You are on page 1of 308

‫ل‪0‬ح ‪5‬ا‬ ‫‪3‬‬ ‫م‪١‬ا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪٢3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لبأ‬

‫_‬
‫‪0 0 5‬‬ ‫‪٢7‬حخ‬
‫‪1٦‬ة‪0|3‬ح ‪1‬الةم‬

‫هل إله‬
‫ابعهد‬

‫سرير‬
‫فهم أفضل ألخالقيات العهد القديم‬

‫يولكودان‬

‫‪٠‬‬
‫هل أك‬
‫اسد‬

‫شر آل‬

‫فهم أفضل ألخالقيات العهد القديم‬

‫بول كوبان‬

‫حد‪،‬‬
‫سبوتات!التلل‬
‫‪11‬آل؟‪11 00‬اآل(ل زأل ‪@ 2011‬‬
‫‪11111)1611116 11116:‬ا‪118‬ج‪1‬ل‪111(118116)1 111 £‬؟ ز‪11‬آل‪111‬ج‪0٢1‬‬
‫ا‪0٢3‬لآل ‪ 3‬ه‪0‬ى ‪1‬‬
‫‪8‬ظ‪-6٠0‬ل‪6‬طآل‪ 6‬ثمؤه ‪111(118116)1‬؟‬
‫؟‪ 01*011‬ج‪1111‬ا‪11(118‬أ(ل ‪6٢‬علآل‪ 3‬؛‪1٧181011 0‬ك آل‬
‫‪8, ^149516-6287‬ا)ا؟آل‪ 3‬س ‪0. 80() 6287,‬؟‬
‫‪8 1686٢٧6)1.‬ا‪11‬جغ ‪٨11‬‬

‫هل إله العهد القديم إله شرير؟‬


‫الناشر‪ :‬مطبوعات إيجلز‬ ‫‪>0‬‬

‫طبعةأولى‪٢٠٢٠‬‬
‫رقم اإليداع‪٢٠٢٠/٣٨١٨ :‬‬
‫الترقيم الدولي‪978-977-387-255-2 :‬‬

‫الترجمة‪ :‬عادل زكري‬


‫المحرر المسؤول‪ :‬سامي يعقوب‬
‫اإلعداد الغني‪ :‬إيجلز جروب‬
‫طبع في مصر‪ :‬مطابع الوكس— المنطقة الحرة‬
‫جميع حقوق ا لطبع في ا للغة ا لعربية محفوظة للنا شر وحده‪ ،‬وال يجوز ا ستخد ا م أو ا قتبا ص‬
‫أو طبع أي جزء من هذا الكتاب بأي شكل من األشكال بدون إذن مسبق من الناشر‪ ،‬وللناشر وحده‬
‫حق إعادة الطبع‪.‬‬
‫المحتويات‬

‫قالوا عن الكأب ‪٧..............................................................................................‬‬

‫‪١ ١ ...............................................................................................‬‬ ‫مقدمة‬

‫الجزء األول‪ :‬حركة الملحدين الحدد‬


‫من هم الملحدون الحدد؟ ‪١٧ ..............................................................‬‬ ‫‪١‬‬
‫الملحدون الجدد وإله ا لعهد ا لقديم ‪٢٥ ...................................................‬‬ ‫‪٢‬‬

‫الجزء الثاني‪ :‬الله‪ :‬سيد رحيم أم وحش أخالقي؟‬


‫هل لديه شهية ال تشبع للذبائح وللتسبيح بحمده؟ ‪٣٣..............................‬‬ ‫‪٣‬‬
‫سخط هائل أم غيرة ملوكية؟ ‪٤٣.........................................................‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٥٣.........................‬‬ ‫هل هو نوع من إينا ء ا ألطفال وا الستقوا ء عليهم؟‬ ‫ه‬

‫الجزء الثالث‪ :‬الحياة في الشرق األدنى القديم وفي إسرائيل‬


‫هل هذه حكمة الله التي تتجاوز الزمان؟ ‪٦٩..........................................‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكأب المقدس؟ ج‪٨٥......................... ١‬‬ ‫‪٧‬‬
‫ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكأب المقدس؟ ج‪٩٧......................... ٢‬‬ ‫‪٨‬‬

‫‪٣‬‬
‫هل إله ا لعهد ا لقديم إله شرير؟‬

‫ماذا عن البربرية والشرائع القاسية والجرائم األخرى المتخيلة؟ ‪١٠٩................‬‬ ‫‪٩‬‬


‫هل إله العهد القديم كاره للنساء؟ ‪١٢٧ .................................................‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫ماذا عن المهر؟ ‪١٣٩............................................................................‬‬ ‫‪١١‬‬

‫هل هناك مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪١٥٧ ............................ ١‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪١٧١ ............................. ٢‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪١٨٩............................ ٣‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪١٩٩ ..................................... ١‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫هل كأنت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪٢١٣..................................... ٢‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪٢٣٣..................................... ٣‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫هل الدين هو اصل كل الشرود؟ ‪٢٤٧...................................................‬‬ ‫‪١٨‬‬

‫الجر الرابع‪ :‬مزيد من التركيز على الجانب األخالقي‬


‫هل توجد أخالق بال مشرع إلهي؟ ‪٢٦١ .................................................‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫ألم نتجاوز هذا اإلله؟‪٢٧١.....................................................................‬‬ ‫‪٢٠‬‬

‫‪٢٨١ ................................................................................................‬‬ ‫الحواشي‬

‫‪٤‬‬
‫إهداء‬
‫إلى ابننا الرائع بيتر‪،‬‬
‫الذي أبهج قلوبنا بنموه في الحكمة والقامة والنعمة‬
‫أمام الله والناس‪.‬‬
‫وبحسه الفكاهى وحوارا ته الغنية باألفكار‬
‫وشغفه ألجل ملكوت ا لله‪ -‬أصبح سبب بركة هائلة مرع الرت‬
‫لعائلتنا وآلخرين كثيرين‪.‬‬
‫قالواعن الكتاب‬

‫يخطو يول كويان بجسارة ليدخل عرية الهوتيا لألسود‪ ،‬وبال خوف يواجه أصعب‬
‫ا لقضا يا األخالقية التي يتعرض لها المسيحؤون عن الكتاب المقدس واإليمان ا لمستمد‬
‫منه‪ .‬ال أتذكر أي عمل آخر يعالج هذه القضايا المعقدة والحساسة بشكل وافؤ‪ ،‬وبي‬
‫نفس الوقت بلغة واضحة وسهلة للقرا ء ‪ .‬إذ دفاعه عن إله الكتاب المقدس يتميز بالتهفن‬
‫والجسارة واإلقناع‪.‬‬
‫— فيليب جينكز‬
‫مدرس جامعى لمادة ا إلنسانيأت‪ ،‬جامعة بايلور‪.‬‬

‫يهاجم الملحدون الحدد أخالقيات ا لعهد القديم بشراسة‪ .‬من الناحية األخرى يعترف‬
‫ا لكثير من المسيحيين بأنهم يصارعون على ما يبدو لهم من أخالقيات بدائية وبربرية‪ .‬لكن‬
‫يول كويان يسا عدنا على فهم صحيح لعالم ا لعهد القديم وعالقته بعصرنا الحالي‪.‬‬
‫‪ -‬ترمبر لونجمان‬
‫أستاذ الدراسات الكتابية فى كلية ويستمونت‪.‬‬

‫اهذا هو الكتاب الذي كنث أتمنى تأليفه بنغسي‪ ،‬فهو ببساطة افضل كتاب قرأته‬

‫‪٧‬‬
‫يعالج صعوبات كثيرة يفرضها العهد القديم على المسيحيين متن يفكرون ومتن هم رقيقي‬
‫المشاعر‪ .‬يكتب دول كودان بلغة بسيطة ومباشرة‪ ،‬ولكنه يتعرض لقضايا كثيرة بشكل‬
‫شامل وبتغاصيل كتابدة وافدة وبحث أكاديمى‪.‬‬
‫‪ -‬كريستوفر حيه‪ .‬إتش‪ .‬رايت‪،‬‬
‫أحد المديرين الدوليين في مؤسسة النجهام‪،‬‬
‫ومؤلف كتاب ((أخالقيات ا لعهد ا لقديم لشعب الله))‪.‬‬

‫هذا ا لكتاب‪ ،‬بأسلوبه ا لمدشوق وا لسهل وا لثري با لمعلومات‪ ،‬يمدل أفضل دفا ع عن أخالقدات‬
‫ا لعهد القديم قرأته في حياتي‪ .‬كتابة ال غنى عنه للوعاظ‪ ،‬ودارسي الكتاب المقدس‪ ،‬وقادة‬
‫مجموعات دراسة الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬جوردن وينهأم‬
‫أستاذ متقاعد لمادة ا لعهد ا لقديم جامعة جلوسترشير‪.‬‬

‫يتحدى بول كوبان الملحدين الحدد ا لذين يوجهون انتقادات شديدة للكتاب المقدس‪،‬‬
‫ويعالج باقتدار كل انتقاداتهم التي أثاروها‪ .‬ال أعرف أي كتاب آخر كهذا ‪ ،‬وأنصح بأن يقرر‬
‫على الكليات والمعاهد الالهوتية‪*.‬‬
‫‪-‬جيه‪ .‬بي‪-‬موريالند‬
‫مدرس ا لفلسفة البارز بكلية أ‪0‬ةااعآ الالهوتية‪،‬‬
‫‪.)1110‬‬ ‫ومؤلف كتاب ((قضية الله)) (‪1011‬خ‪08‬الؤ) سح‬

‫*برع يول كويان في شرح بعض أكثر القضايا المربكة والمحيرة التي تبرز من‬
‫صفحات العهد القديم‪ .‬فهو يشتبك مع عدد ضخم من التحديات ) ألخالقبة والفلسغدة‬
‫ا لصعبة عن صفات وأعمال الله في ا لعهد القديم‪ ،‬وهو يجيب على هذه التحديات بمهارة‬
‫بالغة بشروحات وا ضحة وسهلة ا لفهم من ا لنصوص الكتابية ذاتها‪ .‬هذا كتاب سهل جذا‬
‫في قراءته‪ ،‬وهو مرجع ال غنى عنه لكل المسيحيين الذين يرغبون في فهم العهد القديم‬
‫في سياق عصرنا الحالي‪ .‬أنا أرشح هذا الكتاب بقوة للجميع‪.‬‬
‫‪ -‬حيه‪ .‬دانيال هيس‪،‬‬
‫المعمدانية‪.‬‬ ‫ةخاغنةا‪0٦‬‬ ‫أستاذ الدراسات الكتابية‪ ،‬جامعة‬

‫معظم المسيحيين اليوم‪ ،‬ومن بينهم أنا‪ ،‬نتحاور مع أناس نحبهم قد تأثروا بقوة‬
‫بانتقادات ريتشارد دوكنز وآخرين ضد أخالقيات الكتاب المقدس ووصفه ليهوه بأنه إله‬

‫‪٨‬‬
‫قالوا عن الكأب‬

‫مروع‪ .‬ما يذهلني في قراءة كأب(( وحشية العهد القديم)) هو احتياجنا ‪ 1‬لشديد كمسيحيين‬
‫إلعادة ا لتفكير بشكل جذري في قرا ءتنا وفهمنا لألص المقدس إذا أردنا أن يكون لنا‬
‫منطق مقنع في هذا الحوار المستمر‪ .‬أحيادا ال يكمن الوحش ا لحقيقي في االنتقادات‬
‫بقدر ما يكمن في تمسكنا بأنماط فكرية غير صحيحة عن الكتاب المقدس‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫األهمية الدفاعية لعمل دكتور يول كويان‪ ،‬ا بآلمر األكثر أهمية بالنسبة للمسيحيين يتمثل‬
‫في قدرة كتابه هذا على إجبارنا على تقييم طبيعة ا إلله الذي نعبده‪ .‬ا قرا'وا هذا الكأب‪،‬‬
‫وسيوقظ رؤيتكم لله بطرق عجيبة!*‬
‫العهد الجديد‪،‬‬ ‫— وليام حيه‪ .‬ويب‪ ،‬أستاذ‬
‫معهد جج‪3‬أ‪٠1‬لجآل الالهوتي‪ ،‬ومؤلف كتاب ((العبيد‪ ،‬النساء‪ ،‬والمثليون))‬
‫‪ 11011108‬ك‪11‬ة ‪8, 1111011‬ج‪1٧‬ة‪٠)8‬‬ ‫(لمز‬

‫بطريقة مهذبة ومنطقية يقودنا يول كويان خالل تحديات شرسة موحهة لله ولرسالة‬
‫العهد القديم‪ .‬فهو يجئع ا لثجج ويصيفها بوضوح مع وعي بالسياق الثقافي للشرق ا ألدنى‬
‫القديم‪ ،‬والنصوص العبرية للكأب المقدس‪ ،‬لذا يقدم المؤلف معالجة دقيقة لهذه القضايا‬
‫األساسية‪ .‬هذا مرجع را ئع وال غنى عنه لكل مشترك في ا لجدل ا لمتعلق بحركة اإللحاد‬
‫ا لجديد‪٤٤.‬‬
‫‪ -‬ريتشارد إس‪ .‬هيس‬
‫مدرس ا لعهد القديم واللفات السامدة‪ ،‬معهد دينغر الالهوتي‪.‬‬

‫*أصعب األسئلة التي يمكن أن نوجه إلى الكتاب المقدس تنتمي لقائمة التحديات األخالقية‬
‫في كثير من نصوص وتعاليم العهد القديم‪ .‬ظهرت هذه التحديات مرة أخرى مؤخرا بسبب‬
‫الشعبية المتزايدة لإللحاد والمذهب الشكوكي المتطرف‪ .‬ال يوجد تقرييا باحث واحد أحب أن أقرأ‬
‫له في هذه الموضوعات أكثر من يول كويان‪ .‬هذا الكأب الغني باإلجابات على قضايا أخالقية‬
‫صعبة يساعد على إزالة الخلط وتهدئة الكثير من المخاوف‪ .‬أرشح هذا الكتاب بقوة‪.‬‬
‫‪ -‬جاري آر‪ .‬هابرماس‪،‬‬
‫الباحث وا ألستل ن الجامعى البارز‪ ،‬بكلية ليبرتى الالهوتية‪.‬‬

‫‪٩‬‬
‫مقدمة‬

‫إذ التعرض ألخالقيات العهد القديم يمئل تحددًا ‪ .‬فباإلضافة إلى موضوعات كثيرة تحظ ج‬
‫إلى معالجتها‪ ،‬يبدو عالم الشرق األدني القديم غريدا وبعيدا جدا عما نألغه! لذا نحتاج إلى‬
‫قدر كاف من المعلومات عن الخلفية المحيطة بهذا العالم حتى نفهمه بشكل أفضل ونفهم‬
‫الكثير من النصوص |ألضى في العهد القديم‪.‬‬

‫ئعتبر أخالقيات ا لعهد ا لقديم موضوعا شائكا يتضمن كل أنوا ع ا الستجابات— من ا لتحدر‬
‫واالرتباك إلى ا لغضب وا لسخط ا لشديد ‪ .‬ولقد استشعرت احتياحا لكتاب عن هذا ا لموضوع‬
‫بحجم معقول ويسهل قراءته‪ .‬وبالرغم أنني شاركد بالكتابة عن أخالقيات العهد القديم في‬
‫العديد من الكتب والمقاالت‪ ،‬أردن أن أستفيض في هذه الموضوعات وأضيف محتوئ جديدا‪.‬‬
‫وبهذا أضربا عصفورين بحجر‪ .‬فال أعل لج موضوعا صعبا فحسب‪ ،‬بل استخدم حركة‬
‫الملحدين الحدد كمنصة انطالق للنقاش‪.‬‬

‫حرصن أن أجعل ا لحواشي‬ ‫وبينما يغترض أن يكون هذا ا لكتاب مناسدا لعامة ا لقرا ء‪،‬‬
‫التوضيحدة أقل ما يمكن‪ ،‬ولكني لم أنجح في ذلك‪ .‬فنظرا لطبيعة الموضوع‪ ،‬لم أرد ان أبدو‬
‫كتن يلقي ادعاءات بدون تبرير مبني على دراسات علمية! لكنني ألجام في دراستي إلى‬
‫متخصصين ذائعي ا لصيت في دراسات ا لعهد القديم‪ .‬معظم هؤالء الدارسين ‪-‬في مقابل‬
‫عدد قليل منهم‪ -‬يحترمون سلطان الكتاب المقدس‪.‬‬

‫تمدل وجهة نظر هذا الكتاب اتفاقا واسع النطاق على القضايا األساسية التي أتعرض‬
‫لها‪ .‬إذ عالم العهد ا لقديم وأدبياته له نصيب من ‪ 1‬لغموض والضبابية‪ .‬وبالتالي عندما‬
‫أذكر رأي أحد الدارسين أو غيره في مسألة ما قد تحد آخر ثالدا يختلف معهما (وأنا‬
‫أيصا !)‪.‬ال أريد أن أتشتت بذكر كل ا ألسبا ب تفصيلدا‪ ،‬وكل ا إليجابيا ت وا لسلبيا ت في كل‬
‫الجوانب الخاصة بالموضوعات المتعلقة بأخالقيات ا لعهد ا لقديم التي أتعرض لها‪ .‬وهدفي‬
‫األساسي هو كللتالي‪ :‬أنا أبني عملي على دراسات متعمقة وموثوق فيها تقدم شروحات‬
‫معقولة ورصينة‪ ،‬وأتعرض لزوايا تقدم حلوال وردودا نافعة لألسئلة المربكة عن أخالقيات‬
‫العهد القديم‪.‬‬

‫نقطة هامة ًاضى تتعلق بعالقة ا لعهد ا لقديم بعالمنا اليوم‪ .‬سأذكر في أوقات كثيرة‬
‫كيف ينطبق ا لعهد القديم (أو ال ينطبق) على المسيحيين اليوم‪ ،‬دا لرغم أنني سأقتصد في‬
‫التفاصيل‪ .‬إن شعب الله ‪-‬إسرائيل ا لحقيقي الجديد‪ ،‬على عكس أمة إسرائيل ا لقديمة‪ -‬هو‬
‫ا لكنيسة متعددة العرقيات التي تتمتع بالمواطنة السمائية‪ .‬هذه المواطنة السمائية البد أن‬
‫تعود بالخير على حياتنا األرضية‪ .‬وعلى تالميذ المسيح أن يعيشوا قيم ملكوت الله‪ ،‬وأن‬
‫يكونوا يلحا ونورا وفاعلي خير‪ .‬هذا ا إليمان المسيحي له أصداؤه على عالمنا‪ .‬وإذا افتقر‬
‫لهنا ‪ ،‬فهو ال ينسب ا لى ا لمسيحدة‪ .‬وا نما دمكن ا عتباره غنوصية منسلخة ومتحاهلة للثقافة‬
‫وناكرة للواقع في النهاية‪-‬‬
‫لم يعد شعب الله مقتصرا على أمة وعرق وأرض‪ .‬كما يوضح ا لعهد الجديد أن المجتمع‬
‫المسيحي متعدد العرقيات يتميل في الختان ا لحقيقي في المسيح‪ ،‬والذي أصبح له مواطنة‬
‫سماوية‪ ،‬وله موقف جديد من ا لشريعة الموسوية‪ .‬الناموس جزة من ميراثنا وجزة من فهمنا‬
‫لذوا تنا‪ ،‬حتى وإن كان جزء كبير منه ال ينطبق بشكل مباشر على شعب الله اآلن‪.‬‬

‫آخرون قد بدنوا ببراعة كيف يؤثر ا لعهد ا لقديم على المسيحيين‪ ،‬منهم‪(( :‬كريستوفر‬
‫رايت))‪(( ،‬ويليام ويب))‪(( ،‬حون جولدنجاي))‪(( ،‬جوردون وينهام))‪(( ،‬ريتشارد هيس))‪ ،‬وأخرون‪.‬‬
‫ومن يم في أجزا ء كثيرة من هذا الكتاب أشير للقرا ء إلى كتاباتهم وإسها ما تهم الغنية‪.‬‬

‫أرجو وأصلي أن يسدد هذا الكتاب احتياحا ماسا في المجتمع المسيحي‪ ،‬الذي كثيرا‬
‫ما يتحدر ويقف عاجرا أمام هذه ا لنصوص ا لصعبة في ا لعهد القديم‪ .‬ولكي أقوم بتسهيل‬
‫عملية ا الستيعاب وهضم هذا المحتوى جعلت في نهاية كل فصل مجموعة من ا ألسئلة التي‬
‫يمكن استخدامها فى المراجعة أو النقاش فى مجموعات درس الكتاب أو التلمذة‪.‬‬

‫أود أن أتقنم بالشكر إلى ((ريتشارد هيس))‪ ،‬و(( ريتشارد ديفيدسون))‪ ،‬و((ترمبر لونجمان))‪،‬‬
‫و(( حيروم ولش))‪ ،‬و( دا نيا ل هايس))‪ ،‬و((حون جولدنجاي))‪ ،‬ألجل تعليقاتهم المفيدة‪ .‬كما أشعر‬
‫باالمتنان لمحبتهم المسيحية التي أظهروها بردودهم على إيميالت طويلة جدا في بعض‬
‫كما أشكر ((بارنا ماجياروسي))‬ ‫األحيان كنث قد كتبتها على مدار العام الماضي وأكثر‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫مقدمة‬

‫الذي زودني بنسخة من رسالته ا لعلمية عن الحرب المقدسة‪ .‬كما أشكر زميلي ((نانأن لين))‬
‫الذي قذم لي تعليقات جيدة على مسودة هذا الكتاب‪.‬‬

‫ألجل صداقته على مدار سنين‬ ‫كما أشكر المحرر ((بوب هورا ك)) في دار نشر‬
‫طويلة‪ .‬كما أشكر محررة ا لسلسلة ((ويندي ويتزل)) على تعبها وعطائها الكبير في ا لعمل في‬
‫ظل تصليحاتي وتعديلدتي الكثيرة غير المنظمة‪ .‬في النهاية‪ ،‬شكري الدائم لزوجتي وأوالدي‬
‫المشجعين والداعمين لي؛ فهم يجلبون البهجة إلى قلبي‪.‬‬

‫‪١٣‬‬
‫أسئلة للمناقشة أو الدراسة في مجموعات‬

‫* في ضوء قراءتك للعهد القديم‪ ،‬هل صادفت أية نصوص وجدتها مزعجة أو مربكة؟‬
‫ناقش بعض هذه النصوص‪.‬‬

‫‪ ٠‬فى رأيك هل يوجد الكثيرون من ا لمسيحيين غير ا لوا عين ببعض التحديات والصعوبات‬
‫الموجودة في العهد القديم؟ لماذا يدغل هذا مشكلة؟ كيف يجب على رعاة الكنائس أو‬
‫القادة ا لمسيحيين أن يتعاملوا مع صعوبات العهد القديم؟‬

‫‪١٤‬‬
‫‪٠‬‬
‫لأل‪،‬‬
‫احركة‬
‫‪ ٠‬الملحدين الخدد‬
‫فن هم الملحدون اإجدد؟‬

‫في فبراير ‪ ٢٠٠٧‬كئ من بين عدد من المتكلمين في منتدى ‪٢- !^€)1^)1‬وغع‪٢‬تح‪ ،‬وهو مؤتمر‬
‫سنوي أقيم في والية نيو أورليأنز‪ .‬وكان موضوع المنتدى في ذلك العام هو مستقبل اإللحاد ‪.‬‬
‫وكان أحد المتكلمين البارزين من الجانب المسيحي التقليدي هو الالهوتي البريطاني ((أليستر‬
‫ما كجرا ث))‪ .‬وعلى الجانب ا آلخر المضاد تماها للمسيحؤة التقليدية حضر ((دانييل دينيت))‪،‬‬
‫األمريكية‪.‬‬ ‫التطوري والمناصر للمذهب الطبيعي‪ ،‬وفيلسوف العقل من جامعة تافتس‬

‫وكانت أول فرصة لي أتقابل فيها مع أحد هؤالء ((الملحدين الحدد))‪ .‬واستمتعث مع زوجتي‬
‫بالحديث غير المتكلف مع ((دان)) (أي دانييل دينيت) أثنا ء تناول الطعام‪ ،‬وألن غرفته كانت‬
‫مقابلة لغرفتنا‪ ،‬كنا نتفاعل خالل مجيئنا وذهابنا على مدار فترة المؤتمر‪ .‬يتمتع ((دان)) بسرعة‬
‫البديهة‪ ،‬وهو متحدث لبق‪ ،‬ويشيع المرح وا لحيوية في المكان‪ ،‬ومالمح وجهه ولحيته الشبيهة‬
‫ببابا نويل أضافتا ا لمزيد على ا لروح ا الجتماعية ا لتي تمئع بها ‪.‬‬

‫يعتبر ((دان)) أحد الملحدين الحدد متن ينكرون الله وا لذين ألفوا بعض الكتب التي نالت‬
‫شهر؛ وا سعة هذه األيام‪ .‬ا لبعد أطلق عليه واحد من ((الغرسان ا ألربعة)) في أبوكاليبس‬

‫‪١٧‬‬
‫ا لحركة اإللحادية الحديدة‪ -‬مع ((ريتشارد دوكنز))‪ ،‬و(( سام هاريس))‪ ،‬و((كريستوفر هيتشنز))‪.‬‬
‫ئرى ما هو الجديد في الحركة اإللحادئة الجديدة؟ أال يوجد اإللحاد منذ العصور الغابرة؟‬
‫نعم‪ ،‬على سبيل المثال‪(( ،‬إبيقور)) الذي كأن ينادى بمذهب اللذة (‪ ٢٧٠ -٣٤١‬ق‪ .‬م‪ ،).‬وكذلك‬
‫تلميذه النجيب الذي أتى في وقت الحق ((لوكريتيوس)) (‪ ٥٤ -٩٤‬ق‪ .‬م‪ ،).‬وهما من أتباع‬
‫المذهب المادي‪ ،‬بمعنى أنهما آمنا أن المادة هي كل ما في الوجود‪ .‬وإذا وجدت اآللهة‪ ،‬فهي‬
‫ليست ذا صلة بنا ‪ .‬وعندما يموت ا إلنسان ينتهي كز شيء ‪.‬‬

‫وفي التاريخ ا ألحدث لدينا ملحدون ((حدد )) آخرون من الطيف ا لفلسفي ا لحديث والمعاصر—‬
‫من أمثال ((كارل ماركس))‪(( ،‬حان بول سارتر))‪(( ،‬برتراند راسل))‪(( ،‬توماس ناجيل))‪(( ،‬حون‬
‫سيرل))‪(( ،‬كيث بارسونز))‪(( ،‬جراهام أوبي))‪ ،‬و( وليام رو))‪ .‬من ا لواضح أن ا إللحاد مازال ينبض‬
‫بالحياة وال يبقى هادائ‪ .‬وكما سنرى فإذ الملحدين الحدد يضيفون إن جاز القول دهارات‬
‫على المناقشات الخاصة بوجود الله‪.‬‬

‫الوجه الجديد لإللحاد‬


‫اإليمان المسيحي في عيون الكثيرين لديه مشكلة تتعلق بصورته العامة‪ .‬كثيرون متن ال‬
‫يواظبون على حضور الكنيسة ينغرون من *المسيحية*‪ -‬وال ينغرون بالضرورة من يسوع‪.‬‬
‫وال يحبون الذين المختلط بالسياسة في أمريكا‪ ،‬فضأل عتا يرونه من قدر هائل من الغرور‬
‫المسيحي والرياء والروح الناقدة واالنفصال عن الحياة الواقعية‪ ) (.‬من الواضح أن نظرة لمن‬
‫هم خارج ا لكنيسة غير دقيقة بشكل كأمل‪ ،‬لكنها تعطينا استنارة لتصحيح هذه ا لصورة حتى‬
‫نساعد ا لملعديحيين ا سمدًا فقط أن يتهدلوا بشخعدية يسوع معئمهم ‪.‬‬

‫بسبب ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام ‪ ٢٠٠١‬من هجمات إرهابدة على‬
‫ا لبنتاجون ودرجي التجارة‪ ،‬فقد استثمر الملحدون الجدد ا لشر الذي حدث باسم ا لذين‬
‫ليلطخوا كل ما هو ديني بنفس الفرشاة‪( .‬بالطبع من الصعب للغاية أن نعرف كمة دين ‪،‬‬
‫لكن ا لملحدين ا لحدد غير مهتمين ا آلن بل لغوا رق ا لطفيفة في ا لتعريفات‪ ).‬ا آلن يركب ا لملحدون‬
‫قمة هذه الموجة الجديدة‪ ،‬مستفيدين من الوضع الغربي الذي يعيش في مرحلة ما بعد‬
‫المسيحؤة ‪ .‬هذا التيأر الحالي من المقاومة المتجاسرة لبديمان المسيحي تضع المسيحؤة مع‬
‫الحركات ا إلسادمدة المتطرفة في سلة واحدة‪ .‬يمدل الملحدون ا لجدد ا لوجه ا ألكثر شعبية‬
‫لإللحاد‪ -‬الذي لم يعد موضوعا مقتصرا على االكاديميين الذين يعيشون في برج عاجي‪.‬‬

‫هذا ليس معنا ه أن ا لملحدين ا لحدد نجحوا في إقنا ع ا لجميع‪ .‬وفعا لعالم ا الجتما ع ا لبارز‬
‫((رودني ستأرك))‪ ) (،‬يصنع الملحدون ا لحدد ضجه إعلدمية كبيرة‪ ،‬ولديهم رصيد من الكتب‬
‫التى حققت لقب األعلى مبيعا‪ .‬وكثيرون ترجموا ذلك على أنه عادمة على استعداد الحشود‬

‫‪١٨‬‬
‫من هم الملحدون الجدد؟‬

‫من ا ألمريكان إلنكار الله عالنيه‪ .‬لكى معظم الناس يرون أن من يقول بأنه بال دين ال يعني‬
‫سوى أنه *بال كنيسة ‪ -‬وليس معنا ه أنهم الدينؤون‪ .‬أعداد الملحدين فى أمريكا في التاريخ‬
‫ا لحديث ظلت كما هي إلى حد بعيد‪ .‬وفعا لمركز استطالع جالوب ‪ /٤‬من األمريكان كانوا‬
‫ملحدين في ‪ ،٢٠٠٧‬وهي نفس النسبة في ‪ !١٩٤٤‬فاإلشاعات عن موت الله كانت وال تزال‬
‫مصابة بمبالغة شديدة‪ .‬وعندما ننظر إلى العالم غير الغربي‪ ،‬نجد تزايدا في أعداد الداخلين‬
‫إلى المسيحؤة بأرقام قياسؤة‪ .‬ويعتبر اإليمان المسيحي الحركة األسرع نموا حولنا‪ ،‬وكثيرا ما‬
‫صاحب هذا عالمات وعجائب كما وثق المؤرخ ((فيليب حينكيز)) هذا ببراعة‪) (.‬‬
‫سوا ء كائ من الملحدين أم المؤلهين (من يؤمنون بوجود إله)‪ ،‬كلنا نرى شيائ فيه إجماع‬

‫عن خجج الملحدين الحدد‪ .‬أوال‪ ،‬مع كل تأكيدهم على العقالنية العلمية الجافة والباردة‪ ،‬فإنهم‬
‫يعدرون عن أنفسهم ليس بحماس وشغف فقط بل بغضب أيفائ‪ .‬يصفهم ((رودني ستارك)) ب‬
‫الملحدين الغاضبين والمزعجين بشكل ملحوظ ‪ .‬يعئق المغبر المسيحي ((مايكل نوفاك))‪ ،‬مؤلف‬
‫‪ ،٠‬على كتابات الملحدين الحدد بقوله إذ‬ ‫(‪08^8 00)1‬‬ ‫الكتاب المثير *ال أحد يرى الله‬
‫هناك إصرارا غريدا في ا لدفا ع عن كل هذه الكتب‪ ،‬كما لو كانت عالمة ليس على الئصر‬
‫وإنها طى |ليأس‪٠.‬ا‪٠‬ا‬

‫يبدو ((دانييل دينيت)) أكثر اعتداال في نقده للدين‪ .‬ويظن أده لم يقرر بعد في مسألة أن‬
‫منافع األين تفوق نقائصه أم ال‪ -‬بخالف الملحدين الحدد ا آلخرين الذين يصرون على أن‬
‫ا ألين بدون استثنا ء هو شيء خطير بال موا ربة‪ .‬لكنه في نفس الوقت ال يشارك بإنصاف في‬
‫المواجهة بسبب اقتباساتهي| النتقائية( )‪ .‬فلقد منح لقب الالمعين لمن يفكرون بطريقة إلحادية‪-‬‬
‫مع إيحاء غيرلطيف للمؤلهين!‬

‫الملحدون الجدد على صواب في قولهم بأن تجليات الجهل والفجور والرياء هي ما تمؤز‬
‫المؤمنين المتدينين االسدميين من كل األطياف‪ .‬فيسوع نفسه في متى ‪ ٢٣ —١٥ :٧‬حدر من‬
‫األنبياء الكذبة المفلسين أخالقيا؛ ألنهم يرتدون ثياب الحمالن ليخفوا الذئب بداخلهم‪ .‬وهم‬
‫يقومون بأفعال خارجية تدل على التقوى‪ ،‬ولكنهم في النهاية مدانون باعتبارهم فاعلي ا إلثم ‪.‬‬
‫هذا يعدر عن مأساة‪ ،‬وإن كان يسوع وكثيرون من كتبة العهد الجديد تنبأوا بذلك‪ .‬بالطبع سيدرك‬
‫تن لديه روح التمييز أن يسوع ليس هو المالم على إساءات تصدر عن تابعين له باالسم فقط‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬حجج الملحدين الجدد ضد وجود الله مهلهلة بشكل مثير للدهشة‪ ،‬وكثيرا ما تعير‬
‫عن الملحد القروي الساذج أكثر من األكاديمي المعتمد‪ .‬في كثير من األحيان يظهر الملحدون‬
‫الجدد جهأل ئطبائ للشيء الذي ينتقدونه‪ ،‬وهم عن حق ‪ -‬الضحكات والتهليالت‬
‫الكبيرة من الضعفاء فلسفيا والهوتدا‪ .‬إنهم بالفعل يستعملون بكفاءة مزيحا من العاطفة‬
‫والبالغة اللغوية‪ ،‬لكن ال يعرف عنهم األفكار المبنية على المنطق من البداية إلى النهاية‪.‬‬

‫‪١٩‬‬
‫فئججهم ضد وجود الله ليست قوية من الناحية العقلية— بالرغم أنهم يريدون أن يضغوا‬
‫هذا ا النطبا ع عليها ‪ .‬فهم يثيرون بعض ا ألسئلة الهامة ا لمتعلقة مثأل بإشكا لية ا لشر‪ ،‬لكن مرة‬
‫أخرى ال تمعل خججهم إال قصصات من التعليقات البليغة الالذعة التي ال تثقل في ا لوا قع‬
‫حجحا متماسكة‪ .‬لقد الحظت أن هؤالء األشخاص بالرغم من خبراتهم التخصصية في‬
‫مجاالت معينة (البيولوجية ونظرية ا لتطور كما هو ا لحا ل عند دوكنز ودينيت)‪ ،‬لكنهم يظهرون‬
‫مخيبين لآلمال جدا عندما يقدمون خجحا عن إنكار وجود ا‪ .‬لله وضد العقيدة المسيحية‪.‬‬
‫مراجعة سريعة للغيلم الوثائقي الخاص بدوكنز ستكشف لك أنه قضى وقائ على محرك البحث‬
‫جوجل أكثر من مكتبة بودلى بجامعة أكسفورد‪(.‬‬

‫كلنا متأكدون أن الصحفي ((كريس هيدجز)) الفائز بجائزة بوليتزر‪ ،‬وصاحب كتاب ((ال أثق‬
‫بالملحدين(( رص‪٠‬طىر ‪171‬جئ‪ )/‬ليس صديعا للمسيحيين‪ ،‬وهوينتقد ((سام هاريس))‬
‫على هجومه ا لسطحي على شكل من ا العتقا د ا لديني نكرهه جميعا ‪ ،‬وعلى وتبسيطه ا لصبياني‬
‫وجهله بالشؤون العالمية ‪ .‬بمقدور أي إنسان مسيحي أن ينضم إلى كريس هيدجز والملحدين‬
‫الحدد فى استيائهم موص الشوفينية والغرور ومعاداة العقل والبر الذاتي للمتدينين ا ألصوليين‬
‫بدون ا القتنا ع دخججهم‪ .‬يعير ((رودني ستارك)) عن هذا األمر كل لتالي‪ :‬إذا انتظرت أن تتعئم‬
‫أئ شى ء عن اشكاليات الهوتية هامة من ريتشارد دوكنز ودانييل دينيت‪ ،‬فهذا يشبه انتظار‬
‫التطم عن تاريخ العصور الوسطى من شخص لم يقرأ في حياته سوى روبن هود‪) (*).‬‬

‫من ا لسهل ' أن تهاجم صورة كاريكاتيرية بل النفعا الت والشعارات الرنانة‪ .‬وبالنظر إلى‬
‫تداكي الملحدين الجدد يصئب علينا أن ندخل في حوار يتمتع بالشغافية معهم‪ .‬ما أدهشني‬
‫أن كثيرين ينخدعون ويغيرون أفكارهم بسبب هذه الحجج المغلوطة وا للفو المبالغ فيه‪.‬‬

‫ال تسمع مني فقط! فيلسوف العلم الملحد‪(( ،‬مايكل روس))‪ ،‬يقول إن حجج دوكنز سيئة لدرجة‬
‫أشعرته بالحرج من أن يدعو نفسه ملحدا ‪ ) (.‬كذلك ((تيري إيجليتون))‪ ،‬أستاذ ا ألدب ا إلنجليزي‬
‫والحضارات‪ ،‬ينتقد بشدة ما يسميه ((ديتشكنز)) (اسم مجئع لكز من ((دوكنز)) وهيتشنز)))‪.‬‬
‫ويعتبرهما بال أي عمق‪ ،‬وال يفهمان ا إليمان المسيحي‪ :‬إئهما يبتكران دائائ صورا كاريكاتورية‬
‫مبتذلة عن المعتقد ا لديني وهو ما يجعل الطالب بالسنة األولى في معهد الالهوت يستعجبون‬
‫ويشمئزون‪ .‬وكلما أظهرا كراهيه واحتقارا للدين‪ ،‬بدت انتقاداتهما فارغة من المضمون‪.‬‬

‫؟‪،‬ا ‪{^[)171‬أ)(‪)1‬‬ ‫يكتب ((ويليام لين كريج)) في كتاب اشتركذ في تأليفه يسمى ((وهم دوكنز))‬
‫وقد قام كريج‬ ‫ا)‪.‬‬ ‫ويرد فيه على كتاب دوكنز ((وهم ا إلله)) (أ‪118107‬أ‪ 1(€‬سنع‬ ‫(أ‪178107‬أ‪>]<€‬‬

‫بأقصى جهد لديه ليلملم حجة دوكنز ضد وجود الله‪ ،‬وكانت خجته وضعيفة بشكل محرج ‪.‬‬
‫وفي نهاية كالمه يقول كريج‪:‬‬

‫منذ عدة سنوات قام زميلى ((كوينين سميث)) بتتويج غير رسمي‬

‫‪٢٠‬‬
‫من هم الملحدون الجدد؟‬

‫لححة ((ستيفن هاوكنج)) ضد الله في كتابه ((موجز تاريخ الزمن))‬


‫<‪€‬اا‪7 0‬د‪٢‬ي‪/٠/‬دداا كأسوأ حجة إلحادية في تاريخ الفكر الغربي‪)١٢(.‬‬
‫وبمجي ء ((وهم ا إلله)) أعتقد أنه حان ا لوقت ليستريح هاوكنج عن هذا التاج‬
‫الثقيل‪ ،‬ونعلن اعتالء ريتشارد دوكنز هذا المنصب‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬الملحدون الحدد غير مستعدين لالعتراف بالمجازر التي ارتكبت باسيم اإللحاد على‬
‫يد ((ستا لين)) و(( بول بوت)) و(( ماو تسي تونج))‪ ،‬وفي نفس الوقت ينتظرون من المسيحيين أن‬
‫يتحثلوا مسؤولية كل ا ألعمال البربرية التي ارتكبت باسم المسيح‪ .‬في إحدى المناظرات رفض‬
‫((دينيت)) أن يربط بين وحشية ستالين وعدم إنسانيته بإلحاده الصريح‪ .‬بل اذعى أن ستا لين‬
‫وفي سبتمبر ‪ ٢٠٠٩‬حضرن مناظرة بين ((هيتشنز))‬ ‫كان شخصية متدينة بدرجة ما!(‬
‫و(( د ا ينش دي سوزا )) في أورالندو‪ ،‬وهناك رفض هيتشنز أن يقر بأن ستالين كان يقتل باسم‬
‫اإللحاد ‪ .‬بشكل أو باخر كان ستالين‪ ،‬الذي كان قد التحق بمعهد الهوتي روسي لكنه فيما‬
‫بعد أنكر المسيحية عن اقتناع‪ ،‬ال يزا ل متديائ في النهاية‪ .‬في نفس ا لوقت أصر هيتثدنز‬
‫أن بقايا تدئن كانت ال تزال باقية معه‪ .‬لذا لم يكن اإللحاد هو الجانى‪ .‬في حين في مناظرة‬
‫ًاضى أجبر هيتشنز ليقر باعتراف نادر‪ :‬يجب أن نقول إذ بعشا من أسالفي غير المؤمنين‬
‫قد استغلوا ا لفرصة ليتصرفوا بنفس ا لطريقة (مثل المتدينين األشرار)‪ ،‬هذا أمر مؤكد‪.‬‬

‫أعتقد أن ا لسبب وراء صعوبة‪ ،‬إن لم يكن استحالة‪ ،‬أن يعترف الملحدون الحدد بالشرور‬
‫التي ارئكبت باسم ا إللحاد يتلخص في أن هذا ا العترا ف سيسحب البساط من تحت أرجلهم‬
‫عندما ينتقدون الذين بكل أنواعه‪ .‬إذا سألنا أنفسنا‪ :‬هل كان يسوع ليوافق على محاكم‬
‫التفتيش أو اضطهاد اليهود؟ ‪ ،‬فالسؤال يجيب على نفسه‪ .‬في المقابل مادا عن القاتل‬
‫ا لمتسلسل وآكل لحوم ا لبشر (( حيفري دامر))؟ كان دامر نفسه يقول‪ :‬إذا كان كل شيء يحدث‬
‫طبيعدا‪ ،‬فما الحاجة لوجود إله؟ ا ال أستطيع أن أهتم بقوانيني الخاصة؟ من يملكني؟ أنا أملك‬
‫ذاتي‪ .‬اا) ثم يتساءل‪ ،‬إذا لم يوجد الله‪ ،‬وكلنا جئنا اس الطين* إذا ‪٠‬ط الجدوى كن محاولة‬

‫تعديل سلوكي ألجعله وفق الحدود المقبولة؟‬

‫الجانب اآلخر من العملة نرا ه في رفض الملحدين الحدد (أو ترددهم ا لكبير) لالعترا ف‬
‫العالم‪ .‬تتضمن قائمة هذه ا إلسهامات‪:‬‬
‫في م لم‬‫المسيحي ‪٠٠‬‬
‫‪٠٠ ٠٠‬‬ ‫اإليجابي الموثق وا لعميق ء ‪٠٠‬‬
‫لإليمان‬ ‫بالتأثير ‪-٠٠٠٠۶‬‬
‫الحفاظ على التراث األدبي‪ ،‬وتطوير التعليم‪ ،‬ووضع أسس العلم الحديث‪ ،‬وا الهتمام بالغن‬
‫وا لموسيقى‪ ،‬وا لتوعية بحقوق ا إلنسان‪ ،‬وتوفير ظروف ‪ 1‬فضل في ا لعمل‪ ،‬وا لقضا ء على ظاهرة‬
‫العبيد‪ .‬هذه اإلسهامات يقر بها الملحدون والمؤلهون على حذ سوا ء‪ .‬أصا بالنسبة للملحدين‬
‫الحدد فالذين عندهم يسمم كذ شيء‪ ،‬أائ اإللحاد فال يسمم شيدا!‬

‫سنعود للتحدث مرة أخرى عن هذا الموضوع‪ ،‬لكن اآلن أسحل فقط تحفظي‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫موضوع لم يتم التعرض له‬
‫بالرغم من الردود العقالنية القوية على حركة اإللحاد الجديد‪ ،‬هناك موضوع لم يتعرض‬
‫له أحد يتعلق بأخالقيات العهد القديم‪ .‬هذا الموضوع ربما يكون بشكل أو بآخر األجدر‬
‫باهتمامنا وشرحنا ‪ .‬يثير الملحدون الحدد بشكل مستمر أسئلة عن شرائع غريبة وقاسية في‬
‫العهد القديم‪ ،‬وعن إله يشعر بالغيرة ويغضب‪ ،‬وأسئلة عن العبيد وقتل الكنعانيين‪ -‬وهذا‬
‫على سبيل المثال وليس الحصر‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬لكن ا لملحدين الحدد عادة ما يتسمون‬
‫بالسطحية والجهل في هذا الموضوع بقدر ما يظهرون في هجومهم المعتاد على الدين‪.‬‬

‫وألنني قدمت بعض الكتابات في هذا الموضوع‪ ،‬أردت أن أستخدم انتقادات الملحدين‬
‫الحدد كمنصة إطالق لتوضيح المفاهيم المغلوطة وفضح االفتراءات‪ .‬هذا الموضوع ليس من‬
‫ا لسهل استيفاء كل النقاط فيه‪ ،‬ألة الشرق ا ألدنى القديم يبدو عالما غريبا بالنسبة لنا في‬
‫أحيان كثيرة‪ .‬وبينما نستعرض ونبحث أهم ا العتراضات على أخالقيات العهد القديم (لن نقدر‬
‫التعرض لكل االعتراضات هنا)‪ ،‬نرجو أن نكتسب تقديرا جديدا لما جاء فى العهد القديم‪،‬‬
‫خاصه عندما نقارن أحداثه بثقافات ًاضى كانت سائدة في منطقة ا لشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪.‬ج‪1‬ةع ‪0‬سط ‪1‬اس‪ ١٧1111‬هس ‪,‬اس؟ ‪,‬م‪0‬ء *‬ ‫‪ 0111)128:‬؟‪،‬اوؤ‪1٠‬كاغ؟خ‪0‬‬
‫‪:‬ح‪11‬ا‪٧‬غ‪8‬ة‪ 0)1127- 01/2)101-8. [١٢‬سكا ‪ ^11218)8‬رأزبح §أ‪7‬أ‪8{^€7-‬أ‪^7‬‬ ‫‪0,‬اد)ةن‪٨‬‬

‫ح‪1$)1§111§ )112 ٨٢! 0)122 )(/1111. 1٠0‬أ] ‪ #2)18071)11(12 60)1:‬ع ‪.‬ج‪٢6‬ن ‪6,‬ا‪88‬س‪* 0‬‬
‫‪1*688, 2009.‬؟ الخ‪1¥61٠81‬عتآ ‪0٢‬االة‪6‬‬
‫‪1*8 010‬ج‪0١¥11‬ه ‪1181071.‬أ‪{\<1)1718 1(€‬ا)<] ا ‪1*.‬ج؛‪8‬ا‪1, ٨1‬س‪0٢‬ا‪٧‬ل *‬ ‫‪,‬الأ‪٢81‬ة‪6٢٧‬أع‪: 1‬ال ‪,‬‬
‫‪2007.‬‬
‫‪8 600)1:‬ل ‪8 07-2)11, 00)1‬ل ‪, 6)18. 00)1‬ج‪1‬ة‪٢‬ء ‪6‬سا ‪1‬س‪ ١٧1111‬كس ‪,‬ساء ‪٣,‬جأ‪8‬ذج^ ‪٠‬‬
‫‪:‬؟‪, 1‬ح‪1*8 6٢0¥‬ج‪0١¥11‬ه ‪2.‬أ(‪8 8)1)18071)11(1)1 071)1 #28[(071811‬ل ‪8 171 00)1‬أ‪17‬ا\‪12‬أ‪1(1 82‬‬
‫‪, 2009.‬رز‪181/‬ة‪6٢١‬أ‪111‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫ص هم الملحدون الجدد؟‬

‫أسئلة للمناقشة أو الدراسة في مجموعات‬

‫* ماذا قرأت عن الملحدين الحدد؟ وما هي انطباعاتك عنهم؟‬

‫‪ ٠‬هل قابلت أشخاصا من قبل تأثروا بكتاباتهم؟ من خالل ما تعرفه عن ا*للحتدين الحدد‪،‬‬
‫هل هناك تعليق في هذا الفصل يتفق مع آرائك عنهم؟‬

‫* ناقش تعليق رودني ستارك عن الملحدين الغاضبين والمزعجين بشكل ملحوظ ‪ .‬ما هي‬
‫النصيحة التي تود أن تقدمها عن االشتراك في النقاش مع ((ملحد غاضب))‪ ..‬راجع‬
‫يعقوب ‪١٩ :١‬؛ بطرس ا ألولى ‪١٥ :٣‬؛ تيطس ‪.١٠ :٢‬‬

‫* ما رأيك في ادعاء ((مايكل نوفاك)) عن أن الملحدين الحدد يكتبون بإصرار واستماتة؟‬


‫كيف يظهر هذا ؟‬

‫‪٢٣‬‬
‫‪٠^٠٠٥٥٠٠٥٠٠‬‬
‫!اا الاجج‪٦٠‬م‬ ‫‪8‬‬

‫ا لفصل ا لثأني‬
‫الملحدون الهبدد واله العهد القديم‬

‫بينما أكتب هذا الكأب لم يعد الملحدون الحدد بنفس رونقهم مثلما كانوا في السابق‪ .‬لقد‬
‫كانوا هكذا في ‪ !٢٠٠٦‬ومع ذلك فهم ينبشون في مواضيع محرجة قديمة تتعلق بالتحديات‬
‫األخالقية الكثيرة والمتكررة عن العهد القديم‪ ،‬وال يصح أن يقوم المؤمنون بالعهد القديم‬
‫بإخفائها أسفل نأبوهات مقدسة‪ .‬لكن المسيحيين باعتبارهم أهل الكأب يجب أن يفحصوا‬
‫بأمانة مثل هذه الموضوعات‪ .‬ما يؤسف له أن معظم رعاة الكنائس والقادة في ا لكنيسة‬
‫يظهرون ترددا في معالجة مثل هذه الموضوعات‪ ،‬وا لنتيجة متوقعة جدا‪ .‬وهي أنه عندما دوا جه‬
‫المسيحيين ا لبسطا ء بهذه النصوص الكتابية‪ ،‬فإن إيمانهم يهتز على األرجح‪.‬‬

‫لقد رفض الهرهلوقي القديم ((ماركيون)) إله إسرائيل الخالق الذي يبدو عنيائ ‪ ،‬وفئل إله‬
‫المحبة في العهد الجديد ‪-‬اآلب السماوي‪ .‬بالمثل ال يعجب الملحدون الجدد بيهوه— وهو أحد‬
‫ويعير عن ذلك عنوان كتاب ل ((كريستوفر هيتشنز))‪:‬‬ ‫ا ألسما ء العبرية لله في ا لعهد القديم‪.‬‬
‫وهو عكس ما يقال في األذان (نداء الصالة) عند‬ ‫(‪.)00)1181 6111‬‬ ‫((الله ليس كبيرا))‬
‫ويطلق ريتشارد دوكنز على الله اسم *وحش‬ ‫‪.)00)1 18‬‬ ‫المسلمين‪(( :‬الله أكبر)) الدم‬
‫أخالقي ال ر‪٢‬رعاللدات سر‪1‬كا (هو لقب يطلق على مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم الكبرى‬

‫‪٢٥‬‬
‫الذين وصلوا إلى نقطة ا لالعودة ويستحيل إصالحهم أو تجديدهم أخالقيا — المترجم)‪ .‬وعندما‬
‫نقرأ للملحدين الحدد نستطيع تجميع قائمة طويلة من االتهامات المزعومة‪ .‬دعنا نبدأ مع‬
‫دوكنز ثم نستكمل هذه القائمة ‪٠‬‬

‫يرى دوكنز أن ا لله عندما يأمر إبرا هيم ليقدم ابنه ا سحق ذبيحة (راجع تك ‪ )٢٢‬فهنا شيء‬
‫حمش‪١‬نيس ويساوي تماما ايذا ء ا ألطفال أو ا الستقوا ‪ ۶‬عليهم ‪ .‬فضأل عن ذلك فهذا ا إلله ينفجر‬
‫في *سخط هائل في كل مرة يغازل شعبه المختار إلها منافسا له ‪ ،‬وهو بهذا ال يختلف في‬
‫شيء عن عشيق غيور من أسوأ ا ألنوا ع ‪ .‬ويمكنك أن تضيف إلى هذه القائمة قتل الكنعانيين‪-‬‬
‫وهو *تطهير عرقي وارئكب فيه مذابح دموية في استمتا ع بكرا هية ا آلخرين ‪.‬‬

‫إذ تدمير يشوع ألريحا ال يمكن تمييزه من الناحية األخالقية عن غزو ((هتلر)) لبوالندا‪،‬‬
‫أو مذابح ((صدام حسين)) للكرد وعرب ا ألهوار ‪ .‬وهذا مجرد سبب واحد لوصف دوكنز للذين‬
‫في فيلم وثائقي على قناة ال‪ -‬بي بي سي عام ‪ ٢٠٠٦‬بأنه *أصل كل الشروره‪ )(.‬األسوأ من‬
‫هذا‪ ،‬أن دوكنز يشير إلى ا لغرا بة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس ‪ .‬كثير من الشخصيات‬
‫الكتابدة ارتكبت أفعاال منافية لآلداب‪ .‬فيما يلي بعض ا ألمثلة‪:‬‬

‫‪ ٠‬لوط بعد سكره تفويه ابنتا ه المترملتان حديدا‪ ،‬وفي النهاية تلدان له أبنا ء (تك ‪:١٩‬‬
‫‪.)٣٦ -٣١‬‬
‫‪ ٠‬إبرا هيم يكذب أكثر من مرة يشأن زوجته (تك ‪ ١٨ :١٢‬و‪١٩‬؛ ‪.)١٣—١ :٢٠‬‬
‫‪ ٠‬يغتا ح أخذ على نفسه نذرا أحمق أدى إلى ا لتضحية بابنته كمحرقة (قض ‪.)١١‬‬
‫‪ ٠‬داود استغل سلطته واغتصب بثشبع‪ ،‬وتآمر على قتل زوجها أوريا‪ -‬الذي كان أحد‬
‫رجال داود المخلصين و|لمقتدرين(‪٢‬صم ‪١١‬؛ ‪)٣(.)٣٩ :٢٣‬‬

‫بمقدورنا أن نضيف أمثلة أكثر على هذه القائمة‪ .‬لكن أهم جزء من كالم دوكنز يعبر فيه‬
‫عن وصفه ليهوه هو ا آلتي‪:‬‬

‫إله ا لعهد ا لقديم هو أفظع الشخصيات التي يمكن أن تراها في كل المؤلفات‬


‫األدبية؛ فهو غيور‪ ،‬ومتفاخر‪ ،‬ضيق األفق‪ ،‬وظالم‪ ،‬ومهووس بالسيطرة‪ ،‬وال‬
‫يفغر‪ ،‬انتقامي‪ ،‬متعطش للدماء‪ ،‬يبيد األعراق‪ ،‬وكاره للمرأة‪ ،‬كاره للمثليين‪،‬‬
‫عنصري‪ ،‬قاتل لألطفال‪ ،‬يرتكب إبادة جماعية‪ ،‬قاتل ألبنائه‪ ،‬مهلك باألوبئة‪ ،‬لديه‬
‫جنون العظمة‪ ،‬سادي‪ ،‬ومازوخي‪ ،‬وحقود ونزوي يستقوى على الضعفاء‪) (.‬‬

‫ثم يأتي دور ((دانييل دينيت)) الذي يعلن أن يهوه العهد القديم هوببساطة ((سوبرمان))‪ ..‬أي‬
‫إنسان بقدرات خارقة *بمقدوره أن يساند أحد طرفي المعركة‪ ،‬وهو غاضب وساخط جددا ‪ .‬لكنه‬
‫يكون أكثر غفراائ وحدا في العهد الجديد‪ .‬ثم يضيف دينيت‪ :‬أحد األسباب التي تجعل يهوه‬

‫‪٢٦‬‬
‫شخصية مذهلة في قصص العهد القديم يتمثل في غيرته وكبرياته اللتين تشبهان غيرة وكبريا ء‬
‫الملوك‪ ،‬ونهمه للتسبيح بحمده وللذبائح‪ .‬لكننا تجاوزنا هذا ا إلله (أليس كذلك؟) ‪ .‬ويشكر السماء‬
‫ألن صن يظنون أن التجديف أو الزنا يستحقان الموت هم ا آلن أقلية أخذة في ا الضمحالل‪.‬‬

‫كما يعدر كريستوفر هيتشنز (وهو حتى زمن كتابة هذا الكتاب يعاني من سرطان المريء‬
‫وكثيرون مائ يصلون ألجله) عن اعتراضات مماثلة‪ .‬الفصل السابع من كتاب ((الله ليس‬
‫كبيرا)) يضع له عنوان ((الوحي‪ :‬كابوس العهد القديم))‪ ،‬ويتحدث عن الشرائع ا إللهية غير‬
‫القابلة للتعديل‪ .‬ويتحدث عن شعب الكنعانيين المنسي الذين لمردوا بال رحمة من بيوتهم‬
‫ليفسحوا مكادا لبني إسرائيل الجاحدين والمتمردين ‪ .‬كذلك يتضمن العهد ا لقديم توكيال‬
‫باالتجار في البشر‪ ،‬وا لتطهير العرقي‪ ،‬والعبودية‪ ،‬وبيع النساء بمهر‪ ،‬والمذابح الشاملة‪،‬‬
‫لكننا غير ملزمين بأى من هذا‪ ،‬ألن من جئعها هم بشر متوحشون قساة وغير مثقفين ‪،‬‬
‫وأن الوصايا العشرة هي برهان على أن الذين من صنع اإلنسان ‪ .‬أنت ال تحتاج إلى الله‬
‫ليخبرك بأئ القتل خطأ‪.‬هذه المعلومة متاحة لكل البشر ‪)٦(.‬‬

‫ثم يسير ((سام هاريس)) على نفس المنوال‪ .‬في كتابه ((رسالة إلى أمة مسيحية))‬
‫يشرع متعمدا في *هدم ا ألسس ا لفكرية وا ألخالقية للمسيحؤة في‬ ‫ى‬ ‫(‪111011‬‬

‫أكثر أشكالها التزا لما ‪ .‬ويقول‪ :‬إذا كان الكتاب المقدس صحيحا‪ ،‬فينبغي أن نرجم الناس‬
‫حتى الموت عندما يرتكبون الهرطقة‪ ،‬والشذوذ الجنسي‪ ،‬وعبادة صور منقوشة‪ ،‬و جرائم‬
‫أخرى متخيلة ‪ .‬في الواقع‪ ،‬قتل الوثنيين الذين بيننا (راجع تث ‪ )١٥ -٦ :١٣‬يعكس احكمة‬
‫الله األزلية* ‪)٧(.‬‬

‫يشير هاريس إلى شية ‪،١١-٦:١٣‬‬ ‫ا)‬ ‫(‪0/17)21‬‬ ‫في كتاب ((نهاية اإليمان))‬
‫إذا رجعت من درس‬
‫ابنه أو ابنته ءذ‬
‫يرجم ‪٠‬‬ ‫بالكتاب المقدس ‪٠٠٠٠‬‬
‫يجب أن‬
‫ن؛ جم‬ ‫‪٠‬‬ ‫م‪٠‬‬ ‫ويصر على ن‬
‫أئ المؤمن الملتزم‬ ‫‪٦٠٠‬‬

‫لتعلم ا ليوجا لمكرسة حياتها لكريشنا‪ .‬ينتقد هاريس ما يسميه بربرية ا لعهد القديم ‪-‬برجم‬
‫األطفال بسبب الهرطقة— ويقول إنها أصبحت ال تلقى رواحا في بلدنا ‪) (.‬‬

‫يذبر هاريس ا لمؤمنين بالكتاب المقدس أنه بمجرد أن ندرك أن العبيد هم بشر لديهم‬
‫قدرة متساوية في المعاناة والسعادة‪ ،‬سنفهم أنه من ا لشر المستطير أن نملكهم ونعاملهم‬
‫كبهائم الحقل‪.-‬‬

‫وبعد عدة صفحات يزعم هاريس أننا بمقدورنا أن نصبح صالحين بدون الله‪ .‬ولسنا‬
‫بحاجة إلى إله أو كتاب مقدس ليخبرنا بالخطأ والصواب‪ .‬بمقدورنا أن ندين هتلر ونلومه على‬
‫ويسمي هاريس هذا أسطورة‬ ‫أعماله غير األخالقية بدون الرجوع إلى الكتاب المقدس ‪.‬‬
‫الفوضى األخالقية بسبب العلمانية ‪ -‬بمعنى أن األخالق تنفتت إذا لم يكن الى الناس كتاب‬
‫مقدس‪ ،‬أو إذا كانوا ال يؤمنون بالله‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬
‫إلى هنا نكون قد جمعنا قائمة ال بأس بها من االعتراضات التي يوجهها الملحدون الجدد‪.‬‬
‫‪*.‬اإلبادةالعرقيه للكنعانيين‪.‬‬
‫‪ ٠‬تقدمة إسحاق كذبيحة‪.‬‬
‫‪ ٠‬إله يغار ويتمركز حول ذاته‪.‬‬
‫‪ ٠‬العنصرية‪ /‬والمركزية العرقية‪.‬‬
‫‪ ٠‬امتالك العبيد أو الرقيق‪.‬‬
‫‪ ٠‬المهر‪.‬‬
‫‪ ٠‬النساء ككائنات أدنى من الرجال‪.‬‬
‫• الشرائع القاسية في إسرائيل‪.‬‬
‫‪ ٠‬الناموس الموسوي كشريعة كاملة وئلزمة دائائ لكل الشعوب‪.‬‬
‫‪ ٠‬عدم وجود عالقة بين الله واألخالق‪.‬‬

‫ال أريد أن أعطي انطباعا بأن كل هذه القضايا سهلة من حيث حلها والرد عليها ‪ .‬لقد قذم‬
‫الباحث الكتأبي البارز ((كريستوفر رايت)) دراسات مباشرة وأمينة لصعوبات عديدة في العهد‬
‫ا‪012‬ا)‪ 60)11‬ا)‪-‬‬ ‫القديم‪ ،‬وباألخص مسألة شعب كنعان في كتابه ((اإلله الذي ال أفهمه)) تع‬
‫لكن هل ستبقى فجوات في فهمنا لهذه ا لنصوص؟ هل ستظل بعخر ا ألسئلة‬ ‫‪.‬‬
‫بال إجابات؟ نعم بكل تأكيد‪ .‬لكني أؤمن أده بالصبر وا لحب وا التضاع نستطيع أن نبحر في‬
‫هذه المياه بمهارة وبراعة‪ ،‬حتى نصل إلى إجابات أكثر إقناعا من آرا ء الملحدين الحدد‪.‬‬

‫عنا زمنيا وثقافدا‪ .‬في كثير من ا ألحوال ال يظهر الملحدون الجدد صبرا كافدأ في محاوالتهم‬
‫لفهم نص مععد‪ ،‬وسيا قاته التاريخية‪ ،‬والنظرة الشاملة لألسفار المقدسة‪ .‬هذا ما نحتاج أن‬
‫نفعله‪ ،‬وما يحاول هذا الكتاب فعله على مستوى تستوعبه غالبية القراء‪.‬‬

‫في كل فصل سأقتبس من عبارات هؤالء ا لملحدين الحدد في إطار المناقشة‪ ،‬وأرجو أن‬
‫نرى هذه القضايا األخالقية الخاصة بالعهد ا لقديم في سياقها الصحيح‪ .‬وعندما نفعل هذا‪،‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫ه‪0٧‬ي‪١‬ل *‬ ‫‪ 2007.‬وال‪3‬ا)‪0‬اة‪0٦1‬ول ‪:‬ءل‪٢‬ن‪ ¥‬تمد ‪.‬سى ‪ 0*16 $€€8‬ا‬

‫ضف‪€)110118 012 7‬أا‪€‬ا‪.٠ 1‬لى‪1‬؟غف^تع ‪11(0111‬سى ا ‪. 11.‬ل ‪1٠‬ع‪ 80(11‬األح ‪,‬؛‪٦‬لغ‪* 11‬‬
‫‪> ^8110718‬‬
‫‪2‬‬ ‫سة‪6٢‬‬ ‫‪, 2008.‬عة‪0٢٧‬كع‪20‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫أسئلة للنقاش أو الدراسة في مجموعات‬

‫* بعد قراءة هذا الفصل‪ ،‬في رأيك ما هي القضايا األكثر صعوبة التي يذكرها الملحدون‬
‫الحدد؟‬

‫* في حواراتك مع مسيحيين وغير مسيحيين آخرين‪ ،‬ما هي القضايا األخالقية التي تظهر‬
‫في الحوارات عن العهد القديم؟‬

‫‪ ٠‬هل ترى أن بعض نصوس ا لعهد ا لقديم تسبب إشكالية كما يدعي بعض الناس؟ هل‬
‫لديك أية أفكار مقنعة قد تساعد في فهم هذه ا لنصوص في المنظور ا لصحيح لها؟‬

‫* كيف ترد على هذا التحدي‪ :‬إله العهد القديم أكثر بشاعة من إله العهد الحديد ؟‬

‫‪ ٠‬ما رأيك في ادعاء دوكينز بأن الذين هو أصل كل الشرور؟‬

‫* هل لدى دوكينز حجة مقنعة في كالمه عن ((الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس))‪،‬‬
‫وهل هذا تعبير لمنصف؟‬

‫‪٢٩‬‬
‫فئقج ‪-‬كى‪ ٠‬ي غ‬
‫‪<1‬تائس‬
‫آل ‪٠‬‬
‫‪ 1‬سيد رهيم أم‬
‫‪ .‬وحش أخالقي؟‬
‫هل لديه شهية ال تشبع للذبائح‬
‫وللتسبيح بحمده؟‬

‫تفاخر أم اتضاع إلهي؟‬


‫كثيرا ما بسا ء فهم فضيلة التواضع‪ .‬المطرب الشعبي ((مأ ك ديفيس)) يغني بجرأة ويقول إنه‬
‫من الصعب أن يتصرف باتضاع ألنه كأمل في كل شيء ‪ .‬لقد ترعرذ وأنا أسمع عبارات مثل‪:‬‬
‫أنا متضع وافخر بذلك! أو هل قرأت كتابي‪ :‬ا تضا عي وكيف وصلت إليه؟ لكننا نكتشف‬
‫ا لخطأ في هذه ا لصورة بسرعة شديدة‪ .‬وبينما يتساءل الملحدون الحدد‪ :‬كيف ال يمكننا اتهام‬
‫الله ‪-‬الذي ال يهتم بشيء سوى ذاته‪ -‬بالنرجسؤة والغرور‪ .‬وحسبما يقول ((ريتشارد دوكنز))‪،‬‬
‫ويبدو أن إله الكتاب المقدس يسعى‬ ‫فان الله مهووس د بأفضليته على اآللهة المنافسين ‪.‬‬
‫للغت ا النتبا ه ويتشوق للمديح— وهي سمة غير محببة في أي شخصية؛ فهو ((يجفل لة اسئل))‬
‫(‪٢‬صم ‪ ،)٢٣ :٧‬ويخلص شعبه من مصر ((بن أحل اسبه)) (مز ‪.)٨ :١٠٦‬‬

‫وصن دم هل يعا ني ا لله من ا هتمام زائد عن ا لحد بذاته؟ هل نظرة اخوا ننا ا لملحدين صائبة؟‬
‫ال‪ ،‬ليست صائبة هذه المرة‪ .‬عند ا لتعمق في ا ألمر‪ ،‬سيتضح أن الله شخص متضع‪ ،‬ويضحى‪،‬‬
‫ويغير في اآلخرين‪.‬‬

‫‪٣٣‬‬
‫نحديد المصطلحات‬
‫إنه رجل متضع‪-‬‬ ‫ذات مرة وصف (( وينستون تشرشل)) شخحائ بل لطريقة التالية‪:‬‬
‫وألسباب وجيهة! من ا لوا ضح أن هذا الرجل كانت له نمحدودياته‪ ،‬وكان يحتاج إلى تنتمرها‬
‫باستمرار‪.‬‬

‫قبل أن نتعرض ألي موضوع من ا لجيد أن نزيل ا للفط ونحدد المصطلحات أوال‪ .‬ماذا‬
‫نعني فعلدا د الكبرياء أو االتضاع ؟ الكبرياء كما نعرف هي نظرة منتفخة لذواتنا‪ -‬هي‬
‫حملة دعائية مزيفة نروج بها ألنفسنا‪ ،‬ألننا نشك أن ا آلخرين سيقبلوننا على طبيعتنا ‪ ) (.‬فى‬
‫حقيقة األمر تدئل الكبريا ء أكذوبة عن هويتنا أو إنجازاتنا ‪ .‬عندما تكون متكبرا فأنت تعيش‬
‫في عالم يقوم على نظرة مغلوحلة عن أنفسنا‪ ،‬وننسب ألنفسنا فضدان ال نستحقه‪.‬‬

‫نعم من ا لطبيعي أن دنفتخر أو نتمتع بعملنا أحيا نا‪ .‬لقد فعل بولس هذ ا وهو رسول (‪٢‬كو‬
‫‪.)١٧ :١٠‬كان بولس فخورا بتقدم المسيحيين األوائل في إيمانهم وفي استغاللهم لموا هبهم‬
‫على ا لنحو ا لصحيح ( ‪٢‬كو ‪ ١٤ : ٧‬؛ ‪ ٣ : ٩‬و‪ . ) ٤‬في مثل هذه ا لحالة‪ ،‬أدرك بولس ا ن ا لله هو‬
‫أعظم صن يعيننا ويمنحنا القدرة‪ .‬بمقدور المؤمن الذي يعتمد على الله أن ((يفتخر بالرب)) (‪٢‬كو‬
‫‪ ،)١٧ :١٠‬وفي صليب ا لمسيح (غل ‪ .)١٤ :٦‬هذا ال يعبر عن عصا مية وا عتما دية على الذات‪،‬‬
‫وهو ما يعتبر فشأل أو رفصا لبدقرار بمكانتنا ا لصحيحة بالنسبة لله وفي ضوء نعمته‪.‬‬

‫فما هو التواضع إدا؟ التواضع يتضمن تقييائ واقعدا لذوا تنا— بنقاط قوتنا وضعفا تنا‪.‬‬
‫سرقة ا لملكية ا لفكرية— وهي إشكالية كبيرة في ا لدوا ئر ا ألكاديمية هذه ا أليام— هي محاولة أن‬
‫تنسب لنفسك فضأل عن طريق استغالل مجهود شخص آخر‪ .‬هؤالء المذعون يخلقون انطباعا‬
‫ال يمت للوا قع بصلة‪ .‬لكن فكر في ا ألمر‪ :‬عندما يدعي ((يويو ما ))عازف ا لتشيلو ا ألمريكي من‬
‫أصول صينية أنه ال يقدر على ا لعزف على ا لتشيلو بمثل هذه ا لبرا عة أو عندما يقول(( الندون‬
‫دونوفان)) أنه ال يقدر على ممارسة كرة القدم ‪ ،‬فهذا أمر ال يمت للواقع بصلة أيخائ — وهو‬
‫اتضاع مزيف‪( .‬ا ألكثر من ذلك أن مثل هذه العبارات تدئل بادا خلفدا أو محاولة غير مباشرة‬
‫إلثارة االنتباه إليهم!)‪ .‬االتضاع الحقيقي ال ينكر القدرات الخاصة‪ ،‬وإنما يعترف بان الله‬
‫هو مصدر هذه ا لموا هب ا لتي ال نستطيع أن ننسبها إلى ذوا تنا‪ .‬فما هو ا لشيء الذي لنا ولم‬
‫نحصل عليه —من الله (‪١‬كو ‪)٧ : ٤‬؟ لكي نكون متضعين يعني أن نعرف مكانتنا ا لصحيحة‬
‫بالنسبة لله— بكل ما فينا من نقاط قوة وضعف‪.‬‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬هل الله متكبر؟ ال‪ ،‬بل لديه نظرة واقعية لذاته‪ ،‬وليس نظرة مغلوطة أو مبالغ‬
‫فيها‪ .‬ا لله‪ ،‬حسب ا لتعريف‪ ،‬هو ا لكائن ا لذي ال يمكن تصور نن هو ا عظم منه‪ ،‬وهنا ما يجعله‬
‫التي نستخدمها هي نوع من االختصار‬ ‫مستحثا للعبادة‪ .‬حتى أن كلمة ((عبادة))‬
‫لكلمة إنجليزية قديمة رحو‪٩‬س‪ ٠‬تعني أن تكرم ما هومكرم بالفعل ر‪٠‬جحم‪!٢‬م‪.‬‬

‫‪٣٤‬‬
‫وبالتالي إذا طالبنا بالعبادة كائن كلي القدرة ولكنه شرير وممقوت‪ ،‬فال يصح أن نقدمها له‪،‬‬
‫ألنه لن يكون جديرا بالعبادة‪.‬‬

‫الله ال ينسب لنفسه أكثر مما يستحق‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬فهو ال ينعي بأنه يقوم بالخيارات‬
‫ا لتي البد ان يقوم بها ا لبشر ا لمسؤولون أخالقيا‪ ،‬وال ينسب لنفسه أنه ((خالق)) ا لشر باسم‬
‫((السلطان المطلق)) (وهو ما يميل بعخر ا لمسيحيين أن ينسبوه له عندما يسبحون الله من أجل‬
‫ا ألمور ا لشريرة)‪ .‬ال يرتئي ا لله في نفسه أكثر مما يجب ا ن يرتئي (رو ‪ .)٣ :١٢‬وإنما يرى‬
‫نفسه كما هو ليس أكثر وال أقل‪.‬‬

‫صورة الله‪ :‬كبرياء إلهي أم عطية سخية؟‬


‫يبدو أن اتهام دانييل دينيت بان الله ليس إال سوبرمان لديه شهية للمديح يمكن تبريره‬
‫بفكرة أن ا لله خلق ا لبشر على صورته (تك ‪ ٢٦ : ١‬و‪ . ) ٢٧‬يشبه ا لله صا نع ا لذمى ا لذي يبتكر‬
‫عرائس تشبهه‪ .‬أال يعتبر خلق الله لبشر على صورته عالمه أخرى على غروره؟‬

‫في واقع األمر خلعنا على صورة الله وقبولنا للخالص (أي االنضمام لعائلة الله) هي‬
‫تعبيرات تصور لطف الله‪ ،‬وليس غروره‪ .‬عندما خلق الله البشر‪ ،‬فقد جهزهم بشكل متغرد إلى‬
‫دورين‪ ،‬كما توحى األصحاحات ا ألولى من سفر التكوين‪ .‬الدور األول يمثل دورا ملوكيا‪ :‬لقد‬
‫منحنا الله أن نشارك في التسئط على الخليقة معه‪ .‬أثا الدور الثاني يمثل دورا كهنوتيًا يتعلق‬
‫د (السير مع) الله ربط حياتنا به‪ .‬لقد حلقنا على صورة الله كملوك وكهنة‪ ،‬وهذا يستجلب معه‬
‫ا لقدرة على ا لتوا صل مع الله‪ ،‬وا لتفكير بعقالنية‪ ،‬واتخان قرا رات ذات طابع أخالقي‪ ،‬وا لتعبير عن‬
‫قدراتنا اإلبداعية‪ ،‬واالعتناء (مع الله) بالخليقة وتسخيرها بحكمة‪ .‬وهذا امتياز وليس عبودية!‬

‫حلقنا على صورة الله‪ ،‬وهذا ببساطة شكل من أشكال توزيع ا لثروة ‪ .‬إن صالح الله‬
‫الغني يفيض على خليقته التي تحيل وتتحرك وتوجد به‪ .‬وبالرغم أن الله خلق بكامل إرادته‬
‫وبدون اية قيود‪ ،‬فإن الله يبتهج ويحب أن يشارك صالحه مع خالئقه‪ .‬وهو يسمح لنا‪ ،‬نحن‬
‫الحاملين للصورة ا إللهية‪ -‬أن نتشارك (بشكل نسبي للغاية) في صفاته‪ .‬الله يمئننا من‬
‫المشاركة في حياة المجتمع ا إللهي‪ :‬أي الثالوث‪ -‬تلك الحياة التي تمأله ببهجة عظيمة وتمتع‬
‫فائق (راجع ‪٢‬بط ‪ .)٤ :١‬الله يسبغ علينا إطراء عظيثا عندما يمنحنا مكانة متميزة وقدرات‬
‫هامة— هذه القدرات تعكس طبيعة الله المجيدة‪.‬‬

‫هل التكريس الديني أمرا بيولوجيا؟‬


‫قال ا لمخترع ((توماس إديسون)) أن ا لبشر متدينون بشكل يستعصى على ا لشغا ء ‪،‬‬

‫‪٣٥‬‬
‫وا لتاريخ يؤكد ذلك بشكل واضح‪ .‬لكن ما الذي جعل ا لبشر يميلون إلى التددن حتى اآلن‬
‫عبر أالف السنين وفي كل الحضارات؟ يفسر الملحدون الحدد من أمة ل دوكنز ودينيت‬
‫هذه الظاهرة كالتالي‪ :‬الثيولوجيا (اإللهيات) هي بيولوجيا ‪ .‬فالله بالنسبة لدوكنز هو وهم‪،‬‬
‫والمؤمنون المتدينون بالنسبة لدينيت هم تحت ((تعويذة)) ويحتاجون إلى الفكاك منها‪ .‬يقول‬
‫دوكنز إننا مثل ا لحوا سب ا آللية اصبحنا مزودين بميل ملحوظ لنفعل (ونؤمن بما) يقال لنا ‪.‬‬
‫لذا فإذ ا لعقول الصغيرة المملوءة بمادة دهنية طرية هي عرضة ألمراض عقلية أو فيروسات‬
‫((( ميما ت))‪ -‬عناصر من ا لثقا فة أو منظومة ا لسلوكيات ننتقل با لمحا كا ة وليس با لورا ثة‪-‬‬
‫المترجم)‪ .‬الوعاظ واألشخاص ذو الطابع الكريزماتي يتقيوئن هرا ء خرافاتهم‪ ،‬واجيال الحقة‬
‫يتعلقون بها‪ ،‬وفي ا لنها ية يبنون ا لكنا ئس وا لكليا ت وا لمعا هد ا لديندة‪ .‬وحتى إذا لم توجد (( جين‬
‫فالبشر لديهم نزعة دينية مؤكدة— أي بنية مترسخة في المخ تجذبنا إلى‬ ‫أ‪>]6)(£‬‬ ‫الله))‬
‫أساطير فائقة للطبيعة‪)٣(.‬‬

‫لهذا يستنتج ا لبعض أن الله غير موجود‪ ،‬لكنه ببساطة نتاج عمليات بيولوجية متوقعة‪.‬‬
‫إحدى ا إلشكاليا ت في هذه العبارة‪ :‬أن هذا مثال صارخ الستنتا ج ال يتفق مع المقدمات‪ .‬فال‬
‫يمكن ا الستنتا ج بان الله غير موجود ألن ا لبشر بدرجة ما متدينون بطبيعتهم‪ .‬وهذا ما يسمى‬
‫بمغالطة المنشأ)‪ -‬بمعنى إثبات صحة أو خطأ فكرة ما بناء على منشأها‪.‬‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬فإذ وجود الله يمدل مسط لة منفصلة عن منشأ المعتقدات الدينية‪ .‬نحتاج أن‬
‫نفصل بيولوجية ا‪ 1‬العتقا د عن معقولية ا العتقا د‪.‬‬

‫هناك ما هو أكثر لنقوله في هذه النقطة‪ .‬بمقدورنا أن نقلب هذه ا لححة على رأسها‪:‬‬
‫إذا كان الله موجود وخلقنا بطريقة تسمح لنا بالتواصل معه‪ ،‬فإننا نتصرف بشكل صحيح‬
‫حين نكون موجهين نحو ا العتقاد بوجود الله‪ .‬نستطيع ان نتفق على وجود عمليات طبيعية‬
‫وفيزيا ئية تفسر نسبيا ا لتزا منا نحو الله‪ .‬في تلك الحالة يمكن للحجة ا ألسا سية لدوكنز‬
‫ودينيت أن تدعم فكرة أن المؤمنين المتدينين يتصرفون بشكل سليم ومنسجم مع الطريقة التي‬
‫حلقوا عليها‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬هذا يتركنا مع السؤال التالي‪ :‬ثرى في النهاية ما الذي يجعل الناس‬
‫يختلقون آلهة وأرواحا؟ ما الذي يجعل ا لبشر يضحون بحياتهم طواعية من أجل عالم غير‬
‫ملموس؟ ربما ألن العالم المادي ال يحتوي على مصدر التماسك والنظام واألخالقيات والمعنى‬
‫والتوجيه الالزم للحياة‪ .‬فالبشر بالرغم أن لهم أجسادا‪ ،‬هم كائنات روحية وأخالقية‪ .‬إنهم‬
‫قادرون على االرتقاء فوق ما هو مادي أو بيولوجي ليتأملوه ويفروا في حالتهم‪ .‬وهذا قد‬
‫يؤدي إلى البحث عن الله المنساهي على العالم‪(.‬؛)‬

‫إذ محاوالت هؤالء الملحدين الحدد لتفسير الالهوت كنوع من الخيال النافع‪ ،‬أو ا ألسوأ‬

‫‪٣٦‬‬
‫من هذا‪ ،‬كوهم ضار‪ ،‬تعجز عن إخبارنا لماذا تنغرس في أعماقنا نزعة دينية‪ .‬إذا كان الله‬
‫موجودا ‪ ،‬فلدينا سبب وجيه جدا يبرر وجود هذه الحماسة الدينية‪.‬‬

‫العبادة‪ :‬التالمس مع الواقع‬


‫في الفترة التي كان فيها المغني ((بوب ديالن)) مسيحيا أبدع أغنية عنوانها !‪,‬البد أن تخدم‬
‫ويقول فيها‪ :‬و‪,‬إائ إبليس أو إصا الرب‪ ،‬لكنك البد‬ ‫بمر‪٢١‬ج‪.)0)1, 5‬‬ ‫شختا ما‪،،‬‬
‫أن تخدم شخحائ ما ‪ )(.‬ويخبرنا يسوع بأن العيادة موجهة إصا إلى الله أو بديل عن الله من‬
‫صنع أيدينا (أي وثن)‪ .‬وفي العظة على الجيل يؤكد أننا ال نستطيع أن نخدم سيدين في‬
‫نفس الوقت‪ .‬وال نستطيع أن نحب الله وا لثروة (مت ‪ .)٢٤ :٦‬ثم يضيف بولس في رسالة‬
‫رومية أننا إصا نكون عبيدا للطاعة او عبيدا للعصيان (رو ‪.)١٦ :٦‬‬

‫كما رأينا‪ ،‬نحن كائنات متدينة بطبيعتها‪ .‬ويقر سفر الجامعة بأن الله وضع األبدية في‬
‫قلوبنا (‪ .)١١ :٣‬نحن مخلوقون بتكويننا لنعبد ولنخدم‪ .‬وبالتالي إذا كان الله موجودا بحق‪،‬‬
‫فإن ا لعبادة معناها تالمس ا لكائنات ا ألخالقية وا لروحية مع ا لوا قع‪ .‬وكما ا ن ا التضا ع ا لحقيقي‬
‫ال يبتعد عن ا لوا قع‪ ،‬هكذا العبادة أ يغدا‪ .‬لماذا يصر الله على أن نعبده؟ لنفس ا ألسباب التي‬
‫تجعل ا آلبا ء واألمهات يجبرون صغارهم بان يبقوا بعيدا عن النار أو السيارات المسرعة‪ .‬الله‬
‫ال يريد من البشر أن يعزلوا أنفسهم عن ا لوا قع المطلق‪ ،‬وهو ما سينتهي بإيذائنا‪.‬‬

‫إن دعوة الله ألن نعبده ليست دليأل على الكبرياء— أو نظرة متعالية ومنتفخة لذاته‪ .‬الدعوة‬
‫للعبادة تعني اندماحا في حياة الله‪ .‬العبادة تعير عن ا لوعي بمكانة الله ا لصحيحة —وبالتالي‬
‫بمكانتنا‪ -‬في ترتيب ا ألشيا ء‪ ،‬وهي تغيرنا إلى ما حلقنا لنصير عليه‪ .‬في ا لنهاية‪ ،‬الله يرغب‬
‫في أن يعرف كإله‪ ،‬وهذا شيء نافع جدا للخليقة ولخيرها األسمى‪ .‬من الناحية األخرى‪،‬‬
‫عندما يرغب البشر في صيت عالمي وأبدي سيكون هذا وثنية ناكرة للواقع‪(.‬‬

‫هل يسعى الله للمديح؟‬


‫نحن نشعر با إلستيا ء ا لشديد عندما يلهث شخص ما ورا ء ا إلطرا ء‪ 1 ،‬ليس كذلك؟ لماذا‬
‫يفعل الله هذا الشيء؟ ولماذا ا لسعي وراء المديح اصأل؟‬

‫في ا لوا قع ال نجد في الكتاب المقدس أن الله يامرنا بأن نمدحه أو نسبحه‪ -‬في المعتاد‬
‫يدعو شركاؤنا في ا لخليقة أحدهم ا آلخر تلقا ئدا ليفعلوا هذا —ليعترفوا بعظمة الله وا ستحقا قه‬
‫للعبادة‪ .‬التسبيح ينطلق طبيعيا من تمدع الخالئق بالله— بل ويكئل تمتعهم بالله‪ .‬الله مكني‬
‫بذاته وقانع بذاته وفي ذاته‪ .‬وال يحتاج لبشر ضعفا ء ليحصل على نوع من التغذية لذاته‪.‬‬

‫‪٣٧‬‬
‫يقول الله في المزمور‪(( :‬اذ حثث عان أعول نذ‪ ،‬ألن بي المشكودة ؤمألها)) (مز ‪ .)١٢ :٥٠‬كأن‬
‫ل ((سى إس لويس)) بعض المفاهيم المغلوطة عن فكرة ا لتسبيح والمديح‪ ،‬وكتب عن ا لدرس‬
‫الذي تعئمه‪:‬‬
‫لكن الحقيقة األكثر وضوحا عن المدح (التسبيح) ‪-‬سوا ء لله أو ألي شيء‬
‫آخر‪ -‬قد غابت عنى بشكل غريب‪ .‬كنت أظنه نوعا من المجاملة‪ ،‬أو ا الستحسان‪،‬‬
‫أو اإلكرام‪ .‬ولم ألحظ أبدا أن كل ا لتمدع ينطلق تلقائد) وعفودا في شكل مدح‬
‫(أو تسبيح) ‪...‬ا لعا لم يترنم بالمدح‪ -‬ا لمحبون يمدحون في معشوقا تهم‪ ،‬وا لقرا ء‬
‫يمدحون أشعارهم المفضلة‪ ،‬ولمن يمشون يمتدحون الريف‪ ،‬وا لألعبون يمتدحون‬
‫ألعابهم‪ ...‬أعتقد اننا نتلذذ بمدح ما نتمتع به‪ ،‬ألن المدح ال يعبر عن هذا ا لتمدع‬
‫فحسب بل يكئله‪ .‬هكذا يكتمل األمر‪.‬‬

‫أدرك لويس أن التسبيح ينبع من فعل ما ال يستطيع المرء كتمانه— أي ا لتحدث عما نعتبره‬
‫ذا قيمة فائقة‪(( :‬سبحوا الرت‪ ،‬ألن الئم إللهثا صابح)) لماذا؟ ((ألنه ئلد‪ .‬الئئبيح اله‪( )).‬مز‬
‫‪)١ :١٤٧‬‬

‫هناك نقطة أبرى ذات صلة هتا‪ :‬عندما ئظهر كمخلوقات حدأ حقيقبا لله‪ ،‬فهذا ليس بسبب‬
‫رغبة جوفاء للمكا فآت أو لتجدب العقاب‪ .‬إن التمتع الخالص بوجود الله —وهو الخير األعظم‬
‫للبشر— ورضاه علينا هما مكافأة كافية فى حد ذاتها‪ .‬مرة أخرتى‪ ،‬قدم لويس صورة مبهجة‪:‬‬

‫المال ليس هو المكافأة ا لطبيعية للحب‪ ،‬لذا نحن نصف المرء بأنه من المرتزقة‬
‫إذا تزوج بامرأة من أجل أموا لها‪ .‬لكن ا لزوا ج هو المكافأة ا لصحيحة للئحب‬
‫الحقيقي‪ ،‬وهو ال يكون من المرتزقة إذا رغب فيه‪ ..‬هؤالء الذين نالوا حياة أبدية‬
‫في رؤية الله يعرفون جيدا أنها ليست رشوة‪ ،‬وإنما التتويج ا لحقيقي لتلمذتهم‬
‫طى|آلرص(‪)٨‬‬

‫الله المتواضع والمضحي‬


‫مسيحدون كثيرون لديهم انطباع خاطئ بأن هناك ما يشبه التواضع ا إللهي الذي يظهر‬
‫من حين آلخر في الكتاب المقدس —على سبيل المثال‪ ،‬في تجسد ا لمسيح— لكن هذا ا لتوا ضع‬
‫ليس صفة إلهية مستمرة‪ .‬لكن با لدرا سة المتفحصة‪ ،‬سنجد أن إحدى سمات الله —حتى‬
‫في العهد القديم— هي التواضع‪ .‬يقول إشعيا ء إن ((العلي المرتفع)) يسكن مع ((المنسحق‬
‫والمتواضع الروح)) (إش ‪ .)١٥ :٥٧‬ويؤكد مزمور ‪ : ١١٣‬ه و‪ ٦‬على أن الله هونن يتنازل لينظر‬
‫إلينا‪ .‬في تعامالت الله مع بني إسرائيل نجده متحمأل صبورا ومحبا بالرغم من تمردهم‬
‫وتذمرهم ووثنيتهم‪.‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫ثم دسهب ا لعهد الجديد في فكرة ا التضا ع ا إللهي‪ ،‬لكنه ال يخترعها ‪ .‬ويتضح هذا ا التضا ع‬
‫اإللهي بثالث طرق‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ .‬الله ثالوث‪ ..‬ثالثة أقانيم متمايزة يتشاركون وحدانية أزلية وغير قابلة‬
‫لالنفصا م لجوهر واحد‪ .‬الله بطبيعته محب ويهب ذاته داخل العالقة في المجتمع ا إللهي‬
‫ا لثأ لوثي‪ .‬في هذا التواصل ا إللهي داخل وبين األقانيم‪ ،‬وفي ظل وجود التبادلية واالنغتاح‬
‫والمبادلة‪ ،‬ال وجود للتنافس الغرداني بين ا ألقانيم‪ ،‬وإنما ال نجد سوى ا لفرح والحب الباذل‬
‫والشغافية‪ .‬فليس الله كينونة لذات منعزلة أو ((أنا)) منغلقة على ذاتها‪ ،‬لكنه كائن عالقاتي‬
‫بشكل غالب في طبيعته المعطاءة وا لمتجهة نحو اآلخر‪.‬‬

‫ا لطريقة الثانية‪ .‬الله صار بشرا ‪ ..‬دليل آخر عن ا التضا ع ا إللهي هو تجسد ا لمسيح‪ .‬صار‬
‫الله إنساائ يهوديا في شخص يسوع الناصري! وألن البشر مخلوقون على صورة الله‪ ،‬فال‬
‫يتعارضن إن صار الله بشرا ‪ .‬في نهاية األمر‪ ،‬نحن نستمد ما يجعلنا بشرا من طبيعة الله‬
‫في المقام األول‪.‬‬

‫لذا يصف المسيح‪ ،‬ا إلله المتجسد‪ ،‬نفسه بانه ((وديع ومتواضع القلب))‪ -‬وهذا في نفس‬
‫سياق إعالنه بانه‪ )١( :‬يعرف اآلب بأسلوب متغرد‪ ،‬وعلى عالقة به ويعلن عنه‪ )٢( ،‬هو تن‬
‫يعطي المتعبين راحة لنفوسهم (مت ‪ .)٢٩ -٢٧ :١١‬العظمة وا التضا ع ال يتعارضان‪ .‬في‬
‫ا لوا قع‪ ،‬عظمة الله تكمن في استعداده لخدمتنا؛ فهو يقول عن نفسه‪(( :‬أقا ييقكلم فالذي‬
‫يحدم)) (لو ‪ .)٢٧ :٢٢‬لم يأت يسوع ليخدم بل ليخدم و( بيدنز قعسه بديه عن فثيرين)) (مر‬
‫‪.)٤٥ :١٠‬‬

‫ا لطريقة الثالثة‪ .‬الله يأخذ مكاننا على الصليب‪ ..‬أحد األصدقاء المسلمين دسمى ((عبد‬
‫الله)) عدر ذات مرؤ عن صعوبة قبوله لفكرة إله يصير بشرا ويموت على الصليب‪ .‬وكان‬
‫يتعجب‪ :‬هذه ليست إال مهانة! بالنسبة للمسلم الله متسام ومنزه إلى درجة تعزله عنا‪.‬‬
‫لكن رسا لة فيلبي ‪ ٢‬تصور بشكل عجيب أن الله مستعد إلى الذهاب إلى أبعد مدى من أجل‬
‫ومات عرياائ أمام‬ ‫‪08‬أ‪>))±011‬‬ ‫خالصنا‪ :‬الله االبن وضع (أفرغ) ذاته‪ ،‬وصار عبدا (دولوس‬
‫أعين الجميع— في عار ومذلة كبيرتين (ع ‪ .)٨ —٦‬إن صلب المسبح يمثل صورة لكل من‬
‫ا لتواضع وا لعظمة‪ .‬يتضح من هذا أن تواضع ا لله هو عالمة تميزه ولحظة تمحده! كان يسوع‪،‬‬
‫الذي عاش بامانة قصة بني إسرائيل التي قصدها الله لهم— يتحمل لعنة ا لسبي واالغتراب‬
‫لكيما يحصل شعب الله الجديد (الكنيسة) على البركة‪.‬‬

‫يشير إنجيل يوحنا إلى يسوع ((مرفوعا)) على الصليب (يو ‪٣٢ :١٢‬؛ قارن أينتا ‪:٣‬‬
‫‪ ١٤‬وه ‪١‬؛ ‪ .)٢٨ :٨‬وهذا بالمعنى ا لحرفي والمجازي؛ فهو رفع جسديا على الصليب‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت هذه إشارة مجازية إلى رفعته وإكرامه من الله‪ ،‬ويتضمن أيخائ جذبه لألمم إلى‬

‫‪٣٩‬‬
‫الخالص (يو ‪ .)٣٢ :١٢‬إن لحظة موت المسيح المهين هي بالتحديد) لحظة ((تمحده)) (راجع يو‬
‫‪ ٢٣ :١٢‬و‪٢٤‬؛ ‪ ٣١ :١٣‬و‪ .)٣٢‬إن أعظم اللحظات المجيدة لله هي في اجتيازه أعظم لحظات‬
‫المهانة والعار— عندما اتخن شكل العبد‪ ،‬وتحئل الموت على ا لصليب من أجلنا‪.‬‬

‫هذا يعبر عن مدى استعداد الله للذهاب إلى أبعد مدى من أجل خالصنا ! هذا ا لعمل‬
‫ا إللهي في خدمة ا لبشر هو عمل متغرد ال نظير له في كل التاريخ البشري‪ .‬فال عجب أن‬
‫يكتب العالم األلماني المتخصص في العهد الجديد‪(( ،‬مارتن هينجيل))‪ ،‬إن الغارق ا لكبير بين‬
‫الموت المخزي لمجرم في بلد يهودية واالعتراف الذي يصور هذا الرجل المحكوم عليه بالموت‬
‫بانه شخصية الهية سابقة للوجود وقد صار ا نسائأ ووضدع نفسه ليموت موت العبيد‪ ،‬حسبما‬
‫أرى‪ ،‬ال مثيل له في العالم القديم* ‪)١(.‬‬

‫ذات مرة عبر لي شخص مسلم عن عدم تصديقه‪ ،‬وربما احتقاره‪ ،‬لفكرة ارتداء المسيحيين‬
‫للصلبان‪ ،‬وقال‪ :‬كيف يرتدي المسيحدون بفخر أداة تعذيب وإذالل؟ لو قتل أخوك على كرسي‬
‫كهربائي صاعق‪ ،‬هل كنت سترتدي كرسيا كهربائيا حول عنقك؟ فأجبته‪ :‬نعم بشرط‪ :‬إذا‬
‫تصادف أن يكون أخي هو يسوع الناصري‪ ،‬وقد جلب موته على كرسي كهربائي خالصا‬
‫لي‪ ،‬وكان وسيلة لدحر الموت وتجديد الخليقة‪ ،‬وقتها كان سيتحول ا لكرسي من رمز للعار‬
‫والعقوبة إلى شيء مجيد‪,،-‬‬

‫يصف أحد الالهوتيين األمر كالتالى‪ :‬إنه بحق يليق بالله ان يتضع مثلما يليق به أن‬
‫) يفترض الملحدون الحدد خطا ان الله البد أن يكون كائدا إلهيا يدعو للمساواة‬ ‫يرتفع‪.‬‬
‫بمقدورنا أن نفند بسهولة االتهام‬ ‫بيننا وبينه— أي أنه يشبهنا تماثغا (راجع مز ‪ ٠‬ه‪.)٢١ :‬‬
‫بان الله هو كائن مغرور متصلف يسعى إلى إغراق ذاته بإطرا ء البشر؛ فهذه خحة الملحدين‬
‫السذج‪ ،‬وليس خحة صن درس ا لكتا ب المقدس بشكل جاد‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪٢‬س‪ 0‬سع سئس‪ 0‬ة()ى ‪.٠‬س‪٠‬أ‪8‬أ ئ‪ 0‬اى ‪٦€‬اأ سع ‪8‬د‪8٦‬عل ‪.‬ةًاة‪٢١١‬ذآل ‪١‬هة‪1‬ل‪١‬ةذ‪* ٢‬‬
‫‪€8 071‬أ!)!‬ ‫دبر‬ ‫‪0§^.‬أ‪0‬أ‪8‬أ‪7€$116711'8 0‬‬ ‫كس‪٢‬ى‬ ‫‪1118, 2008.‬؛[‬
‫)ا) ‪ 071)1‬رز‪٢‬ه]ى اه ‪27‬ا§!ا ا ‪ 111‬اا‪.‬ال‪ 61٠٢‬؛‪ 0‬أ‪11‬ج‪110 <1‬آاا ‪. 8.‬ح ‪0١٧18,‬أ *‬
‫‪1x1111 :(٢1, 1965.‬ن‪١٧ ¥‬ح‪١٢‬الل ‪٦‬ل رع ؟‪ ،١٦‬رع‪1‬هد‬

‫‪٤٠‬‬
‫أسئلة للنقاش أو الدراسة في مجموعات‬

‫* مأ المقصود بالكبريا ء؟ وما هو التواضع؟‬

‫* في الماضي‪ ،‬كيف كانت انطباعاتك عن الغرور ا إللهي؟ هل كنت ئسام بصحة أن الله‬
‫مغرور (او ما شابه)؟ هل سبق أن فكرت في التواضع اإللهي؟ وما رأيك في فكرة أن‬
‫الله متواضع؟‬

‫ا لهدف من خلق ا لله للبشر على صورته؟‬

‫* ما رأيك في ادعاء الملحدين الجدد بأن االعتقاد في وجود الله له أسبابه البيولوجية‬
‫(وأننا حسب تكويننا بفضل ا لتطور نؤمن بهذا من أجل البقاء)؟ هل هذا تهديد كبير‬
‫لحقيقة ا إليمان المسيحي؟ ولماذا؟‬

‫‪ ٠‬ما االختالف بين التواضع عند الله والتواضع عند البشر؟‬

‫ما الهدف من العبادة؟ أو التسبيح؟‬

‫كيف يظهر الله تواضعه؟‬

‫‪٤١‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫سخط هائل أم غيرة ملوكية؟‬

‫التعرف طى اإلله الحافظ العهد‬


‫لنتذكر استهزاء ريتشارد دوكنز بالله ثدعدا بأن الله ينتأ به سخط هائل في كل مرة‬
‫يغازل شعبه المختار إلثأ منافستا ‪ )( .‬وقالت المذيعة ا لشهيرة ((أوبرا وينغري)) إذ اإليمان‬
‫المسيحي ما عاد ليروق لها عندما سمعت أحد الوعاظ يؤكد بان الله غيور‪ .‬كما قال الممثل‬
‫نفس ا لشيء تقريدا ‪ -‬بأن ا لغيرة من امتالك‬ ‫الكوميدي ((بيل ماهر)) منتج فيلم ((‬
‫آلهة أخرى أمامك هو أيفائ أمر غير أخالقي ‪ .‬ينظر الملحدون الحدد ليهوه على أنه عديم‬
‫الصبر‪ ،‬وغيور‪ ،‬ويسهل استفزازه‪ -‬وبالتالي هو إله مثير للشفقة وغير واثق في نفسه‪.‬‬

‫غيرة حسنة وغيرة سيئة‬


‫كما قلت في ا لفصل السابق‪ ،‬من المهم جدا أن نحدد المصطلحات التي نستخدمها‪ .‬ا لغيرة‬
‫قد تكون شية جيدا أو شية سيع ‪ .‬من ا لسيئ أن تحمي شية تافها‪ ،‬ومن الجيد أن تحافظ‬
‫بشراسة على شيء ثمين‪ .‬إذا كانت جذور الغيرة هي ا لتمركز حول الذات‪ ،‬فمن المؤكد أنها‬

‫‪٤٣‬‬
‫نوعية خاطئة من الغيرة‪ .‬أثا الغيرة التي تنبع من االنشغال بسالمة ا آلخر هي غيرة مالئمة‪.‬‬
‫نعم قد تمثل الضرة رذطة (غل د‪(( —٢٠ :،‬عداوة خصام عدزة سحن)))‪ .‬ولكن فى نفس ا لوقت‬
‫يمكن أن تكون فضيلة‪ ،‬أو ((غيرة الهدة)) كما يصفها بولس‪(( :‬فاش أغار ءليكح‪ ١‬غير؛ الله‪ ،‬ألئي‬
‫‪١‬ةرئ>ائ إرحل زاحر‪ ،‬ألعدم قدزا ء عقيقه التسيح)) (‪٢‬كو ‪ .)٢ :١١‬كأن بولس مهتائ بسالمة‬
‫أهل كورنثوس‪ ،‬ولم تنبع غيرته عن كرامة مجروحة أو أنانية‪.‬‬

‫عبر الكتاب المقدس نرى إلها يحب ويهتم ويمأله ا لوجع وا إلحباط عندما يسير شعبه‪،‬‬
‫بالزوج‬
‫ح ا ه ‪٠‬‬
‫لمحب‬ ‫الله‪٠ ٠//‬‬ ‫هوشع‪; ٠* ،‬‬
‫يصور ‪٥‬‬ ‫في سفر ا ‪-٠٠‬‬
‫لنبى شع‬ ‫الذي قطع معه عهدا ‪ ،‬وراء ما ‪٠٠‬‬
‫ليس بآلهة‪٠٠ .‬‬ ‫‪-‬‬
‫الذي يختنق بالمشاعر عندما تستمر زوجته —إسرائيل‪ -‬في خيأنته‪(( :‬قد انقلب على قلبي‪.‬‬
‫ا ضحلزتت تزا حبي حبيائ)) (هو ‪.)٨ :١١‬‬

‫متى إدا تكون الغيرة شيدا جيدا؟ بالحديث عن الله‪ ،‬هذا يحدث عندما نتيه في الحياة‬
‫باحثين عن شبعنا في مقالب القمامة ونترك ا لمصدر ا لحقيقي لإلشبا ع‪ .‬هذا يذكرني برسم‬
‫كاريكا تيري لكلب كان يشرب من المرحاض‪ ،‬وبينما تتساقط قطرا ت الماء من فمه وانفه‪،‬‬
‫ينظر ا لكلب ألعلى ويقول لنا‪ :‬اليس هناك أروع من هذا؟ ‪ -‬كذلك بدال من ا لتلذن بماء عذب‬
‫من الينبوع‪ ،‬نبحث عن بدائل راكدة ومقرفة حتائ لن تروينا‪ .‬يرثى الله إسرائيل بقوله‪(( :‬ألن‬
‫سئبي قمل‪ ،‬سرين‪ :‬قرفوني اقا ينتوغ المياه انخ‪ ،‬لينعذوا ألنقستهلم أبآرا‪ ،‬آيآرا صشئ أل‬
‫قنيط تاء)) (إر ‪.)١٣ :٢‬‬

‫أمثولة الزواج‬
‫أحد أصدقائى كان يعمل فى خدمة مسيحية فى أوروبا لسنوات طويلة‪ ،‬وقد أخبرنى‬
‫عن زوجين مسيحيين كان قد تعرف عليهما‪ .‬وبطريقة ما تم ا لتطرق في ا لحديث عن الخيانة‬
‫الزوجية‪ .‬وإذا بالزوجة ا لهولندية ا لبسيطة تقول إنه إذا خانها زوجها فإنها ستطلق عليه‬
‫الرصاص!* وكان يعرف أنها لم تكن تمزح‪.‬‬

‫الزوجة التى ال تشعر بالغيرة والغضب عندما تغازل امرأة أخرى زوجها فهى ال نظهر‬
‫التزا ثغا قودا تجاه زواجها ‪ .‬الزواج الذي ال يوجد به إمكانية للشعور بالغيرة عندما يدغل أحد‬
‫الدخالء تهديدا ال يعبر عن العالقة الزوجية الحقيقية‪ .‬والغضب واأللم والوجع— هي استحابات‬
‫مالئمة لمثل هذا االنتهاك الصارخ للعالقة‪ .‬ليس الله كيادا مجردا أو قوة غير مشخصنة‪،‬‬
‫كما يعتقد دوكينز‪ .‬لكنه إله عالقاتي منخرط ومشارك ويربط نفسه بالبشر‪ .‬وهو يرغب في‬
‫أن يكون أبا هم المحب والملك الحكيم على حياتهم‪ .‬وفي حالة شعب إسرائيل كانت محبة الله‬
‫لهم محبة زوج عاشق‪ .‬لذا يجب أن نشعر باالنبهار أمام خالق ا لكون الذي يتصل بعمق مع‬
‫كائنات بشرية بدرجة تجعله منفتائ للحزن والوجع في وجه خيانة البشر ورفضهم له‪.‬‬

‫‪٤٤‬‬
‫لقد جعل الله نفسه عرضة للرفض ا لمتكرر من جهة شعبه‪ ،‬وكان يتعرض باستمرار‬
‫لالستفزاز والحرح على يد شعبه ويقول‪ :‬كم ا نجرح قلبي بسبب <( عليهم الرادئ الذي حاد‬
‫عدي‪ ،‬ذعيوقهم الرايدة وزاء أختامهم)) (حز ‪ .)٩ :٦‬كما تحئل الله الكثير من التمرد بالرغم‬
‫من اهتمامه وحبه لشعبه‪(( :‬يسنن يدى هلول الغدار إلى شعب متمرد ساؤر في حلريق عير‬
‫شالح ذراء أعكاره‪ -‬شعب يغيظيي يوض>أ (إش ‪ ٢ :٦٥‬و‪)٣‬آ‬

‫الخيانة الروحدة ليست شيدا تا فيا كما يظن دوكينز‪ .‬الحظ ما يقوله الله عن عدم أمانة‬
‫إسرائيل في سفر حزقيال ‪ ١٦‬و‪ . ٢٣‬هذه التفاصيل ا لموصوفة في هذه ا ألصحاحات ربما ال‬
‫تناسب جميع فائت القراء! في ا ألصحا ح ‪ ١٦‬تستخدم لغة حميمة وزوجية تعبر عن ((زيجة))‬
‫إلهية بشعبه على جبل سيناء‪(( -‬رذ الحب))‪ .‬لقد دخل الله في عهد مع إسرائيل لذا يقول لها‪:‬‬
‫((صرب بي))‪ ،‬وأغدق عليها من عطاياه‪ ،‬لكنها احتقرت هذا االمتياز‪ .‬وبدال من الوثوق بالله‪،‬‬
‫دخلت في حلي مع أمم ًاضى‪ ،‬ووضعت ثقتها فى قدراتهم ا لعسكرية وأوثانهم الغريبة بدال‬
‫من أن تضع ثقتها في الله‪(( .‬قائب عتى جمابل‪ ،‬قزتئت عنى اسي‪ ،‬وسخب زقاك على كل‬
‫فادر قفان نه))‪(( ،‬قرجب رحتد لكل عاير وأكدرج زقاي)) (ع ‪ .)٢٥ ،١٥‬هذه اللغة الصريحة‬
‫تعبر عن عمق الخيانة في الذنا والثهر الروحي الذي اقترفته إسرائيل‪.‬‬

‫لذا ال ينبغى أن نندهش ألن ا لله أرا د أن يمحو إسرا ئيل بعد خيانة ا لعجل ا لذهبى‪(( :‬قا آلن‬
‫ائرنمدي بيئتى عضبي خهلم واعييهم‪ ،‬فءنيزك (يا موسى) نئدا ءبل‪( ))1٩١‬خر ‪.)١٠ :٣٢‬‬
‫هذا حدث مباشرة بعدما قدم شعب إسرائيل ((تعهدات)) بأن يسير ويلتصق بيهوه فى سينا ء‪،‬‬
‫وقال‪(( :‬نمن نا نكلم ده الرت قنعن ونسمع له)) (خر ‪ ،٧ :٢٤‬قارن ع ‪ .)٣‬تشبه خيانة إسرائيل‬

‫زوجا يجد زوجته في السرير مع رجل آخر‪ -‬في شهر العسل! السبب في أن الله غير‬
‫يتدئل فى أنه يربط نفسه بشعبه فى رابطة تشبه الحميمية الزوجية‪ .‬وبالتالى تمدل عبادة‬
‫األوثان وا آللهة ا بآلخركئ رفتا لشخصه‪ ،‬مثلما تدئل الخيانة الزوجية رفتا لشريك الحياة‬
‫فيالزواج‪(.‬أ)‬

‫عندما تصف كلمة ((غيور)) الله في الكتاب المقدس‪ ،‬فهي تأتي في سياق الوثنية والعبادة‬
‫الباطلة‪ .‬فعندما نختار هذه المساعي الدنيوية ونفضلها على عالقتنا بالله‪ ،‬نحن نرتكب خيانة‬
‫روحية (يع ‪٤ :٤‬؛ قارن ‪٢‬كو ‪ ،)٢ :١١‬وهو ما يثير غيرة مقدسة لدى الله‪ .‬لألسف كثيرون من‬
‫نقاد يهوه متن ال تروق لهم فكرة الغيرة ا إللهية وباألخص الملحدين الحدد‪ -‬ال يفهمون لماذا‬
‫تدئل الوثنية كل هذه المشكلة‪ .‬في النهاية‪ ،‬ما المشكلة في إحضار قطعة كبيرة من اللحم إلى‬
‫تمثال؟ ولكن كما يقال‪ ،‬ا لجهل قد يكون نعمة‪ ،‬لكنه ليس فضيلة!‬

‫ا لوثنية —كانت وال تزال— تجارة مغرية للغاية يمكن أن تستنفذ أفضل ما فينا‪ .‬الوثنية في‬
‫الشرق ا ألدني القديم كانت تتضمن التالعب بالوا قع ((( ا آللهة))) من خالل طقوس وذبائح معينة‬

‫‪٤٥‬‬
‫إلنجاب المزيد من األطفال‪ ،‬أو للحصول على محاصيل أوفر‪ ،‬أو ماشية أكثر‪ .‬التسبيح لوثن‬
‫كأن يدخل ا لشعب في اتصال فوري بجوهر هذا ا إلله الذي يعبر عنه الوثن‪ .‬ونن يريد أن‬
‫يسافر إلى يهوه في أورشليم ثالث مرات سنودأ بينما يستطيع أن يذهب بسهولة إلى لمقدس‬
‫إلله شخصي او إله ا لقبيلة (مثل داجون او البعل) في بستان قريب أو على تي عل ني (تث ‪: ١٢‬‬
‫‪٢‬؛ ‪١‬مل ‪ .)٢٤ —٢٢ :١٤‬كانت الوثنية في الشرق األدنى القديم تلجأ إلى الجانب الحسي‬
‫وا النغماس في الشهوات‪ .‬وبدال من ضبط ا لنفس في عبادة يهوه‪ ،‬بمقدور المرء أن يسكر في‬
‫ا لوالئم الوثنية‪ ،‬ويشترك في ممارسات جنسية طقسية ودهم وزنا‪ ،‬وكلها باسم ((الدين))‪ .‬فضأل‬
‫عن ذلك كانت ا لوثنية في الشرق األدنى ا لقديم ال تلزم المرء بتحسين سلوكه األخالقي‪ .‬فطالما‬
‫كنت تواظب على ((تغذية)) وثنك‪ ،‬فليس عليك أن تغبر نمط حياتك‪ .‬قارن هذا بالسلوك ا ألخالقى‬
‫المطالب به شعب الرب‪ :‬عل اال الي اش نهم بزا الدفي قعقل>> (خر ‪(.)٣ :٢٤‬؛)‬

‫لذا فإن وصف إسرائيل بأنها فقط ((تغازل)) (إلنا آخر) في كل هذه ا لسيناريوهات ا لوثنية‬
‫يعكس ا الفتقار ا لشديد للوعي لدى دوكنز‪ .‬ربما يسوغ لنا أن نسأل دوكنز‪ :‬إلى أي مدى من‬
‫الصالبة يجب أن يكون التزام الزوجين تجاه زواجهما؟ ما مدى الجدية التي يجب أن يعامل‬
‫بها المرء الخيانة فى الزواج؟ وإجابته على هذه ا ألسئلة حتائ ستكشف لنا الكثير‪.‬‬

‫االنكشاف اإللهي‬
‫نجد عبر أسفار ا لعهد ا لقديم أن الله ال يهتم بشعبه فقط‪ ،‬لكنه كثيرا ما كان يتألم بسبب‬
‫تمردهم‪ ،‬ويتوق للمصالحة معهم‪ .‬يمثل الله زوجا مجروحا ال يكف عن محاولة التودد بشعبه‬
‫ليعود في حالة تناغم معه‪ .‬يصور إشعيا ء األصحاح الخامس الله كمالك كرم (مزرعة عنب)‬
‫شغل نفسه بمهمة ((غرس)) شعبه إسرائيل —((كرم سورق))— أي من أفخر األنواع‪ -‬على تل‬
‫خصيب‪ ،‬وكان ينقب حولها‪ ،‬ويزيل األحجار التي فيها‪ .‬وبالرغم من ا النتظار المشروع بان‬
‫تحمل إسرا ئيل ثمارا (( جيدة)) بعد كل ما صنع معها‪ ،‬يظهر ا لله غضبا شديدا بسبب ا لمحصول‬
‫((الرديء)) إلسرائيل‪(( :‬لماذا يصتع أيائ بفري وأدا تلم أصنعه ته)) (إش ه‪ .)٤ :‬ويكتب إرميا‬
‫بأسلوب متشابه عن غرس الله إلسرائيل كا((كرمة سورق)) و(( زرع حق))‪ ،‬لكن إسرائيل ترفض‬
‫الله (إر ‪ .)٢١ :٢‬نفس الفكرة عن انتظار الله المشروع للتوبة وللبر من إسرائيل نجده فى‬
‫سفر صدغنيا ((نعلت‪ :‬ادك لثئغبدني‪ !٦٥٦ ،‬ين ا لدادبب‪ .‬لال يدعطع معئعغدها حسب كز تا عيدته‬
‫عتيا‪ .‬لبن تكذوا وشدوا جميع أقمالهلم‪( )).‬صف ‪ -٧ :٣‬الترجمة العربية المشتركة)‬

‫ويصف كاتب المزمور شيدا مشاببا‪(( :‬أدا الرت إلبن‪ ،‬اتذي اصعدن مذ ارض محدر‪ .‬أعفر‬
‫قاذ قائألة‪ .‬ظلم يسئع شعبي بضويي‪ ،‬زإسرا يين تلم يرض يي)) (مز ‪ ١٠ :٨١‬و‪ .)١١‬عدم‬
‫أمانة إسرائيل المستمرة نثير غضب الله‪ .‬في عاموس ‪ ١١ —٦ : ٤‬يحاول الله أن يلفت نظر‬

‫‪٤٦‬‬
‫شعبه بإرسال األوبئة والمجاعات والجفاف وما شابه‪ ،‬ولكن مع كل محاوالت الله‪ ،‬ثقال نفس‬
‫حثوا إلى‪ ،‬يقول الرت‪-*،‬‬ ‫العبارة‪( :‬شلم‬
‫بالمثل في إشعيا ء ‪ ٤ :٦٦‬يقول الله‪ :‬ززذغؤخ قلم يكن لمحيي‪ .‬تكلئخ ظلم يستغرا‪ .‬بز عبوئا‬
‫انثبيخ بي عيكئ‪ ،‬وا حدا روا صا تلم أسر به))‪ .‬مرة اخرى في حزقيال ‪ ٣١ ،٢٣ :١٨‬و‪ ٣٢‬يسئل‬
‫الله‪(( :‬نل مسرًا أسر يموتن السرير‪ ..‬نبتانا تموتون يا بيت اسرائيل؟ الدي ال أسر بموني من‬
‫يئرن‪ ،‬يعرز الشين الزن‪ ،‬نارحتوا ذاخيؤا‪ .‬هذه الفكرة المتعلقة باالنكشاف |إللهيا‪ )٠‬تظهر‬
‫في كل ارجاء العهد القديم‪ ،‬حيث يصور الله كمحب مجروح يتردد في جلب الدينونة‪.‬‬

