وكتب عن ا لدرس
الذي تعئمه:
لكن الحقيقة األكثر وضوحا عن المدح (التسبيح) -سوا ء لله أو ألي شيء
آخر -قد غابت عنى بشكل غريب .كنت أظنه نوعا من المجاملة ،أو ا الستحسان،
أو اإلكرام .ولم ألحظ أبدا أن كل ا لتمدع ينطلق تلقائد) وعفودا في شكل مدح
(أو تسبيح) ...ا لعا لم يترنم بالمدح -ا لمحبون يمدحون في معشوقا تهم ،وا لقرا ء
يمدحون أشعارهم المفضلة ،ولمن يمشون يمتدحون الريف ،وا لألعبون يمتدحون
ألعابهم ...أعتقد اننا نتلذذ بمدح ما نتمتع به ،ألن المدح ال يعبر عن هذا ا لتمدع
فحسب بل يكئله .هكذا يكتمل األمر.
أدرك لويس أن التسبيح ينبع من فعل ما ال يستطيع المرء كتمانه— أي ا لتحدث عما نعتبره
ذا قيمة فائقة(( :سبحوا الرت ،ألن الئم إللهثا صابح)) لماذا؟ ((ألنه ئلد .الئئبيح اله( )).مز
)١ :١٤٧
هناك نقطة أبرى ذات صلة هتا :عندما ئظهر كمخلوقات حدأ حقيقبا لله ،فهذا ليس بسبب
رغبة جوفاء للمكا فآت أو لتجدب العقاب .إن التمتع الخالص بوجود الله —وهو الخير األعظم
للبشر— ورضاه علينا هما مكافأة كافية فى حد ذاتها .مرة أخرتى ،قدم لويس صورة مبهجة:
المال ليس هو المكافأة ا لطبيعية للحب ،لذا نحن نصف المرء بأنه من المرتزقة
إذا تزوج بامرأة من أجل أموا لها .لكن ا لزوا ج هو المكافأة ا لصحيحة للئحب
الحقيقي ،وهو ال يكون من المرتزقة إذا رغب فيه ..هؤالء الذين نالوا حياة أبدية
في رؤية الله يعرفون جيدا أنها ليست رشوة ،وإنما التتويج ا لحقيقي لتلمذتهم
طى|آلرص()٨
٣٨
ثم دسهب ا لعهد الجديد في فكرة ا التضا ع ا إللهي ،لكنه ال يخترعها .ويتضح هذا ا التضا ع
اإللهي بثالث طرق:
الطريقة األولى .الله ثالوث ..ثالثة أقانيم متمايزة يتشاركون وحدانية أزلية وغير قابلة
لالنفصا م لجوهر واحد .الله بطبيعته محب ويهب ذاته داخل العالقة في المجتمع ا إللهي
ا لثأ لوثي .في هذا التواصل ا إللهي داخل وبين األقانيم ،وفي ظل وجود التبادلية واالنغتاح
والمبادلة ،ال وجود للتنافس الغرداني بين ا ألقانيم ،وإنما ال نجد سوى ا لفرح والحب الباذل
والشغافية .فليس الله كينونة لذات منعزلة أو ((أنا)) منغلقة على ذاتها ،لكنه كائن عالقاتي
بشكل غالب في طبيعته المعطاءة وا لمتجهة نحو اآلخر.
ا لطريقة الثانية .الله صار بشرا ..دليل آخر عن ا التضا ع ا إللهي هو تجسد ا لمسيح .صار
الله إنساائ يهوديا في شخص يسوع الناصري! وألن البشر مخلوقون على صورة الله ،فال
يتعارضن إن صار الله بشرا .في نهاية األمر ،نحن نستمد ما يجعلنا بشرا من طبيعة الله
في المقام األول.
لذا يصف المسيح ،ا إلله المتجسد ،نفسه بانه ((وديع ومتواضع القلب)) -وهذا في نفس
سياق إعالنه بانه )١( :يعرف اآلب بأسلوب متغرد ،وعلى عالقة به ويعلن عنه )٢( ،هو تن
يعطي المتعبين راحة لنفوسهم (مت .)٢٩ -٢٧ :١١العظمة وا التضا ع ال يتعارضان .في
ا لوا قع ،عظمة الله تكمن في استعداده لخدمتنا؛ فهو يقول عن نفسه(( :أقا ييقكلم فالذي
يحدم)) (لو .)٢٧ :٢٢لم يأت يسوع ليخدم بل ليخدم و( بيدنز قعسه بديه عن فثيرين)) (مر
.)٤٥ :١٠
ا لطريقة الثالثة .الله يأخذ مكاننا على الصليب ..أحد األصدقاء المسلمين دسمى ((عبد
الله)) عدر ذات مرؤ عن صعوبة قبوله لفكرة إله يصير بشرا ويموت على الصليب .وكان
يتعجب :هذه ليست إال مهانة! بالنسبة للمسلم الله متسام ومنزه إلى درجة تعزله عنا.
لكن رسا لة فيلبي ٢تصور بشكل عجيب أن الله مستعد إلى الذهاب إلى أبعد مدى من أجل
ومات عرياائ أمام 08أ>))±011 خالصنا :الله االبن وضع (أفرغ) ذاته ،وصار عبدا (دولوس
أعين الجميع— في عار ومذلة كبيرتين (ع .)٨ —٦إن صلب المسبح يمثل صورة لكل من
ا لتواضع وا لعظمة .يتضح من هذا أن تواضع ا لله هو عالمة تميزه ولحظة تمحده! كان يسوع،
الذي عاش بامانة قصة بني إسرائيل التي قصدها الله لهم— يتحمل لعنة ا لسبي واالغتراب
لكيما يحصل شعب الله الجديد (الكنيسة) على البركة.
يشير إنجيل يوحنا إلى يسوع ((مرفوعا)) على الصليب (يو ٣٢ :١٢؛ قارن أينتا :٣
١٤وه ١؛ .)٢٨ :٨وهذا بالمعنى ا لحرفي والمجازي؛ فهو رفع جسديا على الصليب ،وفي
نفس الوقت هذه إشارة مجازية إلى رفعته وإكرامه من الله ،ويتضمن أيخائ جذبه لألمم إلى
٣٩
الخالص (يو .)٣٢ :١٢إن لحظة موت المسيح المهين هي بالتحديد) لحظة ((تمحده)) (راجع يو
٢٣ :١٢و٢٤؛ ٣١ :١٣و .)٣٢إن أعظم اللحظات المجيدة لله هي في اجتيازه أعظم لحظات
المهانة والعار— عندما اتخن شكل العبد ،وتحئل الموت على ا لصليب من أجلنا.
هذا يعبر عن مدى استعداد الله للذهاب إلى أبعد مدى من أجل خالصنا ! هذا ا لعمل
ا إللهي في خدمة ا لبشر هو عمل متغرد ال نظير له في كل التاريخ البشري .فال عجب أن
يكتب العالم األلماني المتخصص في العهد الجديد(( ،مارتن هينجيل)) ،إن الغارق ا لكبير بين
الموت المخزي لمجرم في بلد يهودية واالعتراف الذي يصور هذا الرجل المحكوم عليه بالموت
بانه شخصية الهية سابقة للوجود وقد صار ا نسائأ ووضدع نفسه ليموت موت العبيد ،حسبما
أرى ،ال مثيل له في العالم القديم* )١(.
ذات مرة عبر لي شخص مسلم عن عدم تصديقه ،وربما احتقاره ،لفكرة ارتداء المسيحيين
للصلبان ،وقال :كيف يرتدي المسيحدون بفخر أداة تعذيب وإذالل؟ لو قتل أخوك على كرسي
كهربائي صاعق ،هل كنت سترتدي كرسيا كهربائيا حول عنقك؟ فأجبته :نعم بشرط :إذا
تصادف أن يكون أخي هو يسوع الناصري ،وقد جلب موته على كرسي كهربائي خالصا
لي ،وكان وسيلة لدحر الموت وتجديد الخليقة ،وقتها كان سيتحول ا لكرسي من رمز للعار
والعقوبة إلى شيء مجيد,،-
يصف أحد الالهوتيين األمر كالتالى :إنه بحق يليق بالله ان يتضع مثلما يليق به أن
) يفترض الملحدون الحدد خطا ان الله البد أن يكون كائدا إلهيا يدعو للمساواة يرتفع.
بمقدورنا أن نفند بسهولة االتهام بيننا وبينه— أي أنه يشبهنا تماثغا (راجع مز ٠ه.)٢١ :
بان الله هو كائن مغرور متصلف يسعى إلى إغراق ذاته بإطرا ء البشر؛ فهذه خحة الملحدين
السذج ،وليس خحة صن درس ا لكتا ب المقدس بشكل جاد.
لمزيد من االطالع:
٢س 0سع سئس 0ة()ى .٠س٠أ8أ ئ 0اى ٦€اأ سع 8د8٦عل .ةًاة٢١١ذآل ١هة1ل١ةذ* ٢
€8 071أ!)! دبر 0§^.أ0أ8أ7€$116711'8 0 كس٢ى 1118, 2008.؛[
)ا) 071)1رز٢ه]ى اه 27ا§!ا ا 111اا.ال 61٠٢؛ 0أ11ج110 <1آاا . 8.ح 0١٧18,أ *
1x1111 :(٢1, 1965.ن١٧ ¥ح١٢الل ٦ل رع ؟ ،١٦رع1هد
٤٠
أسئلة للنقاش أو الدراسة في مجموعات
* في الماضي ،كيف كانت انطباعاتك عن الغرور ا إللهي؟ هل كنت ئسام بصحة أن الله
مغرور (او ما شابه)؟ هل سبق أن فكرت في التواضع اإللهي؟ وما رأيك في فكرة أن
الله متواضع؟
* ما رأيك في ادعاء الملحدين الجدد بأن االعتقاد في وجود الله له أسبابه البيولوجية
(وأننا حسب تكويننا بفضل ا لتطور نؤمن بهذا من أجل البقاء)؟ هل هذا تهديد كبير
لحقيقة ا إليمان المسيحي؟ ولماذا؟
٤١
الفصل الرابع
سخط هائل أم غيرة ملوكية؟
٤٣
نوعية خاطئة من الغيرة .أثا الغيرة التي تنبع من االنشغال بسالمة ا آلخر هي غيرة مالئمة.
نعم قد تمثل الضرة رذطة (غل د(( —٢٠ :،عداوة خصام عدزة سحن))) .ولكن فى نفس ا لوقت
يمكن أن تكون فضيلة ،أو ((غيرة الهدة)) كما يصفها بولس(( :فاش أغار ءليكح ١غير؛ الله ،ألئي
١ةرئ>ائ إرحل زاحر ،ألعدم قدزا ء عقيقه التسيح)) (٢كو .)٢ :١١كأن بولس مهتائ بسالمة
أهل كورنثوس ،ولم تنبع غيرته عن كرامة مجروحة أو أنانية.
عبر الكتاب المقدس نرى إلها يحب ويهتم ويمأله ا لوجع وا إلحباط عندما يسير شعبه،
بالزوج
ح ا ه ٠
لمحب الله٠ ٠// هوشع; ٠* ،
يصور ٥ في سفر ا -٠٠
لنبى شع الذي قطع معه عهدا ،وراء ما ٠٠
ليس بآلهة٠٠ . -
الذي يختنق بالمشاعر عندما تستمر زوجته —إسرائيل -في خيأنته(( :قد انقلب على قلبي.
ا ضحلزتت تزا حبي حبيائ)) (هو .)٨ :١١
متى إدا تكون الغيرة شيدا جيدا؟ بالحديث عن الله ،هذا يحدث عندما نتيه في الحياة
باحثين عن شبعنا في مقالب القمامة ونترك ا لمصدر ا لحقيقي لإلشبا ع .هذا يذكرني برسم
كاريكا تيري لكلب كان يشرب من المرحاض ،وبينما تتساقط قطرا ت الماء من فمه وانفه،
ينظر ا لكلب ألعلى ويقول لنا :اليس هناك أروع من هذا؟ -كذلك بدال من ا لتلذن بماء عذب
من الينبوع ،نبحث عن بدائل راكدة ومقرفة حتائ لن تروينا .يرثى الله إسرائيل بقوله(( :ألن
سئبي قمل ،سرين :قرفوني اقا ينتوغ المياه انخ ،لينعذوا ألنقستهلم أبآرا ،آيآرا صشئ أل
قنيط تاء)) (إر .)١٣ :٢
أمثولة الزواج
أحد أصدقائى كان يعمل فى خدمة مسيحية فى أوروبا لسنوات طويلة ،وقد أخبرنى
عن زوجين مسيحيين كان قد تعرف عليهما .وبطريقة ما تم ا لتطرق في ا لحديث عن الخيانة
الزوجية .وإذا بالزوجة ا لهولندية ا لبسيطة تقول إنه إذا خانها زوجها فإنها ستطلق عليه
الرصاص!* وكان يعرف أنها لم تكن تمزح.
الزوجة التى ال تشعر بالغيرة والغضب عندما تغازل امرأة أخرى زوجها فهى ال نظهر
التزا ثغا قودا تجاه زواجها .الزواج الذي ال يوجد به إمكانية للشعور بالغيرة عندما يدغل أحد
الدخالء تهديدا ال يعبر عن العالقة الزوجية الحقيقية .والغضب واأللم والوجع— هي استحابات
مالئمة لمثل هذا االنتهاك الصارخ للعالقة .ليس الله كيادا مجردا أو قوة غير مشخصنة،
كما يعتقد دوكينز .لكنه إله عالقاتي منخرط ومشارك ويربط نفسه بالبشر .وهو يرغب في
أن يكون أبا هم المحب والملك الحكيم على حياتهم .وفي حالة شعب إسرائيل كانت محبة الله
لهم محبة زوج عاشق .لذا يجب أن نشعر باالنبهار أمام خالق ا لكون الذي يتصل بعمق مع
كائنات بشرية بدرجة تجعله منفتائ للحزن والوجع في وجه خيانة البشر ورفضهم له.
٤٤
لقد جعل الله نفسه عرضة للرفض ا لمتكرر من جهة شعبه ،وكان يتعرض باستمرار
لالستفزاز والحرح على يد شعبه ويقول :كم ا نجرح قلبي بسبب <( عليهم الرادئ الذي حاد
عدي ،ذعيوقهم الرايدة وزاء أختامهم)) (حز .)٩ :٦كما تحئل الله الكثير من التمرد بالرغم
من اهتمامه وحبه لشعبه(( :يسنن يدى هلول الغدار إلى شعب متمرد ساؤر في حلريق عير
شالح ذراء أعكاره -شعب يغيظيي يوض>أ (إش ٢ :٦٥و)٣آ
الخيانة الروحدة ليست شيدا تا فيا كما يظن دوكينز .الحظ ما يقوله الله عن عدم أمانة
إسرائيل في سفر حزقيال ١٦و . ٢٣هذه التفاصيل ا لموصوفة في هذه ا ألصحاحات ربما ال
تناسب جميع فائت القراء! في ا ألصحا ح ١٦تستخدم لغة حميمة وزوجية تعبر عن ((زيجة))
إلهية بشعبه على جبل سيناء(( -رذ الحب)) .لقد دخل الله في عهد مع إسرائيل لذا يقول لها:
((صرب بي)) ،وأغدق عليها من عطاياه ،لكنها احتقرت هذا االمتياز .وبدال من الوثوق بالله،
دخلت في حلي مع أمم ًاضى ،ووضعت ثقتها فى قدراتهم ا لعسكرية وأوثانهم الغريبة بدال
من أن تضع ثقتها في الله(( .قائب عتى جمابل ،قزتئت عنى اسي ،وسخب زقاك على كل
فادر قفان نه))(( ،قرجب رحتد لكل عاير وأكدرج زقاي)) (ع .)٢٥ ،١٥هذه اللغة الصريحة
تعبر عن عمق الخيانة في الذنا والثهر الروحي الذي اقترفته إسرائيل.
لذا ال ينبغى أن نندهش ألن ا لله أرا د أن يمحو إسرا ئيل بعد خيانة ا لعجل ا لذهبى(( :قا آلن
ائرنمدي بيئتى عضبي خهلم واعييهم ،فءنيزك (يا موسى) نئدا ءبل( ))1٩١خر .)١٠ :٣٢
هذا حدث مباشرة بعدما قدم شعب إسرائيل ((تعهدات)) بأن يسير ويلتصق بيهوه فى سينا ء،
وقال(( :نمن نا نكلم ده الرت قنعن ونسمع له)) (خر ،٧ :٢٤قارن ع .)٣تشبه خيانة إسرائيل
زوجا يجد زوجته في السرير مع رجل آخر -في شهر العسل! السبب في أن الله غير
يتدئل فى أنه يربط نفسه بشعبه فى رابطة تشبه الحميمية الزوجية .وبالتالى تمدل عبادة
األوثان وا آللهة ا بآلخركئ رفتا لشخصه ،مثلما تدئل الخيانة الزوجية رفتا لشريك الحياة
فيالزواج(.أ)
عندما تصف كلمة ((غيور)) الله في الكتاب المقدس ،فهي تأتي في سياق الوثنية والعبادة
الباطلة .فعندما نختار هذه المساعي الدنيوية ونفضلها على عالقتنا بالله ،نحن نرتكب خيانة
روحية (يع ٤ :٤؛ قارن ٢كو ،)٢ :١١وهو ما يثير غيرة مقدسة لدى الله .لألسف كثيرون من
نقاد يهوه متن ال تروق لهم فكرة الغيرة ا إللهية وباألخص الملحدين الحدد -ال يفهمون لماذا
تدئل الوثنية كل هذه المشكلة .في النهاية ،ما المشكلة في إحضار قطعة كبيرة من اللحم إلى
تمثال؟ ولكن كما يقال ،ا لجهل قد يكون نعمة ،لكنه ليس فضيلة!
ا لوثنية —كانت وال تزال— تجارة مغرية للغاية يمكن أن تستنفذ أفضل ما فينا .الوثنية في
الشرق ا ألدني القديم كانت تتضمن التالعب بالوا قع ((( ا آللهة))) من خالل طقوس وذبائح معينة
٤٥
إلنجاب المزيد من األطفال ،أو للحصول على محاصيل أوفر ،أو ماشية أكثر .التسبيح لوثن
كأن يدخل ا لشعب في اتصال فوري بجوهر هذا ا إلله الذي يعبر عنه الوثن .ونن يريد أن
يسافر إلى يهوه في أورشليم ثالث مرات سنودأ بينما يستطيع أن يذهب بسهولة إلى لمقدس
إلله شخصي او إله ا لقبيلة (مثل داجون او البعل) في بستان قريب أو على تي عل ني (تث : ١٢
٢؛ ١مل .)٢٤ —٢٢ :١٤كانت الوثنية في الشرق األدنى القديم تلجأ إلى الجانب الحسي
وا النغماس في الشهوات .وبدال من ضبط ا لنفس في عبادة يهوه ،بمقدور المرء أن يسكر في
ا لوالئم الوثنية ،ويشترك في ممارسات جنسية طقسية ودهم وزنا ،وكلها باسم ((الدين)) .فضأل
عن ذلك كانت ا لوثنية في الشرق األدنى ا لقديم ال تلزم المرء بتحسين سلوكه األخالقي .فطالما
كنت تواظب على ((تغذية)) وثنك ،فليس عليك أن تغبر نمط حياتك .قارن هذا بالسلوك ا ألخالقى
المطالب به شعب الرب :عل اال الي اش نهم بزا الدفي قعقل>> (خر (.)٣ :٢٤؛)
لذا فإن وصف إسرائيل بأنها فقط ((تغازل)) (إلنا آخر) في كل هذه ا لسيناريوهات ا لوثنية
يعكس ا الفتقار ا لشديد للوعي لدى دوكنز .ربما يسوغ لنا أن نسأل دوكنز :إلى أي مدى من
الصالبة يجب أن يكون التزام الزوجين تجاه زواجهما؟ ما مدى الجدية التي يجب أن يعامل
بها المرء الخيانة فى الزواج؟ وإجابته على هذه ا ألسئلة حتائ ستكشف لنا الكثير.
االنكشاف اإللهي
نجد عبر أسفار ا لعهد ا لقديم أن الله ال يهتم بشعبه فقط ،لكنه كثيرا ما كان يتألم بسبب
تمردهم ،ويتوق للمصالحة معهم .يمثل الله زوجا مجروحا ال يكف عن محاولة التودد بشعبه
ليعود في حالة تناغم معه .يصور إشعيا ء األصحاح الخامس الله كمالك كرم (مزرعة عنب)
شغل نفسه بمهمة ((غرس)) شعبه إسرائيل —((كرم سورق))— أي من أفخر األنواع -على تل
خصيب ،وكان ينقب حولها ،ويزيل األحجار التي فيها .وبالرغم من ا النتظار المشروع بان
تحمل إسرا ئيل ثمارا (( جيدة)) بعد كل ما صنع معها ،يظهر ا لله غضبا شديدا بسبب ا لمحصول
((الرديء)) إلسرائيل(( :لماذا يصتع أيائ بفري وأدا تلم أصنعه ته)) (إش ه .)٤ :ويكتب إرميا
بأسلوب متشابه عن غرس الله إلسرائيل كا((كرمة سورق)) و(( زرع حق)) ،لكن إسرائيل ترفض
الله (إر .)٢١ :٢نفس الفكرة عن انتظار الله المشروع للتوبة وللبر من إسرائيل نجده فى
سفر صدغنيا ((نعلت :ادك لثئغبدني !٦٥٦ ،ين ا لدادبب .لال يدعطع معئعغدها حسب كز تا عيدته
عتيا .لبن تكذوا وشدوا جميع أقمالهلم( )).صف -٧ :٣الترجمة العربية المشتركة)
ويصف كاتب المزمور شيدا مشاببا(( :أدا الرت إلبن ،اتذي اصعدن مذ ارض محدر .أعفر
قاذ قائألة .ظلم يسئع شعبي بضويي ،زإسرا يين تلم يرض يي)) (مز ١٠ :٨١و .)١١عدم
أمانة إسرائيل المستمرة نثير غضب الله .في عاموس ١١ —٦ : ٤يحاول الله أن يلفت نظر
٤٦
شعبه بإرسال األوبئة والمجاعات والجفاف وما شابه ،ولكن مع كل محاوالت الله ،ثقال نفس
حثوا إلى ،يقول الرت-*، العبارة( :شلم
بالمثل في إشعيا ء ٤ :٦٦يقول الله :ززذغؤخ قلم يكن لمحيي .تكلئخ ظلم يستغرا .بز عبوئا
انثبيخ بي عيكئ ،وا حدا روا صا تلم أسر به)) .مرة اخرى في حزقيال ٣١ ،٢٣ :١٨و ٣٢يسئل
الله(( :نل مسرًا أسر يموتن السرير ..نبتانا تموتون يا بيت اسرائيل؟ الدي ال أسر بموني من
يئرن ،يعرز الشين الزن ،نارحتوا ذاخيؤا .هذه الفكرة المتعلقة باالنكشاف |إللهيا )٠تظهر
في كل ارجاء العهد القديم ،حيث يصور الله كمحب مجروح يتردد في جلب الدينونة.
ا لغيرة تتضمن انكشافا وقدرة على اختبار ا أللم -وليس تفاهة إله متعطش للسلطة
وا لهيمنة على الناس .من المذهل أن زوج إسرائيل المحبط -الله -ال يطلب شيدا سوى توبتها
ليستعيد ا لعالقة معها.
عندما نتحدث عن تطهير الهيكل فإننا نرى غضيا حقيقيا مبررا عندما يطرد يسوع
الصيارفة من ا لهيكل (مر ١١؛ يو .)٢لقد حولوا بيت العبادة المخصص لألمم الخائفين الله
إلى مكان للضوضا ء والربح التجاري ،والتفاخر القومي .اصا في عصرنا —عصر التسامح
الزائف -الذي يروج لفكرة (صحيح بالنسبة لك ،وغير صحيح بالنسبة لي ،بمقدورنا ان
نستخدم قدرا معقوال من ا لغضب المقدس— على ا لمظا لم ا لتي نرا ها في العالم ،والجشع،
وا لطفيان ،وا الكاذبب ،وا اللتغاف ،وعلى قلوبنا المتكبرة والمتحججة ،وان يطرد تجار الدين
والمستغلون في عصرنا من دائرة ا لتأثير العام.
إذا لم نتأثر مباشرة باي نوع من أنوا ع المعاناة الكثيرة الموجودة في العالم ،والحزن
٤٧
وا الضطها د 1ت ،فإن ا ستجا با تنا ربما ستتسم بالالمباالة وا لبرود ،وانفجار اآلخر بالغضب
سيجعلنا منزعجين جدا .لكن ا لغضب كثيرا ما يكون العالمة! ألولى على اهتمامنا .وا لمأسا ة
تتهئل في أننا ال نغضب وال قصدم بالقدر الكافي.
ا لغضب ليس خطا بالضرورة (أف -)٢٦ :٤ا ألكثر من هذا أنه في أوقات معينة يعتبر
الغضب فضيلة .الشخص الذي ال يغضب أبدا هو مختل أخالقدا .أتا الشخص البطيء
الغضب هو شخص يتمتع با لفضيلة .فهو قادر أكثر على تهدئة النزاعات وا الستما ع لآلخر
جيدا (أم ١٨ :١٥؛ ٣٢ :١٦؛ ١١ :١٩؛ قارن يع ،)١٩ :١لكنه في نفس الوقت يقاوم الظلم
وا لطفيان .بالمثل كثيرا ما يوصف الله بأنه ((بطيء الغضب)) (مثأل خر .)٦ :٣٤ما ينطبق على
ا لغيرة ينطبق أيخائ على الغضب :هل ا لغضب بسبب تمركز حول الذات أم حول اآلخر؟ هل
ينر عن أنانية دفينة ،أم اهتمام باآلخرين؟ بالدراسة المتفحصة نجد أن غضب الله ال يعكس
تمركرا حول ذاته.
غيرة الله وغضبه ينبعان من ا لحب وا الهتمام ،وليس من الكرامة المجروحة وعدم النضج.
يقاوم الملحدون الحدد فكرة حقوق الله ا لمشروعة على البشر .وبشكل أو بآخر تزعجهم فكرة
ا لدينونة أو ا لغضب أو ا لغيرة ا إللهؤة .ولكن مثل ((أسالن)) في روايات نارنيا ،للكاتب ((سي.
إس .لويس)) -فإن يهوه بالرغم من رحمته وشفقته ال يمكن ا الستهانة به .الله يصبح غيورا
أو غاضبا النه يهتم فعأل.
النقاد مثل الملحدين البدد يميلون إلى خلق ثنائية بين حكم الله ا لرحيم ومصلحة البشر،
يبدأ كتاب ويستمنستر للتعليم (ا لكاتشيزم) ا لمختصر كما لو أن هذين ا ألمرين متعارضان.
( )١٦٤٧بهذا السؤال :ما هي الغاية العظمى لإلنسان؟ والجواب الشهير هو ليمحد الله
ويتلذن به إلى ا ألبد .بالنسبة للكثيرين في الغرب (بما في ذلك تن يقولون عن أنفسهم إنهم
مسيحدون) ،فإن الهدف األول لكثير من األفراد هو تعزيز مصالحي والتلذذ بنغسي إلى
االبد .أو إذا كان الله موجودا ،فان إجابة كتاب ا لتعليم قد روجعت في الالوعي كللتالي:
الغاية العظمى لله هي أن يجعلني مرتاحا وخاليًا من األلم بقدر اإلمكان.
٤٨
يعترف الفيلسوف(( توما ص نيجيل)) أنه ال يريد أن يوجد إله .ويقر أنه في الدوائر ا ألكًا ديمدة
توجد إشكالية كونية بشان ا لسلطة ) .إذا لم يرد الناس مثل توماس نيجيل وجود إله (او
أنهم يريدون إليا يسمح لهم بفعل ما يريدون) ،فإننا سنرجع إلى إشكالية إنكار ا لوا قع
بفرض تحقيق أجندتنا الخاصة .في حين من ا لوا ضح أن ا لدور ا ألساسي لله ليس تعزيز
مصالحي (أو مصالح البشر) أو حريتهم .إن وجود الله ليس موضوعًا مجردا أو نظريا .بل
إن وجود الله ا لحي وملكيته لحياتنا يعني أن شيدا البد أن يتفدر!
من ناحية أخرى ،عالقة الله بنا ليست عالقة اآلمر بًا لمأمور (مثل فكرة الشرطي ا إللهي
في ا لسما ء) .في هذا ا لنوع من العالقة ال يفعل الله شيائ إال إجبار ا لبشر على اختيارات
معينة .ولكن الله يسعى إلى عالقة شخصية حميمة معنا في سياق عهد .عادة ما يرسم النقاد
صورة لبديلين خاطئين :إجبار سلطوي أو استقالل بشري مطلق .ومع ذلك ،إذا رأينًا عمل الله
وا لطبيعة ا لبشرية في تناغم وليس في تعارض ،سنحصل على منظر مختلف تماثا .عندما
ندرك مقاصد الله لنا وعندما نتنده للحدود المعطاة لنا من الله والمترسخة في طبيعتنا والعالم
من حولنا ،سننجح كبشر -بمعنى أننا سنتمتع بعالقات يسودها ا لحب والثقة مع الله ومع
احدنا اآلض ألننا نعيش خطته وقصده.
ا لغيرة ا إللهية ليست أمرا تافيا أو نزودأ .الله غير لمصلحتنا .ووصاياه أعطيت ((لحئرك))
(تث ١٣ :١٠؛ قارن ١٦ :٨؛ .)٩ :٣٠في ا لوا قع ،نحن تؤذي أنفسنا عندما نعيش ألنفسنا
ونخلق ألنفسنا بدائل وثنية عن الله .لذلك عندما يمنع الله إمكانية معرفتنا له فهذا في الوا قع
يحرمنا من خيرنا األسمى .يوضح الكاتب ((تيم كيلر)) كيف يفهم هذا أنصار ما بعد الحداثة:
عندما نطدق هذا على الغيرة اإللهدة ،بمقدورنا أن نقول إنها تثار ليس لحماية العالقة
فقط ،بل يسعى الله لحماية خالئقه من ا إليذاء الشديد ألنفسهم .قد نؤذي انفسنا بعمق عندما
نجري ورا ۶آلهة نصنعها على صورتنا .غيرة ا لله تتمركز حول ا آلخر .وكما رأينا مع ا تضا ع
الله ،فإن ا لغيرة ا إللهية تقاوم إنكار ا لبشر لحقيقة أن الله هو الله ،وتواجه الفكرة المغلوطة
بأن العالقة معه ليست ضرورية فى النهاية لخير البشر (يو .)١٠ :١٠
٤٩
الله هو خالق كلي الصالح وهو معطي الحياة .ويرغب في أن تعيش مخلوقاته هذه الحياة
كما يحب أن تكون .وعندما يتصرف شخص ما بطرق تنكر الحياة (مثال :باشتراكه في ا لزنا
وا لبورنو أو حنث العهد -أو ببساطة بمقاومة ا لحق عن الله) ،فإن ا لغيرة اإللهية تظهر على
السطح لعل الشخص يهجر أهدافه الساعية للموت ويعود إلى الحياة الغنية التي يجدها في
هجرة للحيا ة نحو ا لله .
يحب أن ننظر إلى الغيرة ا إللهية في ضوء استعداد الله ورغبته في أن يفعل أفضل شيء
لخالئقه .الرأي الثاقب للكاتب ((سي .إس .لويس)) يضع الغيرة ا إللهية والوثنية ا لبؤشرية في
نصابها الصحيح:
إذا تأملنا ا لوعود الهائلة بالمكافأة والطبيعة المبهرة لهذه المكافآت الموعود بها
في األناجيل ،فقد يبدو لنا أن ربنا يجذ رغباتنا ،ليست مفرطة في القوة،
بل مفرطة في الضعف .نحن مخلوقات فاترة ،ومنخدعون بالشرب والجنس
وا لطموح بينما ا لفرح ا لالمحدود يقدم لنا ،مثل طفل جاهل يريد أن يستمر في
صنع فطائر من الطين في حي فقير؛ ألنه ال يستطيع أن يتخدل معنى عرص
بقضا ء إجازة على شاطئ البحر .نحن يسيل إرضاؤنا بأحقر ا ألشيا ء .
لمزيد من االطالع:
ج11أال0ا غآلآل ,ا٠٢٠١ .الق. ٦آل .ا0۴أج1كة ئ< €الآما080أل٦٩لل 1٦ع)1ا8أ٠آ٦٦ح
.؟8ع عج88, 2007. 8ع ۶٣ج1٤س1ح اا.ه0ة٠ا 1,
٦٤ا8أ6ازآ ه 0٣ئالج0أ0ئ 01ك)(٢أنم ١خ ت ٢غ١ةًاآلعك١أا٠أل * £ا1أ٠د)1ت٢
111011$ 171 ٤, 2004.الجاا: ٨8آ1011, ٧غال11ا)271)1 [08)100. 8
ع (£ال٤, 08: ١٧ال٤جآل§ 00)1. £ا8أأ 0)1^(0881000)0 1(1111<07ا .ح عأ،ا1أ, 1جس* £
, 2010.ظ 8 0
071)1 0)1(07ت 0107اره )( 11§1ا 111اار01ال) ء1 0غج1ج11٤١٧آاا ٤١٧18, 0. 8.ا *
٢1>:ن(])1)1708808. [١٢٤١٧ ¥ 2001.
, 1997.ج011أ1٤118ا0آ :عسال ١٧ا 00 57710,11.ل . 8. ¥0117 00)118ل * £1111111(8,
آل ع : 8ج1٧111ا38ء[ 0111111٤1٠ 2.ء 11ة١٧٨111٤1٠1٤ا £10)108.عل 8ة1ج011ز* 810311, ٦
, 2008.غاالاا8ا1(1ل8٦
٥٠
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* صف النوع السيئ من ا لغيرة والنوع الجيد منها .لماذا دسا ء فهم الغيرة اإللهدة بشكل
كبير؟
٠كيف تشبه الزواج أن يساعدنا على فهم أفضل للغيرة ا إللهية؟ ما هي االنطباعات ا لتي
تحصل عليها من اللغة الكتابية التى تصور ((زواج الله)) بشعبه؟
٠ما رأيك في فكرة (( ا النكشا ف ا إللهي))؟ ناقش ما يعنيه هذا -وما ال يعنيه هذا .
٠متى يكون ا لغضب مالئحائ ؟ ناقش فكرة أن الغضب كثيرا ما يكون ا لمؤشر ا ألول على أننا
نهتم.
٥١
الفسل الخامس
هل هو نوع من إيذاء األطفال
واالستقواء عليهم؟
وني النوم العالث زقغ إنزابيد غبي وأنصر اتؤضغ بذ نعي ،ققاذ ابراهيم
بعلني :احبشا أندتا هنثا تغ الحتار ،وأثا أقا والئلذم فنذهي إلى فئتان زئتجد،
تلم ثزجغ إنخما .نأحذ إبراجيد حغب المحرقة ووضعة عنى إسحاق اي ،وأحن
بيد؛ التار ذالشش .قذنبا كآلفتا تائ .وكلم إسحاق إنراجيلم أياذوقاز :يا أيي!
ققال :هائنا نا ابنى .ققال :هزنا الدار ذالحطي ،زلؤذ أين الخروف بلئئزقة؟
ققازإنراجيد :اسةيزىذه1ذخزوذبلئخرقةيا ابني .قذنبا ؤلدئما مائ.
٥٣
فتائ أنيا إنى اتوضع اقذي فاز نه اللة ،دئى ننتأن إبزادييلم اتندخ رئي انحفي
ربذ إسحاق ابقه ووخ بم خ ه عتى ا تذبح نوق ا تتغب .ثلم مئ إبزا بير يده زأحت
الئغئ بيديخ ابقه .ئتاداه نالك الزي ض الشتاء وقال :إبزانييم! ابزادييلم!
قفاز :هدنا .نفاز :النم نعذ يذن إنى انعش ذال نعفن به سيائ ،الي اآلن عبئث
أئن خايف الله ،نتلم سيد ابقن وحيدن عقي .فزقغ إبزاجيلم عيقيه ذئحلز ذإذا
فبس راءة شغل ني انقايه يغزي ،فدني إبرادييلم ذأخذ اتغيثى ذأضئذة
ئئرفه عوضا عن اي رعا إبراسلم اسم ذين اتوضع تهذذ يزأن .حئى ائه
من حين آلخر سنقرأ في ا لصحف أو نسمع في نشرا ت األخبار عن بعض األشخاص
المخدوعين الذين ارتكبوا جريمة القتل .ما هي تبريراتهم؟ أخبرني الله أن أفعل هذا ! سمعت
البعض يستخدمون هذه العبارة ليبرروا ا نغصا لهم عن شريك الحياة لكيما يتزوجوا زميال او
زميلة في العمل .إنهم يورحلون اسم الله في مالبسات أو تصرفات تتناقض تماائ مع صالح
الله .وهو ون المؤكد ال يريد أن تنسب إليه هذه األفعال.
فماذا نفعل إذا مع وصية الله ا لواضحة إلبرا هيم في تك (( :٢ :٢٢خذ ابتك وحيدك،
اندي يجده ،إستاق ...وأحيده نقان محزفه)) .سنناقش الحعا في هذا الكتاب أن ناموس
موسى أدان تقديم األطفال كذبائح .في ا لوا قع كانت هذه الممارسة من أكثر الممارسات
المروعة التي أدين الكنعانيون بسببها .وبالتالي أال يبدو أن وصايا الله ا عتباطية وبال
أساس ثابت في تكوين ٢٢؟ فلماذا ال يستطيع الله أن يأمر بالقتل مثلما يحرمه؟ في
النهاية يبدو أنه يفعل هذا مع إبراهيم .هذا ما يسميه أحد دارسي الكتاب المقنص د
((االختبار الوحشى))) (.
يعتق الكاني الشهير الالأدرى ((بارت إيرمان)) على ربط رس،/،ع،2،7بم إسحاق كالتالى:
إن فكرة أن المعاناة تأتي كاختبار من الله للتأبد من التزام تابعيه بطاعته نتحشد ربما
بأكثر وضوخا وأكثر ترويعا في تقدمة إسحاق ) (.بعض الدارسدين يدعون أن إبراهيم أخفق
فى االختبار بسبب استعداده لذبح ابنه .بينما يتساءل ا لبعض اآلخر عن كيف يكون هذا
ا لتصرف ا ختباذا للصالح .هل يجدر بنا أن نحب أم نمقت إبراهيم على ما فعله؟
ا لغيلسوف ا لدا نماركي ((سورين كيركيجارد)) كان لديه ا لكثير ليقوله عن هذا ا لجزء من
الكتاب المقدس .كان إلبرا هيم ۶حق فى أن يكون رحأل عظيائ ،وبالتالى فى أن يفعل ما
يفعله ،لكق عندما يفعل شخص آخر نفس ا لشيء ،فهذه خطية ،خطية بشعة .قال
كيركيجارد إن وصية الله إلبرا هيم عتقت التزامات أخالقية تقليدية .يبدو أن الله يستخدم
سلطته فى انتهاك معايير أخالقية أساسية .كما يبدو أن الله يؤيد ا لنسبية هنا.
٥٤
لكن إذا نظرنا إلى ا لصوة األشمل ،فربما نستطيع وضع بعض هذه ا ألمو المزعجة في
سياقها الصحيح .وبا لظ لي يجب أن ننظر إلى المحددات الواردة في تكوين .٢٢
السياق األوسع
ليس من المصادفة أنه عندما دنكر تعبير ((آمن)) في أسفار موسى الخمسة ،أنها نستخدم
باإليجاب قبل إعطاء الناموس في سينا ء في خروج ( ٢٠تك ٦ :١٥؛ خر :٤ه؛ ٣١ :١٤؛
.)٩ :١٩ومع ذلك فهنا ا لتعبير ستخدم بالنفي (( لم يؤمن)) بعد سينا ء (عد ١١ :١٤؛ ١٢ :٢٠؛
قارن تث ٣٢ : ١؛ .)٢٣ :٩تمثل أسفار موسى ا لخمسة في جزء كبير منها مقارنة بين إبراهيم
وموسى .وبرغم أن إيمان إبراهيم اهتز في بعض األوقات ،لكنه استمر في النضوج.
من الالفت أن إبراهيم وثق في الله -وخسب بارا -قبل أن يأتي الناموس .فحتى بدون
الناموس حفظ إبراهيم قصد أو مغزى الناموس ألنه عاش باإليمان(( :ين أجل أن ابزالييلم
سيغ لعولي نحفظ تا يئقظ يي :اذا يري وعزا بضي وشرا دعي)) (تك :٢٦ه) .الحظ الكلمات
المستخدمة :هذه مصطلحات ناموس ما بعد سينا ء ا لتي استخدمت في سفر التثنية (((سمع
أو أطاع))(( ،أوامر))(( ،وصايا))(( ،فرائض))(( ،شرائع))) .لكنها تنطبق على إبراهيم قبل مجيء
الناموس .الفكرة هنا تظهر كيف أن إبراهيم حفظ الناموس في جوهره وأرضى الله ألنه
عاش باإليمان (تك .)٦ :١٥
هذا الرابط لم يخف عن الرسول بولس في ا لعهد ا لجديد (رو ٤؛ غل ٣و .)٤فبينما
أعاد بولس قراءة األسفار المقدسة في ضوء مقابلته مع المسيح ،ا كتشف أن إبرا هيم عاش
باإليمان وخسب من الله بارا .هذا تكوين ه . ١وفي تكوين ١٧حاء عهد الختان ،وبعد أكثر
من ٤٠ ٠سنة تالية أعطي الناموس في سينا ء .بكلمات ًاضى ،لم يكن إبراهيم محتاحا
للختان أو الناموس لينعم بعالقة صحيحة مع الله.
٥٥
فى المقابل كان الناموس عند موسى ،لكنه أخفق فى إيمانه .وهذا منعه من ا لدخول إلى
األرض من خالل عبور األردن .موسى يهدل النقيض السلبي إلبراهيم .فبالرغم من توفر
الناموس لموسى ،لكنه مات في ا لبرية بسبب افتقاره وافتقار هارون لإليمان في قادش (عد
.)٢٠لم يمنع موسى من أرخى ا لموعد لمجرد أنه ضرب صخرة .فقد ضرب صخرة أخرى
قبل ذلك! نصوص العهد القديم توضح أن كأل من موسى وهارون أظهرا عدم إيمان في
غضبهما .لم يثقا في الله .ومن ا لوا ضح أن موسى (مع هارون) صرخ في إحباط(( :سنعوا
أيها المزدة ،آ ون هدؤ الشحر نخرج نكلم ناء؟)) (عد .)١٠ :٢٠ويعزز مزمور ٣٢ :١٠٦
و ٣٣فكرة عدم إيمان موسى .إن تمرد ا لشعب حعر موسى ليتحدث (أو ليتصرف) باندفاع
وطيش(( :ألدهلم انروا روخه حدى عزك بشقي)) .وبالتالى بسبب عدم إيمان كز مرف هارون
وموسى ،ودخ الله كليهما(( :مذ ألجل أدكنا تلم توقا يى حمة تعذسادي أتالم أعببن بني
إسرايين ،بذين أل تدجالن هد؛ اتجمائ إتى األرض اش أئطجلم إيانا)) (عد ، ١٢ :٢٠قارن
ع .)٢٤وفيما بعد في تثنية ،٥١ :٣٢نقرا مرة ًاضى انه عند مريبة قادش يقول الله لموسى
وهارون (( ألئكنا حثتا ني)) .وبسبب هذا ا إلخفاق في ا إليمان لم يستطع موسى ا لدخول إلى
أرض الموعد.
استخدم الله إبراهيم كنموذج للثقة -بدون االعتماد على الناموس .كما يعمل إبراهيم
كنموذج توضيحي عبر العصور يبحن كيف يجب أن يعيش شعب الله .ويتضح أن موسى يمدل
نموذلجا سلبيا— وأدا ة تذكير وتبصير لليهود ا لذين يفكرون بطريقة حرفية وناموسية— بمعنى
أن امتالك الناموس وحفظه بتدقيق ال يكفيان إلصالح العالقة مع الله .وإنما علينا أن نقترب
إليه بثقة معتمدين على نعمته وكفايته هو بدأل من وضع ا لثقة في كفايتنا نحن.
هذه ا لفكرة العامة عن ثقة إبراهيم ا لعميقة في وعد الله وأمانته ساعدت في تشكيل فهم
شعب إسرائيل لذاته ووئيته .لذا ليس من الغريب أن نسمع كلمات موسى إلسرائيل في
سينا ء(( :ال قحا فوا .ألن الله إدنا لجاة بفي يئقجتكلم (الفعل العبري هو يضنسر) ،ويقى نكون
نحاقته ؤهنم/ز ،آنالم وجوديكلم حدى ال دحإوئا)) (خر .)٢٠ :٢٠هذان الفعالن الرئيسيان
يشيران إلى تكوين .٢٢امتحن الله إبراهيم (تك ،)١ :٢٢وخالل هذا االمتحان أظهر مخافه
للرب (ع .)١٢قصد الله من طاعة إبراهيم أن تعمل كنموذج لبني إسرائيل ولتشجيعهم على
الطاعة وتقوية عالقتهم بالله او (((مخافتهم))) له) (.
في ا لوا قع ،نستطيع جمع أدلة كافية على أن اسفار موسى ا لخمسة تتحدث عن نجاح
إيمان إبراهيم وإخفاق إيمان موسى (بالرغم من امتالكه للناموس) .لذلك فالتركيز فقط على
أمر الله بتقديم إسحاق كذبيحة يفقدنا ا لصورة ا ألشمل.
٥٦
سياق دعوة إبراهيم
دعنا اآلن نلقي نظرة على تعامل الله مع إبراهيم في ضوء خطة الله األشمل إلسرائيل.
وإذا فعلنا ذلك ،سنحصل على فهم أوضح لما كأن يجري مع إبراهيم وإسحاق .وإن لم نفعل،
فإننا على األغلب سنحرف ا لقصة الواردة في تكوين .٢٢
(أ)€ا€أ )ا€أ) كانت ا لمرة ا ألولى ا لتي أخبر فيها ا لله إبرا هيم ا ن (( يذهب)) (حرفدأ ((يذهب ذهادار))
التي -أ) € عندما ترك وطنه في أور ا لكلدانيين (أي البابليين) ليذهب ((إلى ا ألرض
أريك)) (تك .)١ :١٢وهنا ا لتصرف ا لالفت ا لذي يعبر عن ا لثقة كأ ن مبندا على ا لوعد بأن ا لله
سيجعل من خالله ومن خالل نسله أمة عظيمة ( ٢ :١٢و ٠)٣لكن في تكوين ٢ :٢٢يأمره
الله مرة أخرى بأن ((يذهب)) باستخدام نفس الصياغة (((يذهب ذهادا)) فع /غج ،)/ويتبع
ذلك نفس ا لصيفة المألوفة إلى ((أحد اتحنال الذي أقول نز)) (أو فى ترجمة أخرى أكثر دقة:
أخد الحبال الذي أريق) .عليه أن يذهب إلى أرض (أو ((منطقة)) :كدسممك ),المردا .فى
هذه المرة يحئل إسحاق ابن الموعد أحد أطراف الحدث .من المؤكد أن إبراهيم لم يففل هذا
الرابط بين الحدثين .بدات األجراس في إطالق أصواتها فى عقل إبراهيم .من ا لوا ضح ان
الله يذبر إبراهيم بوعده بمباركته في تكوين ١٢في الوقت الذي يأمره فيه بفعل ما يبدو
متناقصا تماطا مع ذلك ا لوعد .في اصحاح ١٢كان الله قد وعد بائه سيجعل نسل إبراهيم
كنجوم ا لسما ء في الكثرة .وبعد طاعة إبراهيم هنا ،يؤكد الله وعده بأنه سيجعل نسله كنجوم
ا لسما ء ورمل ا لبحر في ا لكثرة (تك .)١٧ :٢٢سفر ا لتكوين يبرز ا لرا بط بين دعوة إبرا هيم
(تك )١٢وطاعته فيما بعد (تك .)٢٢يختبر ثبات إبراهيم ،وهو أبو إسرائيل ،وهذه اللحظة
وكما كتب أحد دارسي الكتاب ستشكل تفكير ونوية األجيال التالية من بني إسرائيل.
المقدس :أي إسرائيلي سيسمع هذه ا لقصة سيفهم أن جنسه مدين بوجوده إلى رحمة الله
ومدين برخائه إلى طاعة جدهم ا ألكبر ) (.
كان إبراهيم قد ترك وحلنه وتخلى عن ماضيه من أجل وعد الله .اآلن يطلب منه إن كان
يثق بالله فليسئم مستقبله أيضعا .كل شيء ترجا ه إبراهيم كان مرهونآ بابن الوعد هذا(.
٥٧
الوعد —زوجها إبراهيم أن يتخن هاجر بديلة لها ،كزوجة من الدرجة الثانية (ع .)٣ومع
ذلك اتضح فيما بعد أنها خطة غير مدروسة ،أو فكرة مغلوطة! (سنتحدث عن هذه ا آلية في
فصل الحق).
وعندما حبلت هاجر وبدأت تحتقر سيدتها سارة ،أحدث هذا توترا كبيرا فطردتها سارة.
لكئ الله تقابل مع هاجر اليأئسة في ا لبرية وأخبرها أن تعود لتعيش مع سارة وإبراهيم.
وهناك ولدت هاجر إلبرا هيم ابنه البكر .وعندما كبر إسماعيل ،من المؤكد أن إبراهيم أصبح
ة
شديد التعلق به.
ومع ذلك كأن لله خطة مختلفة؛ فقد طمأن إبراهيم وسارة بأنه أراد أن يأتي ابن الوعد
من صلبهما ،وليس من ضلب إبراهيم فقط .وويد إسحاق من خالل إتمام معجزي لوعد الله.
ولكن في ا لوليمة التي أقامها إبراهيم عندما قطم إسحاق ،كأن إسماعيل في سن المراهقة،
وسخر مز ،إسحاق (تك .)٩ :٢١كأن مؤلما بما يكفي لسارة أن تنجب خادمتها هاجر -وليس
هي— االبن ا لبكر إلبرا هيم .لكن عندما يحتقر إسماعيل ابن سارة فهذا ما لم تحتمله .أرادت
سارة أن تطرد ليس فقط إسماعيل بل أمه هاجر أيخدا .وهذا أدخل إبرا هيم في مأزق شديد
(تك .)١١ :٢١كان طردهما سيهدئ من عضب سارة ،لكن طردهما إلى ا لبرية يعني أنهما
سيواجهان ظروثا قاسية ومخاطر كبيرة— وربما يتعرخدان للموت.
لكئ الله هدأ من مخاوف إبراهيم ،وأثمد له أن إسماعيل لن يموت (تك ١٢ :٢١و.)١٣
ا ألكثر من ذلك أن يهوه كان قد أخبره عن إسماعيل قائلة(( :وأجعله أمة كبيرة)) (تك .)٢٠ :١٧
وقد قال الله من خالل المالك لهاجر(( :تكثيرا أكثر نسلك فال يعد من الكثرة)) (تك .)١٠ :١٦
وبالتالي استطاع إبراهيم أن يطرد إسماعيل مع هاجر ويودعهما لعناية الله.
نأتي ا آلن إلى أمر ا لله إلبرا هيم بأن يذبح إسحاق .كان إبرا هيم قد تعرض لصرا ع عصيب
بثدأن إسماعيل .وبالرغم أن إبرا هيم طرد ا سما عيل إلى البرية ،كان الله قد وعد أنه سيعيش
وسيصدبح أمة عظيمة .وبدون وعد الله هذا كان إبرا هيم سيخطئ إذا طرد هاجر وإسماعيل
إلى موت محقق تقريدا .وبالتالي بالرغم من غضب سارة على إسماعيل وهاجر طمأن الله
إبرا هيم بأنه سيهتم بإسما عيل ،وأنه ال داعي إلبرا هيم أن يقلق بثدأن هل هو مخطى ء أم ال
في هذا التصرف .كان الله سيهتم بإسما عيل (وهاجر) ،وكان سيحقق وعوده لهما .لذا ((بكر
إبرا هيم صباحا)) (تك — )١٤ :٢١مثلما سيفعل مع إسحاق (تك —)٣ : ٢٢وطردهما.
لم يوجد فقط تأكيد إلهي بشأن إسماعيل ،لكن الله أعطى االبن ا لمعجزي إلبرا هيم —ابنا
جا ء من بطن سا رة— (( ا بنك وحيدك)) (تك .)٢ :٢٢ا بن ا لوعد ا لذي ا نتظرا ه طويلة سيصبح هو
اآلخر أمه عظيمه .كان إسماعيل اختبارا تمهيدد ،وإسحاق سيأتي معه اختبار أعظم .عرف
إبراهيم أن الله سيتمم وعده بشأن إسحاق ،لكنه لم يعرف ما سيفعله الله في النهاية .ولم
٥٨
يملك شية سوى أن يثق في وعود الله ويطيع .وبطريقة ما كان على الله أن يتمم عمله! نحن
ا آلن نرى طاعة إبراهيم قد تحققت في سياق وعي منه بأن الله نجى إسماعيل في السابق،
وفي سباق عمل الله في إنجاب الطفل المعجزة الموعود به من سارة.
هناك أربعة أشياء عن شخصية الله تبرز أمامنا بينما نعمل على ئص تكوين .٢٢ا ألمر
األول ،سرعان ما نعرف حقيقة أن الله يمتحن إبراهيم (ع .)١فلم يقصد الله أن يذبح
إسحاق .ال ،إبراهيم ال يعلم ما يعرفه القارئ اآلن— بمعنى أن هذا مجرد اختبار.
األمر الثاني ،حنان الله يخفف من وطأة األمر القاسي إلبرا هيم .أمر الله غير معتاد:
((رجاء حذ ابنك))— أو كما في ترجمة أخرى(( :أرجو منك أن تأخذ ابنك الوحيد)) ) (.هذا
ا لنوع من ا ألمر ا إللهي (أو ا اللتماس) هو شيء نادر( .يرى هنا مفسر ا لعهد ا لقديم ((جوردون
وينهام)) لمحة على أن الرب يقدر الثمن الباهظ لما يطلبه ) (.يتفهم الله ا لقيمة الهائلة لهذه
المهمة العصيبة .بينما يذكر أحد المفسرين أن ا لله ال يتح في الطالب هنا .وبالتالي لو لم يز
إبراهيم المقاصد ا إللهدة ا ألوسع ،وإذا عجز عن أن يحمل نفسه على فعل هذا ،لم كان ليقترف
*أي ذنب* إذا رفض طلب |لله)١٢(.
إشارة أخرى لصالح الله تؤكد أمانته .يذبر الله إبراهيم قائأل له(( :اددن زجيدز ،الذي
تجده ،اسحاق)) (ع .)٢إقرار الله بالعهد واضح جدا :الوعد ا إللهي إلبرا هيم ال يمكن تحقيقه
بدون إسحاق .لذا يصارع إبراهيم في وضع أمرين أمام مخيلته :محبته ا لعميقة إلسحاق
وهي أمر مشروع وجيد ،والظروف المحيطة بوالدة إسحاق التي أظهرت له بوضوح أن الله
يحقق وعده إلبرا هيم .وألن هذا هو أفظع وأرهب شيع يمكن إلبرا هيم أن يفعله في حياته،
فهو يحاول فقط أن يفهم كيف سيحقق الله وعده من خالل إسحاق.
األمر الرابع الذي يذبر بأمانة الله يتمدل في أن الله يرسل إبراهيم إلى جبل في منطقة
بمعنى (يدبر ،يرى ،دظهر) .وكما ذكرنا سابعا ،أن المردا— وهي كلمة مشتقة من كلمة
ا لجبل (( ا لذي أرين)) يردد صدى دعوة ا لله ا ألولى إلبرا هيم بان يذهب ((إلى ا ألرض ا لدي أرين))
(تك .)١ :١٢كان إبراهيم واعدا أيضائ بعناية الله بهاجر وإسماعيل عندما هربا أؤل مرة.
٥٩
((أئن ايل ردي) دمعنى أنت الله الذي قالت هاجر (مستخدمًا نفس الكلمة العبرية
يرا ني (تك .)١٣ :١٦وبا لتالي في نفس ا لكلمة مريا (تدبير) لدينا لمحة عن ا لخالص وا لنجل ة.
لذا يقول وينهام :وبهذا فإذ الخالص ؤعد به في نفس ا ألمر الذي يبدو كهالك.
من خالل كل هذا نرى حنان ا لله وأمانته يخففان من وطأة ا لقساوة ا لمروعة لألمر ا إللهي-
يبدو ا ألمر كأن الله يقول إلبرا هيم :أنا أختبر طاعتك وإخالصك .أنت ال تفهم ،لكن في ضوء
كل ما فعلته وقلته لك ،دق بي .حتى الموت ال يستطيع أن يبطل ا لوعد الذي صنعته معك .
(مع سارة) أنها فكرة جيدة أن يكتفيا بالقول(( :لدن إستاعيل يعيش أنالمك!)) (تك .)١٨ :١٧
فقد أجاب الله(( :بق سازة امر دق نلن نذ ابائ ...ؤأقيم قهب ،ي تقه عهدا ابديا إثتبه مذبعبده))
(تك .)١٩ :١٧طمئن الله إبرا هيم بأن إسحاق ،وليس إسماعيل ،هو ا لطفل الموعود به.
لذا ال نستطيع أن نفصل وعد الله في تكوين ١٢و ١٧عن أمر الله الرقيق في تكوين
.٢٢كان إلبرا هيم ثقة بأنه حتى لو مات طفل الموعد ،فإذ الله بطريقة ما سيحقق مقاصده
من خالل هذا االبن ذاته .آمن إبراهيم بأن الله يستطيع حتى أن يقيم إسحاق من األموات.
لهذا ا لسبب أخبر إبراهيم غالميه قبل االنطلدق إلى جبل المردا مع إسحاق(( :اثا انا وا لعادم
ققدغث إلى ئناك وكئت ،تلم قذجع الكما)) (تك :٢٢ه) .ال عجب أن كاتب رسالة العبرانيين
يقول إنه طالما أن إبرا هيم قد (( نيل ا لموا عيد)) فقد (( حديدي اذ ا لله عادر على ا العاته ين ا ألموات
ابائ)) (عب .)١٩ ،١٧ :١١بطريقة ما ،كان ا لله سيحقق وعده .وكان إبرا هيم وا دعا من هذا -
ولمدح ألجل ثقته هذه .لقد أثمد إبراهيم بثقة قبل عدة أصحاحات بقوله(( :اديان كق األرض ال
يصنع عدال)) (تك .)٢٥ :١٨
عرف إبراهيم أئ أمانة الله تعني انه لن يخلف وعوده .فليس فقط ((اليمكن اذالله بكذب))
(عب ١٨ :٦؛ قارن تي ،)٢ :١لكنه بعد أن وعد بأن يجعل إبراهيم أمة عظيمة ويحضر
نسله إلى أرض الموعد ،فإن الله نفسه كان ((يجوز بين تنق انعنع)) أي قطع الذبائح في
عرض درامي ورد في تكوين .١٧ :١٥حسب بعض الدارسدين هذه ا إليما ء ة المحيرة من
العهد تشير إلى لعن ذاتي :ليتني أصير كهذا الحيوان المقطع إذا حنثت ((فطع))
بوعدي (راجع إر .)١٨ :٣٤بصرف النظر عن معنى اللعن الذاتي بالنسبة لله ،لكن هذا يظهر
مدى التزام الله الشديد بالحفاظ على العهد الذي قطعه (إر .)٢٦ —١٩ :٣٣
٦٠
ال تقتل ؟ ويبقى أمامنا هذا السؤال :هل يمكن إلزهاق نفس بريئة أن يكون مسموحا به
أخلدقدا تحت أية ظروف؟
هل يمكننا إثبات عدم تناقض هذه العبارات؟ هل يمكننا قبول عبارة رقم ( —)١بأننا
يجب أن نفعل ما يأمر به إله صالح( .في النهاية ،تستمد وصايا الله جذوها من طبيعة الله
ومقاصده الصالحة) .من ناحية أخرى ،عبارة رقم ( )٢صحيحة في المعتاد ،لكننا يجب ان
نراعي السياق المحدد لنتأكد هل هي صحيحة في كل الظروف أم ال -بصرف النظر عن
امر الله .هل يمكن أن نقول إنه تحت ظروف معينة فإن إنها ء حياة بريئة قد يكون ئبررا من
الناحية األخالة؟
لناخذ مثأل حالة محددة دسمى الحمل خارج الرحم :البويضة البشرية المخصبة تبقى
وتنمو في قناة فالوب لدى المرأة .وإذا استمر الجنين ينمو هكذا بدون تدحل فحتتا ستموت
األم .علما ء األخالق بشكل عام يتفقون على أنه في هذه الحالة ا لخطيرة مرح المقبول أخالقدا
ان ننهي حياة بشرية بريئة (الجنين) .والسبب الذي يقدمونه يتمثل في ححة للدفا ع عن
النفس— بمعنى لحماية حياة األم .ألنه بدون تدحل سيموت كالهما.
اآلن لنأخذ مثأل آخر :هجمات ١ ١سبتمبر اإلرهابية .عندما اختطفت أربع طائرات،
وتعرضت حياة أناس كثيرين في خطر شديد ،عددهم أكثر من المسافرين األبرياء على
الطائرة ،ثم أصدر الرئيس أوامره بإسقاط الطائرات التي تحولت فجاة إلى مصدر تهديد.
مرة ًاضى بالرغم من فداحة الموقف ،كان هذا األمر ثبررا لمحاولة تجدب مقتل عدد أكبر
من ا ألبريا ء.
هذه ا لحا الت االستثنائية تسمح بانها ء حياة أناس أبريا ء .عندما ئراعى كل العوامل
ا ألخرى ،فإذ مثل هذه ا ألفعال يمكن أن تكون مسموحا بها من الناحية ا ألخالقدة .لكن دعنا
نفحص ا ألمر أكثر.
ماذا لو كان عالم ا لبشر مختلائ عما نعرفه ا آلن؟ يقذم ا لغيلسوف ((حون هير)) هذه ا لتجربة
الفكرية .ماذا لو أعاد الله ترتيب الكون بحيث يكون له سمات مختلفة ،ومرر دم طرق مختلفة
لتطبيق المبادئ ا ألخالقية؟ لنقل مثأل إن الله أراد أن يقتل البشر أحدهم ا آلخر في عمر الثامنة
عشرة ،على أن يرجعهم الله على الغر إلى الحياة مرة ًاضى وبصحة جيدة .في هذه الحالة،
٦١
نعم في فإن قتل الناس في هذا العمر لن يمثل مشكلة ئذكر -أو على ا ألقل كما نتصور.
عالمنا هذا ،األموات يظلون أموادا (نحن بالطبع نستثني بنا التدخالت الفائقة للطبيعة!) .هذا
أحد أسباب أن قتل األبرياء فى عالمنا الحالى يمثل خطأ.
دعنا ننتقل إلى السياق التاريخي الغريد لتكوين .٢٢لقد رأينا أن سياق القصة في سفر
ا لتكوين يكشف عن تطمينات وتأكيدات متكررة بأن إسحاق هو ابن الموعد وسبب بركة ا ألمم.
وعرف إبراهيم أن إسحاق سيعيش حتى يكبر وسيكون له نسل تحقيعأ لوعد الله .لذا إذا
دعت الضرورة كأن الله سيقيمه ثانية من الموت ،فلقد وعد إبراهيم غالميه بأنهما سيرجعان.
وبالتالي إذا كان إبراهيم قد عرف أن الله سيحقق وعده ،فإن إزهاق إبراهيم لنفس بريئة في
هذه الحالة -وبحسب أمر الرب -مقبول من الناحية األخالقؤة.
ضع في االعتبار أن فهمنا األخالقي قد تشقل جزئدأ بفضل حقائق معينة عن العالم.
ولو كنا عشنا في عالم يكون فيه ضرب الناس على ا لرأس يساعدهم على تحسين حالتهم
الصحية بدال من حدوث األذى والضرر ،فإن هذا التصرف كان سؤرحب به .نعم في عالمنا
الحالي ضرب الناس على الرأس عادة ما يؤذيهم .ومع ذلك هذا التشبيه يظهر أن وصية ال
تضرب الناس على الرأس تعتمد على معطيات معينة في هذا العالم .وإذا كانت هذه الحقائق
المعينة عن العالم مختلفة ،فإن الوصية لن تكون ئلزمة لنا .
وبالتالي ماذا لو تضمنت الحقائق الخاصة بالعالم إلها صالحا يعلن ذاته بشكل خاص،
ويصدر أوامر غير عادية في سياقات خاصة ومتغردة وألسباب وجيهة من الناحية األخالقية؟
وحتى إذا اعتقد النقاد أن قصة إبراهيم غير موثوق فيها تاريخيًا ،فهذا ليس له عالقة
بموضوعنا اآلن .النقاد يبنون حجتهم على افتراض أن هذه الحادثة قد وقعت بالفعل حسبما
يقول الغص .إدا مهمة النقاد أن يبدنوا ما الذي يمنع إبراهيم عن طاعة الله ،في ظل ما كان
يعرفه عن الله .في النهاية كان إبراهيم يعرف النتيجة :إنها ء حياة إسحاق ال يعني سوى أن
الله سيعيده ثانيه إلى الحياة حتى يتم وعد الله .نعم بدون أمر الله ،وبدون الوعود الخاصة
بالعهد ،كأن إبراهيم سدقدم على قتل ابنه ،لكن األمر مختلف هنا.
رأينا أن عبارة ( )٢إنهاء حياة بشرية بريئة هو عمل خطأ من الناحية األخالقية— بها
بعض ا الستثنا ء ا ت (مثل ا لحمل خارج الرحم) .دعنا من هذه االستثناءات— يفترض النقاد
خطأ أن هذه العبارة صحيحة في المطلق بينما يتجاهلون أو يرفضون بعض الحقائق عن
ا لواقع .هؤالء يجهلون الكائن الفائق للطبيعة القادر على إرجاع الناس إلى الحياة من الموت.
هؤالء يرفضون حقيقة أن الله يعمل في التاريخ ،ويصنع وعوذا ،ويحترمها ،ولديه أسباب
وجيهة من الناحية األخالقية تبرر ما يفعله .تنطبق عبارة ( )٢على عالم ال يعود فيه الناس
إلى الموت بعد قتلهم .وين ؤم فإن أمر الله لم يكن متناقضائ أو غير أخالقي.
٦٢
نظرة العهد الجديد إلبراهيم وإسحاق
يسوع إسحاق الثاني
يالحظ ((بارت إيرمان)) وهو يعنق على تكوين ٢٢أن الله الذي كأن قد وعد (إبراهيم)
بابن يريد 1آلن أن دهلك هذا ا البن .وا لله 1لذي يامر شعبه باال يقتلوا يامر ا آلن أب كل ا ليهود
ولكن تما لما كما تكئم قيافا رئيس الكهنة عن يسوع وهو ال يدري (يو : ١ ١ أن يذبح ابنه.
،)٥٢ -٤٧هكذا تكنم بارت إيرمان وهو ال يدري بدون أن يؤمن بالمضامين الالهوتية لكالمه.
دعنا نعود قليأل إلى الوراء لنضع األمور في نصابها الصحيح.
عن تجربته المروعة في أحد معسكرات التعذيب النازية .ويحكي إيلي ويسيل حددا مؤثرا
بشكل خاص:
عنقت ا لقوا ت النازية رجلين يهوديين وشادا أمام ا لمعسكر كله .مات الرجالن
سريائ ،لكن سكرا ت الموت امتدت لدى الشاب لمدة نصف ساعة .وسأل
شخص كان يقف خلفي :اين الله؟ اين هو؟ وبينما ال يزال الشاب معلائ
ويتعذب على المشنقة بعد مرور وقت طويل ،سمعث الرجل يقول ثانية :أين
الله اآلن؟ فسمعن صودا بداخلي يقول :أين هو؟ إنه هنا .إنه معلق هناك
على المشنقة .
ما هو الرد العميق لمولتمان على رأي ويسيل؟ *أي إجابة أخرى ستكون تجديعا .،،إن
المسيحي يجد قوة وتعزية في حقيقة أن الله يتألم معنا بل ويدخل في عمق آالمنا— وباألخص
في شخص يسوع ا لناصري على صليب ا لعار وا لمهانة .ا إلله ا لذي ال يتالم سيجعل من نفسه
شيطادأ .ا إلله غير المبالي سيحكم على ا لبشر باالمباالة أيضدا.
إن قصة إبراهيم وابنه ((الوحيد)) إسحاق تلقى بظاللها على تقدمة الله اآلب لذبيحة
((إسحاق الثاني)) ا لكفارية— ذبيحة ((ائدة الوجين)) (يو .)١٦ :٣لم يكن األمر إجبارا من الله
ا آلب وفرضائ على ا البن ،فى هذه ا لحالة سيعتبر نوعية إلهية من إيذاء األطفال كما يسميه
((ريتشارد دوكنز)) ،لم يكن اآلب ضد االبون .لقد وضع المسيح حياته طواعية ،ثم استردها
ثانية (يو : ١٠ه ١٧ ، ١و .)١٨ولقد أرسل الله ابنه إلى العالم (يو )١٧ :٣متجسدا ليحمل
على الصليب لعنة إسرائيل والبشرية وتغربهما .في نفس ا لوقت الله نفسه جاء إلى العالم
(يو )٣٩ :٩ليخلص ا لعالم .وبإرادة وئحدة لآلب وا البن وا لروح ا لقدس قذم ا لله ا لثالوث ناته
ليخلص البشرية ويفتديها(( :إن الله كاذ ني اتسيح لمضابحا الغالم لتئسه>> (٢كو ه.)١٩ :
٦٣
إن طاعة إبراهيم غير المتشككة والصعبة في نفس الوقت لله حافظ العهد لم تساعد فقط
في تشكيل وتأكيد لهوية إسرائيل في إبراهيم ،بل قدمت سياة لفهم محبة الله الباذلة في
عطية ابنه يسوع المسيح .عندما تأكد تفاني إبراهيم الكامل لتنغيذ أمر الله قال الله(( :اآلن
عبئن أدنى حاؤف الله ،فلم ا*ذرعك ا دغلن ذحيدن غدي)) (تك ) (.)١٢ :٢٢عندما استرجع بولس
قصة ذبح إسحاق ،استخدمها ليذفر المؤمنين بأمانة الله الكاملة تجاههم(( :الدي للم يشفق
عتى اي (أو لم يضن علينا بابنه) ،بله ددنه ألجلقا أجتعبرح ،قدن أل يهيدا أدتا تفه كز شيء))
(رو .)٣٢ :٨كانت ذبيحة إسحاق تتطلع لذبيحة الله في المسيح .أظهر إبراهيم أمانته نحو
الله ،وأظهرت ذبيحة المسيح أمانة الله نحونا ) (.نوعية الطلب الذي طلبه الله من إبراهيم
كان الله الثالوث مستعدا لتنفيذه على نفسه .يا لعمق محبة الله لنا (رو ٣١ :٨و .)٣٢حتى
أن الالهوتى االسكتالندى الراحل ((توماس تورانس)) كان مستعدا ألن يذهب أبعد من هذا
ويقول إن الله يحبنا أكثر مما يحب نفسه .
لقد رأينا أن تهمة ((اإليذاء)) ال تراعي األدلة الكتابية الكثيرة -كما لوكان الشلب إجبارا
على االبن .لنتأمل بطرس األولى :٢٥ -٢١ :٢
((ألفلم يهذا دعيتم .قاذ اتسيح أدتا ذًائم ألحبنا ،داركا نقا متا أل لكي سعوا
حطواته .اندي تلم يعقنقطيه ،ذال وحد بي عوه تكر ،اندي اذ شؤلم نلم يكذ
يشتم عوصا ،واذ دًائلم نلم يكذ يهدد ين قاذ يدنئلم لمن يعضي يفدل .اندي حتن
هو ئئئه حفاياائ نى حشد ؤ عتى ا نفقيه ،بقي ئموت عن ا نحفايا فنئيا البر.
اندي يجتي سفيئلم .ألئكلم كنتلم كحراف صانه ،لكنكلم زجئئلم اآلن إنى راعي
تم نم نغوبكم وأسقفها)).
ليس لدينا ضحية تتصرف بسلبية هنا ،بل كان موت المسيح على ا لصليب جزء ا من خطة
الله المعدة مسبقا بواسطة الله الثالوث— اآلب وا البن وا لروح القدس .وقد تشاركت ا ألقانيم
ا لثالثة في عمل هذه ا لمصا لحة .يسوع في ضعفه قهر ا لخطية وقوى ا لظالم (يو ٣١ :١٢؛ كو
.)١٥ :٢
حسب إنجيل يوحنا ،تأتي لحظة ((رفع)) يسوع أو ((تمحده)) في ساعة إذالله العظيم .فبدال
٦٤
من التفكير في الصليب على أنه غيأب لله -في ظل ظلمة السموات وصرخة الهجران (((إلهي،
الهي ،لماذا دزكديي؟ )>)— في هذه ا للحظة صار حضور الله أشد وضوحا.
إن الله دظهر نفسه في ا لصليب من خالل ظلمة حالكة ،وزلزلة ،وانشقاق حجاب ا لهيكل
إلى نصغين (قارن هذا ا لحدث مع الظالم والرعود وصوت الله على جبل سيناء) .إن أعظم
لحظة لله في التاريخ تأتي عندما يبدو أن كل شيء ضاع ،وعندما يبدو أن الله قد لهزم .مجد
الله يعلن في ضعف الله .لم يكن الشلب إيذاء طفولبا من الله على ابنه ،بل كان الحدث
الغارق في التاريخ حين قدم ذاته ألجل البشرية.
لمزيد من االطالع:
عع1٠088, 1984. 8د ).18:أ07771€/ال 0أ(00ال 1 17أز.ا 8جع٢ةل 11,ا8عج٢ح *
. 1.يء .زأ8ح
1 €18ا€11€أ 1<€711)1ا .آل 11101٦ (01111ة11س* 8 8:ه1؟ةآل كسع .جال٠س٢٢ى٧ر 11,ة0٢¥كع20
(.ل8ج حج1992. 8 33-79.
* 088,ح الأ*81ا0أع: 1ال 1٠8 000,ج0١¥11ه خعا6سم €أاأا 1)1711718 0ا
2009.
2. 0^11^8:إلئ11عد0ء 111031ك. 6€71€818 16-50. 1٢ل 011اع111. )0س* ١٧01
,1994.ه-ل٠
٦٥
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* هل تعرف أحدا أبدى تحفظات على النص الكتابي في تكوين ٢٢؟ كيف سار النقاش
بينكما ؟
٠هل لدى النقاد أية حجة منطقية عن ا إلشكاليات األخالقية التي تثار حول هذه القصة؟
وكيف؟
* ما رأيك في المقارنة بين إبراهيم وموسى لشرح اإليمان في مقابل نقص اإليمان؟ كيف
فهم بولس إيمان إبراهيم في عالقته بالناموس في رومية ٤؟ كيف تساعدنا هذه المقارنة
على فهم تكوين ٢٢؟
كيف يساهم السياق الخاص بدعوة إبراهيم وخبرته السابقة مع ابنه إسماعيل في تجهيز
إبراهيم لالمتحان اإللهي في تكوين ٢٢؟
* عندما تقرأ تكوين ٢٢بعمق ،ما الشيء الذي يبرز لك بينما تحاول فهم أمر الله
إلبراهيم؟
* كيف يلقي ا لعهد الجديد ا لضوء على أمر الله إلبرا هيم؟ وكيف يقدم ا لعهد ا لجديد
توضيحا هاائ لبعض القضايا ا ألخالقدة التي يثيرها تكوين ٢٢؟
* ما الذي يسبب إشكالية في االتهام بان موت يسوع على ا لصليب كان حالة من حا الت
((إيذاء األطفال)) ارتكبه الله ضد ابنه؟
٦٦
ائب١هياة في الشرق
ئ األدنى القديم
وفي إسرائيل
قه
-
ؤ؛ هل هذه حكمة اش التي تتجشاوزالزمان؟
ومع ذلك أنا احتاج نصيحة مني تتعلق ببعض الشرائع المحددة وكيف
نتبعها:
٦٩
٠اود أن أبيع ابنتي في سوق الرقيق ،كما هو منصوص عليه في خروج
.٧ :٢١في هذ 1ا لعصر وهنه ا أليام ،في رأيك ما هو ا لسعر 1لمناسب لها ؟
٠لدى أحد جيراني يصر على العمل في يوم السبت .ولكن يذكر سفر الخروج
٢ :٣٥بوضوح أنه يجب أن يموت .هل علي التزام أخالقي بأن اقتله
بنغسي؟
٠صديق لي يشعر أنه بالرغم من أن تناول المحاربات هو ين الموبقات (الويين
،)١٠ :١١لكنه بل لتأكيد أقل ئحثتا من المثلية الجنسية .ال أتفق معه في ذلك.
كيف تحلين هذا األمر؟
٠الويين ٢٠ :٢١ينحلى على أنه ال يجوز لي أن أقترب من مذبح الله إذا كان
لدي عيب في بصري .يجب أن أعترف أنني ارتدي نظارة قراءة .هل يجب
أن تكون قوة بصري ،٦/٦أم توجد مساحة من المرونة هنا؟
٠معظم أصدقائي ا لذكور يقصون شعرهم ،بما في ذلك شعر الوجه ،مع أن
هذا محرلم بوضوح في الويين .٢٧ :١٩كيف يجب أن نميتهم؟
٠أعلم من الويين ٨ -٦ :١١أن لمس جلد خنزير ميت يجعلني دنسا ،لكن هل
يجوز لي أن ألعب كرة ا لقدم وأنا أرتدي قفزات من الجلد؟
٠عئي لديه مزرعة ،وهو ينتهك الويين ١٩:١٩بزراعة محصولين مختلفين في
نفس الحقل ،وكذلك زوجته ترتدي مالبس مصنوعة من نوعين مخثغين من
الخيوط (مزيج من القطن والبوليستر)...
أعلم أنلب درسب هذه ا ألمود بتوسع .لذا أثق أنك ستساعدينني في هذا .شكرا
لل مرة ثانية ألنل تذكريننا بأن كلمة الله أزلية ال تتفدر.
أحصى ا لرا بي ا لشهير في القرن الثاني عشر(( ،موسى بن ميمون)) ،عدد ٦١٣شريعة
مختلفة في أسفار موسى ا لخمسة ( ٣٦٥نواهي محرمة ،و ٢٤٨أوامر إيجابية) .هذا حديث
عن ا ألوا مر والنواهي! ليس سرا أن ا لغربيين يجدون ا لكثير من هذه الوصايا على أنها مربكة
ومحيرة— وكذلك عالم الشرق ا ألدنى ا لقديم بشكل عام .فهي تبدو بعيدة عنا بماليين األميال—
كل ا للوا ئح ا لتنظيمية الخاصة بشرائع الطعام وا ألمرا ض ا لجلدية ،ناهيك عن ا لنوا هي الخاصة
بقص اللحية ،ورسم الوشم ،وطيخ وليد الماعز بلين أمه .هذه المفاهيم والمبادئ والعقوبات
ا لخاصة باليهود تبدو غريبة وا عتباطية وقاسية.
عندما يشير الملحدون الحدد إلى الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس ،فقد يمثل
هذا مجرد استجابة تلقائية من ثقافة متفاخرة ونغور نغسى .وربما تعكس هذه االستجابة
٧٠
هل هذه حكمة الله التي تتجاوز الزمان؟
أيخائ ا الفتقار إلى الصبر لتفؤم حقيقي لعالم يختلف تماثا عن عالمنا .يحذر ((سي .إس.
أي وقبول لويس)> من *التفاخر المبني على الترتيب الزمنى
بدون فحص للمناخ الفكري المالوف لعصرنا وافتراض أن أى شيء انقضى عليه ا لزمن هو
معيي بهذا المقياس*.؛)
كيف ترد على الشبهات واالعتراضات الموجودة في هذا الخطاب المفتوح؟ /في نقاشنا
في الجزء الثالث من هذا الكتاب سنتطرق إلى الشرائع التي قد تبدو لنا عشوائية وغريبة
وقاسية .وبالرغم أن عالم ا لعهد ا لقديم هو عالم غريب من نوا ح عديدة بالنسبة لنا ا آلن ،فلكي
نكون منصفين يجدر بنا على ا ألقل أن نحاول فهمه بشكل أفضل.
بعد تقديم بعض ا ألفكار ا لتمهيدية لوضع إطار للنقاش ،سنتطرق إلى القضايا المتعلقة
بالتطهير ومعاملة المرأة والعبيد ،وسنختم نقاشنا بالحديث عن الحروب فى العهد القديم.
وأرجو من هذا النقاش ا لطويل وا لبسيط أن يساعدنا على وضع شرائع إسرائيل وئسئمات
الشرق األدنى ا لقديم في نصابها الصحيح.
وبالرغم من انتصار الشمال ،فإن إعالن التحرير الذي سبقه (١يذاير ،)١٨٦٣ومحاولة
إعادة البناء فى الجنوب ،لم يفدر ا لكثير من ا لبيض عقليتهم فيما يتعلق بالسود .كأمه
اكتشفنا أن اإلعالنات وتشريط ت الحقوق المدنية قد تمدل شريعه ،لكن مثل هذه األمور
القانونية ال تمحو التحدر ا لعنصري من عقول البشر .واحتجنا لوقت طويل حتى نتقنم تقدمأ
ملحوظًا! في ا لسعي نحو العدالة االجتماعية.
دعنا نتحول إلى نقطة أخرى .لنتخؤل أمة غريبة أو ممثلين عن الغرب يفكرون أنه من
ا ألفضل أن دصذروا الديمقراطية إلى دولة من دول العالم الثالث .فكر في العقبات التي يجب
التغلب عليها! يجب إنجاز تغيير هائل في ا لعقلية أوال ،ألن تغيير القوانين لن يغير طريقة
التفكير في هذه الدولة .وفي حقيقة ا ألمر البد أن نتوقع حدوث معارضة اجتماعية على نطاق
واسع أمام مثل هذه التغييرات.
٧١
عندما نسافر رجوعا آالف السنين إلى الشرق األدنى القديم ،ندخل عالما غريبا علينا
من نوا ح كثيرة .لن تبدو الحياة في الشرق األدنى القديم غريبة بالنسبة لنا فقط ،بالرغم
من كل أجوائها وئسئماتها الغريبة .ولكننا سنرى ثقافة تضررت منظوماتها االجتماعية
ضررا بالغا بسبب السقوط .داخل هذا السياق أقام الله أمة عهد ،وأعطى ا لشعب شرائع
يعيشون بها .وساعدهم على خلق ثقافة خاصة بهم .وبفعله هذا كؤف مبادئه العليا على شعب
تأثرت مواقفهم وتصرفاتهم بمنظومات معيبة تأثرا عميائ .وكما سنرى في إطار ا لحديث
عن العبودية والعقوبات والمنظومات األخرى ،فإن طيائ واستل من التشريعات والغرائض
فى إسرائيل تعكس إلؤا يكؤف نفسه مع شعبه .ومع ذلك على عكس الصور الكاريكاتيرية
الشائعة ا لتي يرسمها ا لملحدون الحدد ،لم تكن هذه ا لشرا ئع هي المثل ا إللهية الدائمة لكل
الناس في كل مكان .أخبر الله شعبه بأن عهدا جديدا دائائ سيكون من ا لضروري إقامته
(إر ٣١؛ حز .)٣٦ولذلك باعتراف ا لعهد ا لقديم نفسه فإن الناموس الموسوي كان ناقحائ
وينتظر شيدا فى المستقبل.
هل هذا يعني أن ا لمثل ا إللهية ظهرت فقط في ا لعهد ا لجديد؟ال ،ا لمثل قد تم ا لتأكيد عليها
منذ البداية (تك ١و .)٢يوضح العهد القديم بان كل البشر يحملون الصورة اإللهية ،ولهم
كرامة وقيمة ومسؤولية أخالقؤة .والمثل ا إللهية للزواج تظهر في عالقة بين زوج وزوجة واحدة
ليصيرا جسدا واحدا .أيائ بعض النواهي في ناموس موسى ضد السرقة والزنا والقتل
والوثنية لها داللة ال تتفدر بمرور الزمن .ومع ذلك عندما تنظر إلى تعامالت الله مع ا لبشر
الساقطين في العشرق األدنى القديم ،ستجد أن هذه ا لمثل تم تجاهلها وربما تشويهها بشكل
عميق .لذلك كان الله يعمل على استعادة هذه المثل أو التحرك نحوها .
نعلم أن منتجات كثيرة في السوق لها تاريخ صالحية محدد ،واستخدامها لن يدوم إال
لغترة قصيرة .وال يقصد منها أن تدوم وتبقى لغترة طويلة .نفس ا لشيء ينطبق على ناموس
موسى .فلم يقصد منه أن يظل إلى األبد .بل كان يتطلع إلى عهد جديد (إر ٣١؛ حز .)٣٦
هذا ال يعني أن ناموس موسى كان سيائ ولذلك وجب استبداله .كان الناموس صالحا (رو :٧
،)١٢لكنه كان معيارا مؤقائ أقل من المثالي .وكان بحاجة إلى استبداله وا ستكماله.
وبالرغم من أن شريعة سينا ء تهئل جزءا ضروريا من خطة الله المعلنة ،لكنها بم تكن
الكلمة ا ألخيرة لله .كما يؤكد ((إن .تي .رايت)) ،وهو عالم في الدراسات الكتابية :أعطيت
التوراة (ناموس موسى في سيناء) لغترة محددة من الوقت ،ثم ؤضعت جانبا— ليس ألنها
كل نت سيئة ومن ا لجيد إبطا لها ،لكن ألنها كان صا لحة وقد حققت هدفها ) (.هذه رسا لة ا لعهد
ا لجديد في رسالة العبرانيين :الناموس الموسوي القديم وا لغرا ئض والشخصيات األخرى
للعهد القديم مثل موسى ويشوع كانوا يمثلون وظالأل كان يجب أن تفسح ا لطريق إلى
٧٢
1لحقيقة وا الكتما ل .أو كما يقول بولس في غالطية ،٢٤ :٣كأن الناموس ((هعلائ)) إلسرائيل
ليعد ا لطريق إلى المسيح.
بعدما دعا الله كل بنى إسرائيل -ذكرا وأنثى ،صغيرا وكبيرا -ليكونوا أمة كهنوتية لله،
أعطاهم ميثاقا بسيائ للعهد (خر .)١٩ :٢٣ —٢٢ :٢٠وفي أعقاب هذا التشريع ،تمرد
إسرا ئيل ضد ا لله في حا دثة ا لعجل ا لذهبي (خر .)٣٢كما تمرد رؤسا ء ا لكهنة بشكل خا ص
باشتراكهم في عبادة وثنية منحرفة (ال .)١٠ونتيجة لتمرد الشعب على الله ،أعطى لهم شرائع
أشد صرامة (إر ٧؛ وقارن غل .)١٩ :٣في العهد الجديد ،يغترض بولس أن الله كان يتعامل
مع منظومات اجتماعية ناقصة واقل من المثالية وكان يتعامل أيتا مع العصيان البشري:
في أعمال — ٣٠ :١٧كان الله في السابق ((متغاضيا عن أزمنة الجهل)) واآلن ((يأمر ٠
جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا)).
٠في رومية :٣ه — ٢ا آلن أظهر ا لله (( بره)) في ا لمسيح من خالل (( ا لصفح عن ا لخطا يا
السالغة بإمهال الله)).
مثل وجهي ا لعملة الواحدة ،لدينا قساوة قلوب ا لبشر وإمهال ا لله .كان الله يتعامل مع جوانب
عديدة من السقوط البشري وكان يتأقلم وفثا لها (المزيد من ا ألمثلة على هذا فيما يلي).
لذلك فإن تعليق ((كريستوفر هيتشنز)) على الشرائع الموسوية بأننا لسنا ملزمين بأي منها
ألنها جمعت بواسطة وحوش بشرية بربرية وغير مثقفة يوجهنا فعليا في االتجاه الصحيح
إلى مسارين .المسار األول أن الناموس الموسوي كان مؤقثا ،وبإجماله لم يكن عاائ وئلزائ
لكل ا لبشر أو كل ا لثقافات .ا لمسار ا لثاني أن زمن موسى كان بالفعل (( بربريا)) و(( غير مثقف))
من نواح متعددة .ومرر قم فإن تشريعات سينا ء قدمت عددا من االرتقاءات األخالقية من دون
٧٣
إصالح كامل للمنظومات والمسلمات االجتماعية في ا لشرق األدنى -القديم .الله ((يعمل مع))
إسرائيل بينما يبحث عنها .ويتقابل مع شعبه حسب مستواهم بينما يسعى إلى تعريفهم بئثل
أعلى في سياق ا لحيا ة في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم .وكما يصيغ أحد ا لثاب هذا ا ألمر كل لتا لي:
فإن الطريق ا ألفضل البد أن يأتي تدريجيا وتصاعددا .وإال فإنهم سيمارسون حريتهم في
االختيار ويبتعدون عما ال يغهمونه.
في ظل نستمات معينة في ثقافة الشرق ا ألدنى القديم ،لم يفرض الله تشريعا لم يكن
شعب إسرائيل مستعدا له .بل تحرك الله تصاعديا .وكما ورد مرارا وتكرارا في ا لعهد ا لقديم
ويؤيده في ذلك العهد ا لجديد ،فإذ ناموس موسى كان أبعد ما يكون عن المثالية .وألن الله
شخصية عملية ،فإن يهوه (لقب الله في العهد القديم ،ا إلله حافظ العهد) تقابل مع شعبه من
حيث هم ،لكن لم يرد أن يتركهم على حالهم هكذا .لم يحطم الله كل المنظومات االجتماعية
ا لساقطة ا لمعيبة ا لمترسخة في وقت لم تكن إسرا ئيل مستعدة فيه للتعامل مع المثاليات .وعندما
نضع في االعتبار الحياة الواقعية ،سنجد أن الله شرع قوانين قابلة للتطبيق أكثر ،ومع ذلك
وحه شعبه نحو ا الرتقا ء األخالقي .لقد تنازل الله بإعطا ء إسرائيل نقطة انطالق ،موجيا
إيأهم إلى طريق أفضل.
وبينما ننتقل عبر ا ألسفار نالحظ ا رتقا ء أخالقيا ،أو من نوا حي عديدة نالحظ تحرفا نحو
استعادة مثاليا ت األصحاحات ا ألولى لسفر التكوين .في ا لوا قع ،تكشف شرائع إسرائيل
عن ا رتقا ء ا ت أخالقية هائلة تتجاوز نحو ا ألفضل الممارسات ا لتي ا تبعها شعوب آخرين
في منطقة ا لشرق األدنى القديم .كان عمل الله يزيد (( ا لنزعة ا إلنسانية)) لشرا ئع إسرائيل
مقارنة بمنظومات ا لشرق ا ألدنى القديم ،وهذا يعني تقليصا في مستوى القساوة في ظل
حالة أكثر رقيا لخدام (أو عبيد) الدين ر؟،ع/سر٢٦ع؟،خ|> ،حتى لو لم تنته عادات سلبية
معينة بشكل كامل(.
لذا عندما تقرأ في يشوع ٢٧ -٢٢ : ١٠عن أن يشوع قتل خمسة ملوك كنعانيين وعتق
جثثهم على األشجار طوال اليوم ،ليس علينا أن نفسر أو نبرر مثل هذه الممارسة .مثل هذه
التصرفات تعكس حالة أخالقية أكثر تدنيا .ومع ذلك فهذه ا لنوعية من ا لنصوص تذكرنا
بأن الله خالل تكسف مقاصده ،يقدر أن يستخدم أبطاال مثل يشوع في سياق ظروفهم
الخاصة ،ويفعل مقاصده ا لخالصية رغائ عنهم .وكما سنرى الحعا فإن قصص ا لحرب في
يشوع هي أقل وحشية مقارنة بالبربرية ا لتي كانت سائدة في روايات أخرى عن ثقافة
ا لشرق ا ألدنى القديم.
وبالتالى بدال من ا لنظر إلى الكتاب المقدس من منظور نقدى ينتمى لمرحلة ما بعد ا لتنوير
(كما سنرى الحائ أن حركة التنوير ذاتها مبنية على التأثير المسيحى على الثقافة الغربية)،
٧٤
نستطيع أن نالحظ أن األسفار ذاتها تعترف بتدني بعض المعايير ا ألخالقية في ا لعهد القديم.
ومع ذلك يقذم ا لعهد العديم لبني إسرائيل موارد متعددة ليرشدهم فيما يتعلق بما هو مثالي
من الناحية ا ألخالقية .أعطيت التشريعات ا إللهدة لثقافة أقل نضوحا تشبعت بموا قف أخالقية
متدنية وممارسات شريرة كانت سائدة في مجتمع ا لشرق األدنى القديم.