‫ا لغيرة تتضمن انكشافا وقدرة على اختبار ا أللم‪ -‬وليس تفاهة إله متعطش للسلطة‬
‫وا لهيمنة على الناس‪ .‬من المذهل أن زوج إسرائيل المحبط ‪-‬الله‪ -‬ال يطلب شيدا سوى توبتها‬
‫ليستعيد ا لعالقة معها‪.‬‬

‫الغضب الذي يظهر االهتمام‬


‫للغنان ((وارنر‬ ‫معظم األمريكان على دراية بلوحة ((رأس المسيح)) ر‪7‬ذ‪ 0‬تمرع‬
‫سالمان))‪ .‬هذه ا لصورة تجدها بشكل شائع على حوا ئط ا لروضات أو ا لبطا قل ت التذكا رية التي‬
‫ئقدم في الجنازات‪ .‬لوحة سالمان يمكن أن تشوه بسهولة صورة يسوع ا لطيب والوديع ‪.‬‬
‫فبالرغم من تصويره لرقة يسوع وتقربه لألطفلل‪ ،‬فإن نوعية هذه ا لصور كثيرا مأ تتركنا‬
‫بانطباع انفعالي غير سليم عن يسوع‪ .‬ال‪ ،‬يسوع الحقيقي لم يكن فقط صديعا للخطاة‬
‫وئرحيا باألطفال‪ ،‬بل كان ثائرا وبارعا فى الجدل‪ ،‬ومبكدا‪ ،‬بل وشخصية مهيبة أيصا‪ .‬فهو‬
‫أسد سبط يهوذا (رؤ ه‪ :‬ه)‪ .‬لوحة ((رأس المسيح)) تبتعد تماصا عن صورة يسوع الذي يطهر‬
‫الهيكل‪ ،‬ويهدئ العاصفة‪ ،‬والذي يصدر عنه ردودا مزعجة أحيادآ ومخيفة أحياائ أخرى‪(( :‬من‬
‫هو هذا ؟ قاذ الريخ أيائ واليحز يبيعايه!)) (مر ‪)(.)٤١ : ٤‬‬

‫عندما نتحدث عن تطهير الهيكل فإننا نرى غضيا حقيقيا مبررا عندما يطرد يسوع‬
‫الصيارفة من ا لهيكل (مر ‪١١‬؛ يو ‪ .)٢‬لقد حولوا بيت العبادة المخصص لألمم الخائفين الله‬
‫إلى مكان للضوضا ء والربح التجاري‪ ،‬والتفاخر القومي‪ .‬اصا في عصرنا —عصر التسامح‬
‫الزائف‪ -‬الذي يروج لفكرة (صحيح بالنسبة لك‪ ،‬وغير صحيح بالنسبة لي ‪ ،‬بمقدورنا ان‬
‫نستخدم قدرا معقوال من ا لغضب المقدس— على ا لمظا لم ا لتي نرا ها في العالم‪ ،‬والجشع‪،‬‬
‫وا لطفيان‪ ،‬وا الكاذبب‪ ،‬وا اللتغاف‪ ،‬وعلى قلوبنا المتكبرة والمتحججة‪ ،‬وان يطرد تجار الدين‬
‫والمستغلون في عصرنا من دائرة ا لتأثير العام‪.‬‬

‫إذا لم نتأثر مباشرة باي نوع من أنوا ع المعاناة الكثيرة الموجودة في العالم‪ ،‬والحزن‬

‫‪٤٧‬‬
‫وا الضطها د ‪ 1‬ت‪ ،‬فإن ا ستجا با تنا ربما ستتسم بالالمباالة وا لبرود‪ ،‬وانفجار اآلخر بالغضب‬
‫سيجعلنا منزعجين جدا‪ .‬لكن ا لغضب كثيرا ما يكون العالمة! ألولى على اهتمامنا‪ .‬وا لمأسا ة‬
‫تتهئل في أننا ال نغضب وال قصدم بالقدر الكافي‪.‬‬

‫ا لغضب ليس خطا بالضرورة (أف ‪ -)٢٦ :٤‬ا ألكثر من هذا أنه في أوقات معينة يعتبر‬
‫الغضب فضيلة‪ .‬الشخص الذي ال يغضب أبدا هو مختل أخالقدا‪ .‬أتا الشخص البطيء‬
‫الغضب هو شخص يتمتع با لفضيلة‪ .‬فهو قادر أكثر على تهدئة النزاعات وا الستما ع لآلخر‬
‫جيدا (أم ‪١٨ :١٥‬؛ ‪٣٢ :١٦‬؛ ‪١١ :١٩‬؛ قارن يع ‪ ،)١٩ :١‬لكنه في نفس الوقت يقاوم الظلم‬
‫وا لطفيان‪ .‬بالمثل كثيرا ما يوصف الله بأنه ((بطيء الغضب)) (مثأل خر ‪ .)٦ :٣٤‬ما ينطبق على‬
‫ا لغيرة ينطبق أيخائ على الغضب‪ :‬هل ا لغضب بسبب تمركز حول الذات أم حول اآلخر؟ هل‬
‫ينر عن أنانية دفينة‪ ،‬أم اهتمام باآلخرين؟ بالدراسة المتفحصة نجد أن غضب الله ال يعكس‬
‫تمركرا حول ذاته‪.‬‬

‫غيرة الله وغضبه ينبعان من ا لحب وا الهتمام‪ ،‬وليس من الكرامة المجروحة وعدم النضج‪.‬‬
‫يقاوم الملحدون الحدد فكرة حقوق الله ا لمشروعة على البشر‪ .‬وبشكل أو بآخر تزعجهم فكرة‬
‫ا لدينونة أو ا لغضب أو ا لغيرة ا إللهؤة‪ .‬ولكن مثل ((أسالن)) في روايات نارنيا ‪ ،‬للكاتب ((سي‪.‬‬
‫إس‪ .‬لويس))‪ -‬فإن يهوه بالرغم من رحمته وشفقته ال يمكن ا الستهانة به‪ .‬الله يصبح غيورا‬
‫أو غاضبا النه يهتم فعأل‪.‬‬

‫غيرة الله لحماية البشر ولمنفعتهم‬


‫هؤالء ا لذين يدعون أن غيرة الله شيء مؤسف ومقدد ربما يشدهون الله بزوج ال يسمح‬
‫لزوجته بالتحدث مع رجل آخر‪ .‬ومع ذلك فالتشبيه المناسب هو زوج مهتم بأال تنجذب زوجته‬
‫عاطفدا لرجل آخر‪ .‬ويريد أن يحمي قدسية ا لحميمية الزوجية‪ ،‬وهذا في ا ألخير لمصلحة‬
‫الزوجة ولمصلحة زواجهما‪.‬‬

‫النقاد مثل الملحدين البدد يميلون إلى خلق ثنائية بين حكم الله ا لرحيم ومصلحة البشر‪،‬‬
‫يبدأ كتاب ويستمنستر للتعليم (ا لكاتشيزم) ا لمختصر‬ ‫كما لو أن هذين ا ألمرين متعارضان‪.‬‬
‫(‪ )١٦٤٧‬بهذا السؤال‪ :‬ما هي الغاية العظمى لإلنسان؟ والجواب الشهير هو ليمحد الله‬
‫ويتلذن به إلى ا ألبد ‪ .‬بالنسبة للكثيرين في الغرب (بما في ذلك تن يقولون عن أنفسهم إنهم‬
‫مسيحدون)‪ ،‬فإن الهدف األول لكثير من األفراد هو تعزيز مصالحي والتلذذ بنغسي إلى‬
‫االبد ‪ .‬أو إذا كان الله موجودا‪ ،‬فان إجابة كتاب ا لتعليم قد روجعت في الالوعي كللتالي‪:‬‬
‫الغاية العظمى لله هي أن يجعلني مرتاحا وخاليًا من األلم بقدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫يعترف الفيلسوف(( توما ص نيجيل)) أنه ال يريد أن يوجد إله‪ .‬ويقر أنه في الدوائر ا ألكًا ديمدة‬
‫توجد إشكالية كونية بشان ا لسلطة ‪ ) .‬إذا لم يرد الناس مثل توماس نيجيل وجود إله (او‬
‫أنهم يريدون إليا يسمح لهم بفعل ما يريدون)‪ ،‬فإننا سنرجع إلى إشكالية إنكار ا لوا قع‬
‫بفرض تحقيق أجندتنا الخاصة‪ .‬في حين من ا لوا ضح أن ا لدور ا ألساسي لله ليس تعزيز‬
‫مصالحي (أو مصالح البشر) أو حريتهم‪ .‬إن وجود الله ليس موضوعًا مجردا أو نظريا‪ .‬بل‬
‫إن وجود الله ا لحي وملكيته لحياتنا يعني أن شيدا البد أن يتفدر!‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬عالقة الله بنا ليست عالقة اآلمر بًا لمأمور (مثل فكرة الشرطي ا إللهي‬
‫في ا لسما ء)‪ .‬في هذا ا لنوع من العالقة ال يفعل الله شيائ إال إجبار ا لبشر على اختيارات‬
‫معينة‪ .‬ولكن الله يسعى إلى عالقة شخصية حميمة معنا في سياق عهد‪ .‬عادة ما يرسم النقاد‬
‫صورة لبديلين خاطئين‪ :‬إجبار سلطوي أو استقالل بشري مطلق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا رأينًا عمل الله‬
‫وا لطبيعة ا لبشرية في تناغم وليس في تعارض‪ ،‬سنحصل على منظر مختلف تماثا ‪ .‬عندما‬
‫ندرك مقاصد الله لنا وعندما نتنده للحدود المعطاة لنا من الله والمترسخة في طبيعتنا والعالم‬
‫من حولنا‪ ،‬سننجح كبشر‪ -‬بمعنى أننا سنتمتع بعالقات يسودها ا لحب والثقة مع الله ومع‬
‫احدنا اآلض ألننا نعيش خطته وقصده‪.‬‬

‫ا لغيرة ا إللهية ليست أمرا تافيا أو نزودأ ‪ .‬الله غير لمصلحتنا‪ .‬ووصاياه أعطيت ((لحئرك))‬
‫(تث ‪١٣ :١٠‬؛ قارن ‪١٦ :٨‬؛ ‪ .)٩ :٣٠‬في ا لوا قع‪ ،‬نحن تؤذي أنفسنا عندما نعيش ألنفسنا‬
‫ونخلق ألنفسنا بدائل وثنية عن الله‪ .‬لذلك عندما يمنع الله إمكانية معرفتنا له فهذا في الوا قع‬
‫يحرمنا من خيرنا األسمى‪ .‬يوضح الكاتب ((تيم كيلر)) كيف يفهم هذا أنصار ما بعد الحداثة‪:‬‬

‫بدال من أن أخبرهم بأنهم يخطوئن ألنهم يضاجعون صديقاتهم أو أصدقا ءهم‪،‬‬


‫أخبرهم أنهم يخطوئن ألنهم يتطلعون للرومانسية ليضغوا معنى على حياتهم‪،‬‬
‫ولتبررهم‪ ،‬وتخلصهم‪ ،‬ولتمنحهم ما كان يجب أن يجدوه في الله‪ .‬هذه الوثنية‬
‫تؤدي إلى القلق‪ ،‬والوسواس القهري‪ ،‬والحسد‪ ،‬واالستياء‪ .‬وجدت أنه عندما‬
‫تصف حياة أنصار ما بعد الحداثة بمصطلحات الوثنية‪ ،‬فام نهم ال يظهرون‬
‫مقاومة كبيرة‪ .‬وين ئم يمكن تقديم المسبح وخالصه ليس كمالنهم الوحيد في‬
‫الفغران‪ ،‬بل أملهم الوحيد في الحرية ‪(.‬‬

‫عندما نطدق هذا على الغيرة اإللهدة‪ ،‬بمقدورنا أن نقول إنها تثار ليس لحماية العالقة‬
‫فقط‪ ،‬بل يسعى الله لحماية خالئقه من ا إليذاء الشديد ألنفسهم‪ .‬قد نؤذي انفسنا بعمق عندما‬
‫نجري ورا ‪ ۶‬آلهة نصنعها على صورتنا‪ .‬غيرة ا لله تتمركز حول ا آلخر‪ .‬وكما رأينا مع ا تضا ع‬
‫الله‪ ،‬فإن ا لغيرة ا إللهية تقاوم إنكار ا لبشر لحقيقة أن الله هو الله‪ ،‬وتواجه الفكرة المغلوطة‬
‫بأن العالقة معه ليست ضرورية فى النهاية لخير البشر (يو ‪.)١٠ :١٠‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫الله هو خالق كلي الصالح وهو معطي الحياة‪ .‬ويرغب في أن تعيش مخلوقاته هذه الحياة‬
‫كما يحب أن تكون‪ .‬وعندما يتصرف شخص ما بطرق تنكر الحياة (مثال‪ :‬باشتراكه في ا لزنا‬
‫وا لبورنو أو حنث العهد‪ -‬أو ببساطة بمقاومة ا لحق عن الله)‪ ،‬فإن ا لغيرة اإللهية تظهر على‬
‫السطح لعل الشخص يهجر أهدافه الساعية للموت ويعود إلى الحياة الغنية التي يجدها في‬
‫هجرة للحيا ة نحو ا لله ‪.‬‬

‫يحب أن ننظر إلى الغيرة ا إللهية في ضوء استعداد الله ورغبته في أن يفعل أفضل شيء‬
‫لخالئقه‪ .‬الرأي الثاقب للكاتب ((سي‪ .‬إس‪ .‬لويس)) يضع الغيرة ا إللهية والوثنية ا لبؤشرية في‬
‫نصابها الصحيح‪:‬‬

‫إذا تأملنا ا لوعود الهائلة بالمكافأة والطبيعة المبهرة لهذه المكافآت الموعود بها‬
‫في األناجيل‪ ،‬فقد يبدو لنا أن ربنا يجذ رغباتنا‪ ،‬ليست مفرطة في القوة‪،‬‬
‫بل مفرطة في الضعف‪ .‬نحن مخلوقات فاترة‪ ،‬ومنخدعون بالشرب والجنس‬
‫وا لطموح بينما ا لفرح ا لالمحدود يقدم لنا‪ ،‬مثل طفل جاهل يريد أن يستمر في‬
‫صنع فطائر من الطين في حي فقير؛ ألنه ال يستطيع أن يتخدل معنى عرص‬
‫بقضا ء إجازة على شاطئ البحر‪ .‬نحن يسيل إرضاؤنا بأحقر ا ألشيا ء ‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫ج‪11‬أال‪0‬ا غآلآل ‪,‬ا‪٠٢٠١‬‬ ‫‪.‬الق‪. ٦‬آل ‪.‬ا‪0۴‬أج‪1‬كة ئ<‪ €‬الآما‪080‬أل‪٦٩‬لل ‪1٦‬ع)‪1‬ا‪8‬أ‪٠‬آ‪٦٦‬ح‬
‫‪.‬؟‪8‬ع عج‪88, 2007. 8‬ع‪ ۶٣‬ج‪1٤‬س‪1‬ح‬ ‫اا‪.‬ه‪0‬ة‪٠‬ا ‪1,‬‬
‫‪٦٤‬ا‪8‬أ‪6‬ازآ ه ‪0٣‬ئالج‪0‬أ‪0‬ئ‪ 01‬ك‪)(٢‬أنم‪ ١‬خ ت‪ ٢‬غ‪١‬ةًاآلعك‪١‬أا‪٠‬أل *‬ ‫‪£‬ا‪1‬أ‪٠‬د‪)1‬ت‪٢‬‬
‫‪111011$ 171‬‬ ‫‪٤, 2004.‬الجاا‪: ٨8‬آ‪1011, ٧‬غال‪11‬ا‪)271)1 [08)100. 8‬‬

‫ع ‪(£‬ال‪٤, 08: ١٧‬ال‪٤‬جآل‪§ 00)1. £‬ا‪8‬أأ‪ 0)1^(0881000)0 1(1111<07‬ا ‪.‬ح عأ‪،‬ا‪1‬أ‪, 1‬جس‪* £‬‬
‫‪, 2010.‬ظ ‪8 0‬‬
‫‪ 071)1 0)1(07‬ت‪ 0107‬اره )(‪ 11§1‬ا ‪ 111‬اار‪01‬ال) ء‪1 0‬غج‪1‬ج‪11٤١٧‬آاا ‪٤١٧18, 0. 8.‬ا *‬
‫‪٢1>:‬ن‪(])1)1708808. [١٢٤١٧ ¥‬‬ ‫‪2001.‬‬
‫‪, 1997.‬ج‪011‬أ‪1٤118‬ا‪0‬آ ‪:‬عسال ‪١٧‬ا ‪00 57710,11.‬ل ‪. 8. ¥0117 00)118‬ل ‪* £1111111(8,‬‬
‫آل ع ‪: 8‬ج‪1٧111‬ا‪38‬ء[ ‪0111111٤1٠ 2.‬ء ‪11‬ة‪١٧٨111٤1٠1٤‬ا ‪ £10)108.‬عل ‪8‬ة‪1‬ج‪011‬ز‪* 810311, ٦‬‬
‫‪, 2008.‬غاالاا‪8‬ا‪1(1‬ل‪8٦‬‬

‫‪٥٠‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* صف النوع السيئ من ا لغيرة والنوع الجيد منها‪ .‬لماذا دسا ء فهم الغيرة اإللهدة بشكل‬
‫كبير؟‬

‫‪ ٠‬كيف تشبه الزواج أن يساعدنا على فهم أفضل للغيرة ا إللهية؟ ما هي االنطباعات ا لتي‬
‫تحصل عليها من اللغة الكتابية التى تصور ((زواج الله)) بشعبه؟‬

‫* لماذا تعتبر الوثنية مغرية وخطيرة؟‬

‫‪ ٠‬ما رأيك في فكرة (( ا النكشا ف ا إللهي))؟ ناقش ما يعنيه هذا‪ -‬وما ال يعنيه هذا ‪.‬‬

‫‪ ٠‬متى يكون ا لغضب مالئحائ ؟ ناقش فكرة أن الغضب كثيرا ما يكون ا لمؤشر ا ألول على أننا‬
‫نهتم‪.‬‬

‫* لماذا من النافع أن نغؤر في الغيرة كوسيلة حماية؟‬

‫‪٥١‬‬
‫الفسل الخامس‬
‫هل هو نوع من إيذاء األطفال‬
‫واالستقواء عليهم؟‬

‫تدابير الله وذبيحة إسحاق‬


‫((وخذن بئن هذ؛ األش آذ اللة اتثحذ إنراجيم‪ ،‬عقال نه‪ :‬تا إنراجيلم! سأل‪:‬‬
‫هًاقذا ‪ ٠‬ققاز‪ :‬خذ ابثننجيدن‪ ،‬الذي تحده‪ ،‬إسخاؤ‪ ،‬واذهيإنى أرض المردا‪،‬‬
‫زأصعده لمتان محزقه غلى أخد ا تحبالي الذي أقول نذ‪ .‬قبكر إبزا جيد ضناخا‬
‫وشن غنى حتارج‪ ،‬وأحن ا ددين مذ عنتانه تقه‪ ،‬وإسخاق ا دقه‪ ،‬وشعق خحلدا‬
‫نحزقه‪ ،‬وقالم ونهي إنى اتوضع الذي قاذ نه اللة‪.‬‬

‫وني النوم العالث زقغ إنزابيد غبي وأنصر اتؤضغ بذ نعي‪ ،‬ققاذ ابراهيم‬
‫بعلني‪ :‬احبشا أندتا هنثا تغ الحتار‪ ،‬وأثا أقا والئلذم فنذهي إلى فئتان زئتجد‪،‬‬
‫تلم ثزجغ إنخما‪ .‬نأحذ إبراجيد حغب المحرقة ووضعة عنى إسحاق اي‪ ،‬وأحن‬
‫بيد؛ التار ذالشش‪ .‬قذنبا كآلفتا تائ‪ .‬وكلم إسحاق إنراجيلم أياذوقاز‪ :‬يا أيي!‬
‫ققال‪ :‬هائنا نا ابنى‪ .‬ققال‪ :‬هزنا الدار ذالحطي‪ ،‬زلؤذ أين الخروف بلئئزقة؟‬
‫ققازإنراجيد‪ :‬اسةيزىذه‪1‬ذخزوذبلئخرقةيا ابني‪ .‬قذنبا ؤلدئما مائ‪.‬‬

‫‪٥٣‬‬
‫فتائ أنيا إنى اتوضع اقذي فاز نه اللة‪ ،‬دئى ننتأن إبزادييلم اتندخ رئي انحفي‬
‫ربذ إسحاق ابقه ووخ بم خ ه عتى ا تذبح نوق ا تتغب‪ .‬ثلم مئ إبزا بير يده زأحت‬
‫الئغئ بيديخ ابقه‪ .‬ئتاداه نالك الزي ض الشتاء وقال‪ :‬إبزانييم! ابزادييلم!‬
‫قفاز‪ :‬هدنا‪ .‬نفاز‪ :‬النم نعذ يذن إنى انعش ذال نعفن به سيائ‪ ،‬الي اآلن عبئث‬
‫أئن خايف الله‪ ،‬نتلم سيد ابقن وحيدن عقي‪ .‬فزقغ إبزاجيلم عيقيه ذئحلز ذإذا‬
‫فبس راءة شغل ني انقايه يغزي‪ ،‬فدني إبرادييلم ذأخذ اتغيثى ذأضئذة‬
‫ئئرفه عوضا عن اي رعا إبراسلم اسم ذين اتوضع تهذذ يزأن‪ .‬حئى ائه‬

‫يعال اليؤلم‪ :‬ني لجبل الرت درى‪( )،.‬تك ‪)١٤ -١ :٢٢‬‬

‫من حين آلخر سنقرأ في ا لصحف أو نسمع في نشرا ت األخبار عن بعض األشخاص‬
‫المخدوعين الذين ارتكبوا جريمة القتل‪ .‬ما هي تبريراتهم؟ أخبرني الله أن أفعل هذا ! سمعت‬
‫البعض يستخدمون هذه العبارة ليبرروا ا نغصا لهم عن شريك الحياة لكيما يتزوجوا زميال او‬
‫زميلة في العمل‪ .‬إنهم يورحلون اسم الله في مالبسات أو تصرفات تتناقض تماائ مع صالح‬
‫الله‪ .‬وهو ون المؤكد ال يريد أن تنسب إليه هذه األفعال‪.‬‬

‫فماذا نفعل إذا مع وصية الله ا لواضحة إلبرا هيم في تك ‪(( :٢ :٢٢‬خذ ابتك وحيدك‪،‬‬
‫اندي يجده‪ ،‬إستاق‪ ...‬وأحيده نقان محزفه))‪ .‬سنناقش الحعا في هذا الكتاب أن ناموس‬
‫موسى أدان تقديم األطفال كذبائح‪ .‬في ا لوا قع كانت هذه الممارسة من أكثر الممارسات‬
‫المروعة التي أدين الكنعانيون بسببها‪ .‬وبالتالي أال يبدو أن وصايا الله ا عتباطية وبال‬
‫أساس ثابت في تكوين ‪٢٢‬؟ فلماذا ال يستطيع الله أن يأمر بالقتل مثلما يحرمه؟ في‬
‫النهاية يبدو أنه يفعل هذا مع إبراهيم‪ .‬هذا ما يسميه أحد دارسي الكتاب المقنص د‬
‫((االختبار الوحشى))‪) (.‬‬

‫يعتق الكاني الشهير الالأدرى ((بارت إيرمان)) على ربط رس‪،/،‬ع‪،2،7‬بم إسحاق كالتالى‪:‬‬
‫إن فكرة أن المعاناة تأتي كاختبار من الله للتأبد من التزام تابعيه بطاعته نتحشد ربما‬
‫بأكثر وضوخا وأكثر ترويعا في تقدمة إسحاق‪ ) (.‬بعض الدارسدين يدعون أن إبراهيم أخفق‬
‫فى االختبار بسبب استعداده لذبح ابنه‪ .‬بينما يتساءل ا لبعض اآلخر عن كيف يكون هذا‬
‫ا لتصرف ا ختباذا للصالح‪ .‬هل يجدر بنا أن نحب أم نمقت إبراهيم على ما فعله؟‬

‫ا لغيلسوف ا لدا نماركي ((سورين كيركيجارد)) كان لديه ا لكثير ليقوله عن هذا ا لجزء من‬
‫الكتاب المقدس‪ .‬كان إلبرا هيم ‪۶‬حق فى أن يكون رحأل عظيائ‪ ،‬وبالتالى فى أن يفعل ما‬
‫يفعله‪ ،‬لكق عندما يفعل شخص آخر نفس ا لشيء‪ ،‬فهذه خطية‪ ،‬خطية بشعة ‪ .‬قال‬
‫كيركيجارد إن وصية الله إلبرا هيم عتقت التزامات أخالقية تقليدية‪ .‬يبدو أن الله يستخدم‬
‫سلطته فى انتهاك معايير أخالقية أساسية‪ .‬كما يبدو أن الله يؤيد ا لنسبية هنا‪.‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫لكن إذا نظرنا إلى ا لصوة األشمل‪ ،‬فربما نستطيع وضع بعض هذه ا ألمو المزعجة في‬
‫سياقها الصحيح‪ .‬وبا لظ لي يجب أن ننظر إلى المحددات الواردة في تكوين ‪.٢٢‬‬

‫السياق األوسع‬

‫الفكرة العامة ألسفار موسى الخمسة‪ :‬إيمان إبراهيم وتشكك موسى‬


‫يشير الدارسون للكتاب المقدس إلى أن فكرة ا إليمان تتخلل أسفار موسى ا لخمسة‬
‫من التكوين إلى التثنية وتجعلها وحدة واحدة‪ ) (.‬الالعبان الرئيسيان هما إبراهيم وموسى‪.‬‬
‫به‬ ‫بي‬
‫إبراهيم يمثل النموذج اإليجابي بإليمان‪ ،‬بينما يمثل موسى النموذج السلبي‪ .‬كأن إلبرا هيم‬
‫إيمان بدون ناموس موسى ا لذي أعطي على جبل سينا ء‪ .‬وبالرغم من تردده لكنه وثق في وعد‬
‫الله‪ ،‬وين م حسبه الله بارا (تك ه ‪ .)٦ : ١‬في المقابل أخفق موسى بالفعل في إيمانه‪ -‬بالرغم‬
‫أنه عاش تحت الناموس ا لمعحلى في سينا ء ‪ .‬لقد لعب موسى دورا محورا في تاريخ إسرائيل‪،‬‬
‫لكننا نرى إخفاائ إيماندأ ملحونائ فى حياته‪.‬‬

‫ليس من المصادفة أنه عندما دنكر تعبير ((آمن)) في أسفار موسى الخمسة‪ ،‬أنها نستخدم‬
‫باإليجاب قبل إعطاء الناموس في سينا ء في خروج ‪( ٢٠‬تك ‪٦ :١٥‬؛ خر ‪ :٤‬ه؛ ‪٣١ :١٤‬؛‬
‫‪ .)٩ :١٩‬ومع ذلك فهنا ا لتعبير ستخدم بالنفي (( لم يؤمن)) بعد سينا ء (عد ‪١١ :١٤‬؛ ‪١٢ :٢٠‬؛‬
‫قارن تث ‪٣٢ : ١‬؛ ‪ .)٢٣ :٩‬تمثل أسفار موسى ا لخمسة في جزء كبير منها مقارنة بين إبراهيم‬
‫وموسى‪ .‬وبرغم أن إيمان إبراهيم اهتز في بعض األوقات‪ ،‬لكنه استمر في النضوج‪.‬‬

‫من الالفت أن إبراهيم وثق في الله ‪-‬وخسب بارا‪ -‬قبل أن يأتي الناموس‪ .‬فحتى بدون‬
‫الناموس حفظ إبراهيم قصد أو مغزى الناموس ألنه عاش باإليمان‪(( :‬ين أجل أن ابزالييلم‬
‫سيغ لعولي نحفظ تا يئقظ يي‪ :‬اذا يري وعزا بضي وشرا دعي)) (تك ‪ :٢٦‬ه)‪ .‬الحظ الكلمات‬
‫المستخدمة‪ :‬هذه مصطلحات ناموس ما بعد سينا ء ا لتي استخدمت في سفر التثنية (((سمع‬
‫أو أطاع))‪(( ،‬أوامر))‪(( ،‬وصايا))‪(( ،‬فرائض))‪(( ،‬شرائع)))‪ .‬لكنها تنطبق على إبراهيم قبل مجيء‬
‫الناموس‪ .‬الفكرة هنا تظهر كيف أن إبراهيم حفظ الناموس في جوهره وأرضى الله ألنه‬
‫عاش باإليمان (تك ‪.)٦ :١٥‬‬

‫هذا الرابط لم يخف عن الرسول بولس في ا لعهد ا لجديد (رو ‪٤‬؛ غل ‪٣‬و‪ .)٤‬فبينما‬
‫أعاد بولس قراءة األسفار المقدسة في ضوء مقابلته مع المسيح‪ ،‬ا كتشف أن إبرا هيم عاش‬
‫باإليمان وخسب من الله بارا‪ .‬هذا تكوين ه ‪ . ١‬وفي تكوين ‪ ١٧‬حاء عهد الختان‪ ،‬وبعد أكثر‬
‫من ‪ ٤٠ ٠‬سنة تالية أعطي الناموس في سينا ء‪ .‬بكلمات ًاضى‪ ،‬لم يكن إبراهيم محتاحا‬
‫للختان أو الناموس لينعم بعالقة صحيحة مع الله‪.‬‬

‫‪٥٥‬‬
‫فى المقابل كان الناموس عند موسى‪ ،‬لكنه أخفق فى إيمانه‪ .‬وهذا منعه من ا لدخول إلى‬
‫األرض من خالل عبور األردن‪ .‬موسى يهدل النقيض السلبي إلبراهيم‪ .‬فبالرغم من توفر‬
‫الناموس لموسى‪ ،‬لكنه مات في ا لبرية بسبب افتقاره وافتقار هارون لإليمان في قادش (عد‬
‫‪ .)٢٠‬لم يمنع موسى من أرخى ا لموعد لمجرد أنه ضرب صخرة‪ .‬فقد ضرب صخرة أخرى‬
‫قبل ذلك! نصوص العهد القديم توضح أن كأل من موسى وهارون أظهرا عدم إيمان في‬
‫غضبهما‪ .‬لم يثقا في الله‪ .‬ومن ا لوا ضح أن موسى (مع هارون) صرخ في إحباط‪(( :‬سنعوا‬
‫أيها المزدة‪ ،‬آ ون هدؤ الشحر نخرج نكلم ناء؟)) (عد ‪ .)١٠ :٢٠‬ويعزز مزمور ‪٣٢ :١٠٦‬‬
‫و‪ ٣٣‬فكرة عدم إيمان موسى‪ .‬إن تمرد ا لشعب حعر موسى ليتحدث (أو ليتصرف) باندفاع‬
‫وطيش‪(( :‬ألدهلم انروا روخه حدى عزك بشقي))‪ .‬وبالتالى بسبب عدم إيمان كز مرف هارون‬
‫وموسى‪ ،‬ودخ الله كليهما‪(( :‬مذ ألجل أدكنا تلم توقا يى حمة تعذسادي أتالم أعببن بني‬
‫إسرايين‪ ،‬بذين أل تدجالن هد؛ اتجمائ إتى األرض اش أئطجلم إيانا)) (عد ‪ ، ١٢ :٢٠‬قارن‬
‫ع ‪ .)٢٤‬وفيما بعد في تثنية ‪ ،٥١ :٣٢‬نقرا مرة ًاضى انه عند مريبة قادش يقول الله لموسى‬
‫وهارون (( ألئكنا حثتا ني))‪ .‬وبسبب هذا ا إلخفاق في ا إليمان لم يستطع موسى ا لدخول إلى‬
‫أرض الموعد‪.‬‬

‫استخدم الله إبراهيم كنموذج للثقة‪ -‬بدون االعتماد على الناموس‪ .‬كما يعمل إبراهيم‬
‫كنموذج توضيحي عبر العصور يبحن كيف يجب أن يعيش شعب الله‪ .‬ويتضح أن موسى يمدل‬
‫نموذلجا سلبيا— وأدا ة تذكير وتبصير لليهود ا لذين يفكرون بطريقة حرفية وناموسية— بمعنى‬
‫أن امتالك الناموس وحفظه بتدقيق ال يكفيان إلصالح العالقة مع الله‪ .‬وإنما علينا أن نقترب‬
‫إليه بثقة معتمدين على نعمته وكفايته هو بدأل من وضع ا لثقة في كفايتنا نحن‪.‬‬

‫هذه ا لفكرة العامة عن ثقة إبراهيم ا لعميقة في وعد الله وأمانته ساعدت في تشكيل فهم‬
‫شعب إسرائيل لذاته ووئيته‪ .‬لذا ليس من الغريب أن نسمع كلمات موسى إلسرائيل في‬
‫سينا ء‪(( :‬ال قحا فوا‪ .‬ألن الله إدنا لجاة بفي يئقجتكلم (الفعل العبري هو يضنسر)‪ ،‬ويقى نكون‬
‫نحاقته ؤهنم‪/‬ز‪ ،‬آنالم وجوديكلم حدى ال دحإوئا)) (خر ‪ .)٢٠ :٢٠‬هذان الفعالن الرئيسيان‬
‫يشيران إلى تكوين ‪ .٢٢‬امتحن الله إبراهيم (تك ‪ ،)١ :٢٢‬وخالل هذا االمتحان أظهر مخافه‬
‫للرب (ع ‪ .)١٢‬قصد الله من طاعة إبراهيم أن تعمل كنموذج لبني إسرائيل ولتشجيعهم على‬
‫الطاعة وتقوية عالقتهم بالله او (((مخافتهم))) له‪) (.‬‬

‫في ا لوا قع‪ ،‬نستطيع جمع أدلة كافية على أن اسفار موسى ا لخمسة تتحدث عن نجاح‬
‫إيمان إبراهيم وإخفاق إيمان موسى (بالرغم من امتالكه للناموس)‪ .‬لذلك فالتركيز فقط على‬
‫أمر الله بتقديم إسحاق كذبيحة يفقدنا ا لصورة ا ألشمل‪.‬‬

‫‪٥٦‬‬
‫سياق دعوة إبراهيم‬
‫دعنا اآلن نلقي نظرة على تعامل الله مع إبراهيم في ضوء خطة الله األشمل إلسرائيل‪.‬‬
‫وإذا فعلنا ذلك‪ ،‬سنحصل على فهم أوضح لما كأن يجري مع إبراهيم وإسحاق‪ .‬وإن لم نفعل‪،‬‬
‫فإننا على األغلب سنحرف ا لقصة الواردة في تكوين ‪.٢٢‬‬

‫(أ‪)€‬ا‪€‬أ )ا‪€‬أ)‬ ‫كانت ا لمرة ا ألولى ا لتي أخبر فيها ا لله إبرا هيم ا ن (( يذهب)) (حرفدأ ((يذهب ذهادار))‬
‫التي‬ ‫‪-‬أ‪) €‬‬ ‫عندما ترك وطنه في أور ا لكلدانيين (أي البابليين) ليذهب ((إلى ا ألرض‬
‫أريك)) (تك ‪ .)١ :١٢‬وهنا ا لتصرف ا لالفت ا لذي يعبر عن ا لثقة كأ ن مبندا على ا لوعد بأن ا لله‬
‫سيجعل من خالله ومن خالل نسله أمة عظيمة (‪ ٢ :١٢‬و‪ ٠)٣‬لكن في تكوين ‪ ٢ :٢٢‬يأمره‬
‫الله مرة أخرى بأن ((يذهب)) باستخدام نفس الصياغة (((يذهب ذهادا)) فع‪ /‬غج‪ ،)/‬ويتبع‬
‫ذلك نفس ا لصيفة المألوفة إلى ((أحد اتحنال الذي أقول نز)) (أو فى ترجمة أخرى أكثر دقة‪:‬‬
‫أخد الحبال الذي أريق)‪ .‬عليه أن يذهب إلى أرض (أو ((منطقة))‪ :‬كدسممك‪ ),‬المردا‪ .‬فى‬
‫هذه المرة يحئل إسحاق ابن الموعد أحد أطراف الحدث‪ .‬من المؤكد أن إبراهيم لم يففل هذا‬
‫الرابط بين الحدثين‪ .‬بدات األجراس في إطالق أصواتها فى عقل إبراهيم‪ .‬من ا لوا ضح ان‬
‫الله يذبر إبراهيم بوعده بمباركته في تكوين ‪ ١٢‬في الوقت الذي يأمره فيه بفعل ما يبدو‬
‫متناقصا تماطا مع ذلك ا لوعد‪ .‬في اصحاح ‪ ١٢‬كان الله قد وعد بائه سيجعل نسل إبراهيم‬
‫كنجوم ا لسما ء في الكثرة‪ .‬وبعد طاعة إبراهيم هنا‪ ،‬يؤكد الله وعده بأنه سيجعل نسله كنجوم‬
‫ا لسما ء ورمل ا لبحر في ا لكثرة (تك ‪ .)١٧ :٢٢‬سفر ا لتكوين يبرز ا لرا بط بين دعوة إبرا هيم‬
‫(تك ‪ )١٢‬وطاعته فيما بعد (تك ‪ .)٢٢‬يختبر ثبات إبراهيم‪ ،‬وهو أبو إسرائيل‪ ،‬وهذه اللحظة‬
‫وكما كتب أحد دارسي الكتاب‬ ‫ستشكل تفكير ونوية األجيال التالية من بني إسرائيل‪.‬‬
‫المقدس‪ :‬أي إسرائيلي سيسمع هذه ا لقصة سيفهم أن جنسه مدين بوجوده إلى رحمة الله‬
‫ومدين برخائه إلى طاعة جدهم ا ألكبر ‪) (.‬‬

‫كان إبراهيم قد ترك وحلنه وتخلى عن ماضيه من أجل وعد الله‪ .‬اآلن يطلب منه إن كان‬
‫يثق بالله فليسئم مستقبله أيضعا‪ .‬كل شيء ترجا ه إبراهيم كان مرهونآ بابن الوعد هذا‪(.‬‬

‫السياق األقرب‪ :‬هاجر وإسماعيل‬


‫نأتي اآلن إلى السياق األقرب في ا لقصة‪ -‬أي ما حدث لالبن ا لبكر إلبرا هيم‪ ،‬إسماعيل‪،‬‬
‫وأمه هاجر‪ .‬يتضح أن قصة إسماعيل هي بمثابة ا الختبار ا لتمهيدي الذي يشير إلى ا الختبار‬
‫دعنا ال ننسى أن إسماعيل وبد لهاجر جارية سارة‪ ،‬ألن سارة وإبرا هيم‬ ‫التالي إلبرا هيم‪.‬‬
‫افترضا أنهما لن ينجحا في إنجابهما البن الوعد في شيخوختهما (تك ‪ .)٤ -١ :١٦‬لذا‬
‫أخبرت سارة ‪-‬وقد تصورت أن هذه ا ألمومة باإلنابة هي ا لطريقة التي أرا د الله بها أن يتمم‬

‫‪٥٧‬‬
‫الوعد —زوجها إبراهيم أن يتخن هاجر بديلة لها‪ ،‬كزوجة من الدرجة الثانية (ع ‪ .)٣‬ومع‬
‫ذلك اتضح فيما بعد أنها خطة غير مدروسة‪ ،‬أو فكرة مغلوطة! (سنتحدث عن هذه ا آلية في‬
‫فصل الحق)‪.‬‬

‫وعندما حبلت هاجر وبدأت تحتقر سيدتها سارة‪ ،‬أحدث هذا توترا كبيرا فطردتها سارة‪.‬‬
‫لكئ الله تقابل مع هاجر اليأئسة في ا لبرية وأخبرها أن تعود لتعيش مع سارة وإبراهيم‪.‬‬
‫وهناك ولدت هاجر إلبرا هيم ابنه البكر‪ .‬وعندما كبر إسماعيل‪ ،‬من المؤكد أن إبراهيم أصبح‬
‫ة‬
‫شديد التعلق به‪.‬‬

‫ومع ذلك كأن لله خطة مختلفة؛ فقد طمأن إبراهيم وسارة بأنه أراد أن يأتي ابن الوعد‬
‫من صلبهما‪ ،‬وليس من ضلب إبراهيم فقط‪ .‬وويد إسحاق من خالل إتمام معجزي لوعد الله‪.‬‬
‫ولكن في ا لوليمة التي أقامها إبراهيم عندما قطم إسحاق‪ ،‬كأن إسماعيل في سن المراهقة‪،‬‬
‫وسخر مز‪ ،‬إسحاق (تك ‪ .)٩ :٢١‬كأن مؤلما بما يكفي لسارة أن تنجب خادمتها هاجر ‪-‬وليس‬
‫هي— االبن ا لبكر إلبرا هيم‪ .‬لكن عندما يحتقر إسماعيل ابن سارة فهذا ما لم تحتمله‪ .‬أرادت‬
‫سارة أن تطرد ليس فقط إسماعيل بل أمه هاجر أيخدا ‪ .‬وهذا أدخل إبرا هيم في مأزق شديد‬
‫(تك ‪ .)١١ :٢١‬كان طردهما سيهدئ من عضب سارة‪ ،‬لكن طردهما إلى ا لبرية يعني أنهما‬
‫سيواجهان ظروثا قاسية ومخاطر كبيرة— وربما يتعرخدان للموت‪.‬‬

‫لكئ الله هدأ من مخاوف إبراهيم‪ ،‬وأثمد له أن إسماعيل لن يموت (تك ‪ ١٢ :٢١‬و‪.)١٣‬‬
‫ا ألكثر من ذلك أن يهوه كان قد أخبره عن إسماعيل قائلة‪(( :‬وأجعله أمة كبيرة)) (تك ‪.)٢٠ :١٧‬‬
‫وقد قال الله من خالل المالك لهاجر‪(( :‬تكثيرا أكثر نسلك فال يعد من الكثرة)) (تك ‪.)١٠ :١٦‬‬
‫وبالتالي استطاع إبراهيم أن يطرد إسماعيل مع هاجر ويودعهما لعناية الله‪.‬‬

‫نأتي ا آلن إلى أمر ا لله إلبرا هيم بأن يذبح إسحاق‪ .‬كان إبرا هيم قد تعرض لصرا ع عصيب‬
‫بثدأن إسماعيل‪ .‬وبالرغم أن إبرا هيم طرد ا سما عيل إلى البرية‪ ،‬كان الله قد وعد أنه سيعيش‬
‫وسيصدبح أمة عظيمة‪ .‬وبدون وعد الله هذا كان إبرا هيم سيخطئ إذا طرد هاجر وإسماعيل‬
‫إلى موت محقق تقريدا‪ .‬وبالتالي بالرغم من غضب سارة على إسماعيل وهاجر طمأن الله‬
‫إبرا هيم بأنه سيهتم بإسما عيل‪ ،‬وأنه ال داعي إلبرا هيم أن يقلق بثدأن هل هو مخطى ء أم ال‬
‫في هذا التصرف‪ .‬كان الله سيهتم بإسما عيل (وهاجر)‪ ،‬وكان سيحقق وعوده لهما‪ .‬لذا ((بكر‬
‫إبرا هيم صباحا)) (تك ‪— )١٤ :٢١‬مثلما سيفعل مع إسحاق (تك ‪ —)٣ : ٢٢‬وطردهما‪.‬‬

‫لم يوجد فقط تأكيد إلهي بشأن إسماعيل‪ ،‬لكن الله أعطى االبن ا لمعجزي إلبرا هيم —ابنا‬
‫جا ء من بطن سا رة— (( ا بنك وحيدك)) (تك ‪ .)٢ :٢٢‬ا بن ا لوعد ا لذي ا نتظرا ه طويلة سيصبح هو‬
‫اآلخر أمه عظيمه‪ .‬كان إسماعيل اختبارا تمهيدد‪ ،‬وإسحاق سيأتي معه اختبار أعظم‪ .‬عرف‬
‫إبراهيم أن الله سيتمم وعده بشأن إسحاق‪ ،‬لكنه لم يعرف ما سيفعله الله في النهاية‪ .‬ولم‬

‫‪٥٨‬‬
‫يملك شية سوى أن يثق في وعود الله ويطيع‪ .‬وبطريقة ما كان على الله أن يتمم عمله! نحن‬
‫ا آلن نرى طاعة إبراهيم قد تحققت في سياق وعي منه بأن الله نجى إسماعيل في السابق‪،‬‬
‫وفي سباق عمل الله في إنجاب الطفل المعجزة الموعود به من سارة‪.‬‬

‫قص تكوين ‪٢٢‬‬


‫بعد أن تطرقنا للسياق الكتابي الذي وردت فيه القصة‪ ،‬يمكننا التركيز اآلن على تكوين‬
‫‪ .٢٢‬يمدنا هذا األصحاح بمغاتيح إضافية للفهم‪ -‬بعضها غير مباشر‪ -‬لتساعدنا على أن‬
‫نفهم بشكل أفضل ما حدث فى هذه القصة المؤثرة والمربكة‪ .‬كان إبراهيم قد اختبر أمانة الله—‬
‫وشخصيته الرقيقة ووعوده‪ ،‬لذا كان واثائ أن الله سيتمم وعده له بصرف النظر عن الطريقة‪.‬‬

‫هناك أربعة أشياء عن شخصية الله تبرز أمامنا بينما نعمل على ئص تكوين ‪ .٢٢‬ا ألمر‬
‫األول‪ ،‬سرعان ما نعرف حقيقة أن الله يمتحن إبراهيم (ع ‪ .)١‬فلم يقصد الله أن يذبح‬
‫إسحاق‪ .‬ال‪ ،‬إبراهيم ال يعلم ما يعرفه القارئ اآلن— بمعنى أن هذا مجرد اختبار‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ ،‬حنان الله يخفف من وطأة األمر القاسي إلبرا هيم‪ .‬أمر الله غير معتاد‪:‬‬
‫((رجاء حذ ابنك))— أو كما في ترجمة أخرى‪(( :‬أرجو منك أن تأخذ ابنك الوحيد))‪ ) (.‬هذا‬
‫ا لنوع من ا ألمر ا إللهي (أو ا اللتماس) هو شيء نادر‪( .‬يرى هنا مفسر ا لعهد ا لقديم ((جوردون‬
‫وينهام)) لمحة على أن الرب يقدر الثمن الباهظ لما يطلبه ‪ ) (.‬يتفهم الله ا لقيمة الهائلة لهذه‬
‫المهمة العصيبة‪ .‬بينما يذكر أحد المفسرين أن ا لله ال يتح في الطالب هنا‪ .‬وبالتالي لو لم يز‬
‫إبراهيم المقاصد ا إللهدة ا ألوسع‪ ،‬وإذا عجز عن أن يحمل نفسه على فعل هذا‪ ،‬لم كان ليقترف‬
‫*أي ذنب* إذا رفض طلب |لله‪)١٢(.‬‬

‫إشارة أخرى لصالح الله تؤكد أمانته‪ .‬يذبر الله إبراهيم قائأل له‪(( :‬اددن زجيدز‪ ،‬الذي‬
‫تجده‪ ،‬اسحاق)) (ع ‪ .)٢‬إقرار الله بالعهد واضح جدا‪ :‬الوعد ا إللهي إلبرا هيم ال يمكن تحقيقه‬
‫بدون إسحاق‪ .‬لذا يصارع إبراهيم في وضع أمرين أمام مخيلته‪ :‬محبته ا لعميقة إلسحاق‬
‫وهي أمر مشروع وجيد‪ ،‬والظروف المحيطة بوالدة إسحاق التي أظهرت له بوضوح أن الله‬
‫يحقق وعده إلبرا هيم‪ .‬وألن هذا هو أفظع وأرهب شيع يمكن إلبرا هيم أن يفعله في حياته‪،‬‬
‫فهو يحاول فقط أن يفهم كيف سيحقق الله وعده من خالل إسحاق‪.‬‬
‫األمر الرابع الذي يذبر بأمانة الله يتمدل في أن الله يرسل إبراهيم إلى جبل في منطقة‬
‫بمعنى (يدبر‪ ،‬يرى‪ ،‬دظهر)‪ .‬وكما ذكرنا سابعا‪ ،‬أن‬ ‫المردا— وهي كلمة مشتقة من كلمة‬
‫ا لجبل (( ا لذي أرين)) يردد صدى دعوة ا لله ا ألولى إلبرا هيم بان يذهب ((إلى ا ألرض ا لدي أرين))‬
‫(تك ‪ .)١ :١٢‬كان إبراهيم واعدا أيضائ بعناية الله بهاجر وإسماعيل عندما هربا أؤل مرة‪.‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫((أئن ايل ردي) دمعنى أنت الله الذي‬ ‫قالت هاجر (مستخدمًا نفس الكلمة العبرية‬
‫يرا ني (تك ‪ .)١٣ :١٦‬وبا لتالي في نفس ا لكلمة مريا (تدبير) لدينا لمحة عن ا لخالص وا لنجل ة‪.‬‬
‫لذا يقول وينهام‪ :‬وبهذا فإذ الخالص ؤعد به في نفس ا ألمر الذي يبدو كهالك‪.‬‬

‫من خالل كل هذا نرى حنان ا لله وأمانته يخففان من وطأة ا لقساوة ا لمروعة لألمر ا إللهي‪-‬‬
‫يبدو ا ألمر كأن الله يقول إلبرا هيم‪ :‬أنا أختبر طاعتك وإخالصك‪ .‬أنت ال تفهم‪ ،‬لكن في ضوء‬
‫كل ما فعلته وقلته لك‪ ،‬دق بي‪ .‬حتى الموت ال يستطيع أن يبطل ا لوعد الذي صنعته معك ‪.‬‬

‫(مع سارة) أنها فكرة جيدة أن يكتفيا بالقول‪(( :‬لدن إستاعيل يعيش أنالمك!)) (تك ‪.)١٨ :١٧‬‬
‫فقد أجاب الله‪(( :‬بق سازة امر دق نلن نذ ابائ‪ ...‬ؤأقيم قهب‪ ،‬ي تقه عهدا ابديا إثتبه مذبعبده))‬
‫(تك ‪ .)١٩ :١٧‬طمئن الله إبرا هيم بأن إسحاق‪ ،‬وليس إسماعيل‪ ،‬هو ا لطفل الموعود به‪.‬‬

‫لذا ال نستطيع أن نفصل وعد الله في تكوين ‪ ١٢‬و‪ ١٧‬عن أمر الله الرقيق في تكوين‬
‫‪.٢٢‬كان إلبرا هيم ثقة بأنه حتى لو مات طفل الموعد‪ ،‬فإذ الله بطريقة ما سيحقق مقاصده‬
‫من خالل هذا االبن ذاته‪ .‬آمن إبراهيم بأن الله يستطيع حتى أن يقيم إسحاق من األموات‪.‬‬
‫لهذا ا لسبب أخبر إبراهيم غالميه قبل االنطلدق إلى جبل المردا مع إسحاق‪(( :‬اثا انا وا لعادم‬
‫ققدغث إلى ئناك وكئت‪ ،‬تلم قذجع الكما)) (تك ‪ :٢٢‬ه)‪ .‬ال عجب أن كاتب رسالة العبرانيين‬
‫يقول إنه طالما أن إبرا هيم قد (( نيل ا لموا عيد)) فقد (( حديدي اذ ا لله عادر على ا العاته ين ا ألموات‬
‫ابائ)) (عب ‪ .)١٩ ،١٧ :١١‬بطريقة ما‪ ،‬كان ا لله سيحقق وعده‪ .‬وكان إبرا هيم وا دعا من هذا ‪-‬‬
‫ولمدح ألجل ثقته هذه‪ .‬لقد أثمد إبراهيم بثقة قبل عدة أصحاحات بقوله‪(( :‬اديان كق األرض ال‬
‫يصنع عدال)) (تك ‪.)٢٥ :١٨‬‬
‫عرف إبراهيم أئ أمانة الله تعني انه لن يخلف وعوده‪ .‬فليس فقط ((اليمكن اذالله بكذب))‬
‫(عب ‪١٨ :٦‬؛ قارن تي ‪ ،)٢ :١‬لكنه بعد أن وعد بأن يجعل إبراهيم أمة عظيمة ويحضر‬
‫نسله إلى أرض الموعد‪ ،‬فإن الله نفسه كان ((يجوز بين تنق انعنع)) أي قطع الذبائح في‬
‫عرض درامي ورد في تكوين ‪ .١٧ :١٥‬حسب بعض الدارسدين هذه ا إليما ء ة المحيرة من‬
‫العهد تشير إلى لعن ذاتي‪ :‬ليتني أصير كهذا الحيوان المقطع إذا حنثت‬ ‫((فطع))‬
‫بوعدي (راجع إر ‪ .)١٨ :٣٤‬بصرف النظر عن معنى اللعن الذاتي بالنسبة لله‪ ،‬لكن هذا يظهر‬
‫مدى التزام الله الشديد بالحفاظ على العهد الذي قطعه (إر ‪.)٢٦ —١٩ :٣٣‬‬

‫مالحظات فلسفؤة على أمر الله إلبراهيم‬


‫إذا تلقى إبراهيم أمرا بإزهاق نفس بريئة‪ ،‬هل يجب أن نعيد كتابة ا لوصية السادسة‪:‬‬

‫‪٦٠‬‬
‫ال تقتل ؟ ويبقى أمامنا هذا السؤال‪ :‬هل يمكن إلزهاق نفس بريئة أن يكون مسموحا به‬
‫أخلدقدا تحت أية ظروف؟‬

‫تأمل العبارات التالية‪:‬‬


‫(‪ )١‬أمر الله بفعل (س) يلزم الشخص (ص) بفعل (س)‪٠‬‬
‫(‪ )٢‬من ا لخطا أن نقتل أناسائ ‪ 1‬بريا ء ‪.‬‬

‫(‪ )٣‬أمر الله إبراهيم بأن ينهي حيأة بريئة‪.‬‬

‫هل يمكننا إثبات عدم تناقض هذه العبارات؟ هل يمكننا قبول عبارة رقم (‪ —)١‬بأننا‬
‫يجب أن نفعل ما يأمر به إله صالح‪( .‬في النهاية‪ ،‬تستمد وصايا الله جذوها من طبيعة الله‬
‫ومقاصده الصالحة)‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬عبارة رقم (‪ )٢‬صحيحة في المعتاد‪ ،‬لكننا يجب ان‬
‫نراعي السياق المحدد لنتأكد هل هي صحيحة في كل الظروف أم ال‪ -‬بصرف النظر عن‬
‫امر الله‪ .‬هل يمكن أن نقول إنه تحت ظروف معينة فإن إنها ء حياة بريئة قد يكون ئبررا من‬
‫الناحية األخالة؟‬

‫لناخذ مثأل حالة محددة دسمى الحمل خارج الرحم‪ :‬البويضة البشرية المخصبة تبقى‬
‫وتنمو في قناة فالوب لدى المرأة‪ .‬وإذا استمر الجنين ينمو هكذا بدون تدحل فحتتا ستموت‬
‫األم‪ .‬علما ء األخالق بشكل عام يتفقون على أنه في هذه الحالة ا لخطيرة مرح المقبول أخالقدا‬
‫ان ننهي حياة بشرية بريئة (الجنين)‪ .‬والسبب الذي يقدمونه يتمثل في ححة للدفا ع عن‬
‫النفس— بمعنى لحماية حياة األم‪ .‬ألنه بدون تدحل سيموت كالهما‪.‬‬

‫اآلن لنأخذ مثأل آخر‪ :‬هجمات ‪١ ١‬سبتمبر اإلرهابية‪ .‬عندما اختطفت أربع طائرات‪،‬‬
‫وتعرضت حياة أناس كثيرين في خطر شديد‪ ،‬عددهم أكثر من المسافرين األبرياء على‬
‫الطائرة‪ ،‬ثم أصدر الرئيس أوامره بإسقاط الطائرات التي تحولت فجاة إلى مصدر تهديد‪.‬‬
‫مرة ًاضى بالرغم من فداحة الموقف‪ ،‬كان هذا األمر ثبررا لمحاولة تجدب مقتل عدد أكبر‬
‫من ا ألبريا ء‪.‬‬

‫هذه ا لحا الت االستثنائية تسمح بانها ء حياة أناس أبريا ء‪ .‬عندما ئراعى كل العوامل‬
‫ا ألخرى‪ ،‬فإذ مثل هذه ا ألفعال يمكن أن تكون مسموحا بها من الناحية ا ألخالقدة‪ .‬لكن دعنا‬
‫نفحص ا ألمر أكثر‪.‬‬
‫ماذا لو كان عالم ا لبشر مختلائ عما نعرفه ا آلن؟ يقذم ا لغيلسوف ((حون هير)) هذه ا لتجربة‬
‫الفكرية‪ .‬ماذا لو أعاد الله ترتيب الكون بحيث يكون له سمات مختلفة‪ ،‬ومرر دم طرق مختلفة‬
‫لتطبيق المبادئ ا ألخالقية؟ لنقل مثأل إن الله أراد أن يقتل البشر أحدهم ا آلخر في عمر الثامنة‬
‫عشرة‪ ،‬على أن يرجعهم الله على الغر إلى الحياة مرة ًاضى وبصحة جيدة‪ .‬في هذه الحالة‪،‬‬

‫‪٦١‬‬
‫نعم في‬ ‫فإن قتل الناس في هذا العمر لن يمثل مشكلة ئذكر‪ -‬أو على ا ألقل كما نتصور‪.‬‬
‫عالمنا هذا‪ ،‬األموات يظلون أموادا (نحن بالطبع نستثني بنا التدخالت الفائقة للطبيعة!)‪ .‬هذا‬
‫أحد أسباب أن قتل األبرياء فى عالمنا الحالى يمثل خطأ‪.‬‬

‫دعنا ننتقل إلى السياق التاريخي الغريد لتكوين ‪ .٢٢‬لقد رأينا أن سياق القصة في سفر‬
‫ا لتكوين يكشف عن تطمينات وتأكيدات متكررة بأن إسحاق هو ابن الموعد وسبب بركة ا ألمم‪.‬‬
‫وعرف إبراهيم أن إسحاق سيعيش حتى يكبر وسيكون له نسل تحقيعأ لوعد الله‪ .‬لذا إذا‬
‫دعت الضرورة كأن الله سيقيمه ثانية من الموت‪ ،‬فلقد وعد إبراهيم غالميه بأنهما سيرجعان‪.‬‬
‫وبالتالي إذا كان إبراهيم قد عرف أن الله سيحقق وعده‪ ،‬فإن إزهاق إبراهيم لنفس بريئة في‬
‫هذه الحالة ‪-‬وبحسب أمر الرب‪ -‬مقبول من الناحية األخالقؤة‪.‬‬
‫ضع في االعتبار أن فهمنا األخالقي قد تشقل جزئدأ بفضل حقائق معينة عن العالم‪.‬‬
‫ولو كنا عشنا في عالم يكون فيه ضرب الناس على ا لرأس يساعدهم على تحسين حالتهم‬
‫الصحية بدال من حدوث األذى والضرر‪ ،‬فإن هذا التصرف كان سؤرحب به‪ .‬نعم في عالمنا‬
‫الحالي ضرب الناس على الرأس عادة ما يؤذيهم‪ .‬ومع ذلك هذا التشبيه يظهر أن وصية ال‬
‫تضرب الناس على الرأس تعتمد على معطيات معينة في هذا العالم‪ .‬وإذا كانت هذه الحقائق‬
‫المعينة عن العالم مختلفة‪ ،‬فإن الوصية لن تكون ئلزمة لنا ‪.‬‬

‫وبالتالي ماذا لو تضمنت الحقائق الخاصة بالعالم إلها صالحا يعلن ذاته بشكل خاص‪،‬‬
‫ويصدر أوامر غير عادية في سياقات خاصة ومتغردة وألسباب وجيهة من الناحية األخالقية؟‬
‫وحتى إذا اعتقد النقاد أن قصة إبراهيم غير موثوق فيها تاريخيًا‪ ،‬فهذا ليس له عالقة‬
‫بموضوعنا اآلن‪ .‬النقاد يبنون حجتهم على افتراض أن هذه الحادثة قد وقعت بالفعل حسبما‬
‫يقول الغص‪ .‬إدا مهمة النقاد أن يبدنوا ما الذي يمنع إبراهيم عن طاعة الله‪ ،‬في ظل ما كان‬
‫يعرفه عن الله‪ .‬في النهاية كان إبراهيم يعرف النتيجة‪ :‬إنها ء حياة إسحاق ال يعني سوى أن‬
‫الله سيعيده ثانيه إلى الحياة حتى يتم وعد الله‪ .‬نعم بدون أمر الله‪ ،‬وبدون الوعود الخاصة‬
‫بالعهد‪ ،‬كأن إبراهيم سدقدم على قتل ابنه‪ ،‬لكن األمر مختلف هنا‪.‬‬

‫رأينا أن عبارة (‪ )٢‬إنهاء حياة بشرية بريئة هو عمل خطأ من الناحية األخالقية— بها‬
‫بعض ا الستثنا ء ا ت (مثل ا لحمل خارج الرحم)‪ .‬دعنا من هذه االستثناءات— يفترض النقاد‬
‫خطأ أن هذه العبارة صحيحة في المطلق بينما يتجاهلون أو يرفضون بعض الحقائق عن‬
‫ا لواقع‪ .‬هؤالء يجهلون الكائن الفائق للطبيعة القادر على إرجاع الناس إلى الحياة من الموت‪.‬‬
‫هؤالء يرفضون حقيقة أن الله يعمل في التاريخ‪ ،‬ويصنع وعوذا‪ ،‬ويحترمها‪ ،‬ولديه أسباب‬
‫وجيهة من الناحية األخالقية تبرر ما يفعله‪ .‬تنطبق عبارة (‪ )٢‬على عالم ال يعود فيه الناس‬
‫إلى الموت بعد قتلهم‪ .‬وين ؤم فإن أمر الله لم يكن متناقضائ أو غير أخالقي‪.‬‬

‫‪٦٢‬‬
‫نظرة العهد الجديد إلبراهيم وإسحاق‬
‫يسوع إسحاق الثاني‬
‫يالحظ ((بارت إيرمان)) وهو يعنق على تكوين ‪ ٢٢‬أن الله الذي كأن قد وعد (إبراهيم)‬
‫بابن يريد ‪ 1‬آلن أن دهلك هذا ا البن‪ .‬وا لله ‪ 1‬لذي يامر شعبه باال يقتلوا يامر ا آلن أب كل ا ليهود‬
‫ولكن تما لما كما تكئم قيافا رئيس الكهنة عن يسوع وهو ال يدري (يو ‪: ١ ١‬‬ ‫أن يذبح ابنه‪.‬‬
‫‪ ،)٥٢ -٤٧‬هكذا تكنم بارت إيرمان وهو ال يدري بدون أن يؤمن بالمضامين الالهوتية لكالمه‪.‬‬
‫دعنا نعود قليأل إلى الوراء لنضع األمور في نصابها الصحيح‪.‬‬

‫‪€‬أ{ل)‬ ‫يقتبس الالهوتي األلماني ((يورجين مولتمان)) في كتابه ((اإلله المصلوب))‬


‫من الكاتب اليهودي ((إيلي ويسيل))‪ ،‬الذي الف كتادا مؤثرا اسمه ((الليل))‬ ‫(‪00)1‬‬

‫عن تجربته المروعة في أحد معسكرات التعذيب النازية‪ .‬ويحكي إيلي ويسيل حددا مؤثرا‬
‫بشكل خاص‪:‬‬
‫عنقت ا لقوا ت النازية رجلين يهوديين وشادا أمام ا لمعسكر كله‪ .‬مات الرجالن‬
‫سريائ‪ ،‬لكن سكرا ت الموت امتدت لدى الشاب لمدة نصف ساعة‪ .‬وسأل‬
‫شخص كان يقف خلفي‪ :‬اين الله؟ اين هو؟ وبينما ال يزال الشاب معلائ‬
‫ويتعذب على المشنقة بعد مرور وقت طويل‪ ،‬سمعث الرجل يقول ثانية‪ :‬أين‬
‫الله اآلن؟ فسمعن صودا بداخلي يقول‪ :‬أين هو؟ إنه هنا‪ .‬إنه معلق هناك‬
‫على المشنقة ‪.‬‬

‫ما هو الرد العميق لمولتمان على رأي ويسيل؟ *أي إجابة أخرى ستكون تجديعا‪ .،،‬إن‬
‫المسيحي يجد قوة وتعزية في حقيقة أن الله يتألم معنا بل ويدخل في عمق آالمنا— وباألخص‬
‫في شخص يسوع ا لناصري على صليب ا لعار وا لمهانة‪ .‬ا إلله ا لذي ال يتالم سيجعل من نفسه‬
‫شيطادأ ‪ .‬ا إلله غير المبالي سيحكم على ا لبشر باالمباالة أيضدا‪.‬‬

‫إن قصة إبراهيم وابنه ((الوحيد)) إسحاق تلقى بظاللها على تقدمة الله اآلب لذبيحة‬
‫((إسحاق الثاني)) ا لكفارية— ذبيحة ((ائدة الوجين)) (يو ‪ .)١٦ :٣‬لم يكن األمر إجبارا من الله‬
‫ا آلب وفرضائ على ا البن‪ ،‬فى هذه ا لحالة سيعتبر نوعية إلهية من إيذاء األطفال كما يسميه‬
‫((ريتشارد دوكنز))‪ ،‬لم يكن اآلب ضد االبون‪ .‬لقد وضع المسيح حياته طواعية‪ ،‬ثم استردها‬
‫ثانية (يو ‪ : ١٠‬ه ‪ ١٧ ، ١‬و‪ .)١٨‬ولقد أرسل الله ابنه إلى العالم (يو ‪ )١٧ :٣‬متجسدا ليحمل‬
‫على الصليب لعنة إسرائيل والبشرية وتغربهما‪ .‬في نفس ا لوقت الله نفسه جاء إلى العالم‬
‫(يو ‪ )٣٩ :٩‬ليخلص ا لعالم‪ .‬وبإرادة وئحدة لآلب وا البن وا لروح ا لقدس قذم ا لله ا لثالوث ناته‬
‫ليخلص البشرية ويفتديها‪(( :‬إن الله كاذ ني اتسيح لمضابحا الغالم لتئسه>> (‪٢‬كو ه‪.)١٩ :‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫إن طاعة إبراهيم غير المتشككة والصعبة في نفس الوقت لله حافظ العهد لم تساعد فقط‬
‫في تشكيل وتأكيد لهوية إسرائيل في إبراهيم‪ ،‬بل قدمت سياة لفهم محبة الله الباذلة في‬
‫عطية ابنه يسوع المسيح‪ .‬عندما تأكد تفاني إبراهيم الكامل لتنغيذ أمر الله قال الله‪(( :‬اآلن‬
‫عبئن أدنى حاؤف الله‪ ،‬فلم ا*ذرعك ا دغلن ذحيدن غدي)) (تك ‪ ) (.)١٢ :٢٢‬عندما استرجع بولس‬
‫قصة ذبح إسحاق‪ ،‬استخدمها ليذفر المؤمنين بأمانة الله الكاملة تجاههم‪(( :‬الدي للم يشفق‬
‫عتى اي (أو لم يضن علينا بابنه)‪ ،‬بله ددنه ألجلقا أجتعبرح‪ ،‬قدن أل يهيدا أدتا تفه كز شيء))‬
‫(رو ‪ .)٣٢ :٨‬كانت ذبيحة إسحاق تتطلع لذبيحة الله في المسيح‪ .‬أظهر إبراهيم أمانته نحو‬
‫الله‪ ،‬وأظهرت ذبيحة المسيح أمانة الله نحونا‪ ) (.‬نوعية الطلب الذي طلبه الله من إبراهيم‬
‫كان الله الثالوث مستعدا لتنفيذه على نفسه‪ .‬يا لعمق محبة الله لنا (رو ‪ ٣١ :٨‬و‪ .)٣٢‬حتى‬
‫أن الالهوتى االسكتالندى الراحل ((توماس تورانس)) كان مستعدا ألن يذهب أبعد من هذا‬
‫ويقول إن الله يحبنا أكثر مما يحب نفسه ‪.‬‬

‫هل كأن الشلب إيذاة هن الله البنه؟‬


‫يرى دوكنز كما رأينا أن أمر ا لله إلبرا هيم بذبح ا بنه ا سحا ق هو إينا ء طفولي واستقوا ء ‪.‬‬
‫وقد جاوبنا على هذا االتهام‪ ،‬لكن يجب أن نواصل أكثر‪ :‬هل كان الشلب نوعا من إيذاء‬
‫األبناء يرتكبه الله على ابنه؟ هل الصلب يبرر العنف أو ربما السلبية في وجه الظلم؟‬

‫لقد رأينا أن تهمة ((اإليذاء)) ال تراعي األدلة الكتابية الكثيرة‪ -‬كما لوكان الشلب إجبارا‬
‫على االبن‪ .‬لنتأمل بطرس األولى ‪:٢٥ -٢١ :٢‬‬

‫((ألفلم يهذا دعيتم‪ .‬قاذ اتسيح أدتا ذًائم ألحبنا‪ ،‬داركا نقا متا أل لكي سعوا‬
‫حطواته‪ .‬اندي تلم يعقنقطيه‪ ،‬ذال وحد بي عوه تكر‪ ،‬اندي اذ شؤلم نلم يكذ‬
‫يشتم عوصا‪ ،‬واذ دًائلم نلم يكذ يهدد ين قاذ يدنئلم لمن يعضي يفدل‪ .‬اندي حتن‬
‫هو ئئئه حفاياائ نى حشد ؤ عتى ا نفقيه‪ ،‬بقي ئموت عن ا نحفايا فنئيا البر‪.‬‬
‫اندي يجتي سفيئلم‪ .‬ألئكلم كنتلم كحراف صانه‪ ،‬لكنكلم زجئئلم اآلن إنى راعي‬
‫تم‬ ‫نم‬ ‫نغوبكم وأسقفها‪)).‬‬
‫ليس لدينا ضحية تتصرف بسلبية هنا‪ ،‬بل كان موت المسيح على ا لصليب جزء ا من خطة‬
‫الله المعدة مسبقا بواسطة الله الثالوث— اآلب وا البن وا لروح القدس‪ .‬وقد تشاركت ا ألقانيم‬
‫ا لثالثة في عمل هذه ا لمصا لحة‪ .‬يسوع في ضعفه قهر ا لخطية وقوى ا لظالم (يو ‪٣١ :١٢‬؛ كو‬
‫‪.)١٥ :٢‬‬

‫حسب إنجيل يوحنا‪ ،‬تأتي لحظة ((رفع)) يسوع أو ((تمحده)) في ساعة إذالله العظيم‪ .‬فبدال‬

‫‪٦٤‬‬
‫من التفكير في الصليب على أنه غيأب لله‪ -‬في ظل ظلمة السموات وصرخة الهجران (((إلهي‪،‬‬
‫الهي‪ ،‬لماذا دزكديي؟ )>)— في هذه ا للحظة صار حضور الله أشد وضوحا‪.‬‬

‫إن الله دظهر نفسه في ا لصليب من خالل ظلمة حالكة‪ ،‬وزلزلة‪ ،‬وانشقاق حجاب ا لهيكل‬
‫إلى نصغين (قارن هذا ا لحدث مع الظالم والرعود وصوت الله على جبل سيناء)‪ .‬إن أعظم‬
‫لحظة لله في التاريخ تأتي عندما يبدو أن كل شيء ضاع‪ ،‬وعندما يبدو أن الله قد لهزم‪ .‬مجد‬
‫الله يعلن في ضعف الله‪ .‬لم يكن الشلب إيذاء طفولبا من الله على ابنه‪ ،‬بل كان الحدث‬
‫الغارق في التاريخ حين قدم ذاته ألجل البشرية‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫عع‪1٠088, 1984. 8‬د ‪).18:‬أ‪07771€/‬ال‪ 0‬أ‪(00‬ال‪ 1 17‬أز‪.‬ا ‪8‬جع‪٢‬ةل ‪11,‬ا‪8‬عج‪٢‬ح *‬
‫‪. 1.‬يء ‪.‬زأ‪8‬ح‬

‫‪1 0118.‬ه‪18 0‬ا‪71§. ٧،1٢10‬أ‪61‬أ‪€€77‬ل ‪ €171)1‬فم ‪, 801011.‬سةجج)ا‪٢‬ح‪* ٦>1‬‬

‫سع زج‪0‬أدآ مل جأ!آ ‪.‬دا‪1‬اآل‪١‬ال‪ً١‬األ‪* 1‬‬ ‫ئ‪ 0‬الس‪ 8‬خ‬ ‫سع‬


‫‪(٢088, 2000.‬ل زأ‪1٠81‬ج‪111٧‬تآ ‪0‬جل‪٢1‬ة‪1‬ح ‪:‬حجل‪٢1‬ة‪1‬ح ‪[€8118.‬‬

‫‪1 €18‬ا‪€11€‬أ‪ 1<€711)1‬ا ‪.‬آل ‪11101٦ (01111‬ة‪11‬س‪* 8‬‬ ‫‪8:‬ه‪1‬؟ةآل كسع ‪.‬جال‪٠‬س‪٢٢‬ى‪٧‬ر‬ ‫‪11,‬ة‪0٢¥‬كع‪20‬‬
‫‪(.‬ل‪8‬ج حج‪1992. 8‬‬ ‫‪33-79.‬‬
‫*‬ ‫‪088,‬ح الأ‪*81‬ا‪0‬أع‪: 1‬ال ‪1٠8 000,‬ج‪0١¥11‬ه خعا‪6‬سم ‪€‬أاأا‪ 1)1711718 0‬ا‬
‫‪2009.‬‬
‫‪ 2. 0^11^8:‬إلئ‪11‬عد‪0‬ء ‪ 111031‬ك‪. 6€71€818 16-50. 1٢‬ل ‪011‬اع‪111. )0‬س‪* ١٧01‬‬
‫‪,1994.‬ه‪-‬ل‪٠‬‬

‫‪٦٥‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬
‫* هل تعرف أحدا أبدى تحفظات على النص الكتابي في تكوين ‪٢٢‬؟ كيف سار النقاش‬
‫بينكما ؟‬

‫‪ ٠‬هل لدى النقاد أية حجة منطقية عن ا إلشكاليات األخالقية التي تثار حول هذه القصة؟‬
‫وكيف؟‬

‫* ما رأيك في المقارنة بين إبراهيم وموسى لشرح اإليمان في مقابل نقص اإليمان؟ كيف‬
‫فهم بولس إيمان إبراهيم في عالقته بالناموس في رومية ‪٤‬؟ كيف تساعدنا هذه المقارنة‬
‫على فهم تكوين ‪٢٢‬؟‬

‫كيف يساهم السياق الخاص بدعوة إبراهيم وخبرته السابقة مع ابنه إسماعيل في تجهيز‬
‫إبراهيم لالمتحان اإللهي في تكوين ‪٢٢‬؟‬

‫* عندما تقرأ تكوين ‪ ٢٢‬بعمق‪ ،‬ما الشيء الذي يبرز لك بينما تحاول فهم أمر الله‬
‫إلبراهيم؟‬

‫‪ ٠‬راجع اقتباسات ((إيلي ويسيل)) و((يورجين مولتمان)) وناقش دالالتها ‪.‬‬

‫* كيف يلقي ا لعهد الجديد ا لضوء على أمر الله إلبرا هيم؟ وكيف يقدم ا لعهد ا لجديد‬
‫توضيحا هاائ لبعض القضايا ا ألخالقدة التي يثيرها تكوين ‪٢٢‬؟‬

‫* ما الذي يسبب إشكالية في االتهام بان موت يسوع على ا لصليب كان حالة من حا الت‬
‫((إيذاء األطفال)) ارتكبه الله ضد ابنه؟‬

‫‪٦٦‬‬
‫ائب‪١‬هياة في الشرق‬
‫ئ األدنى القديم‬
‫وفي إسرائيل‬

‫قه‬
‫‪-‬‬
‫ؤ؛ هل هذه حكمة اش التي تتجشاوزالزمان؟‬

‫خطوات تدريجؤة للقلوب القاسية‬


‫أرسل شخص ما خطابا مفتوحا إلى دكتورة لورا‪ ،‬على اإلنترنت‪ )(.‬من المعروف أن‬
‫((لورا شليسنجر)) هي كاتبة يهودية (ومؤخرا فقط) ئقدمة برنامج حواري على الراديو تقدم‬
‫فيه نصائح عملية عن العالقات وا لتربية والمعضالت األخالقية بناء على مبادئ ا لعهد القديم‪.‬‬
‫فيما يلي جزء من هذا الخطاب الذي كان متشبثا بالسخرية‪:‬‬

‫عزيزتي دكتورة لوا‬


‫اشكري ألجل ما تبذلينه من جهد وفير لتعليم الناس شريعة الله‪ .‬لقد تعئمت‬
‫الكثير من برنامجي‪ ،‬وأحاول أن أشارك بهذه المعرفة مع أكبر عدد ممكن من‬
‫الناس‪ .‬فمثال عندما يحاول شخص أن يدافع عن المثلية الجنسية‪ ،‬فأنا ببساطة‬
‫أدبره بأن الويين ‪ ٢٢ :١٨‬تقول بوضوح إن هذا ا لسلوك من الموبقات‪.‬‬

‫ومع ذلك أنا احتاج نصيحة مني تتعلق ببعض الشرائع المحددة وكيف‬
‫نتبعها‪:‬‬

‫‪٦٩‬‬
‫‪ ٠‬اود أن أبيع ابنتي في سوق الرقيق‪ ،‬كما هو منصوص عليه في خروج‬
‫‪ .٧ :٢١‬في هذ‪ 1‬ا لعصر وهنه ا أليام‪ ،‬في رأيك ما هو ا لسعر ‪ 1‬لمناسب لها ؟‬
‫‪ ٠‬لدى أحد جيراني يصر على العمل في يوم السبت‪ .‬ولكن يذكر سفر الخروج‬
‫‪ ٢ :٣٥‬بوضوح أنه يجب أن يموت‪ .‬هل علي التزام أخالقي بأن اقتله‬
‫بنغسي؟‬
‫‪ ٠‬صديق لي يشعر أنه بالرغم من أن تناول المحاربات هو ين الموبقات (الويين‬
‫‪ ،)١٠ :١١‬لكنه بل لتأكيد أقل ئحثتا من المثلية الجنسية‪ .‬ال أتفق معه في ذلك‪.‬‬
‫كيف تحلين هذا األمر؟‬
‫‪ ٠‬الويين ‪ ٢٠ :٢١‬ينحلى على أنه ال يجوز لي أن أقترب من مذبح الله إذا كان‬
‫لدي عيب في بصري‪ .‬يجب أن أعترف أنني ارتدي نظارة قراءة‪ .‬هل يجب‬
‫أن تكون قوة بصري ‪ ،٦/٦‬أم توجد مساحة من المرونة هنا؟‬
‫‪ ٠‬معظم أصدقائي ا لذكور يقصون شعرهم‪ ،‬بما في ذلك شعر الوجه‪ ،‬مع أن‬
‫هذا محرلم بوضوح في الويين ‪ .٢٧ :١٩‬كيف يجب أن نميتهم؟‬
‫‪ ٠‬أعلم من الويين ‪ ٨ -٦ :١١‬أن لمس جلد خنزير ميت يجعلني دنسا‪ ،‬لكن هل‬
‫يجوز لي أن ألعب كرة ا لقدم وأنا أرتدي قفزات من الجلد؟‬
‫‪ ٠‬عئي لديه مزرعة‪ ،‬وهو ينتهك الويين ‪ ١٩:١٩‬بزراعة محصولين مختلفين في‬
‫نفس الحقل‪ ،‬وكذلك زوجته ترتدي مالبس مصنوعة من نوعين مخثغين من‬
‫الخيوط (مزيج من القطن والبوليستر)‪...‬‬

‫أعلم أنلب درسب هذه ا ألمود بتوسع‪ .‬لذا أثق أنك ستساعدينني في هذا‪ .‬شكرا‬
‫لل مرة ثانية ألنل تذكريننا بأن كلمة الله أزلية ال تتفدر‪.‬‬

‫تلميذله المخلص والمتؤم بل‪.‬‬

‫أحصى ا لرا بي ا لشهير في القرن الثاني عشر‪(( ،‬موسى بن ميمون))‪ ،‬عدد ‪ ٦١٣‬شريعة‬
‫مختلفة في أسفار موسى ا لخمسة (‪ ٣٦٥‬نواهي محرمة‪ ،‬و‪ ٢٤٨‬أوامر إيجابية)‪ .‬هذا حديث‬
‫عن ا ألوا مر والنواهي! ليس سرا أن ا لغربيين يجدون ا لكثير من هذه الوصايا على أنها مربكة‬
‫ومحيرة— وكذلك عالم الشرق ا ألدنى ا لقديم بشكل عام‪ .‬فهي تبدو بعيدة عنا بماليين األميال—‬
‫كل ا للوا ئح ا لتنظيمية الخاصة بشرائع الطعام وا ألمرا ض ا لجلدية‪ ،‬ناهيك عن ا لنوا هي الخاصة‬
‫بقص اللحية‪ ،‬ورسم الوشم‪ ،‬وطيخ وليد الماعز بلين أمه‪ .‬هذه المفاهيم والمبادئ والعقوبات‬
‫ا لخاصة باليهود تبدو غريبة وا عتباطية وقاسية‪.‬‬

‫عندما يشير الملحدون الحدد إلى الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس‪ ،‬فقد يمثل‬
‫هذا مجرد استجابة تلقائية من ثقافة متفاخرة ونغور نغسى‪ .‬وربما تعكس هذه االستجابة‬

‫‪٧٠‬‬
‫هل هذه حكمة الله التي تتجاوز الزمان؟‬

‫أيخائ ا الفتقار إلى الصبر لتفؤم حقيقي لعالم يختلف تماثا عن عالمنا‪ .‬يحذر ((سي‪ .‬إس‪.‬‬
‫أي وقبول‬ ‫لويس)> من *التفاخر المبني على الترتيب الزمنى‬
‫بدون فحص للمناخ الفكري المالوف لعصرنا وافتراض أن أى شيء انقضى عليه ا لزمن هو‬
‫معيي بهذا المقياس‪*.‬؛)‬

‫كيف ترد على الشبهات واالعتراضات الموجودة في هذا الخطاب المفتوح؟‪ /‬في نقاشنا‬
‫في الجزء الثالث من هذا الكتاب سنتطرق إلى الشرائع التي قد تبدو لنا عشوائية وغريبة‬
‫وقاسية‪ .‬وبالرغم أن عالم ا لعهد ا لقديم هو عالم غريب من نوا ح عديدة بالنسبة لنا ا آلن‪ ،‬فلكي‬
‫نكون منصفين يجدر بنا على ا ألقل أن نحاول فهمه بشكل أفضل‪.‬‬

‫بعد تقديم بعض ا ألفكار ا لتمهيدية لوضع إطار للنقاش‪ ،‬سنتطرق إلى القضايا المتعلقة‬
‫بالتطهير ومعاملة المرأة والعبيد‪ ،‬وسنختم نقاشنا بالحديث عن الحروب فى العهد القديم‪.‬‬
‫وأرجو من هذا النقاش ا لطويل وا لبسيط أن يساعدنا على وضع شرائع إسرائيل وئسئمات‬
‫الشرق األدنى ا لقديم في نصابها الصحيح‪.‬‬

‫ناموس موسى‪ :‬أدنى ومؤقت‬


‫في أحد ا لسعف عام ‪ ١٨٦٥‬استسلم قائد ا لحلف الالمع ((روبرت إي‪ .‬لي)) إلى القائد‬
‫العنيد ا لجنرا ل (( أوليسيس اس‪ .‬جرانت)) ‪-‬وهو ما يسمى أحيادل باالستسالم غير المشروط‬
‫لجرا نت‪ .‬هذا ا ليوم في (( أبوماتوكس كورت هاوش)) يمدل نهاية حاسمة لحرب مكلفة؛ إذ عتل‬
‫أكثر من ستة آالف رجل في هذه الحرب ا ألهلية‪ -‬بما يعادل ‪ /٢‬من سكان الواليات المتحدة‪.‬‬
‫كما حارب فيها ثالثة ماليين مقاتل‪.‬‬

‫وبالرغم من انتصار الشمال‪ ،‬فإن إعالن التحرير الذي سبقه (‪١‬يذاير ‪ ،)١٨٦٣‬ومحاولة‬
‫إعادة البناء فى الجنوب‪ ،‬لم يفدر ا لكثير من ا لبيض عقليتهم فيما يتعلق بالسود‪ .‬كأمه‬
‫اكتشفنا أن اإلعالنات وتشريط ت الحقوق المدنية قد تمدل شريعه‪ ،‬لكن مثل هذه األمور‬
‫القانونية ال تمحو التحدر ا لعنصري من عقول البشر‪ .‬واحتجنا لوقت طويل حتى نتقنم تقدمأ‬
‫ملحوظًا! في ا لسعي نحو العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫دعنا نتحول إلى نقطة أخرى‪ .‬لنتخؤل أمة غريبة أو ممثلين عن الغرب يفكرون أنه من‬
‫ا ألفضل أن دصذروا الديمقراطية إلى دولة من دول العالم الثالث‪ .‬فكر في العقبات التي يجب‬
‫التغلب عليها! يجب إنجاز تغيير هائل في ا لعقلية أوال‪ ،‬ألن تغيير القوانين لن يغير طريقة‬
‫التفكير في هذه الدولة‪ .‬وفي حقيقة ا ألمر البد أن نتوقع حدوث معارضة اجتماعية على نطاق‬
‫واسع أمام مثل هذه التغييرات‪.‬‬

‫‪٧١‬‬
‫عندما نسافر رجوعا آالف السنين إلى الشرق األدنى القديم‪ ،‬ندخل عالما غريبا علينا‬
‫من نوا ح كثيرة‪ .‬لن تبدو الحياة في الشرق األدنى القديم غريبة بالنسبة لنا فقط‪ ،‬بالرغم‬
‫من كل أجوائها وئسئماتها الغريبة‪ .‬ولكننا سنرى ثقافة تضررت منظوماتها االجتماعية‬
‫ضررا بالغا بسبب السقوط‪ .‬داخل هذا السياق أقام الله أمة عهد‪ ،‬وأعطى ا لشعب شرائع‬
‫يعيشون بها‪ .‬وساعدهم على خلق ثقافة خاصة بهم‪ .‬وبفعله هذا كؤف مبادئه العليا على شعب‬
‫تأثرت مواقفهم وتصرفاتهم بمنظومات معيبة تأثرا عميائ ‪ .‬وكما سنرى في إطار ا لحديث‬
‫عن العبودية والعقوبات والمنظومات األخرى‪ ،‬فإن طيائ واستل من التشريعات والغرائض‬
‫فى إسرائيل تعكس إلؤا يكؤف نفسه مع شعبه‪ .‬ومع ذلك على عكس الصور الكاريكاتيرية‬
‫الشائعة ا لتي يرسمها ا لملحدون الحدد‪ ،‬لم تكن هذه ا لشرا ئع هي المثل ا إللهية الدائمة لكل‬
‫الناس في كل مكان‪ .‬أخبر الله شعبه بأن عهدا جديدا دائائ سيكون من ا لضروري إقامته‬
‫(إر ‪٣١‬؛ حز ‪ .)٣٦‬ولذلك باعتراف ا لعهد ا لقديم نفسه فإن الناموس الموسوي كان ناقحائ‬
‫وينتظر شيدا فى المستقبل‪.‬‬

‫هل هذا يعني أن ا لمثل ا إللهية ظهرت فقط في ا لعهد ا لجديد؟ال‪ ،‬ا لمثل قد تم ا لتأكيد عليها‬
‫منذ البداية (تك ‪ ١‬و‪ .)٢‬يوضح العهد القديم بان كل البشر يحملون الصورة اإللهية‪ ،‬ولهم‬
‫كرامة وقيمة ومسؤولية أخالقؤة‪ .‬والمثل ا إللهية للزواج تظهر في عالقة بين زوج وزوجة واحدة‬
‫ليصيرا جسدا واحدا‪ .‬أيائ بعض النواهي في ناموس موسى ضد السرقة والزنا والقتل‬
‫والوثنية لها داللة ال تتفدر بمرور الزمن‪ .‬ومع ذلك عندما تنظر إلى تعامالت الله مع ا لبشر‬
‫الساقطين في العشرق األدنى القديم‪ ،‬ستجد أن هذه ا لمثل تم تجاهلها وربما تشويهها بشكل‬
‫عميق‪ .‬لذلك كان الله يعمل على استعادة هذه المثل أو التحرك نحوها ‪.‬‬

‫نعلم أن منتجات كثيرة في السوق لها تاريخ صالحية محدد‪ ،‬واستخدامها لن يدوم إال‬
‫لغترة قصيرة‪ .‬وال يقصد منها أن تدوم وتبقى لغترة طويلة‪ .‬نفس ا لشيء ينطبق على ناموس‬
‫موسى‪ .‬فلم يقصد منه أن يظل إلى األبد‪ .‬بل كان يتطلع إلى عهد جديد (إر ‪٣١‬؛ حز ‪.)٣٦‬‬
‫هذا ال يعني أن ناموس موسى كان سيائ ولذلك وجب استبداله‪ .‬كان الناموس صالحا (رو ‪:٧‬‬
‫‪ ،)١٢‬لكنه كان معيارا مؤقائ أقل من المثالي‪ .‬وكان بحاجة إلى استبداله وا ستكماله‪.‬‬

‫وبالرغم من أن شريعة سينا ء تهئل جزءا ضروريا من خطة الله المعلنة‪ ،‬لكنها بم تكن‬
‫الكلمة ا ألخيرة لله‪ .‬كما يؤكد ((إن‪ .‬تي‪ .‬رايت))‪ ،‬وهو عالم في الدراسات الكتابية‪ :‬أعطيت‬
‫التوراة (ناموس موسى في سيناء) لغترة محددة من الوقت‪ ،‬ثم ؤضعت جانبا— ليس ألنها‬
‫كل نت سيئة ومن ا لجيد إبطا لها‪ ،‬لكن ألنها كان صا لحة وقد حققت هدفها ‪ ) (.‬هذه رسا لة ا لعهد‬
‫ا لجديد في رسالة العبرانيين‪ :‬الناموس الموسوي القديم وا لغرا ئض والشخصيات األخرى‬
‫للعهد القديم مثل موسى ويشوع كانوا يمثلون وظالأل كان يجب أن تفسح ا لطريق إلى‬

‫‪٧٢‬‬
‫‪ 1‬لحقيقة وا الكتما ل‪ .‬أو كما يقول بولس في غالطية ‪ ،٢٤ :٣‬كأن الناموس ((هعلائ)) إلسرائيل‬
‫ليعد ا لطريق إلى المسيح‪.‬‬

‫خطوات تدريجية نحوالوضع المثالي‬


‫كيف تعا مل ا لله مع ا لنظا م ا ألبوي وا لبكودية (حقوق ا لبكر‪ -‬ا لمولود ا ألول) ‪ ،‬وتعدن ا لزوجا ت‪،‬‬
‫والحرب‪ ،‬والعبودية‪ ،‬وعدد من المنظومات االجتماعية الساقطة التي سمح بها لقساوة قلوب‬
‫البشر؟ اإلجابة هى أن الله تقابل مع شعب إسرائيل فى منتصف الطريق‪ .‬وكما دكر فى‬
‫متى ‪(( ٨ :١٩‬إذ موسى مذ أحل فساوة قلوبكلم آذن لكم (اليهود) أن دطلعوا نساءكلم‪ .‬زلكن‬
‫ثن انيذ؛ تلم يكذ هفذا ))‪ ،‬بمقدورنا أن نطبق هذا الغص على كثير من المنظومات التي تمثل‬
‫ألجل قساوة قلوبكم سمح موسى‬ ‫إشكاليات داخل سياق ثقافة الشرق األدنى القديم‪:‬‬
‫بالعبودية وا لنظام ا ألبوي ا لذكوري وا لحرب وما شابه‪ ،‬لكن من ا لبدء لم يكن ا ألمر كذلك ‪ .‬فلم‬
‫تكن هذه المنظومات مثالية‪ ،‬ولم يقصد بها أن تكون عامه ومطلقة‪.‬‬

‫بعدما دعا الله كل بنى إسرائيل ‪-‬ذكرا وأنثى‪ ،‬صغيرا وكبيرا‪ -‬ليكونوا أمة كهنوتية لله‪،‬‬
‫أعطاهم ميثاقا بسيائ للعهد (خر ‪ .)١٩ :٢٣ —٢٢ :٢٠‬وفي أعقاب هذا التشريع‪ ،‬تمرد‬

‫إسرا ئيل ضد ا لله في حا دثة ا لعجل ا لذهبي (خر ‪ .)٣٢‬كما تمرد رؤسا ء ا لكهنة بشكل خا ص‬
‫باشتراكهم في عبادة وثنية منحرفة (ال ‪ .)١٠‬ونتيجة لتمرد الشعب على الله‪ ،‬أعطى لهم شرائع‬
‫أشد صرامة (إر ‪٧‬؛ وقارن غل ‪ .)١٩ :٣‬في العهد الجديد‪ ،‬يغترض بولس أن الله كان يتعامل‬
‫مع منظومات اجتماعية ناقصة واقل من المثالية وكان يتعامل أيتا مع العصيان البشري‪:‬‬

‫في أعمال ‪ — ٣٠ :١٧‬كان الله في السابق ((متغاضيا عن أزمنة الجهل)) واآلن ((يأمر‬ ‫‪٠‬‬
‫جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا))‪.‬‬
‫‪ ٠‬في رومية ‪:٣‬ه‪ — ٢‬ا آلن أظهر ا لله (( بره)) في ا لمسيح من خالل (( ا لصفح عن ا لخطا يا‬
‫السالغة بإمهال الله))‪.‬‬

‫مثل وجهي ا لعملة الواحدة‪ ،‬لدينا قساوة قلوب ا لبشر وإمهال ا لله‪ .‬كان الله يتعامل مع جوانب‬
‫عديدة من السقوط البشري وكان يتأقلم وفثا لها (المزيد من ا ألمثلة على هذا فيما يلي)‪.‬‬

‫لذلك فإن تعليق ((كريستوفر هيتشنز)) على الشرائع الموسوية بأننا لسنا ملزمين بأي منها‬
‫ألنها جمعت بواسطة وحوش بشرية بربرية وغير مثقفة يوجهنا فعليا في االتجاه الصحيح‬
‫إلى مسارين‪ .‬المسار األول أن الناموس الموسوي كان مؤقثا‪ ،‬وبإجماله لم يكن عاائ وئلزائ‬
‫لكل ا لبشر أو كل ا لثقافات‪ .‬ا لمسار ا لثاني أن زمن موسى كان بالفعل (( بربريا)) و(( غير مثقف))‬
‫من نواح متعددة‪ .‬ومرر قم فإن تشريعات سينا ء قدمت عددا من االرتقاءات األخالقية من دون‬

‫‪٧٣‬‬
‫إصالح كامل للمنظومات والمسلمات االجتماعية في ا لشرق األدنى ‪-‬القديم‪ .‬الله ((يعمل مع))‬
‫إسرائيل بينما يبحث عنها‪ .‬ويتقابل مع شعبه حسب مستواهم بينما يسعى إلى تعريفهم بئثل‬
‫أعلى في سياق ا لحيا ة في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم‪ .‬وكما يصيغ أحد ا لثاب هذا ا ألمر كل لتا لي‪:‬‬
‫فإن الطريق ا ألفضل البد أن يأتي تدريجيا وتصاعددا‪ .‬وإال فإنهم سيمارسون حريتهم في‬
‫االختيار ويبتعدون عما ال يغهمونه‪.‬‬

‫في ظل نستمات معينة في ثقافة الشرق ا ألدنى القديم‪ ،‬لم يفرض الله تشريعا لم يكن‬
‫شعب إسرائيل مستعدا له‪ .‬بل تحرك الله تصاعديا ‪ .‬وكما ورد مرارا وتكرارا في ا لعهد ا لقديم‬
‫ويؤيده في ذلك العهد ا لجديد‪ ،‬فإذ ناموس موسى كان أبعد ما يكون عن المثالية‪ .‬وألن الله‬
‫شخصية عملية‪ ،‬فإن يهوه (لقب الله في العهد القديم‪ ،‬ا إلله حافظ العهد) تقابل مع شعبه من‬
‫حيث هم‪ ،‬لكن لم يرد أن يتركهم على حالهم هكذا‪ .‬لم يحطم الله كل المنظومات االجتماعية‬
‫ا لساقطة ا لمعيبة ا لمترسخة في وقت لم تكن إسرا ئيل مستعدة فيه للتعامل مع المثاليات‪ .‬وعندما‬
‫نضع في االعتبار الحياة الواقعية‪ ،‬سنجد أن الله شرع قوانين قابلة للتطبيق أكثر‪ ،‬ومع ذلك‬
‫وحه شعبه نحو ا الرتقا ء األخالقي‪ .‬لقد تنازل الله بإعطا ء إسرائيل نقطة انطالق‪ ،‬موجيا‬
‫إيأهم إلى طريق أفضل‪.‬‬
‫وبينما ننتقل عبر ا ألسفار نالحظ ا رتقا ء أخالقيا‪ ،‬أو من نوا حي عديدة نالحظ تحرفا نحو‬
‫استعادة مثاليا ت األصحاحات ا ألولى لسفر التكوين‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬تكشف شرائع إسرائيل‬
‫عن ا رتقا ء ا ت أخالقية هائلة تتجاوز نحو ا ألفضل الممارسات ا لتي ا تبعها شعوب آخرين‬
‫في منطقة ا لشرق األدنى القديم‪ .‬كان عمل الله يزيد (( ا لنزعة ا إلنسانية)) لشرا ئع إسرائيل‬
‫مقارنة بمنظومات ا لشرق ا ألدنى القديم‪ ،‬وهذا يعني تقليصا في مستوى القساوة في ظل‬
‫حالة أكثر رقيا لخدام (أو عبيد) الدين ر؟‪،‬ع‪/‬سر‪٢٦‬ع؟‪،‬خ|>‪ ،‬حتى لو لم تنته عادات سلبية‬
‫معينة بشكل كامل‪(.‬‬

‫لذا عندما تقرأ في يشوع ‪ ٢٧ -٢٢ : ١٠‬عن أن يشوع قتل خمسة ملوك كنعانيين وعتق‬
‫جثثهم على األشجار طوال اليوم‪ ،‬ليس علينا أن نفسر أو نبرر مثل هذه الممارسة‪ .‬مثل هذه‬
‫التصرفات تعكس حالة أخالقية أكثر تدنيا‪ .‬ومع ذلك فهذه ا لنوعية من ا لنصوص تذكرنا‬
‫بأن الله خالل تكسف مقاصده‪ ،‬يقدر أن يستخدم أبطاال مثل يشوع في سياق ظروفهم‬
‫الخاصة‪ ،‬ويفعل مقاصده ا لخالصية رغائ عنهم‪ .‬وكما سنرى الحعا فإن قصص ا لحرب في‬
‫يشوع هي أقل وحشية مقارنة بالبربرية ا لتي كانت سائدة في روايات أخرى عن ثقافة‬
‫ا لشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬

‫وبالتالى بدال من ا لنظر إلى الكتاب المقدس من منظور نقدى ينتمى لمرحلة ما بعد ا لتنوير‬
‫(كما سنرى الحائ أن حركة التنوير ذاتها مبنية على التأثير المسيحى على الثقافة الغربية)‪،‬‬

‫‪٧٤‬‬
‫نستطيع أن نالحظ أن األسفار ذاتها تعترف بتدني بعض المعايير ا ألخالقية في ا لعهد القديم‪.‬‬
‫ومع ذلك يقذم ا لعهد العديم لبني إسرائيل موارد متعددة ليرشدهم فيما يتعلق بما هو مثالي‬
‫من الناحية ا ألخالقية‪ .‬أعطيت التشريعات ا إللهدة لثقافة أقل نضوحا تشبعت بموا قف أخالقية‬
‫متدنية وممارسات شريرة كانت سائدة في مجتمع ا لشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫الحظ أيغدا أن أنماط وهلقوس العبادة الشائعة في الشرق األدنى ا لقديم من ذبائح‬
‫وكهنوت وجبال وأماكن مقدسة وأعياد وحلقوس للتطهير وختان‪ -‬قد وردت في ناموس‬
‫موسى‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نجد في شريعة ا لحثيين أن اإلنسان يستبدل بخروف‪ ) (.‬والله في‬
‫تدبيره ونلف رمورا معينة وطقوسا مألوفة إلسرائيل وأدخلها بمعنى جديد وداللة جديدة في‬
‫ضوء أعماله ا لخالصدة في ا لتاريخ وفي ظل عالقة ا لعهد مع بني إسرا ئيل‪ )(.‬هذا االفتداء‬
‫للطقوس واألنماط ا لقديمة ودمجها فى قصة إسرائيل يعكس اشتياقات إنسانية مشتركة‬
‫للتواصل مع ما هو ((مقدس)) و(( متسام)) أو إليجاد ا لنعمة والغفران‪ .‬فى االفتداء التاريخي‬
‫إلسرائيل والحقا بمجيء المسيح‪ ،‬حمل) الله‪ ،‬تحققت هذه ا لنوعية من ا لطقوس وا لرمو‬
‫تاريخيا ووضعت في نصابها الصحيح‪.‬‬

‫وبدال من تلميع بعض التوجهات والممارسات األخالقية المتدنية التي نجدها في العهد‬
‫القديم‪ ،‬يجب أن نعترف بها‪ .‬بمقدورنا أن نشير إلى أنها تعجز عن الوصول إلى مثاليات‬
‫تكوين ‪ ،٢-١‬ونؤكد مع منتقدينا أننا لسنا مضطرين للدفاع عن تطبيق هذه الممارسات في‬
‫كل المجتمعات‪ .‬كما يمكننا أن نبئن أن أدا من الممارسات المختلف عليها التي نجدها في‬
‫العهد القديم ينتقدها العهد القديم ذاته‪) (.‬‬

‫الحركة االفتدائية للكتاب المقنص‬


‫دظهر شرا ئع ا لعهد ا لقديم تحرئ افتدائدا داخل األسفار المقدسة‪ .‬من ا لسهل أن نتخندق‬
‫في هذه اآلية أو تلك بينما نفشل في رؤية الروح وا لحركة ا الفتدائدة المستترة لألسفار‬
‫المقدسة‪ ،‬وا لتي نتكشف وتتقدم إلى ا ألفضل‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬كتاب ((ويليام ويب)) بعنوا ن‬
‫جىر‪5/،2٦‬كا‪ ،‬يكشن النقابة عن هذا‬ ‫‪1(111/,‬‬ ‫*العبيد‪ ،‬النساء‪ ،‬والمثلدون*(‪)٩‬‬
‫المنظور الخاص بالحركة ا الفتدائية التي تظهر على صفحات الكتاب المقدس‪ .‬والمقابل هو‪:‬‬
‫ا لتفسير المتجئد الذي يركن بتزمت عند نصوص بعينها دون اعتبار للحركة وا لتوحه ا ألوسع‬
‫لألسفار المقدسة‪.‬‬

‫ربما يسأل بعض ا ألشخاص‪ :‬هل هذا نوع من ا ألفكار التي تنتمي لمذهب ا لنسبية— بمعنى‬
‫أن بعض الشرائع كانت صحيحة إلسرائيل في ا لعهد القديم لكن اآلن يوجد معيار آخر‬
‫صحيح بالنسبة لنا؟ ال على ا إلطالق! ضع في اعتبارك ا ألفكار التالية التي تعرضنا لها‪:‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫‪ ٠‬ظهرت وبوضوح من البداية المثل اإللهية العليا بشأن مساواة البشر وكرامتهم وكذلك‬
‫النموذج ‪ 1‬ألول عن الزواج في رواية الخلق (تك ‪ ١‬و‪٠)٢‬‬
‫‪ ٠‬بينما يظهر الشرق األدنى القديم ا نحرا ائ عن هذه المثل في منظومات اجتماعية‬
‫ساقطة وقساوة في قلوب البشر‪.‬‬
‫‪ ٠‬أعطيت خطوات تصاعدية تدريجية إلسرائيل في العهد القديم‪ ،‬هذه الخطوات تسمح‬
‫ببعض النقائص األخالقية لكنها تشجع إسرائيل على التقدم والسعي إلى األفضل‪.‬‬

‫وبالتالي ال يعزز العهد القديم فكرة النسبية األخالقية— أوفكرة أن بعض التصرفات كانت‬
‫صحيحة في ا لعهد ا لقديم لكنها غير صحيحة في ا لعهد الجديد‪ .‬بل إذ المثل ا إللهية كانت‬
‫واضحة عند الخلق‪ ،‬لكن الله كدف نفسه على قساوة قلوب ا لبشر والمنظومات االجتماعية‬
‫الساقطة‪ .‬نصف رغيف أفضل من ال شيء‪ -‬وهذا شيء نسلم به في سجال ا لعملية السياسية‬
‫في الغرب‪ .‬بكلمات أخرى‪ ،‬إن فكرة إمكانية التقدم نحو المثاليات‪ ،‬حتى إذا لم تقدر على‬
‫ا لوصول إلى ذلك دفعة واحدة‪ ،‬هي فكرة أبعد ما تكون عن النسبية‪ .‬وإنما ال تزال عينك‬
‫لمثبتة على المثاليات‪ ،‬وتتحرك بشكل تصاعدي نحوها‪ ،‬لكن األمور العملية في الحياة ((ا لوا قع‬
‫الملموس)) يجعل من الصعب تنفيذ هذه المثاليات دفعة واحدة‪ .‬هكذا كانت شرائع سينا ء‬
‫تتحرك في االتجاه الصحيح حتى إذا بقيت بعض العراقيل واالنتكاسات‪.‬‬

‫وبينما نتقدم عبر ا ألسفار المقدسة‪ ،‬نرى بوضوح أكثر كيف تم التأكيد على أن النساء‬
‫وا لعبيد هم بشر كاملون لهم كرامتهم وقيمتهم‪ .‬دعنا نتطرق إلى مسالة العبيد على‬
‫المثال؛( ‪)١‬‬

‫‪ ٠‬الثقافة ا ألصلية للشرق األدنى القديم‪ :‬كانت المعاملة العامة للعبيد تتميز بقدر كبير من‬
‫الوحشية واإلهانة‪ ،‬وكان العبيد تحت رحمة أسيادهم‪ .‬أصا العبيد الغارون فكان يجب‬
‫أن يعودوا إلى أسيادهم تحت تهديد الموت‪.‬‬
‫‪ ٠‬ارتقاء العهد القديم على ثقافة الشرق األدنى القديم‪ :‬برغم أزرا لشرائع المتعددة للعبيد‬
‫أو الخدام ال يزال بها إشكاليات‪ ،‬فإن العهد القديم يقدم تركا افتدائيا نحو مجموعة‬
‫من المبادئ المطلقة‪ .‬هذا التحرك يظهر في وجود عقوبات محدودة مقارنة بثقافة‬
‫ا لشرق ا ألدنى ا لقديم‪ ،‬ووجود نظرة أكثر إنسانية نحو ا لعبيد وا لخدام‪ ،‬وا لعبيد ا ألجانب‬
‫الغارون كأن لهم ملجًا أو مالذ في إسرائيل‪.‬‬
‫• ارتقاء العهد الجديد على العهد القديم‪ :‬العبيد (في اإلمبراطورية الرومانية) تم‬
‫إدماجهم في جسد ا لمسيح بدون تمييز عن أسيادهم (غل ‪ .)٢٨ :٣‬وكان على ا ألسياد‬
‫أن يظهروا اهتماائ بعبيدهم‪ .‬وكان العبيد يشجعون على الحصول على حريتهم (‪١‬كو‬
‫‪ .)٢٢—٢٠ :٧‬الحظ أنه برغم أن اإلمبراطورية الرومانية جعلت للعبودية شكال قانونيا‬

‫‪٧٦‬‬
‫ومؤسساتيا— في مقابل خدمة ئلزمة يعقد في ا لعهد ا لقديم ومعاملة إنسانية‪ .‬لذلك‬
‫فإن كتبة العهد ا لجديد كأن عليهم أن يتعاملوا مع أوضاع جديدة في اإلمبراطورية‬
‫الرومانية‪ ،‬هذه ا ألوضا ع كانت تمثل انتكاسة أخالقية كبيرة‪.‬‬
‫‪ ٠‬الوضع ا ألمثل‪ :‬هذا يتضمن اإلدراك الحقيقي لمثاليا ت قصة ا لخلق في تكوين ‪:١‬‬
‫‪ ٢٦‬و‪ ،٢٧‬وا لتي فيها يعيش حاملو ا لصورة ا إللهية مائ‪ ،‬ويعملون مائ في تناغم‪،‬‬
‫ويتلقون معاملة منصفة وكريمة‪ ،‬وينظر إليهم كأشخاص كاملين ومتساوين‪ .‬وفي‬
‫المسيح استعيدت اإلنسانية األصيلة‪ ،‬في آدم الثاني واإلنسان الجديد‪.‬‬

‫وبينما يعمل هذا ا لتحرك ا الفتدائي (االصطالحي) لصالح النساء والخدام أو العبيد في‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬ليس بمقدورنا أن نقول نفس ا لشى ء عن المثلية الجنسية‪ .‬فهذا ا لسلوك يظهر‬
‫كسلوك سلبي طوال الوقت‪ -‬ألده يمعل رفتا وتحوكًا عن خطة الله للخليقة‪ .‬وبالرغم أنني‬

‫سأتطرق بتفاصيل أكثر عن موضوع ا لجنسية المثلية‪ ،‬دعنا اآلن نتعرض باختصار لهذا‬
‫الموضوع في إطار حديثنا عن التحرك ا الفتدا ئي‪ .‬الكتاب المقدس بدالد من إعالن بعض التقدم‬
‫فى المواقف المتعلقة بالجنسية المثلية‪ ،‬نجده من البداية للنهاية سلبيا فى تقييمه لهذا ا لسلوك‬
‫بدون استثناءات‪ .‬السلوك المثلي‪ ،‬بالرغم من انتشاره في الشرق األدنى ا لقديم والعالم‬
‫الرومانى واليونانى‪ ،‬كان ببساطة غرييا عن األخالقيات اليهودية المسيحية ‪(.‬‬

‫تذكر ان أفعال المثليين —وليس ميولهم أو نوازعهم— هي التي أدينت في الكتاب المقدس‬
‫باعتبارها أعمابًا غير أخالقية‪ .‬ال يوجد تحرك افتدائي لالرتقا ء بالجنسية المثلية إلى حالة أكثر‬
‫قبوًا من ا لناحية ا ألخالقية‪ ،‬بل رفائ في كل ا الحوا ل‪.‬‬

‫البعض يدعون أن النواهي الخاصة بالمثلية ا لجنسية كانت ((مالئمه لثقافتها)) أو ببساطة‬
‫((على نفس المستوى)) مع الشرائع الخاصة بالملبس أو المأكل التي أعطيت لبني إسرائيل‬
‫لتمييزهم عن جيرا نهم الوثنيين‪ .‬هذا رأي متسرع للغاية! في وا قع األمر ناموس موسى‬
‫يحرم أيتا الزنا وممارسة ا لجنس مع الحيوانات والقتل والسرقة‪ .‬ومن المؤكد أن هذه ا ألمور‬
‫تتجاوز التدابير المؤقتة لتحريم أكل الجمبري أو الخنزير‪.‬‬
‫كيف يظهر إذا هذا التحرك االفتدائي في الكتاب المقدس؟ كمثال توضيحي تأمل االرتقاء‬
‫من سما ح موسى بإعطا ء كتاب (شهادة) طالق في تثنية ‪ ٤ —١ :٢٤‬إلى حديث ا لمسيح عن‬
‫هذا الموضوع في متى ‪ .١٩‬اعترف يسوع بالسماح —وليس ا ألمر‪ -‬بالطالق في تثنية ‪٢٤‬‬
‫بسبب قساوة قلوب البشر‪ .‬ومع ذلك لم يركن يسوع عند هذا ا لئص في ا لعهد ا لقديم ولم‬
‫يصر على تغسيره بطريقة متحجرة كما فعل خصومه من القادة الدينيين‪ .‬لكنه راعى المكون‬
‫ا الفتدائي لهذا التشريع‪ .‬كان الفرض من كتاب الطالق هو حماية الزوجة‪ ،‬إذ كان على المرأة‬
‫المطلقة الضعيفة أن تتزوج ثانية هربا من الفقر والعار باالحتماء في كنف زوج‪ .‬هذه الشريعة‬

‫‪٧٧‬‬
‫حسسى‬ ‫أخذت في االعتبار مصلحة الزوجة حتى ال تطلق ثم ترجع ثانية ثم نطرد مرة أخرى‬
‫هوى زوجها السابق‪.‬‬

‫كثير من القادة الدينيين في زمن يسوع كأن لديهم تفسير فضفاض لهذا الغص‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل من الصعب عليهم أن يروا أن موسى هنا ال يوصي بوصية لمطلقة‪ .‬لم يستطيعوا ان‬
‫يروا ما وراء حرفية الناموس ليصلوا إلى روح الدمر‪ .‬هذا التناقض في ا لتفسيرا ت يشبه ما‬
‫ورد فى مرقس ‪٢٨-٢٣:٢‬؛إذ نظر يسوع إلى روح شريعة السبت‪ ،‬وقا ل لناقديه إن ((السعن‬
‫ائما جعن آلئل الئشاى‪ ،‬أل االيسان ألئل السبب)) (ع ‪.)٢٧‬‬

‫أشار يسوع في تعاليمه إلى أن قساوة ا لبشر كانت ا لسبب وراء مثل هذا ا لتشريع‬
‫الخاص بالطالق (مت‪.)٨:١٩‬في النهاية الله يكره الطالق (مال ‪ ،)١٦ :٢‬ألن الطالق بالتأكيد‬
‫ليس الوضع المثالي‪ .‬وإنما يرغب الله أن يرتبط الزوج بزوجته في التزام وحب يدومان مدى‬
‫الحياة (تك ‪ .)٢٤ :٢‬ومع ذلك فإن القادة الدينيين‪ ،‬في أيام المسيح تعاملوا مع ا لعهد القديم‬
‫بطريقة حرفية متزمتة وهو ما جعلهم يففلون المغزى الكامن وراء هذا التشريع‪.‬‬

‫خالل كتابنا هذا سنكرر هذه الرسالة‪ :‬لم يكن ا لعهد مع إسرائيل في ا لعهد ا لقديم مثاليا‬
‫وعاائ ولم يقصد له أبدا أن يكون هكذا ‪ .‬بل إن العهد الموسوي كان ينتظر عهدا أفضل‪ .‬وين‬
‫ثم عندما يصر ((سام هاريس)) على أن ا لمؤمنين ا لملتزمين بالكتاب المقدس يجب أن يرجموا‬
‫أبناءهم عندما يأمنون بأفكار هرطوقية‪ ،‬فهو في ا لوا قع يتكلم عن األزمنة الغابرة! وبينما‬
‫ننتقل من العهد القديم إلى العهد الجديد‪ ،‬من أمة إسرائيل إلى الكنيسة (إسرائيل الجديد‬
‫متعدد العرقيات) نرى تحوال من عهد مخصص ألمة —بقوانينها المدنية ومنظومتها القضائية—‬
‫إلى ترتيب جديد لشعب الله المنتشر في كل العالم ويحملون جنسية سماوية‪.‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬في العهد القديم كانت عقوبة الزنا هي الموت‪ .‬ومع ذلك عندما نأتي‬
‫إلى العهد الجديد‪ ،‬فإن شعب الله —لم يعودوا كيادا مدنيا قوميا— وعليهم أن يتعاملوا بشكل‬
‫مختلف مع الزنا‪ .‬فالشخص المدعو مسيحيا والذي يرفض ان يتوقف عن سلوك الزنا‪ ،‬بعد‬
‫تحذير مالئم واهتمام ومحبة‪ ،‬يؤدب بطرده من جماعة المؤمنين (على رجا ء أن يكون هذا‬
‫مؤنثا— ‪١‬كو ه‪ —١ :‬ه)‪ .‬بمقدور الشخص المسيحي أن يوافق على أنه بالرغم من تساهل‬
‫ا لدولة قانونيا مع ا لزنا (في بالدنا ال يسجن الناس بسبب ا لزنا) ‪ ،‬فال يصح أن تتساهل معه‬
‫الكنيسة‪ .‬ا لهدف من كل هذا التأدبب (المؤقت) بالطرد هو استعادته إلى حياة ا لشركة— أي‬
‫ا(لفى دحلحى الروح)) (‪١‬كو ه‪ :‬ه)‪.‬‬

‫وبالتالي عندما ننظر إلى ا لكثير من الشرائع الموسوية البد أن ئظهر تقديرا لها في‬
‫سياقها التاريخي‪ ،‬كتدبير مؤقت ورحيم من الله‪ .‬في نفس الوقت يجدر بنا ان نبحث عن‬
‫ا لروح وا لتحرك المستترين عبر الصورة الكاملة لتاريخ الخالص‪.‬‬

‫‪٧٨‬‬
‫تاريخ إسرائيل‪ :‬مراحل مختلفة ومتطلبات مختلفة‬
‫تتضمن قصة إسرائيل عددا ض المراحل أو السباقات‪.‬‬

‫مرحلة ‪ :١‬عشيرة األجداد المرتحلين (هك‪٠‬غم‪( :‬تك ‪ ٣١ :١٠‬و‪.)٣٢‬‬


‫مرحلة ‪ :٢‬األمة الثيوقراطية ر! ‪،٠‬كا‪( :‬تك ‪٢ :١٢‬؛ خر ‪٩ :١‬؛ ‪٧ :٣‬؛ قض ‪.)٢٠ :٢‬‬
‫‪,‬س‪/‬ل)‪١( :‬صم ‪:٢٤‬‬ ‫(‪1(1)111)111‬‬ ‫مرحلة ‪ :٣‬نظام الملكية‪ ،‬دولة مؤسساتية‪ ،‬أو مملكة‬
‫‪٢٠‬؛‪١‬أخ‪ :٢٨‬ه)‪.‬‬
‫(إر ‪٤ :٤٢‬؛ حز ه‪.)١٠ :‬‬ ‫مرحلة ‪ :٤‬بقية منكوبة‬
‫(عز ‪٦٤ :٢‬؛ نح ‪.)١ :١٣‬‬ ‫(‪1‬أ)أ{ا)]‪\>€‬‬ ‫مرحلة ه‪ :‬مجتمع ما بعد السبي‪ /‬جماعة ا لوعد‬

‫بالنظر إلى هذه السياقات المختلفة تأتي متطلبات أخالقية مختلفة‪ .‬كل حالة جديدة‬
‫تستدعي استحابات أخالقية أو التزامات مختلفة تتالءم مع كل حالة على حدة‪ .‬ومع ذلك‬
‫ال تفهمني خطأ‪ .‬ال أدافع هنا عن جرة أن األخالقيات تختلف حسب المواقف‪ -‬بمعنى أنه‬
‫في بعض المواقف يصبح الزنا خطأ‪ ،‬وفي مواقف أخرى قد يصبح الزنا ((الشيء المحبب‬
‫والمرغوب فيه))‪.‬‬

‫لكن العهد ا لقديم يمدنا بمبادئ أخالقية ثابتة ودائمة في كل مرحلة من هذه المراحل‪ .‬فمثأل‬
‫خالل مرحلة ا آلبا ء المرتحلين‪ ،‬نجد مبادئ ثابتة عن االلتزام بالمحبة واالهتمام المتبادل‪ .‬كذلك‬
‫أهمية المصالحة للتغنب على الخالفات‪ .‬أمن اآلباء األولون بإله يصنع العهد‪ .‬وهذا ا إلله كان‬
‫يطالبهم بثقة كاملة منهم بينما كان يقودهم خالل ظروف عصيبة غيرمتوقعة‪ .‬وخالل مرحلة‬
‫النظام الثيوقراطي‪ ،‬كان من المبادئ الثابتة ضرورة االعتراف بغ ن كل البركات والرخاء تأتى‬
‫من يد الله؛ وإنها ليست حقا مكتسيا بل عطية من النعمة‪ .‬وأن االستجابة الصحيحة هي‬
‫االمتنان والعيش في حياة مقدسة بما يتفق مع دعوة إسرائيل‪.‬‬

‫مرة ثانية ما نؤكد عليه هو شيء أبعد ما يكون عن ا لنسبية ا ألخالقية‪ .‬كل ما في ا ألمر أن‬
‫هذه التغيرات التاريخية يصاحبها بالتوازي تحديات أخالقية مختلفة‪ .‬على سبيل المثال خالل‬
‫حقبة اآلباء األولين لم يكن إلبرا هيم وا آلبا ء ا آلخرين سوى مشاركات سياسية استثنائية أو‬
‫عرضية‪ .‬وحتى عندما كان على إبراهيم أن ينقن لوط بعد إحدى الغارات (تك ‪ ،)١٤‬رفض أن‬
‫يتكشب من المتبرعين السياسيين‪ .‬ولكن في ظل را بطة ا لعهد كان ((يهوه)) هو الحامي وا لمعيل‬
‫لآليا ء األولين‪.‬‬

‫بعد ذلك كان على إسرائيل أن ينتظر ‪ ٤٣ ٠‬عاائ ويمر بغترة عبودية في مصر حتى‬
‫يمتلئ كأس األموريين بالشر إلى درجة االنفجار (تك ‪ .)١٦ :١٥‬المؤكد أن الله لم يتععل‬
‫في القضا ء على الكنعانيين! خئص الله إسرائيل من العبودية‪ ،‬وأعطاهم مكادا ليعيشوا فيه‪،‬‬

‫‪٧٩‬‬
‫ويشكلوا كيانهم ا لسديا سي كأمة تصنع التاريخ‪ .‬تشكل وقتها نظاائ ثيوقراطدا بكل ما يلزمه‬
‫من ترتيبات دينية واجتماعية وسياسية‪.‬‬

‫ولكي يستحوذوا على أرض ليعيشوا فيها في نظام ثيوقراطي وفي النهاية يمهدوا الطريق‬
‫لمجيء المسدل الغادي‪ ،‬تضمن هذا إجرا ء الحرب (كشكل من أشكال دينونة ا لخطية المكتملة)‪.‬‬
‫استخدم الله بني إسرائيل لتحييد التحصينات العسكرية لكنعان وطرد شعبها الذين كانوا قد‬
‫فسدوا أخالقيا وروحيا— فسادا يتعذر إصالحه‪ .‬كانت شعوب كنعان قد تجاوزت أئ أمل فى‬
‫ا إلصالح ا ألخالقي‪ ،‬برغم أن ا لله لم يتخز عن كل نن أقروا بعدالة الله وقدرته في تخنيص‬
‫إسرا ئيل من مصر (مثل را حاب وعائلتها ) ‪ .‬هذا ا لتوطين فى ا ألرض يمثل حاله مختلفة تما ائ‬
‫عن مرحلة اآلباء المرتحلين‪ ،‬وكانت تحتاج إلى استجابة مختلفة‪.‬‬

‫فيما بعد عندما سبي عدد كبير من شعب الله في بابل‪ ،‬طلب منهم أن يتعاملوا مع‬
‫هذا الموقف بشكل مختلب عن مرحلة الثيوقراطية السابقة‪ .‬كان عليهم أن يزرعوا بساتين‬
‫ويستقروا‪ ،‬وينجبوا أطفاال ويصلوا من أجل رخا ء بابل‪ -‬نفس ا لعدو الذى هحرهم وحملهم‬
‫إلى السبي (إر ‪ .)٧ -٤ :٢٩‬لم تكن التزامات إسرائيل وعالقتها باألمم ثل بئة أو على نفس‬
‫المنوال طوال الوقت‪.‬‬

‫مغالطة (ما هوكائن‪ ،‬وما ينبغي أن يكون)‬


‫يتحدث كريستوفر هيتشنز عن أبنا ء إسرائيل الجاحدين وا لعصا ة ‪ ) (.‬في ا لوا قع يمتلئ‬
‫العهد ا لقديم بشخصيات لها انحرافات أخالقية مشينة‪ ،‬ويتساءل النقاد‪ :‬أي قدوة يقدمها‬
‫إبراهيم (الذي كذب بشأن زوجته سارة)‪ ،‬أو موسى (الذي قتل المصري)‪ ،‬أو داود (الذي‬
‫استغل نفوذه واغتصب بثشبع ثم خطط لقتل زوجها أوريا)؟ النقاد لديهم حق في شيء هنا‪:‬‬
‫ال ينبغي أن تسير األمور هكذا‪ .‬لكئ كتبة األسفار كثيرا ما يمتنعون عن التعليق على مثل‬
‫هذه ا لتصرفات‪ ،‬ألنهم (على ا ألقل جزئيا) يفترضون أنهم غير مضطرين لهذا‪ .‬بكلمات أخرى‪،‬‬
‫ما هو كائن (أى ما حدث بالفعل) ال يعنى أن هذا ما دغترض أن يكون‪ .‬وما ورد فى الكتاب‬
‫المقدسى من وصف لسلوك هذه الشخصيات ال يعني بالضدرورة موافقه وتأبيدا لسلوكياتهم‪.‬‬

‫يجب أن نسال السؤال التالي بحرص‪ :‬ما نوعية القدوة التي يقدمونها‪ :‬قدوة أخالقية‬
‫راقية‪ ،‬أم قدوة شريرة وغير أخالقية‪ ،‬أم بين بين؟ تشير رسا لة كورنثوس ا ألولى ‪ ١ ٠‬إلى أبنا ء‬
‫إسرائيل الجاحدين والعصا ة المملوئين من الخيانة والعناد‪ .‬وفي النهاية يقدمون نماذج‬
‫سلبية واضحة يجب أن نتجنب محاكاتهم‪ .‬يجب أن نرفض فكرة أنه (طالما ورد الشيء في‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬فهو مقبول ومصدق عليه ض الله ‪.‬‬

‫‪٨٠‬‬
‫لنأخذ الملك داود على سبيل المثال‪ ،‬فهو يشبه إلى حد كبير إحدى شخصيات التراجيديات‬
‫اليونانية‪ .‬فقد كان بحأل له أخطا ء قاتلة‪ ،‬ولديه مزيج من العيوب وا لمميزا ت‪ .‬داود يشبهك‬
‫ويشبهني بشكل كبير‪ .‬وهو مثال واضح الرتفاعات وانخفاضات النجاح واإلخفاق األخالقي‪.‬‬
‫يصف ((حون بارتون))‪ ،‬المتخصص في دراسات العهد القديم‪ ،‬األمر كالتالي‪ :‬إذ قصة داود‬
‫تتعامل مع غضب اإلنسان‪ ،‬والشهوة‪ ،‬والطموح‪ ،‬وعدم ا لوفا ء بدون ا لتعليق بوضوح على هذه‬
‫ا ألمور وإنما بإخبار قصتها بطريقة تجبر القارئ على التطلع إليها وجائ لوجه وإدراك هدى‬
‫تقاربه مع هذه الشخصيات التي تمثلت فيهم هذه األمود‪.‬‬

‫كتبة ‪ 1‬ألسفار يلمحون كثيرا إلى سلبيات شخصيات مهمة مثل جدعون وسليمان ألنهما‬
‫اتسما بقيادة معيبة وتنازالت روحية‪ ) (.‬وبالدراسة المتفحصة‪ ،‬نجد أن الحالة البطولية التي‬
‫نسبت إلبرا هيم أو موسى أو داود في العهد القديم (وتكررت في العهد الجديد) ال ترجع إلى‬
‫كمالهم األخالقي وإنما في إخالصهم الكامل لقضية يهوه وثقتهم المتينة في وعود الله بدال‬
‫من االنزالق في وثنية الكثيرين من معاصريهم‪.‬‬
‫أيتا ا لكثير من تشريعات إسرائيل هي أحكام قضائية‪ .‬بمعنى ما هي القواعد التي يجب‬
‫تطبيقها إذا ظهر سيناريو أو حدثت حادثة ما ؟ يثل هذه ا لسيناريوهات ليست بالضرورة محل‬
‫تأييد أو تقدير كشيء صالح أو مثالي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا سرق شخص مقتنيات شخص‬
‫آخر‪ ،‬أو إذا أراد احد أن يطلق‪ ،‬فى هذه الحالة تتخن إجراءات معينة فى مثل هذه المواقف‬
‫المتدنية‪ .‬ا لسرقة ليست شيدا جيدا‪ ،‬وال الطالق أيصا !‬

‫بخالف المواثيق القانونية المختصرة في الشرق األدنى القديم‪ ،‬يحاط ناموس موسى‬
‫بقصص مطولة لتوضيح ا لحيا ة األخالقية إلسرائيل‪ .‬وسوا ء من خالل اإلخفاق أو النجاح‪ ،‬أو‬
‫حالة متوسطة بينهما ‪ ،‬تكتسب ا لشخصيات وا ألحدا ث ا لكتا بية لحائ وعظاائ لتجسد وصايا‬
‫اخالقية معينة‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬مقدمة وخاتمة شريعة ((حمورابي)) مليئة با الرتقا ء الذاتي وا لوعود األخالقية‪ ،‬لكنها‬
‫خيالية وال تنتمي إلى التاريخ‪ .‬في ا لوا قع عندما نقارن العهد القديم بالرؤى ا لكونية األخرى‬
‫في الشرق ا ألدنى القديم ‪-‬بما في ذلك البدايات وا لتاريخ والعهد وا ألخالقيات والالهوت‪ -‬فإن‬
‫أي تشابهات سطحية ستختفي على الغور‪ .‬وكما زعم ((حون أنولد)) مؤخرا أن العهد القديم‬
‫يقدم منظورا دينيا فريدا لدرجة تعزله عن نظائره في الشرق ا ألدنى القديم‪(.‬‬

‫وفي مالحظة أخرى‪ ،‬يدعي حمورابي أنه يتحدث نيابة عن ا إلله ((شماش))‪ .‬بينما يدعي‬
‫الحيثوئن أن إله الشمس هو لمن وضع شرائع األرض‪ .‬على الجانب اآلخر لم يكن موسى‬
‫المشرع نيابه عن الله‪ ،‬وإنما يصور الناموس شخص الله متفاعال ويتحدث بضمير المتكلم‪(:‬‬
‫((إذ أسان إنيه (اليتيم واألرملة) قادي إذ صرح إنى أسمع ضراحة‪ ،‬قيحمى غشيي وأظكلم‬

‫‪٨١‬‬
‫يا لشئف‪ ،‬فحصين نساوكلم أزاول‪ ،‬وأوالدكلم ندامى)) (خر ‪ ٢٣ :٢٢‬و‪ .)٢٤‬ومرة أخرى ((ال‬
‫تفحسوا األرض الدي أدتم مقيمون قيها الدي ائل ساين بي وسطها)) (عد ‪ .)٣٤ :٣٥‬أصبح‬
‫عمل الله التاريخى قى تحرير شعب إسرائيل المستعبد من مصر نموذجا للطريقة التى يجب‬
‫أن يعيش بها هذا الشعب‪ ،‬وحلريقة تعامله مثارًا مع ا لغربا ء والمعوزين في وسطهم‪.‬‬

‫هل هذا يعني أن ا لبشر ال يستطيعون استخدام قدرتهم على ا لتمييز في ابتكار شرائع‬
‫جديدة؟ ال على اإلطالق! اتبع موسى نصيحة يثرون حميه في ابتكار نظام قضائي حتى ال‬
‫تتراكم عليه أعبا ء العمل (خر ‪ .)١٨‬كذلك اقام داود قل نودا يقتضي إعطا ء نصيب عادل لمن‬
‫حاربوا ولمن كانوا يحرسون األمتعة (‪١‬صم ‪.)٢٥ -٢٢ :٣٠‬‬

‫بالطبع يجب أن نتذكر أنه ال يكفي أن يدعي النص الكتابي المصداقية التاريخية والدور‬
‫اإللهي‪ ،‬ألن هذا لن يثبت أي شيء‪ .‬ولكن كما يزعم عالم المصريات ((كينيث كيتشن)) وآخرون‪،‬‬
‫أنه بمرو ا لزمن‪ ،‬فإن ا الدعا ء ا ت ا لتاريخية للعهد ا لقديم ا لتي كان مشكوكا فيها ‪ -‬سوا ء ثمن‬
‫العبيد في الشرق األدنى القديم‪ ،‬أو وجود الحمال في قائمة المواشي خالل زمن إبراهيم‪ ،‬أو‬
‫لملك داود‪ ،‬أو مناجم سليمان‪ ،‬أو صناعة التعدين عند الفلسطينيين‪ ،‬أو حتى وجود الحثيين‪-‬‬
‫يصور ا لعهد القديم إلها‬ ‫اتضح فيما بعد صحة وجودها في تاريخ الشرق ا ألدنى القديم‪(.‬‬
‫مهتائ بما يكفي ليتدخل ويعمل في التاريخ‪ ،‬وأن هذه األحداث والتدخالت الفعلية هي لتشكيل‬
‫وإلهام شخصية شعب الله وتصرفاته‪.‬‬

‫هذه بعض األمور الهامة التي ستساعدنا بينما نتعامل مع شريعة موسى‪ -‬وهي عطية‬
‫رائعة اعطيت بشكل مؤقت لشعب إسرائيل‪ ،‬وكانت تجسر ا لهوة بين المثل ا إللهية وواقع ا لحيا ة‬
‫في الشرق ا ألدنى ا لقديم وقساوة قلوب البشر‪ .‬بعض شرا ئع ا لعهد ا لقديم القاسية وا لمزعجة‬
‫والتي قد تبدو ا عتباطية‪ -‬بالرغم من أنها متدنية‪ ،‬وأقل من الوضع ا ألخالقي المثالي‪ ،‬تمحل في‬
‫كثير من األحيان ارتقاء عما نراه في بقية الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬كان على الله أن يرضى‬
‫بأقل من ا ألمثل من شعب إسرائيل‪ .‬وفي نفس ا لوقت كان ال يزا ل يرغب في ارتقاء أخالقي‬
‫وطاعة روحية‪ ،‬بالرغم من المنظومات ا الجتماعية الساقطة والعصيان البشري‪.‬‬

‫كثير من ا ألمور في ا لعهد ا لقديم تذكرنا بوضوح بنعمة الله الغائضة بالرغم من خطية‬
‫اإلنسان والمنظومات االجتماعية المتضررة بالسقوط‪ .‬نحن نرى باستمرار عمل الله في وض‬
‫خالل بشر ساقطين‪ -‬بالرغم من عدم كفاءتهم!‪ -‬لتتحقق مقاصد مشيئته العليا‪.‬‬

‫‪٨٢‬‬
‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪11 111 00)118‬؟‪18 £٧11‬أ ‪111‬د‪8٤‬ج‪ 01)1 7‬ح‪٨1‬ا ‪1.‬الج؟ ‪311,‬إل‪0‬ع ‪٠‬‬ ‫‪00)118 000)1:‬‬
‫‪8‬ل‪10^111§ 111 00)1‬أ‪ 30‬ودل‬ ‫‪0٣‬أ‪)1118‬ةغ‪ 0‬زأل هع)ذهج ‪0,‬أ(‪08[3011811‬أ‪011)11‬‬
‫‪, 2009.‬الأ‪٢81‬ة‪٣٧‬حأ‪ 111‬كآل ‪,‬ج‪1*8 01*0٧‬ج‪. ]<0١٧11‬ج‪1‬ة‪0 0٢‬سا ‪)111111‬س‬

‫>‪€،11‬آة‪ 01‬عهئ‪ 0‬ال‪€ ٨11۴1‬ه ة! الئ‪8٦‬م‪€1‬الأ(‪11‬ع)‪€‬أ‪0£‬أ‪0‬عألآألة‪٢‬بى|ًا‪1‬ل‪* ٢‬‬


‫‪118, 1987.‬ح‪111‬ل‪٣‬ع‪ £‬ح‪8‬ك‪(1‬لةو ‪011)1‬‬
‫‪.‬آال*‪1‬أل‪ 1^., 311)1 0‬ال‪0‬سأ‪٨ 8‬ل*‪* 01111)11‬‬ ‫‪0^111§ £<0^011)1‬اا\[ا‪ 0‬؟‪1‬غ‪7‬ز‪٢‬فم ‪8.‬هج ‪8,‬‬
‫‪1٠٧311, 2009.‬ج‪011)1‬ا ‪8:‬ه‪1‬؟آلآل ‪0£^. 011)1‬أ‪0‬ا ‪0 10‬أ! عأ‪/‬حم‬

‫‪٠1/‬جج‪ً1‬ال ‪8:‬ه‪1‬؟ةآل ‪. 01*311)1‬ع‪/‬خ‪2€ 5/‬اك ان الجرئ‪6</‬ط‪٢٠‬د عأ‪ 77‬نة ‪8‬د‪٢, 1‬علحا‪0‬ل] *‬


‫‪11011, 2008.‬‬
‫‪* 11)81‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪1 111‬‬ ‫‪X08,‬ةة‪,‬‬ ‫‪111011,‬‬ ‫‪011(1‬‬ ‫‪110111080X0(118:‬‬ ‫‪^£‬نم‪٢‬ن‪/‬مدك‬
‫الخ‪: 11٢¥3٢81‬مال ‪1*8 0٢0٧6,‬ع‪0١٧11‬ه ‪.‬ئ‪٠‬دأ‪0‬ا‪!11‬أ‪11‬أ‪0‬ا‪017110110111108 0‬ا‪1.2001 ,‬‬

‫‪ .‬الل‪€)111‬أ‪6 £1١٦‬الص)*‪1‬م‪1‬أ)‪1‬ح ‪٦1‬أ‪€‬اأ‪1‬ع)ا‪8‬عآه‪£ 01‬ا‪٢‬ص‪€‬ة‪ ٦‬ح‪)(٢€11٦‬آآلأله ال‪ . 81٠٣‬د‪١‬آد‪٢‬ةآد‪٢‬ل‪1١٢‬دأل‪١‬آ‪٦ *1‬‬


‫‪.‬ءااالع‪3)1‬ء‪*٨‬امكا‪3‬آل ‪8:‬ه‪1‬؟عآل‪01*11 2004 ,‬‬
‫ع‪0١٧11‬ه ‪0 0/60)1.‬أ(ل‪0 7*00‬أ{أ ~‪01‬ا‪08‬أ‪٢. £]. 01)1 7081011111‬د*‪1‬ع‪(11‬ل‪, 0111*18 0‬أ‪11‬ج‪* 118*1‬‬
‫‪.‬اا‪*1*8‬لج‪٤‬ال ‪000, 11:12004‬‬

‫‪٨٣‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫‪ ٠‬ناقش كالم ((سي‪ .‬إس‪ .‬لويس)) عن التفاخر ا لمبني على ا لترتيب الزمني ‪ .‬لماذا يعتبر هذا‬
‫مهائ في النقاش عن نصوص العهد القديم الغريبة ؟‬

‫‪ ٠‬ماذا نعنى بأن ناموس موسى أدنى وذات طبيعة مرحلية مؤقتة؟ كيف يساعدنا هذا على‬
‫فهم افشل لدر شريعة موسى في تفكيرنا اليوم؟‬

‫‪ ٠‬ما هي المثاليات التي يرسخها الله في تكوين ‪ ١‬و‪( ٢‬عند الخليقة)‪ ،‬والتي تعمل كمرجعية‬
‫بينما نتعرض للقضايا األخالقية في العهد القديم؟‬

‫‪ ٠‬هل ين النافع أن نفكر في شرائع إسرائيل كخطوات تصاعدية تدريجية واقعية نحو‬
‫الوضع المثالي؟ ولماذا؟‬

‫‪ ٠‬كيف يقدم متى ‪( ٨:١٩‬الناموس والقلوب القاسية للبشر) نظرة ناقبة تتعلق بالتشريعات‬
‫ا ألقل من المثالية في ناموس موسى؟‬

‫* ما رأيك فى النقاش بشان التحرك االفتدائى عبر األسفار المقدسة؟‬

‫استدعى تاريخ إسرائيل مسارات من التصرف والعيش في ظل الظروف التي تتغير‬


‫تدريجيا‪ .‬كيف نتجنب اشكالية النسبية األخالقية عندما نطبقها على ا لعهد ا لقديم؟‬
‫لماذا من الصحيح أن نتجنب فكرة أن شيعا ما كان صائيا إلسرائيل وقتها (مثل قتل‬
‫ا لكنعانيين) لكنه لم يعد صدائيا إلسرا ئيل فيما بعد؟ كيف نتجدب االتهام بالنسبية؟‬

‫ماذا نعني باشكالية ما هو كائن وما يجب أن يكون ؟ وما أهمية أن نميز بين ما هو‬
‫قائم بالفعل وما يجدر أن يحدث بينما نقرأ في العهد القديم؟‬

‫‪٨٤‬‬
‫ماذاعن الغرابة الشديدة لتعاليم‬ ‫ج‬
‫الكتاب المقذس؟‬ ‫أ‬

‫أطعمة شرعية أم شرائع غريبة ا ألطوار؟ ج‪١‬‬


‫تخدل مثلدا له التقسيمات التالية‪ :‬الله على رأس المثلث‪ ،‬ثم شعب الله وأرض إسرائيل‬
‫عند طرفي قاعدة المثلث‪ .‬كان الناموس الذي أعطاه موسى لشعب إسرائيل يؤكد على هذه‬
‫الزوايا المتصلة بشدة‪ :‬الجانب الالهوتي‪ ،‬والجانب االجتماعي‪ ،‬والجانب االقتصادي‪ .‬هذه‬
‫الموضوعات ا ألساسية المتشابكة بقوة شكلت عهد الله مع إسرائيل عند جبل سينا ء‪ .‬ا ألرخى‬
‫(الجانب االقتصادي) وهي عطية من الله (الجانب الالهوتي) إلى الشعب الذي أقام معه‬
‫العهد (الجانب االجتماعى)‪ .‬لذلك على سبيل المثال إذا حرك أحد الجيران الحجارة الحدودية‬
‫(الدحم) ليوسع من ارضه‪ ،‬كان لهذا تأثير اجتماعي‪ ،‬ألنه يؤثر على معيشة جاره‪ .‬كذلك هذه‬
‫ا لسرقة من ا لجار ال تمدل ا نتها كا ا جتما عدا فقط‪ ،‬بل كانت ا نتها كا ضد ا لله أينا‪ .‬أو لنتأمل‬
‫مثال كيف يدمر ا لزنا حياة عائلة‪ ،‬ناهيك على خلق شرخ في النسيج االجتماعي إلسرائيل‪،‬‬
‫وفضال عن أده يمدل إهانة ضد الله أيائ ‪ ٠‬لذا فإنه عندما يصنع الله الواحد عهدا مع شعب‬
‫(في سيناء) قبل أن يمنحهم أرنا‪ ،‬فهو يحاول إعادة تشكيل شعبه إلى أمة تختلف شكال‬
‫ومضموائ عن جيرا نها‪.‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫أئل بالنسبة للمجتمع اإلسرائيلي‪ ،‬فتكشف الدراسات ا لسيسيولوجية أنه منذ وقت مبكر‬
‫ا تسمت هوية إسرائيل بالقبائل والعشائر‪ ،‬والعائالت (الممتدة)‪ .‬باختصار‪ ،‬كان إلسرا ئيل بنا ء‬
‫قبلي وعصبي‪ .‬وقد تشكلت الجوانب االقتصادية والقضائية وا لدينية وحتى ا لعسكرية حول‬
‫هذا ا لتكوين ا الجتماعي‪ .‬في المقابل كان لشعوب كنعان نظام إقطاعي له نخبة نات نفوذ في‬
‫مرتبة علبا بينما كان الفالحون ا لبسطا ء في مرتبة دنيا‪.‬‬

‫بالنسبة لألرخر‪ ،‬ا لكثير من العائالت ا لكبيرة كانوا يملكون ا ألرخر‪ ،‬وكان لهذه العائالت‬
‫قدر من ا لحرية االجتماعية‪ .‬كان مجتمع إسرائيل وبال مركزية اجتماعية وبال بناء هرمي‬
‫حتى زمن سليمان وما بعده‪ .‬في المقابل كان ملوك كنعان يملكون كل األرض‪ .‬وكائًن على‬
‫الفالحين أن يعملوا في ا ألرض كمستئجرين ودافعي ضرائب‪ ) (.‬مرة أخرى لدينا تحسينات‬
‫وا رتقا ء ات هائلة فى شريعة بنى إسرائيل فى مقابل شعوب كنعان‪.‬‬

‫في سينا ء‪ ،‬ربط الخالق نفسه بإسرائيل في عهد حب‪ ،‬أي ناموس موسى‪ ،‬الذي يمتد من‬
‫خروج ‪ ٢ ٠‬إلى عدد ‪ ،١ ٠‬وتم تلخيصه في سفر التثنية (تثنية ا الشترا ع) للجيل الثاني من‬
‫بني إسرائيل ا لذين كانوا على وشك الدخول إلى كنعان‪ .‬وكان متضمدا في هذا ا لعهد شرائع‬
‫العهد القديم التي تبدو غريبة وا عتباطية‪ .‬كان الملحد ((برتراند راسل)) تحدر في الوصية التي‬
‫تنحر على عدم طبخ لجدي بلين أمه (خر ‪١٩ :٢٣‬؛ ‪٢٦ :٣٤‬؛ تث ‪ .)٢١ :١٤‬وا دعى أن هذا‬
‫ا لطلب يبدو اعتباطعا على أذهاننا‪ ،‬ألن جذوره ترجع إلى طقس قديم‪ ) (.‬ونحن مثل ((راسل))‬
‫عندما نقرأ وصايا متعلقة بشرا ئع عن الملبس‪ ،‬وعن الزرع‪ ،‬وعن األكل‪ ،‬وشعائر تمنع ا لوشم‬
‫أو تهذيب أطراف اللحية‪ ،‬وبما نسال أنفسنا‪ :‬لماذا بحق السماء‪ ..‬ما الفائدة من هذا؟‬
‫وبصرف ا لنظر عن ا لقصد منها ألمة إسرائيل في ا لعهد القديم‪ ،‬ما الجدوى منها اليوم؟‬
‫هل لها أية صلة بنا اآلن؟ برغم أن المسيحيين ليسوا تحت العهد الموسوي بل ((نحت الئئتة))‬
‫(رو ‪،)١٤ :٦‬ما ا لعالقة بين موسى وبيننا‪ ..‬نحن ا لذين نعيش في حقبة ا لعهد ا لجديد ا لتي‬
‫أسسها المسيح؟‬

‫ضع في ا العتبار هذه العبارة التي تستحق كل قبول‪ :‬شريعة موسى ليست أبدية وليست‬
‫عصيه على التغيير‪ .‬بالرغم من افتراءات الملحدين الحدد‪ ،‬فإذ حكما ء وأنبيا ء العهد القديم‬
‫انفسهم أعلنوا أن ناموس موسى قصد له أن يكون مؤنفا‪ .‬نعم‪ ،‬نحن نرى الله يقول أشياء‬
‫مثل‪(( :‬الص نزيدوا عتى ا لكلمذم الدي اثا أوصيكلم يؤ وال تثعصوا منه)) (تث ‪ ،)٢ :٤‬لكن هذا في‬
‫كما نرى تعديالت‬ ‫سياق العبادة الخالية من ا لصور والتماثيل المنحوتة ح‬
‫(تث ‪.)١٨—١٥ :٤‬‬
‫داخل الناموس نفسه‪ ،‬مثل طلب بنات صلفحاد تشريعا لمعدال لمعالجة مسألة خاصة تتعلق‬
‫بميرا ثهن (عد ‪ .)١١ -١ :٢٧‬فضال عن ذلك‪ ،‬كان قديسو العهد ا لقديم ينتظرون عهدا جديدا‬
‫‪.‬إر ‪٣١‬؛ حز ‪ .)٣٦‬وبداخل الناموس ذاته‪ ،‬أخبرنا بأنه سيأتي وقت سيخين فيه الله قلوب‬

‫‪٨٦‬‬
‫شعبه (تث ‪ .)٦ —١ :٣٠‬لذا دعنا أال نظن أننا نتحدث هنا عن تطبيق كامل لكل شرائع ا لعهد‬
‫القديم في زمن ما بعد ا لعهد القديم‪.‬‬

‫تاريخ إسرائيل وعمل الله‬


‫كتب الصحافي اإلنجليزي ((ويليام ايور)) في ا لقرن التاسع عشر‪ :‬يالفرآبة الله في‬
‫اختياره لليهود ‪ .‬حسدا‪ ،‬ا لنعمة دائائ ما تفاجئنا وتدهشنا— وهي غريبة بشكل أو بآخر‪.‬‬
‫لماذا اختار الله أمة إسرائيل وليس أمة أخرى؟ ليس ألنها امتلكت حعا مكتسبا في هذا ‪ ،‬أو‬
‫أنها حصلت على رضا الله لجدارة فيها فاختارها‪ .‬كانت إسرائيل مدينة بوجودها إلى عمل‬
‫الله ا لخالصي في التاريخ‪ .‬وكانت مكانتها كنظام ثيوقراطي (تحت حكم الله) تمثل امتيارا‬
‫‪-‬ومسؤولية‪ -‬أساسه نعمة الله‪.‬‬

‫ناموس موسى ليس مجرد شريعة قديمة مستقلة بذاتها‪ ،‬بل هو متغرد في أنه صتشابك‬
‫فى قصة تاريخية ديناميكية لعمل الله صانع ا لعهد مع شعب إسرائيل منذ بداياته‪(( :‬أنا الرت‬
‫إلبن اندي ًاحزجك ين ًاذض ينز ين بيت انئبودية‪ .‬ال يكذ نذ آلهة أحزى ًانايي)) (خر ‪:٢ ٠‬‬
‫‪ ٢‬و‪ ٠)٣‬عمل الله ا لسخي في ا لخالحر —مع تفاعله مع ا لبشر في التاريخ— يوفر السياق الذي‬
‫أعطى الله فيه الناموس لموسى‪ .‬في واقع األمر‪ ،‬األحداث الواردة في قصة إسرائيل كثيرا‬
‫ما توضح وتشرح األمور الواردة في ناموس موسى‪.‬‬

‫وبالتالي سنسيء فهم ا ألمور الموسوية إذا تخيلنا أن شرائع إسرائيل تضمنت فقط تناول‬
‫أطعمة شرعية‪ ،‬والتزام بالطهارة الطقسية باالبتعاد عن ا لجثث المينة‪ ،‬والذهاب إلى مغتش‬
‫الصحة —أي الكاهن— لفحص األمراض الجلدية والجرب والغطريات المنزلية‪ .‬لقد أراد الله‬
‫إلسرائيل أن يحبه ويتعلق به (تث ‪ :٦‬ه؛ ‪ ،)٢٠ :١٠‬وهو ما ال يمكن اقتصاره على حفظ‬
‫الشرائع! أيائ أعمال الله في التاريخ شكلت فوئية شعبه كأمة عهد مع الله‪ .‬وا لخالهى من‬
‫مصر بدوره قصد به تشكيل الحافز الداخلي لألمة انطالقا من ا لشعور باالمتنان لله‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ألن الله أنقن شعبه بنعمته من مصر‪ ،‬كان على إسرائيل أن يتذكر أن يعامل‬
‫الغرباء والمحرومين في وسطهم بتعاطف وشفقة‪ .‬لم يكن مسموحا لهم أن ينسوا أنهم كانوا‬
‫عبيدا فى أرض غريبة (ال ‪٥٥ ،٤٢ ،٣٨ :٢٥‬؛ تث ‪.)١٥ :١٥‬‬

‫تقابلنا مع آبا ء وأمهات كثيرين قالوا إن أطفا لهم ال يمكن أن يخطوئا‪ .‬ستجد من المحبط‬
‫أن تحاول تدريب هؤالء األطفال في رياضة معينة أو تدرس لهم في غرفة الدراسة‪ .‬بعض‬
‫النقاد يوجهون نفس ا لتهمة ضد ا لله— بمعنى انه يعامل إسرائيل بمحاباة وتحيز أعمى‪ .‬ا ألمر‬
‫ليس كذلك! في ا لوا قع‪ ،‬توعد الله بني إسرائيل بأنهم سيتعرضون —وقد حدث بالفعل— لنفس‬

‫‪٨٧‬‬
‫ا لدينونات ا لتي جلبها ا لله على ‪ 1‬ألمم الغاسدة أخالقيا من حولهم (تث ‪٦٨—١٥ :٢٨‬؛ يش ‪: ٢٣‬‬
‫‪ .)١٦—١٤‬وكان الله يذكر إسرائيل مرارا وتكرارا أنه ليس من أجل برهم بل من أجل نعمة‬
‫الله أعطاهم هذه المكانة المختارة (تث ‪ ٤ :٩‬وه)‪ .‬في المقابل كان عليهم أن يعاملوا ا لفقرا ء‬
‫وا لضعفا ء بشفقة‪ ،‬وأن يكونوا بركة لألمم المحيطة بهم‪.‬‬

‫هذه الصورة تعدر عما يدعوه أحد الدارسين‪ :‬فضيلة االمتنان للنعمة‪ :‬هذا ما فعله الله‬
‫ألجلك‪ .‬لهذا بدافع ا المتنان ينبغي عليك أن تفعل نفس الشيء ألجل اآلخرين‪ ) ( .‬كانت النعمة‬
‫هي السياق المحيط بالناموس‪ .‬ووصية ال يكن لك آلهة أخرى (مع الوصايا التسعة االخرى)‬
‫مع‬ ‫~‬ ‫نه‬
‫كأن يسبقها تذكرة بأن الله خلص إسرائيل من العبودية (خر ‪ .)٢ :٢٠‬وعندما يكون شعب‬
‫إسرائيل هو شعب الله المختار فهذا يعني التزامه بأن يعيش بحكمة ولياقة أمام ا ألمم ا ألخرى‬
‫(تث‪٦:٤‬و‪.)٧‬‬

‫رفض بعض الفالسفة الملحدين فكرة وجود ((شعب مختار))— ألنهم اعتبروا هذا أمرا غير‬
‫أخالقي في حد نا ته‪ .‬تسا ء لت (( لويز أنتوني))‪ :‬ما هو ا لجزء ا لذي ال تفهمه في فكرة (( الشعب‬
‫المختار))؟ فى ا لوا قع لم تفهم لويز األمر كله! لم يتوعد الله فقط إسرائيل بنفس ا لدينونا ت‬
‫ا لتى جلبها على ا ألمم ا ألخرى‪ ،‬لكنه ذكل إسرائيل باذه يعمإل في امم العالم ا ألخرى أيائ‪:‬‬
‫((أنتئلم يي قيني الكوبؤين يا يبي إسرايين‪ ،‬يقول الرت ألم أصعد إسرادينمن ارض مشر‪،‬‬
‫زا لغلشطيييين بن كعوئز‪ ،‬ذا ألزا بدين ض قير)) (عل ‪ .)٧ :٩‬وعندما نتقابل مع ملكيصادق‬
‫وأبيمالك وأيوب وراحاب وراعوث‪ ،‬وأشخاص آخرين في ا لعهد القديم لم يكونوا إسرائيليين‪،‬‬
‫فإننا نتذكر كلمات بولس— أن الله الغادي والمخلص ليس بعيدا عن كذ واحد مثا (أع ‪:١٧‬‬
‫‪ ،)٢٧‬سوا ء قبل أو بعد المسيح‪ .‬لم يكن اختيار الله إلسرائيل غايه في حذ ذاته بل وسيلة‬
‫لمباركة كل األمم‪.‬‬

‫أمة واحدة تخضع لله‬


‫على تشكيل جزء كبير من حياة‬ ‫عملت فكرة << ا لممير الحتمي ا>‬
‫األمريكان‪ ،‬مع أن بداية استخدام المصطلح كان في أربعينيات ا لقرن التاسع عشر لتأييد‬
‫توسع الواليات المتحدة إلى تكساس والمكسيك وأوريجون‪ .‬في وقت مبكر من تاريخ أمريكا‬
‫آمن الكثيرون من البروتستانت الذين جاءوا إلى أمريكا أنهم امتداد لحركة اإلصالح‪ .‬كانت‬
‫بركة خاصة مونة يد الله عليهم بينما يأملون في تحقيق خلم ما بعد ا أللفية‪ ،‬أي تحقيق ملكوت‬
‫الله على ا ألرخى‪ .‬ورأى وا لي مستعمرة خليج ماساتشوسدتس‪(( ،‬جون وينثروب)) (‪— ١٥٨٨‬‬
‫‪ ،)١٦٤٩‬مستعمرة نيو إنجالند كا ((لمدينة لموضوعة عنى حيل)) و(( عيون كل الشعب‪ ...‬عليها))‪) (.‬‬
‫ا إلشكا لية هنا أن رؤية ا لمستعمرين ا ألوا ئل كانت مشوشة‪ ،‬فلم يميزوا بين ا لكنيسة والدولة‪.‬‬

‫‪٨٨‬‬
‫وافترضوا أنهم شعب الله الجديد الذي كان على وشك خروج جديد —وتيه في البرية‪ -‬ليقيموا‬
‫نظاائ ثيوقراطيا على الغور‪.‬‬

‫اليوم‪ ،‬يبدو الكثيرون من المسيحيين األمريكان أنهم يخلطون بين الكنيسة والدولة‪.‬‬
‫ويفترضون ا ن مجتمع ا لمؤمنين ا لحقيقيين في أمريكا هم شعب ا لله— في ا لسما ء وعلى‬
‫األرض‪ .‬لكن أمة أمريكا ليست شعب الله‪ .‬نحن ال نؤمن بالنظام الثيوقراطي‪ .‬ووكلما أدرك‬
‫ا لمسيحدون هذا بأسرع وقت‪ ،‬ا ستطاعت ا لكنيسة سريائ أن تترك أثرا كبيرا بصفتها ملائ‬
‫ونورا في المجتمع‪.‬‬

‫كانت ا ألمور مختلفة على جبل سينا ء حيث تشكل نظام ثيوقراطي حقيقي‪ .‬وهو النظام‬
‫ا لوحيد الذي كان يمكن أن يوجد‪ ،‬وكانت الكنيسة (جماعة المؤمنين) متحدة مع الدولة‪ .‬ربما‬
‫يفغر بعض ا لقرا ء ويقولون‪ :‬لكن بعض المسلمين لديهم دولة ثيوقراطية أيتا! لن أضيع‬
‫ا لوقت هنا في إثبات ا لسلطة المتغردة للعهد ا لقديم كإعالن خاص لله إلى إسرائيل في مقابل‬
‫القرآن‪ ) (.‬أنا أحاول فقط أن أقدم تفسيرا منطقيا للصعوبات الواردة في العهد القديم‪.‬‬

‫في ظل ا لعهد الموسوي وجدت أمة إسرائيل كنظام ثيوقراطي فريد‪ ،‬وحتى هذا التدبير‬
‫لم يكن يقصد منه أن يكون دائائ أو مثاليا‪ .‬هذه ا ألجوا ء كانت لتساعد على تهيئة السياق‬
‫الثقافي والالهوتي إلعالن الله في شخص يسوع الناصري ((لما حاء مله ء الرنان)) (غل ‪:٤‬‬
‫‪٠)٤‬ثم تؤدي بعد ذلك خدمة المسيح وموته وقيامته وعطية الروح القدس إلى خلق مجتمع‬
‫جديد متعدد العرقيات— هذا هو إسرائيل ا لحقيقي كأمة مقدسة جديدة كهنوتية وملوكية (‪١‬بط‬
‫‪ .)٩ :٢‬أفسح النظام الثيوقراطي في ا لعهد القديم الطريق أمام مجتمع ا لعهد الجديد الذي‬
‫يتألف من كل أمة ولسان— أي الكنيسة (راجع مت ‪ ١١ :٨‬و‪ ١٢‬؛ ‪ .)٤٣ :٢١‬وكان سقوط‬
‫أورشليم في ‪٧ ٠‬م عالمة على نهاية هذه المرحلة االنتقالية‪ ،‬وكان عالمة لنهاية إسرائيل كأمة‬
‫وعرق وكشعب الله المختار‪(.‬‬

‫مرة ًاضى كان إسرائيل العهد القديم يمدل النظام الثيوقراطي الوحيد ا لحقيقي الذي‬
‫نعرفه‪ ،‬وكان مؤقائ في ذلك الوقت‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تأسست إسرائيل بيد الله لتعمل‬
‫على تهيئة السياق التاريخي والثقافي وا لديني لعمل المسيح ا لخالصي في مرحلة الحقة في‬
‫التاريخ‪ .‬وا لهدف النهائي ليس أقل من خالحى الله لكل الشعوب (تك ‪ ،)٣ : ١٢‬وتأسيس حكمه‬
‫العادل في النهاية (‪٢‬بط‪.)١٣ :٣‬‬

‫القداسة في كل أمور الحياة‬


‫بدا أن بني إسرائيل لديهم شرائع لكل شيء من أمور حياتهم— شرائع خاصة بالطعام‪،‬‬

‫‪٨٩‬‬
‫والملبس‪ ،‬والزرع‪ ،‬وشرائع مدنية‪ ،‬وشرائع لها عالقة بالزواج والعالقة الجنسية‪ .‬لم يقصد‬
‫لهذه الشرائع أن تكون شاملة‪ .‬وإنما قصد أن تعمل كأدوات تذكير ملموسة ومرئية‪ ،‬بقصد‬
‫أن يعيشوا كشعب مقدس لله في كل جوانب الحياة‪ .‬لم يوجد أي تمييز بين ما هو مقدس‬
‫(صد) وما هو دنيوي المس)‪ ،‬وبين الطاهر والمدنس‪ .‬كان الله مهتائ بقداسة كل‬
‫شيء‪ -‬صغيرا كأن أو كبيرا ‪ ،‬هاائ كان أو عاديا ‪ .‬في مثل هذه التشريعات كان الله يذكر‬
‫إسرائيل بأنها مختلفة كشعب مقدس ومغرز لعبادة الله‪.‬‬

‫لم تقتصر ا لقد ا سة علي الكهنة الرسميين‪ ،‬بل كانت لكل شعب اسرائيل‪ .‬بل كانت ا ألمة‬
‫كلها كدعى ((لمئتفه كهنة ذأئه ئ)) (خر ‪ .)٦ :١٩‬وألن الله مقدس ومتغرد‪ ،‬كان على‬
‫شعبه أن يكونوا هكذا (ال ‪.)٤٤ :١١‬كان على بني إسرائيل أن يكونوا ((مميزين)) مثلما كان‬
‫يوم ا لسبت ((مميرا)) أو ((مخصصا كقدس)) للرب (تك ‪ .)٣ :٢‬نستطيع إعادة صياغة وصية‬
‫دكونوذ قديسئ الئي قدوس الرت إلهكم)) (ال ‪ )٢ :١٩‬كللتالي‪ :‬ألستكونون شعبي وخاصتي‬
‫وحدي‪ ،‬ألني إلهكم ولكم وحدكم ‪ ) (.‬هذه العالقة يمكن مقارنتها بتعهدات الزواج الجادة التي‬
‫تحدثنا عنها سابعا‪ .‬عندما يوجد شعب خاص بالله فهذا يعني ا لعيش في حياة مكرسة للرب‬
‫في كل جوأنبها ‪٠‬‬

‫لم تكن هذه القداسة مظهرية دينية‪ -‬أو زيغا بدا بريائ ومتماسكا من الخارج لكنه مشقق‬
‫وفاسد من الداخل‪ .‬عندما شرع الله هذه الطقوس‪ ،‬أرادها أن تعير عن تواضع ا لقلب ومحبة‬
‫الله وا لقريب (مز ‪.)١٩—١٥ :٥١‬كأن الله يكره ا لطقوس ((بعضت‪ ،‬فرهت أعيادكر‪ ،‬ولدشدتع‬
‫أندد ياعتفاقاتفز‪ .‬إئي إذا قدمثم يي محزقادفلم زنتي لمايفز أل أركضي))‪ ،‬عندما يتجاهل شعب‬
‫الله ((العدل)) و(( ا لبر)) (عا ه‪ .)٢٤ —٢١ :‬وتناول أطعمة شرعية وا الهتمام بحغظ ا لطقوس ال‬
‫يعني شيدا إذا لم تكن عبادة الله ومعاملة ا آلخرين صادقتين‪(.‬‬

‫لم تكن شرا ئع الطعام وا لملبس وا لزرا عة مجرد وصايا أعطاها الله ليقهر شعب إسرائيل‬
‫ويتصدد له ا ألخطا ء‪ .‬كان ا ألنبيا ء يذكرون ا لشعب أن الله مهتم في المقام األول بالعدل‬
‫وا لرحمة والسلوك بتواضع أمامه (تث ‪١٢ :١٠‬؛ مي ‪ .)٨ :٦‬مع نلك فهنا ا الهتمام ا ألخالقي‬
‫المستتر لم يلغ الشرائع الطقسية لما لها من معنى الهوتي غني— حتى في وقت متأخر من‬
‫تاريخ إسرائيل بعد سبي بابل‪(.‬‬

‫على المسيحيين (وربما غير المسيحيين أيائ) أن يتعلموا الدرس الذي أراد الله أن يعلمه‬
‫إلسرائيل في القديم‪ :‬ا لعيش تحت حكم الله ينبغي أن يترك أثرا في كل جوانب الحياة‪ .‬إن‬
‫حضو ا لله يمأل ويتخلل كل عالمنا‪ .‬ا لسما ء وا ألرض مملوءتان من مجده (مز ‪ ١ :١٩‬و‪ ٢‬؛ إش‬
‫‪ .)٣ :٦‬الله غير محصور بنطاق ديني خاص‪ .‬لكن الله —سوا ء بهيمنة مباشرة أو بسماح‬
‫إلهي حتى ال ينتهك حرية البشر— يعمل بسلطانه في كل إيقاعات الخليقة وتجليات التاريخ‬

‫‪٩٠‬‬
‫البشري‪ .‬فهو يجمع خيوط كل شيء مائ ليرسم لوحة ليصل كل شيء إلى ذروته في المسيح‪.‬‬
‫كعا يقول كاتب الترنيهة‪ :‬الله *يتحدث لي في كل هك‪1‬نه‪(.‬؛ا)‬

‫الطاهر والنجس‬
‫سمعنا من قبل مقولة ا لنظأفة من ا إليمان ‪ .‬في أزمنة ا لعهد ا لقديم‪ ،‬كأن هذا ‪/‬ا لقول أقرب‬
‫إلى الحقيقة مما نعتقد اليوم‪ .‬ماذا يعني كل هذا ا لكالم عن(( الطهارة)) و(( ا لنجاسة)) و(( ا لطاهر))‬
‫و(( الدنس))؟ لماذا االغتسال من الملوثات؟ ما هي الحاجة للتطهير؟ بينما نرى نحن الغربيين‬
‫هذه ا ألمور غريبة‪ ،‬فإن كثيرا من الثقافات ا لقبلية وا إلسالمية والهندوسية— يستوعبون هذه‬
‫الحعورة بشكل أكبر‪ .‬وسنفهم أكثر إذا فكرنا من جهة التثعبيهات والرموز‪ ،‬وليس من جهة‬
‫الحجج ا لعقلدة‪ -‬بينما نسعى لفهم أفضل لشرا ئع الطهارة واألفكار عن الطاهر والنجس‪.‬‬

‫الطهارة والنجاسة هي رموز أو صور‪ ،‬وا لفكرة ا لعبرية للحياة والموت تكمن خلف هذه‬
‫ا لصور‪ .‬ألنه بالنسبة للعبرانيين لم تكن ا لحيا ة مجرد وجود بيولوجي‪ .‬بل ا لبشر يمكن أن يكونوا‬
‫أحيأء بيولوجيأ ومع ذلك يعيشون في عالم الموت‪ -‬أي االغتراب والهالك الروحي واألخالقي‬
‫وا لنفسي والعاطفي (انظر مثال أمثال ‪ .)٢٧ —٢٣ :٧‬النجاسة ترمز إلى فقدان الحياة‪.‬‬

‫وبالرغم أن ترجمات إنجليزية كثيرة تستخدم مصطلحات مثل عدم الطهارة أو عدم‬
‫النقاوة ‪ ،‬ينبغي أال نظن بانها تشير إلى ا لصحة أو النظافة العامة‪ .‬هذا ال يعبر عن هذه‬
‫الحالة‪ .‬ربما يعبر مصطلح ((تابو))— الذي يشير إلى شيء غير عادي أو ربما‬
‫غريب ومتجاوز ا لحدود بشان الطعام‪ ،‬الزمن‪ ،‬الموت‪ ،‬أو ا لجنس— عن هذه ا لفكرة بأكثر‬
‫فاعلية‪ .‬كأن الكاهن يجب أن يكون سليائ من الناحية الجسمانية —بال عيب— حتى ال يصبح‬
‫تقدس الله مبتنبًا‪ .‬هذا ال يعني أن ا لعيب ا لجسدي خطأ أو شر‪ ،‬فكونك متسحا ال يعني‬

‫كونك آثائ (مع أن ا إلثم يجلب التلوث‪ ،‬وهو محرم‪ .)1)11(00 -‬في النهاية الحيوانات ا لمحرمة‬
‫(غير الطاهرة) ال تزا ل جزءا من خليقة الله الحسنة‪ .‬وحتى عندما يكون بنو إسرائيل غير‬
‫طاهرين فهذا لم يمنعهم من عبادة الله أو حتى االحتفال باألعياد— بل منعهم فقط من‬
‫الدخول إلى |لقدس‪٠(.‬ا)‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ا لجنس عطية صالحة من الله وليس شرا (داخل إطار ا لزوا ج) ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك كأن التطهير ضروريا بعد الجنس إلظهار الغرق بين الله والبشر‪( .‬ضع في اعتبارك‬
‫أن العديد من ألهة الشرق األدنى القديم كأنت تنخرط في كل أنوا ع النشاط الجنسي‪ ،‬في‬
‫تعارض نأم هع إله الكتاب المقدس)‪)١٦(.‬‬

‫الحياة‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬تعني أن تكون في عالقة صحيحة مع الله ومع المجتمع— وتعمل‬

‫‪٩١‬‬
‫بشكل صحيح في تناغم مع الكل (السالم = شالوم)‪ .‬وكما سنرى‪ ،‬فإن الحيوانات آكلة‬
‫اللحوم‪ ،‬سوا ء المفترسة أو التي تتغذى على الفضالت ارتبطت بالموت ولهذا فهي غير طاهرة‪.‬‬
‫النجاسة الطقسية في إسرائيل كانت حتمية ومتكررة‪ ،‬ولكنها لم تكن شرا في حد ذاتها‪(.‬‬
‫في نفس ا لوقت كأن االهتمام ا ألوبط من ورا ء الطهارة والنجاسة والقداسة ينصت على قلب‬
‫ا إلنسان‪ -‬وهي نفس ا لفكرة ا لتي أكد عليها يسوع في مرقس ‪ . ٢٣ - ١٤ :٧‬وبرغم أن ا لخطية‬
‫تتجاوز ا ألمور الطقسية‪ ،‬لكنها ال تزا ل تنجسنا وتلوثنا ‪ .‬ا لخطية توئد نجاسة أو دنسا أخالقدا‬
‫أمام الله‪ .‬في العهد القديم كانت األمور األخالقية (الخطية) غير قابلة لالنفصال عن األمود‬
‫الخاصة ب‪1‬لطهارة‪ )١٨(.‬على سبيل المثال‪ ،‬القتل يدنس اآلرض رمزيا (عد ‪ ٣٣ :٣٥‬و‪ ،)٣٤‬ولذلك‬
‫البد من ((تطهيرها))‪ .‬نفس ا لشيء يمكن أن يقال عن كلمة (الرجس) ا لتي تشبه النجاسة‪.‬‬
‫هذه ا لكلمة أحيادا تشير إلى ا لدنس األخالقي‪ -‬وأحيادا إلى ا لدنس ا لطقسي— هاتان الفئتان‬
‫ال يتم التمييز بينهما بوضوح دائائ في العهد القديم‪ .‬باختصار‪ ،‬الناموس يشير إلى نوعين‬
‫من الطهارة (أو الدنس)‪ )١( :‬النجاسة الطقسؤة (نتيجة االتصال بعمليات طبيعية مثل الوالدة‬
‫والموت والعالقات الجنسية)‪ )٢( ،‬النجاسة ا ألخالقدة (من خالل ثالث خطايا خطيرة بشكل‬
‫خاص‪ :‬الوثنية‪ ،‬السفاح أوزنا المحارم‪ ،‬والقتل)‪)١٩(-‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬في النهاية كانت الطهارة أمرا يتعلق بالقلب‪ (.‬ا وكلما اقترب المرء من الله‪،‬‬
‫كان البد أن يتسم بطهارة أكبر‪ .‬كان االقتراب إلى الله أمرا ال دستها ن به‪ ،‬وكان يستدعي‬
‫فحص الذات واالستعداد‪ .‬كان المسعى من وراء الطهارة نوعا من ((التوبيخ)) الروحي‪ -‬أو‬
‫كشائ لداخل اإلنسان‪ ،‬أو مراجعة داخلية لموقف المرء من حيث عالقته بالله‪.‬‬

‫الطهارة والنجاسة هما متضادان (ال ‪ ،)١٠ :١٠‬وكان بإمكان بنى إسرائيل أن يدخلوا‬
‫ويخرجوا من هذه ا لحا الت (المؤقتة)‪ .‬فى مسيرة الحياة كانوا معرضين للنجاسة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬قد يلمس اليهودي حثه أو تلد امرأة يهودية طفأل وتصبح نجسة ثم تقدم ذبيحة وتصبح‬
‫طاهرة مرة ثانية‪.‬‬

‫الطهارة والنجاسة رمزان للحياة والموت‪ .‬البشر يتحركون بين هاتين الحالتين ا لنسبيتين‬
‫وا لمؤقتتين (بسبب والدة طفل‪ ،‬العالقة بين الذكر وا ألنثى‪ ،‬اتصال بالموت‪ ،‬أو ا ألفعال الخاطئة)‪.‬‬
‫هاتان الحالتان تمثالن إصا أنك حي أو ميت‪ .‬من الناحية األخرى‪ ،‬حالة القداسة المستمرة‬
‫تعكس اقترابا إلى الحياة الكامنة في الله‪ ،‬وكان على اليهودي أن يصير ((طاهرا)) (وأقرب‬
‫إلى الحياة) لكي يقترب من الدار الخارجية للخيمة‪ .‬وكان على الكاهن أن يكون طاهرا ومغررا‬
‫بشكل خاص (مقدسا) ليدخل إلى قدس ا ألقداس مرة واحدة فى العام‪ .‬ا ألدوات المقدسة مثل‬
‫تابوت العهد وقدس ا ألقداس طئت مقدسة ولم تتنجس‪ -‬حتى إذا كان المقدس يخضع للتطهير‬
‫تحت ظروف استثنائية (مثال ‪٢‬أخ‪ .)١٩ :٢٨‬في العهد الجديد لمس يسوع ((البار والقدوس))‬

‫‪٩٢‬‬
‫(ا ع ‪ 1 ) ١٤ : ٣‬لدرص وا لمرأة نازفة ‪ 1‬لدم ونلله بال دنس‪ .‬يمكن توضيح ‪ 1‬لعالقة بين ‪ 1‬لحيا ة والموت‬
‫والقداسة والطهارة والنجاسة في الرسم الظلي‪(:‬‬

‫ه و نجاسة ‪ ٢‬الؤ ح‬ ‫و ظهارة ح <‬ ‫‪-‬‬ ‫>‬


‫نحبإلآل ز قداسة ح‬

‫القداسة تأتي في درجات من ا لتكريس أو ا لغرز (مثال‪ :‬الشعب‪ ،‬ا لالويين‪ ،‬رؤسا ء ا لكهنة)‪.‬‬
‫وكلما اقترب اليهودي إلى الله ا لقدوس (االنتقال من الدار الخارجية للخيمة أو للهيكل إلى‬
‫القدس أو قدس األقداس)‪ ،‬كأن عليه االلتزام بشروط أكبر ومرا عا ة احتياطات أكثر‪ .‬ورؤسا ء‬
‫ا لكهنة عند تكريسهم كان لهم مالبس وغسالت خاصة ودهنات بالزيت‪ ،‬وطقوس تدل على‬
‫أنهم مغرزون‪ .‬وا لنذير (عد ‪ )٦‬كان يتلو تعهدات مقدسة في تكريس للرب‪ .‬وكان هذا يظهر‬
‫بتجدى ا لخمر وعدم قص ا لشعر وعدم مالمسة أي شيء ميت‪ .‬وإذا كان أحد ينتمي إلى نسل‬
‫الكهنة ولم يستطع تقديم دليل على نسبه‪ ،‬كان يعتبر نجسا (عز ‪ -)٦٢ :٢‬وبالتالي ال يصلح‬
‫لالقتراب أكثر إلى الله‪ .‬كان يوجد بناء هرمى للقداسة فى إسرائيل‪.‬‬

‫عدم االختالط باآلخرين‬


‫اآلباء وا ألمهات يهتمون باستمرار بأن يخبروا أطفا لهم أن يتجنبوا االختالط بالناس‬
‫األشرار؛ فالمعاشرا ت الرديئة تفسد األخالق الجيدة (‪١‬كو ‪٣٣ :١٥‬؛ قارن مز ‪ ١ :١‬و‪٠)٢‬‬
‫بالمثل أعطى الله بني إسرائيل بعض اإلجراءات لينفذوها كوسيلة رمزية إلخبارهم باال‬
‫يختلطوا بطرق ا ألمم الباطلة‪ .‬كان اليهود ((يرتدون شارات)) تفصلهم كمقدسين عن ا ألمم‬
‫ا لمحيطين بهم وا لغا سدين أخالقيا والهوتدا‪ .‬وكان عليهم لزاائ أال ((يختلطوا)) بأفكار هؤالء‬
‫األمم أو سلوكياتهم‪ ) (.‬تحرم ا لتورا ة في الويين ‪ ١٩ :١٩‬وتثنية ‪ ١١ —٩ :٢٢‬التزاوج‬
‫المختلط ومحاوالت أخرى للخلط‪ .‬ال للتزاوج بين نوعين مختلفين من الماشية‪ .‬ال لزراعة‬
‫محصولين مختلفين (نوعين من البذار) في نفس ا لحقل (ربما يشير هذا إلى ممارسة‬
‫الكنعانيين للسحر من خالل مزاوجة أنوا ع مختلفة من ا لبذور للحصول على محاصيل‬
‫وفيرة)‪ .‬ال مالبس من نسيجين مخثغين مثل ا لصوف والكتان (أو البوليستر!)‪ ،‬وال للحرث‬
‫باستخدام ا لثور والحمار معا‪(.‬‬

‫كما يشير الناموس إلى االختالط ا لجنسي غير ا لصحيح مثل ا لزنا‪ ،‬وا لسفا ح (زنا‬
‫المحارم)‪ ،‬أو ممارسة ا لجنس مع الحيوانات‪ ،‬أو المثلية الجنسية‪ ،‬ألنها كانت ترى باعتبارها‬
‫نجارا للحدود (ال ‪ )١٤(.)٢٣ -٦ :١٨‬بالمثل‪ ،‬ألن الله خلق اإلنسان ذكرا وأنثى (تك ‪٢٦ :١‬‬
‫و‪ ،)٢٧‬تم تحريم ارتدا ء مالبس ا لجنس ا آلخر في تثنية ‪ : ٢٢‬ه (ألن هذا ا لسلوك يحدث خلطا‬

‫‪٩٣‬‬
‫في الفوارق الجنسية التي وضعها الله‪ ،‬ويمثل تخطيا للحدود)‪ .‬وكما سنرى‪ ،‬ينطبق نفس‬
‫الشيء على الحيوانات الطاهرة والنجسة‪ .‬هذه الوصايا التي تمنع ا لخلط كانت تحاول رسم‬
‫معنى عن االكتمال وا لتكل مل واالستقامة‪ .‬لهذا ا لسبب لم يسمح للكاهن أو ا لذبيحة ا لحيوا نية‬
‫أن يتضمنا أية عيوب جسمانية (ال ‪٢٤ -١٨ :٢١‬؛ ‪.)٢٦ -١٨ :٢٢‬‬
‫لذا من ا لمنطقي أن يزعم عدد من الدارسين أن الله كان ينغر إسرائيل بدعوتها المقدسة‬
‫والمتميزة حتى من خالل أنوا ع األطعمة التي يأكلونها ‪ .‬حتى الحيوانات التي كانت ((تتعدى))‬
‫أو ((تتجاوز)) حدودها ا لغردية والمميزة من الهواء والماء وا ألرض كانت تعتبر نحسة‪ .‬يصف‬
‫((جوردون وينهام)) هذا األمر كللتالي‪ :‬عند الخلق فصل الله بين النور وابظلمة‪ ،‬وفصل بين‬
‫مياه ومياه‪ .‬فهذا التحريم لكل أنوا ع األخالط‪ ،‬خاصة التزاوج المختلط‪ ،‬قصد به أن يحذو‬
‫اإلنسان حذو الله‪ .‬فالبد أن يفصل بين ما خلقه الله منفصال ‪(.‬‬

‫شرائع األطعمة —وهي متشابكة مع كثير من وصايا موسوية أخرى تتعلق بالطهارة—‬
‫كانت ترمز إلى ا لحدود ا لتى كان على شعب الله أن يضعها أمامه باستمرار‪:‬‬

‫القدس (الخيمة ا الهيكل)‪ :‬كان حضور الله المنظور يتجسد هناك‪ .‬كان هذا المكان‬ ‫‪٠‬‬
‫يمدل ((مسكنه))‪ .‬لذا أعطى الله شرائع لتنغر شعبه بتكريسهم وتمييزهم من بين كل‬
‫الخليقة‪ ،‬وكيف ينبغي أن يكون االقتراب من الله (مثال كان على الكهنة والذبائح‬
‫الحيوانية أن تكون بال عاهة أو عيب)‪.‬‬
‫‪ ٠‬أرض إسرائيل‪ :‬كانت أرض إسرائيل تقع وسط أمم وثنية وآلهة باطلة‪ ،‬وبالتالي كان‬
‫هناك بعض ا لوصايا ا لتي ميزت إسرا ئيل عن ا ألمم ا ال‪۶‬ضى‪.‬‬

‫وبالتالي فأرض إسرائيل وذبائح إسرائيل وأطعمة إسرائيل كان لها داللة اجتماعية‬
‫والهوتية‪ .‬وكان الهدف من ا لحدود المتنوعة إلسرائيل أن تذكرها بعالقتها مع الله ومع األمم‬
‫المحيطة بها‪ .‬وكما تميز الله عن البشر‪ ،‬تميزت إسرائيل في سلوكها والهوتها عن األمم‬
‫المحيطة‪ .‬وكما كانت الخيمة تمثل المكان المقدس داخل إسرائيل‪ ،‬لذلك كانت أرض إسرائيل‬
‫نفسها كانت تمثل فكرة التكريس والتخصيص في مقابل األمم المحيطة بها‪(.‬‬

‫لقد حاولت أن أمهد المسرح لمناقشة األطعمة والشرائع اكآلخرك^ الخاصة بالتطهير بمزيد‬
‫من التفصيل‪ .‬وسأفعل هذا فى ا لفصل التالى‪.‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫لمزيد هن االطالع‪:‬‬
‫‪, ¥01. 1,‬تد‪1^1‬ل‪€ 0‬أ(‪1‬أ‪ 3‬؟يمنغ‪١‬ذمتك ا ع‪ 1‬اا‪18.‬ا‪10‬أ‪٧1‬جااا ‪3٢)1 5.‬غن‪1‬حع‪88, ٦‬جآل *‬
‫‪0¥. ٠٥.‬آل‪)1.‬سس‪٧1)1 £. 0‬ة(‪)1 £‬عة ‪1113.11111‬غ‪011‬ا ‪0111[0‬آل زة ‪0)1110)1‬‬ ‫ح‪8‬ل‪٠‬ة‬
‫‪, 2008.‬آلح‪6٣¥‬هال‪20‬‬
‫‪1,‬غنل‪1٦‬ع *‬ ‫‪11.‬ا‪08‬ال‪1‬آوأ‪0‬ي‪[١‬‬ ‫تي‪٤‬ت‪/٠‬ك‪!٠‬ك‬ ‫‪08‬اا‪0‬ولخ‬ ‫إلئ‪11‬جده‪10111 0‬لم‪08‬آ ‪01)1‬‬ ‫‪3.‬‬
‫‪, 2007.‬ال‪811‬ما‪0‬اع‪, 11,: 1‬ج‪08; ]<0١¥110٢8 0٢0¥‬اا‪(0‬لخ ‪:‬ك‪11‬أ‬

‫عغ‪0‬ل ‪0٢‬ا‪118‬؛د‪: ١٧08‬ج‪11‬ا‪¥‬ئال‪0‬ل ‪.‬كد سالفره ‪1£1)({2‬أ‪ 3€‬ا ‪)٠‬ا‪٣10‬أةزًا ‪٣,‬ج‪* ٦١4111‬‬
‫‪, 2000.‬ل‪ً110‬ا‪1‬‬
‫‪ 011 1110 01)1‬إلئ‪11‬جد‪0‬ء ‪1 01131‬آل‪01٠11‬ا‪ 111‬لمد ‪<.‬غغر‪١‬ع] ‪.‬ل ‪111, 001)1011‬ة‪* ١٧01111‬‬
‫‪8: £01111113118, 1979.‬ا)‪1‬؟جآل ‪)1‬الة‪1. 0٢‬ال‪0‬اد‪08‬آ‬

‫‪٩٥‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* ما هى داللة تشبيه المثلث الخاص بالله وا لشعب وا ألرض؟‬

‫* لماذا كان يفترض أن تكون النعمة واالمتنان محوذ وجود إسرائيل؟ وكيف كان يجب أن‬
‫يعيشوا هذا في حياتهم اليومية؟‬

‫قارن بين نظرة المسيحيين ا ليوم لقضية ا لكنيسة وا لدولة ونظرة شعب إسرائيل لنفس‬
‫ا لقضية في العهد القديم‪.‬‬

‫لماذا يجب أن نتذكر هذا ا لغرق د ا ئائ ؟ وما هي مخاطر عدم تذكره؟‬

‫‪ ٠‬هل توجد دول معينة تتبنى النظام الثيوقراطي؟ ما هو المنظور الكتابي لهذه القضية؟‬

‫‪ ٠‬ما معنى القداسة؟ وما العالقة بين قداسة الله وقداسة إسرائيل؟‬

‫* لماذا كان إلسرائيل شرائع كثيرة متعلقة بالطهارة؟ ولماذا كل هذه القواعد ا لسلوكية‬
‫الخاصة باألطعمة والملبس والزراعة؟‬

‫لخص ا لمعنى ا لمقصود بالطاهر وا لنجس فى ناموس موسى‪ .‬وما داللة هذه التصنيفات؟‬

‫ما هى العالقة بين الحيوانات الطاهرة وا لنجسة بنطاق مسكنها؟ وما الرسالة التى قصد‬
‫الله ان يرسلها إلسرائيل من هذا؟‬

‫‪٩٦‬‬
‫ا لفصل ا لثا من‬
‫ماذا عنالغرابذالشديدةلتعاليم‬
‫الكتاب المقدس؟‬

‫أطعمة شرعية أم شرائع غريبة األطوار؟ ج‪٢‬‬

‫الشرائع الغريبة‬
‫تعني أن يكون ا لشيء صحيائ أو سليائ‪ .‬اليهود‬ ‫ا لكلمة العبرية (( كاشروت))‬
‫ا لملتزمون سيكونون منتبهين لما دكتب على أغلفة ا ألطعمة ا لشرعية بالحروف اآلتية‬
‫(بصيفة جذر ا لكلمة باللغة العبرية)‪ .‬كان على اليهود أن يتجنبوا أطعمة مثل لحم الخنزير‪،‬‬
‫والجمبري‪ ،‬وا لحدار (الدئبيط) ‪ .‬لماذا ا عتبرت هذه األطعمة غير شرعية (أو غير طاهرة)؟‬

‫نحن نجد قائمة الحيوانات الطاهرة والنجسة فى الويين ‪ ١١‬وتثنية ‪ . ١٤‬إحدى السمات‬
‫الملفتة لهذه القوائم أن بعض هذه الحيوانات كانت غير طاهرة ومع ذلك كان يتم التعامل معها‬
‫(مثل الحمال التي كانت تستخدم في ا النتقاالت) ‪ .‬يصبح ا ألمر مهائ أينما وحد الموت‪ .‬جثث‬
‫الحيوانات غير الطاهرة تجعل اإلنسان نجسا‪ ،‬وليس بالضرورة لمس الحيوانات عندما تكون‬

‫‪٩٧‬‬
‫حية‪ .‬أشار الدارسون بوجود أسباب متعددة للتمييز بين الطاهر والنجس‪ .‬وسنتطرق إلى‬
‫بعض ا آلرا ء ‪-‬وإذ كانت غير كافية— قبل أن نركز على حل أكثر إقناعا ‪.‬‬

‫كان على بني إسرائيل أن يتجنبوا‬ ‫الصحة‪ /‬النظافة العامة‪ :‬ما هي الحجة؟‬ ‫‪٠‬‬
‫تناول العقاب (النسر)‪ ،‬ألنها حيوانات تأكل ((بقايا)) الحيوانات الميتة على الطريق‬
‫والحيوانات المفترسة‪ .‬ومذ يدري ما هي األمراض التي تحملها هذه الطيور؟ نحن‬
‫نعرف أن ا لخنازير قد تنقل أمراصا مثل الترا يكينوسيس أو ما يعرف بداءا لترا يكينيال‬
‫بينما األرنب البري والغرير ر‪٢‬بمجس سين عادة ما ينقل حمى‬ ‫(‪8‬أ‪0$‬ا‪>)1:‬‬

‫وال يجب تناول الجمبري ألنه يرفع مستوى الكوليسترول في‬ ‫(‪.)11111161‬‬ ‫األرانب‬
‫الدم! ما هي اإلشكالية؟ إذ فكرة الصحة العامة ليست هي المقصودة في الويين ‪ ١ ١‬أو‬
‫أي موضع أخر في ا لعهد القديم‪ .‬أيصا لماذا لم يعتبر النباتات السامة محرمة؟ أضف‬
‫إلى ذلك‪ ،‬لماذا أعلن يسوع أن كل هذه ا ألطعمة طاهرة لو كان موضوع ا لصحة هو‬
‫ا'لمقصود فعأل في الجزء الخاص باألطعمة الشرعية في ا لعهد ا لقديم؟‬

‫كانت الحيوانات نجسة‬ ‫‪ ٠‬االرتباط يالديا نا ت المحيطة بإسوائيل‪ .‬ما هي الحجة؟‬


‫ألنها ارتبطت بديانة غير يهودية في ا لشرق ا ألدنى القديم‪ .‬ما هي ا إلشكالية؟ لو كانت‬
‫الحالة هكذا‪ ،‬كان يجب ان يكون الثور من الموبقات‪ .‬في النهاية كان ا لثور مركرا‬
‫للديانة المصرية وديانة كنعان‪ .‬ومع ذلك كان ا لثور أثمن الحيوانات في منظومة الذبائح‬
‫اليهودية‪ .‬وكما يتضح كان الكنعانيون يذبحون في طقوسهم الدينية نفس أنوا ع‬
‫الحيوانات التي يستخدمها بنو إسرائيل! (مع أن ا لجثيين كانوا يذبحون الخنازير)‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬كانت شعوب العشرق ا ألدنى ا لقديم يعتبرون الخنازير كريهة واعتادوا‬
‫على تجنبها سوا ء كطعام أو كذبائح في شعائرهم الدينية‪ .‬كان على إسرائيل أن‬
‫تميز نفسها عن ا ألمم المجاورة في نواح عديدة‪ ،‬ولم تكن الذبائح الحيوانية واحدة من‬
‫هذه النواحي‪) (.‬‬

‫لهذا فإذ هذين ا لرأيين —ا لصحة العامة وا لطقوس الدينية‪ -‬ال يمثالن حال جيدا‪ .‬هناك‬
‫بعض الزوايا التي ستساعدنا على ا لحصول على إجابة‪ :‬ا لخلق (تك ‪ ،)١‬والسقوط والموت‬
‫واالنحراف عما هو طبيعي (تك ‪.)٣‬‬

‫الزاوية األولى‪ :‬الخلق‬


‫يقسم تكوين ‪ ١‬الحيوانات إلى ثالث دوائر‪ :‬حيوانات تمشي على األرض‪ ،‬وحيوانات‬
‫تسبح في المياه‪ ،‬وحيوانات تطير في الهواء‪ .‬ويقدم الويين ‪ ١ ١‬قائمة بحيوانات غير طاهرة‬
‫ترتبط بل ألرض (ع ‪ ،)٨ —٢‬وبالميا ه (ع ‪ ،)١٢ —٩‬وبالهواء (ع ‪ .)٢٥ —١٣‬وكما رأينا‪ ،‬هذه‬

‫‪٩٨‬‬
‫الحيوانات ترمز إلى امتزاج أو اختالط األصناف‪ .‬في المقابل كأن للحيوانات الطاهرة كل‬
‫السمات المحددة لفصيلتها التي أعطيت لها عند الخلق‪ .‬ومن دم فإن الحيوانات التي ((تعدت))‬
‫الحدود أو تجاوزت نطاقها كان يجب تحديها بل عتبارها غير طاهرة‪.‬‬

‫لكي تكون الحيوانات المائية طاهرة يجب أن يكون لها حرا شيف وزعانف (ال‬ ‫‪ ٠‬المياه‪:‬‬
‫‪١٠ :١١‬؛ تث ‪ ،)١٠ :١٤‬وبالتالي فإن ثعابين الماء؟‪،‬كأوا لمحار‪ ،‬وهي ال تتفق مع هذا‬
‫التصنيف‪ ،‬هى حيوانات غير طاهرة ويجب تحريمها‪.‬‬

‫األرض‪ :‬الحيوانات الطاهرة هي ذوات األربع‪ ،‬والتي تثب أو تمشي أو تقفز‪.‬‬ ‫‪٠‬‬
‫من اإلشارات ا لواضحة على أن الحيوانات البرية تعمل وفائ لنطاقها أن يكون‬
‫(‪ )١‬لديها ظلف مشقوق‪ ،‬و(‪ )٢‬تجتر‪ .‬هاتان السمتان توضحان بأن الحيوان ينتمي‬
‫إلى دائرة األرض (مثل الخراف والجداء)‪ .‬ولكن الجمال واألرانب والوبريات (وهي‬
‫تجتر ولكن ليس لها ظلف أو حافر مشقوق) والخنازير (لها حافر مشقوق ولكنها ال‬
‫تجتر)‪ ،‬وبالتالي هي حاالت بين دين‪ ،‬لذا ا ستبعدت ولم يسمح بأكلها كحيوا نات برية ‪.‬‬

‫في‬ ‫الطيور لها جناحان للطيران‪ .‬لكن الطيور مثل البجع والنورس تسكن‬ ‫‪ ٠‬الهواء‪:‬‬
‫كل ين ا لما ء وا لسما ء‪ ،‬وهو ما يجعلها غير طا هرة‪ .‬وا لحشرا ت ا لتي تطير ولكن لديها‬
‫أرجل كثيرة هي غير طاهرة؛ ألنها تعيش في نطاقين ‪-‬األرض والهواء‪ .‬في حين‬
‫أن الحشرات التي لها أربعة أرجل — اثنان منهم تشتركان في الوثب على األرض‪-‬‬
‫تعتبر طا هرة (تث ‪ .)٢٣—٢١ :١١‬هذه ا لحشرا ت— مثل ا لجرا د وا لجندب وا لصرصور‬
‫تشبه طيور ا لهوا ء‪ ،‬ولكنها تمارس ا لوثب على ا ألرخر باستخدام ا ثنين من األرجل‪،‬‬
‫لذا فهي طاهرة‪.‬‬

‫كانت الحيوانات غير الطاهرة رمرا لما كان يجب على إسرائيل تجنبه— أي االختالط‬
‫بل لمعتقدا ت والممارسات النجسة لألمم المحيطة‪ .‬كان على إسرائيل أن تتمثل بالحيوانات‬
‫الطاهرة— بمعنى أن تكون متميزة‪ ،‬وفي فئتها الخاصة‪ ،‬وأال يكون لديها سمات مختلطة‪.‬‬
‫في النهاية كان بنو إسرائيل شعب الله المغرز‪ ،‬وكان عليهم أن يرفضوا ديانات وممارسات‬
‫االمم |لمحيطة‪)٣(.‬‬

‫لكن ألم يخلق الله كل شيء <<حغ جئ؛ ا> (تك ‪)٣١: ١‬؟ إذا كأن األمر كذلك‪ ،‬أال يعني هذا‬
‫أنه ال يوجد حيوان غير طاهر أو ناقص في ذاته؟ نعم‪ ،‬يسوع يؤكد هذا في مرقس ‪١٩ :٧‬‬
‫(كل ا ألطعمة طاهرة)‪ ،‬وهذا معنى متضمن في أعمال الرسل ‪( ١٦—١٠ :١٠‬رؤية بطرس)‪.‬‬
‫ومع ذلك تم تذكير بني إسرائيل‪ ،‬باعتبارهم شعب الله‪ ،‬بأن القداسة تتطلب أشخاصا‬
‫تصنيفهم كشعب مغرزلله‪ .‬وبالتالي ما كان يفعله بنو إسرائيل في حياتهم‬ ‫حسى‬
‫يسلكون‬
‫ا ليومية —حتى في عاداتهم الخاصة با ألطعمة— كان ليميزهم كشعب الله المختار الذي يجدر‬

‫‪٩٩‬‬
‫به أن يعيش حيًا ة مختلفة عن ا ألمم المحيطة‪ .‬وكل وجبة طعام كًانث لتذكرهم بًافتدا ئهم‪.‬‬
‫ونظامهم الغذائي‪ ،‬المنضبط بأكالت معينة‪ ،‬كأن يحاكي عمل الله‪ ،‬الذي ربط نفسه بإسرائيل‬
‫ض بين كل األم‪ ،‬بعد أن اختارهم كوسيلة لمباركة العالم كله‪(.‬؛)‬

‫وبالتالي ال يوجد خلط ديني‪ ،‬أو فوارق غير واضحة‪ ،‬أو مساومة بين إسرائيل وجيرانها‪.‬‬
‫دعيت إسرا ئيل لالستقًا مة وا لحيًا ة ا لنقية‪ ،‬ولتتجنب ما قد يحد أو يمنع ا القترا ب من ا لله‪ .‬كانت‬
‫القداسة تتضمن تطا بغا مع ترتيب الله لألشيًا ء ‪ .‬كما كانت الحيوانات الطاهرة تنتمي إلى‬
‫دائرتهًا المميزة بدون مساومة‪ ،‬لذا كان على شعب الله المغرز أن ينتمي إلى دائرته الواضحة‪.‬‬
‫ولم يكن مسموحا لهم بأن يمزجوا ديانتهم مع ا ألمم ا لوثنية أو التزاوج مع لتن رفضوا إله‬
‫إسرائيل (عز ‪ ٤ —١ :٩‬؛ نح ‪ .)٣٠ -٢٣ : ١٣‬ولم تكن القداسة مس)لة أكل أو شرب‪ ،‬بل حياة‬
‫مكرسة لله بالكًامل في كل جوانبهًا ‪ .‬يقول ا لعهد ا لجديد نفس ا لشيء‪ .‬فرغم أن كل ا ألطعمة‬
‫هي طاهرة في النهاية (مر ‪ ،)١٩ :٧‬فإن مسألة أكلنًا وشربنًا مهمة لله الذي هو رب الله‬
‫( ‪ ١‬كو ‪ .)٣١ :١٠‬ومع ذلك فإن أمور ا ألكل ال يجب أن تهدد فرح الكنيسة وسالمها في الروح‬
‫القدس (رو‪.)١٧:١٤‬‬

‫الزاوية الثانية‪ :‬السقوط والموت واالنحراف عما هوطبيعي‬


‫ليس فقط أن المخلوقات الزاحفة وا لمحتشدة تتقاطع في الدوائر الثالث للتصنيف وهي‬
‫بالتالي غير طاهرة‪ ،‬لكن هذه ا لنوعية من الحيوانات في أي دائرة (ثعبان الماء‪ ،‬والثعابين‪،‬‬
‫والحشرات الطائرة) كانت تذكر بالسقوط في تكوين ‪ ٣‬والحية الزاحفة الملعونة‪ .‬بمقدورنًا أن‬
‫ننظر إلى ا ألطعمة الطاهرة وا لنجسة من زاوية أخرى‪ -‬زاوية اللعنة والموت‪ .‬هذا الربط بقضية‬
‫السقوط يعززه تكرا ر وصية الله في تكوين ‪ ٢‬و‪٣‬؛ اي ا لسما ح با ألكل (من أشجار ا لجنة)‬
‫(تك ‪١٦ :٢‬؛ ‪ )٢ :٣‬و عدم السماح باألكل (من شجرة معرفة الخير والشر) (تك ‪:٣ ،١٧ :٢‬‬
‫‪،)٣،١‬وفيالويين‪(١١‬ع‪٢‬و‪٢١،١١،٩،٣‬و‪.)٢٢‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كانت نوعيات الحيوانات المسموح بها أو ا لمحرمة في النظام الغذائي‬
‫لشعب إسرائيل مرتبطة بنوعية شعب الله الذي أراد الله أن يصيروا عليه‪ .‬فلم يكن يصح‬
‫أن يصيروا شرسين أو مفترسين في عالقاتهم البشرية‪ .‬وكما أن الدم أو المني المغرز يرمز‬
‫للموت وبالتالي عدم الطهارة‪ ،‬كذلك كانت الحيوانات المفترسة ترمز إلى الموت‪(( :‬لحلم فريسة‬
‫في الصحراء ال تأكلوا)) (خر ‪.)٣١ :٢٢‬‬

‫جل نب آخر من ا لطهارة وا لنجاسة يبدو في مظهر ا لحيوا ن‪ .‬فا لحيوا ن ا لذي له مظهر شان‪،‬‬
‫أو لديه سمة غير عادية‪ ،‬أو الضعيف‪ ،‬أو الذي بال وسائل دفاعية كلها يقع في فئة الحيوانات‬
‫غير الطاهرة أيائ‪.‬‬
‫وبرغم أن أنواعا معينة من األكل والملبس والزرع والعالقات الجنسية في كل دوائرها‬
‫ا لخاصة تعمل كصورة لتمؤز إسرا ئيل عن ا ألمم‪ ،‬يرمز ‪ 1‬لغارق بين ا لحيوا نات ا لطا هرة وا لنجسة‬
‫باألخص إلى كيف كان على بني إسرائيل أن يتصرفوا في عالقتهم بجيرانهم وكذلك في‬
‫عالقتهم مع الله‪ .‬في لغة سفر ا لالويين ترمز الحيوانات إلى ما طلبه الله من شعبه‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬الحظ ا لمتوازيات بين أنوا ع الحيوانات التي كانت تقذم كذبائح فى الويين ‪ ١‬و‪ ٣‬و‪٢٣‬‬
‫((( الصحيح أو الذي بال عيب)) وهو ما كان يؤدى إلى ((وقود رادحة سرود بلرت)))‪ ،‬والكاهن‬

‫الذي يجب ان يكون بال عيب (راجع ال ‪ .)٢٣—١٨ :٢١‬اللغة المتوازية بين الكاهن الذي بال‬
‫عيب والذبيحة التى بال عيب مثيرة لالنتباه بشكل كبير (الحظ الكلمات بغونط غامق)‪:‬‬

‫ذهححة هال عدى‬ ‫كاهن بال عيب‬

‫(ال ‪)٢٤ >٢٢ -١٨ :٢٢‬‬ ‫(ال ‪)٢٣ ,٢٠ -١٨ :٢١‬‬
‫كز إنشان‪ ...‬فري قذياثه‪ ...‬يكون ذفزا‬ ‫ألن كز زحل (من نسل هارون الكاهن)‬
‫صجيائ (بال عيب)‪ ...‬فذ نا فإذ‬ ‫فبه قنت آل كندم‪ .‬أل زلجن اعقى ذال‬
‫نيه عيي ال نقزبوه ‪ ...‬تفون ضحيفه‬ ‫اعزخ‪ ،‬ذأل قلس ذألذوايدى‪ ،‬ذألزحل‬
‫قف ‪ .‬فذ غيب أل يفون نين‪, .‬ألعنى‬ ‫فبه كئن رلجل أن كشن يد‪-،‬وال أخذي‬
‫ح وانييز واأللجري‬ ‫والفشور وا‬ ‫وأل افقلم‪ ،‬ذأل تب ني شه بياض‪،‬‬
‫واألش‪ ،‬هذ؛ ال كفحا إلزي‪... ،‬‬ ‫ذال ألجزي زال |كقخ‪،‬ذال مزضوض‬
‫ومزضوخى النصية وئسحوقبا‬ ‫الخض‪...‬‬
‫ذمفوئعيا ألتقئغاللزي‪.‬قضأذضفلم‬
‫ال دئتلونا‪.‬‬
‫نسي‪ ،‬ألش أدا ألري ئقدشهلم‪.‬‬

‫تبؤن ((ماري دوجالس)) بشكل أكثر دقة العالقة بين أنوا ع الحيوانات ا لمسموح بأكلها‬
‫ونوعية األشخاص الذي يريدهم الله في عالقة معه‪ ) (.‬إن فكرة الطهارة وعدم الطهارة‬
‫في سفري ا لالويين والتثنية ترمز إلى حالة الترتيب في ا لخليقة وانسجامها في ظل وجود‬
‫كل شيء في دائرة نطاقه‪( .‬وبالتالي الحيوانات غير الطاهرة تمثل ا الفتقار إلى الكمال أو‬
‫االكتمال بسبب عدم انتمائها إلى دائرتها بشكل كامل)‪ .‬ومع ذلك هناك شيء أكثر من هذا‪:‬‬
‫الحيوانات ا لنجسة تظهر إصا (‪ )١‬كحيوانات مفترسة أو (‪ )٢‬حيوانات ضعيفة (معيبة في‬
‫مظهرها أو سماتها)‪ ،‬وهذا له ما يوازيه في العالقات اإلنسانية‪.‬‬

‫بخصوص صفة االفتراس‪ ،‬فإن حيوانات ا لهوا ء (البوم‪ ،‬ا لنوا رس‪ ،‬الصقور‪ ،‬آكالت الجيف‬
‫مثل النسر) هي محرمة في النظام الغذائي إلسرائيل‪ ،‬ألنها في حد ذاتها تأكل الدماء‪ .‬إنها‬
‫مفترسة‪ .‬هذا يذكرنا بتحريم أكل ا لدم في تكوين ‪ ،٤ :٩‬كإشارة للحياة الموجودة في الدم‪:‬‬
‫((ألن نعس كل قشد هي دئة)) (ال ‪.)١٤ : ١٧‬‬

‫أصا بخصوص الحيوانات البرية‪ ،‬فيسمح بأكل الحيوانات ذوات ا ألربع آكالت العشب‪-‬‬
‫وليس الحيوانات آكالت اللحوم (بشرط أن تصفى من دمها)‪ .‬وحقيقة أنها (‪ )١‬تجتر‪،‬‬
‫(‪ )٢‬ولديها ظلف مشقوق (سوا ء كانت حيوانات مستأنسة أو متوحشة) فهذه إشارات واضحة‬
‫على أنها ال تأكل الدم‪ ،‬وبالتالي فهي ليست مفترسة (ال ‪. )٣ : ١١‬أثا الحاالت المختلطة‪ -‬مثل‬
‫ا لخنزير وا لجمل واألرنب والوبر— هي حيوانات محرمة بسبب انطباق أحد المعيارين وليس‬
‫ا الثنين مائ‪ .‬وين دم فإذ الحيوانات البرية التي هي مفترسة يجب تجنبها بسبب اتصالها‬
‫بالدم‪ .‬فهي بصورة رمزية ((تكسر الشريعة))‪.‬‬

‫يشير بعض الدارسين إلى سمة رمزية أخرى‪ .‬باإلضافة إلى الحيوانات ا لنجسة‬
‫التي تمثل االفتراس‪ ،‬هتاك حيوانات أخرى تمثل ضحايا االفتراس‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫الحيوانات المائية ا لمحرمة (بدون زعانف أو حرافيش) تفتقر —من ناحية رمزية— إلى شيء‬
‫ما ((تحتاجه))‪ .‬وهذه صورة للضعف والهشاشة‪ .‬وبالتالي يعمل الغارق بين الحيوانات‬
‫ا لنجسة والطاهرة كصورة للعدل والظلم في العالقات اإلنسانية‪ .‬دعوني اقتبس اقتباسا‬
‫مطوال من ماري دوجالس‪:‬‬

‫إذ أنوا ع الحيوانات المحرمة تمدل المفترسين من ناحية‪ ،‬هؤالء الذين يأكلون‬
‫الدم‪ ،‬ومن ناحية أخرى تمثل ا لذين يعانون ين الظلم‪ .‬تأمل القائمة‪ ،‬وبا ألخص‬
‫ا لحشرا ت ا لمحتشدة‪ ،‬وا لحربا ء نا ت ا لوجه المنتغخ‪ ،‬وا لسلحفا ة وا لخنفسا ء‬
‫المتعالية الظهر‪ ،‬والنمل الذي يرذح تحت أثقال كبيرة‪ ،‬وفئر في حالة الفمى‬
‫التي لدى الديدان والخفافيش‪ ،‬وضعف السمك الذي بال حراشيف‪ .‬ثم فكر‬
‫في أمثالهم من البشر‪ ،‬الكادحين‪ ،‬والمتسولين‪ ،‬واأليتام‪ ،‬واألرامل اللواتي بال‬
‫سند أو حماية‪ .‬ا لشيء ا لبفيض هنا ليس هم بل ا لسلوك الذي جعلهم في هذه‬
‫الحالة‪ .‬فال عجب أن الله خلق الدبابات ووجدها حسنة (تك ‪ .)٣١ :١‬ال يوجد‬
‫في الصياغة العامة لسفر الالويين أي أفكار تعئم أن هذه المخلوقات البائسة‬
‫يجب تجدبها بسبب أجسامها المقرفة أو الكريهة أو السيئة‪ ،‬بل يسير سفر‬
‫الالويين متسعا مع فكرة العدل ليعئم أنه ال يجب أن ننبذ الفقير‪ .‬التجدب ليس‬
‫هو المشكلة‪ .‬بل ا الفترا ص هو ا لخطأ‪ ،‬وا ألكل نوع من االفتراس‪ ،‬وال يجب أن‬
‫يكون ا لفقير فريسة‪.‬‬

‫الشى ء ا ألكثر وضوخا فى كل هذا هو أن القداسة والسلوك االفتراسى ال يجتمعان‬


‫أبدا‪ .‬القداسة تمدل احترام حياة اإلنسان‪ ،‬وأكل الدم (الذي يرمز إلى الموت العنيف) يمثل‬

‫‪٠٢‬‬
‫ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكأب المقدس؟ ج‪٢‬‬

‫االفتراس‪ .‬الحيوانات الطاهرة ال تمدل فضائل بأجسامها‪ ،‬وكذلك اجسام الحيوانات النجسة‬
‫ال تمدل الرذائل‪ .‬لكنها فقط تتبع ((قاعدة)) تجدب الدم‪ ) (.‬إذا كان الدارسون الذين يدعون أن‬
‫بعض الحيوانات النجسة ترمز إلى الضعف واالفتقار إلى الحماية على صواب‪ ،‬فإن هذا‬
‫التمثيل للمقهورين ‪-‬ا لغربا ء وا ألرا مل وا أليتام (تث ‪٢٩ :١٤‬؛ ‪١١ :١٦‬؛ وقارن إش ‪-) ١٧ :١‬‬
‫يعمل كأداة تذكير بضرورة احترامهم‪.‬‬

‫كان األسلوب العام لحيا ة شعب بني إسرائيل ‪-‬حتى ا ألطعمة ا لتي يأكلونها (أو ال‬
‫يأكلونها)‪ -‬مهائ بالنسبة لله‪ .‬كانت أطعمتهم تعمل كأداة تذكير بما هو مقدس وما هو غير‬
‫مقدس؛ وكان على بني إسرائيل أن يتجنبوا أي افتراس الضعفاء في المجتمع باعتباره عمأل‬
‫غير مقدس‪.‬‬

‫إفرازات مخزية‬
‫لماذا تؤكد كثير من ا لشرائع في سفر ا لالويين على السائل ا لمنوي وا لدم؟ يتحدث سفر‬
‫الالويين ‪ ١٥‬عن إفراز السائل المنوي أو إفراز دم الحيض‪ ،‬وكالهما يؤديان إلى النجاسة‬
‫وا الحتيا ج إلى ا لعسل وا لتطهير‪ .‬ما ا لسبب في هذا؟ إذ رمزية ا لموت وا لحيا ة من ودا ء الطهارة‬
‫والنجاسة تعلمنا أن هذه اإلفرازات كانت تمدل ما هو ((خارج)) اكتمال جسد اإلنسان‪ ،‬كذلك‬
‫فإن ا ألطعمة النجسة التي تدخل ا لجسم تلوث وتدنس بشكل رمزي‪.‬‬

‫الدم المهبلي والسائل المنوي يرمزان بقوة إلى الحياة‪ ،‬وفقدانهما يرمز إلى الموت‪ .‬وعندما‬
‫تفقد أحد سوائل الحياة هذه فهذا يدغل ا لتحرك في اتجاه الموت‪ ) (.‬بعض الدارسدين يقولون‬
‫إن ا لتورا ة في خروج ‪ ١٩ :٢٣‬منعت طبخ ا لجدي ا لصغير بلين أمه‪ ،‬ألن هذا كان أحد طقوس‬
‫الكنعانيين للخصوبة‪ .‬البعض ا بآلخر يقولون إن هذه حالة رموز متناقضة‪ .‬بمعنى أن الحياة‬
‫(لين االم) والموت (طبخ الجدي الصغير) يتصادمان في هذا السيناريو‪ .‬مثال آخر لهذا‬
‫التصادم نجده في الويين ‪(( ٢٨ :٢٢‬أائ انيقزة أو الساة قاد تدبحوها وا بدها بي يوم واجد))‪.‬‬
‫بالمثل الحياة والموت يتناقضان هنا بشكل رمزي عندما يفقد السائل المنوي أو دم الحيض من‬
‫الجسم‪ .‬هذا الخلط بين الحياة والموت يمئل فقدان االكتمال‪(.‬‬

‫ال تتوقف ا لرمزية هنا‪ .‬كانت تحيط بإسرائيل أمم لديها عبادات طقسية خاصة بالخصوبة‪.‬‬
‫وكانت ممارسة ا لجنس مع إحدى عا هرا ت ا لمعبد تعني روحيا ا التصال بإله معين‪ .‬في ا لمقابل‬
‫يمثل الويين ه ‪ ١‬شيعا عن ((نظام للتحكم في ا إلفراز))! كانت ا لرسا لة إلسرا ئيل هي أن ا لجنس‬
‫له مكانه الخاص‪ .‬الله غير متزمت بشأن ا لجنس؛ فالله هو من صمم فكرة ا لجنس ا لمشبع‬
‫وا لمتبادل بين ا لزوج والزوجة (تك ‪٢٤ :٢‬؛ أم ه‪ .)١٩ -١٥ :‬ومع ذلك كان بنو إسرائيل‬
‫يحتاجون‪ ،‬على عكس جيرانهم‪ ،‬إلى ا لجدية في ضبط النفس في النشاط الجنسي‪ .‬وبرغم‬

‫‪١٠٣‬‬
‫أن ‪ 1‬لجنس كأن يجلب نجاسة مؤقتة‪ ،‬كانت إسرائيل تتذكر أنه محرم في المقدس (الهيكل)‬
‫كجزء من ا لطقوس الدينية— على عكس ا لطقوس الجنسدة في عبادات الكنعانيين‪ .‬مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ا لجنس داخل الزواج بين رجل وامرأة أمر طيب‪ ،‬لكن الزنا ال يجب أن يمحد بوضع‬
‫مسمى ديني عليه‪ .‬ولتمييز إسرائيل عن جيرانها‪ ،‬قدم الله بعض ((العوائق)) ليجعل الجنس‬
‫في نصابه الصحيح بدال من االنحطاط به‪ -‬مهما حاول جيران إسرائيل أن يضغوا التقوى‬
‫ءلى!لزذا‪(.‬ا‪)١‬‬

‫وعلى عكس األمم المحيطة بإسرا ئيل‪ ،‬لم تكن الزوجات في إسرائيل ممتلكات تستخدم‬
‫للمتعة ا لجنسدة‪ .‬ئرضت على ا لرجال بعض ا لقيود ا لمتعلقة بتوقيت ممارسة ا لجنس مع زوجاتهم‪،‬‬
‫وكان ا لمقصود منها أن تعطي ا لنسا ء قدرا أكبر من االستقاللية‪ .‬وكما يشير ريتشارد هيس‪،‬‬
‫مثل هذه ا لشرا ئع الوقائية ليس لها شرا ئع شبيهة في ا لشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫فجوة القداسة‪ :‬شرائع التطهير واالحتياج إلى النعمة‬


‫د‬ ‫نبا‬
‫كأن اختيأرهم كشعب لله يمثل امتيأزا ‪ .‬ومع ذلك هناك مسؤولية ضخمة مصاحبة لذلك‪.‬‬
‫لله‪:‬‬ ‫‪)071‬‬ ‫(‪1^00/‬‬ ‫كما يقول الفالح ((تيفي)) في فيلم ((عازف الكمان على السطح))‬
‫أعلم‪ ،‬أعلم‪ .‬نحن شعبك المختار‪ .‬ولكن ين حين آلخر أال تستطيع ان تختار سعدا آخر؟‬
‫اآلن لنرجع إلى مجمع أرشليم (اع ‪ .)١٥‬ظن كثير من المسيحيين األوائل (كانوا من اليهود)‬
‫أنه يجب على المرء أن يصير يهوديا صالحا لكيما يصير مسيحيا صالغا‪ .‬كأن يسوع كافيا‬
‫للخالص ‪-‬لكن البعض نادوا بأن هناك احتياحا للمزيد‪ -‬أي الممارسة اليهودية! أجاب بطرس‬
‫على هذا ا الدعا ء ‪ (( :‬ا آلن لماذا تجربون ا لله يوضع نير عنى عنق ا لداليين نلم يستطع ًاياؤدا وأل‬
‫نحن أن تئبله؟)) (أع ‪.)١٠ :١٥‬‬

‫كأن الله يذكر اليهود المتشددين في العهد ا لقديم بشكل مستمر بالفجوة التي بينهم وبين‬
‫الله‪ .‬وأن االقتراب إلى الله ليس أمرا هيدا‪ ،‬وأنه خالل الحياة اليومية لبني إسرائيل وجدت‬
‫أدوات كثيرة للتذكير بالنجاسة والدنس وعوائق أمام عبادة الله‪ .‬وكان بنو إسرائيل المهتمين‬
‫يشعرون بشكل منتظم ((بفجوة القداسة)) الموجودة بينهم وبين الله‪ ) (.‬وكان القصد من‬
‫وضعهم في مثل هذا الموقف هو تحفيزهم على طلب نعمة الله وا لتطهير على حسابه‪.‬‬

‫كا نت ا لذبا ئح ا لحيوا نية صورة مصغرة لهن ا ا ألمر‪ .‬كان ا لكهنة وا لمتعبدون يضعون أيا ديهم‬
‫على الذبيحة‪ .‬وهذا ا لعمل كان يرمز إلى أن هذا ا لحيوا ن قد وضع تحت ا لموت بديأل عن ا لبشر‬
‫(ال ‪١٥ :٤‬؛ ‪.)٢٢،١٨،١٤ :٨‬كانت ا لذبيحة تعمل كأدا ة تذكير بخطية ا إلنسان وعدم قدا سته‬
‫واحتياجه ا لشديد لمعونة خارجية— أى النعمة اإللهية‪.‬‬
‫يقدم ريتشارد هيس رأدًا مستنيرا عن شرائع الذبائح وترتيبها في سفر ‪ 1‬لالويين‪ .‬أوال‪:‬‬
‫ذبيحة (التطهير) من الخطية‪ ،‬ثم ذبيحة المحرقة (وتشير إلى التكريس الكامل لله)‪ ،‬ثم ذبيحة‬
‫السالمة (أو ا لشركة) (راجع ال ‪ ٨‬و‪ .)١٦ ، ٩‬هذا يسا عدنا على فهم أفضل لطبيعة التلمذة‬
‫المسيحية في رسائل العهد الجديد‪ :‬في البداية يأتي االعتراف بالخطية‪ ،‬ثم ا لتكريس لله‪ ،‬ثم‬
‫حيًا ة الشركة مع الله‪ .‬وبرغم أن المسيح يحقق هذه الذبائح في شخصه (كما توضح رسالة‬
‫العبرانيين)‪ ،‬فإنها توضح بشكل رائع مكونات حياة التلمذة المسيحية‪(.‬‬

‫تتحدث رسالة غالطية ‪ ٢٤ :٣‬وه ‪ ٢‬عن الناموس كمؤدبنا إلى المسيح‪ .‬بكلمات أخرى‪،‬‬
‫كأن الناموس يشير إلى األمام‪ ..‬إلى التحقيق التأم لذبائح إسرائيل وكهنوتها وأعيادها‬
‫المقدسة‪ .‬كذلك كما رأينا‪ ،‬هذه األمور كانت تشير إلى الوراء إلى إبراهيم‪ ،‬الذي يتضح أنه‬
‫كأن يهئل صورة عن ا الحتيًا ج إلى النعمة بمعزل عن حفظ ا لناموس‪ .‬يؤكد تكوين ه ‪ ٦ : ١‬أن‬
‫إبراهيم وثق في الله وحسبه الله بارا بسبب إيمانه‪ .‬مالحظة‪ :‬هذا حدث قبل أن يخين وقبل‬
‫أن يعطى الناموس الموسوي‪ .‬الحياة باإليمان‪ ،‬حتى بدون الناموس‪ ،‬جعلت المرء يحفظ روح‬
‫الناموس (قارن تك ‪ :٢٦‬ه) ‪ ) (.‬الناموس —بكل شروط ا لتطهير والذبائح‪ -‬كشف فعليًا عن‬
‫فشل البشر وبالتالي احتياجهم إلى النظر إلى ما هو أبعد من إمكانياتهم الخاصة‪ ..‬إلى‬
‫معونة الله ونعمته‪.‬‬

‫أيًا كانت طريقة دراسة في شرائع التطهير في العهد القديم‪ ،‬فإن المنطق الذي تبنى عليه‬
‫هذه الشرائع يتمثل في دعوة إسرائيل إلى حياة مقدسة في كل شيء‪ .‬لهذا ا لسبب نجد‬
‫فكرة القداسة بوضوح في كل النصوص الخاصة بتحريم قوائم معينة من األطعمة (خر ‪:٢٢‬‬
‫‪ ٣٠‬و‪٣١‬؛ ال ‪ ٤٤ :١١‬وه‪٤‬؛ ‪ ٢٥ :٢٠‬و‪٢٦‬؛ تث ‪.)٢١ -٤ :١٤‬‬

‫عندما نتأمل األمر ال يصبح أن نلتفت بجدية إلى ا لصور ا لكًا ريكًا تيرية للناموس الموسوي‬
‫التي يرسمها الملحدون الحدد‪ .‬نحتاج إلى الصبر لنفهم مغزى شرائع سفر الالويين‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت ال يجب أن ننظر إلى الناموس الموسوي كمعيار مثالي لكل البشرية‪ .‬ومع ذلك‬
‫سنستمر في ا لنظر إليه لنرى كيف يظهر حساسية أخالقية أكبر‪ ،‬وارتقاء ملحونائً عن‬
‫الشرائع األخرى في الشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫‪٠٥‬‬
‫‪:‬لمزيد من االطالع‬
‫‪ /٥٢‬ذس^‪٢‬د اا‪8.‬ال‪10‬أ‪0٧1‬ا ‪8 111‬اة‪1111‬ع‪0 61)1)1011 ٨‬ل ةااآاا ‪8, 11(.‬ألج‪1‬ا‪* [>0‬‬ ‫حغحم‪/‬ه ودس‪5‬‬
‫‪00(11681(11716111 59 (1993): 3-23.‬‬
‫*‬ ‫‪, (011‬ز‪0‬ا‪11‬ةآل ‪1992 ,1)١٧0٣ :031138 .4‬‬
‫ا‪6 001711116117, ٧0‬ا‪x1)081107'8 31)1110)0 ,1 .‬ا ‪ 111‬اا‪10118.‬أ‪0٧1‬ااا ‪ 8.‬ه‪1‬ح‪1‬ا‪10‬آل ‪* 11088, 3‬‬
‫‪,‬الج‪01٧‬ق^‪0‬حًا ‪8:‬ق‪^1‬آلآل ‪111)1‬ع‪0٧. 0)1. 6٢‬حع‪٧1)1 £. 031311)1. ٦‬ة(‪11 111 311)1 1‬ح‪111‬ج‪0٢٤011‬و|‪ 1٢0٢٢1‬زة‬
‫‪2008.‬‬
‫*‬ ‫‪, 60(108111. 1‬السهل‪113111‬‬
‫ااح‪0٧‬ال‪0٢8 6٢0٧0,11:1‬ال‪ ]<0١٧‬؛‪08‬اا^‪11: ٨^0.2007 ,‬‬
‫‪.‬حا‪7 011 1110 01)1 ٢٢08‬اح‪ 001111110111‬ا‪10113‬أ‪01٠113‬خ‪١٧ 111‬ج‪111, 001)1011 1. 16^1116118. 1١١٢‬ع‪١٧ *011111110111‬‬
‫الحالل‪0 )1‬ل ‪8:‬ا>ا(؛‪3‬حئ ‪)1‬عة‪0.1979 ,8٢‬‬
‫ا‪0‬ل ‪03.11‬ا‪110‬الً ا‪ 0‬إلج‪0‬ا‪٢٢110 ٢٢1100‬ا ‪15-6 :(1981) 53‬‬ ‫‪ .— *.‬رز‪٢/‬ع؛‪٢‬س‪ 2‬س‪٠‬غع!الك‬

‫‪٠٦‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* لماذا تعد النظافة وا لديانة الكنعانية الباطلة سياقا غير كاب لتبرير شرائع األطعمة‬
‫الخاصة بإسرائيل؟‬

‫* ما ا لمقصود د (( زوا يا)) ا لخلق وا لسقوط وا لموت وا النحرا ف عما هو طبيعي؟ كيف يساعدنا‬
‫هذا على فهم أفضل لشرائع األطعمة الخاصة بإسرائيل؟‬

‫‪ ٠‬ما هي العالقة بين الشخص الذي بال عيب والحيوان أو الذبيحة التي بال عيب (من ال‪٢١‬‬
‫و‪)٢٢‬؟ كيف لهذه المقارنة أن تفتح عيوننا على توقعات الله لشعبه إسرائيل؟‬

‫* لماذا تؤدي بعض اإلفرازات الجنسية إلى حالة من النجاسة؟ هل هذا يعكس انفصال‬
‫إسرائيل رمزيا عن الديانة الكنعانية؟ وكيف؟‬

‫‪ ٠‬ما المقصود بفجوة القداسة؟‬

‫‪٠٧‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫ماذاعن البربرية والشرائح القاسية‬


‫والجرائم األخرى المتخيلة؟‬

‫المنظور ا لصحيح للعقوبات والوقائع القاسية األخرى‬

‫من نواح كثيرة كأن الشرق األدنى القديم يشبه إلى خد كبير حالة الطبيعة‬
‫(أي ا لبشر قبل زمن المجتمعات المنظمة) التي يصفها ا لغيلسوف ((توماس‬ ‫كيع‬
‫هوبز)) (‪ )١٦٧٩ -١٥٨٨‬في كتابه الشهير *التنين* أو *اللوياثان* بأنها‪ :‬حالة *مقرفة‪،‬‬
‫ومتوحشة‪ ،‬وقصيرة ‪ .‬فلم تكن مرحلة سهلة أبدا‪ ،‬وكثير من الشرائع التي ظهرت في الشرق‬
‫األدنى ا لقديم عكست هذه الحالة الوحشدة والبدائية األخالقدة‪.‬‬

‫لقد تكبدنا جهنا جهيدا لنبلي أن شرائع العهد القديم لم دعع في الفراغ‪ .‬وبالرغم أنها‬
‫كانت تمثل ارتقاء أخالقيا كبيرا‪ ،‬فإنها عكست السياق المجتمعي للشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬
‫تكشف العقوبات في الناموس الموسوي جوانب هذا السياق‪ .‬لذا عندما يشير الملحدون الحدد‬
‫إلى البربرية والشرائع البدائية والقاسية والجرائم ا ألخرى المتخيلة في ا لعهد القديم‪ ،‬فهم بال‬
‫شك يتحدثون عن النصوص التالية‪:‬‬

‫‪٠٩‬‬
‫((كل إنشاؤ شب أداه أو ألمه قائه يقيل‪ .‬قد كب أداه أو ألمه‪ .‬دلمه علده‪( )).‬ال‬
‫‪٢٠‬؛ ‪)٩‬‬

‫<<(ثم) خرج ائ المزان إخ|ييبية‪ ،‬ذنو اس ذحل يصري‪ ،‬ني وشول بني‬
‫إسراييل‪ -‬ذدحاشم ني المحلة اس اآلسزابييؤة ذ(مع) ذحل إسزابييى‪ .‬نحدن‬
‫ابن ا الكزا يطؤه عتى ا السم (اسم الرب) وشب (لعنه)‪ .‬قانوا ده انى موكى‪..‬‬
‫قوضعوه بي المحرس (الشجن) بدئتن لهم عن قم الرت‪ .‬قنملم الرت موكى‬
‫قابلن‪ :‬أحرج الذي سب اتى حارج ا تته‪ ،‬قدضغ جبيع الشايعين ذيل يهم عتى‬
‫رأسه‪ ،‬قتنئقة كل انجتاعه‪( )).‬ال ‪)٦٤ -١٠ :٢٤‬‬

‫((وتأ نماذ بنو إسرادين بي اليرئه ذلجذوا رغاد يئقبت شغبا بي يوم الشتي‪.‬‬
‫ققدلمه الدين زحدوه يحفتي حفدا إتى موكى زنارون وكل انحتاعه‪ .‬قؤضعوه‬
‫ني ‪ 1‬ترس ألئه تلم يعتن لماذ| يعغل‪ ،‬يه‪ .‬قدن |لرت رنوكى‪ :‬قئأل يعدن‪ ،‬الزحذ‪.‬‬
‫يرحئة يججارة نمن انجماعه خارج اتله‪ .‬قاحرجة كل انيماعه إتى حارج‬
‫ا تته وزلجموه يححاز؛‪ ،‬قتات نمنا ألمز الرت موكى‪( )).‬عد ‪)٣٦ —٣٢ :١٥‬‬

‫((إذا نماذ يرحل ابذ نتايد ولمارد (متمرد) أل يشتع بقول أييه ذال بقول آئه‪،‬‬
‫و ديايه قال يستع تقتا‪ .‬يئسكه آبوه زألمه ويأديان ده إتى شيوخ نديتي زإتى‬
‫ياب لمكايه (مكان إقامته)‪ ،‬ويقوالن بشدوخ نديتي‪ :‬ابددا هذا لمعايد ونارد‬
‫ال يسمع بقوإتا‪ ،‬وهؤ مسرف وسحبيز‪ .‬قيزحئه جييع رحال نديتي يجحاز؛‬
‫خئى يموت‪ .‬قندزع السر مئ يبيكلم‪ ،‬زيستع كذ إسزاييز زيحافون‪( )).‬تث ‪:٢١‬‬
‫‪)٢١ -١٨‬‬

‫يبدو ناموس موسى في منتهى ا لقسوة في ظل هذه ا ألحكام بالموت وا لحديث عن ا لعقوبات‬
‫القاسية! بعض الغربيين يرفضون تما لما حتى أخف العقوبات البدنية‪ ،‬بل أحياائ تمثل مخالفة‬
‫للقانون في أماكن مثل ا لسويد ودول الشمال (مثل ًايسالندا وا لدنمارك وا لنرويج)‪ .‬وبالتالي‬
‫عندما نأتي إلى بعض شرائع ا لعهد القديم‪ ،‬تبدو العقوبات فظيعة وجسيمة‪ .‬يدعي النقاد أن‬
‫رجم الناس بالحجارة هو أمر بدائي وبربري‪ ،‬وأن عقوبة اإلعدام نفسها هي عقوبة قاسية‬
‫ووحشية‪ .‬االن ال أدافع عن عقوبة الرجم‪ ،‬وال أطالب باإلعدام لمن يرفضون الكتاب المقدس‪.‬‬
‫في ا لجزء التالي سنحاول وضع بعض التشريعات التي تبدو قاسية في نصابها الصحيح‪.‬‬

‫شرائع الشرق األدنى القديم وشريعة موسى‬


‫كررنا فكرة أن شريعة موسى أعطيت إلسرا ئيل فى السياق األخالقى المتدنى لمنطقة‬

‫‪١١٠‬‬
‫الشرق األدنى القديم‪ .‬في نفس الفترة وحدت شرائع أخرى قديمة في نفس المنطقة في‬
‫األلفية الثانية قبل الميالد وقد عرفت با لشريعة (( ا لمسمارية))‪ .‬كلمة ((مسمارية)) تشير إلى‬
‫حروف أو أرقام على شكل وتد‪ ،‬وتكون منقوشة على ألواح حجرية عادة بقلم من البوص‪ .‬في‬
‫هذه القائمة توجد شرائع أورنامو ريغ‪( )11٢-|/71‬حوا لي ‪ ٢ ١ ٠ ٠‬ق‪ .‬م‪ .‬خالل حكم ا ألسرة‬
‫(‪ ١٩٢٥‬ق‪ .‬م‪ ).‬الذي حكم مدينة سومرية‬ ‫الثالثة ل‪ -‬أور)‪ ،‬وشرائع ليت عشتار ر‪،7٢‬كأ‪/‬؟‪/،‬‬
‫(حوالي ‪ ١٨٠ ٠‬ق‪ .‬م‪ ،).‬وهي مدينة‬ ‫تسمى آيسن‪ .‬والشرائع األكادية إلشنونا‬
‫على بعد مئة ميل شما ل با بل‪ ،‬وا لشرا ئع ا لبابلعة لحمرا بي (‪ ١٧٥٠‬ق‪.‬م‪ ).‬وشرا ئع ا لحثيين‬
‫(‪ ١٢٠٠ —١٦٥٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬في آسيا الصغرى (تركيا اآلن) ‪)١(.‬‬