الحظ أيغدا أن أنماط وهلقوس العبادة الشائعة في الشرق األدنى ا لقديم من ذبائح
وكهنوت وجبال وأماكن مقدسة وأعياد وحلقوس للتطهير وختان -قد وردت في ناموس
موسى .على سبيل المثال ،نجد في شريعة ا لحثيين أن اإلنسان يستبدل بخروف ) (.والله في
تدبيره ونلف رمورا معينة وطقوسا مألوفة إلسرائيل وأدخلها بمعنى جديد وداللة جديدة في
ضوء أعماله ا لخالصدة في ا لتاريخ وفي ظل عالقة ا لعهد مع بني إسرا ئيل )(.هذا االفتداء
للطقوس واألنماط ا لقديمة ودمجها فى قصة إسرائيل يعكس اشتياقات إنسانية مشتركة
للتواصل مع ما هو ((مقدس)) و(( متسام)) أو إليجاد ا لنعمة والغفران .فى االفتداء التاريخي
إلسرائيل والحقا بمجيء المسيح ،حمل) الله ،تحققت هذه ا لنوعية من ا لطقوس وا لرمو
تاريخيا ووضعت في نصابها الصحيح.
وبدال من تلميع بعض التوجهات والممارسات األخالقية المتدنية التي نجدها في العهد
القديم ،يجب أن نعترف بها .بمقدورنا أن نشير إلى أنها تعجز عن الوصول إلى مثاليات
تكوين ،٢-١ونؤكد مع منتقدينا أننا لسنا مضطرين للدفاع عن تطبيق هذه الممارسات في
كل المجتمعات .كما يمكننا أن نبئن أن أدا من الممارسات المختلف عليها التي نجدها في
العهد القديم ينتقدها العهد القديم ذاته) (.
ربما يسأل بعض ا ألشخاص :هل هذا نوع من ا ألفكار التي تنتمي لمذهب ا لنسبية— بمعنى
أن بعض الشرائع كانت صحيحة إلسرائيل في ا لعهد القديم لكن اآلن يوجد معيار آخر
صحيح بالنسبة لنا؟ ال على ا إلطالق! ضع في اعتبارك ا ألفكار التالية التي تعرضنا لها:
٧٥
٠ظهرت وبوضوح من البداية المثل اإللهية العليا بشأن مساواة البشر وكرامتهم وكذلك
النموذج 1ألول عن الزواج في رواية الخلق (تك ١و٠)٢
٠بينما يظهر الشرق األدنى القديم ا نحرا ائ عن هذه المثل في منظومات اجتماعية
ساقطة وقساوة في قلوب البشر.
٠أعطيت خطوات تصاعدية تدريجية إلسرائيل في العهد القديم ،هذه الخطوات تسمح
ببعض النقائص األخالقية لكنها تشجع إسرائيل على التقدم والسعي إلى األفضل.
وبالتالي ال يعزز العهد القديم فكرة النسبية األخالقية— أوفكرة أن بعض التصرفات كانت
صحيحة في ا لعهد ا لقديم لكنها غير صحيحة في ا لعهد الجديد .بل إذ المثل ا إللهية كانت
واضحة عند الخلق ،لكن الله كدف نفسه على قساوة قلوب ا لبشر والمنظومات االجتماعية
الساقطة .نصف رغيف أفضل من ال شيء -وهذا شيء نسلم به في سجال ا لعملية السياسية
في الغرب .بكلمات أخرى ،إن فكرة إمكانية التقدم نحو المثاليات ،حتى إذا لم تقدر على
ا لوصول إلى ذلك دفعة واحدة ،هي فكرة أبعد ما تكون عن النسبية .وإنما ال تزال عينك
لمثبتة على المثاليات ،وتتحرك بشكل تصاعدي نحوها ،لكن األمور العملية في الحياة ((ا لوا قع
الملموس)) يجعل من الصعب تنفيذ هذه المثاليات دفعة واحدة .هكذا كانت شرائع سينا ء
تتحرك في االتجاه الصحيح حتى إذا بقيت بعض العراقيل واالنتكاسات.
وبينما نتقدم عبر ا ألسفار المقدسة ،نرى بوضوح أكثر كيف تم التأكيد على أن النساء
وا لعبيد هم بشر كاملون لهم كرامتهم وقيمتهم .دعنا نتطرق إلى مسالة العبيد على
المثال؛( )١
٠الثقافة ا ألصلية للشرق األدنى القديم :كانت المعاملة العامة للعبيد تتميز بقدر كبير من
الوحشية واإلهانة ،وكان العبيد تحت رحمة أسيادهم .أصا العبيد الغارون فكان يجب
أن يعودوا إلى أسيادهم تحت تهديد الموت.
٠ارتقاء العهد القديم على ثقافة الشرق األدنى القديم :برغم أزرا لشرائع المتعددة للعبيد
أو الخدام ال يزال بها إشكاليات ،فإن العهد القديم يقدم تركا افتدائيا نحو مجموعة
من المبادئ المطلقة .هذا التحرك يظهر في وجود عقوبات محدودة مقارنة بثقافة
ا لشرق ا ألدنى ا لقديم ،ووجود نظرة أكثر إنسانية نحو ا لعبيد وا لخدام ،وا لعبيد ا ألجانب
الغارون كأن لهم ملجًا أو مالذ في إسرائيل.
• ارتقاء العهد الجديد على العهد القديم :العبيد (في اإلمبراطورية الرومانية) تم
إدماجهم في جسد ا لمسيح بدون تمييز عن أسيادهم (غل .)٢٨ :٣وكان على ا ألسياد
أن يظهروا اهتماائ بعبيدهم .وكان العبيد يشجعون على الحصول على حريتهم (١كو
.)٢٢—٢٠ :٧الحظ أنه برغم أن اإلمبراطورية الرومانية جعلت للعبودية شكال قانونيا
٧٦
ومؤسساتيا— في مقابل خدمة ئلزمة يعقد في ا لعهد ا لقديم ومعاملة إنسانية .لذلك
فإن كتبة العهد ا لجديد كأن عليهم أن يتعاملوا مع أوضاع جديدة في اإلمبراطورية
الرومانية ،هذه ا ألوضا ع كانت تمثل انتكاسة أخالقية كبيرة.
٠الوضع ا ألمثل :هذا يتضمن اإلدراك الحقيقي لمثاليا ت قصة ا لخلق في تكوين :١
٢٦و ،٢٧وا لتي فيها يعيش حاملو ا لصورة ا إللهية مائ ،ويعملون مائ في تناغم،
ويتلقون معاملة منصفة وكريمة ،وينظر إليهم كأشخاص كاملين ومتساوين .وفي
المسيح استعيدت اإلنسانية األصيلة ،في آدم الثاني واإلنسان الجديد.
وبينما يعمل هذا ا لتحرك ا الفتدائي (االصطالحي) لصالح النساء والخدام أو العبيد في
الكتاب المقدس ،ليس بمقدورنا أن نقول نفس ا لشى ء عن المثلية الجنسية .فهذا ا لسلوك يظهر
كسلوك سلبي طوال الوقت -ألده يمعل رفتا وتحوكًا عن خطة الله للخليقة .وبالرغم أنني
سأتطرق بتفاصيل أكثر عن موضوع ا لجنسية المثلية ،دعنا اآلن نتعرض باختصار لهذا
الموضوع في إطار حديثنا عن التحرك ا الفتدا ئي .الكتاب المقدس بدالد من إعالن بعض التقدم
فى المواقف المتعلقة بالجنسية المثلية ،نجده من البداية للنهاية سلبيا فى تقييمه لهذا ا لسلوك
بدون استثناءات .السلوك المثلي ،بالرغم من انتشاره في الشرق األدنى ا لقديم والعالم
الرومانى واليونانى ،كان ببساطة غرييا عن األخالقيات اليهودية المسيحية (.
تذكر ان أفعال المثليين —وليس ميولهم أو نوازعهم— هي التي أدينت في الكتاب المقدس
باعتبارها أعمابًا غير أخالقية .ال يوجد تحرك افتدائي لالرتقا ء بالجنسية المثلية إلى حالة أكثر
قبوًا من ا لناحية ا ألخالقية ،بل رفائ في كل ا الحوا ل.
البعض يدعون أن النواهي الخاصة بالمثلية ا لجنسية كانت ((مالئمه لثقافتها)) أو ببساطة
((على نفس المستوى)) مع الشرائع الخاصة بالملبس أو المأكل التي أعطيت لبني إسرائيل
لتمييزهم عن جيرا نهم الوثنيين .هذا رأي متسرع للغاية! في وا قع األمر ناموس موسى
يحرم أيتا الزنا وممارسة ا لجنس مع الحيوانات والقتل والسرقة .ومن المؤكد أن هذه ا ألمور
تتجاوز التدابير المؤقتة لتحريم أكل الجمبري أو الخنزير.
كيف يظهر إذا هذا التحرك االفتدائي في الكتاب المقدس؟ كمثال توضيحي تأمل االرتقاء
من سما ح موسى بإعطا ء كتاب (شهادة) طالق في تثنية ٤ —١ :٢٤إلى حديث ا لمسيح عن
هذا الموضوع في متى .١٩اعترف يسوع بالسماح —وليس ا ألمر -بالطالق في تثنية ٢٤
بسبب قساوة قلوب البشر .ومع ذلك لم يركن يسوع عند هذا ا لئص في ا لعهد ا لقديم ولم
يصر على تغسيره بطريقة متحجرة كما فعل خصومه من القادة الدينيين .لكنه راعى المكون
ا الفتدائي لهذا التشريع .كان الفرض من كتاب الطالق هو حماية الزوجة ،إذ كان على المرأة
المطلقة الضعيفة أن تتزوج ثانية هربا من الفقر والعار باالحتماء في كنف زوج .هذه الشريعة
٧٧
حسسى أخذت في االعتبار مصلحة الزوجة حتى ال تطلق ثم ترجع ثانية ثم نطرد مرة أخرى
هوى زوجها السابق.
كثير من القادة الدينيين في زمن يسوع كأن لديهم تفسير فضفاض لهذا الغص ،وهو ما
جعل من الصعب عليهم أن يروا أن موسى هنا ال يوصي بوصية لمطلقة .لم يستطيعوا ان
يروا ما وراء حرفية الناموس ليصلوا إلى روح الدمر .هذا التناقض في ا لتفسيرا ت يشبه ما
ورد فى مرقس ٢٨-٢٣:٢؛إذ نظر يسوع إلى روح شريعة السبت ،وقا ل لناقديه إن ((السعن
ائما جعن آلئل الئشاى ،أل االيسان ألئل السبب)) (ع .)٢٧
أشار يسوع في تعاليمه إلى أن قساوة ا لبشر كانت ا لسبب وراء مثل هذا ا لتشريع
الخاص بالطالق (مت.)٨:١٩في النهاية الله يكره الطالق (مال ،)١٦ :٢ألن الطالق بالتأكيد
ليس الوضع المثالي .وإنما يرغب الله أن يرتبط الزوج بزوجته في التزام وحب يدومان مدى
الحياة (تك .)٢٤ :٢ومع ذلك فإن القادة الدينيين ،في أيام المسيح تعاملوا مع ا لعهد القديم
بطريقة حرفية متزمتة وهو ما جعلهم يففلون المغزى الكامن وراء هذا التشريع.
خالل كتابنا هذا سنكرر هذه الرسالة :لم يكن ا لعهد مع إسرائيل في ا لعهد ا لقديم مثاليا
وعاائ ولم يقصد له أبدا أن يكون هكذا .بل إن العهد الموسوي كان ينتظر عهدا أفضل .وين
ثم عندما يصر ((سام هاريس)) على أن ا لمؤمنين ا لملتزمين بالكتاب المقدس يجب أن يرجموا
أبناءهم عندما يأمنون بأفكار هرطوقية ،فهو في ا لوا قع يتكلم عن األزمنة الغابرة! وبينما
ننتقل من العهد القديم إلى العهد الجديد ،من أمة إسرائيل إلى الكنيسة (إسرائيل الجديد
متعدد العرقيات) نرى تحوال من عهد مخصص ألمة —بقوانينها المدنية ومنظومتها القضائية—
إلى ترتيب جديد لشعب الله المنتشر في كل العالم ويحملون جنسية سماوية.
على سبيل المثال ،في العهد القديم كانت عقوبة الزنا هي الموت .ومع ذلك عندما نأتي
إلى العهد الجديد ،فإن شعب الله —لم يعودوا كيادا مدنيا قوميا— وعليهم أن يتعاملوا بشكل
مختلف مع الزنا .فالشخص المدعو مسيحيا والذي يرفض ان يتوقف عن سلوك الزنا ،بعد
تحذير مالئم واهتمام ومحبة ،يؤدب بطرده من جماعة المؤمنين (على رجا ء أن يكون هذا
مؤنثا— ١كو ه —١ :ه) .بمقدور الشخص المسيحي أن يوافق على أنه بالرغم من تساهل
ا لدولة قانونيا مع ا لزنا (في بالدنا ال يسجن الناس بسبب ا لزنا) ،فال يصح أن تتساهل معه
الكنيسة .ا لهدف من كل هذا التأدبب (المؤقت) بالطرد هو استعادته إلى حياة ا لشركة— أي
ا(لفى دحلحى الروح)) (١كو ه :ه).
وبالتالي عندما ننظر إلى ا لكثير من الشرائع الموسوية البد أن ئظهر تقديرا لها في
سياقها التاريخي ،كتدبير مؤقت ورحيم من الله .في نفس الوقت يجدر بنا ان نبحث عن
ا لروح وا لتحرك المستترين عبر الصورة الكاملة لتاريخ الخالص.
٧٨
تاريخ إسرائيل :مراحل مختلفة ومتطلبات مختلفة
تتضمن قصة إسرائيل عددا ض المراحل أو السباقات.
بالنظر إلى هذه السياقات المختلفة تأتي متطلبات أخالقية مختلفة .كل حالة جديدة
تستدعي استحابات أخالقية أو التزامات مختلفة تتالءم مع كل حالة على حدة .ومع ذلك
ال تفهمني خطأ .ال أدافع هنا عن جرة أن األخالقيات تختلف حسب المواقف -بمعنى أنه
في بعض المواقف يصبح الزنا خطأ ،وفي مواقف أخرى قد يصبح الزنا ((الشيء المحبب
والمرغوب فيه)).
لكن العهد ا لقديم يمدنا بمبادئ أخالقية ثابتة ودائمة في كل مرحلة من هذه المراحل .فمثأل
خالل مرحلة ا آلبا ء المرتحلين ،نجد مبادئ ثابتة عن االلتزام بالمحبة واالهتمام المتبادل .كذلك
أهمية المصالحة للتغنب على الخالفات .أمن اآلباء األولون بإله يصنع العهد .وهذا ا إلله كان
يطالبهم بثقة كاملة منهم بينما كان يقودهم خالل ظروف عصيبة غيرمتوقعة .وخالل مرحلة
النظام الثيوقراطي ،كان من المبادئ الثابتة ضرورة االعتراف بغ ن كل البركات والرخاء تأتى
من يد الله؛ وإنها ليست حقا مكتسيا بل عطية من النعمة .وأن االستجابة الصحيحة هي
االمتنان والعيش في حياة مقدسة بما يتفق مع دعوة إسرائيل.
مرة ثانية ما نؤكد عليه هو شيء أبعد ما يكون عن ا لنسبية ا ألخالقية .كل ما في ا ألمر أن
هذه التغيرات التاريخية يصاحبها بالتوازي تحديات أخالقية مختلفة .على سبيل المثال خالل
حقبة اآلباء األولين لم يكن إلبرا هيم وا آلبا ء ا آلخرين سوى مشاركات سياسية استثنائية أو
عرضية .وحتى عندما كان على إبراهيم أن ينقن لوط بعد إحدى الغارات (تك ،)١٤رفض أن
يتكشب من المتبرعين السياسيين .ولكن في ظل را بطة ا لعهد كان ((يهوه)) هو الحامي وا لمعيل
لآليا ء األولين.
بعد ذلك كان على إسرائيل أن ينتظر ٤٣ ٠عاائ ويمر بغترة عبودية في مصر حتى
يمتلئ كأس األموريين بالشر إلى درجة االنفجار (تك .)١٦ :١٥المؤكد أن الله لم يتععل
في القضا ء على الكنعانيين! خئص الله إسرائيل من العبودية ،وأعطاهم مكادا ليعيشوا فيه،
٧٩
ويشكلوا كيانهم ا لسديا سي كأمة تصنع التاريخ .تشكل وقتها نظاائ ثيوقراطدا بكل ما يلزمه
من ترتيبات دينية واجتماعية وسياسية.
ولكي يستحوذوا على أرض ليعيشوا فيها في نظام ثيوقراطي وفي النهاية يمهدوا الطريق
لمجيء المسدل الغادي ،تضمن هذا إجرا ء الحرب (كشكل من أشكال دينونة ا لخطية المكتملة).
استخدم الله بني إسرائيل لتحييد التحصينات العسكرية لكنعان وطرد شعبها الذين كانوا قد
فسدوا أخالقيا وروحيا— فسادا يتعذر إصالحه .كانت شعوب كنعان قد تجاوزت أئ أمل فى
ا إلصالح ا ألخالقي ،برغم أن ا لله لم يتخز عن كل نن أقروا بعدالة الله وقدرته في تخنيص
إسرا ئيل من مصر (مثل را حاب وعائلتها ) .هذا ا لتوطين فى ا ألرض يمثل حاله مختلفة تما ائ
عن مرحلة اآلباء المرتحلين ،وكانت تحتاج إلى استجابة مختلفة.
فيما بعد عندما سبي عدد كبير من شعب الله في بابل ،طلب منهم أن يتعاملوا مع
هذا الموقف بشكل مختلب عن مرحلة الثيوقراطية السابقة .كان عليهم أن يزرعوا بساتين
ويستقروا ،وينجبوا أطفاال ويصلوا من أجل رخا ء بابل -نفس ا لعدو الذى هحرهم وحملهم
إلى السبي (إر .)٧ -٤ :٢٩لم تكن التزامات إسرائيل وعالقتها باألمم ثل بئة أو على نفس
المنوال طوال الوقت.
يجب أن نسال السؤال التالي بحرص :ما نوعية القدوة التي يقدمونها :قدوة أخالقية
راقية ،أم قدوة شريرة وغير أخالقية ،أم بين بين؟ تشير رسا لة كورنثوس ا ألولى ١ ٠إلى أبنا ء
إسرائيل الجاحدين والعصا ة المملوئين من الخيانة والعناد .وفي النهاية يقدمون نماذج
سلبية واضحة يجب أن نتجنب محاكاتهم .يجب أن نرفض فكرة أنه (طالما ورد الشيء في
الكتاب المقدس ،فهو مقبول ومصدق عليه ض الله .
٨٠
لنأخذ الملك داود على سبيل المثال ،فهو يشبه إلى حد كبير إحدى شخصيات التراجيديات
اليونانية .فقد كان بحأل له أخطا ء قاتلة ،ولديه مزيج من العيوب وا لمميزا ت .داود يشبهك
ويشبهني بشكل كبير .وهو مثال واضح الرتفاعات وانخفاضات النجاح واإلخفاق األخالقي.
يصف ((حون بارتون)) ،المتخصص في دراسات العهد القديم ،األمر كالتالي :إذ قصة داود
تتعامل مع غضب اإلنسان ،والشهوة ،والطموح ،وعدم ا لوفا ء بدون ا لتعليق بوضوح على هذه
ا ألمور وإنما بإخبار قصتها بطريقة تجبر القارئ على التطلع إليها وجائ لوجه وإدراك هدى
تقاربه مع هذه الشخصيات التي تمثلت فيهم هذه األمود.
كتبة 1ألسفار يلمحون كثيرا إلى سلبيات شخصيات مهمة مثل جدعون وسليمان ألنهما
اتسما بقيادة معيبة وتنازالت روحية ) (.وبالدراسة المتفحصة ،نجد أن الحالة البطولية التي
نسبت إلبرا هيم أو موسى أو داود في العهد القديم (وتكررت في العهد الجديد) ال ترجع إلى
كمالهم األخالقي وإنما في إخالصهم الكامل لقضية يهوه وثقتهم المتينة في وعود الله بدال
من االنزالق في وثنية الكثيرين من معاصريهم.
أيتا ا لكثير من تشريعات إسرائيل هي أحكام قضائية .بمعنى ما هي القواعد التي يجب
تطبيقها إذا ظهر سيناريو أو حدثت حادثة ما ؟ يثل هذه ا لسيناريوهات ليست بالضرورة محل
تأييد أو تقدير كشيء صالح أو مثالي .على سبيل المثال ،إذا سرق شخص مقتنيات شخص
آخر ،أو إذا أراد احد أن يطلق ،فى هذه الحالة تتخن إجراءات معينة فى مثل هذه المواقف
المتدنية .ا لسرقة ليست شيدا جيدا ،وال الطالق أيصا !
بخالف المواثيق القانونية المختصرة في الشرق األدنى القديم ،يحاط ناموس موسى
بقصص مطولة لتوضيح ا لحيا ة األخالقية إلسرائيل .وسوا ء من خالل اإلخفاق أو النجاح ،أو
حالة متوسطة بينهما ،تكتسب ا لشخصيات وا ألحدا ث ا لكتا بية لحائ وعظاائ لتجسد وصايا
اخالقية معينة.
نعم ،مقدمة وخاتمة شريعة ((حمورابي)) مليئة با الرتقا ء الذاتي وا لوعود األخالقية ،لكنها
خيالية وال تنتمي إلى التاريخ .في ا لوا قع عندما نقارن العهد القديم بالرؤى ا لكونية األخرى
في الشرق ا ألدنى القديم -بما في ذلك البدايات وا لتاريخ والعهد وا ألخالقيات والالهوت -فإن
أي تشابهات سطحية ستختفي على الغور .وكما زعم ((حون أنولد)) مؤخرا أن العهد القديم
يقدم منظورا دينيا فريدا لدرجة تعزله عن نظائره في الشرق ا ألدنى القديم(.
وفي مالحظة أخرى ،يدعي حمورابي أنه يتحدث نيابة عن ا إلله ((شماش)) .بينما يدعي
الحيثوئن أن إله الشمس هو لمن وضع شرائع األرض .على الجانب اآلخر لم يكن موسى
المشرع نيابه عن الله ،وإنما يصور الناموس شخص الله متفاعال ويتحدث بضمير المتكلم(:
((إذ أسان إنيه (اليتيم واألرملة) قادي إذ صرح إنى أسمع ضراحة ،قيحمى غشيي وأظكلم
٨١
يا لشئف ،فحصين نساوكلم أزاول ،وأوالدكلم ندامى)) (خر ٢٣ :٢٢و .)٢٤ومرة أخرى ((ال
تفحسوا األرض الدي أدتم مقيمون قيها الدي ائل ساين بي وسطها)) (عد .)٣٤ :٣٥أصبح
عمل الله التاريخى قى تحرير شعب إسرائيل المستعبد من مصر نموذجا للطريقة التى يجب
أن يعيش بها هذا الشعب ،وحلريقة تعامله مثارًا مع ا لغربا ء والمعوزين في وسطهم.
هل هذا يعني أن ا لبشر ال يستطيعون استخدام قدرتهم على ا لتمييز في ابتكار شرائع
جديدة؟ ال على اإلطالق! اتبع موسى نصيحة يثرون حميه في ابتكار نظام قضائي حتى ال
تتراكم عليه أعبا ء العمل (خر .)١٨كذلك اقام داود قل نودا يقتضي إعطا ء نصيب عادل لمن
حاربوا ولمن كانوا يحرسون األمتعة (١صم .)٢٥ -٢٢ :٣٠
بالطبع يجب أن نتذكر أنه ال يكفي أن يدعي النص الكتابي المصداقية التاريخية والدور
اإللهي ،ألن هذا لن يثبت أي شيء .ولكن كما يزعم عالم المصريات ((كينيث كيتشن)) وآخرون،
أنه بمرو ا لزمن ،فإن ا الدعا ء ا ت ا لتاريخية للعهد ا لقديم ا لتي كان مشكوكا فيها -سوا ء ثمن
العبيد في الشرق األدنى القديم ،أو وجود الحمال في قائمة المواشي خالل زمن إبراهيم ،أو
لملك داود ،أو مناجم سليمان ،أو صناعة التعدين عند الفلسطينيين ،أو حتى وجود الحثيين-
يصور ا لعهد القديم إلها اتضح فيما بعد صحة وجودها في تاريخ الشرق ا ألدنى القديم(.
مهتائ بما يكفي ليتدخل ويعمل في التاريخ ،وأن هذه األحداث والتدخالت الفعلية هي لتشكيل
وإلهام شخصية شعب الله وتصرفاته.
هذه بعض األمور الهامة التي ستساعدنا بينما نتعامل مع شريعة موسى -وهي عطية
رائعة اعطيت بشكل مؤقت لشعب إسرائيل ،وكانت تجسر ا لهوة بين المثل ا إللهية وواقع ا لحيا ة
في الشرق ا ألدنى ا لقديم وقساوة قلوب البشر .بعض شرا ئع ا لعهد ا لقديم القاسية وا لمزعجة
والتي قد تبدو ا عتباطية -بالرغم من أنها متدنية ،وأقل من الوضع ا ألخالقي المثالي ،تمحل في
كثير من األحيان ارتقاء عما نراه في بقية الشرق ا ألدنى القديم .كان على الله أن يرضى
بأقل من ا ألمثل من شعب إسرائيل .وفي نفس ا لوقت كان ال يزا ل يرغب في ارتقاء أخالقي
وطاعة روحية ،بالرغم من المنظومات ا الجتماعية الساقطة والعصيان البشري.
كثير من ا ألمور في ا لعهد ا لقديم تذكرنا بوضوح بنعمة الله الغائضة بالرغم من خطية
اإلنسان والمنظومات االجتماعية المتضررة بالسقوط .نحن نرى باستمرار عمل الله في وض
خالل بشر ساقطين -بالرغم من عدم كفاءتهم! -لتتحقق مقاصد مشيئته العليا.
٨٢
لمزيد من االطالع:
11 111 00)118؟18 £٧11أ 111د8٤ج 01)1 7ح٨1ا 1.الج؟ 311,إل0ع ٠ 00)118 000)1:
8ل10^111§ 111 00)1أ 30ودل 0٣أ)1118ةغ 0زأل هع)ذهج 0,أ(08[3011811أ011)11
, 2009.الأ٢81ة٣٧حأ 111كآل ,ج1*8 01*0٧ج. ]<0١٧11ج1ة0 0٢سا )111111س
٨٣
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
٠ناقش كالم ((سي .إس .لويس)) عن التفاخر ا لمبني على ا لترتيب الزمني .لماذا يعتبر هذا
مهائ في النقاش عن نصوص العهد القديم الغريبة ؟
٠ماذا نعنى بأن ناموس موسى أدنى وذات طبيعة مرحلية مؤقتة؟ كيف يساعدنا هذا على
فهم افشل لدر شريعة موسى في تفكيرنا اليوم؟
٠ما هي المثاليات التي يرسخها الله في تكوين ١و( ٢عند الخليقة) ،والتي تعمل كمرجعية
بينما نتعرض للقضايا األخالقية في العهد القديم؟
٠هل ين النافع أن نفكر في شرائع إسرائيل كخطوات تصاعدية تدريجية واقعية نحو
الوضع المثالي؟ ولماذا؟
٠كيف يقدم متى ( ٨:١٩الناموس والقلوب القاسية للبشر) نظرة ناقبة تتعلق بالتشريعات
ا ألقل من المثالية في ناموس موسى؟
ماذا نعني باشكالية ما هو كائن وما يجب أن يكون ؟ وما أهمية أن نميز بين ما هو
قائم بالفعل وما يجدر أن يحدث بينما نقرأ في العهد القديم؟
٨٤
ماذاعن الغرابة الشديدة لتعاليم ج
الكتاب المقذس؟ أ
٨٥
أئل بالنسبة للمجتمع اإلسرائيلي ،فتكشف الدراسات ا لسيسيولوجية أنه منذ وقت مبكر
ا تسمت هوية إسرائيل بالقبائل والعشائر ،والعائالت (الممتدة) .باختصار ،كان إلسرا ئيل بنا ء
قبلي وعصبي .وقد تشكلت الجوانب االقتصادية والقضائية وا لدينية وحتى ا لعسكرية حول
هذا ا لتكوين ا الجتماعي .في المقابل كان لشعوب كنعان نظام إقطاعي له نخبة نات نفوذ في
مرتبة علبا بينما كان الفالحون ا لبسطا ء في مرتبة دنيا.
بالنسبة لألرخر ،ا لكثير من العائالت ا لكبيرة كانوا يملكون ا ألرخر ،وكان لهذه العائالت
قدر من ا لحرية االجتماعية .كان مجتمع إسرائيل وبال مركزية اجتماعية وبال بناء هرمي
حتى زمن سليمان وما بعده .في المقابل كان ملوك كنعان يملكون كل األرض .وكائًن على
الفالحين أن يعملوا في ا ألرض كمستئجرين ودافعي ضرائب ) (.مرة أخرى لدينا تحسينات
وا رتقا ء ات هائلة فى شريعة بنى إسرائيل فى مقابل شعوب كنعان.
في سينا ء ،ربط الخالق نفسه بإسرائيل في عهد حب ،أي ناموس موسى ،الذي يمتد من
خروج ٢ ٠إلى عدد ،١ ٠وتم تلخيصه في سفر التثنية (تثنية ا الشترا ع) للجيل الثاني من
بني إسرائيل ا لذين كانوا على وشك الدخول إلى كنعان .وكان متضمدا في هذا ا لعهد شرائع
العهد القديم التي تبدو غريبة وا عتباطية .كان الملحد ((برتراند راسل)) تحدر في الوصية التي
تنحر على عدم طبخ لجدي بلين أمه (خر ١٩ :٢٣؛ ٢٦ :٣٤؛ تث .)٢١ :١٤وا دعى أن هذا
ا لطلب يبدو اعتباطعا على أذهاننا ،ألن جذوره ترجع إلى طقس قديم ) (.ونحن مثل ((راسل))
عندما نقرأ وصايا متعلقة بشرا ئع عن الملبس ،وعن الزرع ،وعن األكل ،وشعائر تمنع ا لوشم
أو تهذيب أطراف اللحية ،وبما نسال أنفسنا :لماذا بحق السماء ..ما الفائدة من هذا؟
وبصرف ا لنظر عن ا لقصد منها ألمة إسرائيل في ا لعهد القديم ،ما الجدوى منها اليوم؟
هل لها أية صلة بنا اآلن؟ برغم أن المسيحيين ليسوا تحت العهد الموسوي بل ((نحت الئئتة))
(رو ،)١٤ :٦ما ا لعالقة بين موسى وبيننا ..نحن ا لذين نعيش في حقبة ا لعهد ا لجديد ا لتي
أسسها المسيح؟
ضع في ا العتبار هذه العبارة التي تستحق كل قبول :شريعة موسى ليست أبدية وليست
عصيه على التغيير .بالرغم من افتراءات الملحدين الحدد ،فإذ حكما ء وأنبيا ء العهد القديم
انفسهم أعلنوا أن ناموس موسى قصد له أن يكون مؤنفا .نعم ،نحن نرى الله يقول أشياء
مثل(( :الص نزيدوا عتى ا لكلمذم الدي اثا أوصيكلم يؤ وال تثعصوا منه)) (تث ،)٢ :٤لكن هذا في
كما نرى تعديالت سياق العبادة الخالية من ا لصور والتماثيل المنحوتة ح
(تث .)١٨—١٥ :٤
داخل الناموس نفسه ،مثل طلب بنات صلفحاد تشريعا لمعدال لمعالجة مسألة خاصة تتعلق
بميرا ثهن (عد .)١١ -١ :٢٧فضال عن ذلك ،كان قديسو العهد ا لقديم ينتظرون عهدا جديدا
.إر ٣١؛ حز .)٣٦وبداخل الناموس ذاته ،أخبرنا بأنه سيأتي وقت سيخين فيه الله قلوب
٨٦
شعبه (تث .)٦ —١ :٣٠لذا دعنا أال نظن أننا نتحدث هنا عن تطبيق كامل لكل شرائع ا لعهد
القديم في زمن ما بعد ا لعهد القديم.
ناموس موسى ليس مجرد شريعة قديمة مستقلة بذاتها ،بل هو متغرد في أنه صتشابك
فى قصة تاريخية ديناميكية لعمل الله صانع ا لعهد مع شعب إسرائيل منذ بداياته(( :أنا الرت
إلبن اندي ًاحزجك ين ًاذض ينز ين بيت انئبودية .ال يكذ نذ آلهة أحزى ًانايي)) (خر :٢ ٠
٢و ٠)٣عمل الله ا لسخي في ا لخالحر —مع تفاعله مع ا لبشر في التاريخ— يوفر السياق الذي
أعطى الله فيه الناموس لموسى .في واقع األمر ،األحداث الواردة في قصة إسرائيل كثيرا
ما توضح وتشرح األمور الواردة في ناموس موسى.
وبالتالي سنسيء فهم ا ألمور الموسوية إذا تخيلنا أن شرائع إسرائيل تضمنت فقط تناول
أطعمة شرعية ،والتزام بالطهارة الطقسية باالبتعاد عن ا لجثث المينة ،والذهاب إلى مغتش
الصحة —أي الكاهن— لفحص األمراض الجلدية والجرب والغطريات المنزلية .لقد أراد الله
إلسرائيل أن يحبه ويتعلق به (تث :٦ه؛ ،)٢٠ :١٠وهو ما ال يمكن اقتصاره على حفظ
الشرائع! أيائ أعمال الله في التاريخ شكلت فوئية شعبه كأمة عهد مع الله .وا لخالهى من
مصر بدوره قصد به تشكيل الحافز الداخلي لألمة انطالقا من ا لشعور باالمتنان لله .على
سبيل المثال ،ألن الله أنقن شعبه بنعمته من مصر ،كان على إسرائيل أن يتذكر أن يعامل
الغرباء والمحرومين في وسطهم بتعاطف وشفقة .لم يكن مسموحا لهم أن ينسوا أنهم كانوا
عبيدا فى أرض غريبة (ال ٥٥ ،٤٢ ،٣٨ :٢٥؛ تث .)١٥ :١٥
تقابلنا مع آبا ء وأمهات كثيرين قالوا إن أطفا لهم ال يمكن أن يخطوئا .ستجد من المحبط
أن تحاول تدريب هؤالء األطفال في رياضة معينة أو تدرس لهم في غرفة الدراسة .بعض
النقاد يوجهون نفس ا لتهمة ضد ا لله— بمعنى انه يعامل إسرائيل بمحاباة وتحيز أعمى .ا ألمر
ليس كذلك! في ا لوا قع ،توعد الله بني إسرائيل بأنهم سيتعرضون —وقد حدث بالفعل— لنفس
٨٧
ا لدينونات ا لتي جلبها ا لله على 1ألمم الغاسدة أخالقيا من حولهم (تث ٦٨—١٥ :٢٨؛ يش : ٢٣
.)١٦—١٤وكان الله يذكر إسرائيل مرارا وتكرارا أنه ليس من أجل برهم بل من أجل نعمة
الله أعطاهم هذه المكانة المختارة (تث ٤ :٩وه) .في المقابل كان عليهم أن يعاملوا ا لفقرا ء
وا لضعفا ء بشفقة ،وأن يكونوا بركة لألمم المحيطة بهم.
هذه الصورة تعدر عما يدعوه أحد الدارسين :فضيلة االمتنان للنعمة :هذا ما فعله الله
ألجلك .لهذا بدافع ا المتنان ينبغي عليك أن تفعل نفس الشيء ألجل اآلخرين ) ( .كانت النعمة
هي السياق المحيط بالناموس .ووصية ال يكن لك آلهة أخرى (مع الوصايا التسعة االخرى)
مع ~ نه
كأن يسبقها تذكرة بأن الله خلص إسرائيل من العبودية (خر .)٢ :٢٠وعندما يكون شعب
إسرائيل هو شعب الله المختار فهذا يعني التزامه بأن يعيش بحكمة ولياقة أمام ا ألمم ا ألخرى
(تث٦:٤و.)٧
رفض بعض الفالسفة الملحدين فكرة وجود ((شعب مختار))— ألنهم اعتبروا هذا أمرا غير
أخالقي في حد نا ته .تسا ء لت (( لويز أنتوني)) :ما هو ا لجزء ا لذي ال تفهمه في فكرة (( الشعب
المختار))؟ فى ا لوا قع لم تفهم لويز األمر كله! لم يتوعد الله فقط إسرائيل بنفس ا لدينونا ت
ا لتى جلبها على ا ألمم ا ألخرى ،لكنه ذكل إسرائيل باذه يعمإل في امم العالم ا ألخرى أيائ:
((أنتئلم يي قيني الكوبؤين يا يبي إسرايين ،يقول الرت ألم أصعد إسرادينمن ارض مشر،
زا لغلشطيييين بن كعوئز ،ذا ألزا بدين ض قير)) (عل .)٧ :٩وعندما نتقابل مع ملكيصادق
وأبيمالك وأيوب وراحاب وراعوث ،وأشخاص آخرين في ا لعهد القديم لم يكونوا إسرائيليين،
فإننا نتذكر كلمات بولس— أن الله الغادي والمخلص ليس بعيدا عن كذ واحد مثا (أع :١٧
،)٢٧سوا ء قبل أو بعد المسيح .لم يكن اختيار الله إلسرائيل غايه في حذ ذاته بل وسيلة
لمباركة كل األمم.
٨٨
وافترضوا أنهم شعب الله الجديد الذي كان على وشك خروج جديد —وتيه في البرية -ليقيموا
نظاائ ثيوقراطيا على الغور.
اليوم ،يبدو الكثيرون من المسيحيين األمريكان أنهم يخلطون بين الكنيسة والدولة.
ويفترضون ا ن مجتمع ا لمؤمنين ا لحقيقيين في أمريكا هم شعب ا لله— في ا لسما ء وعلى
األرض .لكن أمة أمريكا ليست شعب الله .نحن ال نؤمن بالنظام الثيوقراطي .ووكلما أدرك
ا لمسيحدون هذا بأسرع وقت ،ا ستطاعت ا لكنيسة سريائ أن تترك أثرا كبيرا بصفتها ملائ
ونورا في المجتمع.
كانت ا ألمور مختلفة على جبل سينا ء حيث تشكل نظام ثيوقراطي حقيقي .وهو النظام
ا لوحيد الذي كان يمكن أن يوجد ،وكانت الكنيسة (جماعة المؤمنين) متحدة مع الدولة .ربما
يفغر بعض ا لقرا ء ويقولون :لكن بعض المسلمين لديهم دولة ثيوقراطية أيتا! لن أضيع
ا لوقت هنا في إثبات ا لسلطة المتغردة للعهد ا لقديم كإعالن خاص لله إلى إسرائيل في مقابل
القرآن ) (.أنا أحاول فقط أن أقدم تفسيرا منطقيا للصعوبات الواردة في العهد القديم.
في ظل ا لعهد الموسوي وجدت أمة إسرائيل كنظام ثيوقراطي فريد ،وحتى هذا التدبير
لم يكن يقصد منه أن يكون دائائ أو مثاليا .هذه ا ألجوا ء كانت لتساعد على تهيئة السياق
الثقافي والالهوتي إلعالن الله في شخص يسوع الناصري ((لما حاء مله ء الرنان)) (غل :٤
٠)٤ثم تؤدي بعد ذلك خدمة المسيح وموته وقيامته وعطية الروح القدس إلى خلق مجتمع
جديد متعدد العرقيات— هذا هو إسرائيل ا لحقيقي كأمة مقدسة جديدة كهنوتية وملوكية (١بط
.)٩ :٢أفسح النظام الثيوقراطي في ا لعهد القديم الطريق أمام مجتمع ا لعهد الجديد الذي
يتألف من كل أمة ولسان— أي الكنيسة (راجع مت ١١ :٨و ١٢؛ .)٤٣ :٢١وكان سقوط
أورشليم في ٧ ٠م عالمة على نهاية هذه المرحلة االنتقالية ،وكان عالمة لنهاية إسرائيل كأمة
وعرق وكشعب الله المختار(.
مرة ًاضى كان إسرائيل العهد القديم يمدل النظام الثيوقراطي الوحيد ا لحقيقي الذي
نعرفه ،وكان مؤقائ في ذلك الوقت .باإلضافة إلى ذلك ،تأسست إسرائيل بيد الله لتعمل
على تهيئة السياق التاريخي والثقافي وا لديني لعمل المسيح ا لخالصي في مرحلة الحقة في
التاريخ .وا لهدف النهائي ليس أقل من خالحى الله لكل الشعوب (تك ،)٣ : ١٢وتأسيس حكمه
العادل في النهاية (٢بط.)١٣ :٣
٨٩
والملبس ،والزرع ،وشرائع مدنية ،وشرائع لها عالقة بالزواج والعالقة الجنسية .لم يقصد
لهذه الشرائع أن تكون شاملة .وإنما قصد أن تعمل كأدوات تذكير ملموسة ومرئية ،بقصد
أن يعيشوا كشعب مقدس لله في كل جوانب الحياة .لم يوجد أي تمييز بين ما هو مقدس
(صد) وما هو دنيوي المس) ،وبين الطاهر والمدنس .كان الله مهتائ بقداسة كل
شيء -صغيرا كأن أو كبيرا ،هاائ كان أو عاديا .في مثل هذه التشريعات كان الله يذكر
إسرائيل بأنها مختلفة كشعب مقدس ومغرز لعبادة الله.
لم تقتصر ا لقد ا سة علي الكهنة الرسميين ،بل كانت لكل شعب اسرائيل .بل كانت ا ألمة
كلها كدعى ((لمئتفه كهنة ذأئه ئ)) (خر .)٦ :١٩وألن الله مقدس ومتغرد ،كان على
شعبه أن يكونوا هكذا (ال .)٤٤ :١١كان على بني إسرائيل أن يكونوا ((مميزين)) مثلما كان
يوم ا لسبت ((مميرا)) أو ((مخصصا كقدس)) للرب (تك .)٣ :٢نستطيع إعادة صياغة وصية
دكونوذ قديسئ الئي قدوس الرت إلهكم)) (ال )٢ :١٩كللتالي :ألستكونون شعبي وخاصتي
وحدي ،ألني إلهكم ولكم وحدكم ) (.هذه العالقة يمكن مقارنتها بتعهدات الزواج الجادة التي
تحدثنا عنها سابعا .عندما يوجد شعب خاص بالله فهذا يعني ا لعيش في حياة مكرسة للرب
في كل جوأنبها ٠
لم تكن هذه القداسة مظهرية دينية -أو زيغا بدا بريائ ومتماسكا من الخارج لكنه مشقق
وفاسد من الداخل .عندما شرع الله هذه الطقوس ،أرادها أن تعير عن تواضع ا لقلب ومحبة
الله وا لقريب (مز .)١٩—١٥ :٥١كأن الله يكره ا لطقوس ((بعضت ،فرهت أعيادكر ،ولدشدتع
أندد ياعتفاقاتفز .إئي إذا قدمثم يي محزقادفلم زنتي لمايفز أل أركضي)) ،عندما يتجاهل شعب
الله ((العدل)) و(( ا لبر)) (عا ه .)٢٤ —٢١ :وتناول أطعمة شرعية وا الهتمام بحغظ ا لطقوس ال
يعني شيدا إذا لم تكن عبادة الله ومعاملة ا آلخرين صادقتين(.
لم تكن شرا ئع الطعام وا لملبس وا لزرا عة مجرد وصايا أعطاها الله ليقهر شعب إسرائيل
ويتصدد له ا ألخطا ء .كان ا ألنبيا ء يذكرون ا لشعب أن الله مهتم في المقام األول بالعدل
وا لرحمة والسلوك بتواضع أمامه (تث ١٢ :١٠؛ مي .)٨ :٦مع نلك فهنا ا الهتمام ا ألخالقي
المستتر لم يلغ الشرائع الطقسية لما لها من معنى الهوتي غني— حتى في وقت متأخر من
تاريخ إسرائيل بعد سبي بابل(.
على المسيحيين (وربما غير المسيحيين أيائ) أن يتعلموا الدرس الذي أراد الله أن يعلمه
إلسرائيل في القديم :ا لعيش تحت حكم الله ينبغي أن يترك أثرا في كل جوانب الحياة .إن
حضو ا لله يمأل ويتخلل كل عالمنا .ا لسما ء وا ألرض مملوءتان من مجده (مز ١ :١٩و ٢؛ إش
.)٣ :٦الله غير محصور بنطاق ديني خاص .لكن الله —سوا ء بهيمنة مباشرة أو بسماح
إلهي حتى ال ينتهك حرية البشر— يعمل بسلطانه في كل إيقاعات الخليقة وتجليات التاريخ
٩٠
البشري .فهو يجمع خيوط كل شيء مائ ليرسم لوحة ليصل كل شيء إلى ذروته في المسيح.
كعا يقول كاتب الترنيهة :الله *يتحدث لي في كل هك1نه(.؛ا)
الطاهر والنجس
سمعنا من قبل مقولة ا لنظأفة من ا إليمان .في أزمنة ا لعهد ا لقديم ،كأن هذا /ا لقول أقرب
إلى الحقيقة مما نعتقد اليوم .ماذا يعني كل هذا ا لكالم عن(( الطهارة)) و(( ا لنجاسة)) و(( ا لطاهر))
و(( الدنس))؟ لماذا االغتسال من الملوثات؟ ما هي الحاجة للتطهير؟ بينما نرى نحن الغربيين
هذه ا ألمور غريبة ،فإن كثيرا من الثقافات ا لقبلية وا إلسالمية والهندوسية— يستوعبون هذه
الحعورة بشكل أكبر .وسنفهم أكثر إذا فكرنا من جهة التثعبيهات والرموز ،وليس من جهة
الحجج ا لعقلدة -بينما نسعى لفهم أفضل لشرا ئع الطهارة واألفكار عن الطاهر والنجس.
الطهارة والنجاسة هي رموز أو صور ،وا لفكرة ا لعبرية للحياة والموت تكمن خلف هذه
ا لصور .ألنه بالنسبة للعبرانيين لم تكن ا لحيا ة مجرد وجود بيولوجي .بل ا لبشر يمكن أن يكونوا
أحيأء بيولوجيأ ومع ذلك يعيشون في عالم الموت -أي االغتراب والهالك الروحي واألخالقي
وا لنفسي والعاطفي (انظر مثال أمثال .)٢٧ —٢٣ :٧النجاسة ترمز إلى فقدان الحياة.
وبالرغم أن ترجمات إنجليزية كثيرة تستخدم مصطلحات مثل عدم الطهارة أو عدم
النقاوة ،ينبغي أال نظن بانها تشير إلى ا لصحة أو النظافة العامة .هذا ال يعبر عن هذه
الحالة .ربما يعبر مصطلح ((تابو))— الذي يشير إلى شيء غير عادي أو ربما
غريب ومتجاوز ا لحدود بشان الطعام ،الزمن ،الموت ،أو ا لجنس— عن هذه ا لفكرة بأكثر
فاعلية .كأن الكاهن يجب أن يكون سليائ من الناحية الجسمانية —بال عيب— حتى ال يصبح
تقدس الله مبتنبًا .هذا ال يعني أن ا لعيب ا لجسدي خطأ أو شر ،فكونك متسحا ال يعني
كونك آثائ (مع أن ا إلثم يجلب التلوث ،وهو محرم .)1)11(00 -في النهاية الحيوانات ا لمحرمة
(غير الطاهرة) ال تزا ل جزءا من خليقة الله الحسنة .وحتى عندما يكون بنو إسرائيل غير
طاهرين فهذا لم يمنعهم من عبادة الله أو حتى االحتفال باألعياد— بل منعهم فقط من
الدخول إلى |لقدس٠(.ا)
باإلضافة إلى ذلك ،ا لجنس عطية صالحة من الله وليس شرا (داخل إطار ا لزوا ج) ،ومع
ذلك كأن التطهير ضروريا بعد الجنس إلظهار الغرق بين الله والبشر( .ضع في اعتبارك
أن العديد من ألهة الشرق األدنى القديم كأنت تنخرط في كل أنوا ع النشاط الجنسي ،في
تعارض نأم هع إله الكتاب المقدس))١٦(.
الحياة ،من ناحية أخرى ،تعني أن تكون في عالقة صحيحة مع الله ومع المجتمع— وتعمل
٩١
بشكل صحيح في تناغم مع الكل (السالم = شالوم) .وكما سنرى ،فإن الحيوانات آكلة
اللحوم ،سوا ء المفترسة أو التي تتغذى على الفضالت ارتبطت بالموت ولهذا فهي غير طاهرة.
النجاسة الطقسية في إسرائيل كانت حتمية ومتكررة ،ولكنها لم تكن شرا في حد ذاتها(.
في نفس ا لوقت كأن االهتمام ا ألوبط من ورا ء الطهارة والنجاسة والقداسة ينصت على قلب
ا إلنسان -وهي نفس ا لفكرة ا لتي أكد عليها يسوع في مرقس . ٢٣ - ١٤ :٧وبرغم أن ا لخطية
تتجاوز ا ألمور الطقسية ،لكنها ال تزا ل تنجسنا وتلوثنا .ا لخطية توئد نجاسة أو دنسا أخالقدا
أمام الله .في العهد القديم كانت األمور األخالقية (الخطية) غير قابلة لالنفصال عن األمود
الخاصة ب1لطهارة )١٨(.على سبيل المثال ،القتل يدنس اآلرض رمزيا (عد ٣٣ :٣٥و ،)٣٤ولذلك
البد من ((تطهيرها)) .نفس ا لشيء يمكن أن يقال عن كلمة (الرجس) ا لتي تشبه النجاسة.
هذه ا لكلمة أحيادا تشير إلى ا لدنس األخالقي -وأحيادا إلى ا لدنس ا لطقسي— هاتان الفئتان
ال يتم التمييز بينهما بوضوح دائائ في العهد القديم .باختصار ،الناموس يشير إلى نوعين
من الطهارة (أو الدنس) )١( :النجاسة الطقسؤة (نتيجة االتصال بعمليات طبيعية مثل الوالدة
والموت والعالقات الجنسية) )٢( ،النجاسة ا ألخالقدة (من خالل ثالث خطايا خطيرة بشكل
خاص :الوثنية ،السفاح أوزنا المحارم ،والقتل))١٩(-
مرة أخرى ،في النهاية كانت الطهارة أمرا يتعلق بالقلب (.ا وكلما اقترب المرء من الله،
كان البد أن يتسم بطهارة أكبر .كان االقتراب إلى الله أمرا ال دستها ن به ،وكان يستدعي
فحص الذات واالستعداد .كان المسعى من وراء الطهارة نوعا من ((التوبيخ)) الروحي -أو
كشائ لداخل اإلنسان ،أو مراجعة داخلية لموقف المرء من حيث عالقته بالله.
الطهارة والنجاسة هما متضادان (ال ،)١٠ :١٠وكان بإمكان بنى إسرائيل أن يدخلوا
ويخرجوا من هذه ا لحا الت (المؤقتة) .فى مسيرة الحياة كانوا معرضين للنجاسة .على سبيل
المثال ،قد يلمس اليهودي حثه أو تلد امرأة يهودية طفأل وتصبح نجسة ثم تقدم ذبيحة وتصبح
طاهرة مرة ثانية.
الطهارة والنجاسة رمزان للحياة والموت .البشر يتحركون بين هاتين الحالتين ا لنسبيتين
وا لمؤقتتين (بسبب والدة طفل ،العالقة بين الذكر وا ألنثى ،اتصال بالموت ،أو ا ألفعال الخاطئة).
هاتان الحالتان تمثالن إصا أنك حي أو ميت .من الناحية األخرى ،حالة القداسة المستمرة
تعكس اقترابا إلى الحياة الكامنة في الله ،وكان على اليهودي أن يصير ((طاهرا)) (وأقرب
إلى الحياة) لكي يقترب من الدار الخارجية للخيمة .وكان على الكاهن أن يكون طاهرا ومغررا
بشكل خاص (مقدسا) ليدخل إلى قدس ا ألقداس مرة واحدة فى العام .ا ألدوات المقدسة مثل
تابوت العهد وقدس ا ألقداس طئت مقدسة ولم تتنجس -حتى إذا كان المقدس يخضع للتطهير
تحت ظروف استثنائية (مثال ٢أخ .)١٩ :٢٨في العهد الجديد لمس يسوع ((البار والقدوس))
٩٢
(ا ع 1 ) ١٤ : ٣لدرص وا لمرأة نازفة 1لدم ونلله بال دنس .يمكن توضيح 1لعالقة بين 1لحيا ة والموت
والقداسة والطهارة والنجاسة في الرسم الظلي(:
القداسة تأتي في درجات من ا لتكريس أو ا لغرز (مثال :الشعب ،ا لالويين ،رؤسا ء ا لكهنة).
وكلما اقترب اليهودي إلى الله ا لقدوس (االنتقال من الدار الخارجية للخيمة أو للهيكل إلى
القدس أو قدس األقداس) ،كأن عليه االلتزام بشروط أكبر ومرا عا ة احتياطات أكثر .ورؤسا ء
ا لكهنة عند تكريسهم كان لهم مالبس وغسالت خاصة ودهنات بالزيت ،وطقوس تدل على
أنهم مغرزون .وا لنذير (عد )٦كان يتلو تعهدات مقدسة في تكريس للرب .وكان هذا يظهر
بتجدى ا لخمر وعدم قص ا لشعر وعدم مالمسة أي شيء ميت .وإذا كان أحد ينتمي إلى نسل
الكهنة ولم يستطع تقديم دليل على نسبه ،كان يعتبر نجسا (عز -)٦٢ :٢وبالتالي ال يصلح
لالقتراب أكثر إلى الله .كان يوجد بناء هرمى للقداسة فى إسرائيل.
كما يشير الناموس إلى االختالط ا لجنسي غير ا لصحيح مثل ا لزنا ،وا لسفا ح (زنا
المحارم) ،أو ممارسة ا لجنس مع الحيوانات ،أو المثلية الجنسية ،ألنها كانت ترى باعتبارها
نجارا للحدود (ال )١٤(.)٢٣ -٦ :١٨بالمثل ،ألن الله خلق اإلنسان ذكرا وأنثى (تك ٢٦ :١
و ،)٢٧تم تحريم ارتدا ء مالبس ا لجنس ا آلخر في تثنية : ٢٢ه (ألن هذا ا لسلوك يحدث خلطا
٩٣
في الفوارق الجنسية التي وضعها الله ،ويمثل تخطيا للحدود) .وكما سنرى ،ينطبق نفس
الشيء على الحيوانات الطاهرة والنجسة .هذه الوصايا التي تمنع ا لخلط كانت تحاول رسم
معنى عن االكتمال وا لتكل مل واالستقامة .لهذا ا لسبب لم يسمح للكاهن أو ا لذبيحة ا لحيوا نية
أن يتضمنا أية عيوب جسمانية (ال ٢٤ -١٨ :٢١؛ .)٢٦ -١٨ :٢٢
لذا من ا لمنطقي أن يزعم عدد من الدارسين أن الله كان ينغر إسرائيل بدعوتها المقدسة
والمتميزة حتى من خالل أنوا ع األطعمة التي يأكلونها .حتى الحيوانات التي كانت ((تتعدى))
أو ((تتجاوز)) حدودها ا لغردية والمميزة من الهواء والماء وا ألرض كانت تعتبر نحسة .يصف
((جوردون وينهام)) هذا األمر كللتالي :عند الخلق فصل الله بين النور وابظلمة ،وفصل بين
مياه ومياه .فهذا التحريم لكل أنوا ع األخالط ،خاصة التزاوج المختلط ،قصد به أن يحذو
اإلنسان حذو الله .فالبد أن يفصل بين ما خلقه الله منفصال (.
شرائع األطعمة —وهي متشابكة مع كثير من وصايا موسوية أخرى تتعلق بالطهارة—
كانت ترمز إلى ا لحدود ا لتى كان على شعب الله أن يضعها أمامه باستمرار:
القدس (الخيمة ا الهيكل) :كان حضور الله المنظور يتجسد هناك .كان هذا المكان ٠
يمدل ((مسكنه)) .لذا أعطى الله شرائع لتنغر شعبه بتكريسهم وتمييزهم من بين كل
الخليقة ،وكيف ينبغي أن يكون االقتراب من الله (مثال كان على الكهنة والذبائح
الحيوانية أن تكون بال عاهة أو عيب).
٠أرض إسرائيل :كانت أرض إسرائيل تقع وسط أمم وثنية وآلهة باطلة ،وبالتالي كان
هناك بعض ا لوصايا ا لتي ميزت إسرا ئيل عن ا ألمم ا ال۶ضى.
وبالتالي فأرض إسرائيل وذبائح إسرائيل وأطعمة إسرائيل كان لها داللة اجتماعية
والهوتية .وكان الهدف من ا لحدود المتنوعة إلسرائيل أن تذكرها بعالقتها مع الله ومع األمم
المحيطة بها .وكما تميز الله عن البشر ،تميزت إسرائيل في سلوكها والهوتها عن األمم
المحيطة .وكما كانت الخيمة تمثل المكان المقدس داخل إسرائيل ،لذلك كانت أرض إسرائيل
نفسها كانت تمثل فكرة التكريس والتخصيص في مقابل األمم المحيطة بها(.
لقد حاولت أن أمهد المسرح لمناقشة األطعمة والشرائع اكآلخرك^ الخاصة بالتطهير بمزيد
من التفصيل .وسأفعل هذا فى ا لفصل التالى.
٩٤
لمزيد هن االطالع:
, ¥01. 1,تد1^1ل€ 0أ(1أ 3؟يمنغ١ذمتك ا ع 1اا18.ا10أ٧1جااا 3٢)1 5.غن1حع88, ٦جآل *
0¥. ٠٥.آل)1.سس٧1)1 £. 0ة()1 £عة 1113.11111غ011ا 0111[0آل زة 0)1110)1 ح8ل٠ة
, 2008.آلح6٣¥هال20
1,غنل1٦ع * 11.ا08ال1آوأ0ي[١ تي٤ت/٠ك!٠ك 08اا0ولخ إلئ11جده10111 0لم08آ 01)1 3.
, 2007.ال811ما0اع, 11,: 1ج08; ]<0١¥110٢8 0٢0¥اا(0لخ :ك11أ
عغ0ل 0٢ا118؛د: ١٧08ج11ا¥ئال0ل .كد سالفره 1£1)({2أ 3€ا )٠ا٣10أةزًا ٣,ج* ٦١4111
, 2000.لً110ا1
011 1110 01)1إلئ11جد0ء 1 01131آل01٠11ا 111لمد <.غغر١ع] .ل 111, 001)1011ة* ١٧01111
8: £01111113118, 1979.ا)1؟جآل )1الة1. 0٢ال0اد08آ
٩٥
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* لماذا كان يفترض أن تكون النعمة واالمتنان محوذ وجود إسرائيل؟ وكيف كان يجب أن
يعيشوا هذا في حياتهم اليومية؟
قارن بين نظرة المسيحيين ا ليوم لقضية ا لكنيسة وا لدولة ونظرة شعب إسرائيل لنفس
ا لقضية في العهد القديم.
لماذا يجب أن نتذكر هذا ا لغرق د ا ئائ ؟ وما هي مخاطر عدم تذكره؟
٠هل توجد دول معينة تتبنى النظام الثيوقراطي؟ ما هو المنظور الكتابي لهذه القضية؟
٠ما معنى القداسة؟ وما العالقة بين قداسة الله وقداسة إسرائيل؟
* لماذا كان إلسرائيل شرائع كثيرة متعلقة بالطهارة؟ ولماذا كل هذه القواعد ا لسلوكية
الخاصة باألطعمة والملبس والزراعة؟
لخص ا لمعنى ا لمقصود بالطاهر وا لنجس فى ناموس موسى .وما داللة هذه التصنيفات؟
ما هى العالقة بين الحيوانات الطاهرة وا لنجسة بنطاق مسكنها؟ وما الرسالة التى قصد
الله ان يرسلها إلسرائيل من هذا؟
٩٦
ا لفصل ا لثا من
ماذا عنالغرابذالشديدةلتعاليم
الكتاب المقدس؟
الشرائع الغريبة
تعني أن يكون ا لشيء صحيائ أو سليائ .اليهود ا لكلمة العبرية (( كاشروت))
ا لملتزمون سيكونون منتبهين لما دكتب على أغلفة ا ألطعمة ا لشرعية بالحروف اآلتية
(بصيفة جذر ا لكلمة باللغة العبرية) .كان على اليهود أن يتجنبوا أطعمة مثل لحم الخنزير،
والجمبري ،وا لحدار (الدئبيط) .لماذا ا عتبرت هذه األطعمة غير شرعية (أو غير طاهرة)؟
نحن نجد قائمة الحيوانات الطاهرة والنجسة فى الويين ١١وتثنية . ١٤إحدى السمات
الملفتة لهذه القوائم أن بعض هذه الحيوانات كانت غير طاهرة ومع ذلك كان يتم التعامل معها
(مثل الحمال التي كانت تستخدم في ا النتقاالت) .يصبح ا ألمر مهائ أينما وحد الموت .جثث
الحيوانات غير الطاهرة تجعل اإلنسان نجسا ،وليس بالضرورة لمس الحيوانات عندما تكون
٩٧
حية .أشار الدارسون بوجود أسباب متعددة للتمييز بين الطاهر والنجس .وسنتطرق إلى
بعض ا آلرا ء -وإذ كانت غير كافية— قبل أن نركز على حل أكثر إقناعا .
كان على بني إسرائيل أن يتجنبوا الصحة /النظافة العامة :ما هي الحجة؟ ٠
تناول العقاب (النسر) ،ألنها حيوانات تأكل ((بقايا)) الحيوانات الميتة على الطريق
والحيوانات المفترسة .ومذ يدري ما هي األمراض التي تحملها هذه الطيور؟ نحن
نعرف أن ا لخنازير قد تنقل أمراصا مثل الترا يكينوسيس أو ما يعرف بداءا لترا يكينيال
بينما األرنب البري والغرير ر٢بمجس سين عادة ما ينقل حمى (8أ0$ا>)1:
وال يجب تناول الجمبري ألنه يرفع مستوى الكوليسترول في (.)11111161 األرانب
الدم! ما هي اإلشكالية؟ إذ فكرة الصحة العامة ليست هي المقصودة في الويين ١ ١أو
أي موضع أخر في ا لعهد القديم .أيصا لماذا لم يعتبر النباتات السامة محرمة؟ أضف
إلى ذلك ،لماذا أعلن يسوع أن كل هذه ا ألطعمة طاهرة لو كان موضوع ا لصحة هو
ا'لمقصود فعأل في الجزء الخاص باألطعمة الشرعية في ا لعهد ا لقديم؟
لهذا فإذ هذين ا لرأيين —ا لصحة العامة وا لطقوس الدينية -ال يمثالن حال جيدا .هناك
بعض الزوايا التي ستساعدنا على ا لحصول على إجابة :ا لخلق (تك ،)١والسقوط والموت
واالنحراف عما هو طبيعي (تك .)٣
٩٨
الحيوانات ترمز إلى امتزاج أو اختالط األصناف .في المقابل كأن للحيوانات الطاهرة كل
السمات المحددة لفصيلتها التي أعطيت لها عند الخلق .ومن دم فإن الحيوانات التي ((تعدت))
الحدود أو تجاوزت نطاقها كان يجب تحديها بل عتبارها غير طاهرة.
لكي تكون الحيوانات المائية طاهرة يجب أن يكون لها حرا شيف وزعانف (ال ٠المياه:
١٠ :١١؛ تث ،)١٠ :١٤وبالتالي فإن ثعابين الماء؟،كأوا لمحار ،وهي ال تتفق مع هذا
التصنيف ،هى حيوانات غير طاهرة ويجب تحريمها.
األرض :الحيوانات الطاهرة هي ذوات األربع ،والتي تثب أو تمشي أو تقفز. ٠
من اإلشارات ا لواضحة على أن الحيوانات البرية تعمل وفائ لنطاقها أن يكون
( )١لديها ظلف مشقوق ،و( )٢تجتر .هاتان السمتان توضحان بأن الحيوان ينتمي
إلى دائرة األرض (مثل الخراف والجداء) .ولكن الجمال واألرانب والوبريات (وهي
تجتر ولكن ليس لها ظلف أو حافر مشقوق) والخنازير (لها حافر مشقوق ولكنها ال
تجتر) ،وبالتالي هي حاالت بين دين ،لذا ا ستبعدت ولم يسمح بأكلها كحيوا نات برية .
في الطيور لها جناحان للطيران .لكن الطيور مثل البجع والنورس تسكن ٠الهواء:
كل ين ا لما ء وا لسما ء ،وهو ما يجعلها غير طا هرة .وا لحشرا ت ا لتي تطير ولكن لديها
أرجل كثيرة هي غير طاهرة؛ ألنها تعيش في نطاقين -األرض والهواء .في حين
أن الحشرات التي لها أربعة أرجل — اثنان منهم تشتركان في الوثب على األرض-
تعتبر طا هرة (تث .)٢٣—٢١ :١١هذه ا لحشرا ت— مثل ا لجرا د وا لجندب وا لصرصور
تشبه طيور ا لهوا ء ،ولكنها تمارس ا لوثب على ا ألرخر باستخدام ا ثنين من األرجل،
لذا فهي طاهرة.
كانت الحيوانات غير الطاهرة رمرا لما كان يجب على إسرائيل تجنبه— أي االختالط
بل لمعتقدا ت والممارسات النجسة لألمم المحيطة .كان على إسرائيل أن تتمثل بالحيوانات
الطاهرة— بمعنى أن تكون متميزة ،وفي فئتها الخاصة ،وأال يكون لديها سمات مختلطة.
في النهاية كان بنو إسرائيل شعب الله المغرز ،وكان عليهم أن يرفضوا ديانات وممارسات
االمم |لمحيطة)٣(.
لكن ألم يخلق الله كل شيء <<حغ جئ؛ ا> (تك )٣١: ١؟ إذا كأن األمر كذلك ،أال يعني هذا
أنه ال يوجد حيوان غير طاهر أو ناقص في ذاته؟ نعم ،يسوع يؤكد هذا في مرقس ١٩ :٧
(كل ا ألطعمة طاهرة) ،وهذا معنى متضمن في أعمال الرسل ( ١٦—١٠ :١٠رؤية بطرس).
ومع ذلك تم تذكير بني إسرائيل ،باعتبارهم شعب الله ،بأن القداسة تتطلب أشخاصا
تصنيفهم كشعب مغرزلله .وبالتالي ما كان يفعله بنو إسرائيل في حياتهم حسى
يسلكون
ا ليومية —حتى في عاداتهم الخاصة با ألطعمة— كان ليميزهم كشعب الله المختار الذي يجدر
٩٩
به أن يعيش حيًا ة مختلفة عن ا ألمم المحيطة .وكل وجبة طعام كًانث لتذكرهم بًافتدا ئهم.
ونظامهم الغذائي ،المنضبط بأكالت معينة ،كأن يحاكي عمل الله ،الذي ربط نفسه بإسرائيل
ض بين كل األم ،بعد أن اختارهم كوسيلة لمباركة العالم كله(.؛)
وبالتالي ال يوجد خلط ديني ،أو فوارق غير واضحة ،أو مساومة بين إسرائيل وجيرانها.
دعيت إسرا ئيل لالستقًا مة وا لحيًا ة ا لنقية ،ولتتجنب ما قد يحد أو يمنع ا القترا ب من ا لله .كانت
القداسة تتضمن تطا بغا مع ترتيب الله لألشيًا ء .كما كانت الحيوانات الطاهرة تنتمي إلى
دائرتهًا المميزة بدون مساومة ،لذا كان على شعب الله المغرز أن ينتمي إلى دائرته الواضحة.
ولم يكن مسموحا لهم بأن يمزجوا ديانتهم مع ا ألمم ا لوثنية أو التزاوج مع لتن رفضوا إله
إسرائيل (عز ٤ —١ :٩؛ نح .)٣٠ -٢٣ : ١٣ولم تكن القداسة مس)لة أكل أو شرب ،بل حياة
مكرسة لله بالكًامل في كل جوانبهًا .يقول ا لعهد ا لجديد نفس ا لشيء .فرغم أن كل ا ألطعمة
هي طاهرة في النهاية (مر ،)١٩ :٧فإن مسألة أكلنًا وشربنًا مهمة لله الذي هو رب الله
( ١كو .)٣١ :١٠ومع ذلك فإن أمور ا ألكل ال يجب أن تهدد فرح الكنيسة وسالمها في الروح
القدس (رو.)١٧:١٤
باإلضافة إلى ذلك ،كانت نوعيات الحيوانات المسموح بها أو ا لمحرمة في النظام الغذائي
لشعب إسرائيل مرتبطة بنوعية شعب الله الذي أراد الله أن يصيروا عليه .فلم يكن يصح
أن يصيروا شرسين أو مفترسين في عالقاتهم البشرية .وكما أن الدم أو المني المغرز يرمز
للموت وبالتالي عدم الطهارة ،كذلك كانت الحيوانات المفترسة ترمز إلى الموت(( :لحلم فريسة
في الصحراء ال تأكلوا)) (خر .)٣١ :٢٢
جل نب آخر من ا لطهارة وا لنجاسة يبدو في مظهر ا لحيوا ن .فا لحيوا ن ا لذي له مظهر شان،
أو لديه سمة غير عادية ،أو الضعيف ،أو الذي بال وسائل دفاعية كلها يقع في فئة الحيوانات
غير الطاهرة أيائ.
وبرغم أن أنواعا معينة من األكل والملبس والزرع والعالقات الجنسية في كل دوائرها
ا لخاصة تعمل كصورة لتمؤز إسرا ئيل عن ا ألمم ،يرمز 1لغارق بين ا لحيوا نات ا لطا هرة وا لنجسة
باألخص إلى كيف كان على بني إسرائيل أن يتصرفوا في عالقتهم بجيرانهم وكذلك في
عالقتهم مع الله .في لغة سفر ا لالويين ترمز الحيوانات إلى ما طلبه الله من شعبه .على سبيل
المثال ،الحظ ا لمتوازيات بين أنوا ع الحيوانات التي كانت تقذم كذبائح فى الويين ١و ٣و٢٣
((( الصحيح أو الذي بال عيب)) وهو ما كان يؤدى إلى ((وقود رادحة سرود بلرت))) ،والكاهن
الذي يجب ان يكون بال عيب (راجع ال .)٢٣—١٨ :٢١اللغة المتوازية بين الكاهن الذي بال
عيب والذبيحة التى بال عيب مثيرة لالنتباه بشكل كبير (الحظ الكلمات بغونط غامق):
(ال )٢٤ >٢٢ -١٨ :٢٢ (ال )٢٣ ,٢٠ -١٨ :٢١
كز إنشان ...فري قذياثه ...يكون ذفزا ألن كز زحل (من نسل هارون الكاهن)
صجيائ (بال عيب) ...فذ نا فإذ فبه قنت آل كندم .أل زلجن اعقى ذال
نيه عيي ال نقزبوه ...تفون ضحيفه اعزخ ،ذأل قلس ذألذوايدى ،ذألزحل
قف .فذ غيب أل يفون نين, .ألعنى فبه كئن رلجل أن كشن يد-،وال أخذي
ح وانييز واأللجري والفشور وا وأل افقلم ،ذأل تب ني شه بياض،
واألش ،هذ؛ ال كفحا إلزي... ، ذال ألجزي زال |كقخ،ذال مزضوض
ومزضوخى النصية وئسحوقبا الخض...
ذمفوئعيا ألتقئغاللزي.قضأذضفلم
ال دئتلونا.
نسي ،ألش أدا ألري ئقدشهلم.
تبؤن ((ماري دوجالس)) بشكل أكثر دقة العالقة بين أنوا ع الحيوانات ا لمسموح بأكلها
ونوعية األشخاص الذي يريدهم الله في عالقة معه ) (.إن فكرة الطهارة وعدم الطهارة
في سفري ا لالويين والتثنية ترمز إلى حالة الترتيب في ا لخليقة وانسجامها في ظل وجود
كل شيء في دائرة نطاقه( .وبالتالي الحيوانات غير الطاهرة تمثل ا الفتقار إلى الكمال أو
االكتمال بسبب عدم انتمائها إلى دائرتها بشكل كامل) .ومع ذلك هناك شيء أكثر من هذا:
الحيوانات ا لنجسة تظهر إصا ( )١كحيوانات مفترسة أو ( )٢حيوانات ضعيفة (معيبة في
مظهرها أو سماتها) ،وهذا له ما يوازيه في العالقات اإلنسانية.
بخصوص صفة االفتراس ،فإن حيوانات ا لهوا ء (البوم ،ا لنوا رس ،الصقور ،آكالت الجيف
مثل النسر) هي محرمة في النظام الغذائي إلسرائيل ،ألنها في حد ذاتها تأكل الدماء .إنها
مفترسة .هذا يذكرنا بتحريم أكل ا لدم في تكوين ،٤ :٩كإشارة للحياة الموجودة في الدم:
((ألن نعس كل قشد هي دئة)) (ال .)١٤ : ١٧
أصا بخصوص الحيوانات البرية ،فيسمح بأكل الحيوانات ذوات ا ألربع آكالت العشب-
وليس الحيوانات آكالت اللحوم (بشرط أن تصفى من دمها) .وحقيقة أنها ( )١تجتر،
( )٢ولديها ظلف مشقوق (سوا ء كانت حيوانات مستأنسة أو متوحشة) فهذه إشارات واضحة
على أنها ال تأكل الدم ،وبالتالي فهي ليست مفترسة (ال . )٣ : ١١أثا الحاالت المختلطة -مثل
ا لخنزير وا لجمل واألرنب والوبر— هي حيوانات محرمة بسبب انطباق أحد المعيارين وليس
ا الثنين مائ .وين دم فإذ الحيوانات البرية التي هي مفترسة يجب تجنبها بسبب اتصالها
بالدم .فهي بصورة رمزية ((تكسر الشريعة)).
يشير بعض الدارسين إلى سمة رمزية أخرى .باإلضافة إلى الحيوانات ا لنجسة
التي تمثل االفتراس ،هتاك حيوانات أخرى تمثل ضحايا االفتراس .على سبيل المثال،
الحيوانات المائية ا لمحرمة (بدون زعانف أو حرافيش) تفتقر —من ناحية رمزية— إلى شيء
ما ((تحتاجه)) .وهذه صورة للضعف والهشاشة .وبالتالي يعمل الغارق بين الحيوانات
ا لنجسة والطاهرة كصورة للعدل والظلم في العالقات اإلنسانية .دعوني اقتبس اقتباسا
مطوال من ماري دوجالس:
إذ أنوا ع الحيوانات المحرمة تمدل المفترسين من ناحية ،هؤالء الذين يأكلون
الدم ،ومن ناحية أخرى تمثل ا لذين يعانون ين الظلم .تأمل القائمة ،وبا ألخص
ا لحشرا ت ا لمحتشدة ،وا لحربا ء نا ت ا لوجه المنتغخ ،وا لسلحفا ة وا لخنفسا ء
المتعالية الظهر ،والنمل الذي يرذح تحت أثقال كبيرة ،وفئر في حالة الفمى
التي لدى الديدان والخفافيش ،وضعف السمك الذي بال حراشيف .ثم فكر
في أمثالهم من البشر ،الكادحين ،والمتسولين ،واأليتام ،واألرامل اللواتي بال
سند أو حماية .ا لشيء ا لبفيض هنا ليس هم بل ا لسلوك الذي جعلهم في هذه
الحالة .فال عجب أن الله خلق الدبابات ووجدها حسنة (تك .)٣١ :١ال يوجد
في الصياغة العامة لسفر الالويين أي أفكار تعئم أن هذه المخلوقات البائسة
يجب تجدبها بسبب أجسامها المقرفة أو الكريهة أو السيئة ،بل يسير سفر
الالويين متسعا مع فكرة العدل ليعئم أنه ال يجب أن ننبذ الفقير .التجدب ليس
هو المشكلة .بل ا الفترا ص هو ا لخطأ ،وا ألكل نوع من االفتراس ،وال يجب أن
يكون ا لفقير فريسة.
٠٢
ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكأب المقدس؟ ج٢
االفتراس .الحيوانات الطاهرة ال تمدل فضائل بأجسامها ،وكذلك اجسام الحيوانات النجسة
ال تمدل الرذائل .لكنها فقط تتبع ((قاعدة)) تجدب الدم ) (.إذا كان الدارسون الذين يدعون أن
بعض الحيوانات النجسة ترمز إلى الضعف واالفتقار إلى الحماية على صواب ،فإن هذا
التمثيل للمقهورين -ا لغربا ء وا ألرا مل وا أليتام (تث ٢٩ :١٤؛ ١١ :١٦؛ وقارن إش -) ١٧ :١
يعمل كأداة تذكير بضرورة احترامهم.
كان األسلوب العام لحيا ة شعب بني إسرائيل -حتى ا ألطعمة ا لتي يأكلونها (أو ال
يأكلونها) -مهائ بالنسبة لله .كانت أطعمتهم تعمل كأداة تذكير بما هو مقدس وما هو غير
مقدس؛ وكان على بني إسرائيل أن يتجنبوا أي افتراس الضعفاء في المجتمع باعتباره عمأل
غير مقدس.
إفرازات مخزية
لماذا تؤكد كثير من ا لشرائع في سفر ا لالويين على السائل ا لمنوي وا لدم؟ يتحدث سفر
الالويين ١٥عن إفراز السائل المنوي أو إفراز دم الحيض ،وكالهما يؤديان إلى النجاسة
وا الحتيا ج إلى ا لعسل وا لتطهير .ما ا لسبب في هذا؟ إذ رمزية ا لموت وا لحيا ة من ودا ء الطهارة
والنجاسة تعلمنا أن هذه اإلفرازات كانت تمدل ما هو ((خارج)) اكتمال جسد اإلنسان ،كذلك
فإن ا ألطعمة النجسة التي تدخل ا لجسم تلوث وتدنس بشكل رمزي.
الدم المهبلي والسائل المنوي يرمزان بقوة إلى الحياة ،وفقدانهما يرمز إلى الموت .وعندما
تفقد أحد سوائل الحياة هذه فهذا يدغل ا لتحرك في اتجاه الموت ) (.بعض الدارسدين يقولون
إن ا لتورا ة في خروج ١٩ :٢٣منعت طبخ ا لجدي ا لصغير بلين أمه ،ألن هذا كان أحد طقوس
الكنعانيين للخصوبة .البعض ا بآلخر يقولون إن هذه حالة رموز متناقضة .بمعنى أن الحياة
(لين االم) والموت (طبخ الجدي الصغير) يتصادمان في هذا السيناريو .مثال آخر لهذا
التصادم نجده في الويين (( ٢٨ :٢٢أائ انيقزة أو الساة قاد تدبحوها وا بدها بي يوم واجد)).
بالمثل الحياة والموت يتناقضان هنا بشكل رمزي عندما يفقد السائل المنوي أو دم الحيض من
الجسم .هذا الخلط بين الحياة والموت يمئل فقدان االكتمال(.
ال تتوقف ا لرمزية هنا .كانت تحيط بإسرائيل أمم لديها عبادات طقسية خاصة بالخصوبة.
وكانت ممارسة ا لجنس مع إحدى عا هرا ت ا لمعبد تعني روحيا ا التصال بإله معين .في ا لمقابل
يمثل الويين ه ١شيعا عن ((نظام للتحكم في ا إلفراز))! كانت ا لرسا لة إلسرا ئيل هي أن ا لجنس
له مكانه الخاص .الله غير متزمت بشأن ا لجنس؛ فالله هو من صمم فكرة ا لجنس ا لمشبع
وا لمتبادل بين ا لزوج والزوجة (تك ٢٤ :٢؛ أم ه .)١٩ -١٥ :ومع ذلك كان بنو إسرائيل
يحتاجون ،على عكس جيرانهم ،إلى ا لجدية في ضبط النفس في النشاط الجنسي .وبرغم
١٠٣
أن 1لجنس كأن يجلب نجاسة مؤقتة ،كانت إسرائيل تتذكر أنه محرم في المقدس (الهيكل)
كجزء من ا لطقوس الدينية— على عكس ا لطقوس الجنسدة في عبادات الكنعانيين .مرة
أخرى ،ا لجنس داخل الزواج بين رجل وامرأة أمر طيب ،لكن الزنا ال يجب أن يمحد بوضع
مسمى ديني عليه .ولتمييز إسرائيل عن جيرانها ،قدم الله بعض ((العوائق)) ليجعل الجنس
في نصابه الصحيح بدال من االنحطاط به -مهما حاول جيران إسرائيل أن يضغوا التقوى
ءلى!لزذا(.ا)١
وعلى عكس األمم المحيطة بإسرا ئيل ،لم تكن الزوجات في إسرائيل ممتلكات تستخدم
للمتعة ا لجنسدة .ئرضت على ا لرجال بعض ا لقيود ا لمتعلقة بتوقيت ممارسة ا لجنس مع زوجاتهم،
وكان ا لمقصود منها أن تعطي ا لنسا ء قدرا أكبر من االستقاللية .وكما يشير ريتشارد هيس،
مثل هذه ا لشرا ئع الوقائية ليس لها شرا ئع شبيهة في ا لشرق األدنى القديم.
كأن الله يذكر اليهود المتشددين في العهد ا لقديم بشكل مستمر بالفجوة التي بينهم وبين
الله .وأن االقتراب إلى الله ليس أمرا هيدا ،وأنه خالل الحياة اليومية لبني إسرائيل وجدت
أدوات كثيرة للتذكير بالنجاسة والدنس وعوائق أمام عبادة الله .وكان بنو إسرائيل المهتمين
يشعرون بشكل منتظم ((بفجوة القداسة)) الموجودة بينهم وبين الله ) (.وكان القصد من
وضعهم في مثل هذا الموقف هو تحفيزهم على طلب نعمة الله وا لتطهير على حسابه.
كا نت ا لذبا ئح ا لحيوا نية صورة مصغرة لهن ا ا ألمر .كان ا لكهنة وا لمتعبدون يضعون أيا ديهم
على الذبيحة .وهذا ا لعمل كان يرمز إلى أن هذا ا لحيوا ن قد وضع تحت ا لموت بديأل عن ا لبشر
(ال ١٥ :٤؛ .)٢٢،١٨،١٤ :٨كانت ا لذبيحة تعمل كأدا ة تذكير بخطية ا إلنسان وعدم قدا سته
واحتياجه ا لشديد لمعونة خارجية— أى النعمة اإللهية.
يقدم ريتشارد هيس رأدًا مستنيرا عن شرائع الذبائح وترتيبها في سفر 1لالويين .أوال:
ذبيحة (التطهير) من الخطية ،ثم ذبيحة المحرقة (وتشير إلى التكريس الكامل لله) ،ثم ذبيحة
السالمة (أو ا لشركة) (راجع ال ٨و .)١٦ ، ٩هذا يسا عدنا على فهم أفضل لطبيعة التلمذة
المسيحية في رسائل العهد الجديد :في البداية يأتي االعتراف بالخطية ،ثم ا لتكريس لله ،ثم
حيًا ة الشركة مع الله .وبرغم أن المسيح يحقق هذه الذبائح في شخصه (كما توضح رسالة
العبرانيين) ،فإنها توضح بشكل رائع مكونات حياة التلمذة المسيحية(.
تتحدث رسالة غالطية ٢٤ :٣وه ٢عن الناموس كمؤدبنا إلى المسيح .بكلمات أخرى،
كأن الناموس يشير إلى األمام ..إلى التحقيق التأم لذبائح إسرائيل وكهنوتها وأعيادها
المقدسة .كذلك كما رأينا ،هذه األمور كانت تشير إلى الوراء إلى إبراهيم ،الذي يتضح أنه
كأن يهئل صورة عن ا الحتيًا ج إلى النعمة بمعزل عن حفظ ا لناموس .يؤكد تكوين ه ٦ : ١أن
إبراهيم وثق في الله وحسبه الله بارا بسبب إيمانه .مالحظة :هذا حدث قبل أن يخين وقبل
أن يعطى الناموس الموسوي .الحياة باإليمان ،حتى بدون الناموس ،جعلت المرء يحفظ روح
الناموس (قارن تك :٢٦ه) ) (.الناموس —بكل شروط ا لتطهير والذبائح -كشف فعليًا عن
فشل البشر وبالتالي احتياجهم إلى النظر إلى ما هو أبعد من إمكانياتهم الخاصة ..إلى
معونة الله ونعمته.
أيًا كانت طريقة دراسة في شرائع التطهير في العهد القديم ،فإن المنطق الذي تبنى عليه
هذه الشرائع يتمثل في دعوة إسرائيل إلى حياة مقدسة في كل شيء .لهذا ا لسبب نجد
فكرة القداسة بوضوح في كل النصوص الخاصة بتحريم قوائم معينة من األطعمة (خر :٢٢
٣٠و٣١؛ ال ٤٤ :١١وه٤؛ ٢٥ :٢٠و٢٦؛ تث .)٢١ -٤ :١٤
عندما نتأمل األمر ال يصبح أن نلتفت بجدية إلى ا لصور ا لكًا ريكًا تيرية للناموس الموسوي
التي يرسمها الملحدون الحدد .نحتاج إلى الصبر لنفهم مغزى شرائع سفر الالويين ،وفي
نفس الوقت ال يجب أن ننظر إلى الناموس الموسوي كمعيار مثالي لكل البشرية .ومع ذلك
سنستمر في ا لنظر إليه لنرى كيف يظهر حساسية أخالقية أكبر ،وارتقاء ملحونائً عن
الشرائع األخرى في الشرق األدنى القديم.
٠٥
:لمزيد من االطالع
/٥٢ذس^٢د اا8.ال10أ0٧1ا 8 111اة1111ع0 61)1)1011 ٨ل ةااآاا 8, 11(.ألج1ا* [>0 حغحم/ه ودس5
00(11681(11716111 59 (1993): 3-23.
* , (011ز0ا11ةآل 1992 ,1)١٧0٣ :031138 .4
ا6 001711116117, ٧0اx1)081107'8 31)1110)0 ,1 .ا 111اا10118.أ0٧1ااا 8.ه1ح1ا10آل * 11088, 3
,الج01٧ق^0حًا 8:ق^1آلآل 111)1ع0٧. 0)1. 6٢حع٧1)1 £. 031311)1. ٦ة(11 111 311)1 1ح111ج0٢٤011و| 1٢0٢٢1زة
2008.
* , 60(108111. 1السهل113111
ااح0٧ال0٢8 6٢0٧0,11:1ال ]<0١٧؛08اا^11: ٨^0.2007 ,
.حا7 011 1110 01)1 ٢٢08اح 001111110111ا10113أ01٠113خ١٧ 111ج111, 001)1011 1. 16^1116118. 1١١٢ع١٧ *011111110111
الحالل0 )1ل 8:ا>ا(؛3حئ )1عة0.1979 ,8٢
ا0ل 03.11ا110الً ا 0إلج0ا٢٢110 ٢٢1100ا 15-6 :(1981) 53 .— *.رز٢/ع؛٢س 2س٠غع!الك
٠٦
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* لماذا تعد النظافة وا لديانة الكنعانية الباطلة سياقا غير كاب لتبرير شرائع األطعمة
الخاصة بإسرائيل؟
* ما ا لمقصود د (( زوا يا)) ا لخلق وا لسقوط وا لموت وا النحرا ف عما هو طبيعي؟ كيف يساعدنا
هذا على فهم أفضل لشرائع األطعمة الخاصة بإسرائيل؟
٠ما هي العالقة بين الشخص الذي بال عيب والحيوان أو الذبيحة التي بال عيب (من ال٢١
و)٢٢؟ كيف لهذه المقارنة أن تفتح عيوننا على توقعات الله لشعبه إسرائيل؟
* لماذا تؤدي بعض اإلفرازات الجنسية إلى حالة من النجاسة؟ هل هذا يعكس انفصال
إسرائيل رمزيا عن الديانة الكنعانية؟ وكيف؟
٠٧
الفصل التاسع
من نواح كثيرة كأن الشرق األدنى القديم يشبه إلى خد كبير حالة الطبيعة
(أي ا لبشر قبل زمن المجتمعات المنظمة) التي يصفها ا لغيلسوف ((توماس كيع
هوبز)) ( )١٦٧٩ -١٥٨٨في كتابه الشهير *التنين* أو *اللوياثان* بأنها :حالة *مقرفة،
ومتوحشة ،وقصيرة .فلم تكن مرحلة سهلة أبدا ،وكثير من الشرائع التي ظهرت في الشرق
األدنى ا لقديم عكست هذه الحالة الوحشدة والبدائية األخالقدة.
لقد تكبدنا جهنا جهيدا لنبلي أن شرائع العهد القديم لم دعع في الفراغ .وبالرغم أنها
كانت تمثل ارتقاء أخالقيا كبيرا ،فإنها عكست السياق المجتمعي للشرق ا ألدنى القديم.
تكشف العقوبات في الناموس الموسوي جوانب هذا السياق .لذا عندما يشير الملحدون الحدد
إلى البربرية والشرائع البدائية والقاسية والجرائم ا ألخرى المتخيلة في ا لعهد القديم ،فهم بال
شك يتحدثون عن النصوص التالية:
٠٩
((كل إنشاؤ شب أداه أو ألمه قائه يقيل .قد كب أداه أو ألمه .دلمه علده( )).ال
٢٠؛ )٩
<<(ثم) خرج ائ المزان إخ|ييبية ،ذنو اس ذحل يصري ،ني وشول بني
إسراييل -ذدحاشم ني المحلة اس اآلسزابييؤة ذ(مع) ذحل إسزابييى .نحدن
ابن ا الكزا يطؤه عتى ا السم (اسم الرب) وشب (لعنه) .قانوا ده انى موكى..
قوضعوه بي المحرس (الشجن) بدئتن لهم عن قم الرت .قنملم الرت موكى
قابلن :أحرج الذي سب اتى حارج ا تته ،قدضغ جبيع الشايعين ذيل يهم عتى
رأسه ،قتنئقة كل انجتاعه( )).ال )٦٤ -١٠ :٢٤
((وتأ نماذ بنو إسرادين بي اليرئه ذلجذوا رغاد يئقبت شغبا بي يوم الشتي.
ققدلمه الدين زحدوه يحفتي حفدا إتى موكى زنارون وكل انحتاعه .قؤضعوه
ني 1ترس ألئه تلم يعتن لماذ| يعغل ،يه .قدن |لرت رنوكى :قئأل يعدن ،الزحذ.
يرحئة يججارة نمن انجماعه خارج اتله .قاحرجة كل انيماعه إتى حارج
ا تته وزلجموه يححاز؛ ،قتات نمنا ألمز الرت موكى( )).عد )٣٦ —٣٢ :١٥
((إذا نماذ يرحل ابذ نتايد ولمارد (متمرد) أل يشتع بقول أييه ذال بقول آئه،
و ديايه قال يستع تقتا .يئسكه آبوه زألمه ويأديان ده إتى شيوخ نديتي زإتى
ياب لمكايه (مكان إقامته) ،ويقوالن بشدوخ نديتي :ابددا هذا لمعايد ونارد
ال يسمع بقوإتا ،وهؤ مسرف وسحبيز .قيزحئه جييع رحال نديتي يجحاز؛
خئى يموت .قندزع السر مئ يبيكلم ،زيستع كذ إسزاييز زيحافون( )).تث :٢١
)٢١ -١٨
يبدو ناموس موسى في منتهى ا لقسوة في ظل هذه ا ألحكام بالموت وا لحديث عن ا لعقوبات
القاسية! بعض الغربيين يرفضون تما لما حتى أخف العقوبات البدنية ،بل أحياائ تمثل مخالفة
للقانون في أماكن مثل ا لسويد ودول الشمال (مثل ًايسالندا وا لدنمارك وا لنرويج) .وبالتالي
عندما نأتي إلى بعض شرائع ا لعهد القديم ،تبدو العقوبات فظيعة وجسيمة .يدعي النقاد أن
رجم الناس بالحجارة هو أمر بدائي وبربري ،وأن عقوبة اإلعدام نفسها هي عقوبة قاسية
ووحشية .االن ال أدافع عن عقوبة الرجم ،وال أطالب باإلعدام لمن يرفضون الكتاب المقدس.
في ا لجزء التالي سنحاول وضع بعض التشريعات التي تبدو قاسية في نصابها الصحيح.
١١٠
الشرق األدنى القديم .في نفس الفترة وحدت شرائع أخرى قديمة في نفس المنطقة في
األلفية الثانية قبل الميالد وقد عرفت با لشريعة (( ا لمسمارية)) .كلمة ((مسمارية)) تشير إلى
حروف أو أرقام على شكل وتد ،وتكون منقوشة على ألواح حجرية عادة بقلم من البوص .في
هذه القائمة توجد شرائع أورنامو ريغ( )11٢-|/71حوا لي ٢ ١ ٠ ٠ق .م .خالل حكم ا ألسرة
( ١٩٢٥ق .م ).الذي حكم مدينة سومرية الثالثة ل -أور) ،وشرائع ليت عشتار ر،7٢كأ/؟/،
(حوالي ١٨٠ ٠ق .م ،).وهي مدينة تسمى آيسن .والشرائع األكادية إلشنونا
على بعد مئة ميل شما ل با بل ،وا لشرا ئع ا لبابلعة لحمرا بي ( ١٧٥٠ق.م ).وشرا ئع ا لحثيين
( ١٢٠٠ —١٦٥٠ق .م ).في آسيا الصغرى (تركيا اآلن) )١(.