‫ال ينبغي أن نندهش من وجود توا زيات وتقاطعات بين شرا ئع ا لشرق ا ألدنى ا لقديم وشريعة‬
‫موسى‪ .‬األكثر من ذلك هناك اقوال متنوعة وحكم من سفر األمثال تبدو إلى حد بعيد كأنها‬
‫وهو أحد األعمال األدبية‬ ‫‪)1(181:1111071‬‬ ‫اقتباسات من ((تعاليم أمينيموبي))‬
‫المصرية القديمة‪ .‬كان يجوز لكتبة أسفار الكتاب المقدس أن يقتبسوا من أحد المؤلفات الشعرية‬
‫‪-‬مثل سفر ياشر (يش ‪١٣ :١٠‬؛ ‪٢‬صم ‪ -) ١٨ : ١‬أو أن يرجعوا إلى وثائق رسمية‪ ،‬مثلما فعل‬
‫كاتب سفر ا ألخبار‪ .‬باإلضافة إلى هذا يمكننا أن نتخدل موسى وهو يعمل كمحرر للتوراة إذ‬
‫يوفق بين التقاليد الشفهية والكتابات المتعلقة بالخلق وتاريخ عصر اآلباء األولين إلسرائيل‪.‬‬
‫فيما بعد في العهد الجديد يكشف لوقا ‪ ٤ —١ : ١‬عن مشروع بحثي منظم يستقصي التقاليد‬
‫الخاصة بيسوع وا لتي جمعها لوقا ليكتب سيرة ذاتية موثقة عن يسوع‪ .‬هذه المساعي البشرية‪،‬‬
‫واألسلوب األدبي للكتابة‪ ،‬والشخصيات تمدل جزة ا من عملية التدوين الملهم بالروح القدس‪.‬‬
‫ا لبعض سبه ((تجميع)) األسفار المقدسة بعقيدة ا لتجسد‪ .‬في شخص يسوع الناصري اجتمع‬
‫ا لعنصر ا إللهي بالعنصر البشري‪ .‬بالمثل ليس معنى أن هناك درا لشخصية الكاتب أو أسلوبه‬
‫أو أدواره المختلفة‪ ،‬أو أئ محتوى ((خل رجعا)) قد اقتبس‪ ،‬أن هذا معنا ه أن روح الله الملهم لم‬
‫يكن مساهائ في عملية ا لوصول باألسفار المقدسة إلى صورتها الحالية‪.‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬هناك تشابهات ومتوا زيات عديدة بين شرا ئع الشرق ا ألدنى ا لقديم وشريعة‬
‫موسى (وأكثر تحديدا‪ ،‬ميثاق العهد في سفر ا لخروج ‪— )٣٣ :٢٣—٢١ :٢٠‬سوا ء في عقوبة‬
‫اإلعدام للقتل أو حتى ا لتشريع الخاص بالثور النطاح‪ .‬بكل تأكيد هناك تحسينات أكثر‬
‫تحضرا أجريت على شرائع عديدة بمرود الزمن في الشرق ا ألدنى القديم— على سبيل المثال‪،‬‬
‫تخفيف أحد شرائع ا لحثيين ا لقديمة (‪ ١٥٠٠ —١٦٥٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬في شرائع ا لحثيين الجديدة‬
‫(‪ ١١٨٠ —١٥٠٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬ولكن عند نقاط أساسية توجد ا ختالفات ضخمة بين شريعة موسى‬
‫ومواثيق قانونية أخربى في الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬يقدم تشريع سينا ء ارتقاءات أخالقعة‬
‫وقا نونؤة متميزة بحق ولم يسمع بها قبال‪ .‬ليس من المستغرب إدا أن يركز النقاد من أمنأل‬
‫الملحدين الحدد على الجانب السلبي بينما يتغافلون قفزات هائلة نحو األفضل‪ .‬فهم يفكرون‬

‫‪١١١‬‬
‫هكذا‪ :‬لماذا نزعج أنفسنا بالغوا رق ا لطفيفة عندما تستطيع أن تسجل العديد من النقاط‬
‫الرنانة عن رجعية الشرق األدنى القديم! في هذا ا لجزء من الكتاب سنلقي ا لضوء على هذه‬
‫االختالفات البارزة‪.‬‬

‫وبينما نفوحن أكثر عمعا‪ ،‬سنستمر في ا لتأكيد على شيئين‪ )١( :‬بعخر شرا ئع وعقوبات‬
‫ا لعهد ا لقديم كانت أقل من المثاليات التي وردت في قصة ا لخلق (تك ‪ )٢( ،)٢ :١‬شريعة‬
‫موسى لم يقصد لها أن تكون دائمة او عامة أو معيارا لكل األمم‪ .‬لذا يجب أن نقدم مدى‬
‫قسوة هذه العقوبات والشرائع القاسية في سياق الشرق األدنى القديم وليس في ضوء‬
‫الثقافة الغربية‪ .‬ألننا نحن الغربيين في نظر شعوب الشرق األدنى ا لقديم نعتبر مجموعة من‬
‫الحالمين األغبياء!‬

‫كاسر السبت والمجدف‬


‫تأتي قصة كاسر ا لسبت (عد ‪ )٣٦ -٣٢ :١٥‬في أعقاب تشريع يتعلق بالخطايا ا لسهو‬
‫وا لخطا يا المتعمدة أو التعسغدة‪ .‬جامع الحطب الذي كسر السبت يمثل خطية متعمدة؛ ألن ذلك‬
‫انتهاك مباشر لوصية إلهية واضحة في خروج ‪ ٣١‬وه‪ .٣‬من يعمل في السبت يجب أن يموت‬
‫(خر ‪ ١٤ :٣١‬وه ‪ .)١‬ثم لدينا االبن الذي يجدف أو يلعن الله —أو ((اسمه)) (ال ‪ -)٢٤‬وكذلك‬
‫ا البن ا لعاصي ‪,,‬وا لعنيد (تث ‪ .)٢١‬كل هذه تمثل انتهاكات صارخة لما سبق ا لله وأوصى به‪.‬‬

‫في أحيان كثيرة‪ ،‬عندما ئرتكب ا النتهاكات ألول مرة في وسط أمة ناشئة‪ ،‬يصاحب ذلك‬
‫عقوبة قاسية‪ .‬تأمل ناداب وأبيهو‪ ،‬اللذين ينطبق عليهما المثل القائل هذا الشبل من ذاك‬
‫األسد إذ قلدا وثنية هارون في حادثة العجل الذهبي (خر ‪ ،)٣٢‬وقدما ((نارا غريبة)) —وهو‬
‫ما يعني طقسا وثندا لعبادات غربية سامية كانت ترتبط بتعيين المرء في الكهنوت— وقد سقطا‬
‫ميتين (ال ‪ .) ١ ٠‬كذلك رجال من بني إسرائيل‪ ،‬تم إغواؤهم بالزنا والوثنية بواسطة نسا ء من‬
‫مديان‪ ،‬هؤالء قد سقطوا أيتا أمواائ بسبب احتقارهم لعهد الله (عد ‪ .)٢٥‬وخالل حقبة مملكة‬
‫داود‪ ،‬حاول عزا أن يثبت تابوت العهد المترنح اثناء نقله (‪٢‬صم ‪ .)٧ —١ :٦‬كيف نال ((شكرا))‬
‫على مجهوداته؟ أسقطه الله مائدا! حتى أن داود استشاط خضدا بسبب عمل الله هذا‪.‬‬

‫فكر فقط في حنانيا وسفيرة في ا لعهد ا لجديد (أع ه)‪ ،‬ا للذين سقطا ميتين بسبب كذبهما‬
‫بشأن مقدار سخا ئهما‪ .‬وكانت ا لرسا لة وا ضحة جدا للكنيسة ا ألولى‪(( :‬نضار حوف مبألئ‪١‬‬
‫طى جييع ا لكييكة وطى جميح ا لدين سيعوا بذبذ)) (أع ه ‪ .)١١ :‬تبدو يد ا لله ثقيلة با ألخص‬
‫في حا الت ا لقدوة أو في ا لبدايات‪.‬ال يمكن ا الستخفاف با لله‪ .‬وهو يأخذ ا لخطية مأخذ ا لجد‪،‬‬
‫وفي أحيان كثيرة يضع معيارا للتجاوزات األولى‪ .‬بالنسبة لشعب الله كان مقصودا لهذه‬
‫العقوبات أن تكون أدوات تذكير قوية لما يتوقعه الله منهم‪.‬‬

‫‪١١٢‬‬
‫لذا عندما حاول عزا أن يحفظ توازن تابوت العهد‪ ،‬الذي وضعه داود على ((عربة جديدة))‪،‬‬
‫كان الله واضائ جدا بأن تعليماته في ناموس موسى قد تم تجاهلها‪ .‬كان يجب أن يحمل‬
‫ا لتا بوت على قضبا ن بوا سطة ا لالويين (خر ‪١٥ -١٢ :٢٥‬؛ ‪ ،)٤ :٣٠‬وال دنقل بعربة يجرها‬
‫ثور‪ .‬وكان هناك أشياء مقدسة لم يكن مسموحا بلمسها وإال كانت ا لعقوبة هي الموت (عد ‪: ٤‬‬
‫‪ .)١٥‬وكما أحبر الله موسى وهارون بعد إماتته لناداب وأبيهو ((هذا ائ دكلم به الرت فادال‪:‬‬
‫بي العريدين مدي ائعذس‪ ،‬وأائلم جييع السعب أدمحد)) (ال ‪.)٣ :١ ٠‬‬

‫المسرف والسكير‪ :‬تثنية ‪٢١ -١٨ :٢١‬‬


‫ماذا عن هذا ا لنص القاسي الذي اقتبسنا ه سابقا؟ ال يوجد لدينا أي تسجيل في الكتاب‬
‫المقدس لحدوث هذا ا ألمر فعلدا‪ .‬ولكن كما هو الحال مع التجاوزات ا ألولى فى إسرائيل‪ ،‬كان‬
‫الهدف هو التعليم بأن‪(( :‬يئتع كز إسرا ديل زيقا فون)) (تث ‪ .)٢١ :٢١‬ماذا كان التجاوز؟‬

‫نحن هنا ال نتحدث عن مهزا ر صغير أو حتى عن مرا هق ال يريد تنظيف غرفته‪ .‬ال‪ ،‬لكن‬
‫عن شخص جانح ومنحرف وال يمكن تقويم سلوكه القاسي والعنيد‪ ،‬بالرغم من جهود كل‬
‫ا لمحيطين به‪ .‬إنه مذنب بشكل متكرر؛ فأبوا ه ((يوديابه قارة يسمع لهنا)) (تث ‪ .)١٨ :٢١‬هذا‬
‫ا لشخص صورة للتمرد‪ -‬و(( مسرف وسابير)) (تث ‪٢٠ :٢١‬؛ قارن أم ‪ ٢٠ :٢٣‬و‪ ٠)٢١‬هذه‬
‫المشكلة الخطيرة كانت ستسبب دمارا هائالعلى العائلة والمجتمع األكبر(دعي يسوع(( اكول‬

‫وشريب حئرا‪ ،‬وهي إثم خطير جدا في إسرائيل)‪.‬‬

‫كان مثل هذا ا البن‪ ،‬وعلى ا ألرجح ا لبكر‪ ،‬حتائ سيبدد ميراثه عندما يموت أبوه‪ .‬وكان على‬
‫ا ألرجح سيجلب ا لدما ر لعا ئلته ا لحا لية وا لمستقبلية‪ .‬فهو مثل مدمن ا لقما ر ا لذي سيرهن منزله‬
‫ومدخرات ا لعمر من عائلته‪ .‬ومع ذلك الحظ أن الوالدين ال ينفذان القانون بأيديهما‪ .‬وإنما‬
‫يستشيرا ن ا لسلطا ت المدنية‪ ،‬ا لمسؤولة على نظام ا لمجتمع وسير أحوا له‪ .‬وال يظهر ا لوا لدا ن‬
‫في ا لصورة فيما بعد‪ .‬وال يتوليان تنفيذ العقوبة‪ ،‬وإنما تقوم الجماعة بممارسة هذه المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ .‬وعندما يتطلب األمر هذا ا إلجرا ء العنيف‪ ،‬فهو آخر مالذ مأساوي للتعامل مع‬
‫مثلهذه|لمشكة‪)٣(.‬‬

‫التوابع‪ ،‬والسحرة‪ ،‬واألنبياخ الكذبة‬


‫منع التوابع (أو العرافون)‪ ،‬والسحرة (المنجمون) من العيثر في إسرائيل وإال تعرضوا‬
‫لعقوبة الموت (ال ‪ .)٢٦ :١٩‬كان هؤالء الذين يتنبأون عن المستقبل من خالل العالمات‪ ،‬أو‬
‫قراءة الطالع‪ ،‬والتنجيم‪ ،‬ومحاولة االتصال بكائنات روحية (شيطانية) بمثابة خارجين عن‬

‫‪١١٣‬‬
‫القانون‪ .‬وبالمثل‪ ،‬كأن ا ألنبيا ء ا لكذبة ا لذين يسعون إلى إغوا ء ا لشعب إلى ا لوثنية يتعرضون‬
‫أيتا لعقوبة اإلعدام (تث ‪.)١١ -١ :١٣‬‬

‫كانت عبادة الموتى شائعة في ا لشرق األدنى القديم‪ ،‬بما في ذلك كنعان‪ .‬كانت شعوب‬
‫الشرق األدنى القديم تحاول استشارة الموتى أو االتصال بهم حتى يتدخلوا أو يساعدوا‬
‫ا ألحيل ء ‪ .‬هذه ا ألديل ن ا لقديمة في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم كا نت تد ا فع عن طقوس ا لحزن على‬
‫ا لمتوفي مثل تقطيع المرء لجسده من أجل ا ألموا ت وعمل عالمات كل لوشم على الجسد (أل‬
‫‪ .)٢٨ :١٩‬أائ قص الرجال لشعرهم من الجانبين أو أطراف لحيتهم (ال ‪ )٢٧ :١٩‬فكانت‬
‫ممارسة كنعانية يقدم فيها المتعبد شعره كتقدمة إلى أروا ح منتقلة السترضائهم (قارن‬
‫تث‪.)١:١٤‬‬
‫لم يكن مسموحا بشيء كهذا في إسرائيل! كان على شعب الله أن يكون مختلعا عن ا ألمم‬
‫المحيطة به‪ .‬وكان عليهم أن يركزوا على الحياة وإله ابحياة‪ ،‬وليس األموات واآللهة الباطلة‪ .‬لم‬
‫يكن مسموحا ألحد بأن يستشير أو يسأل(( اتؤدى ألحل األحياء)) (إش ‪١٩ :٨‬؛ قارن ‪ :٢‬ه‬
‫و‪ .)٦‬ولم يكن حتى مسموحا للكهنة في إسرائيل بحضور الجنازات‪ ،‬إال إذا كانوا من أقارب‬
‫المتوفي (ال ‪ -١ :٢١‬ه)‪ .‬وكان عليهم أن يكونوا <<معئسين‪ ٠٠٠‬إللههم)) (ال ‪ .)٦ :٢١‬وتن دم‬
‫كان يجب تطبيق عقوبة اإلعدام على التوابع والمنجمين وأمثالهم‪ -‬هؤالء الذين يعملون في‬
‫تجارة الموت‪) (.‬‬

‫في مجتمع ديموقراطي كمجتمعا‪ ،‬يبدو كل هذا ضد فكرة التسامح‪ .‬يجب أن نحترم‬
‫حرية اآلخرين في العبادة‪ ،‬أليس كذلك؟ لكن إسرائيل قد ربطت نفسها بيهوه‪ ،‬الذي صنع‬
‫عهدا معها‪ -‬مثل زوج مع زوجته‪ .‬لقد تعهد شعب إسرائيل على نفسه بأنهم شعب الله وأنهم‬
‫سيحفظون عهده (خر ‪ ،)٣ :٢٤‬وقد خضعوا طواعية لحكم الله (الثيوقراطي)‪ .‬وبالتالي أي‬
‫تدحل في هذه العالقة— سوا ء في شكل آلهة غريبة‪ ،‬أو تحالفات سياسية‪ ،‬أو استشارة‬
‫الموتى‪ -‬بدال من الثقة بالله— يمثل انتهاينا لتعهدات العهد‪ .‬ومع ذلك من المضلل أن يتحدث‬
‫سام هاريس عن رحم ابن أو ابنة عائد من حصة تدريب على اليوجا‪ ) (.‬المغزى من تثنية ‪: ١٣‬‬
‫‪ ١٦ —٦‬مغاده أئ معلائ كاذبا يحاول ((إغواء)) الجماعة بالدعوة إلى عبادة آلهة أخرى‪ :‬هلم‬
‫(((قدج زئئبد ألهه أحزى)))‪.‬‬

‫بالطبع‪ ،‬هؤالء ا لذين ال يريدون أإليمان بإله إسرائيل وال يطيعون شروطه كان مسموحا‬
‫لهم بمغادرة إسرائيل ليعيشوا في أمة أخرى‪ .‬كان هذا هو البديل ا لواضح والمغتل‪ .‬وكان‬
‫هذا صحيا أكثر من الناحية الروحية إلسرائيل وأكثر أمادا لمناهضي الدولة الثيوقراطية‪.‬‬
‫وكان على المتبقين في ا ألرض أن يحترموا ا لعهد والشرائع المصاحبة له‪.‬‬

‫‪١١٤‬‬
‫لكل شعب تقاليده‬
‫((إذا فاقت خصوة بين أقاس وثنموا إنى انعنا؟ إتقضئ انعتا ة ينهم‪،‬‬
‫فلئترذوا انباذ زتئكوئا عتى المذنى‪ .‬قان كان اتدنى مسثوجذ الغزن‪،‬‬

‫يطزحه انقاضى ويحبدوقه أنانه غلى قذر ذدده يانفذد‪ .‬أذبعئ يحبده‪ .‬ال بزن‪،‬‬
‫لدأل إذا راد بى جئد؛ عنى هذ؛ ضزبات كيزًا‪ ،‬يخنعز أخون بى فيقئك‪( )).‬تث‬
‫ه‪)٣—١:٢‬‬
‫هل تتذكرون عندما سجن ((مايكل فاي))‪ ،‬وهو شاب أمريكي عمره ‪١٨‬ءاائ‪ ،‬في سنغافورة‬
‫عام ‪١٩٩٤‬؟ فقد تورط في سرقة وتخريب‪ ،‬والرسم بالرش على السيارات في متجر لبيع‬
‫السيارات‪ .‬اكتشف فاي أن هذا السلوك المخرب غير مسموح به في سنغافورة! وعندما قذم‬
‫والده التماسات للسلطات‪ ،‬حكم عليه بأربع جلدات السعة بدال من ستة جلدات باستخدام‬
‫قسبة طويلة‪.‬‬

‫كانت الضربات السنغافورة أقل عدذا لكنها كانت أكثر قوة من الضربات السامدة‪ .‬في‬
‫إسرائيل كانت ئستخدم ا لعصا ا لخشبية على األرجح‪ .‬ولكن أال تزا ل عقوبة ‪ ٤٠‬جلدة أكثر‬
‫عنائ ومبالغا فيها جذا؟ مرة أخرى دعنا نفحص بالتدقيق هذا الغص لنحصل على تقدير‬
‫أعظم لما يحدث هنا‪:‬‬

‫(‪ )١‬كان البد من إقامة محاكمة قانونية أوال‪.‬‬


‫(‪ )٢‬لم يكن مسموحا ألحد بأن ينفذ العقوبة بيديه‪.‬‬
‫(‪ )٣‬كان القاضي يشرف على هذه العملية‪ ،‬ويتأكد من تنفيذ العقوبة بشكل صحيح‪ .‬ولم‬
‫ئترك العقوبة إلى األهواء القاسية لمن يعاقب‪.‬‬

‫(‪ )٤‬كانت هذه أقصى عقوبة‪ ،‬وا آلثمون يعاقبون في المعتاد بضربا ت أقل من أربعين‪ .‬ومع‬
‫ذلك فأقصى عدد للجلدات كان محددا‪ ،‬ولم يكن مسموحا بتجاوزه‪.‬‬
‫(ه) القاضي الذي يصدر ا لحكم ومنغذ العقاب كان عليهما أن يتذكرا أن الطرف المذنب‬
‫هو ((أخ))‪ .‬كان المجرم يلقى حما يًا من ا النفعال الزائد سوا ء من حشد من الناس أو‬
‫فرد واحد‪ .‬فلم يسمح بإذالله (ن ((يخنعز أخون بي عيثيذ)))(‬

‫الضرب بالعصا يبدو قاسيا آلذان المعاصرين‪ .‬في نفس الوقت هناك معنى رقيق لرمزية‬
‫وصورة العصا هو زعي األغنام مثأل (مز ‪ ،)٤ :٢٣‬وتأديب الطفل (أم ‪٢٤ :١٣‬؛ ‪١٥ :٢٢‬؛‬
‫‪ )(.)١٥ :٢٩‬مرة أخرى نحق القانون على أقصى عقوبة من الضربات‪ ،‬ويستطيع القاضي أن‬
‫يصدر عقوبة اقل‪ .‬فضأل عن ذلك‪ ،‬كانت عقوبات إسرائيل لينًا بالمقارنة بالشرائع القانونية‬
‫األكثر وحشية والتي ال يظهر رحمة في ثقافات أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬كانت شريعة‬

‫‪١١٥‬‬
‫حمورابي تصر في بعض الجرائم على قطع اللسان أو الثدي أوا؛ ليد أو األذن‪ .‬وإحدى‬
‫العقوبات تضمنت سحل المتهم حول أحد الحقول مجرورا بواسطة الماشية‪ ) (.‬وفي التشريع‬
‫المصري القديم تضمنت العقوبات قطع ا ألنف أو األذن‪ .‬وكانت شريعة حمورابي تصر على‬
‫موت اللص‪ ) .‬بينما ا لعهد ا لقديم يطالب فقط بتعويض ا لضعف عن الخسارة (خر ‪.)٤ :٢٢‬‬
‫هذه المقارنة— من بين أمور ًاضى كثيرة‪ -‬تذكرنا بأن األشخاص كانوا مهمين في ا لتشريع‬
‫ا إلسرا ئيلي أكثر من ثقافات أخرى في العشرق ا ألدنى القديم‪ .‬وعند معاقبة ا لمجرمين (سوا ء‬
‫في حالة الحنث باليمين أو التشهير بابأخرين) كان القانون المصري القديم يقر بمائة إلى‬
‫مغتين ضربة‪ .‬وكانت الضربات المائة العقوبة األقل‪ ) (.‬أثا بالنسبة لعقوبات السرقة في العهد‬
‫القديم‪ ،‬كما يالحظ ((ديقيد بيكر))‪ ،‬فكانت أكثر إنسانية من معظم شرائع (الشرق ا ألدنى‬
‫ا لقديم) ‪ ،‬ولم تتضمن أبدا التشويه‪ ،‬أو الضرب‪ ،‬أو الموت ‪.‬‬

‫كيف تبدو تثنية ‪ ٣ — ١ :٢٥‬لك ا آلن؟ لم يسمح ا لتشريع ا لموسوي بأكثر من ‪ ٤٠‬ضربةا‬
‫جلدة لعقوبة المذنب‪ .‬كانت هذه هي ا لعقوبة القصوى‪ ،‬وهي متروكة لتقدير القاضي‪ .‬في‬
‫المقابل‪ ،‬كانت العقوبات في أماكن ًاضى من الشرق األدنى القديم في منتهى القسوة‪ .‬فوق‬
‫كل هذا‪ ،‬في ا لشريعة البابلية أو شريعة ا لحثيين‪ ،‬مثأل‪ ،‬كانت المكانة أو الحالة االجتماعية‬
‫تحدد نوعية العقوبات الخاصة بحريمة معينة‪ .‬أتا شريعة الكتاب المقدس في المقابل وضعت‬
‫الملوك والكهنة وأصحاب المكانة االجتماعية المرموقة أمام نفس المعايير مثلهم مثل) ا لشخص‬
‫العادي |لبسيط‪)١٢(:‬‬

‫البعض قد يشير إلى المثال التالي كارتقاء أخالقي‪ .‬في البداية نصت شريعة ا لحثيين أنه‬
‫إذا حرث شخص ما حقأل مزروعا وذرع بذاره هو‪ ،‬فيحب تنفيذ عقوبة الموت عليه‪ ) (.‬لكن في‬
‫تشريع الحق‪ ،‬كان المذنب يحتاج إلى طقس تطهير وتقديم ذبيحة‪ ) (.‬وبالرغم أننا قد نشعر‬
‫باالمتنان لهذا ا الرتقا ء‪ ،‬لكنه ال يرقى أبدا من التأكيد القوي إلسرائيل على ا لتعويض في‬
‫ا لجرا ئم الخاصة بالممتلكات‪ ،‬وليس عقوبة الموت‪ .‬كان األشخاص مهمين أكثر من الممتلكات‬
‫في إسرائيل‪ ،‬وهي مقارنة الفتة مع بقية الشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫ماذا عن (<ءين يعين >)؟‬


‫ماذا عن تأكيد الكتاب على ((عين يعين‪ ،‬ودبس دسن))؟ ا لبعض يعتبر هذه العقوبات القاسية‬
‫بربريه وقاسيه بال رحمة‪ .‬ومع ذلك ينبغي علينا أن نلقي نظرة ًاضى‪ ،‬وعند الدراسة المتفحصة‬
‫ستبرز صورة مختلفة تماائ‪.‬‬

‫دعئ‪( ،،‬وتعني قانون القصاص‬ ‫<‪107118‬ا‪0‬ا‬ ‫ذكرت هذه العقوبات القاسية‪ -‬والتي ددعى‬
‫للجريمة بعقوبة مساوية لها في ا لنوع والدرجة) في مواضع عديدة مثل‪ :‬خروج ‪—٢٣ :٢١‬‬

‫‪١١٦‬‬
‫‪٢٥‬؛ الويين ‪٢٢ -١٧ :٢٤‬؛ وتثنية ‪ .٢١ -١٦ :١٩‬الالفت أنه في كل هذه |لحاالتال تؤخذ ((عين‬
‫بعين)) بشكل حرفي‪ .‬نعم‪ ،‬وحيا ة في مقابل حياة تؤخذ بشكل حرفي مباشر عند الحديث عن‬
‫جريمة القتل‪ .‬ومع ذلك كل نص من ا لنصوص السابقة يطالب بتعويض (مالي)‪ ،‬وليس تشويبا‬
‫فى الجسد‪ .‬طى سبيل المثال‪ ،‬فى أعقاب خروج ‪ ،٢٥ -٢٣ :٢١‬يأتى خر ‪ ٢٦ :٢١‬و‪ !٢٧‬وهذا‬
‫يوضح الفكرة التي نقولها بشكل رائع‪(( :‬إذا ضرب دسان عين عددؤ‪ ،‬اوعين أصده قأدلقها‪،‬‬
‫يطلعه حرا عوضا عن عينه‪ .‬واذ أسقن سن عدد؛ آو سن أميه يطلعه حرا عوصا عن سدة))‪.‬‬
‫ليس لدينا هنا عين أو سن بالمعنى الحرفي‪ ،‬وإنما تعويض عن ا لضرر الجسماني‪ .‬يذكر بعض‬
‫كمبدأ‬ ‫(‪1)1110711$‬‬ ‫الدارسين ين أمثال ((رايموند ويستبروك)) أن قانون القصاص بالمثل‬
‫تعويضي لم يؤخذ حرفي‪) (.‬‬

‫فكرة قانون القصاص بالمثل هي اآلتي‪ :‬يجب أن تتناسب العقوبة مع الجريمة‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬كانت هذه هي العقوبات القصوى‪ ،‬ويجب أن تكون العقوبات متناسبة‪ ،‬وال تتجاوز هذا‬
‫المعيار‪ .‬ويمكن للعقوبة أن تكون أقل قسوة إذا رأى القاضي أن ا لجريمة تتطلب عقوبة أقل‪.‬‬

‫فيما بعد في ا لعهد ا لجديد‪ ،‬لم يقرأ يسوع نفسه هذه الصياغة بشكل حرفي‪ .‬هذه‬
‫الصياغة طبقها معاصرو يسوع بشكل خاطئ خارج قاعات المحاكم كذريعة للثأر ا لشخصي‬
‫(مت ه‪ ٣٨ :‬و‪ .)٣٩‬في كل ا ألحوا ل‪ ،‬لم يقرأ يسوع هذه الصياغة بشكل حرفي‪ ،‬مثلما فعل‬
‫تماائ في كالمه عن قلع العينين وقطع اليدين إذا كانوا سبيا في العثرة والسقوط في ا لخطية‬
‫(مته‪٢٩:‬و‪.)٣٠‬‬

‫ا ألكثر من ذلك‪ ،‬تنفيذ العقوبات التي تتناسب مع ا لجريمة كانت تحمي الطبقات ا ألكثر‬
‫ضععا مثل ا لفقرا ء وا لضعفا ء والمنبوذين‪ .‬لم يكن بمقدور ا ألثريا ء وأصحاب ا لنفون أن‬
‫يحددوا شروط العقوبة‪ .‬في ا لوا قع كانت النخبة في المجتمع يتعرضون لهذه العقوبات‬
‫المتناسبة مثل أي أحد آخر‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬عمل هذا المبدأ الخاص بالقصاص بالمثل كحماية ضد عداء الدم‬
‫والثأر غير المتناسب (فكر بطريقة المافيا هنا)‪ .‬عندما نقارن عقوبات إسرائيل مع تشريعات‬
‫أخرى في ا لشرق األدنى القديم‪ ،‬نجد أن شريعة موسى تقدم ارتقاء أخالقيا باررا‪ .‬وكما‬
‫يشرح الدارس الكتابي ((بريفارد تشايلدز))‪ ،‬كان مبدأ القصاص بالمثل عالمة على ارتقاء‬
‫هام‪ ،‬وأكثر من كونه أحد آثار عصر بدائي‪.‬‬

‫قد يثير البعض فكرة أن شريعة حمورابى كان لديها بالفعل مبدأ للقصاص بالمثل‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن أن نسميه عئلمة مقابل قطمة وأيائ سن مقابل سن ‪ .‬ومع ذلك كان هذا يطيق‬
‫عندما يجرح أحد األرستقراطيين (أو النبالء)‪ ،‬وليس شخصا عاديا (أحد العامة)‪ ،‬من أحد‬
‫أقرانه‪ ) (.‬نعرف أيائ أن شريعة حمورابي نصت على قطع فعلي لأليادي وا ألنوف وا ألثدا ء‬

‫‪١١٧‬‬
‫واآلذان! وكذلك كانت الشرائع ‪ 1‬بآلشورية الوسطى (حوالي ‪ ١١٠‬ق‪ .‬م‪- ).‬أكثر من مائتي‬
‫عام بعد شريعة موسى الذي أعطيت في سيناء‪ -‬غير متناسبة بشكل بشع‪ .‬وكانت تتضمن‬
‫ضربات تصل إلى مائة لكمة‪ ،‬وكذلك تضمنت تشويفا للجسد‪ .‬لذا فإن تعبير ((عين بعين)) كان‬
‫معيارا للعدالة‪ ،‬وليس شيدا نغذه إسرائيل حرفيا ‪.‬‬

‫تشريع الثور النطاح يمدنا بمقارنة الفتة بين شريعة موسى والشرائع األخرى في منطقة‬
‫الشرق األدنى القديم‪ .‬فشرائع مثل شريعة ((حمو ابي)) و((إيشذوذا )) مثال لم تعكس نفس‬
‫االحترام للحياة اإلنسانية مثل شريعة موسى‪ .‬في الشرائع األخرى إذا كان من عادة الثور‬
‫ا لنطح لكن المالك لم يتخن أية إجراءات تحذيرية ليمنعه ثم نطح وقتل شخائ ولد حرا‪ ،‬كان‬
‫يدفع نصف منا فضة (والنا تساوي ‪ ٥٠‬شاقال) أو ثلثين منا إلى عائلة ا لضحية ويعيش‬
‫الثور‪ ) (.‬في المقابل يقذم سفر ا لخروج ‪ ٣٦ -٢٨ :٢١‬عقوبة قصوى أكثر شدة بسبب قيمة‬
‫ا لحيا ة ا إلنسانية‪ ،‬وهو ما عكسته شرا ئع إسرائيل‪ .‬كان ا لحكم يقضي بقتل الثور النطاح‬
‫(قارن تك ‪ ،)٦ —٤ :٩‬وال يسمح بتناول لحمه‪ .‬فضأل عن ذلك إذا اعتاد الثور النطح ومالكه‬
‫لم يفعل شيعا ليمنع هذا ثم قتل ا لثور رجال أو امرأة‪ ،‬فإن المالك ‪-‬وليس ا لثور فقط— يقتل‬
‫كعقوبة قصوى (وسننظر إلى زاوية أخرى عن هذا الموضوع بعد قليل)‪.‬‬

‫بالمثل أصر حمورابي على أنه إذا كان أحد يبني بيته ولم يكن حريصا فانهار البناء‬
‫وقتل أحد األطفال القصر‪ ،‬فإن ابن لمن كان يبني يقتل‪ ) (.‬في المقابل‪ ،‬لم يكن مسموحا‬
‫في إسرائيل بأن يقتل طفل بسبب ذنب وا لديه (أو أحد الوالدين بسبب ذنب طفله) (تث‬
‫‪.)١٦ :٢٤‬‬

‫فوق كل هذا‪ ،‬عاش العالم القديم بشريعة غير مكتوبة ليثأر المرء لقتل أحد أفراد عائلته‪،‬‬
‫ولم يكن مهائ هل كان الموت عرضيا أم ال‪ ..‬أنت قتلت أحد أفراد عائلتي‪ ،‬وأنا سأقتل أحد‬
‫أفرا د علئلتك‪ .‬في المقابل‪ ،‬ميزت شريعة إسرا ئيل بين ا لقتل العرضي وا لقتل ا لعمدي‪ .‬وتوفرت‬
‫مدن للملجأ لهؤالء ا لذين قتلوا شخائ آخر دون قصد منهم (خر ‪ ١٢ :٢١‬و‪ ،)١٣‬وهي طريقة‬
‫لمنع استمرار الثأر سدم‪)٢ (.‬‬

‫علق المؤرخ الشهير (اباول حونسون)‪ ،‬على شريعة حمورابي‪ ،‬بالرغم من أن هناك الكثير‬
‫الذي يمكن أن يقال عن ا لشرا ئع األخرى للعشرق األدنى القديم‪ ،‬بقوله‪ :‬إذ ا لشرا ئع ا لمفزعة‬
‫تتميز بقسوة عقوباتها البدنية‪ ،‬في مقابل ضبط ا لنفس في شريعة موسى وتشريعات سفري‬
‫التثنية و|لالويين‪١(٠.‬أ)‬

‫لقد رأينا أن شرائع ا لشرق ا ألدنى ا لقديم ا لتي تعرضنا لها هي أكثر قسوة بالمقارنة‬
‫بشرائع إسرائيل‪ .‬ومع ذلك العديد من الدارسين يؤكدون أن العقوبات في شريعة موسى—‬
‫وحتى في القوانين المتعددة في الشرق األدنى القديم— هي أقل وحشية في الممارسة الفعلية‪.‬‬

‫‪١١٨‬‬
‫ماذا عن ا لبربرية والشرائع القاسية والجرائم األخرى المتخيلة؟‬

‫على سبيل المثال يذكر سفر العدد ‪(( ٣١ :٣٥‬النم دحذوا نديه عن دعس ا نعادل المذيب التوب‪ ،‬بله‬
‫ائه يعدل))‪ .‬وتؤكد هذه الفكرة في خروج ‪ ٢٩ :٢١‬و‪( ٣٠‬الثور الناطح إلنسان حتى يميته نتيجة‬
‫إلهمال مالكه)‪ ،‬وألنها جريمة قتل غير متعمدة‪ ،‬تسمح اآلية ‪ ٣ ٠‬بإمكانية دفع تعويض مادي‬
‫بدال من إزهاق روح المالك‪(( :‬دن وضقت عتيه بدية‪ ،‬ندقع فداء دعسه كز صا يوضع عنيه))‪.‬‬

‫يشير ((وا لتر كايزر)) إلى المالحظة العامة لدارسي ا لعهد القديم‪ :‬وجدت ست عشرة جريمة‬
‫كانت تتطلب عقوبة الموت في العهد القديم‪ .‬ولكن فقط في حالة القتل العمد يقول الغص إن‬
‫المسؤولين في إسرائيل غير مسموح لهم بأخذ ((فدية)) أو ((تعويض))‪ .‬وكان ا لتفسير المقبول‬
‫على نطاق وا سع لهذا أنه في ا لحاالت ا لخمسة عشرة األخرى بإمكان ا لقضا ة استبدال‬
‫عقوبة الموت بتحديد فدية أو تعويض ‪ .‬ألنه في حالة ا لقتل ا لعمد تعمل عقوبة الموت كمؤشر‬
‫يمكننا ذكر أسما ء دارسين مثل ((رايموند ويستبروك))‪(( ،‬جاكوب‬ ‫على خطورة الجريمة‪.‬‬
‫فنكيلشتين))‪ ،‬وحوزيف سبرنكل))‪ ،‬الذين يتفقون بالفعل مع هذا الرأي‪(.‬‬

‫وبالتالي إذا أخذنا ا لعقوبات ا لقاسية في ا لعهد ا لقديم حرفيا‪ ،‬سنالحظ أن شريعة موسى‬
‫كانت أقل قسوة بكثير من شرا ئع أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إذا‬
‫اتبعنا هؤالء الدارسين الذين يرون في شرائع عقوبة اإلعدام في العهد القديم بأنها تسمح‬
‫بدفع ((فدية)) (باستثناء ا لقتل المتعمد)‪ ،‬فإن هذا يفتح أمامنا منظرا جديدا تماائ لهذه‬
‫العقوبات التي تبدو قاسية‪.‬‬

‫ماذا عن تقديم الرضع كذبائح في إسرئيل؟‬


‫سيشير عدد ليس بقليل من النقاد بأن العهد ا لقديم يفترض بأن تقديم األطفال كذبائح‬
‫كان مسموحا به في مجتمع بني إسرائيل‪ ،‬وأن إله إسرائيل طلب هذا كعمل من أعمال‬
‫العبادة‪ .‬ا لبعض قد يستدل بقصة إبراهيم وإسحاق (بالرغم أنه لم يكن طفأل رضيعا) كمثال‬
‫على ذلك‪ .‬ومع ذلك فهذه االعتراضات غير صحيحة‪.‬‬

‫من ناحية‪ ،‬تدين شريعة موسى بوضوح تقديم األطفال كذبائح كشيء كريه وبفيض‬
‫أخالقيا (ال ‪٢١ :١٨‬؛ ‪ -٢ :٢٠‬ه؛ تث ‪٣١ :١٢‬؛ ‪ .)١٠ :١٨‬كما تشير((سوذانذيديتش))في‬
‫ا)‪ ،‬إلى أة النبرة‬ ‫‪171 $12‬‬ ‫<‪2‬أ‪1‬‬ ‫كتاب *الحرب في الكتاب المقدس العبرى‬
‫السائدة في ا لعهد ا لقديم تدين تقديم األطفال كذبائح ؛ ألن ذلك يتعارض مع مقاصد الله‬
‫ويزعزع المجتمع اإلسرائيلي‪) (.‬‬

‫دعنا ننظر إلى بعض النصوص التي تشير بشكل مزعوم بأن ذبائح األطفال كانت‬
‫مقبولة‪.‬‬

‫‪١٩‬‬
‫ميشعملكموًاب‪٢ :‬مل‪٢٧:٣‬‬
‫((قحن ابقه اليقن الذي فإن متك عوضا ئ‪ ،‬ئ حقده محزقًا على الشور‪.‬‬
‫عكان بظ فظيم قلى وإسزاؤيز‪ .‬فائضزفوا ة وجوئا إتى أرضهلم‪٢( >>٠‬مزا‬
‫‪)٢٧ :٣‬‬

‫هنأ يقذم ميشع ملك موآب ابنه البكر ذبيحة على سور قير حارسة (في موآب)‪ .‬بعد ذلك‬
‫ا نسحب جيش إسرائيل بسبب ((الغيظ العظيم))‪ .‬ا لبعض يعتقد أن هذا غيظ الله‪ ،‬وأن الله‬
‫يظهر قبوله لذبيحة ميشع البنه عندما استجاب بغيظ ضد إسرائيل‪ .‬ومع ذلك هذا الرأي به‬
‫إشكاليأت‪:‬‬

‫‪ ٠‬هذه ا لفكرة تتعارض مع إدانة واضحة لذبائح األطفال في أسفار موسى ا لخمسة‬
‫(تث ‪٣١ :١٢‬؛ ‪ ،)١٠ :١٨‬وكذلك رفضها في سفر الملوك ذاته (‪٢‬مل ‪٣ :١٦‬؛ ‪٧ :١٧‬؛‬
‫‪.)٦ :٢١‬‬
‫في موا ضع أخرى من سفر ا لملوك‬ ‫‪ ٠‬كلمة غيظ أو سخط (أ{([‪8£‬أ‪€‬أ)) ليست غيفا الهدا‪.‬‬
‫وتشير بوضوح إلى سخط‬ ‫ا! أ{(ل‪8£‬ا‪€‬ل)\\‬ ‫الثاني توجد كلمة من نفس ا لجذر هي كلمة‬
‫اإلذسان(ه‪١١ :‬؛ ‪.)١٩ :١٣‬‬
‫بشكل عام يقترح المفسرون عدة تفسيرات مقبولة‪ )١( :‬كان هذا سخط وغضب موأب‬
‫ضد إسرائيل ألن ملكهم ميشع أجبر بسبب يأسه إلى تقديم ابنه ذبيحة‪ .‬كان هدف‬
‫موأب أن يحفز ويجدد إصرار موآب على القتال‪ )٢( .‬امتأل بنو إسرائيل برعب أو ذعر‬
‫هائل عندما رأوا هذه ا لذبيحة البشرية‪ ،‬مما جعلهم يهجرون األمر برمته‪ )٣( .‬با لرغم‬
‫من فشل ميشع في محاولته لكسر الحصار (ربما ليتقدم نحو الشمال للتعزيزات)‪،‬‬
‫لكنه كان ال يزا ل قادرا على أسر االبن ا لبكر لملك أدوم‪ ،‬وهو ما ذبحه على ا لسو‪،‬‬
‫األمر الذي حطم ا لروح المعنوية لجيش أدوم‪ .‬فأنهى سخط جيش أدوم الحرب‪ ،‬ألنهم‬
‫انسحبوا من ا لحلف العسكري بين إسرائيل ويهوذا وأدوم‪(.‬‬

‫ابنة يفتاح‪ :‬قضاة ‪٤٠ -٣٠ :١١‬‬


‫قدر يفتاح قاضي إسرائيل نذرا متهورا‪(( :‬قالقارج الدي يحرح من ابواب سي يلقاني‬
‫خ رجوعي يالشفه من خ ببي عثون دقون بلرت‪ ،‬وأصعده محزقه)) (قض ‪ .)٣١ :١١‬ربما‬
‫ظن أن أحد خدامه سيخرج للقائه‪ ،‬الذي سيخرج على األرجح لخدمته‪ .‬ومع ذلك تملكه الغزع‬
‫عندما رأى ((ابثبه حارحًا إبقايه يدفوب ؤزعص)) (قض ‪.)٣٤ :١١‬‬

‫بعض دارسى ا لعهد القديم يقولون إن يغتا ح لم يقدم ابنته ذبيحة بالمعنى الحرفي‪ ،‬ولكن‬
‫معظمهم مقتنع بأن الغص يؤكد ذلك‪ .‬لذا دعنا نسئم بالسيناريو األسوأ‪ .‬ونأتي إلى األسئلة‬

‫‪١٢٠‬‬
‫الحتمية‪ :‬ألم يكن يفتا ح يعرف بوضوح أن تقديم األطفال ذبيحة هو شى ء غير أخالقي‪ ،‬وأن‬
‫الله أدان شعوب كنعان بسبب هذه الممارسات؟ فلماذا إدا شرع في تقديم هذه ‪ 1‬لذبيحة؟ هل‬
‫ألن الله كان يوافق فعأل على ذبائح األطفال؟‬

‫اكدنا بالفعل أن ما يحدث في ا لعهد القديم أحياائ ليس هو ما ينبغي أن يحدث‪ .‬وليس‬
‫ألن شيدا موصوف فهذا يعني انه منصوص عليه كمعيار يجب أن يتبع‪ .‬بعض السلوكيات‬
‫تمثل نمانج سيئة ينبغي أال نتبعها (قارن ‪ ١‬كو ‪.)١٢—١ :١٠‬لذا دعنا نعمل بعض ا لتفييرات‬
‫ا لضرورية ونطبق منطق المتشككين على قا ص آخر— هو شمشون‪ .‬كقاضي إلسرائيل‪ ،‬ألم‬
‫يكن شمشون يعرف بوضوح أن لمس ا لجثث الميتة شيء محرم (قض ‪ ٨ : ١٤‬و‪ ، ) ٩‬خاصة في‬
‫ضوء تعهدات نذره الدائم (عد ‪)٦‬؟ ألم يكن واعدا تماائ بأن معاشرة العاهرات كان ممنوعا‬
‫(قض ‪)١ :١٦‬؟ هل وصلتك الفكرة؟ ضع في اعتبارك أننا نتكلم عن حقبة قضاة إسرائيل‬
‫ا لتي وصفها ((تشارلز ديكنز)) بأنها أسوأ ا لحقب التي مرت على إسرائيل‪ ،‬وكان عصرا من‬
‫الحماقة‪ ،‬وموسم ظالمي‪ ،‬وبمثابة شتاء البؤس‪ .‬لذا يجب على النقاد أن يكونوا حريصين في‬
‫افتراض أن يفتا ح (أو شمشون) كان فى حالة أخالقية عالية‪.‬‬

‫ربما يتساءل ا لبعض ((ألم يحل روح الرب على يفتا ح؟)) (راجع قض ‪ .)٢٩ :١١‬مع ذلك‬
‫ال يجب أن نعتبر هذا تصديعا إلهيا مفتوحا بال شروط لكل ما فعله يفتاح‪ ،‬ونفس الشيء‬
‫بالنسبة لجدعون‪ ،‬لم يكن حلول الروح عليه (قض ‪ )٣٤ :٦‬ختائ بالموافقة على االختالط‬
‫بالوثنية (قض ‪ ،)٢٧ —٢٤ :٨‬ولم يكن نفس ا لشيء بالنسبة إلهود (قض ‪ .)٢٦ :٣‬بالفعل‬
‫كان هؤالء ا لقضا ة يعرفون أن ا لوثنية خطا‪ .‬وبالمثل بالنسبة لشمشون‪(( :‬حل قليه روح الرت))‬
‫(قض ‪١٩ ،٦ :١٤‬؛ ‪ ،)١٤ :١٥‬لكن مسا عيه للزوا ج من ا مرأة فلسطينية‪ ،‬وجريه ورا ء عا هرة‪،‬‬
‫ومعاشرته لدليلة كلها تكشف عن افتقاره الشديد للحكمة! بالتأكيد لدينا درس هام هنا عن‬
‫كيف يعمل الله بالرغم من خطية ا لبشر وفشلهم‪.‬‬

‫إن الهوت سفر ا لقضا ة يؤكد على مرحلة منحطة من أخالقيات وديانة بني إسرائيل‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل روايتين واضحتين في نهاية ا لسفر لتأكيد ذلك (قض ‪ .)٢١ -١٧‬كانت إسرائيل‬
‫تسمح لنفسها باستمرار أن تختلط بالكنعانيين‪ .‬وفي ضوء الملمح ا لمتكرر لسفر القضاة‪:‬‬
‫((فاذ فذ واحد ئ ما يشئن فى عينيه)) (قض ‪ً١٧‬ا ‪٢٥ :٢١ :٦‬؛ قارن ‪ ،)٢٣ -١٠ :٢‬ال‬

‫يجب أن نستغرب أن قادة إسرائيل كانوا أيصا في مستوى أخالقي ضعيف‪ .‬لسنا مضطرين‬
‫لنتعب في ا لبحث عن نماذج سلبية في سفر القضاة‪ ،‬إذا كانت إسرائيل كلها في حالة‬
‫انحطاط اخالقي‪ .‬ال تحتاج قصة يغتا ح إلى شجب واضح من الله‪.‬‬

‫البعخى قد يصر على القول‪ :‬اال يشير العهد القديم إلى تقديم البكر لله (خر ‪٢٩ :٢٢‬‬
‫و‪)٣٠‬؟ ومن خالل ما ورد في حزقيال ‪ :٢٠‬ه ‪ ٢‬و‪ ، ٢٦‬يدعون أن الله قدم حرفيا فرائض ضارة‬

‫‪١٢١‬‬
‫(( عيز ضابحة))) ال يستطيع بنو إسرائيل أن ((دحيون)) بها‪ -‬وصابا تتضمن بإجًازة البكر‬
‫في النار‪ .‬ويؤكد هؤالء أن يهوه كل ما يهمه أنه ال يحب هذا ا ألمر فقط عندما تقدم إسرائيل‬
‫أطغالهأ آللهة أخرى!‬

‫مع ذلك‪ ،‬ال توجد مثل هذه التغرقة‪ .‬ذبائح األطفال‪ -‬سوا ء ليهوه أو لبعل أو لمولك‪ -‬هو‬
‫شيء مقيت‪ .‬نعم كانت هذه ممارسة شائعة في إسرائيل ويهوذا (انظر مثال‪٢ :‬مل ‪١٧ :١٧‬؛‬
‫‪ ،)١٠ :٢٣‬والملك أحاز ومنسى وآخرون أخذوا أبناءهم وبناتهم وأجازوهم في النار (‪٢‬مل‬
‫‪ :١٦‬م‪١‬؛ ‪|٢‬خ ‪ .)٦ :٣٣‬لكن القاسم المشترك هنا ال دعنى القول‪ .‬دشر سفر الخروج إلى‬
‫ا فتدا ء —وليس إلى ذبح— كل بكر صبي فا تح رحم‪ .‬لقد ا فتدى ا لله بنفسه ا بنه ا لبكر إسرا ئيل‬
‫عندما أخرجه من مصر(خر‪١٣ :١٣‬؛ قارن ‪.)٢٣ :٤‬‬

‫عن ماذا يتحدث حزقيال إذن؟ النص يشير بوضوح إلى أن الله قدم فرائض‬
‫(أ‪0‬أ)أ)أأأ{‪ )>:‬لجيل سينا ء (مثل وصايا ا لسبت) لعز بنو إسرائيل ((يحيون)) بها (حز ‪١٢ :٢٠‬‬
‫‪۶٠‬‬ ‫م‬ ‫‪٠٠.‬‬
‫و‪ . )١٣‬رفضت إسرائيل الشرائع التي أعطيت لها في سينا ء‪ ،‬ورفضوا أن يطيعوها (حز‬
‫‪ .)٢١:٢٠‬لذا ((رفع (الله) يده))‪ .‬ثم استجاب الله إلى ا لجيل الثاني (جيل البرية) كما فعل في‬
‫رومية األصحاح األول‪ :‬أعطاهم ((فزابض عيرصابحة‪ ،‬واحفاائ ال يحيون بها (ال تؤدي إلى‬
‫الحياة))) (حز ‪ .)٢٥ :٢ ٠‬ال يميز حزقيال فقط كلمة فرائض (جمع مذكر لكلمة دا‪٠/1‬ع)‬
‫لكن القص يتضمن‬ ‫عن فرائض في مواضع أخرى في سياق (اسم مؤنث‬
‫القليل من التهكم أيائ‪ .‬يخبر الله إسرائيل بطريقة ساخرة قائال لهم‪(( :‬اذهدوا اعبدوا كز‬
‫ا يشا ؤ أضثائه)) (حز ‪ ،)٣٩ :٢٠‬وبصياغة ًاضى ((اذهبوا‪،‬اذبحوا أبناءكم))‪ .‬هذه ((الغريضة))‬
‫التهكمية إلسرائيل العنيد بان يستمروا في الوثنية وتقديم الرضع كذبائح يشبه سخرية الله‬
‫في عاموس ‪(( —٤ :٤‬هلم الى بيب ايل‪ ،‬واذنبوا ائى الجلجال‪ ،‬وأكثروا الدنودد))‪ .‬نفس ا لشيء‬
‫ينطبق على ا لنبى ميخا‪ ،‬الذى يخبر ا لعصا ة‪ ،‬وملك إسرائيل الذى يتجاهل يهوه‪(( :‬اصعد‬
‫واقيح قددفعيا الرت بدد اتبك)) (‪١‬مل ‪ .)١٥ :٢٢‬هذه هي نوعية ((الوصايا)) الساخرة التي‬
‫ليست ((جيدة))‪ ،‬وا لتي ال يستطيع أن ((يحيا)) بها إسرائيل‪.‬‬

‫قيمة الجنين‬
‫أحد االختالفات الكبرى بين شرا ئع ا لعهد ا لقديم ونظائرها في ا لشرق األدنى ا لقديم‬
‫يتمثل في قيمة الحياة اإلنسانية‪ .‬وبالرغم من هذا‪ ،‬كثيرا ما نسمع أن حياة الجنين في‬
‫إسرائيل القديمة لم تكن بنفس قيمة الحياة خارج الرحم‪ .‬في الوا قع سعى بعض المدافعين‬
‫عن اإلجهاض للحصول على مبررات الهوتية إلباحة اإلجهاض في النص التالي‪:‬‬
‫((إذا قحاضلم رحال ذضدموا المرأ؛ حينى نشغن س‪،2‬ال‪ ٠‬ذنذنا (أي ولدت‬

‫‪١٢٢‬‬
‫مبكرا — لكئ البعض يقرأها ((حدث إسقاط))) ولع نئشن اذده‪ ،‬يثرم فتا يضع‬
‫عليه روج اترأؤ‪ ،‬ؤيدقع فئ يد انعشا؛ (بموافقتهم)‪ .‬ؤإئ حضنن اذية دئجلي‬
‫ثئسا يثعس‪ ،‬وعيدًا يعببن‪ ،‬وبائ يعس‪ ،‬زيدا ييد‪ ،‬ورحة يرحل‪ ،‬وفيا يفى‪،‬‬
‫وجرحا يحرح‪ ،‬ورصا يرص) (خر ‪.)٢٥ -٢٢ :٢١‬‬

‫الفكرة الرئيسية هي‪ :‬هل يجب أن نترجم الكلمة العبرية كصر‪(( ٠‬تلد قبل الموعد)) أم‬
‫(سقط))؟ إذا أسقطت المرأة‪ ،‬فإن المذنب عليه أن يدفع غرامة فقط‪ .‬المعنى المتضمن في هذه‬
‫الحالة أن الجنين ليس بقيمة المولود‪ ،‬ولهذا ال يستحق الرعاية التي ئعطى في المعتاد إلى‬
‫ا لشخص خارج الرحم‪ .‬من الوا ضح أن هذا النص يظهر اهتمائأ أقل بحياة الجنين‪.‬‬

‫دعنا ننتقل إلى نص آخر‪ ،‬مزمور ‪ ،١٣٩‬الذي يدعم بقوة قيمة الجنين‪:‬‬

‫الذ أئن اسين فنينى‪.‬‬


‫نسختي في بئن أش‪.‬‬
‫أختئكمنأخليأذيعب|ئتزئقائ‪.‬‬
‫قحيتة هض أقتالك‪،‬‬
‫وشبي نعرف ذبك يغينا ‪.‬‬
‫لم يحدب قدك عفاوي جيئتا صنعت بي القفاء‪،‬‬
‫وربئذ بي أعماق األ‪٠‬ذض‪.‬‬

‫ذأن عيتاك أعصابي‪،‬‬


‫ذبي سعرن كلها كتيت يؤلم قضؤذذ‪،‬‬
‫(ن تلم يفن ذاجت منها)) (هز ‪.)١٦ -١٣ :١٣٩‬‬

‫ضع هذا النص في ذهنك‪ ،‬ودعنا نرجع ثانية إلى ا لنص السابق من خروج ‪ .٢١‬على‬
‫عكس االدعاءات السابقة‪ ،‬فإن خروج ‪ ٢١‬يدعم بالفعل قيمة حياة األجنة‪ .‬إن كلمة‬
‫تعني ((يخرج))‪ ،‬او(( يلد)) وهي تصف الوالدة ا لطبيعية (تك ‪٢٦ :٢٥‬؛ ‪٣٠ —٢٨ :٣٨‬؛ أي ‪١١ :٣‬؛‬
‫‪١٨ :١٠‬؛ إر ‪ :١‬ه؛ ‪ .)١٨ :٢٠‬وهي تستخدم دائائ للتعبير عن الوالدة‪ ،‬وأئ الكلمة المعتادة‬
‫بمعنى ((يسقط‪ /‬إسقاط)) متوفرة وهي |اسخ‪//‬ئما| (راجع تك ‪٣٨ :٣١‬؛ خر ‪٢٦ :٢٣‬؛‬
‫أي ‪١٠ :٢١‬؛ هو ‪ .)١٤ :٩‬وال تستخدم كلمة ((يسقط)) هنا‪.‬‬
‫فضة عن ذلك‪ ،‬كلمة ‪/)7،/‬يعود (أو ((يلد))) تستخدم دائائ للتعبير عن طفل له شكل إنساني‬
‫هي كلمة معتادة للتعبير‬ ‫أ‪(€‬ل‪€‬أ]‬ ‫معروف أو طفل قادر للعيش خارج الرحم‪ .‬الكلمة العبرية‬
‫تعني جنين واستخدمت مرة واحدة في العهد القديم في‬ ‫أ‪7‬ا‪€‬أ()‪£‬‬ ‫عن طفل لم يولد بعد‪ ،‬وكلمة‬

‫‪١٢٣‬‬
‫مز ‪ ، ١٦ : ١٣٩‬ا لتي ا قتبستها للتو حيث يقول المرنم إذ ا لله عرف جسده ((قبل أن يتشكل أو‬
‫يتصور)) أو ((جوهره الذي لم يتشكل بعد))‪.‬‬
‫هذا ينقلنا إلى سؤال أخر‪ :‬تن الذي تأذى؟ الجنين أم األم؟ الغص صامت هتا‪ .‬قد يكون‬
‫أحدهما‪ ،‬ألن الضمير المؤنث غير موجود‪ .‬ويبدو أن مغزى النص كللتالي‪:‬‬

‫إذا تشاجر رجالن وصدما امرأة حبلى‪ ،‬فويد طفلها قبل موعده‪ ،‬ولكن لم‬
‫تحدث إصابة خطيرة (للطفل أو األم)‪ ،‬فإن المذنب البد أن تقع عليه غرامة‬
‫يحددها الزوج وتسمح بها المحكمة‪ .‬ولكن إذا حدثت إصابة بالغة (للطفل أو‬
‫األم)‪ ،‬يجب أن تؤخذ نفس عوصا عن نفس‪ ،‬وعين عوصا عن عين‪.‬‬

‫وبالتالي هذه ا أليات تتضمن فعليا قيمة الجم في حد ذاته— وأن حياة المذنب البد أن‬
‫تؤخذ إذا فقدت األم حياتها أو الجنين حياته‪ .‬لقد أعطي الجنين نفس حقوق الشخص البالغ‬
‫(ر|جعتك‪.)٦:٩‬‬

‫في كثير من األحيان يلجأ الملحدون الحدد إلى رسم صور كاريكاتيرية وا فترا ء ا ت عن‬
‫شرائع ا لعهد القديم‪ .‬وبرغم أن شرائع موسى ال تعكس دائائ ما هو مثالي (وهو ما يقره‬
‫العهد ا لقديم نفسه) ‪ ،‬فإن هذه الشرائع‪ ،‬وا لعقلية ا لتي تظهرها‪ ،‬تكشف النقاب عن ارتقاء‬
‫أخالقي وحساسية أخالقية أكبر من نظائرها من شرائع ا لشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪)1‬عة ‪0 ,‬ااال‪0‬آل ‪ 111,‬عةاللجال‪0‬ا ‪٠‬‬ ‫ا ‪8.‬ل‪)1, 0‬دةن ‪£.‬‬ ‫ئه‪٠‬ه‬
‫‪0٧. 0)1.‬ةل ‪. 1.‬ا‪٧0‬‬ ‫‪2011)1‬‬ ‫‪11, 2008.‬آل‪٧‬‬

‫‪ 11‬ع ‪0: 8‬ا‪1٧11‬ل‪8‬ةالل ‪ 2.‬ز‪٢‬ةأ‪1111011‬ع‪0‬ح ‪11‬ح‪١٢0١٧٨1110110‬ل ‪.‬فد ‪.‬ع ‪8‬ة‪1‬جل‪ ]<0٦‬و‪11‬ةع‪٦‬أ‪* 8‬‬
‫‪, 2008.‬جاالال‪8‬ا‪1‬ألآل‪8‬‬
‫‪,‬أ‪11‬ج‪* ١٧٢1‬‬ ‫‪1101٠‬و[‪0‬أ‪8‬غ‪011‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫‪.‬آل‬ ‫تمد‬ ‫سل‪0‬ض‪1‬د‪1٢‬‬ ‫‪816110^1‬‬
‫‪۶, 1: 11011)1 £[£8011, 1996.‬ه‪0‬ألآل‪ 4. ۶0‬الد‪011111101‬ح‬

‫‪۴‬نأ‪٠‬ة‪€‬أ‪11‬اآ‪10‬د‪€8‬آ ‪٠ 01)1‬اآل‪.‬ن آ‪٠‬كذ‪٠١٢١‬ل‬


‫‪٠ 1٠‬‬ ‫ا؟‪٢‬عآلآس‪.١‬ة‪0‬ق)ئ‪0 0‬أ(ل‪(00‬ل‬
‫‪, 2004.‬زخا‪٢8‬ة‪0٢٧‬أاا‪000,18:1‬‬

‫‪١٢٤‬‬
‫أسئلة للنقاش أوالدراسة في مجموعات‬

‫* باإلضافة إلى نصوص كتابية ذكرت في هذا الفصل‪ ،‬ما هي النصوص األخرى التي‬
‫تصدمك بقسوتها أو وحشيتها؟‬

‫‪/‬‬ ‫‪ ٠‬ما هي انطباعاتك عن التعامل مع من ال يحفظون السيت أو المجدفين؟‬

‫* ناقش داللة هذا النص‪(( :‬ني ا نثريبين هبي انعذس‪ ،‬ئ مام جميع السغب أدمحد)) (ال‬
‫‪.)٣:١٠‬‬

‫* ناقش النص الخاص باالبن السكير والمسرف (تث ‪ .)٢١ -١٨ :٢١‬ما هي بعض‬
‫االعتبارات الهامة في تعاملنا مع هذا النص القاسي؟ لماذا تم تحريم وجود العرافين‬
‫وا لوسطا ء وا ألنبيا ء ا لكذبة في إسرائيل؟‬

‫‪ ٠‬ما هو الشيء البارز في العقوبات الخاصة بإسرائيل في مقابل العقوبات في ثقافات‬


‫أخرى في منطقة الشرق األدنى القديم؟‬

‫* كيف نفهم نص ((عين بعين)) ونصوص مشابهة في ا لعهد القديم؟ هل هذا شيء مروع‬
‫كما يبدو لبعض القرا ء؟ مرة أخرى‪ ،‬كيف نقارن العقوبات في ا سرا ئيل بتشريعات أخرى‬
‫في الشرق ا ألدنى القديم؟‬

‫‪ ٠‬ما هو ردك على موقف ((والتر كايزر)) عن ا لسما ح لمعظم ا لجرا ئم الكبرى بأن تستبدل‬
‫بدفع ((فدية))؟‬

‫* هل كان يسمح بتقديم األطفال كذبيحة في إسرائيل القديمة؟ ماذا عن ميشع ويفتلح؟‬

‫* هل كانت حياة األجنة مقدرة في إسرائيل القديمة؟ قدم أسبابا إلجابتك‪.‬‬

‫‪١٢٥‬‬
‫‪1‬‬
‫دالة!‬
‫ا‬
‫‪1‬‬
‫;بماالزو‬ ‫‪ ١٩‬مبخهإلغ‬ ‫ا‬
‫الفصل العاشر‬
‫ال‬

‫اج‪.‬‬

‫هل إله العهد القديم كادعع للنساء؟‬

‫‪ 1‬لنساء في إسرا ئيل‬


‫عندما نبدأ في الحديث عن معاملة النساء في العهد القديم‪ ،‬يبدأ الصخب وا لضوضا ء!‬
‫يتهم أنصار الحركات ا لنسوية كتبة ا لعهد القديم بالتصديق على كل أنوا ع التمييز على‬
‫أساس النوع‪ ،‬ومناصره النزعة ا ألبوية ا لذكورية (بمعنى أنظمة اجتماعية قمعية تفئل‬
‫الرجال على النساء)‪ ،‬وحتى كراهية النساء ر;ا>و‪٧‬ذكا‪ .‬كما تمثل كراهية النساء إحدى‬
‫الصفات التي ينسبها ((ريتشارد دوكنز)) إلله العهد القديم‪.‬‬

‫لماذا تنادي سارة زوجها بكلمة ((سيدي)) (تك ‪)١٢ :١٨‬؟ لماذا تنسب الفتيات العبرانيات‬
‫إلى ((بيت أبيهم)) (راجع ال ‪)١٣ :٢٢‬؟ لماذا تبقى المرأة ا ليهودية نجسة من الناحية ا لطقسية‬
‫لمدة ‪ ٤٠‬يوثا بعد والدتها صبدا و‪ ٨٠‬يوثا بعد والدتها صبية (ال ‪ -٢ : ١٢‬ه)؟ لماذا تمنع المرأة‬
‫من المشاركة في الكهنوت في إسرائيل؟ ماذا عن كل هؤالء المحظيات (السريات)؟ ماذا عن‬
‫زوا ج ا ألرملة من شقيق زوجها ؟ لماذا يسمح ا لله بتعدد ا لزوجات؟ هل يصدق ا لعهد ا لقديم على‬
‫مهر العروس‪ ،‬وهو ما يعزز أيائ فكرة أن النساء بمثابة مقتنيات أو سلع؟‬

‫‪١٢٧‬‬
‫في هذا الفصل سنتطرق إلى المساواة بين الذكر وا ألنثى في العهن القديم‪ ،‬وبعض‬
‫النصوص التي يزعم ا لبعض أنها تشير إلى عكس ذلك‪ .‬ثم في الفصل التالي سنستعرض‬
‫بعض ا لنصوص الهامة التي لها عالقة بتعدد الزوجات والمحظيات‪ ،‬وكذلك النصوص التي‬
‫عادة ما يذكرها النقاد في هذا الموضوع‪(.‬‬

‫تكوين ‪ ١‬و‪ :٢‬الوضع المثالي األول‬


‫بالرغم أننا نستوعب شرائع سفر ا لالوبين وقصص ا لعهد ا لقديم بشان ا لنسا ء‪ ،‬فإن‬
‫تكوين ‪ ١‬و‪ ٢‬يدالنا على النظرة المثالية للنساء‪ ،‬والتي تختلف اختالقا كلدا عن أي موقف‬
‫ساقط منحرف أو مهين‪ .‬في هذين األصحاحين يخلق الله ذكرا وأنثى على صودته (تك ‪: ١‬‬
‫‪ ٢٦‬و‪ .)٢٧‬ثم تؤخذ حوا ء من ضلع آدم (تك ‪ ،)٢٢ :٢‬وهي صورة عن ا لمساوا ة والمشاركة‪،‬‬
‫وليس أن أحدهما أرقى واآلض متدب‪ .‬والزواج يجب أن يكون شراكة بين طرفين متصاوبين‪،‬‬
‫وا لحنس (اتحاد الجسد الواحد) يجب أن يكون للتمدع داخل الحدود الدائمة لزواج يدوم بين‬
‫اثنين مختلفين في الجنس (تك ‪.)٢٤ :٢‬‬

‫وبالرغم أن تك ‪ ١‬و‪ ٢‬يصف بوضوح ا لوضع المثالي للمساواة بين ا لذكر وا ألنثى‪،‬‬
‫فإن الشرائع الخاصة بالنساء في إسرائيل تتخن منهحا وا قعدا نحو المنظومات ا لبشرية‬
‫الساقطة في ؛منطقة ا لشرق ا ألدنى القديم‪ .‬الله يفعل شيئين في تشريع إسرائيل‪:‬‬
‫(‪ )١‬يعمل داخل مجتمع ذكوري‪ /‬أبوي ليوجه إسرائيل إلى طريق أفضل‪ )٢( ،‬يقدم‬
‫عوامل حماية وموانع كثيرة ضد اإلساءات الموجهة لإلناث في ظروف هي دون المستوى‬
‫باعتراف الجميع‪ .‬هل نرى أمثلة للنسا ء المقهورات في العهد القديم؟ نعم‪ ،‬ونرى أمثلة‬
‫كثيرة جدا لرجال مقهورين أيائ! بكلمات ًاضى‪ ،‬ال يجب أن نعتبر ا ألمثلة ا لسلبية تأييدا‬
‫للقهر واإليذاء‪.‬‬

‫مساواة النساء‪ -‬من زوايا متعددة‬


‫إئ قراءة العهد القديم تكشف عن سدمتين هامتين متوازيتين‪ )١( :‬وجود أنظمة اجتماعية‬
‫نكوريةا أبوية في العائالت اليهودية مع (‪ )٢‬احترام ا لنسا ء كمتساويات‪ ،‬ومنهن نخبة من‬
‫األمهات الرئيسات وا لنسا ء القادة في إسرائيل‪.‬‬

‫من ناحية‪ ،‬كان لآلباء مسؤولية شرعية عن عائالتهم (وا لتي كثيرا ما كانت نتكون من‬
‫خمسة عشر أو عشرين فردا)‪ .‬تضمنت هذه المسؤولية أمورا تتعلق بميراث العائلة‪ ،‬وملكية‬
‫المقتنيات‪ ،‬وترتيبات الزواج لكزمن األبناء والبنات‪ ،‬وصفة المتحدث ا لرسمي عن أمور العائلة‬
‫بشكل عام‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬عندما تتخن ا البنة أو الزوجة تعهدا‪ ،‬فيجب أن يصدق على هذه‬

‫وح‪:‬‬
‫ا لوعود المهيبة األب‪ /‬أو الزوج كممثل قانوني للعائلة (عد ‪ .)٣ ٠‬ومع ذلك هذا يمثل أكثر من‬
‫مجرد حماية قانونية للزوجة او االبنة‪.‬‬

‫إذ المواقف واألفكار االجتماعية ال تزول سريائ‪ ،‬خاصة في أماكن مثل الشرق األدنى‬
‫القديم‪ .‬المواقف ا لذكورية كانت راسخة بقوة في عقلية الشرق األدنى القديم‪ -‬وهي مواقف‬
‫بعيدة كل ا لبعد عن لغة ا لمساوا ة التى نرا ها عند بداية الخلق‪ .‬يؤكد تكوين ‪ ٢٤ :٢‬على أن‬
‫الرجل يجب أن يترك والديه و((يلتصق)) بزوجته كشريك مساو له‪ .‬لكن السقوط أئر بشدة‬
‫على العالقات بين البشر‪ .‬ونتيجة لذلك اتبعت سارة عادة الشرق األدنى القديم وكانت تدعو‬
‫زوجها ((سؤدي (أو أدون))) (تك ‪ .)١٢ :١٨‬كما أعطت جاريتها هاجر لزوجها إبراهيم لينجب‬
‫طفال (تك ‪ ،)٣ :١٦‬وهى ممارسة كانت شائعة فى ا لشرق ا ألدنى القديم‪ .‬وفيما بعد ((أخد))‬
‫ا لملك أبيما لك سارة كزوجة له (تك ‪ ٢ :٢٠‬و‪ . )٣‬وعندما أنجبت سارة إسحاق‪ ،‬فإنها ولدت ابدا‬
‫إلبراهيم (راجع تك ‪٢:٢١‬و‪.)٣‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬هذه المواقف ا لذكورية المترسخة قد شوهت الكثير من التأكيدات الكتابية‬
‫ا لقوية على كرامة ا ألنثى ومساواتها مع الذكر‪ .‬كانت األمهات‪ /‬الزوجات تستحق االحترام‬
‫بالتساوى مع ا آلبا ء ا األزواج‪ ،‬وهناك أمهات رئيسات سا همن في قيادة إسرائيل‪ ،‬وكان‬
‫لهن نفوذ داخل عائالتهن‪ .‬كان الزوج هو الممثل القانوني للعائلة اليهودية‪ ،‬لكن ال يجب أن‬
‫نفترض من هذا أن ا لنسا ء اعتبرن هذا ممارسة قمعية‪ .‬في ا لوا قع كانت الزوجات في كثير‬
‫من زيجات العهد القديم يتعتعن بالمساواة والنغوذ في زيجاتهن وأكثر (راجع أم ‪.)٣١‬‬

‫في ا لوا قع‪ ،‬نصوص كثيرة تتحدث أكثر عن حماية ورعاية الطبقات التي تتعرض‬
‫لالستغالل‪ ،‬وخاصة ا ألرا مل والمطلقات‪ .‬الله مهتم بإنصاف األرامل والطبقات ا ألخركئ‬
‫ا لضعيفة في المجتمع مثل األيتام واألجانب غير اليهود والمتغربين‪ .‬وقد حذر الله بشدة ئذ‬
‫يفكرون في ا لظلم بأنه سيقف في صف ا لضعفا ء وا لذين بال حماية (خر ‪٢٢ :٢٢‬؛ تث ‪: ١٠‬‬
‫‪١٨‬؛ ‪٢٩ :١٤‬؛ ‪١٩ ،١٧ :٢٤‬؛ إلخ)‪.‬‬

‫ا آلن قد يختلف أنصا ر ا لحركيا ت ا لنسوية مع ا إلدعا ء بأن ا لنسا ء‪ /‬ا لزوجا ت كذ متسا ويل ت‬
‫في الكرامة وا إلنسانؤة مع الرجال‪ /‬األزواج‪ .‬دعنا نتعرض لهذه النقطة‪ ،‬نعم أثرت األنظمة‬
‫األبوية بقوة على عقلية المجتمع اإلسرائيلي‪ .‬ومع ذلك نرى تأكيدات ال يمكن إنكارها عن‬
‫المساواة في العهد القديم من منظور الهوتي وتاريخي وتشريعي‪.‬‬

‫المنظور الالهوتي‪ :‬مساواة المرأة أص نسئم به في النصوص التالية‪:‬‬


‫ت^وين ‪(( ٢٧ :١‬قلق الله ا الئشان عتى صوره‪ .‬عتى صورة الله قلعه‪ .‬ذفرا‬
‫قأشظقملم>>‪٠‬‬

‫‪١٢٩‬‬
‫تكوين ‪(( ٢٤ :٢‬بذبك ينرك الرحل أداه وأثه وذ‪٦1‬مهـق طمزأته وتكوداب حسدا‬
‫زاحدا ))‪.‬‬
‫خروج ‪(( ١٢ :٢٠‬أفرلم آدان وأثن بفى هذ أيائذ عتى األرض اش ئئطيك‬
‫الرت إنن))‪( .‬قارن أيتا خر ‪١٥ :٢١‬؛ تث ه‪١٦ :‬؛ ‪٢١ -١٨ :٢١‬؛ ‪:٢٧‬‬
‫‪.)١٦‬‬
‫الويين‪(( ٣ :١٩‬نادون فذ إئتاؤ أثة ذأياة)) (قارن ال ‪.)٩ :٢٠‬‬

‫أمثال ‪(( ٢ ٠ :٦‬يًا ابني‪ ،‬اخظ وصايًا ايينوال فئرنشريفة أئن))‪.‬‬

‫أمثال ‪(( ٢٢ :١٨‬لمن يحد ذولجه يحد خيرا ويقال رضى موص الرذ))‪.‬‬

‫أمثال ‪(( ٢٦ :١٩‬المحرب اياه والغارد أثه هو ابن مخر زلمححل))‪.‬‬

‫أمثال ‪(( ٢٢ :٢٣‬اتهع أليين الدي وذن‪ ،‬وأل نحققن أثن إذا ناخن))‪.‬‬

‫أمثال ‪(( ٢٥ :٢٣‬يغزح ابون ون‪ ،‬ونبقهج الدي ولذئك))‪.‬‬

‫نشيد األناشيد ‪(( ٣ :٦‬اائ بحبييي زخبييي بي))‪( .‬قارن نش ‪.)١٠ :٧‬‬

‫عندما تأتي إلى تكوين ‪ ،١٨ :٢‬حيث وصفت زوجة آدم بأنها ((معين رلع>)) نظير‪ ،‬يجب‬
‫ان نتذكر أن هذه ا لكلمة ال تشير إلى الدونية‪ ،‬بل على ا لعكس تستخدم لوصف الله نفسه‬
‫في مواضع أخرى في األسفار المقدسة (مز ‪١٤ :١٠‬؛ ‪١٠ :٣٠‬؛ ‪ .)٤ :٥٤‬يمكننا أن نذكر‬
‫نصوصا أكثر عن هذه الجوانب الالهوتية‪ ،‬لكن ا لفكرة وضحت بما يكفي‪.‬‬

‫العهد القديم بأمهات رئيسات ذات نفوذ فذ لمحل تقدير عال‬ ‫المنظور التاريخي‪ :‬يكتظ‬
‫ومارسن قدرا هائال ين التأثير‪ .‬وشهادة كتبة ا لعهد ا لقديم تكشف منظورا من ا لصعب أن‬
‫نصغه بكرا هية المرأة‪ .‬تأمل القائمة التالية على سبيل المثال وليس ا لحصر‪ :‬سارة‪ ،‬هاجر‪،‬‬
‫رفقة‪ ،‬راحيل‪ ،‬ليئة‪ ،‬ثامار (كلهن في سفر التكوين)‪ .‬وأيتا القابلتان العبرانيتان‪ :‬شغرة‬
‫وفوعة (خر ‪ ،)١‬واألميرة المصرية (ابنة فرعون) (خر ‪ ،)٢‬مريم وبنات يثرون السبعة‪ ،‬ومنهم‬
‫صفورة زوجة موسى (خر ‪ .)١٥ ،٤ ،٢‬وبنات صافحًا د (عد ‪ ،)٢٧‬ودبورة‪ ،‬وعوث‪ ،‬ونعمي‪،‬‬
‫وأبيجايل‪ ،‬وبثثدبع (قض ‪ ٤‬وه؛ را ‪٤-١‬؛ ‪١‬صم ‪٢٥‬؛ ‪١‬مل ‪ ١‬و‪ .)٢‬ودعنا ال ننسى المرأة‬
‫الفاضلة في أمثال ‪ .٣١‬هؤالء النساء القويات تقدمن المشهد ومارسن نفوذا بجوار أقوى‬

‫الرجال في زمانهن‪.‬‬

‫المنظور التشريعي‪ :‬الشرائع ا ألخالقية وا لطقسية إلسرا ئيل ستمت بأن ا لنسا ء لسن‬
‫فقط متساويات لكنهن يتحملن مسؤولية أخالقية مع الرجال‪ .‬أحد الكتاب يقول إن منظومة‬

‫‪١٣٠‬‬
‫شرائع ا لتطهير الطقسي في إسرائيل ((غير متحيزة في معاملتها للنوع))‪ (.‬ا لبعض قد يحتج‬
‫بالنجاسة الطقسدة للحيض‪ ،‬والتي من ا لواضح أنها تؤثر على النساء وليس الرجال‪ .‬ولكن‬
‫كما سنرى‪ ،‬كأن للرجال أمور خاصة بهم! وشرائع التطهير تتعرض لهذه ا ألمور أيتا (راجع‬
‫اله‪٣٢،١٨-١٦:١‬؛ ‪٤ :٢٢‬؛تث‪.)١٠ :٢٣‬‬

‫ا لجوا نب ا ألخالقدة ‪-‬وليس ا لطقسدة فقط— من شرا ئع ا لالويين ا لتي تتعلق بابرنا وسفا ح‬
‫المحارم (مثل ال‪ )٢٠ ،١٨‬تنطبق على الرجال وا لنسا ء دون تفرقة‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬هؤالء الذين‬
‫يدعون بأن ارتكاب الزنا مع زوجة القريب في إسرائيل يشبه ((التعدي على الممتلكات)) ليسوا‬
‫على صواب‪ .‬يطدق الحكم بالموت على كل ين الرجل والمرأة عند ارتكاب الزنا‪ ،‬ولكن على‬
‫عكس من شريعة حمورابي مثال‪ ،‬ال تشترط شريعة ا لعهد القديم أبدا عقوبة الموت في حالة‬
‫االعتداء على الممتلكات‪(.‬؟)‬

‫النصوص التي يزعمون أنها تروج لدونية المرأة‬


‫ا آلن حان ا لوقت للنظر إلى بعض ا لنصوص ا لتي تبدو محرجة وا لتي تحتقر من ا لنسا ء‪.‬‬

‫حكم القضاء في الغيرة‪ :‬سفر العدد ه‬


‫دعنا نلخص الفكرة العامة لهذا الغص‪ .‬إذا شك رجل في ارتكاب زوجته للزنا‪ ،‬يمكن أن‬
‫يحضرها أمام الكاهن ويتهمها‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬ال يتوفر شاهدين أو ثالثة (تث ‪ ٦:١٧‬و‪،)٧‬‬
‫وكان ((الشاهد)) الوحيد هو شكوك الزوج بأن زوجته كانت تخونه‪ .‬يعترض النقاد ويصفون‬
‫هذا باالختبار المرعب‪ .‬كانت بطن الزوجة الخائنة تنتفخ وتنكمش حقويها بعد أن تشرب ((ماء‬
‫اللعنة المر))‪ .‬يثير النقاد السؤال التالي‪(( :‬لماذا لم يكن متاحا للمرأة أن تحضر زوجها أمام‬
‫الكاهن إذا شكت أنه يخونها؟))‬

‫كما يتضح اختار النقاد نشا فقيرا ليضربوا به مثال عن قهر ا لنسا ء‪ .‬من ناحية‪ ،‬تأمل‬
‫السياق الذى يمدنا باألسباب الكافية التى تجعلنا نظن أن هذه الشريعة كانت تنطبق على‬
‫الرجال أيتا‪ .‬بعد وقبل هذا النص‪ ،‬يقصد ا لتشريع كل من الرجال وا لنسا ء‪(( :‬أوص بني‬
‫إسرابين)) (عد ه‪(( ،)٢ :‬قز يبني إسرابين)) (عد ه‪(( ،)٦ :‬كللم بني إسرادين)) (عد ‪.)٢ :٦‬‬
‫لم يكن مقتصرا على ا لزوج فقط أن يطلب هذه المحاكمة الخاصة‪ ،‬بل كان في استطاعة‬
‫الزوجة أيائ‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ ،‬هذه ا لمحكمة ا لكهنوتية قد رتبت بالفعل لحماية النساء والدفاع عنهن‪ ،‬وليس‬
‫إلذاللهن أمام أزوا جهن ا لمتغطرسين أو أمام ا لحشود المتحيزة‪ .‬هذه ا لشريعة كانت تحمي‬

‫‪١٣١‬‬
‫النساء من غضب ا لزوج العنيف والتهديد االعتباطى بأن يطلقها ويتخلص من زوجته بدنى‬
‫تكلفة‪ ) (.‬وإذا اتضح أن الزوجة مذنبة‪ ،‬فإنها تستحق أن تفزع بعالمة معجزية تؤثر على‬
‫جسدها ‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬كما في موت حنا نيا وسفيرة في الكنيسة ا ألولى (أع ه)‪ ،‬كان لدى بنو‬
‫إسرائيل تحذيرا مهيدا يتعلق بموقف الله من الزنا ‪.‬‬

‫بعض النقاد قارنوا هذا ا لحدث د ((محاكمة النهر)) التي كانت تمارس في الثقافات غير‬
‫ا ليهودية في الشرق ا ألدنى ا لقديم (مثل بابل‪ ،‬وأشور‪ ،‬وسومر)‪ .‬ما تفاصيل هذه المحاكمة؟‬
‫عندما تكون ا ألدلة على المجرم غير حاسمة‪ ،‬كأن يلقى المتهم في بئر من مادة البتومين— أي‬
‫قطران طبيعي كان يستخدم في ا ألغلب كمادة الصقة ومانعة للتسريب‪ ،‬وكمادة أسمنتية‬
‫للطوب‪ .‬في الثقافة ا لسومرية كان ((نهر)) ا لقطرا ن مسكائ لإلله ((اد)) (‪،/‬ب ومعنى ا لكلمة‬
‫((نهر)))‪ .‬في بعض األحيان كان ((القافزون)) أو ((المنغمسون))‪ ،‬الذين كانوا يدخلون ((اإلله))‪،‬‬
‫يغمرهم السائل مع أبخرته السامة‪ .‬معظم األشخاص كانوا ينجون (إذ يقذفهم إله النهر)‪،‬‬
‫لكنها ال تزا ل تجربة بمثابة الكابوس لمن يجتازها‪ .‬فإذا غرق أحدهم في ((النهر))‪ ،‬فهو مذنب‬
‫ألن موته كان بمثابة ((حكم)) إله النهر‪ .‬وإذا نجا‪ ،‬فهو بريء‪ ،‬ومدعي ا ألتهام يكون مذندا ألنه‬
‫وجه تهائ باطلة‪(.‬‬

‫ومع ذلك هناك اختالف كبير بين هذه ((المحاكمة)) وسفر العدد ه‪ .‬محاكمة النهر كانت‬
‫معاملة عامة عندما تكون ا ألدلة ا لجنائية غير حاسمة‪ -‬بشكل عام‪ .‬في حين في شريعة موسى‬
‫ال يمكن تأكيد ا لتهمة إال إذا توفر شاهدا ن أو ثالثة‪ ،‬وإال فإن مقنم ا التهام ال يكون لديه قضية‬
‫من األساس‪( .‬في اختبار ا لغيرة ا لغريد في سفر ا لعدد ه‪ ،‬بالرغم من عدم توفر شهود‪ ،‬من‬
‫المفهوم أن هناك بعض العالمات يمكن أن توفر معلومات للزوج أو الزوجة عن شيء مثير‬
‫للشبهات يجري مع شريك الحياة مثل‪ :‬تصرفات غريبة‪ ،‬ردود فعل غير منطقية‪ ،‬إفراز عرق‬
‫بشكل مفاجئ‪ ،‬أو ببساطة يظن الزوج بأنه ليس المسؤول عن خمل زوجته بطفل)‪.‬‬

‫ثاندا‪ ،‬إذا لم يستطع المتهم أن يسبح ويخرج من القطران‪ ،‬كان يظهر مذندا حتى إذا كان‬
‫بريدا! ليس األمر هكذا إذا اتهمت زوجة (أو زوج) عن طريق الخطأ‪ .‬هناك عالمة معجزية‬
‫موحية تحدث إلثبات الذنب‪ .‬ثللدا‪ ،‬تفترض محاكمة النهر الذنب حتى ئثبت البراءة‪ .‬أصا في‬
‫اختبار ا لغيرة تفترض ا لمحكمة البراءة حتى يفتضح ا لذنب بواسطة معجزة إلهية‪.‬‬

‫النجاسة بعد الوالدة‪ :‬الويين ‪٨ -١ :١٢‬‬


‫ا لبعفر يدعي أن هذا ا لدحر يتضمن االنتقاص من قيمة ا ألنثى‪ :‬المرأة نجسة من الناحية‬
‫الطقسية لمدة ‪ ٤٠‬يوائ (‪-٧‬ا‪ ٣٣ -‬يوائ) بعد والدة صبي و‪ ٨٠‬يوائ (‪ ٦٦ +١٤‬يوائ) بعد والدة‬
‫صبية‪ .‬من المؤكد أن هذا يوضح مكانة اجتماعية أدنى لإلناث‪.‬‬

‫‪١٣٢‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ليس بهذه السرعة! هناك تفسيرا ت معقولة عديدة قدمها بعض الدارسين‬
‫يؤكدون فيها أن ا أليا م ا ألكثر في حالة والدة ا ألنثى تشير بالفعل إلى نوع من ا لحماية لإلناث‪،‬‬
‫وليس عالمة على المكانة المتدنية لهن‪ .‬البعض ا بآلخر يشير إلى أن الدافع قد يكون للحفاظ‬
‫على تمؤز ا لديانة ا ليهودية عن ا لديانة ا لكنعانية‪ ،‬حيث تشترك ا إلناث في طقوس جنسية كجزء‬
‫من العبادة في معابدهم‪.‬‬

‫بشكل عام ا العتزال ا ألطول لألم اليهودية عن ا لخيمة (أو المعبد) بعد والدة صبية يؤكد على‬
‫فكرة الهوتية وأخالقدة‪ .‬في ظل تعدد اآللهة في الشرق ا ألدنى القديم‪ ،‬كأن التركيز األكبر‬
‫على طقوس ا لخصوبة‪ ،‬وا لدعارة في ا لعبادة‪ ،‬وا لتمثيل ا لدرا مي لوالدة ا آللهة وا إللهات‪ .‬وا لغترة‬
‫الفاصلة بين الوالدة وعبادة ا لهيكل ‪-‬خاصة مع والدة البنات‪ -‬كانت درا عى باهتمام‪.‬‬

‫هناك تفسير آخر مقبول يركز على المصدر الطبيعي للنجاسة— أعنى تدفق الدم‪ .‬آية رقم‬
‫ه تشير إلى السبب‪ :‬بسبب ((دم نئهيرنا ))‪ .‬تمر ا ألم بنزيف مهبلى عند الوالدة‪ .‬ومع ذلك مثل‬
‫هذا ا لنزيف المهبلي شائع جدا في الصبايا المولودات حديدا أ يصا‪ ،‬بسبب تراجع هرمون‬
‫ا إلستروجين من ا ألم عندما يخرج الجنين ا ألنثوي من رحم ا ألم‪ .‬وض ثم لدينا سببان للنجاسة‬
‫الطقسدة مع والدة صبية وسبب واحد في حالة والدة صبي‪.‬‬
‫الحظ أيائ أنه عندما ينتهي زمن التطهير‪ ،‬سوا ء ((الحل ابن أو ادقة))‪ ،‬يكون على األم‬
‫أن تقذم نفس التقدمة (سوا ء ضوف> أو فرخ حمام‪ ،‬أو يمام)‪ .‬هكذا تكون ذبيحة ا لتطهير‬
‫(ال ‪ —)٦ : ١٢‬وهي ليست ذبيحة خطية— وا لفرض منها أن تزيل النجاسة الطقسدة وليس‬
‫النجاسة األخالقية‪(.‬؟)‬

‫تثنية ‪ :٢٥‬ه‪١٠ -‬‬ ‫زواج الغلفة‬


‫إذا مات رجل بدون ولد يحمل اسم العائلة‪ ،‬فإن أخاه غير المتزوج يمكن أن يتزوج أرملة‬
‫أخيه لكي يستمر اسم العائلة‪ .‬ض الناحية التشريعية‪ ،‬فإن االبن ا لبكر من هذه ا لزيجة‬
‫يحسب رسميا كابن للزوج المتوفي‪ .‬وألن الزوج ا ألول قد توفى‪ ،‬فهذا ال يعتبر سفاحا (عالقة‬
‫جنسية مع أحد األقارب)‪ .‬كلمة انمك‪٢‬ل‪/٢،‬ر‪٦‬جءاا تأتي من ا لكلمة الالتينية اا‪٤٢‬ر‪١‬عذراا التي تعني‬
‫((أخو الزوج)) أو ((‪/1‬حغ‪٢-‬بمص‪٢‬ق) باإلنجليزية‪ .‬هذا التشريع يبدو غريبا لآلذان المعاصرة‪،‬‬
‫وقطائ يعكس الخلفية الذكو ية أو األبوية القديمة‪ .‬كانت هناك ممارسة مماثلة عند الجثيين‪.‬‬
‫وكانت شريعتهم تذكر أنه إذا كان للرجل زوجة ثم مات‪ ،‬فالبد ألخيه أن يتخن من األرملة‬
‫زوجة له‪(.‬‬

‫وبالرغم أن مثل هذا الزواج يعبر بوضوح عن نظام ذكوري‪ ،‬يجب أن نتذكر جيدا‬
‫بعض األمور‪ .‬أوال‪ ،‬إذا تزوجت األرملة أخا زوجها ا لمتوفي‪ ،‬فهذا يسا عدها على االحتفاظ‬

‫‪١٣٣‬‬
‫بممتلكاتها (التي ربما أحضرتها معها في زواجها) داخل العائلة‪ 1 .‬لزوا ج خارج العائلة‬
‫ثانيا‪ ،‬بالرغم أن ا لرجل قد يرفض‪ ،‬كان هذا‬ ‫كان يعني المخاطرة بفقدان هذه الممتلكات‪.‬‬
‫أمرا مستنكرا ‪ .‬وإذا رفض ا إلذعان‪ ،‬فإن ا ألرملة بنفسها يمكن أن تمارس دورها وحقوقها‬
‫في ((طقس خلع النعل)) المشين‪ .‬لذا كان لألرملة ميزة طبيعية في هذا التشريع‪.‬‬

‫من النافع لنا أن نضع هذا السيناريو لهذا ا لزوا ج بجوار قصة بنات صلفحاد (عد ‪:٢٧‬‬
‫‪ .)١١ -١‬في ا لشرق األدنى ا لقديم وجدت شرائع ذكورية تعطي االبن ا لبكر اإلرث كله دون‬
‫!ام‪ .‬إذ يكون لألبن البكر‬ ‫إخوته‪ ،‬وكان هذا دسمى ((حق البكورية))‬
‫الحق فى ا الستيالء على الممتلكات‪ ،‬ويرث قيادة العائلة من أبيه‪ .‬يكشف تثنية ‪ ٧ :٢١‬أن هذا‬
‫يعني نصييا مضاععا لالبن البكر مقارنة بإخوته‪ .‬ومع ذلك كان حق ا لبكورية يقلب بشكل‬
‫غير مباشر في أحداث معينة في ا لعهد القديم‪ .‬بالرغم أن تشريع موسى كان يعمل داخل‬
‫المنظومات ا لذكورية للشرق األدنى القديم‪ ،‬فإذ العهد القديم يكشف عن ديناميكية وا نغتا ح‬
‫للتغيير‪ .‬بنات ا لمتوفي صلفحاد الذي ليس له أخ التمسن موسى بشأن شرا ئع ا لميرا ث ا لتي‬
‫تميز الذكور‪ .‬وفي ضوء ا لظروف الخاصة لهؤالء النسوة‪ ،‬أخذ موسى قضيتهن أمام الله‪،‬‬
‫وقد أعطى التماس هؤالء النسا ء‪.‬‬

‫عندما كان ا لبشر يسعون لتفيير المنظومات االجتماعية فى ضوء حكمة أخالقية أعمق‬
‫وتصميم على التحرك نحو الوضع المثالي‪ ،‬فإننا نشهد تعديال لمنظومات ا لشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬
‫وحتى في وقت مبكر في العهد القديم‪ ،‬وحدت بعض القصص التي تضرب بشكل غير مباشر‬
‫في شريعة البكورية‪ .‬كان األصغر يتفوق على األكبر‪ .‬هابيل تفوق على قايين‪ ،‬إسحاق على‬
‫هذه العينات الكتابية تكشف عن قيمة‬ ‫إسماعيل‪ ،‬يعقوب على عيسو‪ ،‬يوسف على رأوبين‪.‬‬
‫معكوسة وأكثر ديمقراطية‪ .‬وحتى إن لم تكن مثالية‪ ،‬لكنها تعير عن ارتقاء هائل مقارنة‬
‫بالشرائع األخرع) للشرق ا ألدنى القديم‪(.‬‬

‫زوجة قريبك‪ :‬خروج ‪١٧ :٢٠‬‬


‫(( التم ئشثه)) هي الوصية العاشرة‪ .‬وهذه الوصية تحرم اشتها ء ما ينتسب شرعا إلى شخص‬
‫آخر‪ .‬ما هي األشياء المتضمنة في هذا التحريم؟ بيت القريب‪ ،‬وزوجته‪ ،‬وخادمه أو خادمته‪،‬‬
‫ثوره‪ ،‬حماره‪ ،‬و<(ال شيدا مما لعرلج))‪ .‬يشكو النقاد أن الزوجة اعتبرت كإحدى المقتنيات‬
‫بشكل صريح وبشكل غير مالئم‪ ،‬وفي نفس ا لتصنيف كبيت ا لقريب وثوره وحماره!‬

‫مشكلة كبيرة‪ :‬قبلها بعدد قليل من الوصايا (خر ‪ ،)١٢ :٢٠‬يوصي األبناء بإكرام أمهم‬
‫بنفس قدر احترام أبيهم‪ .‬وكان لألم سلطة متساوية على أبنائها (راجع سلسلة اآليات التي‬
‫ذكرناها في أول هذا الفصل)‪ .‬مشكلة كبيرة أخرى‪ :‬لم تكن النسا ء في إسرائيل أشياء‬

‫‪١٣٤‬‬
‫يمكن بيعها مثل المنازل والثيران أو الحمير‪ .‬وهناك حقيقة إضافية كاشفة تتمثل في أن‬
‫الثقافات ا ألخرى في الشرق ا ألدنى ا لقديم كانت تجعل ا ألم في أغلب ا ألحيان تحت سلطة‬
‫ابنها‪ (.‬ومع ذلك فناموس موسى يقدم مقارنة مذهلة في هذا الشأن‪ .‬يوصي سفر ا لالويين‬
‫‪ ٣ : ١٩‬ا البن بأن يوقر أمه كأبيه تماائ— األكثر من ذلك أئ ا ألم يرد ذكرها أوال‪.‬‬

‫ماذا عن عدم وجود كهنة من اإلناث؟‬


‫لماذا لم تستطع النساء المشاركة في الكهنوت؟ ولماذا اقتصر هذا األمر كله على الذكور؟‬
‫الكثير من النقاد يعترضون على هذا المعسكر الديني الذي يقتصر على الذكور‪ .‬ولكن إذا‬
‫فكرت في األمر‪ ،‬فإن معظم ذكور بني إسرائيل كانوا مستبعدين أيصا ! كان يجب أن يكون‬
‫الكهنة من سبط الوي ومن نسل هارون فقط‪ .‬وبالتالي لم يسمح للذكور ا آلخرين من بني‬
‫إسرائيل أن يصيروا كهنة‪.‬‬

‫ولكن ال يبدو ا ألمر أن ا لعهد ا لقديم يضع ا إلناث وا لكهنوت تلقائيا في تصنيفين متقابلين‪.‬‬
‫يتحدث الكتاب المقدس كثيرا عن كهنة من ا إلناث‪ .‬رجوعا إلى سفر التكوين‪ ،‬كان لحوا ء دورا‬
‫كهنوتيا في جنة عدن‪ .‬يرى الدارسوؤن للكتاب المقدس هذا المكان كمقدس يرمز إلى خيمة‬
‫االجتماع (قارن تك ‪ .)١٢ :٢‬وكان كل من أدم وحوا ء يؤديان واجبات كهنوتية في عبادة الله‬
‫وخدمته‪ ،‬إذ كان الله يمشي ويتحدث معهما (تك ‪١٥ :٢‬؛ ‪.)٨ :٣‬‬
‫فيما بعد امتد الكهنوت ليشمل أمة إسرائيل كلها‪ -‬ذكرا وإنادا‪ .‬كان الله يرغب في أن‬
‫يقترب إليه كل بنى إسرائيل كا ((مملكه كهثة)) (خر ‪ .)٦ :١٩‬ومع ذلك رفضوا الصعود إلى‬
‫الجبل‪ .‬لذا ذهب موسى نيابه عنهم (‪ .)٢١ ،١٩ :٢٠‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تأسس كهنوت رسمي‬
‫يقتصر على الذكور ليعمل داخل منظومة الخيمة أو الهيكل‪(.‬‬

‫لذا فإن وجود كهنة من اإلناث لم يمدل مشكلة في حد ذاته ولم يكن متعا رصا مع‬
‫الكتاب المقدس‪ .‬بالفعل‪ ،‬يؤكد ا لعهد ا لجديد على هذا‪ :‬بموت المسبح وقيامته‪ ،‬تشكلت‬
‫الكنيسة— إسرائيل الجديد‪ .‬وهي تمثل كهنوا مقدسا ومملكة كهنة يقدمون ذبائح روحية‬
‫لله (‪١‬بط ‪ :٢‬ه‪٩ ،‬؛ رؤ ‪٦ :١‬؛ ه‪١٠ :‬؛ ‪.)٦ :٢٠‬‬
‫لماذا إذا لم توجد إناث في ا لخيمة أو هيكل العهد ا لقديم؟ السبب في هذا‪ :‬االمتناع عن‬
‫تلويث العبادة ا لنقية في إسرائيل‪ .‬في ديانات العشرق ا ألدنى القديم‪ ،‬كان اآللهة (وا آللها ت)‬
‫أنفسهم يشتركون في أفعال جنسية بشعة‪ .‬وكانوا يشتركون في جريمة السفا ح (مثال‪:‬‬
‫ا لبعل مع أخته عنات)‪ .‬وكانوا يمارسون ا لجنس مع الحيوانات (فمثال كان بعل يمارس‬
‫ا لجنس مع عجلة ولدت ابائ)‪ .‬وكانوا يشتركون في عربدة وإغوا ء ات جنسية كثيرة‪ .‬كل هذا‬
‫بدون ذرة من التبكيت!(‬

‫‪١٣٥‬‬
‫عادة ما تضمنت ديانات الشرق األدنى القديم طقوس تعبدية للخصوبة‪ ،‬وعبادة ا إللهة‬
‫المؤنثة‪ ،‬والكاهنات (اللواتي عملن كزوجات لآللهة)‪ .‬كما انتشرت عاهرات المعابد‪ ،‬وكان‬
‫الفسوق األخالقي يمارس باسم الذين‪ .‬وكانت ممارسة ا لجنس مع كاهنة المعبد يعني اتحادا‬
‫مع ا إللهة المؤنثة التي يتعبدون لها‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬كانت ممارسة ا لجنس مع عاهرة المعبد تشحع‬
‫وتحفز ا إلله بعل وخليلته ((عشيرة)) على ممارسة ا لجنس في ا لسما ء‪ ،‬وهو ما كان يؤدي إلى‬
‫ا لخصوبة فى كل شيء‪ :‬أطفال أكثر‪ ،‬ماشية أكثر‪ ،‬محاصيل أكثر‪ .‬كان ا لجنس يؤله فى‬
‫كنعان‪ ،‬وثقافات أخرى في الشرق األدنى القديم‪ .‬وكان ا لزنا مقبوال طالما كان ا لجنس طقسا‬
‫((ديندا))‪ ) (.‬إذا كنا نصير ما نعبده‪ ،‬فليس من الغريب أن تصبح الديانة الكنعانية والمجتمع‬
‫الكنعاني فاسدا د (( ا لجنس المقدس))‪ .‬لهذا تم تحريم وجود عاهرات المعابد الكنعانية من‬
‫الذكورواإلناث (قارن تك ‪٣٠ -٢٢ ،١٥ :٣٨‬؛ تث ‪ ١٨ :٢٣‬و‪١٩‬؛ وأيتا هو‪.)١٤ :٤‬وبالتالي‬
‫لم يكن مسموحا إلسرا ئيل بأن تحاكي األمم ا لذين تشترك آلهتهم في ا إلباحية الجنسية‪.‬‬

‫هل كانت هذه ا ألديا ن متسامحة؟ نعم‪ ،‬متسا محة في كل ا ألمور ا لخطأ! صن ا آللهة فما دون‪،‬‬
‫كان يسمح بكل االنحرافات الجنسية‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تدمير المجتمع والعائلة‪ .‬في ا لوا قع‬
‫سمحت شرا ئع ا لشرق األدنى ا لقديم بأنشطة تزعزع من استقرار العائلة وسالمتها‪ .‬على‬
‫سبيل المثال كان يسمح للرجال بأن ينخرطوا في عالقات جنسية مع الخادمات والعاهرات‪.‬‬

‫شرائع ببت‪ -‬عشتار (]أ)‪1‬ا‪1‬ا‪8‬ل‪-‬أ‪(1‬أل!أ) في منطقة ما بين ا لنهرين ا لسفلية (‪ ١٩٣٠‬ق‪ .‬م‪).‬‬
‫كانت تعتبر ممارسة الدعارة أمرا لمسئم به‪ ) .‬وفي شريعة الجثيين (‪ ١٥٠٠—١٦٥٠‬ق‪.‬م‪).‬‬
‫نجد أئه‪(( :‬إذا اضجع أب وابنه مع نفس العبدة أو العاهرة‪ ،‬فال مريمة في هذا))‪ ) (.‬وكانت‬
‫شريعة ا لحثيين تسمح بممارسة ا لجنس مع البهائم‪(( :‬إذا أقام رجل عالقة جنسية سوا ء مع‬
‫في المقابل سعت شريعة موسى إلى منع بني إسرائيل‬ ‫حصان أو بغلة‪ ،‬فال جريمة في هذا ))‪.‬‬
‫من تمجيد الزنا (وباألخص) باسم العبادة الدينية‪ .‬وبالتالي ساعد اقتصار الكهنوت على‬
‫ا لذكور على خلق نوع من التمعز ا لديني كما حافظ على قدسية ا لزوا ج‪ .‬لم يكن هذا تحقيرا‬
‫للمرأة‪ .‬وبل كان مسالة تتعلق بالحفاظ على النقاء ا لديني وقدسية ا لجنس داخل الزواج‪.‬‬

‫ضع في االعتبار أن كهنة إسرائيل كانوا ينفذون ثالثة أنوا ع من الواجبات‪:‬‬


‫(‪ )١‬واجب تعليمي وقضائي وإداري‪.‬‬
‫(‪ )٢‬واجب نبوي (مثل تمييز مشيئة الله من خالل ا لقرعة المعروفة با ألوريم والتميم)‪.‬‬
‫(‪ )٣‬واجب تعبدي (طقوس ومراسم دينية)‪.‬‬
‫في إسرائيل ا لعهد ا لقديم قامت نساء مثل مريم (خر ‪ ،)٢٠ :١٥‬ودبورة (قض ‪ ٤‬وه‪،‬‬
‫خاصة ‪ ،)٤ : ٤‬وخلدة (‪٢‬مل ‪ )١٤ :٢٢‬بالدورين األولين كمعلمات وقاضيل ت ونبيات‪ .‬وحرمت‬
‫المنطقة الثالثة على النساء— ومعظم الذكور اآلخرين‪ .‬في ا لواقع حتى ملوك إسرائيل لم‬

‫‪١٣٦‬‬
‫هل إله العهد القديم كاره للنساء؟‬

‫يستطيعوا القيام بواجبات تعبدية متعددة (‪٢‬أخ ‪ .)٢١ -١٦ :٢٦‬وبالتالي بالرغم من ترسخ‬
‫العقلية ا لذكورية‪ /‬األبوية في المواقف اليهودية‪ ،‬فهذا ليس السبب الذي منع النساء من تقلد‬
‫الكهنوت‪ .‬وإنما األمر تعلق بهوية ديانة إسرائيل وثباتها األخالقي‪ .‬يمكننا التطرق أكثر في‬
‫هذا األمر‪ ،‬لكني أرجو أن تساعد هذه الردود على حجج النقاد على وضع النصوص في‬
‫سياقاتها الصحيحة‪ -‬وأن تهدأ المشاكسات أيائ‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪, 1^1)11‬اا‪80‬ال‪١‬اذال ‪٠‬‬ ‫‪191.‬‬ ‫‪.‬ااا‪),‬أ<اأ)‪)< 01)1 7),.\1‬ا‪1‬ا ‪١٠ 1(1‬كر‪//‬عك‪/‬لددع‪ 5‬رأ‪/‬ده‪ ٢‬لره‬
‫‪800, 2007.‬ك[ء‪1‬له‪0‬ج‪^٨: 11‬‬

‫‪٠‬‬ ‫‪ 0011'1‬ج‪ ١٧‬الل‪,‬أ ‪.‬زداح ‪8,‬ج‪0‬‬ ‫ل‪٠000‬ال ًا‪3‬غ‪ ١٧‬ل>‪0‬ئ‪1.8‬خسًا ‪8111 80 < 000'1‬‬
‫هد‪7‬امن‪١‬ن‪/‬غ‪/‬ل‪ /\1 1111101118.11 /‬اعه‪1‬ء‪00‬ج‪ 0‬ح‪0‬؛‪001٧‬؛ ‪111‬الل‪011‬ال‪111111108: ٨11.٩‬؛ ‪111‬؛‪ >=:‬ج* ‪10‬‬
‫‪٠ 0.8. 11 )2009(: 53-72.‬س‪٢،‬ع‬

‫‪١٣٧‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫‪ ٠‬كيف يبدو ‪ 1‬لعهد ‪ 1‬لقديم كل رائ للنسا ء ؟ هل ا لمجتمع ‪ 1‬لذكوريا ‪ 1‬ألبوي في إسرا ئيل يثبت‬
‫هذه الفكرة؟ ولماذا؟‬

‫‪ ٠‬كيف يظهر ا لعهد ا لقديم مساواة أساسية بين ا لذكر وا ألنثى؟‬

‫‪ ٠‬كيف يظهر تشريعات العهد القديم ا هتمًاائ فعليا بحماية اإلناث؟‬

‫* ما هي انطباعاتك عن حكم ا لقضا ء في ا لغيرة (أو اختبار ا لزوجة الخائنة) في سفر‬


‫ا لعدد أصحاح ه؟ قارن هذا بتجربة ا لنهر في ا لشرق األدنى القديم‪ .‬ما هو الهدف من‬
‫هذا ا لتشريع؟ هل هذا مناهخر للمرأة؟‬

‫* لماذا كانت المرأة تعتبر نجسة لمدة أطول عند والدة صبية عنه عند والدة صبى؟‬

‫* صف ماذا يحدث في زوا ج السلفة (أو ا ألرملة من شقيق زوجها)‪ .‬هل كانت هذه‬
‫الممارسة مضرة بالمرأة؟‬

‫‪ ٠‬هل(( زوجة قريبك)) في خروج ‪ ٢ ٠‬تشير إلى أن ا لزوحة كانت مجرد متاعًا أو أحد مقتنيات‬
‫زوجها في إسرائيل؟‬

‫* هل منع المرأة من الكهنوت في إسرائيل نوع من العنصرية؟ لماذا من النافع أن نقارن‬


‫الممارسات ا لدينية إلسرائيل بالممارسات الكنعانية فى ضوء هذا ا لسؤا ل؟‬

‫‪١٣٨‬‬
‫ماذاعن المغر؟‬

‫تعدد الزوجات‪ ،‬امتالك ‪ 1‬لمحظؤات (ا لسرا ري)‪ ،‬وأسئلة أخرى‬

‫منذ زمن (( توما ص جيفرسون)) ال تزا ل الشائعات تحوم بشأن أبوته لطفل من جاريته‬
‫((سالى هيمنجز))‪ .‬وخالل تسعينيات ا لقرن العشرين‪ ،‬زادت هذه الشبهات‪ ،‬وكان يزعم أن‬
‫‪ ٠٠‬يم‬ ‫‪٠٠٠٠‬‬ ‫و‬ ‫‪٠‬‬
‫ا لرئيس جيفرسون قد فضح رياؤه كأحد ا آلبا ء المؤسسين‪ .‬ومع ذلك بالمزيد من ا لبحث‬
‫كشف أن الجاني على األرجح هو االبن ا ألصفر لجيفرسون ويسمى ((راندولف))‪ ،‬الذي كان‬
‫في مزرعة مونتيشيلو في نفس ا لوقت الذي حبلت فيه سالي هيمنجز‪ ،‬وكان يعرف عنه أنه‬
‫كان يقضي وقدا مع العبيد‪ .‬من ناحية أخرى كان جيفرسون قد بلغ في هذا الوقت الرابعة‬
‫والستين‪ ،‬وكان يصارع مع مشكالت صحية قاسية‪ ،‬بما في ذلك نوبات حادة من الصداع‬
‫النصفي‪ .‬في حين كان راندولف مستسلائ للسكر وفي صحة أفضل‪ ،‬ولم تكن شخصيته في‬
‫رقي شخصية جيفرسون‪) (.‬‬
‫اآلن لو كان جيفرسون هو والد ابن الجارية سالي‪ ،‬فإن األمور كانت لتتعقد أكثر؛ ومع‬
‫ذلك فإن امتالكه للعبيد (ويجب أن نضيف هذا بمشاعر متضاربة) لم يزعزع تأكيد إمالن‬

‫‪١٣٩‬‬
‫‪ 1‬الستقالل الذي ينص على أن جميع البشر *خلقوا متساويين ‪ ،‬وأننا أودعنا بواسطة الخالق‬
‫حقوقا غير قابلة لالنتزاع ‪ .‬ينطبق نفس الشيء على العهد القديم‪ .‬فبالرغم أن الشخصيات‬
‫البارزة في ا لعهد ا لقديم كان لديهم اكثر من زوجة وعدد من المحظيات (ا لسراري)‪ ،‬فهذا‬
‫أيائ ال يبطل معيار الزوجة الواحدة في تكوين ‪ .٢٤ :٢‬ولكن هل كانت الشريعة تسمح‬
‫بتعدد الزوجات؟ أم حرمت شرا ئع إسرائيل هذه الممارسة‪ ،‬حتى إذا تجاهل ألقانة‪ ،‬وداود‪،‬‬
‫وسليمان‪ ،‬وآخرون هذا التحريم؟‬

‫في الشرق األدنى القديم كان يجوز للرجل المتزوج أن يتخن سردة ‪-‬أو زوجة من الدرجة‬
‫الثانية‪ -‬عندما يكون موقفه ((متعذرا))‪ ،‬بمعنى أن تكون زوجته األولى عاقرا (أو حتى إذا‬
‫أصبحت مريضة)‪ .‬فى مثل هذه الحاالت‪ ،‬لم يكن غرييا على الرجل أن يتخن زوجه أخرى‬
‫لينجب نسال‪ .‬عندما ننظر إلى تاريخ إسرائيل‪ ،‬نرى تأثير هذه الممارسة بوضوح فى وقت‬
‫مبكر جدا‪ .‬كانت العائلة شيدا مهائ للغاية‪ ،‬وكان إنجاب األطفال أمرا ضرورا الستمرار‬
‫اسم العائلة‪ .‬وعندما تكون بال أبنا ء‪ ،‬وبالتالي بال وريث‪ -‬فهذا بمثابة مأساة أو ربما عار‪.‬‬
‫وبا لتالي كل ن إحضار زوجة من ا لدرجة ا لثا نية في كثير من ا ألحوا ل عالحا لهن ا ا لموقف‪.‬‬

‫في الشرق ا ألدنى القديم كان تعدد الزوجات أمرا ئسلائ به‪ ،‬ولم يكن محرائ من النا حدة‬
‫الرسمية‪ .‬وكان منصوصا عليه من الناحية القانونية في شريعة حمورابي‪ ،‬التي سمحت لمن‬
‫يمتلك جارية‪ ،‬وكانت يعتبر كأحد مقتنياته‪ ،‬أن يستغلها جنسيا ويستغل قدرتها ا إلنجابية ليلد‬
‫لنفسه أوالدا‪ .‬وإذا أنجبت األوالد‪ ،‬يكون باستطاعتها أن تنال حريتها عند موت سيدها‪(.‬‬

‫أولى اإلشارات على تعدد الزوجات (أو الجمع بين زوجتين) في العهد القديم في حالة‬
‫المك الشرير الذي جمع بين زوجتين (تك ‪ ٢٣ ،١٩ :٤‬و‪ —)٢٤‬وهي ا إلشارة األولى بن‬
‫بين ثالثين إشارة لتعدد الزوجات فى العهد القديم‪ .‬بعد ذلك في سفر ا لتكوين لم يستطع‬
‫إبراهيم أن ينجب طفال من سارة‪ ،‬لذا أعطته جاريتها هاجر ((كزوجة)) (تك ‪ ،)٣ : ١٦‬ثم وإد‬
‫إسماعيل منها بعد ذلك‪ .‬وبميالده تولد صراعا بين سارة وهاجر‪ ،‬وإبراهيم في ا لوسط بين‬
‫كل هذا ‪ .‬كانت هاجر قد فازت على ما يبدو في لعبة ا لصرا ع بين المرأتين‪ ،‬حتى طردتها سارة‬
‫(سنتطرق إلى قصة سارة وهاجر عندما نتعرض لموضوع ا لعبودية وا لعهد الجديد)‪.‬‬

‫نفس المشكالت حدبت مع يعقوب‪ .‬لكن بسبب المراوغة والخداع من خاله البان انتهى‬
‫بالجمع بئين زوجتين بدال من واحدة‪ .‬وعندما أدركت راحيل وليئة أنهما عاقرتان‪ ،‬في يأس‬
‫أعطت كل منهما جاريتها ليعقوب على أمل إنجاب أطفال فى منافسة على الشرف أو العار‪.‬‬
‫إحدى هاتين الخادمتين هي بلهة‪ ،‬ودعيت ((سردة)) وإحدى ((امرانى)) يعقوب (تك ه‪٢٢ :٣‬؛ ‪:٣٧‬‬
‫‪ ،)٢‬بمعنى زوجة من ا لدرجة الثانية‪.‬‬

‫وبالتالي يتضح وجود جانب رسمي في هذه الممارسة‪ ،‬حتى لو كأن ينظر للخادمات‬

‫‪١٤٠‬‬
‫كزوجات من الدرجة الثانية‪ .‬كانت المحظي ت أو الشريات في ذلك الوقت ببساطة زوجات من‬
‫ا لدرجة ا لثانية‪ ،‬وفي نفس ا لوقت متزوجات بشكل رسمي‪ .‬كما يشير ا لمصطلح إلى زوجة ثانيه‬
‫تأتي بعد ا ألولى التي توفيت‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬بعد أن ماتت سارة‪ ،‬ترئل إبراهيم وأخذ زوجة‬
‫ثانية تدعى قطورة‪ .‬يشير سفر ا ألخبار ا ألول ‪ ٣٢ : ١‬إلى قطورة ك ((سردة)) (أأ‪€868‬أ‪(1‬ل)‪ ،‬لكن‬
‫هذا المصطلح يمكز استخدامه للتعبير عن زوجة شرعية‪ ،‬بخالف ا لزوجة األولي للرجل‪(.‬‬
‫حتى ا لسردة ا لتي ذكرت في سفر ا لقضا ة ‪ ١ ٩‬لم تكن خادمة أو عشيقة‪ ،‬بل ا عتبرت متزوجة‬
‫برجل (قفر ‪ . )٣ : ١٩‬ا لدحر يستخدم كلمة ((حمو)) و(( صهر)) ليشير إلى مكانة زوجية حقيقية‬
‫(قض ‪ ٤ :١٩‬وه‪ ،٧ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫بالرغم من وجود تعدد زوجات (بما في ذلك امتالك السريات) في ا لعهد القديم بدون‬
‫موافقة وتصديق من الله‪ ،‬ضع في اعتبارك أن مثل هذه الزيجات كانت تستدعي التزام‬
‫الرجل بحماية وإعالة زوجته‪ .‬في المقابل‪ ،‬إذا وإد طفل من خالل امرأة مستأجرة للمتعة‬
‫الجنسية‪ ،‬كان هذا يستدعي الخزي وعدم مشاركته في ا لميرا ث (راجع قصة يغتا ح في قخر‬
‫‪١:١١‬و‪.)٢‬‬

‫وعندما نأتي إلى حكام إسرائيل‪ ،‬فإن المراوغة السياسية —وليس المتعة الجنسية‪ -‬تضمنت‬
‫في كثير من األحوال امتالك سريات أو محظيات‪ .‬لقد انتهت حياة سليمان بشكل هزلي‬
‫عندما امتلك سبع مائة زوجة وثالثمائة سرية (‪١‬مل ‪ ،)٣ :١١‬غاليا ما تم قبولهز كهدايا‬
‫ض أمم أخرى ألغراض تتعلق بالتحالفات السياسية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تثنية ‪ ١٧ :١٧‬يحذر بشكل‬
‫صارم أنه ال يجر ألي ملك من ملوك إسرائيل المستقبليين أن ((يئر نه نساة لقأل يزيغ ننيه‪.‬‬
‫وفصه ودفيا ال يئر له كثيرا ))‪ ،‬وال يصح أن يكثر من امتالك ا لخيل (للمركبات)‪ ،‬أو العودة‬

‫إلى مصر‪.‬‬

‫وكما يتضح‪ ،‬لقد فعل سليمان كل هذه األمور‪ ،‬وهو ما أدى إلى سقوحله (‪١‬مل ‪.)١ :١١‬‬
‫في سفر الملوك األول يستخدم الراوي الكتابي أسلوب ا لتهكم لينتقد قيادة سليمان ومؤهالته‬
‫ا لروحية‪ .‬فمنذ بدا ية حكمه‪ ،‬قد انتهك كل هذه ا لمحرمات‪ )١( :‬زواجه من ابنة فرعون وزوجات‬
‫أخريات أجذبيات(‪١‬مل‪١ :٣‬؛ ‪ )٢( ،)٨ -١ :١١‬أكثر من الخيول للمركبات (‪١‬مل ‪،)٢٦ :١٠‬‬
‫(‪ )٣‬اكتنز الفضة والذهب (‪١‬مل ‪ )٤( ،)٢٧ :١٠‬أقام تحالائ مع مصر من خالل الزواج‬
‫(‪١‬هل‪.)١:٣‬أ)‬

‫كذلك كان سليمان طاغية‪ ،‬حيث وفعا لكالم ابنه رحبعام‪ ،‬قد وضع ((نيرا ثقيال)) على‬
‫إسرائيل‪ ،‬و( أدبهم بالسياط)) (‪١‬مل ‪ .)١٤ ،٤ :١٢‬وفي النهاية أدى طغيان سليمان ويده‬
‫ا لثقيلة إلى انقسام المملكة‪ .‬لقد بدد سليمان القدرات وا لموا هب الكامنة التي أودعها الله‬
‫فيه‪ .‬وفشل في تنفيذ الشروط ا إللهية‪ :‬إذا أطا ع سليمان‪ ،‬سيثيت الله مملكته‪ ،‬وإذا عبد‬

‫‪١٤١‬‬
‫آلهة غريبة‪ ،‬ستنرع إسرائيل من ا ألرض ا لتي أعطاها الله لهم (‪١‬مال ‪ .)٨ -٤ :٩‬لقد فشل‬
‫النموذج ا لروحي األخالقي المراد في إسرائيل بشكل مدهش‪ ،‬وبا ألخحر في الجانب‬
‫الخًاص بالزواج‪-‬‬

‫هل هذا تأييد لتعدد الزوجات؟‬


‫توجد نكتة تقول‪ :‬أعامل زوجتي بمساوة أليس هذا معنا ه ا لجمع بين زوجتين؟ نحن‬
‫نرى أمثلة كثيرة عن الجمع بين زوجتين في العهد القديم‪ ،‬وليس من الغريب أن نسمع النقاد‬
‫يقولون‪ ،‬بناء على نصوص العهد القديم‪ ،‬أن الله يقر بالفعل بتعدد الزوجات أو ا لجمع بين‬
‫زوجتين‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬لو كان الله قد امتدح أو أمر بهذه الممارسة‪ ،‬لكأن هذا انحراائ عن‬
‫المعيار المغترض للزواج بين رجل وامرأة واحدة في تكوين ‪ ٢٤ :٢‬ومواضع أخرى‪ .‬سنتعرض‬
‫إلى العديد من النصوص الرئيسية لهذا الموضوع‪.‬‬

‫ال لتعدد الزوجات‪ :‬الويين ‪١٨ :١٨‬‬


‫يمكننا جمع أدلة قوية من الويين ‪ ١٨ :١٨‬تحزم تعدد الزوجات‪(( :‬ؤال داخن امرأ؛ عتى‬
‫أحتفا للصر (أي لتكون ضرتها) بدغثذ عورنفا نقفا (تعاشرها جنسدا) ني خداتؤا))‪(.‬‬
‫كثيرا ما يتم إغفال هذا الغص في النقاشات عن تعدد الزوجات في العهد القديم‪ .‬جزء من‬
‫سبب هذا التغاضي هو الموضع الذي وردت فيه هذه اآلية‪ .‬داللة هذه ا آلية محجوبة ألنه‬
‫يسبقها شرا ئع عديدة ضد ا لسفا ح (زنا المحارم) (ال ‪ .)١٧ -٦ : ١٨‬ومع ذلك سنرى أن الويين‬
‫‪ ١٨ :١٨‬هي آية انتقالية وال يجب إدراجها في الجزء الخاص بزنا المحارم‪ .‬يوجد فاصل‬
‫كبير بين آية ‪ ١٧‬وآية ‪. ١٨‬‬

‫تبدأ كل آية من ا أليات ‪ ١٧ -٧‬بنفس الطريقة‪ ،‬أي بكلمة ((عورًا)) رسمرعوم‪٢١‬حع‪ ،‬كا‪ ،‬ثم تنتهي‬
‫بوصية ((ال نغثن))‪ .‬ثم في كل واحدة من هذه اآليات (باستثناء آية ‪ )٩‬يقدم تفسيرا لهذا‬
‫ا لتحريم (مثال ((ائفا أماك >)) ‪ ٠‬هذا ا لتفسير غير موجود في آية ‪ ، ١٨‬وهو ما كنا سنتوقعه لو أن‬
‫هذه اآلية عن تحريم زنا المحارم‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬كل آية من ‪ ٢٣ -١٨‬تبدأ بصياغة مختلفة‪ .‬وحتى إذا لم تقرأ الغص بالعبرية‪،‬‬
‫يمكنك بالنظر ا لسريع إلى ا لنص سترى على ا لغور ا الختالف في بنية اللغة بدءا من آية ‪. ١٨‬‬
‫تبدأ ا أليات من ‪ ٢٣ -١٨‬بما يسمى بأداة ا لربط ررلهإكا— مثل واو ا لعطف في العربدة ثم‬
‫يتبعها كلمة مختلفة عن ((عورًا— ‪٦٠‬مع))‪ .‬كذلك بدال من االستخدام المتكرر للنفى ره‪ )7‬أو ((ال))‬
‫من أصل الفعل ااسهةاا‪ ،‬كما فى اآليات ‪،١٧٠٧‬‬ ‫مصحوبة بالفعل ((نكثن))‬
‫هنا نستخدم أداة النفي قبل األفعال ‪1‬ألضى بخالف ((نغثن))‪ .‬ما أهمية هذه المقابالت؟ في‬

‫‪١٤٢‬‬
‫ا آليا ت ‪ ، ١٧ —٦‬نحن نتعامل مع روابط قرابة أو صلة رحم بينما ا آليا ت من ‪ ٢٣ -١٨‬تتعرض‬
‫إلى عالقات حنسية محرمة خارج روابط القرابة‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬الكلمة األساسية في الويين ‪ ١٨ :١٨‬هي اسمدا بمعنى *تجعل لها‬
‫ضرة ‪ .‬نفس الكلمة في ا لصيفة االسمية (ه‪5,،7٢‬كا ترد في ‪ ١‬صموئيل ‪ ،٦:١‬في قصة ألقانة‬
‫روجته حنة و(( ضرتها )) ئننة‪ .‬لم تكن حنة وقننة اختين بالجسد‪ ،‬بل امرأتين من إسرائيل‪ .‬هذا‬
‫يتفق مع ما نجده في ا لجزء الذي ال يتعامل مع روابط القرابة في الويين ‪ . ١٨‬وبالتألي هذه‬
‫ا لشريعة الواردة في الويين ‪ ١٨:١٨‬تحرم بشكل وا ضح ا تخان زوجة ثانية (ضرة) با إلضا فة‬
‫إلى األولى‪ -‬وهذا تفسير مأخوذ من مجتمع قمران (ولفائف البحر الميت)‪ ،‬الذي تأسس في‬
‫القرن الثاني قبل |لميآلد‪)٦(.‬‬

‫فكرة أخيرة في هذا الصدد‪ :‬صيأغة الويين ‪( ١٨ :١٨‬حرفيًا << امرذا ه على أحيها ))—‬
‫ى) تشير فى حد ذاتها إلى أنها ليست أخائ بالمعنى الحرفى‪ .‬هذه‬ ‫‪111‬‬ ‫‪٢‬دغبرأ‪١‬غ؟لم ط وكابر‬
‫العبارة ((امزأه عنى أحديا)) ونظيرتها ((كل رجل ألخيه))‪ ،‬استخدمت تقرييا ‪ ٢ ٠‬مرة في العهد‬
‫القديم‪ ،‬ولم تشر أبدا إلى أخ أو أخت بالحسد‪ .‬وإنما هي اصطالح لغوي بمعنى ((واحدة إلى‬
‫ا ألخرى)) أو ((واحد إلى ا آلخر))‪ .‬وض ثم هذه ا آلية ال تشير إلى زنًا المحارم‪ .‬وإنما تشير إلى‬
‫جمع زوجة أخرى إلى األولى (أي تعدد الزوجات)‪.‬‬

‫ماذا عن المواضع األخرى في الكتاب المقدس التي تبدو أنها تصدق على تعدد الزوجات؟‬
‫لقد حرم الله هذا األمر في الويين ‪ ،١٨ :١٨‬ومع ذلك مارس ا لشعب هذه الممارسة في‬
‫إسرائيل‪ .‬بالطبع يمكننا أن نقول نفس ا لشيء عن ا لكثير من الممارسات ا لمحرمة األخرى‪:‬‬
‫الوثنية‪ ،‬تقديم األطفال كذبائح‪ ،‬قهر الفقراء‪ ،‬وهكذا‪ .‬ومع ذلك قد ينادي البعض بأن تعدد‬
‫الزوجات كان متضمائ أو حتى أن الله كان يشجع عليه في نصوص أخرتى‪ .‬لذا دعنا نفحص‬
‫بعض هذه ا لنصوص‪.‬‬

‫الخادمة كزوجة متوقعة‪ :‬خروج ‪١١ -٧ :٢١‬‬


‫((إذا يًا ع زحل ادققه أنه (أو جارية— سربرم‪ ،‬ال قخرج (من ا لخدمة) فصا يخرج‬
‫العبيد‪ .‬إذ قبحت ني قيدي سيدنا الذي حءرهًا لدعسبه‪ ،‬ندعيا دعن‪ .‬ونيسر‬
‫نه سلخان أن يبيعنا بقوم ألجاني لعدره دبا‪ .‬وإن حطبنا الينه فيخشب حؤ‬
‫اليثاب (بناته) يعفل نبا‪ .‬ان ادحن لدعسه أحزى‪ ،‬ال سعحس دلعا نبا وككوقها‬
‫وصعاشرنبا ‪ .‬وإذ نلم يعثن نبا هذؤ الدلمذث دحرج (ض عنده حره) كحاكا بال‬
‫زؤ أ‬

‫ثس‪()).‬ض‪)١١-٧:٢١‬‬

‫كما رأينا سابعا‪ ،‬هذا مثال آخر عن األحكام القضائية‪ ) .‬مثل هذه التشريعات ال‬

‫‪١٤٣‬‬
‫تفترض أن ‪ 1‬لحا الت الوارد وصفها هي حاالت مثالية‪ .‬يبدأ ا لذا نون‪ .‬الجنائي بأمثلة محددة‬
‫ال تقذم بالضرورة أفضل ا لسيناريوهات‪ .‬فإذا بدأ الكالم بمثل هذه الصياغات ((إذا تشاجر‬
‫رجالن‪ ))...‬أو ((إذا ضرب أحدهم رجال)) فهي أمثلة ألحكام قضائية‪ .‬لذا فإن القانون هنا‬
‫يوصي إسرائيل بما يجب أن يفعل في ظل ظروف متدنية معينة (((إذا داع زحل ادثثه)))‪.‬‬
‫لكننا سنرى أنه حتى في ا لظروف األقل من المثالية‪ ،‬سيكون ا لهدف هو حماية ا لنسا ء في‬
‫وآ‪:‬ل هذه ا لظروف التعيسة‪ .‬فيما بعد‪ ،‬سنأتي إلى هذا الغص في سياق الكالم عن العبيد‬
‫في إسرائيل‪.‬‬

‫ين المؤكد أننا نتساءل‪ :‬أى أب هذا الذي يبيع ابنته؟ في ا لوا قع عندما يبيع ا ألب ا بنته‪،‬‬
‫فاب نه يفعل هذا بسبب حالة اقتصادية ميؤس منها‪ ،‬كما سنرى الحعا في فصول عن ا لخدمة‬
‫وعمل الخدام ر‪1<،/‬سر‪٢١‬جئ)‪ ،‬الذي دشبه إلى حد بعيد التوظيف بعقد‪ .‬في واقع األمر يفعل‬
‫األب هذا انطالقا من اهتمامه بعائلته‪ ،‬ولقد وفرت شرائع إسرائيل شبكة أمان ألكثر الطبقات‬
‫فقرا ‪ .‬كان هذا ا لبيع ا لطوعي ين أجل البقاء على قيد ا لحيا ة في ظروف مادية قاسدة‪ .‬كان‬
‫تعاقد أفراد العائلة لغترة من ا لوقت لدى أصحاب األعمال‪ ،‬ا لذين كانوا يوفرون لهم المسكن‬
‫والمأكل‪ ،‬هو ا لبديل األكثر مالئمة خالل هذه ا لظروف الصعبة‪ .‬ال يجب أن تصبح شبكات‬
‫األمان شبكات للتأرجح عليها! بل كان الخادم أو الخادمة في المعتاد يحاول العمل على‬
‫التخلص من شروط عقده والتحرر من األين‪.‬‬

‫وبمجرد أن تذهب ا البنة التي تصلح للزواج‪ ،‬يعمل ا ألب أقصى ما لديه ليرعا ها ‪ .‬هنا يحاول‬
‫ا ألب مساعدة ابنته إليجاد ا ألمان في الزواج‪ ،‬ويعمل على البحث عن رجل مقتدر ليتزوجها ‪.‬‬

‫بعض الناس قد يعترضون‪ :‬انظر‪ ،‬الرجل لديه ابن‪ .‬لذا البد أن يتزوج‪ ،‬وبالتالى هو يبحث‬
‫عن إمكانية الحصول على زوجة ثانية‪ ،‬ربما لتنجب له أطفاال إذا كانت ا لزوجة ا ألولى عاقرا‪.‬‬

‫لذا لدينا تأييد غير مباشر لتعدد الزوجات‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫هذا ا ألستنتا ج متعجل للغاية‪ ،‬ويتجاوز ا ألدلة وا لبرا هين‪ .‬هناك خياران وا ضحا ن يفرضا ن‬
‫انفسهما‪ )١( :‬الزوجة األولى للرجل توفيت‪ .‬أو (‪ )٢‬الرجل روجته األولى تطلقا‪ .‬دعنا ال‬
‫ننسى أن االبن يكون قادرا على ا لزوا ج— غالدا فى العشرينات من عمره (وكذلك الفتاة‬
‫أيصا)‪ .‬لذا سوا ء اتخن الرجل هذه الخادمة لتكون زوجته أو زوجه البنه‪ ،‬فغي كلتا الحالتين‬
‫ال يوجد لدينا تعدد زوجات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هذا ا لدحر بالذات يتضمن بعض االشكل ليات في الترجمة‪ .‬ا لنص‬
‫ا لعبري آلية ‪ ٨‬يشير إلى أن ا لرجل يقرر بعدم أخذ ا لخادمة كزوجة‪ .‬وفي ا أليات من ‪١٠ -٩‬‬
‫تظهر ا حتماليتان أخرتان‪ )١( :‬الرجل (سوا ء أرمل أو مطلق) ربما يعطيها البنه‪ ،‬أو (‪)٢‬‬

‫‪١٤٤‬‬
‫((يتزوج امرأة أخرى))‪ -‬وهنا يحدث الخلط‪ .‬البعض يرجح أن في هذا تصديق على تعدد‬
‫الزوجات‪ :‬الرجل يأخذ الخادمة ثم يتزوج امرأة أخرى إضافية‪ .‬لكن هذا ال يعير عن قراءة‬
‫دقيقة للغص‪ .‬يخبرنا آية ‪ ٨‬أن ا لرجل ال يختار أن يتخن ا لخادمه كزوجة له‪ .‬في تلك الحالة‬
‫يجب أن نفهم آية ‪ ١ ٠‬على أنها تعني أنه يتزوج امرأة أخرتى بدال من الخادمة‪.‬‬
‫ثم ماذا عن ((المعاشرة الزوجية)) التي يصبح الرجل مديثا بها تجاهها (ع ‪)١ ٠‬؟ أال يبدو‬
‫) كاآلتي‪ :‬يحدث تخمين‬ ‫(أ{أ)أ‪07‬‬ ‫هذا كتعدد زوجات؟ اإلشكالية في ترجمة كلمة ((المعاشرة))‬
‫كبير عندما نتعامل مع ممدطلح لم يذكر إال مرة واحدة في ا لعهد القديم‪ .‬الكلمات التي ترد‬
‫مرة واحدة كثيرا ما تكون خادعة في التعامل معها‪ ،‬ويجب على المترجمين الحذر الشديد في‬
‫التعامل معها‪ .‬ولكئ بعض اك؛ رسين اقترحوا احتماالت أكثر ترجيائ‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬هذه‬
‫ا لكلمة يمكن أن ترتبط بكلمة تعير عن ا لزيت (أو ربما ا ألدهان)‪ .‬يجب أن يطلق ا لخادمة بثالث‬
‫أشياء ضرورية‪ :‬األكل‪ ،‬الملبس‪ ،‬والزيت‪.‬‬
‫كذلك هناك ترجمة أخرى متاحة أكثر قبوال ومعقولية‪ .‬جذر ا لكلمة مرتبط بفكرة السكن أو‬
‫اإلقامة رسه‪1, !،‬حمه‪،‬سم‪ .‬على سبيل المثال‪(( ،‬ا إللة الغدير لملجأ (لمسكن))) أو أن السماء‬
‫هى ((شئفن)) الله القدوس (تث ‪٢٧ :٣٣‬؛ ‪٢‬أخ ‪ .)٢٧ :٣٠‬يمكننا أن نستنتج بثقة أكثر أن‬
‫الملجأ أو المالذ (ومعنى ((زيت))) وارد هنا أيتا‪ ،‬وليس المعاشرة الزوجية‪ .‬لذا فإن الخادمة‬
‫يجب أن يتوفر لها ثالث أمور ضرورية‪ :‬المأكل‪ ،‬الملبس‪ ،‬المسكن‪ /‬المالذ‪ .‬لذا فنحن ال نتكلم‬
‫هنا أبدا عن تعدد زوجات‪ ،‬ناهيك عن أية مضامين تدعم هذه الفكرة‪ .‬للمراجعة‪ ،‬ا إلشكاليات‬
‫الثالث هي كالتالي‪:‬‬
‫(‪ )١‬إذا رفض الرجل الخادمة كزوجة‪ ،‬يجب أن يعطى حريتها (بمعنى استعادتها‪/‬‬
‫شرا ؤها مرة أخرى السترجا عها)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬إذا أراد ابنه الزواج منها‪ ،‬تعتبر كأحد أفراد العائلة ويعامل كابنة‪.‬‬

‫(‪ )٣‬إذا تزوج الرجل ين امرأة أخرتى‪ ،‬تحصل الخادمة على المأكل والملبس والمسكن‪.‬‬

‫وبالرغم أننا سنتطرق سريعا لهذا ا لنص مرة أخرى (في ضوء تث ‪ ،)١٥‬أرى أننا‬
‫نستطيع أن نترك ا آلن مسألة تعدد الزوجات كما ظهرت في خروج ‪.٢ ١‬‬

‫داود‪ :‬صموئيل الثاني ‪٨ :١٢‬‬


‫يزعم أن تعليق الله نفسه هنا (من خالل ناثان النبي) يوحي بالموافقة على تعدد الزوجات‪.‬‬
‫بعد أن زنا داود مع بثشبع وقتل زوجها أوريا مستغال نفوذه‪ ،‬يخبر الله داود‪<( :‬واععبلت بيت‬
‫سيدن ونشاء سيدن ني جندللى‪ ..‬واذ فاذ ذبللى فيال‪ ،‬كدت ازيد لللى كدا وكدا)) (‪٢‬صم ‪:١٢‬‬
‫‪ .)٨‬أال يعطي الله هنا بسخا ء زوجات متعددة لداود؟‬

‫‪١٤٥‬‬
‫البد أن نحرص أال نقرأ فى كلمة ((أعطبتك)) بما ليس فيها‪ .‬فى النهاية نفس الكلمة‬
‫مستخدمة في ‪ ٢‬صموئيل ‪ (( ١١ :١٢‬هادئ ا أؤيم عتدن السر مخ بددن‪ ،‬وآخذ ساءك انالم مذ‪٦‬تاع‬
‫وأعطيهن بفريين))‪ .‬من المؤكد أن الله ال دظهر موافقته على تعدد الزوجات بإعطائه زوجات‬
‫داود إلى ابنه الخائن أبشالوم‪.‬‬
‫با إلضافة إلى ذلك‪ ،‬المقصود بكلمة ((شؤد‪٠‬ذ>) في ا آلية ‪ ٨‬هو شاول‪ .‬وا لجملة التي تشير إلى‬
‫أن الله ((أعطى)) بيت شاول و(( زوجات)) شاول إلى داود هي على األرجح بمثابة إشارة عامة‬
‫عن نقل أمالك شاول إلى الملك ابجديد‪ ،‬داود‪ .‬ولو اتخن داود زوجة شاول أخينوعم (‪١‬صم‬
‫‪ )٥٠ :١٤‬لنفسه‪ ،‬لكان هذا انتهاكا لشريعة الالويين‪ .‬كانت أخينوعم أم ميكال‪ ،‬التي أعطاها‬
‫شاول لداود كزوجة‪ ،‬ويحرم سفر ا لالويين ‪ ١٧ :١٨‬زوا ج الرجل من حماته‪ .‬لذا فإن هذا الغص‬
‫ال يدعم فكرة موافقة الله على تعدد الزوجات‪.‬‬

‫الزوجة غير المحبوبة‪ :‬تثنية ‪١٧ -١٥ :٢١‬‬


‫ي‬ ‫‪.0‬‬ ‫م‪٠‬‬ ‫ي‬
‫((إذا كان برحل ا مزا نان‪ ،‬إحدالمتا لمحبوبة وا ألحزى مكروهة‪ ،‬فوذنا نه بنين‪،‬‬
‫اتبوبه ؤالمكذوخه‪ .‬قاذ كان االئ الكئ لللمكذوخة‪ ،‬قبؤلم يدلم ينيه لما فاذ‬
‫ته‪ ،‬أليجللهأذتعده ‪1‬ئ!تبوبهدكئ) قتى ‪1‬ئ ‪1‬لمكتوخة الدكر‪،‬بلتئرذ ‪1‬ئ‬
‫المكروهة يفرا ليعطيه نصيدن ادقين يى كل لما يوحد عئده‪ ،‬ألده هو اؤل قدره‪.‬‬
‫ته حو ا نبكورؤه‪( )).‬تث ‪ :٢١‬ه‪)١٧-١‬‬

‫ما دور هذا ا لتشريع؟ إنه يساعد على ا لحد ين المحاباة‪ .‬فميزا ت االبن ا لبكر ال يجوز أن‬
‫يسحب منه فقط ألن أمه تصادف أنها ا لزوجة غير المفضلة‪.‬‬

‫هل هذ ا ا لنص يؤيد بشكل ماكر تعدد ا لزوا ج؟ ال على ا إلطالق‪((.‬اذا كان بزحل ا مرأنان‪))..‬‬
‫هو مثال آخر لصيفة ا ألحكام القضائية‪ .‬وال يؤيد بالضرورة هذه الممارسة‪ ،‬لكنه يقدم إرشادا‬
‫فى حالة حدوث هذه الحالة المعينة‪ .‬على سبيل المثال يقول سفر ا لخروج ‪(( ١ :٢٢‬إذا سرق‬
‫إنشان دورا أو ساه قدبخه أو باعه‪ ،‬يعوض عن الدور كمشة بيزا ز‪ ،‬ذعن ا لساة ياذبغه ين‬
‫انعدم))‪ .‬هذا التشريع ال يدافع عن السرقة! بل يقذم إرشاذا في هذه ا لحاالت ا لمؤسفةن أي‬
‫عندما تحدث ا لسرقة‪.‬‬

‫بالمثل في متى ‪ ١٩‬يسأل ا لناسى يسوع عن شية ‪١:٢٤‬ا لتي تقول‪ (( :‬إذا أخد زحن امرأ؛‬
‫ذنرؤج نها‪ ،‬عاذ تلم نحد يعمه لجي عينيه ألئه وحد نييا عيب شئء‪ ،‬وكدب لها كناب خالق ودقته‬
‫إنى بدنا زألمتعيا ين بؤنه‪ .))...‬فيخبر يسوع لمن سألوه بأن موسى لم يأمر بهذا التشريع‬
‫(مع أن التشريع كان لحماية المرأة المطلقة من أهوا ء ونزوات زوجها‪ ،‬الذي يقرر فيما بعد‬
‫إرجاعها)‪ ،‬وإنما سمح به بسبب قساوة قلوب ا لبشر (مت ‪:١٩‬‬

‫‪١٤٦‬‬
‫أيتا يشير بعض ‪ 1‬لدا رسين أن تثنية ‪ :٢١‬ه‪ ١٧-١‬ال ينص على أن ا لزوجتين على قيد‬
‫الحياة وفي نفس البيت‪ .‬صيفة الفعل ((فإذ له)) توحي بأن الرجل ربما قد تزوج ثانية بعد‬
‫هوت زوجته األولى‪)(.‬‬

‫دعنا نوجز مسالة تعدد الزوجات بأن نلخص الرد المالئم على تعدد الزوجات في العهد‬
‫القديم‪:‬‬

‫‪ ٠‬ا لعهد ا لقديم يوضح ا لوضع ا لمثا لي ا لذي ترسخ عند ا لخليقة في تكوين ‪ ،٢٤ :٢‬الحظ‬
‫كلمة ((امرأته)) بصيفة المغرد وكذلك كلمة ((أباه وأمه))‪.‬‬
‫‪ ٠‬الويين ‪ ١٨ :١٨‬يعير بقوة عن عدم الموافقة على تعدد الزوجات‪ ،‬حتى إذا كأن هذا‬
‫التشريع ال دنفن دائائ‪.‬‬
‫‪ ٠‬كتبة األسفار المقدسة كانوا يترجون سلوكا أفضل‪.‬‬
‫أشار بعخر الدارسين أنه ربما تم التساهل مع تعدد الزوجات ألسباب عملية‪ ،‬وأن‬
‫التحريم ربما كأن سيصير صعدا من جهة تنفيذه‪.‬‬
‫‪ ٠‬من زوجات المك إلى زوجات إبراهيم‪ ،‬وعيسو‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬وداود‪ ،‬وسليمان‪ ،‬في كل مرة‬
‫نرى فيها تجاهال لشريعة ا لزوجة الواحدة‪ ،‬ونرى الشقاق‪ ،‬والمشاجرات وعدم التناغم‪.‬‬
‫الكتاب المقدس يقدم تعدد الزوجات ليس كشيء غير مرغوب فيه فقط‪ ،‬ولكن كانتهاك‬
‫للمعايير اإللهية‪ .‬قصص العهد القديم تنتقد بشكل غير مباشر هذا النوع من الزواج‪.‬‬
‫‪ ٠‬الله يحذر مذ هو أكثر ميال نحو تعدد ا لزوا ج‪ -‬أي ملك إسرائيل‪(( :‬زال يكدرح ته نساة‬
‫آلأل نزيع قنية >)(تث‪.)١٧:١٧‬‬
‫‪ ٠‬الله نفسه يجسد ا لحب القائم على ا لعهد تجا ه شعبه‪ .‬هذا االتحاد المثالى لإلخالحس‬
‫الزوجي بين الزوج والزوجة يسل الوضع المثالي بال منازع‪.‬‬

‫النصيحة الواردة فى أمثال ه‪ :‬ه‪ ١٨-١‬هى المعيار المغترض‪ .‬يجب على الرجل أن يجد‬
‫البهجة واإلشباع الجنسى مع زوجته فى عالقة زوجية تجمع رجال وامرأة واحدة‪(( :‬اشزب‬
‫مياها مرع جبلن‪ ،‬ومحاها جع ريه من دحرك)) (أم ه‪.)١٥ :‬‬

‫المهر‬
‫يقذم الملحدون الحدد فكرة المهر كما لو كانت طريقة لشرا ء زوجة كما يعتاد المرء شرا ء‬
‫حصان أو بغل‪ .‬في واقع ا ألمر كان المهر وسيلة نظهر الرجل من خاللها جديته تجاه عروسه‬
‫المرتقبة‪ ،‬وكان وسيلة لجمع عائلتين مائ لمناقشة مسالة جادة ومقدسة وتمتد مدى الحياة‪ .‬إن‬
‫ممارسة ا لجنس مع امرأة شابة بدون إعدادات ضرورية وطقوس رسمية ترخص من المرأة‬

‫‪١٤٧‬‬
‫ومن ‪ 1‬لحيا ة ا لجنسدة‪ .‬وبالتالي فإن ا لخطوا ت ‪ 1‬صلقة با لمهر عكست حالة من ‪ 1‬إلكرا م وا إلجالل‬
‫للزواج وليس العكس‪.‬‬

‫فكر في نظام المهر المتبع في أماكن مثل الهند؛ إذ تقدم عائلة العروس المرتقبة ماال إلى‬
‫عل ئلة ا لزوج ا لمستقبلي‪ .‬هذا ا إلجرا ء ال يمكن أن يعني بان ا لعريس ا لمرتقب هو مجرد نوع من‬
‫الممتلكات أو أحد المقتنيات! لماذا نستنتج تلقائيا بان المرأة هي نوع من الممتلكات ألن هذه‬
‫الهدية دعطى في ا لعهد القديم‪ ،‬بينما ال يكون الرجل هكذا في ظل نظام المهر (أو الشداق)‬
‫المعمول به في أمكان معينة؟‬

‫كان المهر بمثابة وديعة بن والد ا لعريس إلى والد العروس‪ .‬ا لكلمة ا لعبرية لهذه ا لوديعة‬
‫ردجأل) يفئل ترجمتها ((هدية الزواج))‪ .‬ولم تكن هذه الهدية تساعد فقط في خلق روابط‬
‫عائلية قوية بين العائلتين‪ ،‬ولكنها كانت توفر استقرارا اقتصاديا للحياة ا لزوجية الجديدة‪.‬‬
‫هذه الهدية التي يعطى لوالد العروس (غاليا ما تقدر بأجر عدة سنوات) كانت تعوضه عن‬
‫عمل ابنته الذي كانت ستساهم به في عائلتها‪ .‬هدية الزواج —التي يحفظها الزوج على مدار‬
‫الزواج‪ -‬كانت تعمل كتأمين للزوجة في حالة الطالق أو وفاة زوجها‪ )(.‬في الواقع ‪ ،‬كان‬
‫والد العروس يعطي في كثير من األحيان هدية اكبر في شكل ممتلكات معينة عندما يتزوج‬
‫العروسان‪ .‬وبالتالي شكوى ((هيتشنز)) عن المهر في ا لعهد ا لقديم هى شكوى مضللة‪.‬‬

‫هل كان االغتصاب مباحا؟‬


‫بعض النقاد يقولون إن شريعة موسى تسمح باغتصاب ا لنسا ء او ربما تدين االغتصاب‬
‫ولكن مع ا لقليل من االهتمام بسالمة الضحية‪ .‬يجب أن نرجع إلى نمدين لهما عالقة بهذا‬
‫الموضوع‪ .‬النص ‪ 1‬ألول في خروج ‪ ١٦ :٢٢‬و‪١٧‬‬
‫<< دن ا راود (أغرى‪ -‬غدآحك‪،7‬م) زحل عذن! ء للم دحغب‪ ،‬قاخخجع معها يمهرنا‬
‫لقعبه ذذحه (يدفع مهرها ويتزوجها)‪ .‬دن ايى ايونا اذ يعطيه آلنا‪ ،‬يزن له‬
‫فئده كمهر ا نثنا رى))‪.‬‬

‫وبا إلسهاب وا لتوسع في مناقشة خروج ‪ ١٦ :٢٢‬و‪ ، ١٧‬يقول سفر ا لتثنية ‪٢٩—٢٣ :٢٢‬‬
‫(هذا ا لدمر يمكن تقسيمه إلى ثالثة أجزاء)‪:‬‬
‫<<|ذ| كاذت قنا؛ عدزا ء كئهلويه بزحل‪ ،‬توجدنا زجل نى ا لمي دنة واضحلجغ‬
‫‪٥٠‬‬ ‫ه ‪.‬‬ ‫‪. /٥‬م ‪.٦ ٥٥٠ ٠ /‬‬ ‫ه ‪ ٠‬د‪ /. .٠ ٥/٠ .٠‬ز‪.‬‬
‫كفها فأخرجوهما ؤليهتا إلى ياب دلك المديثة زازجموئتا يا لجحا زة حدى‬
‫يغوثا‪!.‬؛لقتا ة ين احل ائها للم نشرح بى المدينة‪ ،‬والرحذين احل ائه أذد‬
‫ع‬ ‫م نم‬ ‫‪١‬حم ‪٠‬‬

‫امرأة ضاجيه‪ .‬فقثزع الشر ص وسحلك)) (ع ‪ ٢٣‬و‪.)٢٤‬‬

‫‪١٤٨‬‬
‫((ولين إن وحد الرحل القناة المحطوبة بى الحثل وأمسكها الرحل واصطجغ‬
‫صغيا‪ ،‬يموت ا لرحل ا لدي ا حفبع صفدا وخده‪ .‬وأصا ا نعثا ة قال نئفن يها ندائ ‪.‬‬
‫تيس عتى انقنا؛ قطبة التوب‪ ،‬ين فتا يقوم زحل عنى ضاجبه ذيئئلة عداد‪.‬‬
‫هكذا هذا األمر‪ .‬ائه بى ا تتغلي وحدنا‪ ،‬قشرقت انققا ة اتحطوبة قلم يكى تى‬
‫يقئئحا)) (ع ‪.)٢٧ -٢٥‬‬

‫((إذا ذحد زحل فنتاه عدزا ة عير ئحطوبه‪ ،‬فأمسكها ؤاصتجغ تقفا‪ ،‬فوحدا‪.‬‬
‫يئبى الرحل الدى اضتحغ صففا أليي انفقا؛ حئسين مذ انبثدإ‪ ،‬ونكون بي‬
‫أل زوجه صن أحل آئه قد آذئدا‪ .‬ال يقدر أن يحئئقدا كذ آياصه)) (ع ‪ ٢٨‬و‪٠)٢٩‬‬

‫وبالفحص الدقيق‪ ،‬سنجد أن ا لسيا ق يؤكد على حماية النساء‪ ،‬وليس ا لتحقير من ا لنسا ء‪.‬‬
‫يجب أوأل التمييز بين ثلدثة سيناريوهات في النص الخاص بتثنية ‪.٢٢‬‬

‫(‪ )١‬ا لزنا بين شخصين راشدين بالتراضي‪ -‬أي رجل وامرأة مخطوبة (تث ‪،)٢٣ :٢٢‬‬
‫وهو انتهاك لعهد الزواج (ألن الرجل انتهك امرأة قريبه)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬االغتصاب ا لقسري المرأة مخطوبة (تث ‪ ،)٢٥ :٢٢‬ويفترض براءتها‪.‬‬
‫(‪ )٣‬إغوا ء امرأة غير مخطوبة (تث ‪ ،)٢٨ :٢٢‬وهذا إسهاب على نص اإلغوا ء أو المراودة‬
‫في خروج ‪ ١٦ :٢٢‬و‪. ١٧‬‬
‫في كل حالة‪ ،‬الرجل هو المذنب‪ .‬ومع ذلك فئحة النقاد ترتكز على اآليات ‪ ٢٨‬و‪٢٩‬؛‬
‫إذ يقولون إى ضحية االغتصاب يعامل كأحد ممتلكات أبيها‪ .‬لقد انيهكت‪ ،‬ومع ذلك يفلت‬
‫ا لمغتصب بدفع نفقة ا لزوا ج‪ ٠‬وال يظهر ا لئص أي ا هتمام بالفتا ة على ا إلطالق‪ .‬بل صن ا لوا ضح‬
‫أنها تجبر على الزواج من الرجل الذي اغتصبها! هل هذه التهم لها ما يبررها؟‬

‫بالنسبة لآليات ‪ ٢٨‬و‪ ،٢٩‬يرى دارسون متعددون أى خروج ‪ ١٦ :٢٢‬و‪ ١٧‬بمثابة خلفية‬
‫لهذا السيناريو‪ .‬وكال النصين يعبران بطريقة مختلفة عن نفس الفكرة العامة‪ .‬وحتى إذا وجد‬
‫بعض الضغط من الرجل‪ ،‬فإن المرأة الشابة تكون متواطئة بشكل أو بآخر‪ .‬وبالرغم أنها‬
‫تعرضت للضغط في البداية (أو اإلغراء)‪ ،‬لكنها في النهاية ال تفعل شيائ ضد إرادتها‪ .‬يقول‬
‫النص ((قوحدا)) أي ((ضبطا صائ)) (تث ‪ ،)٢٨ :٢٢‬ولم يقل الئص ((وجد (وحده)))‪ ) (.‬كالهما‬
‫ضالع في الجريمة‪ .‬من حيث ا لتوصف القانوني الصحيح ال يمكن وصف هذا الضغط‪/‬‬
‫اإلغرا ء بأنه اغتصاب قسري‪ ،‬وإنما يقع تحت تصنيفنا المعاصر لالغتصاب القانوني أو‬
‫اغتصاب القشر ر‪٠٧ ٢٠‬سا؟‪ ٠6‬ألنه برغم أن المرأة استسلمت‪ ،‬لكن الرجل هنا سيحئل‬
‫المسؤولية األكبر‪.‬‬

‫وبينما كان من ا لصعوبة الشديدة أن تجد المرأة زوحا إذا تورطت ‪.‬جنسيا مع شخص‬
‫آخر قبل الزواج‪ ،‬فإن مهرها ‪-‬الذي يمثل نوعا من األمان ا القتصادي لمستقبلها‪ -‬سيكون‬

‫‪١٤٩‬‬
‫في خطر‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬الرجل المذنب باالغتصاب قد أغوى المراة غير المخطوبة؛ ولم‬
‫يفتصدبها في حارة مظلمة وحاولت الشابة منعه أو الجري منه‪ .‬هذا النص أبعد ما يكون عن‬
‫إهانة النساء‪.‬‬

‫وكال النصدين يشيران إلى مسارين من األحداث هما‪:‬‬

‫(‪ )١‬إذا اتفق األب وا البنة على اال‪۶‬مر‪ ،‬البد أن يتزوجها من أغواها‪ ،‬ويرعا ها كل حياته‪،‬‬
‫بدون إمكانية لتطليقها‪ .‬ا ألب (بالتزامن مع ا البنة) لهما القول النهائي في هذا ا ألمر‪،‬‬
‫وال يشترط على الفتاة أن تتزوج من هذا الشخص الذي أغواها‪.‬‬
‫(‪ )٢‬والد الفتاة (الممثل القانوني) لديه الحق في رفض أية ترتيبات دائمة وكذلك لديه‬
‫الحق أن يطالب بالمبلغ الذي يعطى للعروس‪ ،‬حتى إذا لم يتزوج ا لشخص الذي‬
‫أغوى ابنته منها (ألنها عندما تعرضت لالنتهاك الجنسى‪ ،‬سيكون من ا لصعب جدا‬
‫أن تتزوج بشخص آخر إذا لم يكن األمر مستحيال)‪ .‬على الفتاة أن توافق على هذا‬
‫ا إلجرا ء‪ ،‬وهي غير مطالبة بالزواج من هذا ا لشخص الذي أغوا ها‪ .‬وفي ظل هذا‬
‫ا إلجرا ء ال تزا ل دعامل كعذرا ء‪.‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬ال نرى عدم اهتمام بالمرأة‪ .‬بل إذ مصلحتها هي الفكرة األهم التي يبنى‬
‫عليها هذا التشريع‪.‬‬

‫ماذا عن النساء السبايا كفنيمة حرب؟‬


‫يا له من شيء مذهل أن تعيش في عالم بال ‪.‬حروب‪ .‬وبرغم أن الكثير من الديمقراطيات‬
‫الغريبة استطاعت أن تبقى لغترة طويلة بعيدة من مآسي وتدمير الحرب‪ ،‬فإن الحرب في‬
‫الشرق ا ألدنى كانت أسلوبا للحياة (سنتحدث أكثر عن هذا الموضوع في الفصول التالية)‪.‬‬
‫وكانت الحرب تجلب معها وقائع ال يمكن تجنبها في العالم القديم‪ ،‬وكان لشعوب الشرق‬
‫األدنى القديم وسائل مختلفة ((للتقليل)) من آثار الحرب‪ .‬أحد االمور المهمة تتعلق بأسرى‬
‫الحرب‪ .‬فغي أعقاب المعركة‪ ،‬كانت دثار مشكلة‪ :‬ماذا سيفعل بالناجين مرح الحرب؟‬

‫دعنا نلقي نظرة إلى نصين يتعامالن مع سبايا ‪1‬لصب من النساء‪ :‬تثنية ‪ ٢٠‬و‪.٢١‬‬
‫وسنتعرض لهما بترتيب عكسي‪.‬‬

‫تثنية ‪٢١‬؛ ‪١٤-١٠‬‬


‫((إذا حرجن يتازده أعداؤذ ودقفهم الرت إلين إنى يدك‪ ،‬وكدين ملهم كبيا‬
‫ززًايت بى ا لشيي امرًا؛ حييته الخورة‪ ،‬زاننضثذ دها وادفت تها نذ رولجه‪،‬‬

‫‪١٥٠‬‬
‫كين قذحلفا إلى سن دحلى رأسنا ويعئلم أنقارنا وددزع ثكان سنا ء‪٦‬فا‪،‬‬
‫ودئعث يى سك وبكى أ تانا وأديا شهرا صن الرصان‪ ،‬ثلم كئد ذبن يدحل عتيا‬
‫ؤسرؤج يفا‪ ،‬سكون ‪-‬تن زوجه‪ .‬وإن للم تشر يا فأطائها بشنا‪ .‬أل يعنا‬
‫بدائ يفحدة‪ ،‬وال تسدرعها (تسثعبدها) صن أجرع أدك قد أذللنها)) (تث ‪:٢١‬‬

‫في هذا السيناريو‪ ،‬عمل هذا ا لتشريع كإجراء وقائي للسبايا ‪ .‬والمستغاد من هذا ا لتشريع‬
‫هن النساء السبايا‪ .‬دافعت الشريعة على حقوقهن وقيمتهن كأشخاص‪ .‬من ناحية فهي ال‬
‫يغتصب‪ ،‬وهي ممارسة كانت شائعة في ثقافات الشرق األدنى القديم‪ .‬ولم يكن مسموحا‬
‫للزوج المرتقب من بني إسرائيل أن يتزوجها في الحال‪ .‬ناهيك عن ممارسة ا لجنس معها‪ .‬ال‪،‬‬
‫بل كان صن الواجب أن تتلقى معاملة زوجة كاملة الحقوق‪ .‬وبخالف زيجات كثيرة نرا ها في‬
‫الس فيجاس‪ ،‬أو ظاهرة الزواج عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬كانت مسألة الزواج في إسرائيل ال‬
‫يستخف بها (وال يكون ا لدا فع لها هو ا لشهوة) ‪ .‬هذا ا لدحر يعزز هذه ا لفكرة بقوة‪.‬‬

‫وكانت عملية الفصل تسمح بغترة من التروي والتأمل‪ .‬فقبل أن تؤخذ إحدى النساء‬
‫السبايا بواسطة أحد جنود بني إسرائيل المنتصرين‪ ،‬كان يسمح لها بغترة انتقالية لتنعم‬
‫بغاصل داخلي وخارجي صن أسلوب حياتها في الماضي‪ .‬وبعد هذه الفترة فقط يمكن اتخاذها‬
‫كزوجة‪ .‬وفي ظل جدية االلتزام الزيجي‪ ،‬تسمح هذه الفترة أيائ للرجل بأن يفدر رأيه‪ .‬ومع‬
‫ذلك فإن عبارة ((ودن تلم يشر بها)) ال توحي بشيء تافه‪ ،‬ألن ناموس موسى كان ينظر بجدية‬
‫إلى قدسية الزواج‪ ) (.‬إذا تغير فكر الرجل— لسبب أو آلخر‪ ،‬يجب أن يطلق المرأة حرة‪.‬‬

‫تثنية ‪ ١٣ :٢٠‬و‪١٤‬‬
‫((إذا دففا الرت إلهك انى يدن ناضرب لجبيع ذكورنا بئن الشيف‪ .‬وأصا‬
‫الئساء وائعان ذالتهاؤلم وفن نا ني اتدينة‪ ،‬كلقييتيه|‪ ،‬فتغتيئها سن‪،‬‬
‫ألكل عبيدة أعذابذ ايي أعفان الرذ الدن‪)).‬‬

‫سنناقش فيما بعد موضوع ا لحرب‪ .‬لكن ا آلن نتحدث عن سالمة ا لنسا ء ا لسبايا وا ألطفال‪.‬‬
‫بل لرغم أن ا الغتصاب كان سمة شائعة في حروب ا لشرق ا ألدنى القديم‪ ،‬فقد حرم على ا لجنود‬
‫من بني إسرائيل اغتصاب ا لنسا ء‪ ،‬على عكس ما ينادي به ا لبعخر بمنتهى البالدة‪ .‬لم يسمح‬
‫بالجنس إال داخل إطار ا اللتزام ا لزيجي‪ ،‬وهي فكرة عامة متكررة في شريعة موسى‪ .‬ولم يكن‬
‫االغتصاب في الحرب استثناء لشروط ا ألمانة الجنسية‪.‬‬

‫وكما هو ا لحال في تثنية ‪ ،١٤—١٠ :٢١‬فإن ا لسيناريو يبقى كما هو— أي يتخنها ا لجندي‬

‫ه‬
‫زوجة‪ .‬وبدبًا من جعل ا لنسا ء المسببات في الحروب كمنبوذات أو في درجة أقل بين أفراد‬
‫العائلة‪ ،‬يمكن دمجهن في المجتمع ا إلسرائيلي من خالل الزواج‪ .‬من البديهي أن نفهم أنه كان‬
‫من المستبعد جدا أن يندمج الرجال بسهولة في حياة إسرائيل وعوائدهم‪(.‬‬

‫تثنية ‪ ١١ :٢٥‬و‪ : ١٢‬استطراد مرتجل‬


‫((اذا دقاكم زحالن‪ ،‬زحل وأخوه‪ ،‬ودعدمت امرأة احدديما لكئ يقلص زحنها‬
‫من يد صاريه‪ ،‬ومدت يدنا واسئ يعوزتؤ‪ ،‬قاعطع يدنا‪ ،‬والص تشفق عددن))‬
‫(تث ‪ ١١ :٢٥‬و‪.)١٢‬‬

‫هذا ا لئص يشير إلى المرأة المصارعة قليلة ا لحيا ء ‪ ،‬كما يصفها احد الدارسين بشكل‬
‫فكاهي‪ .‬كان فعلها هذا يعتبر فعال مشيدا‪ ،‬واألسوأ من هذا أن ا لرجل ربما كان سدصاب‬
‫إصابة دائمة‪ ،‬وبالتالي يحرم من األطفال في المستقبل‪ .‬للوهلة األولى‪ ،‬هذا ا لئص موص‬
‫ا لوا ضح أده يطالب بان كقطع يد المرأة إذا أمسكت با ألعضا ء التناسلية للرجل الذي يتشاجر‬

‫هع زوجها‪.‬‬
‫ا آلن‪ ،‬لو كان ا لدحر يقول هذ ا‪ ،‬ستكون ا لحا لة ا لكتا بدة ا لوحيد ة للعقوبة با لبتر‪ .‬بخالف هذ ا‪،‬‬
‫كانت شرائع ا لشرق األدنى القديم تطالب بأنواع مختلفة من ا لتشويه والقطع كعقوبة لجرائم‬
‫متعددة‪ ،‬لكئ شريعة موسى ليست كذلك‪.‬‬

‫لكن قبل أن ندرس ا لنص بمزيد من التفصيل‪ ،‬يجب أن نقارن هذا بعقوبات مرعبة‬
‫أخرى في ا لشرق ا ألدنى القديم‪ .‬كما رأينا شريعة حمورابي البابلية أصرت على معاقبة‬
‫بعض الجرائم بقطع اللسان‪ ،‬أو اليد‪ ،‬أو األذن‪ -‬أو يسحل المذنب حول حقل باستخدام أحد‬
‫الماشية‪ .‬لكئ شريعة موسى‪ ،‬حتى وإن لم تكن مثالية‪ ،‬فإنها تقدم ارتقا؛ باررا عندما يتعلق‬
‫ا ألمر بالعقوبات‪.‬‬
‫أحد التفسيرات األكثر قبوًا لهذا النص يتمثل في عقوبة إزالة الشعر (((فاحلقوا شعر‬
‫رجليها (أو شعر منطقة العانة)‪ ،‬وليس التشويه أو البتر أو القطع‪ .‬ألن ا لكلمة التي عادة ما‬
‫يمكن أن تشير إلى راحة اليد‪ ،‬أو شيء مستدير مجوف مثل طبق‪ ،‬أو‬ ‫(أ!{[!))[)‬ ‫تترجم ((يد))‬
‫ملعقة‪ ،‬أو حتى أعلى األرجل‪ .‬كما توجد كلمة عادة ما تترجم ((يد)) رسزكا وهي ال تستخدم‬
‫هنا‪ .‬سيكون من ا لغريب أن تقطع راحة اليد!‬

‫بوضوح‬ ‫أضف إلى ذلك أنه في مواضع معينة في العهد القديم تستخدم كلمة‬
‫عن منطقة الحوض‪ -‬أي تجويف الفخذ من الداخل (تك ‪ )٣٢ ،٢٦ :٣٢‬أو منطقة العانة عند‬
‫المرأة‪(( :‬قثت العدح لحديدي ويداي يعطران مرا‪ ،‬وأصابعي مر عاطر عنى معبخره (أ‪10‬ا[(]أ‪)1)€‬‬

‫‪١٥٢‬‬
‫القفل)) (نش ه ‪ :‬ه)‪ .‬هذه اللغة تلمح إلى تعس ((جثة معققة )> فى نشدد ا ألنشاد ‪(( :١٢ :٤‬أحبى‬
‫الغروس جثة ئغلقة‪ ،‬عئ لمقفلة‪ ،‬ينبوع ثحثوم))‪ .‬يتفق الدارسون بشكل عام أن تعبير الحنة هو‬
‫(‪)١٤‬‬
‫استعارة عن ا ألعضا ء الجنسية للمرأة‪ ،‬وحالتها ((المغلقة)) توحى بطهارتها وبكوريتها‪.‬‬

‫أيضا في نص تثنية ‪ ،٢٥‬ال توجد إشارة إلى إيذاء ‪.‬جسدي للرجل (كما يفترض بعض‬
‫المفسرين)‪ .‬أثا صن يأخذون بمبدأ عقوبة ((يدا بيد))‪ ،‬تذكروا أن يد الرجل لم تؤذ ‪,‬ولم ئقطع‬
‫(إذا كان ا ألمر كذلك‪ ،‬فإن فكرة قطع يد المرأة سيكون معقوال أكثر)‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬
‫ممارسة حلق الشعر— بما في ذلك منطقة العانة‪ -‬كانت عقوبة مهينة منتشرة في بابل وسومر‬
‫(راجع أيتا ‪٢‬صم ‪ ٤ : ١٠‬وه ؛ إش ‪ .)٢٠ :٧‬هذا ليس تشوبها في مقابل تشويه‪ ،‬أو قطائ‬
‫في مقابل قطع‪ ،‬ولكنه إذالل في مقابل إذالل‪.‬‬

‫كذلك صيفة ا لفعل اأ‪>7،//‬اا في ا لعبرية في تثنية ‪ ١٢ :٢٥‬لها إيحاءات أخف من ا لصيفة‬
‫القوية والملفظة للفعل ااابماو‪ /‬ا‪ ،‬الذي يعني ((قطع)) أو ((بتر جسدي ر؟‪،‬سسق‪،‬كا))‪ .‬وكلما ظهرت‬
‫بالصيفة األخف (إر ‪٢٦ :٩‬؛ ‪٢٣ :٢٥‬؛ ‪ ،)٣٢ :٤٩‬فهي تعني ((قطع‪ /‬قحراحلق الشعر))‪ .‬ال‬
‫يوجد سبب لغوي لترجمة صيفة الفعل ‪ 1‬ألخف (((يحلق))) بصيفة أغلظ بمعنى (((بتر)))‪ .‬في‬
‫هذه الحالة تحديدا‪ ،‬نحن نتحدث عن المنطقة المقعرة ين العانة‪ ،‬وبالتالي يناسبها حلق شعر‬
‫العانة‪ .‬باختصار عقوبة المرأة تتلخص في إذالل علني بسبب إذالل ا لرجل علدا— وهو شيء‬
‫ال يزا ل قاسيا جدا‪ ،‬وال يجب إظهار ا لرحمة معه‪ .‬من خالل وجهة نظر نصية‪ ،‬الرأي ا ألفضل‬
‫يتحدث بوضوح عن ((الحلق)) وليس عن ((البتر))‪(.‬‬

‫هل هذه عقوبة مثالية تناسب كل العصور؟ ليس على اإلطالق! ومع ذلك فهي أفضل إذا‬
‫قورنت بعقوبات البتر القاسية والمتطرفة التي كانت شائعة في الشرق األدنى القديم‪ .‬في‬
‫ا لوا قع شرا ئع أشور ا لوسطى (حوا لي ‪ ١١٠٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬كانت تقدم سيناريو مماثال (في حالة‬
‫إصابة الرجل)‪ ،‬ولكن مع تبعات أكثر خطورة‪ .‬فإذا كانت امرأة في شجار وأصابت إحدى‬
‫خصيتي الرجل‪ ،‬يقطع إصبعها‪ .‬وإذا أصيبت الخصية ‪1‬ألضى‪ ،‬يقلع كلتا عينيها‪ ) (.‬مرة‬
‫ًاضى‪ ،‬حتى إذا كانت تثنية ‪ ٢٥‬تتعامل مع عقوبة بتر حقيقية‪ ،‬فهذا سيكون‪ )١( :‬ا لعقوبة‬
‫األولى من نوعها في شريعة موسى‪ )٢( ،‬سيزا ل هناك فرق شاسع مع العقوبات الشائعة‬
‫بالبتر والتشويه في بقية ثقافات الشرق األدنى القديم‪ .‬ولكن كما رأينا‪ ،‬فإن اللغة ال تسمح‬
‫بهذه القراءة الخاصة بالبتر‪.‬‬

‫من ا لمؤكد أن شرا ئع إسرائيل لم تكن مثالية‪ ،‬ولكن عند مقارنتها با لشرا ئع ا لمختلغة‬
‫في منطقة ا لشرق األدنى ا لقديم (سوا ء بخصوص ا لجنس أو أمور ًاضى)‪ ،‬فإن ا النطبا ع‬
‫العام الذي ذكره الدارسون يؤكد على ا لكثير من االرتقاءات األخالقية ا لنوعية والكبيرة‬
‫في شرائع إسرائيل‪.‬‬

‫‪١٥٣‬‬
‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪.‬ا‪001،(0‬أ‪،( 01)1 17.١‬اا‪ 1‬ا‪٠‬أ ج‪1‬ستةة ح‪€١٦‬د‪ ¥‬؛‪ 0‬ب>‪. 1'1 31‬اال هًاةألءةآل ‪١١١.‬أل\ا‪١١‬ةد\ ‪٠‬‬
‫‪800, 2007.‬ءس)‪00‬آل ‪, 1:‬ال‪<0)1‬خةة(ل‬

‫‪٠‬‬ ‫هج‪0‬ج؟؟جآل أ‪3‬غ‪ ١٧‬ك‪0‬ة‪٢8‬حة‪0‬أل ‪ 810 80 1 000'1‬ج‪1‬آلال ‪ 0011'1‬ج‪ ١٧‬مؤا‪. ,,‬ال‪0068, 0‬‬
‫ه؛‪1‬رو‪;050‬؛‪1‬رماا‪8.‬أ‪0‬ج‪010‬ج‪٨1‬اعه‪1‬ء‪00‬ج‪0‬ج‪0‬ا‪01٧‬ا‪0‬أ‪001‬ك‪0‬جةة‪8:٨0٨‬ج‪1‬ذ‪0‬ج‪03‬جح ‪01116‬أ‬
‫‪0.8. 11 )2009(: 53-72.‬‬
‫‪ 08 101’0.11:‬ال‪٠‬حمه؛‪00 1. 5‬ا‪٠ 1011301, >0‬‬ ‫‪{<€8‬أأ‪70‬ا أ‪001€0‬أ‪€8‬ا ‪01)1‬‬
‫‪1{. 0‬أ‪€0‬أ‪1‬‬ ‫‪, 2000.‬ء‪6011‬ا)‪3‬ء‪1 ٨‬جي‪1‬ة‪8: 8‬ا)‪11‬ل‪0‬آل ‪0)1‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫‪ ٠‬صف ممارسة تعدد الزوجات أو ا متلدك ا لسريات في ا لشرق ا ألدنى ا لقديم وفي إسرا ئيل؟‬
‫ما هى الفوارق وا الختالفات التى يحب مراعاتها؟‬

‫* هل الكتاب المقدس يشجع على تعدد الزوجات؟ لماذا يعد الويين ‪ ١٨ : ١٨‬نشا هاائ يجب‬
‫مراعاته؟‬

‫* ناقش النصوص التالية التي يزعم البعض أنها تدعم تعدد الزوجات كأمر شرعي‪ :‬خروج‬
‫‪١١ -٧ :٢١‬؛ ‪ ٢‬صموئيل ‪٨ :١٢‬؛ تثنية ‪ .١٧ -١٥ :٢١‬ولماذا ال تكفي هذه ا لنصوص‬
‫لتبرير موقف داعم لتعدد الزوجات؟‬

‫‪ ٠‬ما هو المهر؟ هل كأنت هذه الممارسة مهينة للنسا ء فى إسرائيل؟‬

‫* هل العهد القديم يستخف باالغتصاب؟ ناقش تثنية ‪ ٢٩ -٢٣ :٢٢‬والمواقف الثالثة‬


‫المتمايزة التى يجب مراعاتها‪.‬‬

‫* هل كانت النساء المسبيات في الحرب تعاملن كأدوات جنسية؟ هل كذ يتمتعن بأية‬


‫حماية؟ ناقش تثنية ‪١٤—١٠ :٢١‬؛ وتثنية ‪ ١٣ :٢٠‬و‪. ١٤‬‬

‫‪ ٠‬ناقش النص الخاص بالمرأة المصارعة غير المهذبة في تثنية ‪ ١١ :٢٥‬و‪ . ١٢‬هل التفسير‬
‫الذي أوردناه منطقي؟‬

‫‪٥٥‬‬
‫الفصل الثاني عشر ‪٠ ٩‬‬
‫هل هنالغط مبررلآلنجاربالبشر‬
‫كبهائماللحقل؟ج‪١‬‬

‫العبودية في إسرائيل‬
‫كتب العبد الهارب والمؤيد إللغاء الرق‪(( ،‬فريدريك دوجالس)) (‪ ،)١٨٩٥ -١٨١٧‬في سيرته‬
‫الذاتية عن أول سيد له‪(( ،‬كل بأن أنتوني))‪:‬‬
‫كان رجال متوحسا تقسى بسبب ‪ 1‬لعمر ا لطويل في امتالك العبيد‪ .‬في بعض‬
‫األحيان كأن يبدو أنه يتلذذ لذه هائلة بجلد العبد‪ .‬وكثيرا ما أيقظتني مع‬
‫ظهور نور الصباح صرخات تشق القلب إلحدى عماتي‪ ،‬الذي اعتاد أن يربطها‬
‫في عارضة خشبية ويجلدها على ظهرها العاري حتى تتغطى كلها فعليا‬
‫بالدم‪ .‬وال كلمات‪ ،‬أو دموع‪ ،‬أو صلوات من هذه ا لضحية الملطخة بالدماء‪،‬‬
‫قدرت على تحريك قلبه الحديدي وتغيير أهدافه الدموية‪ .‬وكلما ارتفع صوت‬
‫صرا خها‪ ،‬زادت شدة الجلدات عليها‪ .‬وحيثما سال ا لدم أسرع‪ ،‬طالت مدة‬
‫الجلد عليها‪ .‬ا عتاد أن يجلدها لتصرخ‪ ،‬ويجلدها ليجعلها تصمت‪ .‬ولن يتوقف‬
‫عن الضرب بالسياط الجلدي الملطخ بالدماء قبل أن ينهكها ا إلعيا ء‪ .‬أتذكر أول‬

‫‪١٥٧‬‬
‫مرة شاهدت فيها هذا المشهد المروع‪ .‬كنث طفال تقريدا‪ ،‬دكني أتذكر جيدا ‪ .‬لن‬
‫أنسى هذا المشهد أبدا‪ ،‬وأتذكر كل شى‪ . ۶‬كان األول من بين سلسلة طويلة‬
‫م‬
‫لهذه النوبات من السخط‪ ،‬وا لتي قدر لي أن أشا هدها وأشارك فيها ‪ .‬صدمني‬
‫األمر بقوة هائلة‪ .‬وكان الممر الملطخ بالدماء‪ ،‬أو المدخل إلى جهنم العبودية‪،‬‬
‫هو ما كنث على وشك الدخول فيه‪ .‬كان أكثر المشاهد رعدا ‪ .‬أرجو أن أسجل‬
‫المشاعر ا لتي شاهدت بها هذا ا لمشهد ‪.‬‬

‫كتب (( هاريت بيتشر ستاو)) (‪ ،)١٨٩٦ -١٨١١‬مؤلف ا لكتاب المؤثر وا ألكثر مبيائ‪ ،‬كل بينة‬
‫فجع)‪ ،‬أن األسياد فى الجنوب كان لهم سيطرة مطلقة على كل‬ ‫(‪0)11‬‬ ‫العم توم*‬
‫جوانب حيا ة عبيدهم‪* :‬سلطة قانونية للسيد تعادل استبدادا مطلعا على ا لجسد وا لنفس‪،‬‬
‫و ال حماية لحياة العبد ‪)(.‬‬

‫خدمة بعقد لملزم‬


‫الخطأ الذي يقترفه النقاد في العهد القديم هو ربط الخدمة زصسسد في العهد‬
‫القديم بالعبودية في جنوب أمريكا في فترة ما قبل الحرب والسيناريو الذي وصفه فريدريك‬
‫دوجالس أحد األمثلة على ذلك‪ .‬في المقابل يمكن مقارنة خدمة الدين عند العبرانيين بظروف‬
‫مماثلة في أمريكا في أثنا ء الحقبة االستعمارية‪ .‬دفع التعريفة للعبور إلى أمريكا كان مكلائ‬
‫جدا بحيث يعجز كثير من األفراد على دفعها‪ .‬لذا كانوا يلتزمون بعقد عمل ويعملون فى‬
‫المنازل‪ -‬يشبه إلى خد كبير العمل تحت التدريب حتى يدفعوا ديونهم‪ .‬نصف المهاجرين‬
‫ا لبيض إلى ثلثين منهم ممن هاجروا إلى مستعمرات بريطانية كانوا خدا لما بعقد لملزم‪(.‬‬

‫بالمثل كان ا إلنسان ا إلسرائيلي الذي يفتقر إلى المال ربما يصبح خادائ بعقد لملزم ليدفع‬
‫ديونه إلى ((رئيس)) أو ((صاحب عمل)) (سيد أو أدون‪-‬و)‪.‬كثيرا ما ينظر إلى لقب ((سيد))‬
‫أي (((خادم أو مونلف)))‪ ،‬وهذه ا لكلمة ال يجب أن‬ ‫كمصطلح سيئ تمالما مثل كلمة‬
‫ئترجم في المعتاد ((عبد))‪ .‬يعنق ((جون جولدنجاكي)) انه *ليس هناك شيء دنيء أو غير مكرم‬
‫لكون اإلنسان خادنا اد‪٠‬اا‪ .‬الفعل هي كلمة مبجلة ومكرمة‪(.‬؛)‬

‫حتى عندما ئستخدم كلمات مثل ((يشتري)) أو ((يبيع)) أو ((يقتني)) في سياق الحديث عن‬
‫الخدام‪ /‬الموظفين‪ ،‬فهي ال تعني أن الشخص المقصود هو بمثابة أحد المقتنيات‪ .‬فكر في‬
‫أحد الالعبين الرياضيين اليوم الذي ينتقل في ((صفقة)) أو ((إعارة)) إلى ناد آخر‪ ،‬و( ا النتما ء))‬
‫إلى هذا النادي‪ .‬نعم ا ألندية لديها ((لمآلك))‪ ،‬لكننا نادرا ما نتحدث عن العبودية هنا! وإنما‬
‫هذه اتفاقيات رسمية في شكل عقود‪ ،‬وهذا ما نجده في اتفاقيات بين الخدام وأصحاب‬
‫ا لعمل في العهد القديم‪ ) (.‬أحد أمثلة هذه العالقة بين صاحب العمل والمونلف بعقد تظهر‬

‫‪١٥٨‬‬
‫في عمل يعقوب مع خاله البان لمدة سبع سنين حتى يتزوج من ابنته راحيل‪ .‬في إسرائيل‬
‫عندما تصير خادا متطوعا فغا لدا هذا إجرا ء للوقاية من الجوع‪ .‬ليس للشخص أية ضمانة‬
‫غير نفسه‪ ،‬وهو ما كأن يعني إلما ا لخدمة او الموت‪ .‬وبرغم أن معظم الناس كأن يعملون في‬
‫مهنة أو تجارة العائلة‪ ،‬كان الخدام يساهمون فيها كعمالة تخدم في البيت‪ .‬بعكس ما يقوله‬
‫النقاد‪ ،‬لم تختلف هذه ا لخدمة كثيرا من الناحية ا لعملية عن ا لتوظيف مدفوع األجر في أحد‬
‫االقتصاديات النقدية لدينا اليوم‪(.‬‬

‫كان الذين عادة ما ينتقل إلى العائالت‪ ،‬وليس األفراد فقط‪ .‬وسوا ء بسبب فساد‬
‫المحاصيل أو مديونيات كبيرة‪ ،‬قد يدخل األب طواعية في اتفاق بعقد (و((يبيع)) نفسه) ليعمل‬
‫في عائلة شخص آخر‪(( :‬إذا ‪ ...‬ائقعز أخون عحده ويع)) (ال ‪ .)٤٧ :٢٥‬وربما ((تباع)) زوجته أو‬
‫أطغاله حتى تعبر العائلة حالة اقتصادية ال تحتمل‪ .‬وإذا لم يقم أقاربه بافتدائه (أي يسددوا‬
‫له ديونه)‪ ،‬فإنه سيعمل كخادم دين حتى يطلق سراحه بعد ستة أعوام‪ ) (.‬وربما يضطر ألن‬
‫يرهن أرخر العائلة حتى سنة ا ليوبيل كل‪.‬خمسين عاائ (راجع الويين ‪ ،٢٥‬الذي يشرح مرا حل‬
‫متعاقبة لالفتقار في إسرا ئيل في ا ألعد ا د من ‪.)٥٤ —٢٥‬‬

‫بكلمات أخرى‪ ،‬لم تكن هذه الخدمة مغروضة من الخارج‪ ،‬كما كانت في تجار العبيد‬
‫ا ألكثر من هذا أن هذه ا لخدمة‬ ‫وصالك المزارع في الجنوب ا ألمريكي في فترة ما قبل الحرب‪،‬‬
‫الملزمة بعقد لم تكن غريبة على مناطق أخرى في الشرق ا ألدنى القديم أيقا (بل وبشروط‬
‫أسوأ)‪ .‬وفيما بعد عندما استرجع ساكنو يهوذا خدام عبرانيين كانوا قد أطلقوهم‪ ،‬أدانهم‬
‫الله على انتهاك ناموس موسى‪ ،‬وألنهم نسوا أنهم كانوا يوائ ما مستعبدين فى مصر وقد‬
‫خلحععهم ا لله ‪ .‬لقد أخبر ا لله شعب يهونا أنه بسبب أفعالهم سيتعرضون للسبي في أرض‬
‫أعدائهم (إر ‪.)٢٢-١٢ :٣٤‬‬

‫بمجرد أن يطلق الخادم يبون حرا ليباشر معيشته بدون أية التزامات داخل هذا البيت أو‬
‫العائلة‪ .‬فقد عاد ليكون مشاركا بشكل كامل في ا لمجتمع اإلسرائيلي‪ .‬وكان عمله كخادم بعقد‬
‫لملزم يعني نزوال قليال على السلم االجتماعي‪ ،‬لكن كان بمقدوره الشخصي أن يعود ليصعد‬
‫كمواطن كامل بمجرد تسديد الدين‪ ،‬أو إطالقه في ا لسنة السابعة (أو ا لسنة ا لخمسين)‪ .‬ومع‬
‫ذلك كان الناموس مهتائ بأن يعامل أي من هؤالء الخدام بعقد ملزم كرجل ((أحير مذ سته‬
‫إلى سته)) وال يسمح لصاحب ا لعمل بان ((ينسئن عنيه دعتفت)) (ال ه ‪ ٥٣ : ٢‬و‪٤‬ه)‪ .‬في ا لوا قع‬
‫لم يكن الخدام فى إسرائيل يقطعون من المجتمع خالل فترة خدمتهم‪ ،‬لكنهم كانوا يدمجون‬
‫بالكامل فيه‪ .‬كما ذكرت سابعا‪ ،‬إعفا ء إسرائيل عن الديون كل سبعة سنوات كان ثابتا‪،‬‬
‫وبالتالي قصد به أن يكون أكثر استمرارية من جيران إسرائيل في الشرق األدنى القديم‪،‬‬
‫والتي كان فيها إطالق الدين (إن حدث أصال) متقطعا في أغلب األحيان‪.‬‬

‫‪١٥٩‬‬
‫ومن دم فإن ا لخدمة االضطرارية طوال ا لعمر كانت محرمة‪ ،‬إال إذا أحب الخادم كبير‬
‫العائلة وأراد أن يتعتق به (خر ‪ :٢١‬ه)‪ .‬وكان الخدام يمنحون‪ -‬حتى إذا لم يكن قد سددوا‬
‫ديونهم‪ -‬إطالقا في السنة السابعة مع إعفائهم من كل ديونهم (تث ‪ .)١٥‬وكما سنرى‪ ،‬كأن‬
‫هذا ا لتشريع متغردا‪ ،‬وأكثر رقدا جدا من شرائع الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬يكتب أحد الدارسين‬
‫أنه ‪ :‬لم يكن عند العبراني مغردات العبودية‪ ،‬بل مغردات الخدمة فقط‪) ( .‬‬

‫كان إطالق الخادم في إسرائيل المضمون خالل سبع سنوات نظاائ أو إجرا ة لمنع‬
‫استغالل مثلع هذه ا لموا قف أو إضغا ء صفة المؤسساتية عليها ‪ .‬كانت سنة ا إلطالق تذبر بني‬
‫إسرائيل بأن ا لخدمة نتيجة ا لفقر ليست هي النظام ا الجتماعي ا ألمثل‪ .‬من ناحية أخرى‪،‬‬
‫وحدت الخدمة في إسرائيل تحديدا بسبب وجود الفقر‪ .‬ولو لم يوجد الفقر‪ ،‬ما كان ليوجد‬
‫الخدام في إسرائيل‪ .‬وإذا عاش الخدام في إسرائيل‪ ،‬كان هذا إجراء طوعدا (أو بسبب‬
‫الفقر) وليس إجباريا‪.‬‬

‫وسائل لمساعدة الفقراء‬


‫في العالم القديم (وما قبله) كان للعبودية وامتالك الرقيق ثالث سمات أساسية‪:‬‬

‫(‪ )١‬العبد كان متاعا (أحد المقتنيات)‪.‬‬


‫(‪ )٢‬كانت احقوق مالك العبد على شخص العبد وعمله كاملة ومطلقة‪.‬‬
‫(‪ )٣‬ينزع عن العبد هويته— العرقية والعائلية واالجتماعية والزوجية‪(.‬‬

‫مما رأينا للتو‪ ،‬هذا ال يصف الخادم العبراني على اإلطالق‪ ،‬كما ال يتفق مع ((العبد)) غير‬
‫العبراني في إسرائيل (كما سنرى في الفصل التالي)‪.‬‬

‫كانت الشرائع المتعلقة بالخدام في إسرائيل مهتمة بإدارة وترتيب نظام عمل متدره—‬
‫وليس بتمجيد هذا الوضع‪ .‬كانت ا لخدمة في إسرائيل بسبب الفقر‪ ،‬وكانت ندخل طواعية‪،‬‬
‫وكانت أبعد ما يكون عن الوضع ا ألمثل‪ .‬وكان ا لقصد ين هذه الشرائع هو محاربة فرص‬
‫االستغالل‪ ،‬وليس تقنين العبودية‪.‬‬

‫عندما نقارن نظام ا لخدمة في إسرائيل مع الشرق األدنى ا لقديم بشكل عام‪ ،‬سنجد‬
‫أوضاعا مخففة بشكل واضح‪ ،‬ومن نواحي كثيرة أوضاع مريحة جدا للمعوزين في إسرائيل‪.‬‬
‫كانت الشرائع الخاصة بالخدام تهدبة إلى فائدة الفقراء وحمايتهم— وهم ا ألكثر عرضة‬
‫للدخول في هذا ا لنوع من ا لخدمة الملزمة بعقد‪ .‬ا لخدمة كانت طوعية‪ :‬كان ا لشخص الذي‬
‫ليس له أي أرض (أيا كان السبب) ((يبيع نفسه)) (ال ‪٤٧ ،٣٩ :٢٥‬؛ قارن أيصا تث ‪:١٥‬‬
‫‪ .)١٢‬وقد يختار شخص آخر أن يبيع أحد أفراد العائلة كخادم بعقد ئلزم في بيت شخص‬

‫‪١٦٠‬‬
‫آخر ليعمل فيه حتى سداد الدين‪ .‬وبمجرد أن يتحرر ا لشخص من التزاماته كخادم‪ ،‬يكون له‬
‫مكانة كاملة من المواطنة غير مثعل بأية ديون ‪(.‬‬

‫سعى التشريع في العهد القديم لمنع عبودية األين الطواعية‪ .‬فقد كان جزء كبير من‬
‫ا لتشريع الموسوي يحمي ا لفقرا ء حتى من ا لخدمة الملزمة بعقد لغترة مؤقتة‪ .‬أعطيت للفقرا ء‬
‫فرصا ألن يجمعوا زوايا ا لحقل أو ليقتطغوا الثمار المتبقية على ا ألشجار بعذما دحصد‬
‫إخوتهم من بني إسرائيل األرض (ال ‪٩ :١٩‬و‪١٠‬؛ ‪٢٢ :٢٣‬؛ تث ‪٢٠ :٢٤‬و‪ |.)٢١‬يتا أوصى‬
‫ا لرفقا ء من بني إسرا ئيل بأن يقرضوا ا لفقرا ء بال مقابل (تث ه ‪ ٧ : ١‬و‪ ، )٨‬وال يتحملون فائدة‬
‫على ا لقرض (خر ‪٢٥ :٢٢‬؛ ال ‪ ٣٦ :٢٥‬و‪ . )٣٧‬وإذا لم يستطع ا لفقرا ء تحئل تكلفة حيوا نا ت‬
‫ا لذبيحة غالية الثمن‪ ،‬كان بمقدورهم أن يقدموا ذبائح أصغر‪ ،‬وأقل تكلفة (ال ه‪.)١١ ،٧ :‬‬
‫أينا دلفى كل ا لديون تلقائيا كل سبع سنوات‪ .‬فى ا لوا قع عندما دطلق خدام األين‪ ،‬كان‬
‫يجب إظهار الكرم لهم‪ (( :‬أعبه وال يدددوء ق‪٠1‬ر‪1‬ه عددتا دعطيه)> (تدع ‪ .)١٠ :١٥‬الخالصة‪ :‬لم‬
‫يرغب الله في وجود أي فقر في إسرائيل (تث ‪ .)٤ :١٥‬لذلك وحدت شرائع ا لخدمة هذه‬
‫لمسا عدة ا لفقرا ء‪ ،‬وليس إليذا ئهم أو لجعلهم في مكانة متدنية دا ئائ‪.‬‬

‫الهدف النهائي‪ :‬ال فقر وال خدمة (تث ‪)١٨—١ :١٥‬‬


‫رفي آخر سبع سين شل إبراء (إعفاء)‪ .‬وهذا هـو حكم االدراج‪ :‬يبرئ‬
‫(يعفى) كل صاحب دين يده معا أؤرض ضاحيه‪ .‬ال دنابديا ضاجيه زال أحاه‪،‬‬
‫ألنه عئ يردي باراء الرت‪ .‬األئنبئ تغان (ألنه في المعتاد كان األجانب‬
‫يقترضون للتجلرة واألعمال كما سنرى الحعا)‪ ،‬وأ ثغا نا فان نذ طد أحد‬
‫قتدرئه يدن مئه‪ .‬دال اذ نلم يكذ فيله قعير (حتى ال يكون فيما بينكم محتاج—‬
‫حسب ترجمة أخرى)‪ .‬ألن الرت اقتا يياركذ ني األرض التي يعبين الرت‬
‫إليله نصبائلتئتلفيا‪.‬‬

‫((إذا سجعت ضوت الرت إلهك بنئقذ زقئتل كز هذه الوصايا التي أقا أوحيديك‬
‫ًاثائ فدير وأدنألتعترض‪،‬‬ ‫؛نيؤم‪ ،‬يب‪1‬رفذ|لرت إالًذكمع ف‪1‬زنذ‪ .‬ققر‬
‫وشلط على أتم فتير؛ وهلم علد ال يسلطون‪.‬‬

‫<<إذ فإذ نين قعير‪ ،‬أخد وى إحذين ني أخد أبوا يك ني أرتجن التي بئبين‬
‫الرت إليك‪ ،‬قال تعش قليله‪ ،‬وال نقيض يدك عن أحيله العقير‪ ،‬يل افتح يدن نه‬
‫وأنرضه بعدار تا يحقا ج إنيه‪ .‬احئرز مذ أن يكون تع قند فالم لديلم قايال‪:‬‬
‫قد قربب السلة السابعة‪ ،‬سدة االبراء‪ ،‬وقسوء عيدله ياحين انقعير وأل دئطبه‪،‬‬
‫فيصرح عند إنى الرت ققفون عند حبيه‪ .‬أعبه زال يسوء قند علدنا ظبيو‪،‬‬

‫‪١٦١‬‬
‫ألئة يشبب هذا األش ئناركك الرت الهك ض كل اعائلذذجعيع نا نسن إق‬
‫يدن‪ .‬اله النم تعقد انعقرا ء مرع ‪ 1‬ألرض (فاألرض ال تخلوض ئحتأج)‪.‬‬

‫((نذبن انا أوصين قانأله‪ :‬اقدح ندن ألحد المسكين وانقؤير بي ارضن‪ .‬اذا ييع‬
‫نذ اخوق ا نعيرا بى او أحدن انعدراندة زغدلمن ست ميبين‪ ،‬قفي الشثة الشايفة‬
‫دطدعه حر! مذ شذ‪ ٠‬وحين دطدعه حر) من عئدذ أل دعتعه قغرعع‪ .‬ترؤده من‬
‫عثون ومن ييدرن ومن لمعضزدن‪ .‬قتا يازقن الرت دلهن ئئبيه‪ .‬وا ذكر آئن‬
‫كنة ج| بى آزض حر‪ ،‬قعدان الرت إقن‪ .‬يذبن آقا أوصين يهذا االئر‬
‫اتيوم‪ .‬ولؤذ اذا قاذ تن‪ :‬النم أح من شك‪ .‬ألئه قذ آحبذ ذين‪- ،‬إذ كان ته‬
‫حير عددن‪ ،‬قخذ الحزر زاحعئه بى أذنه ذبى انداب‪ ،‬قدكون تن عددا مؤبدا‪.‬‬
‫وهندا نعفل آلئؤذ آيائ‪ .‬النم يصعت عتدن آذ ئنبقه حرا من عثدذ‪ ،‬ألئه ضئقى‬
‫أجرؤ ا ألحير حدتن ديث ميبين‪ .‬قدياركن الزت اقن بي كذ لما قئتل)) (تث‬
‫‪.)١٨—١ :١٥‬‬

‫يوصي التشريع بام عفا ء الشخص الفقير (أو الخادم) من ديونه المتراكمة‪ .‬كانت تبرئة‬
‫الدين تحدث كل سبع سنين‪ ،‬وهو ما يظهر اهتمام الله الملحوظ بالمعوزين في األرض‪ .‬اآلن‬
‫قد يشير ا لبعض إلى ملوك مخظفين في منطقة ما بين ا لنهرين خالل ا أللفية الثانية قبل الميالد‬
‫ممن كانوا يطلقون العبيد وا لمديونين خالل ا لسنة ا ألولى أو الثانية ض حكمه‪ -‬أو في أوقات‬
‫أخرى‪ .‬لكن هذه اإلطالقات كانت متقطعة في المعتاد‪ ،‬بعكس الفترات المحددة التي تم الئص‬
‫عليها في إسرائيل في ا لسنة السابعة وا لسنة الخمسين‪(.‬‬

‫إذا كنت قد ألقيت مجرد نظرة على نص تثنية ‪ ،١٥‬ولم تلحظ داللته‪ ،‬ارجع مرة أخرى‬
‫واقرأه‪ .‬الهدف العام وا ألشمل والثوري المعبر عنه في الغص يتمئل في القضاء النهائي على‬
‫عبودية‪ /‬خدمة الدين في األرض‪(( :‬حتى ال يكون فيما بينكم محتاج)) (حسب الترجمة العربية‬
‫المشتركة‪ -‬تث ‪ )٤ :١٥‬ا ‪ )١‬ومع ذلك ألن الله يتحلى بالواقعية فقد علم أن األحوال المتدنية‬
‫ستوجد‪ ،‬وأن ا لفقر (وبا لتا لي ا لخدمة) سيستهتر! ن في ا ألرض (تث ‪ .)١١ :١٥‬ومع ذلك فإن هذا‬
‫الوضع غير المرغوب فيه يجب أن يحارب بدال من شرعنته وإضغا ء صفة المؤسساتية عليه‪.‬‬
‫وبالتناغم مع هذه الروح الداعية للتخئص من الفقر وبالتالي من العبودية‪ ،‬كان إطالق‬

‫العبد مصاحبا بعطايا سخية وروح كريمة‪ .‬كان على السيد أال يضمر أفكارا شريرة تجاه‬
‫خادمه‪ .‬وإنما كان عليه أن يحئله بعطايا سخية (تث ‪ ١٣ :١٥‬و‪ .)١٤‬كان السبب والدافع‬
‫ورا ء هذا ا لعطف وا لنية ا لطيبة هو (( آئن كئن قتدا بي آرض وصز‪ ،‬ققدان ا لزت اقن‪ .‬بذين‬
‫آقا أوصين يهذا األمر انيؤم)) (تث ‪ .)١٥ :١٥‬وحتى إذا لم يزول ا لفقر (وبالتالي العبودية)‪،‬‬
‫كان على إسرائيل أن يناضل نحو هذا الهدف‪.‬‬

‫‪١٦٢‬‬
‫كرامة خذام الذين‬
‫بدالد من إرجاء طريقة معاملة الخدام (العبيد) إلى نهاية ا لتشريع (وهو ما كأن شائائ في‬

‫شرا ئع العشرق األدنى القديم)‪ ،‬فإن شريعة إسرائيل وضعت هذا الموضوع في مقدمة ووسط‬
‫خروج ‪ .٢١‬ألول مرة في العشرق األدنى القديم‪ ،‬تشترط الشريعة معاملة الخدام كأشخاحر‬
‫وليس كشيء يا ع ويشترى‪.‬‬

‫لكن في ثقافات أخرى في ا لشرق األدنى القديم‪ ،‬كان الملك هو الذي يمثل صورة إلههم‬
‫على ا ألرض‪ -‬والعبد لم يكن هكذا بالتأكيد‪ .‬في المقابل نجد تكوين ‪ ٢٦ :١‬و‪ ٢٧‬يؤكد على‬
‫أن كل ا لبشر حاملون للصورة اإللهية‪ .‬هذه العقيدة تعمل كأساس للتأكيد على كرا مة وحقوق‬
‫كل إنسان‪ .‬بالمثل نجد أبوب ‪ ١٥ —١٣ :٣١‬يكشف بوضوح اإلنسانية ا لحتمية —وبالتالى‬
‫ا لمساوا ة— بعن السيد وا لعبد على ا لسوا ء ‪ <( :‬دن كدت زعضت حؤ طبب ي وأندي بي دعوا لمتا‬
‫عنى‪ ،‬عمادا كنث اصدع جين يقوم الله واذا الثعد‪ ،‬نجتا نا أحيبه؟ ا وندس ضابعي ني انبئن‬
‫ضابعه‪ ،‬وعح ضؤرثا زاجد بي الرجم))‪.‬‬

‫الخدام (العبيد) في إسرائيل‪ ،‬بخالف جيرانها في العشرق األدنى القديم‪ ،‬منحوا حقوقا‬
‫إنسانية وقانونية ال مثيل وال سابق لها‪ ،‬حتى وإن لم تكن متساوية مع األشخاص األحرار‬
‫(الذين يمكن أن يجدوا أنفسهم —إذا استمرت ظروفهم التعيسة— محتاجين إلى وضع‬
‫أنفسهم في خدمة بعقد لملزم لغترة مؤقتة)‪ ) (.‬تذكر مقالة عن العبودية في قاموس ‪٢‬رئ‪٠/1‬عظ‬
‫^‪€ £<1011011)11‬أ(‪1‬أ‪ .8‬كدينا في الكتاب المقدس أول دعوات في األدب العالمي لمعاملة العبيد‬
‫ككائنات بشرية في حد ذاتهم وليس فقط حسب أهوا ء أسيادهم ‪ ) (.‬بالمقارنة كانت فكرة‬
‫العبد الذي له حقوق حتى وإن كان كشخص خارج المجتمع العادي غريبة بشكل واضح عن‬
‫الشرائع ا ألخرى في العشرق ا ألدنى ا لقديم حيث كان يتم عمل وشم أو عالمة بشكل إجباري‬
‫لتوصيفه (قارن هذا مع خر ‪ :٢١‬ه و‪.)٦‬‬

‫في ا لوا قع ((بعكس عقائد قديمة كثيرة‪ ،‬كانت الشرائع العبرانية معتدلة نسبيا تجاه‬
‫العبيد‪ ،‬واعترفت بهم كبشر قادرين على ا لدفا ع عن أنفسهم‪ ،‬وإن كان ليس بنفس مستوى‬
‫األحرار))‪ ) (.‬كما سنرى‪ ،‬حماية العبيد الغارين الذين يهربون إلى إسرائيل كانت مختلفة‬
‫بشكل مذهل عن شرائع العبيد في الثقافات األخرى في العشرق األدنى القديم‪ ،‬وهذا يرجع‬
‫إلى تاريخ بني إسرائيل أنفسهم كعبيد في مصر‪ .‬هذه ا لحقيقة حولت العبودية عمليا إلى‬
‫(( مؤسسة تطوعية)) ‪.‬‬

‫البعض قد يجادل بالفكرة التي تقول إن شرائع الجثيين كانت مخففة عندما تم تعديلها‬
‫في مرحلة ما‪ .‬فقد أصبحوا أكثر إنسانية‪ .‬هذا صحيح إلى حد كبير‪ ،‬لكن النتائج لم تكن‬
‫دائائ إيجابية كما يظن البعض‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لم يعد ا لقتل يجلب عقوبة الموت‪ -‬إال على‬

‫‪١٦٣‬‬
‫ا لعبيد ‪ .‬بينما ‪ 1‬ألحرار كل نوا يعل قبون بالغرا مات أو بالبتر وا لتشويه‪ .‬كل نت ا إلصالحات انتقائية‬
‫في أفضل األحوال!‬

‫في الجزء المتبقي من هذا الفصل‪ ،‬سنرى أن هناك ثالثة شرائع مهمة في إسرائيل كانت‬
‫متميزة في منطقة الشرق األدنى القديم‪ ،‬وليس هذا فقط بل لو كان الجنوبيون المؤمنون‬
‫بالكتاب المقدس في الواليات المتحدة مع ا ألوربيين المسيحيين قد اتبعوا هذه الشرائع‪ ،‬ما‬
‫كانت هناك مشكلة في العبودية‪ .‬دعنا ننظر إلى هذه ا لشرا ئع بتمعن‪.‬‬

‫إطالق العبيد المصابين‬


‫هناك تفوق ملحوظ في شرائع إسرائيل على شرائع الشرق األدنى القديم يظهر في‬
‫إطالق الخدام المصابين (خر ‪ ٢٦ :٢١‬و‪ .)٢٧‬عندما يقلع ((السيد)) (أو صاحب العمل) عن‬
‫طريق ا لخطا عين عبده أو أمته أو يكسر سنه أو سنها‪ ،‬كان العبد أو ا ألمة يحرر على ا لغور؛‬
‫إذ لم يكن يسمح باإليذاء ا لبدني للخدام‪ .‬وكما سنناقش في ا لفصل التالي‪ ،‬إذا ادى تاديب‬
‫صاحب ا لعمل لخادمه إلى موت الخادم‪ ،‬فهذا ا لسيد أو صاحب ا لعمل نفسه دحكم عليه بالموت‬
‫(خر ‪ ،٢٠ :٢١‬الحظ أن ا لكلمة المترجمة <( يددعم >> لها لهجة قوية جدا ودائائ ما تشير ضمدا‬
‫إلى عقوبة الموت)‪.‬‬

‫في المقابل سمحت شريعة حمورابي للسيد بأن يقطع أذن عبده غير المطيع‪ ) (.‬وكان‬
‫المعتاد في شرائع ا لشرق األدنى القديم أن األسياد ‪-‬وليس العبيد‪ -‬هم من يعوضون مالدا‬
‫عن ا إلصابات التي يتعرض لها عبيدهم على أيدي آخرين‪ .‬لكن ا لشريعة الموسوية وضعت‬
‫األسياد أمام المساءلة في معاملتهم لخدامهم‪ ،‬وليس فقط في معاملتهم لخدام شخص آخر‪.‬‬
‫وكما سنرى حاال‪ ،‬إذا مات العبد بسبب إساءة جسدية من صاحب العمل‪ ،‬كان يعتبر هذا‬
‫جريمة قتل‪ .‬كل هذا لم يكن له ما يوازيه في شرا ئع ا لشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬

‫ربما يتساءل ا لبعض هل إطالق سرا ح خادم في مقابل فقع عينه أو خلع سنه هو سبب‬
‫أفضل إلطالق العبيد من ثقافات ًاضى في الشرق األدنى القديم‪ .‬في النهاية لقد سمحت‬
‫شريعة حمورابي بإطالق األمة وأبنائها (الذين أنجبهم السيد) إذا قرر السيد أال يتبناهم‪) (.‬‬
‫في ا لوا قع السؤال نفسه له منطق ملتو‪ ) (.‬كما رأينا سابعا كان على بني إسرائيل أن يطلقوا‬
‫خدامهم كل سبع سنين‪ ،‬إال إذا أراد الخدام أن يبقوا‪ .‬في سفر أخبار األيام ا ألول ‪٣٤ :٢‬‬
‫وه‪ ،٣‬ا عطى شيشان ابنته زوجة لعبده المصري ((يرحع)) — وهذه ليست نقلة سيئة ألعلى‬
‫الثلم االجتماعي!‬

‫شيء آخر على هامش الموضوع‪ ،‬ضع في اعتبارك ان كثيرين ‪-‬إن لم يكن أغلب‪ -‬العبيد‬

‫‪١٦٤‬‬
‫كانوا من الشباب الذين اقتسوهم اآلباء واألمهات البائسين مع عائالت أكثر ثراء ليوفروا‬
‫‪000‬أ ‪)1/1‬‬ ‫لهم الغذاء والكساء والملدن‪ .‬أشخاص ناضجون آخرون خدموا بدال من الوالدين‬
‫ر؟خم حمم ى‪ ٢‬يعور‪ ،‬وهو ما كان يتضمن في المعتاد تدريب العبيد الصغار‪ .‬كما يصيغ سفر ا ألمثال‬
‫هذا ا ألمر(( بالفالم ال يؤدب العبد (الخادم)‪ ،‬ألده إن قهم فال يستجيب)) (أم ‪ -١٩ :٢٩‬ترجمة‬
‫عربية مشتركة)‪ .‬الجانب ا لسلبى فى هذا أن كبير هذه العائلة ربما زاد فى العقوبة‪ ،‬وهو ما‬
‫أدىطى|ألرجحإلىإصابة‪٣(.‬آ)‬

‫شرائع ضد االختطاف‬
‫سمة أخرى فريدة للشريعة ا لموسوية تتمثل في ا دا نتها لخطف شخص بهدف بيعه كعبد‪،‬‬
‫وهو فعل عقوبته الموت‪:‬‬

‫((تى شزق انساقا وياعه‪ ،‬أو وحد ني يدؤ‪ ،‬يعدل‪ ،‬فثال)) (خر ‪.)١٦ :٢١‬‬

‫((إذا وحن زحل قذ سزق نقتا صن إخوته يبي إسراييل ذاشنزعة وداعة‪ ،‬يموت‬
‫ذبك الشارق‪ ،‬قتنزع السر صن وشطك)) (تث ‪( )٧ :٢٤‬قارن تحريم الخطف في‬

‫هذا ا لتحريم ضد ا لخطف يغيب أو يتم تجا هله متن يقارنون ا لخدمة فى إسرا ئيل بالعبودية‬
‫في جنوب أمريكا في حقبة ما قبل الحرب‪ ،‬ناهيك عن ا لشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫ساعدة العبيد الهاربين‬


‫حتى هذه ا لنقطة كنا نتكلم في المقام األول عن الخدام من بني إسرائيل‪ ،‬وليس الخدام‬
‫األجانب‪ .‬لكن هذه ا لشريعة بالتحديد تكشف كيف تختلف شرا ئع إسرائيل عما كان يحدث‬
‫في الجنوب األمريكي‪ .‬بالرغم من ادعاءات النظام الفيدرالي بل تباع الكتاب المقدس بأمانة‪.‬‬
‫كذلك هذا التشريع الخاص بحماية الهاربين كان يطبق على الخدام من بني إسرائيل الذين‬
‫كانوا يفرون من أسيادهم القساة طلدا للملدن‪ .‬سمة أخرى فريدة في ((شرائع العبيد)) في‬
‫إسرائيل تتمثل في ا آلتي‪ :‬أوصيت إسرائيل بتوفير ملدن آمن للعبيد الهاربين من ا ألجانب (تث‬
‫‪ ١٥ :٢٣‬و‪ .)١٦‬كان قانون العبيد الهاربين في الواليات ا لجنوبية يشترط قل نودا عودة العبيد‬
‫الهاربين إلى أسيادهم‪ .‬هذا يبدو مشابها كثيرا لشريعة حمو ا بي وليس الكتاب المقدس‪ .‬حتى‬
‫أن شريعة حمورابي كانت تطالب بعقوبة الموت لمن يساعدون العبيد الهاربين‪(.‬‬

‫في حاالت أقل قسوة— كما في شرائع الجثيين وإيشنونا وإبت عشتار‪ -‬كانت تفرض‬
‫ا لبعض يدعى أن هذا كان ارتقاء‪ ،‬حسدا‪ ،‬نوعا من‬ ‫غرامات على إيوا ء العبيد الهاربين‪.‬‬

‫‪١٦٥‬‬
‫ا لتحسن إلى أفضل‪ .‬في هذه السيناريوهات ا لمحسنة أو المعدلة كأن ال يزا ل العبد مجرد‬
‫متاع أو أحد المقتنيات‪ ،‬وال تزال إجراءات تسليم الهاربين في الشرق ا ألدنى القديم تتطلب‬
‫عودة العبد إلى سيده‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬لكن العبد كان سيعود إلى ا لظروف القاسية ا لتي‬
‫دفعته إلى الهرب مرة أخرى‪ .‬حتى القوانين المتطورة فى ا أللفية األولى قبل الميالد فى بابل‬
‫تضمنت تعويض المالك (أو ربما شيائ أكثر قسوة) في حالة إيوا ء عبد هارب‪ .‬ومع ذلك كان‬
‫العبيد الراجعون يتعرضون للتشويه‪ ،‬بما في ذلك ثقب آذانهم وختمهم بعالمة‪ ) (.‬هذا ليس‬
‫نوع ا لتحسن الذي يرؤج له على نطاق واسع! نعم‪ ،‬اتجاهات إيجابية وارتقا ء ا ت أخالقيات‬
‫حدثت في شرائع الشرق األدنى القديم‪ .‬لكننا مرة أخرى نرى اختالقا أخالقيا متميرا بشكل‬
‫عام في شريعة موسى يتفوق على شرائع الشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫أمر آخر‪ :‬برغم أن البعض يدعي أن العبد الهارب في تثنية ‪ ٢٣‬ليس أجنبيا وإنه من‬
‫بني إسرائيل‪ ،‬لدينا أسباب كثيرة لرفض هذه الفكرة‪ .‬من ناحية‪ ،‬ال ذكر لكلمة أخ أو قريب‪.‬‬
‫ايائ وفعا لالويين ه ‪ ، ٢‬لم يسمح لبني إسرائيل أن يستعبدوا إخوتهم من بني إسرائيل‪.‬‬
‫كذلك كان بإمكان العبد ا ألجنبى الهارب أن يختار بحريته مكاائ ليعيش فيه داخل إسرائيل‬
‫(((ني وسحبن))‪(( ،‬ني آخد آبواين)) تث ‪ )٦ :٢٣‬على عكس بقية بني إسرائيل الذين كان عليهم‬
‫أن يظلوا في مكانهم في ا ألرض ا لمخصصة للسبط (قارن سفري ا لعدد ويشوع)‪ .‬وبالتالي‬
‫المستفاد هنا لم يكن نخبة المجتمع ولكن ا ألجانب الضعفاء والمهمشين فى وسط مجتمع‬
‫مختلف تماائ ‪ .‬فضال عن ذلك كان بنو إسرائيل يدخلون الخدمة طواعية بينما كان العبيد‬
‫الهاربين يصبحون على األرجح عبيدا رغائ عن إرادتهم‪ ،‬وبالتالي إذا حصل العبيد الغرباء‬
‫على حماية من األسياد القساة‪ ،‬فكم باألحرى سيكون األمر بالنسبة لبني إسرائيل‪.‬‬

‫تطلقع‪ ،١‬دلنيصرية‬
‫في خطاب التنصيب الثاني ن ((أبراهام لينكولن)) (‪ ٤‬مارس ‪ )١٨٦٥‬نجد هذه الكلمات‬
‫المألوفة عن الشمال والجنوب‪:‬‬

‫كل منهما قرأ نفس الكتاب المقدس وصلى لنفس اإلله‪ ،‬وكل منهما توسل‬
‫لمعونته ضد اآلخر‪ .‬ربما يبدو غريبا أن أناسا يتجاسرون ليطلبوا من الله‬
‫العادل معونه ليغتصبوا خبزهم ين عرق وجوه أناس آخرين‪ ،‬لكن دعونا ال‬
‫ندين حتى ال ندان‪ .‬لم يكن لصلوات كليهما أن ئستجاب‪ .‬لم يستجب ألى‬
‫منهما أبدا‪ .‬الله القدير كان له مقاصده الخاصة‪.‬‬

‫نعم من ا لواضح أن كال منهما قرأ نفس الكتاب المقدس‪ ،‬وطلب عودا الهدا للتغلب على‬
‫أعدائهم‪ .‬ومع ذلك فإن الربط الشائع للنقاد لشرائع العبودية أو الخدمة في إسرائيل مع‬

‫‪١٦٦‬‬
‫الواليات الجنوبية في زمن ما قبل ا لحرب هو شيء مخطله للغاية‪ .‬بمقدورنا أن نؤكد باطمئنان‬
‫أنه لو ائبعت الشرائع الثالث ا لواضحة في العهد القديم في الواليات الجنوبية‪ -‬أي تجريم‬
‫الخطف‪ ،‬اإليذاء‪ ،‬وعودة العبيد في خروج ‪ ٢٦ ،٢٠ ،١٦ :٢١‬و‪٢٧‬؛ وتثنية ‪ ١٥ :٢٣‬و‪١٦‬؛ ‪:٢٤‬‬
‫‪ -٧‬لما ظهرت العبودية في أمريكا‪.‬‬

‫إذا كان عليك أن تختار بين ا لخدمة في إسرائيل والعبودية في الثقافات األخرى للشرق‬
‫األدنى القديم‪ ،‬فإن الشخص العاقل سيختار إسرائيل على الغور‪ .‬لم يكن نظام الخدمة بعقد‬
‫مؤقت هو األمثل‪ ،‬لكن شرائع إسرائيل عكست حساسية أخالقدة أكبر من نظائرها في‬
‫ا لشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬

‫{‪0£‬أ‪0‬ا)‬ ‫‪01)1‬‬ ‫يلخص ((فالتر إيكروت)) في كتابه الشهير *الهوت العهد ا لقديم كا)‬
‫هذه المقابلة بشكل جيد‪:‬‬ ‫(أاال‪€‬أ‪€$1‬ل‬

‫المعايير المقدمة في' كتاب ا لعهد (خر ‪ )٢٣ —٢٠‬تكشف ‪-‬عند مقارنتها‬
‫بالشرائع المماثلة في العشرق األدنى القديم— عن تغييرات راديكالية في‬
‫الممارسة القانونية‪ .‬في تقدير الجرائم ضد الممتلكات‪ ،‬وفي معاملة العبيد‪،‬‬
‫وفي تحديد العقوبة على الجرائم غير المباشرة‪ ،‬وفي رفض عقوبة البتر أو‬
‫ا لتشويه‪ ،‬تم ا العترا ف بقيمة ا لحيا ة ا إلنساندة كشيء أعظم من كل ا لقيم ا لمادية‬
‫بما ال دقارن‪ .‬السمة السائدة هي احترام حقوق أي شيء له وجه إنسان‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن ا آلرا ء التي كانت سائدة في العالم وقتذاك تم تجاهلها‪ ،‬وقدمت بدال‬
‫منها مبادئ جديدة في الممارسة القانونية‪ .‬في النهاية هذا ممكن فقط بفضل‬
‫حكمة عميقة غير متخيلة حتى اآلن عن دبل اإلنسان‪ ،‬وهو ا لشيء المعترف به‬
‫اآلن كشرط لملزم للسلوك األخالقي‪ .‬وبالتالي في إسرائيل أيصا كانت حقوق‬
‫ا ألجانب من أدنى الطبقات تحت حماية الله‪ .‬وذا كان ا ألجنبي قاصرا أيتا‪،‬‬
‫وبدون حقوق قانونية كاملة‪ ،‬فإن ظلمه يشبه ظلم األرملة واليتيم‪ ،‬وهو اعتداء‬
‫يستوجب العقوبة‪ ،‬وهو ما يستدعى انتقام الله ومجازاته أينتا‪(.‬‬

‫في إسرائيل كان الخدام (العبيد) بعقد مؤقت يعاملون كبشر —وليس كأشياء— وكانوا‬
‫يتمتعون بحماية من إساءات البشر ‪ ) (.‬في شريعة العهد القديم‪ ،‬بالرغم من وجود تمييز‬
‫ا جتما عي بين ا لخادم وا لحر‪ ،‬كل نت ا لشريعة تحمي ا لخادم بشكل مؤكد‪ .‬وكان ا ستغالل ا لخادم‬
‫يؤدي إلى تحريره‪ .‬وفي العام السابع‪ ،‬كان العبد ئلغى ديونه‪ ،‬ويكون قادرا على أن يبدأ حياته‬
‫في وضعه الجديد كشخص حر‪ .‬وبالرغم من وجود شرائع إطالق في الشرق األدنى القديم‪،‬‬
‫فإن االختالفات بين شرا ئع إسرائيل والشرائع األخرى الفتة للنظر أكثر من التشابهات‪.‬‬
‫يسأل النقاد‪ :‬كان بنو إسرائيل لديهم ستة أعوام من الشغل‪ ،‬وسمحت شريعة حمورابي‬

‫‪١٦٧‬‬
‫بثالثة فقط! ومع ذلك بشكل عام في الشرق األدنى القديم كانت حقوق العبد في (حصوله‬
‫على الحرية) اختصاصا حصرا لمالك العبد ‪(.‬‬

‫شددت شريعة حمورابي وشرائع أخرى في الشرق األدنى القديم على الدرجات الطبقية‪،‬‬
‫وا لتشريعات الخاصة بالعبيد‪ ،‬واألحرار‪ ،‬ومسؤولي الحكومة‪ ،‬والكهنة‪ ،‬وهكذا‪ .‬كانت هذه‬
‫الشرائع في الشرق األدنى مختلفة بشكل كبير عن العهد القديم الذي يتمؤز بعدم وجود‬
‫هذا البناء الهرمي‪ .‬في إسرائيل حتى الملوك مثل داود أو أخآب لم يكونوا فوق القانون‪ .‬في‬
‫ا لحقيقة عندما أذنبا بتهمة قتل أوريا أو نابوت (بالترتيب) فإن أنبيا ء الله واجهوهما بسبب‬
‫قتلهما لحياة بريئة لمواطنين عاديين‪( .‬وبينما كان ملوك كنعان يفترضون أن ا ألرض تنتمي لهم‬
‫ولعائالتهم الملكية‪ ،‬عرف نابوت أن ا ألرض ملك لله الذي أعطاها بنعمته لعائالت بني إسرائيل‬
‫ليستخدموها)‪ ) (.‬برغم أن الله لم يطبق المنظومة القضائية إلسرائيل على الملوك في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬لكنه حتائ لم يجعل هؤالء الملوك يغلتون بغطتهم‪ .‬مرارا وتكرارا حلب الله دينونات‬
‫قاسية مباشرة على المجرمين من العائالت المالكة بسبب جرائم بشعة وأفعال ارتكبوها تعبر عن‬
‫عدم والئهم للعهد‪ .‬قسم ا لله ا لمملكة بسبب وثنية سليما ن(‪ ١‬مل ‪ ،)١٣ :١١‬وضرب عزيا با لبرص‬
‫(‪٢‬أخ ‪ ،)١٩ :٢٦‬وأرسل منسى إلى السبى (‪٢‬أخ ‪ ١٠ :٣٣‬و‪ ،)١١‬وتستمر القائمة‪ .‬هذه الحوادث‬
‫تجسد ما أوصت به كلمة ا لله في الويين ‪ : ١٩‬ه ‪ (( ١‬ال دردكبوا لجورا بي ا نعنا ء‪ .‬ال نأخذوا دوجه‬
‫مشكين ال ئحثرم ولجه كدير‪ .‬يالعنل نحكر لعرجيدك))‪ ،‬سوا ء كان ملائ أو مواطائ عاديا‪.‬‬

‫ومع ذلك فمعاملة الخدام (العبيد) لم يكن لها ما يوازيها في ا لشرق ا ألدنى القديم‪:‬‬

‫لم توجد شريعة أخرى في العشرق األدنى ا لقديم تضع ا لسيد امام المساءلة‬
‫بسبب معاملته لعبيده (كما يتضح جيدا ين إصابة أحد العبيد على يد سيد‬
‫آخر)‪ ،‬في المقابل كانت الشرائع ‪1‬ألضى التي تتعلق بالعبيد الغارين تقضي‬
‫بوجوب عودتهم‪ ،‬مع عقوبات قاسية لمن ال يذعنون‪(.‬‬

‫برغم أن شرائع إسرائيل عن العبودية لم تكن األمثل من الناحية األخالقية‪ ،‬فإنها تظهر‬
‫حساسية أخالقية أعظم بكثير من الشرائع ‪1‬ألضى للشرق ا ألدنى القديم‪ .‬وبالتالي فهي‬
‫توجهنا إلى النموذج ا إللهي المثالي في البداية‪ :‬كل ا لبشرحا ملون للصورة اإللهدة (تك ‪٢٦ :١‬‬
‫و‪ .)٢٧‬وعلى عكس مما يقوله ((كريستوفر هيتشنز)) و(( سام هاريس))‪ ،‬ا لخدمة في إسرائيل ال‬
‫يمكن وصفها بأنها مبرر لالتجار في ا لبعشر أو وسيلة لمعاملة الناس اكبهائم الحقل ‪ .‬ال‪ ،‬لم‬
‫يكن القصد ا إللهي األول أن يحتفظ البشر ألنفسهم بعبيد‪ ) (.‬وإنما النموذج المثالي في سفر‬
‫التكوين يقول إذ كز البشر متساوون‪ ،‬وإنهما ال يعملون آلض‪ .‬بل كل شخص تحت عناية الله‬
‫يجب أن يكون اسيد نفسه‪ ،‬ويجلس تحت كرمه الخاص وتينته الخاصة (‪١‬مل ‪٢٥ :٤‬؛ مي‬
‫‪٤:٤‬؛زك‪(.)١.:٣‬ه‪)٢‬‬

‫‪١٦٨‬‬
‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪2 £.71212711 117 £)181.‬أ{أ ‪ )171)1‬أ‪87)12‬ل ‪-31)1\27/ 171‬أ(أ‪. £<2‬ح ال‪٢‬نجح‪110, 6٢‬ج‪1‬غن‪11٠1‬غح *‬
‫‪88, 1993.‬جح ‪ 81111)1‬؛‪ 0‬جا‪٠8‬اج‪٧‬اعتآ ‪:‬ه‪1‬جة‪٤‬جه‪ 141. 8‬ةجغج‪1 8‬الجااا‪1٠‬ول{[اأ‪ 8‬آ‪80‬ل‬

‫‪٣8 6٢0٧0,‬عال^‪0‬ه ‪2.‬ا‪0£/ 111: 187)121'8 11‬أ‪0‬ا ‪, (01111. 01)1 1281)17712711:‬الةج‪)1111‬ا‪0‬ه *‬


‫‪<. 458-75.‬؟<؟ ‪.‬؟‪8‬ج عج‪1^, 2009. 8‬؛‪٣8‬علم‪10٢١‬ال‪: 1‬ذل‬

‫‪8‬ا‪1‬ع‪0١٧11‬ه ‪2 0/00)1.‬أ(ل‪2 1<20‬أ{أ ‪07‬ا‪1٠٠٢. 11. 01)11281)171127111108‬ع‪8 0 11‬ا*‪111‬ء وأ‪* ١٧11§11‬‬


‫‪ 2004.‬اا‪*8‬اآل‪٧‬ال‪0‬ال‪: 1‬ذل ‪,‬ج ‪0 0‬‬

‫‪١٦٩‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫‪ ٠‬كيف كانت مكانة العبيد في الجنوب األمريكي في زمن ما قبل الحرب؟ وكيف نقارن هذا‬
‫بنظام ا لخدمة في إسرائيل ا لقديمة؟ لماذا من ا لظلم أن نقارن بين هذين ‪ 1‬لسيناريوهين‬
‫المختلفين تاريخيا؟‬

‫‪ ٠‬صف نظام خدمة الدين في إسرائيل‪ .‬ما هي السمات المهمة في هذه المنظومة والتي‬
‫يجب مراعاتها في ضوء اعتراضات النقاد؟‬

‫‪ ٠‬هل كان من الصعب االنتقال من الخدمة الملزمة بعقد في إسرائيل إلى الحصول على‬
‫الحرية؟‬

‫‪ ٠‬ما هي أهم النصوص التي كان يحب أن ئعطى اهتماائ أكثر ممن يلجأون إلى الكتاب‬
‫المقدس لتبرير العبودية في الواليات الجنوبية؟‬

‫‪ ٠‬لمانا يعتبر تثنية ‪ ١٨ - ١ :١٥‬نشا مهائ جدا ؟‬

‫‪ ٠‬كيف كان الخدام أو (العبيد) في إسرائيل لهم حقوق غير مسبوقة في منطقة الشرق‬
‫األدنى القديم؟‬

‫* ما داللة أن يساءل ملوك مثل داود وآخاب عن أفعالهم بواسطة األنبياء؟‬

‫* اقرأ تكوين ‪ ٢٦ : ١‬و‪٢٧‬؛ وأيوب ‪ -١٣ :٣١‬ه‪.١‬ما هي أهمية هذين النصين بالنسبة‬
‫لموضوع العبودية؟‬

‫‪١٧٠‬‬
‫هل يوجد مبررلالتجاربالبشر‬
‫كبهائم الدمل؟ج‪٢‬‬

‫نصوص صعبة عن ا لعبودية‬

‫تعرضنا للسياق والخلفية الخاصة بالعبودية أو الخدمة في إسرائيل‪ -‬رأينا وجود تفوق‬
‫جدير بالمالحظة في شرائع العبودية عن نصوص أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬ومع ذلك‬
‫ال يزال هناك بعض النصوص الصعبة يجب أن نتعرض لها ‪.‬‬

‫ضرب العبيد حتى الموت (خر ‪ ٢٠ :٢١‬و‪)٢١‬‬


‫((إذا ضزت سدان عدده آو أنثه يانعضا قتات نحت ددو ينئفلم (ا)]‪€‬ا) محه‪.‬‬
‫لكن إذ يعي يوائ او يونبن أل ذختقلم مئه ألئه ناله (ألنه تكؤد الخسارة))) (خر‬

‫‪٢٠:٢١‬و‪٠)٢١‬‬

‫يزعم أن هذه المعاملة للخادم (كلمة عبد هنا مضللة) تشير للبعض بأن شخصا آخر‬
‫امتلكه كمتا ع أو أحد المقتنيات‪ .‬هذا االنطباع تعززه ترجمات متعددة تترجم كلمة خسارة‬

‫‪١٧١‬‬
‫وبالتالي هل هذا الشخص يعتبر‬ ‫<<‪088‬أ>> إلى ((متاع))‪ .‬الكلمة تعني حرفيا ((مال‪-‬‬
‫بضاعة تستبدل وليس إنسائل له قيمة؟‬

‫يؤكد ا لعهد ا لقديم على اإلنسانية الكاملة لخدام الذين (مثلن‪ :‬تك ‪ ٢٦ :١‬وكال‪ ٢‬؛ تث ‪:١٥‬‬
‫‪١٨—١‬؛ أي ‪ ،)١٥ -١٣ :٣١‬وهنا ا لئص ليس ا ستثنا ء ‪ .‬فهو يؤكد على ا إلنسانية ا لكاملة‬
‫للخادم‪ .‬وإذا ضرب السيد خادائ حتى مات على الغر‪ ،‬دحاكم السيد على جريمة قتل‪<< :‬يلدفم‬
‫مده)) (خر ‪ .)٢٠ :٢١‬هذا الفعل برمسر يتضمن دائائ عقوبة الموت في العهد القديم— المعنى‬
‫المتضمن أن القصاص القضائي هو النتيجة‪(.‬‬

‫هذه ا لفكرة األساسية يعززها ذكر مبدأ أن (( دعبي ئثسا ديعس)) (خر ‪ ٢٣ : ٢١‬و‪،)٢٤‬‬
‫والذي يأتى فى أعقاب النص الخاص بضرب العبد‪ .‬وهذا يؤكد أن العبد كان يعامل كإنسان‬
‫له كرامة‪ ،‬وليس شيدا من المقتنيات‪.‬‬

‫لم تكن ا لعصا أو القضيب سالحا مميائ‪ ،‬ليس كالحربة أو السيف‪ .‬ماذا لو لم يمت الخادم‬
‫فورا من ضرب العصا؟ ماذا لو مات بعد ((يوم أو يومين)) في هذه الحالة‪ ،‬كأن السيد يستفيد‬
‫من مبدا حسن النية‪ ،‬باعتبار أن الخادم كان يتعرض للتأديب وال توجد نية للقتل‪ .‬بالطبع‬
‫إذا مات العبد على الغور‪ ،‬ال تكون هناك حاجة إلى مزيد من األدلة‪ .‬وإذا أدى ذلك إلى عاهة‬
‫مستديمة (فقدان أحد العينين أو أحد األسنان)‪ ،‬كان يطلق صرا ح العبد ويعفى من الدين‪.‬‬
‫وهذه معاملة غير عادية ومختلفة تماائ عند مقارنتها بشرائع الشرق األدنى ا لقديم الخاصة‬
‫في نفس الموضوع‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أصرت شريعة حمو ابي أن يذهب التعويض إلى السيد‬
‫في العشرق األدنى ا لقديم كان األسياد يعاملون العبيد حسب هواهم‪،‬‬ ‫عن إصابات عبده‪.‬‬
‫لكن هذا الغص يحفظ كرامة خدام الذين‪(.‬‬

‫لماذا يقول الغص إذا أن ا لعبد هو (( ما ل)) سيده أو (( أحد أمالك)) سيده؟ ا إلشارة هنا ليست‬
‫إلى العبيد بصغتهم متاعا أو أحد الممتلكات‪ .‬لقد دخل الخادم‪ /‬أو المونلف بيت ا لسيد أو‬
‫صاحب العمل ليتخلص من الذين‪ .‬لذا فإن صاحب العمل شرع في فقدان ماله إذا تعامل‬
‫مع موظفه بشكل مسيء‪ .‬وكان يمكن لمعاملته القاسية تجاه أحد الموظفين لديه أن تؤثر على‬
‫حقيبة أمواله‪ .‬وإذا قتل عامله‪ /‬او خادمه‪ ،‬كان سيعاقب بالموت‪ .‬وبالتالي سوا ء كانت الضحية‬
‫خادائ أو شخصا حرا‪ ،‬كان القتل هو القتل في إسرائيل‪.‬‬