ال ينبغي أن نندهش من وجود توا زيات وتقاطعات بين شرا ئع ا لشرق ا ألدنى ا لقديم وشريعة
موسى .األكثر من ذلك هناك اقوال متنوعة وحكم من سفر األمثال تبدو إلى حد بعيد كأنها
وهو أحد األعمال األدبية )1(181:1111071 اقتباسات من ((تعاليم أمينيموبي))
المصرية القديمة .كان يجوز لكتبة أسفار الكتاب المقدس أن يقتبسوا من أحد المؤلفات الشعرية
-مثل سفر ياشر (يش ١٣ :١٠؛ ٢صم -) ١٨ : ١أو أن يرجعوا إلى وثائق رسمية ،مثلما فعل
كاتب سفر ا ألخبار .باإلضافة إلى هذا يمكننا أن نتخدل موسى وهو يعمل كمحرر للتوراة إذ
يوفق بين التقاليد الشفهية والكتابات المتعلقة بالخلق وتاريخ عصر اآلباء األولين إلسرائيل.
فيما بعد في العهد الجديد يكشف لوقا ٤ —١ : ١عن مشروع بحثي منظم يستقصي التقاليد
الخاصة بيسوع وا لتي جمعها لوقا ليكتب سيرة ذاتية موثقة عن يسوع .هذه المساعي البشرية،
واألسلوب األدبي للكتابة ،والشخصيات تمدل جزة ا من عملية التدوين الملهم بالروح القدس.
ا لبعض سبه ((تجميع)) األسفار المقدسة بعقيدة ا لتجسد .في شخص يسوع الناصري اجتمع
ا لعنصر ا إللهي بالعنصر البشري .بالمثل ليس معنى أن هناك درا لشخصية الكاتب أو أسلوبه
أو أدواره المختلفة ،أو أئ محتوى ((خل رجعا)) قد اقتبس ،أن هذا معنا ه أن روح الله الملهم لم
يكن مساهائ في عملية ا لوصول باألسفار المقدسة إلى صورتها الحالية.
مرة أخرى ،هناك تشابهات ومتوا زيات عديدة بين شرا ئع الشرق ا ألدنى ا لقديم وشريعة
موسى (وأكثر تحديدا ،ميثاق العهد في سفر ا لخروج — )٣٣ :٢٣—٢١ :٢٠سوا ء في عقوبة
اإلعدام للقتل أو حتى ا لتشريع الخاص بالثور النطاح .بكل تأكيد هناك تحسينات أكثر
تحضرا أجريت على شرائع عديدة بمرود الزمن في الشرق ا ألدنى القديم— على سبيل المثال،
تخفيف أحد شرائع ا لحثيين ا لقديمة ( ١٥٠٠ —١٦٥٠ق .م ).في شرائع ا لحثيين الجديدة
( ١١٨٠ —١٥٠٠ق .م ).ولكن عند نقاط أساسية توجد ا ختالفات ضخمة بين شريعة موسى
ومواثيق قانونية أخربى في الشرق ا ألدنى القديم .يقدم تشريع سينا ء ارتقاءات أخالقعة
وقا نونؤة متميزة بحق ولم يسمع بها قبال .ليس من المستغرب إدا أن يركز النقاد من أمنأل
الملحدين الحدد على الجانب السلبي بينما يتغافلون قفزات هائلة نحو األفضل .فهم يفكرون
١١١
هكذا :لماذا نزعج أنفسنا بالغوا رق ا لطفيفة عندما تستطيع أن تسجل العديد من النقاط
الرنانة عن رجعية الشرق األدنى القديم! في هذا ا لجزء من الكتاب سنلقي ا لضوء على هذه
االختالفات البارزة.
وبينما نفوحن أكثر عمعا ،سنستمر في ا لتأكيد على شيئين )١( :بعخر شرا ئع وعقوبات
ا لعهد ا لقديم كانت أقل من المثاليات التي وردت في قصة ا لخلق (تك )٢( ،)٢ :١شريعة
موسى لم يقصد لها أن تكون دائمة او عامة أو معيارا لكل األمم .لذا يجب أن نقدم مدى
قسوة هذه العقوبات والشرائع القاسية في سياق الشرق األدنى القديم وليس في ضوء
الثقافة الغربية .ألننا نحن الغربيين في نظر شعوب الشرق األدنى ا لقديم نعتبر مجموعة من
الحالمين األغبياء!
في أحيان كثيرة ،عندما ئرتكب ا النتهاكات ألول مرة في وسط أمة ناشئة ،يصاحب ذلك
عقوبة قاسية .تأمل ناداب وأبيهو ،اللذين ينطبق عليهما المثل القائل هذا الشبل من ذاك
األسد إذ قلدا وثنية هارون في حادثة العجل الذهبي (خر ،)٣٢وقدما ((نارا غريبة)) —وهو
ما يعني طقسا وثندا لعبادات غربية سامية كانت ترتبط بتعيين المرء في الكهنوت— وقد سقطا
ميتين (ال .) ١ ٠كذلك رجال من بني إسرائيل ،تم إغواؤهم بالزنا والوثنية بواسطة نسا ء من
مديان ،هؤالء قد سقطوا أيتا أمواائ بسبب احتقارهم لعهد الله (عد .)٢٥وخالل حقبة مملكة
داود ،حاول عزا أن يثبت تابوت العهد المترنح اثناء نقله (٢صم .)٧ —١ :٦كيف نال ((شكرا))
على مجهوداته؟ أسقطه الله مائدا! حتى أن داود استشاط خضدا بسبب عمل الله هذا.
فكر فقط في حنانيا وسفيرة في ا لعهد ا لجديد (أع ه) ،ا للذين سقطا ميتين بسبب كذبهما
بشأن مقدار سخا ئهما .وكانت ا لرسا لة وا ضحة جدا للكنيسة ا ألولى(( :نضار حوف مبألئ١
طى جييع ا لكييكة وطى جميح ا لدين سيعوا بذبذ)) (أع ه .)١١ :تبدو يد ا لله ثقيلة با ألخص
في حا الت ا لقدوة أو في ا لبدايات.ال يمكن ا الستخفاف با لله .وهو يأخذ ا لخطية مأخذ ا لجد،
وفي أحيان كثيرة يضع معيارا للتجاوزات األولى .بالنسبة لشعب الله كان مقصودا لهذه
العقوبات أن تكون أدوات تذكير قوية لما يتوقعه الله منهم.
١١٢
لذا عندما حاول عزا أن يحفظ توازن تابوت العهد ،الذي وضعه داود على ((عربة جديدة))،
كان الله واضائ جدا بأن تعليماته في ناموس موسى قد تم تجاهلها .كان يجب أن يحمل
ا لتا بوت على قضبا ن بوا سطة ا لالويين (خر ١٥ -١٢ :٢٥؛ ،)٤ :٣٠وال دنقل بعربة يجرها
ثور .وكان هناك أشياء مقدسة لم يكن مسموحا بلمسها وإال كانت ا لعقوبة هي الموت (عد : ٤
.)١٥وكما أحبر الله موسى وهارون بعد إماتته لناداب وأبيهو ((هذا ائ دكلم به الرت فادال:
بي العريدين مدي ائعذس ،وأائلم جييع السعب أدمحد)) (ال .)٣ :١ ٠
نحن هنا ال نتحدث عن مهزا ر صغير أو حتى عن مرا هق ال يريد تنظيف غرفته .ال ،لكن
عن شخص جانح ومنحرف وال يمكن تقويم سلوكه القاسي والعنيد ،بالرغم من جهود كل
ا لمحيطين به .إنه مذنب بشكل متكرر؛ فأبوا ه ((يوديابه قارة يسمع لهنا)) (تث .)١٨ :٢١هذا
ا لشخص صورة للتمرد -و(( مسرف وسابير)) (تث ٢٠ :٢١؛ قارن أم ٢٠ :٢٣و ٠)٢١هذه
المشكلة الخطيرة كانت ستسبب دمارا هائالعلى العائلة والمجتمع األكبر(دعي يسوع(( اكول
كان مثل هذا ا البن ،وعلى ا ألرجح ا لبكر ،حتائ سيبدد ميراثه عندما يموت أبوه .وكان على
ا ألرجح سيجلب ا لدما ر لعا ئلته ا لحا لية وا لمستقبلية .فهو مثل مدمن ا لقما ر ا لذي سيرهن منزله
ومدخرات ا لعمر من عائلته .ومع ذلك الحظ أن الوالدين ال ينفذان القانون بأيديهما .وإنما
يستشيرا ن ا لسلطا ت المدنية ،ا لمسؤولة على نظام ا لمجتمع وسير أحوا له .وال يظهر ا لوا لدا ن
في ا لصورة فيما بعد .وال يتوليان تنفيذ العقوبة ،وإنما تقوم الجماعة بممارسة هذه المسؤولية
االجتماعية .وعندما يتطلب األمر هذا ا إلجرا ء العنيف ،فهو آخر مالذ مأساوي للتعامل مع
مثلهذه|لمشكة)٣(.
١١٣
القانون .وبالمثل ،كأن ا ألنبيا ء ا لكذبة ا لذين يسعون إلى إغوا ء ا لشعب إلى ا لوثنية يتعرضون
أيتا لعقوبة اإلعدام (تث .)١١ -١ :١٣
كانت عبادة الموتى شائعة في ا لشرق األدنى القديم ،بما في ذلك كنعان .كانت شعوب
الشرق األدنى القديم تحاول استشارة الموتى أو االتصال بهم حتى يتدخلوا أو يساعدوا
ا ألحيل ء .هذه ا ألديل ن ا لقديمة في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم كا نت تد ا فع عن طقوس ا لحزن على
ا لمتوفي مثل تقطيع المرء لجسده من أجل ا ألموا ت وعمل عالمات كل لوشم على الجسد (أل
.)٢٨ :١٩أائ قص الرجال لشعرهم من الجانبين أو أطراف لحيتهم (ال )٢٧ :١٩فكانت
ممارسة كنعانية يقدم فيها المتعبد شعره كتقدمة إلى أروا ح منتقلة السترضائهم (قارن
تث.)١:١٤
لم يكن مسموحا بشيء كهذا في إسرائيل! كان على شعب الله أن يكون مختلعا عن ا ألمم
المحيطة به .وكان عليهم أن يركزوا على الحياة وإله ابحياة ،وليس األموات واآللهة الباطلة .لم
يكن مسموحا ألحد بأن يستشير أو يسأل(( اتؤدى ألحل األحياء)) (إش ١٩ :٨؛ قارن :٢ه
و .)٦ولم يكن حتى مسموحا للكهنة في إسرائيل بحضور الجنازات ،إال إذا كانوا من أقارب
المتوفي (ال -١ :٢١ه) .وكان عليهم أن يكونوا <<معئسين ٠٠٠إللههم)) (ال .)٦ :٢١وتن دم
كان يجب تطبيق عقوبة اإلعدام على التوابع والمنجمين وأمثالهم -هؤالء الذين يعملون في
تجارة الموت) (.
في مجتمع ديموقراطي كمجتمعا ،يبدو كل هذا ضد فكرة التسامح .يجب أن نحترم
حرية اآلخرين في العبادة ،أليس كذلك؟ لكن إسرائيل قد ربطت نفسها بيهوه ،الذي صنع
عهدا معها -مثل زوج مع زوجته .لقد تعهد شعب إسرائيل على نفسه بأنهم شعب الله وأنهم
سيحفظون عهده (خر ،)٣ :٢٤وقد خضعوا طواعية لحكم الله (الثيوقراطي) .وبالتالي أي
تدحل في هذه العالقة— سوا ء في شكل آلهة غريبة ،أو تحالفات سياسية ،أو استشارة
الموتى -بدال من الثقة بالله— يمثل انتهاينا لتعهدات العهد .ومع ذلك من المضلل أن يتحدث
سام هاريس عن رحم ابن أو ابنة عائد من حصة تدريب على اليوجا ) (.المغزى من تثنية : ١٣
١٦ —٦مغاده أئ معلائ كاذبا يحاول ((إغواء)) الجماعة بالدعوة إلى عبادة آلهة أخرى :هلم
(((قدج زئئبد ألهه أحزى))).
بالطبع ،هؤالء ا لذين ال يريدون أإليمان بإله إسرائيل وال يطيعون شروطه كان مسموحا
لهم بمغادرة إسرائيل ليعيشوا في أمة أخرى .كان هذا هو البديل ا لواضح والمغتل .وكان
هذا صحيا أكثر من الناحية الروحية إلسرائيل وأكثر أمادا لمناهضي الدولة الثيوقراطية.
وكان على المتبقين في ا ألرض أن يحترموا ا لعهد والشرائع المصاحبة له.
١١٤
لكل شعب تقاليده
((إذا فاقت خصوة بين أقاس وثنموا إنى انعنا؟ إتقضئ انعتا ة ينهم،
فلئترذوا انباذ زتئكوئا عتى المذنى .قان كان اتدنى مسثوجذ الغزن،
يطزحه انقاضى ويحبدوقه أنانه غلى قذر ذدده يانفذد .أذبعئ يحبده .ال بزن،
لدأل إذا راد بى جئد؛ عنى هذ؛ ضزبات كيزًا ،يخنعز أخون بى فيقئك( )).تث
ه)٣—١:٢
هل تتذكرون عندما سجن ((مايكل فاي)) ،وهو شاب أمريكي عمره ١٨ءاائ ،في سنغافورة
عام ١٩٩٤؟ فقد تورط في سرقة وتخريب ،والرسم بالرش على السيارات في متجر لبيع
السيارات .اكتشف فاي أن هذا السلوك المخرب غير مسموح به في سنغافورة! وعندما قذم
والده التماسات للسلطات ،حكم عليه بأربع جلدات السعة بدال من ستة جلدات باستخدام
قسبة طويلة.
كانت الضربات السنغافورة أقل عدذا لكنها كانت أكثر قوة من الضربات السامدة .في
إسرائيل كانت ئستخدم ا لعصا ا لخشبية على األرجح .ولكن أال تزا ل عقوبة ٤٠جلدة أكثر
عنائ ومبالغا فيها جذا؟ مرة أخرى دعنا نفحص بالتدقيق هذا الغص لنحصل على تقدير
أعظم لما يحدث هنا:
( )٤كانت هذه أقصى عقوبة ،وا آلثمون يعاقبون في المعتاد بضربا ت أقل من أربعين .ومع
ذلك فأقصى عدد للجلدات كان محددا ،ولم يكن مسموحا بتجاوزه.
(ه) القاضي الذي يصدر ا لحكم ومنغذ العقاب كان عليهما أن يتذكرا أن الطرف المذنب
هو ((أخ)) .كان المجرم يلقى حما يًا من ا النفعال الزائد سوا ء من حشد من الناس أو
فرد واحد .فلم يسمح بإذالله (ن ((يخنعز أخون بي عيثيذ)))(
الضرب بالعصا يبدو قاسيا آلذان المعاصرين .في نفس الوقت هناك معنى رقيق لرمزية
وصورة العصا هو زعي األغنام مثأل (مز ،)٤ :٢٣وتأديب الطفل (أم ٢٤ :١٣؛ ١٥ :٢٢؛
)(.)١٥ :٢٩مرة أخرى نحق القانون على أقصى عقوبة من الضربات ،ويستطيع القاضي أن
يصدر عقوبة اقل .فضأل عن ذلك ،كانت عقوبات إسرائيل لينًا بالمقارنة بالشرائع القانونية
األكثر وحشية والتي ال يظهر رحمة في ثقافات أخرى في الشرق ا ألدنى القديم .كانت شريعة
١١٥
حمورابي تصر في بعض الجرائم على قطع اللسان أو الثدي أوا؛ ليد أو األذن .وإحدى
العقوبات تضمنت سحل المتهم حول أحد الحقول مجرورا بواسطة الماشية ) (.وفي التشريع
المصري القديم تضمنت العقوبات قطع ا ألنف أو األذن .وكانت شريعة حمورابي تصر على
موت اللص ) .بينما ا لعهد ا لقديم يطالب فقط بتعويض ا لضعف عن الخسارة (خر .)٤ :٢٢
هذه المقارنة— من بين أمور ًاضى كثيرة -تذكرنا بأن األشخاص كانوا مهمين في ا لتشريع
ا إلسرا ئيلي أكثر من ثقافات أخرى في العشرق ا ألدنى القديم .وعند معاقبة ا لمجرمين (سوا ء
في حالة الحنث باليمين أو التشهير بابأخرين) كان القانون المصري القديم يقر بمائة إلى
مغتين ضربة .وكانت الضربات المائة العقوبة األقل ) (.أثا بالنسبة لعقوبات السرقة في العهد
القديم ،كما يالحظ ((ديقيد بيكر)) ،فكانت أكثر إنسانية من معظم شرائع (الشرق ا ألدنى
ا لقديم) ،ولم تتضمن أبدا التشويه ،أو الضرب ،أو الموت .
كيف تبدو تثنية ٣ — ١ :٢٥لك ا آلن؟ لم يسمح ا لتشريع ا لموسوي بأكثر من ٤٠ضربةا
جلدة لعقوبة المذنب .كانت هذه هي ا لعقوبة القصوى ،وهي متروكة لتقدير القاضي .في
المقابل ،كانت العقوبات في أماكن ًاضى من الشرق األدنى القديم في منتهى القسوة .فوق
كل هذا ،في ا لشريعة البابلية أو شريعة ا لحثيين ،مثأل ،كانت المكانة أو الحالة االجتماعية
تحدد نوعية العقوبات الخاصة بحريمة معينة .أتا شريعة الكتاب المقدس في المقابل وضعت
الملوك والكهنة وأصحاب المكانة االجتماعية المرموقة أمام نفس المعايير مثلهم مثل) ا لشخص
العادي |لبسيط)١٢(:
البعض قد يشير إلى المثال التالي كارتقاء أخالقي .في البداية نصت شريعة ا لحثيين أنه
إذا حرث شخص ما حقأل مزروعا وذرع بذاره هو ،فيحب تنفيذ عقوبة الموت عليه ) (.لكن في
تشريع الحق ،كان المذنب يحتاج إلى طقس تطهير وتقديم ذبيحة ) (.وبالرغم أننا قد نشعر
باالمتنان لهذا ا الرتقا ء ،لكنه ال يرقى أبدا من التأكيد القوي إلسرائيل على ا لتعويض في
ا لجرا ئم الخاصة بالممتلكات ،وليس عقوبة الموت .كان األشخاص مهمين أكثر من الممتلكات
في إسرائيل ،وهي مقارنة الفتة مع بقية الشرق األدنى القديم.
دعئ( ،،وتعني قانون القصاص <107118ا0ا ذكرت هذه العقوبات القاسية -والتي ددعى
للجريمة بعقوبة مساوية لها في ا لنوع والدرجة) في مواضع عديدة مثل :خروج —٢٣ :٢١
١١٦
٢٥؛ الويين ٢٢ -١٧ :٢٤؛ وتثنية .٢١ -١٦ :١٩الالفت أنه في كل هذه |لحاالتال تؤخذ ((عين
بعين)) بشكل حرفي .نعم ،وحيا ة في مقابل حياة تؤخذ بشكل حرفي مباشر عند الحديث عن
جريمة القتل .ومع ذلك كل نص من ا لنصوص السابقة يطالب بتعويض (مالي) ،وليس تشويبا
فى الجسد .طى سبيل المثال ،فى أعقاب خروج ،٢٥ -٢٣ :٢١يأتى خر ٢٦ :٢١و !٢٧وهذا
يوضح الفكرة التي نقولها بشكل رائع(( :إذا ضرب دسان عين عددؤ ،اوعين أصده قأدلقها،
يطلعه حرا عوضا عن عينه .واذ أسقن سن عدد؛ آو سن أميه يطلعه حرا عوصا عن سدة)).
ليس لدينا هنا عين أو سن بالمعنى الحرفي ،وإنما تعويض عن ا لضرر الجسماني .يذكر بعض
كمبدأ (1)1110711$ الدارسين ين أمثال ((رايموند ويستبروك)) أن قانون القصاص بالمثل
تعويضي لم يؤخذ حرفي) (.
فكرة قانون القصاص بالمثل هي اآلتي :يجب أن تتناسب العقوبة مع الجريمة .باإلضافة
إلى ذلك ،كانت هذه هي العقوبات القصوى ،ويجب أن تكون العقوبات متناسبة ،وال تتجاوز هذا
المعيار .ويمكن للعقوبة أن تكون أقل قسوة إذا رأى القاضي أن ا لجريمة تتطلب عقوبة أقل.
فيما بعد في ا لعهد ا لجديد ،لم يقرأ يسوع نفسه هذه الصياغة بشكل حرفي .هذه
الصياغة طبقها معاصرو يسوع بشكل خاطئ خارج قاعات المحاكم كذريعة للثأر ا لشخصي
(مت ه ٣٨ :و .)٣٩في كل ا ألحوا ل ،لم يقرأ يسوع هذه الصياغة بشكل حرفي ،مثلما فعل
تماائ في كالمه عن قلع العينين وقطع اليدين إذا كانوا سبيا في العثرة والسقوط في ا لخطية
(مته٢٩:و.)٣٠
ا ألكثر من ذلك ،تنفيذ العقوبات التي تتناسب مع ا لجريمة كانت تحمي الطبقات ا ألكثر
ضععا مثل ا لفقرا ء وا لضعفا ء والمنبوذين .لم يكن بمقدور ا ألثريا ء وأصحاب ا لنفون أن
يحددوا شروط العقوبة .في ا لوا قع كانت النخبة في المجتمع يتعرضون لهذه العقوبات
المتناسبة مثل أي أحد آخر.
باإلضافة إلى ذلك ،عمل هذا المبدأ الخاص بالقصاص بالمثل كحماية ضد عداء الدم
والثأر غير المتناسب (فكر بطريقة المافيا هنا) .عندما نقارن عقوبات إسرائيل مع تشريعات
أخرى في ا لشرق األدنى القديم ،نجد أن شريعة موسى تقدم ارتقاء أخالقيا باررا .وكما
يشرح الدارس الكتابي ((بريفارد تشايلدز)) ،كان مبدأ القصاص بالمثل عالمة على ارتقاء
هام ،وأكثر من كونه أحد آثار عصر بدائي.
قد يثير البعض فكرة أن شريعة حمورابى كان لديها بالفعل مبدأ للقصاص بالمثل ،وهو
ما يمكن أن نسميه عئلمة مقابل قطمة وأيائ سن مقابل سن .ومع ذلك كان هذا يطيق
عندما يجرح أحد األرستقراطيين (أو النبالء) ،وليس شخصا عاديا (أحد العامة) ،من أحد
أقرانه ) (.نعرف أيائ أن شريعة حمورابي نصت على قطع فعلي لأليادي وا ألنوف وا ألثدا ء
١١٧
واآلذان! وكذلك كانت الشرائع 1بآلشورية الوسطى (حوالي ١١٠ق .م- ).أكثر من مائتي
عام بعد شريعة موسى الذي أعطيت في سيناء -غير متناسبة بشكل بشع .وكانت تتضمن
ضربات تصل إلى مائة لكمة ،وكذلك تضمنت تشويفا للجسد .لذا فإن تعبير ((عين بعين)) كان
معيارا للعدالة ،وليس شيدا نغذه إسرائيل حرفيا .
تشريع الثور النطاح يمدنا بمقارنة الفتة بين شريعة موسى والشرائع األخرى في منطقة
الشرق األدنى القديم .فشرائع مثل شريعة ((حمو ابي)) و((إيشذوذا )) مثال لم تعكس نفس
االحترام للحياة اإلنسانية مثل شريعة موسى .في الشرائع األخرى إذا كان من عادة الثور
ا لنطح لكن المالك لم يتخن أية إجراءات تحذيرية ليمنعه ثم نطح وقتل شخائ ولد حرا ،كان
يدفع نصف منا فضة (والنا تساوي ٥٠شاقال) أو ثلثين منا إلى عائلة ا لضحية ويعيش
الثور ) (.في المقابل يقذم سفر ا لخروج ٣٦ -٢٨ :٢١عقوبة قصوى أكثر شدة بسبب قيمة
ا لحيا ة ا إلنسانية ،وهو ما عكسته شرا ئع إسرائيل .كان ا لحكم يقضي بقتل الثور النطاح
(قارن تك ،)٦ —٤ :٩وال يسمح بتناول لحمه .فضأل عن ذلك إذا اعتاد الثور النطح ومالكه
لم يفعل شيعا ليمنع هذا ثم قتل ا لثور رجال أو امرأة ،فإن المالك -وليس ا لثور فقط— يقتل
كعقوبة قصوى (وسننظر إلى زاوية أخرى عن هذا الموضوع بعد قليل).
بالمثل أصر حمورابي على أنه إذا كان أحد يبني بيته ولم يكن حريصا فانهار البناء
وقتل أحد األطفال القصر ،فإن ابن لمن كان يبني يقتل ) (.في المقابل ،لم يكن مسموحا
في إسرائيل بأن يقتل طفل بسبب ذنب وا لديه (أو أحد الوالدين بسبب ذنب طفله) (تث
.)١٦ :٢٤
فوق كل هذا ،عاش العالم القديم بشريعة غير مكتوبة ليثأر المرء لقتل أحد أفراد عائلته،
ولم يكن مهائ هل كان الموت عرضيا أم ال ..أنت قتلت أحد أفراد عائلتي ،وأنا سأقتل أحد
أفرا د علئلتك .في المقابل ،ميزت شريعة إسرا ئيل بين ا لقتل العرضي وا لقتل ا لعمدي .وتوفرت
مدن للملجأ لهؤالء ا لذين قتلوا شخائ آخر دون قصد منهم (خر ١٢ :٢١و ،)١٣وهي طريقة
لمنع استمرار الثأر سدم)٢ (.
علق المؤرخ الشهير (اباول حونسون) ،على شريعة حمورابي ،بالرغم من أن هناك الكثير
الذي يمكن أن يقال عن ا لشرا ئع األخرى للعشرق األدنى القديم ،بقوله :إذ ا لشرا ئع ا لمفزعة
تتميز بقسوة عقوباتها البدنية ،في مقابل ضبط ا لنفس في شريعة موسى وتشريعات سفري
التثنية و|لالويين١(٠.أ)
لقد رأينا أن شرائع ا لشرق ا ألدنى ا لقديم ا لتي تعرضنا لها هي أكثر قسوة بالمقارنة
بشرائع إسرائيل .ومع ذلك العديد من الدارسين يؤكدون أن العقوبات في شريعة موسى—
وحتى في القوانين المتعددة في الشرق األدنى القديم— هي أقل وحشية في الممارسة الفعلية.
١١٨
ماذا عن ا لبربرية والشرائع القاسية والجرائم األخرى المتخيلة؟
على سبيل المثال يذكر سفر العدد (( ٣١ :٣٥النم دحذوا نديه عن دعس ا نعادل المذيب التوب ،بله
ائه يعدل)) .وتؤكد هذه الفكرة في خروج ٢٩ :٢١و( ٣٠الثور الناطح إلنسان حتى يميته نتيجة
إلهمال مالكه) ،وألنها جريمة قتل غير متعمدة ،تسمح اآلية ٣ ٠بإمكانية دفع تعويض مادي
بدال من إزهاق روح المالك(( :دن وضقت عتيه بدية ،ندقع فداء دعسه كز صا يوضع عنيه)).
يشير ((وا لتر كايزر)) إلى المالحظة العامة لدارسي ا لعهد القديم :وجدت ست عشرة جريمة
كانت تتطلب عقوبة الموت في العهد القديم .ولكن فقط في حالة القتل العمد يقول الغص إن
المسؤولين في إسرائيل غير مسموح لهم بأخذ ((فدية)) أو ((تعويض)) .وكان ا لتفسير المقبول
على نطاق وا سع لهذا أنه في ا لحاالت ا لخمسة عشرة األخرى بإمكان ا لقضا ة استبدال
عقوبة الموت بتحديد فدية أو تعويض .ألنه في حالة ا لقتل ا لعمد تعمل عقوبة الموت كمؤشر
يمكننا ذكر أسما ء دارسين مثل ((رايموند ويستبروك))(( ،جاكوب على خطورة الجريمة.
فنكيلشتين)) ،وحوزيف سبرنكل)) ،الذين يتفقون بالفعل مع هذا الرأي(.
وبالتالي إذا أخذنا ا لعقوبات ا لقاسية في ا لعهد ا لقديم حرفيا ،سنالحظ أن شريعة موسى
كانت أقل قسوة بكثير من شرا ئع أخرى في الشرق ا ألدنى القديم .من ناحية أخرى ،إذا
اتبعنا هؤالء الدارسين الذين يرون في شرائع عقوبة اإلعدام في العهد القديم بأنها تسمح
بدفع ((فدية)) (باستثناء ا لقتل المتعمد) ،فإن هذا يفتح أمامنا منظرا جديدا تماائ لهذه
العقوبات التي تبدو قاسية.
من ناحية ،تدين شريعة موسى بوضوح تقديم األطفال كذبائح كشيء كريه وبفيض
أخالقيا (ال ٢١ :١٨؛ -٢ :٢٠ه؛ تث ٣١ :١٢؛ .)١٠ :١٨كما تشير((سوذانذيديتش))في
ا) ،إلى أة النبرة 171 $12 <2أ1 كتاب *الحرب في الكتاب المقدس العبرى
السائدة في ا لعهد ا لقديم تدين تقديم األطفال كذبائح ؛ ألن ذلك يتعارض مع مقاصد الله
ويزعزع المجتمع اإلسرائيلي) (.
دعنا ننظر إلى بعض النصوص التي تشير بشكل مزعوم بأن ذبائح األطفال كانت
مقبولة.
١٩
ميشعملكموًاب٢ :مل٢٧:٣
((قحن ابقه اليقن الذي فإن متك عوضا ئ ،ئ حقده محزقًا على الشور.
عكان بظ فظيم قلى وإسزاؤيز .فائضزفوا ة وجوئا إتى أرضهلم٢( >>٠مزا
)٢٧ :٣
هنأ يقذم ميشع ملك موآب ابنه البكر ذبيحة على سور قير حارسة (في موآب) .بعد ذلك
ا نسحب جيش إسرائيل بسبب ((الغيظ العظيم)) .ا لبعض يعتقد أن هذا غيظ الله ،وأن الله
يظهر قبوله لذبيحة ميشع البنه عندما استجاب بغيظ ضد إسرائيل .ومع ذلك هذا الرأي به
إشكاليأت:
٠هذه ا لفكرة تتعارض مع إدانة واضحة لذبائح األطفال في أسفار موسى ا لخمسة
(تث ٣١ :١٢؛ ،)١٠ :١٨وكذلك رفضها في سفر الملوك ذاته (٢مل ٣ :١٦؛ ٧ :١٧؛
.)٦ :٢١
في موا ضع أخرى من سفر ا لملوك ٠كلمة غيظ أو سخط (أ{([8£أ€أ)) ليست غيفا الهدا.
وتشير بوضوح إلى سخط ا! أ{(ل8£ا€ل)\\ الثاني توجد كلمة من نفس ا لجذر هي كلمة
اإلذسان(ه١١ :؛ .)١٩ :١٣
بشكل عام يقترح المفسرون عدة تفسيرات مقبولة )١( :كان هذا سخط وغضب موأب
ضد إسرائيل ألن ملكهم ميشع أجبر بسبب يأسه إلى تقديم ابنه ذبيحة .كان هدف
موأب أن يحفز ويجدد إصرار موآب على القتال )٢( .امتأل بنو إسرائيل برعب أو ذعر
هائل عندما رأوا هذه ا لذبيحة البشرية ،مما جعلهم يهجرون األمر برمته )٣( .با لرغم
من فشل ميشع في محاولته لكسر الحصار (ربما ليتقدم نحو الشمال للتعزيزات)،
لكنه كان ال يزا ل قادرا على أسر االبن ا لبكر لملك أدوم ،وهو ما ذبحه على ا لسو،
األمر الذي حطم ا لروح المعنوية لجيش أدوم .فأنهى سخط جيش أدوم الحرب ،ألنهم
انسحبوا من ا لحلف العسكري بين إسرائيل ويهوذا وأدوم(.
بعض دارسى ا لعهد القديم يقولون إن يغتا ح لم يقدم ابنته ذبيحة بالمعنى الحرفي ،ولكن
معظمهم مقتنع بأن الغص يؤكد ذلك .لذا دعنا نسئم بالسيناريو األسوأ .ونأتي إلى األسئلة
١٢٠
الحتمية :ألم يكن يفتا ح يعرف بوضوح أن تقديم األطفال ذبيحة هو شى ء غير أخالقي ،وأن
الله أدان شعوب كنعان بسبب هذه الممارسات؟ فلماذا إدا شرع في تقديم هذه 1لذبيحة؟ هل
ألن الله كان يوافق فعأل على ذبائح األطفال؟
اكدنا بالفعل أن ما يحدث في ا لعهد القديم أحياائ ليس هو ما ينبغي أن يحدث .وليس
ألن شيدا موصوف فهذا يعني انه منصوص عليه كمعيار يجب أن يتبع .بعض السلوكيات
تمثل نمانج سيئة ينبغي أال نتبعها (قارن ١كو .)١٢—١ :١٠لذا دعنا نعمل بعض ا لتفييرات
ا لضرورية ونطبق منطق المتشككين على قا ص آخر— هو شمشون .كقاضي إلسرائيل ،ألم
يكن شمشون يعرف بوضوح أن لمس ا لجثث الميتة شيء محرم (قض ٨ : ١٤و ، ) ٩خاصة في
ضوء تعهدات نذره الدائم (عد )٦؟ ألم يكن واعدا تماائ بأن معاشرة العاهرات كان ممنوعا
(قض )١ :١٦؟ هل وصلتك الفكرة؟ ضع في اعتبارك أننا نتكلم عن حقبة قضاة إسرائيل
ا لتي وصفها ((تشارلز ديكنز)) بأنها أسوأ ا لحقب التي مرت على إسرائيل ،وكان عصرا من
الحماقة ،وموسم ظالمي ،وبمثابة شتاء البؤس .لذا يجب على النقاد أن يكونوا حريصين في
افتراض أن يفتا ح (أو شمشون) كان فى حالة أخالقية عالية.
ربما يتساءل ا لبعض ((ألم يحل روح الرب على يفتا ح؟)) (راجع قض .)٢٩ :١١مع ذلك
ال يجب أن نعتبر هذا تصديعا إلهيا مفتوحا بال شروط لكل ما فعله يفتاح ،ونفس الشيء
بالنسبة لجدعون ،لم يكن حلول الروح عليه (قض )٣٤ :٦ختائ بالموافقة على االختالط
بالوثنية (قض ،)٢٧ —٢٤ :٨ولم يكن نفس ا لشيء بالنسبة إلهود (قض .)٢٦ :٣بالفعل
كان هؤالء ا لقضا ة يعرفون أن ا لوثنية خطا .وبالمثل بالنسبة لشمشون(( :حل قليه روح الرت))
(قض ١٩ ،٦ :١٤؛ ،)١٤ :١٥لكن مسا عيه للزوا ج من ا مرأة فلسطينية ،وجريه ورا ء عا هرة،
ومعاشرته لدليلة كلها تكشف عن افتقاره الشديد للحكمة! بالتأكيد لدينا درس هام هنا عن
كيف يعمل الله بالرغم من خطية ا لبشر وفشلهم.
إن الهوت سفر ا لقضا ة يؤكد على مرحلة منحطة من أخالقيات وديانة بني إسرائيل ،وذلك
من خالل روايتين واضحتين في نهاية ا لسفر لتأكيد ذلك (قض .)٢١ -١٧كانت إسرائيل
تسمح لنفسها باستمرار أن تختلط بالكنعانيين .وفي ضوء الملمح ا لمتكرر لسفر القضاة:
((فاذ فذ واحد ئ ما يشئن فى عينيه)) (قض ً١٧ا ٢٥ :٢١ :٦؛ قارن ،)٢٣ -١٠ :٢ال
يجب أن نستغرب أن قادة إسرائيل كانوا أيصا في مستوى أخالقي ضعيف .لسنا مضطرين
لنتعب في ا لبحث عن نماذج سلبية في سفر القضاة ،إذا كانت إسرائيل كلها في حالة
انحطاط اخالقي .ال تحتاج قصة يغتا ح إلى شجب واضح من الله.
البعخى قد يصر على القول :اال يشير العهد القديم إلى تقديم البكر لله (خر ٢٩ :٢٢
و)٣٠؟ ومن خالل ما ورد في حزقيال :٢٠ه ٢و ، ٢٦يدعون أن الله قدم حرفيا فرائض ضارة
١٢١
(( عيز ضابحة))) ال يستطيع بنو إسرائيل أن ((دحيون)) بها -وصابا تتضمن بإجًازة البكر
في النار .ويؤكد هؤالء أن يهوه كل ما يهمه أنه ال يحب هذا ا ألمر فقط عندما تقدم إسرائيل
أطغالهأ آللهة أخرى!
مع ذلك ،ال توجد مثل هذه التغرقة .ذبائح األطفال -سوا ء ليهوه أو لبعل أو لمولك -هو
شيء مقيت .نعم كانت هذه ممارسة شائعة في إسرائيل ويهوذا (انظر مثال٢ :مل ١٧ :١٧؛
،)١٠ :٢٣والملك أحاز ومنسى وآخرون أخذوا أبناءهم وبناتهم وأجازوهم في النار (٢مل
:١٦م١؛ |٢خ .)٦ :٣٣لكن القاسم المشترك هنا ال دعنى القول .دشر سفر الخروج إلى
ا فتدا ء —وليس إلى ذبح— كل بكر صبي فا تح رحم .لقد ا فتدى ا لله بنفسه ا بنه ا لبكر إسرا ئيل
عندما أخرجه من مصر(خر١٣ :١٣؛ قارن .)٢٣ :٤
عن ماذا يتحدث حزقيال إذن؟ النص يشير بوضوح إلى أن الله قدم فرائض
(أ0أ)أ)أأأ{ )>:لجيل سينا ء (مثل وصايا ا لسبت) لعز بنو إسرائيل ((يحيون)) بها (حز ١٢ :٢٠
۶٠ م ٠٠.
و . )١٣رفضت إسرائيل الشرائع التي أعطيت لها في سينا ء ،ورفضوا أن يطيعوها (حز
.)٢١:٢٠لذا ((رفع (الله) يده)) .ثم استجاب الله إلى ا لجيل الثاني (جيل البرية) كما فعل في
رومية األصحاح األول :أعطاهم ((فزابض عيرصابحة ،واحفاائ ال يحيون بها (ال تؤدي إلى
الحياة))) (حز .)٢٥ :٢ ٠ال يميز حزقيال فقط كلمة فرائض (جمع مذكر لكلمة دا٠/1ع)
لكن القص يتضمن عن فرائض في مواضع أخرى في سياق (اسم مؤنث
القليل من التهكم أيائ .يخبر الله إسرائيل بطريقة ساخرة قائال لهم(( :اذهدوا اعبدوا كز
ا يشا ؤ أضثائه)) (حز ،)٣٩ :٢٠وبصياغة ًاضى ((اذهبوا،اذبحوا أبناءكم)) .هذه ((الغريضة))
التهكمية إلسرائيل العنيد بان يستمروا في الوثنية وتقديم الرضع كذبائح يشبه سخرية الله
في عاموس (( —٤ :٤هلم الى بيب ايل ،واذنبوا ائى الجلجال ،وأكثروا الدنودد)) .نفس ا لشيء
ينطبق على ا لنبى ميخا ،الذى يخبر ا لعصا ة ،وملك إسرائيل الذى يتجاهل يهوه(( :اصعد
واقيح قددفعيا الرت بدد اتبك)) (١مل .)١٥ :٢٢هذه هي نوعية ((الوصايا)) الساخرة التي
ليست ((جيدة)) ،وا لتي ال يستطيع أن ((يحيا)) بها إسرائيل.
قيمة الجنين
أحد االختالفات الكبرى بين شرا ئع ا لعهد ا لقديم ونظائرها في ا لشرق األدنى ا لقديم
يتمثل في قيمة الحياة اإلنسانية .وبالرغم من هذا ،كثيرا ما نسمع أن حياة الجنين في
إسرائيل القديمة لم تكن بنفس قيمة الحياة خارج الرحم .في الوا قع سعى بعض المدافعين
عن اإلجهاض للحصول على مبررات الهوتية إلباحة اإلجهاض في النص التالي:
((إذا قحاضلم رحال ذضدموا المرأ؛ حينى نشغن س،2ال ٠ذنذنا (أي ولدت
١٢٢
مبكرا — لكئ البعض يقرأها ((حدث إسقاط))) ولع نئشن اذده ،يثرم فتا يضع
عليه روج اترأؤ ،ؤيدقع فئ يد انعشا؛ (بموافقتهم) .ؤإئ حضنن اذية دئجلي
ثئسا يثعس ،وعيدًا يعببن ،وبائ يعس ،زيدا ييد ،ورحة يرحل ،وفيا يفى،
وجرحا يحرح ،ورصا يرص) (خر .)٢٥ -٢٢ :٢١
الفكرة الرئيسية هي :هل يجب أن نترجم الكلمة العبرية كصر(( ٠تلد قبل الموعد)) أم
(سقط))؟ إذا أسقطت المرأة ،فإن المذنب عليه أن يدفع غرامة فقط .المعنى المتضمن في هذه
الحالة أن الجنين ليس بقيمة المولود ،ولهذا ال يستحق الرعاية التي ئعطى في المعتاد إلى
ا لشخص خارج الرحم .من الوا ضح أن هذا النص يظهر اهتمائأ أقل بحياة الجنين.
دعنا ننتقل إلى نص آخر ،مزمور ،١٣٩الذي يدعم بقوة قيمة الجنين:
ضع هذا النص في ذهنك ،ودعنا نرجع ثانية إلى ا لنص السابق من خروج .٢١على
عكس االدعاءات السابقة ،فإن خروج ٢١يدعم بالفعل قيمة حياة األجنة .إن كلمة
تعني ((يخرج)) ،او(( يلد)) وهي تصف الوالدة ا لطبيعية (تك ٢٦ :٢٥؛ ٣٠ —٢٨ :٣٨؛ أي ١١ :٣؛
١٨ :١٠؛ إر :١ه؛ .)١٨ :٢٠وهي تستخدم دائائ للتعبير عن الوالدة ،وأئ الكلمة المعتادة
بمعنى ((يسقط /إسقاط)) متوفرة وهي |اسخ//ئما| (راجع تك ٣٨ :٣١؛ خر ٢٦ :٢٣؛
أي ١٠ :٢١؛ هو .)١٤ :٩وال تستخدم كلمة ((يسقط)) هنا.
فضة عن ذلك ،كلمة /)7،/يعود (أو ((يلد))) تستخدم دائائ للتعبير عن طفل له شكل إنساني
هي كلمة معتادة للتعبير أ(€ل€أ] معروف أو طفل قادر للعيش خارج الرحم .الكلمة العبرية
تعني جنين واستخدمت مرة واحدة في العهد القديم في أ7ا€أ()£ عن طفل لم يولد بعد ،وكلمة
١٢٣
مز ، ١٦ : ١٣٩ا لتي ا قتبستها للتو حيث يقول المرنم إذ ا لله عرف جسده ((قبل أن يتشكل أو
يتصور)) أو ((جوهره الذي لم يتشكل بعد)).
هذا ينقلنا إلى سؤال أخر :تن الذي تأذى؟ الجنين أم األم؟ الغص صامت هتا .قد يكون
أحدهما ،ألن الضمير المؤنث غير موجود .ويبدو أن مغزى النص كللتالي:
إذا تشاجر رجالن وصدما امرأة حبلى ،فويد طفلها قبل موعده ،ولكن لم
تحدث إصابة خطيرة (للطفل أو األم) ،فإن المذنب البد أن تقع عليه غرامة
يحددها الزوج وتسمح بها المحكمة .ولكن إذا حدثت إصابة بالغة (للطفل أو
األم) ،يجب أن تؤخذ نفس عوصا عن نفس ،وعين عوصا عن عين.
وبالتالي هذه ا أليات تتضمن فعليا قيمة الجم في حد ذاته— وأن حياة المذنب البد أن
تؤخذ إذا فقدت األم حياتها أو الجنين حياته .لقد أعطي الجنين نفس حقوق الشخص البالغ
(ر|جعتك.)٦:٩
في كثير من األحيان يلجأ الملحدون الحدد إلى رسم صور كاريكاتيرية وا فترا ء ا ت عن
شرائع ا لعهد القديم .وبرغم أن شرائع موسى ال تعكس دائائ ما هو مثالي (وهو ما يقره
العهد ا لقديم نفسه) ،فإن هذه الشرائع ،وا لعقلية ا لتي تظهرها ،تكشف النقاب عن ارتقاء
أخالقي وحساسية أخالقية أكبر من نظائرها من شرائع ا لشرق األدنى القديم.
لمزيد من االطالع:
)1عة 0 ,ااال0آل 111,عةاللجال0ا ٠ ا 8.ل)1, 0دةن £. ئه٠ه
0٧. 0)1.ةل . 1.ا٧0 2011)1 11, 2008.آل٧
11ع 0: 8ا1٧11ل8ةالل 2.ز٢ةأ1111011ع0ح 11ح١٢0١٧٨1110110ل .فد .ع 8ة1جل ]<0٦و11ةع٦أ* 8
, 2008.جاالال8ا1ألآل8
,أ11ج* ١٧٢1 1101٠و[0أ8غ011 1. .آل تمد سل0ض1د1٢ 816110^1
۶, 1: 11011)1 £[£8011, 1996.ه0ألآل 4. ۶0الد011111101ح
١٢٤
أسئلة للنقاش أوالدراسة في مجموعات
* باإلضافة إلى نصوص كتابية ذكرت في هذا الفصل ،ما هي النصوص األخرى التي
تصدمك بقسوتها أو وحشيتها؟
* ناقش داللة هذا النص(( :ني ا نثريبين هبي انعذس ،ئ مام جميع السغب أدمحد)) (ال
.)٣:١٠
* ناقش النص الخاص باالبن السكير والمسرف (تث .)٢١ -١٨ :٢١ما هي بعض
االعتبارات الهامة في تعاملنا مع هذا النص القاسي؟ لماذا تم تحريم وجود العرافين
وا لوسطا ء وا ألنبيا ء ا لكذبة في إسرائيل؟
* كيف نفهم نص ((عين بعين)) ونصوص مشابهة في ا لعهد القديم؟ هل هذا شيء مروع
كما يبدو لبعض القرا ء؟ مرة أخرى ،كيف نقارن العقوبات في ا سرا ئيل بتشريعات أخرى
في الشرق ا ألدنى القديم؟
٠ما هو ردك على موقف ((والتر كايزر)) عن ا لسما ح لمعظم ا لجرا ئم الكبرى بأن تستبدل
بدفع ((فدية))؟
* هل كان يسمح بتقديم األطفال كذبيحة في إسرائيل القديمة؟ ماذا عن ميشع ويفتلح؟
١٢٥
1
دالة!
ا
1
;بماالزو ١٩مبخهإلغ ا
الفصل العاشر
ال
اج.
لماذا تنادي سارة زوجها بكلمة ((سيدي)) (تك )١٢ :١٨؟ لماذا تنسب الفتيات العبرانيات
إلى ((بيت أبيهم)) (راجع ال )١٣ :٢٢؟ لماذا تبقى المرأة ا ليهودية نجسة من الناحية ا لطقسية
لمدة ٤٠يوثا بعد والدتها صبدا و ٨٠يوثا بعد والدتها صبية (ال -٢ : ١٢ه)؟ لماذا تمنع المرأة
من المشاركة في الكهنوت في إسرائيل؟ ماذا عن كل هؤالء المحظيات (السريات)؟ ماذا عن
زوا ج ا ألرملة من شقيق زوجها ؟ لماذا يسمح ا لله بتعدد ا لزوجات؟ هل يصدق ا لعهد ا لقديم على
مهر العروس ،وهو ما يعزز أيائ فكرة أن النساء بمثابة مقتنيات أو سلع؟
١٢٧
في هذا الفصل سنتطرق إلى المساواة بين الذكر وا ألنثى في العهن القديم ،وبعض
النصوص التي يزعم ا لبعض أنها تشير إلى عكس ذلك .ثم في الفصل التالي سنستعرض
بعض ا لنصوص الهامة التي لها عالقة بتعدد الزوجات والمحظيات ،وكذلك النصوص التي
عادة ما يذكرها النقاد في هذا الموضوع(.
وبالرغم أن تك ١و ٢يصف بوضوح ا لوضع المثالي للمساواة بين ا لذكر وا ألنثى،
فإن الشرائع الخاصة بالنساء في إسرائيل تتخن منهحا وا قعدا نحو المنظومات ا لبشرية
الساقطة في ؛منطقة ا لشرق ا ألدنى القديم .الله يفعل شيئين في تشريع إسرائيل:
( )١يعمل داخل مجتمع ذكوري /أبوي ليوجه إسرائيل إلى طريق أفضل )٢( ،يقدم
عوامل حماية وموانع كثيرة ضد اإلساءات الموجهة لإلناث في ظروف هي دون المستوى
باعتراف الجميع .هل نرى أمثلة للنسا ء المقهورات في العهد القديم؟ نعم ،ونرى أمثلة
كثيرة جدا لرجال مقهورين أيائ! بكلمات ًاضى ،ال يجب أن نعتبر ا ألمثلة ا لسلبية تأييدا
للقهر واإليذاء.
من ناحية ،كان لآلباء مسؤولية شرعية عن عائالتهم (وا لتي كثيرا ما كانت نتكون من
خمسة عشر أو عشرين فردا) .تضمنت هذه المسؤولية أمورا تتعلق بميراث العائلة ،وملكية
المقتنيات ،وترتيبات الزواج لكزمن األبناء والبنات ،وصفة المتحدث ا لرسمي عن أمور العائلة
بشكل عام .على سبيل المثال ،عندما تتخن ا البنة أو الزوجة تعهدا ،فيجب أن يصدق على هذه
وح:
ا لوعود المهيبة األب /أو الزوج كممثل قانوني للعائلة (عد .)٣ ٠ومع ذلك هذا يمثل أكثر من
مجرد حماية قانونية للزوجة او االبنة.
إذ المواقف واألفكار االجتماعية ال تزول سريائ ،خاصة في أماكن مثل الشرق األدنى
القديم .المواقف ا لذكورية كانت راسخة بقوة في عقلية الشرق األدنى القديم -وهي مواقف
بعيدة كل ا لبعد عن لغة ا لمساوا ة التى نرا ها عند بداية الخلق .يؤكد تكوين ٢٤ :٢على أن
الرجل يجب أن يترك والديه و((يلتصق)) بزوجته كشريك مساو له .لكن السقوط أئر بشدة
على العالقات بين البشر .ونتيجة لذلك اتبعت سارة عادة الشرق األدنى القديم وكانت تدعو
زوجها ((سؤدي (أو أدون))) (تك .)١٢ :١٨كما أعطت جاريتها هاجر لزوجها إبراهيم لينجب
طفال (تك ،)٣ :١٦وهى ممارسة كانت شائعة فى ا لشرق ا ألدنى القديم .وفيما بعد ((أخد))
ا لملك أبيما لك سارة كزوجة له (تك ٢ :٢٠و . )٣وعندما أنجبت سارة إسحاق ،فإنها ولدت ابدا
إلبراهيم (راجع تك ٢:٢١و.)٣
من ناحية أخرى ،هذه المواقف ا لذكورية المترسخة قد شوهت الكثير من التأكيدات الكتابية
ا لقوية على كرامة ا ألنثى ومساواتها مع الذكر .كانت األمهات /الزوجات تستحق االحترام
بالتساوى مع ا آلبا ء ا األزواج ،وهناك أمهات رئيسات سا همن في قيادة إسرائيل ،وكان
لهن نفوذ داخل عائالتهن .كان الزوج هو الممثل القانوني للعائلة اليهودية ،لكن ال يجب أن
نفترض من هذا أن ا لنسا ء اعتبرن هذا ممارسة قمعية .في ا لوا قع كانت الزوجات في كثير
من زيجات العهد القديم يتعتعن بالمساواة والنغوذ في زيجاتهن وأكثر (راجع أم .)٣١
في ا لوا قع ،نصوص كثيرة تتحدث أكثر عن حماية ورعاية الطبقات التي تتعرض
لالستغالل ،وخاصة ا ألرا مل والمطلقات .الله مهتم بإنصاف األرامل والطبقات ا ألخركئ
ا لضعيفة في المجتمع مثل األيتام واألجانب غير اليهود والمتغربين .وقد حذر الله بشدة ئذ
يفكرون في ا لظلم بأنه سيقف في صف ا لضعفا ء وا لذين بال حماية (خر ٢٢ :٢٢؛ تث : ١٠
١٨؛ ٢٩ :١٤؛ ١٩ ،١٧ :٢٤؛ إلخ).
ا آلن قد يختلف أنصا ر ا لحركيا ت ا لنسوية مع ا إلدعا ء بأن ا لنسا ء /ا لزوجا ت كذ متسا ويل ت
في الكرامة وا إلنسانؤة مع الرجال /األزواج .دعنا نتعرض لهذه النقطة ،نعم أثرت األنظمة
األبوية بقوة على عقلية المجتمع اإلسرائيلي .ومع ذلك نرى تأكيدات ال يمكن إنكارها عن
المساواة في العهد القديم من منظور الهوتي وتاريخي وتشريعي.
١٢٩
تكوين (( ٢٤ :٢بذبك ينرك الرحل أداه وأثه وذ٦1مهـق طمزأته وتكوداب حسدا
زاحدا )).
خروج (( ١٢ :٢٠أفرلم آدان وأثن بفى هذ أيائذ عتى األرض اش ئئطيك
الرت إنن))( .قارن أيتا خر ١٥ :٢١؛ تث ه١٦ :؛ ٢١ -١٨ :٢١؛ :٢٧
.)١٦
الويين(( ٣ :١٩نادون فذ إئتاؤ أثة ذأياة)) (قارن ال .)٩ :٢٠
أمثال (( ٢٢ :١٨لمن يحد ذولجه يحد خيرا ويقال رضى موص الرذ)).
أمثال (( ٢٢ :٢٣اتهع أليين الدي وذن ،وأل نحققن أثن إذا ناخن)).
نشيد األناشيد (( ٣ :٦اائ بحبييي زخبييي بي))( .قارن نش .)١٠ :٧
عندما تأتي إلى تكوين ،١٨ :٢حيث وصفت زوجة آدم بأنها ((معين رلع>)) نظير ،يجب
ان نتذكر أن هذه ا لكلمة ال تشير إلى الدونية ،بل على ا لعكس تستخدم لوصف الله نفسه
في مواضع أخرى في األسفار المقدسة (مز ١٤ :١٠؛ ١٠ :٣٠؛ .)٤ :٥٤يمكننا أن نذكر
نصوصا أكثر عن هذه الجوانب الالهوتية ،لكن ا لفكرة وضحت بما يكفي.
العهد القديم بأمهات رئيسات ذات نفوذ فذ لمحل تقدير عال المنظور التاريخي :يكتظ
ومارسن قدرا هائال ين التأثير .وشهادة كتبة ا لعهد ا لقديم تكشف منظورا من ا لصعب أن
نصغه بكرا هية المرأة .تأمل القائمة التالية على سبيل المثال وليس ا لحصر :سارة ،هاجر،
رفقة ،راحيل ،ليئة ،ثامار (كلهن في سفر التكوين) .وأيتا القابلتان العبرانيتان :شغرة
وفوعة (خر ،)١واألميرة المصرية (ابنة فرعون) (خر ،)٢مريم وبنات يثرون السبعة ،ومنهم
صفورة زوجة موسى (خر .)١٥ ،٤ ،٢وبنات صافحًا د (عد ،)٢٧ودبورة ،وعوث ،ونعمي،
وأبيجايل ،وبثثدبع (قض ٤وه؛ را ٤-١؛ ١صم ٢٥؛ ١مل ١و .)٢ودعنا ال ننسى المرأة
الفاضلة في أمثال .٣١هؤالء النساء القويات تقدمن المشهد ومارسن نفوذا بجوار أقوى
الرجال في زمانهن.
المنظور التشريعي :الشرائع ا ألخالقية وا لطقسية إلسرا ئيل ستمت بأن ا لنسا ء لسن
فقط متساويات لكنهن يتحملن مسؤولية أخالقية مع الرجال .أحد الكتاب يقول إن منظومة
١٣٠
شرائع ا لتطهير الطقسي في إسرائيل ((غير متحيزة في معاملتها للنوع)) (.ا لبعض قد يحتج
بالنجاسة الطقسدة للحيض ،والتي من ا لواضح أنها تؤثر على النساء وليس الرجال .ولكن
كما سنرى ،كأن للرجال أمور خاصة بهم! وشرائع التطهير تتعرض لهذه ا ألمور أيتا (راجع
اله٣٢،١٨-١٦:١؛ ٤ :٢٢؛تث.)١٠ :٢٣
ا لجوا نب ا ألخالقدة -وليس ا لطقسدة فقط— من شرا ئع ا لالويين ا لتي تتعلق بابرنا وسفا ح
المحارم (مثل ال )٢٠ ،١٨تنطبق على الرجال وا لنسا ء دون تفرقة .في ا لوا قع ،هؤالء الذين
يدعون بأن ارتكاب الزنا مع زوجة القريب في إسرائيل يشبه ((التعدي على الممتلكات)) ليسوا
على صواب .يطدق الحكم بالموت على كل ين الرجل والمرأة عند ارتكاب الزنا ،ولكن على
عكس من شريعة حمورابي مثال ،ال تشترط شريعة ا لعهد القديم أبدا عقوبة الموت في حالة
االعتداء على الممتلكات(.؟)
كما يتضح اختار النقاد نشا فقيرا ليضربوا به مثال عن قهر ا لنسا ء .من ناحية ،تأمل
السياق الذى يمدنا باألسباب الكافية التى تجعلنا نظن أن هذه الشريعة كانت تنطبق على
الرجال أيتا .بعد وقبل هذا النص ،يقصد ا لتشريع كل من الرجال وا لنسا ء(( :أوص بني
إسرابين)) (عد ه(( ،)٢ :قز يبني إسرابين)) (عد ه(( ،)٦ :كللم بني إسرادين)) (عد .)٢ :٦
لم يكن مقتصرا على ا لزوج فقط أن يطلب هذه المحاكمة الخاصة ،بل كان في استطاعة
الزوجة أيائ.
األمر الثاني ،هذه ا لمحكمة ا لكهنوتية قد رتبت بالفعل لحماية النساء والدفاع عنهن ،وليس
إلذاللهن أمام أزوا جهن ا لمتغطرسين أو أمام ا لحشود المتحيزة .هذه ا لشريعة كانت تحمي
١٣١
النساء من غضب ا لزوج العنيف والتهديد االعتباطى بأن يطلقها ويتخلص من زوجته بدنى
تكلفة ) (.وإذا اتضح أن الزوجة مذنبة ،فإنها تستحق أن تفزع بعالمة معجزية تؤثر على
جسدها .في ا لوا قع ،كما في موت حنا نيا وسفيرة في الكنيسة ا ألولى (أع ه) ،كان لدى بنو
إسرائيل تحذيرا مهيدا يتعلق بموقف الله من الزنا .
بعض النقاد قارنوا هذا ا لحدث د ((محاكمة النهر)) التي كانت تمارس في الثقافات غير
ا ليهودية في الشرق ا ألدنى ا لقديم (مثل بابل ،وأشور ،وسومر) .ما تفاصيل هذه المحاكمة؟
عندما تكون ا ألدلة على المجرم غير حاسمة ،كأن يلقى المتهم في بئر من مادة البتومين— أي
قطران طبيعي كان يستخدم في ا ألغلب كمادة الصقة ومانعة للتسريب ،وكمادة أسمنتية
للطوب .في الثقافة ا لسومرية كان ((نهر)) ا لقطرا ن مسكائ لإلله ((اد)) (،/ب ومعنى ا لكلمة
((نهر))) .في بعض األحيان كان ((القافزون)) أو ((المنغمسون)) ،الذين كانوا يدخلون ((اإلله))،
يغمرهم السائل مع أبخرته السامة .معظم األشخاص كانوا ينجون (إذ يقذفهم إله النهر)،
لكنها ال تزا ل تجربة بمثابة الكابوس لمن يجتازها .فإذا غرق أحدهم في ((النهر)) ،فهو مذنب
ألن موته كان بمثابة ((حكم)) إله النهر .وإذا نجا ،فهو بريء ،ومدعي ا ألتهام يكون مذندا ألنه
وجه تهائ باطلة(.
ومع ذلك هناك اختالف كبير بين هذه ((المحاكمة)) وسفر العدد ه .محاكمة النهر كانت
معاملة عامة عندما تكون ا ألدلة ا لجنائية غير حاسمة -بشكل عام .في حين في شريعة موسى
ال يمكن تأكيد ا لتهمة إال إذا توفر شاهدا ن أو ثالثة ،وإال فإن مقنم ا التهام ال يكون لديه قضية
من األساس( .في اختبار ا لغيرة ا لغريد في سفر ا لعدد ه ،بالرغم من عدم توفر شهود ،من
المفهوم أن هناك بعض العالمات يمكن أن توفر معلومات للزوج أو الزوجة عن شيء مثير
للشبهات يجري مع شريك الحياة مثل :تصرفات غريبة ،ردود فعل غير منطقية ،إفراز عرق
بشكل مفاجئ ،أو ببساطة يظن الزوج بأنه ليس المسؤول عن خمل زوجته بطفل).
ثاندا ،إذا لم يستطع المتهم أن يسبح ويخرج من القطران ،كان يظهر مذندا حتى إذا كان
بريدا! ليس األمر هكذا إذا اتهمت زوجة (أو زوج) عن طريق الخطأ .هناك عالمة معجزية
موحية تحدث إلثبات الذنب .ثللدا ،تفترض محاكمة النهر الذنب حتى ئثبت البراءة .أصا في
اختبار ا لغيرة تفترض ا لمحكمة البراءة حتى يفتضح ا لذنب بواسطة معجزة إلهية.
١٣٢
مرة أخرى ،ليس بهذه السرعة! هناك تفسيرا ت معقولة عديدة قدمها بعض الدارسين
يؤكدون فيها أن ا أليا م ا ألكثر في حالة والدة ا ألنثى تشير بالفعل إلى نوع من ا لحماية لإلناث،
وليس عالمة على المكانة المتدنية لهن .البعض ا بآلخر يشير إلى أن الدافع قد يكون للحفاظ
على تمؤز ا لديانة ا ليهودية عن ا لديانة ا لكنعانية ،حيث تشترك ا إلناث في طقوس جنسية كجزء
من العبادة في معابدهم.
بشكل عام ا العتزال ا ألطول لألم اليهودية عن ا لخيمة (أو المعبد) بعد والدة صبية يؤكد على
فكرة الهوتية وأخالقدة .في ظل تعدد اآللهة في الشرق ا ألدنى القديم ،كأن التركيز األكبر
على طقوس ا لخصوبة ،وا لدعارة في ا لعبادة ،وا لتمثيل ا لدرا مي لوالدة ا آللهة وا إللهات .وا لغترة
الفاصلة بين الوالدة وعبادة ا لهيكل -خاصة مع والدة البنات -كانت درا عى باهتمام.
هناك تفسير آخر مقبول يركز على المصدر الطبيعي للنجاسة— أعنى تدفق الدم .آية رقم
ه تشير إلى السبب :بسبب ((دم نئهيرنا )) .تمر ا ألم بنزيف مهبلى عند الوالدة .ومع ذلك مثل
هذا ا لنزيف المهبلي شائع جدا في الصبايا المولودات حديدا أ يصا ،بسبب تراجع هرمون
ا إلستروجين من ا ألم عندما يخرج الجنين ا ألنثوي من رحم ا ألم .وض ثم لدينا سببان للنجاسة
الطقسدة مع والدة صبية وسبب واحد في حالة والدة صبي.
الحظ أيائ أنه عندما ينتهي زمن التطهير ،سوا ء ((الحل ابن أو ادقة)) ،يكون على األم
أن تقذم نفس التقدمة (سوا ء ضوف> أو فرخ حمام ،أو يمام) .هكذا تكون ذبيحة ا لتطهير
(ال —)٦ : ١٢وهي ليست ذبيحة خطية— وا لفرض منها أن تزيل النجاسة الطقسدة وليس
النجاسة األخالقية(.؟)
وبالرغم أن مثل هذا الزواج يعبر بوضوح عن نظام ذكوري ،يجب أن نتذكر جيدا
بعض األمور .أوال ،إذا تزوجت األرملة أخا زوجها ا لمتوفي ،فهذا يسا عدها على االحتفاظ
١٣٣
بممتلكاتها (التي ربما أحضرتها معها في زواجها) داخل العائلة 1 .لزوا ج خارج العائلة
ثانيا ،بالرغم أن ا لرجل قد يرفض ،كان هذا كان يعني المخاطرة بفقدان هذه الممتلكات.
أمرا مستنكرا .وإذا رفض ا إلذعان ،فإن ا ألرملة بنفسها يمكن أن تمارس دورها وحقوقها
في ((طقس خلع النعل)) المشين .لذا كان لألرملة ميزة طبيعية في هذا التشريع.
من النافع لنا أن نضع هذا السيناريو لهذا ا لزوا ج بجوار قصة بنات صلفحاد (عد :٢٧
.)١١ -١في ا لشرق األدنى ا لقديم وجدت شرائع ذكورية تعطي االبن ا لبكر اإلرث كله دون
!ام .إذ يكون لألبن البكر إخوته ،وكان هذا دسمى ((حق البكورية))
الحق فى ا الستيالء على الممتلكات ،ويرث قيادة العائلة من أبيه .يكشف تثنية ٧ :٢١أن هذا
يعني نصييا مضاععا لالبن البكر مقارنة بإخوته .ومع ذلك كان حق ا لبكورية يقلب بشكل
غير مباشر في أحداث معينة في ا لعهد القديم .بالرغم أن تشريع موسى كان يعمل داخل
المنظومات ا لذكورية للشرق األدنى القديم ،فإذ العهد القديم يكشف عن ديناميكية وا نغتا ح
للتغيير .بنات ا لمتوفي صلفحاد الذي ليس له أخ التمسن موسى بشأن شرا ئع ا لميرا ث ا لتي
تميز الذكور .وفي ضوء ا لظروف الخاصة لهؤالء النسوة ،أخذ موسى قضيتهن أمام الله،
وقد أعطى التماس هؤالء النسا ء.
عندما كان ا لبشر يسعون لتفيير المنظومات االجتماعية فى ضوء حكمة أخالقية أعمق
وتصميم على التحرك نحو الوضع المثالي ،فإننا نشهد تعديال لمنظومات ا لشرق ا ألدنى القديم.
وحتى في وقت مبكر في العهد القديم ،وحدت بعض القصص التي تضرب بشكل غير مباشر
في شريعة البكورية .كان األصغر يتفوق على األكبر .هابيل تفوق على قايين ،إسحاق على
هذه العينات الكتابية تكشف عن قيمة إسماعيل ،يعقوب على عيسو ،يوسف على رأوبين.
معكوسة وأكثر ديمقراطية .وحتى إن لم تكن مثالية ،لكنها تعير عن ارتقاء هائل مقارنة
بالشرائع األخرع) للشرق ا ألدنى القديم(.
مشكلة كبيرة :قبلها بعدد قليل من الوصايا (خر ،)١٢ :٢٠يوصي األبناء بإكرام أمهم
بنفس قدر احترام أبيهم .وكان لألم سلطة متساوية على أبنائها (راجع سلسلة اآليات التي
ذكرناها في أول هذا الفصل) .مشكلة كبيرة أخرى :لم تكن النسا ء في إسرائيل أشياء
١٣٤
يمكن بيعها مثل المنازل والثيران أو الحمير .وهناك حقيقة إضافية كاشفة تتمثل في أن
الثقافات ا ألخرى في الشرق ا ألدنى ا لقديم كانت تجعل ا ألم في أغلب ا ألحيان تحت سلطة
ابنها (.ومع ذلك فناموس موسى يقدم مقارنة مذهلة في هذا الشأن .يوصي سفر ا لالويين
٣ : ١٩ا البن بأن يوقر أمه كأبيه تماائ— األكثر من ذلك أئ ا ألم يرد ذكرها أوال.
ولكن ال يبدو ا ألمر أن ا لعهد ا لقديم يضع ا إلناث وا لكهنوت تلقائيا في تصنيفين متقابلين.
يتحدث الكتاب المقدس كثيرا عن كهنة من ا إلناث .رجوعا إلى سفر التكوين ،كان لحوا ء دورا
كهنوتيا في جنة عدن .يرى الدارسوؤن للكتاب المقدس هذا المكان كمقدس يرمز إلى خيمة
االجتماع (قارن تك .)١٢ :٢وكان كل من أدم وحوا ء يؤديان واجبات كهنوتية في عبادة الله
وخدمته ،إذ كان الله يمشي ويتحدث معهما (تك ١٥ :٢؛ .)٨ :٣
فيما بعد امتد الكهنوت ليشمل أمة إسرائيل كلها -ذكرا وإنادا .كان الله يرغب في أن
يقترب إليه كل بنى إسرائيل كا ((مملكه كهثة)) (خر .)٦ :١٩ومع ذلك رفضوا الصعود إلى
الجبل .لذا ذهب موسى نيابه عنهم ( .)٢١ ،١٩ :٢٠ونتيجة لذلك ،تأسس كهنوت رسمي
يقتصر على الذكور ليعمل داخل منظومة الخيمة أو الهيكل(.
لذا فإن وجود كهنة من اإلناث لم يمدل مشكلة في حد ذاته ولم يكن متعا رصا مع
الكتاب المقدس .بالفعل ،يؤكد ا لعهد ا لجديد على هذا :بموت المسبح وقيامته ،تشكلت
الكنيسة— إسرائيل الجديد .وهي تمثل كهنوا مقدسا ومملكة كهنة يقدمون ذبائح روحية
لله (١بط :٢ه٩ ،؛ رؤ ٦ :١؛ ه١٠ :؛ .)٦ :٢٠
لماذا إذا لم توجد إناث في ا لخيمة أو هيكل العهد ا لقديم؟ السبب في هذا :االمتناع عن
تلويث العبادة ا لنقية في إسرائيل .في ديانات العشرق ا ألدنى القديم ،كان اآللهة (وا آللها ت)
أنفسهم يشتركون في أفعال جنسية بشعة .وكانوا يشتركون في جريمة السفا ح (مثال:
ا لبعل مع أخته عنات) .وكانوا يمارسون ا لجنس مع الحيوانات (فمثال كان بعل يمارس
ا لجنس مع عجلة ولدت ابائ) .وكانوا يشتركون في عربدة وإغوا ء ات جنسية كثيرة .كل هذا
بدون ذرة من التبكيت!(
١٣٥
عادة ما تضمنت ديانات الشرق األدنى القديم طقوس تعبدية للخصوبة ،وعبادة ا إللهة
المؤنثة ،والكاهنات (اللواتي عملن كزوجات لآللهة) .كما انتشرت عاهرات المعابد ،وكان
الفسوق األخالقي يمارس باسم الذين .وكانت ممارسة ا لجنس مع كاهنة المعبد يعني اتحادا
مع ا إللهة المؤنثة التي يتعبدون لها .في ا لوا قع ،كانت ممارسة ا لجنس مع عاهرة المعبد تشحع
وتحفز ا إلله بعل وخليلته ((عشيرة)) على ممارسة ا لجنس في ا لسما ء ،وهو ما كان يؤدي إلى
ا لخصوبة فى كل شيء :أطفال أكثر ،ماشية أكثر ،محاصيل أكثر .كان ا لجنس يؤله فى
كنعان ،وثقافات أخرى في الشرق األدنى القديم .وكان ا لزنا مقبوال طالما كان ا لجنس طقسا
((ديندا)) ) (.إذا كنا نصير ما نعبده ،فليس من الغريب أن تصبح الديانة الكنعانية والمجتمع
الكنعاني فاسدا د (( ا لجنس المقدس)) .لهذا تم تحريم وجود عاهرات المعابد الكنعانية من
الذكورواإلناث (قارن تك ٣٠ -٢٢ ،١٥ :٣٨؛ تث ١٨ :٢٣و١٩؛ وأيتا هو.)١٤ :٤وبالتالي
لم يكن مسموحا إلسرا ئيل بأن تحاكي األمم ا لذين تشترك آلهتهم في ا إلباحية الجنسية.
هل كانت هذه ا ألديا ن متسامحة؟ نعم ،متسا محة في كل ا ألمور ا لخطأ! صن ا آللهة فما دون،
كان يسمح بكل االنحرافات الجنسية ،وهذا ما أدى إلى تدمير المجتمع والعائلة .في ا لوا قع
سمحت شرا ئع ا لشرق األدنى ا لقديم بأنشطة تزعزع من استقرار العائلة وسالمتها .على
سبيل المثال كان يسمح للرجال بأن ينخرطوا في عالقات جنسية مع الخادمات والعاهرات.
شرائع ببت -عشتار (]أ)1ا1ا8ل-أ(1أل!أ) في منطقة ما بين ا لنهرين ا لسفلية ( ١٩٣٠ق .م).
كانت تعتبر ممارسة الدعارة أمرا لمسئم به ) .وفي شريعة الجثيين ( ١٥٠٠—١٦٥٠ق.م).
نجد أئه(( :إذا اضجع أب وابنه مع نفس العبدة أو العاهرة ،فال مريمة في هذا)) ) (.وكانت
شريعة ا لحثيين تسمح بممارسة ا لجنس مع البهائم(( :إذا أقام رجل عالقة جنسية سوا ء مع
في المقابل سعت شريعة موسى إلى منع بني إسرائيل حصان أو بغلة ،فال جريمة في هذا )).
من تمجيد الزنا (وباألخص) باسم العبادة الدينية .وبالتالي ساعد اقتصار الكهنوت على
ا لذكور على خلق نوع من التمعز ا لديني كما حافظ على قدسية ا لزوا ج .لم يكن هذا تحقيرا
للمرأة .وبل كان مسالة تتعلق بالحفاظ على النقاء ا لديني وقدسية ا لجنس داخل الزواج.
١٣٦
هل إله العهد القديم كاره للنساء؟
يستطيعوا القيام بواجبات تعبدية متعددة (٢أخ .)٢١ -١٦ :٢٦وبالتالي بالرغم من ترسخ
العقلية ا لذكورية /األبوية في المواقف اليهودية ،فهذا ليس السبب الذي منع النساء من تقلد
الكهنوت .وإنما األمر تعلق بهوية ديانة إسرائيل وثباتها األخالقي .يمكننا التطرق أكثر في
هذا األمر ،لكني أرجو أن تساعد هذه الردود على حجج النقاد على وضع النصوص في
سياقاتها الصحيحة -وأن تهدأ المشاكسات أيائ.
لمزيد من االطالع:
, 1^1)11اا80ال١اذال ٠ 191. .ااا),أ<اأ))< 01)1 7),.\1ا1ا ١٠ 1(1كر//عك/لددع 5رأ/ده ٢لره
800, 2007.ك[ء1له0ج^٨: 11
٠ 0011'1ج ١٧الل,أ .زداح 8,ج0 ل٠000ال ًا3غ ١٧ل>0ئ1.8خسًا 8111 80 < 000'1
هد7امن١ن/غ/ل /\1 1111101118.11 /اعه1ء00ج 0ح0؛001٧؛ 111الل011ال111111108: ٨11.٩؛ 111؛ >=:ج* 10
٠ 0.8. 11 )2009(: 53-72.س٢،ع
١٣٧
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
٠كيف يبدو 1لعهد 1لقديم كل رائ للنسا ء ؟ هل ا لمجتمع 1لذكوريا 1ألبوي في إسرا ئيل يثبت
هذه الفكرة؟ ولماذا؟
* لماذا كانت المرأة تعتبر نجسة لمدة أطول عند والدة صبية عنه عند والدة صبى؟
* صف ماذا يحدث في زوا ج السلفة (أو ا ألرملة من شقيق زوجها) .هل كانت هذه
الممارسة مضرة بالمرأة؟
٠هل(( زوجة قريبك)) في خروج ٢ ٠تشير إلى أن ا لزوحة كانت مجرد متاعًا أو أحد مقتنيات
زوجها في إسرائيل؟
١٣٨
ماذاعن المغر؟
منذ زمن (( توما ص جيفرسون)) ال تزا ل الشائعات تحوم بشأن أبوته لطفل من جاريته
((سالى هيمنجز)) .وخالل تسعينيات ا لقرن العشرين ،زادت هذه الشبهات ،وكان يزعم أن
٠٠يم ٠٠٠٠ و ٠
ا لرئيس جيفرسون قد فضح رياؤه كأحد ا آلبا ء المؤسسين .ومع ذلك بالمزيد من ا لبحث
كشف أن الجاني على األرجح هو االبن ا ألصفر لجيفرسون ويسمى ((راندولف)) ،الذي كان
في مزرعة مونتيشيلو في نفس ا لوقت الذي حبلت فيه سالي هيمنجز ،وكان يعرف عنه أنه
كان يقضي وقدا مع العبيد .من ناحية أخرى كان جيفرسون قد بلغ في هذا الوقت الرابعة
والستين ،وكان يصارع مع مشكالت صحية قاسية ،بما في ذلك نوبات حادة من الصداع
النصفي .في حين كان راندولف مستسلائ للسكر وفي صحة أفضل ،ولم تكن شخصيته في
رقي شخصية جيفرسون) (.
اآلن لو كان جيفرسون هو والد ابن الجارية سالي ،فإن األمور كانت لتتعقد أكثر؛ ومع
ذلك فإن امتالكه للعبيد (ويجب أن نضيف هذا بمشاعر متضاربة) لم يزعزع تأكيد إمالن
١٣٩
1الستقالل الذي ينص على أن جميع البشر *خلقوا متساويين ،وأننا أودعنا بواسطة الخالق
حقوقا غير قابلة لالنتزاع .ينطبق نفس الشيء على العهد القديم .فبالرغم أن الشخصيات
البارزة في ا لعهد ا لقديم كان لديهم اكثر من زوجة وعدد من المحظيات (ا لسراري) ،فهذا
أيائ ال يبطل معيار الزوجة الواحدة في تكوين .٢٤ :٢ولكن هل كانت الشريعة تسمح
بتعدد الزوجات؟ أم حرمت شرا ئع إسرائيل هذه الممارسة ،حتى إذا تجاهل ألقانة ،وداود،
وسليمان ،وآخرون هذا التحريم؟
في الشرق األدنى القديم كان يجوز للرجل المتزوج أن يتخن سردة -أو زوجة من الدرجة
الثانية -عندما يكون موقفه ((متعذرا)) ،بمعنى أن تكون زوجته األولى عاقرا (أو حتى إذا
أصبحت مريضة) .فى مثل هذه الحاالت ،لم يكن غرييا على الرجل أن يتخن زوجه أخرى
لينجب نسال .عندما ننظر إلى تاريخ إسرائيل ،نرى تأثير هذه الممارسة بوضوح فى وقت
مبكر جدا .كانت العائلة شيدا مهائ للغاية ،وكان إنجاب األطفال أمرا ضرورا الستمرار
اسم العائلة .وعندما تكون بال أبنا ء ،وبالتالي بال وريث -فهذا بمثابة مأساة أو ربما عار.
وبا لتالي كل ن إحضار زوجة من ا لدرجة ا لثا نية في كثير من ا ألحوا ل عالحا لهن ا ا لموقف.
في الشرق ا ألدنى القديم كان تعدد الزوجات أمرا ئسلائ به ،ولم يكن محرائ من النا حدة
الرسمية .وكان منصوصا عليه من الناحية القانونية في شريعة حمورابي ،التي سمحت لمن
يمتلك جارية ،وكانت يعتبر كأحد مقتنياته ،أن يستغلها جنسيا ويستغل قدرتها ا إلنجابية ليلد
لنفسه أوالدا .وإذا أنجبت األوالد ،يكون باستطاعتها أن تنال حريتها عند موت سيدها(.
أولى اإلشارات على تعدد الزوجات (أو الجمع بين زوجتين) في العهد القديم في حالة
المك الشرير الذي جمع بين زوجتين (تك ٢٣ ،١٩ :٤و —)٢٤وهي ا إلشارة األولى بن
بين ثالثين إشارة لتعدد الزوجات فى العهد القديم .بعد ذلك في سفر ا لتكوين لم يستطع
إبراهيم أن ينجب طفال من سارة ،لذا أعطته جاريتها هاجر ((كزوجة)) (تك ،)٣ : ١٦ثم وإد
إسماعيل منها بعد ذلك .وبميالده تولد صراعا بين سارة وهاجر ،وإبراهيم في ا لوسط بين
كل هذا .كانت هاجر قد فازت على ما يبدو في لعبة ا لصرا ع بين المرأتين ،حتى طردتها سارة
(سنتطرق إلى قصة سارة وهاجر عندما نتعرض لموضوع ا لعبودية وا لعهد الجديد).
نفس المشكالت حدبت مع يعقوب .لكن بسبب المراوغة والخداع من خاله البان انتهى
بالجمع بئين زوجتين بدال من واحدة .وعندما أدركت راحيل وليئة أنهما عاقرتان ،في يأس
أعطت كل منهما جاريتها ليعقوب على أمل إنجاب أطفال فى منافسة على الشرف أو العار.
إحدى هاتين الخادمتين هي بلهة ،ودعيت ((سردة)) وإحدى ((امرانى)) يعقوب (تك ه٢٢ :٣؛ :٣٧
،)٢بمعنى زوجة من ا لدرجة الثانية.
وبالتالي يتضح وجود جانب رسمي في هذه الممارسة ،حتى لو كأن ينظر للخادمات
١٤٠
كزوجات من الدرجة الثانية .كانت المحظي ت أو الشريات في ذلك الوقت ببساطة زوجات من
ا لدرجة ا لثانية ،وفي نفس ا لوقت متزوجات بشكل رسمي .كما يشير ا لمصطلح إلى زوجة ثانيه
تأتي بعد ا ألولى التي توفيت .على سبيل المثال ،بعد أن ماتت سارة ،ترئل إبراهيم وأخذ زوجة
ثانية تدعى قطورة .يشير سفر ا ألخبار ا ألول ٣٢ : ١إلى قطورة ك ((سردة)) (أأ€868أ(1ل) ،لكن
هذا المصطلح يمكز استخدامه للتعبير عن زوجة شرعية ،بخالف ا لزوجة األولي للرجل(.
حتى ا لسردة ا لتي ذكرت في سفر ا لقضا ة ١ ٩لم تكن خادمة أو عشيقة ،بل ا عتبرت متزوجة
برجل (قفر . )٣ : ١٩ا لدحر يستخدم كلمة ((حمو)) و(( صهر)) ليشير إلى مكانة زوجية حقيقية
(قض ٤ :١٩وه ،٧ ،إلخ).
بالرغم من وجود تعدد زوجات (بما في ذلك امتالك السريات) في ا لعهد القديم بدون
موافقة وتصديق من الله ،ضع في اعتبارك أن مثل هذه الزيجات كانت تستدعي التزام
الرجل بحماية وإعالة زوجته .في المقابل ،إذا وإد طفل من خالل امرأة مستأجرة للمتعة
الجنسية ،كان هذا يستدعي الخزي وعدم مشاركته في ا لميرا ث (راجع قصة يغتا ح في قخر
١:١١و.)٢
وعندما نأتي إلى حكام إسرائيل ،فإن المراوغة السياسية —وليس المتعة الجنسية -تضمنت
في كثير من األحوال امتالك سريات أو محظيات .لقد انتهت حياة سليمان بشكل هزلي
عندما امتلك سبع مائة زوجة وثالثمائة سرية (١مل ،)٣ :١١غاليا ما تم قبولهز كهدايا
ض أمم أخرى ألغراض تتعلق بالتحالفات السياسية .ومع ذلك ،تثنية ١٧ :١٧يحذر بشكل
صارم أنه ال يجر ألي ملك من ملوك إسرائيل المستقبليين أن ((يئر نه نساة لقأل يزيغ ننيه.
وفصه ودفيا ال يئر له كثيرا )) ،وال يصح أن يكثر من امتالك ا لخيل (للمركبات) ،أو العودة
إلى مصر.
وكما يتضح ،لقد فعل سليمان كل هذه األمور ،وهو ما أدى إلى سقوحله (١مل .)١ :١١
في سفر الملوك األول يستخدم الراوي الكتابي أسلوب ا لتهكم لينتقد قيادة سليمان ومؤهالته
ا لروحية .فمنذ بدا ية حكمه ،قد انتهك كل هذه ا لمحرمات )١( :زواجه من ابنة فرعون وزوجات
أخريات أجذبيات(١مل١ :٣؛ )٢( ،)٨ -١ :١١أكثر من الخيول للمركبات (١مل ،)٢٦ :١٠
( )٣اكتنز الفضة والذهب (١مل )٤( ،)٢٧ :١٠أقام تحالائ مع مصر من خالل الزواج
(١هل.)١:٣أ)
كذلك كان سليمان طاغية ،حيث وفعا لكالم ابنه رحبعام ،قد وضع ((نيرا ثقيال)) على
إسرائيل ،و( أدبهم بالسياط)) (١مل .)١٤ ،٤ :١٢وفي النهاية أدى طغيان سليمان ويده
ا لثقيلة إلى انقسام المملكة .لقد بدد سليمان القدرات وا لموا هب الكامنة التي أودعها الله
فيه .وفشل في تنفيذ الشروط ا إللهية :إذا أطا ع سليمان ،سيثيت الله مملكته ،وإذا عبد
١٤١
آلهة غريبة ،ستنرع إسرائيل من ا ألرض ا لتي أعطاها الله لهم (١مال .)٨ -٤ :٩لقد فشل
النموذج ا لروحي األخالقي المراد في إسرائيل بشكل مدهش ،وبا ألخحر في الجانب
الخًاص بالزواج-
تبدأ كل آية من ا أليات ١٧ -٧بنفس الطريقة ،أي بكلمة ((عورًا)) رسمرعوم٢١حع ،كا ،ثم تنتهي
بوصية ((ال نغثن)) .ثم في كل واحدة من هذه اآليات (باستثناء آية )٩يقدم تفسيرا لهذا
ا لتحريم (مثال ((ائفا أماك >)) ٠هذا ا لتفسير غير موجود في آية ، ١٨وهو ما كنا سنتوقعه لو أن
هذه اآلية عن تحريم زنا المحارم.
في المقابل ،كل آية من ٢٣ -١٨تبدأ بصياغة مختلفة .وحتى إذا لم تقرأ الغص بالعبرية،
يمكنك بالنظر ا لسريع إلى ا لنص سترى على ا لغور ا الختالف في بنية اللغة بدءا من آية . ١٨
تبدأ ا أليات من ٢٣ -١٨بما يسمى بأداة ا لربط ررلهإكا— مثل واو ا لعطف في العربدة ثم
يتبعها كلمة مختلفة عن ((عورًا— ٦٠مع)) .كذلك بدال من االستخدام المتكرر للنفى ره )7أو ((ال))
من أصل الفعل ااسهةاا ،كما فى اآليات ،١٧٠٧ مصحوبة بالفعل ((نكثن))
هنا نستخدم أداة النفي قبل األفعال 1ألضى بخالف ((نغثن)) .ما أهمية هذه المقابالت؟ في
١٤٢
ا آليا ت ، ١٧ —٦نحن نتعامل مع روابط قرابة أو صلة رحم بينما ا آليا ت من ٢٣ -١٨تتعرض
إلى عالقات حنسية محرمة خارج روابط القرابة.
فضال عن ذلك ،الكلمة األساسية في الويين ١٨ :١٨هي اسمدا بمعنى *تجعل لها
ضرة .نفس الكلمة في ا لصيفة االسمية (ه5,،7٢كا ترد في ١صموئيل ،٦:١في قصة ألقانة
روجته حنة و(( ضرتها )) ئننة .لم تكن حنة وقننة اختين بالجسد ،بل امرأتين من إسرائيل .هذا
يتفق مع ما نجده في ا لجزء الذي ال يتعامل مع روابط القرابة في الويين . ١٨وبالتألي هذه
ا لشريعة الواردة في الويين ١٨:١٨تحرم بشكل وا ضح ا تخان زوجة ثانية (ضرة) با إلضا فة
إلى األولى -وهذا تفسير مأخوذ من مجتمع قمران (ولفائف البحر الميت) ،الذي تأسس في
القرن الثاني قبل |لميآلد)٦(.
فكرة أخيرة في هذا الصدد :صيأغة الويين ( ١٨ :١٨حرفيًا << امرذا ه على أحيها ))—
ى) تشير فى حد ذاتها إلى أنها ليست أخائ بالمعنى الحرفى .هذه 111 ٢دغبرأ١غ؟لم ط وكابر
العبارة ((امزأه عنى أحديا)) ونظيرتها ((كل رجل ألخيه)) ،استخدمت تقرييا ٢ ٠مرة في العهد
القديم ،ولم تشر أبدا إلى أخ أو أخت بالحسد .وإنما هي اصطالح لغوي بمعنى ((واحدة إلى
ا ألخرى)) أو ((واحد إلى ا آلخر)) .وض ثم هذه ا آلية ال تشير إلى زنًا المحارم .وإنما تشير إلى
جمع زوجة أخرى إلى األولى (أي تعدد الزوجات).
ماذا عن المواضع األخرى في الكتاب المقدس التي تبدو أنها تصدق على تعدد الزوجات؟
لقد حرم الله هذا األمر في الويين ،١٨ :١٨ومع ذلك مارس ا لشعب هذه الممارسة في
إسرائيل .بالطبع يمكننا أن نقول نفس ا لشيء عن ا لكثير من الممارسات ا لمحرمة األخرى:
الوثنية ،تقديم األطفال كذبائح ،قهر الفقراء ،وهكذا .ومع ذلك قد ينادي البعض بأن تعدد
الزوجات كان متضمائ أو حتى أن الله كان يشجع عليه في نصوص أخرتى .لذا دعنا نفحص
بعض هذه ا لنصوص.
ثس()).ض)١١-٧:٢١
كما رأينا سابعا ،هذا مثال آخر عن األحكام القضائية ) .مثل هذه التشريعات ال
١٤٣
تفترض أن 1لحا الت الوارد وصفها هي حاالت مثالية .يبدأ ا لذا نون .الجنائي بأمثلة محددة
ال تقذم بالضرورة أفضل ا لسيناريوهات .فإذا بدأ الكالم بمثل هذه الصياغات ((إذا تشاجر
رجالن ))...أو ((إذا ضرب أحدهم رجال)) فهي أمثلة ألحكام قضائية .لذا فإن القانون هنا
يوصي إسرائيل بما يجب أن يفعل في ظل ظروف متدنية معينة (((إذا داع زحل ادثثه))).
لكننا سنرى أنه حتى في ا لظروف األقل من المثالية ،سيكون ا لهدف هو حماية ا لنسا ء في
وآ:ل هذه ا لظروف التعيسة .فيما بعد ،سنأتي إلى هذا الغص في سياق الكالم عن العبيد
في إسرائيل.
ين المؤكد أننا نتساءل :أى أب هذا الذي يبيع ابنته؟ في ا لوا قع عندما يبيع ا ألب ا بنته،
فاب نه يفعل هذا بسبب حالة اقتصادية ميؤس منها ،كما سنرى الحعا في فصول عن ا لخدمة
وعمل الخدام ر1<،/سر٢١جئ) ،الذي دشبه إلى حد بعيد التوظيف بعقد .في واقع األمر يفعل
األب هذا انطالقا من اهتمامه بعائلته ،ولقد وفرت شرائع إسرائيل شبكة أمان ألكثر الطبقات
فقرا .كان هذا ا لبيع ا لطوعي ين أجل البقاء على قيد ا لحيا ة في ظروف مادية قاسدة .كان
تعاقد أفراد العائلة لغترة من ا لوقت لدى أصحاب األعمال ،ا لذين كانوا يوفرون لهم المسكن
والمأكل ،هو ا لبديل األكثر مالئمة خالل هذه ا لظروف الصعبة .ال يجب أن تصبح شبكات
األمان شبكات للتأرجح عليها! بل كان الخادم أو الخادمة في المعتاد يحاول العمل على
التخلص من شروط عقده والتحرر من األين.
وبمجرد أن تذهب ا البنة التي تصلح للزواج ،يعمل ا ألب أقصى ما لديه ليرعا ها .هنا يحاول
ا ألب مساعدة ابنته إليجاد ا ألمان في الزواج ،ويعمل على البحث عن رجل مقتدر ليتزوجها .
بعض الناس قد يعترضون :انظر ،الرجل لديه ابن .لذا البد أن يتزوج ،وبالتالى هو يبحث
عن إمكانية الحصول على زوجة ثانية ،ربما لتنجب له أطفاال إذا كانت ا لزوجة ا ألولى عاقرا.