‫ومع ذلك دعنا نتعمق قليال‪ .‬يرفض ((هاري هوفنر)) أحد دارسي ثقافات ا لشرق األدنى‬
‫القديم (ومتخصص في دراسات ثقافة ا لجثيين بجامعة شيكاغو) ا لترجمة الشائعة لعبارة‬
‫(( ألده (أي الخادم) صاله)) ويفئل عنها ا لترجمة التالية ((هذه (األجرة) هي ماله أو فضته))‪.‬‬
‫القراءة الخاصة با ألجرة مبنية على سياق خروج ‪ ١٨ :٢١‬و‪( ١٩‬وهذا جزء من نصوص‬
‫متعلقة بعقوبات تتعلق بل لمشا جرات أو القتل الخطأ)‪(( :‬اذا فحاضلم زحالن عضزت احدثتا‬

‫‪١٧٢‬‬
‫اآلخذ يحجر أن يلفه ولم يقثن بز سقط ني انفراش‪ ،‬قرن عام ذقمسى حارحا ظى عكازه‬
‫يكون الغارب بريائ‪ .‬إاله أده يعوض عطلده‪ ،‬ويدفق عثى شقائه))‪ .‬مثل الشريعة المعذلة‬
‫للحثيين التي طالبت االسياد الذين تعرضوا باألذى إلى عبيدهم أن يدفعوا الحد األطباء‬
‫ليوفر بهم العالج الطبي‪ ،‬لذا هنا كان على صاحب ا لعمل أن يدفع الفواتير ا لطبية للخادم‬
‫ال يشير إلى العبد بل إلى‬ ‫الذي أصيب على يديه‪ .‬فى خروج ‪ ،٢١ :٢١‬ا لضمير‬
‫ا ألجرة التي تدفع إلى الطنب الذي اعتنى بالخادم المصاب‪ .‬يكتب ((هوفنر))‪* :‬إن حقيقة‬

‫توفير ا لسيد لرعاية صحية على نفقته الخاصة هي عامل مهم في تحديد استجابة ا لقضا ة‬
‫مع تهمة القتل ا لعمدي ‪(.‬‬

‫هل شرا ئع سفر ا لخروج هذه كاملة‪ ،‬ويمكن أن تنطبق على كل الناس في كل زمان؟ ال‪،‬‬
‫ولكن في هذه الجوانب وغيرها‪ ،‬مازلنا نتعرض لتشريعات أفضل حاال للمجتمع اإلسرائيلي‬
‫في مقابل ثقافات ا لشرق ا ألدنى ا لقديم المحيطة بهم‪ .‬وكما يعلق العالم اليهودي ((ناحوم‬
‫سارنا)) على هذا ا لنص‪ :‬هذه ا لشريعة الخاصة بحماية العبيد من إساءة معاملة أسيادهم‪-‬‬
‫ال نجدها في اي مكان آخر في كل تشريعات الشرق األدنى القديم كلها المتاحة لنا‪)(.‬‬

‫ترك الزوجة واألبناء للسيد (خر ‪)٦ —٢ :٢١‬‬


‫((اذا اشقزيت عددا عبراددا‪ ،‬قئ‪1-‬غ سبين يحدم‪ ،‬وني الشايفة يحرج حرا‬
‫نجادا‪ .‬إذ دحن وحده قوحنه يحرج‪ .‬إذ فان يعز المراة‪ ،‬دحرج ائزأته نفه‪.‬‬
‫إذ أعفاة سؤدة المرأ؛ وونذذ نه تفتي أن بثات‪ ،‬قلتزآ؛ وأوالدنا خودون بشك؛‪،‬‬
‫حوحدة‪.‬ولؤذإذفازاذعبد‪:‬السيدي والمرشوأذألدي‪،‬ألأح‬ ‫و‬
‫حرا يقئ سؤدة إنى الله‪ ،‬ويقربه دلى ؛نباب أن إًاى اتفانتة‪ ،‬ويقسنة أذنه‬
‫يالثقب‪ ،‬فيخدلمه إنى األيد)) (خر ‪.)٦ -٢ :٢١‬‬

‫وهناك ا كئشفت‬ ‫بالقرب من كركوك في ا لعرا ق بجوا ر نهر دجلة‪.‬‬ ‫تقع نوزي‬
‫آالف ا أللوا ح من ا لنصوص ا لنورية ا ألكادية من ا أللفية ا لثانية قبل الميالد‪ .‬تذكر هذه ا أللوا ح‬
‫تشريعات مماثلة لآلتى‪ :‬إذا دخل عبد بيت سيده عازيا‪ ،‬كان يتركه عازيا‪ .‬وإذا دخله متروحا‬
‫تركه على زيجته! اآلن إذا كان سيده قد أعطا ه زوجه‪ ،‬فإنها (واألبناء من هذه ا لزيجة) كانوا‬
‫ينتمون إلى السيد‪.‬‬
‫بناء على ا لدحر السابق لسفر الخروج‪ ،‬إذا ‪ 1‬عطى ا لسيد أو صاحب ا لعمل ا لرجل زوجه‬
‫وأنجبا أبنا ء‪ ،‬حينئذ كان أمامه ا الختيار‪ :‬إلما أن يغادر منفردا في السنة السابعة أي سنة‬
‫ا إلبرا ء من الذين‪ ،‬أو يمكنه االستمرار كخادم دائم ليكون مع زوجته وأبنائه‪ .‬بالتأكيد هذا‬
‫وضع أقل من المثالي‪ ،‬لكن دعنا نتفحص ا لنص بأكثر عمعا‪.‬‬

‫‪١٧٣‬‬
‫للوهلة ‪ 1‬ألولى يبدو أن هذ‪ 1 1‬لنص يعامل ا إلناث (وا ألطفال) بدون إنصاف‪ .‬فالذكر ‪ 1‬لمغئل‬
‫(كما يتضح) يمكن أن يقضي فترة كخادم ثم يتحرر من ذلك‪ .‬في حين الزوجة التي تزوجها‬
‫أثنا ء خدمة سيده وا ألطفال ا لذين جا ءوا أثنا ء خدمته فكما يبدو قد (( لصقوا )) في بيت ا لسيد‬
‫وال يمكنهم المغادرة‪ .‬هذا ال يعتبر ميزة لألنثى فحسب‪ ،‬لكننا نعتبره جريمة صادمة! أال‬
‫يعتبر هذا نسخة مبكرة لما كان يحدث مع عائالت العبيد في الواليات الجنوبية في أمريكا‬
‫قبل الحرب (مثل عائلة فريدرك دوجالس) ا لتي تفككت وتشتتت على أيدي مالكي العبيد‬
‫قساة القلوب؟‬
‫فكرتنا ا ألولى للرد على هذا‪ :‬لم يخبر تحديدا أن هذا السيناريو يمكن أن ينطبق على‬
‫امرأة أم ال‪ ،‬لكن لدينا سبب وجيه لنعتقد أن هذا الوضع ليس له عالقة بالنوع‪ :‬الذكر أو‬
‫األنثى‪( .‬سنرى سريعا أن تثنية ‪ ١٥‬تشير بوضوح إلى أن هذا السيناريو كان ينطبق على‬
‫المرأة أيائ)‪ .‬هذا مثال أخر لحكم قضائي‪ :‬إذا ظهر مثل هذا السيناريو أو ذاك‪ ،‬فهذه‬
‫طريقة التعامل معه ‪ .‬ولم يكن ا لحكم القضائى فى المعتاد متحيرا لنوع بعينه‪ .‬فضال عن ذلك‪،‬‬
‫كان القضاة من إسرائيل قادرين بشكل كبير على تطبيق القانون على ا لذكر وا ألنثى على خد‬
‫سوا ء‪ .‬فالمرأة الفقيرة‪ ،‬التى لم يقدمها أبوها كزوجة مستقبلية إلى رجل (أرمل أو لمطلق) أو‬
‫ابنه (خر ‪ ،)١١ -٧ :٢١‬يمكن أن تؤدي مهمات منزلية معتادة‪ .‬كما يمكن أن ئطلق وفعا لنفس‬
‫اسون‪ ،‬مثل العبد الذكر تعاائ‪)٧(.‬‬

‫يشير ا لعديد من ا لدا رسين أن ا لنص ا لكتابي ا لسابق يمكن أن ينطبق على ا إلنا ث بسهولة‬
‫جدا‪ :‬إذا ا شتريت خادمة عبرانية‪ ،‬فهي تخدمك ست سنين‪ ..‬وإذا أعطاها سيدها زوحا‪،‬‬
‫وأنجبا بنيائ وبنادا‪ ،‬فإن الزوج وا ألوالد يكونان لسيدها‪ ،‬وهي تخرج حرة بنفسها ‪ .‬والقانون‬
‫يصبح منطقيا جدا في ضوء هذا التحول الذي ا فترضنا ه؛ فروح القانون لم ينتهك عندما‬
‫فعلنا هذا‪.‬‬

‫ومع ذلك قد يعترض بعض النقاد على هذا التحول‪ .‬وبدال مم تطبيق سيناريوهات هذه‬
‫األحكام على كل من الرجال وا لنسا ء‪ ،‬فهم يفضلون الشجار بدال من قبول هذا االفتراض‬
‫لكيما يجعلوا صورة هذا التشريع أسوأ ما يكون‪ .‬ليس لدينا أسباب قهرية لنفعل هذا‪.‬‬
‫مرة ًاضى كان قضاة إسرائيل ينظرون إلى هذا ا لنص العام ليسترشدوا به فيما يتعلق‬
‫بالخادمام من ا إلناث‪ .‬وألن ا لكثير من اآليات في ا لشريعة تصادف أنها تستخدم ضمير‬
‫المذكر بدال من ا النتقال من هو إلى هي فهذا ال يعني أن ا لنسا ء يتم استبعادهن من‬
‫هذه التشريعات‪.‬‬

‫نقطة أخرى هامشية‪ ،‬كلمة ((عبراني)) (في هذه ا لمرحلة من تاريخ إسرائيل) كانت أشمل‬
‫شعيل‬ ‫من كلمة ((إسرائيلى))‪ .‬فيما بعد أصبحت الكلمتان متساويتين‪ .‬كان العبرانيون‬

‫‪١٧٤‬‬
‫لم يرتبط رسمدا بدولة ثابتة مثل مصر أو بابل‪ .‬بل كانوا يعتبرون اجانب وغير مواطنين من‬
‫وجهة نظر المتكلم‪ .‬لذا فإن هذا ا لئص ربما يشير إلى غير اإلسرائيلي‪ .‬هذا يعني أن هذا‬
‫الخادم ‪-‬ربما أجنبي‪ -‬ويجب أن يطلق بعد ست سنوا ت إال إذا فتل ا ألمان في بيت سيده‪.‬‬
‫في هذه الحالة يمكنه أن يجعل هذا ا إلجرا ء دائائ‪ .‬سنغترض أن هذا النص يشير إلى خادم‬
‫إسرائيلي‪ ،‬لكننا سنعود مرة أخرى لنفس الموضوع عند مناقشة الويين ‪.٢٥‬‬

‫با لنسبة لفكرتنا الثانية‪ ،‬دعنا للحظا ت نلتزم بسيناريو الخادم أو العامل الذكر‪ .‬ودعنا‬
‫نقول أن صاحب العمل أو سيده يرتب لزواجه بإحدى الخادمات‪(.‬في هذه الحالة من خدمة‬
‫الدين‪ ،‬يسمح لعائلة صاحب ا لعمل أن تدخل في مفاوضات الزواج)‪ .‬فصاحب ا لعمل عندما‬
‫أخذ الخادم إلى بيته إليفا ء دينه‪ ،‬يكون قد قام باستثمار‪ .‬وقد يتعرض للخسارة إذا قام‬
‫شخص آخر بالخروج فجأة من العقد‪ .‬فكر بطريقة الخدمة العسكرية‪ .‬عندما يوقع أحد‬
‫ليخدم لثالث أو أربع سنوات‪ ،‬فهو ال يزال ملتزائ أمام الجيش‪ ،‬حتى إذا تزوج خالل هذا‬
‫الوقت‪ .‬نفس ا لشيء في إسرائيل لكي دلفى الديون‪ ،‬ال يستطيع الخادم ا لذكر أن يغادر‬
‫مع زوجته بمجرد أن يتزوج‪ .‬فهو ال يزال يلزائ بعقد‪ ،‬وعليه احترامه‪ .‬وحتى عندما ينتهي‬
‫عقد الخادم‪ ،‬ال يسمح له ببساطة أن يغادر مع زوجته وأطفاله‪ .‬في النهاية‪ ،‬كانوا ال يزالون‬
‫بمثابة أصول اقتصادية لصاحب العمل‪ .‬ماذا كان بإمكان الرجل المطلق سراحه أن يفعل؟‬
‫كان لديه ثالثة خيارات‪:‬‬

‫(‪ )١‬كان بإمكانه أن ينتظر زوجته وأوالده أن يكملوا فترة خدمتهم بينما يعمل هو في‬
‫مكان آخر‪ .‬لن تبقى زوجته وأوالده في بيت صاحب العمل بقية حياتهم‪ .‬ويمكن‬
‫أن يطلقوا عندما تعمل الزوجة بما يوازي تسديد الدين‪ .‬ومع ذلك إذا عمل الرجل‬
‫الذي أصبح حرا اآلن في مكان آخر‪ ،‬فهذا قد يعني (أ) أنه قد ينفصل عن عائلته‪،‬‬
‫(ب) وبالتالى يتوقف سيده عن توفير المأكل والملبس والمسكن له‪ .‬من ناحية أخرى‪،‬‬
‫إذا عاش مع عائلته بعد إطالقه‪ ،‬كان سيكون عليه أن يدفع تكلفة المسكن والمأكل‪.‬‬
‫وبالتالي هذا السيناريو يخلق مجموعة من الصعوبات المالية‪.‬‬
‫(‪ )٢‬كان يمكنه الحصول على وظيفة مناسبة في مكان آخر‪ ،‬ويدخر أمواال ليدفع لسيده‬
‫لتحرير زوجته وأطفاله وإعفائهم من التزامات العقد‪ .‬ياله من خيار رائع! لماذا ال‬
‫يسير في هذا ا التجا ه؟ لن يقدر ألنه سيكون من ا لصعب جدا عليه أن يدعم نفسه‬
‫ويتكسب ما يكفي من المال لتسديد ا ألين عن عائلته‪.‬‬
‫(‪ )٣‬كان يمكنه أن يلزم نفسه بالعمل بشكل دائم عند سيده— عقد مدى ا لحيا ة (خر ‪:٢١‬‬
‫ه و‪ ٠)٦‬وكان يمكنه أن يبقى مع عائلته ويظل في ظروف اقتصادية مستقرة بشكل‬
‫معقول‪ .‬ويمكنه أن يجعل هذا ا إلجرا ء رسمدا في مراسم قانونية أمام القضاة‬
‫(والله) بأن تثقب أذنه بمخرز‪.‬‬

‫‪١٧٥‬‬
‫قبل أن نلوح بكل أنوا ع ا لحلول ا لغربية الحديثة لكل هذه المشكالت الخاصة بالشرق‬
‫ا ألدنى ا لقديم‪ ،‬يجب أن نبذل مجهودا أكبر لفهم أفضل لطبيعة ا لخدمة في إسرا ئيل وا لظروف‬
‫االجتماعية واالقتصادية المحيطة بها‪ .‬نحن نتحدث عن ظروف منكوبة في أوقات اقتصادية‬
‫صعبة‪ .‬ولقد وفرت شرا ئع إسرائيل شبكات أمان للحماية وليس للقهر‪ .‬من ا لوا ضح أن هذا‬
‫ا إلجرا ء يختلف كل ا الختالف عن عبودية الرقيق في الواليات الجنوبية في أمريكا في زمن‬
‫ما قبل الحرب‪ ،‬حيث لم يكن العبد خادائ بعقد مؤقت‪ ،‬ولم يكن يتطوع ببيع نفسه ليعيش في‬
‫بيت وعائلة شخص آخر ليسدد ديونه‪.‬‬

‫األمة المخطوبة (ال ‪ ٢٠ :١٩‬و‪)٢١‬‬


‫((اذا اصحلجغ زحل ئغ ائزأة اضبحا ع زذع وهئ أمة ئحطودة برحل‪ ،‬وللم تغد‬
‫بذا ة وال أعطيت حرحا‪ ،‬علكن نديب‪ .‬أل يعدال اليا نلم تعثق‪ .‬ويأتي إلى ا لرب‬
‫يذبيئه الش إنى ياب غيمه االحؤماع‪ :‬فيائ‪ ،‬ذبيحة إي)) (ال ‪٢٠ :١٩‬و‪.)٢١‬‬

‫هذا ا لنص يختلف عن تثنية ‪ ،٢٧ -٢٣ :٢٢‬الذي تعرضنا إليه سابعا‪ ،‬والذي يتعلق بالمرأة‬
‫ا لحرة المخطوبة‪ .‬الموقف هنا يتضمن رجال حرا وأمة أو خادمة وعد بها لرجل آخر‪ .‬وا لرجل‬
‫من ا لوا ضح مذنب بالزنا‪ .‬ويبدو أنه هو مذ أغوى الخادمة واستغل مركزه‪ ،‬شيء يشبه ما‬
‫فعله الملك داود ‪,‬امع بثشبع‪ .‬نحن نتعامل هنا مع حالة اغتصاب بين رجل أغوى وفتاة خادمة‬
‫تم ا لضغط عليها لتذعن (راجع مناقشتنا حول تث ‪ ٢٨ :٢٢‬و‪.)٢٩‬‬

‫في هذا ا لدحر الغامض وا لمثير للجدل‪ ،‬هناك أمران بارزان‪ .‬األول أن الفتاة كانت‬
‫مخطوبة ولم تتزوج‪ .‬األمر الثاني أنها كانت خادمة وليست حرة‪ .‬ولم تكن قد افتداها أحد‬
‫أفراد العائلة ولم يحررها سيدها (وهذا سبب عدم معاقبة الفتاة أو ئن أغواها)‪ .‬وبالتالي لم‬
‫يكن لسيدها ا لحق التقليدي فيها‪ ،‬ولم يكن ممكنا أن يعوض ألنها مخطوبة‪ .‬هذا يقدم نوعا‬
‫من المنطقة الرمادية في شريعة إسرائيل حيث خليط بين شخص حر وخادمة مخطوبة (انظر‬
‫النص السابق له مباشرة عن األهور المختلطة فى ال‪)٨(.)١٩ :١٩‬‬

‫وكما في شرا ئع أخرى متعلقة بالمرأة‪ ،‬كان ا لهدف من هذه ا لشريعة أن تحمي أكثر‬
‫الفائت ضعنا‪ .‬نحن نعرف أنه من األسهل على األشخاص في ظروف صعبة أن يتعرضوا‬
‫لالستغالل والتحرش ا لجنسي أيصا ‪.‬‬

‫في هذه الحالة كانت الفتاة تتعرض لالستغالل وبالتالي ال دعاقب‪ .‬الحظ أ يصا أنه برغم‬
‫أنها في مكانة اجتماعية متدنية‪ ،‬لكن هذه المكانة كان ينظر إليها على أنها مؤقتة‪ .‬وهذا ال‬
‫يمنعها من أن يعطى حريتها (ال ‪ .)٢٠ : ١٩‬ا آلن ال يوجد هنا حكم بالموت على ا لرجل (رأينا أن‬

‫‪١٧٦‬‬
‫القتل فقط يتطلب حكائ بالموت‪ ،‬بينما الزنا وجرائم أخرى كبيرة‪ ،‬يمكن فيها تقديم تعويضات)‪.‬‬
‫ال يزا ل الحرم خطيرا‪ ،‬ويتطلب تعويضات باهظة (مثل كبش)‪ ) .‬وفي نفس ا لوقت من ا لوا ضح‬
‫أن هذه الشريعة تحمي الفتيات اللواتي أخذن كخادمات بسبب ديون والديهم‪(.‬‬

‫بناء على الويين ‪( ١٩‬وقراءة سطحية لخروج ‪ ،)٢١‬قد يبدو أن ا لنسا ء كن يعاملن‬
‫كمقتنيات‪ .‬ومع ذلك الحظنا أنه بالرغم من النظام األبوي الموروث وغير المثالي‪ ،‬فهذه القوانين‬
‫عملت بالفعل على حماية ا لنسا ء وكذلك منظومة األسرة‪ ،‬وهو ما كان أمرا مركزيا للمجتمع‬
‫اإلسرائيلي‪ .‬وبدال من رؤية هذه ا لنصوص ا لتشريعية كمهينة للمرأة‪ ،‬يجب أن ننظر إليها‬
‫كحماية للضعفاء ‪.‬‬

‫ومع ذلك لكي نتعمق أكثر في هذا الموضوع‪ ،‬تأمل مرة أخرى الثقافات األخرى في‬
‫الشرق ا ألدنى ا لقديم فيما يتعلق بهنا ا لصدد‪ .‬غاليا ما كل نت ا لعقوبات بالوكالة‪ .‬فعند ا رتكاب‬
‫جرائم معينة‪ ،‬كان على الرجل أن يتخلى عن زوجته‪ ،‬أو ابنته‪ ،‬أو ثوره‪ ،‬أو عبده‪ -‬وهي إشارة‬
‫واضحة بأن المرأة كثيرا ما ئظر إليها كأحد مقتنيات الرجل‪ .‬كانت شرائع أشور الوسطى‬
‫تعاقب ليس ا لمغتصب بل زوجة المغتصب‪ .‬ا ألكثر من هذا أن هذه ا لشرا ئع كانت تسمح بأن‬
‫دغتصب ا لزوجة على يد جماعة من الرجال‪ .‬في شرائع أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪،‬‬
‫بمقدور الرجال أن يجلدوا زوجاتهم‪ ،‬أو يشدوا شعرهم‪ ،‬أو يقطعوا آذانهن‪ ،‬أو يضربوهن‪-‬‬
‫مرة أخرى‪،‬‬ ‫في مقارنة صارخة مع شرائع إسرائيل التي لم تكن تسمح باي من هذا ‪.‬‬
‫بالرغم من بعض المنظومات االجتماعية المثيرة للجدل في إسرائيل والشرائع التي تنطبق‬
‫عليها‪ ،‬فإن المنظومة ا لتشريعية إلسرائيل— إذا اتبعت بأمانة‪ -‬كانت ستخلق بيئة أخالقية‬
‫مفضلة عن مجتمعات أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪( .‬الكلمات المؤثرة هي ((إذا ائبعت‬
‫بامانة))‪ ،‬وهو ما لم تتقن إسرائيل فعله)‪.‬‬

‫العبيد األجانب‬
‫(وألنهم (بني إسرائيل) شييب ي الذين أكثرجتهم مئ رغبى يشر‪ ،‬آل يباغون تغ‬
‫انثبيد‪ .‬ال ‪١‬ا‪٦1‬دلط عتيه يعئغط‪ ،‬دل احش إلغن‪ .‬واصا عبيدن وإماؤك الذين دفونون‬
‫لذ‪ ،‬قمن الئوئب الذين حولكلم‪ .‬مدهم يعثنون عبيدا وإصاء‪ .‬زايتا صن ايتاء‬
‫المشدوطيين الائزبئ عتدكلم‪ ،‬مدهم يعثنون وصن عقا دعم الدين عتدكز الذين‬
‫يبدوثهلم في أزضكلم‪ ،‬فيكونون ملكا نكلم‪ .‬وئقئيكوئهلم اليتايكلم ين يئدكلم‬
‫صيران ملك‪ .‬شئثئبدوثهلم إنى األهر‪ .‬زاائ إحؤئكلم ينو إسرادين قال يت<‪٦‬دلط‬
‫إنشان عتى الجيه يعثي‪ .‬زإذا حتانث يد عريب او قزيل عتدن‪ ،‬زائثعز اخون‬
‫عتده وييع بتعريب المسدوجان عتدن او بتسل عسيرؤ العريب‪ ،‬فيئد ييعه يكون نه‬

‫‪١٧٧‬‬
‫فكاك‪ .‬يلبه واحد ين احوته‪ ،‬آو يلبه قمه آو ‪ 1‬بن قمه‪ ،‬آو يلبه وا حد مذ أكربا ء‬
‫جسده ين عشيزبه‪ ،‬آؤ اذا نانث يده يلك ته)) (ال ‪.)٤٩—٤٢ :٢٥‬‬

‫نأتي هنا إلى نص غريب‪ ،‬وتغريق واضح بين الخدام من إسرائيل والعمال األجانب في‬
‫إسرائيل‪ .‬هل هذا النص يعتبر العمالة ا ألجنبية ال شيء أكثر من أشياء تقتنى بالمال؟‬

‫قبل أن نصل إلى هذا االستنتاج‪ ،‬يجب ان ننظر إلى ما يسبق هذا ا لدحر— وآرا ء كتابية‬
‫أخرى‪ .‬وعندما نفعل ذلك سنعرف أن (‪ )١‬هؤالء األجانب كانوا أبعد ما يكونون عن عبيد‬
‫الرقيق في الواليات ا لجنوبية في أمريكا في زمن ما قبل الحرب‪ )٢( .‬هناك حضور واضح‬
‫ألجانب مستائين على ما يبدو‪ ،‬وكان األمر يتطلب معايير أشد صرامة عن معايير التعامل‬
‫مع المغتربين المتعاونين ا لمستعدين التبا ع شرا ئع إسرائيل‪ )٣( .‬وألن ا إلسرا ئيلين فقط كان‬
‫يسمح لهم يا متلدك ا ألرض (والتي كانت تنتمي في النهاية ليهوه)‪ ،‬فاألجانب ا لذين لم يكونوا‬
‫في إسرائيل ألغراض تجارية كانوا في ا ألغلب يندمجون في عائلدت إسرائيل ليخدموا‬
‫فيها‪ ،‬ما لم يختاروا ان يعيشوا في مكان آخر‪ )٤( .‬ا لغربا ء في ا ألرض كان باستطاعتهم‬
‫—إذا اختاروا‪ -‬أن يطلق صراحهم‪ ،‬ليس هذا فحسب بل كان في استطاعتهم أن يصبحوا‬
‫أشخاصا مقتدرين‪ .‬وبالنسبة لألجانب ا لفقرا ء ا لذين يريدون أن يعيشوا في إسرائيل‪ ،‬كانت‬
‫ا لخدمة ا لطوعية هى الخيار الوحيد المتاح إلى خد كبير‪.‬‬

‫التعامل بلطف مع الغرباء‬


‫في الويين ‪ ٣٣ :١٩‬و‪ ٣٤‬أوصى بنو إسرائيل بأن يحبوا الغريب في األرض‪(( :‬إذا درل‬
‫عندذغريج (]‪ )§€‬ض آذضكلم قلد يغبوئة‪ .‬كالؤطيئ منكئ تكوث لكئ الفريغ النازل عندكم‪،‬‬
‫وحدة كقعسك‪ ،‬ألنكلم كنتلم عرباء في آزض يشر‪ .‬أة الرت الهكم))‪ .‬وهذا تم التأكيد عليه في‬
‫تثنية‪(, ١٩ :١.‬احثوا اذريب الكلم كسم غرباء ني اذنبى مشذ>>• وبالتالي قبل أن نقفزإلى‬
‫استنتاجات عن شرا ئع ا لعهد ا لقديم ((القاسية والظالمة)) بشأن مئ هم خارج‪ ،‬يجب أن ننظر‬
‫إلى هذه النصوص بجدية‪.‬‬

‫ألن ا ألرض كانت تنتمي ليهوه (ال ‪٢٣ :٢٥‬؛ يش ‪ ،)١٩ :٢٢‬الذي أقرضها بنعمته إلى‬
‫عائالت إسرائيل‪ ،‬لم يكن مسموحا للمستوطنين ا ألجانب أن يحصلوا عليها‪ .‬ومع ذلك يمكن‬
‫أن يصبح غريبا مقيائ (]‪ )§€‬إذا قيل عوائد إسرائيل بالكامل‪ ،‬وال يعتبر فيما‬ ‫لألجنبي‬
‫بعد من خارج‪ .‬بعض االمتيازات كانت ئعطى للنزالء فيما يتعلق بشرائع الحصاد ومعونات‬
‫ًاضى‪ .‬وما كل ن يجب أن يشعر ا ألجنبي بل لنبن في ا لبلد ا لمضيفة له‪ .‬ولم يكن يجبر على ا لبقا ء‬
‫في إسرا ئيل أيصا‪ .‬وبالرغم أنه بلد أرض‪ ،‬لكنه يشارك في حيا ة ا لجماعة وا الحتفا الت ا لدينية‬
‫إلسرائيل فى ظل مزايا اقتصادية ومكانة أفضل‪ .‬فكر فى راحا ب ورا عوث هنا ‪.‬‬

‫‪١٧٨‬‬
‫األجنبي والغريب‬
‫هما اللذان قبال عبادة يهوه‪ ،‬إله العهد مع إسرائيل‪.‬‬ ‫الغريب المقيم (]‪ )$£‬والنزيل‬
‫وأمثال هؤالء جاءوا من أرخى أخرى وطلبوا المالذ في إسرائيل ربما ألسباب سياسية أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬مثل إبراهيم في حبرون (تك ‪ ،)٤ :٢٣‬وموسى في مديان (خر ‪ ،)٢٢ :٢‬وأبيمالك‬
‫وعائلته في موآب (را ‪ ،)١ :١‬وبني إسرائيل في مصر (خر ‪ .)٢١ :٢٢‬ربما أفضل تسمية‬
‫لهؤالء األشخاص هي ((األقليات العرقية))— أي األشخاص الذين لهم تقاليد ثقافية وعرقية‬
‫متميزة والذين هم عرضة لالستغالل أو التمييز على يد الجماعات المهيمنة من السكان ‪(.‬‬
‫وكانوا قد استقروا في ا ألرض لبعض الوقت‪ .‬ولم يكن لهم أرضهم الخاصة‪ ،‬لكنهم أصبحوا‬
‫تحت حماية إسرائيل (تث ‪ .)١٩ :١٠‬فضال عن أن هؤالء ا لغربا ء كانوا مهتدين أو متحولين‬
‫إلى ديانة إسرائيل (في الواقع‪ ،‬كلمة م يترجم في المعتاد اسصم أي ((مهتدي)) في‬
‫قد سمح لهم‬ ‫األسفار اليونانية للعهد القديم)‪ .‬ومع ذلك فإن ا لغربا ء (وا ألجانب‬
‫بأن يتناولوا أطعمة غير شرعية (تث ‪ ،)٢١ :١٤‬لكن الغرباء لم يكن مسموحا لهم بان يأكلوا‬
‫الطعام بدمه (ال ‪ ١٢،١٠ :١٧‬و‪.)١٣‬وكاذوا يحفظون شرائع السبت‪ ،‬ويختتنون‪ ،‬وهو ما يعني‬
‫أنهم كانوا يحتفلون بالفصح (خر ‪ ٤٨ : ١٢‬و‪ ، ٤٩‬عد ‪ .)١٤ :٩‬وقيل إن ا لله يحب ا لغربا ء (تث‬
‫ا لمقتدر ماددا منع من‬ ‫‪ ، ) ١٨ : ١٠‬ولم يكن مسموحا بظلم ا لغريب‪ .‬ومع ذلك فإن ا لغريب‬
‫امتالك خادم إسرائيلي في بيته (ال ‪ .)٤٩ -٤٧ :٢٥‬فال يمكن أن يصير اإلسرائيلي خادم‬
‫ذين لغريب غير إسرائيلي— خاصة بعدما حرر الله إسرائيل من العبودية في مصر‪.‬‬

‫ومعناها حرفيا أبناء األرض‬ ‫في المقابل كان األجانب (د‪٢‬ةه^ وأحياى‬
‫الغريبة) في فئة مختلفة‪ .‬ربما دخلوا إسرائيل كأسرى حرب‪ ،‬أو أنهم جا ء وا طوعية للمشاركة‬
‫في مصالح تجارية‪ .‬لم يقبلوا عبادة يهوه وظلوا غير مختتنين‪ ) (.‬لم يظهر األجانب اهتماائ‬
‫بشرائع التطهير‪ .‬في إسرائيل‪ ،‬وسمح لهم أن يأكلوا أطعمة غير شرعية‪ .‬وعلى األرجح لم‬
‫يكن لديهم مشكلة في أكل حيوان ميت غير مقتول بيد إنسان‪ .‬الشيء الالفت في تشريع‬
‫إسرائيل يتمثل في التكؤف مع األجنبي‪ :‬إذا رأى يهودي حيواائ قد مات من تلقاء نفسه‪ ،‬لم‬
‫يكن يستطيع أكله (سوف يجعله نجائ)‪ ،‬لكن كان بمقدوره أن يعطيه لغريب (]‪ )§€‬أو ليبيعه‬
‫إلى أجنبي رالرسم الذي يعيش في مدينته (تث ‪ .)٢١ :١٤‬كانت هذه طريقة إلظهار الحب‬
‫نحو الغريب واألجنبي على حد سوا ء‪ ،‬حتى إذا لم يقبل ا ألجنبي شرائع التطهير الخاصة‬
‫بإسرائيل ولم يندمج بالكامل مع شعب الله‪.‬‬

‫أيائ الحظنا بالفعل أنه في حالة ما بعد الحرب (تث ‪،)١٤—١٠ :٢١‬كان بمقدور المرأة‬
‫ا ألجنبية أن تتبع شروطا معينة لتنفسل عن ثقا فتها ا لسا بقة وتقبل ثقافتها الجديدة‪ .‬بعد هذا‬
‫تستطيع أن تترقى إلى مرتبة الزوجة اإلسرائيلية‪ ،‬وهذا أبعد ما يكون عن امتالك الرقيق‪.‬‬

‫‪١٧٩‬‬
‫ليس ألن غريبا عن إسرائيل يأتي ليعيش في ا ألرض فهذا يعني أنه بالضرورة يصير‬
‫خادا في البيت‪ .‬الغريب (]‪ )§€‬والنزيل ({ا‪1)1‬ا‪08‬أ) — عادة ما تستخدمان كمترادفتين ‪-‬يمكن‬
‫أن يصبحا مقتدرين (راجع ال ‪ .)٤٧ :٢٥‬أصا ا ألجنبي— وهذه الكلمة عادة وليس‬
‫دائائ ما يكون لها مضامين سلبية‪-‬غالبا ما جاء إلى إسرائيل لمصالح تجارية‪ :‬كان األجانب‬
‫يوجدون بشكل طبيعي في بلد معينة ألغراض تجارية ‪ ،‬وهو ما كان يعني أن البضائع‬
‫أو ا ألموا ل التى دعطى لهم باآلجل (بالذين) كانت استثمارات أو مبالغ تدفع مقدائ على‬
‫البضائع‪ .‬وليس قروضا بسبب الفقر ‪ ) .‬نستطيع أن نحلل كل ما سبق في نقاشنا عن‬
‫األجانب قبل أن نتطرق إلى الجانب السلبي في مسألة األجانب كخدام او كعبيد‪.‬‬

‫يوجد الكثير في كلمة ((أجنبي)) أكثر مما نفهمه للوهلة األولى‪ .‬في العهد القديم ارتبطت‬
‫الكلمة بشخص خطير أو عدواني ضد خير شعب الله ومقاصد الله لهم‪ .‬األجنبي كثيرا ما‬
‫يرتبط بالوثنية (قارن يثر ‪٢٠ :٢٤‬؛ إر ه‪١٩ :‬؛ مل ‪ ،)١١ :٢‬والعدائية (نح ‪٢:٩‬؛ ‪) (،)٣٠ :١٣‬‬
‫أو العدو (‪٢‬صم ‪ ٤٥ :٢٢‬و‪ ٠)٤٦‬تزوج سليمان من زوجات أجنبيات أغوين قلبه إلى الوثنية‬
‫(‪١‬مل ‪١:١١‬؛ قارن عز ‪ .)٢ :١٠‬كما يحذر سفر ا ألمثال من المرأة ا ألجنبية‪ ،‬والتي تعتبر زانية‬
‫(أم ‪١٦ :٢‬؛ ه‪٢٠ :‬؛ ‪ :٧‬ه؛ ‪٢٧ :٢٣‬؛ إلخ)‪ .‬وبسبب صعوبة ا الندما ج في إسرا ئيل ربما عمل‬
‫األجانب كعمالة قسرية (‪ )[11)18‬يعملون من أجل الدولة (قارن تث ‪ .)١١ :٢٠‬وكانوا يؤدون‬
‫أعماال عامة مثل البناء وا لزرا عة أبائ‪ .‬وتحت حكم الملك داود وسليمان‪ ،‬اشترك العمونيون‬
‫والكنعانيون في مثل هذه األعمال (‪٢‬صم ‪٣١ :١٢‬؛ ‪١‬مل ‪ ٢٢ —٢٠ ،١٥ :٩‬؛ قارن قض ‪: ١‬‬
‫‪ —٢٨‬ه‪ .)٣‬وال نعرف إذا كانوا يعملون لغترة مؤقتة أم بشكل دائم‪(.‬‬

‫بشكل عام الغريب أو المقيم مؤقدا في إسرائيل لم يسمح بأن يتعرض للقمع‪ ،‬وإنما كان‬
‫يتلقى معاملة منصفة (راجع خر ‪ .)٢١ :٢٢‬مرارا وتكرارا نجد في ناموس موسى كيف أظهر‬
‫تماائ بأن يعامل الغرباء واألجانب بطريقة جيدة‪.‬‬ ‫ألله‬

‫اعتبارات خاصة‬
‫ماذا عن التمييز في مسالة القروض؟ بالنسبة لبني إسرائيل كانت ا لقروض ئعطى لهم‬
‫بقيمتها‪ ،‬ولم يكن مسموحا بالفائدة‪ .‬ومع ذلك كانت القروض بالغوائد مسموحا بها لألجنبي‬
‫و‪٠‬أد في إسرائيل (خر ‪٢٥ :٢٢‬؛ ال ‪ ٣٦ :٢٥‬و‪٣٧‬؛ تث ‪ .)٣ :١٥‬أليس هذا ظلتا؟ البعض‬
‫ينادي بهنا‪ .‬ولكن كما رأينا‪ ،‬فا ألجانب عادة ما كانوا يسعون لطلب ا لقروض ألغرا ض تجارية‬
‫أو استثمارية‪ ،‬وليس ألنهم أصبحوا فقرا ء ويحتاجون للمال لتسديد ديونهم‪ ،‬ناهيك عن النجاة‬
‫من الموت جوعا‪.‬‬

‫فى أحيان ًاضى‪ ،‬كان وجود ا ألجانب مخادعا‪ .‬إذا حارب إسرائيل ضد شعوب ًاضى‪،‬‬

‫‪١٨٠‬‬
‫بعض أسرى الحرب قد يحتاجون إلى االندماج في المجتمع اإلسرائيلي‪ .‬وكان هتاك احتياج‬
‫لبعض األنظمة لمنع هؤالء من التمرد أو الثورة ضد أسيادهم الحدد أو البقاء متحصنين في‬
‫أرضهم الخاصة حيث بمقدورهم أن يحشدوا قوات ويشنوا هجوائ مضادا‪ .‬في هذه ا لحا الت‬
‫لم يرا ع األسرى من أعداء إسرائيل (خاصة من ا لذكور) ((شرائع ا ألرخر))‪ ،‬وشكلوا خطرا‬
‫داخليا على أمن إسرائيل (راجع عد ‪ ٢١‬و‪٢٢‬؛ ‪٢٥‬؛ ‪ ،)٣١‬وكانت ا لخدمة أو العبودية أحد‬
‫طرق ا إلخضا ع أو ا لسيطرة على هذا ا لتهديد ‪.‬‬

‫كانت بعض األحداث االقتصادية وا لعسكرية واالجتماعية تسبب الفوضى‪ ) .‬حتى في‬
‫هذه األوقات لم يكن مسموحا السرا ئيل بقهر األجانب أو ا ستغاللهم‪ .‬دظهر سفر ا لتثنية‬
‫أصحاح ‪ ٢٣‬اهتماائ بالعبيد األجانب الفقراء أو المهددين‪ ،‬وهذا ا لنص يلقي ا لضوء على —أو‬
‫حتى يرتقي عن‪ -‬تشريع سابق في الويين ه ‪ ٢‬أيائ ‪ .‬وليس هناك أي أثر للعنصرية هنا‪ ،‬كما‬
‫لو كان كون ا لشخص غير إسرائيلي مبررا لالحتفاظ بالعبد اإلسرائيلي‪ .‬في ا لوا قع يقول‬
‫إذ شرائع خروج ‪ ٢٠ :٢١‬و‪ ٢٦ ،٢١‬و‪ ٢٧‬تحمي من استغالل كل‬ ‫(‪)1^0(7 0)1716‬‬ ‫((روي جين))‬
‫األشخاص الذين يخدمون ا بآلخرين وليس ا ليهود فقط‪(.‬‬

‫الحظ شيدا هالما في الويين ‪ ،٤٧—٤٤ :٢٥‬وا لئص ا لذي كثيرا ما يغغله ا لنقاد‪ .‬رأينا أن‬
‫ا لخطف واالتجار بالعبيد كان مجرائ بشكل واضح في ناموس موسى‪ ،‬لكن األجانب كانوا‬
‫يأتون إلى إسرائيل كأسرى حرب‪ ،‬وفي ظل مخاطر الثورة الداخلية‪ ،‬كانوا يدفعون إلى العمل‬
‫في البناء والزراعة بام شرا ف عليهم‪ .‬ومع ذلك فإن الغرباء والنزالء الذين أجبروا في البداية‬
‫على ا لخدمة (ال ‪ ،)٤٥ :٢٥‬فهم أنفسهم ا لذين كانوا يملكون ا لقدرة على الغنى وا لثرا ء (ال‬
‫‪ .)٤٧ :٢٥‬نعم مزع حيث المبدأ كل ا ألشخا ص في ا لعبودية (ا لخدمة) داخل إسرا ئيل باستثنا ء‬
‫المجرمين كان يمكن إطالق سراحهم‪.‬‬

‫عند هذه النقطة المفصلية؟ دعنا نالحظ عدة نقاط هامة عن النص الخاص‬
‫د(( عبودية األجانب)) في الويين ‪ :٢٥‬أوال‪ ،‬الفعل دقثنون)) (أ‪)11‬أ‪ ))])17‬في الويين ‪٥١ —٣٩ :٢٥‬‬
‫ال يتضمن بيع أو شرا ء خدام أجانب‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نفس ا لكلمة تظهر في تكوين ‪١ :٤‬‬
‫(حواء قالت ((اقتديت ذحال))) وتك ‪( ٩ :١٤‬الله هو ((ائبلؤدالستاواب واألرض)))‪ (.‬فيما بعد‬
‫قال بوعز عن راعوث ((قد اشبريدها لئ المرأة)) أي كزوجة (را ‪ ،) ١ ٠ : ٤‬برغم أنها لم تكن أدنى‬
‫منه‪ ،‬وإنما شريكة كاملة في عيني بوعز‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬في بعض ا لحاالت كان باستطاعة الخدام ا ألجانب ا الرتقا ء إلى مساواة كاملة‬
‫وبوضوح مع المواطنين ا إلسرائيلين‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أحد ا ألشخاص في نسل كالب انتهى‬
‫به األمر بزواجه من خادمة مصرية‪(( :‬ذللم يكذ يسيغان دنون بل ددات‪ .‬ذقان يبيشان عدد‬
‫يصري اسئه يرحع‪ ،‬قاءط‪.‬ى سيغان ايتنه ليرجع بده امرأة‪ ،‬قوندت نه عداي)) (‪١‬أخ ‪:٢‬‬

‫‪١٨١‬‬
‫‪ ٣٤‬وه‪ .)٣‬لدينا هنا زواج بين خادمة أجنبية وشخص حر لديه نسب عريق‪ ،‬ولكن ا لنتيجة‬
‫ا ألساسية هي أن حقوق ا لميرا ث سوف دنتقل إلى نسل هذا العبد (سلسلة ا ألنساب ددرج ابنه‬
‫عائي‪ ،‬الذي ولد ناثان‪ ،‬الذي ولد فالن وهكذا)‪.‬‬
‫ثل لكا‪ ،‬العبيد األجانب الهاربون نالوا حماية داخل حدود إسرائيل وليس إعادتهم إلى‬
‫أسيادهم القساة (تث ‪ ١٥ :٢٣‬و‪ . )١٦‬خطف العبيد كأن محرائ أينا (خر ‪١٦ :٢١‬؛ تث‬
‫‪ .)٧ :٢٤‬وبالتالي كانت الخدمة داخل بيوت إسرائيل تمثل مالذا آمائ ألي أجنبي‪ .‬ولم تكن‬
‫أوضاعا ظالمة‪ ،‬وإنما كانت توفر استقرارا اجتماعيا واقتصاديا‪.‬‬

‫را بغا‪ ،‬لقد رأينا أن ا لعبد (( ا لعبراني)) في خروج ‪ ٢ :٢١‬كان يمكن أن يكون غرييا ثم يصبح‬
‫غرييا مقيائ ويطلق سراحه في السنة السابعة‪ ،‬ويفترض أن يعود إلى بلده األصلي‪ .‬ومع ذلك‬
‫يستطيع أن يجعل هذا ا إلجرا ء دائائ إذا أحب سيده أو صاحب العمل وأراد أن يبقى تحت‬
‫رعايته‪ .‬وفي ظل ا ألمان وتوفير المأكل والمأوى للغربا ء ا لذين بال أرض‪ ،‬هذا ا إلجرا ء ربما كأن‬
‫يمكن أن يمتد إلى الجيل أو األجيال التالية‪ .‬هذا الوضع لم يقصد به أن يدوم إال إذا اختار‬
‫العبد أن يبقى مع سيده‪ .‬يكتب ((جون جولدنجاي))‪ :‬ربما كثير من الناس كانوا يفرحون‬
‫ويرغبون في أن يصبحوا خدا لما مدى ا لعمر أو لغترة طويلة‪ .‬كان الخدام يحسبون كجزء من‬
‫العائلة ‪ .‬ويضيف‪ :‬يستطيع المرء أن يتخيل أناسا بدأوا كخدام دين يتطوعون بأن يصبحوا‬
‫خداائ دائمين ألنهم أحبوا سيدهم وبيت سيدهم (قارن تث ‪ ١٦ :١٥‬و‪(.)١٧‬‬

‫خامسا‪ ،‬نص الويين ه ‪ ٢‬يوضح أن الغريب يمكنه ا لعمل لتسديد الذين ويصبح شخصا ذا‬
‫عدد!ك)) (ال ‪٠ .)٤٧ :٢٥‬‬
‫هذه ءإشارة ءأخرى ‪۶‬أنه لملم‬ ‫اونزيل ‪ /‬ه‬
‫ددعريب ب ‪٠٠٠٠‬‬
‫‪٠٠ ٠‬ؤ‬ ‫كالدغ‬
‫ح‬ ‫إسرائيل‪ :‬ء‬
‫((اذا‬ ‫‪٠٠۶‬‬ ‫نفوذفي ء‬
‫‪٠٠‬‬
‫ونزيل ره‪2،/‬ا؟اركاككا مرتبطتان‬ ‫يعلق في عبودية مدى العمر بدون اختيار‪ .‬كلمات مثل غريب‬
‫بكلمات مستخدمة في الويين ‪ ٤٥ :٢٥‬بمعنى (( ا لنزالء من الغربا ء بينكم)) ‪ .‬هذا يعني أن هؤالء‬
‫الخدام ا لذين تم شراؤهم أو اقتناؤهم كان يمكنهم أن يحسنوا أوضاعهم لدرجة أن يستأجروا‬
‫عبيدا ألنفسهم (ال ‪ .)٤٧ :٢٥‬بالطبع‪ ،‬لم يكن باستطاعة الغريب أن يستأجر إسرائيليا‪.‬‬

‫كما رأينا في سيناريوهات سابقة‪ ،‬لم تكن هذه ا ألحوا ل هى المثالية فى ظل المنظومات‬
‫االجتماعية المتدنية فى ذلك الوقت‪ .‬لكننا نرى طابغا إنسانيا ملحوكا منطبعا بشكل عميق‬
‫في شرا ئع إسرائيل‪ -‬سوا ء للخدام من إسرائيل أو بن ا ألجانب على خد سوا ء‪.‬‬

‫العضوية لها امتيازاتها‬


‫إذا حدث أن صار أحد ا ألجانب فقيرا‪ ،‬فهذه الظروف قد تساعد على خلق محفز لألجنبي‬
‫ليكون عضوا في المجتمع اإلسرائيلي ويشارك في الفصح‪ ،‬وهو شيء يستطيع النزيل‬
‫أن يشارك في هذه‬ ‫االحتفال به (خر ‪ ٤٨ :١٢‬و‪ .)٤٩‬لم يكن يسمح للغريب‬

‫‪١٨٢‬‬
‫‪ 1‬لوليمة (خر ‪ ،)٤٣ :١٢‬ألنه لم يهتم بدمج نفسه في ا لعهد ا إلسرائيلي مع يهوه‪ .‬مرة ثل نية لمانا‬
‫يجب أن تكون ا لقروض بتكلغتها فقط لألشخاحر ا لذين يختارون أن يعيشوا داخل إسرائيل‬
‫(أو خارجها) بدون الدخول في الحياة الجماعية إلسرائيل وعبادتها؟ يجب أن نتوقع بعض‬
‫ا الختالف بينهم‪.‬‬

‫فكر في حالة ا لهجرة غير ا لشرعية ألمريكا‪ ،‬وهي مسألة معقدة وكثيرا ما تكون مشحونة‬
‫بالعواطف على كال جانبي النقاش‪ .‬جميعنا نعرف كيف يحدث هذا ‪ :‬غير ا لشرعيين يتسللون‬
‫عبر ا لحدود بين المكسيك والواليات المتحدة ليستغيدوا من ا لنمط ا القتصادي للحياة في‬
‫أمريكا‪ .‬في نفس الوقت‪ ،‬كثير من األجانب متن يرغبون في العيش في أمريكا قد يتبعون‬
‫كل القنوات ا لشرعية للحصول على تصريح باإلقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) أي (حالة‬
‫غريب مقيم) لكي يصبحوا في النهاية مواطنين بجنسية كاملة‪ .‬وهم ينتظرون فترة طويلة حتى‬
‫يدرس طلباتهم‪ .‬وحتى بعد كل هذا‪ ،‬قد يرفض طلباتهم‪ .‬بينما غير الشرعيين يتجاوزون تماائ‬
‫هذه القنوات الشرعية ويخادعون حتى يعبروا الحدود‪.‬‬

‫هذا ال يعني أنني غير متعاطف مع هموم المهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن حياة أفضل‬
‫في الواليات المتحدة‪ ،‬ويجب أن نظهر لهم الرأفة واالهتمام‪ .‬وربما تحاول الكنائس في مساعدة‬
‫الغرباء الذين لم دوق أوضاعهم في الحصول على محاكمة عادلة والتأكد ين أنهم سيعاملون‬
‫باحترام كأشخاحر يحملون الصورة ا إللهية‪ .‬كذلك ربما ترعا هم ا لكنيسة على أمل أن يمنحوا‬
‫ا لجنسية الكاملة‪ .‬ولكن من أجل الحفاظ على النظام ودوام امتياز وكرامة الجنسية في ا لدولة‬
‫(قارن رو ‪ ،)١٣‬يجب أن يعطى ا ألولوية للمواطنين ين دافعي الضرائب قبل المهاجرين غير‬
‫الشرعيين عندما يتعلق األمر بنظام التأمين الصحي‪ ،‬ورخصة القيادة‪ ،‬والتأمين‪ ،‬وما شابه‪.‬‬
‫نحن نتفهم أنه حين ال تقبع البروتوكوالت القانونية‪ ،‬فإن بعض االمتيازات تسحب‪(.‬‬

‫يشبه كثيرا المهاجر‬ ‫نفس الشيء ينطبق على إسرائيل في القديم‪ .‬كأن ا ألجنبي‬
‫غير الشرعي‪ .‬أصا الغريب النزيل (]‪ >)§£‬فقد سعى إلى اتباع قواعد إسرائيل‪ .‬لكن األجانب‬
‫‪-‬بعكس الغريب‪ -‬كانوا غير مستعدين ألن يلتزموا بعالقة ا لعهد بين إسرائيل والله؛ لذا فهم‬
‫ال يجب أن يتوقعوا أن يحصلوا على كل امتيازات المواطن اإلسرائيلي‪ .‬قبلت راعوث ا لموًابية‬
‫إله إسرائيل وإله حماتها نعمي‪(( :‬سعد شعبي واله الهي)) (را ‪.)١٦ :١‬إذا كان ا ألممدون‬
‫مثل راعوث أو راحاب أو أوريا الحثي مستعدين لقبول إله إسرائيل وشعب إسرائيل وشرائع‬
‫إسرائيل‪ ،‬فحينئذ يصبح من السهل اندماجهم داخل الحياة العامة في إسرائيل‪ ،‬حتى إذا‬
‫لم يمتلكوا أراض‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬لم يكن ا ألجانب مضطرين للمجيء إلى إسرائيل نهائيا ‪.‬‬

‫مثلما اعتادت شركة بطاقات االئتمان الل‪\٢‬ع‪ £٠٢‬لعالرله‪ 6‬أن تقول‪* :‬العضوية لها‬
‫امتيازاتها ‪ ،‬نفس ا لشى ء ينطبق على ا لعضوية داخل إسرائيل‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫اعتبارات ختامية‬
‫ما ورد في الويين ‪ ٢٥‬يعكس محاولة للتنظيم والحد من طرق االستغالل المحتملة التي‬
‫كثيرا ما تصاحب الجشع وا لنفون االجتماعي‪ .‬هذا ا لتشريع خلق شبكة أمان للضعفا ء في‬
‫إسرائيل‪ .‬وكان القصد منه هو الخروج من دائرة الفقر في األجيال المتعاقبة‪ .‬بالفعل قصة‬
‫راعوث ونعمي تجتد شريعة سينا ء‪ ،‬وتخرجنا من الشرائع النظرية إلى الدائرة العملية‬
‫للحياة ا ليومية فى إسرائيل‪ .‬رأينا كيف كانت ا لشرا ئع دطدق عند حدوث وفا ة أو فقر او‬
‫ظروف صعبة ألي فرد في إسرائيل‪ .‬كما رأينا أيائ إحدى األمميات التي اتت إلى إسرائيل‬
‫مع حماتها‪ .‬وكانتا كلتا هما ضعيفتين وتسعيان إلى المالذ بين أقربائهما ا لذين يمكن أن‬
‫يساعدوهما‪ .‬توعر لهما القوت بينما كانت راعوث قادرة على جمع الثمار في حقول بوعز‪،‬‬
‫وهو ولى قريب‪ .‬وتلقت نعمى رعاية فى شيخوختهًا‪(.‬‬

‫ينبغي أن نتأمل الويين ‪ ٤٤ :٢٥‬في ضوء قصة را عوث‪ (( :‬أثا عبيدد ذا ناؤد ا تدين يكوثون‬
‫نلن‪ ،‬فين السوئب الذين حونكلم‪ .‬منهم تقننون (صم) عبيدا واناء))‪ .‬من الالفت ان بوعز‬
‫أعلن للشيوخ في بيت لحم أنه ((اشترى أو اقتنى)) راعوث كزوجة له‪(( :‬قذا زاعوث ا لموًابية‬
‫امرأة نحلون قد ا شتريديا (أ‪1‬أ)أ‪)1/‬ا)) لئ امرأ؛)) (را ‪ .)١٠ :٤‬هل هذا يعني أن بوعز كان ينظر‬
‫لراعوث كشى ء من ممتلكاته؟ صن الصعب قبول ذلك! كان بوعز يكذ احترا ائ كبيرا لراعوث‪،‬‬
‫وكان ينظر ا ليها كشريك مساي له‪.‬‬

‫هل كان للعامل ا ألجنبي مكانة احتماعية أدنى من ا لخادم ا إلسرا ئيلي؟ نعم‪ .‬هل كان هذا‬
‫يعير عن حالة مثالية؟ ال‪ .‬هل أطلب تطبيق نفس ا لشيء في المجتمع المعاصر؟ مستحيل‪ .‬دعنا‬
‫أال ننسى الجانب ا لسلبي المقاوم لله لكلمة أجنبي في استخدامها في ا لعهد القديم‪ .‬كثيرا ما‬
‫نلحظ في هذه الكلمة رفتا لالندماج في حياة إسرائيل وعالقة العهد مع الله‪ ،‬وهو ما كان‬
‫بتعا رض مع مقاصد الله لشعبه‪ .‬مرة أخرى‪ ،‬كان بإمكان األجانب ا الستقرا ر في ا ألرض‪،‬‬
‫وقبول حياة إسرائيل‪ ،‬ويصبحون غربا ء أو نزالء‪ ،‬وهو ما كان ليعطيهم اندماحا أكبر في‬
‫ا لحيا ة االجتماعية إلسرائيل واستفادة أكبر باالمتيازات ا القتصادية‪ .‬وكما سبقت وأكدت‪،‬‬
‫كان بإمكان األجنبي أن يختار أن يعيش في مكان ًاخر بدال من إسرائيل‪ .‬لذا لدينا الكثير‬
‫من العوامل المعقدة لنضعها في ا العتبار في هذه المسألة‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬إذا التفتنا إلى الغص الكتابى‪ ،‬فإن الموقف ا ألساسي تجاه األجانب أفضل‬
‫بكثير جدا عما كان سائدا في ثقافات الشرق األدنى القديم‪ .‬كان الله ينقر إسرائيل‬
‫باستمرا ر بأنهم كا نوا غربا ء ومتغربين في مصر (خر ‪٢١ :٢٢‬؛ ‪٩ :٢٣‬؛ ال ‪٣٤ :١٩‬؛ تث ه‪:‬‬
‫‪١٥‬؛ ‪١٩ :١٠‬؛ ه‪:١‬ه‪١‬؛ ‪١٢ :١٦‬؛ ‪ .)٢٢،١٨:٢٤‬كانت هذه التذكرذلتشكيل طريقة تعامل‬
‫إسرائيل مع ا لغربا ء في ا ألرخى‪ .‬لهذا ا لسبب أمر الله باآلتي‪ :‬رعاية المحتاجين وا لمغتربين‬

‫‪١٨٤‬‬
‫(ال ‪ ،)٢٢ :٢٣‬ومحبة المغتربين (تث ‪ ،)١٩ :١٠‬وتوفير احتياجاتهم األساسية من الطعام (تث‬
‫‪ ،)٢٢ -١٨ :٢٤‬ودفع أجرهم على ا لغور (تث ‪ ١٤ :٢٤‬وه ‪.)١‬با إلضا فة إلى ذلك يتطلع ا لعهد‬
‫ا لقديم إلى الخألص النهائي لألجنبي وا ندماجه داخل شعب الله (إش ‪(( —٣ :٥٦‬العريب الذي‬

‫اقترن يالرت)))‪.‬‬
‫ولئال نظن أن الخدمة الدائمة لألجنبي (والتي يمكن أن ثفهم كعمل تطوعي في سياق‬
‫الويين ‪ )٢٥‬تعني أن سيده يستطيع استغالله‪ ،‬يجب أن نتذكر ا لفكرة السائدة خالل شريعة‬
‫موسى عن حماية الخدام واالهتمام بهم‪ .‬لم يكن مسموحا بأن يستغلوا‪ .‬لذا إذا تمت معاملة‬
‫عبد أجنبى بشكل مسى ء على يد سيده فهرب‪ ،‬يستطيع أن يجد طريقه إلى بيت إسرائيلي‬
‫آخر ليجد المالذ والحماية‪(( :‬عبدا أبق الد مذ صواله ال ثشل‪١‬ا انى لمواله‪ .‬عحدك يؤيم بي‬
‫وسبن‪ ،‬ني اتفان الدي يحثان؛ ني أحد أيوابذ حبظ يطيئ نه‪ .‬أل قغبئه)) (تث ‪-١٥ :٢٣‬‬

‫‪ .)١٧‬هذا ا إلجرا ء لم يكن ببساطة لعبد أجنبي هارب إلى إسرائيل ولكن كان لعبد أجنبي‬
‫هارب داخل إسرائيل ألنه تعرض لمعاملة مسيئة‪ .‬إذ تشريعات إسرائيل الخاصة بالعبيد‬
‫األجانب أظهرت ا هتما لما بسالمتهم‪ ،‬على عكس شريعة حمورابي تماائ‪ ،‬التي لم ثظهر أي‬
‫اعتبار لمعاملة المألك لعبيده‪(-‬ه‪)٢‬‬

‫مقارنة النصوص الخاصة بالعبودية‬


‫دعنا نحاول أن نجمع بعض األطراف السائبة هنا‪ .‬نظرنا إلى تثنية ‪ ١٨—١ :١٥‬في‬
‫ا لفصل السابق‪ .‬لذا لن نذكر الئص كامال هنا‪ .‬هذا أشهر نص عن ا إلبرا ء أو ا لتحرير؛ إذ‬
‫يوصي الله بالعطاء السخي والنية ا لطيبة تجاه خدام الدين الذين يطلق سراحهم‪ .‬كما عبر‬
‫ا لله عن رغبته في أال يوجد فقير أو محتا ج في ا ألرض كلها‪.‬‬

‫ادعى الدارسون أن هذا ا لنص يتعارض مع ا لشرا ئع السابقة عن العبودية في خروج‬


‫‪١١ -١ :٢١‬؛ والويين ‪( ٤٦ -٣٩ :٢٥‬ويعكننا أن نضيف هنا الويين ‪ ٢. :١٩‬و‪.)٢١‬ا‪٦‬أ) إذا‬
‫كان ا ألمر كذلك فقد ال يكون ا لتعارض بالحدة ا لتي يفترضها ا لبعض‪ .‬على سبيل ا لمثال‪ ،‬في‬
‫خروج ‪ ٧ :٢١‬ال يقول صراحة إن الخادمات من النساء يحررن بعد السنة السابعة‪ .‬ومع‬
‫ذلك فقد أثبتنا أن هذا متضمن في معنى النص‪ .‬هذه ا آلية تعبر عن حالة حكم قضائي‪.‬‬
‫وينشأ التعارض إذا ا فترضنا أن ا لنص ال ينطبق على ا لجنس اآلحر‪ .‬لكن ا ألمر ليس كذلك‪.‬‬
‫نستطيع أن نضيف أن ا آليتين ‪ ٢٦‬و‪ ٢٧‬تذكر أن ا لعبد ا لذكر ا و ا ألمة ا ألنثى يجو تحريرهما‬
‫في حالة ا إلصابة‪ .‬وإذا عتل‪ ،‬أو عتنلت بسبب إسا ء ة ا لسيد أو صاحب ا لعمل دحكم على ا لسيد‬
‫أو صاحب العمل بالموت‪.‬‬

‫‪١٨٥‬‬
‫في كل األحوال‪ ،‬يؤكد ما جا ء فى تثنية ‪ ١٢ :١٥‬بوضوح أئه يقصد كأل من الخادم‬
‫الذكر واألمة األنثى‪ .‬كأن يعطى لكليهما ا لحرية في ا لسنة السابعة‪ ،‬وهو ما يسمى باإلطالق‬
‫السبوتي‪ .‬وإذا وجد تعارض حقيقي‪ ،‬فإن هذا النص يشير إلى أن إجراء اتخاذ زوجة في‬
‫خروج ‪ ١٠ -٧ :٢١‬قد أسقط فيما بعد في إسرائيل‪(.‬‬

‫ماذا عن شريعة الخادم الذي ال يستطيع أن يغادر مع زوجته وأبنائه إذا أعطى ا لسيد‬
‫زوجة لخادمه (خر ‪)٤ :٢١‬؟ يبدو أن هذا يتغير في الويين ‪( ٤٢—٤٠ :٢٥‬في شرائع سنة‬
‫اليوبيل)‪ ،‬حيث كان يسمح لألبناء (ويفترض الزوجة أيائ) بالحرية مع ا لزوج أو األب‪ .‬أيائ‬
‫في تنا قض مع خروج ‪ ،٦ -٢ :٢١‬فإن الويين ‪ ٤١ :٢٥‬و‪ ٤٢‬ال يميز بين ا ألبنا ء ا لمولودين قبل‬
‫وا ألبنا ء ا لمولودين أثنا ‪ ۶‬ا لخدمة ا لمؤقتة‪ .‬ومع ذلك في الويين ‪ ،٤٢-٤٠ :٢٥‬في سنة اليوبيل‬
‫(كل خمسين عاثا)‪ ،‬كان األبناء (ويفترض الزوجة أيتا) يطلقون مع أبيهم (الزوج)‪.‬‬

‫نرى بالفعل بعض التناقضات مع النصوص المبكرة ‪-‬مثل خروج ‪ -٢١‬وتثنية ه ‪ . ١‬لسنا‬
‫مضطرين أن ننفض أيدينا فى يأس أمام نصوص متناقضة ليس لها حل‪ .‬وإنما ما لدينا هنا‬
‫يمثل تعدبأل ديناميكيا وارتقاء أخالقيا يحدث خالل فترة قصيرة من ا لوقت فى الحياة المبكرة‬
‫ألمة إسرائيل‪ .‬تذكر بنات صلفحاد‪ ،‬اللواتي ا لتمسن من موسى تعديل ا لشريعة (عد ‪،)٢٧‬‬
‫فعرض موسى قخعيتهن أمام يهوه الذي وافق على طلبهن‪ .‬هذا مثال آخر عن التعديل في‬
‫شرائع إسرائيل‪ ،‬أي التحرك مرر تشريع أدنى إلى حالة تشريعية أفضل‪ .‬وهذا يجافي تماائ‬
‫فكرة ((كريستوفر هيتشنز)) عن شرائع العهد القديم ووصفها بأنها غير قابلة للتعديل ‪.‬‬

‫يوضح ((كريستوفر رايت)) انه في التنقيح النهائي ألسفار موسى الخمسة (من التكوين‬
‫حتى التثنية)‪ ،‬البد أن المراجعين كانوا واعين لهذه االختالفات والتناقضات ومع ذلك تركوا‬
‫هذه النصوص كما هي‪ .‬إن أيدي النساخ أظهرت مهارات بارعة في التعامل مع النص‪(.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬يعتقد أغلبية الدارسين أن ا لخروج يقدم الشريعة األقدم وسفر التثنية يتوسع فيها‬
‫فيما بعد (وهو ما ينطبق أيائ على نص ا لالويين)‪ .‬لذا فإن حقيقة وجود هذه ا لنصوص‬
‫لنفس المولف (الكتاب المقدس) توحي بوجود اتفاق أو منطق وراء هذا‪.‬‬
‫يرى رايت أن سفر ا لتثنية يعدل ويسهب‪ ،‬وإلى خد ما يصلح شرا ئع سابقة‪ ،‬مع إضافة‬
‫دوافع وأسباب الهوتية واضحة ‪ ) (.‬حتى اإلسرائيلى القديم يستطيع أن يدرك أن خروج‬
‫‪ ،٢١‬الذي يؤكد على إنسانية الخدام (العبيد)‪ ،‬يتعارض إلى حد ما مع النص الالحق في‬
‫تثنية ‪( ١٥‬والويين ‪.)٢٥‬‬
‫وبالتالي لكي تطيع سفر التثنية‪ ،‬فهذا يعني إلى حد ما‪ ،‬التوقف بالضرورة عن االلتزام‬
‫بخروج (أو الويين) ‪ ) (.‬هذه النصوص حفظت عمدا مائ‪ ،‬ومن أحد أسباب هذا إظهار هذا‬
‫التعديل‪ .‬من ا لواضح أن هذه التعارضات ال تبدو في تعارض رهيب بالنسبة إلى المحرر‬

‫‪١٨٦‬‬
‫النهائي لهذا الجزء من الكتاب المقدس‪ .‬هذه الفكرة تعمل على توضيح الطبيعة التاريخية‬
‫الحية والسياقية لتكوين األسفار المشاه‪)٣٢(.‬‬

‫وعندما نصل إلى النبى عاموس (الذى كانت خدمته فى مملكة إسرائيل الشمالية)‪ ،‬نجد‬
‫أب الله يوحه كلمات قاسية ضد صن يشترون ((الشنعاء يغئه‪ ،‬ذا نداؤس دقعليب‪ ،‬زئبيع دعايه‬
‫انعئع)) (ط ‪٦ :٨‬؛ قارن ‪ .)٦ :٢‬كان القضاة الفاسدون يحصلون على رشوة ين األغنياء حتى‬
‫يجيزوا لهم سخرة العبيد‪ .‬وكان الفقراء يتكبدون غرامات ثقيلة‪ ،‬وعندما يعجزون عن الدفع‪،‬‬
‫كانوا دبا عون كعبيد يأثمان زهيدة— ودلقون مع نفاية القمح‪ ) (.‬في عاموس‪ ،‬كان الفقير من‬
‫بني إسرائيل بسا ء معاملته‪ ،‬ويباع حتى مقابل نعلين‪ .‬فكم بالحري كان الوضع أسوأ بالنسبة‬
‫للغربا ء فى إسرائيل‪ ،‬الذين أوصى الله إ سرائيل بحمايتهم‪.‬‬

‫يعدر إسعيا ء عن اهتمام مشابه بالهاربين من األمم الغارين من موآب‪ .‬الحظ االهتمام‬
‫البالغ ا لذي اظهر نحو ا لضعفا ء وهؤالء ا لذين يهربون من أجوا ء خطيرة‪ (( :‬استري ا تئرين‪،‬‬
‫أل ثئهري انفارين‪ .‬ليتقرب عندلح مطرودو ثوب‪ .‬كويي سئرا لهم مذ وجه المغرب‪ ،‬ألن الكايلم‬
‫يديد‪ ،‬وينتهي الحراب‪ ،‬ودفقى عن ا ألرض الدايسون (ا لمضطهدون))) (إش ‪ ٣:١٦‬و‪. ) ٤‬‬

‫وفي السفر النبوي ليوئيل ‪ ،٢٩ :٢‬يقدم الله وعدا لكل البشر سواسية بأن يسكب من‬
‫روجه على كل ا لبشر‪ ،‬شبان وشيب‪ ،‬ذكور وإناث‪ ،‬بما في ذلك العبيد وا إلما ء ‪ .‬نفس ا لفكرة‬
‫موجودة في أيوب ‪ ،١٥ :٣١‬حيث يأتي السيد والعبد من نفس المكان— رحم األم‪ .‬فهم‬
‫با ألسا س‪٠‬‬ ‫متساوون‬

‫عندما نتأمل في السياق ا ألوسع لنصوص الكتاب المقدس فهذا يذكرنا بأال نركز على نص‬
‫واحد‪ ،‬وإنما لنرى كيف يجد كل نص مكانه في ا لصورة األشمل‪ .‬ولنتذكر أن أية انحرافات‬
‫عن ا لمعايير ا ألخالقدة ا لمثالية للمساوا ة وا لكرا مة بين ا لبشر وا لتي ظهرت عند ا لخلق هي بسبب‬
‫قساوة قلوب البشر‪ .‬مرارا وتكرارا‪ ،‬علينا أن نتذكر أن شرائع إسرائيل تتفوق عن شرائع‬
‫بقية الشرق األدنى القديم‪.‬‬

‫لمزيد ض االطالع‪:‬‬
‫‪0,‬الجااا‪€‬غاا‪1‬ح *‬ ‫ح‬ ‫سكا الم؟‪ /،‬دن‬ ‫‪.‬سكاء ‪ 1٢٢‬س‪7‬كادئر‬
‫‪88, 1993.‬ج‪ ۶٣‬ه‪1‬عة‪۴‬جا‪ 81‬؛‪ 0‬الأا‪8‬ااح‪٧‬اعتًا ‪:‬ه‪1‬عة‪٤‬جا‪8 141. 81‬جا ج‪ 8‬ساللج‪1‬و[والا‪ 8‬آ‪80‬ل‬

‫‪,‬ح‪11‬ة‪* 6‬‬ ‫‪8:‬ل‪1‬؟حآل سة‪. 6٢‬إلل‪1‬ح‪111‬جد‪0‬ج ع‪0‬ضن‪11‬ولول‪1! ٨‬‬


‫‪, 2004.‬س‪٠٧‬ا‪€‬كع‪20‬‬
‫دل ‪ً١‬اح‪١‬عل‪1‬ة‪* ١‬‬
‫‪٠‬‬ ‫‪$ 1‬‬ ‫ض ‪8,‬از‪16‬ط‪8١ ٨‬س‪٠‬د ح‪8‬أ‪٢18‬ح‬
‫‪, 2009.‬زة‪088١٧‬ملح ‪:‬ال‪0‬عة‪0‬غ‪811. ١٧‬‬

‫‪١٨٧‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* اقرأ النصوص الصعبة المشار إليها في هذا الفصل‪ :‬خروج ‪٦ -٢ :٢١‬؛ الويين ‪٢٠ :١٩‬‬
‫و‪٢١‬؛ الويين ‪ . ٤٦ — ٤٢ :٢٥‬أي هذه النصوص الصعبة يلفت نظرك؟ هل كنت واعيا لهذه‬
‫ا لنصوص قبل قرا ءتها في هذا الكتاب؟ هل تتذكر نصوصا أخرى مشابهة؟‬

‫* اقرأ شرح خروج ‪ .٦ —٢ :٢١‬كيف يتفق هذا مع انطباعاتك عندما قرأت هذا النص ألول‬
‫مرة بدون شرح هذا الكتاب؟‬

‫* ماذا عن أفكارك يشأن نص الفتاة الخادمة المخطوبة (ال ‪ ٢٠ :١٩‬و‪ )٢١‬برغم أن هذا‬
‫الموقف غير مثالي‪ ،‬كيف نقارن هذا بالسيناريوهات ا لموازية في ا لشرق األدنى ا لقديم؟‬

‫‪ ٠‬ا لنص ا لخا ص بالويين ‪ ٤٦-٤٢ :٢٥‬ربما يكون أكثر ا لنصوص ا لصادمة ا لتي درسنا ها‪.‬‬
‫ما هي بعض الخلفيات الهامة التي يجب مراعاتها عند تعاملنا مع هذا النص؟‬

‫‪ ٠‬ارجع إلى تثنية ‪ .١٨ -١ :١٥‬كيف يكشف هذا ا لنص عن ديناميكيات تكسف وتطور‬
‫الشريعة الموسوية؟ وكيف توضح حادثة بنات صلفحاد هذا األمر (عد ‪)٢٧‬؟‬

‫* كيف يلقي النقاش عن الهجرة غير الشرعية اليوم ا لضوء على النقاش الخاص باألجانب‬
‫في إسرائيل في القديم؟‬

‫‪١٨٨‬‬
‫هل يوجد مبررلالنجاربالبشر‬
‫كبهائم اىهقل؟ج‪٣‬‬

‫العبودية في العهد الجديد‬

‫إن معركة جيستبرج التي استمرت لثالثة أيام فقط في أوائل يوليو ‪ ١٨٦٣‬قد حصدت‬
‫من األرواح ما يقرب من خمسة آالف من جنود جيش االتحاد وا لجيش الكونغدرالي‪ .‬وقد‬
‫دعي ((ابراهام لينكولن)) لتخليد ذكرى وفاتهم ولتدشين المقبرة التي يدفن فيها حالائ الخمسة‬
‫آالف جندي‪ .‬وفي خطابه ا لقصير وا لعميق ا لشهير بخطاب جيستبرج (‪ ١٩‬نوفمبر ‪)١٨٦٣‬‬
‫بدا بهذه الكلمات الخالدة‪ :‬منذ ثمانية من العقود وسبع من السنين أسس آباؤنا على ظهر‬
‫هذه القارة أمه جديدًا‪ ،‬نشأت على الحرية‪ ،‬وكرست حياتها للمبدأ الذي ينادي بأن الناس‬

‫حلقوا سواسية‪ .‬كأن أبراهام لينكولن يلجأ إلى إعالن االستقالل في حجته ضد العبودية‪،‬‬
‫وهذا الشيء كان قد فعله في مناظراته مع ((ستيفن دوجالس)) في ا لحملة ا النتخابية (‪) ١٨٥٨‬‬
‫وقبلها أيتا ‪)١(.‬‬

‫كان لينكولن يونلف بانتظام هذه الوثيقة ا لتأسيسية إلعادة تشكيل الفكر ا ألمريكى تجاه‬

‫‪١٨٩‬‬
‫العبودية والزعم بأن ا لسود هم أقل في اإلنسانية‪ .‬وبرغم أن أمريكا لم تصل إلى هذه المثالية‬
‫‪-‬سوا ء في انتهاك معاهداتها مع ا ألمريكيين األصليين أو في سوء معاملة أصحاب ا لبشرة‬
‫السمراء‪ -‬دعا لينكولن رفقا ء ه المواطنين إلى التفكير العميق فى هذه الوثيقة‪ .‬لذا حث لينكولن‬
‫سامعيه في جيستبرج قائلة‪, :‬حري بنا أن نكرس حياتنا للعمل الذي ال يزا ل يواجهنا‪ ،‬والذي‬
‫قدمه هؤالء الذين حاربوا بكل نبل‪ .‬كان لينكولن يتوق ليرى اكتمال الرؤية التي صيفت في‬
‫إعالن ‪ ١٧٧٦‬عن ميالد جديد للحرية ‪.‬‬

‫يجسد دور إعالن االستقالل في رائسة لينكولن ظاهرة مماثلة في ا لعهد القديم‪ .‬كان‬
‫ا إلصحا ح ا ألول من سفر ا لتكوين يكرس لمبدأ أن كل ا لبشر خلقوا سوا سية ! وفي الناموس‬
‫الموسوي‪ ،‬كان الله يذكرهم بهذه الوثيقة التأسيسية في بداية الخلق‪ ،‬مؤكدا أن معاملة البشر‬
‫كأدوات أو ككائنات أدنى يتعارض كل االعتراض مع هذه الوثيقة‪ .‬وبالرغم من حالة السقوط‬
‫البشري‪ ،‬كان قرا ء العهد القديم يوحهون باستمرار نحو هذه الحالة المثالية‪.‬‬
‫وبالرغم أن تركيزنا منصب على العهد القديم‪ ،‬يليق بنا أن نقول شيائ عن العبودية في‬
‫ا لعهد ا لجديد ‪ .‬يفترض ا لعهد ا لجديد ا لمساوا ة بشكل أساسي؛ ألن كل ا لبشر مخلوقون على‬
‫صورة الله (يع ‪ ،)٩ :٣‬وليس هذا فحسب‪ ،‬لكنه أيائ يفترض حالة من الوحدانية العميقة‬
‫في المسيح تتجاوز حدود البشر واألنظمة االجتماعية‪(( :‬ندس يهودى زال يودايى‪ .‬ندس عدد‬
‫ذال حر‪ .‬نيش دكر وئدى‪ ،‬آلدكم لجييائ واحد في ا تسيح يسوغ)) (غل ‪ .)٢٨ :٣‬سنتعرض‬
‫لمضامين هذا اإلعالن المسيحي‪.‬‬

‫خلفية قصيرة‬
‫نحتاج إلى أن نعيد توجيه تفكيرنا بعيدا عن موقف العهد القديم عن خدمة ا ألين (والتي‬
‫كان العبيد الذكور واإلناث يحررون منها في السنة السابعة)‪ .‬كان عالم اإلمبراطورية‬
‫الرومانية مختلعا بشكل كبير— بمعنى أن عبودية الرقيق كانت موجودة بشكل مؤسسي‪.‬‬
‫سعت روما (على عكس تشريع ا لعهد القديم) إلى وضع شكل مؤسسي ليس للخدمة فقط‬
‫وإنما للعبودية (الرقيق) أيتا‪.‬‬

‫خالل القرن األول الميالدي‪ ،‬كان العبيد يشكلون ‪ ٨٥‬إلى ‪ /٩ ٠‬من سكان روما‪ .‬وبرغم‬
‫أن العبيد اعيبروا متاعا ألسيادهم‪ ،‬ولم يكن لهم اية حقوق قانونية‪ ،‬فقد كان لهم مجموعة‬
‫كبيرة ًاضى من الحقوق واالمتيازات‪ .‬تضمنت‪ )١( :‬إمكانية تأسيس تجارة يمكن أن ئدر‬
‫عليهم أمواال طائلة‪ )٢( ،‬القدرة على كسب المال ليشتروا في النهاية حريتهم (أو العتق) من‬
‫أسيادهم‪ ،‬أو (‪ )٣‬الحق في امتالك ماال خاصا (يسمى !اسعم)‪ )٣(.‬وكان عمل العبيد‬
‫يتراوح بين الظروف المروعة في المناجم إلى أصحاب الحرف‪ ،‬والتجار‪ ،‬ومواقع أخرى‬

‫‪١٩٠‬‬
‫لذا لم تتصف‬ ‫تتسم باالحترام والوجاهة مثل الخدام الحكوميين أو خدام الملوك واألباطرة‪.‬‬
‫ا لعبودية بعدم ا إلنسانية لكل العبيد في اإلمبراطورية الرومانية‪.‬‬

‫تأكيدات العهد الجديد على إنسانية العبيد‬


‫ربما سمعت االعتراض بان *يسوع لم يقل شيعا عن الوضع الخاطئ للعبودية ‪ .‬ليس‬
‫األمر هكذا ! لقد عارض يسوع بوضوح كل اشكال الظلم‪ .‬كما وصف يسوع مهمته بوضوح‬
‫مقتبسا من إشعيا ء ‪(( ،١ :٦١‬ألنادي إلصأسورين داالطالتي‪ ...‬وأرسل ا لمتشجقين بي الحريه))‬
‫(لو ‪ .)١٨ :٤‬وبالتالي هذا يتضمن ظلم روما وشرعنتها للعبودية‪ .‬لكن يسوع لم يبتكر خطة‬
‫إصالح اقتصادي إلسرائيل‪ ،‬لكنه خاطب المواقف القلبية مثل الجشع‪ ،‬وا لحسد‪ ،‬والقناعة‬
‫والعطاء؛ ليزعزع األنظمة االجتماعية وا القتصا ديل ت الظالمة‪.‬‬

‫بالمثل‪ ،‬كثيرا كان كتبة ا لعهد الجديد يخاطبون المواقف القلبية الداخلية الخاصة بالعبودية‪.‬‬
‫كيف؟ بان أمروا السادة بن المسيحيين بأن يدعوا عبيدهم ((إخوة)) أو ((أخوات))‪ ،‬وأن يظهروا‬
‫لهم الشفقة والعدل والصبر‪ .‬فلم يعد منصب السيد يعنى امتيارا ومكانة وإنما مسؤولية‬
‫وخدمة‪ .‬وبفعل ذلك وضعوا أساسا لتفيير األنظمة ا الجتماعية‪(.‬‬

‫كذلك بولس وكتبة ا لعهد الجديد ا بآلخرون‪ ،‬كتالميذ أمنا ء للمسيح‪ ،‬قاوموا ا لتقليل ين‬
‫إنسانية ا آلخرين وقهرهم‪ .‬فهم على سبيل المثال رفضوا خماما اعتبار العبد مجرد متاع‬
‫أو أحد الممتلكات‪ .‬وكانت مكانة العبد أو ا لحر ليست شرطا لقبول المسيح (قارن غل ‪:٣‬‬
‫‪٢٨‬؛ كو ‪ .)١١ :٣‬في ا لوا قع‪ ،‬أعطى بولس قواعد عائلية في أفسس أصحاح ‪ ٦‬وكولوسي‬
‫أصحاح ‪ ٤‬ليس فقط للعبيد ا لمسيحيين ولكن للسادة ا لمسيحيين أيصا ‪ .‬وكان العبيد مسؤولين‬
‫في النهاية أمام الله‪ ،‬فهو سيدهم السماوي‪ .‬لكن السادة كان عليهم اآلتي‪(( :‬وأنتم أدها‬
‫الشادة‪ ،‬عابلوا عبيدكم اشاحة نغشها))— أي كأشخاص تحت حكم ا لسيد السماوي (أف‬
‫أن نصائح بولس الغامضة كانت‬ ‫و‪!<.1.0‬‬ ‫‪ —٩ :٦‬ترجمة عربية مشتركة)‪ .‬يشرح‬
‫سافرة في عصره‪ )(.‬وفي ظل ا لمساوا ة الروحية للعبيد واألحرار‪ ،‬كأن بمقدور العبيد أن‬
‫يتولوا مناصب قيادية فى الكنيسة‪.‬‬

‫كان بولس سيعتبر تجارة العبيد فى ا لقرنين السابع عشر والثامن عشر بن الموبقات‪،‬‬
‫وا نتهائ صارحا للكرا مة ا النسانية وسرقة البشر‪ .‬في قائمة بن الرذائل ذكرها بولس في‬
‫رسا لة تيموثاوس ا ألولى ‪٩:١‬و‪ ١٠‬أسهب في ا لوصا يا من ا لخا مسة إلى ا لتاسعة ا لوا ردة في‬
‫خروج ‪ ٢ ٠‬وتثنية ه ‪ .‬وهنا أدان ((ساربي ا لدا ص)) أو ((تجار ا لرقيق أو النخاسين في ترجمات‬
‫أخرى)) (‪١‬تي‪ ،)١٠ :١‬الذين يسرقون ما ليس لهم حق فيه‪.‬‬

‫يتساءل النقاد لماذا لم يدن بولس (أو بطرس في ‪١‬بط ‪ )٢٠ -١٨ :٢‬ا لعبودية بشكل‬

‫‪١٩١‬‬
‫مباشر‪ ،‬و لماذا لم يأمر السادة بإطالق عبيدهم‪ .‬يجب أوال ان نفصل هذا السؤال عن‬
‫اعتبارات أخرى‪ ،‬حتى إذا كان الملحدون الحدد غير مهتمين بالضرورة بالغوا رق العميقة‪.‬‬
‫كان موقف بولس من ا لعبودية واضائ من عدة نغاط‪ )١( :‬فقد استنكر تجارة العبيد‪)٢( ،‬‬
‫وأقد على الكرا مة ا إلنسانية ا لكاملة وا لمكانة الروحية ا لمتساوية للعبيد ‪ )٣( .‬وشجع ا لعبيد على‬
‫الحصول على حريتهم كلما أمكن ذلك (‪١‬كو ‪ .)٢٢ -٢٠ :٧‬هذه التأكيدات المسيحية الثورية‬
‫ساعدت على تمزيق نسيج نظام العبيد في أوروبا‪.‬‬
‫كان بولس يذقر السادة المسيحيين بأنهم مع عبيدهم يمثلون عبيدا رفقاء للسيد األعظم‬
‫ا لذي ليس عنده محاباة‪ .‬لذا لم يكن مسموحا لهم بأن يسيغوا معاملة عبيدهم‪ ،‬وإنما يعاملونهم‬
‫كإخوة وأخوات في ا لمسيح‪ .‬دعى بولس ا لسادة بأن يقدموا (( ا لفئل وا لمساوا ه)) لعبيدهم (كو ‪: ٤‬‬
‫‪ .)١‬وبطريقة غير مسبوقة عامل بولس العبيد كأشخاص يتسمون بالمسؤولية ا ألخالقية الكاملة‬
‫(كو ‪ ،)٢٥ -٢٢ :٣‬ا لذين مثل أسيادهم المسيحيين هم إخوة وأعضا ء في جسد ا لمسيح ( ‪ ١‬تي‬
‫‪ ) (.)٢ :٦‬كان العبيد المسيحيون واألسياد المسيحدون على خد سوا ء ينتمون إلى المسيح (غل‬
‫‪٢٨ :٣‬؛ كو ‪ .)١١ :٣‬وكانت المكانة الروحية أهم بكثير من المكانة االجتماعية‪.‬‬

‫لم يدغ بولس (أو بطرس) النتفاضة‪ -‬أو لإلطاحة بالعبودية في روما‪ .‬فلم يريدا أن يظر‬
‫لإليمان المسيحي كمتعارض مع النظام والسلم االجتماعي‪ .‬ومن ثم أخبرا العبيد ا لمسيحيين‬
‫بأن يفعلوا ما هو صائب‪ ،‬حتى إذا تلقوا معاملة سيئة‪ ،‬حتى يكون ضميرهم طاهرا (راجع‬
‫‪ ١‬بط ‪.)٢٠ -١٨ :٢‬كانت ا اللتزا مات دلقى على هؤالء ا لعبيد بدون موا فقتهم ا لمسبقة‪ .‬لذا كان‬
‫الطريق أمام المسيحيين األوائل خطرا‪ ،‬وعلى النقيض تماائ من الوضع في إسرائيل العهد‬
‫مح‬

‫القديم‪ .‬من ناحية كانت انتفاضة العبيد ‪-‬لو حدثت‪ -‬ستضر برسالة اإلنجيل‪ ،‬وكانت ستمثل‬
‫تهديدا مباشرا لمؤسسة رومانية ظالمة ( أيها األسياد‪ ،‬أطلقوا عبيدكم! أو أيها العبيد‪،‬‬
‫تحرروا من قيودكم! )‪ .‬كانت روما ستواجه أية مقاومة سافرة بمقاومة أخرى سريعة وعنيفة‬
‫ودموية‪ .‬لذا فإن نصيحة بطرس للعبيد ا لذين يتلقون معاملة ظالمة تتضمن تحثل المعاناة بدون‬
‫الثأر أو االنتقام‪ .‬المعاناة في حد ذاتها ليست شيائ جيدا (بل يمكن اعتبار التلذذ بها فكرة‬
‫سادية‪ ،‬وهذا بالتأكيد ال يعبر عن فكرة كتابية)‪ ،‬وإنما الشيء الذي يمدح هنا هو االستجابة‬
‫ا لصحيحة فى وسط المعاناة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬زعزع المسيحيون األوائل العبودية بشكل غير مباشر‪ ،‬وقطائ رفضوا‬
‫ا لكثير من المسلمات الرومانية واليونانية عنها‪ ،‬مثل رأي أرسطو (بان العبيد بطبيعتهم أدنى‬
‫من األسياد‪ ،‬كما اإلناث للذكور)‪ .‬وكما تحئل يسوع معاناة ظالمة من أجل فداء اآلخرين‪،‬‬
‫وائتمن نفسه للديان العادل (‪١‬بط ‪ ،)٢٤ —٢٠ :٢‬كذلك يستطيع العبيد المسيحيون أن يتحملوا‬
‫الضيقات ليظهروا لآلخرين —وأسيادهم أيتا— فكر المسيح وعمله الفدائي‪ ،‬بينما يسلمون‬

‫‪١٩٢‬‬
‫حياتهم كل حين لله‪ .‬وبالتالي مثل الخميرة‪ ،‬كأن لهذا ا لسلوك المتشبه بالمسيح تأثير تخميري‬
‫متدرج على المجتمع حتى تسقط في النهاية هذه األنظمة الظالمة كالعبودية‪ .‬هذا في ا لواقع‬
‫ما حدث في أروبا‪ ،‬كما سنرى في الفصل األخير‪.‬‬
‫كان هذا أيائ نفس نوعية ا السترا تيحية المتدرجة التي اتبعها ا لرئيس أبراهام لينكولن‪.‬‬
‫فبرغم انه كان يحتقر العبودية‪ ،‬وتحدث كثيرا عن هذه المؤسسة المشينة‪ ،‬لكن كاندم أولويته‬
‫ا ألولى تتمثل فى الحفاظ على تماسك االتحاد معا وليس ا لقضا ء على ا لعبودية على الغور‪.‬‬
‫وألنه كان عالما استثنائيا بالطبيعة البشرية‪ ،‬فقد أدرك أن األحداث السياسية والنتائج‬
‫المتوقعة تتطلب منهجا تدريجيا‪ .‬لكن المسار الراديكالي لمؤيدي ا لقضا ء على ا لعنصرية‬
‫الذي ينسب ا‪(( -‬حون براون)) و((وليام إيليود جاريسون)) كان سيؤدي (وبالفعل أدى) إلى‬
‫نشوب صدام اجتماعي ضد هؤالء المؤيدين الصريحين للعنصرية‪ ،‬وجعل من ا لتحرير أمرا‬
‫أكثر صعوبة‪(.‬‬

‫جسدت خدمة بولس كيف أنه في المسيح ال يوجد عبد وال حر‪ .‬كان يوجه التحيات‬
‫لألشخادس في رسائله بأسمائهم‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في رومية ‪ ٧ :١٦‬و‪ ، ٩‬يشير إلى عبيد‬
‫مثل أندرونيكوس وأوربانوس (وهى أسماء شائعة للعبيد) ووصفهما كالتالى‪(( :‬نسيبى))‬
‫و(( ا لمأسور معي))‪ ،‬و(( ا لوامرج معدا))‪ .‬كان منهج العهد الجديد تجاه العبودية متناقتا تماائ‬
‫مع األرستقراطيين والغالسفة مثل ((أرسطو))‪ ،‬الذين كانوا يعتقدون أن بعض البشر هم‬
‫عبيد بالطبيعة (‪€8 1.13‬أ‪1‬أأ‪0‬م‪ .٢‬من الصعب أن تجد أن المسيحية قد أيدت أو صدقت على‬
‫ا لعبودية‪ ،‬بل تساوت كل ا لغوا رق عند أقدا م الصليب‪ .‬فى سفر ا لرؤيا ‪ ، ١٣ - ١١ :١٨‬تقف‬
‫بابل لمدانة ألنها عاملت البشر كا ((بضائع))‪ ،‬وألنها تاجرت في ((احساد‪ ،‬زنغوس الائس))‪.‬‬
‫هذا التوبيخ لمعاملة الناس كبضائع يعكس عقيدة صورة الله في كل البشر‪ .‬ال عجب إن‬
‫كان ا إليما ن ا لمسيحي جذا يا على نحو خا ص إلى ا لعبيد وا لطبقا ت ا لدنيا‪ ) (.‬بل كان يسير‬
‫عكس تيار الثقافة السائدة‪ ،‬وكان ثوريا‪ ،‬وضد الوضع القائم‪ .‬وال عجب ان العبودية في‬
‫أوربا تالشت في النهاية‪ .‬كان للمسيحيين ا ألوربيين عقلية أن امتالك إنسان آخر يتناقض مع‬
‫الخليقة والخليقة الجديدة في المسيح‪.‬‬

‫قضية أنسيموس‬
‫لقد زعم ا لبعض أن بولس بإعادته ألنسيموس ((العبد الهارب)) إلى سيده فليمون‪ ،‬يمدل‬
‫انتكاسة للوراء‪ -‬نحو شريعة حمورابي الظالمة! كان العهد ا لقديم يحرم مثل هذا التصرف (تث‬
‫‪ ١٥ :٢٣‬و‪ ،)١٦‬ولكن شرائع بابل كانت تطالب بإعادة العبد لسيده‪ .‬لذا يبدو هنا أن بولس‬
‫يناصر شريعة حمورابي ويخالف شريعة ا لعهد القديم! هل هذه التهم لها أساس ين الصحة؟‬

‫‪١٩٣‬‬
‫يقول الدارسون إن قرا ء ة رسالة في ا لعهد الحديد تشبه االستماع إلى جانب واحد من‬
‫الحوار في مكالمة تليفوندة‪ .‬وهذا ينطبق تماائ على رسالة فليمون‪ .‬نحن نسمع فقط كلدم‬
‫بولس‪ ،‬لكن يوجد كثير من الفجوات التى نحب أن نمألها ‪ .‬ماذا كانت علدقة بولس بغليمون‬
‫(((المحدوب وانفابل نعثا)) فل ‪ ،)١٧ ،١‬ما هو األين الذي يدين به فليمون لبولس؟ كيف‬
‫أخطام انسيموس في حق فليمون (إن كان قد أخطام)؟( ) كثير من المفسرين تولوا مسؤولية‬
‫أن ((يساعدونا)) على ملء هذه الفجوات‪ .‬ومع ذلك النتيجة التي توصل إليها معظمهم هي‬
‫انه يمكن المبالغة في قراءة النص وتحميله بما يتجاوز المكتوب‪ .‬وفرضية العبد الهارب‬
‫بالثروة (أي أن أنسيموس كان عبدا هاردا من فليمون) ترجع إلى يوحنا ذهبي الغم أحد‬
‫آبا ء ا لكنيسة (‪٤٠٧ -٣٤٧‬م)‪ .‬ومع ذلك هناك آرا ء موثقة با‪۶‬بحاث علمية تختلف مع هذا‬
‫التفسير‪ .‬من ناحية‪ ،‬ال تحتوي الرسالة على أية كلمات توحي بالهرب‪ ،‬كما لو أن أنسيموس‬
‫قد تحول إلى ما يشبه المتغيب عن الخدمة العسكرية بدون تصريح‪ .‬كما أن بولس لم يعلن‬
‫عن أية مخاوف من ان فليمون قد يعذب أنسيموس لدى عودته‪ ،‬كما كان ا ألسيل د يفعلون عند‬
‫ا لقبض على عبيدهم الهاربين‪.‬‬

‫تقول إن أنسيموس وفليمون كانا مسيحيين مغتربين (وربما أخوين‬ ‫هناك آراء معقولة‬
‫بالجسد)‪ .‬ويحث بولس فليمون أال يقبل أنسيموس كعبد (وهو ما يعني أن مكانته في المجتمع‬
‫الرومانى أن يكون متغريا وبلد كرامة)‪ ،‬وإنما يرحب بأنسيموس كأخ محبوب‪(( :‬ال كغبد بى‬
‫نا يئد‪ ،‬بل أئخئل مذ عيد‪ :‬أحا نحبويا‪ ،‬ذال سيتا إنى‪ ،‬عكم يا نحرى إلين بي ا نجسد وا لؤب‬
‫حبيائ!)) (فل ‪ ١٥ :١‬و‪ .)١٦‬الحظ نفس الصياغة اللغوية في رسالة غالطية ‪(( -٧ :٤‬إذا‬
‫نسن يئد عيدا يل ايدا‪ ،‬وا ن كئن ايدا نذا رث لله ياتبديع))‪ .‬ربما يلقي هذا بمزيد من ا لضوء‬
‫عن كيف يجب أن نفسر رسالة فليمون‪ .‬لقد أراد بولس أن يساعد على رأب الصدع بحيث‬
‫يقبل فليمون عودة أنسيموس (وهو ليس عبدا فعلدا) كاخ محبوب في الرب‪ ،‬وليس فقط كاخ‬
‫حسب الجسد‪ .‬وعندما يفعل هذا فإنه سيتبع مثال الله نفسه الذي قبلنا كأبنا ء وليس كعبيد‪.‬‬
‫وحتى لو كان أنسيموس عبدا فعليا في اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬فهذا ال يعني أينا انه كان‬
‫هاريا‪ .‬ولو كان حدث خلدف أو سوء فهم بين أنسيموس وفليمون‪ ،‬وسعى أنسيموس إلى‬
‫بولس ليتدخل بطريقة ما أو ليحكم بينهما في الخلدف‪ ،‬فهذا ما كان ليجعل بن أنسيموس‬
‫هاريا أينا‪ .‬وفي ظل معرفة بولس بشخصية فليمون وأعماله السابقة التي تعير عن تكريس‬
‫مسيحي حقيقي‪ ،‬فإن القول بأن عودة أنسيموس هي عودة إلى حمورابي* أبعد ما يكون‬
‫عن الحقيقة‪.‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬حتى لوكان أنسيموس عبدا في بيت فليمون‪ ،‬كانت استراتيحية بولس كا آلتى‪:‬‬
‫بدال بن منع العبودية‪ ،‬افرض األخوية‪ ) (.‬بالفعل ظهرت كنيسة العهد الجديد نفسها كمجتمع‬
‫ثوري موحد في المسيح‪ -‬وكشعب يسمو فوق الحواجز ا لعرقية واالجتماعية والجنسية‪.‬‬

‫‪١٩٤‬‬
‫هاجر‪ ،‬وسارة‪ ،‬وبولس‬
‫ربما يليق بنا هنا أن نتحدث عن قصة هاجر وسارة‪ .‬في غالطية ‪ ٣٠ :٤‬يشير بولس إلى‬
‫تصرف سارة عندما طردت هاجر (تك ‪ .)٢١‬ا لبعفر يصور هذه ا لقرا ء ة الرمزية ا الستعارية‬
‫على أنها تؤكد على تأييد بولس لرغبة متوحشة لدى سارة في طرد هاجر‪ -‬كما أخبر الله‬
‫إبراهيم بأن يوافق على هذا الطرد (تك ‪ !)١٢ :٢١‬دعنا نحافظ على السياق‪ .‬لقد رينا بالفعل‬
‫أن كل من هاجر وإسماعيل قد ساهما بنصيبهما فى ا لمشكلة والتوتر داخل البيت‪ .‬فمن‬
‫ا لصعب أن يكونا بال لوم في هذا ‪ .‬كما أنمد الله إلبرا هيم (كما أخبر هاجر سابعا) بأن الله‬
‫سيعتني بهما وسيجعل إسماعيل أمة عظيمة‪.‬‬

‫يشير بولس إلى هذا ا لنص (تك ‪ )١٠ :٢١‬ليقذم رسالة ألهل غالطية مغادها ‪ :‬ا طرد‬
‫الجارية (غل ‪ !)٣ ٠ :٤‬بمعنى‪ ،‬أنه البد من وقف التصاقهم واعتمادهم على شريعة موسى‬
‫ليكتسبوا أو يحافظوا على قبولهم أمام الله‪ .‬إن تصوير النقاد لبولس على نحو خاطى بأن‬
‫بولس كان يشحع بالفعل على المعاملة السيئة للعبيد‪ -‬هو بالفعل شيء هزلي جدا‪( ) (.‬وهذا‬
‫معتاد عن األصولية اليسارية)؛ فهي تتجاهل تماائ المغزى ا لحقيقي للرمزية في هذه القصة‪،‬‬
‫وكذلك نبرة بولس القوية وا لواضحة في مقاومة المتهودين‪ .‬كانت الفكرة أنه ال يصح التساهل‬
‫مع هذه الهرطقة في الكنيسة‪ .‬هذا ال يعكس تأييدا من بولس للعبودية‪ .‬بل بالحري كانت‬
‫صرخة قلب بولس أن يجد إخوته اليهود الخالص (رو ‪ ،)١ :١٠‬وأن معارضته للمتهودين‬
‫كانت مصحوبة بالدموع (في ‪.)١٨ :٣‬‬

‫الهدف األخير لله‪ :‬هل هواستعباد الجميع؟‬


‫منذ البداية يؤكد الكتاب المقدس أن كل الناس حلقوا على صورة ا لله— وبشكل أساسي‬
‫((ذيسيًاودي وال يئل نى‪ .‬يس عبدوألحر‪ .‬ليس ذنمر وأش))‪ .‬وبرغم أن البشرية انحرفت عن‬

‫هذا ا لوضع المثالي‪ ،‬لكن الكتاب المقدس يحاول باستمرار هدم المؤسسات ا لبشرية الموجودة‬
‫بسبب قساوة قلوب البشر‪ ،‬وليقود الناس ليرجعوا إلى الوضع المثالي الذي كان عند الخليقة‪،‬‬
‫وكذلك ليقودهم إلى األمام إلى مثال ا لخليقة الجديدة في المسبح‪ ،‬آدم الثاني‪.‬‬

‫يدعي بعفر النقاد أن ا لهدف ا إللهي ا لبعيد هو استعباد كل الناس‪ ،‬وهذا منتهى الطفيان‬
‫وعدم اإلنسانية‪ .‬انظر إلى إشعيا ء ‪ ١ :١٤‬و‪ ٢‬كمثال واضح على ذلك‪:‬‬

‫((ألن الرب سيرحم يعقوب ويحدا ر أيتا إسرائين‪ ،‬ؤيريحهم ني أرغدهلم‪،‬‬


‫قئئثرن يهم ا تعزيا ء ويئنوئذ إتى بيت يعقوب‪ .‬وياخذهلم شعوب ويأتون يهم‬
‫ص اآلنعبيدا وإماة‪ ،‬ويحون‬ ‫إتى مؤضجهلم‪ ،‬ويئثلكهلم تى إسرائينني‬
‫ا لدين سبوهلم وبدشلطون على ظالميهم‪)).‬‬

‫‪١٩٥‬‬
‫يميل النقاد إلى المبالغة في هذا ا لتشبيه الخاص بالعبودية‪ -‬بمعنى أن يمتد تشبيه‬
‫العبودية إلى ما هو أبعد من الفكرة المقصودة من المقارنة‪ .‬النظرة األقل انتقائية للكتاب‬
‫المقدس تكشف أن صورة العبودية ال تزيد عن كونها جزءا صغيرا في لوحة مطرزة أكبر‪.‬‬
‫كان الله يسعى في النهاية لمباركة كل األمم (تك ‪ .)٣ :١٢‬التشبيهات الكتابية إلخضاع الله‬
‫لشعبه وأعدا ء شعبه تشير إلى أن معارضي الله لن يكون لهم ا لكلمة النهائية‪ .‬وأن مقاومتهم‬
‫لله يجب ان تفسح ا لطريق إلى االعتراف بسيادة الله على الكل‪ .‬هؤالء ا لذين يرفضون‬
‫االعتراف بالمكانة ا لصحيحة لله في النهاية يفصلون أنفسهم بحريتهم عن الله‪ ،‬مصدر ا لفرح‬
‫وا لرجا ء والسالم‪ ،‬وسيحصلون على ا النفصال الذي أرادوه عن الله‪.‬‬

‫ماذا عن هؤالء ا لذين ينتمون إلى المسيح؟ لكي نصف المكرسين بالكامل إلى الله فإن‬
‫العهد الجديد يستخدم تعبير ((عبد)) أو (دولوس ‪08‬أ‪011‬اع)‪ .‬كثير من الترجمات ا لحديثة تترجم‬
‫هذه ا لكلمة ((خادم))؛ لكن رابطة الخادم بصاحب ا لعمل كثيرا ما تكون مؤقتة وقابلة لالنفكاك‪.‬‬
‫إن تعبير ((عبيد للبر)) ال يعنى ا لقهر والظلم‪ ،‬ألن ((عبيد ا لبر)) لم يعودوا مستعبدين للخطية‬
‫(يو ‪ ،٣٤ :٨‬رو ‪ .)٢٠ —١٧ :٦‬رأينا سابعا أن ا لبشر بطبيعتهم كائنات عابدة‪ ،‬إنهم عبيد لما‬
‫يعبدونه‪ ،‬سوا ء آلهة باطلة او ا إلله الواحد الحقيقي‪ .‬وعندما نعبد ا إلله ا لحقيقي بتكريس قلبي‬
‫كامل فهذا يمثل في ا لوا قع صورة عن ا لحرية ا لحقيقية وا لحيا ة الغنية وليس ا لقهر والظلم‪،‬‬
‫بينما ا لعبادة ا لباطلة تستعبد ا إلنسان فعال (يو‪.)١٠ :١٠‬‬

‫لذلك ال يصح أن تهيمن صورة العبد على الصورة الروحية‪ .‬دعي إبراهيم عبد الرب‬
‫ر‪،/‬جضوكا وكذلك خليل الله (إش ‪٩ :٤١‬؛ يع ‪ .)٢٣ :٢‬أخبر يسوع تالميذه بأنهم لم يعودوا‬
‫يسوع نفسه وضع نفسه عن أصدقائه (أو‬ ‫(أ‪0‬أ‪1‬أ{([}‪.‬‬ ‫ولكن أحبا ء‬ ‫(أ‪0‬أ‪011‬ا))‬ ‫يسمون عبيدا‬
‫أحبائه) (يو ‪.)١٥-١٣ :١٥‬وابن ا إلنسان‪ ،‬ا لذي جا ء ليخدم ا لبشرية (مر ‪ ،)٤٥ :١٠‬أخذ‬
‫شكل ا لعبد— فا لله ا لظا هر في ا لجسد يخدم ويموت عوصا عن ا لبشرية (في ‪ :٢‬ه—‪.)١١‬‬

‫وبالتالي هل نحن عبيد؟ نعم وال— بمعنى يتفق مع قول ((مارتن لوثر)) الشهير‪ :‬المسيحي‬
‫هو حر وال يخضع ألحد من رفقائه البشر‪ ،‬وكذلك فهو خادم أمين خاضع للكل‪ ) (.‬بالمثل‪،‬‬
‫يهتم الله برفع الظلم ويمكننا من إيجاد ا لحرية ا لحقيقية في محبة الله وإطاعته‪ ،‬فهو الله‬
‫ا لسيد وا ألب في آن وا حد‪ .‬يستخدم ا لكتاب ا لمقدس صورة ا لعبودية وا لخوف ا لتي تحولت إلى‬
‫التبني كًاوالد لله يتمتعون بأمان كامل في محبة الله (رو ‪١٦—١٤ :٨‬؛ غل ‪ .)٨ —٣ : ٤‬وتشير‬
‫ا ألسفار إلى ا لوضع المميز لشعب الله‪ ،‬وا لله الذي يسكن وسطهم (رؤ ‪ .)٣ :٢١‬شعب الله هو‬
‫عروس المسيح أيائ (رؤ ‪.)٢ :٢١‬‬

‫لم يقصد بحكم ملكوم الله أن يكون ظالما ومستعبد ا‪ .‬في متى ‪ ،١٦—١ :٢٠‬فإن صاحب‬
‫ا لكرم الذي استأجر عماال خالل ا ليوم يسال ا لشخص المتذمر من تحمل حرارة النهار بينما‬

‫‪١٩٦‬‬
‫هل هناك مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪٣‬‬

‫ا آلخرون عملوا فقط لغترة قصيرة‪ (( :‬أن تا يحذ يى أن أعقل تا أريد يتا لى؟)) (مت ‪.)١٥ :٢٠‬‬
‫وهذا من المستحيل أن يكون ظلائ أو تعسائ كما يدعي البعض‪ .‬في النهاية‪ ،‬كان صاحب‬
‫الكرم كريتا ولم يخطئ في شيء‪ .‬بل أن السيد وفر فرصة للعمل‪ ،‬والعامل وافق على أجرة‬
‫الدينار‪ ،‬كما وافق ا لجميع على نفس ا لشيء‪.‬‬

‫عندما نراجع العهد الجديد‪ ،‬نجد أن لغة العبودية تمثل جانيا واحدا من صورة أكبر‪ .‬لم‬
‫يكن هدف المسيح النهائي أن يظلم ويهلك ولكن ليعطي حياة‪ ،‬وليفتدي‪ ،‬وليحرر (لو ‪.)١٨ :٤‬‬
‫وبولس في غالطية ‪( ٢٨ :٣‬اإلعالن المسيحي) ال يلغي العبودية‪ ،‬وإنما يجعلها في النهاية‬
‫غير ضرورية! كل المنظومات التي فصلت اليهود عن اليونانيين‪ ،‬الذكور عن اإلناث‪ ،‬العبيد‬
‫عن األحرار‪ ،‬قد انقلبت رأسا على عقب بمشاركتها فى وجبة مشتركة مائ عندما كانوا‬
‫يحتفلون بموت الرب (راجع ‪١‬كو ‪ .)٣٤ -١٧ : ١١‬بالفعل‪ ،‬كأن هذا تصرا يتحدى ويتعارض‬
‫مع ا لثقافة ا لسائدة وضد ا ألنظمة ا الجتماعية ا لرا سخة في روما‪ -‬وهنا بعيد تماتا عن حجة‬
‫(( ا الستسالم السلبي)) ا لتي ينادي بها النقاد (أي أن بولس كان سلبيا ولم يتكلم ضد ا لعبودية‬
‫بل كان يقبلها)‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬كأن عشا ء الرب عمال مشيدا من الناحية االجتماعية‪ :‬فلم‬
‫يعبد هؤالء المسيحيون مسيا مصلويا وملعوائ فحسب (وإن كان قائائ من الموت)‪ ،‬لكن هؤالء‬
‫الذين كانوا (محتقرين أو من رتبة اجتماعية أدنى —اإلناث‪ ،‬األمم‪ ،‬العبيد‪ -‬كانوا يتلقون‬
‫معاملة كمتساوين مع ا لذكور وا ليهود واألحرار‪ .‬كانت وليمة العار هذه ترمز حعا إلى نزع‬
‫كل احتقار عند اقدام الصليب‪ .‬لقد بدات في ا لكنيسة األولى ثورة اجتماعية!(‬

‫لمزيد هن االطالع‪:‬‬
‫ع‪٢٦‬انئ‪. 81)1 0‬الةآآأ‪١1‬ك‪ً١‬ااًأل‪* ١‬‬ ‫‪0٦٩‬أا‪0‬العدآ اا‪€‬أ‪0‬آ ‪0٣‬ئ‪0٣‬ه‪1‬عأي‪٦١‬‬
‫‪, 1999.‬مدأ‪٢٧،1٢81‬حأ‪٦‬أ‪: 1‬مآل ‪,‬ج ‪ 0‬ة ‪0 0181. ]<0١٧1101٠8‬أ‬

‫‪١‬؟ًاح\آأل‪١‬د‪٢‬دآه‪0‬ل)ئ()‪€‬او[‪€0‬م‪€‬ه‪)(۴‬ئآلعح‪1٠11٦٢11‬ةا‪0‬ا‪١‬ئآحهأألللأل‪٠١٢‬ل<‪1‬‬
‫‪, 2004.‬ج‪1٠81‬ة‪٢٧‬حخع‪: 1‬مآل ‪,‬ح‪6٢0٧‬‬

‫‪١٩٧‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* ما الهدف من مقارنة خطاب لينكولن في جيتسبرج بموضوع العبودية‪ /‬أو الخدمة في‬
‫شريعة موسى؟‬

‫‪ ٠‬في العهد الجديد‪ ،‬ما هي مضامين غالطية ‪ ٢٨ :٣‬عن ‪ 1‬لعبودية؟ وعن التحدر الجنسي؟‬
‫وعن العنصرية؟‬

‫* كيف كانت ا لعبودية في روما خالل ا لقرن ا ألول مختلفة عن نظام ا لخدمة في ا لعهد ا لقديم‬
‫في إسرائيل؟‬

‫‪ ٠‬كيف يؤكد العهد الجديد على كرامة العبيد ومساواتهم مع أسيادهم؟ ما هي الجوانب‬
‫ا ألخرى الالفتة في هذا ا لموضوع وا لتي تبرز في ا لعهد ا لجديد؟‬

‫* ما معنى أن كتبة العهد الجديد كانوا يخاطبون األمور القلبية األعمق التي تؤدي إلى‬
‫العبودية‪ ،‬مثلما فعل يسوع تجاه المال؟‬

‫هل تعتبر حالة أنسيموس وفليمون انتكاسة لشريعة حمورابى؟ ولماذا؟‬

‫البعض يتهم أن الهدف النهائي لله هو استعباد كل البشر‪ ،‬وبالتالي اهانتهم وانتزاع‬
‫كرا متهم منهم‪ .‬ما هي اإلشكالية في هذه ا لصورة؟‬

‫‪١٩٨‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا ؟ج‪١‬‬

‫قتل الكنعانيين‪ -‬ج‪١‬‬


‫ربما أصعب قضية أخالقية في ا لعهد ا لقديم تتمثل في األمر ‪ 1‬إللهي بقتل الكنعانيين‪.‬‬
‫كتب الالهوتي ((جيرد لوديمان)) ‪-‬الذي صار ملحدا‪ -‬أن ا ألمز باإلبادة قبيح إلى أبعد‬
‫مدى — وهو يتناقض تماائ مع صورة ا إلله الرحيم الذي تعلن عنه األسفار كثيرا ‪ ) (.‬تأمل‬
‫أحد النصوص مثال‪:‬‬
‫((وآائ مدن هؤالء السعوب اندي دئؤيك الرت إلهك د‪۶‬هورا علد تسثبتي مئها‬
‫نشته ائ بل تحرئؤا نحريائ (تبيدونهم ابادًا كاملة)‪ :‬الجديين زاألموردئ‬
‫وانفدعايدئ ؤالفرزئين ذالحؤئين ذاليوئسبكين‪ ،‬كما ألمرن الرت إفي‪ ،‬لكئ أل‬
‫يعلموكم أن نئتلوا حشت جميع أرجا عبهم انتي عيلوا آللهتهم‪ ،‬قدحطدوا إنى‬
‫الرتإلهكلم))(تث‪.)١٨-١٦:٢٠‬‬

‫هذه قضية صعبة‪ ،‬وسنخصص أربعة فصول لمعالجتها مع قضايا أخرى متعلقة بها‪.‬‬
‫سنستعرض اوال بعض األمور التمهيدية‪ ،‬ثم نناقش اثنين صن ا لسيناريوهات المحتملة بشان‬

‫‪١٩٩‬‬
‫قضية الكنعانيين‪ ،‬ثم في النهاية سنتطرق إلى قضية األين (أدأ كان معنى هذا المصطلح)‬
‫وعالقته بالعنف‪.‬‬