هذا ا ألستنتا ج متعجل للغاية ،ويتجاوز ا ألدلة وا لبرا هين .هناك خياران وا ضحا ن يفرضا ن
انفسهما )١( :الزوجة األولى للرجل توفيت .أو ( )٢الرجل روجته األولى تطلقا .دعنا ال
ننسى أن االبن يكون قادرا على ا لزوا ج— غالدا فى العشرينات من عمره (وكذلك الفتاة
أيصا) .لذا سوا ء اتخن الرجل هذه الخادمة لتكون زوجته أو زوجه البنه ،فغي كلتا الحالتين
ال يوجد لدينا تعدد زوجات.
باإلضافة إلى ذلك ،هذا ا لدحر بالذات يتضمن بعض االشكل ليات في الترجمة .ا لنص
ا لعبري آلية ٨يشير إلى أن ا لرجل يقرر بعدم أخذ ا لخادمة كزوجة .وفي ا أليات من ١٠ -٩
تظهر ا حتماليتان أخرتان )١( :الرجل (سوا ء أرمل أو مطلق) ربما يعطيها البنه ،أو ()٢
١٤٤
((يتزوج امرأة أخرى)) -وهنا يحدث الخلط .البعض يرجح أن في هذا تصديق على تعدد
الزوجات :الرجل يأخذ الخادمة ثم يتزوج امرأة أخرى إضافية .لكن هذا ال يعير عن قراءة
دقيقة للغص .يخبرنا آية ٨أن ا لرجل ال يختار أن يتخن ا لخادمه كزوجة له .في تلك الحالة
يجب أن نفهم آية ١ ٠على أنها تعني أنه يتزوج امرأة أخرتى بدال من الخادمة.
ثم ماذا عن ((المعاشرة الزوجية)) التي يصبح الرجل مديثا بها تجاهها (ع )١ ٠؟ أال يبدو
) كاآلتي :يحدث تخمين (أ{أ)أ07 هذا كتعدد زوجات؟ اإلشكالية في ترجمة كلمة ((المعاشرة))
كبير عندما نتعامل مع ممدطلح لم يذكر إال مرة واحدة في ا لعهد القديم .الكلمات التي ترد
مرة واحدة كثيرا ما تكون خادعة في التعامل معها ،ويجب على المترجمين الحذر الشديد في
التعامل معها .ولكئ بعض اك؛ رسين اقترحوا احتماالت أكثر ترجيائ .على سبيل المثال ،هذه
ا لكلمة يمكن أن ترتبط بكلمة تعير عن ا لزيت (أو ربما ا ألدهان) .يجب أن يطلق ا لخادمة بثالث
أشياء ضرورية :األكل ،الملبس ،والزيت.
كذلك هناك ترجمة أخرى متاحة أكثر قبوال ومعقولية .جذر ا لكلمة مرتبط بفكرة السكن أو
اإلقامة رسه1, !،حمه،سم .على سبيل المثال(( ،ا إللة الغدير لملجأ (لمسكن))) أو أن السماء
هى ((شئفن)) الله القدوس (تث ٢٧ :٣٣؛ ٢أخ .)٢٧ :٣٠يمكننا أن نستنتج بثقة أكثر أن
الملجأ أو المالذ (ومعنى ((زيت))) وارد هنا أيتا ،وليس المعاشرة الزوجية .لذا فإن الخادمة
يجب أن يتوفر لها ثالث أمور ضرورية :المأكل ،الملبس ،المسكن /المالذ .لذا فنحن ال نتكلم
هنا أبدا عن تعدد زوجات ،ناهيك عن أية مضامين تدعم هذه الفكرة .للمراجعة ،ا إلشكاليات
الثالث هي كالتالي:
( )١إذا رفض الرجل الخادمة كزوجة ،يجب أن يعطى حريتها (بمعنى استعادتها/
شرا ؤها مرة أخرى السترجا عها).
( )٢إذا أراد ابنه الزواج منها ،تعتبر كأحد أفراد العائلة ويعامل كابنة.
( )٣إذا تزوج الرجل ين امرأة أخرتى ،تحصل الخادمة على المأكل والملبس والمسكن.
وبالرغم أننا سنتطرق سريعا لهذا ا لنص مرة أخرى (في ضوء تث ،)١٥أرى أننا
نستطيع أن نترك ا آلن مسألة تعدد الزوجات كما ظهرت في خروج .٢ ١
١٤٥
البد أن نحرص أال نقرأ فى كلمة ((أعطبتك)) بما ليس فيها .فى النهاية نفس الكلمة
مستخدمة في ٢صموئيل (( ١١ :١٢هادئ ا أؤيم عتدن السر مخ بددن ،وآخذ ساءك انالم مذ٦تاع
وأعطيهن بفريين)) .من المؤكد أن الله ال دظهر موافقته على تعدد الزوجات بإعطائه زوجات
داود إلى ابنه الخائن أبشالوم.
با إلضافة إلى ذلك ،المقصود بكلمة ((شؤد٠ذ>) في ا آلية ٨هو شاول .وا لجملة التي تشير إلى
أن الله ((أعطى)) بيت شاول و(( زوجات)) شاول إلى داود هي على األرجح بمثابة إشارة عامة
عن نقل أمالك شاول إلى الملك ابجديد ،داود .ولو اتخن داود زوجة شاول أخينوعم (١صم
)٥٠ :١٤لنفسه ،لكان هذا انتهاكا لشريعة الالويين .كانت أخينوعم أم ميكال ،التي أعطاها
شاول لداود كزوجة ،ويحرم سفر ا لالويين ١٧ :١٨زوا ج الرجل من حماته .لذا فإن هذا الغص
ال يدعم فكرة موافقة الله على تعدد الزوجات.
ما دور هذا ا لتشريع؟ إنه يساعد على ا لحد ين المحاباة .فميزا ت االبن ا لبكر ال يجوز أن
يسحب منه فقط ألن أمه تصادف أنها ا لزوجة غير المفضلة.
هل هذ ا ا لنص يؤيد بشكل ماكر تعدد ا لزوا ج؟ ال على ا إلطالق((.اذا كان بزحل ا مرأنان))..
هو مثال آخر لصيفة ا ألحكام القضائية .وال يؤيد بالضرورة هذه الممارسة ،لكنه يقدم إرشادا
فى حالة حدوث هذه الحالة المعينة .على سبيل المثال يقول سفر ا لخروج (( ١ :٢٢إذا سرق
إنشان دورا أو ساه قدبخه أو باعه ،يعوض عن الدور كمشة بيزا ز ،ذعن ا لساة ياذبغه ين
انعدم)) .هذا التشريع ال يدافع عن السرقة! بل يقذم إرشاذا في هذه ا لحاالت ا لمؤسفةن أي
عندما تحدث ا لسرقة.
بالمثل في متى ١٩يسأل ا لناسى يسوع عن شية ١:٢٤ا لتي تقول (( :إذا أخد زحن امرأ؛
ذنرؤج نها ،عاذ تلم نحد يعمه لجي عينيه ألئه وحد نييا عيب شئء ،وكدب لها كناب خالق ودقته
إنى بدنا زألمتعيا ين بؤنه .))...فيخبر يسوع لمن سألوه بأن موسى لم يأمر بهذا التشريع
(مع أن التشريع كان لحماية المرأة المطلقة من أهوا ء ونزوات زوجها ،الذي يقرر فيما بعد
إرجاعها) ،وإنما سمح به بسبب قساوة قلوب ا لبشر (مت :١٩
١٤٦
أيتا يشير بعض 1لدا رسين أن تثنية :٢١ه ١٧-١ال ينص على أن ا لزوجتين على قيد
الحياة وفي نفس البيت .صيفة الفعل ((فإذ له)) توحي بأن الرجل ربما قد تزوج ثانية بعد
هوت زوجته األولى)(.
دعنا نوجز مسالة تعدد الزوجات بأن نلخص الرد المالئم على تعدد الزوجات في العهد
القديم:
٠ا لعهد ا لقديم يوضح ا لوضع ا لمثا لي ا لذي ترسخ عند ا لخليقة في تكوين ،٢٤ :٢الحظ
كلمة ((امرأته)) بصيفة المغرد وكذلك كلمة ((أباه وأمه)).
٠الويين ١٨ :١٨يعير بقوة عن عدم الموافقة على تعدد الزوجات ،حتى إذا كأن هذا
التشريع ال دنفن دائائ.
٠كتبة األسفار المقدسة كانوا يترجون سلوكا أفضل.
أشار بعخر الدارسين أنه ربما تم التساهل مع تعدد الزوجات ألسباب عملية ،وأن
التحريم ربما كأن سيصير صعدا من جهة تنفيذه.
٠من زوجات المك إلى زوجات إبراهيم ،وعيسو ،ويعقوب ،وداود ،وسليمان ،في كل مرة
نرى فيها تجاهال لشريعة ا لزوجة الواحدة ،ونرى الشقاق ،والمشاجرات وعدم التناغم.
الكتاب المقدس يقدم تعدد الزوجات ليس كشيء غير مرغوب فيه فقط ،ولكن كانتهاك
للمعايير اإللهية .قصص العهد القديم تنتقد بشكل غير مباشر هذا النوع من الزواج.
٠الله يحذر مذ هو أكثر ميال نحو تعدد ا لزوا ج -أي ملك إسرائيل(( :زال يكدرح ته نساة
آلأل نزيع قنية >)(تث.)١٧:١٧
٠الله نفسه يجسد ا لحب القائم على ا لعهد تجا ه شعبه .هذا االتحاد المثالى لإلخالحس
الزوجي بين الزوج والزوجة يسل الوضع المثالي بال منازع.
النصيحة الواردة فى أمثال ه :ه ١٨-١هى المعيار المغترض .يجب على الرجل أن يجد
البهجة واإلشباع الجنسى مع زوجته فى عالقة زوجية تجمع رجال وامرأة واحدة(( :اشزب
مياها مرع جبلن ،ومحاها جع ريه من دحرك)) (أم ه.)١٥ :
المهر
يقذم الملحدون الحدد فكرة المهر كما لو كانت طريقة لشرا ء زوجة كما يعتاد المرء شرا ء
حصان أو بغل .في واقع ا ألمر كان المهر وسيلة نظهر الرجل من خاللها جديته تجاه عروسه
المرتقبة ،وكان وسيلة لجمع عائلتين مائ لمناقشة مسالة جادة ومقدسة وتمتد مدى الحياة .إن
ممارسة ا لجنس مع امرأة شابة بدون إعدادات ضرورية وطقوس رسمية ترخص من المرأة
١٤٧
ومن 1لحيا ة ا لجنسدة .وبالتالي فإن ا لخطوا ت 1صلقة با لمهر عكست حالة من 1إلكرا م وا إلجالل
للزواج وليس العكس.
فكر في نظام المهر المتبع في أماكن مثل الهند؛ إذ تقدم عائلة العروس المرتقبة ماال إلى
عل ئلة ا لزوج ا لمستقبلي .هذا ا إلجرا ء ال يمكن أن يعني بان ا لعريس ا لمرتقب هو مجرد نوع من
الممتلكات أو أحد المقتنيات! لماذا نستنتج تلقائيا بان المرأة هي نوع من الممتلكات ألن هذه
الهدية دعطى في ا لعهد القديم ،بينما ال يكون الرجل هكذا في ظل نظام المهر (أو الشداق)
المعمول به في أمكان معينة؟
كان المهر بمثابة وديعة بن والد ا لعريس إلى والد العروس .ا لكلمة ا لعبرية لهذه ا لوديعة
ردجأل) يفئل ترجمتها ((هدية الزواج)) .ولم تكن هذه الهدية تساعد فقط في خلق روابط
عائلية قوية بين العائلتين ،ولكنها كانت توفر استقرارا اقتصاديا للحياة ا لزوجية الجديدة.
هذه الهدية التي يعطى لوالد العروس (غاليا ما تقدر بأجر عدة سنوات) كانت تعوضه عن
عمل ابنته الذي كانت ستساهم به في عائلتها .هدية الزواج —التي يحفظها الزوج على مدار
الزواج -كانت تعمل كتأمين للزوجة في حالة الطالق أو وفاة زوجها )(.في الواقع ،كان
والد العروس يعطي في كثير من األحيان هدية اكبر في شكل ممتلكات معينة عندما يتزوج
العروسان .وبالتالي شكوى ((هيتشنز)) عن المهر في ا لعهد ا لقديم هى شكوى مضللة.
وبا إلسهاب وا لتوسع في مناقشة خروج ١٦ :٢٢و ، ١٧يقول سفر ا لتثنية ٢٩—٢٣ :٢٢
(هذا ا لدمر يمكن تقسيمه إلى ثالثة أجزاء):
<<|ذ| كاذت قنا؛ عدزا ء كئهلويه بزحل ،توجدنا زجل نى ا لمي دنة واضحلجغ
٥٠ ه . . /٥م .٦ ٥٥٠ ٠ / ه ٠د /. .٠ ٥/٠ .٠ز.
كفها فأخرجوهما ؤليهتا إلى ياب دلك المديثة زازجموئتا يا لجحا زة حدى
يغوثا!.؛لقتا ة ين احل ائها للم نشرح بى المدينة ،والرحذين احل ائه أذد
ع م نم ١حم ٠
١٤٨
((ولين إن وحد الرحل القناة المحطوبة بى الحثل وأمسكها الرحل واصطجغ
صغيا ،يموت ا لرحل ا لدي ا حفبع صفدا وخده .وأصا ا نعثا ة قال نئفن يها ندائ .
تيس عتى انقنا؛ قطبة التوب ،ين فتا يقوم زحل عنى ضاجبه ذيئئلة عداد.
هكذا هذا األمر .ائه بى ا تتغلي وحدنا ،قشرقت انققا ة اتحطوبة قلم يكى تى
يقئئحا)) (ع .)٢٧ -٢٥
((إذا ذحد زحل فنتاه عدزا ة عير ئحطوبه ،فأمسكها ؤاصتجغ تقفا ،فوحدا.
يئبى الرحل الدى اضتحغ صففا أليي انفقا؛ حئسين مذ انبثدإ ،ونكون بي
أل زوجه صن أحل آئه قد آذئدا .ال يقدر أن يحئئقدا كذ آياصه)) (ع ٢٨و٠)٢٩
وبالفحص الدقيق ،سنجد أن ا لسيا ق يؤكد على حماية النساء ،وليس ا لتحقير من ا لنسا ء.
يجب أوأل التمييز بين ثلدثة سيناريوهات في النص الخاص بتثنية .٢٢
( )١ا لزنا بين شخصين راشدين بالتراضي -أي رجل وامرأة مخطوبة (تث ،)٢٣ :٢٢
وهو انتهاك لعهد الزواج (ألن الرجل انتهك امرأة قريبه).
( )٢االغتصاب ا لقسري المرأة مخطوبة (تث ،)٢٥ :٢٢ويفترض براءتها.
( )٣إغوا ء امرأة غير مخطوبة (تث ،)٢٨ :٢٢وهذا إسهاب على نص اإلغوا ء أو المراودة
في خروج ١٦ :٢٢و. ١٧
في كل حالة ،الرجل هو المذنب .ومع ذلك فئحة النقاد ترتكز على اآليات ٢٨و٢٩؛
إذ يقولون إى ضحية االغتصاب يعامل كأحد ممتلكات أبيها .لقد انيهكت ،ومع ذلك يفلت
ا لمغتصب بدفع نفقة ا لزوا ج ٠وال يظهر ا لئص أي ا هتمام بالفتا ة على ا إلطالق .بل صن ا لوا ضح
أنها تجبر على الزواج من الرجل الذي اغتصبها! هل هذه التهم لها ما يبررها؟
بالنسبة لآليات ٢٨و ،٢٩يرى دارسون متعددون أى خروج ١٦ :٢٢و ١٧بمثابة خلفية
لهذا السيناريو .وكال النصين يعبران بطريقة مختلفة عن نفس الفكرة العامة .وحتى إذا وجد
بعض الضغط من الرجل ،فإن المرأة الشابة تكون متواطئة بشكل أو بآخر .وبالرغم أنها
تعرضت للضغط في البداية (أو اإلغراء) ،لكنها في النهاية ال تفعل شيائ ضد إرادتها .يقول
النص ((قوحدا)) أي ((ضبطا صائ)) (تث ،)٢٨ :٢٢ولم يقل الئص ((وجد (وحده))) ) (.كالهما
ضالع في الجريمة .من حيث ا لتوصف القانوني الصحيح ال يمكن وصف هذا الضغط/
اإلغرا ء بأنه اغتصاب قسري ،وإنما يقع تحت تصنيفنا المعاصر لالغتصاب القانوني أو
اغتصاب القشر ر٠٧ ٢٠سا؟ ٠6ألنه برغم أن المرأة استسلمت ،لكن الرجل هنا سيحئل
المسؤولية األكبر.
وبينما كان من ا لصعوبة الشديدة أن تجد المرأة زوحا إذا تورطت .جنسيا مع شخص
آخر قبل الزواج ،فإن مهرها -الذي يمثل نوعا من األمان ا القتصادي لمستقبلها -سيكون
١٤٩
في خطر .من ناحية أخرى ،الرجل المذنب باالغتصاب قد أغوى المراة غير المخطوبة؛ ولم
يفتصدبها في حارة مظلمة وحاولت الشابة منعه أو الجري منه .هذا النص أبعد ما يكون عن
إهانة النساء.
( )١إذا اتفق األب وا البنة على اال۶مر ،البد أن يتزوجها من أغواها ،ويرعا ها كل حياته،
بدون إمكانية لتطليقها .ا ألب (بالتزامن مع ا البنة) لهما القول النهائي في هذا ا ألمر،
وال يشترط على الفتاة أن تتزوج من هذا الشخص الذي أغواها.
( )٢والد الفتاة (الممثل القانوني) لديه الحق في رفض أية ترتيبات دائمة وكذلك لديه
الحق أن يطالب بالمبلغ الذي يعطى للعروس ،حتى إذا لم يتزوج ا لشخص الذي
أغوى ابنته منها (ألنها عندما تعرضت لالنتهاك الجنسى ،سيكون من ا لصعب جدا
أن تتزوج بشخص آخر إذا لم يكن األمر مستحيال) .على الفتاة أن توافق على هذا
ا إلجرا ء ،وهي غير مطالبة بالزواج من هذا ا لشخص الذي أغوا ها .وفي ظل هذا
ا إلجرا ء ال تزا ل دعامل كعذرا ء.
مرة أخرى ،ال نرى عدم اهتمام بالمرأة .بل إذ مصلحتها هي الفكرة األهم التي يبنى
عليها هذا التشريع.
دعنا نلقي نظرة إلى نصين يتعامالن مع سبايا 1لصب من النساء :تثنية ٢٠و.٢١
وسنتعرض لهما بترتيب عكسي.
١٥٠
كين قذحلفا إلى سن دحلى رأسنا ويعئلم أنقارنا وددزع ثكان سنا ء٦فا،
ودئعث يى سك وبكى أ تانا وأديا شهرا صن الرصان ،ثلم كئد ذبن يدحل عتيا
ؤسرؤج يفا ،سكون -تن زوجه .وإن للم تشر يا فأطائها بشنا .أل يعنا
بدائ يفحدة ،وال تسدرعها (تسثعبدها) صن أجرع أدك قد أذللنها)) (تث :٢١
في هذا السيناريو ،عمل هذا ا لتشريع كإجراء وقائي للسبايا .والمستغاد من هذا ا لتشريع
هن النساء السبايا .دافعت الشريعة على حقوقهن وقيمتهن كأشخاص .من ناحية فهي ال
يغتصب ،وهي ممارسة كانت شائعة في ثقافات الشرق األدنى القديم .ولم يكن مسموحا
للزوج المرتقب من بني إسرائيل أن يتزوجها في الحال .ناهيك عن ممارسة ا لجنس معها .ال،
بل كان صن الواجب أن تتلقى معاملة زوجة كاملة الحقوق .وبخالف زيجات كثيرة نرا ها في
الس فيجاس ،أو ظاهرة الزواج عبر البريد اإللكتروني ،كانت مسألة الزواج في إسرائيل ال
يستخف بها (وال يكون ا لدا فع لها هو ا لشهوة) .هذا ا لدحر يعزز هذه ا لفكرة بقوة.
وكانت عملية الفصل تسمح بغترة من التروي والتأمل .فقبل أن تؤخذ إحدى النساء
السبايا بواسطة أحد جنود بني إسرائيل المنتصرين ،كان يسمح لها بغترة انتقالية لتنعم
بغاصل داخلي وخارجي صن أسلوب حياتها في الماضي .وبعد هذه الفترة فقط يمكن اتخاذها
كزوجة .وفي ظل جدية االلتزام الزيجي ،تسمح هذه الفترة أيائ للرجل بأن يفدر رأيه .ومع
ذلك فإن عبارة ((ودن تلم يشر بها)) ال توحي بشيء تافه ،ألن ناموس موسى كان ينظر بجدية
إلى قدسية الزواج ) (.إذا تغير فكر الرجل— لسبب أو آلخر ،يجب أن يطلق المرأة حرة.
تثنية ١٣ :٢٠و١٤
((إذا دففا الرت إلهك انى يدن ناضرب لجبيع ذكورنا بئن الشيف .وأصا
الئساء وائعان ذالتهاؤلم وفن نا ني اتدينة ،كلقييتيه| ،فتغتيئها سن،
ألكل عبيدة أعذابذ ايي أعفان الرذ الدن)).
سنناقش فيما بعد موضوع ا لحرب .لكن ا آلن نتحدث عن سالمة ا لنسا ء ا لسبايا وا ألطفال.
بل لرغم أن ا الغتصاب كان سمة شائعة في حروب ا لشرق ا ألدنى القديم ،فقد حرم على ا لجنود
من بني إسرائيل اغتصاب ا لنسا ء ،على عكس ما ينادي به ا لبعخر بمنتهى البالدة .لم يسمح
بالجنس إال داخل إطار ا اللتزام ا لزيجي ،وهي فكرة عامة متكررة في شريعة موسى .ولم يكن
االغتصاب في الحرب استثناء لشروط ا ألمانة الجنسية.
وكما هو ا لحال في تثنية ،١٤—١٠ :٢١فإن ا لسيناريو يبقى كما هو— أي يتخنها ا لجندي
ه
زوجة .وبدبًا من جعل ا لنسا ء المسببات في الحروب كمنبوذات أو في درجة أقل بين أفراد
العائلة ،يمكن دمجهن في المجتمع ا إلسرائيلي من خالل الزواج .من البديهي أن نفهم أنه كان
من المستبعد جدا أن يندمج الرجال بسهولة في حياة إسرائيل وعوائدهم(.
هذا ا لئص يشير إلى المرأة المصارعة قليلة ا لحيا ء ،كما يصفها احد الدارسين بشكل
فكاهي .كان فعلها هذا يعتبر فعال مشيدا ،واألسوأ من هذا أن ا لرجل ربما كان سدصاب
إصابة دائمة ،وبالتالي يحرم من األطفال في المستقبل .للوهلة األولى ،هذا ا لئص موص
ا لوا ضح أده يطالب بان كقطع يد المرأة إذا أمسكت با ألعضا ء التناسلية للرجل الذي يتشاجر
هع زوجها.
ا آلن ،لو كان ا لدحر يقول هذ ا ،ستكون ا لحا لة ا لكتا بدة ا لوحيد ة للعقوبة با لبتر .بخالف هذ ا،
كانت شرائع ا لشرق األدنى القديم تطالب بأنواع مختلفة من ا لتشويه والقطع كعقوبة لجرائم
متعددة ،لكئ شريعة موسى ليست كذلك.
لكن قبل أن ندرس ا لنص بمزيد من التفصيل ،يجب أن نقارن هذا بعقوبات مرعبة
أخرى في ا لشرق ا ألدنى القديم .كما رأينا شريعة حمورابي البابلية أصرت على معاقبة
بعض الجرائم بقطع اللسان ،أو اليد ،أو األذن -أو يسحل المذنب حول حقل باستخدام أحد
الماشية .لكئ شريعة موسى ،حتى وإن لم تكن مثالية ،فإنها تقدم ارتقا؛ باررا عندما يتعلق
ا ألمر بالعقوبات.
أحد التفسيرات األكثر قبوًا لهذا النص يتمثل في عقوبة إزالة الشعر (((فاحلقوا شعر
رجليها (أو شعر منطقة العانة) ،وليس التشويه أو البتر أو القطع .ألن ا لكلمة التي عادة ما
يمكن أن تشير إلى راحة اليد ،أو شيء مستدير مجوف مثل طبق ،أو (أ!{[!))[) تترجم ((يد))
ملعقة ،أو حتى أعلى األرجل .كما توجد كلمة عادة ما تترجم ((يد)) رسزكا وهي ال تستخدم
هنا .سيكون من ا لغريب أن تقطع راحة اليد!
بوضوح أضف إلى ذلك أنه في مواضع معينة في العهد القديم تستخدم كلمة
عن منطقة الحوض -أي تجويف الفخذ من الداخل (تك )٣٢ ،٢٦ :٣٢أو منطقة العانة عند
المرأة(( :قثت العدح لحديدي ويداي يعطران مرا ،وأصابعي مر عاطر عنى معبخره (أ10ا[(]أ)1)€
١٥٢
القفل)) (نش ه :ه) .هذه اللغة تلمح إلى تعس ((جثة معققة )> فى نشدد ا ألنشاد (( :١٢ :٤أحبى
الغروس جثة ئغلقة ،عئ لمقفلة ،ينبوع ثحثوم)) .يتفق الدارسون بشكل عام أن تعبير الحنة هو
()١٤
استعارة عن ا ألعضا ء الجنسية للمرأة ،وحالتها ((المغلقة)) توحى بطهارتها وبكوريتها.
أيضا في نص تثنية ،٢٥ال توجد إشارة إلى إيذاء .جسدي للرجل (كما يفترض بعض
المفسرين) .أثا صن يأخذون بمبدأ عقوبة ((يدا بيد)) ،تذكروا أن يد الرجل لم تؤذ ,ولم ئقطع
(إذا كان ا ألمر كذلك ،فإن فكرة قطع يد المرأة سيكون معقوال أكثر) .باإلضافة إلى ذلك ،فإن
ممارسة حلق الشعر— بما في ذلك منطقة العانة -كانت عقوبة مهينة منتشرة في بابل وسومر
(راجع أيتا ٢صم ٤ : ١٠وه ؛ إش .)٢٠ :٧هذا ليس تشوبها في مقابل تشويه ،أو قطائ
في مقابل قطع ،ولكنه إذالل في مقابل إذالل.
كذلك صيفة ا لفعل اأ>7،//اا في ا لعبرية في تثنية ١٢ :٢٥لها إيحاءات أخف من ا لصيفة
القوية والملفظة للفعل ااابماو /ا ،الذي يعني ((قطع)) أو ((بتر جسدي ر؟،سسق،كا)) .وكلما ظهرت
بالصيفة األخف (إر ٢٦ :٩؛ ٢٣ :٢٥؛ ،)٣٢ :٤٩فهي تعني ((قطع /قحراحلق الشعر)) .ال
يوجد سبب لغوي لترجمة صيفة الفعل 1ألخف (((يحلق))) بصيفة أغلظ بمعنى (((بتر))) .في
هذه الحالة تحديدا ،نحن نتحدث عن المنطقة المقعرة ين العانة ،وبالتالي يناسبها حلق شعر
العانة .باختصار عقوبة المرأة تتلخص في إذالل علني بسبب إذالل ا لرجل علدا— وهو شيء
ال يزا ل قاسيا جدا ،وال يجب إظهار ا لرحمة معه .من خالل وجهة نظر نصية ،الرأي ا ألفضل
يتحدث بوضوح عن ((الحلق)) وليس عن ((البتر))(.
هل هذه عقوبة مثالية تناسب كل العصور؟ ليس على اإلطالق! ومع ذلك فهي أفضل إذا
قورنت بعقوبات البتر القاسية والمتطرفة التي كانت شائعة في الشرق األدنى القديم .في
ا لوا قع شرا ئع أشور ا لوسطى (حوا لي ١١٠٠ق .م ).كانت تقدم سيناريو مماثال (في حالة
إصابة الرجل) ،ولكن مع تبعات أكثر خطورة .فإذا كانت امرأة في شجار وأصابت إحدى
خصيتي الرجل ،يقطع إصبعها .وإذا أصيبت الخصية 1ألضى ،يقلع كلتا عينيها ) (.مرة
ًاضى ،حتى إذا كانت تثنية ٢٥تتعامل مع عقوبة بتر حقيقية ،فهذا سيكون )١( :ا لعقوبة
األولى من نوعها في شريعة موسى )٢( ،سيزا ل هناك فرق شاسع مع العقوبات الشائعة
بالبتر والتشويه في بقية ثقافات الشرق األدنى القديم .ولكن كما رأينا ،فإن اللغة ال تسمح
بهذه القراءة الخاصة بالبتر.
من ا لمؤكد أن شرا ئع إسرائيل لم تكن مثالية ،ولكن عند مقارنتها با لشرا ئع ا لمختلغة
في منطقة ا لشرق األدنى ا لقديم (سوا ء بخصوص ا لجنس أو أمور ًاضى) ،فإن ا النطبا ع
العام الذي ذكره الدارسون يؤكد على ا لكثير من االرتقاءات األخالقية ا لنوعية والكبيرة
في شرائع إسرائيل.
١٥٣
لمزيد من االطالع:
.ا001،(0أ،( 01)1 17.١اا 1ا٠أ ج1ستةة ح€١٦د ¥؛ 0ب>. 1'1 31اال هًاةألءةآل ١١١.أل\ا١١ةد\ ٠
800, 2007.ءس)00آل , 1:ال<0)1خةة(ل
٠ هج0ج؟؟جآل أ3غ ١٧ك0ة٢8حة0أل 810 80 1 000'1ج1آلال 0011'1ج ١٧مؤا. ,,ال0068, 0
ه؛1رو;050؛1رماا8.أ0ج010ج٨1اعه1ء00ج0ج0ا01٧ا0أ001ك0جةة8:٨0٨ج1ذ0ج03جح 01116أ
0.8. 11 )2009(: 53-72.
08 101’0.11:ال٠حمه؛00 1. 5ا٠ 1011301, >0 {<€8أأ70ا أ001€0أ€8ا 01)1
1{. 0أ€0أ1 , 2000.ء6011ا)3ء1 ٨جي1ة8: 8ا)11ل0آل 0)1
٥٤
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
٠صف ممارسة تعدد الزوجات أو ا متلدك ا لسريات في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم وفي إسرا ئيل؟
ما هى الفوارق وا الختالفات التى يحب مراعاتها؟
* هل الكتاب المقدس يشجع على تعدد الزوجات؟ لماذا يعد الويين ١٨ : ١٨نشا هاائ يجب
مراعاته؟
* ناقش النصوص التالية التي يزعم البعض أنها تدعم تعدد الزوجات كأمر شرعي :خروج
١١ -٧ :٢١؛ ٢صموئيل ٨ :١٢؛ تثنية .١٧ -١٥ :٢١ولماذا ال تكفي هذه ا لنصوص
لتبرير موقف داعم لتعدد الزوجات؟
٠ناقش النص الخاص بالمرأة المصارعة غير المهذبة في تثنية ١١ :٢٥و . ١٢هل التفسير
الذي أوردناه منطقي؟
٥٥
الفصل الثاني عشر ٠ ٩
هل هنالغط مبررلآلنجاربالبشر
كبهائماللحقل؟ج١
العبودية في إسرائيل
كتب العبد الهارب والمؤيد إللغاء الرق(( ،فريدريك دوجالس)) ( ،)١٨٩٥ -١٨١٧في سيرته
الذاتية عن أول سيد له(( ،كل بأن أنتوني)):
كان رجال متوحسا تقسى بسبب 1لعمر ا لطويل في امتالك العبيد .في بعض
األحيان كأن يبدو أنه يتلذذ لذه هائلة بجلد العبد .وكثيرا ما أيقظتني مع
ظهور نور الصباح صرخات تشق القلب إلحدى عماتي ،الذي اعتاد أن يربطها
في عارضة خشبية ويجلدها على ظهرها العاري حتى تتغطى كلها فعليا
بالدم .وال كلمات ،أو دموع ،أو صلوات من هذه ا لضحية الملطخة بالدماء،
قدرت على تحريك قلبه الحديدي وتغيير أهدافه الدموية .وكلما ارتفع صوت
صرا خها ،زادت شدة الجلدات عليها .وحيثما سال ا لدم أسرع ،طالت مدة
الجلد عليها .ا عتاد أن يجلدها لتصرخ ،ويجلدها ليجعلها تصمت .ولن يتوقف
عن الضرب بالسياط الجلدي الملطخ بالدماء قبل أن ينهكها ا إلعيا ء .أتذكر أول
١٥٧
مرة شاهدت فيها هذا المشهد المروع .كنث طفال تقريدا ،دكني أتذكر جيدا .لن
أنسى هذا المشهد أبدا ،وأتذكر كل شى . ۶كان األول من بين سلسلة طويلة
م
لهذه النوبات من السخط ،وا لتي قدر لي أن أشا هدها وأشارك فيها .صدمني
األمر بقوة هائلة .وكان الممر الملطخ بالدماء ،أو المدخل إلى جهنم العبودية،
هو ما كنث على وشك الدخول فيه .كان أكثر المشاهد رعدا .أرجو أن أسجل
المشاعر ا لتي شاهدت بها هذا ا لمشهد .
كتب (( هاريت بيتشر ستاو)) ( ،)١٨٩٦ -١٨١١مؤلف ا لكتاب المؤثر وا ألكثر مبيائ ،كل بينة
فجع) ،أن األسياد فى الجنوب كان لهم سيطرة مطلقة على كل (0)11 العم توم*
جوانب حيا ة عبيدهم* :سلطة قانونية للسيد تعادل استبدادا مطلعا على ا لجسد وا لنفس،
و ال حماية لحياة العبد )(.
بالمثل كان ا إلنسان ا إلسرائيلي الذي يفتقر إلى المال ربما يصبح خادائ بعقد لملزم ليدفع
ديونه إلى ((رئيس)) أو ((صاحب عمل)) (سيد أو أدون-و).كثيرا ما ينظر إلى لقب ((سيد))
أي (((خادم أو مونلف))) ،وهذه ا لكلمة ال يجب أن كمصطلح سيئ تمالما مثل كلمة
ئترجم في المعتاد ((عبد)) .يعنق ((جون جولدنجاكي)) انه *ليس هناك شيء دنيء أو غير مكرم
لكون اإلنسان خادنا اد٠اا .الفعل هي كلمة مبجلة ومكرمة(.؛)
حتى عندما ئستخدم كلمات مثل ((يشتري)) أو ((يبيع)) أو ((يقتني)) في سياق الحديث عن
الخدام /الموظفين ،فهي ال تعني أن الشخص المقصود هو بمثابة أحد المقتنيات .فكر في
أحد الالعبين الرياضيين اليوم الذي ينتقل في ((صفقة)) أو ((إعارة)) إلى ناد آخر ،و( ا النتما ء))
إلى هذا النادي .نعم ا ألندية لديها ((لمآلك)) ،لكننا نادرا ما نتحدث عن العبودية هنا! وإنما
هذه اتفاقيات رسمية في شكل عقود ،وهذا ما نجده في اتفاقيات بين الخدام وأصحاب
ا لعمل في العهد القديم ) (.أحد أمثلة هذه العالقة بين صاحب العمل والمونلف بعقد تظهر
١٥٨
في عمل يعقوب مع خاله البان لمدة سبع سنين حتى يتزوج من ابنته راحيل .في إسرائيل
عندما تصير خادا متطوعا فغا لدا هذا إجرا ء للوقاية من الجوع .ليس للشخص أية ضمانة
غير نفسه ،وهو ما كأن يعني إلما ا لخدمة او الموت .وبرغم أن معظم الناس كأن يعملون في
مهنة أو تجارة العائلة ،كان الخدام يساهمون فيها كعمالة تخدم في البيت .بعكس ما يقوله
النقاد ،لم تختلف هذه ا لخدمة كثيرا من الناحية ا لعملية عن ا لتوظيف مدفوع األجر في أحد
االقتصاديات النقدية لدينا اليوم(.
كان الذين عادة ما ينتقل إلى العائالت ،وليس األفراد فقط .وسوا ء بسبب فساد
المحاصيل أو مديونيات كبيرة ،قد يدخل األب طواعية في اتفاق بعقد (و((يبيع)) نفسه) ليعمل
في عائلة شخص آخر(( :إذا ...ائقعز أخون عحده ويع)) (ال .)٤٧ :٢٥وربما ((تباع)) زوجته أو
أطغاله حتى تعبر العائلة حالة اقتصادية ال تحتمل .وإذا لم يقم أقاربه بافتدائه (أي يسددوا
له ديونه) ،فإنه سيعمل كخادم دين حتى يطلق سراحه بعد ستة أعوام ) (.وربما يضطر ألن
يرهن أرخر العائلة حتى سنة ا ليوبيل كل.خمسين عاائ (راجع الويين ،٢٥الذي يشرح مرا حل
متعاقبة لالفتقار في إسرا ئيل في ا ألعد ا د من .)٥٤ —٢٥
بكلمات أخرى ،لم تكن هذه الخدمة مغروضة من الخارج ،كما كانت في تجار العبيد
ا ألكثر من هذا أن هذه ا لخدمة وصالك المزارع في الجنوب ا ألمريكي في فترة ما قبل الحرب،
الملزمة بعقد لم تكن غريبة على مناطق أخرى في الشرق ا ألدنى القديم أيقا (بل وبشروط
أسوأ) .وفيما بعد عندما استرجع ساكنو يهوذا خدام عبرانيين كانوا قد أطلقوهم ،أدانهم
الله على انتهاك ناموس موسى ،وألنهم نسوا أنهم كانوا يوائ ما مستعبدين فى مصر وقد
خلحععهم ا لله .لقد أخبر ا لله شعب يهونا أنه بسبب أفعالهم سيتعرضون للسبي في أرض
أعدائهم (إر .)٢٢-١٢ :٣٤
بمجرد أن يطلق الخادم يبون حرا ليباشر معيشته بدون أية التزامات داخل هذا البيت أو
العائلة .فقد عاد ليكون مشاركا بشكل كامل في ا لمجتمع اإلسرائيلي .وكان عمله كخادم بعقد
لملزم يعني نزوال قليال على السلم االجتماعي ،لكن كان بمقدوره الشخصي أن يعود ليصعد
كمواطن كامل بمجرد تسديد الدين ،أو إطالقه في ا لسنة السابعة (أو ا لسنة ا لخمسين) .ومع
ذلك كان الناموس مهتائ بأن يعامل أي من هؤالء الخدام بعقد ملزم كرجل ((أحير مذ سته
إلى سته)) وال يسمح لصاحب ا لعمل بان ((ينسئن عنيه دعتفت)) (ال ه ٥٣ : ٢و٤ه) .في ا لوا قع
لم يكن الخدام فى إسرائيل يقطعون من المجتمع خالل فترة خدمتهم ،لكنهم كانوا يدمجون
بالكامل فيه .كما ذكرت سابعا ،إعفا ء إسرائيل عن الديون كل سبعة سنوات كان ثابتا،
وبالتالي قصد به أن يكون أكثر استمرارية من جيران إسرائيل في الشرق األدنى القديم،
والتي كان فيها إطالق الدين (إن حدث أصال) متقطعا في أغلب األحيان.
١٥٩
ومن دم فإن ا لخدمة االضطرارية طوال ا لعمر كانت محرمة ،إال إذا أحب الخادم كبير
العائلة وأراد أن يتعتق به (خر :٢١ه) .وكان الخدام يمنحون -حتى إذا لم يكن قد سددوا
ديونهم -إطالقا في السنة السابعة مع إعفائهم من كل ديونهم (تث .)١٥وكما سنرى ،كأن
هذا ا لتشريع متغردا ،وأكثر رقدا جدا من شرائع الشرق ا ألدنى القديم .يكتب أحد الدارسين
أنه :لم يكن عند العبراني مغردات العبودية ،بل مغردات الخدمة فقط) ( .
كان إطالق الخادم في إسرائيل المضمون خالل سبع سنوات نظاائ أو إجرا ة لمنع
استغالل مثلع هذه ا لموا قف أو إضغا ء صفة المؤسساتية عليها .كانت سنة ا إلطالق تذبر بني
إسرائيل بأن ا لخدمة نتيجة ا لفقر ليست هي النظام ا الجتماعي ا ألمثل .من ناحية أخرى،
وحدت الخدمة في إسرائيل تحديدا بسبب وجود الفقر .ولو لم يوجد الفقر ،ما كان ليوجد
الخدام في إسرائيل .وإذا عاش الخدام في إسرائيل ،كان هذا إجراء طوعدا (أو بسبب
الفقر) وليس إجباريا.
مما رأينا للتو ،هذا ال يصف الخادم العبراني على اإلطالق ،كما ال يتفق مع ((العبد)) غير
العبراني في إسرائيل (كما سنرى في الفصل التالي).
كانت الشرائع المتعلقة بالخدام في إسرائيل مهتمة بإدارة وترتيب نظام عمل متدره—
وليس بتمجيد هذا الوضع .كانت ا لخدمة في إسرائيل بسبب الفقر ،وكانت ندخل طواعية،
وكانت أبعد ما يكون عن الوضع ا ألمثل .وكان ا لقصد ين هذه الشرائع هو محاربة فرص
االستغالل ،وليس تقنين العبودية.
عندما نقارن نظام ا لخدمة في إسرائيل مع الشرق األدنى ا لقديم بشكل عام ،سنجد
أوضاعا مخففة بشكل واضح ،ومن نواحي كثيرة أوضاع مريحة جدا للمعوزين في إسرائيل.
كانت الشرائع الخاصة بالخدام تهدبة إلى فائدة الفقراء وحمايتهم— وهم ا ألكثر عرضة
للدخول في هذا ا لنوع من ا لخدمة الملزمة بعقد .ا لخدمة كانت طوعية :كان ا لشخص الذي
ليس له أي أرض (أيا كان السبب) ((يبيع نفسه)) (ال ٤٧ ،٣٩ :٢٥؛ قارن أيصا تث :١٥
.)١٢وقد يختار شخص آخر أن يبيع أحد أفراد العائلة كخادم بعقد ئلزم في بيت شخص
١٦٠
آخر ليعمل فيه حتى سداد الدين .وبمجرد أن يتحرر ا لشخص من التزاماته كخادم ،يكون له
مكانة كاملة من المواطنة غير مثعل بأية ديون (.
سعى التشريع في العهد القديم لمنع عبودية األين الطواعية .فقد كان جزء كبير من
ا لتشريع الموسوي يحمي ا لفقرا ء حتى من ا لخدمة الملزمة بعقد لغترة مؤقتة .أعطيت للفقرا ء
فرصا ألن يجمعوا زوايا ا لحقل أو ليقتطغوا الثمار المتبقية على ا ألشجار بعذما دحصد
إخوتهم من بني إسرائيل األرض (ال ٩ :١٩و١٠؛ ٢٢ :٢٣؛ تث ٢٠ :٢٤و |.)٢١يتا أوصى
ا لرفقا ء من بني إسرا ئيل بأن يقرضوا ا لفقرا ء بال مقابل (تث ه ٧ : ١و ، )٨وال يتحملون فائدة
على ا لقرض (خر ٢٥ :٢٢؛ ال ٣٦ :٢٥و . )٣٧وإذا لم يستطع ا لفقرا ء تحئل تكلفة حيوا نا ت
ا لذبيحة غالية الثمن ،كان بمقدورهم أن يقدموا ذبائح أصغر ،وأقل تكلفة (ال ه.)١١ ،٧ :
أينا دلفى كل ا لديون تلقائيا كل سبع سنوات .فى ا لوا قع عندما دطلق خدام األين ،كان
يجب إظهار الكرم لهم (( :أعبه وال يدددوء ق٠1ر1ه عددتا دعطيه)> (تدع .)١٠ :١٥الخالصة :لم
يرغب الله في وجود أي فقر في إسرائيل (تث .)٤ :١٥لذلك وحدت شرائع ا لخدمة هذه
لمسا عدة ا لفقرا ء ،وليس إليذا ئهم أو لجعلهم في مكانة متدنية دا ئائ.
((إذا سجعت ضوت الرت إلهك بنئقذ زقئتل كز هذه الوصايا التي أقا أوحيديك
ًاثائ فدير وأدنألتعترض، ؛نيؤم ،يب1رفذ|لرت إالًذكمع ف1زنذ .ققر
وشلط على أتم فتير؛ وهلم علد ال يسلطون.
<<إذ فإذ نين قعير ،أخد وى إحذين ني أخد أبوا يك ني أرتجن التي بئبين
الرت إليك ،قال تعش قليله ،وال نقيض يدك عن أحيله العقير ،يل افتح يدن نه
وأنرضه بعدار تا يحقا ج إنيه .احئرز مذ أن يكون تع قند فالم لديلم قايال:
قد قربب السلة السابعة ،سدة االبراء ،وقسوء عيدله ياحين انقعير وأل دئطبه،
فيصرح عند إنى الرت ققفون عند حبيه .أعبه زال يسوء قند علدنا ظبيو،
١٦١
ألئة يشبب هذا األش ئناركك الرت الهك ض كل اعائلذذجعيع نا نسن إق
يدن .اله النم تعقد انعقرا ء مرع 1ألرض (فاألرض ال تخلوض ئحتأج).
((نذبن انا أوصين قانأله :اقدح ندن ألحد المسكين وانقؤير بي ارضن .اذا ييع
نذ اخوق ا نعيرا بى او أحدن انعدراندة زغدلمن ست ميبين ،قفي الشثة الشايفة
دطدعه حر! مذ شذ ٠وحين دطدعه حر) من عئدذ أل دعتعه قغرعع .ترؤده من
عثون ومن ييدرن ومن لمعضزدن .قتا يازقن الرت دلهن ئئبيه .وا ذكر آئن
كنة ج| بى آزض حر ،قعدان الرت إقن .يذبن آقا أوصين يهذا االئر
اتيوم .ولؤذ اذا قاذ تن :النم أح من شك .ألئه قذ آحبذ ذين- ،إذ كان ته
حير عددن ،قخذ الحزر زاحعئه بى أذنه ذبى انداب ،قدكون تن عددا مؤبدا.
وهندا نعفل آلئؤذ آيائ .النم يصعت عتدن آذ ئنبقه حرا من عثدذ ،ألئه ضئقى
أجرؤ ا ألحير حدتن ديث ميبين .قدياركن الزت اقن بي كذ لما قئتل)) (تث
.)١٨—١ :١٥
يوصي التشريع بام عفا ء الشخص الفقير (أو الخادم) من ديونه المتراكمة .كانت تبرئة
الدين تحدث كل سبع سنين ،وهو ما يظهر اهتمام الله الملحوظ بالمعوزين في األرض .اآلن
قد يشير ا لبعض إلى ملوك مخظفين في منطقة ما بين ا لنهرين خالل ا أللفية الثانية قبل الميالد
ممن كانوا يطلقون العبيد وا لمديونين خالل ا لسنة ا ألولى أو الثانية ض حكمه -أو في أوقات
أخرى .لكن هذه اإلطالقات كانت متقطعة في المعتاد ،بعكس الفترات المحددة التي تم الئص
عليها في إسرائيل في ا لسنة السابعة وا لسنة الخمسين(.
إذا كنت قد ألقيت مجرد نظرة على نص تثنية ،١٥ولم تلحظ داللته ،ارجع مرة أخرى
واقرأه .الهدف العام وا ألشمل والثوري المعبر عنه في الغص يتمئل في القضاء النهائي على
عبودية /خدمة الدين في األرض(( :حتى ال يكون فيما بينكم محتاج)) (حسب الترجمة العربية
المشتركة -تث )٤ :١٥ا )١ومع ذلك ألن الله يتحلى بالواقعية فقد علم أن األحوال المتدنية
ستوجد ،وأن ا لفقر (وبا لتا لي ا لخدمة) سيستهتر! ن في ا ألرض (تث .)١١ :١٥ومع ذلك فإن هذا
الوضع غير المرغوب فيه يجب أن يحارب بدال من شرعنته وإضغا ء صفة المؤسساتية عليه.
وبالتناغم مع هذه الروح الداعية للتخئص من الفقر وبالتالي من العبودية ،كان إطالق
العبد مصاحبا بعطايا سخية وروح كريمة .كان على السيد أال يضمر أفكارا شريرة تجاه
خادمه .وإنما كان عليه أن يحئله بعطايا سخية (تث ١٣ :١٥و .)١٤كان السبب والدافع
ورا ء هذا ا لعطف وا لنية ا لطيبة هو (( آئن كئن قتدا بي آرض وصز ،ققدان ا لزت اقن .بذين
آقا أوصين يهذا األمر انيؤم)) (تث .)١٥ :١٥وحتى إذا لم يزول ا لفقر (وبالتالي العبودية)،
كان على إسرائيل أن يناضل نحو هذا الهدف.
١٦٢
كرامة خذام الذين
بدالد من إرجاء طريقة معاملة الخدام (العبيد) إلى نهاية ا لتشريع (وهو ما كأن شائائ في
شرا ئع العشرق األدنى القديم) ،فإن شريعة إسرائيل وضعت هذا الموضوع في مقدمة ووسط
خروج .٢١ألول مرة في العشرق األدنى القديم ،تشترط الشريعة معاملة الخدام كأشخاحر
وليس كشيء يا ع ويشترى.
لكن في ثقافات أخرى في ا لشرق األدنى القديم ،كان الملك هو الذي يمثل صورة إلههم
على ا ألرض -والعبد لم يكن هكذا بالتأكيد .في المقابل نجد تكوين ٢٦ :١و ٢٧يؤكد على
أن كل ا لبشر حاملون للصورة اإللهية .هذه العقيدة تعمل كأساس للتأكيد على كرا مة وحقوق
كل إنسان .بالمثل نجد أبوب ١٥ —١٣ :٣١يكشف بوضوح اإلنسانية ا لحتمية —وبالتالى
ا لمساوا ة— بعن السيد وا لعبد على ا لسوا ء <( :دن كدت زعضت حؤ طبب ي وأندي بي دعوا لمتا
عنى ،عمادا كنث اصدع جين يقوم الله واذا الثعد ،نجتا نا أحيبه؟ ا وندس ضابعي ني انبئن
ضابعه ،وعح ضؤرثا زاجد بي الرجم)).
الخدام (العبيد) في إسرائيل ،بخالف جيرانها في العشرق األدنى القديم ،منحوا حقوقا
إنسانية وقانونية ال مثيل وال سابق لها ،حتى وإن لم تكن متساوية مع األشخاص األحرار
(الذين يمكن أن يجدوا أنفسهم —إذا استمرت ظروفهم التعيسة— محتاجين إلى وضع
أنفسهم في خدمة بعقد لملزم لغترة مؤقتة) ) (.تذكر مقالة عن العبودية في قاموس ٢رئ٠/1عظ
^€ £<1011011)11أ(1أ .8كدينا في الكتاب المقدس أول دعوات في األدب العالمي لمعاملة العبيد
ككائنات بشرية في حد ذاتهم وليس فقط حسب أهوا ء أسيادهم ) (.بالمقارنة كانت فكرة
العبد الذي له حقوق حتى وإن كان كشخص خارج المجتمع العادي غريبة بشكل واضح عن
الشرائع ا ألخرى في العشرق ا ألدنى ا لقديم حيث كان يتم عمل وشم أو عالمة بشكل إجباري
لتوصيفه (قارن هذا مع خر :٢١ه و.)٦
في ا لوا قع ((بعكس عقائد قديمة كثيرة ،كانت الشرائع العبرانية معتدلة نسبيا تجاه
العبيد ،واعترفت بهم كبشر قادرين على ا لدفا ع عن أنفسهم ،وإن كان ليس بنفس مستوى
األحرار)) ) (.كما سنرى ،حماية العبيد الغارين الذين يهربون إلى إسرائيل كانت مختلفة
بشكل مذهل عن شرائع العبيد في الثقافات األخرى في العشرق األدنى القديم ،وهذا يرجع
إلى تاريخ بني إسرائيل أنفسهم كعبيد في مصر .هذه ا لحقيقة حولت العبودية عمليا إلى
(( مؤسسة تطوعية)) .
البعض قد يجادل بالفكرة التي تقول إن شرائع الجثيين كانت مخففة عندما تم تعديلها
في مرحلة ما .فقد أصبحوا أكثر إنسانية .هذا صحيح إلى حد كبير ،لكن النتائج لم تكن
دائائ إيجابية كما يظن البعض .على سبيل المثال ،لم يعد ا لقتل يجلب عقوبة الموت -إال على
١٦٣
ا لعبيد .بينما 1ألحرار كل نوا يعل قبون بالغرا مات أو بالبتر وا لتشويه .كل نت ا إلصالحات انتقائية
في أفضل األحوال!
في الجزء المتبقي من هذا الفصل ،سنرى أن هناك ثالثة شرائع مهمة في إسرائيل كانت
متميزة في منطقة الشرق األدنى القديم ،وليس هذا فقط بل لو كان الجنوبيون المؤمنون
بالكتاب المقدس في الواليات المتحدة مع ا ألوربيين المسيحيين قد اتبعوا هذه الشرائع ،ما
كانت هناك مشكلة في العبودية .دعنا ننظر إلى هذه ا لشرا ئع بتمعن.
في المقابل سمحت شريعة حمورابي للسيد بأن يقطع أذن عبده غير المطيع ) (.وكان
المعتاد في شرائع ا لشرق األدنى القديم أن األسياد -وليس العبيد -هم من يعوضون مالدا
عن ا إلصابات التي يتعرض لها عبيدهم على أيدي آخرين .لكن ا لشريعة الموسوية وضعت
األسياد أمام المساءلة في معاملتهم لخدامهم ،وليس فقط في معاملتهم لخدام شخص آخر.
وكما سنرى حاال ،إذا مات العبد بسبب إساءة جسدية من صاحب العمل ،كان يعتبر هذا
جريمة قتل .كل هذا لم يكن له ما يوازيه في شرا ئع ا لشرق ا ألدنى القديم.
ربما يتساءل ا لبعض هل إطالق سرا ح خادم في مقابل فقع عينه أو خلع سنه هو سبب
أفضل إلطالق العبيد من ثقافات ًاضى في الشرق األدنى القديم .في النهاية لقد سمحت
شريعة حمورابي بإطالق األمة وأبنائها (الذين أنجبهم السيد) إذا قرر السيد أال يتبناهم) (.
في ا لوا قع السؤال نفسه له منطق ملتو ) (.كما رأينا سابعا كان على بني إسرائيل أن يطلقوا
خدامهم كل سبع سنين ،إال إذا أراد الخدام أن يبقوا .في سفر أخبار األيام ا ألول ٣٤ :٢
وه ،٣ا عطى شيشان ابنته زوجة لعبده المصري ((يرحع)) — وهذه ليست نقلة سيئة ألعلى
الثلم االجتماعي!
شيء آخر على هامش الموضوع ،ضع في اعتبارك ان كثيرين -إن لم يكن أغلب -العبيد
١٦٤
كانوا من الشباب الذين اقتسوهم اآلباء واألمهات البائسين مع عائالت أكثر ثراء ليوفروا
000أ )1/1 لهم الغذاء والكساء والملدن .أشخاص ناضجون آخرون خدموا بدال من الوالدين
ر؟خم حمم ى ٢يعور ،وهو ما كان يتضمن في المعتاد تدريب العبيد الصغار .كما يصيغ سفر ا ألمثال
هذا ا ألمر(( بالفالم ال يؤدب العبد (الخادم) ،ألده إن قهم فال يستجيب)) (أم -١٩ :٢٩ترجمة
عربية مشتركة) .الجانب ا لسلبى فى هذا أن كبير هذه العائلة ربما زاد فى العقوبة ،وهو ما
أدىطى|ألرجحإلىإصابة٣(.آ)
شرائع ضد االختطاف
سمة أخرى فريدة للشريعة ا لموسوية تتمثل في ا دا نتها لخطف شخص بهدف بيعه كعبد،
وهو فعل عقوبته الموت:
((تى شزق انساقا وياعه ،أو وحد ني يدؤ ،يعدل ،فثال)) (خر .)١٦ :٢١
((إذا وحن زحل قذ سزق نقتا صن إخوته يبي إسراييل ذاشنزعة وداعة ،يموت
ذبك الشارق ،قتنزع السر صن وشطك)) (تث ( )٧ :٢٤قارن تحريم الخطف في
هذا ا لتحريم ضد ا لخطف يغيب أو يتم تجا هله متن يقارنون ا لخدمة فى إسرا ئيل بالعبودية
في جنوب أمريكا في حقبة ما قبل الحرب ،ناهيك عن ا لشرق األدنى القديم.
في حاالت أقل قسوة— كما في شرائع الجثيين وإيشنونا وإبت عشتار -كانت تفرض
ا لبعض يدعى أن هذا كان ارتقاء ،حسدا ،نوعا من غرامات على إيوا ء العبيد الهاربين.
١٦٥
ا لتحسن إلى أفضل .في هذه السيناريوهات ا لمحسنة أو المعدلة كأن ال يزا ل العبد مجرد
متاع أو أحد المقتنيات ،وال تزال إجراءات تسليم الهاربين في الشرق ا ألدنى القديم تتطلب
عودة العبد إلى سيده .وليس هذا فحسب ،لكن العبد كان سيعود إلى ا لظروف القاسية ا لتي
دفعته إلى الهرب مرة أخرى .حتى القوانين المتطورة فى ا أللفية األولى قبل الميالد فى بابل
تضمنت تعويض المالك (أو ربما شيائ أكثر قسوة) في حالة إيوا ء عبد هارب .ومع ذلك كان
العبيد الراجعون يتعرضون للتشويه ،بما في ذلك ثقب آذانهم وختمهم بعالمة ) (.هذا ليس
نوع ا لتحسن الذي يرؤج له على نطاق واسع! نعم ،اتجاهات إيجابية وارتقا ء ا ت أخالقيات
حدثت في شرائع الشرق األدنى القديم .لكننا مرة أخرى نرى اختالقا أخالقيا متميرا بشكل
عام في شريعة موسى يتفوق على شرائع الشرق األدنى القديم.
أمر آخر :برغم أن البعض يدعي أن العبد الهارب في تثنية ٢٣ليس أجنبيا وإنه من
بني إسرائيل ،لدينا أسباب كثيرة لرفض هذه الفكرة .من ناحية ،ال ذكر لكلمة أخ أو قريب.
ايائ وفعا لالويين ه ، ٢لم يسمح لبني إسرائيل أن يستعبدوا إخوتهم من بني إسرائيل.
كذلك كان بإمكان العبد ا ألجنبى الهارب أن يختار بحريته مكاائ ليعيش فيه داخل إسرائيل
(((ني وسحبن))(( ،ني آخد آبواين)) تث )٦ :٢٣على عكس بقية بني إسرائيل الذين كان عليهم
أن يظلوا في مكانهم في ا ألرض ا لمخصصة للسبط (قارن سفري ا لعدد ويشوع) .وبالتالي
المستفاد هنا لم يكن نخبة المجتمع ولكن ا ألجانب الضعفاء والمهمشين فى وسط مجتمع
مختلف تماائ .فضال عن ذلك كان بنو إسرائيل يدخلون الخدمة طواعية بينما كان العبيد
الهاربين يصبحون على األرجح عبيدا رغائ عن إرادتهم ،وبالتالي إذا حصل العبيد الغرباء
على حماية من األسياد القساة ،فكم باألحرى سيكون األمر بالنسبة لبني إسرائيل.
تطلقع ،١دلنيصرية
في خطاب التنصيب الثاني ن ((أبراهام لينكولن)) ( ٤مارس )١٨٦٥نجد هذه الكلمات
المألوفة عن الشمال والجنوب:
كل منهما قرأ نفس الكتاب المقدس وصلى لنفس اإلله ،وكل منهما توسل
لمعونته ضد اآلخر .ربما يبدو غريبا أن أناسا يتجاسرون ليطلبوا من الله
العادل معونه ليغتصبوا خبزهم ين عرق وجوه أناس آخرين ،لكن دعونا ال
ندين حتى ال ندان .لم يكن لصلوات كليهما أن ئستجاب .لم يستجب ألى
منهما أبدا .الله القدير كان له مقاصده الخاصة.
نعم من ا لواضح أن كال منهما قرأ نفس الكتاب المقدس ،وطلب عودا الهدا للتغلب على
أعدائهم .ومع ذلك فإن الربط الشائع للنقاد لشرائع العبودية أو الخدمة في إسرائيل مع
١٦٦
الواليات الجنوبية في زمن ما قبل ا لحرب هو شيء مخطله للغاية .بمقدورنا أن نؤكد باطمئنان
أنه لو ائبعت الشرائع الثالث ا لواضحة في العهد القديم في الواليات الجنوبية -أي تجريم
الخطف ،اإليذاء ،وعودة العبيد في خروج ٢٦ ،٢٠ ،١٦ :٢١و٢٧؛ وتثنية ١٥ :٢٣و١٦؛ :٢٤
-٧لما ظهرت العبودية في أمريكا.
إذا كان عليك أن تختار بين ا لخدمة في إسرائيل والعبودية في الثقافات األخرى للشرق
األدنى القديم ،فإن الشخص العاقل سيختار إسرائيل على الغور .لم يكن نظام الخدمة بعقد
مؤقت هو األمثل ،لكن شرائع إسرائيل عكست حساسية أخالقدة أكبر من نظائرها في
ا لشرق ا ألدنى القديم.
{0£أ0ا) 01)1 يلخص ((فالتر إيكروت)) في كتابه الشهير *الهوت العهد ا لقديم كا)
هذه المقابلة بشكل جيد: (أاال€أ€$1ل
المعايير المقدمة في' كتاب ا لعهد (خر )٢٣ —٢٠تكشف -عند مقارنتها
بالشرائع المماثلة في العشرق األدنى القديم— عن تغييرات راديكالية في
الممارسة القانونية .في تقدير الجرائم ضد الممتلكات ،وفي معاملة العبيد،
وفي تحديد العقوبة على الجرائم غير المباشرة ،وفي رفض عقوبة البتر أو
ا لتشويه ،تم ا العترا ف بقيمة ا لحيا ة ا إلنساندة كشيء أعظم من كل ا لقيم ا لمادية
بما ال دقارن .السمة السائدة هي احترام حقوق أي شيء له وجه إنسان .وهذا
يعني أن ا آلرا ء التي كانت سائدة في العالم وقتذاك تم تجاهلها ،وقدمت بدال
منها مبادئ جديدة في الممارسة القانونية .في النهاية هذا ممكن فقط بفضل
حكمة عميقة غير متخيلة حتى اآلن عن دبل اإلنسان ،وهو ا لشيء المعترف به
اآلن كشرط لملزم للسلوك األخالقي .وبالتالي في إسرائيل أيصا كانت حقوق
ا ألجانب من أدنى الطبقات تحت حماية الله .وذا كان ا ألجنبي قاصرا أيتا،
وبدون حقوق قانونية كاملة ،فإن ظلمه يشبه ظلم األرملة واليتيم ،وهو اعتداء
يستوجب العقوبة ،وهو ما يستدعى انتقام الله ومجازاته أينتا(.
في إسرائيل كان الخدام (العبيد) بعقد مؤقت يعاملون كبشر —وليس كأشياء— وكانوا
يتمتعون بحماية من إساءات البشر ) (.في شريعة العهد القديم ،بالرغم من وجود تمييز
ا جتما عي بين ا لخادم وا لحر ،كل نت ا لشريعة تحمي ا لخادم بشكل مؤكد .وكان ا ستغالل ا لخادم
يؤدي إلى تحريره .وفي العام السابع ،كان العبد ئلغى ديونه ،ويكون قادرا على أن يبدأ حياته
في وضعه الجديد كشخص حر .وبالرغم من وجود شرائع إطالق في الشرق األدنى القديم،
فإن االختالفات بين شرا ئع إسرائيل والشرائع األخرى الفتة للنظر أكثر من التشابهات.
يسأل النقاد :كان بنو إسرائيل لديهم ستة أعوام من الشغل ،وسمحت شريعة حمورابي
١٦٧
بثالثة فقط! ومع ذلك بشكل عام في الشرق األدنى القديم كانت حقوق العبد في (حصوله
على الحرية) اختصاصا حصرا لمالك العبد (.
شددت شريعة حمورابي وشرائع أخرى في الشرق األدنى القديم على الدرجات الطبقية،
وا لتشريعات الخاصة بالعبيد ،واألحرار ،ومسؤولي الحكومة ،والكهنة ،وهكذا .كانت هذه
الشرائع في الشرق األدنى مختلفة بشكل كبير عن العهد القديم الذي يتمؤز بعدم وجود
هذا البناء الهرمي .في إسرائيل حتى الملوك مثل داود أو أخآب لم يكونوا فوق القانون .في
ا لحقيقة عندما أذنبا بتهمة قتل أوريا أو نابوت (بالترتيب) فإن أنبيا ء الله واجهوهما بسبب
قتلهما لحياة بريئة لمواطنين عاديين( .وبينما كان ملوك كنعان يفترضون أن ا ألرض تنتمي لهم
ولعائالتهم الملكية ،عرف نابوت أن ا ألرض ملك لله الذي أعطاها بنعمته لعائالت بني إسرائيل
ليستخدموها) ) (.برغم أن الله لم يطبق المنظومة القضائية إلسرائيل على الملوك في بعض
األحيان ،لكنه حتائ لم يجعل هؤالء الملوك يغلتون بغطتهم .مرارا وتكرارا حلب الله دينونات
قاسية مباشرة على المجرمين من العائالت المالكة بسبب جرائم بشعة وأفعال ارتكبوها تعبر عن
عدم والئهم للعهد .قسم ا لله ا لمملكة بسبب وثنية سليما ن( ١مل ،)١٣ :١١وضرب عزيا با لبرص
(٢أخ ،)١٩ :٢٦وأرسل منسى إلى السبى (٢أخ ١٠ :٣٣و ،)١١وتستمر القائمة .هذه الحوادث
تجسد ما أوصت به كلمة ا لله في الويين : ١٩ه (( ١ال دردكبوا لجورا بي ا نعنا ء .ال نأخذوا دوجه
مشكين ال ئحثرم ولجه كدير .يالعنل نحكر لعرجيدك)) ،سوا ء كان ملائ أو مواطائ عاديا.
ومع ذلك فمعاملة الخدام (العبيد) لم يكن لها ما يوازيها في ا لشرق ا ألدنى القديم:
لم توجد شريعة أخرى في العشرق األدنى ا لقديم تضع ا لسيد امام المساءلة
بسبب معاملته لعبيده (كما يتضح جيدا ين إصابة أحد العبيد على يد سيد
آخر) ،في المقابل كانت الشرائع 1ألضى التي تتعلق بالعبيد الغارين تقضي
بوجوب عودتهم ،مع عقوبات قاسية لمن ال يذعنون(.
برغم أن شرائع إسرائيل عن العبودية لم تكن األمثل من الناحية األخالقية ،فإنها تظهر
حساسية أخالقية أعظم بكثير من الشرائع 1ألضى للشرق ا ألدنى القديم .وبالتالي فهي
توجهنا إلى النموذج ا إللهي المثالي في البداية :كل ا لبشرحا ملون للصورة اإللهدة (تك ٢٦ :١
و .)٢٧وعلى عكس مما يقوله ((كريستوفر هيتشنز)) و(( سام هاريس)) ،ا لخدمة في إسرائيل ال
يمكن وصفها بأنها مبرر لالتجار في ا لبعشر أو وسيلة لمعاملة الناس اكبهائم الحقل .ال ،لم
يكن القصد ا إللهي األول أن يحتفظ البشر ألنفسهم بعبيد ) (.وإنما النموذج المثالي في سفر
التكوين يقول إذ كز البشر متساوون ،وإنهما ال يعملون آلض .بل كل شخص تحت عناية الله
يجب أن يكون اسيد نفسه ،ويجلس تحت كرمه الخاص وتينته الخاصة (١مل ٢٥ :٤؛ مي
٤:٤؛زك(.)١.:٣ه)٢
١٦٨
لمزيد من االطالع:
2 £.71212711 117 £)181.أ{أ )171)1أ87)12ل -31)1\27/ 171أ(أ. £<2ح ال٢نجح110, 6٢ج1غن11٠1غح *
88, 1993.جح 81111)1؛ 0جا٠8اج٧اعتآ :ه1جة٤جه 141. 8ةجغج1 8الجااا1٠ول{[اأ 8آ80ل
١٦٩
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
٠كيف كانت مكانة العبيد في الجنوب األمريكي في زمن ما قبل الحرب؟ وكيف نقارن هذا
بنظام ا لخدمة في إسرائيل ا لقديمة؟ لماذا من ا لظلم أن نقارن بين هذين 1لسيناريوهين
المختلفين تاريخيا؟
٠صف نظام خدمة الدين في إسرائيل .ما هي السمات المهمة في هذه المنظومة والتي
يجب مراعاتها في ضوء اعتراضات النقاد؟
٠هل كان من الصعب االنتقال من الخدمة الملزمة بعقد في إسرائيل إلى الحصول على
الحرية؟
٠ما هي أهم النصوص التي كان يحب أن ئعطى اهتماائ أكثر ممن يلجأون إلى الكتاب
المقدس لتبرير العبودية في الواليات الجنوبية؟
٠كيف كان الخدام أو (العبيد) في إسرائيل لهم حقوق غير مسبوقة في منطقة الشرق
األدنى القديم؟
* اقرأ تكوين ٢٦ : ١و٢٧؛ وأيوب -١٣ :٣١ه.١ما هي أهمية هذين النصين بالنسبة
لموضوع العبودية؟
١٧٠
هل يوجد مبررلالتجاربالبشر
كبهائم الدمل؟ج٢
تعرضنا للسياق والخلفية الخاصة بالعبودية أو الخدمة في إسرائيل -رأينا وجود تفوق
جدير بالمالحظة في شرائع العبودية عن نصوص أخرى في الشرق ا ألدنى القديم .ومع ذلك
ال يزال هناك بعض النصوص الصعبة يجب أن نتعرض لها .
٢٠:٢١و٠)٢١
يزعم أن هذه المعاملة للخادم (كلمة عبد هنا مضللة) تشير للبعض بأن شخصا آخر
امتلكه كمتا ع أو أحد المقتنيات .هذا االنطباع تعززه ترجمات متعددة تترجم كلمة خسارة
١٧١
وبالتالي هل هذا الشخص يعتبر <<088أ>> إلى ((متاع)) .الكلمة تعني حرفيا ((مال-
بضاعة تستبدل وليس إنسائل له قيمة؟
يؤكد ا لعهد ا لقديم على اإلنسانية الكاملة لخدام الذين (مثلن :تك ٢٦ :١وكال ٢؛ تث :١٥
١٨—١؛ أي ،)١٥ -١٣ :٣١وهنا ا لئص ليس ا ستثنا ء .فهو يؤكد على ا إلنسانية ا لكاملة
للخادم .وإذا ضرب السيد خادائ حتى مات على الغر ،دحاكم السيد على جريمة قتل<< :يلدفم
مده)) (خر .)٢٠ :٢١هذا الفعل برمسر يتضمن دائائ عقوبة الموت في العهد القديم— المعنى
المتضمن أن القصاص القضائي هو النتيجة(.
هذه ا لفكرة األساسية يعززها ذكر مبدأ أن (( دعبي ئثسا ديعس)) (خر ٢٣ : ٢١و،)٢٤
والذي يأتى فى أعقاب النص الخاص بضرب العبد .وهذا يؤكد أن العبد كان يعامل كإنسان
له كرامة ،وليس شيدا من المقتنيات.
لم تكن ا لعصا أو القضيب سالحا مميائ ،ليس كالحربة أو السيف .ماذا لو لم يمت الخادم
فورا من ضرب العصا؟ ماذا لو مات بعد ((يوم أو يومين)) في هذه الحالة ،كأن السيد يستفيد
من مبدا حسن النية ،باعتبار أن الخادم كان يتعرض للتأديب وال توجد نية للقتل .بالطبع
إذا مات العبد على الغور ،ال تكون هناك حاجة إلى مزيد من األدلة .وإذا أدى ذلك إلى عاهة
مستديمة (فقدان أحد العينين أو أحد األسنان) ،كان يطلق صرا ح العبد ويعفى من الدين.
وهذه معاملة غير عادية ومختلفة تماائ عند مقارنتها بشرائع الشرق األدنى ا لقديم الخاصة
في نفس الموضوع .على سبيل المثال ،أصرت شريعة حمو ابي أن يذهب التعويض إلى السيد
في العشرق األدنى ا لقديم كان األسياد يعاملون العبيد حسب هواهم، عن إصابات عبده.
لكن هذا الغص يحفظ كرامة خدام الذين(.
لماذا يقول الغص إذا أن ا لعبد هو (( ما ل)) سيده أو (( أحد أمالك)) سيده؟ ا إلشارة هنا ليست
إلى العبيد بصغتهم متاعا أو أحد الممتلكات .لقد دخل الخادم /أو المونلف بيت ا لسيد أو
صاحب العمل ليتخلص من الذين .لذا فإن صاحب العمل شرع في فقدان ماله إذا تعامل
مع موظفه بشكل مسيء .وكان يمكن لمعاملته القاسية تجاه أحد الموظفين لديه أن تؤثر على
حقيبة أمواله .وإذا قتل عامله /او خادمه ،كان سيعاقب بالموت .وبالتالي سوا ء كانت الضحية
خادائ أو شخصا حرا ،كان القتل هو القتل في إسرائيل.
ومع ذلك دعنا نتعمق قليال .يرفض ((هاري هوفنر)) أحد دارسي ثقافات ا لشرق األدنى
القديم (ومتخصص في دراسات ثقافة ا لجثيين بجامعة شيكاغو) ا لترجمة الشائعة لعبارة
(( ألده (أي الخادم) صاله)) ويفئل عنها ا لترجمة التالية ((هذه (األجرة) هي ماله أو فضته)).
القراءة الخاصة با ألجرة مبنية على سياق خروج ١٨ :٢١و( ١٩وهذا جزء من نصوص
متعلقة بعقوبات تتعلق بل لمشا جرات أو القتل الخطأ)(( :اذا فحاضلم زحالن عضزت احدثتا
١٧٢
اآلخذ يحجر أن يلفه ولم يقثن بز سقط ني انفراش ،قرن عام ذقمسى حارحا ظى عكازه
يكون الغارب بريائ .إاله أده يعوض عطلده ،ويدفق عثى شقائه)) .مثل الشريعة المعذلة
للحثيين التي طالبت االسياد الذين تعرضوا باألذى إلى عبيدهم أن يدفعوا الحد األطباء
ليوفر بهم العالج الطبي ،لذا هنا كان على صاحب ا لعمل أن يدفع الفواتير ا لطبية للخادم
ال يشير إلى العبد بل إلى الذي أصيب على يديه .فى خروج ،٢١ :٢١ا لضمير
ا ألجرة التي تدفع إلى الطنب الذي اعتنى بالخادم المصاب .يكتب ((هوفنر))* :إن حقيقة
توفير ا لسيد لرعاية صحية على نفقته الخاصة هي عامل مهم في تحديد استجابة ا لقضا ة
مع تهمة القتل ا لعمدي (.
هل شرا ئع سفر ا لخروج هذه كاملة ،ويمكن أن تنطبق على كل الناس في كل زمان؟ ال،
ولكن في هذه الجوانب وغيرها ،مازلنا نتعرض لتشريعات أفضل حاال للمجتمع اإلسرائيلي
في مقابل ثقافات ا لشرق ا ألدنى ا لقديم المحيطة بهم .وكما يعلق العالم اليهودي ((ناحوم
سارنا)) على هذا ا لنص :هذه ا لشريعة الخاصة بحماية العبيد من إساءة معاملة أسيادهم-
ال نجدها في اي مكان آخر في كل تشريعات الشرق األدنى القديم كلها المتاحة لنا)(.
وهناك ا كئشفت بالقرب من كركوك في ا لعرا ق بجوا ر نهر دجلة. تقع نوزي
آالف ا أللوا ح من ا لنصوص ا لنورية ا ألكادية من ا أللفية ا لثانية قبل الميالد .تذكر هذه ا أللوا ح
تشريعات مماثلة لآلتى :إذا دخل عبد بيت سيده عازيا ،كان يتركه عازيا .وإذا دخله متروحا
تركه على زيجته! اآلن إذا كان سيده قد أعطا ه زوجه ،فإنها (واألبناء من هذه ا لزيجة) كانوا
ينتمون إلى السيد.
بناء على ا لدحر السابق لسفر الخروج ،إذا 1عطى ا لسيد أو صاحب ا لعمل ا لرجل زوجه
وأنجبا أبنا ء ،حينئذ كان أمامه ا الختيار :إلما أن يغادر منفردا في السنة السابعة أي سنة
ا إلبرا ء من الذين ،أو يمكنه االستمرار كخادم دائم ليكون مع زوجته وأبنائه .بالتأكيد هذا
وضع أقل من المثالي ،لكن دعنا نتفحص ا لنص بأكثر عمعا.
١٧٣
للوهلة 1ألولى يبدو أن هذ 1 1لنص يعامل ا إلناث (وا ألطفال) بدون إنصاف .فالذكر 1لمغئل
(كما يتضح) يمكن أن يقضي فترة كخادم ثم يتحرر من ذلك .في حين الزوجة التي تزوجها
أثنا ء خدمة سيده وا ألطفال ا لذين جا ءوا أثنا ء خدمته فكما يبدو قد (( لصقوا )) في بيت ا لسيد
وال يمكنهم المغادرة .هذا ال يعتبر ميزة لألنثى فحسب ،لكننا نعتبره جريمة صادمة! أال
يعتبر هذا نسخة مبكرة لما كان يحدث مع عائالت العبيد في الواليات الجنوبية في أمريكا
قبل الحرب (مثل عائلة فريدرك دوجالس) ا لتي تفككت وتشتتت على أيدي مالكي العبيد
قساة القلوب؟
فكرتنا ا ألولى للرد على هذا :لم يخبر تحديدا أن هذا السيناريو يمكن أن ينطبق على
امرأة أم ال ،لكن لدينا سبب وجيه لنعتقد أن هذا الوضع ليس له عالقة بالنوع :الذكر أو
األنثى( .سنرى سريعا أن تثنية ١٥تشير بوضوح إلى أن هذا السيناريو كان ينطبق على
المرأة أيائ) .هذا مثال أخر لحكم قضائي :إذا ظهر مثل هذا السيناريو أو ذاك ،فهذه
طريقة التعامل معه .ولم يكن ا لحكم القضائى فى المعتاد متحيرا لنوع بعينه .فضال عن ذلك،
كان القضاة من إسرائيل قادرين بشكل كبير على تطبيق القانون على ا لذكر وا ألنثى على خد
سوا ء .فالمرأة الفقيرة ،التى لم يقدمها أبوها كزوجة مستقبلية إلى رجل (أرمل أو لمطلق) أو
ابنه (خر ،)١١ -٧ :٢١يمكن أن تؤدي مهمات منزلية معتادة .كما يمكن أن ئطلق وفعا لنفس
اسون ،مثل العبد الذكر تعاائ)٧(.
يشير ا لعديد من ا لدا رسين أن ا لنص ا لكتابي ا لسابق يمكن أن ينطبق على ا إلنا ث بسهولة
جدا :إذا ا شتريت خادمة عبرانية ،فهي تخدمك ست سنين ..وإذا أعطاها سيدها زوحا،
وأنجبا بنيائ وبنادا ،فإن الزوج وا ألوالد يكونان لسيدها ،وهي تخرج حرة بنفسها .والقانون
يصبح منطقيا جدا في ضوء هذا التحول الذي ا فترضنا ه؛ فروح القانون لم ينتهك عندما
فعلنا هذا.
ومع ذلك قد يعترض بعض النقاد على هذا التحول .وبدال مم تطبيق سيناريوهات هذه
األحكام على كل من الرجال وا لنسا ء ،فهم يفضلون الشجار بدال من قبول هذا االفتراض
لكيما يجعلوا صورة هذا التشريع أسوأ ما يكون .ليس لدينا أسباب قهرية لنفعل هذا.
مرة ًاضى كان قضاة إسرائيل ينظرون إلى هذا ا لنص العام ليسترشدوا به فيما يتعلق
بالخادمام من ا إلناث .وألن ا لكثير من اآليات في ا لشريعة تصادف أنها تستخدم ضمير
المذكر بدال من ا النتقال من هو إلى هي فهذا ال يعني أن ا لنسا ء يتم استبعادهن من
هذه التشريعات.
نقطة أخرى هامشية ،كلمة ((عبراني)) (في هذه ا لمرحلة من تاريخ إسرائيل) كانت أشمل
شعيل من كلمة ((إسرائيلى)) .فيما بعد أصبحت الكلمتان متساويتين .كان العبرانيون
١٧٤
لم يرتبط رسمدا بدولة ثابتة مثل مصر أو بابل .بل كانوا يعتبرون اجانب وغير مواطنين من
وجهة نظر المتكلم .لذا فإن هذا ا لئص ربما يشير إلى غير اإلسرائيلي .هذا يعني أن هذا
الخادم -ربما أجنبي -ويجب أن يطلق بعد ست سنوا ت إال إذا فتل ا ألمان في بيت سيده.
في هذه الحالة يمكنه أن يجعل هذا ا إلجرا ء دائائ .سنغترض أن هذا النص يشير إلى خادم
إسرائيلي ،لكننا سنعود مرة أخرى لنفس الموضوع عند مناقشة الويين .٢٥
با لنسبة لفكرتنا الثانية ،دعنا للحظا ت نلتزم بسيناريو الخادم أو العامل الذكر .ودعنا
نقول أن صاحب العمل أو سيده يرتب لزواجه بإحدى الخادمات(.في هذه الحالة من خدمة
الدين ،يسمح لعائلة صاحب ا لعمل أن تدخل في مفاوضات الزواج) .فصاحب ا لعمل عندما
أخذ الخادم إلى بيته إليفا ء دينه ،يكون قد قام باستثمار .وقد يتعرض للخسارة إذا قام
شخص آخر بالخروج فجأة من العقد .فكر بطريقة الخدمة العسكرية .عندما يوقع أحد
ليخدم لثالث أو أربع سنوات ،فهو ال يزال ملتزائ أمام الجيش ،حتى إذا تزوج خالل هذا
الوقت .نفس ا لشيء في إسرائيل لكي دلفى الديون ،ال يستطيع الخادم ا لذكر أن يغادر
مع زوجته بمجرد أن يتزوج .فهو ال يزال يلزائ بعقد ،وعليه احترامه .وحتى عندما ينتهي
عقد الخادم ،ال يسمح له ببساطة أن يغادر مع زوجته وأطفاله .في النهاية ،كانوا ال يزالون
بمثابة أصول اقتصادية لصاحب العمل .ماذا كان بإمكان الرجل المطلق سراحه أن يفعل؟
كان لديه ثالثة خيارات:
( )١كان بإمكانه أن ينتظر زوجته وأوالده أن يكملوا فترة خدمتهم بينما يعمل هو في
مكان آخر .لن تبقى زوجته وأوالده في بيت صاحب العمل بقية حياتهم .ويمكن
أن يطلقوا عندما تعمل الزوجة بما يوازي تسديد الدين .ومع ذلك إذا عمل الرجل
الذي أصبح حرا اآلن في مكان آخر ،فهذا قد يعني (أ) أنه قد ينفصل عن عائلته،
(ب) وبالتالى يتوقف سيده عن توفير المأكل والملبس والمسكن له .من ناحية أخرى،
إذا عاش مع عائلته بعد إطالقه ،كان سيكون عليه أن يدفع تكلفة المسكن والمأكل.
وبالتالي هذا السيناريو يخلق مجموعة من الصعوبات المالية.
( )٢كان يمكنه الحصول على وظيفة مناسبة في مكان آخر ،ويدخر أمواال ليدفع لسيده
لتحرير زوجته وأطفاله وإعفائهم من التزامات العقد .ياله من خيار رائع! لماذا ال
يسير في هذا ا التجا ه؟ لن يقدر ألنه سيكون من ا لصعب جدا عليه أن يدعم نفسه
ويتكسب ما يكفي من المال لتسديد ا ألين عن عائلته.
( )٣كان يمكنه أن يلزم نفسه بالعمل بشكل دائم عند سيده— عقد مدى ا لحيا ة (خر :٢١
ه و ٠)٦وكان يمكنه أن يبقى مع عائلته ويظل في ظروف اقتصادية مستقرة بشكل
معقول .ويمكنه أن يجعل هذا ا إلجرا ء رسمدا في مراسم قانونية أمام القضاة
(والله) بأن تثقب أذنه بمخرز.
١٧٥
قبل أن نلوح بكل أنوا ع ا لحلول ا لغربية الحديثة لكل هذه المشكالت الخاصة بالشرق
ا ألدنى ا لقديم ،يجب أن نبذل مجهودا أكبر لفهم أفضل لطبيعة ا لخدمة في إسرا ئيل وا لظروف
االجتماعية واالقتصادية المحيطة بها .نحن نتحدث عن ظروف منكوبة في أوقات اقتصادية
صعبة .ولقد وفرت شرا ئع إسرائيل شبكات أمان للحماية وليس للقهر .من ا لوا ضح أن هذا
ا إلجرا ء يختلف كل ا الختالف عن عبودية الرقيق في الواليات الجنوبية في أمريكا في زمن
ما قبل الحرب ،حيث لم يكن العبد خادائ بعقد مؤقت ،ولم يكن يتطوع ببيع نفسه ليعيش في
بيت وعائلة شخص آخر ليسدد ديونه.
هذا ا لنص يختلف عن تثنية ،٢٧ -٢٣ :٢٢الذي تعرضنا إليه سابعا ،والذي يتعلق بالمرأة
ا لحرة المخطوبة .الموقف هنا يتضمن رجال حرا وأمة أو خادمة وعد بها لرجل آخر .وا لرجل
من ا لوا ضح مذنب بالزنا .ويبدو أنه هو مذ أغوى الخادمة واستغل مركزه ،شيء يشبه ما
فعله الملك داود ,امع بثشبع .نحن نتعامل هنا مع حالة اغتصاب بين رجل أغوى وفتاة خادمة
تم ا لضغط عليها لتذعن (راجع مناقشتنا حول تث ٢٨ :٢٢و.)٢٩
في هذا ا لدحر الغامض وا لمثير للجدل ،هناك أمران بارزان .األول أن الفتاة كانت
مخطوبة ولم تتزوج .األمر الثاني أنها كانت خادمة وليست حرة .ولم تكن قد افتداها أحد
أفراد العائلة ولم يحررها سيدها (وهذا سبب عدم معاقبة الفتاة أو ئن أغواها) .وبالتالي لم
يكن لسيدها ا لحق التقليدي فيها ،ولم يكن ممكنا أن يعوض ألنها مخطوبة .هذا يقدم نوعا
من المنطقة الرمادية في شريعة إسرائيل حيث خليط بين شخص حر وخادمة مخطوبة (انظر
النص السابق له مباشرة عن األهور المختلطة فى ال)٨(.)١٩ :١٩
وكما في شرا ئع أخرى متعلقة بالمرأة ،كان ا لهدف من هذه ا لشريعة أن تحمي أكثر
الفائت ضعنا .نحن نعرف أنه من األسهل على األشخاص في ظروف صعبة أن يتعرضوا
لالستغالل والتحرش ا لجنسي أيصا .
في هذه الحالة كانت الفتاة تتعرض لالستغالل وبالتالي ال دعاقب .الحظ أ يصا أنه برغم
أنها في مكانة اجتماعية متدنية ،لكن هذه المكانة كان ينظر إليها على أنها مؤقتة .وهذا ال
يمنعها من أن يعطى حريتها (ال .)٢٠ : ١٩ا آلن ال يوجد هنا حكم بالموت على ا لرجل (رأينا أن
١٧٦
القتل فقط يتطلب حكائ بالموت ،بينما الزنا وجرائم أخرى كبيرة ،يمكن فيها تقديم تعويضات).
ال يزا ل الحرم خطيرا ،ويتطلب تعويضات باهظة (مثل كبش) ) .وفي نفس ا لوقت من ا لوا ضح
أن هذه الشريعة تحمي الفتيات اللواتي أخذن كخادمات بسبب ديون والديهم(.
بناء على الويين ( ١٩وقراءة سطحية لخروج ،)٢١قد يبدو أن ا لنسا ء كن يعاملن
كمقتنيات .ومع ذلك الحظنا أنه بالرغم من النظام األبوي الموروث وغير المثالي ،فهذه القوانين
عملت بالفعل على حماية ا لنسا ء وكذلك منظومة األسرة ،وهو ما كان أمرا مركزيا للمجتمع
اإلسرائيلي .وبدال من رؤية هذه ا لنصوص ا لتشريعية كمهينة للمرأة ،يجب أن ننظر إليها
كحماية للضعفاء .
ومع ذلك لكي نتعمق أكثر في هذا الموضوع ،تأمل مرة أخرى الثقافات األخرى في
الشرق ا ألدنى ا لقديم فيما يتعلق بهنا ا لصدد .غاليا ما كل نت ا لعقوبات بالوكالة .فعند ا رتكاب
جرائم معينة ،كان على الرجل أن يتخلى عن زوجته ،أو ابنته ،أو ثوره ،أو عبده -وهي إشارة
واضحة بأن المرأة كثيرا ما ئظر إليها كأحد مقتنيات الرجل .كانت شرائع أشور الوسطى
تعاقب ليس ا لمغتصب بل زوجة المغتصب .ا ألكثر من هذا أن هذه ا لشرا ئع كانت تسمح بأن
دغتصب ا لزوجة على يد جماعة من الرجال .في شرائع أخرى في الشرق ا ألدنى القديم،
بمقدور الرجال أن يجلدوا زوجاتهم ،أو يشدوا شعرهم ،أو يقطعوا آذانهن ،أو يضربوهن-
مرة أخرى، في مقارنة صارخة مع شرائع إسرائيل التي لم تكن تسمح باي من هذا .
بالرغم من بعض المنظومات االجتماعية المثيرة للجدل في إسرائيل والشرائع التي تنطبق
عليها ،فإن المنظومة ا لتشريعية إلسرائيل— إذا اتبعت بأمانة -كانت ستخلق بيئة أخالقية
مفضلة عن مجتمعات أخرى في الشرق ا ألدنى القديم( .الكلمات المؤثرة هي ((إذا ائبعت
بامانة)) ،وهو ما لم تتقن إسرائيل فعله).
العبيد األجانب
(وألنهم (بني إسرائيل) شييب ي الذين أكثرجتهم مئ رغبى يشر ،آل يباغون تغ
انثبيد .ال ١ا٦1دلط عتيه يعئغط ،دل احش إلغن .واصا عبيدن وإماؤك الذين دفونون
لذ ،قمن الئوئب الذين حولكلم .مدهم يعثنون عبيدا وإصاء .زايتا صن ايتاء
المشدوطيين الائزبئ عتدكلم ،مدهم يعثنون وصن عقا دعم الدين عتدكز الذين
يبدوثهلم في أزضكلم ،فيكونون ملكا نكلم .وئقئيكوئهلم اليتايكلم ين يئدكلم
صيران ملك .شئثئبدوثهلم إنى األهر .زاائ إحؤئكلم ينو إسرادين قال يت<٦دلط
إنشان عتى الجيه يعثي .زإذا حتانث يد عريب او قزيل عتدن ،زائثعز اخون
عتده وييع بتعريب المسدوجان عتدن او بتسل عسيرؤ العريب ،فيئد ييعه يكون نه
١٧٧
فكاك .يلبه واحد ين احوته ،آو يلبه قمه آو 1بن قمه ،آو يلبه وا حد مذ أكربا ء
جسده ين عشيزبه ،آؤ اذا نانث يده يلك ته)) (ال .)٤٩—٤٢ :٢٥
نأتي هنا إلى نص غريب ،وتغريق واضح بين الخدام من إسرائيل والعمال األجانب في
إسرائيل .هل هذا النص يعتبر العمالة ا ألجنبية ال شيء أكثر من أشياء تقتنى بالمال؟
قبل أن نصل إلى هذا االستنتاج ،يجب ان ننظر إلى ما يسبق هذا ا لدحر— وآرا ء كتابية
أخرى .وعندما نفعل ذلك سنعرف أن ( )١هؤالء األجانب كانوا أبعد ما يكونون عن عبيد
الرقيق في الواليات ا لجنوبية في أمريكا في زمن ما قبل الحرب )٢( .هناك حضور واضح
ألجانب مستائين على ما يبدو ،وكان األمر يتطلب معايير أشد صرامة عن معايير التعامل
مع المغتربين المتعاونين ا لمستعدين التبا ع شرا ئع إسرائيل )٣( .وألن ا إلسرا ئيلين فقط كان
يسمح لهم يا متلدك ا ألرض (والتي كانت تنتمي في النهاية ليهوه) ،فاألجانب ا لذين لم يكونوا
في إسرائيل ألغراض تجارية كانوا في ا ألغلب يندمجون في عائلدت إسرائيل ليخدموا
فيها ،ما لم يختاروا ان يعيشوا في مكان آخر )٤( .ا لغربا ء في ا ألرض كان باستطاعتهم
—إذا اختاروا -أن يطلق صراحهم ،ليس هذا فحسب بل كان في استطاعتهم أن يصبحوا
أشخاصا مقتدرين .وبالنسبة لألجانب ا لفقرا ء ا لذين يريدون أن يعيشوا في إسرائيل ،كانت
ا لخدمة ا لطوعية هى الخيار الوحيد المتاح إلى خد كبير.
ألن ا ألرض كانت تنتمي ليهوه (ال ٢٣ :٢٥؛ يش ،)١٩ :٢٢الذي أقرضها بنعمته إلى
عائالت إسرائيل ،لم يكن مسموحا للمستوطنين ا ألجانب أن يحصلوا عليها .ومع ذلك يمكن
أن يصبح غريبا مقيائ (] )§€إذا قيل عوائد إسرائيل بالكامل ،وال يعتبر فيما لألجنبي
بعد من خارج .بعض االمتيازات كانت ئعطى للنزالء فيما يتعلق بشرائع الحصاد ومعونات
ًاضى .وما كل ن يجب أن يشعر ا ألجنبي بل لنبن في ا لبلد ا لمضيفة له .ولم يكن يجبر على ا لبقا ء
في إسرا ئيل أيصا .وبالرغم أنه بلد أرض ،لكنه يشارك في حيا ة ا لجماعة وا الحتفا الت ا لدينية
إلسرائيل فى ظل مزايا اقتصادية ومكانة أفضل .فكر فى راحا ب ورا عوث هنا .
١٧٨
األجنبي والغريب
هما اللذان قبال عبادة يهوه ،إله العهد مع إسرائيل. الغريب المقيم (] )$£والنزيل
وأمثال هؤالء جاءوا من أرخى أخرى وطلبوا المالذ في إسرائيل ربما ألسباب سياسية أو
اقتصادية ،مثل إبراهيم في حبرون (تك ،)٤ :٢٣وموسى في مديان (خر ،)٢٢ :٢وأبيمالك
وعائلته في موآب (را ،)١ :١وبني إسرائيل في مصر (خر .)٢١ :٢٢ربما أفضل تسمية
لهؤالء األشخاص هي ((األقليات العرقية))— أي األشخاص الذين لهم تقاليد ثقافية وعرقية
متميزة والذين هم عرضة لالستغالل أو التمييز على يد الجماعات المهيمنة من السكان (.
وكانوا قد استقروا في ا ألرض لبعض الوقت .ولم يكن لهم أرضهم الخاصة ،لكنهم أصبحوا
تحت حماية إسرائيل (تث .)١٩ :١٠فضال عن أن هؤالء ا لغربا ء كانوا مهتدين أو متحولين
إلى ديانة إسرائيل (في الواقع ،كلمة م يترجم في المعتاد اسصم أي ((مهتدي)) في
قد سمح لهم األسفار اليونانية للعهد القديم) .ومع ذلك فإن ا لغربا ء (وا ألجانب
بأن يتناولوا أطعمة غير شرعية (تث ،)٢١ :١٤لكن الغرباء لم يكن مسموحا لهم بان يأكلوا
الطعام بدمه (ال ١٢،١٠ :١٧و.)١٣وكاذوا يحفظون شرائع السبت ،ويختتنون ،وهو ما يعني
أنهم كانوا يحتفلون بالفصح (خر ٤٨ : ١٢و ، ٤٩عد .)١٤ :٩وقيل إن ا لله يحب ا لغربا ء (تث
ا لمقتدر ماددا منع من ، ) ١٨ : ١٠ولم يكن مسموحا بظلم ا لغريب .ومع ذلك فإن ا لغريب
امتالك خادم إسرائيلي في بيته (ال .)٤٩ -٤٧ :٢٥فال يمكن أن يصير اإلسرائيلي خادم
ذين لغريب غير إسرائيلي— خاصة بعدما حرر الله إسرائيل من العبودية في مصر.
ومعناها حرفيا أبناء األرض في المقابل كان األجانب (د٢ةه^ وأحياى
الغريبة) في فئة مختلفة .ربما دخلوا إسرائيل كأسرى حرب ،أو أنهم جا ء وا طوعية للمشاركة
في مصالح تجارية .لم يقبلوا عبادة يهوه وظلوا غير مختتنين ) (.لم يظهر األجانب اهتماائ
بشرائع التطهير .في إسرائيل ،وسمح لهم أن يأكلوا أطعمة غير شرعية .وعلى األرجح لم
يكن لديهم مشكلة في أكل حيوان ميت غير مقتول بيد إنسان .الشيء الالفت في تشريع
إسرائيل يتمثل في التكؤف مع األجنبي :إذا رأى يهودي حيواائ قد مات من تلقاء نفسه ،لم
يكن يستطيع أكله (سوف يجعله نجائ) ،لكن كان بمقدوره أن يعطيه لغريب (] )§€أو ليبيعه
إلى أجنبي رالرسم الذي يعيش في مدينته (تث .)٢١ :١٤كانت هذه طريقة إلظهار الحب
نحو الغريب واألجنبي على حد سوا ء ،حتى إذا لم يقبل ا ألجنبي شرائع التطهير الخاصة
بإسرائيل ولم يندمج بالكامل مع شعب الله.
أيائ الحظنا بالفعل أنه في حالة ما بعد الحرب (تث ،)١٤—١٠ :٢١كان بمقدور المرأة
ا ألجنبية أن تتبع شروطا معينة لتنفسل عن ثقا فتها ا لسا بقة وتقبل ثقافتها الجديدة .بعد هذا
تستطيع أن تترقى إلى مرتبة الزوجة اإلسرائيلية ،وهذا أبعد ما يكون عن امتالك الرقيق.
١٧٩
ليس ألن غريبا عن إسرائيل يأتي ليعيش في ا ألرض فهذا يعني أنه بالضرورة يصير
خادا في البيت .الغريب (] )§€والنزيل ({ا1)1ا08أ) — عادة ما تستخدمان كمترادفتين -يمكن
أن يصبحا مقتدرين (راجع ال .)٤٧ :٢٥أصا ا ألجنبي— وهذه الكلمة عادة وليس
دائائ ما يكون لها مضامين سلبية-غالبا ما جاء إلى إسرائيل لمصالح تجارية :كان األجانب
يوجدون بشكل طبيعي في بلد معينة ألغراض تجارية ،وهو ما كان يعني أن البضائع
أو ا ألموا ل التى دعطى لهم باآلجل (بالذين) كانت استثمارات أو مبالغ تدفع مقدائ على
البضائع .وليس قروضا بسبب الفقر ) .نستطيع أن نحلل كل ما سبق في نقاشنا عن
األجانب قبل أن نتطرق إلى الجانب السلبي في مسألة األجانب كخدام او كعبيد.
يوجد الكثير في كلمة ((أجنبي)) أكثر مما نفهمه للوهلة األولى .في العهد القديم ارتبطت
الكلمة بشخص خطير أو عدواني ضد خير شعب الله ومقاصد الله لهم .األجنبي كثيرا ما
يرتبط بالوثنية (قارن يثر ٢٠ :٢٤؛ إر ه١٩ :؛ مل ،)١١ :٢والعدائية (نح ٢:٩؛ ) (،)٣٠ :١٣
أو العدو (٢صم ٤٥ :٢٢و ٠)٤٦تزوج سليمان من زوجات أجنبيات أغوين قلبه إلى الوثنية
(١مل ١:١١؛ قارن عز .)٢ :١٠كما يحذر سفر ا ألمثال من المرأة ا ألجنبية ،والتي تعتبر زانية
(أم ١٦ :٢؛ ه٢٠ :؛ :٧ه؛ ٢٧ :٢٣؛ إلخ) .وبسبب صعوبة ا الندما ج في إسرا ئيل ربما عمل
األجانب كعمالة قسرية ( )[11)18يعملون من أجل الدولة (قارن تث .)١١ :٢٠وكانوا يؤدون
أعماال عامة مثل البناء وا لزرا عة أبائ .وتحت حكم الملك داود وسليمان ،اشترك العمونيون
والكنعانيون في مثل هذه األعمال (٢صم ٣١ :١٢؛ ١مل ٢٢ —٢٠ ،١٥ :٩؛ قارن قض : ١
—٢٨ه .)٣وال نعرف إذا كانوا يعملون لغترة مؤقتة أم بشكل دائم(.
بشكل عام الغريب أو المقيم مؤقدا في إسرائيل لم يسمح بأن يتعرض للقمع ،وإنما كان
يتلقى معاملة منصفة (راجع خر .)٢١ :٢٢مرارا وتكرارا نجد في ناموس موسى كيف أظهر
تماائ بأن يعامل الغرباء واألجانب بطريقة جيدة. ألله
اعتبارات خاصة
ماذا عن التمييز في مسالة القروض؟ بالنسبة لبني إسرائيل كانت ا لقروض ئعطى لهم
بقيمتها ،ولم يكن مسموحا بالفائدة .ومع ذلك كانت القروض بالغوائد مسموحا بها لألجنبي
و٠أد في إسرائيل (خر ٢٥ :٢٢؛ ال ٣٦ :٢٥و٣٧؛ تث .)٣ :١٥أليس هذا ظلتا؟ البعض
ينادي بهنا .ولكن كما رأينا ،فا ألجانب عادة ما كانوا يسعون لطلب ا لقروض ألغرا ض تجارية
أو استثمارية ،وليس ألنهم أصبحوا فقرا ء ويحتاجون للمال لتسديد ديونهم ،ناهيك عن النجاة
من الموت جوعا.
فى أحيان ًاضى ،كان وجود ا ألجانب مخادعا .إذا حارب إسرائيل ضد شعوب ًاضى،
١٨٠
بعض أسرى الحرب قد يحتاجون إلى االندماج في المجتمع اإلسرائيلي .وكان هتاك احتياج
لبعض األنظمة لمنع هؤالء من التمرد أو الثورة ضد أسيادهم الحدد أو البقاء متحصنين في
أرضهم الخاصة حيث بمقدورهم أن يحشدوا قوات ويشنوا هجوائ مضادا .في هذه ا لحا الت
لم يرا ع األسرى من أعداء إسرائيل (خاصة من ا لذكور) ((شرائع ا ألرخر)) ،وشكلوا خطرا
داخليا على أمن إسرائيل (راجع عد ٢١و٢٢؛ ٢٥؛ ،)٣١وكانت ا لخدمة أو العبودية أحد
طرق ا إلخضا ع أو ا لسيطرة على هذا ا لتهديد .
كانت بعض األحداث االقتصادية وا لعسكرية واالجتماعية تسبب الفوضى ) .حتى في
هذه األوقات لم يكن مسموحا السرا ئيل بقهر األجانب أو ا ستغاللهم .دظهر سفر ا لتثنية
أصحاح ٢٣اهتماائ بالعبيد األجانب الفقراء أو المهددين ،وهذا ا لنص يلقي ا لضوء على —أو
حتى يرتقي عن -تشريع سابق في الويين ه ٢أيائ .وليس هناك أي أثر للعنصرية هنا ،كما
لو كان كون ا لشخص غير إسرائيلي مبررا لالحتفاظ بالعبد اإلسرائيلي .في ا لوا قع يقول
إذ شرائع خروج ٢٠ :٢١و ٢٦ ،٢١و ٢٧تحمي من استغالل كل ()1^0(7 0)1716 ((روي جين))
األشخاص الذين يخدمون ا بآلخرين وليس ا ليهود فقط(.
الحظ شيدا هالما في الويين ،٤٧—٤٤ :٢٥وا لئص ا لذي كثيرا ما يغغله ا لنقاد .رأينا أن
ا لخطف واالتجار بالعبيد كان مجرائ بشكل واضح في ناموس موسى ،لكن األجانب كانوا
يأتون إلى إسرائيل كأسرى حرب ،وفي ظل مخاطر الثورة الداخلية ،كانوا يدفعون إلى العمل
في البناء والزراعة بام شرا ف عليهم .ومع ذلك فإن الغرباء والنزالء الذين أجبروا في البداية
على ا لخدمة (ال ،)٤٥ :٢٥فهم أنفسهم ا لذين كانوا يملكون ا لقدرة على الغنى وا لثرا ء (ال
.)٤٧ :٢٥نعم مزع حيث المبدأ كل ا ألشخا ص في ا لعبودية (ا لخدمة) داخل إسرا ئيل باستثنا ء
المجرمين كان يمكن إطالق سراحهم.
عند هذه النقطة المفصلية؟ دعنا نالحظ عدة نقاط هامة عن النص الخاص
د(( عبودية األجانب)) في الويين :٢٥أوال ،الفعل دقثنون)) (أ)11أ ))])17في الويين ٥١ —٣٩ :٢٥
ال يتضمن بيع أو شرا ء خدام أجانب .على سبيل المثال ،نفس ا لكلمة تظهر في تكوين ١ :٤
(حواء قالت ((اقتديت ذحال))) وتك ( ٩ :١٤الله هو ((ائبلؤدالستاواب واألرض))) (.فيما بعد
قال بوعز عن راعوث ((قد اشبريدها لئ المرأة)) أي كزوجة (را ،) ١ ٠ : ٤برغم أنها لم تكن أدنى
منه ،وإنما شريكة كاملة في عيني بوعز.
ثانيا ،في بعض ا لحاالت كان باستطاعة الخدام ا ألجانب ا الرتقا ء إلى مساواة كاملة
وبوضوح مع المواطنين ا إلسرائيلين .على سبيل المثال ،أحد ا ألشخاص في نسل كالب انتهى
به األمر بزواجه من خادمة مصرية(( :ذللم يكذ يسيغان دنون بل ددات .ذقان يبيشان عدد
يصري اسئه يرحع ،قاءط.ى سيغان ايتنه ليرجع بده امرأة ،قوندت نه عداي)) (١أخ :٢
١٨١
٣٤وه .)٣لدينا هنا زواج بين خادمة أجنبية وشخص حر لديه نسب عريق ،ولكن ا لنتيجة
ا ألساسية هي أن حقوق ا لميرا ث سوف دنتقل إلى نسل هذا العبد (سلسلة ا ألنساب ددرج ابنه
عائي ،الذي ولد ناثان ،الذي ولد فالن وهكذا).
ثل لكا ،العبيد األجانب الهاربون نالوا حماية داخل حدود إسرائيل وليس إعادتهم إلى
أسيادهم القساة (تث ١٥ :٢٣و . )١٦خطف العبيد كأن محرائ أينا (خر ١٦ :٢١؛ تث
.)٧ :٢٤وبالتالي كانت الخدمة داخل بيوت إسرائيل تمثل مالذا آمائ ألي أجنبي .ولم تكن
أوضاعا ظالمة ،وإنما كانت توفر استقرارا اجتماعيا واقتصاديا.
را بغا ،لقد رأينا أن ا لعبد (( ا لعبراني)) في خروج ٢ :٢١كان يمكن أن يكون غرييا ثم يصبح
غرييا مقيائ ويطلق سراحه في السنة السابعة ،ويفترض أن يعود إلى بلده األصلي .ومع ذلك
يستطيع أن يجعل هذا ا إلجرا ء دائائ إذا أحب سيده أو صاحب العمل وأراد أن يبقى تحت
رعايته .وفي ظل ا ألمان وتوفير المأكل والمأوى للغربا ء ا لذين بال أرض ،هذا ا إلجرا ء ربما كأن
يمكن أن يمتد إلى الجيل أو األجيال التالية .هذا الوضع لم يقصد به أن يدوم إال إذا اختار
العبد أن يبقى مع سيده .يكتب ((جون جولدنجاي)) :ربما كثير من الناس كانوا يفرحون
ويرغبون في أن يصبحوا خدا لما مدى ا لعمر أو لغترة طويلة .كان الخدام يحسبون كجزء من
العائلة .ويضيف :يستطيع المرء أن يتخيل أناسا بدأوا كخدام دين يتطوعون بأن يصبحوا
خداائ دائمين ألنهم أحبوا سيدهم وبيت سيدهم (قارن تث ١٦ :١٥و(.)١٧
خامسا ،نص الويين ه ٢يوضح أن الغريب يمكنه ا لعمل لتسديد الذين ويصبح شخصا ذا
عدد!ك)) (ال ٠ .)٤٧ :٢٥
هذه ءإشارة ءأخرى ۶أنه لملم اونزيل /ه
ددعريب ب ٠٠٠٠
٠٠ ٠ؤ كالدغ
ح إسرائيل :ء
((اذا ٠٠۶ نفوذفي ء
٠٠
ونزيل ره2،/ا؟اركاككا مرتبطتان يعلق في عبودية مدى العمر بدون اختيار .كلمات مثل غريب
بكلمات مستخدمة في الويين ٤٥ :٢٥بمعنى (( ا لنزالء من الغربا ء بينكم)) .هذا يعني أن هؤالء
الخدام ا لذين تم شراؤهم أو اقتناؤهم كان يمكنهم أن يحسنوا أوضاعهم لدرجة أن يستأجروا
عبيدا ألنفسهم (ال .)٤٧ :٢٥بالطبع ،لم يكن باستطاعة الغريب أن يستأجر إسرائيليا.
كما رأينا في سيناريوهات سابقة ،لم تكن هذه ا ألحوا ل هى المثالية فى ظل المنظومات
االجتماعية المتدنية فى ذلك الوقت .لكننا نرى طابغا إنسانيا ملحوكا منطبعا بشكل عميق
في شرا ئع إسرائيل -سوا ء للخدام من إسرائيل أو بن ا ألجانب على خد سوا ء.
١٨٢
1لوليمة (خر ،)٤٣ :١٢ألنه لم يهتم بدمج نفسه في ا لعهد ا إلسرائيلي مع يهوه .مرة ثل نية لمانا
يجب أن تكون ا لقروض بتكلغتها فقط لألشخاحر ا لذين يختارون أن يعيشوا داخل إسرائيل
(أو خارجها) بدون الدخول في الحياة الجماعية إلسرائيل وعبادتها؟ يجب أن نتوقع بعض
ا الختالف بينهم.
فكر في حالة ا لهجرة غير ا لشرعية ألمريكا ،وهي مسألة معقدة وكثيرا ما تكون مشحونة
بالعواطف على كال جانبي النقاش .جميعنا نعرف كيف يحدث هذا :غير ا لشرعيين يتسللون
عبر ا لحدود بين المكسيك والواليات المتحدة ليستغيدوا من ا لنمط ا القتصادي للحياة في
أمريكا .في نفس الوقت ،كثير من األجانب متن يرغبون في العيش في أمريكا قد يتبعون
كل القنوات ا لشرعية للحصول على تصريح باإلقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) أي (حالة
غريب مقيم) لكي يصبحوا في النهاية مواطنين بجنسية كاملة .وهم ينتظرون فترة طويلة حتى
يدرس طلباتهم .وحتى بعد كل هذا ،قد يرفض طلباتهم .بينما غير الشرعيين يتجاوزون تماائ
هذه القنوات الشرعية ويخادعون حتى يعبروا الحدود.
هذا ال يعني أنني غير متعاطف مع هموم المهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن حياة أفضل
في الواليات المتحدة ،ويجب أن نظهر لهم الرأفة واالهتمام .وربما تحاول الكنائس في مساعدة
الغرباء الذين لم دوق أوضاعهم في الحصول على محاكمة عادلة والتأكد ين أنهم سيعاملون
باحترام كأشخاحر يحملون الصورة ا إللهية .كذلك ربما ترعا هم ا لكنيسة على أمل أن يمنحوا
ا لجنسية الكاملة .ولكن من أجل الحفاظ على النظام ودوام امتياز وكرامة الجنسية في ا لدولة
(قارن رو ،)١٣يجب أن يعطى ا ألولوية للمواطنين ين دافعي الضرائب قبل المهاجرين غير
الشرعيين عندما يتعلق األمر بنظام التأمين الصحي ،ورخصة القيادة ،والتأمين ،وما شابه.
نحن نتفهم أنه حين ال تقبع البروتوكوالت القانونية ،فإن بعض االمتيازات تسحب(.
يشبه كثيرا المهاجر نفس الشيء ينطبق على إسرائيل في القديم .كأن ا ألجنبي
غير الشرعي .أصا الغريب النزيل (] >)§£فقد سعى إلى اتباع قواعد إسرائيل .لكن األجانب
-بعكس الغريب -كانوا غير مستعدين ألن يلتزموا بعالقة ا لعهد بين إسرائيل والله؛ لذا فهم
ال يجب أن يتوقعوا أن يحصلوا على كل امتيازات المواطن اإلسرائيلي .قبلت راعوث ا لموًابية
إله إسرائيل وإله حماتها نعمي(( :سعد شعبي واله الهي)) (را .)١٦ :١إذا كان ا ألممدون
مثل راعوث أو راحاب أو أوريا الحثي مستعدين لقبول إله إسرائيل وشعب إسرائيل وشرائع
إسرائيل ،فحينئذ يصبح من السهل اندماجهم داخل الحياة العامة في إسرائيل ،حتى إذا
لم يمتلكوا أراض .فضال عن ذلك ،لم يكن ا ألجانب مضطرين للمجيء إلى إسرائيل نهائيا .
مثلما اعتادت شركة بطاقات االئتمان الل\٢ع £٠٢لعالرله 6أن تقول* :العضوية لها
امتيازاتها ،نفس ا لشى ء ينطبق على ا لعضوية داخل إسرائيل.
١٨٣
اعتبارات ختامية
ما ورد في الويين ٢٥يعكس محاولة للتنظيم والحد من طرق االستغالل المحتملة التي
كثيرا ما تصاحب الجشع وا لنفون االجتماعي .هذا ا لتشريع خلق شبكة أمان للضعفا ء في
إسرائيل .وكان القصد منه هو الخروج من دائرة الفقر في األجيال المتعاقبة .بالفعل قصة
راعوث ونعمي تجتد شريعة سينا ء ،وتخرجنا من الشرائع النظرية إلى الدائرة العملية
للحياة ا ليومية فى إسرائيل .رأينا كيف كانت ا لشرا ئع دطدق عند حدوث وفا ة أو فقر او
ظروف صعبة ألي فرد في إسرائيل .كما رأينا أيائ إحدى األمميات التي اتت إلى إسرائيل
مع حماتها .وكانتا كلتا هما ضعيفتين وتسعيان إلى المالذ بين أقربائهما ا لذين يمكن أن
يساعدوهما .توعر لهما القوت بينما كانت راعوث قادرة على جمع الثمار في حقول بوعز،
وهو ولى قريب .وتلقت نعمى رعاية فى شيخوختهًا(.
ينبغي أن نتأمل الويين ٤٤ :٢٥في ضوء قصة را عوث (( :أثا عبيدد ذا ناؤد ا تدين يكوثون
نلن ،فين السوئب الذين حونكلم .منهم تقننون (صم) عبيدا واناء)) .من الالفت ان بوعز
أعلن للشيوخ في بيت لحم أنه ((اشترى أو اقتنى)) راعوث كزوجة له(( :قذا زاعوث ا لموًابية
امرأة نحلون قد ا شتريديا (أ1أ)أ)1/ا)) لئ امرأ؛)) (را .)١٠ :٤هل هذا يعني أن بوعز كان ينظر
لراعوث كشى ء من ممتلكاته؟ صن الصعب قبول ذلك! كان بوعز يكذ احترا ائ كبيرا لراعوث،
وكان ينظر ا ليها كشريك مساي له.
هل كان للعامل ا ألجنبي مكانة احتماعية أدنى من ا لخادم ا إلسرا ئيلي؟ نعم .هل كان هذا
يعير عن حالة مثالية؟ ال .هل أطلب تطبيق نفس ا لشيء في المجتمع المعاصر؟ مستحيل .دعنا
أال ننسى الجانب ا لسلبي المقاوم لله لكلمة أجنبي في استخدامها في ا لعهد القديم .كثيرا ما
نلحظ في هذه الكلمة رفتا لالندماج في حياة إسرائيل وعالقة العهد مع الله ،وهو ما كان
بتعا رض مع مقاصد الله لشعبه .مرة أخرى ،كان بإمكان األجانب ا الستقرا ر في ا ألرض،
وقبول حياة إسرائيل ،ويصبحون غربا ء أو نزالء ،وهو ما كان ليعطيهم اندماحا أكبر في
ا لحيا ة االجتماعية إلسرائيل واستفادة أكبر باالمتيازات ا القتصادية .وكما سبقت وأكدت،
كان بإمكان األجنبي أن يختار أن يعيش في مكان ًاخر بدال من إسرائيل .لذا لدينا الكثير
من العوامل المعقدة لنضعها في ا العتبار في هذه المسألة.
ومع ذلك ،إذا التفتنا إلى الغص الكتابى ،فإن الموقف ا ألساسي تجاه األجانب أفضل
بكثير جدا عما كان سائدا في ثقافات الشرق األدنى القديم .كان الله ينقر إسرائيل
باستمرا ر بأنهم كا نوا غربا ء ومتغربين في مصر (خر ٢١ :٢٢؛ ٩ :٢٣؛ ال ٣٤ :١٩؛ تث ه:
١٥؛ ١٩ :١٠؛ ه:١ه١؛ ١٢ :١٦؛ .)٢٢،١٨:٢٤كانت هذه التذكرذلتشكيل طريقة تعامل
إسرائيل مع ا لغربا ء في ا ألرخى .لهذا ا لسبب أمر الله باآلتي :رعاية المحتاجين وا لمغتربين
١٨٤
(ال ،)٢٢ :٢٣ومحبة المغتربين (تث ،)١٩ :١٠وتوفير احتياجاتهم األساسية من الطعام (تث
،)٢٢ -١٨ :٢٤ودفع أجرهم على ا لغور (تث ١٤ :٢٤وه .)١با إلضا فة إلى ذلك يتطلع ا لعهد
ا لقديم إلى الخألص النهائي لألجنبي وا ندماجه داخل شعب الله (إش (( —٣ :٥٦العريب الذي
اقترن يالرت))).
ولئال نظن أن الخدمة الدائمة لألجنبي (والتي يمكن أن ثفهم كعمل تطوعي في سياق
الويين )٢٥تعني أن سيده يستطيع استغالله ،يجب أن نتذكر ا لفكرة السائدة خالل شريعة
موسى عن حماية الخدام واالهتمام بهم .لم يكن مسموحا بأن يستغلوا .لذا إذا تمت معاملة
عبد أجنبى بشكل مسى ء على يد سيده فهرب ،يستطيع أن يجد طريقه إلى بيت إسرائيلي
آخر ليجد المالذ والحماية(( :عبدا أبق الد مذ صواله ال ثشل١ا انى لمواله .عحدك يؤيم بي
وسبن ،ني اتفان الدي يحثان؛ ني أحد أيوابذ حبظ يطيئ نه .أل قغبئه)) (تث -١٥ :٢٣
.)١٧هذا ا إلجرا ء لم يكن ببساطة لعبد أجنبي هارب إلى إسرائيل ولكن كان لعبد أجنبي
هارب داخل إسرائيل ألنه تعرض لمعاملة مسيئة .إذ تشريعات إسرائيل الخاصة بالعبيد
األجانب أظهرت ا هتما لما بسالمتهم ،على عكس شريعة حمورابي تماائ ،التي لم ثظهر أي
اعتبار لمعاملة المألك لعبيده(-ه)٢
١٨٥
في كل األحوال ،يؤكد ما جا ء فى تثنية ١٢ :١٥بوضوح أئه يقصد كأل من الخادم
الذكر واألمة األنثى .كأن يعطى لكليهما ا لحرية في ا لسنة السابعة ،وهو ما يسمى باإلطالق
السبوتي .وإذا وجد تعارض حقيقي ،فإن هذا النص يشير إلى أن إجراء اتخاذ زوجة في
خروج ١٠ -٧ :٢١قد أسقط فيما بعد في إسرائيل(.
ماذا عن شريعة الخادم الذي ال يستطيع أن يغادر مع زوجته وأبنائه إذا أعطى ا لسيد
زوجة لخادمه (خر )٤ :٢١؟ يبدو أن هذا يتغير في الويين ( ٤٢—٤٠ :٢٥في شرائع سنة
اليوبيل) ،حيث كان يسمح لألبناء (ويفترض الزوجة أيائ) بالحرية مع ا لزوج أو األب .أيائ
في تنا قض مع خروج ،٦ -٢ :٢١فإن الويين ٤١ :٢٥و ٤٢ال يميز بين ا ألبنا ء ا لمولودين قبل
وا ألبنا ء ا لمولودين أثنا ۶ا لخدمة ا لمؤقتة .ومع ذلك في الويين ،٤٢-٤٠ :٢٥في سنة اليوبيل
(كل خمسين عاثا) ،كان األبناء (ويفترض الزوجة أيتا) يطلقون مع أبيهم (الزوج).
نرى بالفعل بعض التناقضات مع النصوص المبكرة -مثل خروج -٢١وتثنية ه . ١لسنا
مضطرين أن ننفض أيدينا فى يأس أمام نصوص متناقضة ليس لها حل .وإنما ما لدينا هنا
يمثل تعدبأل ديناميكيا وارتقاء أخالقيا يحدث خالل فترة قصيرة من ا لوقت فى الحياة المبكرة
ألمة إسرائيل .تذكر بنات صلفحاد ،اللواتي ا لتمسن من موسى تعديل ا لشريعة (عد ،)٢٧
فعرض موسى قخعيتهن أمام يهوه الذي وافق على طلبهن .هذا مثال آخر عن التعديل في
شرائع إسرائيل ،أي التحرك مرر تشريع أدنى إلى حالة تشريعية أفضل .وهذا يجافي تماائ
فكرة ((كريستوفر هيتشنز)) عن شرائع العهد القديم ووصفها بأنها غير قابلة للتعديل .
يوضح ((كريستوفر رايت)) انه في التنقيح النهائي ألسفار موسى الخمسة (من التكوين
حتى التثنية) ،البد أن المراجعين كانوا واعين لهذه االختالفات والتناقضات ومع ذلك تركوا
هذه النصوص كما هي .إن أيدي النساخ أظهرت مهارات بارعة في التعامل مع النص(.
في الواقع ،يعتقد أغلبية الدارسين أن ا لخروج يقدم الشريعة األقدم وسفر التثنية يتوسع فيها
فيما بعد (وهو ما ينطبق أيائ على نص ا لالويين) .لذا فإن حقيقة وجود هذه ا لنصوص
لنفس المولف (الكتاب المقدس) توحي بوجود اتفاق أو منطق وراء هذا.
يرى رايت أن سفر ا لتثنية يعدل ويسهب ،وإلى خد ما يصلح شرا ئع سابقة ،مع إضافة
دوافع وأسباب الهوتية واضحة ) (.حتى اإلسرائيلى القديم يستطيع أن يدرك أن خروج
،٢١الذي يؤكد على إنسانية الخدام (العبيد) ،يتعارض إلى حد ما مع النص الالحق في
تثنية ( ١٥والويين .)٢٥
وبالتالي لكي تطيع سفر التثنية ،فهذا يعني إلى حد ما ،التوقف بالضرورة عن االلتزام
بخروج (أو الويين) ) (.هذه النصوص حفظت عمدا مائ ،ومن أحد أسباب هذا إظهار هذا
التعديل .من ا لواضح أن هذه التعارضات ال تبدو في تعارض رهيب بالنسبة إلى المحرر
١٨٦
النهائي لهذا الجزء من الكتاب المقدس .هذه الفكرة تعمل على توضيح الطبيعة التاريخية
الحية والسياقية لتكوين األسفار المشاه)٣٢(.
وعندما نصل إلى النبى عاموس (الذى كانت خدمته فى مملكة إسرائيل الشمالية) ،نجد
أب الله يوحه كلمات قاسية ضد صن يشترون ((الشنعاء يغئه ،ذا نداؤس دقعليب ،زئبيع دعايه
انعئع)) (ط ٦ :٨؛ قارن .)٦ :٢كان القضاة الفاسدون يحصلون على رشوة ين األغنياء حتى
يجيزوا لهم سخرة العبيد .وكان الفقراء يتكبدون غرامات ثقيلة ،وعندما يعجزون عن الدفع،
كانوا دبا عون كعبيد يأثمان زهيدة— ودلقون مع نفاية القمح ) (.في عاموس ،كان الفقير من
بني إسرائيل بسا ء معاملته ،ويباع حتى مقابل نعلين .فكم بالحري كان الوضع أسوأ بالنسبة
للغربا ء فى إسرائيل ،الذين أوصى الله إ سرائيل بحمايتهم.
يعدر إسعيا ء عن اهتمام مشابه بالهاربين من األمم الغارين من موآب .الحظ االهتمام
البالغ ا لذي اظهر نحو ا لضعفا ء وهؤالء ا لذين يهربون من أجوا ء خطيرة (( :استري ا تئرين،
أل ثئهري انفارين .ليتقرب عندلح مطرودو ثوب .كويي سئرا لهم مذ وجه المغرب ،ألن الكايلم
يديد ،وينتهي الحراب ،ودفقى عن ا ألرض الدايسون (ا لمضطهدون))) (إش ٣:١٦و. ) ٤
وفي السفر النبوي ليوئيل ،٢٩ :٢يقدم الله وعدا لكل البشر سواسية بأن يسكب من
روجه على كل ا لبشر ،شبان وشيب ،ذكور وإناث ،بما في ذلك العبيد وا إلما ء .نفس ا لفكرة
موجودة في أيوب ،١٥ :٣١حيث يأتي السيد والعبد من نفس المكان— رحم األم .فهم
با ألسا س٠ متساوون
عندما نتأمل في السياق ا ألوسع لنصوص الكتاب المقدس فهذا يذكرنا بأال نركز على نص
واحد ،وإنما لنرى كيف يجد كل نص مكانه في ا لصورة األشمل .ولنتذكر أن أية انحرافات
عن ا لمعايير ا ألخالقدة ا لمثالية للمساوا ة وا لكرا مة بين ا لبشر وا لتي ظهرت عند ا لخلق هي بسبب
قساوة قلوب البشر .مرارا وتكرارا ،علينا أن نتذكر أن شرائع إسرائيل تتفوق عن شرائع
بقية الشرق األدنى القديم.
لمزيد ض االطالع:
0,الجااا€غاا1ح * ح سكا الم؟ /،دن .سكاء 1٢٢س7كادئر
88, 1993.ج ۶٣ه1عة۴جا 81؛ 0الأا8ااح٧اعتًا :ه1عة٤جا8 141. 81جا ج 8ساللج1و[والا 8آ80ل
١٨٧
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* اقرأ النصوص الصعبة المشار إليها في هذا الفصل :خروج ٦ -٢ :٢١؛ الويين ٢٠ :١٩
و٢١؛ الويين . ٤٦ — ٤٢ :٢٥أي هذه النصوص الصعبة يلفت نظرك؟ هل كنت واعيا لهذه
ا لنصوص قبل قرا ءتها في هذا الكتاب؟ هل تتذكر نصوصا أخرى مشابهة؟
* اقرأ شرح خروج .٦ —٢ :٢١كيف يتفق هذا مع انطباعاتك عندما قرأت هذا النص ألول
مرة بدون شرح هذا الكتاب؟
* ماذا عن أفكارك يشأن نص الفتاة الخادمة المخطوبة (ال ٢٠ :١٩و )٢١برغم أن هذا
الموقف غير مثالي ،كيف نقارن هذا بالسيناريوهات ا لموازية في ا لشرق األدنى ا لقديم؟
٠ا لنص ا لخا ص بالويين ٤٦-٤٢ :٢٥ربما يكون أكثر ا لنصوص ا لصادمة ا لتي درسنا ها.
ما هي بعض الخلفيات الهامة التي يجب مراعاتها عند تعاملنا مع هذا النص؟
٠ارجع إلى تثنية .١٨ -١ :١٥كيف يكشف هذا ا لنص عن ديناميكيات تكسف وتطور
الشريعة الموسوية؟ وكيف توضح حادثة بنات صلفحاد هذا األمر (عد )٢٧؟
* كيف يلقي النقاش عن الهجرة غير الشرعية اليوم ا لضوء على النقاش الخاص باألجانب
في إسرائيل في القديم؟
١٨٨
هل يوجد مبررلالنجاربالبشر
كبهائم اىهقل؟ج٣
إن معركة جيستبرج التي استمرت لثالثة أيام فقط في أوائل يوليو ١٨٦٣قد حصدت
من األرواح ما يقرب من خمسة آالف من جنود جيش االتحاد وا لجيش الكونغدرالي .وقد
دعي ((ابراهام لينكولن)) لتخليد ذكرى وفاتهم ولتدشين المقبرة التي يدفن فيها حالائ الخمسة
آالف جندي .وفي خطابه ا لقصير وا لعميق ا لشهير بخطاب جيستبرج ( ١٩نوفمبر )١٨٦٣
بدا بهذه الكلمات الخالدة :منذ ثمانية من العقود وسبع من السنين أسس آباؤنا على ظهر
هذه القارة أمه جديدًا ،نشأت على الحرية ،وكرست حياتها للمبدأ الذي ينادي بأن الناس
حلقوا سواسية .كأن أبراهام لينكولن يلجأ إلى إعالن االستقالل في حجته ضد العبودية،
وهذا الشيء كان قد فعله في مناظراته مع ((ستيفن دوجالس)) في ا لحملة ا النتخابية () ١٨٥٨
وقبلها أيتا )١(.
كان لينكولن يونلف بانتظام هذه الوثيقة ا لتأسيسية إلعادة تشكيل الفكر ا ألمريكى تجاه
١٨٩
العبودية والزعم بأن ا لسود هم أقل في اإلنسانية .وبرغم أن أمريكا لم تصل إلى هذه المثالية
-سوا ء في انتهاك معاهداتها مع ا ألمريكيين األصليين أو في سوء معاملة أصحاب ا لبشرة
السمراء -دعا لينكولن رفقا ء ه المواطنين إلى التفكير العميق فى هذه الوثيقة .لذا حث لينكولن
سامعيه في جيستبرج قائلة, :حري بنا أن نكرس حياتنا للعمل الذي ال يزا ل يواجهنا ،والذي
قدمه هؤالء الذين حاربوا بكل نبل .كان لينكولن يتوق ليرى اكتمال الرؤية التي صيفت في
إعالن ١٧٧٦عن ميالد جديد للحرية .
يجسد دور إعالن االستقالل في رائسة لينكولن ظاهرة مماثلة في ا لعهد القديم .كان
ا إلصحا ح ا ألول من سفر ا لتكوين يكرس لمبدأ أن كل ا لبشر خلقوا سوا سية ! وفي الناموس
الموسوي ،كان الله يذكرهم بهذه الوثيقة التأسيسية في بداية الخلق ،مؤكدا أن معاملة البشر
كأدوات أو ككائنات أدنى يتعارض كل االعتراض مع هذه الوثيقة .وبالرغم من حالة السقوط
البشري ،كان قرا ء العهد القديم يوحهون باستمرار نحو هذه الحالة المثالية.
وبالرغم أن تركيزنا منصب على العهد القديم ،يليق بنا أن نقول شيائ عن العبودية في
ا لعهد ا لجديد .يفترض ا لعهد ا لجديد ا لمساوا ة بشكل أساسي؛ ألن كل ا لبشر مخلوقون على
صورة الله (يع ،)٩ :٣وليس هذا فحسب ،لكنه أيائ يفترض حالة من الوحدانية العميقة
في المسيح تتجاوز حدود البشر واألنظمة االجتماعية(( :ندس يهودى زال يودايى .ندس عدد
ذال حر .نيش دكر وئدى ،آلدكم لجييائ واحد في ا تسيح يسوغ)) (غل .)٢٨ :٣سنتعرض
لمضامين هذا اإلعالن المسيحي.
خلفية قصيرة
نحتاج إلى أن نعيد توجيه تفكيرنا بعيدا عن موقف العهد القديم عن خدمة ا ألين (والتي
كان العبيد الذكور واإلناث يحررون منها في السنة السابعة) .كان عالم اإلمبراطورية
الرومانية مختلعا بشكل كبير— بمعنى أن عبودية الرقيق كانت موجودة بشكل مؤسسي.
سعت روما (على عكس تشريع ا لعهد القديم) إلى وضع شكل مؤسسي ليس للخدمة فقط
وإنما للعبودية (الرقيق) أيتا.
خالل القرن األول الميالدي ،كان العبيد يشكلون ٨٥إلى /٩ ٠من سكان روما .وبرغم
أن العبيد اعيبروا متاعا ألسيادهم ،ولم يكن لهم اية حقوق قانونية ،فقد كان لهم مجموعة
كبيرة ًاضى من الحقوق واالمتيازات .تضمنت )١( :إمكانية تأسيس تجارة يمكن أن ئدر
عليهم أمواال طائلة )٢( ،القدرة على كسب المال ليشتروا في النهاية حريتهم (أو العتق) من
أسيادهم ،أو ( )٣الحق في امتالك ماال خاصا (يسمى !اسعم) )٣(.وكان عمل العبيد
يتراوح بين الظروف المروعة في المناجم إلى أصحاب الحرف ،والتجار ،ومواقع أخرى
١٩٠
لذا لم تتصف تتسم باالحترام والوجاهة مثل الخدام الحكوميين أو خدام الملوك واألباطرة.
ا لعبودية بعدم ا إلنسانية لكل العبيد في اإلمبراطورية الرومانية.
بالمثل ،كثيرا كان كتبة ا لعهد الجديد يخاطبون المواقف القلبية الداخلية الخاصة بالعبودية.
كيف؟ بان أمروا السادة بن المسيحيين بأن يدعوا عبيدهم ((إخوة)) أو ((أخوات)) ،وأن يظهروا
لهم الشفقة والعدل والصبر .فلم يعد منصب السيد يعنى امتيارا ومكانة وإنما مسؤولية
وخدمة .وبفعل ذلك وضعوا أساسا لتفيير األنظمة ا الجتماعية(.
كذلك بولس وكتبة ا لعهد الجديد ا بآلخرون ،كتالميذ أمنا ء للمسيح ،قاوموا ا لتقليل ين
إنسانية ا آلخرين وقهرهم .فهم على سبيل المثال رفضوا خماما اعتبار العبد مجرد متاع
أو أحد الممتلكات .وكانت مكانة العبد أو ا لحر ليست شرطا لقبول المسيح (قارن غل :٣
٢٨؛ كو .)١١ :٣في ا لوا قع ،أعطى بولس قواعد عائلية في أفسس أصحاح ٦وكولوسي
أصحاح ٤ليس فقط للعبيد ا لمسيحيين ولكن للسادة ا لمسيحيين أيصا .وكان العبيد مسؤولين
في النهاية أمام الله ،فهو سيدهم السماوي .لكن السادة كان عليهم اآلتي(( :وأنتم أدها
الشادة ،عابلوا عبيدكم اشاحة نغشها))— أي كأشخاص تحت حكم ا لسيد السماوي (أف
أن نصائح بولس الغامضة كانت و!<.1.0 —٩ :٦ترجمة عربية مشتركة) .يشرح
سافرة في عصره )(.وفي ظل ا لمساوا ة الروحية للعبيد واألحرار ،كأن بمقدور العبيد أن
يتولوا مناصب قيادية فى الكنيسة.
كان بولس سيعتبر تجارة العبيد فى ا لقرنين السابع عشر والثامن عشر بن الموبقات،
وا نتهائ صارحا للكرا مة ا النسانية وسرقة البشر .في قائمة بن الرذائل ذكرها بولس في
رسا لة تيموثاوس ا ألولى ٩:١و ١٠أسهب في ا لوصا يا من ا لخا مسة إلى ا لتاسعة ا لوا ردة في
خروج ٢ ٠وتثنية ه .وهنا أدان ((ساربي ا لدا ص)) أو ((تجار ا لرقيق أو النخاسين في ترجمات
أخرى)) (١تي ،)١٠ :١الذين يسرقون ما ليس لهم حق فيه.
يتساءل النقاد لماذا لم يدن بولس (أو بطرس في ١بط )٢٠ -١٨ :٢ا لعبودية بشكل
١٩١
مباشر ،و لماذا لم يأمر السادة بإطالق عبيدهم .يجب أوال ان نفصل هذا السؤال عن
اعتبارات أخرى ،حتى إذا كان الملحدون الحدد غير مهتمين بالضرورة بالغوا رق العميقة.
كان موقف بولس من ا لعبودية واضائ من عدة نغاط )١( :فقد استنكر تجارة العبيد)٢( ،
وأقد على الكرا مة ا إلنسانية ا لكاملة وا لمكانة الروحية ا لمتساوية للعبيد )٣( .وشجع ا لعبيد على
الحصول على حريتهم كلما أمكن ذلك (١كو .)٢٢ -٢٠ :٧هذه التأكيدات المسيحية الثورية
ساعدت على تمزيق نسيج نظام العبيد في أوروبا.
كان بولس يذقر السادة المسيحيين بأنهم مع عبيدهم يمثلون عبيدا رفقاء للسيد األعظم
ا لذي ليس عنده محاباة .لذا لم يكن مسموحا لهم بأن يسيغوا معاملة عبيدهم ،وإنما يعاملونهم
كإخوة وأخوات في ا لمسيح .دعى بولس ا لسادة بأن يقدموا (( ا لفئل وا لمساوا ه)) لعبيدهم (كو : ٤
.)١وبطريقة غير مسبوقة عامل بولس العبيد كأشخاص يتسمون بالمسؤولية ا ألخالقية الكاملة
(كو ،)٢٥ -٢٢ :٣ا لذين مثل أسيادهم المسيحيين هم إخوة وأعضا ء في جسد ا لمسيح ( ١تي
) (.)٢ :٦كان العبيد المسيحيون واألسياد المسيحدون على خد سوا ء ينتمون إلى المسيح (غل
٢٨ :٣؛ كو .)١١ :٣وكانت المكانة الروحية أهم بكثير من المكانة االجتماعية.
لم يدغ بولس (أو بطرس) النتفاضة -أو لإلطاحة بالعبودية في روما .فلم يريدا أن يظر
لإليمان المسيحي كمتعارض مع النظام والسلم االجتماعي .ومن ثم أخبرا العبيد ا لمسيحيين
بأن يفعلوا ما هو صائب ،حتى إذا تلقوا معاملة سيئة ،حتى يكون ضميرهم طاهرا (راجع
١بط .)٢٠ -١٨ :٢كانت ا اللتزا مات دلقى على هؤالء ا لعبيد بدون موا فقتهم ا لمسبقة .لذا كان
الطريق أمام المسيحيين األوائل خطرا ،وعلى النقيض تماائ من الوضع في إسرائيل العهد
مح
القديم .من ناحية كانت انتفاضة العبيد -لو حدثت -ستضر برسالة اإلنجيل ،وكانت ستمثل
تهديدا مباشرا لمؤسسة رومانية ظالمة ( أيها األسياد ،أطلقوا عبيدكم! أو أيها العبيد،
تحرروا من قيودكم! ) .كانت روما ستواجه أية مقاومة سافرة بمقاومة أخرى سريعة وعنيفة
ودموية .لذا فإن نصيحة بطرس للعبيد ا لذين يتلقون معاملة ظالمة تتضمن تحثل المعاناة بدون
الثأر أو االنتقام .المعاناة في حد ذاتها ليست شيائ جيدا (بل يمكن اعتبار التلذذ بها فكرة
سادية ،وهذا بالتأكيد ال يعبر عن فكرة كتابية) ،وإنما الشيء الذي يمدح هنا هو االستجابة
ا لصحيحة فى وسط المعاناة.
من ناحية أخرى ،زعزع المسيحيون األوائل العبودية بشكل غير مباشر ،وقطائ رفضوا
ا لكثير من المسلمات الرومانية واليونانية عنها ،مثل رأي أرسطو (بان العبيد بطبيعتهم أدنى
من األسياد ،كما اإلناث للذكور) .وكما تحئل يسوع معاناة ظالمة من أجل فداء اآلخرين،
وائتمن نفسه للديان العادل (١بط ،)٢٤ —٢٠ :٢كذلك يستطيع العبيد المسيحيون أن يتحملوا
الضيقات ليظهروا لآلخرين —وأسيادهم أيتا— فكر المسيح وعمله الفدائي ،بينما يسلمون
١٩٢
حياتهم كل حين لله .وبالتالي مثل الخميرة ،كأن لهذا ا لسلوك المتشبه بالمسيح تأثير تخميري
متدرج على المجتمع حتى تسقط في النهاية هذه األنظمة الظالمة كالعبودية .هذا في ا لواقع
ما حدث في أروبا ،كما سنرى في الفصل األخير.
كان هذا أيائ نفس نوعية ا السترا تيحية المتدرجة التي اتبعها ا لرئيس أبراهام لينكولن.
فبرغم انه كان يحتقر العبودية ،وتحدث كثيرا عن هذه المؤسسة المشينة ،لكن كاندم أولويته
ا ألولى تتمثل فى الحفاظ على تماسك االتحاد معا وليس ا لقضا ء على ا لعبودية على الغور.
وألنه كان عالما استثنائيا بالطبيعة البشرية ،فقد أدرك أن األحداث السياسية والنتائج
المتوقعة تتطلب منهجا تدريجيا .لكن المسار الراديكالي لمؤيدي ا لقضا ء على ا لعنصرية
الذي ينسب ا(( -حون براون)) و((وليام إيليود جاريسون)) كان سيؤدي (وبالفعل أدى) إلى
نشوب صدام اجتماعي ضد هؤالء المؤيدين الصريحين للعنصرية ،وجعل من ا لتحرير أمرا
أكثر صعوبة(.
جسدت خدمة بولس كيف أنه في المسيح ال يوجد عبد وال حر .كان يوجه التحيات
لألشخادس في رسائله بأسمائهم .على سبيل المثال ،في رومية ٧ :١٦و ، ٩يشير إلى عبيد
مثل أندرونيكوس وأوربانوس (وهى أسماء شائعة للعبيد) ووصفهما كالتالى(( :نسيبى))
و(( ا لمأسور معي)) ،و(( ا لوامرج معدا)) .كان منهج العهد الجديد تجاه العبودية متناقتا تماائ
مع األرستقراطيين والغالسفة مثل ((أرسطو)) ،الذين كانوا يعتقدون أن بعض البشر هم
عبيد بالطبيعة (€8 1.13أ1أأ0م .٢من الصعب أن تجد أن المسيحية قد أيدت أو صدقت على
ا لعبودية ،بل تساوت كل ا لغوا رق عند أقدا م الصليب .فى سفر ا لرؤيا ، ١٣ - ١١ :١٨تقف
بابل لمدانة ألنها عاملت البشر كا ((بضائع)) ،وألنها تاجرت في ((احساد ،زنغوس الائس)).
هذا التوبيخ لمعاملة الناس كبضائع يعكس عقيدة صورة الله في كل البشر .ال عجب إن
كان ا إليما ن ا لمسيحي جذا يا على نحو خا ص إلى ا لعبيد وا لطبقا ت ا لدنيا ) (.بل كان يسير
عكس تيار الثقافة السائدة ،وكان ثوريا ،وضد الوضع القائم .وال عجب ان العبودية في
أوربا تالشت في النهاية .كان للمسيحيين ا ألوربيين عقلية أن امتالك إنسان آخر يتناقض مع
الخليقة والخليقة الجديدة في المسيح.
قضية أنسيموس
لقد زعم ا لبعض أن بولس بإعادته ألنسيموس ((العبد الهارب)) إلى سيده فليمون ،يمدل
انتكاسة للوراء -نحو شريعة حمورابي الظالمة! كان العهد ا لقديم يحرم مثل هذا التصرف (تث
١٥ :٢٣و ،)١٦ولكن شرائع بابل كانت تطالب بإعادة العبد لسيده .لذا يبدو هنا أن بولس
يناصر شريعة حمورابي ويخالف شريعة ا لعهد القديم! هل هذه التهم لها أساس ين الصحة؟
١٩٣
يقول الدارسون إن قرا ء ة رسالة في ا لعهد الحديد تشبه االستماع إلى جانب واحد من
الحوار في مكالمة تليفوندة .وهذا ينطبق تماائ على رسالة فليمون .نحن نسمع فقط كلدم
بولس ،لكن يوجد كثير من الفجوات التى نحب أن نمألها .ماذا كانت علدقة بولس بغليمون
(((المحدوب وانفابل نعثا)) فل ،)١٧ ،١ما هو األين الذي يدين به فليمون لبولس؟ كيف
أخطام انسيموس في حق فليمون (إن كان قد أخطام)؟( ) كثير من المفسرين تولوا مسؤولية
أن ((يساعدونا)) على ملء هذه الفجوات .ومع ذلك النتيجة التي توصل إليها معظمهم هي
انه يمكن المبالغة في قراءة النص وتحميله بما يتجاوز المكتوب .وفرضية العبد الهارب
بالثروة (أي أن أنسيموس كان عبدا هاردا من فليمون) ترجع إلى يوحنا ذهبي الغم أحد
آبا ء ا لكنيسة (٤٠٧ -٣٤٧م) .ومع ذلك هناك آرا ء موثقة با۶بحاث علمية تختلف مع هذا
التفسير .من ناحية ،ال تحتوي الرسالة على أية كلمات توحي بالهرب ،كما لو أن أنسيموس
قد تحول إلى ما يشبه المتغيب عن الخدمة العسكرية بدون تصريح .كما أن بولس لم يعلن
عن أية مخاوف من ان فليمون قد يعذب أنسيموس لدى عودته ،كما كان ا ألسيل د يفعلون عند
ا لقبض على عبيدهم الهاربين.
تقول إن أنسيموس وفليمون كانا مسيحيين مغتربين (وربما أخوين هناك آراء معقولة
بالجسد) .ويحث بولس فليمون أال يقبل أنسيموس كعبد (وهو ما يعني أن مكانته في المجتمع
الرومانى أن يكون متغريا وبلد كرامة) ،وإنما يرحب بأنسيموس كأخ محبوب(( :ال كغبد بى
نا يئد ،بل أئخئل مذ عيد :أحا نحبويا ،ذال سيتا إنى ،عكم يا نحرى إلين بي ا نجسد وا لؤب
حبيائ!)) (فل ١٥ :١و .)١٦الحظ نفس الصياغة اللغوية في رسالة غالطية (( -٧ :٤إذا
نسن يئد عيدا يل ايدا ،وا ن كئن ايدا نذا رث لله ياتبديع)) .ربما يلقي هذا بمزيد من ا لضوء
عن كيف يجب أن نفسر رسالة فليمون .لقد أراد بولس أن يساعد على رأب الصدع بحيث
يقبل فليمون عودة أنسيموس (وهو ليس عبدا فعلدا) كاخ محبوب في الرب ،وليس فقط كاخ
حسب الجسد .وعندما يفعل هذا فإنه سيتبع مثال الله نفسه الذي قبلنا كأبنا ء وليس كعبيد.
وحتى لو كان أنسيموس عبدا فعليا في اإلمبراطورية الرومانية ،فهذا ال يعني أينا انه كان
هاريا .ولو كان حدث خلدف أو سوء فهم بين أنسيموس وفليمون ،وسعى أنسيموس إلى
بولس ليتدخل بطريقة ما أو ليحكم بينهما في الخلدف ،فهذا ما كان ليجعل بن أنسيموس
هاريا أينا .وفي ظل معرفة بولس بشخصية فليمون وأعماله السابقة التي تعير عن تكريس
مسيحي حقيقي ،فإن القول بأن عودة أنسيموس هي عودة إلى حمورابي* أبعد ما يكون
عن الحقيقة.
مرة أخرى ،حتى لوكان أنسيموس عبدا في بيت فليمون ،كانت استراتيحية بولس كا آلتى:
بدال بن منع العبودية ،افرض األخوية ) (.بالفعل ظهرت كنيسة العهد الجديد نفسها كمجتمع
ثوري موحد في المسيح -وكشعب يسمو فوق الحواجز ا لعرقية واالجتماعية والجنسية.
١٩٤
هاجر ،وسارة ،وبولس
ربما يليق بنا هنا أن نتحدث عن قصة هاجر وسارة .في غالطية ٣٠ :٤يشير بولس إلى
تصرف سارة عندما طردت هاجر (تك .)٢١ا لبعفر يصور هذه ا لقرا ء ة الرمزية ا الستعارية
على أنها تؤكد على تأييد بولس لرغبة متوحشة لدى سارة في طرد هاجر -كما أخبر الله
إبراهيم بأن يوافق على هذا الطرد (تك !)١٢ :٢١دعنا نحافظ على السياق .لقد رينا بالفعل
أن كل من هاجر وإسماعيل قد ساهما بنصيبهما فى ا لمشكلة والتوتر داخل البيت .فمن
ا لصعب أن يكونا بال لوم في هذا .كما أنمد الله إلبرا هيم (كما أخبر هاجر سابعا) بأن الله
سيعتني بهما وسيجعل إسماعيل أمة عظيمة.
يشير بولس إلى هذا ا لنص (تك )١٠ :٢١ليقذم رسالة ألهل غالطية مغادها :ا طرد
الجارية (غل !)٣ ٠ :٤بمعنى ،أنه البد من وقف التصاقهم واعتمادهم على شريعة موسى
ليكتسبوا أو يحافظوا على قبولهم أمام الله .إن تصوير النقاد لبولس على نحو خاطى بأن
بولس كان يشحع بالفعل على المعاملة السيئة للعبيد -هو بالفعل شيء هزلي جدا( ) (.وهذا
معتاد عن األصولية اليسارية)؛ فهي تتجاهل تماائ المغزى ا لحقيقي للرمزية في هذه القصة،
وكذلك نبرة بولس القوية وا لواضحة في مقاومة المتهودين .كانت الفكرة أنه ال يصح التساهل
مع هذه الهرطقة في الكنيسة .هذا ال يعكس تأييدا من بولس للعبودية .بل بالحري كانت
صرخة قلب بولس أن يجد إخوته اليهود الخالص (رو ،)١ :١٠وأن معارضته للمتهودين
كانت مصحوبة بالدموع (في .)١٨ :٣
هذا ا لوضع المثالي ،لكن الكتاب المقدس يحاول باستمرار هدم المؤسسات ا لبشرية الموجودة
بسبب قساوة قلوب البشر ،وليقود الناس ليرجعوا إلى الوضع المثالي الذي كان عند الخليقة،
وكذلك ليقودهم إلى األمام إلى مثال ا لخليقة الجديدة في المسبح ،آدم الثاني.
يدعي بعفر النقاد أن ا لهدف ا إللهي ا لبعيد هو استعباد كل الناس ،وهذا منتهى الطفيان
وعدم اإلنسانية .انظر إلى إشعيا ء ١ :١٤و ٢كمثال واضح على ذلك:
١٩٥
يميل النقاد إلى المبالغة في هذا ا لتشبيه الخاص بالعبودية -بمعنى أن يمتد تشبيه
العبودية إلى ما هو أبعد من الفكرة المقصودة من المقارنة .النظرة األقل انتقائية للكتاب
المقدس تكشف أن صورة العبودية ال تزيد عن كونها جزءا صغيرا في لوحة مطرزة أكبر.
كان الله يسعى في النهاية لمباركة كل األمم (تك .)٣ :١٢التشبيهات الكتابية إلخضاع الله
لشعبه وأعدا ء شعبه تشير إلى أن معارضي الله لن يكون لهم ا لكلمة النهائية .وأن مقاومتهم
لله يجب ان تفسح ا لطريق إلى االعتراف بسيادة الله على الكل .هؤالء ا لذين يرفضون
االعتراف بالمكانة ا لصحيحة لله في النهاية يفصلون أنفسهم بحريتهم عن الله ،مصدر ا لفرح
وا لرجا ء والسالم ،وسيحصلون على ا النفصال الذي أرادوه عن الله.
ماذا عن هؤالء ا لذين ينتمون إلى المسيح؟ لكي نصف المكرسين بالكامل إلى الله فإن
العهد الجديد يستخدم تعبير ((عبد)) أو (دولوس 08أ011اع) .كثير من الترجمات ا لحديثة تترجم
هذه ا لكلمة ((خادم))؛ لكن رابطة الخادم بصاحب ا لعمل كثيرا ما تكون مؤقتة وقابلة لالنفكاك.
إن تعبير ((عبيد للبر)) ال يعنى ا لقهر والظلم ،ألن ((عبيد ا لبر)) لم يعودوا مستعبدين للخطية
(يو ،٣٤ :٨رو .)٢٠ —١٧ :٦رأينا سابعا أن ا لبشر بطبيعتهم كائنات عابدة ،إنهم عبيد لما
يعبدونه ،سوا ء آلهة باطلة او ا إلله الواحد الحقيقي .وعندما نعبد ا إلله ا لحقيقي بتكريس قلبي
كامل فهذا يمثل في ا لوا قع صورة عن ا لحرية ا لحقيقية وا لحيا ة الغنية وليس ا لقهر والظلم،
بينما ا لعبادة ا لباطلة تستعبد ا إلنسان فعال (يو.)١٠ :١٠
لذلك ال يصح أن تهيمن صورة العبد على الصورة الروحية .دعي إبراهيم عبد الرب
ر،/جضوكا وكذلك خليل الله (إش ٩ :٤١؛ يع .)٢٣ :٢أخبر يسوع تالميذه بأنهم لم يعودوا
يسوع نفسه وضع نفسه عن أصدقائه (أو (أ0أ1أ{([}. ولكن أحبا ء (أ0أ011ا)) يسمون عبيدا
أحبائه) (يو .)١٥-١٣ :١٥وابن ا إلنسان ،ا لذي جا ء ليخدم ا لبشرية (مر ،)٤٥ :١٠أخذ
شكل ا لعبد— فا لله ا لظا هر في ا لجسد يخدم ويموت عوصا عن ا لبشرية (في :٢ه—.)١١
وبالتالي هل نحن عبيد؟ نعم وال— بمعنى يتفق مع قول ((مارتن لوثر)) الشهير :المسيحي
هو حر وال يخضع ألحد من رفقائه البشر ،وكذلك فهو خادم أمين خاضع للكل ) (.بالمثل،
يهتم الله برفع الظلم ويمكننا من إيجاد ا لحرية ا لحقيقية في محبة الله وإطاعته ،فهو الله
ا لسيد وا ألب في آن وا حد .يستخدم ا لكتاب ا لمقدس صورة ا لعبودية وا لخوف ا لتي تحولت إلى
التبني كًاوالد لله يتمتعون بأمان كامل في محبة الله (رو ١٦—١٤ :٨؛ غل .)٨ —٣ : ٤وتشير
ا ألسفار إلى ا لوضع المميز لشعب الله ،وا لله الذي يسكن وسطهم (رؤ .)٣ :٢١شعب الله هو
عروس المسيح أيائ (رؤ .)٢ :٢١
لم يقصد بحكم ملكوم الله أن يكون ظالما ومستعبد ا .في متى ،١٦—١ :٢٠فإن صاحب
ا لكرم الذي استأجر عماال خالل ا ليوم يسال ا لشخص المتذمر من تحمل حرارة النهار بينما
١٩٦
هل هناك مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج٣
ا آلخرون عملوا فقط لغترة قصيرة (( :أن تا يحذ يى أن أعقل تا أريد يتا لى؟)) (مت .)١٥ :٢٠
وهذا من المستحيل أن يكون ظلائ أو تعسائ كما يدعي البعض .في النهاية ،كان صاحب
الكرم كريتا ولم يخطئ في شيء .بل أن السيد وفر فرصة للعمل ،والعامل وافق على أجرة
الدينار ،كما وافق ا لجميع على نفس ا لشيء.
عندما نراجع العهد الجديد ،نجد أن لغة العبودية تمثل جانيا واحدا من صورة أكبر .لم
يكن هدف المسيح النهائي أن يظلم ويهلك ولكن ليعطي حياة ،وليفتدي ،وليحرر (لو .)١٨ :٤
وبولس في غالطية ( ٢٨ :٣اإلعالن المسيحي) ال يلغي العبودية ،وإنما يجعلها في النهاية
غير ضرورية! كل المنظومات التي فصلت اليهود عن اليونانيين ،الذكور عن اإلناث ،العبيد
عن األحرار ،قد انقلبت رأسا على عقب بمشاركتها فى وجبة مشتركة مائ عندما كانوا
يحتفلون بموت الرب (راجع ١كو .)٣٤ -١٧ : ١١بالفعل ،كأن هذا تصرا يتحدى ويتعارض
مع ا لثقافة ا لسائدة وضد ا ألنظمة ا الجتماعية ا لرا سخة في روما -وهنا بعيد تماتا عن حجة
(( ا الستسالم السلبي)) ا لتي ينادي بها النقاد (أي أن بولس كان سلبيا ولم يتكلم ضد ا لعبودية
بل كان يقبلها) .فضال عن ذلك ،كأن عشا ء الرب عمال مشيدا من الناحية االجتماعية :فلم
يعبد هؤالء المسيحيون مسيا مصلويا وملعوائ فحسب (وإن كان قائائ من الموت) ،لكن هؤالء
الذين كانوا (محتقرين أو من رتبة اجتماعية أدنى —اإلناث ،األمم ،العبيد -كانوا يتلقون
معاملة كمتساوين مع ا لذكور وا ليهود واألحرار .كانت وليمة العار هذه ترمز حعا إلى نزع
كل احتقار عند اقدام الصليب .لقد بدات في ا لكنيسة األولى ثورة اجتماعية!(
لمزيد هن االطالع:
ع٢٦انئ. 81)1 0الةآآأ١1كً١ااًأل* ١ 0٦٩أا0العدآ اا€أ0آ 0٣ئ0٣ه1عأي٦١
, 1999.مدأ٢٧،1٢81حأ٦أ: 1مآل ,ج 0ة 0 0181. ]<0١٧1101٠8أ
١؟ًاح\آأل١د٢دآه0ل)ئ()€او[€0م€ه)(۴ئآلعح1٠11٦٢11ةا0ا١ئآحهأألللأل٠١٢ل<1
, 2004.ج1٠81ة٢٧حخع: 1مآل ,ح6٢0٧
١٩٧
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* ما الهدف من مقارنة خطاب لينكولن في جيتسبرج بموضوع العبودية /أو الخدمة في
شريعة موسى؟
٠في العهد الجديد ،ما هي مضامين غالطية ٢٨ :٣عن 1لعبودية؟ وعن التحدر الجنسي؟
وعن العنصرية؟
* كيف كانت ا لعبودية في روما خالل ا لقرن ا ألول مختلفة عن نظام ا لخدمة في ا لعهد ا لقديم
في إسرائيل؟
٠كيف يؤكد العهد الجديد على كرامة العبيد ومساواتهم مع أسيادهم؟ ما هي الجوانب
ا ألخرى الالفتة في هذا ا لموضوع وا لتي تبرز في ا لعهد ا لجديد؟
* ما معنى أن كتبة العهد الجديد كانوا يخاطبون األمور القلبية األعمق التي تؤدي إلى
العبودية ،مثلما فعل يسوع تجاه المال؟
البعض يتهم أن الهدف النهائي لله هو استعباد كل البشر ،وبالتالي اهانتهم وانتزاع
كرا متهم منهم .ما هي اإلشكالية في هذه ا لصورة؟
١٩٨
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا ؟ج١
هذه قضية صعبة ،وسنخصص أربعة فصول لمعالجتها مع قضايا أخرى متعلقة بها.
سنستعرض اوال بعض األمور التمهيدية ،ثم نناقش اثنين صن ا لسيناريوهات المحتملة بشان
١٩٩
قضية الكنعانيين ،ثم في النهاية سنتطرق إلى قضية األين (أدأ كان معنى هذا المصطلح)
وعالقته بالعنف.
ما نوع الشر الذي نتحدث عنه؟ لدينا دراية كافية بالمثل القائل :ال تسقط الثمرة بعيدا
عن الشجرة .في حالة الكنعانيين ،لم تسقط ثمارهم األخالقية بعيدا عن شجرة معبدهم
الذي يجمع اآللهة و! آللهات المتجردين من األخالق .فإذا كانت آلهة الكنعانيين يشتركون في
زنا المحارم ،فليس من ا لغريب ان زنا المحارم لم دعا مل على أنه خطا أخالقي جسيم من ببل
شعوب كنعان .وكما رأينا فقد كأن يسمح بالزنا (ا لجنس في المعبد) ،والجنس مع الحيوانات،
والشذوذ ا لجنسي (أيائ في المعابد) ،وتقديم األطفال كذبائح (راجع ال .)٣٠ —٢٠ : ١٨
البشر كأئنات ((عاكسة)) ،مصممة لتعكس شبه وتجد خالقهم .وإذا عبدنا المخلوق بدال
من الخالق ،فإننا في النهاية سنشبه أو سنكون صورًا لألوثان التي اخترعنا ها وفيها نضع
أماننا ) .كأن الكنعانيون يقئدون التصرفات الجنسية لآللهة وا آللهات التي يعبدونها كنوع من
أعمال ا لسحر؛ فكلما زاد ا لجنس على مرتفعات الكنعانيين ،زادت احتمالية إثأرة إله ا لخصوبة
—بعل— ليمارس ا لجنس مع خليلته— عناث لرسومم ،وهو ما يعني أن الكثير ين المني (المطر)
سينتج إلروا ء ا ألرض.
دعنا نضيف إلى هذا شهوة الدم وا لعنف الى آلهة الكنعانيين(( .عناث)) إلهة الجنس
فى الهندوسية ،ا لتى تشرب دما ء والحرب ،تذكرنا باآللهة المتعطشة للدمل ء ((كألى))
٢٠٠
ضحاياها ،وتجلس والجثث محاطة بها .وهي كثيرا ما دهدور بأكليل من الجماجم حول
عنقها .يضيف عالم اآلثار الراحل ((وليام أولبرايت)) مذبحة إللهة الكنعانيين عناث بالمشهد
الدموي التألي:
كأن الدم عميعا جدا لدرجة أنها كانت تغوص فيه حتى ركبتيها— ال بل إلى
رقبتها .وتحت أرجلها توجد رؤوس بشرية ،وفوقها تطير األذرع البشرية مثل
الجراد .وفي لذتها الشهوانية زينت نفسها برؤوس مدالة بينما ربطت أياد
بحزامها .فرحتها عند الذبح توصف في لغة أكثر سادية :كان كبدها ينتفخ من
الضحك ،وقلبها يمتلئ بالفرح .كان كبد عناث يملتئ بالغبطة .بعد ذلك تشبع
آناث ،وتفسل يديها في دم البشر قبل أن تذهب إلى اشتغاالت اخرى.
لم تكن وثنية كنعان الهودا نظردا فحسب أو هواية شخصية يمارسها ا لشخص في
خصوصية بيته ،بل كانت رؤية كونية تؤثر بعمق على المجتمع الكنعاني .في ظل هذه
ا ألجوا ء ال عجب أن الله لم يرد لبني إسرائيل أن يختلطوا مع الكنعانيين ويضللوا عن طاعة
ا إلله الواحد الحقيقي .لقد أراد الله أن ينفصل بنو إسرائيل أخالقيا والهوتيا عن الشعوب
المحيطة بهم.
بكلمات أخرى ،لم تكن أرض كنعان جنة قبل امتالك إسرائيل لها .ولم يكن إلسرائيل
أي حق أصيل في سكنى ا ألرض (بل كعحلية ال يستحقونها من الله) ،وكذلك لم يكن لشعوب
كنعان أي حق في البقاء فيها .في ا لوا قع ،اختبر كل من شعب كنعان وشعب إسرائيل إجال؛
(جزئيا ) من ا ألرض بسبب شرورهما .
أنا ال أعني أن أهل كنعان كانوا أسوأ عينة من ا لبشر وجدت على ا ألرض ،وال أقول
إن شعب كنعان تفوقوا في سباق السر كأسوأ شعب في سلوكياته في كل الشرق األدنى
القديم .ومع ذلك فإن ا ألدلة على وجود فساد أخالقي عميق وافرة جدا .لقد رأى الله أنهم قد
نخدجوا للدينونة ،وهو ما دنفن باالنسجام مع مقاصد الله الخالصية في التاريخ.
ي م0
البعض ينادي بأن الله غير متسامح ،ويأمر الناس بأال يجعلوا ((آيية أخزى)) أمامهم (خر
.)٣ :٢ ٠ويقولون إن شرائع إسرائيل تجسد إنكار الحرية الدينية في قلب ديانة إسرائيل.
الم تكن الديانات 1ألضى في الشرق األدنى القديم تقدر التعددية الدينية؟ الم يكن في
استطاعة غير اإلسرائيليين أن يعبدوا أي إله يريدونه؟ كانت إسرائيل قد ألزمت نفسها بأن
تكون مخلصة ليهوه .وكما في أي زواج جيد ،ال يصح أن يخون أحد الزوجين اآلخر بذريعة
الحرية الزوجية أتا بالنسبة للكنعانيين ،فقد أنزل الله عليهم دينونته ليس ألنه تصادف أنهم
يعبدون األوثان ،ولكن بسبب الممارسات األخالقية الفاسدة وا لتأثيرا ت ا لمرتبطة بهذه الوثنية.
الحظ أن الله يدين األمم المدرجين في عاموس ١و ٢ليس ألنهم ال يعبدون يهوه ،ولكن بسبب
٢٠
األعمال األخالقية المشينة .لقد تعرضت بالفعل إلى موضوع الغيرة!اإللهية ،لكن سأعود إلى
بعفى هذه ًا ألفكار الحعا.
وبالتالي هل كان الله قاسدا على الكنعانيين دون ا لشعوب األخرى؟ ال ،في كثير من
األحيان كان يهوه يهدد أمائ كثيرة بالدينونة عندما كانوا يتعدون حدودا أخالقية معينة .على
سبيل المثال ،في عاموس ١و ٢يتوعد الله بأن ((يضرم نارا)) على االمم المحيطة بإسرائيل
بسبب بربريتها وفسادها .وقد توعد إسرائيل ويهوذا بنفس الشيء .فيما بعد أعلن يسوع
الدينونة ا ألخيرة على أمة إسرائيل ،والتي كانت ستواجه مصيرها المشؤوم في ٧ ٠م على
أيدي الرومان (مت .)٢٤
االكثر من ذلك ،ال يصح لنا في العصر ا لحديث أن نظن أن ا لدينونة ا إللهية القاسية
اقتصرت على العصر التي بتب فيها الكتاب المقدس ،كما لو أن الله لم يثد يدين األمم
اليوم .وبالرغم من مكاسب كثيرة على مر ا لقرون في جوانب حقوق اإلنسان والحرية الدينية،
بفضل ا لتأثير اإليجابي للمثل الكتابية في امريكا وأمم غربية أخرى ،كان للغربيين نصيبهم
من الفساد واالنحطاط ،وقد نشبه الكنعانيين بأكثر مما نتخيل .يجب أن نتحدث بحرص على
ما نعتقد أنه دينونة إلهية مباشرة ،ألننا قد ال نكون قادرين على تحديد هذا ا ألمر بدقة(.
مثل هذه النوعية من التصرفات تعمل كأمثلة توضيحية لدينونة كونية أخيرة وشيكة .في
النهاية ستأتي دينونة الله على كل من رفضوا الخضوع ألهداف ملكوت الله ،وإنما سعوا
إلقامة منظوماتهم التي أقاموا أنفسهم عليها .يمنح الله البشر حريه في عزل أنفسهم عنه .وفي
النهاية بمقدور البشر أن يحصلوا على ا نغصا لهم النهائي عن الله كدينونة عادلة وكذلك كثمرة
طبيعية نضجت من حياة معاشة بدون الله .وكمالذ أخير يقول الله لهم(( :لتكن مشيئتكم)).
٢٠٢
ما هي 1لخطوط ا السترشادية ا لتي لدينا لنقرر أن ثقافة ما غير قابلة للشغا ء ،وقد تجاوزت
نقطة ا لعودة روحيا أو أخالقيا ؟ أال نحتا ج لشيء أكثر من مجرد بشر زا ئلين لنقيم وصول ثقافة
ما إلى مرحلة استحقاق الدينونة؟ أليست هذه االعتبارات ثقيلة حدا وتتجاوز حدود البشر
ليحكموا فيها؟ نعم ،هي كذلك! أي قرار كهذا يجب أن يترك لله -أي -من خالل إعالن إلهي
خاص .عندما خرج بنو إسرائيل في معركة ضد الفلسطينيين ومعهم تابوت العهد ولكن بدون
موافقة الله ،تلقوا هزيمة نكرا ء (١صم .)٤هذا ما نجده في الكتاب المقدس :اشتراط إعالن
خاص قبل أي إحرا ء .كان ا إلله الوحيد الحقيقي يخبر نبيه موسى أو صموئيل عندما يحين
الوقت .بالمثل ،لوال إرشاد الله ا لوا ضح ،لما كان مبررا إلسرائيل بان تهاجم معاقل الكنعانيين.
بعض العروض التليفزيونية الخطيرة تحذر األطفال :يا أطفال ،ال تحاولوا أن تجربوا هذا
في البيت! نستطيع أن نقول نفس الشيء عن حالة ((الحرب المقدسة)) التي كان يقودها شعب
إسرئيل :ال تحاولوا أن تجربوا هذا بدون إعالن خاص! هذه األمور ليست من اختصاص
البشر ليقرروا فيها .فالمعارك التي بدأها يهوه لم يقصد أن تتوالها أبدا هيائت غير نبوية
( 0^^111110713كضه٢و٠س^كا! فكر في النتائج الكارثية حين حاول شعب إسرائيل الدخول
في معارك أخرى بدون تصريح إلهي (مثال :عد ٤٥ -٤١ :١٤؛ يش .)٧وكما رأينا بالفعل
دعوة الله للحرب كانت دعوة متغردة في حالة شعب إسرائيل .ومع ذلك مثل هذه الدعوة ليست
دائمة ،وال تمثل معيارا ملزائ ينطبق على الجميع في كل األوقات وفي كل الثقافات.
بينما نتطلع إلى التاريخ نرى أمائ وحضارات كانت قادرة على عمل إصالحات وارتقا ء ات
أخالقية .فال يصح أن نندهش من هذا .في النهاية يعلن الله ذاته للبشر من خالل ا لضمير
والمنطق والخبرة ا إلنسانية ومن خالل الخليقة .هذا ا إلعالن يفتح الباب إلى تحسينات أخالقية
من جيل آلخر .حتى الناس الذين ليس لديهم أسفار مقدسة ال يزا ل بمقدورهم أن يعرفوا ما
هو الخير وما هو الصواب.
ي
حتى أدعم هذه ا لفكرة اسمحوا لي أن أقتبس من أحد الملحدين البارزين وأحد ا لمؤلهين
(المؤمنين بوجود الله) البارزين أيائ .المؤله البارز هو الرسول بولس الذي يؤكد على أن
اإلعالن الخاص ليس ضروريا للناس حتى يتعرفوا على الله أو يدركوا الصواب والخطام:
٢٠٣
((إذ نعرئة الله ظاهرة فيهم ،ألن اللة أخئؤزنا تؤلم ،ألن أموزه عيز المدخلودده ترئ
مئن حنق اتعاتع مدزكه دادحتوعات ،قدريه الشرمي يه وألهونه ،حدى إئهلم داخ
غر (دو ١٩ :١و.)٢.
ين المنطقي أن أصدق أن يثل هذه األمور البدائية (كضرب الزوجة وإيذاء
األطفال) شريرة ،أكثر ين أن أصدق أية نظرية غير مؤكدة تخبرنا بأننا ال
نستطيع أن نعرف أو نصنق بشكل معقول أن هذه ا ألمور هي شر ..أنا أصدق
بكل تأكيد أن هذا شيء أساسي وصحيح ،وأن أي شخص ال يصدق هذا ال
يستطيع أن يخوض بعمق كاب في أساسات معتقداته ا ألخالقدة.
لقد رأينا أن عاموس ١و ٢يجسد هذين االقتباسين بشكل جميل .إذ كان الله يحذر
ا ألمم ا لمحيطين بإسرائيل ،وا لذين كانوا لمسا ء لين أخالقدا؛ ورغم أنهم كانوا يعرفون
التزاماتهم األخالقية ،فإنهم احتقروها .وألنهم كانوا يعرفون الصواب والخطأ ،فقد
عطلوا ا للشعور بالشفقة ،وأخمدوا ضميرهم ،ونفذوا جرائم وحشية ،مثل شق بطون
الحوامل أو ا لتخلي عن السكان ا لضعفا ء الغارين وسلموهم ألعدائهم .يصف كاتب
رسالة العبرانيين الكنعانيين بكلمة ((انعضا؛)) (عب -)٣١ :١١بمعنى ،أنهم كانوا يمتلكون
وعيا أخالقيا ولكنهم تجاهلوه .يسرد ((سي .إس .لويس)) في كتابه فناء اإلنسان
رل٨7كرع ^رغجغدعر/أركا قائمة بمواثيق أخالقية قديمة لثقافات كثيرة عبر العصور .وهي متشابهة
بشكل مذهل في نقاط أساسية مثل :إكرا م الوالدين ،ا ألمانة في الزواج ،عدم السرقة ،عدم
بكلمات أخرى ،القيام بالفعل الصائب ليس صعيا أو غامائ القتل ،عدم الكذب ،وهكذا.
كما يظن البعض.
فكر في راحاب وعائلتها (يش .)٢بالرغم من أنهم كانوا مغموسين في الثقافة الكنعانية،
إال أنهم صاروا عالمة واضحة لكنعانيين آخرين كان يمكن أن ينقذوا أيائ .كان إله إسرائيل
قد خئص شعبه من مصر بشكل مقنع ،وقد قدم آيات وعجائب ،معلائ عن حقيقته وعظمته
ا لغائقة ،وكان ا لكنعانيون على دراية كاملة بهنا (يش ١١ -٩ :٢؛ ٩ :٩و.)١٠ا لبعض يتهم
راحاب بأنها باعت شعبها لتخلص برقبتها .ولكن هل هذا صحيح؟ لقد خاطرت راحاب
كثيرا بإيوا ء الجواسيس وإخفائهم .ومن المؤكد أن انتماء المرء لجماعته العرقية أو جنسه
ليس بالفضيلة العظمى ،خاصة إذا تعارض ذلك مع ما هو صائب وما هو حقيقي .كثيرون
من األفارقة في جنوب أفريقيا متن عارضوا التمييز ا لعرقي (األبارتيد) تخلوا عن تقاليد
أسالفهم المتحيزين عرقيا ،وكان هذا باألمر الصائب.
٢٠٤
هل كأن األمر إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا؟
وفعا لما قاله ((ريتشارد دوكينز)) ،كان قتل الكنعانيين عمال من أعمال ا لتطهير العرقي الذي
ئعذت فيه مجازر مروعة مع تلذن بكراهية األجانب .هل كان بنو إسرائيل كارهين حائ
لألجانب— أو لديهم فوبيا من الغربا ء (غير اإلسرائيليين)؟
إن مصطلحات مثل اإلبادة الجماعية أو التطهير العرقي تثير مشاعر سلبية لدينا كلنا .
ال يهتم دوكنز هنا بالدقة في المقام األول؛ لذا فهو يلجا إلى لغو مضلل للرأي العام .التطهير
ا لعرقي يكون مشحوا بالكراهية بين شعوب من اجناس مختلفة؛ حيث تزعم جماعة ما بأن
جماعة أخرى بها مرض معد ثم تتقدم لتدميرها .ومع ذلك ،هل هذا السيناريو يتفق بالفعل
مع الحقائق المعروفة عن بني إسرائيل؟ كما يتضح ،فإذ الموقف المعادي لألجانب لم يحث بني
إسرائيل على قتل الكنعانيين.
منذ البداية قد أخبر الله إبراهيم بأن ((نثيا زك (فيه) جبيع قبائل ا ألرض)) (تك .)٣ :١٢
وبالتالي ال نتكلم هنا عن كرا هية لألجانب .ثم نقرأ ا لكثير من األمور ا إليجابية عن األجانب
في األصحاحات التالية .قابل إبراهيم ملكيصادق المبحل (تك .)١٤وقد قابل قادة أجانب
يتسمون بالعدل ورجاحة العقل من المصريين (تك )١٢والفلسطينيين (تك )٢٠الذين أثبتوا
أنهم أكثر تبجيال من إبراهيم نفسه .كذلك غادر مع إسرائيل من مصر ((نفيذ قدير)) (أو
(( كثير ين ا ألعرا ب)) -حسب ا لترجمة ا لعربية ا لمشتركة ،خر .)٢٨ :١٢وتزوج موسى من
ا مرا ة كوشية /أثيوبية سمرا ء ا لبشرة (عد .)١ :١٢كذلك را حا ب ا ألممية وعائلتها ا نضموا
إلى صفوف إسرائيل (يش ،)٢٣ :٦وفي هذا مغارقة غريبة مع عاخان اإلسرائيلي ،الذي
سرق بعض البضائع من أريحا وحكم عليه بالموت بسبب عصيانه (يش .)٧كذلك ،نفس لغة
التحريم /ا إلبادة الكاملة يمكن أن تنطبق على إسرائيل بنفس ا لقدر الذي تنطبق على أي
مدينة كنعانية (تث .)١٦ :١٣فيما بعد كان أنبيا ء إسرائيل مستعدون إلدانة شرور إسرائيل،
بنفس ا لقدر من ا الستعدا د إلد ا نة شرور ا ألمم ا لمحيطة .بشكل عا م تقع دينونة ا لله على هؤالء
الذين يمارسون الشر وا إلثم -سوا ء كانوا يهودا أو أمائ ،كما يوضح ذلك بولس في رسالة
رومية .٣ -١
باإلضافة إلى ذلك ،كان الله يوصي إسرائيل مرارا وتكرارا ليظهروا اهتماائ بالغرباء
والنزالء بينهم من غير اإلسرائيليين (راجع ال ٣٤ :١٩؛ تث ١٨ :١٠و. )١٩لماذا ؟ ألن بنو
و
إسرئيل كانوا متغربين فى مصر .كان الله يذكر شعبه باستمرار ليتعلموا ا لدرس ين
تاريخهم حتى ال يصيبهم نفس المصير مع ا ألمم ا لذين في وسطهم.
كذلك وفقا للقانون ا لمدني إلسرائيل ،كان للغريب الذي يعيش في إسرائيل نفس ا لحقوق
٢٠٥
القانونية مثل اإلسرائيلي األصلي(( :الغريب يكون كألؤطني)) أو كما في ترجمة أخرى ((حكًا
وا حد يكون نكم بلئزيل والبن ا ليند ))(ال ٢٢ :٢٤؛قارن عد .)١٥ :٣٥كما رأينا ،كأن! لغريب
و٢جككا أي الذي نجل عهد إسرائيل وإله إسرائيل ،يستطيع أن يشارك في مناسبات مثل
الفصح (عد .)١٤ :٩كانت المخاوف السلبية من األجانب رالرسم لها عالقة بالوثنية وا لخوف
من المساومة على بعض المبادئ الالهوتية .ولم تكن تظهر هذه ا لسلبية في حالة قبول
الشخص غير اإلسرائيلي مثل راحاب وراعوث أو أوريا الجثي— ليهوه إله إسرائيل ) (.يمكننا
أن نضيف أن الله كأن يحث بنى إسرائيل ليظهروا اهتماائ حتى ألعدائهم(( :إذا حدادت كوز
لهدون أن جتارة ساردا ،قردة اق .إذا زائغ جمار تعضذذائ تتخ جئلهذطلش غن خله،
قال بد آذ قحز صفه (أي تساعد عدوك في خل الحمار))) (خر ٤ :٢٣وه).
ماذا عن سماح الله لبني إسرائيل بتحصيل فائدة من األجانب وعدم تحصيلها من
المواطنين من إخوتهم (تث .)٢٠ :٢٣لقد رأينا أن الفائدة فرضت على األجانب ،ألنهم كانوا
في ا ألغلب يقترضون المال ليستمروا في أنشطة كدر الربح ومشاريع تجارية .ولم تكن قروضا
يعطى لألجانب تغاديا للفقر ) (.هذا ا إلجرا ء ينطوي على نوع من الدعم :األجنبي (الذي لم
يكن مضطرا للعيش في إسرائيل) يستطيع أن يختار أن يكون عضوا في إسرائيل ويقبل ا إلله
الواحد الحقيقى ،وإذا حدث هذا ،كأن بمقدوره أن يستفيد من الفوائد ا القتصادية المقررة إلهيا
ومن اهتمام شعب إسرائيل به .من ناحية ًاضى ،بدال من العدوانية ،أوصى الله بني إسرائيل
أن يحبوا ا لغربا ء المقيمين فى وسطهم ويظهروا ا الهتمام بهم .تمثل هذه ا لوصية الخاصة
بمحبة ا لغريب المقيم ومعاملته بنفس معاملة المواطن ا ألصلي (ال ٣٣ :١٩و )٢٤عالمه بارزة
ومتغردة بين االفكار والممارسات الدينية في منطقة الشرق األدنى القديم(.
سيشير النقاد إلى تثنية (( -٣ :٢٣ال يدحل عمويي زال موآيي بي جماعة الرت)) .هذا ال
يبدو لطيعا جدا .ومع ذلك قبلها (في تث )٢ذكرت ثالث أمم بشكل إيجابي :أدوم ،قريبة
إلسرائيل من جهة عيسو ،أخي يعقوب ،وموآب وعمون ،وهما أمتان من أبناء لوط ابن أخي
إبرا هيم .والحظ أنه حرم على إسرائيل محاربة هؤالء (تث .)١٩،٩،٦-٤ :٣وبألتألي دعنا
أال نقرأ تثنية ٣ :٢٣بشكل خاطئ كأنها نوع من كرا هدة األجانب .كأن الله ينظر إلى الخيانة
ضد إسرائيل نظرة جادة .تكوين ٣:١٢يتضمن دينونة على هؤالء الذين سيعاملون إسرائيل
معاملة سيئة .وتكشف تثنية ٤ :٢٣سبيا الستبعاد العمونيين والموًابيين من الجماعة(( :ئ
أجر ،أدهم لم يدوئكم ياتئبز والماء في الغريق طن بروحكم يى بنز ،ذألنهلم 1تتأبروا
قليك يتعالم دن يوئز بذ سور أزام النهزئب لكنى يتعتن)( ،راجع عد -٢٢ه .)٢ومع ذلك تذبر
أنه فى أجيال الحقة التحقت راعوث الموأبية بشعب الله .هناك أشياء كثيرة تعتمد على هل
الغريب من موآب (أو عمون) سيقبل عهد إسرائيل كأمال أم ال ،وهو ما كأن يعني قبوله في
الجماعة كعابد حقيقي ليهوه ) (.كما يكتب ((حون جولدنجاي)) اآلتي:
٢٠٦
كونك غير إسرائيلي 1لمنشأ لم يكن يعني إقصا ء من عضوية المجتمع ا إلسرائيلي
في أي حقبة زمنية .القضية هي :من هو اإلله الذي تعبده .السبب في عدم
الزواج بكنعانية ان هذا سيبعدك عن اتباع يهوه وسيقودك إلى عبادة آلهة أخرى
(تث ٣ :٧و .)٤لكن الكنعاني الذي تعهد أمام يهوه يمدل قصه مختلفة.
يجب أن نستبعد تماائ فكرة ا لعنصرية أو ا لعصبية ا لموحى بها من الله .فلقد كان الله
يننمر شعبه بانتظام بأال يرتفعوا أو يتجبروا .وأخبرهم بوضوح أن امتالك ا ألرض ليس بسبب
برهم واستقامة قلوبهم .وإنما كان بسبب شرور الكنعانيين .ا ألكثر من ذلك ،أن الله كان
يرى بني إسرائيلي كا(( سنن صنن االعتة)) (تث .)٦ -٤ :٩بل إذ مكانة األمة المفضلة قد
أعطيت بهدف دعوة ا آلخرين ليختبروا نعمة الله السخية -وكان الله سيلغي هذه المكانة بعد
ذلك .وبالمثل كما كان سيعطي ا ألرض لجماعة من بني إسرائيل المرتحلين بال أرض كميراث
لهم (خر ٢٥ :١٢؛ عد )٢ :٣٤كان يستطيع أن يستردها منهم أيائ (تث .)٢٦ :٤وكان
الساكنون في ا ألرض —سوا ء كانوا كنعانيين أو إسرائيليين -مجرد مستأجرين وليسوا
لمالك(-هز ١ :٢٤؛.ه٤(.)١٢:اا
فيما يلي .يكفي أن نقول هنا إن مهمة الله إلسرائيل سندرس مصطلح التحريم
بأن ((يحرموا)) (أو يبيدوا بشكل كامل) مدن الكنعانيين المفلسة أخالقيا قد انقلبت عليها عندما
أغويت جماعات من إسرائيل باتباع الهة باطلة (تث ١٥ :١٣؛ وقارن ٤ :٧؛ .)٦٣ :٢٨كان
الله مهتائ بالخطية وليس باالنتما ء العرقي .بينما نقرأ أنبيا ء ا لعهد القديم ،نجدهم يغضبون
(كما الله أيتا) بسبب عصيان إسرائيل ،وكانوا يهددون بدينونة إلهية على إسرائيل ويهوذا،
وفي مرات أكثر مما هددوا ا ألمم الوثنية .إذا قرأنا بعناية ،سيتضح أن الله كان يقاوم خطية
إسرائيل بقدر ما كان يقاومها في ظالميهم.