‫هل كان الكنعانيين بكل هذا الشر؟‬


‫وفعا للغص ا لكتأبى‪ ،‬كان ا لله مستعدا لالنتظار ما يقرب من ‪ ٤٣٠‬سنة ألن ((ذئب ا ألموردين‬
‫(أحد الجماعات الكنعانية) نيس الى اآلن كامأل)) (تك ‪ .)١٦ :١٥‬بكلمات أخرى‪ ،‬في أيام‬
‫إبراهيم‪ ،‬لم يكن قد حان الوقت لدينونة الكنعانيين‪ .‬لم تكن اللحظة موآتية ليطردوا من‬
‫ا ألرض‪ ،‬ولم يأت ا لوقت حين (( نعذف ا ألرض متهاقها )) (ال ‪ .)٢٥ : ١٨‬محص نا حية أخرى‪ ،‬سدوم‬
‫عمورة كانت قد نضجظ لهذا ‪ .‬فلم يوجد بها ولو عشرة أشخاص من األبرار (تك ‪ ١٨‬و‪.)١٩‬‬
‫وقبل ذلك أيائ في أيام نوح بلغ الناس انحدارا أخالقيأ رهييا (تك ‪ .)١٣ —١١ :٦‬وبالرغم‬
‫من كرازة نوح التي دامت ‪ ١٢٠‬عاثا (تك ‪٣ :٦‬؛ قارن ه‪٣٢ :‬؛ ‪٦ :٧‬؛ ‪٢‬بط ‪ :٢‬ه)‪ ،‬لم يسمع‬
‫الزمن‬
‫يصر م ‪٠‬‬ ‫عليهم‪ .‬ولم‪ ٠٠٦‬ه‬
‫مستعدين لحلول الدينونة طيهم‬
‫‪٠٠‬‬ ‫وكان معاصروه‬
‫ت‬ ‫خارج عائلته‪.‬‬
‫ج‬ ‫له ‪٠‬‬
‫أي أحد‬
‫مهيائ لدخول بني إسرائيل إلى كنعان إال بعد عبودية طويلة لهم في مصر‪(( -‬ألحل إثم أوليك‬
‫السعوب)) (تث ‪ ٤ :٩‬وه ) ‪ .‬في بعض األحيان يرفع الله يده عن األمم وا لمدن أو األفراد ا لذين‬
‫وصلوا إلى مرحلة ا لالعودة‪ .‬وتكون ا لدينونة —سوا ء مباشرة أو غير مباشرة— هي المالذ‬
‫األخير له‪.‬‬

‫ما نوع الشر الذي نتحدث عنه؟ لدينا دراية كافية بالمثل القائل‪ :‬ال تسقط الثمرة بعيدا‬
‫عن الشجرة ‪ .‬في حالة الكنعانيين‪ ،‬لم تسقط ثمارهم األخالقية بعيدا عن شجرة معبدهم‬
‫الذي يجمع اآللهة و! آللهات المتجردين من األخالق‪ .‬فإذا كانت آلهة الكنعانيين يشتركون في‬
‫زنا المحارم‪ ،‬فليس من ا لغريب ان زنا المحارم لم دعا مل على أنه خطا أخالقي جسيم من ببل‬
‫شعوب كنعان‪ .‬وكما رأينا فقد كأن يسمح بالزنا (ا لجنس في المعبد)‪ ،‬والجنس مع الحيوانات‪،‬‬
‫والشذوذ ا لجنسي (أيائ في المعابد)‪ ،‬وتقديم األطفال كذبائح (راجع ال ‪.)٣٠ —٢٠ : ١٨‬‬

‫البشر كأئنات ((عاكسة))‪ ،‬مصممة لتعكس شبه وتجد خالقهم‪ .‬وإذا عبدنا المخلوق بدال‬
‫من الخالق‪ ،‬فإننا في النهاية سنشبه أو سنكون صورًا لألوثان التي اخترعنا ها وفيها نضع‬
‫أماننا‪ ) .‬كأن الكنعانيون يقئدون التصرفات الجنسية لآللهة وا آللهات التي يعبدونها كنوع من‬
‫أعمال ا لسحر؛ فكلما زاد ا لجنس على مرتفعات الكنعانيين‪ ،‬زادت احتمالية إثأرة إله ا لخصوبة‬
‫—بعل— ليمارس ا لجنس مع خليلته— عناث لرسومم‪ ،‬وهو ما يعني أن الكثير ين المني (المطر)‬
‫سينتج إلروا ء ا ألرض‪.‬‬

‫دعنا نضيف إلى هذا شهوة الدم وا لعنف الى آلهة الكنعانيين‪(( .‬عناث)) إلهة الجنس‬
‫فى الهندوسية‪ ،‬ا لتى تشرب دما ء‬ ‫والحرب‪ ،‬تذكرنا باآللهة المتعطشة للدمل ء ((كألى))‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫ضحاياها‪ ،‬وتجلس والجثث محاطة بها‪ .‬وهي كثيرا ما دهدور بأكليل من الجماجم حول‬
‫عنقها‪ .‬يضيف عالم اآلثار الراحل ((وليام أولبرايت)) مذبحة إللهة الكنعانيين عناث بالمشهد‬
‫الدموي التألي‪:‬‬
‫كأن الدم عميعا جدا لدرجة أنها كانت تغوص فيه حتى ركبتيها— ال بل إلى‬
‫رقبتها‪ .‬وتحت أرجلها توجد رؤوس بشرية‪ ،‬وفوقها تطير األذرع البشرية مثل‬
‫الجراد‪ .‬وفي لذتها الشهوانية زينت نفسها برؤوس مدالة بينما ربطت أياد‬
‫بحزامها‪ .‬فرحتها عند الذبح توصف في لغة أكثر سادية‪ :‬كان كبدها ينتفخ من‬
‫الضحك‪ ،‬وقلبها يمتلئ بالفرح‪ .‬كان كبد عناث يملتئ بالغبطة ‪ .‬بعد ذلك تشبع‬
‫آناث‪ ،‬وتفسل يديها في دم البشر قبل أن تذهب إلى اشتغاالت اخرى‪.‬‬

‫لم تكن وثنية كنعان الهودا نظردا فحسب أو هواية شخصية يمارسها ا لشخص في‬
‫خصوصية بيته‪ ،‬بل كانت رؤية كونية تؤثر بعمق على المجتمع الكنعاني‪ .‬في ظل هذه‬
‫ا ألجوا ء ال عجب أن الله لم يرد لبني إسرائيل أن يختلطوا مع الكنعانيين ويضللوا عن طاعة‬
‫ا إلله الواحد الحقيقي‪ .‬لقد أراد الله أن ينفصل بنو إسرائيل أخالقيا والهوتيا عن الشعوب‬
‫المحيطة بهم‪.‬‬

‫بكلمات أخرى‪ ،‬لم تكن أرض كنعان جنة قبل امتالك إسرائيل لها‪ .‬ولم يكن إلسرائيل‬
‫أي حق أصيل في سكنى ا ألرض (بل كعحلية ال يستحقونها من الله)‪ ،‬وكذلك لم يكن لشعوب‬
‫كنعان أي حق في البقاء فيها‪ .‬في ا لوا قع‪ ،‬اختبر كل من شعب كنعان وشعب إسرائيل إجال؛‬
‫(جزئيا ) من ا ألرض بسبب شرورهما ‪.‬‬

‫أنا ال أعني أن أهل كنعان كانوا أسوأ عينة من ا لبشر وجدت على ا ألرض‪ ،‬وال أقول‬
‫إن شعب كنعان تفوقوا في سباق السر كأسوأ شعب في سلوكياته في كل الشرق األدنى‬
‫القديم‪ .‬ومع ذلك فإن ا ألدلة على وجود فساد أخالقي عميق وافرة جدا‪ .‬لقد رأى الله أنهم قد‬
‫نخدجوا للدينونة‪ ،‬وهو ما دنفن باالنسجام مع مقاصد الله الخالصية في التاريخ‪.‬‬
‫ي م‪0‬‬
‫البعض ينادي بأن الله غير متسامح‪ ،‬ويأمر الناس بأال يجعلوا ((آيية أخزى)) أمامهم (خر‬
‫‪ .)٣ :٢ ٠‬ويقولون إن شرائع إسرائيل تجسد إنكار الحرية الدينية في قلب ديانة إسرائيل‪.‬‬
‫الم تكن الديانات ‪1‬ألضى في الشرق األدنى القديم تقدر التعددية الدينية؟ الم يكن في‬
‫استطاعة غير اإلسرائيليين أن يعبدوا أي إله يريدونه؟ كانت إسرائيل قد ألزمت نفسها بأن‬
‫تكون مخلصة ليهوه‪ .‬وكما في أي زواج جيد‪ ،‬ال يصح أن يخون أحد الزوجين اآلخر بذريعة‬
‫الحرية الزوجية أتا بالنسبة للكنعانيين‪ ،‬فقد أنزل الله عليهم دينونته ليس ألنه تصادف أنهم‬
‫يعبدون األوثان‪ ،‬ولكن بسبب الممارسات األخالقية الفاسدة وا لتأثيرا ت ا لمرتبطة بهذه الوثنية‪.‬‬
‫الحظ أن الله يدين األمم المدرجين في عاموس ‪ ١‬و‪ ٢‬ليس ألنهم ال يعبدون يهوه‪ ،‬ولكن بسبب‬

‫‪٢٠‬‬
‫األعمال األخالقية المشينة‪ .‬لقد تعرضت بالفعل إلى موضوع الغيرة!اإللهية‪ ،‬لكن سأعود إلى‬
‫بعفى هذه ًا ألفكار الحعا‪.‬‬

‫وبالتالي هل كان الله قاسدا على الكنعانيين دون ا لشعوب األخرى؟ ال‪ ،‬في كثير من‬
‫األحيان كان يهوه يهدد أمائ كثيرة بالدينونة عندما كانوا يتعدون حدودا أخالقية معينة‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬في عاموس ‪ ١‬و‪ ٢‬يتوعد الله بأن ((يضرم نارا)) على االمم المحيطة بإسرائيل‬
‫بسبب بربريتها وفسادها‪ .‬وقد توعد إسرائيل ويهوذا بنفس الشيء‪ .‬فيما بعد أعلن يسوع‬
‫الدينونة ا ألخيرة على أمة إسرائيل‪ ،‬والتي كانت ستواجه مصيرها المشؤوم في ‪٧ ٠‬م على‬
‫أيدي الرومان (مت ‪.)٢٤‬‬

‫االكثر من ذلك‪ ،‬ال يصح لنا في العصر ا لحديث أن نظن أن ا لدينونة ا إللهية القاسية‬
‫اقتصرت على العصر التي بتب فيها الكتاب المقدس‪ ،‬كما لو أن الله لم يثد يدين األمم‬
‫اليوم‪ .‬وبالرغم من مكاسب كثيرة على مر ا لقرون في جوانب حقوق اإلنسان والحرية الدينية‪،‬‬
‫بفضل ا لتأثير اإليجابي للمثل الكتابية في امريكا وأمم غربية أخرى‪ ،‬كان للغربيين نصيبهم‬
‫من الفساد واالنحطاط‪ ،‬وقد نشبه الكنعانيين بأكثر مما نتخيل‪ .‬يجب أن نتحدث بحرص على‬
‫ما نعتقد أنه دينونة إلهية مباشرة‪ ،‬ألننا قد ال نكون قادرين على تحديد هذا ا ألمر بدقة‪(.‬‬

‫مثل هذه النوعية من التصرفات تعمل كأمثلة توضيحية لدينونة كونية أخيرة وشيكة‪ .‬في‬
‫النهاية ستأتي دينونة الله على كل من رفضوا الخضوع ألهداف ملكوت الله‪ ،‬وإنما سعوا‬
‫إلقامة منظوماتهم التي أقاموا أنفسهم عليها‪ .‬يمنح الله البشر حريه في عزل أنفسهم عنه‪ .‬وفي‬
‫النهاية بمقدور البشر أن يحصلوا على ا نغصا لهم النهائي عن الله كدينونة عادلة وكذلك كثمرة‬
‫طبيعية نضجت من حياة معاشة بدون الله‪ .‬وكمالذ أخير يقول الله لهم‪(( :‬لتكن مشيئتكم))‪.‬‬

‫هسن يحدد نقطة الالعودة؟‬


‫دراسه في عام ‪١٩٦٦‬‬ ‫أجرى اإلحصائي النفسي ((حورج تامارين))‬
‫تضمنت ‪ ١ , ٠٦٦‬من طلبة المدارس تتراوح أعمارهم من ‪ ٨‬إلى ‪ ١٤‬سنة‪ .‬وبعد أن عرض‬
‫عليهم قصة دمار أريحا‪ ،‬سئلوا هذا السؤال‪ :‬هل ترى أن يشوع وبني إسرائيل تصرفوا‬
‫بشكل صحيح أم ال؟ فأظهر ثلثاوز من الطالب موافقة على ما حدث‪ .‬ولكن عندما وضع‬
‫بدال من يشوع‪ ،‬ومملكة الصين منذ ‪ ٣‬آالف عاائ بدال من‬ ‫(‪)1111/‬‬ ‫((تامارين)) الجنرال ((لين))‬
‫إسرائيل‪ ،‬فإذ ‪ /٧‬فقط وافقوا على ما حدث بينما ه‪ /٧‬لم يوافقوا‪ ) (.‬تحير الناقد وقال‪:‬‬
‫ونحن ندين مباشرة قتل أي جماعة عرقية إذا كانت النازية أو جماعة الهوتو هي التي تنفذ‪.‬‬
‫لكن يبدو أن شعب إسرائيل له مكانة استثنائية ‪-‬أو لديه أمر إلهي‪ -‬عندما يفعل نفس الشيء‬
‫مع الكنعانيين!‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫ما هي ‪ 1‬لخطوط ا السترشادية ا لتي لدينا لنقرر أن ثقافة ما غير قابلة للشغا ء‪ ،‬وقد تجاوزت‬
‫نقطة ا لعودة روحيا أو أخالقيا ؟ أال نحتا ج لشيء أكثر من مجرد بشر زا ئلين لنقيم وصول ثقافة‬
‫ما إلى مرحلة استحقاق الدينونة؟ أليست هذه االعتبارات ثقيلة حدا وتتجاوز حدود البشر‬
‫ليحكموا فيها؟ نعم‪ ،‬هي كذلك! أي قرار كهذا يجب أن يترك لله ‪-‬أي‪ -‬من خالل إعالن إلهي‬
‫خاص‪ .‬عندما خرج بنو إسرائيل في معركة ضد الفلسطينيين ومعهم تابوت العهد ولكن بدون‬
‫موافقة الله‪ ،‬تلقوا هزيمة نكرا ء (‪١‬صم ‪ .)٤‬هذا ما نجده في الكتاب المقدس‪ :‬اشتراط إعالن‬
‫خاص قبل أي إحرا ء ‪ .‬كان ا إلله الوحيد الحقيقي يخبر نبيه موسى أو صموئيل عندما يحين‬
‫الوقت‪ .‬بالمثل‪ ،‬لوال إرشاد الله ا لوا ضح‪ ،‬لما كان مبررا إلسرائيل بان تهاجم معاقل الكنعانيين‪.‬‬

‫بعض العروض التليفزيونية الخطيرة تحذر األطفال‪ :‬يا أطفال‪ ،‬ال تحاولوا أن تجربوا هذا‬
‫في البيت! نستطيع أن نقول نفس الشيء عن حالة ((الحرب المقدسة)) التي كان يقودها شعب‬
‫إسرئيل‪ :‬ال تحاولوا أن تجربوا هذا بدون إعالن خاص! هذه األمور ليست من اختصاص‬
‫البشر ليقرروا فيها‪ .‬فالمعارك التي بدأها يهوه لم يقصد أن تتوالها أبدا هيائت غير نبوية‬
‫(‪ 0^^111110713‬كضه‪٢‬و‪٠‬س^كا! فكر في النتائج الكارثية حين حاول شعب إسرائيل الدخول‬
‫في معارك أخرى بدون تصريح إلهي (مثال‪ :‬عد ‪٤٥ -٤١ :١٤‬؛ يش ‪ .)٧‬وكما رأينا بالفعل‬
‫دعوة الله للحرب كانت دعوة متغردة في حالة شعب إسرائيل‪ .‬ومع ذلك مثل هذه الدعوة ليست‬
‫دائمة‪ ،‬وال تمثل معيارا ملزائ ينطبق على الجميع في كل األوقات وفي كل الثقافات‪.‬‬

‫هل كان الكنعانيون يعرفون الصواب من الخطأ؟‬


‫تشكك بعض الدارسين في مسألة هل لدينا ا لحق في أن نحاسب الكنعانيين أخالقيا ‪ .‬في‬
‫النهاية ألم يكونوا يمارسون ديانتهم‪ ،‬التي قبلوها من آبائهم‪ ،‬الذين قبلوها من أجدادهم؟ ألم‬
‫يكن جديرا بالله أن يظهر لهم ذاته وما يطلبه منهم؟‬

‫بينما نتطلع إلى التاريخ نرى أمائ وحضارات كانت قادرة على عمل إصالحات وارتقا ء ات‬
‫أخالقية‪ .‬فال يصح أن نندهش من هذا ‪ .‬في النهاية يعلن الله ذاته للبشر من خالل ا لضمير‬
‫والمنطق والخبرة ا إلنسانية ومن خالل الخليقة‪ .‬هذا ا إلعالن يفتح الباب إلى تحسينات أخالقية‬
‫من جيل آلخر‪ .‬حتى الناس الذين ليس لديهم أسفار مقدسة ال يزا ل بمقدورهم أن يعرفوا ما‬
‫هو الخير وما هو الصواب‪.‬‬
‫ي‬
‫حتى أدعم هذه ا لفكرة اسمحوا لي أن أقتبس من أحد الملحدين البارزين وأحد ا لمؤلهين‬
‫(المؤمنين بوجود الله) البارزين أيائ‪ .‬المؤله البارز هو الرسول بولس الذي يؤكد على أن‬
‫اإلعالن الخاص ليس ضروريا للناس حتى يتعرفوا على الله أو يدركوا الصواب والخطام‪:‬‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫((إذ نعرئة الله ظاهرة فيهم‪ ،‬ألن اللة أخئؤزنا تؤلم‪ ،‬ألن أموزه عيز المدخلودده ترئ‬
‫مئن حنق اتعاتع مدزكه دادحتوعات‪ ،‬قدريه الشرمي يه وألهونه‪ ،‬حدى إئهلم داخ‬
‫غر (دو ‪ ١٩ :١‬و‪.)٢.‬‬

‫ا لملحد البارز هو ‪ 1‬لغيلسوف ((كاى نيلسن))‪:‬‬

‫ين المنطقي أن أصدق أن يثل هذه األمور البدائية (كضرب الزوجة وإيذاء‬
‫األطفال) شريرة‪ ،‬أكثر ين أن أصدق أية نظرية غير مؤكدة تخبرنا بأننا ال‬
‫نستطيع أن نعرف أو نصنق بشكل معقول أن هذه ا ألمور هي شر‪ ..‬أنا أصدق‬
‫بكل تأكيد أن هذا شيء أساسي وصحيح‪ ،‬وأن أي شخص ال يصدق هذا ال‬
‫يستطيع أن يخوض بعمق كاب في أساسات معتقداته ا ألخالقدة‪.‬‬

‫لقد رأينا أن عاموس ‪ ١‬و‪ ٢‬يجسد هذين االقتباسين بشكل جميل‪ .‬إذ كان الله يحذر‬
‫ا ألمم ا لمحيطين بإسرائيل‪ ،‬وا لذين كانوا لمسا ء لين أخالقدا؛ ورغم أنهم كانوا يعرفون‬
‫التزاماتهم األخالقية‪ ،‬فإنهم احتقروها‪ .‬وألنهم كانوا يعرفون الصواب والخطأ‪ ،‬فقد‬
‫عطلوا ا للشعور بالشفقة‪ ،‬وأخمدوا ضميرهم‪ ،‬ونفذوا جرائم وحشية‪ ،‬مثل شق بطون‬
‫الحوامل أو ا لتخلي عن السكان ا لضعفا ء الغارين وسلموهم ألعدائهم‪ .‬يصف كاتب‬
‫رسالة العبرانيين الكنعانيين بكلمة ((انعضا؛)) (عب ‪ -)٣١ :١١‬بمعنى‪ ،‬أنهم كانوا يمتلكون‬
‫وعيا أخالقيا ولكنهم تجاهلوه‪ .‬يسرد ((سي‪ .‬إس‪ .‬لويس)) في كتابه فناء اإلنسان‬
‫رل‪٨7‬كرع ^رغجغدعر‪/‬أركا قائمة بمواثيق أخالقية قديمة لثقافات كثيرة عبر العصور‪ .‬وهي متشابهة‬
‫بشكل مذهل في نقاط أساسية مثل‪ :‬إكرا م الوالدين‪ ،‬ا ألمانة في الزواج‪ ،‬عدم السرقة‪ ،‬عدم‬
‫بكلمات أخرى‪ ،‬القيام بالفعل الصائب ليس صعيا أو غامائ‬ ‫القتل‪ ،‬عدم الكذب‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫كما يظن البعض‪.‬‬

‫فكر في راحاب وعائلتها (يش ‪ .)٢‬بالرغم من أنهم كانوا مغموسين في الثقافة الكنعانية‪،‬‬
‫إال أنهم صاروا عالمة واضحة لكنعانيين آخرين كان يمكن أن ينقذوا أيائ‪ .‬كان إله إسرائيل‬
‫قد خئص شعبه من مصر بشكل مقنع‪ ،‬وقد قدم آيات وعجائب‪ ،‬معلائ عن حقيقته وعظمته‬
‫ا لغائقة‪ ،‬وكان ا لكنعانيون على دراية كاملة بهنا (يش ‪١١ -٩ :٢‬؛ ‪٩ :٩‬و‪.)١٠‬ا لبعض يتهم‬
‫راحاب بأنها باعت شعبها لتخلص برقبتها‪ .‬ولكن هل هذا صحيح؟ لقد خاطرت راحاب‬
‫كثيرا بإيوا ء الجواسيس وإخفائهم‪ .‬ومن المؤكد أن انتماء المرء لجماعته العرقية أو جنسه‬
‫ليس بالفضيلة العظمى‪ ،‬خاصة إذا تعارض ذلك مع ما هو صائب وما هو حقيقي‪ .‬كثيرون‬
‫من األفارقة في جنوب أفريقيا متن عارضوا التمييز ا لعرقي (األبارتيد) تخلوا عن تقاليد‬
‫أسالفهم المتحيزين عرقيا‪ ،‬وكان هذا باألمر الصائب‪.‬‬

‫‪٢٠٤‬‬
‫هل كأن األمر إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا؟‬
‫وفعا لما قاله ((ريتشارد دوكينز))‪ ،‬كان قتل الكنعانيين عمال من أعمال ا لتطهير العرقي الذي‬
‫ئعذت فيه مجازر مروعة مع تلذن بكراهية األجانب ‪ .‬هل كان بنو إسرائيل كارهين حائ‬
‫لألجانب— أو لديهم فوبيا من الغربا ء (غير اإلسرائيليين)؟‬

‫إن مصطلحات مثل اإلبادة الجماعية أو التطهير العرقي تثير مشاعر سلبية لدينا كلنا ‪.‬‬
‫ال يهتم دوكنز هنا بالدقة في المقام األول؛ لذا فهو يلجا إلى لغو مضلل للرأي العام‪ .‬التطهير‬
‫ا لعرقي يكون مشحوا بالكراهية بين شعوب من اجناس مختلفة؛ حيث تزعم جماعة ما بأن‬
‫جماعة أخرى بها مرض معد ثم تتقدم لتدميرها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هل هذا السيناريو يتفق بالفعل‬
‫مع الحقائق المعروفة عن بني إسرائيل؟ كما يتضح‪ ،‬فإذ الموقف المعادي لألجانب لم يحث بني‬
‫إسرائيل على قتل الكنعانيين‪.‬‬

‫منذ البداية قد أخبر الله إبراهيم بأن ((نثيا زك (فيه) جبيع قبائل ا ألرض)) (تك ‪.)٣ :١٢‬‬
‫وبالتالي ال نتكلم هنا عن كرا هية لألجانب‪ .‬ثم نقرأ ا لكثير من األمور ا إليجابية عن األجانب‬
‫في األصحاحات التالية‪ .‬قابل إبراهيم ملكيصادق المبحل (تك ‪ .)١٤‬وقد قابل قادة أجانب‬
‫يتسمون بالعدل ورجاحة العقل من المصريين (تك ‪ )١٢‬والفلسطينيين (تك ‪ )٢٠‬الذين أثبتوا‬
‫أنهم أكثر تبجيال من إبراهيم نفسه‪ .‬كذلك غادر مع إسرائيل من مصر ((نفيذ قدير)) (أو‬
‫(( كثير ين ا ألعرا ب))‪ -‬حسب ا لترجمة ا لعربية ا لمشتركة‪ ،‬خر ‪ .)٢٨ :١٢‬وتزوج موسى من‬
‫ا مرا ة كوشية‪ /‬أثيوبية سمرا ء ا لبشرة (عد ‪ .)١ :١٢‬كذلك را حا ب ا ألممية وعائلتها ا نضموا‬
‫إلى صفوف إسرائيل (يش ‪ ،)٢٣ :٦‬وفي هذا مغارقة غريبة مع عاخان اإلسرائيلي‪ ،‬الذي‬
‫سرق بعض البضائع من أريحا وحكم عليه بالموت بسبب عصيانه (يش ‪ .)٧‬كذلك‪ ،‬نفس لغة‬
‫التحريم‪ /‬ا إلبادة الكاملة يمكن أن تنطبق على إسرائيل بنفس ا لقدر الذي تنطبق على أي‬
‫مدينة كنعانية (تث ‪ .)١٦ :١٣‬فيما بعد كان أنبيا ء إسرائيل مستعدون إلدانة شرور إسرائيل‪،‬‬
‫بنفس ا لقدر من ا الستعدا د إلد ا نة شرور ا ألمم ا لمحيطة‪ .‬بشكل عا م تقع دينونة ا لله على هؤالء‬
‫الذين يمارسون الشر وا إلثم‪ -‬سوا ء كانوا يهودا أو أمائ‪ ،‬كما يوضح ذلك بولس في رسالة‬
‫رومية ‪.٣ -١‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كان الله يوصي إسرائيل مرارا وتكرارا ليظهروا اهتماائ بالغرباء‬
‫والنزالء بينهم من غير اإلسرائيليين (راجع ال ‪٣٤ :١٩‬؛ تث ‪ ١٨ :١٠‬و‪. )١٩‬لماذا ؟ ألن بنو‬
‫و‬
‫إسرئيل كانوا متغربين فى مصر‪ .‬كان الله يذكر شعبه باستمرار ليتعلموا ا لدرس ين‬
‫تاريخهم حتى ال يصيبهم نفس المصير مع ا ألمم ا لذين في وسطهم‪.‬‬

‫كذلك وفقا للقانون ا لمدني إلسرائيل‪ ،‬كان للغريب الذي يعيش في إسرائيل نفس ا لحقوق‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫القانونية مثل اإلسرائيلي األصلي‪(( :‬الغريب يكون كألؤطني)) أو كما في ترجمة أخرى ((حكًا‬
‫وا حد يكون نكم بلئزيل والبن ا ليند ))(ال ‪٢٢ :٢٤‬؛قارن عد ‪ .)١٥ :٣٥‬كما رأينا‪ ،‬كأن! لغريب‬
‫و‪٢‬جككا أي الذي نجل عهد إسرائيل وإله إسرائيل‪ ،‬يستطيع أن يشارك في مناسبات مثل‬
‫الفصح (عد ‪ .)١٤ :٩‬كانت المخاوف السلبية من األجانب رالرسم لها عالقة بالوثنية وا لخوف‬
‫من المساومة على بعض المبادئ الالهوتية‪ .‬ولم تكن تظهر هذه ا لسلبية في حالة قبول‬
‫الشخص غير اإلسرائيلي مثل راحاب وراعوث أو أوريا الجثي— ليهوه إله إسرائيل‪ ) (.‬يمكننا‬
‫أن نضيف أن الله كأن يحث بنى إسرائيل ليظهروا اهتماائ حتى ألعدائهم‪(( :‬إذا حدادت كوز‬
‫لهدون أن جتارة ساردا‪ ،‬قردة اق‪ .‬إذا زائغ جمار تعضذذائ تتخ جئلهذطلش غن خله‪،‬‬
‫قال بد آذ قحز صفه (أي تساعد عدوك في خل الحمار))) (خر ‪ ٤ :٢٣‬وه)‪.‬‬

‫ماذا عن سماح الله لبني إسرائيل بتحصيل فائدة من األجانب وعدم تحصيلها من‬
‫المواطنين من إخوتهم (تث ‪ .)٢٠ :٢٣‬لقد رأينا أن الفائدة فرضت على األجانب‪ ،‬ألنهم كانوا‬
‫في ا ألغلب يقترضون المال ليستمروا في أنشطة كدر الربح ومشاريع تجارية‪ .‬ولم تكن قروضا‬
‫يعطى لألجانب تغاديا للفقر‪ ) (.‬هذا ا إلجرا ء ينطوي على نوع من الدعم‪ :‬األجنبي (الذي لم‬
‫يكن مضطرا للعيش في إسرائيل) يستطيع أن يختار أن يكون عضوا في إسرائيل ويقبل ا إلله‬
‫الواحد الحقيقى‪ ،‬وإذا حدث هذا‪ ،‬كأن بمقدوره أن يستفيد من الفوائد ا القتصادية المقررة إلهيا‬
‫ومن اهتمام شعب إسرائيل به‪ .‬من ناحية ًاضى‪ ،‬بدال من العدوانية‪ ،‬أوصى الله بني إسرائيل‬
‫أن يحبوا ا لغربا ء المقيمين فى وسطهم ويظهروا ا الهتمام بهم‪ .‬تمثل هذه ا لوصية الخاصة‬
‫بمحبة ا لغريب المقيم ومعاملته بنفس معاملة المواطن ا ألصلي (ال ‪٣٣ :١٩‬و‪ )٢٤‬عالمه بارزة‬
‫ومتغردة بين االفكار والممارسات الدينية في منطقة الشرق األدنى القديم‪(.‬‬

‫سيشير النقاد إلى تثنية ‪(( -٣ :٢٣‬ال يدحل عمويي زال موآيي بي جماعة الرت))‪ .‬هذا ال‬
‫يبدو لطيعا جدا‪ .‬ومع ذلك قبلها (في تث ‪ )٢‬ذكرت ثالث أمم بشكل إيجابي‪ :‬أدوم‪ ،‬قريبة‬
‫إلسرائيل من جهة عيسو‪ ،‬أخي يعقوب‪ ،‬وموآب وعمون‪ ،‬وهما أمتان من أبناء لوط ابن أخي‬
‫إبرا هيم‪ .‬والحظ أنه حرم على إسرائيل محاربة هؤالء (تث ‪ .)١٩،٩،٦-٤ :٣‬وبألتألي دعنا‬
‫أال نقرأ تثنية ‪ ٣ :٢٣‬بشكل خاطئ كأنها نوع من كرا هدة األجانب‪ .‬كأن الله ينظر إلى الخيانة‬
‫ضد إسرائيل نظرة جادة‪ .‬تكوين ‪ ٣:١٢‬يتضمن دينونة على هؤالء الذين سيعاملون إسرائيل‬
‫معاملة سيئة‪ .‬وتكشف تثنية ‪ ٤ :٢٣‬سبيا الستبعاد العمونيين والموًابيين من الجماعة‪(( :‬ئ‬
‫أجر‪ ،‬أدهم لم يدوئكم ياتئبز والماء في الغريق طن بروحكم يى بنز‪ ،‬ذألنهلم ‪ 1‬تتأبروا‬
‫قليك يتعالم دن يوئز بذ سور أزام النهزئب لكنى يتعتن)‪( ،‬راجع عد ‪ -٢٢‬ه‪ .)٢‬ومع ذلك تذبر‬
‫أنه فى أجيال الحقة التحقت راعوث الموأبية بشعب الله‪ .‬هناك أشياء كثيرة تعتمد على هل‬
‫الغريب من موآب (أو عمون) سيقبل عهد إسرائيل كأمال أم ال‪ ،‬وهو ما كأن يعني قبوله في‬
‫الجماعة كعابد حقيقي ليهوه‪ ) (.‬كما يكتب ((حون جولدنجاي)) اآلتي‪:‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫كونك غير إسرائيلي ‪ 1‬لمنشأ لم يكن يعني إقصا ء من عضوية المجتمع ا إلسرائيلي‬
‫في أي حقبة زمنية‪ .‬القضية هي‪ :‬من هو اإلله الذي تعبده‪ .‬السبب في عدم‬
‫الزواج بكنعانية ان هذا سيبعدك عن اتباع يهوه وسيقودك إلى عبادة آلهة أخرى‬
‫(تث ‪ ٣ :٧‬و‪ .)٤‬لكن الكنعاني الذي تعهد أمام يهوه يمدل قصه مختلفة‪.‬‬

‫يجب أن نستبعد تماائ فكرة ا لعنصرية أو ا لعصبية ا لموحى بها من الله‪ .‬فلقد كان الله‬
‫يننمر شعبه بانتظام بأال يرتفعوا أو يتجبروا‪ .‬وأخبرهم بوضوح أن امتالك ا ألرض ليس بسبب‬
‫برهم واستقامة قلوبهم‪ .‬وإنما كان بسبب شرور الكنعانيين‪ .‬ا ألكثر من ذلك‪ ،‬أن الله كان‬
‫يرى بني إسرائيلي كا(( سنن صنن االعتة)) (تث ‪ .)٦ -٤ :٩‬بل إذ مكانة األمة المفضلة قد‬
‫أعطيت بهدف دعوة ا آلخرين ليختبروا نعمة الله السخية‪ -‬وكان الله سيلغي هذه المكانة بعد‬
‫ذلك‪ .‬وبالمثل كما كان سيعطي ا ألرض لجماعة من بني إسرائيل المرتحلين بال أرض كميراث‬
‫لهم (خر ‪٢٥ :١٢‬؛ عد ‪ )٢ :٣٤‬كان يستطيع أن يستردها منهم أيائ (تث ‪ .)٢٦ :٤‬وكان‬
‫الساكنون في ا ألرض —سوا ء كانوا كنعانيين أو إسرائيليين‪ -‬مجرد مستأجرين وليسوا‬
‫لمالك‪(-‬هز ‪١ :٢٤‬؛‪.‬ه‪٤(.)١٢:‬اا‬

‫فيما يلي‪ .‬يكفي أن نقول هنا إن مهمة الله إلسرائيل‬ ‫سندرس مصطلح التحريم‬
‫بأن ((يحرموا)) (أو يبيدوا بشكل كامل) مدن الكنعانيين المفلسة أخالقيا قد انقلبت عليها عندما‬
‫أغويت جماعات من إسرائيل باتباع الهة باطلة (تث ‪١٥ :١٣‬؛ وقارن ‪٤ :٧‬؛ ‪ .)٦٣ :٢٨‬كان‬
‫الله مهتائ بالخطية وليس باالنتما ء العرقي‪ .‬بينما نقرأ أنبيا ء ا لعهد القديم‪ ،‬نجدهم يغضبون‬
‫(كما الله أيتا) بسبب عصيان إسرائيل‪ ،‬وكانوا يهددون بدينونة إلهية على إسرائيل ويهوذا‪،‬‬
‫وفي مرات أكثر مما هددوا ا ألمم الوثنية‪ .‬إذا قرأنا بعناية‪ ،‬سيتضح أن الله كان يقاوم خطية‬
‫إسرائيل بقدر ما كان يقاومها في ظالميهم‪.‬‬

‫هل هذه الوسيلة غير ناجحة؟‬


‫يثير بعض النقاد سؤاال قد يبدو محرجا‪ :‬إذا أراد الله أن يدمر ديانة كنعان بطرد شعوب‬
‫كنعان‪ ،‬ألم يفشل في تحقيق هذا الهدف فشال ذريعا؟ ألم تكن إسرائيل في العهد القديم‬
‫تسقط في ا لوثنية بشكل مستمر؟ فلماذا لم توجد دينونة إلهية أكثر فاعلية— ربما نار حارقة‬
‫وكبريت ليطهر ا ألرض من وثنية الكنعانيين بحيث ال يتعثر إسرائيل روحيا أو أخالقيا؟‬

‫كثير من النقاد يركزون على الكفاءة‪ ،‬بمعنى أنه من غير المقبول أخالقيا ويتنافى مع‬
‫صفات ا لله أن يكون أقل من كفء‪ .‬ولكن ما هو ا لمنطق ا لالهوتي ا لذي يجبرنا على ا الفترا ض‬
‫بأن الله البد أن يعمل بكفاءة قصوى (من منظورنا)؟ هل نغالي في غربيتنا في افتراضاتنا‬
‫عما ((يجب)) على الله ان يفعل؟ هل الله مجبر بان يستعجل مقاصده؟ وهل يجب أن تكون‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫مقاصد الله أقل ((فشال)) ليعلن عن ألوهيته؟ أال تفترض هذه ا ألسئلة اإلحاطة الكاملة‬
‫بهقاصد الله؟‬

‫يبدو أن الله ال يظن أنها مشكلة عندما يصبح كويكب صغير كاألرض بيدا لكل سكان‬
‫ا لكون بينما بقية ا لكوزموس (كل ما نستطيع أن نرا ه) غير آهل بالسكان وغير قابل للسكنى‬
‫عليه‪ .‬في الكتاب المقدس يستغرق الله وقائ طويال ويستخدم أحيادا وسائل غير ناجزة على‬
‫ما يبدو ليحقق بها مقاصده‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لم يتسرع الله في تنفيذ برنامج أن يكون‬
‫مثل النجوم‪ .‬وإنما بدأ بزوجين متقدمين في العمر ال ينجبان إبراهيم وسارة‪ ،‬ثم استمر‬
‫في العمل من خالل أمة عنيدة ومتمردة‪ .‬أكثر ما يهتم به الله هو األمور المتعلقة بالنعمة‪،‬‬
‫وأمانة العهد‪ ،‬والعالقة‪ ،‬والطاعة‪ ،‬والمثابرة‪ ،‬والمحبة‪ .‬وال يبدو أن الكفاءة لها دور بارز في هذه‬
‫األمور‪ .‬وكما يقول أحد أصدقائى‪ :‬تقريدا يأتى الله متأخرا‪ ،‬دائائ ‪.‬‬

‫ا ألسفار المقدسة تعلن عن إله كافب‪ ،‬وليس بالضرورة عن إله كفء (كما نتصور نحن)‪.‬‬
‫ألن مسالة الكفاءة تدور حول ما هو الهدف بالتحديد‪(( :‬كفء )) ليفعل ماذا ويستبعد ماذا؟ إن‬
‫إحضار طماطم مزروعة في صوبات حارة من المتجر قد يعدر عن كفاءة‪ ،‬لكن إذا كان أقصى‬
‫درجات هدفك هي ا لحصول على أفضل نوع من الطماطم‪ ،‬فربما زراعة الطماطم في حديقتك‬
‫وا لتمتع بمذا قها الذي يشبه العنب ا لناضج هو ا لطريقة ا لمناسبة‪ .‬نعم ا ألمر يتطلب عمال ووقدا‬
‫أكثر‪ ،‬لكن النتائج أكثر إمتاعا ومذ اائ بما ال يقاس‪.‬‬

‫لماذا إدا لم يحرص الله على أال يترك واحدا من الكنعانيين في ا ألرض حتى يتأكد أن‬
‫إسرائيل لن تغوى بأسلوب الحياة الذي تروج له وثنية الكنعانيين؟ الكتاب المقدس يعلن عن إله‬
‫يعمل من خالل عمليات تبدو فوضوية وغير ناجحة ‪-‬بما في ذلك اختيارات الناس وإخفاقاتهم‬
‫(تك ‪ —)٢٠ :٥٠‬حتى يتمم مقاصده الفدائية في التاريخ‪ .‬ا ألولوية األهم عن الكفاءة تتمثل‬
‫في أن يرى البشر نعمة الله وقداسته ومحبته‪ .‬المسار الذي اختاره الله ال يشترط موت‬
‫آخر كنعاني‪ ،‬بل طرد الكنعانيين بشكل كافب بحيث ال يقدرون على زعزعة الثبات األخالقي‬
‫وا لروحي لشعب الله على المدى ا لبعيد‪ ،‬ليس هذا فحسب‪ ،‬ولكن كما سنرى الحعا‪ ،‬إنما‬
‫سيشارك الكنعانيون في خطة الله الفدائية في كل ين العهدين الجديد والقديم (مثال‪ :‬زك ‪٩‬؛‬
‫مت ‪٢٢ :١٥‬؛ قارن مز ‪٦ -٤ :٨٧‬؛ إش ‪ -٢٣ :١٩‬ه‪)١٠(.)٢‬‬

‫وبالرغم من وجود نهضات روحية ونجاحات أخالقية من حين آلخر في تاريخ إسرائيل‪،‬‬
‫فإن فشلها في القضاء على الوثنية بالكامل أدى إلى الكثير من المتاعب‪ .‬فدفعت ثمن تنازالتها‬
‫في سبي أشوري للمملكة ا لشما لية (‪ ٧٢٢‬ق‪ .‬م‪ ).‬ثم سبي با بلي للمملكة ا لجنوبية (‪ ٨٧‬ه ق‪ .‬م‪.‬‬
‫انظر ‪٢‬مل ‪٤١ -٧ :١٧‬؛ ‪٢‬أخ ‪ .)٢١ -١٥ :٣٦‬ومع ذلك فالتهديد األخالقي والالهوتي للديانة‬
‫الغربية لم يدمر إسرائيل بالكامل بحيث نقول إن التوحيد الذي كانت تنادي به ووعيها بعهدها‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيًا ؟ ج‪١‬‬

‫مع الله قد حسفا بالكامل‪ .‬بحلول ا لقرن األول الميالدي كًان المسرح الالهوتى قد أعذ بشكل‬
‫كاف؛ فقد حفظت األسفار المقدسة إلسرائيل‪ ،‬وهويتها كأمة قد تشهلت‪ ،‬واستعيدت عبادة‬
‫الهيكل‪ ،‬وآمالها المسيل نية قد اشتعلت من جديد‪ ،‬وتأنمد تكريسها الكامل لعبادة الله الواحد‪.‬‬
‫وبالرغم من تنازالت إسرائيل وتمردها عبر ا لعصور‪ ،‬جاء ظهور يسوع على ا لمشهد في ((يلء‬
‫ا لرنان)) (را جع غل ‪ .)٤ :٤‬هل كان هذا يعبر عن كفا ء ة؟ ليس بطريقة وا ضحة‪ .‬هل كان هذا‬
‫يعير عن كفاية؟ جدا جدا !‬

‫حرب كونية‬
‫لم تكن عبادة ا ألوثان بريئة أو بال أضرار‪ .‬يربط ا لعهد ا لقديم ا لوثنية بما هو شيطاني —أي‬
‫باألعداء الكونيين لله ا لذين تمردوا ضده‪(( :‬اآللهة الدبوس‪ -‬حسب ا لترجمة ا لعربية المشتركة))‬
‫(ال ‪ ،)٧ :١٧‬و((أوض‪ ...‬آت‪ ...‬ما نيش اليا)) (تث ‪ ،)٢١ -١٦ :٣٢‬و((اذدان (أوشياطين)‪...‬‬
‫أصائم)) (مز ‪ ٣٧۶: ١٠٦‬و‪ ٠ )٣٨‬حتى فرعون —الممثل ا ألرضي آللهة المصريين‪ -‬كان صور؛‬
‫لهذه المقاومة الكونية‪ .‬وبالتالي في سفر الخروج‪ ،‬يدغل يهوه المحارب الكوني الذي يشتبك مع‬

‫قوى ا لشر في مصر والقوى التي تحفزهم‪ .‬العهد ا لجديد يركز على هذه الفكرة (راجع ‪١‬كو‬
‫‪٢٢—١٩ :١٠‬؛ ‪٢‬كو‪١٦—١٤ :٦‬؛ أف ‪ .) ١٨ - ١٢ :٦‬ا لعمل ا إللهي با الشتيا ك في ا لمعركة ليس‬
‫ألجل ا لعنف أو حتى ا النتصار في حد ذاته وإنما إلرسا ء السالم والعدل‪.‬‬

‫إن وصايا الله إلسرائيل بإزالة أوثان كنعان وعبادتهم الباطلة النجسة تجسد ا لحرب‬
‫الكونية بين يهوه وقوى الظالم المعارضة لملكه‪ .‬هذه الفكرة المتعلقة بالحرب الروحية تظهر‬
‫بالتأكيد في العهد الجديد بشكل أكثر وضوحا‪ ،‬وهو ما يفضح إبليس وجنوده بشكل واضح‬
‫بصغتهم ا ألعد ا ء ا ألولين لله ولتقدم مملكته‪ .‬يهوه ملك ا لقوا ت (قل رن مز ‪ )١٠ —٧ : ٢٤‬هو(( زحل‬
‫انحرب)) (خر ه ‪ )٣ : ١‬الذي يقاوم كل ما يشوه الصورة اإللهية‪ ،‬وكل ما يهدد ازدهار البشر‪،‬‬
‫وكل ما يقف امام حكم الله البار‪* .‬حروب يهوه ليست ببساطة صداائ بين اآللهة‪ .‬وإنما تمدل‬
‫صدانا بين نظامين عالميين‪ :‬أحدهما مؤسس على ا لحقيقة والعدل‪ ،‬وا آلخر على إنكار ا لحقيقة‬
‫وا لقوة الباطشة‪ .‬أحدهما يعدل نظام الخليقة‪ ،‬وا ألخر يمدل ما هو ضد الخليقة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن استحواذ إسرائيل على كنعان ال يشبه نموذج الجنرال ((لين)) ((ًاغك))‪ ،‬هذا‬
‫النموذج الذي تصادف فيه وجود أمة قوية تغزو وتقهر أمة أضعف‪ .‬ألن هذا سيجعلنا‬
‫نتساءل‪ :‬لمن يعطي ا ألمم األقوى هذا ا لحق؟ لذا ربما يجب أن نفكر على طريقة الشرحلة‬
‫الصقلية وهي تهاجم معقال من معاقل المافيا للقضا ء على شبكة فاسدة من المجرمين حتى‬
‫يستطيع المواطنون أن يعيشوا في سالم بدال من الخوف‪.‬‬

‫وكما كانت الضربات فى مصر إظهارا لدينونة يهوه على آلهتها‪ ،‬لذا فإن حروب إسرائيل‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫كانت تكشف عن سلطان الله ‪ 1‬ألعلى على اآللهة المزعومة لشعوب كنعان‪ .‬في حروب شعب‬
‫إسرائيل التي أقرها الله اسيعلنت قوة الله الفائقة للطبيعة وتفوقه‪(:‬‬
‫‪ ٠‬لم يسمح الله إلسرا ئيل بأن يكون لها جيش مخصص للحرب (راجع التعداد الذي‬
‫قام به داود في معارضة للشريعة في ‪٢‬صم ‪ .)١٧ -١ :٢٤‬لم تكن حروب إسرائيل‬
‫للمحترفين ولكن للهوا ة والمتطوعين‪ .‬ومع ذلك فلم يكن القتال للخائفين وا لخائرين أو‬
‫للمثعتتين باهتمامات أخرى‪ .‬ومن افتقروا للشجاعة‪ ،‬أو كان لديهم أسباب أخرى تبرر‬
‫عدم رغبتهم في القتال سمح لهم ‪-‬أو حتى تم دعوتهم‪ -‬بأن يعتذروا عن المعركة (راجع‬
‫تث ‪ : ٢ ٠‬ه—‪.)٨‬‬
‫‪ ٠‬الجنود المحاربون في حروب يهوه لم يتلقوا مقابأل ماديا‪ ،‬ولم يسمح لهم بأخذ غنائم‬
‫شخصية‪ ،‬بعكس مجريات الحرب في أماكن أخرى في الشرق ا ألدنى القديم‪.‬‬
‫‪ ٠‬الملوك‪ ،‬ورؤسا ء القبائل‪ ،‬ورؤسا ء الكهنة لم يخولوا للدعوة إلى الحرب‪ ،‬لكن النبي فقط‬
‫هو المخول من خالل إعالن إلهي‪.‬‬
‫انتصارات جيش إسرائيل الضعيف أشارت بوضوح أن الله كان يحارب بالنيابة عنهم‬
‫(راجع ‪٢‬أخ ‪.)٢٠‬‬
‫في معارك شعب إسرائيل في ا لعهد القديم أراد الله أن يظهر عظمته‪ ،‬وليس قوة بشرية‬
‫محضة‪ .‬وبرغم أن إسرائيل ا لحقيقية —أي الكنيسة‪ -‬ال تشن ا ليوم حردا ضد ((دم زلم)) (أنل‬
‫‪ ،)١٢ :٦‬لكن حربنا ضد إبليس وجنوده لها جذورها في حروب يهوه في العهد القديم‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪1/‬تم‪٤٢‬مكل ‪€ )111)1‬أ‪ 1‬ا ‪٢٠٠‬ا ‪. )10)1 )11‬إل‪0٢‬ج‪0‬ل‪, 6‬كإل‪0‬ةل‬ ‫‪ *:‬ال ‪]<0١٧1101٠8 6٢0¥0,‬‬
‫إلأا‪8‬ا‪10٢٧‬ال‪1.1997 ,‬‬
‫‪88,‬عآل‪1)111) €‬‬ ‫‪!1 1٢ 111‬ل اا‪¥0٢¥10١¥.‬ن ‪1٠0\¥ 131110: ٨11‬ةتمآل ‪1٢ 111 1110‬اا ‪8.‬‬ ‫* أ‪1‬‬
‫ائآل ‪0٣٨.‬ا‪088 1)1 1‬آل ‪ 8.‬ك‪1٠1131.‬ة إله ‪, 0)1110)1‬دافع ك؟‪٠٢،‬؟‪-7‬و‪17‬ا ‪€‬أ{أ ‪701~11 111‬ا‬
‫‪.‬اال‪٠‬لهال‪80‬ا‪0,1^: £‬ء‪1‬ةا ةال‪0‬عا‪10118. 2008 ,8١٧‬‬
‫‪-‬ه‪8‬ا‪1‬ه‪11‬ح ‪ 11‬خ ‪0: 8‬ا‪٧11‬أل‪8‬ه^ ‪011111101٠ 2.‬ح ‪01‬غ‪0١٧٨1110‬آح‪x0(1118.‬ع‪8 ٦‬ح‪1‬غ‪011‬ه‪* 811111, 8 .‬‬
‫‪.‬؟؟ ‪.‬؟‪, 2008. 800 08‬جال‪197-395 .‬‬

‫‪٢١٠‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪١‬‬

‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* دعي كتابنا هذا أن ((القضية الكنعانية)) هي أصعب التحديات ‪ 1‬ألخالقية للعهد القديم‪.‬‬
‫هل تتفق مع هذا ؟ ولماذا ؟‬

‫‪ ٠‬ددعي بعض الناس أن الكنعانيين كانوا أسوأ البشر قاطبة أو أسوأ شعب في ا لشرق‬
‫ا ألدنى القديم‪ .‬هل يجب على المؤمن أن يصر على هذا األمر؟‬

‫* هل كان الله يتعنت مع الكنعانيين وبالتالي أمر بقتلهم جميعا ؟ ماذا تقول ا ألسفار ا بآلخرئئ‬
‫عن الدينونة‪ ،‬سوا ء خارج أم داخل إسرائيل؟‬

‫* البعض يتساءل لمن يحدد نقطة الالعودة األخالقية بالنسبة للكنعانيين‪ .‬كيف ترد على‬
‫ذلك؟‬

‫* هل كأن قتل الكنعانيين على يد بني إسرائيل يماثل ما فعله الجنرال ((لين)) في مملكة‬
‫الصين قبل ثالثمائة سنة عندما قضى تمالما على إحدى الجماعات البشرية؟‬

‫* أخذ بنو إسرائيل تابوت العهد في معركتهم ضد الفلسطينيين (الصتم ‪ )٤‬بدون موافقة‬
‫إلهية‪ .‬كيف يعمل هذا كمثال توضيحي نافع لنا في نقاشنا عن الحروب التي قام بها‬
‫شعب ا لله في ا لقديم؟‬

‫‪ ٠‬أما كان ينبغي أن يكون الكنعانيون أحكم من هذا بحيث يرجعون عن طرقهم الشريرة؟‬

‫لماذا يعتبر مصطلح لملئم مثل التطهير العرقي مضلال وغير دقيق؟‬

‫* هل من ا لمنصف أن نئف بني إسرائيل بأنهم كارهين لألجانب؟ كيف كان دفترغن لتجربة‬
‫إسرائيل في مصر أن تشقل مواقفهم تجا ه الغربا ء ؟‬

‫* هل كان يجب على الله أن يكون أكثر كفاءة في القضاء على الكنعانيين؟ لماذا لم يحرص‬
‫على عدم بقاء أي كنعاني على قيد الحياة؟‬

‫‪ ٠‬ما هى العالقة بين تدمير إسرائيل ألوثان كنعان والحرب ا لروحية ا لكونية؟‬

‫‪٢١١‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهير عرقبتا ؟ج‪٢‬‬

‫قتل الكنعانيين‪ -‬ج‪٢‬‬


‫كما قلنا تمدل ا لحروب المقدسة في العهد القديم‪ ،‬أو بأكثر تحديذا ((حروب يهوه))‪،‬‬
‫اإلشكالية الكتابدة األكثر سخونة التي يثيرها الملحدون الحدد والنقاد بشكل عام‪ .‬وسوا ء‬
‫را ق األمر لك أو ال‪ ،‬فل لحرب سمة أساسية لعالمنا الساقط‪ .‬ونحن نعرف أن ا لحرب كانت‬
‫أسلوب حيا ة— وكثيرا ما كانت وسيلة للبقل ء في ا لشرق األدنى القديم‪ .‬ومع ذلك فالحروب‬
‫التى تنطوى على إشكاليات حدثت خالل المرحلة التاريخية الثانية إلسرائيل بقيادة يشوع‬
‫وبعدها بقليل‪ ،‬أي مرحلة الدولة الثيوقراطية من وجود إسرائيل‪ .‬وكما ذكرنا قبال لم تكن‬
‫حروب يهوه هذه معيارا للمراحل ا ألخرى ين تاريخ إسرائيل‪ .‬ولم يقصد لها أن تكون سمة‬
‫ثابتة في قصة إسرائيل‪ .‬بل كانت حردا متغردة إلسرائيل في مرحلة معينة من الزمن‪ ،‬ولم‬
‫تكن لئعاد في تاريخ الحق سوا ء على يد إسرائيل أو أية أمم أخرى‪ .‬فلوال األمر ا إللهي‬
‫ا لوا ضح (وبالتالي أسبابه ا ألخالقدة الكافية التي تبرر ذلك)‪ ،‬لما كان ممكائ تبرير ا لهجوم‬
‫على الكنعانيين‪.‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫التغلغل‪ ،‬الصراع الداخلي‪ ،‬واالستيالء على األرض‬
‫كيف تمؤن بنو إسرائيل في النهاية من السكنى في أرض الموعد؟ يواصل طماء اآلثار‬
‫وعلما ء الكأب المقدس جهودهم في كشف طبيعة عالقة إسرائيل بالكنعانيين‪ ،‬وقد توصلوا‬
‫إلى شيء أكثر تعقيدا من الرواية التقليدية في مدارس األحد عن نموذج االستيالء على‬
‫األرض بالغزو‪ .‬الصورة األكبر ال تشتمل فقط على استيالء بالغزو بل مزيج من عوامل أخرى‪.‬‬
‫بجانب ا الشتبا ك ا لعسكري‪ ،‬حدث نوع من ا لتفلفل ا لتدريجي ( ا نظر قض ‪ :٢-١ :١‬ه)‪.‬كأن‬
‫الصراع الداخلي سمة ًاضى‪ ،‬بمعنى أن إسرائيل في كثير من األحيان أخفق في مقاومة‬
‫الوثنية وتمييز نفسه عن ا ألنماط الحياتية المحيطة به‪ .‬كما أن اعتراف الكأب المقدس بواقعية‬
‫بأن الكنعانيين استمروا في ا لعيش في ا ألرض يشير إلى حدوث شيء أكثر من مجرد حملة‬
‫عسكرية شاطة‪)١(.‬‬

‫يشير سفر يشوع وسفر ا لقضا ة إلى أن امتالك ا ألرخر تضمن عمليات بطيئة من ا لتفلفل‬
‫والصراع الداخلي‪ .‬وتضمن دخول إسرائيل إلى كنعان أكثر ض العامل ا لعسكري وحده‪.‬‬
‫يعلق الباحث في دراسات العهد القديم ((جوردون ماكينغيل))‪ ،‬على سفر يشوع بقوله‪ :‬ليس‬
‫لدينا نموذج مبسط عن الغزو‪ ،‬وإنما صورة ممتزجة بالنجاح والغشل‪ ،‬انتصار مفاجئ‬
‫ثم تقدم بطيء ومنقوص ‪ ) (.‬بالمثل يؤكد الباحث في دراسات العهد القديم ((ديفيد هوا رد))‬
‫على أن نموذج االستيالء بالغزو يحتاج إلى تعديل‪ .‬لماذا؟ ألن ا لنمط التقليدي لجيش جرار‬
‫لبني إسرائيل ينزل على كنعان ويدمر كل شيء وراءه ال يمكن أن يكون مقبوال‪ .‬المعلومات‬
‫المتوفرة في الكتاب المقدس ال تسمح بهذا ‪ .‬ويضيف بأن بني إسرائيل دخلوا كنعان‬
‫وا شتبكوا عسكرا بالفعل ولكن بدون إحداث تدمير مادي شامل ‪ .‬سنتعرض مرة أخرى‬
‫لهذه ا لنقطة الهامة‪.‬‬

‫أسلوب المبالغة في الشرق األدنى القديم‬


‫معظم المسيحيين يقرأون قصص يشوع عن امتالك ا ألرض بخلفية دروس مدارس األحد‬
‫من خالل قصص الكأب المقدس المصور لألطفال‪ .‬وا النطبا ع الذي نخرج به يمدل قصة‬
‫واضحة عن حملة تدمير وقتل وتخريب‪ .‬لكن النظرة المتفحصة للغص الكتابي تكشف فوارق‬
‫كثيرة‪ -‬وتكشف قدرا اقل جدا من سفك الدماء‪ .‬باختصار‪ ،‬كان االستيالء على كنعان أقل‬
‫تدميرا وقسوة مما يفترض الكثيرون‪.‬‬

‫لكن يشوع استخدم مثل معا صريه في الشرق األدنى ا لقديم لغة لها صياغة حربية‬
‫متعارف عليها‪ .‬هذه اللغة تبدو متفاخرة ومبالغة آلذاننا‪ .‬الحظ فى البداية اللغة الكاسحة فى‬
‫يشوع ‪((-٤٠ :١٠‬عضزب يشوع كل أرض ا تحبل ذا تجتوب ذا لشؤل ذا لئثوع وكل ثلوها‪ .‬تلم‬

‫‪٢١٤‬‬
‫يبؤ ساردا‪ ،‬بذ حرم كذ نسته كما امر الرت اله اسرادين))‪ .‬استخدم يشوع لغة لها صياغة‬
‫عنترية كانت شائعة في عصره‪ ،‬مؤكدا على أن كل ا ألرخى تم االستيالء عليها‪ ،‬وكل الملوك‬
‫هزموا‪ ،‬وكل الكنعانيين قتلوا (قارن يش ‪٤٢ -٤٠ :١٠‬؛ ‪(( :٢٣ -١٦ :١١‬قاحن يشوع كذ‬
‫ا ألرض ددت كذ نا كلم يه الرت موسى‪ ،‬واعخانا يشوع علكا السزائيذ)))‪ .‬في نفس الوقت‬
‫كما سنرى‪ ،‬يقر يشوع نفسه بأن هذا لم يحدث هكذا حرفيا‪.‬‬

‫يتفق الدارسون بشكل كبير على أن سفر ا لقضا ة يرتبط بسفر يشوع من حيث الصياغة‬
‫اللغوية‪ .‬ومع ذلك فاألصحاحات األولى من سفر القضاة (وا لتي تعيد قصة موت يشوع)‬
‫كظهر أن مهمة االستيالء على ا ألرض كانت أبعد ما يكون عن االكتمال‪ .‬فى قضا ة ‪:٢‬‬
‫‪ ٣‬يقول الله‪(( :‬ال احاردهلم ين انايكلم‪ ،‬بذ يكونون نكلم نصادعين))‪ .‬وقبلها في قضاة ‪:١‬‬
‫‪ ٢٩ —٢٧ ،٢١‬يؤكد السفر أنهم ((للم يعردوا انييوسيين))‪(( ،‬للم يعرد مقشى ائن بيت سان‬
‫وقرانا))‪(( ،‬نلم يخردهلم حاردا))‪(( ،‬واقزادم نلم يعرد ‪ 1‬لكيعا نيين ا لسداكتين ني حاذر))‪ .‬هؤالء‬
‫الشعوب ظلوا ((إنى هذا اتيوم)) (قض ‪ .)٢١ :١‬فالشعوب التي بدا أنهم قد انقرضوا عادوا‬
‫إلى ا لظهور مر؛ أخرى في القصة‪ .‬كثير من سكان الكنعانيين ببساطة كانوا متواجدين‬
‫بالقرب من بني إسرائيل‪.‬‬

‫ربما يتهم ا لبعض يشوع بأنه يضللنا أو أنه غير صائب في كالمه‪ .‬ال على ا إلطالق‪ .‬لكنه‬
‫كان يتحدث باللغة التي كان سيفهمها كل أحد في زمانه‪ .‬لم يحاول يشوع خداعنا بل كان‬
‫يقول إنه هزم أعدءه بشكل جيد جدا‪ .‬من ناحية يقول يشوع‪(( :‬قلم يقبى عثابيونني ارض‬
‫بيي إسرايين)) (يش ‪ .)٢٢ :١١‬في ا لوا قع كانوا قد ((حرئهلم يشوع ئغ مدنهلم)) في الجبل‬
‫(يش ‪ .)٢١ :١١‬هل هذا بشكل حرفي؟ ال حسب كالم يشوع ذاته! في ا لوا قع طلب كالب‬
‫فيما بعد إذائ بطرد بني عناق من ا لجبل (يش ‪١٥ —١٢ :١٤‬؛ قارن ‪ .)١٩ —١٣ :١٥‬مرة‬
‫المبالغة مفي ا لشرق األدنى‬ ‫استخدام ‪ ٠٠‬ه‬
‫صيفة ‪٠‬‬ ‫م‬ ‫ظل نم‬
‫في م‬ ‫لم ‪٠٠‬يكن ‪٠٠‬يشوع مخادعا‪ .‬ولكنه ‪٠٠‬‬
‫أخرى لم‬
‫القديم‪ ،‬كان يمكنه أن يقول بدون تعارض‪ (( :‬أوليك (الشعوب) ا لياقين ئفكلم))‪ ،‬وواصل ليحذر‬
‫إسرائيل بأال يذكروا‪ ،‬أو يحلفوا‪ ،‬أو يعبدوا‪ ،‬أو يسجدوا آللهتهم (يش ‪ ١٢ ،٧ :٢٣‬و‪١٣‬؛ قارن‬
‫يش ه ‪٦٣ : ١‬؛ ‪١٠ :١٦‬؛ ‪١٣ :١٧‬؛ قض ‪ . ) ١٣ — ١٠ :٢‬مرة أخرى برغم أن ا ألرض كانت قد‬
‫((ا سدراحب‪ ..‬ين ا نحرب)) (يش ‪ ،)٢٣ :١١‬فإذ إصحاح ‪ ١٣‬وما بعده يقول إذ جزءا كبيرا‬
‫ين ا ألرخر ظل دون استحواذ حسب كالم ا لرب ليشوع‪ (( :‬ائت عد سحت‪ .‬قعدمت قي ا ألدام‪.‬‬
‫ذقن بعيث ارض كثير ه حدا لالميالك)) (يش ‪ .)١ :١٣‬ولقد أخفق سبط تلو اآلخر في طرد‬
‫الكنعانيين (انظر يش ‪١٣ : ١٣‬؛ ‪٦٣ :١٥‬؛ ‪١٠ :١٦‬؛ ‪ ١٢ :١٧‬و‪ ،)١٨،١٣‬ويخبر يشوعسبعة‬
‫أسباط ((حثى مثى اقلم لمقراحوذ عن الدحول الئيالك األرض ايي اغطاكلم إيانا الرت إلة‬
‫آبايكلم)) (يش‪.)٣:١٨‬‬

‫‪٢١٥‬‬
‫قخعدال عن ذلك‪ ،‬أخبر الله بنى إسرائيل بأن عملية طرد الكنعانيين ستكون عملية تدريجية‪،‬‬
‫كما توقع سفر التثنية ‪ ،٢٢ :٧‬وكما عاد وأغد سفر ا لقضا ة ‪ .٢٣ —٢٠ :٢‬وأدا كأن السبب‬
‫ورا ‪ ۶‬فشل إسرائيل في طردهم ‪-‬سوا ء عصيانه أو أسلوب الله البطيء واألكيد‪ -‬ال يزال‬
‫يشوع يخبرنا بمصطلحات كاسحة بان إسرائيل أباد كل الكنعانيين‪ .‬وكما قد تقول إحدى‬
‫الغرق الرياضية أنها سحقت منافسيها أو ذبحتهم أو أطاحت بهم ‪ ،‬كذلك فاذ كاتب‬
‫ا لسفر اتبع األسلوب اللغوي المتبع في زمانه‪.‬‬

‫هذه الصياغة ا لتقليدية التي استخدمها يشوع لوصف ا لحرب كانت شائعة في كثير من‬
‫النصوص العسكرية في الشرق األدنى القديم في ا أللفية ا ألولى والثانية قبل الميالد‪ .‬كانت‬
‫هذه الصياغة اللغوية مبالغة في المعتاد ومليئة بالعنترية‪ ،‬وتصور تدميرا كامال‪ .‬وكان القارئ‬
‫الفهيم في الشرق األدنى القديم يدرك هذا على أنه مبالغة‪ .‬ولم تكن تفهم هذه الروايات‬
‫على أنها صحيحة بشكل حرفي‪ ) (.‬يقول عالم المصريات ((كينيث كيتشن)) إن هذه اللغة قد‬
‫ضللت الكثير من دارسي العهد القديم في تقييماتهم لسفر يشوع‪ .‬البعض قد توصل إلى‬
‫أن لغة ا لذبح الشامل واالحتالل الكامل ‪-‬وهو ما لم يحدث فعلدا (كما نرى من مؤشرات‬
‫أخرى كثيرة)— تثبت أن هذه الروايات كاذبة‪ .‬لكن روايات ا لشرق األدنى القديم استخدمت‬
‫لغة ا لتدمير الكامل وا إلبادة حتى وإن لم يكن ا لحدث هكذا بشكل حرفي‪ .‬فيما يلي عينة‬
‫هنذلك‪(:‬ه)‬
‫‪ ٠‬فرعون مصر تحتمس الثالث (اواخر ا لقرن الخامس عشر قبل الميالد) كان يتفاخر‬
‫بأن جيش مغاني الذي ال يحصى قد أطيح به في غضون ساعة‪ ،‬وأبيد عن بكرة أبيه‪،‬‬
‫وأمثال هؤالء غير موجودين اآلن ‪ .‬في ا لوا قع عاشت قوات مغاني لتظل دحارب في‬
‫ا لقرنين ا لخا مس عشر وا لرا بع عشر قبل ا لميالد‪.‬‬
‫‪ ٠‬ملك الجثيين مورشيلي الثاني (حكم من ‪ ١٢٩٥ —١٣٢٢‬ق‪ .‬م‪ ).‬سحل أنه جعل‬
‫خاويا من (البشر) وجعل ((حبال تاريكاريمو‬ ‫((جبل أشاربايا))‬
‫خاوية من (البشر)))‪.‬‬
‫‪(( ٠‬جريدة)) لرمسيس الثاني تخبر عن انتصارات أقل من مذهلة في سوريا (حوا لي‬
‫‪ ١٢٧٤‬ق‪ .‬م‪ .).‬ومع ذلك يعلن انه ذبح ا لقوا ت بأكملها من الحيثيين‪ ،‬وكذلك رؤسا ء‬
‫كل البالد محتقرا ماليين ا ألجانب ويعتبرهم عصافة ‪.‬‬
‫‪ ٠‬في لوحة ((مرنبتاج)) (‪ ١٢٣٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬يعلن ابن رمسيس الثاني وهو مرنبتاج أن‬
‫(إسرائيل دمرت‪ ،‬وال وجود ذرية لها ‪ ،‬وهو إعالن غير حقيقي‪.‬‬
‫• ((ميشع)) ملك موآب (‪ ٨٣٠/٨٤٠‬ق‪ .‬م‪ ).‬تفاخر بان مملكة الشمال في إسرائيل قد‬
‫أبيدت تماائ‪ ، ...‬وكان هذا مبكرا جدا بأكثر من قرن‪ .‬فلقد دثر األشوريون إسرائيل‬
‫في ‪ ٧٢٢‬ق‪ .‬م‪.‬‬

‫‪٢١٦‬‬
‫‪ ٠‬الحاكم ((سنحا ريب ا ألشوري)) (‪ ٦٨١ -٧٠١‬ق‪ .‬م‪ ).‬استخدم صيفة مبالغة مشابهة‪:‬‬
‫أعداء خطيرون‪ ،‬قطعتهم بالسيف‪ ،‬ولم يفلت واحد منهم ‪.‬‬ ‫‪1/1111€‬ل‪-‬ل>‬ ‫(جنود مدينة‬

‫هل وصلتك الفكرة؟ دعنا ا آلن نعود إلى نص العهد القديم لنتقدم خطوة ًاضى إلى ا ألمام‪.‬‬
‫من الصحيح أن يشوع ‪ ١٢ -٩‬يستخدم أساليب لغوية معتادة عن ا لحرب في ا لشرق األدنى‬
‫القديم‪ .‬لكن في نهاية ا لسفر يفترض يشوع بشكل واقعي ا لوجود المستمر لشعوب كنعان‬
‫الذين كانوا يمثلون خطرا على إسرائيل‪ .‬ويحذر إسرائيل ضد الوثنية وا النغماس في طرقهم‪:‬‬
‫((ولكن إذا زحعتلم ذلصفحلم ببقدة هؤالء الشعوب‪ ،‬أولبن انباتين ئعكلم‪ ،‬وصاهرتموهلم ودحلدلم‬
‫إنبهلم نغلم إنبفلم‪ ،‬قاعنتوا يقيائ أن الرت إلهفلم الك يلوذ ينرن أولبن الستوب ين آمايغلم))‬

‫(يش ‪ ١٢ :٢٣‬و‪.)١٣‬‬
‫قبل ذلك في تثنية ‪ —٢ :٧‬ه ‪ ،‬نجد تعارضا مماثأل‪ .‬من ناحية يخبر الله إسرائيل أنه يجب‬
‫ان ((يهزموا)) و(( يحرموا (يبيدوا) ‪10‬د)) الكنعانيين (تث ‪ .)٢ :٧‬ومن ناحية ًاضى‪ ،‬يواصل‬
‫ا لحديث على ا لغور ليقول في اآلية التالية مباشرة‪:‬‬
‫((وال ئصاديرهلم‪ .‬يتثن ال دعط الينه‪ ،‬ذبنئه ال قأخذ الينن‪ .‬اله يرد ايتن ين‬
‫ى‪ ،‬فيئمى غضن الرت عتبفلم وتيجككلم سريائ‪ .‬ولكن‬ ‫ورايى قيئبذ آبهه أ‬
‫هغذا قئقلون بهلم‪ :‬دهي موذ مدايحهم‪ ،‬ذئغثرون أئضايهلم‪ ،‬ذئقئوئذ سواريهلم‪،‬‬
‫وتحرقون دماييلهم بالغار)) (تث ‪ -٣ :٧‬ه)‪.‬‬

‫ولو أبيد الكنعانيون تماائ‪ ،‬فلماذا الحديث عن الزوا ج منهم أو المعاهدات؟ ا آلية األخيرة‬
‫تؤكد أن القضية ا ألهم هي قضية دينية‪ :‬كان على إسرائيل أن يحطم المذابح‪ ،‬والصور‪،‬‬
‫وا ألعمدة المقدسة‪ .‬بكلمات ًاضى‪ ،‬كان تدمير الديانة الكنعانية أهم من تدمير الشعب الكنعانى‬
‫نفسه‪ ) (.‬وهذه النقطة تم التأكيد عليها قبل ذلك في خروج ‪ ١٢ :٣٤‬و‪(( —١٣‬احقرن ين أن‬
‫ئعطع عبدا نغ سفان االرض البي أئن أت إندبا لدآل يصبروا قحا بي وسبن‪ ،‬تل فبدمون‬
‫ئذايخهلم‪ ،‬وئفئرون أئضايهلم‪ ،‬ذنعحلوئن سؤاريهلم))‪ .‬وفي تثنية ‪ ٢ :١٢‬و‪ ٣‬نقرأ نفس التأكيد‬
‫على تدمير ديانة الكنعانيين‪:‬‬

‫((تحربون جميع األماكب حيث قتدت األتم اش درثوقها آلهقها على ا نحبال‬
‫السايحة‪ ،‬وعنى ا لدعدني‪ ،‬وقحت كز شجر؛ حضرا ء ‪ .‬ودبدمون نذا دحهم‪،‬‬
‫ودكشرون قتدايلم‪ ،‬ذتحرقون شواريهلم يالائر‪ ،‬ذئئوئذ قماين أبهييلم‪،‬‬
‫ونمحون استهم ين ذبك المفان))‪.‬‬

‫وكما يكتب ((جاري ميللر))‪ ،‬ا لفرض من هذا ا لتدمير (التحريم) هو التًاكد من رسوخ‬
‫إسرائيل في أرض مطهرة من ا لوثنية الكنعانية بأقل ألم ممكن ‪ .‬كان ا لهدف هو إزا لة‬

‫‪٢١٧‬‬
‫ما هو خاضع لشرائع التحريم (أي األونان) ‪ .‬إن أصل المعضلة التي واجهها إسرائيل لم‬
‫تكن الناس أنفسهم‪ ،‬وإنما أسلوب حياتهم ا لوثني ‪ .‬وا لغشل في إزالة ا لوثنية كأن سيضع‬
‫إسرائيل في مكان الكنعانيين وأوثانهم أمام الله‪ .‬بمعنى أن إسرائيل كأنت ستتعرض‬
‫لإلبادة أيائً‪)٧(.‬‬

‫ومع ذلك لم يقم بنو إسرائيل بأدا ء رائع فى إزالة فخ ا لوثنية فى ا ألرض (مز ‪٣٤ :١٠٦‬‬
‫وه‪ ٠)٣‬وكثير من الكنعانيين‪ ،‬كما ذكرت سابغا‪ ،‬كأنوا موجودين ((إتى هذا اندوم))‪ ،‬وكثيرون‬
‫منهم أصبحوا عمالة قسرية في إسرائيل (يش ه ‪٦٣ : ١‬؛ ‪١٠ :١٦‬؛ ‪١٢ :١٧‬و‪١٣‬؛قض‪:١‬‬
‫‪.)٣٥ -٢٧٤٢١٤١٩‬‬

‫عمًاليق‬
‫في صموئيل ا ألول ه ‪ ١‬نتقابل مع بقية ا آليات ا كألخركئ الخاصة بالتحريم‪ -‬مخصصة لعدو‬
‫أو يبيد‬ ‫كأن يعمل بال هوادة على إبادة إسرائيل‪ .‬هنا الله يخبر شاول بأن يحذم (أ!‬
‫وال ((يبقي أحدا)) من عماليق‪(( :‬ادهب واضرب عتاإيق‪ ،‬وحرموا كل نا ته وأل نئف عئهلم دل‬
‫اعدل زحال زامرآة‪ ،‬طفاح ورضيعا‪ ،‬دثرا وعئائ‪ ،‬لجتال زجتارا)) (‪١‬صم ‪ .)٣ :١٥‬ومع نهاية‬
‫ا ألصحاح بدا شاول أنه قتل كل عماليق —باستثناء الملك أجاج— وأبقى الكثير من الماشية‪ .‬لم‬
‫يطع شاول الله إطاعة كاملة‪ ،‬وكأن على صموئيل ا لنبي أن يتدخل ويقضي على أجاج بنفسه‪.‬‬
‫وألن شاول لم ينفذ وصية الله كأملة‪ ،‬رفضه الله كملك‪.‬‬

‫كما في القصص الواردة في يشوع‪ ،‬القراءة السشطحدة هنأ تقول إن شاول أباد كل‬
‫عماليق‪ .‬سنعود إلى هذه الفكرة‪ ،‬لكن دعونا ذسًال أوال‪ :‬من كأنوا عماليق؟ كان هؤالء ا لبدو‬
‫أعداء إلسرا ئيل منذ يوم عبورهم ا لبحر األحمر (خر ‪ .)١٧‬كأنت إسرائيل منهكة وغير‬
‫مستعدة للقتال‪ ،‬وواجهت شعيا عنيعا لم يظهر أية مراعاة بالشعب اإلسرائيلي الضعيف‪ .‬لكن‬
‫عماليق لم تتوان عن هدفها في تدمير إسرائيل‪ ،‬واستمروا كشوكة في حلق إسرائيل لمدة‬
‫أجيال (راجع قض ‪١٣ :٣‬؛ ‪ -٣ :٦‬ه‪٣٣ ،‬؛ ‪١٢ :٧‬؛ ‪١٢ :١٠‬؛ إلخ)‪.‬‬

‫مرة ًاضى‪ ،‬تبدو قصة صموئيل األول ‪ ١٥‬حالة واضحة تمانا عن اإلبادة الكأملة‪ .‬لم‬
‫يبق عماليقى واحد‪ ،‬أليس كذلك؟ خطا! فى ‪١‬صموئيل ‪(( -٨ :٢٧‬وصعد داود ورلجاته زعروا‬
‫الجسوردين زالجررين ؤالعمالعه))‪(( ،‬وللم يسدبي (داود) زحالزال امرا؛)) (‪١‬صم ‪ .)٩ :٢٧‬ولكق‬
‫هل كانت هذه نهايتهم؟ ال‪ ،‬فقد ظهروا مرة أخرى في صموئيل ا ألول ‪٣ ٠‬؛ إذ قام عماليق‬
‫بإحدى غاراتهم الخسيسة‪١( .‬صم ‪ )١ :٣٠‬وتتبعهم داود ليعيد بني إسرائيل والغنيمة التي‬
‫استحوذوا عليها (‪١‬صم ‪ ،)١٨ :٣٠‬وفر منهم ‪ ٤٠٠‬رجل (‪١‬صم ‪ .)١٧ :٣٠‬وبالتالي بعكس‬
‫ا النطبا ع الشائع‪ ،‬لم يقم شاول بإبادة كل عماليق‪ ،‬وهو ا لشيء الذي يذكر في سفر صموئيل‬

‫‪٢١٨‬‬
‫األول بوضوح‪ .‬حتى داود لم يكمل المهمة تماائ ‪ .‬كأن ال يزال هناك عماليق موجودين خالل‬
‫زمن الملك حزقيا بعد ذلك د ‪ ٢٥٠‬عاائ (‪١‬أخ ‪.)٤٣ :٤‬‬

‫ثم نأتى إلى زمن أستير‪ ،‬عندما كان ا ليهود تحت حكم الملك الفارسى أحشويرش (‪-٤٨٦‬‬
‫‪ ٤٦٥‬ق‪ .‬م‪ .).‬وهنا نتقابل مع ((ناتان بذهتداائ ا الحا حفي)) (أس ‪ )١ :٣‬هل تتذكر الملك أجاج‬
‫ا لعماليقي في ‪ ١‬صموئيل ه ‪٨ : ١‬؟ نعم‪ ،‬كان هامان من ا لعماليق‪ ،‬وقد واصل العداء التاريخى‬
‫لعماليق ضد شعب الله‪ .‬وألنه ((غدو التهود)) (أس ‪ ،)١٠ :٣‬لذا أعد حملة للقضا ء على كل‬
‫شعب اليهود (أس ‪.)١٣ :٣‬‬

‫وألن الله كان يعلم أن هذه العداوة المقيتة لعما ليق ستستمر لما يقرب من ألف سنة من‬
‫تاريخ إسرائيل‪ ،‬كان الله يذبر شعبه بأال يكفوا عن مقاومة عماليق (تث ‪.)١٧ -١٥ :٢٥‬‬
‫وإال فإن عماليق ا لقسا ة كانوا سيسعون إلبادة إسرائيل‪ .‬ولو تحقق لعماليق مرا دهم‪ ،‬لكانت‬
‫إسرائيل قد محيت من الخريطة‪ .‬فعلى عكس شعوب أخرى كنعانية‪ ،‬لم تستطع عماليق‬
‫ا الندما ج في إسرائيل أبدا ‪.‬‬

‫ما هو ا لمغزى من ا لقصة؟ ال تتبغى ببساطة ا لقرا ء ة ا لسطحية عن ((إبادة)) شاول لعماليق‪.‬‬
‫عندما نقرأ عبارات مثل (( ال نتثبق محها شتته))‪ ،‬يجب أن نكون أكثر حذرا‪ .‬في ا لوا قع‪،‬‬
‫بالنسبة لكل ما نعرفه وبناء على ما رأينا ه في يشوع (وما سنرا ه الحعا)‪ ،‬كان شاول يشتبك‬
‫مع مقاتلين في المعركة وليس مع مدنيين عاديين‪ .‬وربما كانت ((ندينه عتابيق)) (‪١‬صم ‪:١٥‬‬
‫ه) معسكرا حربيا محصدا (وربما بشكل شبه دائم)‪ ) (.‬نعم‪ ،‬الهزيمة الساحقة واضحة بكل‬
‫تأكيد‪ ،‬لكن هناك شيء أكثر من هذا يجري هنا ‪ .‬وسنوا صل التطرق لهذا فيما يلي‪.‬‬

‫(أو ا لتكريس للهالك) التي تتعلق‬ ‫هناك نقطة وثيقة الصلة هنا‪ :‬لغة التحريم‬
‫بحرب إسرائيل ضد شعوب أخرى تركز أوال على الكنعانيين (حيث استخدمت كلمة ((تحريم‬
‫ًارحمع‪٢‬جأ‪ ٣٧ ))/‬مرة)‪ .‬المجموعة الثانية من حروب التحريم (حيث استخدمت كلمة ((تحريم))‬
‫‪١ ٠‬مرات) وتركز على عماليق في صموئيل األول ‪ .١٥‬استخدام كلمة تحريم في فترة‬
‫االستيالء على األرض— مع تطبيقها على ألد أعداء إسرائيل الدائمين (عماليق) —تشير‬
‫إلى أن اللغة محصورة‪ .‬فاللغة ال تنطبق على حروب إسرائيل مع شعوب أخرى‪ ،‬وال تتجاوز‬
‫((الحروب المقدسة)) إلسرائيل مع أمم أخرى هذه ا لحقبة الزمنية المحددة‪(.‬‬

‫الرجال‪ ،‬والنساء‪ ،‬واألطفال‬


‫كتب الباحث في دراسات ا لعهد القديم ((ريتشارد هيس)) بتفصيل وإسهاب عن قضية‬
‫كنعان‪ ،‬وقدم أفكارا ثاقبة إضافية عن هذا الموضوع‪ ) (.‬وهو يثبت بشكل مقنع أن أهل كنعان‬

‫‪٢١٩‬‬
‫المستهدفين بالهالك كانوا قادة سياسيين مع جيوشهم ولم يكونوا من المدنيين‪ .‬على سبيل‬
‫المثال تذكر شية ‪ ١٨ -١٠ :٢٠‬أن كلمة ألتحريم* أو ألتكريس الكامل للهالك* (‪1‬ىه‬
‫وصياغة ا لفعل ًاوملم‪،2٢،‬غد) تشير إلى إبادة كاملة لكل المحاربين في ا لمعركة وليس المدنيين‪.‬‬

‫ومع ذلك ألم يذكر يشوع ‪ ٢١ :٦‬أن ا لتحريم يشمل كل شيء حي بما في ذلك الرجال‬
‫والنساء‪ ،‬الصغار والكبار‪ ،‬الغنم والثور وا لحمير؟ ترد العبارة المعتادة ((رجال ونسا ء)) ‪٧‬‬
‫مرات في العهد ا لقديم في حديث له عالقة بعاي (يش ‪ ،)٢٥ :٨‬وعما ليق (‪١‬صم ‪،)٣ :١٥‬‬
‫وشاول في نوب (‪١‬صم ‪ ١٩ :٢٢‬وهنا فقط يذكر األطفال بشكل صريح)‪ ،‬وعن أورشليم‬
‫خالل زمن عزرا (نح ‪ ،)٢ :٨‬وإسرائيل (‪٢‬صم ‪١٩ :٦‬؛ ‪٢‬أخ ‪ .)٣ : ١٦‬في كل مرة‪ -‬باستثناء‬
‫نوب‪ ،‬حيث فتل شاول العائلة الكهنوتية بالكامل باستثناء شخص واحد (‪١‬صم ‪-)٢٠ :٢٢‬‬
‫وتستخدم كلمة ((كل)) ر‪/‬سكا‪.‬‬

‫نفس ا لفكرة تنطبق على نصوص سابقة فى سفر ا لشية‪(( :‬وأحذنا كل ثدنه نى ذلك‬
‫انوفب‪ ،‬وخرائ من كل مدينه‪ :‬الرجاز والنساء ذاألطقال‪ .‬تلم يق ساردا)) (تث ‪.)٣٤ :٢‬‬
‫ومرة أخرى ((مقرصين كذ لمدينه‪ :‬الرحال زالئساء واالطفان)) (تث ‪ .)٦ :٣‬إن تعبير ((الرحان‬
‫زا لدشا ء )) أو عبارا ت مشابهة تبدو كقوا لب لوصف كل ا لسا كنين في مدينة أو منطقة ما بدون‬
‫اإليحاء للقارئ بافتراض أي شيء عن أعمارهم أو حتى نوعهم الجنسى‪( ) (.‬وهذا يصبح‬
‫أكثروضوحا فيما يلى‪).‬‬

‫دعنا نتذكر أن ا لرحمة كانت متاحة دائائ ألي كنعاني يتجاوب إيجابيا مع إله إسرائيل‪.‬‬
‫وبرغم أن ا لتحريم كان ينطبق في ظروف محددة‪ ،‬فهذا ال يستثني إمكانية ا إلبقا ء على حياة‬
‫ا ألشخا ص مثل را حاب وعائلتها‪ .‬كان ا لتحريم يسمح با الستثنا ء ا ت بل ويرجوها‪.‬‬

‫أريحا‪ ،‬وعاي‪ ،‬ومدن كنعانية أخرى‬


‫لغة يشوع عن أريحا وعاي تبدو قاسية ألول وهلة‪(( :‬وحرموا كز لما في اتدينه مذ زجل‬
‫ذامزآؤ‪ ،‬ين طعل وشيخ‪ ،‬حدى اليقز وانعئلم ذانحيير يقذ الشيفب)) (يش ‪(( .)٢١ :٦‬كان لجييع‬
‫ائدين شعطوا ني ذبلن ا ليذم صن رجال ونشاء ادفى عشر أنعا‪ ،‬جبيع ائل عاي)) (يش ‪:٨‬‬
‫ا لشخص العادي لن يرصد حقيقة أن ا للغة ا لنمطية في ا لشرق األدنى ا تقديم تصف‬ ‫‪.)٢٥‬‬
‫بالفعل هجمات على معاقل عسكرية أو قوات حماية‪ ،‬وليس سكانا عاديين يتضمنون ا لنسا ء‬
‫واألطفال‪ .‬ومع ذلك ال توجد اكتشافات أثرية تثبت وجود سكان مدنيين في أريحا أو عاي‪.‬‬

‫في ظل ما نعرفه عن حياة الكنعانيين في العصر البرونزي‪ ،‬كانت اريحا وعل ي حصتين‬
‫عسكريين‪ .‬في ا لوا قع كانت أريحا تحمي طرق السفر من وادي ا ألردن إلى مراكز التجمعات‬

‫‪٢٢٠‬‬
‫السكانية في تل المدينة‪ .‬وكانت أريحا خط الدفاع ا ألول عند تقاطع ثالثة طرق تؤدي إلى‬
‫هذا يعني أن حروب إسرائيل هتا كانت موجهة إلى‬ ‫(أ‪1‬ا)(]~أ‪.)0‬‬ ‫أورشليم وبيت إيل‪ ،‬وعرفة‬
‫تحصينات حكومية او عسكرية حيث كان يسكن الملك‪ ،‬والجيش‪ ،‬والكهنة‪ .‬واستخدام تعبير‬
‫((رحل وامرأ؛)) وتعبير ((فعل وشيخ)) كان مجرد لغة شائعة في الشرق األدنى يمكن أن‬
‫تستحدم حتى إذا لم يوجد نساء أو أطفال او شيوخ يعيشون هناك‪ .‬إن تعبير ((كل)) (((زحل‬

‫وزأ؛))) في أريحا وعاي هو تعبير نمطي يفيد إهالك كل أشكال الحياة البشرية في‬
‫ا لنص ال يشترط أن يتواجد ا لنسا ء‬ ‫الحصن‪ ،‬ويفترض أن يكونوا كلهم ين المقاتلين‪.‬‬
‫والصغار والكبار في هذه المدن‪.‬‬

‫كما أن كلمة مدينة رزالك تعزز هذه الفكرة‪ ) (.‬كانت أريحا وعاي والكثير من المدن الكنعانية‬
‫تستخدم كمنشآت أو مراكز حكومية‪ ،‬بينما بقية الشعب (بما في ذلك ا لنسا ء واألطفال) كانوا‬
‫يعيشون في ا لمنطقة ا لريفية ا لمحيطة‪ .‬رسا ئل تل ا لعمارنة (في ا لقرن ا لرا بع عشر قبل ا لميالد)‬
‫‪-‬وهي مراسالت بين فراعنة مصر وقادة كنعان والمناطق المحيطة‪ -‬تكشف أن المدن القالعية‬
‫أو المعاقل مثل أورشليم وشكيم كانت متمايزة عن مراكز التجمعات السكانية التي كانت‬
‫مرة أخرى‪ ،‬كل ا الكتشافات ا ألثرية تشير إلى عدم وجود سكان‬ ‫تسيطر على هذه المعاقل‪.‬‬
‫مدنيين في أريحا وعاي وثدن أخرى مذكورة في سفر يشوع‪ .‬توجد أدلة كتابية أخرى عن‬
‫مدن متعددة اسئخدمت كقالع وحصون ونقاط عسكرية (انظر ردة في ‪٢‬صم ‪٢٦ :١٢‬؛‬
‫وصهيون في ‪٢‬صم ه‪٧ :‬؛ و‪١‬أخ ‪ :١١‬ه‪.)٧ ،‬‬

‫هذه ا لحقيقة تتضح أكثر بواسطة كمة أخرى متالزمة هي حدرغا‪7€‬وحم أو ملك‪ .‬هذه الكلمة‬
‫كانت تستخدم على نطاق وا سع في كنعان خالل ذلك الزمان عن أي قائد عسكري مسؤول‬
‫أمام حاكم من رتبة أعلى غير مقيم في المكان‪ .‬ا ألكثر من ذلك‪ ،‬أن المعارك في يشوع ال تذكر‬
‫ا لمدنيين‪ -‬وبالتالى النسا ء وا الطفال (سنأتى إلى راحاب فيما بعد) ‪ .‬وحسب أفضل الحسابات‬
‫من النقوش الكنعانية واكتشافات أثرية أخرى (مثال‪ :‬ال وجود لزخارف أو أواني خزفية‬
‫للوجاهة تشير إلى مكانة اجتماعية أو ثروة‪ ،‬كما يتوقع المرء في مراكز التحمعات السكانية)‪.‬‬
‫كانت أريحا منشاة صغيرة بها مئة أو أقل ين الجنود؛ لهذا السبب تمكنت إسرائيل من‬
‫الدوران حولها سبع مرات ثم محاربتها في نفس اليوم‪) (.‬‬

‫كنقطة هامشية‪ ،‬نستطيع أن نضيف أن ترجمة األرقام المستخدمة في قصص الحروب‬


‫في العهد القديم يمكن أن تكون غير دقيقة‪ .‬فببساطة ربما لم تكن األعداد كبيرة كما تشير‬
‫(التي عادة ما تترجم ألف) يمكن أن تعني ((وحدة))‬ ‫أ{([‪€‬أ‪€‬‬ ‫الترجمات المعتادة‪ .‬الكلمة العبرية‬
‫أو ((فرقة)) بدون تحديد رقم معين‪(.‬‬

‫وبالتالي إذا كانت أريحا حصائ‪ ،‬فحينئذ ((كل)) ئن قتلوا بداخلها كانوا محاربين باإلضافة‬

‫‪٢٢١‬‬
‫إلى قادة دينيين وسياسيين‪ .‬وكانت راحاب وعائلتها بمثابة االستثناء من المدنيين ا لذين‬
‫سكنوا بداخل هذا الموقع العسكري‪ .‬نفس الشيء ينطبق على كل سفر يشوع‪ .‬فبرغم أن‬
‫الغص الكتابي يذكر ((ملوغا)) محددين (أي قادة عسكرين) قتلوا في المعارك مع إسرائيل‪،‬‬
‫فهو ال يذكر أي مدنيين قتلوا بشكل محدد‪ .‬ا ألدلة ا لمترا كمة تشير إلى ا لعكس تماائ لما تعلمنا ه‬
‫في فصول مدارس األحد‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬فإن سحق شاول لعماليق يمكن أن يكون بمثابة سيناريو مشابه (‪١‬صم‬
‫‪ . )٣ :١٥‬ربما ببساطة كان ا لهدف هو معاقل عماليق المحصنة‪ ،‬وليس مراكز التجمعات‬
‫السكانية‪ .‬مرة أخرى الكلمات الساحقة مثل ((كل))‪ ،‬و( طفل وشيخ)) و( رجال ونسا ء )) كانت‬
‫تعبيرات شائعة تفيد الشمولية‪ ،‬حتى إذا لم توجد النساء واألطفال‪ .‬هذه ا لفكرة تم تعزيزها‬
‫مجددا بحقيقة أن عماليق أبعد ما يكون عن ا إلبادة الكاملة‪ .‬وكما رأينا بالفعل‪ ،‬يظهر عماليق‬
‫داخل نفس السفر‪ ،‬صموئيل األول‪ ،‬وما بعده (‪١‬صم ‪٨ :٢٧‬؛ ‪١ :٣٠‬؛ ‪١‬اخ ‪٤٣ :٤‬؛ الخ)‪.‬‬

‫راحاب حارسة الخان‬


‫لماذا بات الجاسوسان ا إلسرا ئيليان في بيت عاهرة؟ أال يبدو هذا مثيرا للشدبهات؟ عند‬
‫الفحص المدقق نستطيع أن نستنتج بامان أن راحاب كانت على األرجح مسؤولة عن خان‬
‫(فندق) ومستشفى تابع للحصن‪ .‬لم تكن راحاب كدير بيكا للدعارة‪ ،‬حتى وإن كأن مثل هذه‬
‫الخانات تديرها عاهرات‪ ) (.‬كانت القوافل المسافرة ورسل الملوك يمكثون في المعتاد ليلة‬
‫واحدة في مثل هذه األماكن في ذلك الزمن‪ ) (.‬وتؤكد شريعة حمرابي ما نرا ه في يشوع‬
‫ا ألصحاح ‪ ،٢‬بما في ذلك أن تكون حارسة الخان أنثى‪ :‬إذا تقابل المتآمرون في بيت حارسة‬
‫الخان‪ ،‬وهؤالء المتأمرون لم يقبض عليهم ولم يسلموا إلى المحكمة‪ ،‬فإذ حارسة الخان دحكم‬
‫ب‪1‬لموته‪٢٢(.‬ا‬ ‫عليها‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كانت مثل هذه البعثات االستطالعية شائعة فى الشدرق‪ .‬وكان بيت‬
‫صاحبة ا لخا ن مكايا مثالدا للمقل بلة بين ا لجوا سيس وا لمتآمرين‪ .‬وكانت مثل هذه ا ألماكن تمدل‬
‫تهديدا سافرا لألمن‪ .‬وبسبب هذا ‪ ،‬حذم ا لحيثيين (في تركيا وشمال سوريا) بناء أي من هذه‬
‫الفنادق أو الخانات بالقرب من أسوار ا لحصون ‪) ٣(.‬‬

‫ماذا عن فكرة العالقات الجنسية؟ سفر يشوع يحرص بشدة على ذكر أن مثل هذه‬
‫األنشطة لم تحدث‪ .‬يقول الغص إن الجاسوسين ((انحلجعا هتاك)) ولم يقل(( اضجعا معها))‬
‫(يش ‪ .)١ :٢‬ويقول إنهما ((دحال دين‪ ...‬زاحاب)) (يش ‪ )١ :٢‬وليس ((دخلوا إلى (أو من أجل)‬
‫راحاب))‪ ،‬وهو ما قد يتضمن عالقة جنسية‪ .‬فى المقابل تأمل شمشون الذى ((زًاى هتاك امرًا؛‬
‫ذا نده قدغله إتدفا)) (قض ‪ .)١ :١٦‬العهد القديم ال يتردد في استخدام مثل هذه اللغة‪ .‬ونحن‬

‫‪٢٢٢‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪٢‬‬

‫ليس لدينا أية إشارة جنسية هنا‪ .‬وإنما يصور سفر يشوع را حاب كإنسانة تخشى الله‬
‫حنا‪ .‬نعم‪ ،‬كانت مثل هذه الخانات في الشرق ا ألدنى ا لقديم تجتذب من يسعون وراء اللذة‬
‫الجنسية‪ ،‬ولكن هذا ال ينطبق على الجاسوسين اإلسرائيليين‪ ،‬ا للذين ذهبا إلى هناك؛ ألنه‬
‫مكان عام ويستطيعان ا لتعرف منه على الترتيبات ا لعملية وا لعسكرية للمنطقة ويستطيعان‬
‫التماس مئ قد يعاونهما فيما بعد‪(.‬‬

‫رفض الكنعانيين االعتراف باإلله الواحد الحقيقي‬


‫على عكس من راحاب وعائالتها‪ ،‬فإن رفقا ء ها من أهل أريحا (ومعظم ا لكنعانيين) رفضوا‬
‫االعتراف با إلله الواحد الحقيقي‪ .‬إذ نموذج عائلة راحاب (وإلى خد ما الجبعونيين) يكشف‬
‫أن ا لتكريس للتحريم وا إلبادة رغ‪۶‬مع‪٢‬جأ‪ )7‬لم يكن في المطلق أو لم يكن هناك رجعة فيه‪ .‬كما‬
‫رأينا‪ ،‬كان الله مهتائ أكثر بالقضاء على ديانة الكنعانيين وأوثانهم وليس شعوب الكنعانيين‪.‬‬
‫يعبر الله مرارا وتكرارا عن استعداده للرجوع عن ا لعقوبة وا إلبقا ء على مذ يعترفون بسلطانه‬
‫ا لوا ضح على ا لشعوب (قارن إر ‪.)٨: ١٨‬‬
‫وبالنسبة لمن يطالبون بإلحاح‪ :‬إن كان الله موجودا‪ ،‬فليظهر نفسه ‪ ،‬ليس هناك ما هو‬
‫أكثر درامية ين شق ا لبحر األحمر‪ .‬كانت أخبار الخالق وإله إسرائيل على لسان ا لجميع‬
‫في كنعان! وفي كلمات راحاب ((الئتا عئ خبئتا كيفلى يبس الرت مياه بحر سوف ندا تفم‬
‫عتد بروحكم يئ يصر‪ ...‬سبعتا نذا بث شوبتا ولم قبق بعد روح بى ادشان دختحكلم‪،‬‬
‫ألن ا لرت إلهكم هو ا لله ني ا لثتا ء ين قوق وطى ا ألرض ين نحث)) (دس ‪ : ٢‬د‪ ١٠‬و‪. )١١‬‬
‫وفي كلمات الحبعونيين ((ين آرض بعيد؛ حدا لجاء عبيدن طى اسم الرت الهذ‪ ،‬الئتا‬
‫سبعتا حبزه وكز ائ عبن ببصز)) (يش ‪ ٩ : ٩‬؛ قا رن خر ‪ ١٧—١٤ :١٥‬؛ا تث ‪ .)٢٥ :٢‬وكما‬

‫تابت نينوى الوثنية لدى رؤية ورسالة النبي يونان بعد قضاء بعض الوقت على الشاطئ‬
‫و( ا سمرا ر بشرته)‪ ،‬كان بإمكان الكنعانيين أن يتوبوا‪ -‬بالطبع إذا لم يصلوا إلى نقطة‬
‫ا لالعودة روحيا وأ خالفيا‪.‬‬

‫في العهد ا لجديد يؤكد يسوع على أنه بدون ا لقلب المستعد‪ ،‬لن يرجع ا إلنسان إلى الله‬
‫حتى إذا قام شخص من األموات (لو ‪ .)٣١ :١٦‬كان يمكن للضربات المتكررة المنظورة آللهة‬
‫مصر أن يحفز الكنعانيين ليرجعوا إلى ا إلله الواحد الحقيقي‪ ،‬بشرط أن يكون لهم ((قلب)) مثل‬
‫قلب راحاب‪ .‬حتى دوران إسرائيل سبع مرات حول أريحا أظهر فرصة أكيدة لملكها وجنودها‬
‫وكهنتها لالستسالم‪ .‬ا لكلمة ا لعبرية ‪( 16]61[3‬بمعنى يدور حول‪(( ،‬قطوفون حوز المدينة)) في‬
‫يش ‪ )٣ :٦‬يتضمن جوانب طقسية متعددة‪ ،‬بما في ذلك األبواق‪ ،‬والموكب المقدس‪ ،‬والصياح‬
‫(قارن ‪٢‬صم ‪ ١٥ :٦‬و‪ .)١٦‬الكلمة واردة في مزمور ‪(( ٤٨‬طوفوا يصقبون‪ ،‬ذدوروا حولها ‪٠‬‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫عذوا ائزاخهاك) (مز ‪ ١٢ :٤٨‬و‪١٣‬؛ أينا في ‪٢‬هل ‪ .)١٤ :٦‬الكلمة تشير إلى فكرة إجراء‬
‫تفتيش‪ .‬في حالة أريحا‪ ،‬أجري التفتيش ليروا إذا كأنت المدينة ستتفتح بواباتها أم ال‪ .‬ومع‬
‫ذلك رفضت المدينة أن تفعل هذا ‪ ) (.‬في كل مرة طاف بنو إسرائيل حول المدينة كأن هذا يعني‬
‫فرصة ألريحا لتفادي التحريم‪ .‬ومع ا ألسف قوبلت كل فرصة برفض من أريحا لالستسالم‬
‫وا العترا ف بسلطان يهوه‪.‬‬

‫أساليب الحوب لدى بني إسرائيل‬


‫ناقشنا ا الدعا ء ا لمعيب ا‪(( -‬ريتشارد دوكنز)) بان إسرائيل ارتكبت تطهيرا عرقدا‪ ،‬وأن تلك‬
‫المجازر ا لدموية نفذت د كرا هية لألجانب ‪ .‬لكن عندما نراجع أساليب ا لحرب إلسرا ئيل‬
‫سنكتشف ا لعكس من ذلك‪ .‬ببساطة لم يتصرف جيش إسرائيل مثل جماعة ض مسعلي‬
‫الحرب ا لدمويين المهوسين‪ .‬من ناحية‪ ،‬نتائج انتصارات يشوع لها ثقل ا لريش مقارنة بتلك‬
‫الحروب الواردة في سجالت اإلمبراطوريات العظمى في الشرق األدنى القديم‪ :‬مثل الحيثيين‪،‬‬
‫والمصريين (ا أللفية الثانية قبل الميالد)‪ ،‬وا آلرا ميين‪ ،‬واألشوريين‪ ،‬والبابليين‪ ،‬وا لغارسيين‪ ،‬أو‬
‫ا إلغريق (األلفية األولى قبل الميالد)‪ ) (.‬وعلى عكس من الوصف الموجز ليشوع‪ ،‬الذي يتألف‬
‫من أربع آيات‪ ،‬للتعامل مع خمس ملوك (يش ‪ ،)٢٧ -٢٤ :١٠‬كأن ا ألشوريون يبتهجون في‬
‫سرد كل تفاصيل بطوالتهم ا لوحشدة وا لدمودة‪.‬‬

‫سجالت األشوريين الحدد د((آشور ناصربال الثاني)) (‪ ٨٥٩ -٨٣٣‬ق‪ .‬م‪ ).‬تتلذذ بوصف‬
‫سلخ الضحايا أحيا ء‪ ،‬ووضع آخرين على الخوازيق‪ ،‬والجثث المتراكمة لمجرد العرض‪(.‬‬
‫وكانوا يتفاخرون بقلع عيون الجنود وبتر آذانهم وأطرافهم‪ ،‬ثم يتبع ذلك عرض لرؤوسهم في‬
‫كل أنحاء |لمديذة‪)٢٨(.‬‬

‫ثلندا‪ ،‬عدد من المعارك خاضتها إسرائيل في الطريق إلى كنعان وفي داخلها كانت‬
‫حروب دفاعدة‪ :‬هاجم عماليق بني إسرائيل المرتحلين (خر ‪ ،)٨ :١٧‬وهاجم الكنعاني ملك‬
‫عرا د بني إسرائيل وأسر بعضهم (عد ‪ ،)١ :٢١‬ورفخر سيحون ملك ا ألموريين المبادرات‬
‫ا لسلمية إلسرائيل بل وهاجمهم (عد ‪٣٢ —٢١:٢١‬؛ تث ‪ ،)٣٠ —٢٦ :٢‬وخرج عوج ملك باشان‬
‫ليقاتلهم (عد ‪٣٣ :٢١‬؛ تث ‪ .)١ :٣‬وتعاملت إسرائيل مع محاوالت مديان الحثيثة لتضليلها‬
‫من خالل الوثنية واإلباحية (عد ‪ ٢ :٣١‬و‪٣‬؛ قارن أيائ ‪٢٥‬؛ ‪ .)١٦ :٣١‬وخمس ملوك هاجموا‬
‫جبعون‪ ،‬ا لذين دافع عنهم يشوع بسبب معاهدة سالم أبرمت بين إسرائيل وا لجبعونيين (يش‬
‫‪.)٤ :١٠‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬منع الله إسرائيل من غزو شعوب مجاورة أخرى‪ .‬ين هذه الشعوب‪:‬‬
‫موآب وعمون (تث ‪ ،)١٩ ،٩ :٢‬وكذلك أدوم (تث ‪ ٤ :٢‬وه؛ ‪ ،)٧ :٢٣‬بالرغم أنهم كانوا قد‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪٢‬‬

‫رفضوا في البداية مساعدة بني إسرائيل (عد ‪٢١ -١٤ :٢٠‬؛ قارن تث ‪ .)٨ -٦ :٢‬لم يسح‬
‫الله باالستيالء على أرضهم‪ ،‬ولم يكن إلسرا ئيل ا لحق في االستيالء على أي شيء بخالف‬
‫ما سبق الله وقرره‪.‬‬

‫ثللدا‪ ،‬كل المعارك التي أقرها يهوه بعد زمن يشوع كانت معارك دفاعية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫معركة يشوع للدفاع عن جبعون (يش ‪ ١٠‬و‪ .)١١‬وبالرغم من الخروج في معارك هجومية‬
‫معينة خالل زمن ا لقضا ة وفي أيام داود وما بعدها‪ ،‬فإنها ال ئمتدح كشيء مثالي يحتذى‬
‫به‪ ) (.‬كما رأينا‪ ،‬لم يكن القتال من أحل البقاء مجرد مغامرة‪ ،‬بل أسلوب حياة في ا لشرق‬
‫األدنى القديم‪ .‬لم تكن مثل هذه ا لظروف هي ا ألمثل بالتأكيد‪ ،‬ولكنها كانت تمر عن ا لوا قع‪.‬‬

‫المدبان (سفر العدد ‪)٣١‬‬


‫مثل االعداء ا للدوديين إلسرائيل‪ ،‬شكل‪ ،‬عماليق (راجع تث ‪ )١٩ —١٧ :٢٥‬والمديانيون‬
‫خطرا كبيرا على إسرائيل‪ .‬فبينما عرض عماليق وجود إسرائيل ذاته إلى الخطر‪ ،‬فإن مديان‬
‫هددت تماسك إسرائيل ا لروحي واألخالقي بصغتهم شعب الله تهديدا كبيرا ‪ .‬وبمساعدة نبي‬
‫وثني مراوغ اسمه بلعام‪ ،‬اخترع المديانيون خطة الستمالة إسرائيل إلى العبادة الوثنية‪.‬‬
‫وهذا تضمن طقوس الجنس‪ ،‬والوالئم أمام بعلهم‪ ،‬والسجود وتقديم الذبائح له (عد ‪١ :٢٥‬‬
‫و‪٢‬؛ ‪ .)١٦ :٣١‬وعندما لم يستطع بلعام ان يجلب لعنه على إسرئيل (عد ‪ ،)٢٤ -٢٢‬سعى‬

‫إلى وسيلة أخرى‪.‬‬


‫لهذا ا لسبب أمر موسى‪(( :‬ناالن ا فئلوا كل ذكر ين االنعال‪ .‬وكز امرآؤ عرنت رحال‬
‫يثناحقه ذنمر ائدلونا‪ .‬لين لجييع االنعال (اإلناث) ين الغشاء الغوادي نلم يعرش لمناحقه‬
‫ذنج ادقوهون قلم خياب)) (عد ‪ ١٧ :٣١‬و‪ . )١٨‬يجب فهم هذا النص في سياق سفر ا لعدد‬
‫أصحاح ‪ .٢٥‬عند فغور‪ ،‬تعثدت نساء مديان إغوا ء رجال إسرائيل بمجون الجنس وكذلك‬
‫عبادة البعل‪.‬‬

‫ا لحكم بالموت على كل ا لذكور ليس معتادا‪ .‬ومع ذلك كان ا لذكور يمثلون ا لجيش ا لمحتمل‬
‫للعدو الذي يمكن أن يخرج ضد إسرائيل مرة أخرى‪( .‬ضع في اعتبارك أن الذكور من بني‬
‫إسرائيل الذين سقطوا في اإلغوا ء حكم عليهم بالموت أيائ)‪ .‬إن غرض مديان الشرير‬
‫وا لوقح لتضليل إسرائيل استدعى دينونة قاسية‪ .‬وا لفرض من أمر موسى هو تقويض خطر‬
‫المديل نيين المستقبلى على تماسك إسرائيل وهويتها‪.‬‬

‫ماذا عن أخذ ا لعذروا ت الصغيرات؟ بعض النقاد قد أشاروا بجهل أن رجال إسرائيل كان‬
‫لهم ا لحرية ا لمطلقة في ا الستحوا ن على الفتيات ا لصغيرا ت واغتصابهن‪ .‬ليس ا ألمر كذلك‪.‬‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫لقد تم استثنائهن تحديدا ألنهن لم يحقرن من أنفسهن باغوا ء رجال إسرائيل‪ .‬وكخلفية لهذا‬
‫ارجع مرة أخرى إلى تثنية ‪ . ١٤ -١٠ :٢١‬وهناك ستجد أنه من غير المسموح أن تستخدم‬
‫ا ألسيرة ألغرا ض ا لجنس‪ .‬وكأ ن على ا لرجل ا إلسرا ئيلي أن يقبع بعناية ا إلجرا ءات ا لصحيحة‬
‫قبل أن يأخذها كزوجة له‪ .‬وفي ضوء الحساسية العالية لمسألة الطهارة الجنسية في إسرائيل‬
‫ولجنود إسرائيل‪ ،‬كان البد من اتباع يروتوكالت محددة‪ .‬وكان االغتصاب مستبعدا بشكل‬
‫أكيد كعمل غير منصوص عليه فى الحرب بالنسبة إلسرائيل‪.‬‬

‫تقديم السالم أوال‬


‫في ضوء إجرا ءات ا لحرب في تثنية ‪ ،٢٠‬يؤكد ا لكثير من الدارسين أنه كان على إسرا ئيل‬
‫أن تقدم شروط السلم للمدن غير الكنعانية وليس للمدن الكنعانية‪ .‬هذا يعير عن ا لنظرة‬
‫الغالبة‪ .‬ومع ذلك هناك تن يؤكد (ومنهم مفسرون يهود معروفون) أن تدمير مدن كنعان‬
‫لم يكن بال شروط‪ ،‬وأنه كان يمكن إبرام معاهدات تحت ظروف معينة‪ .‬وكما هو الحال مع‬
‫ا لجبعونيين (با لرغم أنهم صنعوا معاهدة بخداع ومبر)‪ ،‬كان يمكن بسهولة عمل معاهدة‬
‫وكما رأينا أعطيت فرصة سباعية ألريحا لتصنع‬ ‫سالم مباشرة مع أي مدينة كنعانية‪.‬‬
‫سالتا مع إسرائيل‪ ،‬وهو ما رفضته أريحا‪ .‬تأمل يشوع ‪(( ١٩ :١١‬تلم دكن تديئة صاتن بني‬
‫اسرابين دأل انيوؤين شكان جبعون‪ ،‬بز أحذوا انجبيغ يانحزب))‪ .‬ومثل فرعون‪ ،‬الذي قاوم‬
‫موسى‪ ،‬هذه المدن الكنعانية كانت قد وصلت لمرحلة ين ا لشر بحيث أسلمهم الله لقلوبهم‬
‫القاسية والمقاومة (يش ‪.)٢٠ : ١١‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬ا لتركيز األهم في نصوص مثل تثنية ‪ ٧‬و‪ ٢٠‬يتمثل في تطهير إسرائيل‬
‫لألرخى من األوثان وا لممارسات ا لدينية الباطلة والمدمرة‪ .‬لم يكن ا لهدف النهائي هو إبادة‬
‫األشخاص‪ ،‬كما يدل أيائ على ذلك طواف التفتيش حول أريحا الذى تحدثنا عنه‪.‬‬

‫طردهم من اآلرض‬
‫ما يزيد إثارة على نقاشنا وجود تعبيرات مثل((طرد)) و((دفع)) الكنعانيين خارحا ‪ .‬يستخدم‬
‫العهد القديم تعبيرات عن ((طرد)) الكنعانيين (انظر عد ‪٣٢ :٢١‬؛ تث ‪١ :٩‬؛ ‪٢٣ :١١‬؛ ‪:١٨‬‬
‫‪١٤‬؛ ‪١ :١٩‬؛ الخ)‪.‬‬
‫((أرسل هسي آتاتن‪ ،‬وأ عج جميع النئوئب الدين قدي عتدهلم‪ ،‬وأعطباك جميع‬
‫أعدا بذ لمديرين‪ .‬وأرسل آتاتن ا لرقايير‪ .‬عدطرد ا ندودين ذا لكدعاشرح والحديين‬
‫ين أتاين‪ .‬ال أثردهلم ين ألمايذ ني سته واجدؤ‪ ،‬لبأل قصير ا ألرخى حربه‪،‬‬

‫‪٢٢٦‬‬
‫قدكثر ءاذائ‪ ،‬وحوش البردة‪ .‬قبيال عليال أؤدهم مذ أمامك دلى أن سرك ودملك‬
‫األزنى)) (خر ‪.)٣٠-٢٧ :٢٣‬‬

‫إن ا لطرد يختلف عن ا لسحق والتدمير‪ .‬الطرد الذي نتحدث عنه ليس إبادة جماعدة (ابظر‬
‫تعبير ((أطرد‪ .‬من قدامك))‪ -‬يسم)) في خر ‪ ،١٤ :٣٤‬عد ‪ ،٢١ :٣٢‬تث ‪ .)٣٨ :٤‬وكما زد‬
‫ديسم) آدم وحواء ض الجنة (تك ‪ ،)٢٤ :٣‬أو طرد قايين إلى البرية (‪ ،)١٤ :٤‬أو طرد‬
‫داود من إسرائيل على يد شاول (‪١‬صم ‪ ،)١٩ :٢٦‬هكنا كان على بني إسرائيل أن ((يطردوا))‬
‫الكنعانيين‪ .‬يستخدم العهد القديم كلمة أخرى أيصا هي ((أحرج))— وهي تلقي‬
‫المزيد من الضوء على قضية كنعان‪ :‬فكما أن آدم وحوا ء ((أخرجا)) من الحنة (تك ‪،)٢٣ :٣‬‬
‫هكذا ((سيخرج)) الله (أو ((يطرد))— ال ‪٢٤ :١٨‬؛ ‪ )٢٣ :٢٠‬الكنعانيين‪ .‬وعند الفحص المتعمق‬
‫سنجد أن اآليات التى تتحدث عن الطرد هى أكثر بكثير من آيات التدمير واإلبادة‪.‬‬

‫في الوا قع حتى األفعال مثل ((يفني‪ /‬يهلك—ويدمر— صسبق ليست بالمعنى الذي‬
‫أضغا ه النقاد عليها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لقد هدد الله بأن يدصر إسرائيل نفسها مثلما فعل مع‬
‫الكنعانين‪ .‬كيف؟ ليس باإلبادة الحرفية وإنما بنزع إسرائيل من ا ألرخى إلى أرض أخرى‪ .‬كال‬
‫الفعلين ستخدمان في شية ‪(( -٦٣ :٢٨‬ذنمائ عرخ الرت قز لئئسن إنغز ويكتركز‪ ،‬غذين‬
‫تفزخ الرت قز بهغز ذئملككلم‪ ،‬شوئن ين االذخر ايي أكت داجل انيا بنئنفها))‪،‬‬
‫وحتى عندما ((دمرت)) بابل مدينة اورشليم‪ ،‬نجا كل اليهود المتعاونين (إر ‪(.)١٧ ،٢ :٣٨‬‬
‫باختصار‪ ،‬كأن بإمكان الكنعانيين الغالتين أن يهربوا‪ .‬والمقاومون فقط هم نن كانوا يخاطرون‪.‬‬
‫هذا الشرح المختصر للمصطلحات المتعلقة بحروب يهوه يمنحنا دليال إضافيا على أن ا إلبادة‬
‫الكاملة لم تكن مقصودة‪ ،‬وكان هناك تشجيع على الهروب من األرض‪.‬‬