كثير من النقاد يركزون على الكفاءة ،بمعنى أنه من غير المقبول أخالقيا ويتنافى مع
صفات ا لله أن يكون أقل من كفء .ولكن ما هو ا لمنطق ا لالهوتي ا لذي يجبرنا على ا الفترا ض
بأن الله البد أن يعمل بكفاءة قصوى (من منظورنا)؟ هل نغالي في غربيتنا في افتراضاتنا
عما ((يجب)) على الله ان يفعل؟ هل الله مجبر بان يستعجل مقاصده؟ وهل يجب أن تكون
٢٠٧
مقاصد الله أقل ((فشال)) ليعلن عن ألوهيته؟ أال تفترض هذه ا ألسئلة اإلحاطة الكاملة
بهقاصد الله؟
يبدو أن الله ال يظن أنها مشكلة عندما يصبح كويكب صغير كاألرض بيدا لكل سكان
ا لكون بينما بقية ا لكوزموس (كل ما نستطيع أن نرا ه) غير آهل بالسكان وغير قابل للسكنى
عليه .في الكتاب المقدس يستغرق الله وقائ طويال ويستخدم أحيادا وسائل غير ناجزة على
ما يبدو ليحقق بها مقاصده .على سبيل المثال ،لم يتسرع الله في تنفيذ برنامج أن يكون
مثل النجوم .وإنما بدأ بزوجين متقدمين في العمر ال ينجبان إبراهيم وسارة ،ثم استمر
في العمل من خالل أمة عنيدة ومتمردة .أكثر ما يهتم به الله هو األمور المتعلقة بالنعمة،
وأمانة العهد ،والعالقة ،والطاعة ،والمثابرة ،والمحبة .وال يبدو أن الكفاءة لها دور بارز في هذه
األمور .وكما يقول أحد أصدقائى :تقريدا يأتى الله متأخرا ،دائائ .
ا ألسفار المقدسة تعلن عن إله كافب ،وليس بالضرورة عن إله كفء (كما نتصور نحن).
ألن مسالة الكفاءة تدور حول ما هو الهدف بالتحديد(( :كفء )) ليفعل ماذا ويستبعد ماذا؟ إن
إحضار طماطم مزروعة في صوبات حارة من المتجر قد يعدر عن كفاءة ،لكن إذا كان أقصى
درجات هدفك هي ا لحصول على أفضل نوع من الطماطم ،فربما زراعة الطماطم في حديقتك
وا لتمتع بمذا قها الذي يشبه العنب ا لناضج هو ا لطريقة ا لمناسبة .نعم ا ألمر يتطلب عمال ووقدا
أكثر ،لكن النتائج أكثر إمتاعا ومذ اائ بما ال يقاس.
لماذا إدا لم يحرص الله على أال يترك واحدا من الكنعانيين في ا ألرض حتى يتأكد أن
إسرائيل لن تغوى بأسلوب الحياة الذي تروج له وثنية الكنعانيين؟ الكتاب المقدس يعلن عن إله
يعمل من خالل عمليات تبدو فوضوية وغير ناجحة -بما في ذلك اختيارات الناس وإخفاقاتهم
(تك —)٢٠ :٥٠حتى يتمم مقاصده الفدائية في التاريخ .ا ألولوية األهم عن الكفاءة تتمثل
في أن يرى البشر نعمة الله وقداسته ومحبته .المسار الذي اختاره الله ال يشترط موت
آخر كنعاني ،بل طرد الكنعانيين بشكل كافب بحيث ال يقدرون على زعزعة الثبات األخالقي
وا لروحي لشعب الله على المدى ا لبعيد ،ليس هذا فحسب ،ولكن كما سنرى الحعا ،إنما
سيشارك الكنعانيون في خطة الله الفدائية في كل ين العهدين الجديد والقديم (مثال :زك ٩؛
مت ٢٢ :١٥؛ قارن مز ٦ -٤ :٨٧؛ إش -٢٣ :١٩ه)١٠(.)٢
وبالرغم من وجود نهضات روحية ونجاحات أخالقية من حين آلخر في تاريخ إسرائيل،
فإن فشلها في القضاء على الوثنية بالكامل أدى إلى الكثير من المتاعب .فدفعت ثمن تنازالتها
في سبي أشوري للمملكة ا لشما لية ( ٧٢٢ق .م ).ثم سبي با بلي للمملكة ا لجنوبية ( ٨٧ه ق .م.
انظر ٢مل ٤١ -٧ :١٧؛ ٢أخ .)٢١ -١٥ :٣٦ومع ذلك فالتهديد األخالقي والالهوتي للديانة
الغربية لم يدمر إسرائيل بالكامل بحيث نقول إن التوحيد الذي كانت تنادي به ووعيها بعهدها
٢٠٨
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيًا ؟ ج١
مع الله قد حسفا بالكامل .بحلول ا لقرن األول الميالدي كًان المسرح الالهوتى قد أعذ بشكل
كاف؛ فقد حفظت األسفار المقدسة إلسرائيل ،وهويتها كأمة قد تشهلت ،واستعيدت عبادة
الهيكل ،وآمالها المسيل نية قد اشتعلت من جديد ،وتأنمد تكريسها الكامل لعبادة الله الواحد.
وبالرغم من تنازالت إسرائيل وتمردها عبر ا لعصور ،جاء ظهور يسوع على ا لمشهد في ((يلء
ا لرنان)) (را جع غل .)٤ :٤هل كان هذا يعبر عن كفا ء ة؟ ليس بطريقة وا ضحة .هل كان هذا
يعير عن كفاية؟ جدا جدا !
حرب كونية
لم تكن عبادة ا ألوثان بريئة أو بال أضرار .يربط ا لعهد ا لقديم ا لوثنية بما هو شيطاني —أي
باألعداء الكونيين لله ا لذين تمردوا ضده(( :اآللهة الدبوس -حسب ا لترجمة ا لعربية المشتركة))
(ال ،)٧ :١٧و((أوض ...آت ...ما نيش اليا)) (تث ،)٢١ -١٦ :٣٢و((اذدان (أوشياطين)...
أصائم)) (مز ٣٧۶: ١٠٦و ٠ )٣٨حتى فرعون —الممثل ا ألرضي آللهة المصريين -كان صور؛
لهذه المقاومة الكونية .وبالتالي في سفر الخروج ،يدغل يهوه المحارب الكوني الذي يشتبك مع
قوى ا لشر في مصر والقوى التي تحفزهم .العهد ا لجديد يركز على هذه الفكرة (راجع ١كو
٢٢—١٩ :١٠؛ ٢كو١٦—١٤ :٦؛ أف .) ١٨ - ١٢ :٦ا لعمل ا إللهي با الشتيا ك في ا لمعركة ليس
ألجل ا لعنف أو حتى ا النتصار في حد ذاته وإنما إلرسا ء السالم والعدل.
إن وصايا الله إلسرائيل بإزالة أوثان كنعان وعبادتهم الباطلة النجسة تجسد ا لحرب
الكونية بين يهوه وقوى الظالم المعارضة لملكه .هذه الفكرة المتعلقة بالحرب الروحية تظهر
بالتأكيد في العهد الجديد بشكل أكثر وضوحا ،وهو ما يفضح إبليس وجنوده بشكل واضح
بصغتهم ا ألعد ا ء ا ألولين لله ولتقدم مملكته .يهوه ملك ا لقوا ت (قل رن مز )١٠ —٧ : ٢٤هو(( زحل
انحرب)) (خر ه )٣ : ١الذي يقاوم كل ما يشوه الصورة اإللهية ،وكل ما يهدد ازدهار البشر،
وكل ما يقف امام حكم الله البار* .حروب يهوه ليست ببساطة صداائ بين اآللهة .وإنما تمدل
صدانا بين نظامين عالميين :أحدهما مؤسس على ا لحقيقة والعدل ،وا آلخر على إنكار ا لحقيقة
وا لقوة الباطشة .أحدهما يعدل نظام الخليقة ،وا ألخر يمدل ما هو ضد الخليقة.
وبالتالي فإن استحواذ إسرائيل على كنعان ال يشبه نموذج الجنرال ((لين)) ((ًاغك)) ،هذا
النموذج الذي تصادف فيه وجود أمة قوية تغزو وتقهر أمة أضعف .ألن هذا سيجعلنا
نتساءل :لمن يعطي ا ألمم األقوى هذا ا لحق؟ لذا ربما يجب أن نفكر على طريقة الشرحلة
الصقلية وهي تهاجم معقال من معاقل المافيا للقضا ء على شبكة فاسدة من المجرمين حتى
يستطيع المواطنون أن يعيشوا في سالم بدال من الخوف.
وكما كانت الضربات فى مصر إظهارا لدينونة يهوه على آلهتها ،لذا فإن حروب إسرائيل
٢٠٩
كانت تكشف عن سلطان الله 1ألعلى على اآللهة المزعومة لشعوب كنعان .في حروب شعب
إسرائيل التي أقرها الله اسيعلنت قوة الله الفائقة للطبيعة وتفوقه(:
٠لم يسمح الله إلسرا ئيل بأن يكون لها جيش مخصص للحرب (راجع التعداد الذي
قام به داود في معارضة للشريعة في ٢صم .)١٧ -١ :٢٤لم تكن حروب إسرائيل
للمحترفين ولكن للهوا ة والمتطوعين .ومع ذلك فلم يكن القتال للخائفين وا لخائرين أو
للمثعتتين باهتمامات أخرى .ومن افتقروا للشجاعة ،أو كان لديهم أسباب أخرى تبرر
عدم رغبتهم في القتال سمح لهم -أو حتى تم دعوتهم -بأن يعتذروا عن المعركة (راجع
تث : ٢ ٠ه—.)٨
٠الجنود المحاربون في حروب يهوه لم يتلقوا مقابأل ماديا ،ولم يسمح لهم بأخذ غنائم
شخصية ،بعكس مجريات الحرب في أماكن أخرى في الشرق ا ألدنى القديم.
٠الملوك ،ورؤسا ء القبائل ،ورؤسا ء الكهنة لم يخولوا للدعوة إلى الحرب ،لكن النبي فقط
هو المخول من خالل إعالن إلهي.
انتصارات جيش إسرائيل الضعيف أشارت بوضوح أن الله كان يحارب بالنيابة عنهم
(راجع ٢أخ .)٢٠
في معارك شعب إسرائيل في ا لعهد القديم أراد الله أن يظهر عظمته ،وليس قوة بشرية
محضة .وبرغم أن إسرائيل ا لحقيقية —أي الكنيسة -ال تشن ا ليوم حردا ضد ((دم زلم)) (أنل
،)١٢ :٦لكن حربنا ضد إبليس وجنوده لها جذورها في حروب يهوه في العهد القديم.
لمزيد من االطالع:
1/تم٤٢مكل € )111)1أ 1ا ٢٠٠ا . )10)1 )11إل0٢ج0ل, 6كإل0ةل *:ال ]<0١٧1101٠8 6٢0¥0,
إلأا8ا10٢٧ال1.1997 ,
88,عآل1)111) € !1 1٢ 111ل اا¥0٢¥10١¥.ن 1٠0\¥ 131110: ٨11ةتمآل 1٢ 111 1110اا 8. * أ1
ائآل 0٣٨.ا088 1)1 1آل 8.ك1٠1131.ة إله , 0)1110)1دافع ك؟٠٢،؟-7و17ا €أ{أ 701~11 111ا
.اال٠لهال80ا0,1^: £ء1ةا ةال0عا10118. 2008 ,8١٧
-ه8ا1ه11ح 11خ 0: 8ا٧11أل8ه^ 011111101٠ 2.ح 01غ0١٧٨1110آحx0(1118.ع8 ٦ح1غ011ه* 811111, 8 .
.؟؟ .؟, 2008. 800 08جال197-395 .
٢١٠
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج١
* دعي كتابنا هذا أن ((القضية الكنعانية)) هي أصعب التحديات 1ألخالقية للعهد القديم.
هل تتفق مع هذا ؟ ولماذا ؟
٠ددعي بعض الناس أن الكنعانيين كانوا أسوأ البشر قاطبة أو أسوأ شعب في ا لشرق
ا ألدنى القديم .هل يجب على المؤمن أن يصر على هذا األمر؟
* هل كان الله يتعنت مع الكنعانيين وبالتالي أمر بقتلهم جميعا ؟ ماذا تقول ا ألسفار ا بآلخرئئ
عن الدينونة ،سوا ء خارج أم داخل إسرائيل؟
* البعض يتساءل لمن يحدد نقطة الالعودة األخالقية بالنسبة للكنعانيين .كيف ترد على
ذلك؟
* هل كأن قتل الكنعانيين على يد بني إسرائيل يماثل ما فعله الجنرال ((لين)) في مملكة
الصين قبل ثالثمائة سنة عندما قضى تمالما على إحدى الجماعات البشرية؟
* أخذ بنو إسرائيل تابوت العهد في معركتهم ضد الفلسطينيين (الصتم )٤بدون موافقة
إلهية .كيف يعمل هذا كمثال توضيحي نافع لنا في نقاشنا عن الحروب التي قام بها
شعب ا لله في ا لقديم؟
٠أما كان ينبغي أن يكون الكنعانيون أحكم من هذا بحيث يرجعون عن طرقهم الشريرة؟
لماذا يعتبر مصطلح لملئم مثل التطهير العرقي مضلال وغير دقيق؟
* هل من ا لمنصف أن نئف بني إسرائيل بأنهم كارهين لألجانب؟ كيف كان دفترغن لتجربة
إسرائيل في مصر أن تشقل مواقفهم تجا ه الغربا ء ؟
* هل كان يجب على الله أن يكون أكثر كفاءة في القضاء على الكنعانيين؟ لماذا لم يحرص
على عدم بقاء أي كنعاني على قيد الحياة؟
٠ما هى العالقة بين تدمير إسرائيل ألوثان كنعان والحرب ا لروحية ا لكونية؟
٢١١
هل كانت مذبحة شاملة وتطهير عرقبتا ؟ج٢
٢١٣
التغلغل ،الصراع الداخلي ،واالستيالء على األرض
كيف تمؤن بنو إسرائيل في النهاية من السكنى في أرض الموعد؟ يواصل طماء اآلثار
وعلما ء الكأب المقدس جهودهم في كشف طبيعة عالقة إسرائيل بالكنعانيين ،وقد توصلوا
إلى شيء أكثر تعقيدا من الرواية التقليدية في مدارس األحد عن نموذج االستيالء على
األرض بالغزو .الصورة األكبر ال تشتمل فقط على استيالء بالغزو بل مزيج من عوامل أخرى.
بجانب ا الشتبا ك ا لعسكري ،حدث نوع من ا لتفلفل ا لتدريجي ( ا نظر قض :٢-١ :١ه).كأن
الصراع الداخلي سمة ًاضى ،بمعنى أن إسرائيل في كثير من األحيان أخفق في مقاومة
الوثنية وتمييز نفسه عن ا ألنماط الحياتية المحيطة به .كما أن اعتراف الكأب المقدس بواقعية
بأن الكنعانيين استمروا في ا لعيش في ا ألرض يشير إلى حدوث شيء أكثر من مجرد حملة
عسكرية شاطة)١(.
يشير سفر يشوع وسفر ا لقضا ة إلى أن امتالك ا ألرخر تضمن عمليات بطيئة من ا لتفلفل
والصراع الداخلي .وتضمن دخول إسرائيل إلى كنعان أكثر ض العامل ا لعسكري وحده.
يعلق الباحث في دراسات العهد القديم ((جوردون ماكينغيل)) ،على سفر يشوع بقوله :ليس
لدينا نموذج مبسط عن الغزو ،وإنما صورة ممتزجة بالنجاح والغشل ،انتصار مفاجئ
ثم تقدم بطيء ومنقوص ) (.بالمثل يؤكد الباحث في دراسات العهد القديم ((ديفيد هوا رد))
على أن نموذج االستيالء بالغزو يحتاج إلى تعديل .لماذا؟ ألن ا لنمط التقليدي لجيش جرار
لبني إسرائيل ينزل على كنعان ويدمر كل شيء وراءه ال يمكن أن يكون مقبوال .المعلومات
المتوفرة في الكتاب المقدس ال تسمح بهذا .ويضيف بأن بني إسرائيل دخلوا كنعان
وا شتبكوا عسكرا بالفعل ولكن بدون إحداث تدمير مادي شامل .سنتعرض مرة أخرى
لهذه ا لنقطة الهامة.
لكن يشوع استخدم مثل معا صريه في الشرق األدنى ا لقديم لغة لها صياغة حربية
متعارف عليها .هذه اللغة تبدو متفاخرة ومبالغة آلذاننا .الحظ فى البداية اللغة الكاسحة فى
يشوع ((-٤٠ :١٠عضزب يشوع كل أرض ا تحبل ذا تجتوب ذا لشؤل ذا لئثوع وكل ثلوها .تلم
٢١٤
يبؤ ساردا ،بذ حرم كذ نسته كما امر الرت اله اسرادين)) .استخدم يشوع لغة لها صياغة
عنترية كانت شائعة في عصره ،مؤكدا على أن كل ا ألرخى تم االستيالء عليها ،وكل الملوك
هزموا ،وكل الكنعانيين قتلوا (قارن يش ٤٢ -٤٠ :١٠؛ (( :٢٣ -١٦ :١١قاحن يشوع كذ
ا ألرض ددت كذ نا كلم يه الرت موسى ،واعخانا يشوع علكا السزائيذ))) .في نفس الوقت
كما سنرى ،يقر يشوع نفسه بأن هذا لم يحدث هكذا حرفيا.
يتفق الدارسون بشكل كبير على أن سفر ا لقضا ة يرتبط بسفر يشوع من حيث الصياغة
اللغوية .ومع ذلك فاألصحاحات األولى من سفر القضاة (وا لتي تعيد قصة موت يشوع)
كظهر أن مهمة االستيالء على ا ألرض كانت أبعد ما يكون عن االكتمال .فى قضا ة :٢
٣يقول الله(( :ال احاردهلم ين انايكلم ،بذ يكونون نكلم نصادعين)) .وقبلها في قضاة :١
٢٩ —٢٧ ،٢١يؤكد السفر أنهم ((للم يعردوا انييوسيين))(( ،للم يعرد مقشى ائن بيت سان
وقرانا))(( ،نلم يخردهلم حاردا))(( ،واقزادم نلم يعرد 1لكيعا نيين ا لسداكتين ني حاذر)) .هؤالء
الشعوب ظلوا ((إنى هذا اتيوم)) (قض .)٢١ :١فالشعوب التي بدا أنهم قد انقرضوا عادوا
إلى ا لظهور مر؛ أخرى في القصة .كثير من سكان الكنعانيين ببساطة كانوا متواجدين
بالقرب من بني إسرائيل.
ربما يتهم ا لبعض يشوع بأنه يضللنا أو أنه غير صائب في كالمه .ال على ا إلطالق .لكنه
كان يتحدث باللغة التي كان سيفهمها كل أحد في زمانه .لم يحاول يشوع خداعنا بل كان
يقول إنه هزم أعدءه بشكل جيد جدا .من ناحية يقول يشوع(( :قلم يقبى عثابيونني ارض
بيي إسرايين)) (يش .)٢٢ :١١في ا لوا قع كانوا قد ((حرئهلم يشوع ئغ مدنهلم)) في الجبل
(يش .)٢١ :١١هل هذا بشكل حرفي؟ ال حسب كالم يشوع ذاته! في ا لوا قع طلب كالب
فيما بعد إذائ بطرد بني عناق من ا لجبل (يش ١٥ —١٢ :١٤؛ قارن .)١٩ —١٣ :١٥مرة
المبالغة مفي ا لشرق األدنى استخدام ٠٠ه
صيفة ٠ م ظل نم
في م لم ٠٠يكن ٠٠يشوع مخادعا .ولكنه ٠٠
أخرى لم
القديم ،كان يمكنه أن يقول بدون تعارض (( :أوليك (الشعوب) ا لياقين ئفكلم)) ،وواصل ليحذر
إسرائيل بأال يذكروا ،أو يحلفوا ،أو يعبدوا ،أو يسجدوا آللهتهم (يش ١٢ ،٧ :٢٣و١٣؛ قارن
يش ه ٦٣ : ١؛ ١٠ :١٦؛ ١٣ :١٧؛ قض . ) ١٣ — ١٠ :٢مرة أخرى برغم أن ا ألرض كانت قد
((ا سدراحب ..ين ا نحرب)) (يش ،)٢٣ :١١فإذ إصحاح ١٣وما بعده يقول إذ جزءا كبيرا
ين ا ألرخر ظل دون استحواذ حسب كالم ا لرب ليشوع (( :ائت عد سحت .قعدمت قي ا ألدام.
ذقن بعيث ارض كثير ه حدا لالميالك)) (يش .)١ :١٣ولقد أخفق سبط تلو اآلخر في طرد
الكنعانيين (انظر يش ١٣ : ١٣؛ ٦٣ :١٥؛ ١٠ :١٦؛ ١٢ :١٧و ،)١٨،١٣ويخبر يشوعسبعة
أسباط ((حثى مثى اقلم لمقراحوذ عن الدحول الئيالك األرض ايي اغطاكلم إيانا الرت إلة
آبايكلم)) (يش.)٣:١٨
٢١٥
قخعدال عن ذلك ،أخبر الله بنى إسرائيل بأن عملية طرد الكنعانيين ستكون عملية تدريجية،
كما توقع سفر التثنية ،٢٢ :٧وكما عاد وأغد سفر ا لقضا ة .٢٣ —٢٠ :٢وأدا كأن السبب
ورا ۶فشل إسرائيل في طردهم -سوا ء عصيانه أو أسلوب الله البطيء واألكيد -ال يزال
يشوع يخبرنا بمصطلحات كاسحة بان إسرائيل أباد كل الكنعانيين .وكما قد تقول إحدى
الغرق الرياضية أنها سحقت منافسيها أو ذبحتهم أو أطاحت بهم ،كذلك فاذ كاتب
ا لسفر اتبع األسلوب اللغوي المتبع في زمانه.
هذه الصياغة ا لتقليدية التي استخدمها يشوع لوصف ا لحرب كانت شائعة في كثير من
النصوص العسكرية في الشرق األدنى القديم في ا أللفية ا ألولى والثانية قبل الميالد .كانت
هذه الصياغة اللغوية مبالغة في المعتاد ومليئة بالعنترية ،وتصور تدميرا كامال .وكان القارئ
الفهيم في الشرق األدنى القديم يدرك هذا على أنه مبالغة .ولم تكن تفهم هذه الروايات
على أنها صحيحة بشكل حرفي ) (.يقول عالم المصريات ((كينيث كيتشن)) إن هذه اللغة قد
ضللت الكثير من دارسي العهد القديم في تقييماتهم لسفر يشوع .البعض قد توصل إلى
أن لغة ا لذبح الشامل واالحتالل الكامل -وهو ما لم يحدث فعلدا (كما نرى من مؤشرات
أخرى كثيرة)— تثبت أن هذه الروايات كاذبة .لكن روايات ا لشرق األدنى القديم استخدمت
لغة ا لتدمير الكامل وا إلبادة حتى وإن لم يكن ا لحدث هكذا بشكل حرفي .فيما يلي عينة
هنذلك(:ه)
٠فرعون مصر تحتمس الثالث (اواخر ا لقرن الخامس عشر قبل الميالد) كان يتفاخر
بأن جيش مغاني الذي ال يحصى قد أطيح به في غضون ساعة ،وأبيد عن بكرة أبيه،
وأمثال هؤالء غير موجودين اآلن .في ا لوا قع عاشت قوات مغاني لتظل دحارب في
ا لقرنين ا لخا مس عشر وا لرا بع عشر قبل ا لميالد.
٠ملك الجثيين مورشيلي الثاني (حكم من ١٢٩٥ —١٣٢٢ق .م ).سحل أنه جعل
خاويا من (البشر) وجعل ((حبال تاريكاريمو ((جبل أشاربايا))
خاوية من (البشر))).
(( ٠جريدة)) لرمسيس الثاني تخبر عن انتصارات أقل من مذهلة في سوريا (حوا لي
١٢٧٤ق .م .).ومع ذلك يعلن انه ذبح ا لقوا ت بأكملها من الحيثيين ،وكذلك رؤسا ء
كل البالد محتقرا ماليين ا ألجانب ويعتبرهم عصافة .
٠في لوحة ((مرنبتاج)) ( ١٢٣٠ق .م ).يعلن ابن رمسيس الثاني وهو مرنبتاج أن
(إسرائيل دمرت ،وال وجود ذرية لها ،وهو إعالن غير حقيقي.
• ((ميشع)) ملك موآب ( ٨٣٠/٨٤٠ق .م ).تفاخر بان مملكة الشمال في إسرائيل قد
أبيدت تماائ ، ...وكان هذا مبكرا جدا بأكثر من قرن .فلقد دثر األشوريون إسرائيل
في ٧٢٢ق .م.
٢١٦
٠الحاكم ((سنحا ريب ا ألشوري)) ( ٦٨١ -٧٠١ق .م ).استخدم صيفة مبالغة مشابهة:
أعداء خطيرون ،قطعتهم بالسيف ،ولم يفلت واحد منهم . 1/1111€ل-ل> (جنود مدينة
هل وصلتك الفكرة؟ دعنا ا آلن نعود إلى نص العهد القديم لنتقدم خطوة ًاضى إلى ا ألمام.
من الصحيح أن يشوع ١٢ -٩يستخدم أساليب لغوية معتادة عن ا لحرب في ا لشرق األدنى
القديم .لكن في نهاية ا لسفر يفترض يشوع بشكل واقعي ا لوجود المستمر لشعوب كنعان
الذين كانوا يمثلون خطرا على إسرائيل .ويحذر إسرائيل ضد الوثنية وا النغماس في طرقهم:
((ولكن إذا زحعتلم ذلصفحلم ببقدة هؤالء الشعوب ،أولبن انباتين ئعكلم ،وصاهرتموهلم ودحلدلم
إنبهلم نغلم إنبفلم ،قاعنتوا يقيائ أن الرت إلهفلم الك يلوذ ينرن أولبن الستوب ين آمايغلم))
(يش ١٢ :٢٣و.)١٣
قبل ذلك في تثنية —٢ :٧ه ،نجد تعارضا مماثأل .من ناحية يخبر الله إسرائيل أنه يجب
ان ((يهزموا)) و(( يحرموا (يبيدوا) 10د)) الكنعانيين (تث .)٢ :٧ومن ناحية ًاضى ،يواصل
ا لحديث على ا لغور ليقول في اآلية التالية مباشرة:
((وال ئصاديرهلم .يتثن ال دعط الينه ،ذبنئه ال قأخذ الينن .اله يرد ايتن ين
ى ،فيئمى غضن الرت عتبفلم وتيجككلم سريائ .ولكن ورايى قيئبذ آبهه أ
هغذا قئقلون بهلم :دهي موذ مدايحهم ،ذئغثرون أئضايهلم ،ذئقئوئذ سواريهلم،
وتحرقون دماييلهم بالغار)) (تث -٣ :٧ه).
ولو أبيد الكنعانيون تماائ ،فلماذا الحديث عن الزوا ج منهم أو المعاهدات؟ ا آلية األخيرة
تؤكد أن القضية ا ألهم هي قضية دينية :كان على إسرائيل أن يحطم المذابح ،والصور،
وا ألعمدة المقدسة .بكلمات ًاضى ،كان تدمير الديانة الكنعانية أهم من تدمير الشعب الكنعانى
نفسه ) (.وهذه النقطة تم التأكيد عليها قبل ذلك في خروج ١٢ :٣٤و(( —١٣احقرن ين أن
ئعطع عبدا نغ سفان االرض البي أئن أت إندبا لدآل يصبروا قحا بي وسبن ،تل فبدمون
ئذايخهلم ،وئفئرون أئضايهلم ،ذنعحلوئن سؤاريهلم)) .وفي تثنية ٢ :١٢و ٣نقرأ نفس التأكيد
على تدمير ديانة الكنعانيين:
((تحربون جميع األماكب حيث قتدت األتم اش درثوقها آلهقها على ا نحبال
السايحة ،وعنى ا لدعدني ،وقحت كز شجر؛ حضرا ء .ودبدمون نذا دحهم،
ودكشرون قتدايلم ،ذتحرقون شواريهلم يالائر ،ذئئوئذ قماين أبهييلم،
ونمحون استهم ين ذبك المفان)).
وكما يكتب ((جاري ميللر)) ،ا لفرض من هذا ا لتدمير (التحريم) هو التًاكد من رسوخ
إسرائيل في أرض مطهرة من ا لوثنية الكنعانية بأقل ألم ممكن .كان ا لهدف هو إزا لة
٢١٧
ما هو خاضع لشرائع التحريم (أي األونان) .إن أصل المعضلة التي واجهها إسرائيل لم
تكن الناس أنفسهم ،وإنما أسلوب حياتهم ا لوثني .وا لغشل في إزالة ا لوثنية كأن سيضع
إسرائيل في مكان الكنعانيين وأوثانهم أمام الله .بمعنى أن إسرائيل كأنت ستتعرض
لإلبادة أيائً)٧(.
ومع ذلك لم يقم بنو إسرائيل بأدا ء رائع فى إزالة فخ ا لوثنية فى ا ألرض (مز ٣٤ :١٠٦
وه ٠)٣وكثير من الكنعانيين ،كما ذكرت سابغا ،كأنوا موجودين ((إتى هذا اندوم)) ،وكثيرون
منهم أصبحوا عمالة قسرية في إسرائيل (يش ه ٦٣ : ١؛ ١٠ :١٦؛ ١٢ :١٧و١٣؛قض:١
.)٣٥ -٢٧٤٢١٤١٩
عمًاليق
في صموئيل ا ألول ه ١نتقابل مع بقية ا آليات ا كألخركئ الخاصة بالتحريم -مخصصة لعدو
أو يبيد كأن يعمل بال هوادة على إبادة إسرائيل .هنا الله يخبر شاول بأن يحذم (أ!
وال ((يبقي أحدا)) من عماليق(( :ادهب واضرب عتاإيق ،وحرموا كل نا ته وأل نئف عئهلم دل
اعدل زحال زامرآة ،طفاح ورضيعا ،دثرا وعئائ ،لجتال زجتارا)) (١صم .)٣ :١٥ومع نهاية
ا ألصحاح بدا شاول أنه قتل كل عماليق —باستثناء الملك أجاج— وأبقى الكثير من الماشية .لم
يطع شاول الله إطاعة كاملة ،وكأن على صموئيل ا لنبي أن يتدخل ويقضي على أجاج بنفسه.
وألن شاول لم ينفذ وصية الله كأملة ،رفضه الله كملك.
كما في القصص الواردة في يشوع ،القراءة السشطحدة هنأ تقول إن شاول أباد كل
عماليق .سنعود إلى هذه الفكرة ،لكن دعونا ذسًال أوال :من كأنوا عماليق؟ كان هؤالء ا لبدو
أعداء إلسرا ئيل منذ يوم عبورهم ا لبحر األحمر (خر .)١٧كأنت إسرائيل منهكة وغير
مستعدة للقتال ،وواجهت شعيا عنيعا لم يظهر أية مراعاة بالشعب اإلسرائيلي الضعيف .لكن
عماليق لم تتوان عن هدفها في تدمير إسرائيل ،واستمروا كشوكة في حلق إسرائيل لمدة
أجيال (راجع قض ١٣ :٣؛ -٣ :٦ه٣٣ ،؛ ١٢ :٧؛ ١٢ :١٠؛ إلخ).
مرة ًاضى ،تبدو قصة صموئيل األول ١٥حالة واضحة تمانا عن اإلبادة الكأملة .لم
يبق عماليقى واحد ،أليس كذلك؟ خطا! فى ١صموئيل (( -٨ :٢٧وصعد داود ورلجاته زعروا
الجسوردين زالجررين ؤالعمالعه))(( ،وللم يسدبي (داود) زحالزال امرا؛)) (١صم .)٩ :٢٧ولكق
هل كانت هذه نهايتهم؟ ال ،فقد ظهروا مرة أخرى في صموئيل ا ألول ٣ ٠؛ إذ قام عماليق
بإحدى غاراتهم الخسيسة١( .صم )١ :٣٠وتتبعهم داود ليعيد بني إسرائيل والغنيمة التي
استحوذوا عليها (١صم ،)١٨ :٣٠وفر منهم ٤٠٠رجل (١صم .)١٧ :٣٠وبالتالي بعكس
ا النطبا ع الشائع ،لم يقم شاول بإبادة كل عماليق ،وهو ا لشيء الذي يذكر في سفر صموئيل
٢١٨
األول بوضوح .حتى داود لم يكمل المهمة تماائ .كأن ال يزال هناك عماليق موجودين خالل
زمن الملك حزقيا بعد ذلك د ٢٥٠عاائ (١أخ .)٤٣ :٤
ثم نأتى إلى زمن أستير ،عندما كان ا ليهود تحت حكم الملك الفارسى أحشويرش (-٤٨٦
٤٦٥ق .م .).وهنا نتقابل مع ((ناتان بذهتداائ ا الحا حفي)) (أس )١ :٣هل تتذكر الملك أجاج
ا لعماليقي في ١صموئيل ه ٨ : ١؟ نعم ،كان هامان من ا لعماليق ،وقد واصل العداء التاريخى
لعماليق ضد شعب الله .وألنه ((غدو التهود)) (أس ،)١٠ :٣لذا أعد حملة للقضا ء على كل
شعب اليهود (أس .)١٣ :٣
وألن الله كان يعلم أن هذه العداوة المقيتة لعما ليق ستستمر لما يقرب من ألف سنة من
تاريخ إسرائيل ،كان الله يذبر شعبه بأال يكفوا عن مقاومة عماليق (تث .)١٧ -١٥ :٢٥
وإال فإن عماليق ا لقسا ة كانوا سيسعون إلبادة إسرائيل .ولو تحقق لعماليق مرا دهم ،لكانت
إسرائيل قد محيت من الخريطة .فعلى عكس شعوب أخرى كنعانية ،لم تستطع عماليق
ا الندما ج في إسرائيل أبدا .
ما هو ا لمغزى من ا لقصة؟ ال تتبغى ببساطة ا لقرا ء ة ا لسطحية عن ((إبادة)) شاول لعماليق.
عندما نقرأ عبارات مثل (( ال نتثبق محها شتته)) ،يجب أن نكون أكثر حذرا .في ا لوا قع،
بالنسبة لكل ما نعرفه وبناء على ما رأينا ه في يشوع (وما سنرا ه الحعا) ،كان شاول يشتبك
مع مقاتلين في المعركة وليس مع مدنيين عاديين .وربما كانت ((ندينه عتابيق)) (١صم :١٥
ه) معسكرا حربيا محصدا (وربما بشكل شبه دائم) ) (.نعم ،الهزيمة الساحقة واضحة بكل
تأكيد ،لكن هناك شيء أكثر من هذا يجري هنا .وسنوا صل التطرق لهذا فيما يلي.
(أو ا لتكريس للهالك) التي تتعلق هناك نقطة وثيقة الصلة هنا :لغة التحريم
بحرب إسرائيل ضد شعوب أخرى تركز أوال على الكنعانيين (حيث استخدمت كلمة ((تحريم
ًارحمع٢جأ ٣٧ ))/مرة) .المجموعة الثانية من حروب التحريم (حيث استخدمت كلمة ((تحريم))
١ ٠مرات) وتركز على عماليق في صموئيل األول .١٥استخدام كلمة تحريم في فترة
االستيالء على األرض— مع تطبيقها على ألد أعداء إسرائيل الدائمين (عماليق) —تشير
إلى أن اللغة محصورة .فاللغة ال تنطبق على حروب إسرائيل مع شعوب أخرى ،وال تتجاوز
((الحروب المقدسة)) إلسرائيل مع أمم أخرى هذه ا لحقبة الزمنية المحددة(.
٢١٩
المستهدفين بالهالك كانوا قادة سياسيين مع جيوشهم ولم يكونوا من المدنيين .على سبيل
المثال تذكر شية ١٨ -١٠ :٢٠أن كلمة ألتحريم* أو ألتكريس الكامل للهالك* (1ىه
وصياغة ا لفعل ًاوملم،2٢،غد) تشير إلى إبادة كاملة لكل المحاربين في ا لمعركة وليس المدنيين.
ومع ذلك ألم يذكر يشوع ٢١ :٦أن ا لتحريم يشمل كل شيء حي بما في ذلك الرجال
والنساء ،الصغار والكبار ،الغنم والثور وا لحمير؟ ترد العبارة المعتادة ((رجال ونسا ء)) ٧
مرات في العهد ا لقديم في حديث له عالقة بعاي (يش ،)٢٥ :٨وعما ليق (١صم ،)٣ :١٥
وشاول في نوب (١صم ١٩ :٢٢وهنا فقط يذكر األطفال بشكل صريح) ،وعن أورشليم
خالل زمن عزرا (نح ،)٢ :٨وإسرائيل (٢صم ١٩ :٦؛ ٢أخ .)٣ : ١٦في كل مرة -باستثناء
نوب ،حيث فتل شاول العائلة الكهنوتية بالكامل باستثناء شخص واحد (١صم -)٢٠ :٢٢
وتستخدم كلمة ((كل)) ر/سكا.
نفس ا لفكرة تنطبق على نصوص سابقة فى سفر ا لشية(( :وأحذنا كل ثدنه نى ذلك
انوفب ،وخرائ من كل مدينه :الرجاز والنساء ذاألطقال .تلم يق ساردا)) (تث .)٣٤ :٢
ومرة أخرى ((مقرصين كذ لمدينه :الرحال زالئساء واالطفان)) (تث .)٦ :٣إن تعبير ((الرحان
زا لدشا ء )) أو عبارا ت مشابهة تبدو كقوا لب لوصف كل ا لسا كنين في مدينة أو منطقة ما بدون
اإليحاء للقارئ بافتراض أي شيء عن أعمارهم أو حتى نوعهم الجنسى( ) (.وهذا يصبح
أكثروضوحا فيما يلى).
دعنا نتذكر أن ا لرحمة كانت متاحة دائائ ألي كنعاني يتجاوب إيجابيا مع إله إسرائيل.
وبرغم أن ا لتحريم كان ينطبق في ظروف محددة ،فهذا ال يستثني إمكانية ا إلبقا ء على حياة
ا ألشخا ص مثل را حاب وعائلتها .كان ا لتحريم يسمح با الستثنا ء ا ت بل ويرجوها.
في ظل ما نعرفه عن حياة الكنعانيين في العصر البرونزي ،كانت اريحا وعل ي حصتين
عسكريين .في ا لوا قع كانت أريحا تحمي طرق السفر من وادي ا ألردن إلى مراكز التجمعات
٢٢٠
السكانية في تل المدينة .وكانت أريحا خط الدفاع ا ألول عند تقاطع ثالثة طرق تؤدي إلى
هذا يعني أن حروب إسرائيل هتا كانت موجهة إلى (أ1ا)(]~أ.)0 أورشليم وبيت إيل ،وعرفة
تحصينات حكومية او عسكرية حيث كان يسكن الملك ،والجيش ،والكهنة .واستخدام تعبير
((رحل وامرأ؛)) وتعبير ((فعل وشيخ)) كان مجرد لغة شائعة في الشرق األدنى يمكن أن
تستحدم حتى إذا لم يوجد نساء أو أطفال او شيوخ يعيشون هناك .إن تعبير ((كل)) (((زحل
وزأ؛))) في أريحا وعاي هو تعبير نمطي يفيد إهالك كل أشكال الحياة البشرية في
ا لنص ال يشترط أن يتواجد ا لنسا ء الحصن ،ويفترض أن يكونوا كلهم ين المقاتلين.
والصغار والكبار في هذه المدن.
كما أن كلمة مدينة رزالك تعزز هذه الفكرة ) (.كانت أريحا وعاي والكثير من المدن الكنعانية
تستخدم كمنشآت أو مراكز حكومية ،بينما بقية الشعب (بما في ذلك ا لنسا ء واألطفال) كانوا
يعيشون في ا لمنطقة ا لريفية ا لمحيطة .رسا ئل تل ا لعمارنة (في ا لقرن ا لرا بع عشر قبل ا لميالد)
-وهي مراسالت بين فراعنة مصر وقادة كنعان والمناطق المحيطة -تكشف أن المدن القالعية
أو المعاقل مثل أورشليم وشكيم كانت متمايزة عن مراكز التجمعات السكانية التي كانت
مرة أخرى ،كل ا الكتشافات ا ألثرية تشير إلى عدم وجود سكان تسيطر على هذه المعاقل.
مدنيين في أريحا وعاي وثدن أخرى مذكورة في سفر يشوع .توجد أدلة كتابية أخرى عن
مدن متعددة اسئخدمت كقالع وحصون ونقاط عسكرية (انظر ردة في ٢صم ٢٦ :١٢؛
وصهيون في ٢صم ه٧ :؛ و١أخ :١١ه.)٧ ،
هذه ا لحقيقة تتضح أكثر بواسطة كمة أخرى متالزمة هي حدرغا7€وحم أو ملك .هذه الكلمة
كانت تستخدم على نطاق وا سع في كنعان خالل ذلك الزمان عن أي قائد عسكري مسؤول
أمام حاكم من رتبة أعلى غير مقيم في المكان .ا ألكثر من ذلك ،أن المعارك في يشوع ال تذكر
ا لمدنيين -وبالتالى النسا ء وا الطفال (سنأتى إلى راحاب فيما بعد) .وحسب أفضل الحسابات
من النقوش الكنعانية واكتشافات أثرية أخرى (مثال :ال وجود لزخارف أو أواني خزفية
للوجاهة تشير إلى مكانة اجتماعية أو ثروة ،كما يتوقع المرء في مراكز التحمعات السكانية).
كانت أريحا منشاة صغيرة بها مئة أو أقل ين الجنود؛ لهذا السبب تمكنت إسرائيل من
الدوران حولها سبع مرات ثم محاربتها في نفس اليوم) (.
وبالتالي إذا كانت أريحا حصائ ،فحينئذ ((كل)) ئن قتلوا بداخلها كانوا محاربين باإلضافة
٢٢١
إلى قادة دينيين وسياسيين .وكانت راحاب وعائلتها بمثابة االستثناء من المدنيين ا لذين
سكنوا بداخل هذا الموقع العسكري .نفس الشيء ينطبق على كل سفر يشوع .فبرغم أن
الغص الكتابي يذكر ((ملوغا)) محددين (أي قادة عسكرين) قتلوا في المعارك مع إسرائيل،
فهو ال يذكر أي مدنيين قتلوا بشكل محدد .ا ألدلة ا لمترا كمة تشير إلى ا لعكس تماائ لما تعلمنا ه
في فصول مدارس األحد.
فضال عن ذلك ،فإن سحق شاول لعماليق يمكن أن يكون بمثابة سيناريو مشابه (١صم
. )٣ :١٥ربما ببساطة كان ا لهدف هو معاقل عماليق المحصنة ،وليس مراكز التجمعات
السكانية .مرة أخرى الكلمات الساحقة مثل ((كل)) ،و( طفل وشيخ)) و( رجال ونسا ء )) كانت
تعبيرات شائعة تفيد الشمولية ،حتى إذا لم توجد النساء واألطفال .هذه ا لفكرة تم تعزيزها
مجددا بحقيقة أن عماليق أبعد ما يكون عن ا إلبادة الكاملة .وكما رأينا بالفعل ،يظهر عماليق
داخل نفس السفر ،صموئيل األول ،وما بعده (١صم ٨ :٢٧؛ ١ :٣٠؛ ١اخ ٤٣ :٤؛ الخ).
باإلضافة إلى ذلك ،كانت مثل هذه البعثات االستطالعية شائعة فى الشدرق .وكان بيت
صاحبة ا لخا ن مكايا مثالدا للمقل بلة بين ا لجوا سيس وا لمتآمرين .وكانت مثل هذه ا ألماكن تمدل
تهديدا سافرا لألمن .وبسبب هذا ،حذم ا لحيثيين (في تركيا وشمال سوريا) بناء أي من هذه
الفنادق أو الخانات بالقرب من أسوار ا لحصون ) ٣(.
ماذا عن فكرة العالقات الجنسية؟ سفر يشوع يحرص بشدة على ذكر أن مثل هذه
األنشطة لم تحدث .يقول الغص إن الجاسوسين ((انحلجعا هتاك)) ولم يقل(( اضجعا معها))
(يش .)١ :٢ويقول إنهما ((دحال دين ...زاحاب)) (يش )١ :٢وليس ((دخلوا إلى (أو من أجل)
راحاب)) ،وهو ما قد يتضمن عالقة جنسية .فى المقابل تأمل شمشون الذى ((زًاى هتاك امرًا؛
ذا نده قدغله إتدفا)) (قض .)١ :١٦العهد القديم ال يتردد في استخدام مثل هذه اللغة .ونحن
٢٢٢
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج٢
ليس لدينا أية إشارة جنسية هنا .وإنما يصور سفر يشوع را حاب كإنسانة تخشى الله
حنا .نعم ،كانت مثل هذه الخانات في الشرق ا ألدنى ا لقديم تجتذب من يسعون وراء اللذة
الجنسية ،ولكن هذا ال ينطبق على الجاسوسين اإلسرائيليين ،ا للذين ذهبا إلى هناك؛ ألنه
مكان عام ويستطيعان ا لتعرف منه على الترتيبات ا لعملية وا لعسكرية للمنطقة ويستطيعان
التماس مئ قد يعاونهما فيما بعد(.
تابت نينوى الوثنية لدى رؤية ورسالة النبي يونان بعد قضاء بعض الوقت على الشاطئ
و( ا سمرا ر بشرته) ،كان بإمكان الكنعانيين أن يتوبوا -بالطبع إذا لم يصلوا إلى نقطة
ا لالعودة روحيا وأ خالفيا.
في العهد ا لجديد يؤكد يسوع على أنه بدون ا لقلب المستعد ،لن يرجع ا إلنسان إلى الله
حتى إذا قام شخص من األموات (لو .)٣١ :١٦كان يمكن للضربات المتكررة المنظورة آللهة
مصر أن يحفز الكنعانيين ليرجعوا إلى ا إلله الواحد الحقيقي ،بشرط أن يكون لهم ((قلب)) مثل
قلب راحاب .حتى دوران إسرائيل سبع مرات حول أريحا أظهر فرصة أكيدة لملكها وجنودها
وكهنتها لالستسالم .ا لكلمة ا لعبرية ( 16]61[3بمعنى يدور حول(( ،قطوفون حوز المدينة)) في
يش )٣ :٦يتضمن جوانب طقسية متعددة ،بما في ذلك األبواق ،والموكب المقدس ،والصياح
(قارن ٢صم ١٥ :٦و .)١٦الكلمة واردة في مزمور (( ٤٨طوفوا يصقبون ،ذدوروا حولها ٠
٢٢٣
عذوا ائزاخهاك) (مز ١٢ :٤٨و١٣؛ أينا في ٢هل .)١٤ :٦الكلمة تشير إلى فكرة إجراء
تفتيش .في حالة أريحا ،أجري التفتيش ليروا إذا كأنت المدينة ستتفتح بواباتها أم ال .ومع
ذلك رفضت المدينة أن تفعل هذا ) (.في كل مرة طاف بنو إسرائيل حول المدينة كأن هذا يعني
فرصة ألريحا لتفادي التحريم .ومع ا ألسف قوبلت كل فرصة برفض من أريحا لالستسالم
وا العترا ف بسلطان يهوه.
سجالت األشوريين الحدد د((آشور ناصربال الثاني)) ( ٨٥٩ -٨٣٣ق .م ).تتلذذ بوصف
سلخ الضحايا أحيا ء ،ووضع آخرين على الخوازيق ،والجثث المتراكمة لمجرد العرض(.
وكانوا يتفاخرون بقلع عيون الجنود وبتر آذانهم وأطرافهم ،ثم يتبع ذلك عرض لرؤوسهم في
كل أنحاء |لمديذة)٢٨(.
ثلندا ،عدد من المعارك خاضتها إسرائيل في الطريق إلى كنعان وفي داخلها كانت
حروب دفاعدة :هاجم عماليق بني إسرائيل المرتحلين (خر ،)٨ :١٧وهاجم الكنعاني ملك
عرا د بني إسرائيل وأسر بعضهم (عد ،)١ :٢١ورفخر سيحون ملك ا ألموريين المبادرات
ا لسلمية إلسرائيل بل وهاجمهم (عد ٣٢ —٢١:٢١؛ تث ،)٣٠ —٢٦ :٢وخرج عوج ملك باشان
ليقاتلهم (عد ٣٣ :٢١؛ تث .)١ :٣وتعاملت إسرائيل مع محاوالت مديان الحثيثة لتضليلها
من خالل الوثنية واإلباحية (عد ٢ :٣١و٣؛ قارن أيائ ٢٥؛ .)١٦ :٣١وخمس ملوك هاجموا
جبعون ،ا لذين دافع عنهم يشوع بسبب معاهدة سالم أبرمت بين إسرائيل وا لجبعونيين (يش
.)٤ :١٠
باإلضافة إلى ذلك ،منع الله إسرائيل من غزو شعوب مجاورة أخرى .ين هذه الشعوب:
موآب وعمون (تث ،)١٩ ،٩ :٢وكذلك أدوم (تث ٤ :٢وه؛ ،)٧ :٢٣بالرغم أنهم كانوا قد
٢٢٤
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج٢
رفضوا في البداية مساعدة بني إسرائيل (عد ٢١ -١٤ :٢٠؛ قارن تث .)٨ -٦ :٢لم يسح
الله باالستيالء على أرضهم ،ولم يكن إلسرا ئيل ا لحق في االستيالء على أي شيء بخالف
ما سبق الله وقرره.
ثللدا ،كل المعارك التي أقرها يهوه بعد زمن يشوع كانت معارك دفاعية ،بما في ذلك
معركة يشوع للدفاع عن جبعون (يش ١٠و .)١١وبالرغم من الخروج في معارك هجومية
معينة خالل زمن ا لقضا ة وفي أيام داود وما بعدها ،فإنها ال ئمتدح كشيء مثالي يحتذى
به ) (.كما رأينا ،لم يكن القتال من أحل البقاء مجرد مغامرة ،بل أسلوب حياة في ا لشرق
األدنى القديم .لم تكن مثل هذه ا لظروف هي ا ألمثل بالتأكيد ،ولكنها كانت تمر عن ا لوا قع.
ا لحكم بالموت على كل ا لذكور ليس معتادا .ومع ذلك كان ا لذكور يمثلون ا لجيش ا لمحتمل
للعدو الذي يمكن أن يخرج ضد إسرائيل مرة أخرى( .ضع في اعتبارك أن الذكور من بني
إسرائيل الذين سقطوا في اإلغوا ء حكم عليهم بالموت أيائ) .إن غرض مديان الشرير
وا لوقح لتضليل إسرائيل استدعى دينونة قاسية .وا لفرض من أمر موسى هو تقويض خطر
المديل نيين المستقبلى على تماسك إسرائيل وهويتها.
ماذا عن أخذ ا لعذروا ت الصغيرات؟ بعض النقاد قد أشاروا بجهل أن رجال إسرائيل كان
لهم ا لحرية ا لمطلقة في ا الستحوا ن على الفتيات ا لصغيرا ت واغتصابهن .ليس ا ألمر كذلك.
٢٢٥
لقد تم استثنائهن تحديدا ألنهن لم يحقرن من أنفسهن باغوا ء رجال إسرائيل .وكخلفية لهذا
ارجع مرة أخرى إلى تثنية . ١٤ -١٠ :٢١وهناك ستجد أنه من غير المسموح أن تستخدم
ا ألسيرة ألغرا ض ا لجنس .وكأ ن على ا لرجل ا إلسرا ئيلي أن يقبع بعناية ا إلجرا ءات ا لصحيحة
قبل أن يأخذها كزوجة له .وفي ضوء الحساسية العالية لمسألة الطهارة الجنسية في إسرائيل
ولجنود إسرائيل ،كان البد من اتباع يروتوكالت محددة .وكان االغتصاب مستبعدا بشكل
أكيد كعمل غير منصوص عليه فى الحرب بالنسبة إلسرائيل.
مرة أخرى ،ا لتركيز األهم في نصوص مثل تثنية ٧و ٢٠يتمثل في تطهير إسرائيل
لألرخى من األوثان وا لممارسات ا لدينية الباطلة والمدمرة .لم يكن ا لهدف النهائي هو إبادة
األشخاص ،كما يدل أيائ على ذلك طواف التفتيش حول أريحا الذى تحدثنا عنه.
طردهم من اآلرض
ما يزيد إثارة على نقاشنا وجود تعبيرات مثل((طرد)) و((دفع)) الكنعانيين خارحا .يستخدم
العهد القديم تعبيرات عن ((طرد)) الكنعانيين (انظر عد ٣٢ :٢١؛ تث ١ :٩؛ ٢٣ :١١؛ :١٨
١٤؛ ١ :١٩؛ الخ).
((أرسل هسي آتاتن ،وأ عج جميع النئوئب الدين قدي عتدهلم ،وأعطباك جميع
أعدا بذ لمديرين .وأرسل آتاتن ا لرقايير .عدطرد ا ندودين ذا لكدعاشرح والحديين
ين أتاين .ال أثردهلم ين ألمايذ ني سته واجدؤ ،لبأل قصير ا ألرخى حربه،
٢٢٦
قدكثر ءاذائ ،وحوش البردة .قبيال عليال أؤدهم مذ أمامك دلى أن سرك ودملك
األزنى)) (خر .)٣٠-٢٧ :٢٣
إن ا لطرد يختلف عن ا لسحق والتدمير .الطرد الذي نتحدث عنه ليس إبادة جماعدة (ابظر
تعبير ((أطرد .من قدامك)) -يسم)) في خر ،١٤ :٣٤عد ،٢١ :٣٢تث .)٣٨ :٤وكما زد
ديسم) آدم وحواء ض الجنة (تك ،)٢٤ :٣أو طرد قايين إلى البرية ( ،)١٤ :٤أو طرد
داود من إسرائيل على يد شاول (١صم ،)١٩ :٢٦هكنا كان على بني إسرائيل أن ((يطردوا))
الكنعانيين .يستخدم العهد القديم كلمة أخرى أيصا هي ((أحرج))— وهي تلقي
المزيد من الضوء على قضية كنعان :فكما أن آدم وحوا ء ((أخرجا)) من الحنة (تك ،)٢٣ :٣
هكذا ((سيخرج)) الله (أو ((يطرد))— ال ٢٤ :١٨؛ )٢٣ :٢٠الكنعانيين .وعند الفحص المتعمق
سنجد أن اآليات التى تتحدث عن الطرد هى أكثر بكثير من آيات التدمير واإلبادة.
في الوا قع حتى األفعال مثل ((يفني /يهلك—ويدمر— صسبق ليست بالمعنى الذي
أضغا ه النقاد عليها .على سبيل المثال ،لقد هدد الله بأن يدصر إسرائيل نفسها مثلما فعل مع
الكنعانين .كيف؟ ليس باإلبادة الحرفية وإنما بنزع إسرائيل من ا ألرخى إلى أرض أخرى .كال
الفعلين ستخدمان في شية (( -٦٣ :٢٨ذنمائ عرخ الرت قز لئئسن إنغز ويكتركز ،غذين
تفزخ الرت قز بهغز ذئملككلم ،شوئن ين االذخر ايي أكت داجل انيا بنئنفها))،
وحتى عندما ((دمرت)) بابل مدينة اورشليم ،نجا كل اليهود المتعاونين (إر (.)١٧ ،٢ :٣٨
باختصار ،كأن بإمكان الكنعانيين الغالتين أن يهربوا .والمقاومون فقط هم نن كانوا يخاطرون.
هذا الشرح المختصر للمصطلحات المتعلقة بحروب يهوه يمنحنا دليال إضافيا على أن ا إلبادة
الكاملة لم تكن مقصودة ،وكان هناك تشجيع على الهروب من األرض.
كيف يعمل هذا الطرد؟ ليس من ا لصعب تخدل ذلك .إن خطر أي جيش اجنبي يحفز في
ا لمعتاد ا لنسا ء وا ألطفال -نا هيك عن ا لسكان في مجملهم— على إبعاد أنفسهم عن طريق ا لخطر.
وعادة يكون المدنيون أوز تن يهربون .كما يكتب جون جولدنجاي ،السكان الذين يتعرضون
للهجوم لن ينتظروا ويتباطأوا إلى أن يقتلوا .فقط المدافعون ،الذين لن يخرجوا ،هم ص قد
يقتلون ) (.ارميا ٢٩ :٤تلمح لهذا السيناريو(( :ين صوب العارس ورايى انعوس كل المدب بدة
نارية .دحلوا انعاباب وصعدوا عتى الصحور .كز المدن تئرونمة ،وال ادسان شاكن فيها)).
مرة أخرى ،النص الكتابي ال يقدم أية إشارة بان الحروب التي سمح بها ليشوع كانت
نحن نقرأ في يشوع (وا لقضا ة) أنه بالرغم من لغة ا إلبادة ،فإن كثيرين ضد المدنيين.
من السكان الكنعانيين ا لذين لم يطردوا كانوا ال يزا لون يعيشون في مناطق سكن فيها بنو
إسرائيل .ا ألكثر من ذلك أن الكنعانيين (بشكل عام) كان يجب أن يرحلوا أو يطردوا ،وليس
أن يبادوا.
٢٢٧
دموهم يسوع تمانا كما أمر موسى
في ا لنصوص التالية ،التدمير الكامل الذي قام به يشوع للكنعانيين هو بالضبط ((كعا
آمر لموسى عبن الرت)).
((شذ بع فل لمذن أولؤذ الملوك ذحويع لملوكما ونربهلم يئد الثيب .خدتملم نمتا
ألمر لموسى فتئ الرت)) (يش .)١٢ :١١
((وفن قنيتة دنئ اش ذايمائلم ئمبما بوئ إسرائين السهلم .وألما الرحان نعلم
حبيائ يخذ الشيب حثى أبا ونلم .تلم يبغوا ئ .نمتا أمر الرت لموسى عبنة هكذا
امر موسى يشوع ،وهين ا نغذ يشوع .تلم ييبن شيائ من كذ صا أمر يه الرت موسى))
(يش ١٤ :١١وه٠)١
(( بل يبادون نمتا أمز ا لرت موسى)) (يش .)٢٠ :١١
هل تذكر ا ألوامر الساحقة لموسى بان ((يغني)) و(( يبيد)) الكنعانيين ،وأال يترك ((شاردا ))؟ لغة
يشوع الشاملة تردد صدى لغة موسى .يشير الكتاب المقدس بوضوح أن يشوع أنجز المهمة
ا لتي كلفه موسى بها .وبالتالي إذا كان يشوع قد فعل ما أمر به موسى ،وإذا كان وصف
يشوع للدمار مجرد مبالغة لغوية شائعة في نصوص الحرب في الشرق ا ألدنى القديم وكان
موسى على علم بها ،فحينئذ من الواضح أن موسى نفسه لم يقصد إبادة حرفية وشاملة
للكنعانيين .فهو مثل يشوع كان يقبع التقاليد األدبية اللغوية في عصره(.
باإلضافة إلى ذلك ،لو كنا عشنا في إسرائيل في ا لعصر البرونزي المتأخر (— ١٤٠٠
١٢٠٠ق .م) ،ونظرنا إلى إسرائيلي وكنعاني يقفان بجوار أحدهما األخر ،ما كنا لنلحظ
٢٢٨
فوارق ملحوظة بينهما .لم يكن ممكنا ا لتمييز بينهما في الملبس ،أو ا لبيوت ،أو أدوات المائدة،
أو ا ألدوات الفخارية ،أو حتى ا للغة (راجع ٢مل ٢٨ ،٢٦ :١٨؛ إش .)١٨ :١٩وال يجب أن
نندهش كثيرا لهذا األمر ،ألن تأثير الحضارة المصرية كان كبيرا جدا على هذين الشعبين.
ا ألكثر من هذا ،لم تكن إسرائيل نفسها مدل عرق واحد نقي .على سبيل المثال ،تزوج
بيوسف من امرأة مصرية ،إسنات ،التي ولدت منسى وإفرايم (تك ،)٥٥ :٤١وأيائ ((نفيذ
كدير)) خرجوا من مصر مع بني إسرا ئيل (خر ٣٨ :١٢؛ عد .)٤ :١١وكان با مكا ن ا مميين
آخرين مثل راحاب ان يندمجوا بسهولة مع إسرائيل عن طريق التزاوج إذا أرادوا أن
يقبلوا إله إسرائيل .وبالتالي كيف عسى أن يمعز بنو إسرائيل أنفسهم؟ فى المعتاد ،بتحديد
عالقاتهم ا لقبلية أو ا لقروية أو ا إلقليمية— فمثال ((إهود بن حيزا البدتامييئ)) (قض ،)١٥ :٣
((إبضان مره بيت نحم)) (قض (( ،)٨ :١٢إيلون الربولويي)) (قض .)١١ :١٢
مرة ًاضى على ا لجبهة الدينية ،يقودنا الكتاب المقدس إلى توقع ما يؤكده علم اآلثار .نعم،
مثل الكنعانيين ،كان بنو إسرائيل يقدمون ذبائح ،وكان لهم كهنة ،وكانوا يصعدون بخورا،
ويعبدون عند ((معدس)) (الخيمة) .وبالرغم أن إسرائيل كانت مطالبة بان تظل متميزة في
سلوكها األخالقي ،وعقيدتها ،وعبادتها ،لكنها كثيرا ما وقعت في فخ إباحية شعب كنعان
ووثنيتهم .على سبيل المثال ،قلدت إسرائيل في بعض ا ألحيان ممارسة شنيعة للغنيقيين وهي
تقديم أطفالهم ا لرضع كذبائح للبعل وأشيرة و مولك (را جع ٢مل ١٠ :٢٣؛ را جع ال٢١ :١٨؛
تث.)١٠ :١٨
ومع ذلك فقد اكتشف علما ء اآلثار انه بطول عام ١ ٠ ٠ ٠ق .م (خالل ا لعصر الحديدي)،
لم يعد الكنعانيون كيادا مميرا في إسرائيل( .أنا أفترض أن الخروج من مصر حدث في
وقت ما في ا لقرن الثالث عشر ق .م)) ٠بالقرب من هذا ا لوقت أيائ كان بنو إسرائيل
يعبدون إليا قوميا ،كان اسمه ا لشخصي السائد يهوه أو ((الرب)) .هناك تفدر ملحوظ من
ا لعصر البرونزي المتأخر إلى ا لعصر الحديدى هو أن المقادس فى المدن الكنعانية قد هجرت
ولم تنقل لمكان آخر -لنقل مثال إلى القرى الجبلية .وهذا يشير إلى أن شعيا جديدا لهم ميول
الهوتية مختلفة قد هاجروا إلى هنا ،وقد سكنوا المنطقة تدريجيا ،وقد أصبحوا المهيمنين
في النهاية.
يمكننا أن نشير إلى سيناريو موار وموثق جيدا في الشرق ا ألدنى القديم .نفس النوع من
ا لتفلفل ا لتدريجي حدث بوا سطة ا ألموريين ،ا لذين ا نتقلوا إلى بابلونيا 3)11(^10111)1قبل ٢٠٠٠
ق .م بعدة عقود( .كان حمورابي نفسه ض األموريين الذين حكموا بابل) .وفي النهاية احتلوا
وسيطروا على المدن الرئيسية وتركوا أثرا سياسيا ،وهو ما تشهد له تغييرات كثيرة فى
ا ألسما ء ا لشخصية في المؤلفات وفي النقوش .لم تتغير ثقافة بابلونيا في مبانيها ،وملبسها،
٢٢٩
وأحجارها ،ولكن حدث تحول اجتماعي بارز .بالمثل نرى نفس ا النتقال التدريجي حادة في
كنعان بناء على نفس ا لنوع مرئ األدلة التى عادة ما يستخدمها علماء ا بآلثار .يجب أن نتذكر
مرة أخرى أن نتجدب القصص المخلة في ا لتبسيط وا لتي يحكى في فصول مدارس األحد
عن كيف احتلت إسرائيل كنعان.
نلخص
دعنا نلخص ا ألفكأر ا ألساسؤة التي وردت في هذا الفصل.
تتضمن أسلوبا لغودأ نمطدا يتضمن عبارات مثل(( :كل))(( ،طفل ٠لغة التحريم
وشيخ)) و(رجال ونسا ء)) .ويمكن تنفيذ هذا التحريم حتى إذا لم يوجد ا ألطفال والنسا ء.
٠وكما نرى ،دفن ا لتحريم الكتابي في أجوا ء حربية أو قتالدة خاصة (مع ((مدن)) و((ملوك))
محاربين) .ويتضح أن اللغة الشاملة للتحريم موجهة للمقاتلين وليس للمدنيين.
٠لغة التحريم تسمح باالستثناءات وترجوها (مثل راحاب) .وهي ليست أمرا مطلعا.
٠لغة التدمير في حروب الشرق األدنى ا لقديم (وفي العهد القديم) فيها مبالغة أدبية
واضحة .فهناك جماعات من شعوب كنعان قيل عنهم بوضوح أنهم قد ((أبيدوا تماائ ))،
ومع ذلك كانوا ال يزالون موجودين بعد كل ما بيل ويعل (راجع قض .)١
٠االهتمام ا 1ألكبر كأن ل٦٦ك،ب على ا لقضا ء على الديانة الكنعانية وليس الكنعانيين في
حد ذاتهم ،وهي نقطة تستحق المزيد موص الدراسة (انظر الفصل ا لتألي).
٠اإلبقاء على راحاب وعائلتها يشير إلى أن التحريم لم يكن لمطلعا أو غير قابل للرجوع
فيه .لقد أعطى الله إشارات واضحة عن قوته وعظمته ،وك1نبإمكأن الكنعانيين ا لخضوع
لبدله الواحد الحقيقي الذي هزم آلهة مصر وكنعان ،وبذلك دبقون على حياتهم.
٠يحتوي ا لنص الكتأبي على إشارات عديدة ل ((طرد)) الكنعانيين .ولم يشترط ا لقتل
لتطهير ا ألرض من السكان .هرب المدنيون عندما دمرت حصونهم العسكرية وعندمأ
لم يعد في إمكان الجنود حمايتها.
٠من البداية ،خضع بعض الكنعانيين (االكثر تعاوائ) إلى السخرة ،وليس اإلبادة (قض
٣٦-٢٧:١؛ ١مل٢٠:٩و٢١؛يشه٦٣:١؛١٠:١٦؛١٢:١٧و١٣؛قارنمز:١٠٦
٣٤وه .)٣وهذه إشارة ًاضى على أن ا لتحريم لم يكن مطلعا.
٠نئنيشوع ما أمربه موسى (تث ،)٢٠ ،٧وهوما يعني أن لغة موسى أيائ هي مثال
على المبالغة األدبية المعهودة في الشرق األدنى القديم .ولم يقصد موسى إبادة حرفية
وشاملة للكنعانيين.
٢٣٠
٠االكتشافات ا ألثرية تدعم النص الكتابي بقوة .فكالهما يشيران إلى أدلة قليلة يمكن
رصدها عن ا لتدمير في كنعان ،ويشيرا ن بقوة إلى تغلغل متدرج إلسرا ئيل ثم هيمنة
في النهاية.
لدينا أسباب كثيرة وجيهة لنعيد التفكير في تصوراتنا بشأن إبادة الكنعانيين .عند
التحليل ا لمتفحص سنجد أن ا لنص الكتابي يشير إلى أن هناك ا لكثير بين السطور وليس
مجرد قرا ء ة سطحية عن إبادة كل الكنعانيين .ففكرة تدمير كل ما له دسمة على ظاهرها
تحتاج لمزيد من المراجعة.
لمزيد من االطالع:
0١٧110٢8ال . 3.ا0. ٧0؛1ا 8اا8٢20ل حالج0ا600آ 10111ع2ا08آ 111. 01)1ا0ل ,ال2ج111كا* 00
013 اا 211)1 111011.ز011اا . 5,دء .؟8ع عع, 2009. 8ال, 18: 11٢٧2٢811
8-ل !1 01*111028ل ر2ل٦غ08ل؛0 8008 0غ 1؛0 211)1 ٨1 0غ0غ0ل 110آاا 8.سسة! 88,عال *
-ج^ ٨. ^11ك1ه٢حه 088,ال 8.ه٣حه10آل ال 0)1110)1 6ز01ا18ال 0ا1ط8٢20ل زئالئ 81108 111
٠٢٢. 110112 8280, 1^: £180116٣211118, 2008.ال6011, ،10)1 82111[. 82
* 6. 00^00^8 0٣0٧0, 18: 111101*-إل*21ا10111 00111111011ع2ا08آ 0 01)1ا2ا)11الآ112.غ08ل
, 1996.ال٧2٣811
0٢-آ 111 ٦٧2٢ 111 *0 81680 211)1و06٢0٦¥ 81610: ٨11 0٧0٢٧10١٧ال 0ه 1٢ 111اا * ---.
110٢٨.ل088 211)1 £1آل ٢)1 8.ةغ 810ال00٤11^, 0)1110)1 6ء 11 010 ٢٢١011-81*81؛ 1*01*18111
: £1801161*211118, 2008.؟0,11كل2ا 2ال0اا٦8. ١٧ل٢10ةك[١
11)1أل . 010 00)11 0011'1ال 601*[.؟0ا* ١٧٠1, 06 18 01*-ه011ة 8:ه1؟2آل 81211)1. 01*211)1
٢٣١
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* لماذا من المهم ان نفهم أن حرب بني إسرائيل مع الكنعانيين كانت إجراء تاريخيا متفردا
غير قابل للتكرار أمر به الله؟
ماذا تضمن استيالء إسرائيل على كنعان؟ لماذا تعتبر فرضية ا لغزو -او ا لحملة ا لعسكرية
المكثفة -لالستيالء غير كافية في حد ذاتها؟
ما هي انطباعاتك عن عنترية الشرق األدنى القديم والمبالغة األدبية المستخدمة في سفر
يشوع؟ هل هذا يساعد في إلقاء ا لضوء على حروب إسرائيل وفكرة ((اإلبادة الكاملة))
للكنعانيين؟
هل نحن مضطرون لالستنتاج بأن المدنيين تم استهدافهم بشكل مباشر على يد جنود
بنى إسرائيل؟ هل ذكر (( النسا ء وا ألطفال)) يتطلب هذا التفسير؟
٠
ماذا تظهر االكتشافات األثرية عن المدن الكنعانية خالل زمن ا لقضا ة ويشوع؟ وماذا
كانت وظيفة هذه المدن؟ وكيف يفيدنا هذا بينما نفكر فى القضية الكنعانية؟
كيف يمكن مقارنة أساليب بني إسرائيل في ا لحرب مع الشعوب األخرى في ا لشرق
األدنى القديم؟
ما داللة ا للغة الشائعة عن (( ا لطرد )) ا لتي تستخدم في أسفار موسى ا لخمسة؟
كيف يدعم علم ا آلثار فكرة ا لتفلفل ا لتدريجي إلسرا ئيل في أرض كنعان بدال من فرضية
ا الستيالء المباغت والسريع؟
٢٣٢
هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ج٣
من ناحية أخرى ،يمكننا أن نقول بثقة إنه بسبب التزام طائفة األميش والمينونايت بأن
ملكوت المسيح تحديدا ليس من هذا العالم ،ما كأن ممكائ أبدأ أن يلجاوا إلى سفر يشوع
ليبرروا اقترافهم لألعمال الوحشية .ا الختالف يتمدل في أن بعائ مئن يسمون مسيحيين
متسقين أكثر في تطبيق تعاليم المسيح أكثر من غيرهم .من ناحية يمكن القول بإن الحرب
المقدسة قد تمثل قلب ديانة ما وعقيدتها ،أما إساءة استخدام نصوص هذه الديانة لتبرير
ا لحرب فهذا شى ء آخر.
٢٣٣
با إلضافة إلى ذلك ،لم تستغل أمة إسرائيل نفسها نصوص يشوع ط ه لتبرير الهجوم على
شعوب بخالف كنعان .ربما دافعوا عن أنفسهم ضد أعداء آخرين ،ولكن هذه قصة أخرى.
لم يسع بنو إسرائيل على مدار تاريخهم إلى إبادة أية شعوب أخرى بخالف كنعان .لنقتبس
مرة أخرى من جون جولدنجاي(( :لم يسع شاول إلبادة الفلسطينيين ،ولم يسع داود إلبادة
الشعوب المحيطة به التي لم يغزوها .وأيائ لم تقم إفرا يم أو يهوذا بمهاجمة آشور ،أو بابل،
أو فارس ،أو ا لشعوب المماثلة للكنعانيين في حقبة ا لهيكل الثاني .)),ويضيف أن سفري التثنية
ويشوع لم يؤسسا لنمط ما ((يطالب إسرائيل باتباعه ،أو ا تبعته إسرائيل فيما بعد)).
هذه ا لفكرة تتأكد أكثر في مزمور ،٨٧الذي يدرج (بين آخرين) أهم الشعوب التي أذلت
شعب إسرائيل :مصر ،بابل ،الفلسطينيين .هؤالء األمم ا لذين كانوا في قائمة العار بالنسبة
إلسرا ئيل سعيندمجون يوائ ما في شعب الله.
((أذكر مشذ وباين تي الذين يعقرفون بي ،وأعد بين الذين ويدوا في أورشليلم
شعوب فلسطيه وصور وكوش .وغى صهيون سيقان :قز ا ألمم ويدوا فيها ،ألن
العلى هو الذي كؤقها .الرت يدؤن في كتاب السعوب :أولين ويدوا نناد)) (ع
،٦ -٤ترجمة عربية مشتركة).
لقد تنبأ إشعيا ء بأن الشعوب ا ألممية لمصر وآشور سيندمجون في شعب الله .في حين
كانت مصر وآشور على رأس قائمة من أذلوا شعب إسرائيل:
٢٣٤
(دني ذك اليوم دكون سئة بذ بشر إلى آر ،قيجيء األسوريوذ إلى يحشن
ذايروئذ إنى آر ،ويفين ايشروئذ مع ا فورق -ني ذلك اليوم يكون
إسرادين عق (ثايائ) يشر وألسور ،برئ في االرض ،بها بارن رفي انى
قايأل :ئيارك شعبي بشر ،وتل يدى آسون ،ذبيرادي إسرائيل)( ،إش :١٩
.)٢٥ -٢٣
وفي العهد الجديد نبدأ في أن نرى تحقيق هذه النبوة عندما أندمج األمم في إسرائيل
الجديدة ،الكنيسة (أف ١١ —١ :٣؛ قارن أع ه ١٦ : ١و ٠)١٧في الواقع ،إن يسوع نفسه في
خدمته أظهر اهتماائ بامرأة كنعانية في منطقة صور وصيدا (مت .)٢٢ :١٥إذ اهتمام الله
بخالص أعدائه (وأعداء شعبه) تكتمل ذروته مع افتداء الكنعانيين.
إلهي خاص.
قد يقول البعض إن هذا السيناريو هو محض خيال .وقد يتطلب متطلبات كثيرة جدا
لنحكم بصحته .على سبيل المثال ،ماذا لو كأن المستهدف في ا لواقع هم من نساء عماليق
والكنعانيين وأطفالهم وشيوخهم؟ ماذا لو أن كلمة ((كل)) ال تنطبق على المقاتلين فقط في
الحصون (والمدن) الكنعانية ،بل كانت أكثر شمولية من هذا؟ أال يجب أن توجد مقدمات
صحيحة تماائ حتى نصل إلى نتيجة أخالقية مستساغة تتعلق بقضية كنعان؟ لو كأن األمر
هكذا ،بإمكاننا أن نتخيل كيف سيتعجب النقاد ((ال أستطيع أن أثق أن شخصية الله هي
معيار الصالح إذا كان قد أمر بقتل ا ألحلفال األبرياء!)) أو ((إن كأن هذا هو ا إلله الذي
تعبدونه ،فال عالقة لي به!))
لكل ين يقرأ الكتاب المقدس بجدية ،نصوص حروب يهوه هذه ستسبب له ا إلزعاج .هذا ا ألمر
هو ا ألثقل بين ا إلشكاليا ت ا ألخالقية للعهد ا لقديم .وال ينبغي أن نتجاهل أو نرفض هذه ا ألسئلة
على الغور ،من ناحية ًاضى ،نرجو من النقاد أال يقرأوا هذه النصوص قراءة سدطحية.
وإذا لم يغط السيناريو الذي قدمنا ه كل األمور األساسية ،إال أننا نجحنا إلى حد بعيد
٢٣٥
في تقديم منظور لما حدث وما لم يحدث في كنعان .باختصار ،كزان الضرر أو الموت بالنسبة
للمدنيين أقل جسامة جدا عما يعتقده كل ين المؤمنين والنقاد على خد سوا ء بسبب قراءتهم
السطحية التقليدية للغص الكتابي .راجع فقط الغصول السابقة لتحصل على ملخص لكل
ا لتوصيفات وا الختالفات (مثل لغة المبالغة في نصوص الحرب في الشرق األدنى القديم ،مثل
كلمة ((طرد)) ،وتدمير ا لوثنية وليس الشعب ،وهكذا).
ثانيا ،دعنا نفترض أن نساء كنعان لم يكذ من المقاتالت ،مثل جان دارك ضد ا إلنجليز
( ،)١٤٣١ -١٤١٢أو الملكة بوديكا ( ٦٠م) ضد الرومان .حتى إذا لم يكذ هكذا ،لكنهن
اشتركن في أعمال إباحية ومشينة (وهو ما تحدثنا عنه) .لم يكن ا النحرا ف ا ألخالقي مقتصرا
على الرجال .لقد شاهدنا كيف أن الدعارة في المعبد كانت بمثابة زنا مبررا دينيا ،ورأينا
كيف أن آلهة كنعان أنفسهم كانوا قدوة في ا لزنا ،وممارسة ا لجنس مع الحيوانات ،ومع
ا ألقارب (السفاح) ،ومجموعة أخرى من ا ألنشحلة ا لتي كان يمارسها أكثرهم والء .وحتى قبل
أن نتحدث عن كنعان ،الحظ كيف أن نساء مديان سعين على ا لغور إلى إغوا ء رجال إسرا ئيل
(عد .)٢٥ربما لم تكن النساء محاربات ،لكنهن أبعد ما يكون عن حالة البراءة .يمكننا أن
نضيف أيائ أن شيوخ كنعان شاركوا في ا لمسؤولية عن الفساد األخالقي لثقافتهم.
ثالدا ،إذا لم تقدم األدلة إجابة كاملة ،فإن السؤال األهم المتبقي هو :لماذا يقتل األطفال
والرضع ين الكنعانيين؟ من المؤكد أنهم كانوا أبريا ء .ومن الناحية الالهوتية بمقدورنا أن
نؤكد على أمرين:
()١الله هو واهب الحياة ،وله الحق المشروع على هذه الحياة بصفته الخالق .لهذا فإن
البشر ال يتدخلون في ا لعمر الذي يجب أن يعيشه المرء على ا ألرض (أي .)٢١ :١إذا
كان الله هو الله ،ونحن لسنا آلهة ،فإن حقوقنا بالضرورة ستكون محدودة بدرجة ما.
( )٢لو قتل أي رضع أو أطفال ،لدخلوا في محضر الله .فإن كانوا قد حرموا الحياة
األرضية ،فما كان لهؤالء الصغار أن يحرموا من ا لخير ا ألسمى -وهو التمدع بحياة
الشركة مع الله إلى األبد.
ربما يمكن أن يقال الكثير هنا ،لكن يجب أن نتعرض لجانب آخر من قضية كنعان.
لنضع في اعتبارنا أن الموقف الخاص المتعلق بالسيناريو األسوأ الذي يضم المدنيين ليس
هو الموقف الذى أتبناه.
٢٣٦
فقد ضربوا باتفاقيات جنيف عرض الحائط ،هذه المواثيق التي تعتبر اإلضرار بالمدنيين أو
ألم يكن قتل الكنعانيين مهمة أكثر وحشدة من مجزرة المرضى أو الجرحى جريمة حرب.
ماي الي؟ كيف يأمر الله بمثل هذا ا إلجرا ء؟ يقر الالهوتى جون ستوت :لقد كان األمر
مروعا .المرء يقشعر بدنه فى رعب* )(.فى سيأق حرب أخرى ،أقد الجنرال الفيدرالى روبرت
إي لي :من ا لجيد أن تكون ا لحرب شيدا مروعا ،وإال أصبحنا ا كثر عشائ لها)( .
ومع ذلك في الشرق األدنى القديم كانت الحرب اسلوب حياة ووسيلة للبقاء .كأن القتال
واقائ أقل كرا هه في تلك ا ألزمنة .ولم يكن ض ا لسهل ا لتفرقة بين ا لمحاربين والمدنيين في ا لشرق
األدنى القديم .كما الحظنا أن قساوة قلوب البشر (مت ،)٨ :١٩بالتزامن مع وجود أنظمة
اجتماعية ساقطة ومنححلة أخالقدا ،فعلى ا ألرجح ربما كانت هذه ا ألفعال أقل ضررا -بدرجة
كبيرة -من الناحية النفسدة بالنسبة لغرد من بني إسرائيل مقارنة بأحد مواطنين المجتمع
الغربي .ليس هناك دليل بأن جنود إسرائيل كانوا محطمين داخلدا بسبب قتلهم الكنعانيين.
بخالف ذلك يجدر بنا أن نسأل ،ماذا لو كان هناك بعض المهام التي قد نقشعر منها أو
قد تؤذينا نفسدا ،ومع ذلك يجب أن نقوم بها؟ لقد أسلم الرسول بولس نفسه طواعيه مكتال
((دعا دحر شدائد ا ليديح)) (انظر كو .)٢٤ : ١هذه هي الشدائد والضيقات وآالم المخاض ا لتي
يجب أن يجوزها كل المؤمنين .وقد يتضمن هذا أهوال الموت نفسه أيائ .كل ما تحمله
بولس ألجل اإلنجيل كان مذهال (راجع ٢كو ،)٣٣ —٢٣ :١١لكنه تحثل بنفس راضية هذا
الحمل الثقيل.
لقد أوصى يسوع تالميذه بأن يتثدجعوا ألنه غلب العالم (راجع يو .)٣٣ : ١٦كذلك يسمح
يسوع لشعبه بتحئل ا الضطهاد وأهوال الموت أيصا (عب ،)٤٠ -٣٦ : ١١كما فعل هو أيصا.
لكنه ينقر شعبه بانه يتألم معهم وال يتخئى عنهم (مت ٤٠ :٢٥؛ أع٠)٤:٩
الرحلة المرعبة التي كان يجب ا) ٢،/هغ تصف رواية ((سيد الخواتم))
،بصحبة صديقه ا لمخلص ((ساموا يز (أ1(00¥¥ أن يسيرها فرودو إلى جبل ا لمصير
جامحي)) .وبداخل نيران الجبل يجب أن يلقي فرودو بالخاتم المؤذي الذي جلب المتاعب ليس
فقط على ض ارتدوه بل على كل األرض .هذه المهمة ا لقاسدة بل والكريهة وقعت من نصيب
فرودو .وكانت رحلة محفوفة بالمخاطر ومنهكة عاطفدا .ومن المؤكد أن تنفيذ هذه المهمة من
نواحي كثيرة كان مؤذيا عاطفدا بالنسبة له ،ولكنها كانت رحلة تشكل الشخصية من نواح
أضى .كان مشمئرا من عبء حمل هذا الخاتم ،وهو ما كان يمزقه مدك الداخل .ومع ذلك فإذ
جاندالف الحكيم ذكره :ليس بمقدورنا أن نختار الزمن الذي نعيش فيه .بل بمقدورنا فقط
أن نختار ماذا نفعل با لزهن الذي أعطي لناب)
قد ال نفهم المهمات التي يوكلها لنا الله (سوا ء كنا نفقر في قصة إبراهيم وإسحاق أو في
٢٣٧
قتل الكنعانيين) ،وأن مهمه أو دعو؛ بعينها قد تجلب معها نصيبا من الصدمات واألحزان.
الكلمات الحكيمة لالهوتي ((ثيرنون جروندز)) بها بصيرة ويمكن تطبيقها على أشياء كثيرة:
الغرد ،ا لخالي تماائ من التوتر وا لقلق وا لصرا ع ،قد يكون خاطغا متأقلائ وغير
متوافق مع الله بشكل خطير .من ا ألفضل بكثير جدا أن تكون قديسا مصابا
بالعصاب عن أن نكون خاطائ سوبل من الناحية العقلية ..السالمة ا لعقلية
قد تعئل خطورة روحية تمنع الغرد من الرجوع إلى الله ألنه يفتقر تحديدا
لإلحسا ص بالله ...ا لتوتر ،ا لصرا ع وا لقلق ،وحتى مرحلة ا لمرض ا لنفسي ،ربما
يمثلون صليبا بحمل طواعية في خدمة الله.
يجب مراعاة السياق ا ألكبر ،وهو شيء كأن من ا لصعب أن يغهمه جيل يشوع .ولو لم
يسبب بنو إسرائيل ضررا بالغا بالبنية ا لتحتية للديانات الكنعانية ،لكانت ا لنتيجة ضررا غير
محدود بسالمة إسرائيل وبالتالي الخطة ا إللهية لغداء البشرية .على أن أشياء كثيرة كانت
معرضة للخطر إذا لم يتوفر هذا السياق الضروري -بما في ذلك ا لشعب ا لمغرز في ا ألرض
المخصصة له -لكي يحصل الغداء وفي النهاية تتحقق الخليقة المتجددة .وكما أن نجاح
فرودو كان محفونا بالمخاطر من البداية إلى النهاية ،كذلك كانت ا لرحلة من وعد الله إلبرا هيم
(تك ) ١ ٢إلى مجيء المسيل .تضمنت خطة الله حالة معينة من الفوضوية الغامضة ،لكن هذا
ال ينبغي أن يمنعنا من رؤية ا لمقاصد ا إللهية ا لعليا .
الصورة األشمل
كان ا لهدف ا ألشمل لله هو جلب ا لبركة وا لخالص لكل ا ألمم ،بما في ذلك الكنعانيين ،وذلك
من خالل إبراهيم (تك ٣ :١٢؛ ١٧ :٢٢و١٨؛ انظر ١٣ :٢٨و .)١كان العهد الذي صنعه
الله مع إبراهيم متغردا في طبيعته الشاملة واهتمامه الموجه للعالم كله وبمن هم خارج .وهو
يختلف تماائ عن أي حركة دينية ًاضى قديمة ) (.ومع ذلك لغترة محددة وقصيرة نسبيا
وألهدا ف ا سترا تيجية سعى ا لله إلقامة إسرا ئيل في ا ألرض بهدف تحقيق خطة الله ا لخالصية
طويلة المدى والكونية أيائ .كان بإمكان الله أن يعاقب األشرار على الغور بالدينونة حين
يمتلئ كأس شرورهم .ولوال ذلك لضاع األمل ا لوحيد للبشرية في الغداء.
إن األمر ا إللهي الصعب تجاه الكنعانيين يعير عن ظرف محدود واستثنائي في تاريخ
الخالص .يمكننا أن نقارن هذا الظرف بأمر الله إلبرا هيم في تك .٢٢يقول جون جولدنجاي
أيائ(( :إن مصير الكنعانيين بمثابة نقطة مضيئة لفهم أخالقيات ا لعهد األول كما أن تك ٢٢
(قصة ذبح إسحاق) لفهم العائلة)) ) (.ومن وراء هذين ا ألمرين القاسيين نجد السياق ا لواضح
لمقاصد الله المحبة ووعوده األمينة.
٢٣٨
تضمن ا ألمر 1ألول ا لقاسي إبرا هيم وا بنه ا لمعجزة إسحاق .وكأ ن الله قد وعد إبرا هيم أنه
من خالل إسحاق سيكون أدا لجمهور كثير .في السابق رأى إبرا هيم عناية الله بإسماعيب)
وهاجر عندما طردهما على مضض إلى البرية .وطمان الله إبراهيم بان إسماعيل سيكون أمة
عظيمة .وفي ضوء ا لخبرة السابقة إلبرا هيم ،كان واثعا أن الله بطريقة ما سيتمم وعود عهده
من خالل إسحاق بينما كانا متوجهين لجبل ا لمريا .وكان مقتنائ بأن الله سيحفظ وعوده حتى
إذا تطلب هذا ان يقيم إسحاق من الموت ثانيه .وبالتالي أخبر إبراهيم غلمانه(( :أقا وانعالم
نتدهي (نى نقاله زقسجد ،ثلم قرجع اندكتا)) (تك :٢٢ه ،قارن عب .)١٩ :١١عرف إبرا هيم
أن مقاصد الله لن تفشل أبدا ،با لرغم من هذا األمر الصعب.
بالنسبة لألمر القاسي الثاني بشأن شعب كنعان ،ال نستطيع أن نتجاهل سياق بركة الله
للعالم كله ،بما في ذلك أعداء شعب بني إسرائيل في القديم .هذه األوامر ا إللهية ا لمزعجة
واالستثنائية تجاه إسحاق وتجاه الكنعانيين البد أن توضع في ضوء السياق التاريخي
والالهوتي -أي في ضوء شخصية يهوه المحبة لألعداء ،وفي ضوء مقاصد الله الخالصية
للعالم بأجمعه.
هذا ما يصوره سفر يونان .لم يعاقب الله أهل نينوى -وهو ما أحبط يونان للغاية ،إذ
عرف أن هذا ما يفعله يهوه في ا لمعتا د ،فهو يحب أعد ا ء إسرا ئيل (( :الي عبئن ائن اله زؤوف
وزحيم بطيء الغصب ذكيين الرئئة ذقادم على الشر)) (يونان ،٢ :٤وقارن خر .)٦ :٣٤
وبد الالهوتي ميروسالف فولف في كروا تيا وعاش هتاك أسوأ سنوا ت ا لصرا ع الطائفي
في يوغوسالفيا السابقة ،والذي تضمن تدمير الكنائس ،واغتصاب النساء ،وقتل األبرياء.
وكان يظن في وقت ما أن ا لسخط وا لغضب ال يليقان بالله ،لكنه أدرك أن نظرته لله كانت
متدنية للغاية .فيما يلي يضع ميروسالف اعتراضات الملحدين الحدد عن الغضب ا إللهي في
نصعابها الصحيح:
٢٣٩
1عتدت على ا لتفكير بأن 1لسخط ال يليق با لله .أليس 1لله محبة؟ أال يجدر بمحبة
الله أن تتجار السخط؟ الله محبة ،وا لله يحب كل شخص وكل مخلوق .وهذا
بالضبط ما يجعل الله ساختا ضد بعض منهم .آخر مقاومة لي لفكرة سخط
الله عندما رأيت خسائر الحرب فى يوغسالفيًا السابقة ،تلك المنطقة التى جئت
منها .وفعا لبعض التقديرات عتل ،مائتي ألف شخص وتم تهجير أكثر من ثالثة
ماليين .تدمرت تمالما قرانا ولمدننا ،وكان شعبنا دقصف يوائ بعد اآلخر،
وبعصهم لعرص للتعذيب بشكل يتحدى الخيال ،ولم أكن أستطيع أن أتخيل
إلها ال يغضب .أو فكر فى رواندا فى ا لعقد ا ألخير من القرن الماضى حيث
ئئع ٨٠٠ألف شخص حتى الموت في مئة يوم! كيف تأثر الله بهذه المذبحة؟
هل بالطبطبة على الجناة مثلما يفعل الجد مع أحفاده؟ هل برفض انتقاد حمام
الدم ،مع التأكيد على أن الجناة صالحون بطبيعتهم؟ هل كان الله غير ساخط
عليهم؟ بالرغم أنني أعتدت أشكو من عدم لياقة فكرة أزر ا لله يسخط ،ادركت
اخيرا انه كان على أن أتمرد ضد إله ال يصير ساخطا أمام رؤية شرور
العالم .إن الله يسخط ليس بالرغم ض محبته ،لكنه يسخط بسبب محبته(..
يجمع ا لرسول بولس ها تين ا لسمتين معا (( :هونا لطف ا لله وضرا صفه)) (رو .)٢٢ :١١
ربما يكون (( ا إلله)) المثًالي في ذهن الكثيرين هو ا إلله اللطيف .لقد فقدنا رؤية ما هوصالح
وعادل بالتركيز على على ما هو لطيف ووديع ومذعن .وقد أهملنا الشدة والصرامة (التي
تجعلنا نتلوى) ،مغلقين على مثاليتنا عن الراحة والسكينة .لقد تخلصنا من ا إلله الذي يسبب
لنا مشكلة تتعلق بمن صاحب ا لسلطة العليًا علينا ،وأبدلنا ه بالهة يمكن ا لتحكم فيها ين صدنع
إيدينا .لقد ركزنا على ا لحب ا إللهي على حساب ا لغضب ا إللهي تجاه ما يدمرنا في النهاية
ويزعزع سالمتنا .يقول بول موسر:
سيكون إلهًا غريدا وناقصا ذلك ا إلله الذي لن يسبب إشكالية خطيرة في من
يمثل ا لسلطة العليا .جزء من حالة األلوهة ،في النهاية ،أن يكون لله سلطة
متغردة ،أو سيادة ،على البشر .وألن البشر ليسوا هم الله ،فإن ا إلله ا لحقيقي
سيكون له سلطة علينا وسيسعى لتصدحيح طرقنا شديدة األنانية.
على عكس آلهة ا لشرق األدنى القديم ،فإذ المخلصى في الكتاب المقدس (مثل أصالن في
روا ية نارنيًا) ليس ساكدا ،بل كما تصفه صديقة لي في ا لكنيسة تسمى إيلي ،هو إله يركل
المؤخرات*.
نوعية الروحانية ا ليوم مروضة وال تطالبنا بشيء ،مجرد قوة غير مشخصنة مستترة ال
دسائلنا على تصرفاتنا .نستطيع أن نتالعب بهذه النوعية من اآللهة .في المقابل ،ا إلله الحي
٢٤٠
-كما يقول سي .إس .لويس :متعقب ،وملك ،وزوج ،ويحاول أن يجذب انتباهنا بأن يجذب
1لطرف ا ألخر من حبل حياتنا ) (.وألن ا لحيا ة ال تتعلق بنا ألننا لسنا مركز الحقيقة ،يصبح ا لله
المتداخل المتسامي ) (،الله الذي يساعد نفوسنا المضطربة لتجد في النهاية راحتها فيه.
إذا نظرنا إلى الله بجدية ،فهو بالتأكيد سيربك حياتنا ،وسيجعلنا غير مرتاحين ،حتى أنه
سيحيرنا .في النهاية ،نحن بسهولة نعتاد على أوثاننا وأجندتنا التي تخدم مصالحنا .الملحد
على حق تقرييا :ا لبشر يصنعون باستمرار ا آللهة على صورتهم .ومع ذلك فإله الكتاب المقدس
ليس هو ا لنوع الذي اخترعنا ه .ويرففر أن يتم التالعب به بمخططات بشرية .وهو يجعلنا
—بما فى ذلك المخلصون الحقيقيون -غير مرتاحين ،وهو فى النهاية ما نحتاجه لنتغلب على
تمحورنا حول أنفسنا(( .تن آزاد اذيحلص ئئسه يهلكها ،زتنيهلك نعسه وره أحبي يحدنا))
(مت:١٦ه.)٢
ومع ذلك هذا ا إلله يظهر نفسه أيضا كإله صانع العهد الذي يستحق ثقتنا الكاملة ،بالرغم
من ا أللغاز وا لعوا صف وا ألشيل ء غير ا لمريحة أو حتى ا ألهوا ل ا لتي قد نتحملها .يمتدح سي
إس لويس هذا (( ا لتشبث في ا إليمان)) .ويؤكد أن ا لثقة في إله في صورة شخص (وليس
قوة مجردة) ((ربما لن يجد مساحة أخرى للنمو إال مع وجود مساحة من الشك)) .ثم يواصل
سي إس لويس قوله بإن ا لحب يتضمن الثقة بالصديق أكثر من ا ألدلة ،وفي بعض األحيان
على عكس مما تقوله األدلة .ويذكرنا أننا يجب أن نفترض حسن النية فى الصديق ،حتى
إذا أظهر الصديق سلوة يبدو محيرا وغير معروف عنه .على سبيل المثال ،إذا تعهد صديق
موثوق فيه بأن يقابلنا في مكان ما ،لكن مجيئه تعثر(( ،ألن نشعر بأي خزي إذا وصل بعد
دقيقة من قرارنا بقطع عالقتنا به ،وقدم تفسيرا مقنائ لتأخره؟ يجب أن نشعر أنه كأن يجدر
بنا أن نعرفه على حقيقته أكثرمن ذلك))(.
٢٤١
إذا فتل األطفال الرضع بأمر إلهي ،فهم لم يظلموا ،ألن الله سيعوضهم فى الحياة
األخرى .فلماذا إدا ال نؤيد جريمة قتل الرضع؟ لماذا ال نقتل كل الرضع حتى نضمن أنهم
مع الله في العالم اآلخر؟ هذا السؤال الذي كثيرا ما يثيره النقاد غير منطقي ألربعة أسباب
ءلى|ألقل:
( )١في سباق اإلعالن ا إللهي الخاص والمستمر إلسرائيل ،أصدر الله أمرا غير قابل
للتكرار لهدف معين ،وهو ما توضحه األسفار المقدسة .هذا األمر غير قابل للتعميم.
( )٢ألن ا لحيا ة ملذ لله ،فأي ضرر يحدث بسبب أهداف خاصة في سياق خاص سيتضا ء ل
أمام الخيرات ا إللهية في الحياة األخرى.
( )٣بالرغم من أن الرضيع سيكون في محضر الله ،فإذ القاتل يكون قد ارتكب جرائ
بقتل نفس أخرى ،وليس هذا فقط ،لكنه سيخطئ (باألساس) في حق الله (قارن مز
.)٤ :٥١
( )٤القاتل مسؤول عن تبعات تصرفاته -أي قتله لنفس أخرى .وهو غير مسؤول عن منح
ا لحيا ة ا لسما ئية .فوا هب ا لخيرا ت ا لسما ئية ال يمكن أن يكون هو ا ألدا ة ا لبشرية وإنما
ا لله نفسه.
وبالتالي عندما ينفذ القاتل فعلته بيديه ،فهو يتصرف بشكل متصلف -وفي هذه الحالة
ال يقدم القاتل خدمة للرضيع ،بل يؤذيه فقط .القاتل ينفن القتل فحسب ،وال يقدم خدمة .لكن
الله نفسه هو مول يمنح عطية ا لحيا ة السماوية .القاتل ليس بيده أن يدخل ا لطفل ا لسما ء.
وليس هو مرع يمنح العطية السماوية الثمينة .وبالتالي فالقاتل ال يسبب المنفعة وليس في يده
إعطاؤها )١٨(.
في المقابل ،في هذا السيناريو األسوأ المتخيل ،يأمر الله جنود بني إسرائيل أن يقتلوا
بعض المدنيين ،بما فى ذلك األطفال .فى ظل هذه الظروف الخاصة ،يكون ا لجنود أداة لجلب
ا لحيا ة السماوية لهؤالء الصغار .فى ظل المقاصد ا إللهية الخاصة ،هذا السيناريو سيختلف
عن أي قتل لألطفال تقوم به سوزان سميث مثال ،التي ربطت أطفالها في السيارة ودفعتها
لتسقط في بحيرة .ال ،سوزان سميث هنا لم تمنح أبناءها حياة أفضل في السماء
بإغراقهم ،لكنها تحدت مقاصد الله وأخطأت ضد الله وضد أبنائها .
٢٤٢
قا سيا بشكل استثنائي( .ظن أصدقاء أيوب أن لهم ا لنظرة الصحيحة بشأن فكرة ((لماذا
تحدث أمور سيئة ألناس صالحين؟))) .وأيوب ،بالرغم أنه بال مالمة ومجرب بقسوة ،لم يتلق
إجابات على أسئلته .وبالرغم أن الله تحدث إليه في النهاية ،لكنه مع ذلك لم يتلق إجابات
على أسئلة ((لماذا )) التي سألها .وبالرغم من ارتباك أيوب ،فقد حصل على تطمينات من حكمة
الله التي تفوق جدا حكمتنا .بل تعتم أيوب أن شخص الله جدير بالثقة ووجوده كافيا ،حتى
عندما تنهال علينا أسئلة بال إجابات.
في عام ١٩٩٧تعرضت عائلتي لحادث سيارة خطير على طريق سريع بأحد المقاطعات
في ريف والية ويسكنسن .حاول السائق اآلخر أن يتجنب كليا فصدم سيارتنا .كأن بيتر
ابننا الثاني في الخامسة في ذلك الوقت .وأصيب جرا ء اصطدام رأسه بالزجاج الجانبي،
مما أدى إلى كسر في الجمجمة وجروح غائرة في جبهته .واحتاج إلى عدد من العمليات
الجراحية ،ووضع مرهم لزج بشكل يومي اسمه اأعم<،6ع/)9-حح/ا حتى تعود جبهته إلى وضعها
الطبيعي .كانت مهمتنا ا ألكبر تتمدل في إزالة الضمادة بعد الجراحة التي أجريت لبيتر ،وقد
التئمت جبهته وتكونت قشرة فوق الحرج .الخبرة السابقة تقول إن هذه المهمة تحتاج إلى
شخصين .تحدثنا عن هذه المناسبة كوقت مالئم لالحتفال ،لكن بيتر صرخ وبكى وقاوم وحاول
الهروب ،كما لو كنا نحاول إيذاءه .وإذا وجد شخص يجهل األمر يسترق ا لسمع من خارج
المنزل ،فقد يفترض أننا أشرار ونمارس التعذيب عليه.
ال شك ،أن ا ألطفال قد يستنتجون كل أنوا ع ا الستنتأ جات ا لخاطئة عن وا لديهم (( ا لغا سقين))
ألنهم ببساطة ال يفهمون ما يفعله والدوهم .ا آلبا ء واألمهات لكي يربوا أبناءهم قد يبدون
متشددين بإفراط عندما يصرون على أن يعتذر الصغار بينما ال يحبون أن يعتذروا .قد يبدو
الوالدان طفاة عندما يصادران على حرية طفل يرتكب كل ا ألخطا ء في اختيار األصدقاء
والتصرفات المشبوهة .وقد يفعل األبوان أشياء تصدم أبناءهم وقد تبدو غريبة أو حتى
غير أخالقية ،ومع ذلك كل هذا دحل بمزيد من المعلومات أو بسنوات إضافية من النضوج
هل قضية كنعان تشبه هذا؟ والخبرة.
فكر مرة أخرى في شخصية فرودو في رواية ((سيد الخواتم)) ،فهو يخبر صديقة المخلص:
ال أستطيع أن أفعل هذا ،يا سام .لكن سام يحاول أن يضع مهمة صديقه في منظورها
الصحيح:
أعرف .كل هذا خطأ .بالحق ال يحب أن نكون هنا .لكننا بالفعل هنا .ا ألمر يشبه
ا لقصص العظيمة ،سيد فرودو -ا لقصص المهمة حعا .كانت هذه ا لقصص
مليئة بالظلمة والخطر .وأحيادا ال تريد أن تعرف النهاية .ألنه كيف يا ترى
ستكون النهاية سعيدة؟ كيف يعود العالم على ما كان عليه بعدما حدثت أشياء
٢٤٣
كثيرة سيئة؟ لكن في 1لنها ية ،ما هذا إال شيعا عابرا ،هو ظل .حتى 1لظلمة البد
أن تنعشقع ،ويوم جديد سيأتي .وعندما تعشرق الشمس ،سيظهر نورها أكثر
وضوحا .تلك القصص بقيت معك -وكانت تعني شيائ— حتى إذا كنت صغيرا
جدا وال تفهم لماذا(.
بالمثل ،ربما نكون غير مؤهلين جيدا لنفهم طبيعة األوامر ا إللهية بشأن الكنعانيين في
ضوء مقاصده العليا .ربما يكون لدينا نظرة تحتية ضيقة أكثر مما نظن .وكما يؤكد إشعيا ء
٨ :٥٥و(( :٩ألن انفاري يسن أفكاركلم ،وال طذعكئ لمرقى ،يعون الرت .ألنة فما علت
الشائذاذ عن األرض ،خدا ظن لمرقي عن طذقكلم وأئفاري عن!عكاركلم)).
أبيات عديدة في ترنيمة وليام كوبر ((الله يتحرك بطريقة غامضة)) توضح بشكل جيد
الفجوة الموجودة بين الله وبيننا -وكيف نسيء احياائ فهم ما يفعله الله:
٢٤٤
بشكل خاص فى استعداد الله إلى الذهاب إلى أبعد مدى من أجل خالصنا ،بموته على
الصليب عريائأ ،ومتحمال ا إلهانة والخزي ،وتحئله مصير مجرم أو عبد .تصور ترنيمة ل
((مايكل كارد)) بعنوان ((البد أن هذا هو الحمل)) (حسن €أ{ا >77118 1711181; 1(€هذه الفكرة بقوة.
ويكتب أن القادة الدينيين سخروا بدعوة المسيح الحقيقية ،وهزأوا بما وصل إليه متعامين
عن حقيقة أن الله هوتن كان يعرج*) (.
وألن الله كان مستعدا ألن يجوز كل هذا ألجل خالصنا ،يستطيع المسيحى أن يجيب
النقاد قائال :بالرغم من أنني ال أستطيع أن أحل قضية كنعان بشكل محكم تماثا ،أستطيع
ا لوثوق في إله قد أثبت استعداده للذهاب إلى هذا المدى من اآلالم المروعة —وهذه األعماق—
ليقدم للبشر المتمردين مصالحة وصداقة .وبينما علينا أن نفسر و نرد على بعض ا ألسئلة
المحيرة التي يثيرها ا لعهد القديم ،ال يجب أن نتوقف عند ا لعهد ا لقديم إذا أردنا إعالائ أوضح
لقلب ا لله وشخسه.
في ا لعهد ا لجديد ،الله يفتدي أعداءه من خالل عمل محبة المسيح ا لكفاري وا لنيابي
وا لمحتمل الخزي (رو ه .)١٠ :وبألرغم أن الله الذي يعاقب الكنعانيين يصدمنا ويبدو لنا
متنا قتا مع نعمته ا لغيا ضة وعطفه ،ال يمكن أن تفوتنا صورة ا إلله ا لغا دي ا لذي يحب أعدا ء ه
وليس فقط أصدقائه (مت ه .)٤٨ —٤٣ :بالفعل إنه يسمح لنفسه أن دصلب على يد أعدائه
على أمل افتدائهم(( :يا ايثان ،اعفر تؤلم ،ألنملم أل يعنتون ماذا يعتنون)) (لو .)٣٤ :٢٣
لمزيد من االطالع:
,ال3ج111ال* 60 ا81*30ل :ال§0ا3111. 01)1 £08131110111 £1100 0١٧1101*8ال . 3.ا. ٧0ج1£ا
013 0 1أا ](. 5,طء .؟8ع عج, 2009. 8ال1ا٠٧3٢8ل10ال,11:1 اا.ع0اأ311)11
1٢ 111ال 1ر: ٨11 0٧0٢٧10١٧ع1ة1*0١٧ 61أل0آل 1٢ 111 1110اا 13٢)1 8.ا0ل88, £جآل * 81-
088 311)1آل 13)1 8.ا 810ج 7, 0)1110)1اآل0111ح ا-£1٢8ال1ع10 18111 111 1110 £١٧0ع0 311)1 ٢٢اة
30 £٠٠١٢: £18011131118, 2008.ل 0113ع 31*10118. ١٧1لظ £1110 ٨.
01*-ه011ة 8:ه1؟311)1. 61*311)1 £3ا01*8سأ 0[1101* 1. 8. £110 60)11 0011'1ا11118ء 111,جا-ل* ١٧
60)1. 00١٧1101*8 61*00 !£: 1110٧31*-؛0 0ا؟* —. 01)1 £08131110111 £111108 311)11110 ۶00
, 2006.ال1ا8
٢٤٥
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* ما هي اإلشكالية المتعلقة بل الدعاء بأن القتال ضد الكنعانيين كأن يمثل حتائ سابقة
مروعة عن ا لحرب لألجيال التالية من بنى إسرائيل؟
كيف يذهلك اهتمام الله بافتداء الكنعانيين واألعداء اآلخرين إلسرائيل؟ وكيف يساعدك
هذا فى النظر إلى قضية حروب كنعان بمنظور أكثر وضوحا؟
*قارن المقاربات المختلفة للقضية الكنعانية فى ا لفصل السابق وهذا الفصل .ما رأيك
بخصوص هذه البدائل؟ وما هى مميزات كل موقف؟
كيف ترد على مسألة أن جنود بنى إسرائيل كانوا مدمرين نفسدا بسبب قتل المدنيين؟
ماذا لو دعانا الله لتحئل ما هو صعب جدا وما ينال كثيرا موص نفسيتنا ؟ هل هذا سيكون
بالضرورة غير مألئم أو ظالما؟ هل وثال فرودو والخاتم يقذم أية أفكار ثاقبة؟
ناقش هذه العبارة :لو لم يسبب بنو إسرائيل ضررا بالغا للبنية التحتية للديانات
الكنعانية ،لكانت النتيجة ضررا غير محدود بسالمة إسرائيل وبالتالي ا لخطة اإللهدة
لغداء البشرية.
قارن أمر الله إلبرا هيم بشأن إسحاق بأمره لبني إسرائيل بشأن الكنعانيين .كيف تكون
هذه المقارنة نافعة؟
ما رأيك فى تعليقات ميروسألف فولف عن شخص الله؟ هل هذا يفيد فى إلقاء الضوء
على سيناريوهات متعددة في ا لعهد القديم بما في ذلك القضية الكنعانية؟
٠
لماذا نحتاج إلى استعادة مفهوم (( ا لله غير القابل للترويض))؟
٢٤٦
ل :آ٦ ،:-مجب
يهعحص
-
تددا
ا
وآلج،٢ض٠،٠
كيرحعوغج:
الفصل الثامن عشر
هل الذين هوأصل كل الشرور؟
عأ،>77 ح؟ع٢يجح (€)1111,ا0 قبلها بثالث سنوات ،كتبت ((ريجينا شفارتز)) كأب ((لعنة قليين))
وكانت تنتقد (( ا إلرث العنيف للديانات التوحيدية)) (مثل اليهودية وا إلسالم والمسيحية) .وأن
االعتقاد بإله واحد (التوحيد) وإدعاءات ا لحق الحصرية يسيران يدا بيد ،وهو ما يزعم أنه
يؤدي إلى مشكالت مع ا آلخرين كلهم .تن يؤمنون ((بإله واحد حقيقي)) سيرفضون ويكرهون
ويزيلون من أمامهم كل المخالفين لهم ،الذين ال يقبلون إلههم أو نظرتهم للوجود )(.التوحيد
وإدعاءات الحق الحصرية تخلق عقلية ((نحن وهم)) .ولكي نحافظ على هويتنا ونقائنا الديني،
٢٤٧
البد أن يزول 1آلخرون .هذا ما يعنيه ريتشارد دوكنز عن إله إسرائيل 1لمهووس ب تفوقه على
اآللهة المنافسين وبحصرية قبيلته ا لبدوية المختارة .
لهذا السبب قام قايين بقتل اخيه ،ألن ذبيحته رفضت من الله على عكس ذبيحة أخيه هابيل.
با لمثل ا ختا ر ا لله ظلائ يعقوب ا لصغير وفتله على عيسو ،وهو ما أدى إلى صرا ع بين ا ألخوين.
وألسباب مماثلة انتهى األمر بشعب ا ليهود المختار أن يقتلوا كل الكنعانيين غير المختارين.
كل ن ا لله في صف إسرا ئيل وليس في صف ا لكنعا نيين .فا الغترا ب وا لقتل هما ا لنتا ئج ا لمتوقعة
للديانات التوحيدية .لذا ال ينبغي أن نندهش بأعمال مثل الهجمات اإلرهابية في ١ ١سبتمبر—
وهو نفس االدعاء الذي يقوله الملحدون الحدد ) (.والبديل لألين المتعسف هو قيم التنوير عن
التسامح وتغضيل ا لتعددية والتنوع .هذه القيم عادة ما ترحب بالمخالغين وال تعوق اإلبداع.
عندما نفهم 1لدين بشكل صحيح ،سنجد أننا نحتاج إلى الكثير منه وليس القليل .لكننا
نحتاج النوعية الصحيحة من القيم الدينية ،وليس أي شيء عليه لملصق الذين( .فكر في حيم
حونز ،ديفيد كوريش ،والجهاديين) .إن الرؤية ا لكونية الكتابية ،عندما تراعى بشكل صحيح،
يجب أن يكون لها مكان على الطاولة في ظل األساس الذي تقدمه لألخالقيات وتأثيرها
اإليجابي في تشكيل الثقافة ،وهي نقطة سنتعرض لها في الفصول األخيرة .إن اإليمان
الكتابي يدعم التسامح بكل تأكيد .فبالرغم من اختالفاتنا ال يزال البشر حاملين ا لصورة
اإللهدة ،وعلينا أن نسعى إلى ا لعيش في سالم مع ا لجميع بقدر استطاعتنا (رو .)١٨ :١٢
كما تدعم التنوع؛ إذ بفضل موت المسيح انكسرت الحواجز العرقية والطبقية والجنسية (غل
٢٨ :٣؛ أف .)٢٢ -١١ :٢وبالرغم أن بولس يتحدث عن الحرب ،فهو يشير إلى ا لحرب
الروحية في أفسس .٦ولكن بينما بمقدورنا أن نعتبر موضوع القتال حردا عادلة (لكى نوقف
مثال االعتداء النازي) ،فإذ الحرب المسيحية ال تحتاج إلى أسلحة أرضية (٢كو .)٤ :١٠
نوعية ا لمعركة ا لتي يدعو إليها بولس هي أن نغلب ا لشر با لخير (رو .)٢١ :١٢
لذا نحن ال نتحدث عن الذين بمفهومه العام ،كما لو كانت كل الديانات متماثلة ،وأن أية
ديانة هي ضارة مثل األخرى .أيصا يجب أن نسأل هل هذه الديانة صحيحة أم ال؟ هل تتفق
مع ا لوا قع وتفسره أم ال؟ ال يجب أن نقع في ا لخطأ الذي وقع فيه ا ألشوريون المعتدون ،الذين
٢٤٨
هل ا ألين هو أصل كن ا لشرور؟
(دفوئا قلى اله أذقليم كما على آلمة سغوب األذخر صنعة أتدي الائس)) (٢أخ .)١٩ :٣٢
ماذا عن إدعا ء ريحينا شفارتز بأن التوحيد يؤدي إلى العنف؟ من الصعب أن نفهم
كيف لوحدانية الله ان تؤدي إلى العنف .إذ شفارتز تتجاهل إشارات العهد القديم إلى
نعمة الله وشفقته وصبره ورحمته (خر .)٨ —٦ :٣٤كما ينادي الالهوتي ميروسالف فولف
بأنه إذا أراد أحد أن يتخئحس من ا لتوحيد ،فإذ ((االنقسام وا لعنف بين ((نحن)) و ((هم)) لن
يختفي أيائ )) ) (.أمام أعين أنصار تعدد اآللهة من الوثنيين الرومان العابدين ألمبراطورهم،
كأن المسيحيون يضطهدون كئلحدين ،وكان االعتقاد بإله واحد شبيها جدا .من المغارقة أن
المسيحيين الذين كانوا يعبدون إلما واحدا أصبحوا هدائ للهجوم على يد أنصار التعددية
الدينية في نطاق منطقة البحر المتوسط!
وبخالف ذلك ،فالتاريخ (فضال عن الصفحات ا ألولى من األخبار غدا) يمتلئ عن قبائل ال
تؤمن بالضرورة بإله واحد وتتحارب فيما بينها ،او أن ا لحكومة ا لشيوعية تهاجم تلك الطائفة
من المتدينين .ولماذا ا لتركيز على ا ألين في حد ذاته؟ لماذا ال يوجد هجوم على السياسة
واستغاللها للذين؟ ماذا عن ا لقبلية العرقية التي كظهر العدوانية والعنف ،كما حدث في
يوغوسالفيا السابقة؟ لماذا ال نضع في االعتبار العوامل التاريخية واالجتماعية المعقدة التي
تساهم في هذا ا لصرا ع؟ االغتراب ،والفقر ،وا الستضعاف ،والعنصرية ،والقبلية ،ودوائر
النفوذ ،والعداءات التاريخية ،والكراهية التي تولد الغضب ثم العنف .كثيرا ما يتضح أن
ا ألين هو الذريعة التي تستخدم لتبرير ا لعنف بين األطراف المتحاربة.
فلماذا نظن أن األين هو العامل الوحيد الذي يتحمل كل المسؤولية؟ بدال من استدراج
الله إلى الموقف لطمس المشكالت الحقيقية ،يجب أن نقاوم التالعب باسم الله لخدمة
ا غرا ضنا ا لخاصة .ومانا عن ا آلثار ا إليجابية للذين؟ ماذا لو قدم أحد ا ألديان بعينها فائدة
أكثر من ا لضرر؟ إذ فكرة أن ا ألين يولد ا لعنف أو األذى تتجاهل في المعتاد تعقيدات
العوامل األخرى.
٢٤٩
الحالة ليست حتمية(( :إذ أحسثت أفال رفع؟ (أي ترفع وجهك وتفرح)) (ع ٠)٧من ا لوا ضح أن
الله لم يفصل هابيل على حساب قايين .بل في ا لواقع حتى بعد أن قام قايين بقتل هابيل،
كأن الله ال يزال يمنح قل يين نعمته الحامية.
نفس الشيء ينطبق على يعقوب وعيسو .ومع أن عيسو لم يحصل على حقوق البكورية،
قفد كان متصالحا مع أخيه المخادع في نهاية ا لقصة (تك .)٤ :٣٣نجح عيسو بينما فشل
قايين .وال يجب أن يالم الله في كال ا لسيناريوهين .وعندما يأتي ا لحديث عن إسرائيل وا ألمم،
لم يكن اختيار الله إلسرائيل إقصاء لألمم ا ألخرى من الخالحس (انظر راحاب وراعوث ،وأهل
نينوى في أيام يونان) .حثا رغبة الله هي أن يضم كل من يأتي إليه.
وحتى داخل إسرائيل ،اختار الله سبط يهوذا الذي كان سيأتي منه ا لمسدا الذي من أصل
داود .مرة أخرى كانت هذه وسيلة لوصول الخالص إلى اليهود ولألمم أيائ .فليس ألن الله
اختار أن يعمل من خألل سبط يهوذا ،الذي كان له سمعة لملطخة (تك ،)٣٨ ،٢٧ -٢٣ :٣٧
أن هذا يعني أن يوسف (رجل اإليمان والنزاهة) لم يكن بمقدوره اختبار الخألص أو قبول
بركة الله من خالل الثقة والطاعة.
بجانب ذلك ،تأمل كيف أن لبعض ا ألشخاص ذكا ء ،أو لياقة بدنية ،أو موهبة فنية ،مالمح
جميلة مقارنة باآلخرين .ليس لدينا مساواة كاملة هنا ،إال في الكرامة وا لقيمة الشخصية.
نعم ،نن لم ينعم عليه بالكثير قد يصبح مستاء أو حقودا على ض لديهم نعم أكثر ،أو من
ناحية أخرى بمقدور المرء أن يتعرف على الدعم التي حصل عليها ويتعامل مع اإلحباطات
بشكل بغا ء .في ا لواقع بعض ا المتيازات مثل المال والمالمح ا لجنابة أو ا لذكا ء يمكن أن تمثل
عراقيل روحية وسبيا للكبريا ء والبر الذاتي.
فغر في مؤلفة الترانيم الكفيفة ((فاني كروسبي)) ( .)١٩١٥ —١٨٢٠عندما بلغت األسبوع
السادس من حياتها ،وضع لها دوا ء على سبيل ا لحطأ— وكانت لبخة حارة— على عينيها
الملتهبتين ،وهو ما أدى إلى فقدان دائم للبصر .وبدال من أن يمتلئ قلبها باالستيا ء ،تعهدت
بأن تكون قانعة بنحديبها فى الحياة .وكتبت بعتا ض أعظم الترانيم المشجعة التى يترنم بها
المسيحيون مثل ترانيم(( :للرت المجد ،عظائم فعل)) و(( يا يسوع اجعلني قرب الصليب)) .وكتبت
ا ألبيل ت ا لتالية بينما تتأمل في فقدا ن بصرها:
٢٥٠
ال يمتلكها اآلخرون.
ال بكًا ء وال تنؤد ألنني ال أبصر،
ال ابكي .وال ص,,.؛
قد يعترض البعض ويقول(( :أال توجد عقيدة جهنم ،اإلقصا ء األبدي؟ لماذا ال دظهر الله
سخا ء لمطلعا بدون إقصاء؟ أليس هذا هو البديل المسالم بحق؟)) يالحظ ميروسالف فولف
بدقة أن (( ا لسخا ء المطلق)) يصبح صعدا عندما يجلس الجناة غير التائبين مع الضحايا
المظلومين غير المشغبين .هذه ا لنظرة المنحرفة للسخا ء ستؤدي في ا لوا قع إلى ((تمجيد ا لعنف
ألنه سيترك المخالفين بال تغيير وسيترك تبعات ا لعنف بال شفاء)) ) (.كان أمام االبن االكبر
في مثل ،ا البن ا لضا ل (لو )١٥قرا ذا :هل يظل في ا لخا رج عا بسا ومستا ء أو يدخل ليحتفل
بعودة أخيه األصفر ،ومن ثم دظهر التبجيل ألبيه الكريم؟
جهنم نفسها هي فعل ا إلقصا ء الذاتي عن الله ،وهي ا لفعل النهائي للتأكيد على الذات
واالستقاللية .إذا أردنا االنفصال عن الله ،سيمنحه لنا .جهنم ليس غرفة تعذيب بها نار
أبدية .جهنم في النهاية هي عالم من االنعزال الذاتي والئزلة الكاملة عن حضور الله (٢تس
.)٩ :١الكائنات الروحية (إبليس وجنوده) سيحصلون على انغصالهم النهائي عن الله
حسبما أرا دوا .يصف سي إس لويس هذا ا ألمر كا لتالي:
مستعد أن أدفع أي ثمن ألكون قادرا على أن أقول بصدق إن الجميع سيخلصون .
لكن عقلي يجيبني سريائ* :هل بدئ إرادتهم ،أم بإرادتهم؟* إذا قلت *بدون إرادتهم^ ،فإنني
أرتكب تناقتا على الغور .كيف يمكن للفعل اإلرادي األعظم لخضوع الذات أن يصبح
الإرادد1؟ وإذا قلت بإرادتهم ،يجيب عقلي كيف سيكون هذا إذا لم يخضعوا؟
ال ،ليست ا لمشكلة هي األين ،بالرغم أن األفعال ا لكثيرة ا لتي يرتكب باسم ا لدين هي
٢٥
أفعال منحرفة وشنيعة .في العهد القديم نرى أن الله يرغب في أن يضم اليهود واألمم،
الصديق والعدو على خد سوا ء ،في مقاصده الخالصية .وعندما نأتي إلى ا لعهد الحديد
سنجد أن هذه ا لرؤية لشعب واحد مز ،كل الجماعات ا لعرقية قد تحققت في النهاية.
عندما نفهم اإليمان المسيحي بشكل صحيح ،وال أقصد ا لتوصيف العام لكلمة دين ،مع
العقيدة المسيحية المتعلقة با إلله الثالوث الذي يفكر في ا آلخرين ويبذل نفسه ،سنجده في
الواقع نافذة أمل لشنع السالم والمصالحة (رو ه ١١ -٦ :؛ أف .) ١٧ — ١٤ :٢البعض قد
يرفض المشاركة واالستمرار في الصراعات ،ولكن هذا ليس عيدا في ا إليمان المسيحي.
وحتى إذا قارننا ا لحمالت ا لصليبية مع ما تقوم دبه الحركات الجهادية ا إلسالمية المتطرفة
المسلحة ،فإن ا لحمالت الصليبية ستبدو أفضل حاال بشكل كبير:
اختالفات جوهرية
بينما استمرت الحمالت الصليبية ما يقرب من مائتي عام ،فإن نشاط الحركات الجهادية
٢٥٢
المتطرفة يستمر لقرون طويلة .من ناحية اخرى ،ال يزال تنتقد الحمالت الصليبية على أنها
بداية ا لحركة ا إلمبريالية .بينما تقوم ا لحركات ا لجهادية ا لمتطرفة بكل أعمالها ا لدموية بأهدا ف
إمبريالية وتكفير لآلخرين .بدأت الحمالت الصليبية بهدف استعادة أرض كان يسكنها
المسيحدون وأخذها المسلمون .بينما تقوم الحركات المتطرفة بأعمال إرهابية في أرا ص لم
يسكنها المسلمون من قبل ،ويتبنون فكرة تأسيس ا الة (أو المجتمع اإلسالمي) .المسيح الذي
يزعم أن ا لحمالت ا لصليبية قامت على اسمه ،لم يعلم عن ا لعنف ولم يكن قدوة عنيفة تجاه
موص رفضوا رسالته .بينما كثير من القادة في التأريخ ا إلسالمي لم ينادوا فقط بمحاربة غير
المؤمنين ،بل اشتركوا بالفعل في حمالت من هذا النوع .أتبا ع المسيح ا ألوا ئل وكتبة ا لعهد
ا لجديد لم يدافعوا عن العنف .لكن كثيرا من القادة في التاريخ ا إلسالمي لم ينادوا فقط
بمحاربة غير المؤمنين ،بل اشتركوا بالفعل في حمالت من هذا النوع .امتد اإليمان المسيحي
في بداياته ا ألولى دون قوة سياسية أو مادية ،ولكن من خالل أفعال ا لحب وا لكرا زة بتعاليم
اإلنجيل المغدرة للحياة .بينما توجد نصوص مقدسة تلجأ إليها هذه الحركات المتطرفة تمتلئ
بالعنف ،وال يتم تأويلها بأية قراءة رمزية.
تأمل تعليقات برنارد لويس ،الكاتب ا لغربي البارز ،عن الحركات ا إلسالمية ا لمتطرفة .فهو
يلخص بشكل جذ ا ب أهم ا لغوا رق بين ا لجها د لدى هذه ا لحركات ا لمتطرفة وا لحروب ا لصليبية—
با لرغم أن كليهما شذ حرودا مقدسة ضد األعداء الكفار في سبيل الديانة الصحيحة.
تعتبر الحرب الصليبية تطورا متأخرا في التاريخ المسيحي ،وهي بمعنى أو بآخر عالمة
على ا النحرا ف ا لكبير عن ا لقيم ا لمسيحية ا ألساسية كما عير عنها في ا ألناجيل .كانت
ا لمسيحية تحت ا لهجوم منذ ا لقرن السابع ،وقد فقدت مناطق شاسعة تحت ا لحكم ا إلسالمي.
وكان مفهوم الحرب المقدسة ،أو ا ألكثر شيوعا الحرب العادلة ،شائعا منذ القدم .ومع ذلك ،في
الصراع الطويل بين ا إلسالم والمسيحية ،كانت ا لحرب ا لصليبية متأخرة ومحدودة وقصيرة
نسبيا من حيث الوقت .لكئ الجهاد المتطرف موجود منذ بداية التاريخ اإلسالمي ...بالطبع
يشتق كلمة حرب صليبية نعس(٢1عكا من كلمة صليب ر!١٢عكا بالالتينية ،وكانت تعني في
البداية حريا مقدسة لصالح المسيحية .لكن في العالم المسيحي فقدت هذه الكلمة هذا المعنى
فتستخدم بمعاز مختلفة ،ولكن على عكس ض كلمة منذ زمن طويل .أثا كلمة الجهاد
)٠٢احتفظت بمعناها األول وا ألسا سي. حرب صليبية
نقاد الحروب الصليبية او محاكم التفتيش بالتأكيد على صواب في أن ا لمسيحيين ما
كان يجب أن يناصروا هذه ا ألعما ل ا لوحشية أو إعدام الهراطقة باسم المسيح .ويجب أز
نسأل النقاد لماذا تنتقون هذا االحداث المناهضة للمسيحية كأساس لإليمان المسيحي بدال
من ا لنظر إلى قدوة وتعاليم يسوع نفسه ،ناهيك عن فرنسيس األسيزي ،ومارتن لوثر كينج
٢٥٣
جونيور ،واألم تريزا ،وويليام ويلبرفورس ،وصانعي السالم ا آلخرين من المسيحيين؟)) بالفعل
هذه األعمال الوحشية وأي أعمال إرهابية باسم الدين التي نفذت باسم المسيح تتناقض مع
كل ما ناصره ونادى به يسوع في خدمته.
هل حروب يهوه في ا لعهد ا لقديم تشبه تماما ا لجهاد ا إلسالمى ا لمتطرف؟ رغم أننى أتعرض
لهذا الموضوع بمزيد من التفصيل في موضع آخر ،يجب أن نقول شيدا عن هذا ا التهام
الشائع ،أليس حروب يهوه في العهد القديم تشبه الجهاد اإلسالمي المتطرف المسلح؟
يجب أن نضع في ا العتبار أن الحركات ا إلسالمية ا لمتطرفة تقسم العالم إلى نطاقين(( :دار
ا إلسالم)) ،حيث يسود اإلسالم ،و((دار الحرب)) ،حيث يجب أن يمتد ا لحكم ا لسلمي -بالحرب،
إذا دعت الضرورة .كانت وال تزا ل نظرة اإلسالم ا لمتطرف لغير ا لمسلمين هي نظرة الحاكم
في مقابل المحكوم ،ا لمنتصر مقابل المنهزم ،وال تقدم حركات اإلسالم ا لمتطرف أية أفكار عن
ا لتعايش ا إلسالمي في ظل حكومة غير مسلمة.
كانت الحرب المعتدية وسحق المقاومة هو قلب هذه الحركات المتطرفة .يدعي أنصار
هذه الحركات -١أن النبي محمد اشترك في أكثر من ستين غزوة حربية -٢ ،ويتمسكون
بتأويل حرفي لنصوص الحرب الدموية في القرآن -٣ ،وينادون بأن انتشار اإلسالم البد
أن يكون بوسائل عنيفة ،وا الستيالء على أراضي غير المسلمين .وبالرغم أن ا لقرآن يقول ((ال
إكرا ه في الذين)) (سورة ا لبقرة آية ،)٢٥٦فإن ا إلكرا ه هو منهج هذه الحركات ا إلسالمية
المتطرفة .ومع هذا ال ننكر وجود ا لكثير من محبي السالم من المسلمين في كل أنحاء العالم.
وأنا شخصيا صادقت الكثير منهم على مر السنوات الماضية .ونحن ممتنون جدا لهؤالء
المسلمين المسالمين ،بالرغم أننا نتوقع من الكثيرين منهم أن يصرحوا ويشجبوا بقوة العنف
الذي يرتكب باسم ا إلسالم.
ماذا يمكننا أن نفعل إذا في المقارنة بين الجهاد ا إلسالمي المتطرف وحروب يهوه المصدق
عليها في العهد القديم؟ فيما يلي نبذة مختصرة عن أهم االختالفات:
٢٥٤
المتطرفين .أصا عن أهداف الحرب ،كانت هروب يهوه لمعاقبة ثقافة فاسدة بدرجة غير قابلة
للشغا ء (أخالقيا وعقائديا) ،وليس ألنهم كانوا غير يهود أو حتى ألنهم لم يعبدوا يهوه.
هذه ا لعقوبة جاءت بعد فترة تمتد ألكثر من ٤٠٠سنة عندما امتأل كاس شر الكنعانيين
(تك .)١٦ :١٥أصا حروب الجماعات ا لمتطرفة فهي موحهة إلى غير المسلمين (بما في ذلك
ا لمسيحيين وا ليهود -أهل الكتاب).
إذا سألنا :ص ينعم عليهم الله بمحبته؟ نجد أن يهوه يحب حتى أعدائه /أي هؤالء الذين
ال يحبونه (راجع تك ،٣ :١٢وسفر يونان) .وتشتمل خطته الخالصية األعداء ا لتقليديين
إلسرائيل (بابل وأشور ومصر) وتهدف إلى دمجهم في شعب الله .في المقابل ،يعتقد هؤالء
المتطرفون أن الله يحب فقط ص يحبونه ويطيعونه .ماذا عن المعيار األخالقي؟ رافة الله
وطبيعته الصالحة هما مصدر األوامر اإللهية .بينما يرى هؤالء المتطرفون أن الله يأمر بما
يشاء فيصير أمرا محتائ؛ فله اإلرادة المطلقة (على عكس الطبيعة الصالحة والخيرة) .قصد
ا لله يتحقق بمملكة ا لمسيا التي سيسود فيها السالم (اش . )١٠ -١ :١١ ،٦ :٩بينما يرى
هؤالء المتطرفون أن نهج االعتداء وا لغزوا ت لرفعة الدين هو النمط الطبيعي (وهو ما يمؤل
انتكاسة عما جاء المسيح ليحققه ،وتقوينا لمقاصد الله العليا) .في ا لعهد الجديد كانت مهمة
يسوع أن يقوض العدو الحقيقي —إبليس وجنوده (يو ٣٠ :١٤؛ أف ١٨ -١٠ :٦؛ كو :٢
—)١٥وليس تقويض أعداء إسرائيل السياسيين .لم يقصد للقتال ضد الكنعانيين أن يصبح
نمنا معتادا ومستمرا (لما له من قوة األمر اإللهي) ،لكنه كان أمرا استثنائيا .كان الله يعد
عهدا جديدا ليضم فيه كل الشعوب (راجع إر ٣١؛ حز .)٣٦بينما يرى هؤالء المتطرفون أن
االعتداء والحرب واجبة على كل مسلم ويتخذون تأييدا لذلك من حياة بعض القادة المسلمين،
ومن بعض ا لنصوص المقدسة ،ومن التاريخ ا إلسالمي.
هل الدين يسيب ا لعنف؟ هل الذين شيء خطير؟ ا إلجابة د ((نعم)) على هذه ا ألسئلة فيه
تعميم صخل .من ناحية ،هذه ا لنظرة تتجل هل ا الختالفات ا لشاسعة داخل كل ا ألديل ن التقليدية
في العالم ،والتي بعضها مسالم جدا وال يشغل أي تهديد .ثانيا ،هؤالء الذين يدعمون هذه
الفكرة يففلون أن يسألوا هل نصوص العنف في بعض الكتب المقدسة هي معيارية ودائمة
أم استثنائية وغير قابلة للتكرار .ثالثا ،هذا االفتراض ال يميز بين جوهر ا لدين واستغالل
أتباعه بشكل مأساوي .رابائ ،هذا ا الفترا ض يففل أيتا ما ود من حق في الدين— أي أن
بعض اآلراء الدينية ربما تكون صحيحة ،وبالتالي ستكون اآلراء المخالفة على خطا عندما
تختلف مع هذا الحق .أخيرا ،ا لنظرة القائلة بأن الذين هو شيء خطير ألنه يقصي اآلراء
ا ألزى هى نفسها نظرة غير متماسكة منطقيا .وتتركنا نتساءل(( :أليست ا لتعددية المتطرفة
تقصي أو تهمش ا آلرا ء الدينية لمذهب التوحيد مثال؟)) عندما تقدم إدعاء عن الحق يجب أن
تؤكد أن ا لعكس منه باطل أيتا.
٢٥٥
لمزيد من االطالع:
08.اا0ج ٨[0 0ال3كال8: ٨ 0111)10 10 £¥0٣ظ110ه 011 00)1 0008 10 8 3غ( 3.11, !<3111. ١٧ل0ح
0٢, 2008.حا3ة 8:ه1؟3آل 01311)1
31111اا011118اأ 3¥.ا1, ^1٢08ل٧0 111اا01100.ا0ا311)1 ٧ 01100ا0ا0 311)1 ٧اة1ة 111 1110
111 1110 ٢٢١¥0111 ٨. ^310118.ل088 311)1 £111101ل 8. 1ه13٢ا10ة اله 00111111^, 0)1110)1ا11٠8
1118, 2008.ا1٠3و٦ع0, 11^: £180كل3ا ١٧1110113
, 1^1:عا0. ٢٢031100ا)11ا3^ 311)1 01111111111111)10: ١¥1100 011123110118 00ا8ل .ا3ة ¥0’01,
§11 0101118011 01110 8 1ا0ا 3ا 088, 2002.ل
٢٥٦
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
* ما رأيك في ا الدعا ء بأن المذهب التوحيدي يؤدي إلى العنف؟ هل اإلدعاءات الحصرئة
عن ا لحق هي المشكلة؟ لماذا ال تقدم قيم التنوير حأل؟
لماذا كثيرا ما تستخدم كلمة ((دين)) بشكل غير منصف في هذه المناقشة؟
بشأن نقد ريجينا شفارتز ،لماذا ال يعبر قايين عن نموذج جيد لإلقصاء التوحيدي؟ ماذا
عن عيسو؟
* هل من يلزم أن توزع كل عطايا الله (الذكاء والقدرات الغنية) بالتساوى حتى يظهر أن
الله عادل ،ولماذا؟
لماذا يعتبر السخاء المطلق صورة للظلم؟ ماذا نعني بالحديث عن ا لحق في ا إلقصا ء
الذاتي؟
* كثيرا ما تذكر الحمالت الصليبية كنقد لإليمان المسيحى .كيف نجيب على ذلك؟ ما هى
أوجه المقارنة بين الحمالت الصليبية وأعمال الحركات الجهادية المتطرفة؟
لماذا تختلف حروب يهوه في العهد القديم كثيرا عن أعمال الحركات الجهادية المتطرفة؟
٢٥٧
ا مزيد مرع التركيز
-على الهبانب
األخالقي
يلقي كريستوفر هيتشنز ببطاقة التحدي :أتحداك ،أو أتحدى أي أحد ،أن يسمي لي
يكتب سام هاريس عن (( أسطورة تصرعا ما ال أستطيع أن أفعله إال إذا كنت مسيحيا .
الفوضى األخالقية العلمانية)) -أي أن األخالقيات والنظام االجتماعي ال يحتاجان إلى الله
أو الذين كأساس لها .في النهاية يوجد ا لكثيرون من الملحدين الخلوقين وا لكثير من المتدينين
الفاسقين .وهو يرفض فكرة أن اغتصاب األطفال أو قتلهم هو شيء خاطئ فقط ألن الله
قالذلك(.ا)
بالمثل يعارض دانييل دينيت فكرة أن الصالح يتعارض مع مذهب المادية العلموية
بهسد) ويقول* :ليس هناك سبب على اإلطالق يفتر لماذا عدم االعتقاد
في المادية ا لنفس أو خلودها يجب أن يجعل اإلنسان أقل اهتماائ أو أقل أخالقا ،أو
أقل التزاائ بسالمة الجميع على ا ألرض عن أي شخص آخر يؤمن بالروح .ويضيف أن
ا إلنسان المناصر للمادية ا لعلموية يمكن أن يكون مهتائ بوجود ا لعدل وا لحب والجمال وا لحرية
٢٦١
السياسية وأيضا الحرية الدينية (بقدر اهتمام الشخص المتعمق في الروحانيات .بالفعل
هؤالء الذين يدعون أنفسهم روحانيين يمكن أن يكونوا (قساة ومتعجرفين وأنانيين وغير
مهتمين تماائ بالمشكالت األخالقية للعالم)٣(٠.
في الغيلم الوثائقي المناهض لألين والذي قدمته قناة البي بي سي بعنوان ((ما هو
يصر ريتشارد دوكنز على أن اللطف والكرم )111ا 1^001 0ا) أصل كل الشرور؟)) ر٠/.2د
والصالح يمكن أن يوجدوا في الطبيعة البشرية وأن الداروينية تفسر ذلك .كيف؟ لدينا
جينات غيرية .نحن مصممون بحسب تكويننا لنحك ظؤر اآلخر .بكلمات أخرى الحينات تخلق
األخالق ،وال يخلقها الله او الدين .نحن البشر لدينا ضمير اخالقي وتعاطف متبادل يتطوران
لدينا باستمرار(.؛)
الرسالة التي يقولها كل هؤالء الملحدين هي واضحة تماصا :بمقدور الناس أن يكونوا
خلوقين بدون اإليمان بالله .وبالمزيد من الفحص المدقق نكتشف أن الملحدين الحدد على
صواب من ناحية وعلى خطأ من ناحية أضى.
إذا كان الكون مجرد إلكترونات وجينات أنانية ،فالمآسي التي ال معنى لها هو
ما يجب أن نتوقعه ،مع نفس القدر من الحظ السعيد الذي ال معنى له .مثل
هذا ا لكون لن يكون شرا أو خيرا بالقصد ..بل ا لكون ا لذي نالحظه له ا لسمات
عينها التي يجب أن نتوقعها إذا وجد في النهاية أئه ال تصميم ،وال هدف ،وال
شر ،وال خير ،ليس إال المباالة بائسة وعمياء(.
ائ7زجك ازكا يؤكد دوكنز ما يلي(( :ليس للعلم وفي كتابه ((قسيس الشيطان))
وسائل لتحديد ما هو أخالقي .هذه مسالة تختص باألفراد والمجتمع ) ( .إذا كان العلم وحده
هو الذي يعطينا المعرفة ،كما يزعم دوكنز ،فكيف إدا يعتبر أن تصرفات الله غير أخالقية،
او أن ا ألين هو أصل كل ا لشرور؟ وكما سنرى ،فإذ دوكينز يسرق اإلمكانيات الميتافيزيقية
للرؤية الكونية التى يرفض ا العتراف بها.
٢٦٢
اتباع الكتاب المقدس ليكون لدينا معرفة عامة للصواب والخطأ .فمثل المؤلهين ،الملحدون أيغطا
مخلوقون على صورة الله ،وبمقدورهم أن يدركوا نفس نوعيات الفضائل والسلوكيات -كما
يحب الملحدون أنفسهم أن يقولوا .وألننا مخلوقون على صورة الله ،فإننا مؤهلون للعمل بشكل
صحيح عندما نعيش بطريقة أخالقية .وبالتالي إذا راعينا ضميرنا بجدية (كما كأن يجب أن
يفعل ا ألمم في عاموس ،)٢ -١بمقدورنا أن نفعل سلوكيات أخالقية صائبة كثيرة .من ينكرون
أن اللطف فضيلة أو أن تعذيب األطفال للمتعة خطأ ال يحتاجون إلى حجة ،بل يحتاجون
إلى مساعدة نفسية وروحية! فهم يعانون من ا الختالل األخالقي .عندما يخبرني الناس بأن
إرهابيي هجمات ١ ١سبتمبر آمنوا بنية سليمة بأنهم يفعلون الصواب .أجيبهم :كثير من
الناس في مستشفيات ا ألمرا خر ا لعقلية يعتقدون بنية سليمة أنهم ا ألسكندر ا الكبر أو يوليوس
قيصر أو نابليون بونابرت! النية السليمة ليست مؤشرا بالضرورة عن الفعل السليم.
بعض الملحدين سيقولون إننا نعرف أن ا الغتصاب خطا ألنه ينتهك حقوق الضحية ويمزق
النسيج المجتمعي .المشكلة مع اإللحاد األخالقي (الذي يعترف باألخالق لكنه ال ينسبها
إلى الله كمصدر لها-المترجم) أنه ال يصل إلى النقطة الكافية .الحظ كيف أن الملحدين
ا لذين يؤمنون بالصواب وا لخطا ا لحقيقيين يتخذون قفزة إيمانية عقالنية هائلة .ويؤمنون
أن الحقائق األخالقية بدرجة ما هي جزء أزلي ض أثاث ا لوا قع والحقيقة ،ومع ذلك ظهر
في النهاية أشخاص يملكون حقونا وكرامة وقيمة وواجبات من مجرد حمأة طين بال قيم
وغير شخصنة! كما لو أن هذه الحقائق ا ألخالقية كانت تترقب تطور كائنات بشرية ذات
قيمة اخالقية ليكون لهم واجبات أخالقية يطيعونها .نعم بمقدور الملحدين أن يعرفوا أن
االغتصاب خطأ ،ولكن هذا ليس غرييا ألنهم مخلوقون على صورة الله ،وهو ما يرفضون
أن يعترفوا به .السؤا ل ا ألكثر أهمية والذي يبدو أن الملحدين عاجزون على ا إلجابة عليه هو:
كيف تحولوا إلى أشخاص لهم قيمة في ذوا تهم ولهم حقوق؟( ) المشكلة ال تتعلق بالمعرفة،
بل تتعلق بالكينونة.
دعنا نفير السيناريو من االغتصاب في الشارع إلى استغالل خروجة في حفلة بها
مخدرات وتبع ذلك االغتصاب .الشاب ألنه يرغب في أن يحصل على ما يريد ،فإنه يضع
المخدر في المشروب لشابة مطمئنة له .لنفترض أنه لطيف بما يكفي ليتخذ إجراءات معينة
بحيث ال توجد تبعات واضحة لفعلته .تستيقظ المرأة فيما بعد وال تدرك أي اختالف .لماذا يظل
هذا التصرف منغرا؟ في النهاية ال تعرف المرأة أي شيء ،لقد تمتع الشاب ،وال أحد يعرف
شيائ .ولماذا يجب أن يغضب دوكنز على مثل هذا الفعل؟ في النهاية يقول دوكنز ببساطة أن
الخاص بهم ) (.وإذا وحد اي انحراف ()1(1 البشر يرقصون على موسيقى الدي إن إيه
عن ا للطف وا لسخا ء ا للذين يتولدان عن طريق الجينات ،فهذا ليس غير أخالقى بحق ،بل هو
خلل جيني وليس شيائ آخر.
٢٦٣
من الخطأ أن نغتصب فظ ة -سوا ء كانت واعية أو ال -ألن الفتاة لها حقوق وكرامة في
ذاتها .لنفس السبب ،من ا لخطأ أن نسخر أو نهين شخشا من أصحاب التحديات الخاصة
الذهنية حتى وإن بدا أنهم ال يئأثرون باإلهانات اللفظية .مرع أين أتت الكرامة والحقوق في
عالم من اإللكترونات والجينات ا ألظ نية؟ إذ عقيدة صورة الله تدعم أقوى بديهيل تنا التي تقول
إن ا لبشر ليسوا أدوات نستخدمها وتستغلها بل هم أشخاص يجدر بنا احترامهم ومعاملتهم
بمساوا ة أمام القانون.
األشخاص العاقلون الذين لهم قيمة في ذوا تهم لم يأتوا بمرور الوقت من عمليات غير
مشخصنة وغير واعية وغير موجهة وبال قيمة .لكن الله ،الشخص الواعى بذاته والهادف
والصالح ،يوفر لنا سياقا نحن في أشد الحاجة إليه؛ ألن عالما بدون الله ال يمكن أن يوفر لنا
هذا السياق .كينونة الشخص وا آلخالق متالزمان بالضرورة .ا لقيمة ا ألخالقية متأصلة في
كينونة الشخص .وبدون الله (كائن مثدخصن) ،فال يمكن ألشخاص -وبالتالي ال يمكن لقيمة
أخالقية -أن يوجد على ا إلطالق .فقط في ظل وجود ا لله يمكننا إدرا ك السمات ا الخالقيات.
حتى المنظومات ا ألخالقية ا لالدينية -سوا ء كانت مبنية على ا آلرا ء األخالقية للغالسفة
مثل ارسطو وكانط ،أو ربما بعض أشكال العقد االجتماعي -تؤكد ا لكثير من الحقائق التي
يؤكدها المؤمنون بالله .هذه ا ألنظمة ربما تتفق على أنه يجدر بنا أن ننفذ بعض االلتزامات
األخالقية أو نكتسب بعض السمات الشخصية .ومع ذلك فإن هذه المنظومات ال تزال غير
كاملة؛ ألنها ال تقدم أساسا للكرامة وا لقيمة ا إلنسانيتين.
تحدي هيتشنز
ماذا عن تحدي هيتشنز؟ هل بمقدورنا أن نسمي فضيلة أخالقية لدى أحد المسيحيين
ليست عند أحد الملحدين مثل هيتشنز؟ نعم! ماذا عن عدم إكرام الله ،وتقديم الشكر له (رو
)٢١ :١؟ ماذا عن خطية ا الكتفا ء الذاتي للبشر ،ورفض الخضوع لسلطة الله (مز )٢؟ ماذا
عن احتقار هيتشنز لعطية ا لخالص ا إللهية ورفضه االعتماد على نعمة الله (مت )٣٧ :٢٣؟ إن
كانت الوصيتان ا لعظمتا ن هما أن تحب الله من كل ا لقلب ومحبة ا لقريب كالنفس ،وهيتشنز
٢٦٤
هل توجد أخالق بال مشرع إلهي؟
م ب نم ه
صالح كما يقول ،فهو ال يزا ل راسدا في ا المتحان بنسبة ٠ه ا .فقد رفض (( ا لصدؤة ا ألولى
ذانثئتى)) (مت ٣٨ :٢٢و.)٣٩
أتساءل إن كأن هيتشنز يقلق بشان أمور معينة ،وهو غير مهتم بإلقاء كل همومه على
الله الذي يهتم به (١بط ه .)٧ :هل يحب هيتشنز أعداءه ويفعل ا لخير لهم (مت ه)٤٤ :؟ هل
يذكر اسم الله باطأل؟ هل يفغر لآلخرين كما ئدم له الفغران (أف )٣٢ : ٤؟
ربما بإمكاننا التقدم خطوة ًاضى إلى األمام .الحظ ((جوينتر لوي)) ،العالم السياسي
الالدري الذي كأن يدرس في جامعة ماساتشوسيتس ،أن هناك بعض الفضائل األخالقية
ال يرجح أن تصدر عن اإللحاد:
باإلضافة إلى هذه السطور ،كتب الكاتب ا لمسيحي مالكولم ماجريدج أنه قضى سنوات
كثيرة في الهند وأفريقيا ،وهناك شهد سعيا أكثر صالحا يقوم به المسيحيون من كل
الطوائف .ومع ذلك في المقابل :لم أقابل أبدا ،وهو ما حدث ،مستشفى أو دار ايتام تديره
الجمعية الغا بية (جمعية تنشر مبادئ االشتراكية) ،أو لمصحة لمرضى الجذام تابعة ألنصار
المذهب اإلنساني ) ( .وحتى إذا اعتبرنا أعمال التضحية بالذات تمتدح أخالقيا بل تعير عن
البطولة ،لكنها ال تبدو نافعة بيولوجيا .
٢٦٥
على موسيقى اد دل الخاص بنا— ونحن ال نملك أية سيطرة على هذه الموسيقى -فكيف
نعرف أننا على صواب في أي شيء؟ قد نكون على صواب بالمصادفة ،لكن هذا ال يسمى
معرفة .كما قال تشارلز داروين :بالنسبة لي ،الشك ا لفظيع الذي يظهر دائائ يكون حول
هل قناعات عقل اإلنسان ،التي تكونت من عقل حيوانات أدنى ،لها أية قيمة ويمكن الوثوق
بها أم ال .هل يمكن ألي أحد أن يثق في قناعات عقل القرد ،إن وجدت أية قناعات في مثل
هذا |لعقل؟)١١(٠٠
قد نصدق مصادفًا با ألشيل ء الصحيحة التي تساعدنا على البقاء ،وفي نفس الوقت قد
يكون لدينا معتقدات باطلة كثيرة تساعدنا على البقاء .على سبيل المثال ،قد نكون حسب
تكويننا نصدق أن البشر لهم قيمة ولهم حقوق أو أن لدينا التزامات أخالقية نؤديها .مثل هذه
ا لمعتقدا ت قد تسا عدنا على ا لبقا ء كأنوا ع ،لكنها قد تكون خاطئة تما ائ.
ا لعملية ا لتطورية ا لطبيعية تهتم بالتكدف وا لبقا ء ،وليس با لمعتقد ا لحعحيح .وين دم ال
تتزعزع األخالقيات الموضوعية فحسب ،ولكن ا لتفكير العقالني أيتا .فوفعا للتطوريين
الملحدين مثل ((مايكل روس)) و((إي .أوه .ويلسون)) ،ا ألخالقيات هي وهم كبير قد صللنا به
بسبب جيناتنا حتى نضطر إلى التعاون ) ( .نحن نظن فقط أنه يجدر بنا أن نحب األطفال
الصغار ،لكننا مخطوئن إذا استنتجنا ان الصواب وا لخطأ موجودان بالفعل .هذا ا لوهم بأن
لدينا التزامات أخالقية مقنع وقوي ،وبدونه قد نتجاهل أو نعصى نزعاتنا األخالقية .ومع
ذلك ،فامتالكنا لهذه الميول األخالقية مختلف تماائ عن امتالكنا أللتزا مات أخالقية ،وهو ما
يقودنا إلى النقطة التالية.
٢٦٦
هل توجد أخالق بال مشرع إلهي؟
أن أتحلى باألخالق وبين يجدر بي أن أجوع ،ألن كليهما يمثالن وظائف التكيف الناتج عن
التطور .وهذه الحاالت هي قائمة هكذا .
ولكن إذا كان البشر مخلوقين على صورة الله ولديهم قيمة من البداية ،فليس علينا أن
نتساءل عن كيف ننتقل من وضع ((ما هو قائم)) في الطبيعة إلى وضع ((ما هو واجب)) الذي
يستلزمه االلتزام األخالقي الحقيقي .الكائن األسمى قيمة (وهو الله) هو صميم الحقيقة ،وال
توجد إشكالية بين ما هو ((قائم)) وما هو ((واجب)) إذا كان ا إليمان بوجود الله صحيحا.
األخالقيات اسباطية
يقر مايكل روس وإي .أوه .ويلسون أنه بدال من االرتقاء مرك البدائيات التي تسكن
ا لسافانا كان يمكن أن نتطور مثل فصيلة األرضيات) باحتياج السكنى في
الظالم ،ونأكل فضالت أحدنا اآلخر ،ونأكل لحوم الموتى .ولو كان األمر كذلك ،لكائ نمتدح
مثل هذه التصرفات كأنها صفات جميلة وصحيحة أخالقيا ،ولكدا سنجد أنه من المقرف
أخالقيا أن نعيش في الهواء الطلق ،أو نتخلص من فضالت الجسد ،أو ندفن الموتى (.
وبالتالي وعينا باألخالقيات (اإلحساس بالصواب والخطأ والشعور الذي يحكمنا بااللتزام)
له اقيمة بيولوجية ويعمل كأداة للبقا ء ،و ال يوجد كينونة وراء هذا ) (.أخالقيات المذهب
ا لطبيعي تعسفية وكأ ن يمكن أن تتطور في ا تجاهات معاكسة .تصادف أننا ئعجب بل ألخالقيات
التي فرضها ا لتطور علينا ،لكن يمكننا أن نشدو بترانيم األخالقيات المعاكسة أيتا لنفس
الخاص بنا. 7(1 ا ألسباب :إننا نرقص على موسيقى ا ل
٢٦٧
مرة أخرى ،من الصعب أن نزى كيف يفسر 1لملحد المناصر للمذهب ا لطبيعي االنتقال
من العمليات المادية ا لالواعية التى بال قيمة إلى إنتاج كائنات بشرية لها قيمة ولها حقوق.
ا لالقيمة ال ننتج سوى الالقيمة .ليس للمادة قدرة على إنتاج ا لقيمة .كتب الفيزياء ال تتضمن
الصالح أو حتى الضمير في محاوالت تعريفها للمادة.
في المقابل ،فرضية وجود الله ال تجبرنا على عمل قفزة هائلة من ا لالقيمة إلى ا لقيمة.
وإنما نحن نبدأ بقيمة (شخصية الله الصالحة) وننتهي بقيمة (بشر يحملون الصور ا إللهية
بمسؤولية أخالقية وحقوق) .ا إلله الصالح يبني بنجا ح حسرا يعبر ا لهوة بين ما هو((قائم)) وما
هو ((واجب)) .القيمة موجودة منذ البدايات؛ فهي موجودة في إله صالح ذاتي الوجود.
وبا لتا لي بالرغم من كل ا نتقاد|تا لملحدين ا لحدد للذين ،فال يزا ل يعوزهم ا ألسدس ا ألخالقية
التى تبرر نقدا أخالقيا حقيقدا لمذهب األلوهية ،إذ ليس بمقدور اإللحاد أيائ أن يؤصل
تأصيال حقيقيا للقيمة األخالقية أو الكرامة اإلنسانية.
لمزيد من االطالع:
1 1116 111-ل! ا.,ال)1ا1٢3؛501, 311)1 1116 101)11015 0غا3)0٢3؟٠ 00[130, £301. 1'00)1, 1
الة 0§36, 6)11)6)1ل3ا8)6٢ 110131 30)1 £<311161, 06306)110 0غ: ٨1ا6180غ) ٨؛1016 0
8)6١٧311. ^^10063^0118: 10111688 £1'688, 2008.ال6ه0آل
66)1008 )0 011118-لأل 00010100 0ج: 0٧6٢600110ا0٢١٦6,؛ )01 ¥00,1(0) 1؛ ٦16ل¥اا ٠ —.
)130 £31)11. 20)1 6)1. ^10063^0118: 66)1130^ 110086, 2009.
¥01'1): 000-د6١٨ال00160). ٢ج6. ¥116 ¥101'111. ٨1ا1؛ ٠ 00^30, £301, 30)1 ¥111’1) □. 1.111١
6011§.ا01؛ )100001 £1688,
6.؛؛ £ط 00)1 10 )116 113؛ 000)17 ¥116 £1,366 0ج 60)1161 6610ال10. 1ا0ل ٠ 11316,
, 2002.ا0)61٧3181ل £<010618 0 0 6, 11:
٢٦٨
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
هل سبق وناقشت موضوع األخالقيات مع أحد الملحدين أو المتشككين؟ كيف سار
النقاش بينكما؟
* ما هو التناقض الصارخ في ادعاء ريتشارد دوكنز بأن الله وحش بال أخالق ؟
* لماذا بن الهام أن نمعز بين ((المعرفة)) و(( ا لكينونة)) عندما نتحدث عن األخالقيات؟ لماذا من
ا لصعب أن تبرر وجود ا لكرا مة وا لقيمة ا إلنسانية إذا لم يكن ا لله موجودا ؟
يدعي الملحدون عادة بأنهم صالحون مثل أي متدين .ومع ذلك ،ما هي االلتزامات
األخالقية التي ال ينفذها الملحدون؟
كيف تجيب على االدعا ء بان التطور يفتر األخالقيات؟ ما هو الشيء المفقود في
الروايات ا لتطورية المادية المحضة عن األخالقيات؟
كيف أن وجود إله صالح يخلق البشر على صورته يقدم سياقا أكثر تبريرا لوجود القيم
ا ألخالقية ا لموضوعية؟
٢٦٩
حطغ ١٠ؤي
ألم نتجاوزهدا اإلله؟
هدايا اليهود
في السادس عشر من فبراير عام ١٨٠٩كتب جون آدمز خطادا إلى فرانسوا أدريان
فاندر كيمب أصر فيه على أن العبرانيين قد ساهموا في تحثر ا إلنسان أكثر من أية أمة
أخرى .ولم تساعد شرائعهم في خلق تأثير حضاري على ا ألمم فحسب ،لكنهم حفظوا
وروجوا للبشرية عقيدة إله سيد على الكون منزه وحكيم وقدير ،وهو ما أعتقد أنه المبدأ
الضروري األعظم سعيات وبالتالي لكل الحضارات .ا)
هذه 01/18 0/1ا) يؤكد توماس كاهيل في كتأبه الرائع ((هدايا اليهود)) ر؟د
الححة .هذه ا لقبيلة الصحراوية ا لبدوية ا لقديمة ساعدت في إعطا ء ا لبشرية إحساسا
بالتأريخ -ماضي ،وحاضر ،ومستقبل ،وفكرة أن التأريخ يتجه إلى قصد ما ،وأن للتأريخ
٢٧١
غاية ) (.كأن الزمن دائريا عند شعوب ما بين النهرين والمصريين والشعوب القديمة األخرى؛
فال جديد تحت الشمس .ويمكننا أن نقول نفس ا لشيء عن ا لكثير عن الفلسفات والديانات
بما فيها من دورات إعادة التجسد الشرقية اليوم .فهم يتبنون عقيدة ((ا لكأ رما))
للوالدة والموت والوالدة مرة أخرى.
األكثر من هذا ،يكشف العهد القديم عن إله لديه خطة كونية ،ويضم الله البشر كمشاركين
له في تشكيل ا لظ ريخ في هذه ا لخطة .نعم ،ا لبشر مهمون .سالسل ا ألنساب في ا لعهد ا لقديم
تكشف الدور الهام الذي يبعبه البشر في تكسف المقاصد اإللهية .عالوة على ذلك قدم اليهود
عقيدة قوية للتوحيد .وبدال من وجود إله واحد ضمن مجئع لآللهة ،أو إله يختص بمنطقة
جغرافية معينة ،كأن يهوه هو ا إلله الوحيد المهم .هو الوحيد الذي يوجد.
باإلضافة إلى ذلك ،قدم ا ليهود طريقة جديدة الختبار ا لوا قع .يوجد إله يشارك البشر
بشخصه بشكل منتظم ،واختيارا تهم تصنع فرق حقيقيا .كان التخان القرار البشري أهمية
عظمى ،وينسج الله هذه ا لقرا را ت في خطته ا إللهية العليا .لسنا أسرى ا لقدر أو تحت رحمة
نزوات اآللهة .من ناحية أخرى ،البشر ليسوا بالقوة التي تجعلهم يتالعبون بالله ليفعلوا ما
يريدونه .هذه األفكار العامة هي بعض هدايا اليهود لبقية العالم.
هدايا المسيحيين
كانت وال تزال ئرتكب أفعال مروعة ومناهضة للمسيحية باسم المسيح .على سبيل المثال:
ا لحمالت الصليبية ،محاكم التفتيش ،قتل الساحرات ،أو القتال بين الكاثوليك وا لبروتستانت
في أوروبا .ال يريد المسيح أن يندرج اسمه ضمن هذه ا لنوعية من التعصب الديني .أشياء
كثيرة يمكن أن ئفعل باسم الله تؤدي إلى أن ((اسلم الله يحذف عنيه دسبدكلم دين االتم)) (رو
.)٢٤ :٢
المشكلة في زعم كريستوفر هيتشنز أن سموم الذين في كل مكان أنه زعم غامخى
ومتطرف .إن مصطلح ((دين)) في المؤلفات الحالية هو غامض بشكل واضح ويصعب تعريفه.
وإذا أشار دينيت وهيتشنز أن طالين كان *متديائ بطريقة ما ،فإننا بهذا نرفع أيدينا
متحيرين .كالم هيتشنز على أن التأثير الديني الضار هو أيائ متطرف في انحرافه.
هل يسمم ا لدين كل شيء وال يأتي بأية فائدة مهما كانت؟ هناك الكثير من الملحدين
المثقفين ورفيعي المستوى متن يختلفون بشدة مع هذا الطرح .الفيلسوف الملحد والتر سينوت
أرمسترونج يرى أن شعار الذين يسمم كل شيء هو غير دقيق ومهين ،وينصح الملحدين بأال
يضحكوا أو يشجعوا نكات هيتشنز ،وال يجدر بهم البقاء صامتين .يرى أرمسترونج أن نقد
٢٧٢
هيتشنز للذين مثل أحد األقرباء المتقدم في ا لعمر الذي يقول باستمرار عبارات غريبة ،
ويرى أن تقييمه ليس منصعا وال يعدر عن حكمة.
من المغارقة أن القذائف األخالقية للملحدين الحدد التي قذفت ضد اإليمان المسيحي
باسم األخالق هي مؤسسة با لفعل تاريخيا على نفس ا إليمان (المسيحي) الذي ينتقدونه .لقد
وثق المؤرخون أن قيم حقوق اإلنسان ،والتسامح ،والعدل االجتماعي ،والتصالح بين األعراق
هي إرث ا إليمان المسيحي ،وليست بعائ من مثاليا ت حركة ا لتنوير ا لالدينية .فالكنيسة
المسيحية ،بالرغم من كل عيوبها ،قد لعبت دورا هاائ في إنتاج منافع حمة للحضارة .وفي
كثير من ا ألحيان يكمن ورا ء هذا التأثير إلهام من ا لتكريس الكامل للمسبح ،الذي يفيفن إلى
محبة كل قريب لمجد الله.
٠ا الرتقا ء بمكانة المرأة وحقوقها :بالرغم من ادعا ء أنصار ا لحركات النسوية بأن ا إليمان
المسيحي يحط من قدر المرأة ويجعلها في مكانة متدنية ،فان التاريخ يثبت عكس ذلك.
٢٧٣
بالرغم أن ا لنسا ء كن يتعرضن إلى القهر بشكل منتظم في معظم الثقافات ،نرى
شيعا مختلعا في معاملة المسيح للنسا ء (مثال :المرأة السامرية في يوحنا ،٤أو مريم
ومرثا في لو .)٤٠ -٣٨ : ١٠ويبرز إنجيل لوقا ا لمكًانة ا لبارزة للنسا ء في حيًا ة ا لمسيح
وخدمته .كما أن المسيحيين األوائل عملوا باستمرار على حماية النساء واألطفال من
اإلهمالواإليذ|ء.
٠تأسيس الجامعات ا لعظمى في أوربا وأمريكًا الشمالية :جامعات مثل السوربون،
وأوكسفود ،وهارفارد ،ويلل ،وبرينستون ،هي بعض أمثلة من جامعات مرموقة كثيرة
تأسست بهدف تمجيد الله .في أوروبا ظهرت كثير من الجامعات داخل األدبرة في
العصور الوسطى .وفي أمريكًا بدأت أقدم وأرقى الجامعات كمؤسسات لتدريب رعاة
ا لكنائس وا لمرسلين.
٠تأليف اعمال أدبية مرموقة :األعمال األدبية البارزة للمسيحيين والتي تهئل اإللهام
ورا ء ها في إيمانهم ،ويظهر هذا في ((مدينة الله)) ألغسطينوس ،و(( ا لتاريخ الكنسي))
ليوسابيوس القيصري،ثم(( الكوميديًا ا إللهية)) لدانتي ،و(( الغردوس المفقود )) لجون ميلتون،
ثم أعمال تولكين ،وسي .إس .لويس ،وفالنيري أوكونر ،وألسكًا ندر زولجنيسين.
المساهمة في الكتابة عن الفلسفة والالهوت وتاريخ الفكر :من أبرز ا لممثليين لذلك:
أغسطينوس ،أنسلم ،توما األكويني ،بليز يأسكال ،سورين كيركيجارد ،وجوناثان
إدواردز .وتشهد كثير ون المنظمات ا ليوم مثل هيئة الفالسفة ا لمسيحيين وهيئة الفالسفة
اإلنجيليين الستمرار هذا ا لتقليد.
٠إبداع أعمال فنية جميلة ال مثيل لها في الرسم وا لنحت والعمارة .تذكر مايكل أنجلو،
را£6كا. ريمبرانت فان رين ،بيتر باول روبنز ،والكأتدرائيات البيزنطية والقوطية
٠وضع أساسات العلم الحديث :يرجع العلم ا لحديث بجذوره إلى القناعة الكتابية بأن
العالم مخلوق بيد إله عقالني .لهذا السبب ،فهو منظم ويمكن التنبؤ به ،ويمكن دراسته
وفهمه بعقول البشر .يمكننا أن نذكر في هذا الصدد :إسحاق نيوتن ،جاليليو جاليلي،
نيكوالس كوبرنيكوس ،يوهانز كيبلر ،مايكل فراداي ،وليام تي كالغن ،روبرت بويل،
أنطون الفوازييه ،وآخرين كثيرين.
٠تأليف موسيقى راقية :مثل أعمال يوهان سباستيًان باخ ،وجورج إف .هاندل ،وفيلكس
ميندلسون ،فرانسز جوزيف هايدن ،وهذه ا ألعمال تتحدث عن نفسها.
٠ا لدفا ع عن حقوق اإلنسان ،وا لديموقرا طية ،والحريات السياسية ،واالهتمام بالفقراء.
هذه األفكار العامة ترجع جذورها إلى المثاليات الكتابية بأن كل البشر مخلوقون على
صورة الله ،وأن لهم كرامة وقيمة ،وأنهم سواسية أمام القانون.
٢٧٤
من الصعب أن نبالغ في أن ليسوع الناصري تأثيرا على التأريخ وحيأة عدد ال حصر له
من البشر الذين عاشوا متأثرين بحياة هذه الشخصية وتعاليمه ،بل والقوة المغيرة لصليبه
وقيامته .أشار المؤرخ ياروسالف بيلكان أنه بتغيير التقويم (من قبل الميالد إلى بعد الميالد
وقعا لشنة ميالد الرب) وبطرق أخرى ،الجميع مجبرون على االعتراف بأنه لوبفضل يشوع
الناصري تفدر التاريخ ولن يعود كما كان أبدا (.
يعتبر دوكنز مخطائ إلى حد كبير في ا لتأكيد على أن اإليمان المشيحي قد انتشر بقوة
السيف ) (.وإذا نظر نظرة أمينة إلى التاريخ المسيحي ،سيكون عليه أن يعترف بأن الحركة
المسيحية المبكرة لم تتلق أي دعم سياسي أو اجتماعي .دعيت هذه الحركة في البداية بأتباع
((الطريق)) (أع ٢٣ ،٩ :١٩؛ ٤ :٢٢؛ )٢٢ ،١٤ :٢٤تكريائ لمخلصهم (يو ،)٦ :١٤وكثيرا ما
جمعت إليها عبيدا وأعضا؛ مرع الطبقات ا الجتماعدة األدنى .وفي القرون الثالثة األولى نمت
الكنيسة من خالل أعمال المحبة والرحمة وإعلدن األخبار السارة عن يسوع .ولم يكن هناك
مكان للحروب المقدسة في هذه ا لحركة غير العنيفة.
>7716 رودني ستارك -وهو ا لعمالق بين علما ء ا الجتما ع -يبئن في كتابه ((انتصار العقل))
وز٢هحم٠٠م ١كيف أن ((نجاح الغرب ،بما في ذلك ظهور العلم ،دبنى بالكامل على (ا^60801ا0
ال أسسى دينية ،وا ألشخاهر ا لذين ساهموا في ظهوره كانوا من المسيحيين المخلصين)).
تكتفب فقط بكلدم عالم اجتماع مسيحي فقط .دعتبر يوجين هابرماس أحد أشهر ا لغلدسغة
اللدمعين فى أوربا اليوم .ومن الحقائق األخرى عن هابرماس أنه ملحد عنيد .ومع ذلك فهو
يؤكد على حقيقة تاريخدة ال مغر منها تتمئل في أن اإليمان المسيحي هو صاحب التأثير
األعمق فى تشكيل الحضارة .تأمل كالمه بتدقيق:
عملت ا لمسيحية ليسر كمؤشر فقط أو ئحفز للفهم المعياري للحداثة بل أكثر
والتي (أ1817أ6)1)01 11\7€)80ل1أ>)£§0 من هذا .الحركة المساواتية العالمية
بزغت منها أفكار الحرية والتضامن االجتماعي ،واختيار المسلك الذاتي في
الحياة والتحرير ،وأخلدقيات الغرد والضمير ،وحقوق اإلنسان ،والديمقراطية،
هى الوريث المباشر لقيمة العدل فى اليهودية وقيمة الحب فى المسيحدة.
هذا اإلرث ،الذي لم يتغير في جوهره ،كان وال يزا ل هدائ لعملية مستمرة
من التعديل وإعادة التفسير .وحتى هذا اليوم ال يوجد بديل له .وفي ضوء
التحديات الحالية للمواطنة فيما بعد عصر ا لتكتلدت القومية ،نواصل التغذي
من جوهر هذا الميراث .وكل شيء آخر ال يزيد عن كلدم باطل من كلدم ما
بعد الحداثة) (.
يقول عايم حقوق ا إلنسان ماكس ستاكهاوس :ا ألمانة ا لفكرية تستدعي ا العترا ف بحقيقة
٢٧٥
أن ما مر كمبادئ ((علمانية)) أو ((غربية)) عن الحقوق ا ألساسية لبدنسان لم تنشأ مرر مكان
آخر سوى ا ألفرع ا لرئيسية من الديانة ا لمؤسسة على الكتاب المقدس .
راجع ثالث حقائق تاريخية أساسية —١ :التحدث عن حقوق طبيعية ظهر في ا للدهوت
الكاثوليكي للعصور الوسطى ،هذه اللغة ذاتها بنيت على فهم كتابي لصورة الله في كل
البشر -٢ .المحركون ا ألساسيون ا لذين أسسوا ا إلعلدن العالمى لحقوق اإلنسان عام
( ١٩٤٨الذي يتحدث عن اإلنسان ((الذي منح عقلد وضميرا))) كانوا في ا ألصل ائتلدفات
من الكنائس والقادة المسيحيين الذي عملوا بالقرب من رابيين يهود بهدف خلق ((منظومة
عالمية جديدة)) لحقوق اإلنسان -٣ .حتى حقوق اإلنسان المنسوبة لحركة التنوير العلمانية
لها جذور الهوتية عميقة .هذا واضح تماائ في وثيقتين مهمتين للغاية في ا لقرن الثامن
عشر :إعلدن ا الستقلدل (الذي يتحدث عن بشر ((منحوا مرر خالقهم حقوقا معينة غير قابلة
للتغيير))) وا إلعالن ا لغرنسي لحقوق ا إلنسان وا لموا طنة (وا لذي يؤكد على .حقوق ا إلنسان في
حضور وتحت رعاية الله الكائن األسمى) .باختصار ،إظهار الطابع اليهودي— المسيحي
على حقوق اإلنسان في ا لوقت الحالي في غاية األهمية لتصحيح ا لكثير من انتقادات
ا لعلمانيين للذين(.
حتى غير الغربيين بدأوا يدركون التأثير الكبير لإليمان المسيحي في الغرب .ديفيد
أيكما ن— المراسل ا لشهير لمجلة التايم سحل ملخصا لمحاضرة ألحد ا لعلما ء ا لصينيين امام
مجموعة من ثمانية عشر سائحا أمريكيا قال فيها:
أحد األشياء المطلوب مائ ا لنظر فيها هو أسباب نجاح ،أو باألحرى ،تفوق
الغرب في كل أنحا ء العالم .درسنا كل شيء وصل إلى أيدينا من منظور
تاريخي وسياسي واقتصادي وثقافي .في البداية ظننا أن هذا التفوق يرجع
إلى ا متلدككم أسلحة فتاكة أكثر مثا .ثم ظننا أنه بسبب أن لديكم منظومة
سياسية أفضل .ثم ركزنا بعد ذلك على منظومتكم االقتصادية .لكن في
ا لعشرين سنة الماضية ،أدركنا أن صميم ثقافتكم يتمدل في دينكم :المسيحية.
لهن ا ا لسبب كا ن وال يزا ل ا لغرب قودا جذ ا .ا ألسا ص ا ألخلدقي ا لمسيحي للحيا ة
االجتماعية والثقافية هو ما أتاح لظهور الرأسمالية ثم االنتقال الناجح إلى
السياسات الديمقراطية .ليس لدينا أي شك في هذا .
لم يكن هذا المحاضر معتوائ جاهلد .على ا لعكس فهو يمثل أحد المنظمات ا لبحثية
المرموقة في الصين -وهي االكاديمية الصينية للعلوم االجتماعية و55الح> .لدينا ما هو أكثر
من الدراسات الغربية التي تدعم الرؤية الكونية اليهودية المسيحية .فنحن نجد دراسات أخرى
فى الشرق أيتا!
٢٧٦
يسوع هوالذروة
تبدأ األسفار المقدسة بالتأكيد في ا لخليقة على أن البشر مخلوقون على صورة الله .من
نوا ح كثيرة ،كان ارتقاء الشرائع في ا لعهد ا لقديم عن عدد كبير من تشريعات اخرى في
ا لشرق ا ألدنى ا لقديم بمثا بة تحرك هام نحو ا لوضع ا لمثالي .يقدم لنا ا لعهد ا لقديم مبا دئ ثل بتة
عن كرامة اإلنسان وسقوطه ،ناهيك عن األفكار األخالقية الثاقبة عن العدل واالمانة والرحمة
وا لعطا ء وغيرها من األمور.
ومع ذلك إذا توقفنا عند العهد القديم ،لن نرى المسار الكامل للقصة واكتمالها في المسيح.
كان العهد القديم من نواح عديدة مترقبا لشيء أعظم بكثير .وبن ثم إذا جاء يسوع بعهد
جديد إلسرائيل الحقيقي وبدأ في تجديد الخليقة باعتباره آدم الثاني ،لذا وجب علينا أن
نشغل أنفسنا بكيف ألقى تجسده وخدمته وموته الكفاري وقيامته الضوء على العهد القديم،
بكل ما فيه بن فوضى .إذا توقفنا عند نصوص العهد القديم بدون أن نسمح للمسيح آدم
الثاني ،وإسرائيل الجديد الحقيقي أن ينيرها ،فإن قراءتنا وتفسيرنا للعهد القديم سيكون
فقيرا بشدة ومشوائ من نواح متعددة.
في يوم من األيام سنتمتع كامال بتحقيق ا لصالح الكامل والسالم الخالص في ا لسما ء
وا ألرض الجديدتين ،حيث لن يوجد أي تمييز اجتماعى أو عنصري .سوف يضرب السيوف
وتتحول إلى شفرات للمحراث ،وسيسود السالم .أكد يسوع في أيامه على ا ألرض عبى
نصوص العهد القديم عن محبة الله والقريب ،ودعا إسرائيل للرجوع إلى الحياة حسب المثل
ا إللهية ا لتي ظهرت عند ا لخلق .كل ن هذ ا وقتها ،لكن ا لقلوب ا لقاسية ال تزا ل معنا ا ليوم .لكن
نظرة يسوع إلى العهد القديم يجب أن تعلمنا نحن المسيحيين أن نعيش في حالة (حدث
بالفعل /ولم يحدث بعد) .نحن نعيش مكاسب كثيرة لصليب المسيح (حدثت بالفعل) ،ولكن
ال نزا ل نعيش في عالم ساقط بينما ننتظر السماء وا ألرض الجديدتين وقبول جسد قيامتنا
(لم يحدث بعد).
بالرغم أن الملحدين الحدد كثيرا ما يدورون حول األمر بطريقة عنيدة ،فإنهم يمثلون -دون
قصد منهم -تحددا نافائ لنا كمسيحيين .كيف يكون هذا؟ ألنهم يذكروننا بضرورة أن نفكر
بعمق في إيماننا ،وأن نعيش في حياتنا بفكر الملكوت بشغف واتساق مسيحي أكبر ،ولنعئق
التزامنا بالعدل ومقاومة الظلم ،وبالتفكير في العقبات المعاصرة أمام اإليمان ،ولتقديم عرض
أكثر إقناعا بالكالم وا لفعل لعالم يراقبنا باستمرار .نحتاج جميعا إلى نظرة متجددة للمسيح،
وندع انفسنا نتطلع في وجهه ،وندعه يشكل تكريسنا له ،ومحبتنا لآلخريرر (حتى أعدائنا)،
واهتمامنا بالثقافة والعالم الذي نعيش فيه .يقذم الكاتب والقس تيم كيللر نقطة البدء في
هذه األفكار:
٢٧٧
إذا كان أساسكم هو رجل يموت على الصليب من أجل أعدائه ،وإذا كان
جوهر صورتكم الذاتية وديانتكم هو رجل يصلي من أجل أعدائه بينما يموت
عنهم ،ومضحبا بذاته ألجلهم ،ومحبا لهم -إذا ترسخ هذا في صميم قلوبكم،
حينئذ ستنتج نوعية الحياة التي عاشها المسيحيون األوائل .أكثر حياة ممكنة
من حيث االنفتاح نابعة من أكثر ادعاء يتسم بالحصرية ..أن هذا هو الحق.
ولكن ما هو الحق؟ الحق هو إله أصبح ضعيائ ومحبا ومات عن شعب قاوموه،
ثم مات ليغفر لهم) (*.
بالرغم أننا ربما نتعثر أو ننزعج عند قرا ء ة نصوص معينة في ا لعهد ا لقديم ،بمقدورنا أن
نضعها في نصابها الصحيح بالبحث في األماكن الصحيحة .الحل النهائي موجود في كلمة
الله ا لواضحة لنا ،ولدى ض تجتد وعاش بيننا ،الذي مات وقام ثانية نيابة عنا .الله ال
آل
يعتبره الملحدون الحدد وحسا هو إله قدوس يمكننا ا العتماد عليه ،وليس هذا فقط ،بل هو
ال
لمزيد هن االطالع:
:ذا 0٢8 0٢0٧0,ع 00١٧؟0٢ 08؛ ٧0٢ 00110ذ ال131111ا111٠18ء 8ةآل ا3ل * 11111, (0113111311.
, 2005.ال0٢٧3٢811ا!1ل
* §0111111)11, ٨1 011)1-ة 8:ا3[1آل 11)1ة٢ة.كأ0)1 1110 1٢ج11311ح 3,111اا118ح 0١٧ل11. 1
311, 2004.
01111101180, 2005.ه311آل :ذ01آل ^ 1^038011. ^0؛ 0ال0٢ا0)110 . 7110 ٧10آل ,كس* 81
: 11038 1,ذل 0١٧110٢8 610,ال .سع؛ 311)1 1110 (1181100 0أ111, [١٢. 7. £٧1جة* ١٧
٢٧٨
أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات
٠عندما يقول كريستوفر هيتشنز أن الدين يسمم كل شيء ،فماذا يعني بهذا؟ ما هي
إشكالية هذا االدعاء؟
* بعكس ما يقوله الملحدون الحدد ،ما هي اإلسهامات التي قديمها اليهود إلى الحضارة؟
يذكر هذا الكتاب قائمة بهذه ا إلسهامات .هل تستطيع أن تفكر في إسهامات أخرى؟
ما هي بعض اإلسهامات التي قدمها المسيحؤون للعالم؟ ما هي التأثيرات التى ألهمتها
شخصية المسيح التي وقدمت النور والعون والرجاء للعالم؟ هل تستطيع أن تفكر في أية
إسهامات أخرى لم دنكر في هذا الكتاب؟
انظر إلى اقتباس يورحين هابرماس عن تأثير اإليمان المسيحي .ما رأيك في هذا
االقتباس ،وما أهميته في ضوء نقد الملحدين الحدد؟
* بشكل عام ،ما هي أوجه ا الستغادة ا لتي حصلت عليها من قرا ء ة ومناقشة هذا الكتاب؟
وماذا تطمت عن شخصية الله وعمله عبر العهدين؟ وكيف ساهم هذا في توسيع آفاقك
وإيمانك؟
٢٧٩
ادهواشي
مقدمة
حتى أجعل األلفاظ 1لعبرية مبسطة ،استخدمت فى أغلب األوقات ا لشكل المعجمى من هذه الكلمات ()١
في االقتباسات الكتابية حت أتجدب التعقيد الزائد ،وإقحا م الكتاب بتغاصيل فنية كثيرة.
()2 08ا0 01*11؛ 80ع0؟0)1 111 ٢08اً3ا0ع0ج 8 113٧0 1(0011ا1111011آج 3٣العل ؛10111)1 3)1)1 11131 801116 0ا1 8
؛80٣ )111 1110 1١0 011110 1,2009, 188110 0الحآل ا3ا)311ة 1صالة 011ا8ا*01*1يمآل 811011 38 ١٧08
ا 118 31^03 1^01180,ا1١٧0ا¥3اأ 08 )800 1118ا01*٨٧3ا00آل 1 38ا٤( 38 ١٧0كئ٢أ11<80[(1 07
١٢¥: 1011010118, 2010[(.ل ,ا38 ]٨1111101*8ألم0ا 11أل0ذ111 ¥110 0111’1811311 1(011181011, 0)1.
()3 8 3إل30ا)0آل 3ا 0 14؟800 0113 03118ا* ٨11101ا3ا ,ط 0٧0 )١٧300:اا1^ 60ا03آل 0٢اال3ة
¥1*088, 2008(.إل1ا1111٧0٣8أ
()4 ؛(*811 ¥1*088,2002ا٧0سًا0x0)0٢ :1)1؛ت 0X10111^ 110¥ ,0111118*18 011)10111 )0؟800 ¥11111
1ا1111٧01*8أ 0٢)1ا0x0(1: 0x1( 31111اا8ا*111ح ؛ ¥3008 0يد 0111118, ¥110؟311)1 ¥11111
¥1*088, 2008(.
()5 1111ا3110ا) 8ج ¥11*81: ¥11111أأ0,غ 1110 8001 3 ٨ج011101111(01*111ي1اا ,ظ ^0٧3ا130ا0ايمآل 2007(,
0= 5922.ا0ا1)1_31*1؟ 3؟ 11؟ 3141010.ك8.00ج3األ1ا1*8ة١٧٦٧٧١٧ .
٢٨١
( )٦اندهشى من تجاهل دينيت للنقد ا لفلسفي لوليام لين كريج بدون اسب! ب في مؤتمر ((مستقبل ا إللحاد))
(التسجيالت متاحة على موقع٢66٢-1163٢)1.60111 :ج .)١٧١٧١٧.وهناك حادثة مشابهة جرت بعد محاضرة
قدمها الالهوتي فيليب كاليتون في مؤتمر بكامبريدج عام ( ٢٠٠٩انظر ج0اة 8ا011اال3ا( 0؟!<11111
1*06-؟1*4ا3 01.6ا6ا:/؟ 9, 2009, 11ال111ل اك11؟080ا111؟ 01؛ ا6ا)0ل٧ل ه 11 061111611 38ة(1اا
/الغ؟080ا1ض 01*-؛ا6ا)1-38-3-1110ا611116ا)311-ا)!2009/07 /09/ج88.01ع).
يقتبس دينيت بشكل انتقائي من كتاب الفيلسوف ديفيد هيوم التاريخ الطبيعي للدين ؛ فغي كتابه
(1ا6؟ 1116 8جاالظآلعا )6يقتبس دينيت من هيوم ما يلى :بينما كل مبحث يتعلق بالدين ذو أهمية
قصوى ،هناك سؤاالن تحديدا يحفزان انتباهنا ،أي السؤال المتعلق بتأسيس الدين على المنطق،
وا لسؤا ل المتعلق بأصل الدين في الطبيعة ا لبشرية (صفحة .)٢٤يريد دينيت أن يستعرض رأي هيوم
عن أن الدين هو نزعة عالمية نابعة من غريزة بدائية .لكن دينيت يتجاهل بشكل سافر السطر التالي
مباشرة الذي كتبه هيوم ،والذي يؤكد فيه إيمانه بالله بحسب المذهب ا لربوبي ( :)1(018110ا لشيء
المفرح أن السؤال األول وهو األهم يقر باإلجابة االكثر بداهة وعلى األقل ا ألكثر وضوحا .الطبيعة
بمجملها تدلل على وجود خالق ذكي .وال يوجد باحث عاقل بمقدوره بعد التأمل الجاد أن يعطل إيمانه
لحظة واحدة بما يتعلق بالمبادئ األساسية لأللوهة ا لحقيقية (أي الربوبية) والدين .يقول دينيت عن
هيوم أنه أحد أبطاله ،لكن لماذا يشعر دينيت بهذا تجاه شخص ال يزال تحت تعويذة اإليمان بالله
(كما يشير عنوان كتابه)؟
()7 1ةل٦أ١00؛١؛!10ل سل ,8 61*3811ا1ل18جغأ1*0٧6)1: ٨ول111111تًا 311)1مد٢10٢, ,,؟ 0١٧اا8١٧3
.601111116١٧/ج٧01113ا://١٧١٧١٧.83ول11غ 6 01111116 31او3٦ا٧0 7 )2009(, 3٧31ا 83أا1,ع0٧جطح^1
.و[11ول(٢10٣.ل٧07/7ا83ا68ا31*116
()8 218)8ا 2 171ا{12أ\) #2أ68, 1 ]<07جة6آل ٢18غ0 1688, 2008(, 2-3.؟ 1*66؟ حءل٠١٧ ¥0٢
()9 ,سأ8 1ا63آل 8ال63ا*ل6اع ٨الغ١٧ 6٧6, 120.اا66
118ا*3ل0آل 6٣ 311)1 0311113ا ٨118؛01111)1 011 1116 60٧61 0؛ 8 001111116111 18أج118آل ا0ة1ا)10( 1٧٢10
, 2007(.الخ3٢81ا6٢١أ0٧6, 1!: 111ى 0١٧1161*8؟118 0611181011لك[0 ¥116 03١٧ا00ه
()11 ح0هة كه وهإدغ٤و٦ع^ 1071)1071 7أ,ج1111ا11116؟18ئآل ,ج311 11ا؟ ,غ111ج1111؟أ 011,ا6اج3آل ال6٢٣آ
*101_.1111111)3066886)1^0٧6111661ج1*1111163؟6119, 2006(, ١٧١٧١٧.111.60.1111٧28/1120/ه)06٤0
:أ07أ)11أ0ا{11٩116 111 #2)18071, #01111, 071)1 #2آل111161 6؛ 1٧68 3ج 011ا6اج3ا 25,2007(.
<1688, 2009(.؛ ٧6111سًا 6ك3٧611: ¥ا! {0)2 ٠١٧ا#)$€0)10718 071 )112 00)1 ]<2
)12( )(116111111 811111, 116 1٧6؟ا 3 00)11688؛111161 011 0؟ أ٧61*86,سأ 111 111218771, 1118771,
1*688, 1993(,322.؟ 0٢)± 0131*611)1011؛د )0وج 008771010ج011)1 8$ 8071
٧61*8 1 011سأ ٠8االآ 6 ١٧1111 01116811 0'801123 31ا3؟6ك )14( 0311161 061111611 831)1 11118 111 3
فى6ا)11س0)!١٧662.011 11611١٧.601جو://؟6 31 1111ا؟3ا60 3٧31ك<6٢ 20,2007. ٧1خ0٧6111الل
1 )3666886)1111116 21, 2009(.ا1_٧8_0611116ا1*=011168؟؟؟11؟
٢٨٢
)(17 ال01110ل
8 0ز01٧10١٧ 6ا 10و1٠ج1ا11غة0 ع 1112 £180, 61, 60 031601أ^1111^8, 0<0)2؟
29,1994.
)(2 03 1)11111, 2006(, 248, 242,ا6ج03آل 081011 )6081011:أ 00)1 ]<2ا 6118,م£10631)1 03١١
243,247.
)(6 0٠1 1111060118,ا6118ح 8ل 00)1 1£1011أ2ا! د 0220): 7سم<٧6ر 8 )¥1١أ)1أ!){!<018011$ £[<27
, 2007(, 99, 101-2.؟¥016: 113060110 6006 61011
)(8 8301 1431118, 0112/ £11)1 0/001)11 ٠\¥ ¥01*6: ١٧. ١٧. 60100, 2004(,18.
)(9 4431118, 1/))22 )0 0 011218)10/1 010)1011, 18-19,23-24.
)(2 0١٧18 6. 8010)108, £00 ^11610 £101118ط 11308, 1978(,31. 800ل!)*8: £01ك<1؟)01*30)1 63
10 0.ا 01*031 810,ع¥6اأ 80 063^101* 8,ا3 0١٧ ¥01*6:س {)0١٧18, £1222 011218)10/11ط 8.
64300011130, 1952(.
)(3 /مؤ01أ8ا03.0031ا://)1 1.83؟011, ¥^011 30, 2005, 611أ 80اا,ا ٨16018ع¥6أأ 000)100 81306,
;{ 0000011, 32201)1/1ا310ل 80 800ا. ٨ا3ل!61)^.6ا6138م3١١ا)2005104/30/ا310أ 463ا8م30١١
١.ل1نمإاآلأل٠١آل٦1*.د؟ 66030310303أ313اً3ا1)(11 0,8 3 6ج1اع011: 6؟160 $
)(4 ال\8: 1133103 601*803600)! 03)1 611113*0 ٠ا313ير ج13ال10أ, 6401*01, 60ألسآل اذادألنًا
¥01*6: 0x101(116101*811 61*088, 2003), 110, 122.
)(5 (606 4 33, ا3 800 8000(0)1 ,اا٠0اا 61)101 6411810, 1979.ا0013؟8
)(7 0. 8. ٤0١٧18, 2أ{) £2/120)10118 011 ١٧ج١ل) 8011118م ¥016: 143100011 61300 0 330 01,
)(8 0. 8. £0^18, اك01ا61 0٤ 6ج¥60 ١٧01اا 010/0{ 011)1 0)1120 £)1)1228828ا111 0112 1/^11) 0
¥016: 64303111130,تمد) 1965(,4-5.
٢٨٣
()9 لره رد٠٢خ€ #أ!) سغ الكه/هحمئ 0لره 1ا8أ 00ا :ك0ة ؛0 8011 0غ, £ا0ج03آل 11113
: £0111088, 1976(, 1.د(111؛ا0ص111ا(ل) 03ك3 60١٧غ0؛ 011, 11*3118.أ8أأ #€هغ؟//1٠،ع 7/غ؟٤،ف
()10 13 £. 011111011, £60 0111*1811311ا0ح £3116: ه؛ 2مه/كغه;٠ 000101X6س/كئ٢غ0
1, 2002(, 181.ا30£١٧0ا>1: 6ا16ل)0
6,ا[ل ك٠ا/حه٢ك٢ 7دكهسأ, 0X16X1(168 1(01 77ز3ج3س0ة )11( (01111 ً. 3اه٧ 8 610٧0,ا0١٧301 :ال
1 2009(,129.ا8ا٧3ا310ل
()2 00X1^)08810X0)6ا ^ههة 18أ! 0131. 866؟ 110 636331330 01* 11118ج03اا 00لمذ£8 10 31ا£633
£ 33)1 81006, 2010(.؟030, 06.: ١٧1ج3x018111X8 111)1 00)1 )£11
انظر على سبيل المثال :خر :٢٠ه؛ ١٤ :٣٤؛ تث ٢٤ :٤؛ ١٥ :٦؛ ٢٠ :٢٩؛ ٢١ ،١٦ :٣٢؛ يش :٢٤ ()٣
١٩؛ ١مل ٢٢ :١٤؛ حز ( ٣ :٨أتمثال الغير)؛ ٤٣ -٤٢ ،٣٨ :١٦؛ ٢٥ :٣٩؛ يؤ ١٨ :٢؛ نا ٢ :١؛
صف ١٨ :١؛ ٨ :٣؛ زك ١٤ :١؛ ٢ :٨؛ ١كو .٢٢ :١٠
()4 13x0(1x8 ,(000(8 .6 38,اغ03ه 311 13ا0ا) 0.180388103 03 1؛800 1110 60 033ا٢0١٧٨3101ال[١
, 2008(, 450-54.جا866ا61أ 1¥آل 0: 6 11ا0033310313^ 2 ٠86٧11
()5 301361 1ا1٧310 ٧3الاا 003108 01)1:؛ت08 00)1 )0أ!)60ا6ا33108 0103863١٧, 1؛ 031
0x1'010 0301*8 1 61*088, 2005),82.
()6 03ظ؟0ا0 330 8ا001*003 ¥003٧11 . ٦¥0811X0] ,11113318لمح 108: £01*031338,؟3آل )01*3110
2010), 134.
)(7 x1x11ا8؟800 ). 6. £611118 ٥٥£ 118)00 ٥^٢£ ,0138810 8 ٠١٧ ¥016: £0301181030, 1997),
اا-330-^110ظ^00اا) 063 01 4اا3؛00؟(08.
<١؟ 1110 )ج۴1ج01* 3 01010 £11110: 03111ئالج0ا0ا ٠3س 1خ ,ة٠1ل. ¥ل٢
111008 10 £11)00 x8(106ع٧ه 03, ¥£:اج(6311 376-61 ,(2004 ,0 .ا3جأل٨8
)(9 x1610 161٧018 1 £ 088, 1997), 130-ا ]081ا ,ا0ج3ا£1103138 60 :016¥٠١٧ 1)0
X0X01 29, 30. 2 (2008): 15.ل11ا608ا)60أ ا 13 ٨11118 £01138,٠ا0 008 0ه£أا( [(10) £131 60*, 0
.ا133ا0 31 ١٧١٧١٧.06118ا36اا ٨٧3031/10/2008/002/9.74.61311 1003
£110اا(11) 0. 8. £0١٧18, 1068868)1)13 60(1)0 1)111) 7 اا,ال01ا 0؛61 0ج١٧01 ا0أ 0ا) 0أا8أ 1ا 10
.آل٠١٧ ¥01*10: 26 ,(2001 ,030*01(1*31
)(2 أ00ا01[(01ل ٢x0131081د!ه؛ 8ا6 301أ(1أ6 3أ!) د8 £1061031: 7أق0ى 63110. £613133, 0
.؟31آلx^60 (833 £13301800: 70 ,(2008 ,01030ا <2x68(100- !^ 8
)(3 اا!(1108أ060ل)X0! 11,11338)60(1 0)00 0688ا\\ 331)1,ج80103 610±00 7600 سع .ا0أ 8ا\\
11101 £0١٧110 (031003 011 1٠١٢¥: 00361003^, 1954),41.
٢٨٤
()4 $01116 0011111161118. $311633161*, 16)8)1))11)6آل (063د؛ 63عا3ا 1118 86611011 31*6؛ 0111
68:ا3£ة6 1ا08 581170)0) )0٢،3 £66أا ^6٣,حا11اح. $ال *٧33, 1992(,33-79; 336 (01111ا0366حذ
[011)11أ00أ08أ- 16)0ا))1118ا8أ أا6306,ا3ا 1116 £63؛ 0لمؤج0ا 1116 £660كا٢ة 3١٧ط 16آل^08
33(1991): 24-61.
هناك جانب عالقاتي في *مخافة الله( ،،انظر مثال :تك ١١ :٢٠؛ تث ١٢ :١٠؛ ٤ :١٣؛ .)١٣ :٣١ (ه)
بمعنى أنك عندما تخاف الله فهذا يعني أنك في عالقة معه, 16) 811(1), .ا(6أ0ظ ط. ١٧.آل $66
6ج*16ل6: 03316ج 181)1111 )111)1 [)8118 )03316٢16ا 8)118{( 0م 771/٠, 0)1[ 8)11:
1688, 2000(, 81-84.؟ ا*8ل٧6سآ
)(6 £. ٨.,ال 1 )03٢663 011لمذ*31ا$£61861*, 0)11)818, ¥30601* 61616 00313163 £<03610637,ح¥يبر
1964), 166.
()8 ١٧ 111331 9-13,ا))£.£336, 11)6 ١٧0٢6 3٢7 476 )£<31138:خ63ا3ا61611031 003 ١٧0٢6,
1991), 360.
()9 £1 336اأ *6X061163 8) 6180388103 £1601ا3 031 £160301*6 $331£ا$0310 0( 1118 183
8أ)8))1أ)6 18 1ا6 33 0 £3 ^6111غآ1٢68.اا60أ )31 0111؛ 116؛ £311 0ب £31111,؛1116 63 31*6 0
£3081)7 6^688,ق 111 [)(11-1(11(88: 1((0(17( 0118 (11( 81-081(111 0/8)81 ٠(0x0 :6*01
(.ج^٤0^1100011
101)11), 14.ا 0أ(00ل13١٧, 11)1ا)10( 0٢6118
()11 6١٧. 0٢0٢603 ١٧036331,ا1 ٧ل! 8ا (اأ6386ا£اأ) \ا1*6١٧١٧0٢6 1ح6ال 6غآ 0)11)818 16-50, ١٧0٢6
61611031 00313163)31*7 2 )031138: ١٧01*6, 1994(, 104.
()13 ١٧61163111,105. 0( 003186, 2 061*0110168 3:1 61 01118 38 1631 ^0331 ¥0136 18 1116
6.ا631£ا 613ا 166 (61*383؛10031103 0
8330: 01)1 00)1ل 1331 33)1ا613آل 33 61ج3333ا166١٧ £ا3ا8 0( ١ا6ج)14( 1 6011*0١٧ (10311116 1381
3)1^-ا3^-8ا)833ا2009/07ا.32ج!31.0ا) ١٧١٧١٧.3133أأ؟ا330063ل 0( 33ج003131336 166 £11113
.ا-0(-33-1330063ج11113ء66-1ا06-003131336-غ 93-616-هو 80غو 36136331-336-18330^^ £2
61311 )30068866 ٨£111 17 ,2010(.
7ا0303سبر 33133ال ة6١8 0031313368, 33ه١8 0)111: ¥6331 60311813, 0ج١ 00حًاغآلألآهًان5١١الم
68: £61613338, 2001(, 68-69.ا)01336 £3£
63 ¥101131333, 16) 0)11)1/)8 008, 11338.ج1أل( ()17 803ا£. ٨. ١٧1 8: £0111688,اا3363£0ا)¥1
1993), 273-74.
)18( 1 63٧6 31061666 166 11338131103, 81306 166 83316 ١٧016 386)1 13 £031338 8:32
103 0( 1116 016ا3ا 11338ظ )1116 0166ا13ج33ا ]£661603131[( 18 386)1 13 166 $6£اا8£316ا)
£681331631(.
)0§({ 0/)6أ)19( (33168 0. 0. 0333, 16) 16)0 08)1) 8)1111 )01*33)1 £3£168: £61*631338,ير
1998), 225.
008: 011) 8)1118, £61*66 £61*8038ا)20( £603138 £011*3306, 111) 06)18)1)111 1(0)))111) 0
٠ £ 0131*6, 1996(,244.أ 6: £ج363٢ا)£6
٢٨٥
الفصل السادس :هل هذه حكمة الله التي تتجاوز الزمان؟
)(1 3٦1.ا13٦0131061٧08.00311611310٢10001065.6ا1118 101101 18 ١٧١٧١٧.1606؛ 30 8110 ١٧116ن
)(2 0. 8. ٠١٧ ¥016:وحخ وئ 86)1أ8, $06[(6ا0١٧ط 06, 1956(,207.ا1 81300 [0٧330٧ا003ا3آل
)(3 ¥. 61,جغ١٧1 ا 88, 1991(, 181.ج0^٢؟ 8:اا0؟ )6413303؛دح6 0٠٧أ!1ا0
)(4 ئ0ا 03 ¥110111118011,ا)٨1 رحة 8:ا)1؟3آل 1116 01)1 1681001601 00)12 )0133)1
01٧33, 1988(,33.ا)03ا
)(5 161(1., 32.
)(6 ا(0ل80ا 1008 /1001ا66أأ! )20خ 3١٧8 §167. 800 6431163 ¥. £016,ا11111110 1)011 00110
).ا33ا 0)1. )٨1ق1ل\ 2ا^810 !1997 ,1088£ 80601318 :3
)(7 ا)8: 83601 ٨03ق^1حآل 10688 10 11(6 11)1 )0133)1أ0ا088, 1آل011 ¥.ا800 ٨1.(2006 ,030
)(8 اا8ا61ح ¥110 01)1 ¥080101 £111108, )111)1حاآ0١٧د1 ٦ا0آل 1 [1181100عا ١ألً0اةآل ال ٢سلً١اآل33
6اأ.43,(1991 , ]ل110ألق 01 [063ا38ا31ا08تم0*. ١١ا8٧11ا03ل)
)(9 ١٧1111331 ]. 166, 81(18, 110111086 1)011 X11018 (1)0١3 18 0٣0٧0, 1£:ا,0160
).و1ا8ا٧3ا310ا2001 ,
X0018. 1 331 3110ا01 2 111 ١١ا؟ه(10) 640(1160(1 6*0111 06110111086 1)011 ,1111611 ,768(10$ ,666
و0ا33ا0, 8ا(ل111ةت10306، 800, 0 0؟؟100 ١٧116 166’8 3ج8 3ا103ا0ج 0٧33اك 1631 1101
أ8., 1700] 1(78 011 1(7108 1(6(700)1 1116 1ا61. 01111(117 33(1 0317 6403(101*8, 0(10 6
).ا)8: 203ا)1؟08( )01*311)1 £3أ0ا2009 ,33¥01
لذح<£ةنمد ال٠و٢ع 001)16 10 £٧م 611 00)1 0068 10 $101'1(061)8:ا 33,؟0ح )(11) ¥3111 1)311*01
.ل13ا8: 831)01*, 2008(, 0ا)1؟£310-8 .58
,أ([ 111110100118 00)1 11(6 1<60اا 111)1,ا03آل £1013 £01113118 10 160أا(12) 8. ¥. 31100, 1)0/00 6
0(1. 8٧011 £. 80(101*1311(1 311(1 .ا)ا؟61 )01*311)1 £3ج¥. ١٧11245,(1999 ,11113118)01£ :8
أ60أ08أ0ا ,ال3ج)113ا 0 3 13 [063 00؟3ظ 0)1 6*0111 0؟ 3)13و611ج1ا(13) ¥618 80011011 18 8
ا)1؟1116 01)1 1681010601 )01*311)1 £3رحة ( 00)11116 7(01110111و1)1)761'811.(1987 ,1111338)01£ :8
0 33)1او1٧0 81ا7 1^311٠3؟الً 01)1003 810380 8133)1ا03آل ١٧111 160اا (16) 800 033101 81006,
$06161(7 40 )1997(:ا60أ08أ 160 £(7008611001 11160؛ [031331 0ا08 6-9,٠جس 131031103 13
38 160 ^3^*3101 00310 10 £13180 80103103 0110 8317ألا 8,و3ال 33)1 [. 033101؛353-66
6 01)11681010601أ!1ا-1116 $10)1(7 0ا0اأ8 1-11,[00000ج131۶ 6^3113 0 81161101 13 1 £13ال
28, 30.2(2003): 149-74.
6أاا 6 010008أ(17) [063 61. 08^311, 1116 1 01¥33, 2009(.ك8: 203ا)1؟71118 )0133)1 £3دمل
3ل01, ٠٠803100 0٤ج0ال ا0, ۶33ا؟(18) 800, £01 0*313 313133ا0؟080ا13 160 81611031 33)1 6
811(1160 87 )2006(: 325-29.ا3١٧ 00110011038,٠ل
)(19 £. ٨. ه1؟3آل ( 0/11(6 01)1 1681010601 )0133)1ا10أ£110603, 011 1116 #6,131338)01£ :8
300 0عةأ £٧ع1: ¥6؟الج 13 £ا8٣30ل ً,اعة|٢اآل أ ٠؟ع١آلأل١
٦1١٠ ئ 0ال1ا10ا٦03س ٨ح16
1116 8x0(108 11-0(111100 (0x0(1: 0x01(1 1610181 ل0££آل£1088, 1999)33108 £. ,30101
ا0أ 0^160 1ال1أ0أا603سشم 610م01ئ0300ا)1ال: ¥60 £أ33أ 13 8أ8٣30ل031أ30خ*111103)13¥ 3088
٢٨٦
£1*688,2005(; 334 416 31016ز1ا*8ا٧6ا3تأ ك٢ن£ت(0x1(1: 0, ٢جاحا0يؤ (331681
عجعئ 8:ه1؟ةآل كعة0 )6٢أ0 1أ{أا 0رز٠ةطا)٢د ا,0313£ 113111)311 ;(2008 ,11011 /1
ا813 )£0318٧11ل ؛18٤01^ 0آل 3133111, ٨ 61611631ج03ط٧. £6111:6 , 311)1ج03ط (8ل
).ت110ع61* (01111 ٦ا31138ا٦٧682003 ,
)(2 6 111611110118 11118 111آل8010000 1)011 100§1 8616366اا 111ق38813و[ أ٠ 111 #0أ311)1 £16168,
(00 x1(124-223,(1961ك0٢ا1ل: ,688-1£ .اً3 ٧6ا*1 8
)(3 <0اأ! .٠ 187-001'8الج0أ0ا 3٧, 01)1 !0870107غ413ا01111 00:£1 ,0٣0٧6 8*0١٧361<£) 3 . ا٧0
ا-٧3ل316ل*.128 ,(2009 , 1 8
١ملم 111108£ 11116111)681£ 014 ئ6: £116 £1)106 0ال0٣ )111 £ئ 6ال £وأ٠يآل اآل ١.آذ٠٠آلر٢
29,(1983 ,٣688£ ).ا6ا3ل 0^116٣8 0 0 6, 1£:ه1 8*٧31-
)(5 £03186 ٨31)000 ل 13اا^,ا111 38 £61*1*661 £16ا٨1116ا ,ال03ا1)00 07(1^ 10088)000 8
حق 0١٧3133آل )£3311331, ^40:ج6(1. £0601*1 £. 031-613 33(1 63633 £. £13
ا ,ج*61ه63ا1£ ١٧16ل 611315161* 13 £ا33ؤ 80 1116ا4, 2009(, 79; 866 3ا6ة6ا£11111700)00 00
).ل3٧6ا 6ج6: 033161*14ج10 0 00(11088 1101^07-80 (033161142005 ,688*1£ 1 8-
)(6 0أ(ل10 1^7007-1000 1<00ا 7ا 1118707^ 0د£3111 )0113803, 1997 ,1138 ),ا31^61*00ل٠١٧٢01*£: 1
هذه الحالة ستحدث مرة أخرى فقط حين يثبت حكم الله العادل والمحب على كل الخليقة في السماء ()٧
الجديدة وا ألرض الجديدة (رؤ .)٢٢ -٢١
()8 8 3311101*1, 866ا31*6ا[61*1ة 03 1116 61,ج. £. ١٧٢1ي٦١ ا ٠٢،7ا ؛سعر )833 £1*3361860:
1(31^61*0011138, 2005(.
()9 ا 00)1, 866 £33؛6 0ا؟60؟ 38 1116ج13ك8 63اا81*36ا 33110331ا£01* 1*31(1161* 4186388103 0±
سأل٢ع 68ا6ج0ا(0ا ٨ال4)1ال٠آ6ال6 10 £س 6خ 8:آل36ه*ا3ا63 00)1 0068 10 8ل ,الً٢٠
58. 15-16.ل3اأ48: £3^61*, 2008(, 6ا(ل£3
ال1ا63ا11ا6 £0أ6أ6)14 1116 6آل 0أ 0١٧ا3 £0111168: 1ا ١ £116 611(16اسآل٢ل١ةذ ٦ةتد١اآ ٢١٦١
6:ا8٧11ا)£03 ,آً30ا 1ئ- (0ل6ا31138ا٦٧68 1989(,23.
( )١٣على سبيل المنال :اشتراط دليل من النسب للخدمة في الكهنوت (عز ٦٢ :٢؛ نح ،)٦٤ :٧واالحتفال
بعيد الفطير (عز )٢١ -٢٠ :٦؛ مع التأكيد أن األطعمة غير الطاهرة وا لجثث المينة تسبب النجاسة
(حج .)١٣-١١ :٣
8ا 8ا£11اا ,ظ606ه311616 0. £3يمآل ()14 اا8 1٢14ا1161ا٠ £3 )1858-1901(.
٢٨٧
()17 وؤ118, /٠!٠د1311 £1ال0113ل )171)1 $171 171 7)71010711 [[1)1)118771 :ك٢1ن¥ ك)0٢ت0
£1*088, 2000(, 39.إل؛ا*8ا٧0اال0
661108س€810آ ٦٩ 01)1أ ةجأس 8حسعً٣)1٠ ٦ا 8ه ئ8 0ج(8ل, 61سًاآل ت ٠الًاالذ<١ ٢؟اع
3±, 2001(,ا60خآ :ا1ج٢الةلالك)£ 17.
()19 ا1جأولة00 ٠11الع ^ ،271)1 $171 1717.71010711 [12)1)118771.ا(1214ل771ل 3١٧3118,ا)1 111 1
3إل 00111111011 3أ3111011أ08آ 08 01)1اا0؟)20( 60610861 661061, £0(4110128, ٨ 63111,ج٠6111
, 2007(, 212-13.إل*86ل*٧3ا0ل*8 013 ,16: 1ا0ال08; 1(0١٧اا<0؛: ٨كاتًا
()21 ., 213.سال
()22 , £0(4110128, 23.الل63اا0لم١١
( )٢٣ومع ذلك فالمالبس 1لكهنوتية (قارن خر )٣٩كأنت مسنثناة من هذا ،ألنها كأنت تصنع من 1لصوف
والكتان .وا لصوف ال يصبغ جيدا لذا يضاف عليه الكتان.
^771)1718 £<1011071)27أ 171 £070أ0311,ا311 311)1 1610ع01ا )24( 31110111 ٨. £0110636, 0,أ 1لج ره
8: £01*)11113118, 2000(, 263.ا)(1؟3حًا ك311ا 61*00)1111311 )61ا00ا)1. £(3٧1)1 6ع
1113111, £0(4110128, 269.ل0آل ()25
اا0311 311)1 010311 )06(,ا110الًاا 6£ج)26( ]<3٧1)1 £. ١¥1*1 ا, ٧0حز0 £<101:1071)17-أ٢ 1هض^م 6 ٠١٧
: 6011610)3, 1992(,740.لج¥0
)(2 إل3٢؛1111011ع08 01)1 £08131110111 00اا0؟0, £<012107'0710771^, ٨ا400011٧11آل . 0.ل 161(1., 167:
أا 311)1 001)1011 [. ١٧01163111,؛, 2002(, 249إل(£)0١٧1101*8 000, 16: 1110٧31*86٢٢110
أ10)2أ £4)271£0اا£6007 :(1981) 53 ;(1'107'17)212) 0)1, 011010311.؛ 0إلج0ا
)(3 *60 601آاا 38,اج £<011إل3٢ا١
121^0ا07-)2اأ38, £0(4110128 )28 £اج £<011إل* 311)111؛01(1 £081(27710711 59 (1993): 3-23 :سادن)
0x0(1 1999 ,088*61 ).إل٧01*811سًا
)(4 .اا 011010311 600)1,؛ 0إلج0ا£600أا ^01163111, 170 ,4110128(0£ ,١٧01163111 ;11
3-23اا8 11£0٧ 018,ا011 ٨1111113ا)60161)1أ 38,اجال0ه .أتبع ماري دوجالس في الفقرات التالية. (ه)
الحظ بنية سفر ا لالويين ا لتي تعمل كاداة تذكير باألفكار ا لرئيسية ا لتي تناقشها (صفحة .)١١
()6 63111, £0(4110128,اا١٧0 774-75.
()9 771)2718 £<1011071)277أ ٨. 60110636, 010311 311)1 011010311,171 £070إل£1110 6 لج ره 0,أ6أ8
8: £01*)11113118, 2000(, 263.ة1؟3آل 0)1. ]<3٧1)1 61001 61*00)1111311 )01*311)1
, £0(4110128, ١٧01*)1 61611031 001111110131*^ 4إل0ا^3ال )11( (0611 6. ,ك38: 1٢اا3ه) 1992(, 213-
٢٨٨
)(12 01٠و[*031ل( , 0)1.ال x£ 0£ 171[(08^707''8 8100 0<1٠٢اا038,ا£0٧11اا 88,عآل 063٢)1 8.ا£
0٢٧33, 2008(, 713.ا)03؛ت 8:ا)1و[ £3ك*0٧.0)1. )6٢33ا ,ك33ا)1 £. 03٢ا ]<3٧ك33 111 33ا3ج£03
يشير ريتشارد هيس إلى أن ا لنسا ء فى إسرائيل كن يتزوجن فى سن مبكرة ألسباب وجيهة ،وكن
يحملن كثيرا ،وال يعشن طويان كما في المجتمعات الحديثة ،لذا لم يكن نجسات في أوقات طويلة من
أعمارهن.
*01ول3ول 011118؛ 8 10 0111 £31*0كل(13) (633 8301*1600811ا313ا3؛أأ ٢ 2009(, 111جألآل1ج1؟ج)8 06ا١٧6
110 11808/11118 101*111.
)(15 8:ل^1آلآل )01*33)1ع٠٧س1 0/8 1٢٢ا7)170110أ01111 11. 8311633101*, 807 ^,آل01٧ق^0كًا 1992(,33-
)(2 0631*)1ا 8. 11088, 0٧1110118ااا ٢£م 71أ07أ 8111اا0 £1٢0 311)1 311 0)1)1 6330,ج1*33أ10:1: 8
.ا)2ا898-187 :(2008) 2 .12,110 0800101#1
)(3 ١٧ب61, £<0117071(710771((, 6ج101* 1. £. 11ا1*0111 0111*18 0£؛13011 61611031 011131101131 111 0
.ا), 1:£03الك0ة001111110113 4 (60336-235,(1996 ,803£0
)(4 ),ا3٧01*8ا 01*)1؛ل0٢)1: 0؛ل )0و٢٠٢،عغخ 38,£0010118 )18اج03ل ال3٢ل؛800 1999 ,088*61 1
98-104.
)(8 *؛3١٧8 0ط 800 031^ 3301031 10 011008*60101 .195,205 ,194 ,193 ,192§§ 361*11311111131
.اX1 0/807’10117'0, ٧0ا 0, 0)1.,اا3ال 1*031 ١٧1111331 ١٧.؛ 03ظ3ا )£38101*3 10X18 31*0 207110
ا)01ل) 70ا2, 11117710711(11 1718071010718 00771 10 811)110(11 63^31^ :(2003 ,111*61 :03
:؛) 813 ^1301*, 23)1 0)1.؛ 3 33)1ا0 331إ080اط 1*031؛ 1038ا00اا0ج 3١٧ل). £016, 113313
ا 018707^ 0د 61*00£, 0)1.,أ 80601318 £1*088, 1997): 33(1 £3^3103(1 ١٧0820010711
ا, 2 ٧0لكسك.(2003 ,611 :103)01£) .8
اا,ا£الج301031 £؛ 8 13ا33ا31ا* 01؛ (10) £>3٧1(1 £01*103, ١١£60 )1*03131031 01117710717 0£ 171
),؛ ًال30ل ،2٢ £)187, 0)1.ب )271771171)118 171 70 20010717 ٨ا]01977 ,111*61 :103)01£) 838803 .
.,ج 1-64 (800 0.7710 أ310 33)1 £<331863103!,ا0٢اا .؛1, 8.ا(0١٧0ل0يمآل3)11*03 6.؛ 25(: 33)1
٢؛لن :ك0٢؛آ0٢)1 )0؛ك 6. £0ال033ه 20010717 £§((0, 0)1.ا0x00 £710)001)0(01 01)0
£301*811 £1*088, 2001),1:318.
اةلآلةدآ(11) 681331031(014 3 ٠ ؛ ج0٢الن £ض هك< 87ثمض8 01* 0^03 £أ8أ £أ6جأآوًاجعآل.
£ا3١٧8 3ا )01*33)1 £3^1)18: £01)131338, 2009(, 27. 63^01* 30108 1631 £111110ا1)3111120 80
)؛ 8ا)03133ا.0811131103*1*01
0٣,ج01133308 £03؛(12) 3 118ة 33ج3ا0ا)§١٧1*03اا ا01٧11ا 33)1ا33ا31ا*01ا 833011038*. 03 ا £3١٧
٢٨٩
€1٢ £)181 ١ااآفد ا ا٢أ 8أ٦٩٦11أ 0٢ئ 0س٢€٠٦٦آ ع£آز١١١ 1٦٩هدألاً1ف١٢٠ألذ١هدد ٢عألل
61, 01)1ج. ١٧٢1آل.ل *601؟8٤0ا*80 061اح 6ج: 81*111, 1977(,72; 8ع0ك ا0ا) 64. $£188011علءدل0)1.
, 2004(,لمز1ا!1 0 ٧31*8ل :ال 00)1 )£(0١٧1101*8 6٢0¥0,ا6 0أ(ل60م 16أ{ 07ا 11)28أ!077167أ68ل
310.
( )١٥الشيء الغريب أن هيكتور أفا لوس يسخر من وجهة النظر ا لتعويضية غير الحرفية ،ويقتبس
من رايموند ويستبروك ليدعم رأيه .في حين يختلف ويستبروك مع أفألوس! ٢111011)1آل £3عع$
3, 1988(,45,47-كا3ة3١¥ )831*18: [. 63ل011ال11110ح ً, $111)1108 111 811(1103,1 311)1اا6٢00أ١٧08
^ا¥01*8سأ 0ج0: 0311161*1)1ج07 )171 £< )0311161*1)1ا عود311 6411101*, £ل 3111ا80 ١٧111ا55; 3
.81*088, 2006(, 20711.ومع ذلك هناك ثقافات أخرى في منطقة الشرق 1ألدنى كانت تطبق عقوبات
تتضمن تشويه الجسد ،وهو ما أناقشه في هذا ا لكتاب ٠
01*610)1خ 8,0)118:ئ 0آل 8٠٠ع6آ ١ز؟ةلد٦١ر ٢آل هًاةآلعًاذآ 6١اع ال*111)11عد0ج 1فج0أ00ألآ
3:اا^1ا0ة3اا)88 *,ا810ال1ئ١٧08 1974(, 93.
()18 ¥0, 111011 3حا 3 8ك0ا11عل (1 §251. 1 110أ3111111111*3آل؛3١¥8 0ط 1(0 [331)1ك1آل 3 1111113 ٦٧0؛11 )1 0
110 11138 0 )§252; £81111111111^ §54(.؛ 0خ
()19 (1أ3111111113ة؛3١¥8 0ط §§229-30.
(20) £>01118 ,81111 x0(1148,اج38 011 3د0ح 0311ا*0١٧ ٨11101ةح 2 0:ا1ا٠86¥ ال اا 8
8116118111118, 2008), 485.
!( 711118/07هر *ك٢هر(21) 83111 )06118011, 33 , ٠٦١٧ ¥01*8: .؛8, 2003ال11ا*00ا(0ل*ل3ال
)(22 01* 0.ا١٧31983 ,٧311*01 ),س8: 2ا)1؟3آل £3801*, 1)17)1 01)1 168/0771671/11)28 )01*311)1
,ظ6٣00ا011)1 ^08م)23( £3 ( 1118/07هر 171أا3١¥,ط 61031* £38 0 11؛011ا ٨110؛0631*30 0 0
0غآاا
: 81*111, 2003(,ا01ا)ا0ا) ظ6٣00ا011)1 ^708م3آل
ه. 1, 0ا!, ¥0رر0/^7101671/18/607 £)1816771
0311 8611080^61031ا*3: ٨11101ا6؟ا0ل3ا 0x 1/ 0076)1 )861ا . £11110 810111,ل.ل ;71-78
8x0)1118؛ 0ة0اا3ا0^٢0اة£60 1أأ 0,س1*11؟1. $آل 6؟. 34-35; 080؟ 1981(, 08ا0ا$00
[011771)1155 )1993(:أ0£100أ0ا 67ا7711718ا8ا اأ011,ا( 311)1 ٨6014سسًا *ئ) 21:22-25
. 237-43(.؟233-55 )08
01100ا0ا¥؛ 111 1110 £11108 0الض 81خ 6٣0١٧ 8161 :عآل , 11* 111 110ألعألتا اآ1آل ١هفى٢
:حإ¥0٢ 66)1106'8؛ 801110 0؛^ 81*088, 1993(,45-46. £01* 3 01*111٩110 0ا¥01*8ا61أ ك£0٢ل0
8/14)1( 171 1/16هر 6:أ3اأ376\^ 3ا6ا7 171 /116 1ا ا6^ 0أ!{01*, 76ج*0116111ا01311118, 800 8011 0. 01
1071 48, 110. 4 )1994(: 436-37.ا0ا67[376ا71ا $118311 611)11106,ز67106, 6أ10ا[ا!08 0ا
81611031ا 8 01)1081 $011,اال 640863 $£101*1600)1جال١٧67 £1ا 11,ا3ج*ل)26( $00 831*1106 643
1اا . 811118011,ل 0١٧ 12 )60011160171(000111601*1986(: 62-63; 0611ا^ £0٧ج0ا٨٣06300
خ011 ١٧01163111 0ا)*01ى 6 00771771617(, 416 0)1., 0)1.أ 1رززا ا 111اأ8,ج311)1 2 £111
80)276)1ا , 1994(, 365; 311)1 ٨118011 £3110,الخاً0٢٧3٢8اع*0¥0, 16: 1ل0١¥1101*8 0ه) .ا3
٨ 0)1. ٨118011 £311107 £111)1 8. $0011 6^0 0غ 1٢أ100أ3اأ6 3أ{/ا108 0؛هر 371)186: 00710'8
: 03143, 2006(, 205.اال0ا83اأ*ا0ال
٢٩٠
2,ا8 11ا87)22ل 0^:أ0ا )أ28))277127ل , 01)1ال3ج)1111ا0ت) 11ع0ل)27( ,6٢0٧0 8*00١٧1101) 3 . ا٧0
.جع X1, 803111011عس 418011881011 0) 410 £2ك00ج 01* 3آل , 2009(, 796.ال0٢¥3٢811اع: 1ات10 1
-ا؟3آل 10٢8 1-24 )61*3114؟63ح :ا0اكا20آل ؛ 0ءل, ]60 800ه0ا3636 ,(1997 ,111113118 :48
()2 x101*4أ[ )271)1 8أ27أ{[771ل 3١٧3118,اًا011316311 10 :£*٢01 ٠١٧ 218771)1)12[ )101271/£ 171 71
.ع*8 1 ۶٣ل٧0ال639 ,(2000 ,88
()3 أ771)2§2 )271)1 [)27711ا 171أ,ا83ل 0 311)1 ]3111 1 11٨11010111ج31*1*13يمآلأ ,ظ00اآل[>3111011.171 7
),ا1ل! ]:ل *0٧0,ل1 0١٧1101*8 6ا0أل^3^3ج .يمآل 011ع , 0)1.س 1أ2اأ(112 82003 , 1 8*31¥*01
()4 . 3 0١٧1101*8 6٢0٧0,ا2, ٧0اأ[ {8أ87)22ل 0^:أ0ا ), 01)1 [28)01171إل3ج4111ا(01111 60 ]:ل
1 2009(, 376.ا*8ا*¥3ا10ال1
()5 :ج111ا00 0ح, 311)1 1ج111ا0603آل ,ج111111ا, 018ج111ا٨111103أا ^3^2,أل0ة .يمآل 0٣ 311)1لال3اا0آل 0.
؛ 12071271) 26, 110. 2 )2000(: 83-91اأ,ا38ع 111 1110 ٨11010111 ^031ج61111111011 £1*0008861
٨غ٧ز [7)27181)2)1071,و14ى٧ئ أر :أ7ا ا71§ 0أ[ 2))278 )0 )112أ , 0)1.,ا0؟0111ل] ج311ج٤ا0لم311)1 ١١
١ةاآلل١ةًاه٦١١فدآل ١ 1.حف٢1١آلةي ٢ال111)11٠عد0ح 8, 011)1عا0آل 11110)111011011,ا00؛0٢ا8اآل
2003), 272-75.
()8 08 01)1 ]08131110111 00111111011 3اا0؟, ٨ال0, 1(212)270710771ا011٧1ج0يمآل 3. 0. لمز 0١٧1101*8
0٣0٧0,16:111 0 ¥31*811 2002(, 369.
()9 ةآلاآلةددآل
١ 006 08 0؛<] ؛ 0ج؟0آل ج100 £16108: ]6ا8أ111 8101*^ 00)1 06٣دا8ج] ٩, 01)1
,لمز0ا0106ا0)282 8)12)[ )6 ]£: £3101*1108101*, 2004(, 68.
111 0)271071أ3١٧8 3114 0300111031 11110111101131 1,آل 01)1 ]08131110111أأ 0,ال00011٧1يمآل )10( )0)1011
01*٧311,ا)11آل148٠.؟3آل . )01*311)1ا01110١٧ 01 3ا3٢160آل ج071, 0)1. 01*31أ))27[072))2أ7ل أ1(110)2أ)271)18
()13 01*801111101*01؟ 01*0)1 3ا)ع8 ٢0ا 160 111111108, 608113111 ١٧ 16 001*13111 31111113ج٨111011 111311
1, 1:648-49.ك £)101271) 112)27 [)18)2771ا, 1118)077 0كا61*00ا11٢0. 800 ١٧08؟1111
آل اا 0: 6ا 2 ٠86٧11لمز*31ا011د٧٨11101*10311 00د 8x0 ,1*811131 1 38)1128,اجل)14( 800 ]<0٦
¥0 0011'11(310 8111 80 ١٧0 0011'1ال< 01108, ٠لمز3ا 311)1 0؛, 2008(, 450-54جا866ا61اا£
ا0ا)ا01100ة 01٧1110ا 0^)111111 10هق 10 160 031133111108: ٨11 ٨ك0110؟؟3آل 011)101*81311)1 ¥1131
)2 011718)1 11.8. 11 )2009(: 53-72.أ2ا(ل080أأ2ا[ أ8,ا11111011ج*٨1
31* §§27, 30.ا86ل11-؟ £1؛)15( ]3١٧8 0
٢٩١
)16( 0111116 3١٧8ا §194.
1038ا3ا86X113.1 6111111 16؟ ! )11)111’1ا , 11111116ال1كك3١٧8 §2003. 0ا )17( 11111116 60١٧ 01ة ١٧116
)§§187-88, 199(.ج0ا) 01ج1؟ 01؟81166
)(4 ؟ 111111ال3٢آل 0111011 01 10ا >01116 10 6 3 86 80؛38 1116 ^3^310آلاا 3^8,آل 866 1. 1)311161
,ا077107ل08ل 0 01)1أ 6ا [011171)11/00 1110 8<11)1{ 0ا8 1-11,ج 111 1 1) 3لمذا6ا[ 631131 6 8116128
110. 2 (2003): 149-74.
)(5 ,ال0)1ة63؟( X11(111]} 171 1110 01(1 108110711أ!ا 1ا803, 3107710 0ا)4. ](3٧1آل6.01131(1 80 :
ج61, 11113ج63661ج. 03؟1: 063(11161(803, 2007), 193-98: 311(1 001(1011 3 38 6
.ا)61٨63ظ8: 63ا)1؟3آل003331 (0133(1 18-115 ,(1994 ,63110
)(7 x0(138,اج 0ل 0111 161)1., 191-93: 311)1ال63٧11غ 1118 86011011 60170١¥8؟6 ,^8133 .)1 38
ج3اظ8ا361؟ آل أ 6: 6ا٧11ظ 38س 6١٧٨31611633 0013^363131^ 2يج866 .84-481,(2008 ,
ا803ا)3 1ل 01 610631)1؛ 8 100ءا33غآ [~710§0 )18 )1 )20(70710716 320-22.ا 61,ج63661غ3آل8
).ا؟6 )86ج3883؟ 8ا6306 03 16ا)03؟631311 001*16826,2009 631661
)(8 ١٧31983 ة,61٧3301)1 1081)17710711361108 )0133 8:ا)1؟3آل ك203 61 0.اا 861,),ا3آل
187.
( )١٠الترجمة اليونانية للعهد القديم تترجم هذا النص بشكل خاطئ فوحد ،كما لو كان الرجل وحده هو
المذنب .ا لنص العبري يشير إلى أن كليهما ضالعان في الجريمة.
1, 359, 519.ا{\(0اا803, 3107710 0ا)ا)11( £(3¥
33۶ ٨ 666X3131331103 06ا3؟ 61 ...آل 03 86311 031 016آلاأ . 1186,؟ )15( 866 [610136
,دص()3د80,ا108 49 )2004(: 47-48; 3أ110أ[011711010/80771160 8ا 25:11-12ال6103013ا6(63
166ج13ا¥003ا) ^310 001462 3ال1, 476-80. 0116011333161 , 1116 3106 6ا{^0اا3107710 0
٢٩٢
011اا3ا3111])31 8ا1غ ٧10١¥ 0ج3جع10 0 ا3ل1٦ل0ا 8ا86ا١٧3 ¥60اا 31*81111101118: 3١٧ا ع0ا011 ¥10
{ 8)11)1لج 07ا [011171)11اا04,ا0٧181ة7 25.11-12 1ا0٢011011ا: 00٦1ا01ا01*٧0111ا1ل 1)01 !لج ره
الساج(£08(0111( 30:3 (2006): 431-47. 1’111 11118 011 011401100 0 8ا1ا8اة١٧ ل001*1*08
(10ل0ا 2010 ).ياآل)
اا 1110 ٨887؛ 0جك0ح(16) ¥60 .1.8 ,3118
الفصل الثاني عشر :هل هناك مبرر لالتجار في البشر كبهائم الحقل؟ ج١
)(1 ا 8س01٦€ظ۴١ه ا88عع1ج01]<014، ¥ؤ€ 0ئأا 1٦٦€ئ 0جذع))1ةح ١ال؟<؟أ٠ز٢دآةةرعهحًا
٠١٧ ¥0٢6: جااا86ا61ااً ¥اأ(3٢1ا;8.20 ,(2005 ,
)(2 ج61ا803م ; ¥0111:8 0)11(111عا30ال 10ال6حآل غ جحآل١د٢أل ًاحلجح٠آل ة٦د1114) 1018)¥ 1110 ١
0001111101118 !!110)00 00 1 1110 8101*7 18 ¥01111404,ا! ١٧1110اه؟ أل0٢ ١٧11آلا0ج0ا
)8(0(0111011(8 7071.10 ,(1853 ,0١011(.¥ 063( :608103 أ)1اا7ل لج £أ7أ{/أ ,لج اره
139.
)(4 . 3 )00١31*8ا0, ٧0اأ:8 £أ8700ل 0§{:أ0ا )37, 01)1108)017ج413ا0111 00: ال 0٧0,؛ى
اا*8ا*¥3ا310ا.460 ,(2009 ,7
)(5 ,فهدك . 81131*1,حق 38اج03ال ٨3101*1033دح 003111103131*7 2 آل خ 0: ¥ا٧11ط8ة^)
.ج3ا¥361 8675-474 ,(2008 ,
١أ٢ *-كل, 1 6011*0٦٧ 0111 ¥1ا30ل 0 111ل7 0011111101118 011 80٣٧1111ا 3؛03 801110 0173101¥ ٧3
د 7 £)181ا ) 1118)07{ 0/^70107د 111أا,ا0ج8٣ل :ا0٧33ل 13 334 1110ا0ا٨33أا1(03861, ,
).ا01ك01ا) ظ100ألا. 2, 0)1. 637111034 ١٧08ا٧02003 ,61511 :
()8 ¥لج )111)1أ8700ل 0\07{ 1/1أ0)-8ا30,£<0ج01*7 0. 0611*1061ج ^800 0٢080( ,181)£ 117 )710107
.ا0ة؛0ظ 8؛4: 13 0 8117 0ا0ة 80 08 141 )860۶ا(03103ا8354-351 ,(1993 ,088¥ 4
()9 ق0, 0أ(1أ 8لجx1} 171 4*610631 .أ 7 1111110 ¥01101011,ا¥3311أ 800 001*403 ١٧036331, 077£ 111
ك(148: 63601 ٨03ل3.11*01 )01334 63ح 088 334 ]<33101ال8. .21 ,(2003 ,011110
()10 ٨ .(. 880§0ا^010, £110 2005 ,7 £70)11/18ره )]<0١3 18 0100 ),ا01¥3181ا3ا :ال
239.
)12( )01111 1. 0111*113111, £70(1118, ١٧014 61611031 003131031317 3 (¥7300: ^¥014, 1987),321.
0, 07000 171ا)14( 001403 £003 13114*01) {§0 أ0ا 8)11)1{ 111 £<07)070707110د .٠س £لج
63^148: 203401 33, 1993), 148.
61, 111)17§ 111ج. ١¥11ال )15( 061*1810^601* ). لج 1{8 لج ره £07)1 0١٧1101*8ه) 0100 :ات
ا8ا¥3ا1310.124 ,(1995 ,7
أ7 )014 ¥0813111031(,ا3٧0ا8أأ 13313134 ٨. 0311431113 0, 8.٧.سآل )16( 811 701107.][ 171
).ا. 6, 04. 03٧14 ^00ا £)10(1071(17}, ٧01992 ,0011610437 :6*01¥ ٠٦٧ 1111311)00*1¥
٢٩٣
()17 .سآل
()18 اأ1,جح8٣ل ±ل3 311)1 1110 £0٧3اا310ع٨اا ,اك[8الً0ا0٢-1اال7ا£ 1007.
()19 18ا 1171671, 017716, 7171)1و0١٧اا0آ ؛11 ^010خ(0أ80 £1183اآل (1 §282. 800أ3111111111*3آل؛0
.٠ألآلئ ٦١ب001* £)181 ٠١۶بأ 111عا, 1110 ٨110ا .لد٢آلوال0۴أ! >111)1 800ا 111جأ11€اشم £111118111110111 111
£!01111111111111, 2004(.
07 71)6ا 1, 01)1 ]687077167)7 1)08غج. ١٧٢1آل 0^110٣[.ا8ا٣ألج 111٣0, 800آل1 11118 11111٩110 ٤0ل)20( 0
٣811 , 2004(, 292.ح01٧ا0١٧110٢8 6٢0٧0, 1£: 111ه) 6 0/00)1أ{[]60
()25 £8111111113 §49-50; £111110 £3١٧8؛ 0د §12; £ائا8ل(11٠ل £1؛\¥8 0ئ §24.
111داً08ا 111 01)1الا0 0ل ض 8۶ 1)11ه1آل ا1ع(ل٦٦1 61818 01* 0جأ١6دذ١اة١٠١ةدآ ٩١فى٢
8:ا)(1ل3آل ! )61*311)1خ 8, 2009(,133-34.ال3اال*)1ا£0
0011 0111131.أ11ا://١٧١٧١٧.111100ا0 31 11اه3اا)28( 61118 311)1 011101* £11100111 8^000^08 31*0 3٧3
0٧.ج
. 2,11*3118.ا16 01)1 ]687017)7, ٧0ا7ا0§{ 0أ0ا )29( 11 1101* £10111*0)11, 01* )£011)1011:ظ. ٨.63ل
86^61*088, 1967)321.
7<)6 01)1 ]687077167)7, 0.1, 11*3118.ا0§{ 0أ)30( 11 1101* £10111*0)11, 77)60 01* )£011)1011:ظ3ة[. ٨.
86^61*088, 1961),77-82.
)31( ^111131111110)1 ٨. 0311)131113 0, 8.٧. اا£(,ال3٧01*^ )٨1ا8أ 171 107ا710م 6 ]<101107107{,أ1
6:61.
8: 20 )10311, 2007(,ة3^1آل 0£{ )61*311)1أ0ا 0 ^71 01)1 ]68107716711ال)32( 61*1100 £. 11
721.
١ 1٠ذك٢٦
٠١ 01)16081011101111108,191 .ل
)34( 83111 £31*1*18, ]61167 10 0 0)71871071 11071071 (£ 2006(,14.ل10ل ٨. £ك٠١٧٢0٢1>: ٨1£٢0
6, 460-62.ا, 187061'8 ]1كل3ج)1111ا)35( 60
الفصل الثالث عشر :هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج٢
()1 071)1 7116 1^71016717 11607 ]087, 3806أ8706ل 110, ]<61(7-810^67{ 171ج11ا10ئ 6. 6لمد*01ج61*0
81106101)1 £1*088, 1993(, 155-63.؛111٧01*8 1 0آل 01110111 801*108 141 )81106101)1:ا(ل(ل811
٢٩٤
)(3 اX1)08110^8 1.04 ,2 .¥0ا 111ا8,٠ل٦كدا 11101 801801, 11£ 2أ
.ال¥0ا40ع8: 20فىا^آلآل . 6006010111 )610114ح 111 0114 810116الةاللجع0ا35-433 ,(2008 ,
)(6 68106 11141118 80011011 18 106011 1£ ,8111011 0١¥يحx0(1118, 1110110011ح1ج011ه 1*0111؛8 طير
.جال861ا6اا 8آل اا 0: 8ا1ا€01111110111017 2 (6086¥81-476 ,(2008 ,
)(9 ,أX00117} 171 78006047) 28707712717£ 1)01 12ا 1ا8106014 ^4. £>0¥148011, £1(17712 082 :£
1: ^011411068011, 2007), 361-62.
ا870]{ 0أ £أز 111اا,ا8100ل 0¥0111:ط )1 1110عة 0ا0ا٢110ر١ا ^(10) 816¥0 81711101-8011861, 71012717
.ا1, ¥01. 2, 0)1. £071110114 3٧08ك£120[ £081 1034 ,(2003 ,811 :1014011) 61006
ال1*1ع16 011)1 80¥ك87 1سهآل 11ج؟61 81818 01* 0جأً١ 8اعآلةذآ .اهاآلةدآ ٦١ا808101110111 1)01 111 ٢
ا؟ ))31*00)1£0ره،2٦غ.182,(2009 ,10118)0141£ :48
؛ 0الج0ا 81611001 81100خ 800^10 0114 14011011:ال0٢آل<١ 81*0111 8؟الةاآل ةل١آةآل ١ 3.ذ8000 ٢٢
(8>0١¥11018 (300, 16: 7,ا01٧0181ا!1ل ;2003(,69-70 اا1جا أ0710أ72]7107أ7ا ره٦بم٧ال
2أأ171 7
£x2828^8, 0(1. 3¥ 110111 ٨. ¥011(301001*011, 5أ0ا£>10110710[} 0/01(1 128107712711 1)071 {§0
,أ, 1997(,1:836-38; 3:108-9; 0114 80601, £اا¥0ا40ال0ث48: 2ا؟8. ))31*1111)1 £0ا§¥01878£ 7£
( )١٤بالطبع لم يكن مسموحا في إسرائيل با لممارسات الدينية غير اليهودية مثل تقديم األطفال كذبائح،
حتى إذا مارسها الغرباء (قارن ال .)٢ :٢٠
()15 107؛؛0ل ^, £<2072]071070{, 801*06 €01111110110 801*108آلج. 81آل 0^:ا01080ذ) 0^186؛
80611001100 800101 , 2003(,146.
01؛) ا8100ل 0 0 §11018 ¥^60 010 6081110 10؛ ؛)0X01111 08 13 0114 ,4,6 61060111106 800 )16(108 0
1¥011 0 100111111160ج 160 6006 806106 18؛0X0^0^10, 8011601101 0114 806106(; 01160 0114 0
11081 )606. 13:1-8(.؟ £1108616 160ال1001^10 6
ال1ا00ا11ا 131610 80ع0١٧ 10 8004 16آل 111 80111108:ع 8161ج١ 86ا٠11آل هآةأل٢ذآل دخالع
8^, 1989(, 108.ال306ا810ال1الل0:3¥081ا1ا8¥ااا)£0
{2]8, ^1¥ا771ا )30110, £28071008,إل0آل ()19 00ا؟؟٨ 148:؟0آل 011 €011111101017 ))310114
, 2004(,441-42.ال¥0ا40ال26
()20 01اا١٧0 €. 801801, اا,ا64040ج0ا2اا0؟ا00ا٨ 81اا 8 1(2{071)1 7^2أ817ا ا88 0ا ]171 £00
0£{, 04. 810110أ0ا 2 70أ1 66 61111417 0114 )301 148:؟0آل 8. 64004018 )€10114
, 2009(, 40.اا¥0ا40الآل
٢٩٥
. 3 )]<0١٧20٢8 6٣0٧0,ا0, ٧0اأ] <8أ8100ل 0^:أ1 11(00أ1ا0ا08ل , 01)1الةجع1كا(21) )062 60: ذل
).اا٠8ا210ل11010 1)22) 464 ,(2009 ,7
ا00ج0آل ا102ج0ا600آ :ا0ح8٣ل ا11 ٨20102؛ 110 0(1آاا .(٢.,ذ(24) 800 60601*1 011 1028
.أ00أأ]أ8ا 0أاأا0أ1اأ 8ال02,ا2811121ا10ا20ل 2219-3 :(1991) 1 (80800101
ال0,ا011 6002٧11ه 80 10 )0ال08^0آلاا 61,ج. ١٧1*1آل(601*[.ل0ا (30) 061*18181111)011 2011011) 111
),ة 8:س{2آل . )01211)1ا0210١٧ 01 2ا 621*160ج1011, 0)1. 0٢21ا0ا01[(10ا1112006 ,٧22 1)02
X^1211211011 111 11118 0112^101.ا283. 800 ١٧٠10 111101( 8
)(31 .سال
(32) 161(1.
()33 , 11)1 61611021 00111111011121وأ0800-[0110ا28 811121-1, 1اج011ه 11)1, 1987(,ح31 )١٧200
316-17.
الفمعل الرابع عشر :هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج٣
( )١على سبيل المثال في مناظرة بجامعة 0غ0اا^ 00اعا في والية إيلينويس في ٧أكتوبر ،١٨٥٨يتحدى
لينكولن دوجالس (والجميع) أن يجد في كل التسجيالت المدونة في العالم من ١٧٧٦إلى ١٨٥٥
تأكيدا واحدا فقط ،من رجل واحد فقط ،بأن الزنوج لم يكونوا تحت عباءة إعالن ا الستقالل .
()2 ٨. ٨. 111 ]<1011011017 0/80111 011)1 1118 ]011018, 0)1.ال,ا2٧0ا2٧0, 8ا8ال 2[0061, 8.٧.آل
*8 1 , 1993(, 881-83.ا*¥2ا210ل :ط8 010^0,1ا0ال0١٧ه) .ا0 012ا2١٧1602ل001.21)1 1
()5 :أ(01أ(ا 621*1062011, 81(110111011'8 810ق02ا228ذ 122108 ع 01000 )01*22)1ا0^7 0أ0ا
228, 1998(, 16.ا2ا)٠ل0ذ 8:سل62
()6 6.. 0'61*102, 7710 ]01101آ 8٠.س[0 ][(1(0810118, 611121* 00122102121*7 )01*22)1 62أ!ا 10
228, 1999(,454.ا2ا)*ا0ذ
()7 800 001)102 0. 600, 7 011)1 2 811110117, 111118, 61160 13 , 1:ال0)1ة02ذ) (102)1106802,
1988), 45-462, 49.
٢٩٦
()8 0’61*1011, $1£(0810718, 455.
()9 ,ح0٢, 1٧£ 1\٧ £08131110111 001111110111317 )£(0١٧1101*8 6٢0٧اح3386311, 1 £ل0١٧31*6 [¥آل 1.
ا03ا01ج0ل03 £حإ8, 1 £0103, 63جأل0ا .آل عال , 1991(, 89-90: 3116ال1ا٢8ة: 1٠٢١ال
0, 2005(,180-ااال٢٨0360ةكك68: 6ا؟3آل 011 160 1٧ £08131110111 )033116ال133ال0االالل0ح
اله£٢ه٤ةل أر .٠قهههف. £هر 8ا10ا 316 0. ١٧6ا03آل )10( 800 ١٧ ¥036:ج١٢ج) 80, 2009(,اا0ال 311)10111آل
0308 111080 111011108 111 601311.ا؟ت١٧6106 0
107111^ £0 £<0116ا8ا £1)18 01(7ا0ا 11,آل )11( (0113111311 ة 0١٧11038ه) وتدع /٥٢ :ظ0 0, 1
103٧338 1, 2005(,176.ا1
6؟ا60ع3آل00٧08, 311)1 £.آل ال110ك0آل 08,؟3ح 110 §01103 )118011881011, 800 1<3٧1)1 6.ة 03 3آل ()12
10, 2007(, 237-41.آل01ق٨03آل: 1٧ظ0^^0٣8 >00 1آل) £3111ج11آل0)11800٧0آل 61063368,
18110 10 £11110111011:؟8 £ا۶3111أا 61 031136311,ج011 ]<١٧1ا8 (30111 ٨1ا6ج0330١٧ 6181ة 80ا1 3
86, 110.رأزع/د أ0£100أ0ا 1ا{]ا ££ا اا111011111111,ت٦ج1٧0 ٨3ا03113ا£0٦٧336 311 ٨1
رم٦ى٧ر أ0111011,ا8 £01103 10 £61ا£311ا 311)1 $3311 ^¥111103,؛4 )001010 1993(: 357-76
£08107710711 8111)1108 33 )1987(: 1-15.
01111 18 131011؟ 31110118؛ )16( £618 ^.ا8 0071007-71171$ 0)811)111 £)0ا0111 £111603
£1180111)1 £0$07-8ا110813118 5:18-6:9,٠؟ £؛001110X1 01111113 110£ 0أ 011 £(. £00,ا))17( 601٠
16/1 (2002): 7-8.
الفصل الخامس عشر :هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج١
()1 ¥36١٧06أ 311,؟ (1*0111 £3111 00ك0ا)311؟ل 3116 0ك0ا؟3ك0 18 3؟801110 11130131 111 1618 063
80 111101*301ا06 1 3ا £1(801(1 01811 11.8. 11, 110. 1 )2009(: 73-90, 111 ١٧6اا١٧338,
011116 111 1618 188110.؛ 80ا 6311803 3116 ١٧08 [¥033181011, ^6080 0883^8 30 3ا3كع3آل ١٧116
8 3116 016ا [¥01181037 £60 ^0^ ٨16018ا033ل8 ¥36^06 3 [¥لاا 311,؟80 £3111 00ا800 3
080$1110 0117-1811 11.8. 10,110. 1 )2008(: 7-37.أ1أ!£08131310111 £111108,£
()2 ,11*3118. 0611 60١٧6011بم٢٤٠٢ه 5ال 1711110 £]01الأ10ا!7ا 1ا 001*6 £66011131111, 0:ا)£01118٧ 1
10, 1997(, 54.آل ^¥081111118103 0611
()3 11$:ا 1)8ا 30001110 1)11ا . 60310,آل 800 0. أر ا7ا0أ0ا 1ا0${ 0أ0ا 110)11
, 2008(.ا 03٧338ا0١٧11038 030٧0, 1£: 111آل)
()5 ال07ا18ا[ 8أ17ا0^0ا71ل 8:ا1)1$771071ا[ 1٧0 6006, 00)1'8ا08جج8 811ا*01ا011آل 11011 (.؟0ا800 8
071)1 1110 0117'1811071 £01111 )1(0١٧11038 000, !£: 1¥£٨0360111 0, 2007(.
()6 80107100ا [¥]0111101106 111 [¥1106301 860311101*, /٠١٧ ¥01*6:عر 000)1 071)1 £١تمه ال0113ال
1, 2004(3940.ا0ال
٢٩٧
()7 £31 8011,ا10ي[١ 8, 1990(, 10-ظ00آل 0)11108 ^1)11011) 00)1, 10٧. 0)1. )131144310: 4*101110 110118
()8 أأ)1ال(0ا(ا٨أأ 111 ح 8. 8,ا0١٧ا , 2001(.ا[(0ا3آل )8311 £131101800:أ7اا 0أ07أ)أأ30ا\]/10 1
()9 أ8700ا )071 0/^7101071أ8أأ0 30أ, ]/؛ ^1116كل110ذا4*3 11111أل: ٩٧08ج18٧111آل0ا) 01 401111
2000), 199-201.
()10 ,ال3ج1آ .آل زح!٢جل ]<011)070710771(, 1ا013آ £011111101131 801108 1ا0١٧18ل :ا011ا011183ا
<111(1103.11011 $0001 2003(,146.؛
س1ا08آ ٦ 01)1أأ ال11جال0ا 4ض اه! ؟4148؛ ا1ج(ل1٦1 44818 01* 0جأآ ً١احهآلاهةنةدآ ٢٧١١
8:ل3^1آل )01*311)1ر4ا،2غ £01)11113118, 2009(,185.
x0(1118,اج(12) [>0٦10 ,8111314 .)1 38 0١٧ ٨1110110311يبر £0111111011 31 2 0:ا1 1ا38س 6 ال أ
.جاالاا8اسح47811 ,(2008 ,
(13) )01111 0010 ,6٢0٧0 0١٧11018(£) 3 ^,حج^1ال. 0,اأ] 0§(: 187001'8أ0ا 01)1 ]081)17710711 :ا٧0
.ا٠8ل*٧3ل10ال1618 ,(2009 ,1
ا0ةأ ا 3 08غ43آل (14) 631*113 1110 0113*01 :31110111)08£ 1)01 1110 111 001111101 00811110 1)311 ١٧31
-ا103ج0ا1100آ ا01113111311 ٨)1٧011118آل )0110 )118801*13.11011,اا0ا1ت 0x0(1118 10 £20 ,(11181111110
( )١٥الله يخبر بني إسرائيل أنهم لن يطردوا هذه القبائل من أماكنهم ،ألن هذا سيترك 1ألرض فارغة (تث
.)٢٢ :٧من ناحية أخرى ،نجد أن عصيان إسرائيل وعبادتهم لألوثان سيزيد من تأخر هذه العملية،
وسيثبت أن هذه الشعوب كانت فحا إلسرائيل (يش ١٣—١٢ :٢٣؛ قض .)٣ -١ :٢
91.ا -,ل١٧3ا0الاأ081,مج)16( ^3
الفصل السادس عشر :هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عوقدا؟ ج٢
)0X3111 *001 )1^(10, 01اا١٧3 011131111,جج131110 071 )0 )110 01)1 ]08)0771071): ]/10أ)110ا)700أ7ا
0:ا01118٧11آل) 0)171071 071)1 0/1718)1071 17710^1710)1071 0X5^^ 401111 *01 2003(,109-ا1111118ا١٧08
()2 0 00771771071)07(, 0)1. 4. 1331*1011 311)1أ(/أ 111 0110 01/07)1 3اأ,آل111ا08ؤاأ 0,ا00011٧11ئآل 001)1011
4. ^411(1(11111311 (0x4014: 0x401(1 011 018 1 01088, 2001), 159.
()3 0311 00111111011131ا٨11101لمد 0١٧314 (1., [08/1110 5,آل.لالل ](3٧1)1 11 ،111أل0: 13103ا1 1ا38س
, 1998(39-40.دا0ال
١هع 111 11408 0دأ8ج٠١ 014 £ت< اآل .ن آحهد؟ة٦أل٢ 1لل1دآلم ة0ى) ئ0 0ا؟00الً 1110
, 311)1جال0ط 8 1 , 2004(, 474-75; 311)1 13111 4*10311, ¥. 1111 8ا٧3ا10اا010^0, 10: 1
01 401111ا1111118ا0: ١٧08ا01118٧11ا) أ8700ا ا 1118)07(7 0أ!00أ 1أز 111311 111,ج011ط £101101
, 2003(,149.ل£
()5 . ٨.ع 01 410111ا3آ (148:لآل0 01)1 ]08)0771071) )013114 £أ )/ا)( 0أ311ا10أ0 ]0أ£011011, 0)1 )/
0001171)8:هد )01 41., )]7101071) 0071)11108ج8011 ٢01111لم3١١ط £01)11113118, 2003(,173-74; 311)1 £.
4ا0ة71§ )8110411014: 81104أ)أ8)07( 1أ 11أ!00أ 8)11)1( 171 )]7101071) 11007 008)0771 071)11هد
1110 044جاالزل(؛ا 401 1ال3ج3ال3ا0 4*1088, 1990(, 227-28,245. £113108 10 111 £االل0كة٨0
٢٩٨
0٢1ط 1*00 ١٧116 160 1(0811110)10111 111011108, 800ج83ا6 1 6ج 6103كع8 6006. ٨ا0٢ج10 ¥033
¥8(127102:ا2 11071): 0أ 11118 1’110101’10 111 [088110 )171)1 8؛8 60033103131103 0ا1ا0ا0١٧آل د
(٠ 5.لةا ٠1ال1ا3ا(00ل: )031133313, 1996(, 08كل٧ 11188(71001 7^7101(818 ٠١٧ ¥0٢زع٧ر
)(6 0111)10 10 1110 £031)01106اشم 1110 016 £081331031:ج3ا0٢ا(أئ والدات اآد٢ةآل٢ل٢
*81,ا-٧3ل310ل*8 6٢0٧0,10:ا0١٧30ه) 2003(,137.
)(7 !08ا 0§( )171)1أ0ا .٠جصخ €80082فنيشم 3٢,ا1ا]٧ل إلل3ه .آل (171 £<271127-0710771 0١٧301*8ه)
1 2001(,157.ا*8ا*¥3ا310ل :ب 000,
)(8 0١٧301*8 000,ز 0. 011111, 7 071)12 807717121 )1ك]<3.٧1 1ا01*٧31*8ا3ل :ال 6331, 1:ج3ا1ا0ا6
08, 2009(, 173.اا(0ل٨
)(9 138-53.أأ,ا33103ا1 1٢ 336 00811110 001111101 111 1110 01)1 £08ه£ا ,ا31*08إلج 3133 643ة
8 1101ا 071£710§2أ ., 1 §3111. 30:26(, 827-2771ج08 )0.ا0ا8 160 ٨313ا6ج£ 03 ١٧603 ]<3٧16 6
10 11118.ل0ا1؟؟3
)(10 063٢6 8. 11088,اآل 2 071)1أ( 111 1٢ 171 1112 88أ0١٧,ا0١٧ 131610: ٨3 0 0 ٧ه0آل ً 111 1110ا1اا
3101* ٨. 6/31*1038ا €27117177, 0)1. £106316 8. £088 311)1 £أ278(-£8-8ا 12770718771 171 1112
0ا3ا)عالآ 088, [0811710,آل 80 £106316 8.ا 3؛(3033 £360, 1^: £180^6133^8, 2008ا)١٧
1 1996(. £6311108 10ا01٧318ا3ل 0^30٣8 0٢0٧0, 16:ه) 31 6ا01)1 £08131110111 ٤0313103
( 0111 01)1 £2881771278أا03اا3ا(0 5 0011 311)1 6ل13ا 1110 0ج3ا ٤0٣ 8036ز3ج613ا0611 00
1 2009(.ا01٧318ا3ل 0١٧30٣8 )0 0, 16:ه) . 3ا2, ٧0ا0§٠٧٠٠ 1817121'8 £1أ0ا
استغدت ولخصت افكارهم في هذه الفصول عن الحرب .أنا ممهى كثيرا من أجل المراسالت الطويلة
باإليميل مع ريك هيس وترمبر لونجمان حول هذه األفكار والتي ذكرتها في هذه الفصول.
x16161ا1111011110118 3 00^3ا10ا0ا1يمآل 25. )01603ل0ا١٧31 111160 £0610١٧ 816أأ(11) 11088, 60 3
ج 60١٧ (086113 1111)101’81311)18 60 0111 )0.ج31613ج108*01601 1)311 ,01600111108 160 ,3636£ ,.
ا 0جأ #20)1171§ 0/182 #00أز 30 8^3106). 800 601603 6/06011, £0^21827- 771 1112 £0718:
).ا03ض]0811710,180£ 831993 ,£380 :6016(860) 134 031
086113, 111 €718)711 1887128 171؛ 0ظ00آل 160؛ 0اخ £60 (0060 3116أا (12) £!06316 8. 11088,
ال3آل .ل 1, 3116 £3111ا60ج3ا1آل 088, 00 3)1 ٨.آل £07-1(7 187-02182 1118107-(, 06. £!06316 8.
3033 63^0, 1^: £1803631138, 2008(, 39.ا(1*. ٠
161.ا0ا £381/016 £081331031, 800 6<33؛3160 33)1031 [^03ا 333360^8؛0131103 0جج(13) 0X3 03160
أ 3 160 016 £081331031,ا ^33160٣8؛03 0اا3ا٣0و0٩ا3ل 0اا0160أؤ 160 £؛0380 0؛٨£(0ا £0318,
9٦١٦١٦٦-١٦.ؤ٢ا٢الده الا0010ة 0)11اج0ا00أل £أ03اأ0ج33ال0 £أل1ئ(0111’3)11 0
١٧116ج3اول00ك3 1ا-ا03اا3160لمز 60(010 160 6006 33 60 8ج3ا16080 11٧؛08 0ج(18) 81311131,160 3
031 ٨633110 61036:ا£1اا . £3111803,آل.آل £380 3 380 0٤ 3331601*8. 800؛160 3301031 6103
[0117-7101 0/182 £[!§28001و08جخ ا3٣068ا٢ا33 £3ا3٧ا 160 ٨3061؛03 0اا603ا00038آل ٨
؛ 80380 0ج3اظ^3اأ . £111,خ ا 336 )30؛ 8001217 37, 30. 2 )1994(: 161—68أ0§100أ0ا
^ 80127102 071)1 812 €117-188071 8088 55, 30.ن ك0ر1غنحو؟٢،حم6030818,؛160 61331601*8 0
4 )£(00031601* 2003(: 239-51.
٢٩٩
(20) .(2009 ,28 ال٢ة1آعةل) 01100ا)011و[ 001108ا3ل0٢80٢ول 88,جآل ك٢ة٦لن1حأ
م0طئ؛ 0جا 1110 ٣0ج111ك3٢غ86111111113 ٢0؟ )3١٧8 0ا 88, [05111, 91-92. 110 1116عآل(21) 8
):ا3كعالآ اا3636 0) £011060,آل ,ل80ا(§15, §41). 800 1964) 14 8111101111 0٥. £. ٦٧
8-11-
811100 !1118 18أا0ا£01113اا ٧0 11180110)1ا088, £086113, 91-92. 1آل(22) 0! 3618*3111111111 x1ل1 £ة١٧6
ا08. ٨ 1113ا103ك61.0*1101 ٧10١٧ 7101111 18 0
)(23 )1, 1110ا£0ع10 ١٧01ا ا1110 1)171)1 0ا 1111107007100 0ا )1:ع3ذ 1110؛١<08171)1)171)00111180 0
د1ا3ح؛ 0 8 1 0سل :ز0ا008 )80±0أ8700ا 0أ{ا ردغ.43-141 ,(1993 ,1088<£ 13
(27) 161(1.
ا 1(^710771108 0ا ,ا0ا)ا60ن0٢ 8ا (28) 1 11 1^01*1*18 311(1 113017 81010 :1708([3771 7101070£
.سx0(1 £62 ,(2009 ,088*1<£ 811 0ك£0٢ل70771 £.88(171)1 10 3^10711111771 )0ر0 :
)(32 ,لمذحج)1111ا0ى ;0§(7, 570أ0ا 01)1 108107710711 80اح 1 160ل! 1٢اا 088,آل 061*0١٧ا£ اأ0,ا616
٣أ31133111ح 03 1؟ 1108ا30ل ١٧01٠0 160اا ,س111تآل.آل 311ا011 £1*0111 ٨ذ3أ(35) 41118 8001101118 08
ا386٧11س ظ00ا310 1. 6ل 2 , 0)1.أ07أ!أ71\707ل 0ا0أ 0171 07ا)71£أ): £710107111ا81*30ا1^ :0
الل0ق٨03.68—156 ,(2008 ,0
ئ 0ال!أ110ا٠01ابر 10 0 160جس £ج6آ !:اذ 111أ8٢0£ل ً١اج١جل1اآل أ آلدة (36) 160
1*088, 1999(; £3.11108؟ 1ا3x0(1118 170(101011 (0x0(1: (^£01*(1 £611 0 8,*01 ا0££1110ل1
^11)1ج6أ؛ 0ال6010 6سبر ع0٢ 16ئ00د1الذ ع6آ 111 8111)11:أ8٢)10ل 1اآ0ا0ا٨11)0 1 سء11088 4٢
>)x£01*(1 £2005 ,088<£ل£0ف*)0 :1 س ).إل0 8 1
الفصل السابع عشر :هل كانت مذبحة شاهلة وتطهيرا عرقدا؟ ج٣
)(1 0X311110 *01, ££3011؟ ج1*011أ٨1*1118 08 1618ظ^3 3113311 10ح0-ا)1183ى 0011110011011 لل! *601
4601س 0 01*118)1)18ألآ 11*:الا0ا 1ةؤ٢ة١ ٠لجح ١دأع ة١8 1٣1الهة 011 40ا30د
*, 2001(.ا0ا0ا٨
)(2 . 3 )£(0١٧108ا ٧0ا0ا<8 11أ8700ل 0§(7:أ0ا , 01)1 108107710711ال3خ)1111ا0ل) (0611 :ذل 1*0٧0,ى
, 2009(, 572.ال1ا10٢٧3٣8ال1
)(3 6 £111)1ا01ذ ٠١ 460 00)1 1ا. 1آل ً ١.اذ٣٠٠ألث٢ ه0آ 00010118 011؟ 81011)1:
٣٠٠
2 8331301؛. (08633 16:53ى 01*٧33, 2008(,102.ا)د
8:ا)(1ا3آل )01*33)1أ{)أ])2ا^1238)10718 0
311اا,؛0^0 118ألأأ 110؛ 0؛ ااأ611 118أأ 60؛ 60 (06381108 310٧0)1 0111؛ سال 8ال 83؛5:6-10. ١٧٠
0.ا(ل8 [(00اال0ه 3 0ال0؛0118 00111)11(0 1^00٩(0٣3اس 1إل11080 03031؛ ؛63؛ 03ال13)1103
)(4 0 )271)1أ70 1أ) 171ا 111اا٣0^ 61610: ٨3 0٧01*٧10١٧,أل0ي110 1؛ 1٢ 111اا £10631)1 8. 11088,
038ا*31يمآل 088 311)1 613101* ٨.آل 8.ل3٣ال10آل , 0)1.رز٢يغك2معح أ8ا7أ]1^-أ7ا 3أ!) 3770728771 171ل
0,11^: £180361*3338, 2008(, 29.حإ3ذ )١٧ 11033
)(5 0٢ 6 111أ(ل113ن 31, 800ط زجن؛ 31131 818 0ج13؛٢3أ(036ل 601* 3 6اجشم 6006,؛؛. 8٠0ئآل 20ا) ا0
3أ1 0٣, 1983(.؛8ااا 8٠1أ ٠١٧ ¥0٢6: 81111011
)(6 8:أ 1$8837111)2أ10)2أ8, £{7)271§3ا)١٧3٢ك3٧1)1 £ه 8 1*081101180 111ا؛؛0؛(063 8 -سبمغ ]/ع
, 1988(,263.و؛0§113 )£(0١٧301*8 )1*0٧0, 16: 3 01*٧31*81أ)1أ( 1أ10)2أ£(7271£3
)(7 1118؛ 00 1113)10ا 110؛ ج31*13ة؛813103103 * 111 0000111601ج*86111عًا01*10ال 61*0؛0 0ا؛؛3ة 1862.
)(8 61*0111 £60 ^80ظ30ذ *01؛ 60ال3 #171$, )1130 0)1 6أ{) ا0 ٠١٧ 61110 )11101113,
0.ا؛1؛ 110 831110؛ ال6 6ل2001(, 6380)1 011 (. 6 .6. 60161011'8 ١٧0
8 8301*1600أ٨61*36331؛103 0؛0 ٩308ة001؟110 8؛ )1٣088ل3, 569. 1 3ا, 187’031'8 13و3ج(11) >0 )113
8: 63601*, 2005(.ا)<1؟ )61*311)1 £3اا ج 1(71$.ا ¥012'7-3دتر 1(0 ¥012سرا 8330 111؛ ؛0
0)1؛0803ا *(01ا3؟ اا08ا0 63؛ 01180؟08آلاا 8 111 618؛6ج01* 618 1381؛ 3غ13؛33ا0 ٨1٧13 £؛ (12) £631168
60 0 031110,؛^ 0؛ 0011161*01100, (60*81اا8ال ¥031* ١٧3؛8 ٨10 610ال٠^^ ١٧3ا 60؛ ؛3
801011601* 2009.
ال<6ر {0ا (16) 6. 8. 60١٧18, $127/27280)1 ٠١٧ ¥01*6: £3 0031*1 61*300 ١٧0٢1)1,أ٠ 1955(, 166.
)(17 ) [¥07-1)1'8 1)28ا 13اا,؛10ا 60؛£60 06811330^ 0اا . 8. 60١٧18,ح ٠١٧ضبم٧ر ¥01*6:
1131*0031*161*300 0 330٧06, 1960(,25-27.
,ال(18) 61*031 ^431*6 1٢|(6 60ال٠0اا و 310 618 0883؛ 803ال١٧60 613)11 ا3)1 (381100. ١
£6161* (306803ال(20) £ 031 £60 !)( 137-8, )111*0010)1 6 ٠١٧ £130 )136133, 2002(, 6380)1
0.الال 60 83310؛ ال6 6ل8 ١٧0ا6103ا03 (. £ .6. £0
)(21 033)1؛ 313 033 60و 1774. £618 6اا,ال01*1038 ١٧3؛8و(آل(0٧08 13 3آلال0هاا 0,ا0١٧ح ١٧1111313
31.؛310٧0831١٧.6ج31/اج31/؛/6ج*.01ا3133و6؛30ا[(:/؛؛ 6؛031130 3
٣٠١
)1180,86118011 81*0)1110110118,ا30؟,00111ر٠٩ر اا8 641181 86 166 £31116,ا£6اا 031*)[,ا0636ا(22) 64
8000048004, 1983.
)(2 0:ج03ا11*83 0/)2)1111 )06أ 0ا 2,ا*1113 $06١٧31ج£6 0 81*688,ج03ا 06؛ 0ال1ا111٧61*8تآ 1997(,
)(3 011 64116111, 2006(, 37.ا6ج011ا1181011 )8081011: 1أ 00)103ا !18,ا3٢)1 03١٧8غ810
)(6 8,ا118ج ٨11اا,لمز£31111 01*086ا ,ا.116إل01ا8س31اا06111 6311 66 401111)1 01111116 31 06118؟ £618
.611111.لم{01*086ا8ا06؟ا3118اا8ا*061ا06/13ا3 0111ا)0اا30اا8ا*://١٧١٧١٧.061؟2008,611
()8 0. 8. 8,ا£6١٧ )1111ما 71-01(13111 0ا ٠١٧ ¥01*8: 6430111111311, 1962(, 118-19.
()9 $66 111 61*8 011ا؟161*66 063 311ا 311,؟ ۶3111 00لل! 0 (163)1ا3111ا8ل ٢36١٧66 ١٧31*8 311)1
0 8)011(1101)8:أ 00)1 0038 أر -,ل6ظ8: 83ك1؟ )01*311)1 83؟ذ٠ا،9وأز 7٠اعر0 £١أ 3ا)11أ0
2008(.
€171أ £)18ا 03011113 0ا , 866 631 ¥60,ك ٢6001ظ31118 1٣30ا8ل )10( £01* )100111116111311011 011
, ١٩١٦هع١أألل ٢ع)1اأ11د6٢ 11)1111: 81*0111 116)1)1 10 0£1س ال1ا00ا81ا0£٣
-ا3ا)31 011)1 0111'1811)1118 1111ا 11٧61*811 81*688, 1997(; 1/13 011111:ل01081118011 0
)1111 011)1أ8ل 81*688, 1985(; 311)1ا11٧61*8ل6 01081118011 0جا6ا)1111 )£6311608, [١١٢٠٢: £3أ8ل
6 01081118011ج61ا3 )£6311608, 614: £3٢ا)أ1أ-0 0161110110118 00ا3ا 01111111)13:
81*688, 2002(.إل1اً611٧61*8ا
-٠١٧ ¥01*8:ا-0ا-ا3ا ردأ- 011)1 1(11/10ا 1ردأ0ا: 1أ011أ8ل ا 011818 0ا 8,ا)11( 861*1131*)[ £6١٧
640)16111 £161*31*^, 2003(, 37-38.
()12 11,ا3ج٨ 0 (163)1 311)1 ¥36١٧66ا3111ا8ل 61*8 011ا؟866 166 063 ١٧31*8 311 00)1ا 111 00^311,
0068 10 8101*611088.
0118, 416 6)1. 0١٧1161*8 01*0٧6, !£:أ8أأ 11)1'8 #3ا 111اا1,ا8ل1ا 61*8011,سر )13( 11111311
1 1975(, 128.ا*8ا*٧3ل6ئ
()2 - 8301110٢ 111111101118111,ا0ا $6011131* 640 3 06308,1 001111311؛,£66 64 16 0ا $3111 £]31*1*18,
8_26_3ا6=8631*٢ج3؟ااال011=1161*31٠اا7860؟6؟.ل6ا)/111ج*111131118111.01آ31*6ا1ا١٧١٧١٧.860
6111661* 19,2009(.ا؟)3006886)1 $6
٣٠٢
()3 دهدع//.٠ ]2881011 08 )11111 /£عو1(301613(600611, 812081118 182 5 ٠١٧ ¥01*1):
, 2006(305.جائل¥
()4 £088611 £31068 )66)2, 2006(.ال06 6ا٢00ا// £٧//٠۶ 6هز صه 8001ه8,7£ا£106316 1(3١٧1)0
()5 0/88211:صه 8, £/٧٥٢ائ£10631*6 3(3١٧ :ك٢1ن ¥ا) هض£صه ]<01^1111011 ¥/٥١٧د 333810
8, 1995(, 132-33.اال1ا0ح٠٢آل 6001)8/
()6 ئ٧//ه( 7د و8ا[اءل١٧ده 063٢6ا£ 66111, 2003(, 34.آل ا|)6081011: 3300^6100
يرفض دانيال دينيت بغرابة شديدة حقوق اإلشدان الثابتة ،التي ستشكل أساسا لإللزام باحترام ()٧
اآلخر ،برغم أنه يزعم أنه يؤمن باألخالق الموضوعية .إنه يصف هذه الحقوق بأنها هرا ء على تكلف.
()8 8,ائ3(3١٧ ^,هى£صع £/٧٥٢ 0111 133.
()9 *0060161 هه٢/هد جزا ,ز£6١٧ 872288 ^ه/ج//ه£ 68: £61*601308, 1996(,او[)0٢306 £3
137.
.ه٢/ههصه ٢5ه#ه )111)1 £هض £ا(11) £01161* (3111 3,1881) 10 11. 6. 3)0١٧0, 1)6 ,111^01<] £
.ا*ا3ا*0ا, ¥60ال3اا*ل )£011)1011: 0111 1ا£1*30018 1)3٢١٧616-1:315 ,(1887 ,661*811 6
هخحم £16108,111 £٥//^/٥^ 011)1؛100 0ا0ا£116 £٧0اا 800,ا¥1ه 61186 306 £. 0.ا6هأل(12) ^16
£ج٨٢٠٢٥/ 801211228, 6(1. 3. £. 33006101-310,(1993 ,306*161*00111*13060:113.1*01) 800
ه 8661*11161*, 7£ا36أل0ا(13) ^42004 ,1 ٥/٥٥٥٥؟، 0/000)1 011)1 £٧//٠١٧ ),ا0آل ^*¥01*6: 33601
81.
( 1118101أ 1110د £. £3111161*,ج £601*116111 3116 0٢31إل116ه(18) £80828 / .٠ £/٥/٥^/٥٥همه£صه
).آ6,1: ¥13ج6غ6ا 0/82X1101 £٥٥٢٥/٥۶! (0302000 ,688*1£
)(2 01/18 0/812 [21ا£600138 036111, 1999 ,*00601¥ : ).ظ*٠١٧ ¥01
)(3 x0 6: 0x301*6 3£101*811688*1£تىهى , 110,82( [42810111ج1*00ا-٨1*018ا )1.1161* 810000 ,جؤ
()4 ٢ £^.۶ )3(0١٧061*8 01*0٧6, !£:هص 1108 011118801111( £٧٥٢ ]<0112ا0ا 30031630 33111,
<660001603, 866؛ 6 60000160131100 00 16686ج01*00أل, 2005(, 176-77. £01* 1ا61*٧31*81ا0ا
0066٣٧30,حز ٨1٧10 3. 80601161, //٥١٧ 08118801111( 08011828182 1118 )01*306 £3^168:
٣٠٣
()5 ¥01*6:ير١ج11, [65118 181014^1)1 ٠ )2611'168 )٦١١٢ة16ا٧ 1<0ةا1٠08ةل 0١٧,آل اا 1985(,33.
()6 11 011 16111, 2006(, 37.ج011ا 60)1 £<6114,81011 )£08 01: 6ا ١٧61118,ة(6
()7 £608011ا01(7 0أ 1ا 6,ئ 8ال110ك£0 0111 1101180, 2005(, *1.ك11ة٠١٧¥01*6: £
()8 ^ظ ۶0118ل)11عة 8.)21111 )21011111عة٢خ س6 0/11181110118, 0)1.ا 8,د0ض01111ج*111ل
011^, 2006(150-51.؟ 0:جسس)>2
)(9 ٨اا 180,ا0ئ0ح 81سآلل )2111*1811311 1٧0ا00؟۶0٣8 011 دالآل $0016/7اا8,ا11ج£1 ا7اة311٦1ل)
2004(: 25.ال3٢ل٦ملأل٢0
1 3114 1411111311ل0ج1ا0آل ,ال0ا03آل 11011 6.زل0ا٠ 813061101180 3114 8ذ \80 1ا)10( 161)1., 24. $00 3
[76, 0)1.أأ(60ا()11 £618ا0أ8 111 0أأ{§أ0148 £أ8أأ 111 £6أا0,اا0ج1 ٨[00ح0اج0ا8: ٨ ¥600ا11ج£1
سد ت*, 1996(,486; 31141٢ا١٧0اا0٣٧ 0 )6(01*41*00111: £1ك اا].3114 1. 0. ٧3ل 110ا1. ١٧
)111011ل)11ا00ه 1110 121108)4سه 1* £0080 11د0؛€ 11*14 14)1)10 ^0^: £ألآ جددًا
0/1114111)111 £1^8 ٠١٧ ¥0٢6: £31140111 1101180, 2001(.
ج)1118 011111آل 8ا ال0١٧ )261481 )1,11 1ا: 1ج١ 108118 111 £0٠آلةسغخ ٠
هلآلة١آ (1114) 1)21) ١١١
^٣ج0آل 011, ]()2:اج1111ا1116 6111 8(11(11106 0/8011 (١٧38618¥ .5 ,(2003 ,^0
٩1100 ا والكذ٦ع 8131*6'8 8ز0ع(01111: 10 01111)1 0111 £04؛ X013111311011ا3ا311 38 8008 1011
¥ا)11أ 10 61*00)10111, ٠1ة0ا ً)1٠اا٦8أأ٦ح 0١٧آل £0)18011:ئ 0ال0٣ا0أ11*0801^ 1114) 8111
$1400688 ٠١٧ ¥01*6: £311401116101180, 2005), 235.
11 2008(,ح38 60111111( )6ا 8x1(10161 )٧011ا رسنًا 01؛ £038011ا )12( ¥1111 £01101*, ١٧١٧١٧.
1#810 1.اال1ا12008.1ا3ا7ا*0ل0ا(^ج*ل38 .0ا٧01٠1
٣٠٤
هإللهالعهدالقديمهوإلهقاتل،دموي،وظالم،ويماس
االستقواء ؟ يبدوأن الكثيرين اليوم -حتى بداخل الكنائس -يرون
إله العهد القديم على هذا النحو .كيف يرد المسيحيون على مثل هذه
االتهامات؟ وكيف يمكننا التوفيق بين السمات التي تبدو متناقضة
ظاهريا في شخصية الله في العهدين القديم والجديد؟
في هذا الكتاب الهام ،والذي ينتظره الكثيرون ،يتعرض الكاتب
والالهوتي والمدافع ((يول كويان)) لمجموعة من أشرس وأصعب االتهامات
في عصرنا عن هذا الموضوع ،ومنها :هل الله متكبروغيور؟ هل يعاقب
الله البشر بقسوة مفرطة؟ هل الله متهم بالتطهير العرقي؟ هل الله
يقهرالنساء ويكرههم ؟ هل الله يوافق على العبودية؟ هل المسيحية-أو
الدين بشكل عام -هوسبب العنف؟
ال يقدم كويان ردوذا فحسب على النقاد ،لكنه أبغتا يشرح لنا كيف نقرأ
العهدين القديلم والجديد بشكل صحيح ،حتى نرى في كليهما نفس
اإلله الباروالمحب الذي ال يتغير.
لعحبوتعات ٦ل
1 |1
978-977-387-255-2