‫كيف يعمل هذا الطرد؟ ليس من ا لصعب تخدل ذلك‪ .‬إن خطر أي جيش اجنبي يحفز في‬
‫ا لمعتاد ا لنسا ء وا ألطفال ‪-‬نا هيك عن ا لسكان في مجملهم— على إبعاد أنفسهم عن طريق ا لخطر‪.‬‬
‫وعادة يكون المدنيون أوز تن يهربون‪ .‬كما يكتب جون جولدنجاي‪ ،‬السكان الذين يتعرضون‬
‫للهجوم لن ينتظروا ويتباطأوا إلى أن يقتلوا‪ .‬فقط المدافعون‪ ،‬الذين لن يخرجوا‪ ،‬هم ص قد‬
‫يقتلون‪ ) (.‬ارميا ‪ ٢٩ :٤‬تلمح لهذا السيناريو‪(( :‬ين صوب العارس ورايى انعوس كل المدب بدة‬
‫نارية‪ .‬دحلوا انعاباب وصعدوا عتى الصحور‪ .‬كز المدن تئرونمة‪ ،‬وال ادسان شاكن فيها))‪.‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬النص الكتابي ال يقدم أية إشارة بان الحروب التي سمح بها ليشوع كانت‬
‫نحن نقرأ في يشوع (وا لقضا ة) أنه بالرغم من لغة ا إلبادة‪ ،‬فإن كثيرين‬ ‫ضد المدنيين‪.‬‬
‫من السكان الكنعانيين ا لذين لم يطردوا كانوا ال يزا لون يعيشون في مناطق سكن فيها بنو‬
‫إسرائيل‪ .‬ا ألكثر من ذلك أن الكنعانيين (بشكل عام) كان يجب أن يرحلوا أو يطردوا‪ ،‬وليس‬
‫أن يبادوا‪.‬‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫دموهم يسوع تمانا كما أمر موسى‬
‫في ا لنصوص التالية‪ ،‬التدمير الكامل الذي قام به يشوع للكنعانيين هو بالضبط ((كعا‬
‫آمر لموسى عبن الرت))‪.‬‬

‫((شذ بع فل لمذن أولؤذ الملوك ذحويع لملوكما ونربهلم يئد الثيب‪ .‬خدتملم نمتا‬
‫ألمر لموسى فتئ الرت)) (يش ‪.)١٢ :١١‬‬
‫((وفن قنيتة دنئ اش ذايمائلم ئمبما بوئ إسرائين السهلم‪ .‬وألما الرحان نعلم‬
‫حبيائ يخذ الشيب حثى أبا ونلم‪ .‬تلم يبغوا ئ‪ .‬نمتا أمر الرت لموسى عبنة هكذا‬
‫امر موسى يشوع‪ ،‬وهين ا نغذ يشوع‪ .‬تلم ييبن شيائ من كذ صا أمر يه الرت موسى))‬
‫(يش ‪ ١٤ :١١‬وه‪٠)١‬‬
‫(( بل يبادون نمتا أمز ا لرت موسى)) (يش ‪.)٢٠ :١١‬‬

‫هل تذكر ا ألوامر الساحقة لموسى بان ((يغني)) و(( يبيد)) الكنعانيين‪ ،‬وأال يترك ((شاردا ))؟ لغة‬
‫يشوع الشاملة تردد صدى لغة موسى‪ .‬يشير الكتاب المقدس بوضوح أن يشوع أنجز المهمة‬
‫ا لتي كلفه موسى بها‪ .‬وبالتالي إذا كان يشوع قد فعل ما أمر به موسى‪ ،‬وإذا كان وصف‬
‫يشوع للدمار مجرد مبالغة لغوية شائعة في نصوص الحرب في الشرق ا ألدنى القديم وكان‬
‫موسى على علم بها‪ ،‬فحينئذ من الواضح أن موسى نفسه لم يقصد إبادة حرفية وشاملة‬
‫للكنعانيين‪ .‬فهو مثل يشوع كان يقبع التقاليد األدبية اللغوية في عصره‪(.‬‬

‫الكتاب المقدس وعلم اآلثار‬


‫باإلضافة إلى أن الغص الكتابي يذكر التغلغل التدريجي في امتالك األرض (يش ‪:١٣‬‬
‫‪٧ —١‬؛ ‪١٠ :١٦‬؛ ‪ ،)١٢ :١٧‬فإنه يقودنا إلى توقع ما يؤكده علم اآلثار‪ -‬أعني بذلك أن‬
‫ا لتدمير الشامل للمدن لم يحدث وإنما االندماج ا لتدريجي هو ما حدث‪ ) (.‬فقط ثالث مدن‬
‫(قالع أو حصون‪ ،‬كما راينا) هي التي أحرقت‪ :‬أريحا‪ ،‬وعاي‪ ،‬وحاصور (يش ‪٢٤ :٦‬؛ ‪:٨‬‬
‫‪٢٨‬؛ ‪ .)١٣ :١١‬في حين يجب أن نتوقع أن كل الجوانب الملموسة لحضارة الكنعانيين ‪-‬من‬
‫مبان وببوت‪ -‬كانت باقية على حالها بشكل كبير (قارن تث ‪ ١٠ :٦‬و‪(( : ١١‬لمدن عظيمة حيد؛‬
‫تلم سها‪ ،‬وييب متلوة؛ فز خير تلم نئألنا‪ ،‬وابأر مخفوره تلم قها‪ ،‬فروم وزبون تلم‬
‫دعركها)))‪ .‬هذا يبدو منطقيا حدا إذا كان على إسرائيل أن يستقر في نفس المئطقة— وكان‬
‫سيعفيهم من ا لكثير من أعمال التنظيف!‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لو كنا عشنا في إسرائيل في ا لعصر البرونزي المتأخر (‪— ١٤٠٠‬‬
‫‪ ١٢٠٠‬ق‪ .‬م)‪ ،‬ونظرنا إلى إسرائيلي وكنعاني يقفان بجوار أحدهما األخر‪ ،‬ما كنا لنلحظ‬

‫‪٢٢٨‬‬
‫فوارق ملحوظة بينهما‪ .‬لم يكن ممكنا ا لتمييز بينهما في الملبس‪ ،‬أو ا لبيوت‪ ،‬أو أدوات المائدة‪،‬‬
‫أو ا ألدوات الفخارية‪ ،‬أو حتى ا للغة (راجع ‪٢‬مل ‪٢٨ ،٢٦ :١٨‬؛ إش ‪ .)١٨ :١٩‬وال يجب أن‬
‫نندهش كثيرا لهذا األمر‪ ،‬ألن تأثير الحضارة المصرية كان كبيرا جدا على هذين الشعبين‪.‬‬

‫ا ألكثر من هذا‪ ،‬لم تكن إسرائيل نفسها مدل عرق واحد نقي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تزوج‬
‫بيوسف من امرأة مصرية‪ ،‬إسنات‪ ،‬التي ولدت منسى وإفرايم (تك ‪ ،)٥٥ :٤١‬وأيائ ((نفيذ‬
‫كدير)) خرجوا من مصر مع بني إسرا ئيل (خر ‪٣٨ :١٢‬؛ عد ‪ .)٤ :١١‬وكان با مكا ن ا مميين‬
‫آخرين مثل راحاب ان يندمجوا بسهولة مع إسرائيل عن طريق التزاوج إذا أرادوا أن‬
‫يقبلوا إله إسرائيل‪ .‬وبالتالي كيف عسى أن يمعز بنو إسرائيل أنفسهم؟ فى المعتاد‪ ،‬بتحديد‬
‫عالقاتهم ا لقبلية أو ا لقروية أو ا إلقليمية— فمثال ((إهود بن حيزا البدتامييئ)) (قض ‪،)١٥ :٣‬‬
‫((إبضان مره بيت نحم)) (قض ‪(( ،)٨ :١٢‬إيلون الربولويي)) (قض ‪.)١١ :١٢‬‬

‫مرة ًاضى على ا لجبهة الدينية‪ ،‬يقودنا الكتاب المقدس إلى توقع ما يؤكده علم اآلثار‪ .‬نعم‪،‬‬
‫مثل الكنعانيين‪ ،‬كان بنو إسرائيل يقدمون ذبائح‪ ،‬وكان لهم كهنة‪ ،‬وكانوا يصعدون بخورا‪،‬‬
‫ويعبدون عند ((معدس)) (الخيمة)‪ .‬وبالرغم أن إسرائيل كانت مطالبة بان تظل متميزة في‬
‫سلوكها األخالقي‪ ،‬وعقيدتها‪ ،‬وعبادتها‪ ،‬لكنها كثيرا ما وقعت في فخ إباحية شعب كنعان‬
‫ووثنيتهم‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬قلدت إسرائيل في بعض ا ألحيان ممارسة شنيعة للغنيقيين وهي‬
‫تقديم أطفالهم ا لرضع كذبائح للبعل وأشيرة و مولك (را جع ‪٢‬مل ‪ ١٠ :٢٣‬؛ را جع ال‪٢١ :١٨‬؛‬
‫تث‪.)١٠ :١٨‬‬

‫ومع ذلك فقد اكتشف علما ء اآلثار انه بطول عام ‪ ١ ٠ ٠ ٠‬ق‪ .‬م (خالل ا لعصر الحديدي)‪،‬‬
‫لم يعد الكنعانيون كيادا مميرا في إسرائيل‪( .‬أنا أفترض أن الخروج من مصر حدث في‬
‫وقت ما في ا لقرن الثالث عشر ق‪ .‬م))‪ ٠‬بالقرب من هذا ا لوقت أيائ كان بنو إسرائيل‬
‫يعبدون إليا قوميا‪ ،‬كان اسمه ا لشخصي السائد يهوه أو ((الرب))‪ .‬هناك تفدر ملحوظ من‬
‫ا لعصر البرونزي المتأخر إلى ا لعصر الحديدى هو أن المقادس فى المدن الكنعانية قد هجرت‬
‫ولم تنقل لمكان آخر‪ -‬لنقل مثال إلى القرى الجبلية‪ .‬وهذا يشير إلى أن شعيا جديدا لهم ميول‬
‫الهوتية مختلفة قد هاجروا إلى هنا‪ ،‬وقد سكنوا المنطقة تدريجيا‪ ،‬وقد أصبحوا المهيمنين‬
‫في النهاية‪.‬‬

‫يمكننا أن نشير إلى سيناريو موار وموثق جيدا في الشرق ا ألدنى القديم‪ .‬نفس النوع من‬
‫ا لتفلفل ا لتدريجي حدث بوا سطة ا ألموريين‪ ،‬ا لذين ا نتقلوا إلى بابلونيا ‪ 3)11(^10111)1‬قبل ‪٢٠٠٠‬‬
‫ق‪ .‬م بعدة عقود‪( .‬كان حمورابي نفسه ض األموريين الذين حكموا بابل)‪ .‬وفي النهاية احتلوا‬
‫وسيطروا على المدن الرئيسية وتركوا أثرا سياسيا‪ ،‬وهو ما تشهد له تغييرات كثيرة فى‬
‫ا ألسما ء ا لشخصية في المؤلفات وفي النقوش‪ .‬لم تتغير ثقافة بابلونيا في مبانيها‪ ،‬وملبسها‪،‬‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫وأحجارها‪ ،‬ولكن حدث تحول اجتماعي بارز‪ .‬بالمثل نرى نفس ا النتقال التدريجي حادة في‬
‫كنعان بناء على نفس ا لنوع مرئ األدلة التى عادة ما يستخدمها علماء ا بآلثار‪ .‬يجب أن نتذكر‬
‫مرة أخرى أن نتجدب القصص المخلة في ا لتبسيط وا لتي يحكى في فصول مدارس األحد‬
‫عن كيف احتلت إسرائيل كنعان‪.‬‬

‫نلخص‬
‫دعنا نلخص ا ألفكأر ا ألساسؤة التي وردت في هذا الفصل‪.‬‬
‫تتضمن أسلوبا لغودأ نمطدا يتضمن عبارات مثل‪(( :‬كل))‪(( ،‬طفل‬ ‫‪ ٠‬لغة التحريم‬
‫وشيخ)) و(رجال ونسا ء))‪ .‬ويمكن تنفيذ هذا التحريم حتى إذا لم يوجد ا ألطفال والنسا ء‪.‬‬
‫‪ ٠‬وكما نرى‪ ،‬دفن ا لتحريم الكتابي في أجوا ء حربية أو قتالدة خاصة (مع ((مدن)) و((ملوك))‬
‫محاربين)‪ .‬ويتضح أن اللغة الشاملة للتحريم موجهة للمقاتلين وليس للمدنيين‪.‬‬
‫‪ ٠‬لغة التحريم تسمح باالستثناءات وترجوها (مثل راحاب)‪ .‬وهي ليست أمرا مطلعا‪.‬‬
‫‪ ٠‬لغة التدمير في حروب الشرق األدنى ا لقديم (وفي العهد القديم) فيها مبالغة أدبية‬
‫واضحة‪ .‬فهناك جماعات من شعوب كنعان قيل عنهم بوضوح أنهم قد ((أبيدوا تماائ ))‪،‬‬
‫ومع ذلك كانوا ال يزالون موجودين بعد كل ما بيل ويعل (راجع قض ‪.)١‬‬

‫‪ ٠‬االهتمام ا‪ 1‬ألكبر كأن ل‪٦٦‬ك‪،‬ب على ا لقضا ء على الديانة الكنعانية وليس الكنعانيين في‬
‫حد ذاتهم‪ ،‬وهي نقطة تستحق المزيد موص الدراسة (انظر الفصل ا لتألي)‪.‬‬
‫‪ ٠‬اإلبقاء على راحاب وعائلتها يشير إلى أن التحريم لم يكن لمطلعا أو غير قابل للرجوع‬
‫فيه‪ .‬لقد أعطى الله إشارات واضحة عن قوته وعظمته‪ ،‬وك‪1‬نبإمكأن الكنعانيين ا لخضوع‬
‫لبدله الواحد الحقيقي الذي هزم آلهة مصر وكنعان‪ ،‬وبذلك دبقون على حياتهم‪.‬‬
‫‪ ٠‬يحتوي ا لنص الكتأبي على إشارات عديدة ل ((طرد)) الكنعانيين‪ .‬ولم يشترط ا لقتل‬
‫لتطهير ا ألرض من السكان‪ .‬هرب المدنيون عندما دمرت حصونهم العسكرية وعندمأ‬
‫لم يعد في إمكان الجنود حمايتها‪.‬‬
‫‪ ٠‬من البداية‪ ،‬خضع بعض الكنعانيين (االكثر تعاوائ) إلى السخرة‪ ،‬وليس اإلبادة (قض‬
‫‪٣٦-٢٧:١‬؛ ‪١‬مل‪٢٠:٩‬و‪٢١‬؛يشه‪٦٣:١‬؛‪١٠:١٦‬؛‪١٢:١٧‬و‪١٣‬؛قارنمز‪:١٠٦‬‬
‫‪ ٣٤‬وه ‪ .)٣‬وهذه إشارة ًاضى على أن ا لتحريم لم يكن مطلعا‪.‬‬
‫‪ ٠‬نئنيشوع ما أمربه موسى (تث ‪ ،)٢٠ ،٧‬وهوما يعني أن لغة موسى أيائ هي مثال‬
‫على المبالغة األدبية المعهودة في الشرق األدنى القديم‪ .‬ولم يقصد موسى إبادة حرفية‬
‫وشاملة للكنعانيين‪.‬‬

‫‪٢٣٠‬‬
‫‪ ٠‬االكتشافات ا ألثرية تدعم النص الكتابي بقوة‪ .‬فكالهما يشيران إلى أدلة قليلة يمكن‬
‫رصدها عن ا لتدمير في كنعان‪ ،‬ويشيرا ن بقوة إلى تغلغل متدرج إلسرا ئيل ثم هيمنة‬
‫في النهاية‪.‬‬
‫لدينا أسباب كثيرة وجيهة لنعيد التفكير في تصوراتنا بشأن إبادة الكنعانيين‪ .‬عند‬
‫التحليل ا لمتفحص سنجد أن ا لنص الكتابي يشير إلى أن هناك ا لكثير بين السطور وليس‬
‫مجرد قرا ء ة سطحية عن إبادة كل الكنعانيين‪ .‬ففكرة تدمير كل ما له دسمة على ظاهرها‬
‫تحتاج لمزيد من المراجعة‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪0١٧110٢8‬ال ‪. 3.‬ا‪0. ٧0‬؛‪1‬ا ‪8‬اا‪8٢20‬ل حالج‪0‬ا‪600‬آ ‪10111‬ع‪2‬ا‪08‬آ ‪111. 01)1‬ا‪0‬ل ‪,‬ال‪2‬ج‪111‬كا‪* 00‬‬
‫‪013‬‬ ‫اا‪ 211)1 111011.‬ز‪011‬اا ‪. 5,‬دء ‪.‬؟‪8‬ع عع‪, 2009. 8‬ال‪, 18: 11٢٧2٢811‬‬
‫‪8-‬ل ‪!1 01*111028‬ل ر‪2‬ل‪٦‬غ‪08‬ل؛‪0 8008 0‬غ‪ 1‬؛‪0 211)1 ٨1 0‬غ‪0‬غ‪0‬ل ‪110‬آاا ‪ 8.‬سسة! ‪88,‬عال *‬
‫‪-‬ج^‪ ٨. ^11‬ك‪1‬ه‪٢‬حه ‪088,‬ال ‪ 8.‬ه‪٣‬حه‪10‬آل ال‪ 0)1110)1 6‬ز‪01‬ا‪18‬ال ‪0‬ا‪1‬ط‪8٢20‬ل زئالئ ‪81108 111‬‬
‫‪ ٠٢٢. 110112 8280, 1^: £180116٣211118, 2008.‬ال‪6011, ،10)1 82111[. 82‬‬
‫*‬ ‫‪ 6. 00^00^8 0٣0٧0, 18: 111101*-‬إل*‪21‬ا‪10111 00111111011‬ع‪2‬ا‪08‬آ ‪0 01)1‬ا‪2‬ا)‪11‬الآ‪112.‬غ‪08‬ل‬
‫‪, 1996.‬ال‪٧2٣811‬‬

‫‪0٢-‬آ ‪ 111 ٦٧2٢ 111 *0 81680 211)1‬و‪06٢0٦¥ 81610: ٨11 0٧0٢٧10١٧‬ال ‪0‬ه ‪1٢ 111‬اا ‪* ---.‬‬
‫‪110٢٨.‬ل‪088 211)1 £1‬آل ‪٢)1 8.‬ةغ‪ 810‬ال‪00٤11^, 0)1110)1 6‬ء ‪11 010 ٢٢١011-81*81‬؛ ‪1*01*18111‬‬
‫‪: £1801161*211118, 2008.‬؟‪0,11‬كل‪2‬ا ‪2‬ال‪0‬اا‪٦8. ١٧‬ل‪٢10‬ةك‪[١‬‬

‫‪11)1‬أل ‪. 010 00)11 0011'1‬ال ‪601*[.‬؟‪0‬ا‪* ١٧٠1, 06 18‬‬ ‫‪01*-‬ه‪011‬ة ‪8:‬ه‪1‬؟‪2‬آل ‪81211)1. 01*211)1‬‬

‫‪٢٣١‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬
‫* لماذا من المهم ان نفهم أن حرب بني إسرائيل مع الكنعانيين كانت إجراء تاريخيا متفردا‬
‫غير قابل للتكرار أمر به الله؟‬

‫ماذا تضمن استيالء إسرائيل على كنعان؟ لماذا تعتبر فرضية ا لغزو ‪-‬او ا لحملة ا لعسكرية‬
‫المكثفة‪ -‬لالستيالء غير كافية في حد ذاتها؟‬

‫ما هي انطباعاتك عن عنترية الشرق األدنى القديم والمبالغة األدبية المستخدمة في سفر‬
‫يشوع؟ هل هذا يساعد في إلقاء ا لضوء على حروب إسرائيل وفكرة ((اإلبادة الكاملة))‬
‫للكنعانيين؟‬

‫تن هم عماليق‪ ،‬وما دورهم في النقاش حول حروب يهوه؟‬

‫هل نحن مضطرون لالستنتاج بأن المدنيين تم استهدافهم بشكل مباشر على يد جنود‬
‫بنى إسرائيل؟ هل ذكر (( النسا ء وا ألطفال)) يتطلب هذا التفسير؟‬

‫‪٠‬‬
‫ماذا تظهر االكتشافات األثرية عن المدن الكنعانية خالل زمن ا لقضا ة ويشوع؟ وماذا‬
‫كانت وظيفة هذه المدن؟ وكيف يفيدنا هذا بينما نفكر فى القضية الكنعانية؟‬

‫هل كان ((التحريم)) ضد المدن الكنعانية مطلقا وغير قابل للتفاوض؟‬

‫كيف يمكن مقارنة أساليب بني إسرائيل في ا لحرب مع الشعوب األخرى في ا لشرق‬
‫األدنى القديم؟‬

‫ما داللة ا للغة الشائعة عن (( ا لطرد )) ا لتي تستخدم في أسفار موسى ا لخمسة؟‬

‫كيف يدعم علم ا آلثار فكرة ا لتفلفل ا لتدريجي إلسرا ئيل في أرض كنعان بدال من فرضية‬
‫ا الستيالء المباغت والسريع؟‬

‫‪٢٣٢‬‬
‫هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ج‪٣‬‬

‫قتل الكنعانيين‪ -‬ج ‪٣‬‬


‫ينادي النقاد بأن قتل الكنعانيين وضع سابقة سلبية ووحشدة ألمة إسرائيل‪ .‬من الغريب أن‬
‫تن يسمون أنفسهم مسيحيين (خالل الحمالت الصليبية على سبيل المثال)‪ ،‬والذين استمدوا‬
‫إلهاتا صن نصوص قتل الكنعانيين ليبرروا تصرفاتهم قد تجاهلوا تماتا تعاليم ملكوت‬
‫المسيح‪ .‬قال يسوع لبيالطس‪ << :‬ممقكبتي زي ب ‪١‬غ صن هذا انعاكم‪ .‬لؤ كاكت مملكتي صن هذا‬
‫انغانم‪ ،‬لفان خداصى دحاديدون (يقاتلون)‪( ))..‬يو ‪ .)٣٦ :١٨‬فى موضع آخر قال‪(( :‬كل الدين‬
‫يأخذون الشين يالشيف يهلكون)) (مت ‪.)٥٢ :٢٦‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يمكننا أن نقول بثقة إنه بسبب التزام طائفة األميش والمينونايت بأن‬
‫ملكوت المسيح تحديدا ليس من هذا العالم‪ ،‬ما كأن ممكائ أبدأ أن يلجاوا إلى سفر يشوع‬
‫ليبرروا اقترافهم لألعمال الوحشية‪ .‬ا الختالف يتمدل في أن بعائ مئن يسمون مسيحيين‬
‫متسقين أكثر في تطبيق تعاليم المسيح أكثر من غيرهم‪ .‬من ناحية يمكن القول بإن الحرب‬
‫المقدسة قد تمثل قلب ديانة ما وعقيدتها‪ ،‬أما إساءة استخدام نصوص هذه الديانة لتبرير‬
‫ا لحرب فهذا شى ء آخر‪.‬‬

‫‪٢٣٣‬‬
‫با إلضافة إلى ذلك‪ ،‬لم تستغل أمة إسرائيل نفسها نصوص يشوع ط ه لتبرير الهجوم على‬
‫شعوب بخالف كنعان‪ .‬ربما دافعوا عن أنفسهم ضد أعداء آخرين‪ ،‬ولكن هذه قصة أخرى‪.‬‬
‫لم يسع بنو إسرائيل على مدار تاريخهم إلى إبادة أية شعوب أخرى بخالف كنعان‪ .‬لنقتبس‬
‫مرة أخرى من جون جولدنجاي‪(( :‬لم يسع شاول إلبادة الفلسطينيين‪ ،‬ولم يسع داود إلبادة‬
‫الشعوب المحيطة به التي لم يغزوها‪ .‬وأيائ لم تقم إفرا يم أو يهوذا بمهاجمة آشور‪ ،‬أو بابل‪،‬‬
‫أو فارس‪ ،‬أو ا لشعوب المماثلة للكنعانيين في حقبة ا لهيكل الثاني‪ .)),‬ويضيف أن سفري التثنية‬
‫ويشوع لم يؤسسا لنمط ما ((يطالب إسرائيل باتباعه‪ ،‬أو ا تبعته إسرائيل فيما بعد))‪.‬‬

‫الكنعانيون كشعب الله المفتدى‬


‫عامل آخر يجب أن ندرجه في نقاشنا يتمثل في وعد الله بمباركة كل الشعوب من‬
‫خالل إسرائيل‪ ،‬بما فيهم شعب كنعان! جاء أنبياء إسرائيل بعد سليمان ليظهروا أن األمم‬
‫التى كانت تحت دينونة قبال قد أصبحت موضوعا لخالص يهوه‪ .‬حتى أشرس وألد األعداء‬
‫إلسرا ئيل على مر التاريخ سيشاركون في عهد جديد لشعب الله متعدد العرقيات‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬في زكريا ‪ ،٩‬يبدأ الله بوعد أن يذل ويدين الفلسطينيين (ع ‪ .)٦ -١‬ثم ((هلم‬
‫ابتا (يصيرون) بقيه قاحيه الرت‪ ،‬يصيرون قعبين؛ في حلم يهوذا‪ ،‬ذقئدو فئرون قنن‬
‫الييوسيين)) (ع ‪ -٧‬ترجمة كتاب الحياة)‪ .‬بكلمات أخرى سيصبح الفلسطينيون ‪-‬ا لذين هم‬
‫ألد أعداء إسرائيل— كبقية مفتداة‪ ،‬وسيدمجون في شعب الله‪ ،‬مثل أي سبط في إسرائيل‪،‬‬
‫وسيكونون مثل ((اليبوسيين))‪ .‬وكان البيوسدون أحد شعوب كنعان (تث ‪ ،)١ :٧‬وفي النهاية‬
‫انغمسوا في كنف إسرائيل (‪١‬أخ ‪ .)٢٨ ،١٨ ،١٥ :٢١‬باإلضافة إلى ذلك سيمتد خالص‬
‫الله لكل الشعوب‪ ،‬حتى الكنعانيين‪ ،‬الذين سيصبح ا لبعض منهم في النهاية جزء ا ين ا لبقية‬
‫التي افتداها الله‪.‬‬

‫هذه ا لفكرة تتأكد أكثر في مزمور ‪ ،٨٧‬الذي يدرج (بين آخرين) أهم الشعوب التي أذلت‬
‫شعب إسرائيل‪ :‬مصر‪ ،‬بابل‪ ،‬الفلسطينيين‪ .‬هؤالء األمم ا لذين كانوا في قائمة العار بالنسبة‬
‫إلسرا ئيل سعيندمجون يوائ ما في شعب الله‪.‬‬

‫((أذكر مشذ وباين تي الذين يعقرفون بي‪ ،‬وأعد بين الذين ويدوا في أورشليلم‬
‫شعوب فلسطيه وصور وكوش‪ .‬وغى صهيون سيقان‪ :‬قز ا ألمم ويدوا فيها‪ ،‬ألن‬
‫العلى هو الذي كؤقها ‪ .‬الرت يدؤن في كتاب السعوب‪ :‬أولين ويدوا نناد)) (ع‬
‫‪ ،٦ -٤‬ترجمة عربية مشتركة)‪.‬‬

‫لقد تنبأ إشعيا ء بأن الشعوب ا ألممية لمصر وآشور سيندمجون في شعب الله‪ .‬في حين‬
‫كانت مصر وآشور على رأس قائمة من أذلوا شعب إسرائيل‪:‬‬

‫‪٢٣٤‬‬
‫(دني ذك اليوم دكون سئة بذ بشر إلى آر‪ ،‬قيجيء األسوريوذ إلى يحشن‬
‫ذايروئذ إنى آر‪ ،‬ويفين ايشروئذ مع ا فورق‪ -‬ني ذلك اليوم يكون‬
‫إسرادين عق (ثايائ) يشر وألسور‪ ،‬برئ في االرض‪ ،‬بها بارن رفي انى‬
‫قايأل‪ :‬ئيارك شعبي بشر‪ ،‬وتل يدى آسون‪ ،‬ذبيرادي إسرائيل)‪( ،‬إش ‪:١٩‬‬
‫‪.)٢٥ -٢٣‬‬
‫وفي العهد الجديد نبدأ في أن نرى تحقيق هذه النبوة عندما أندمج األمم في إسرائيل‬
‫الجديدة‪ ،‬الكنيسة (أف ‪١١ —١ :٣‬؛ قارن أع ه ‪ ١٦ : ١‬و‪ ٠)١٧‬في الواقع‪ ،‬إن يسوع نفسه في‬
‫خدمته أظهر اهتماائ بامرأة كنعانية في منطقة صور وصيدا (مت ‪ .)٢٢ :١٥‬إذ اهتمام الله‬
‫بخالص أعدائه (وأعداء شعبه) تكتمل ذروته مع افتداء الكنعانيين‪.‬‬

‫قضية كنعان والمدنؤنى‬


‫لقد قدمنا أدلة وافرة لدعم فكرة أن حروب يهوه التي سمح بها في العهد القديم كانت‬
‫محددة بغترة زمنية من تاريخ إسرائيل‪ ،‬وبمنطقة جغرافية صغيرة محددة‪ ،‬ولجماعات معينة‬
‫من الناس‪( .‬في ا لوا قع هذه المعايير والضوابط التي أعطاها الله كانت تتعارض بشكل‬
‫واضح مع ثقافة شعوب الشرق األدنى القديم‪ ،‬التي لم يكن لديها مثل هذه المحددات)‪ ) (.‬هذا‬
‫العمل هو دينونة من خالل عقوبة جماعية بالموت لم يكن ممكائ أن دنفن بدون إرشاد إعالن‬

‫إلهي خاص‪.‬‬

‫قد يقول البعض إن هذا السيناريو هو محض خيال‪ .‬وقد يتطلب متطلبات كثيرة جدا‬
‫لنحكم بصحته‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ماذا لو كأن المستهدف في ا لواقع هم من نساء عماليق‬
‫والكنعانيين وأطفالهم وشيوخهم؟ ماذا لو أن كلمة ((كل)) ال تنطبق على المقاتلين فقط في‬
‫الحصون (والمدن) الكنعانية‪ ،‬بل كانت أكثر شمولية من هذا؟ أال يجب أن توجد مقدمات‬
‫صحيحة تماائ حتى نصل إلى نتيجة أخالقية مستساغة تتعلق بقضية كنعان؟ لو كأن األمر‬
‫هكذا‪ ،‬بإمكاننا أن نتخيل كيف سيتعجب النقاد ((ال أستطيع أن أثق أن شخصية الله هي‬
‫معيار الصالح إذا كان قد أمر بقتل ا ألحلفال األبرياء!)) أو ((إن كأن هذا هو ا إلله الذي‬
‫تعبدونه‪ ،‬فال عالقة لي به!))‬

‫لكل ين يقرأ الكتاب المقدس بجدية‪ ،‬نصوص حروب يهوه هذه ستسبب له ا إلزعاج‪ .‬هذا ا ألمر‬
‫هو ا ألثقل بين ا إلشكاليا ت ا ألخالقية للعهد ا لقديم‪ .‬وال ينبغي أن نتجاهل أو نرفض هذه ا ألسئلة‬
‫على الغور‪ ،‬من ناحية ًاضى‪ ،‬نرجو من النقاد أال يقرأوا هذه النصوص قراءة سدطحية‪.‬‬
‫وإذا لم يغط السيناريو الذي قدمنا ه كل األمور األساسية‪ ،‬إال أننا نجحنا إلى حد بعيد‬

‫‪٢٣٥‬‬
‫في تقديم منظور لما حدث وما لم يحدث في كنعان‪ .‬باختصار‪ ،‬كزان الضرر أو الموت بالنسبة‬
‫للمدنيين أقل جسامة جدا عما يعتقده كل ين المؤمنين والنقاد على خد سوا ء بسبب قراءتهم‬
‫السطحية التقليدية للغص الكتابي‪ .‬راجع فقط الغصول السابقة لتحصل على ملخص لكل‬
‫ا لتوصيفات وا الختالفات (مثل لغة المبالغة في نصوص الحرب في الشرق األدنى القديم‪ ،‬مثل‬
‫كلمة ((طرد))‪ ،‬وتدمير ا لوثنية وليس الشعب‪ ،‬وهكذا)‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬دعنا نفترض أن نساء كنعان لم يكذ من المقاتالت‪ ،‬مثل جان دارك ضد ا إلنجليز‬
‫(‪ ،)١٤٣١ -١٤١٢‬أو الملكة بوديكا ( ‪ ٦٠‬م) ضد الرومان‪ .‬حتى إذا لم يكذ هكذا‪ ،‬لكنهن‬
‫اشتركن في أعمال إباحية ومشينة (وهو ما تحدثنا عنه)‪ .‬لم يكن ا النحرا ف ا ألخالقي مقتصرا‬
‫على الرجال‪ .‬لقد شاهدنا كيف أن الدعارة في المعبد كانت بمثابة زنا مبررا دينيا‪ ،‬ورأينا‬
‫كيف أن آلهة كنعان أنفسهم كانوا قدوة في ا لزنا‪ ،‬وممارسة ا لجنس مع الحيوانات‪ ،‬ومع‬
‫ا ألقارب (السفاح)‪ ،‬ومجموعة أخرى من ا ألنشحلة ا لتي كان يمارسها أكثرهم والء‪ .‬وحتى قبل‬
‫أن نتحدث عن كنعان‪ ،‬الحظ كيف أن نساء مديان سعين على ا لغور إلى إغوا ء رجال إسرا ئيل‬
‫(عد ‪ .)٢٥‬ربما لم تكن النساء محاربات‪ ،‬لكنهن أبعد ما يكون عن حالة البراءة‪ .‬يمكننا أن‬
‫نضيف أيائ أن شيوخ كنعان شاركوا في ا لمسؤولية عن الفساد األخالقي لثقافتهم‪.‬‬

‫ثالدا‪ ،‬إذا لم تقدم األدلة إجابة كاملة‪ ،‬فإن السؤال األهم المتبقي هو‪ :‬لماذا يقتل األطفال‬
‫والرضع ين الكنعانيين؟ من المؤكد أنهم كانوا أبريا ء‪ .‬ومن الناحية الالهوتية بمقدورنا أن‬
‫نؤكد على أمرين‪:‬‬
‫(‪)١‬الله هو واهب الحياة‪ ،‬وله الحق المشروع على هذه الحياة بصفته الخالق‪ .‬لهذا فإن‬
‫البشر ال يتدخلون في ا لعمر الذي يجب أن يعيشه المرء على ا ألرض (أي ‪ .)٢١ :١‬إذا‬
‫كان الله هو الله‪ ،‬ونحن لسنا آلهة‪ ،‬فإن حقوقنا بالضرورة ستكون محدودة بدرجة ما‪.‬‬
‫(‪ )٢‬لو قتل أي رضع أو أطفال‪ ،‬لدخلوا في محضر الله‪ .‬فإن كانوا قد حرموا الحياة‬
‫األرضية‪ ،‬فما كان لهؤالء الصغار أن يحرموا من ا لخير ا ألسمى‪ -‬وهو التمدع بحياة‬
‫الشركة مع الله إلى األبد‪.‬‬
‫ربما يمكن أن يقال الكثير هنا‪ ،‬لكن يجب أن نتعرض لجانب آخر من قضية كنعان‪.‬‬
‫لنضع في اعتبارنا أن الموقف الخاص المتعلق بالسيناريو األسوأ الذي يضم المدنيين ليس‬
‫هو الموقف الذى أتبناه‪.‬‬

‫ألم يكن األمر مدهن) من الناحية النفسية؟‬


‫في ‪ ١٦‬مارس عام ‪ ١٩٦٨‬قامت القوات ا ألمريكية بمذبحة بشعة ضد ثالثمائة من المدنيين‬
‫و‬
‫في فيتنام في مجموعة من القرى‪ ،‬هذه المذبحة الشنيعة تعرف اآلن بمجزرة ((ما ي الي))‪.‬‬

‫‪٢٣٦‬‬
‫فقد ضربوا باتفاقيات جنيف عرض الحائط‪ ،‬هذه المواثيق التي تعتبر اإلضرار بالمدنيين أو‬
‫ألم يكن قتل الكنعانيين مهمة أكثر وحشدة من مجزرة‬ ‫المرضى أو الجرحى جريمة حرب‪.‬‬
‫ماي الي؟ كيف يأمر الله بمثل هذا ا إلجرا ء؟ يقر الالهوتى جون ستوت‪ :‬لقد كان األمر‬
‫مروعا‪ .‬المرء يقشعر بدنه فى رعب*‪ )(.‬فى سيأق حرب أخرى‪ ،‬أقد الجنرال الفيدرالى روبرت‬
‫إي لي‪ :‬من ا لجيد أن تكون ا لحرب شيدا مروعا‪ ،‬وإال أصبحنا ا كثر عشائ لها‪)( .‬‬

‫ومع ذلك في الشرق األدنى القديم كانت الحرب اسلوب حياة ووسيلة للبقاء‪ .‬كأن القتال‬
‫واقائ أقل كرا هه في تلك ا ألزمنة‪ .‬ولم يكن ض ا لسهل ا لتفرقة بين ا لمحاربين والمدنيين في ا لشرق‬
‫األدنى القديم‪ .‬كما الحظنا أن قساوة قلوب البشر (مت ‪ ،)٨ :١٩‬بالتزامن مع وجود أنظمة‬
‫اجتماعية ساقطة ومنححلة أخالقدا‪ ،‬فعلى ا ألرجح ربما كانت هذه ا ألفعال أقل ضررا‪ -‬بدرجة‬
‫كبيرة‪ -‬من الناحية النفسدة بالنسبة لغرد من بني إسرائيل مقارنة بأحد مواطنين المجتمع‬
‫الغربي‪ .‬ليس هناك دليل بأن جنود إسرائيل كانوا محطمين داخلدا بسبب قتلهم الكنعانيين‪.‬‬

‫بخالف ذلك يجدر بنا أن نسأل‪ ،‬ماذا لو كان هناك بعض المهام التي قد نقشعر منها أو‬
‫قد تؤذينا نفسدا‪ ،‬ومع ذلك يجب أن نقوم بها؟ لقد أسلم الرسول بولس نفسه طواعيه مكتال‬
‫((دعا دحر شدائد ا ليديح)) (انظر كو‪ .)٢٤ : ١‬هذه هي الشدائد والضيقات وآالم المخاض ا لتي‬
‫يجب أن يجوزها كل المؤمنين‪ .‬وقد يتضمن هذا أهوال الموت نفسه أيائ‪ .‬كل ما تحمله‬
‫بولس ألجل اإلنجيل كان مذهال (راجع ‪٢‬كو ‪ ،)٣٣ —٢٣ :١١‬لكنه تحثل بنفس راضية هذا‬
‫الحمل الثقيل‪.‬‬

‫لقد أوصى يسوع تالميذه بأن يتثدجعوا ألنه غلب العالم (راجع يو ‪ .)٣٣ : ١٦‬كذلك يسمح‬
‫يسوع لشعبه بتحئل ا الضطهاد وأهوال الموت أيصا (عب ‪ ،)٤٠ -٣٦ : ١١‬كما فعل هو أيصا‪.‬‬
‫لكنه ينقر شعبه بانه يتألم معهم وال يتخئى عنهم (مت ‪٤٠ :٢٥‬؛ أع‪٠)٤:٩‬‬

‫الرحلة المرعبة التي كان يجب‬ ‫ا)‬ ‫‪٢،/‬هغ‬ ‫تصف رواية ((سيد الخواتم))‬
‫‪ ،‬بصحبة صديقه ا لمخلص ((ساموا يز‬ ‫(أ‪1(00¥¥‬‬ ‫أن يسيرها فرودو إلى جبل ا لمصير‬
‫جامحي))‪ .‬وبداخل نيران الجبل يجب أن يلقي فرودو بالخاتم المؤذي الذي جلب المتاعب ليس‬
‫فقط على ض ارتدوه بل على كل األرض‪ .‬هذه المهمة ا لقاسدة بل والكريهة وقعت من نصيب‬
‫فرودو‪ .‬وكانت رحلة محفوفة بالمخاطر ومنهكة عاطفدا‪ .‬ومن المؤكد أن تنفيذ هذه المهمة من‬
‫نواحي كثيرة كان مؤذيا عاطفدا بالنسبة له‪ ،‬ولكنها كانت رحلة تشكل الشخصية من نواح‬
‫أضى‪ .‬كان مشمئرا من عبء حمل هذا الخاتم‪ ،‬وهو ما كان يمزقه مدك الداخل‪ .‬ومع ذلك فإذ‬

‫جاندالف الحكيم ذكره‪ :‬ليس بمقدورنا أن نختار الزمن الذي نعيش فيه‪ .‬بل بمقدورنا فقط‬
‫أن نختار ماذا نفعل با لزهن الذي أعطي لناب)‬

‫قد ال نفهم المهمات التي يوكلها لنا الله (سوا ء كنا نفقر في قصة إبراهيم وإسحاق أو في‬

‫‪٢٣٧‬‬
‫قتل الكنعانيين)‪ ،‬وأن مهمه أو دعو؛ بعينها قد تجلب معها نصيبا من الصدمات واألحزان‪.‬‬
‫الكلمات الحكيمة لالهوتي ((ثيرنون جروندز)) بها بصيرة ويمكن تطبيقها على أشياء كثيرة‪:‬‬
‫الغرد‪ ،‬ا لخالي تماائ من التوتر وا لقلق وا لصرا ع‪ ،‬قد يكون خاطغا متأقلائ وغير‬
‫متوافق مع الله بشكل خطير‪ .‬من ا ألفضل بكثير جدا أن تكون قديسا مصابا‬
‫بالعصاب عن أن نكون خاطائ سوبل من الناحية العقلية‪ ..‬السالمة ا لعقلية‬
‫قد تعئل خطورة روحية تمنع الغرد من الرجوع إلى الله ألنه يفتقر تحديدا‬
‫لإلحسا ص بالله‪ ...‬ا لتوتر‪ ،‬ا لصرا ع وا لقلق‪ ،‬وحتى مرحلة ا لمرض ا لنفسي‪ ،‬ربما‬
‫يمثلون صليبا بحمل طواعية في خدمة الله‪.‬‬

‫يجب مراعاة السياق ا ألكبر‪ ،‬وهو شيء كأن من ا لصعب أن يغهمه جيل يشوع‪ .‬ولو لم‬
‫يسبب بنو إسرائيل ضررا بالغا بالبنية ا لتحتية للديانات الكنعانية‪ ،‬لكانت ا لنتيجة ضررا غير‬
‫محدود بسالمة إسرائيل وبالتالي الخطة ا إللهية لغداء البشرية‪ .‬على أن أشياء كثيرة كانت‬
‫معرضة للخطر إذا لم يتوفر هذا السياق الضروري‪ -‬بما في ذلك ا لشعب ا لمغرز في ا ألرض‬
‫المخصصة له‪ -‬لكي يحصل الغداء وفي النهاية تتحقق الخليقة المتجددة‪ .‬وكما أن نجاح‬
‫فرودو كان محفونا بالمخاطر من البداية إلى النهاية‪ ،‬كذلك كانت ا لرحلة من وعد الله إلبرا هيم‬
‫(تك ‪ ) ١ ٢‬إلى مجيء المسيل‪ .‬تضمنت خطة الله حالة معينة من الفوضوية الغامضة‪ ،‬لكن هذا‬
‫ال ينبغي أن يمنعنا من رؤية ا لمقاصد ا إللهية ا لعليا ‪.‬‬

‫الصورة األشمل‬
‫كان ا لهدف ا ألشمل لله هو جلب ا لبركة وا لخالص لكل ا ألمم‪ ،‬بما في ذلك الكنعانيين‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل إبراهيم (تك ‪٣ :١٢‬؛ ‪ ١٧ :٢٢‬و‪١٨‬؛ انظر ‪ ١٣ :٢٨‬و ‪ .)١‬كان العهد الذي صنعه‬
‫الله مع إبراهيم متغردا في طبيعته الشاملة واهتمامه الموجه للعالم كله وبمن هم خارج‪ .‬وهو‬
‫يختلف تماائ عن أي حركة دينية ًاضى قديمة‪ ) (.‬ومع ذلك لغترة محددة وقصيرة نسبيا‬
‫وألهدا ف ا سترا تيجية سعى ا لله إلقامة إسرا ئيل في ا ألرض بهدف تحقيق خطة الله ا لخالصية‬
‫طويلة المدى والكونية أيائ‪ .‬كان بإمكان الله أن يعاقب األشرار على الغور بالدينونة حين‬
‫يمتلئ كأس شرورهم‪ .‬ولوال ذلك لضاع األمل ا لوحيد للبشرية في الغداء‪.‬‬

‫إن األمر ا إللهي الصعب تجاه الكنعانيين يعير عن ظرف محدود واستثنائي في تاريخ‬
‫الخالص‪ .‬يمكننا أن نقارن هذا الظرف بأمر الله إلبرا هيم في تك ‪ .٢٢‬يقول جون جولدنجاي‬
‫أيائ‪(( :‬إن مصير الكنعانيين بمثابة نقطة مضيئة لفهم أخالقيات ا لعهد األول كما أن تك ‪٢٢‬‬
‫(قصة ذبح إسحاق) لفهم العائلة))‪ ) (.‬ومن وراء هذين ا ألمرين القاسيين نجد السياق ا لواضح‬
‫لمقاصد الله المحبة ووعوده األمينة‪.‬‬

‫‪٢٣٨‬‬
‫تضمن ا ألمر ‪ 1‬ألول ا لقاسي إبرا هيم وا بنه ا لمعجزة إسحاق‪ .‬وكأ ن الله قد وعد إبرا هيم أنه‬
‫من خالل إسحاق سيكون أدا لجمهور كثير‪ .‬في السابق رأى إبرا هيم عناية الله بإسماعيب)‬
‫وهاجر عندما طردهما على مضض إلى البرية‪ .‬وطمان الله إبراهيم بان إسماعيل سيكون أمة‬
‫عظيمة‪ .‬وفي ضوء ا لخبرة السابقة إلبرا هيم‪ ،‬كان واثعا أن الله بطريقة ما سيتمم وعود عهده‬
‫من خالل إسحاق بينما كانا متوجهين لجبل ا لمريا ‪ .‬وكان مقتنائ بأن الله سيحفظ وعوده حتى‬
‫إذا تطلب هذا ان يقيم إسحاق من الموت ثانيه‪ .‬وبالتالي أخبر إبراهيم غلمانه‪(( :‬أقا وانعالم‬
‫نتدهي (نى نقاله زقسجد‪ ،‬ثلم قرجع اندكتا)) (تك ‪ :٢٢‬ه‪ ،‬قارن عب ‪ .)١٩ :١١‬عرف إبرا هيم‬
‫أن مقاصد الله لن تفشل أبدا‪ ،‬با لرغم من هذا األمر الصعب‪.‬‬

‫بالنسبة لألمر القاسي الثاني بشأن شعب كنعان‪ ،‬ال نستطيع أن نتجاهل سياق بركة الله‬
‫للعالم كله‪ ،‬بما في ذلك أعداء شعب بني إسرائيل في القديم‪ .‬هذه األوامر ا إللهية ا لمزعجة‬
‫واالستثنائية تجاه إسحاق وتجاه الكنعانيين البد أن توضع في ضوء السياق التاريخي‬
‫والالهوتي‪ -‬أي في ضوء شخصية يهوه المحبة لألعداء‪ ،‬وفي ضوء مقاصد الله الخالصية‬
‫للعالم بأجمعه‪.‬‬

‫هذا ما يصوره سفر يونان‪ .‬لم يعاقب الله أهل نينوى‪ -‬وهو ما أحبط يونان للغاية‪ ،‬إذ‬
‫عرف أن هذا ما يفعله يهوه في ا لمعتا د‪ ،‬فهو يحب أعد ا ء إسرا ئيل‪ (( :‬الي عبئن ائن اله زؤوف‬
‫وزحيم بطيء الغصب ذكيين الرئئة ذقادم على الشر)) (يونان ‪ ،٢ :٤‬وقارن خر ‪.)٦ :٣٤‬‬

‫اإلله غير القابل للترويض‬


‫نحن الغربيين —مفرطي الحساسية— نتساءل لماذا يغضب الله كثيرا من إسرائيل‪ .‬لماذا‬
‫كل هذه الدينونة والسخط؟ لماذا يبدو ا لعهد القديم غير ديموقراطي هكذا؟ نحن نعيش في‬
‫زمن نتحفز فيه لكل تمييز عنصري أو تعصب‪ ،‬لكننا غير حساسين بنفس ا لدرجة تجاه خطية‬
‫ا لجنس كما كان ا ألمر في أجيال سابقة لنا ‪ .‬نحن نعيش في زمن يرى الموت كأعظم الشرور‪.‬‬
‫ربما نحتاج أن نكون أكثر انفتاحا لحقيقة أن بعض بديهيل تنا ا ألخالقدة غير منضبطة بدقة‬
‫كما يجب أن تكون‪ .‬نفس الشيء ينطبق على أفكارنا عما كان يجب أو ال يجب أن يفعله الله‬
‫فيككان‪(.‬ا‪)١‬‬

‫وبد الالهوتي ميروسالف فولف في كروا تيا وعاش هتاك أسوأ سنوا ت ا لصرا ع الطائفي‬
‫في يوغوسالفيا السابقة‪ ،‬والذي تضمن تدمير الكنائس‪ ،‬واغتصاب النساء‪ ،‬وقتل األبرياء‪.‬‬
‫وكان يظن في وقت ما أن ا لسخط وا لغضب ال يليقان بالله‪ ،‬لكنه أدرك أن نظرته لله كانت‬
‫متدنية للغاية‪ .‬فيما يلي يضع ميروسالف اعتراضات الملحدين الحدد عن الغضب ا إللهي في‬
‫نصعابها الصحيح‪:‬‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫‪ 1‬عتدت على ا لتفكير بأن ‪ 1‬لسخط ال يليق با لله‪ .‬أليس ‪ 1‬لله محبة؟ أال يجدر بمحبة‬
‫الله أن تتجار السخط؟ الله محبة‪ ،‬وا لله يحب كل شخص وكل مخلوق‪ .‬وهذا‬
‫بالضبط ما يجعل الله ساختا ضد بعض منهم‪ .‬آخر مقاومة لي لفكرة سخط‬
‫الله عندما رأيت خسائر الحرب فى يوغسالفيًا السابقة‪ ،‬تلك المنطقة التى جئت‬
‫منها‪ .‬وفعا لبعض التقديرات عتل‪ ،‬مائتي ألف شخص وتم تهجير أكثر من ثالثة‬
‫ماليين‪ .‬تدمرت تمالما قرانا ولمدننا ‪ ،‬وكان شعبنا دقصف يوائ بعد اآلخر‪،‬‬
‫وبعصهم لعرص للتعذيب بشكل يتحدى الخيال‪ ،‬ولم أكن أستطيع أن أتخيل‬
‫إلها ال يغضب‪ .‬أو فكر فى رواندا فى ا لعقد ا ألخير من القرن الماضى حيث‬
‫ئئع ‪ ٨٠٠‬ألف شخص حتى الموت في مئة يوم! كيف تأثر الله بهذه المذبحة؟‬
‫هل بالطبطبة على الجناة مثلما يفعل الجد مع أحفاده؟ هل برفض انتقاد حمام‬
‫الدم‪ ،‬مع التأكيد على أن الجناة صالحون بطبيعتهم؟ هل كان الله غير ساخط‬
‫عليهم؟ بالرغم أنني أعتدت أشكو من عدم لياقة فكرة أزر ا لله يسخط‪ ،‬ادركت‬
‫اخيرا انه كان على أن أتمرد ضد إله ال يصير ساخطا أمام رؤية شرور‬
‫العالم‪ .‬إن الله يسخط ليس بالرغم ض محبته‪ ،‬لكنه يسخط بسبب محبته‪(..‬‬

‫يجمع ا لرسول بولس ها تين ا لسمتين معا‪ (( :‬هونا لطف ا لله وضرا صفه)) (رو ‪.)٢٢ :١١‬‬

‫ربما يكون (( ا إلله)) المثًالي في ذهن الكثيرين هو ا إلله اللطيف‪ .‬لقد فقدنا رؤية ما هوصالح‬
‫وعادل بالتركيز على على ما هو لطيف ووديع ومذعن‪ .‬وقد أهملنا الشدة والصرامة (التي‬
‫تجعلنا نتلوى)‪ ،‬مغلقين على مثاليتنا عن الراحة والسكينة‪ .‬لقد تخلصنا من ا إلله الذي يسبب‬
‫لنا مشكلة تتعلق بمن صاحب ا لسلطة العليًا علينا ‪ ،‬وأبدلنا ه بالهة يمكن ا لتحكم فيها ين صدنع‬
‫إيدينا‪ .‬لقد ركزنا على ا لحب ا إللهي على حساب ا لغضب ا إللهي تجاه ما يدمرنا في النهاية‬
‫ويزعزع سالمتنا‪ .‬يقول بول موسر‪:‬‬

‫سيكون إلهًا غريدا وناقصا ذلك ا إلله الذي لن يسبب إشكالية خطيرة في من‬
‫يمثل ا لسلطة العليا‪ .‬جزء من حالة األلوهة‪ ،‬في النهاية‪ ،‬أن يكون لله سلطة‬
‫متغردة‪ ،‬أو سيادة‪ ،‬على البشر‪ .‬وألن البشر ليسوا هم الله‪ ،‬فإن ا إلله ا لحقيقي‬
‫سيكون له سلطة علينا وسيسعى لتصدحيح طرقنا شديدة األنانية‪.‬‬

‫على عكس آلهة ا لشرق األدنى القديم‪ ،‬فإذ المخلصى في الكتاب المقدس (مثل أصالن في‬
‫روا ية نارنيًا) ليس ساكدا‪ ،‬بل كما تصفه صديقة لي في ا لكنيسة تسمى إيلي‪ ،‬هو إله يركل‬
‫المؤخرات‪*.‬‬
‫نوعية الروحانية ا ليوم مروضة وال تطالبنا بشيء‪ ،‬مجرد قوة غير مشخصنة مستترة ال‬
‫دسائلنا على تصرفاتنا‪ .‬نستطيع أن نتالعب بهذه النوعية من اآللهة‪ .‬في المقابل‪ ،‬ا إلله الحي‬

‫‪٢٤٠‬‬
‫‪-‬كما يقول سي‪ .‬إس‪ .‬لويس‪ :‬متعقب‪ ،‬وملك‪ ،‬وزوج ‪ ،‬ويحاول أن يجذب انتباهنا بأن يجذب‬
‫‪ 1‬لطرف ا ألخر من حبل حياتنا‪ ) (.‬وألن ا لحيا ة ال تتعلق بنا ألننا لسنا مركز الحقيقة‪ ،‬يصبح ا لله‬
‫المتداخل المتسامي ‪) (،‬الله الذي يساعد نفوسنا المضطربة لتجد في النهاية راحتها فيه‪.‬‬

‫إذا نظرنا إلى الله بجدية‪ ،‬فهو بالتأكيد سيربك حياتنا‪ ،‬وسيجعلنا غير مرتاحين‪ ،‬حتى أنه‬
‫سيحيرنا‪ .‬في النهاية‪ ،‬نحن بسهولة نعتاد على أوثاننا وأجندتنا التي تخدم مصالحنا‪ .‬الملحد‬
‫على حق تقرييا ‪ :‬ا لبشر يصنعون باستمرار ا آللهة على صورتهم‪ .‬ومع ذلك فإله الكتاب المقدس‬
‫ليس هو ا لنوع الذي اخترعنا ه‪ .‬ويرففر أن يتم التالعب به بمخططات بشرية‪ .‬وهو يجعلنا‬
‫—بما فى ذلك المخلصون الحقيقيون‪ -‬غير مرتاحين‪ ،‬وهو فى النهاية ما نحتاجه لنتغلب على‬
‫تمحورنا حول أنفسنا‪(( .‬تن آزاد اذيحلص ئئسه يهلكها‪ ،‬زتنيهلك نعسه وره أحبي يحدنا))‬
‫(مت‪:١٦‬ه‪.)٢‬‬

‫ومع ذلك هذا ا إلله يظهر نفسه أيضا كإله صانع العهد الذي يستحق ثقتنا الكاملة‪ ،‬بالرغم‬
‫من ا أللغاز وا لعوا صف وا ألشيل ء غير ا لمريحة أو حتى ا ألهوا ل ا لتي قد نتحملها‪ .‬يمتدح سي‬
‫إس لويس هذا (( ا لتشبث في ا إليمان))‪ .‬ويؤكد أن ا لثقة في إله في صورة شخص (وليس‬
‫قوة مجردة) ((ربما لن يجد مساحة أخرى للنمو إال مع وجود مساحة من الشك))‪ .‬ثم يواصل‬
‫سي إس لويس قوله بإن ا لحب يتضمن الثقة بالصديق أكثر من ا ألدلة‪ ،‬وفي بعض األحيان‬
‫على عكس مما تقوله األدلة‪ .‬ويذكرنا أننا يجب أن نفترض حسن النية فى الصديق‪ ،‬حتى‬
‫إذا أظهر الصديق سلوة يبدو محيرا وغير معروف عنه‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا تعهد صديق‬

‫موثوق فيه بأن يقابلنا في مكان ما‪ ،‬لكن مجيئه تعثر‪(( ،‬ألن نشعر بأي خزي إذا وصل بعد‬
‫دقيقة من قرارنا بقطع عالقتنا به‪ ،‬وقدم تفسيرا مقنائ لتأخره؟ يجب أن نشعر أنه كأن يجدر‬
‫بنا أن نعرفه على حقيقته أكثرمن ذلك))‪(.‬‬

‫الله الذي يأمر‬


‫يقول بعض النقاد ألن الله أمر بقتل الكنعانيين (وهو فعل محدد في سياق تاريخي‬
‫محدد ولهدف الهوتي محدد)‪ ،‬حينئذ يمكننا أن نعمم ونحعل هذا ا لفعل مسموحا به‬
‫دائائ ‪ .‬بالطبع إذا سمحت بذلك‪ ،‬فإن ا إلرهاب يصبح مقبوال تحت رعاية أية سلطة‪ :‬قال‬
‫الله هذا‪ .‬وأنا أصدقه‪ .‬وهذا يكفي! بالطبع هذه حجة غير منطقية‪ ،‬لكنها شائعة عندما‬
‫يأتي ا لحديث عن قضية كنعان‪ .‬المناقشة السابقة عن تك ‪ ٢٢‬تتقاطع مع قضية كنعان‬
‫(را جع ((مالحظات فلسفية على أمر الله إلبرا هيم)) في ا لفصل الخامس)‪ .‬ا رجع مرة أخرى‬
‫إلى هذا الفصل ثم طيق نفس ا لشيء على الكنعانيين‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فإننا سننظر‬
‫هنا لألمور من زاوية مختلفة‪.‬‬

‫‪٢٤١‬‬
‫إذا فتل األطفال الرضع بأمر إلهي‪ ،‬فهم لم يظلموا‪ ،‬ألن الله سيعوضهم فى الحياة‬
‫األخرى‪ .‬فلماذا إدا ال نؤيد جريمة قتل الرضع؟ لماذا ال نقتل كل الرضع حتى نضمن أنهم‬
‫مع الله في العالم اآلخر؟ هذا السؤال الذي كثيرا ما يثيره النقاد غير منطقي ألربعة أسباب‬
‫ءلى|ألقل‪:‬‬
‫(‪ )١‬في سباق اإلعالن ا إللهي الخاص والمستمر إلسرائيل‪ ،‬أصدر الله أمرا غير قابل‬
‫للتكرار لهدف معين‪ ،‬وهو ما توضحه األسفار المقدسة‪ .‬هذا األمر غير قابل للتعميم‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ألن ا لحيا ة ملذ لله‪ ،‬فأي ضرر يحدث بسبب أهداف خاصة في سياق خاص سيتضا ء ل‬
‫أمام الخيرات ا إللهية في الحياة األخرى‪.‬‬
‫(‪ )٣‬بالرغم من أن الرضيع سيكون في محضر الله‪ ،‬فإذ القاتل يكون قد ارتكب جرائ‬
‫بقتل نفس أخرى‪ ،‬وليس هذا فقط‪ ،‬لكنه سيخطئ (باألساس) في حق الله (قارن مز‬
‫‪.)٤ :٥١‬‬
‫(‪ )٤‬القاتل مسؤول عن تبعات تصرفاته‪ -‬أي قتله لنفس أخرى‪ .‬وهو غير مسؤول عن منح‬
‫ا لحيا ة ا لسما ئية‪ .‬فوا هب ا لخيرا ت ا لسما ئية ال يمكن أن يكون هو ا ألدا ة ا لبشرية وإنما‬
‫ا لله نفسه‪.‬‬
‫وبالتالي عندما ينفذ القاتل فعلته بيديه‪ ،‬فهو يتصرف بشكل متصلف‪ -‬وفي هذه الحالة‬
‫ال يقدم القاتل خدمة للرضيع‪ ،‬بل يؤذيه فقط‪ .‬القاتل ينفن القتل فحسب‪ ،‬وال يقدم خدمة‪ .‬لكن‬
‫الله نفسه هو مول يمنح عطية ا لحيا ة السماوية‪ .‬القاتل ليس بيده أن يدخل ا لطفل ا لسما ء‪.‬‬
‫وليس هو مرع يمنح العطية السماوية الثمينة‪ .‬وبالتالي فالقاتل ال يسبب المنفعة وليس في يده‬
‫إعطاؤها ‪)١٨(.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬في هذا السيناريو األسوأ المتخيل‪ ،‬يأمر الله جنود بني إسرائيل أن يقتلوا‬
‫بعض المدنيين‪ ،‬بما فى ذلك األطفال‪ .‬فى ظل هذه الظروف الخاصة‪ ،‬يكون ا لجنود أداة لجلب‬
‫ا لحيا ة السماوية لهؤالء الصغار‪ .‬فى ظل المقاصد ا إللهية الخاصة‪ ،‬هذا السيناريو سيختلف‬
‫عن أي قتل لألطفال تقوم به سوزان سميث مثال‪ ،‬التي ربطت أطفالها في السيارة ودفعتها‬
‫لتسقط في بحيرة‪ .‬ال‪ ،‬سوزان سميث هنا لم تمنح أبناءها حياة أفضل في السماء‬
‫بإغراقهم‪ ،‬لكنها تحدت مقاصد الله وأخطأت ضد الله وضد أبنائها ‪.‬‬

‫البشر والنظرة التحتية‬


‫يلقي سفر أيوب ضوء ا ساطائ‪ ،‬ويذكرنا بأن ا لصورة الكاملة ليست متاحة لنا دائائ‪.‬‬
‫لسنا بالضرورة في المكان األفضل الذي يتيح لنا أن نفك شغرة المقاصد ا إللهية‪ .‬لكننا مثل‬
‫أيوب‪ ،‬ربما نجد أنفسنا متروكين أمام فجوة محيرة بين ما نعرفه بوضوح عن الله وما يبدو‬

‫‪٢٤٢‬‬
‫قا سيا بشكل استثنائي‪( .‬ظن أصدقاء أيوب أن لهم ا لنظرة الصحيحة بشأن فكرة ((لماذا‬
‫تحدث أمور سيئة ألناس صالحين؟)))‪ .‬وأيوب‪ ،‬بالرغم أنه بال مالمة ومجرب بقسوة‪ ،‬لم يتلق‬
‫إجابات على أسئلته‪ .‬وبالرغم أن الله تحدث إليه في النهاية‪ ،‬لكنه مع ذلك لم يتلق إجابات‬
‫على أسئلة ((لماذا )) التي سألها‪ .‬وبالرغم من ارتباك أيوب‪ ،‬فقد حصل على تطمينات من حكمة‬
‫الله التي تفوق جدا حكمتنا‪ .‬بل تعتم أيوب أن شخص الله جدير بالثقة ووجوده كافيا‪ ،‬حتى‬
‫عندما تنهال علينا أسئلة بال إجابات‪.‬‬

‫في عام ‪ ١٩٩٧‬تعرضت عائلتي لحادث سيارة خطير على طريق سريع بأحد المقاطعات‬
‫في ريف والية ويسكنسن‪ .‬حاول السائق اآلخر أن يتجنب كليا فصدم سيارتنا‪ .‬كأن بيتر‬
‫ابننا الثاني في الخامسة في ذلك الوقت‪ .‬وأصيب جرا ء اصطدام رأسه بالزجاج الجانبي‪،‬‬
‫مما أدى إلى كسر في الجمجمة وجروح غائرة في جبهته‪ .‬واحتاج إلى عدد من العمليات‬
‫الجراحية‪ ،‬ووضع مرهم لزج بشكل يومي اسمه اأعم<‪،6‬ع‪/)9-‬حح‪/‬ا حتى تعود جبهته إلى وضعها‬
‫الطبيعي‪ .‬كانت مهمتنا ا ألكبر تتمدل في إزالة الضمادة بعد الجراحة التي أجريت لبيتر‪ ،‬وقد‬
‫التئمت جبهته وتكونت قشرة فوق الحرج‪ .‬الخبرة السابقة تقول إن هذه المهمة تحتاج إلى‬
‫شخصين‪ .‬تحدثنا عن هذه المناسبة كوقت مالئم لالحتفال‪ ،‬لكن بيتر صرخ وبكى وقاوم وحاول‬
‫الهروب‪ ،‬كما لو كنا نحاول إيذاءه‪ .‬وإذا وجد شخص يجهل األمر يسترق ا لسمع من خارج‬
‫المنزل‪ ،‬فقد يفترض أننا أشرار ونمارس التعذيب عليه‪.‬‬

‫ال شك‪ ،‬أن ا ألطفال قد يستنتجون كل أنوا ع ا الستنتأ جات ا لخاطئة عن وا لديهم (( ا لغا سقين))‬
‫ألنهم ببساطة ال يفهمون ما يفعله والدوهم‪ .‬ا آلبا ء واألمهات لكي يربوا أبناءهم قد يبدون‬
‫متشددين بإفراط عندما يصرون على أن يعتذر الصغار بينما ال يحبون أن يعتذروا‪ .‬قد يبدو‬
‫الوالدان طفاة عندما يصادران على حرية طفل يرتكب كل ا ألخطا ء في اختيار األصدقاء‬
‫والتصرفات المشبوهة‪ .‬وقد يفعل األبوان أشياء تصدم أبناءهم وقد تبدو غريبة أو حتى‬
‫غير أخالقية‪ ،‬ومع ذلك كل هذا دحل بمزيد من المعلومات أو بسنوات إضافية من النضوج‬
‫هل قضية كنعان تشبه هذا؟‬ ‫والخبرة‪.‬‬

‫فكر مرة أخرى في شخصية فرودو في رواية ((سيد الخواتم))‪ ،‬فهو يخبر صديقة المخلص‪:‬‬
‫ال أستطيع أن أفعل هذا‪ ،‬يا سام ‪ .‬لكن سام يحاول أن يضع مهمة صديقه في منظورها‬
‫الصحيح‪:‬‬

‫أعرف‪ .‬كل هذا خطأ‪ .‬بالحق ال يحب أن نكون هنا‪ .‬لكننا بالفعل هنا‪ .‬ا ألمر يشبه‬
‫ا لقصص العظيمة‪ ،‬سيد فرودو‪ -‬ا لقصص المهمة حعا‪ .‬كانت هذه ا لقصص‬
‫مليئة بالظلمة والخطر‪ .‬وأحيادا ال تريد أن تعرف النهاية‪ .‬ألنه كيف يا ترى‬
‫ستكون النهاية سعيدة؟ كيف يعود العالم على ما كان عليه بعدما حدثت أشياء‬

‫‪٢٤٣‬‬
‫كثيرة سيئة؟ لكن في ‪ 1‬لنها ية‪ ،‬ما هذا إال شيعا عابرا ‪ ،‬هو ظل‪ .‬حتى ‪ 1‬لظلمة البد‬
‫أن تنعشقع‪ ،‬ويوم جديد سيأتي‪ .‬وعندما تعشرق الشمس‪ ،‬سيظهر نورها أكثر‬
‫وضوحا ‪ .‬تلك القصص بقيت معك‪ -‬وكانت تعني شيائ— حتى إذا كنت صغيرا‬
‫جدا وال تفهم لماذا‪(.‬‬

‫بالمثل‪ ،‬ربما نكون غير مؤهلين جيدا لنفهم طبيعة األوامر ا إللهية بشأن الكنعانيين في‬
‫ضوء مقاصده العليا‪ .‬ربما يكون لدينا نظرة تحتية ضيقة أكثر مما نظن‪ .‬وكما يؤكد إشعيا ء‬
‫‪ ٨ :٥٥‬و‪(( :٩‬ألن انفاري يسن أفكاركلم‪ ،‬وال طذعكئ لمرقى‪ ،‬يعون الرت‪ .‬ألنة فما علت‬
‫الشائذاذ عن األرض‪ ،‬خدا ظن لمرقي عن طذقكلم وأئفاري عن!عكاركلم))‪.‬‬

‫أبيات عديدة في ترنيمة وليام كوبر ((الله يتحرك بطريقة غامضة)) توضح بشكل جيد‬
‫الفجوة الموجودة بين الله وبيننا‪ -‬وكيف نسيء احياائ فهم ما يفعله الله‪:‬‬

‫ال تحكموا على الله بحواس واهنة‪،‬‬


‫بل ثقوا فيه لنعمته‪،‬‬
‫فخلف كل تدبير عابس‪،‬‬
‫يوجد وجه باسم‪.‬‬
‫ستتحقق مقاصده سريعا‪،‬‬
‫فهي تتكشف كل ساعة‪.‬‬
‫البرعم قد يكون ثرا‪،‬‬
‫لكن ا لثمرة ستكون حلوة‪.‬‬
‫ا لففر ا ألعمى سيخطئ با لتأكيد‪،‬‬
‫وسيبحث عن عمله ا إللهي سدى‪.‬‬
‫ا لله يفسر نفسه‪،‬‬
‫وكل شى ء سيوضحه‪.‬‬

‫المسيح والصورة األكبر‬


‫بينما نشتبك مع قضايا صعبة في ا لعهد القديم‪ ،‬بمقدورنا أن نذهب لما هو أبعد من‬
‫المنظور المحدود أليوب لنلمح الله بأكثر وضوحا كما أعلن في يسوع‪ .‬في ا لتجسد ا إللهي‬
‫والموت الغفاري نرى كيف تمم إله إبرا هيم وإسحاق ويعقوب مقاصده المعلنة‪ .‬وكما كان بنو‬
‫إسرائيل يترجون‪ ،‬ظهر الله على المشهد‪ ،‬وإن كان بطريقة مختلفة عما انتظروه‪ .‬فقد تنازل‬
‫ليقاسمنا نصيبنا‪ ،‬متحمأل تجارب الحياة ومظالمها ومعاناتها ووحشيتها‪ .‬وبصرف ا لنظر عن‬
‫طريقة نظرتنا لقضية كنعان‪ ،‬فإذ قلب الله مهتم بالغداء وا الستردا د‪ .‬وهذا يصبح واضحا‬

‫‪٢٤٤‬‬
‫بشكل خاص فى استعداد الله إلى الذهاب إلى أبعد مدى من أجل خالصنا‪ ،‬بموته على‬
‫الصليب عريائأ‪ ،‬ومتحمال ا إلهانة والخزي‪ ،‬وتحئله مصير مجرم أو عبد‪ .‬تصور ترنيمة ل‬
‫((مايكل كارد)) بعنوان ((البد أن هذا هو الحمل)) (حسن ‪€‬أ{ا ‪ >77118 1711181; 1(€‬هذه الفكرة بقوة‪.‬‬
‫ويكتب أن القادة الدينيين سخروا بدعوة المسيح الحقيقية‪ ،‬وهزأوا بما وصل إليه متعامين‬
‫عن حقيقة أن الله هوتن كان يعرج*‪) (.‬‬

‫وألن الله كان مستعدا ألن يجوز كل هذا ألجل خالصنا‪ ،‬يستطيع المسيحى أن يجيب‬
‫النقاد قائال‪ :‬بالرغم من أنني ال أستطيع أن أحل قضية كنعان بشكل محكم تماثا‪ ،‬أستطيع‬
‫ا لوثوق في إله قد أثبت استعداده للذهاب إلى هذا المدى من اآلالم المروعة —وهذه األعماق—‬
‫ليقدم للبشر المتمردين مصالحة وصداقة‪ .‬وبينما علينا أن نفسر و نرد على بعض ا ألسئلة‬
‫المحيرة التي يثيرها ا لعهد القديم‪ ،‬ال يجب أن نتوقف عند ا لعهد ا لقديم إذا أردنا إعالائ أوضح‬
‫لقلب ا لله وشخسه‪.‬‬

‫في ا لعهد ا لجديد‪ ،‬الله يفتدي أعداءه من خالل عمل محبة المسيح ا لكفاري وا لنيابي‬
‫وا لمحتمل الخزي (رو ه‪ .)١٠ :‬وبألرغم أن الله الذي يعاقب الكنعانيين يصدمنا ويبدو لنا‬
‫متنا قتا مع نعمته ا لغيا ضة وعطفه‪ ،‬ال يمكن أن تفوتنا صورة ا إلله ا لغا دي ا لذي يحب أعدا ء ه‬
‫وليس فقط أصدقائه (مت ه‪ .)٤٨ —٤٣ :‬بالفعل إنه يسمح لنفسه أن دصلب على يد أعدائه‬
‫على أمل افتدائهم‪(( :‬يا ايثان‪ ،‬اعفر تؤلم‪ ،‬ألنملم أل يعنتون ماذا يعتنون)) (لو ‪.)٣٤ :٢٣‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪,‬ال‪3‬ج‪111‬ال‪* 60‬‬ ‫ا‪81*30‬ل ‪:‬ال§‪0‬ا‪3111. 01)1 £08131110111 £1100‬‬ ‫‪0١٧1101*8‬ال ‪. 3.‬ا‪. ٧0‬ج‪1£‬ا‬
‫‪013‬‬ ‫‪0 1‬أا ‪](. 5,‬طء ‪.‬؟‪8‬ع عج‪, 2009. 8‬ال‪1‬ا‪٠٧3٢8‬ل‪10‬ال‪,11:1‬‬ ‫اا‪.‬ع‪0‬اأ‪311)11‬‬
‫‪ 1٢ 111‬ال‪ 1‬ر‪: ٨11 0٧0٢٧10١٧‬ع‪1‬ة‪1*0١٧ 61‬أل‪0‬آل ‪1٢ 111 1110‬اا ‪13٢)1 8.‬ا‪0‬ل‪88, £‬جآل *‬ ‫‪81-‬‬
‫‪088 311)1‬آل ‪13)1 8.‬ا‪ 810‬ج ‪7, 0)1110)1‬اآل‪0111‬ح ا‪-£1٢8‬ال‪1‬ع‪10 18111 111 1110 £١٧0‬ع‪0 311)1 ٢٢‬اة‬
‫‪30 £٠٠١٢: £18011131118, 2008.‬ل ‪0113‬ع‪ 31*10118. ١٧1‬لظ ‪£1110 ٨.‬‬
‫‪01*-‬ه‪011‬ة ‪8:‬ه‪1‬؟‪311)1. 61*311)1 £3‬ا‪01*8‬سأ ‪0[1101* 1. 8. £110 60)11 0011'1‬ا‪11118‬ء ‪111,‬جا‪-‬ل‪* ١٧‬‬

‫‪ 60)1. 00١٧1101*8 61*00 !£: 1110٧31*-‬؛‪0 0‬ا؟‪* —. 01)1 £08131110111 £111108 311)11110 ۶00‬‬
‫‪, 2006.‬ال‪1‬ا‪8‬‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* ما هي اإلشكالية المتعلقة بل الدعاء بأن القتال ضد الكنعانيين كأن يمثل حتائ سابقة‬
‫مروعة عن ا لحرب لألجيال التالية من بنى إسرائيل؟‬

‫كيف يذهلك اهتمام الله بافتداء الكنعانيين واألعداء اآلخرين إلسرائيل؟ وكيف يساعدك‬
‫هذا فى النظر إلى قضية حروب كنعان بمنظور أكثر وضوحا؟‬

‫*قارن المقاربات المختلفة للقضية الكنعانية فى ا لفصل السابق وهذا الفصل‪ .‬ما رأيك‬
‫بخصوص هذه البدائل؟ وما هى مميزات كل موقف؟‬

‫كيف ترد على مسألة أن جنود بنى إسرائيل كانوا مدمرين نفسدا بسبب قتل المدنيين؟‬
‫ماذا لو دعانا الله لتحئل ما هو صعب جدا وما ينال كثيرا موص نفسيتنا ؟ هل هذا سيكون‬
‫بالضرورة غير مألئم أو ظالما؟ هل وثال فرودو والخاتم يقذم أية أفكار ثاقبة؟‬

‫ناقش هذه العبارة‪ :‬لو لم يسبب بنو إسرائيل ضررا بالغا للبنية التحتية للديانات‬
‫الكنعانية‪ ،‬لكانت النتيجة ضررا غير محدود بسالمة إسرائيل وبالتالي ا لخطة اإللهدة‬
‫لغداء البشرية‪.‬‬

‫قارن أمر الله إلبرا هيم بشأن إسحاق بأمره لبني إسرائيل بشأن الكنعانيين‪ .‬كيف تكون‬
‫هذه المقارنة نافعة؟‬

‫ما رأيك فى تعليقات ميروسألف فولف عن شخص الله؟ هل هذا يفيد فى إلقاء الضوء‬
‫على سيناريوهات متعددة في ا لعهد القديم بما في ذلك القضية الكنعانية؟‬

‫‪٠‬‬
‫لماذا نحتاج إلى استعادة مفهوم (( ا لله غير القابل للترويض))؟‬

‫كيف يمكن لقصة أيوب أن تبصرنا عن القضية الكنعانية؟‬

‫كيف يمدنا تجسد المسيح وصلبه بمادة للتفكير في ا لقضية الكنعانية؟‬

‫‪٢٤٦‬‬
‫ل ‪:‬آ‪٦ ،:-‬مجب‬
‫يهعحص‬
‫‪-‬‬

‫تددا‬

‫ا‬
‫وآلج‪،٢‬ض‪٠،٠‬‬

‫كيرحعوغج‪:‬‬
‫الفصل الثامن عشر‬
‫هل الذين هوأصل كل الشرور؟‬

‫هل ا لذين هو سبب ! لعنف؟‬


‫‪٢ 111‬ه‪٢٢‬خ‪7‬م‬ ‫‪!€‬ا‪1‬‬ ‫فى كتاب ((مارك جورجنزماير)) ((اإلرهاب فى فكر الله)) (‪ 0/60)1‬صد‬
‫يدعي أن ا ألين عنيف بطبعه‪ .‬كيف هذا؟ ألن ا ألين يميل إلى التمسك بالمطلق ويصدر صورا‬
‫عن حرب كونية ‪ -‬حتى إذا كان الهدف النهائي للدين هو السالم والنظام‪ .‬وما هي نصيحة‬
‫جورجنزماير؟ أن نضخ في الدين قيم التنوير الملحلفة مثل العقالنية‪ ،‬والمساواة ‪ .‬وهذا‬
‫سيساعد على إيقاف العنف والقتل وإشاعة السالم والتناغم في العالم‪) (.‬‬

‫عأ‪،>77‬‬ ‫ح؟ع‪٢‬يجح‬ ‫(‪€)1111,‬ا‪0‬‬ ‫قبلها بثالث سنوات‪ ،‬كتبت ((ريجينا شفارتز)) كأب ((لعنة قليين))‬
‫وكانت تنتقد (( ا إلرث العنيف للديانات التوحيدية)) (مثل اليهودية وا إلسالم والمسيحية)‪ .‬وأن‬
‫االعتقاد بإله واحد (التوحيد) وإدعاءات ا لحق الحصرية يسيران يدا بيد‪ ،‬وهو ما يزعم أنه‬
‫يؤدي إلى مشكالت مع ا آلخرين كلهم‪ .‬تن يؤمنون ((بإله واحد حقيقي)) سيرفضون ويكرهون‬
‫ويزيلون من أمامهم كل المخالفين لهم‪ ،‬الذين ال يقبلون إلههم أو نظرتهم للوجود‪ )(.‬التوحيد‬
‫وإدعاءات الحق الحصرية تخلق عقلية ((نحن وهم))‪ .‬ولكي نحافظ على هويتنا ونقائنا الديني‪،‬‬

‫‪٢٤٧‬‬
‫البد أن يزول ‪ 1‬آلخرون‪ .‬هذا ما يعنيه ريتشارد دوكنز عن إله إسرائيل ‪ 1‬لمهووس ب تفوقه على‬
‫اآللهة المنافسين وبحصرية قبيلته ا لبدوية المختارة ‪.‬‬

‫لهذا السبب قام قايين بقتل اخيه‪ ،‬ألن ذبيحته رفضت من الله على عكس ذبيحة أخيه هابيل‪.‬‬
‫با لمثل ا ختا ر ا لله ظلائ يعقوب ا لصغير وفتله على عيسو‪ ،‬وهو ما أدى إلى صرا ع بين ا ألخوين‪.‬‬
‫وألسباب مماثلة انتهى األمر بشعب ا ليهود المختار أن يقتلوا كل الكنعانيين غير المختارين‪.‬‬
‫كل ن ا لله في صف إسرا ئيل وليس في صف ا لكنعا نيين‪ .‬فا الغترا ب وا لقتل هما ا لنتا ئج ا لمتوقعة‬
‫للديانات التوحيدية‪ .‬لذا ال ينبغي أن نندهش بأعمال مثل الهجمات اإلرهابية في ‪ ١ ١‬سبتمبر—‬
‫وهو نفس االدعاء الذي يقوله الملحدون الحدد‪ ) (.‬والبديل لألين المتعسف هو قيم التنوير عن‬
‫التسامح وتغضيل ا لتعددية والتنوع‪ .‬هذه القيم عادة ما ترحب بالمخالغين وال تعوق اإلبداع‪.‬‬

‫هل كل ما نحتاجه هو قيم التنوير؟‬


‫على العكس من ذلك‪ ،‬قد نجادل بأننا ال نحتاج لقيم دينية أقل ولقيم تنويرية أكثر‪ .‬من‬
‫المغارقة أن بربرية الثرة ا لغرنسية ا لتنويرية حولت ا لسعي وراء ا لحرية والمساواة وا إلخا ء‬
‫إلى حالة من االدإنسانية وكابوس من الوحشية‪ .‬وكما قال الكثيرون فإن ترسيخ التعددية‬
‫وا لتنوع في مجتمع قد يكون تأثيره هو إقصاء وإزالة الدين بمفهومه التقليدي من النقاش‪.‬‬

‫عندما نفهم ‪ 1‬لدين بشكل صحيح‪ ،‬سنجد أننا نحتاج إلى الكثير منه وليس القليل‪ .‬لكننا‬
‫نحتاج النوعية الصحيحة من القيم الدينية‪ ،‬وليس أي شيء عليه لملصق الذين‪( .‬فكر في حيم‬
‫حونز‪ ،‬ديفيد كوريش‪ ،‬والجهاديين)‪ .‬إن الرؤية ا لكونية الكتابية‪ ،‬عندما تراعى بشكل صحيح‪،‬‬
‫يجب أن يكون لها مكان على الطاولة في ظل األساس الذي تقدمه لألخالقيات وتأثيرها‬
‫اإليجابي في تشكيل الثقافة‪ ،‬وهي نقطة سنتعرض لها في الفصول األخيرة‪ .‬إن اإليمان‬
‫الكتابي يدعم التسامح بكل تأكيد‪ .‬فبالرغم من اختالفاتنا ال يزال البشر حاملين ا لصورة‬
‫اإللهدة‪ ،‬وعلينا أن نسعى إلى ا لعيش في سالم مع ا لجميع بقدر استطاعتنا (رو ‪.)١٨ :١٢‬‬
‫كما تدعم التنوع؛ إذ بفضل موت المسيح انكسرت الحواجز العرقية والطبقية والجنسية (غل‬
‫‪٢٨ :٣‬؛ أف ‪ .)٢٢ -١١ :٢‬وبالرغم أن بولس يتحدث عن الحرب‪ ،‬فهو يشير إلى ا لحرب‬
‫الروحية في أفسس ‪ .٦‬ولكن بينما بمقدورنا أن نعتبر موضوع القتال حردا عادلة (لكى نوقف‬
‫مثال االعتداء النازي)‪ ،‬فإذ الحرب المسيحية ال تحتاج إلى أسلحة أرضية (‪٢‬كو ‪.)٤ :١٠‬‬
‫نوعية ا لمعركة ا لتي يدعو إليها بولس هي أن نغلب ا لشر با لخير (رو ‪.)٢١ :١٢‬‬

‫لذا نحن ال نتحدث عن الذين بمفهومه العام‪ ،‬كما لو كانت كل الديانات متماثلة‪ ،‬وأن أية‬
‫ديانة هي ضارة مثل األخرى‪ .‬أيصا يجب أن نسأل هل هذه الديانة صحيحة أم ال؟ هل تتفق‬
‫مع ا لوا قع وتفسره أم ال؟ ال يجب أن نقع في ا لخطأ الذي وقع فيه ا ألشوريون المعتدون‪ ،‬الذين‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫هل ا ألين هو أصل كن ا لشرور؟‬

‫(دفوئا قلى اله أذقليم كما على آلمة سغوب األذخر صنعة أتدي الائس)) (‪٢‬أخ ‪.)١٩ :٣٢‬‬

‫لذا عندما نتحدث عن المزيد ض األين‪ ،‬فنحن نتحدث عن األين الصحيح‪.‬‬

‫ماذا عن إدعا ء ريحينا شفارتز بأن التوحيد يؤدي إلى العنف؟ من الصعب أن نفهم‬
‫كيف لوحدانية الله ان تؤدي إلى العنف‪ .‬إذ شفارتز تتجاهل إشارات العهد القديم إلى‬
‫نعمة الله وشفقته وصبره ورحمته (خر ‪ .)٨ —٦ :٣٤‬كما ينادي الالهوتي ميروسالف فولف‬
‫بأنه إذا أراد أحد أن يتخئحس من ا لتوحيد‪ ،‬فإذ ((االنقسام وا لعنف بين ((نحن)) و ((هم)) لن‬
‫يختفي أيائ ))‪ ) (.‬أمام أعين أنصار تعدد اآللهة من الوثنيين الرومان العابدين ألمبراطورهم‪،‬‬
‫كأن المسيحيون يضطهدون كئلحدين‪ ،‬وكان االعتقاد بإله واحد شبيها جدا‪ .‬من المغارقة أن‬
‫المسيحيين الذين كانوا يعبدون إلما واحدا أصبحوا هدائ للهجوم على يد أنصار التعددية‬
‫الدينية في نطاق منطقة البحر المتوسط!‬

‫وبخالف ذلك‪ ،‬فالتاريخ (فضال عن الصفحات ا ألولى من األخبار غدا) يمتلئ عن قبائل ال‬
‫تؤمن بالضرورة بإله واحد وتتحارب فيما بينها‪ ،‬او أن ا لحكومة ا لشيوعية تهاجم تلك الطائفة‬
‫من المتدينين‪ .‬ولماذا ا لتركيز على ا ألين في حد ذاته؟ لماذا ال يوجد هجوم على السياسة‬
‫واستغاللها للذين؟ ماذا عن ا لقبلية العرقية التي كظهر العدوانية والعنف‪ ،‬كما حدث في‬
‫يوغوسالفيا السابقة؟ لماذا ال نضع في االعتبار العوامل التاريخية واالجتماعية المعقدة التي‬
‫تساهم في هذا ا لصرا ع؟ االغتراب‪ ،‬والفقر‪ ،‬وا الستضعاف‪ ،‬والعنصرية‪ ،‬والقبلية‪ ،‬ودوائر‬
‫النفوذ‪ ،‬والعداءات التاريخية‪ ،‬والكراهية التي تولد الغضب ثم العنف‪ .‬كثيرا ما يتضح أن‬
‫ا ألين هو الذريعة التي تستخدم لتبرير ا لعنف بين األطراف المتحاربة‪.‬‬

‫فلماذا نظن أن األين هو العامل الوحيد الذي يتحمل كل المسؤولية؟ بدال من استدراج‬
‫الله إلى الموقف لطمس المشكالت الحقيقية‪ ،‬يجب أن نقاوم التالعب باسم الله لخدمة‬
‫ا غرا ضنا ا لخاصة‪ .‬ومانا عن ا آلثار ا إليجابية للذين؟ ماذا لو قدم أحد ا ألديان بعينها فائدة‬
‫أكثر من ا لضرر؟ إذ فكرة أن ا ألين يولد ا لعنف أو األذى تتجاهل في المعتاد تعقيدات‬
‫العوامل األخرى‪.‬‬

‫كيف ظهر تايين؟‬


‫ماذا عن مشكلة ريجينا شفارتز مع قايين؟ لم يختر الله هابيل على حساب قابين‪ .‬لقد‬
‫حدر الله قايين بسبب مواقفه القلبية الشريرة‪ ،‬قائال له إن بإمكانه أن يسود على الخطية ((عدد‬
‫انياب‪ ..‬رابضة)) (تك ‪ .)٧ : ٤‬وكان بإمكان قايين أن يقذم ذبيحة مقبولة إذا تحول استيا ء ه إلى‬
‫اتضاع‪ .‬وبالرغم أن قايين كان غاضيا و(( وسقك زحيه)) (‪ :٤‬ه و‪ ،)٦‬ذفره الله بأن مثلع هذه‬

‫‪٢٤٩‬‬
‫الحالة ليست حتمية‪(( :‬إذ أحسثت أفال رفع؟ (أي ترفع وجهك وتفرح)) (ع‪ ٠)٧‬من ا لوا ضح أن‬
‫الله لم يفصل هابيل على حساب قايين‪ .‬بل في ا لواقع حتى بعد أن قام قايين بقتل هابيل‪،‬‬
‫كأن الله ال يزال يمنح قل يين نعمته الحامية‪.‬‬

‫نفس الشيء ينطبق على يعقوب وعيسو‪ .‬ومع أن عيسو لم يحصل على حقوق البكورية‪،‬‬
‫قفد كان متصالحا مع أخيه المخادع في نهاية ا لقصة (تك ‪ .)٤ :٣٣‬نجح عيسو بينما فشل‬
‫قايين‪ .‬وال يجب أن يالم الله في كال ا لسيناريوهين‪ .‬وعندما يأتي ا لحديث عن إسرائيل وا ألمم‪،‬‬
‫لم يكن اختيار الله إلسرائيل إقصاء لألمم ا ألخرى من الخالحس (انظر راحاب وراعوث‪ ،‬وأهل‬
‫نينوى في أيام يونان)‪ .‬حثا رغبة الله هي أن يضم كل من يأتي إليه‪.‬‬

‫وحتى داخل إسرائيل‪ ،‬اختار الله سبط يهوذا الذي كان سيأتي منه ا لمسدا الذي من أصل‬
‫داود‪ .‬مرة أخرى كانت هذه وسيلة لوصول الخالص إلى اليهود ولألمم أيائ ‪ .‬فليس ألن الله‬
‫اختار أن يعمل من خألل سبط يهوذا‪ ،‬الذي كان له سمعة لملطخة (تك ‪،)٣٨ ،٢٧ -٢٣ :٣٧‬‬
‫أن هذا يعني أن يوسف (رجل اإليمان والنزاهة) لم يكن بمقدوره اختبار الخألص أو قبول‬
‫بركة الله من خالل الثقة والطاعة‪.‬‬

‫بجانب ذلك‪ ،‬تأمل كيف أن لبعض ا ألشخاص ذكا ء‪ ،‬أو لياقة بدنية‪ ،‬أو موهبة فنية‪ ،‬مالمح‬
‫جميلة مقارنة باآلخرين‪ .‬ليس لدينا مساواة كاملة هنا‪ ،‬إال في الكرامة وا لقيمة الشخصية‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬نن لم ينعم عليه بالكثير قد يصبح مستاء أو حقودا على ض لديهم نعم أكثر‪ ،‬أو من‬
‫ناحية أخرى بمقدور المرء أن يتعرف على الدعم التي حصل عليها ويتعامل مع اإلحباطات‬
‫بشكل بغا ء ‪ .‬في ا لواقع بعض ا المتيازات مثل المال والمالمح ا لجنابة أو ا لذكا ء يمكن أن تمثل‬
‫عراقيل روحية وسبيا للكبريا ء والبر الذاتي‪.‬‬
‫فغر في مؤلفة الترانيم الكفيفة ((فاني كروسبي)) (‪ .)١٩١٥ —١٨٢٠‬عندما بلغت األسبوع‬
‫السادس من حياتها‪ ،‬وضع لها دوا ء على سبيل ا لحطأ— وكانت لبخة حارة— على عينيها‬
‫الملتهبتين‪ ،‬وهو ما أدى إلى فقدان دائم للبصر‪ .‬وبدال من أن يمتلئ قلبها باالستيا ء‪ ،‬تعهدت‬
‫بأن تكون قانعة بنحديبها فى الحياة‪ .‬وكتبت بعتا ض أعظم الترانيم المشجعة التى يترنم بها‬
‫المسيحيون مثل ترانيم‪(( :‬للرت المجد‪ ،‬عظائم فعل)) و(( يا يسوع اجعلني قرب الصليب))‪ .‬وكتبت‬
‫ا ألبيل ت ا لتالية بينما تتأمل في فقدا ن بصرها‪:‬‬

‫يا لسعادة نغسي‪،‬‬


‫حتى وإن عجزت عن البصر‪.‬‬
‫عزمت أن أكون في هذا العالم‪،‬‬
‫ال شيء غير راضية‪.‬‬
‫يا للبركات التي أنعلم بها‪،‬‬

‫‪٢٥٠‬‬
‫ال يمتلكها اآلخرون‪.‬‬
‫ال بكًا ء وال تنؤد ألنني ال أبصر‪،‬‬
‫ال ابكي‪ .‬وال ص‪,,.‬؛‬

‫الحق في اإلقساء الذاتي‬


‫مشكلة ريجينا شفارتز تتلخص في أنها لم تنظر لعقيدة الثالوث نظرة جادة بما يكفي‪.‬‬
‫الله الثالوث‪ ،‬اآلب وا البن والروح القدس‪ ،‬ليس إلها منفلعا على ذاته‪ .‬بل بنعمته الغنية خلق‬
‫ا لبشر ليشتركوا في حياته وتمتعه وصالحه‪ .‬الله متواضع فعال‪ ،‬ويفكر في اآلخرين‪ ،‬ويخدم‬
‫خالئقه‪ ،‬ودظهر ا لشفقة للجميع (مت ه‪ .)٤٥ :‬من السمات الجوهرية المميزة لشخص ا لله وكل‬
‫من ينظرون لملكوته نظرة جادة‪ -‬هي محبة األعداء‪ .‬وهذا النوع من المحبة يتنافى مع الحب‬
‫ا لسهل عندما نكون ودودين تجاه من يظهرون الود تجاهنا‪ ،‬ولكنه ا لحب ا لصعب وا لشجا ع‬
‫وا ألكمل مقارنه بكل أنوا ع ا لحب ا آلخرى (مت ه‪. ) ٤٨ - ٤٦ :‬‬

‫قد يعترض البعض ويقول‪(( :‬أال توجد عقيدة جهنم‪ ،‬اإلقصا ء األبدي؟ لماذا ال دظهر الله‬
‫سخا ء لمطلعا بدون إقصاء؟ أليس هذا هو البديل المسالم بحق؟)) يالحظ ميروسالف فولف‬
‫بدقة أن (( ا لسخا ء المطلق)) يصبح صعدا عندما يجلس الجناة غير التائبين مع الضحايا‬
‫المظلومين غير المشغبين‪ .‬هذه ا لنظرة المنحرفة للسخا ء ستؤدي في ا لوا قع إلى ((تمجيد ا لعنف‬
‫ألنه سيترك المخالفين بال تغيير وسيترك تبعات ا لعنف بال شفاء))‪ ) (.‬كان أمام االبن االكبر‬
‫في مثل‪ ،‬ا البن ا لضا ل (لو ‪ )١٥‬قرا ذا ‪ :‬هل يظل في ا لخا رج عا بسا ومستا ء أو يدخل ليحتفل‬
‫بعودة أخيه األصفر‪ ،‬ومن ثم دظهر التبجيل ألبيه الكريم؟‬

‫جهنم نفسها هي فعل ا إلقصا ء الذاتي عن الله‪ ،‬وهي ا لفعل النهائي للتأكيد على الذات‬
‫واالستقاللية‪ .‬إذا أردنا االنفصال عن الله‪ ،‬سيمنحه لنا‪ .‬جهنم ليس غرفة تعذيب بها نار‬
‫أبدية‪ .‬جهنم في النهاية هي عالم من االنعزال الذاتي والئزلة الكاملة عن حضور الله (‪٢‬تس‬
‫‪ .)٩ :١‬الكائنات الروحية (إبليس وجنوده) سيحصلون على انغصالهم النهائي عن الله‬
‫حسبما أرا دوا ‪ .‬يصف سي إس لويس هذا ا ألمر كا لتالي‪:‬‬

‫مستعد أن أدفع أي ثمن ألكون قادرا على أن أقول بصدق إن الجميع سيخلصون ‪.‬‬
‫لكن عقلي يجيبني سريائ‪* :‬هل بدئ إرادتهم‪ ،‬أم بإرادتهم؟* إذا قلت *بدون إرادتهم^‪ ،‬فإنني‬
‫أرتكب تناقتا على الغور‪ .‬كيف يمكن للفعل اإلرادي األعظم لخضوع الذات أن يصبح‬
‫الإرادد‪1‬؟ وإذا قلت بإرادتهم ‪ ،‬يجيب عقلي كيف سيكون هذا إذا لم يخضعوا؟‬

‫ال‪ ،‬ليست ا لمشكلة هي األين‪ ،‬بالرغم أن األفعال ا لكثيرة ا لتي يرتكب باسم ا لدين هي‬

‫‪٢٥‬‬
‫أفعال منحرفة وشنيعة‪ .‬في العهد القديم نرى أن الله يرغب في أن يضم اليهود واألمم‪،‬‬
‫الصديق والعدو على خد سوا ء‪ ،‬في مقاصده الخالصية‪ .‬وعندما نأتي إلى ا لعهد الحديد‬
‫سنجد أن هذه ا لرؤية لشعب واحد مز‪ ،‬كل الجماعات ا لعرقية قد تحققت في النهاية‪.‬‬

‫عندما نفهم اإليمان المسيحي بشكل صحيح‪ ،‬وال أقصد ا لتوصيف العام لكلمة دين‪ ،‬مع‬
‫العقيدة المسيحية المتعلقة با إلله الثالوث الذي يفكر في ا آلخرين ويبذل نفسه‪ ،‬سنجده في‬
‫الواقع نافذة أمل لشنع السالم والمصالحة (رو ه ‪ ١١ -٦ :‬؛ أف ‪ .) ١٧ — ١٤ :٢‬البعض قد‬
‫يرفض المشاركة واالستمرار في الصراعات‪ ،‬ولكن هذا ليس عيدا في ا إليمان المسيحي‪.‬‬

‫ماذا عن الحمالت الصليبية‬


‫يذكر النقاد ا لحمالت ا لصليبية كدليل على ا لعنف في المسيحية‪ .‬وبمقدورنا أن نعترف‬
‫على ا لغور بأن ا لحمالت ا لصليبية ومحاكم التفتيش والحروب ا لدينية في أوروبا كانت مأسا ة‬
‫حقيقية‪ ،‬ووصمة عار في تاريخ المسيحية‪ .‬ولكن هل هذه ا ألحداث تعكس جوهر المسيحية؟ كل‬
‫هذا الكالم عن الذين كسبب للحروب يثير ا لشكوك في حد ذاته‪ .‬ماذا نعني بكلمة دين؟ هل‬
‫كل دين ظهر في الوجود؟ هل الكونغوشوسية‪ ،‬والبوذية‪ ،‬والبهائية‪ ،‬وجماعة العلم المسيحي‪،‬‬
‫وشهود يهوه؟ الربط بين الدين والحرب يفترض أن الذين ليس له عالقة بالحق‪ .‬لذا ال يظهر‬
‫على شاشة ردا ر النقاد أي حديث عن إعالن إلهي حقيقي متغرد وأمين نحو الصالح‪ .‬وال‬
‫يطرحون هذا السؤال‪ :‬هل العنف متأصل في تقليد ديني بعينه‪ ،‬أم أنه ال يتسق تماثا مع‬
‫هذا التقليد الديني أو ذاك؟‬
‫إذ من ينتقدون الحمالت الصليبية (عن حق) با عتبا رها فعال ثضلأل من الناحية األخالقية‬
‫يذهبون خطوة إلى األمام ليضموا ا لحمالت ا لصليبية إلى الحركات الجهادية المتطرفة في‬
‫ا لكلمة‬ ‫اإلسالم‪ .‬لكن فعل هذا سيكون خطأ‪ ،‬وأستطيع أن أشرح المالمح العامة فقط هنا ‪.‬‬
‫العربية ((جهاد)) تعني ((صراع))‪ ،‬وقد تعني الصراع الداخلي األخالقي أو العقلي‪ ،‬وأيتا‬
‫ا لصرا ع ا لعنيف المسلح‪ .‬ومع ذلك فالمعنى التقليدي الى الحركات ا إلسالمية المتطرفة للجهاد‬
‫هو ا لنوع ا لعنيف الذي يظهر في مراحل كثيرة من التاريخ اإلسالمي‪ .‬كما توجد أدلة قليلة‬
‫تحصر الجهاد كمجرد صراع روحي داخلي‪) (.‬‬

‫وحتى إذا قارننا ا لحمالت ا لصليبية مع ما تقوم دبه الحركات الجهادية ا إلسالمية المتطرفة‬
‫المسلحة‪ ،‬فإن ا لحمالت الصليبية ستبدو أفضل حاال بشكل كبير‪:‬‬

‫اختالفات جوهرية‬
‫بينما استمرت الحمالت الصليبية ما يقرب من مائتي عام‪ ،‬فإن نشاط الحركات الجهادية‬

‫‪٢٥٢‬‬
‫المتطرفة يستمر لقرون طويلة‪ .‬من ناحية اخرى‪ ،‬ال يزال تنتقد الحمالت الصليبية على أنها‬
‫بداية ا لحركة ا إلمبريالية‪ .‬بينما تقوم ا لحركات ا لجهادية ا لمتطرفة بكل أعمالها ا لدموية بأهدا ف‬
‫إمبريالية وتكفير لآلخرين‪ .‬بدأت الحمالت الصليبية بهدف استعادة أرض كان يسكنها‬
‫المسيحدون وأخذها المسلمون‪ .‬بينما تقوم الحركات المتطرفة بأعمال إرهابية في أرا ص لم‬
‫يسكنها المسلمون من قبل‪ ،‬ويتبنون فكرة تأسيس ا الة (أو المجتمع اإلسالمي)‪ .‬المسيح الذي‬
‫يزعم أن ا لحمالت ا لصليبية قامت على اسمه‪ ،‬لم يعلم عن ا لعنف ولم يكن قدوة عنيفة تجاه‬
‫موص رفضوا رسالته‪ .‬بينما كثير من القادة في التأريخ ا إلسالمي لم ينادوا فقط بمحاربة غير‬
‫المؤمنين‪ ،‬بل اشتركوا بالفعل في حمالت من هذا النوع‪ .‬أتبا ع المسيح ا ألوا ئل وكتبة ا لعهد‬
‫ا لجديد لم يدافعوا عن العنف‪ .‬لكن كثيرا من القادة في التاريخ ا إلسالمي لم ينادوا فقط‬
‫بمحاربة غير المؤمنين‪ ،‬بل اشتركوا بالفعل في حمالت من هذا النوع‪ .‬امتد اإليمان المسيحي‬
‫في بداياته ا ألولى دون قوة سياسية أو مادية‪ ،‬ولكن من خالل أفعال ا لحب وا لكرا زة بتعاليم‬
‫اإلنجيل المغدرة للحياة‪ .‬بينما توجد نصوص مقدسة تلجأ إليها هذه الحركات المتطرفة تمتلئ‬
‫بالعنف‪ ،‬وال يتم تأويلها بأية قراءة رمزية‪.‬‬

‫تأمل تعليقات برنارد لويس‪ ،‬الكاتب ا لغربي البارز‪ ،‬عن الحركات ا إلسالمية ا لمتطرفة‪ .‬فهو‬
‫يلخص بشكل جذ ا ب أهم ا لغوا رق بين ا لجها د لدى هذه ا لحركات ا لمتطرفة وا لحروب ا لصليبية—‬
‫با لرغم أن كليهما شذ حرودا مقدسة ضد األعداء الكفار في سبيل الديانة الصحيحة‪.‬‬

‫تعتبر الحرب الصليبية تطورا متأخرا في التاريخ المسيحي‪ ،‬وهي بمعنى أو بآخر عالمة‬
‫على ا النحرا ف ا لكبير عن ا لقيم ا لمسيحية ا ألساسية كما عير عنها في ا ألناجيل‪ .‬كانت‬
‫ا لمسيحية تحت ا لهجوم منذ ا لقرن السابع‪ ،‬وقد فقدت مناطق شاسعة تحت ا لحكم ا إلسالمي‪.‬‬
‫وكان مفهوم الحرب المقدسة‪ ،‬أو ا ألكثر شيوعا الحرب العادلة‪ ،‬شائعا منذ القدم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في‬
‫الصراع الطويل بين ا إلسالم والمسيحية‪ ،‬كانت ا لحرب ا لصليبية متأخرة ومحدودة وقصيرة‬
‫نسبيا من حيث الوقت‪ .‬لكئ الجهاد المتطرف موجود منذ بداية التاريخ اإلسالمي‪ ...‬بالطبع‬
‫يشتق كلمة حرب صليبية نعس‪(٢1‬عكا من كلمة صليب ر!‪١٢‬عكا بالالتينية‪ ،‬وكانت تعني في‬
‫البداية حريا مقدسة لصالح المسيحية‪ .‬لكن في العالم المسيحي فقدت هذه الكلمة هذا المعنى‬
‫فتستخدم بمعاز مختلفة‪ ،‬ولكن على عكس ض كلمة‬ ‫منذ زمن طويل‪ .‬أثا كلمة الجهاد‬
‫‪ )٠٢‬احتفظت بمعناها األول وا ألسا سي‪.‬‬ ‫حرب صليبية‬

‫نقاد الحروب الصليبية او محاكم التفتيش بالتأكيد على صواب في أن ا لمسيحيين ما‬
‫كان يجب أن يناصروا هذه ا ألعما ل ا لوحشية أو إعدام الهراطقة باسم المسيح‪ .‬ويجب أز‬
‫نسأل النقاد لماذا تنتقون هذا االحداث المناهضة للمسيحية كأساس لإليمان المسيحي بدال‬
‫من ا لنظر إلى قدوة وتعاليم يسوع نفسه‪ ،‬ناهيك عن فرنسيس األسيزي‪ ،‬ومارتن لوثر كينج‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫جونيور‪ ،‬واألم تريزا‪ ،‬وويليام ويلبرفورس‪ ،‬وصانعي السالم ا آلخرين من المسيحيين؟)) بالفعل‬
‫هذه األعمال الوحشية وأي أعمال إرهابية باسم الدين التي نفذت باسم المسيح تتناقض مع‬
‫كل ما ناصره ونادى به يسوع في خدمته‪.‬‬

‫هل حروب يهوه في ا لعهد ا لقديم تشبه تماما ا لجهاد ا إلسالمى ا لمتطرف؟ رغم أننى أتعرض‬
‫لهذا الموضوع بمزيد من التفصيل في موضع آخر‪ ،‬يجب أن نقول شيدا عن هذا ا التهام‬
‫الشائع‪ ،‬أليس حروب يهوه في العهد القديم تشبه الجهاد اإلسالمي المتطرف المسلح؟‬

‫يجب أن نضع في ا العتبار أن الحركات ا إلسالمية ا لمتطرفة تقسم العالم إلى نطاقين‪(( :‬دار‬
‫ا إلسالم))‪ ،‬حيث يسود اإلسالم‪ ،‬و((دار الحرب))‪ ،‬حيث يجب أن يمتد ا لحكم ا لسلمي‪ -‬بالحرب‪،‬‬
‫إذا دعت الضرورة‪ .‬كانت وال تزا ل نظرة اإلسالم ا لمتطرف لغير ا لمسلمين هي نظرة الحاكم‬
‫في مقابل المحكوم‪ ،‬ا لمنتصر مقابل المنهزم‪ ،‬وال تقدم حركات اإلسالم ا لمتطرف أية أفكار عن‬
‫ا لتعايش ا إلسالمي في ظل حكومة غير مسلمة‪.‬‬

‫كانت الحرب المعتدية وسحق المقاومة هو قلب هذه الحركات المتطرفة‪ .‬يدعي أنصار‬
‫هذه الحركات ‪ -١‬أن النبي محمد اشترك في أكثر من ستين غزوة حربية‪ -٢ ،‬ويتمسكون‬
‫بتأويل حرفي لنصوص الحرب الدموية في القرآن‪ -٣ ،‬وينادون بأن انتشار اإلسالم البد‬
‫أن يكون بوسائل عنيفة‪ ،‬وا الستيالء على أراضي غير المسلمين‪ .‬وبالرغم أن ا لقرآن يقول ((ال‬
‫إكرا ه في الذين)) (سورة ا لبقرة آية ‪ ،)٢٥٦‬فإن ا إلكرا ه هو منهج هذه الحركات ا إلسالمية‬
‫المتطرفة‪ .‬ومع هذا ال ننكر وجود ا لكثير من محبي السالم من المسلمين في كل أنحاء العالم‪.‬‬
‫وأنا شخصيا صادقت الكثير منهم على مر السنوات الماضية‪ .‬ونحن ممتنون جدا لهؤالء‬
‫المسلمين المسالمين‪ ،‬بالرغم أننا نتوقع من الكثيرين منهم أن يصرحوا ويشجبوا بقوة العنف‬
‫الذي يرتكب باسم ا إلسالم‪.‬‬
‫ماذا يمكننا أن نفعل إذا في المقارنة بين الجهاد ا إلسالمي المتطرف وحروب يهوه المصدق‬
‫عليها في العهد القديم؟ فيما يلي نبذة مختصرة عن أهم االختالفات‪:‬‬

‫حروب يهوه في العهد القديم‬


‫النطاق الجغرافي لحروب يهوه محددة جغرافيا بأرض الموعد‪ .‬في المقابل ال توجد‬
‫حدود جفرا فية للجهاد كما ترا ه هذه الحركات المتطرفة‪ .‬كما ترى أن بالد غير ا لمسلمين‬
‫هي ((دار حرب))‪ .‬أائ فيما يتعلق بالمدى الزمني‪ ،‬فقد كانت حروب يهوه مقتصرة بشكل‬
‫أساسي على جيل واحد (في زمن يشوع تقرييا)‪ ،‬حتى وإن استمرت بعض النزاعات‬
‫ا لصغيرة مع إصرار بعض أعداء بني إسرائيل‪ .‬بينما ال توجد حدود زمنية للجهاد عند‬

‫‪٢٥٤‬‬
‫المتطرفين‪ .‬أصا عن أهداف الحرب‪ ،‬كانت هروب يهوه لمعاقبة ثقافة فاسدة بدرجة غير قابلة‬
‫للشغا ء (أخالقيا وعقائديا)‪ ،‬وليس ألنهم كانوا غير يهود أو حتى ألنهم لم يعبدوا يهوه‪.‬‬
‫هذه ا لعقوبة جاءت بعد فترة تمتد ألكثر من ‪ ٤٠٠‬سنة عندما امتأل كاس شر الكنعانيين‬
‫(تك ‪ .)١٦ :١٥‬أصا حروب الجماعات ا لمتطرفة فهي موحهة إلى غير المسلمين (بما في ذلك‬
‫ا لمسيحيين وا ليهود‪ -‬أهل الكتاب)‪.‬‬

‫إذا سألنا‪ :‬ص ينعم عليهم الله بمحبته؟ نجد أن يهوه يحب حتى أعدائه‪ /‬أي هؤالء الذين‬
‫ال يحبونه (راجع تك ‪ ،٣ :١٢‬وسفر يونان)‪ .‬وتشتمل خطته الخالصية األعداء ا لتقليديين‬
‫إلسرائيل (بابل وأشور ومصر) وتهدف إلى دمجهم في شعب الله‪ .‬في المقابل‪ ،‬يعتقد هؤالء‬
‫المتطرفون أن الله يحب فقط ص يحبونه ويطيعونه‪ .‬ماذا عن المعيار األخالقي؟ رافة الله‬
‫وطبيعته الصالحة هما مصدر األوامر اإللهية‪ .‬بينما يرى هؤالء المتطرفون أن الله يأمر بما‬
‫يشاء فيصير أمرا محتائ؛ فله اإلرادة المطلقة (على عكس الطبيعة الصالحة والخيرة)‪ .‬قصد‬
‫ا لله يتحقق بمملكة ا لمسيا التي سيسود فيها السالم (اش ‪ . )١٠ -١ :١١ ،٦ :٩‬بينما يرى‬
‫هؤالء المتطرفون أن نهج االعتداء وا لغزوا ت لرفعة الدين هو النمط الطبيعي (وهو ما يمؤل‬
‫انتكاسة عما جاء المسيح ليحققه‪ ،‬وتقوينا لمقاصد الله العليا)‪ .‬في ا لعهد الجديد كانت مهمة‬
‫يسوع أن يقوض العدو الحقيقي —إبليس وجنوده (يو ‪٣٠ :١٤‬؛ أف ‪١٨ -١٠ :٦‬؛ كو ‪:٢‬‬
‫‪ —)١٥‬وليس تقويض أعداء إسرائيل السياسيين‪ .‬لم يقصد للقتال ضد الكنعانيين أن يصبح‬
‫نمنا معتادا ومستمرا (لما له من قوة األمر اإللهي)‪ ،‬لكنه كان أمرا استثنائيا‪ .‬كان الله يعد‬
‫عهدا جديدا ليضم فيه كل الشعوب (راجع إر ‪٣١‬؛ حز ‪ .)٣٦‬بينما يرى هؤالء المتطرفون أن‬
‫االعتداء والحرب واجبة على كل مسلم ويتخذون تأييدا لذلك من حياة بعض القادة المسلمين‪،‬‬
‫ومن بعض ا لنصوص المقدسة‪ ،‬ومن التاريخ ا إلسالمي‪.‬‬

‫هل الدين يسيب ا لعنف؟ هل الذين شيء خطير؟ ا إلجابة د ((نعم)) على هذه ا ألسئلة فيه‬
‫تعميم صخل‪ .‬من ناحية‪ ،‬هذه ا لنظرة تتجل هل ا الختالفات ا لشاسعة داخل كل ا ألديل ن التقليدية‬
‫في العالم‪ ،‬والتي بعضها مسالم جدا وال يشغل أي تهديد‪ .‬ثانيا‪ ،‬هؤالء الذين يدعمون هذه‬
‫الفكرة يففلون أن يسألوا هل نصوص العنف في بعض الكتب المقدسة هي معيارية ودائمة‬
‫أم استثنائية وغير قابلة للتكرار‪ .‬ثالثا‪ ،‬هذا االفتراض ال يميز بين جوهر ا لدين واستغالل‬
‫أتباعه بشكل مأساوي‪ .‬رابائ‪ ،‬هذا ا الفترا ض يففل أيتا ما ود من حق في الدين— أي أن‬
‫بعض اآلراء الدينية ربما تكون صحيحة‪ ،‬وبالتالي ستكون اآلراء المخالفة على خطا عندما‬
‫تختلف مع هذا الحق‪ .‬أخيرا‪ ،‬ا لنظرة القائلة بأن الذين هو شيء خطير ألنه يقصي اآلراء‬
‫ا ألزى هى نفسها نظرة غير متماسكة منطقيا‪ .‬وتتركنا نتساءل‪(( :‬أليست ا لتعددية المتطرفة‬
‫تقصي أو تهمش ا آلرا ء الدينية لمذهب التوحيد مثال؟)) عندما تقدم إدعاء عن الحق يجب أن‬
‫تؤكد أن ا لعكس منه باطل أيتا‪.‬‬

‫‪٢٥٥‬‬
‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪08.‬اا‪0‬ج‪ ٨[0 0‬ال‪3‬كال‪8: ٨ 0111)10 10 £¥0٣‬ظ‪110‬ه ‪011 00)1 0008 10 8 3‬غ‪( 3.11, !<3111. ١٧‬ل‪0‬ح‬
‫‪0٢, 2008.‬حا‪3‬ة ‪8:‬ه‪1‬؟‪3‬آل ‪01311)1‬‬
‫‪31111‬اا‪011118‬اأ ‪3¥.‬ا‪1, ^1٢08‬ل‪٧0‬‬ ‫‪ 111‬اا‪01100.‬ا‪0‬ا‪311)1 ٧‬‬ ‫‪01100‬ا‪0‬ا‪0 311)1 ٧‬اة‪1‬ة ‪111 1110‬‬
‫‪111 1110 ٢٢١¥0111‬‬ ‫‪ ٨. ^310118.‬ل‪088 311)1 £111101‬ل‪ 8. 1‬ه‪13٢‬ا‪10‬ة اله ‪ 00111111^, 0)1110)1‬ا‪11٠8‬‬
‫‪1118, 2008.‬ا‪1٠3‬و‪٦‬ع‪0, 11^: £180‬كل‪3‬ا ‪١٧1110113‬‬

‫‪, 1^1:‬عا‪0. ٢٢031100‬ا)‪11‬ا‪3^ 311)1 01111111111111)10: ١¥1100 011123110118 00‬ا‪8‬ل ‪.‬ا‪3‬ة ‪¥0’01,‬‬
‫‪§11 0101118011 01110 8 1‬ا‪0‬ا ‪3‬ا‬ ‫‪088, 2002.‬ل‬

‫‪٢٥٦‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫* ما رأيك في ا الدعا ء بأن المذهب التوحيدي يؤدي إلى العنف؟ هل اإلدعاءات الحصرئة‬
‫عن ا لحق هي المشكلة؟ لماذا ال تقدم قيم التنوير حأل؟‬

‫لماذا كثيرا ما تستخدم كلمة ((دين)) بشكل غير منصف في هذه المناقشة؟‬

‫ما رايك في االدعاء بأن العوامل السوسيولوجية (االجتماعية‪ ،‬والتاريخية والعرقية‬


‫واالقتصادية) كثيرا ما تكمن ورا ء ا لعدا وا ت ا لدينية؟ هل يمكن أن تقدم بعض ا ألمثلة؟‬

‫بشأن نقد ريجينا شفارتز‪ ،‬لماذا ال يعبر قايين عن نموذج جيد لإلقصاء التوحيدي؟ ماذا‬
‫عن عيسو؟‬

‫* هل من يلزم أن توزع كل عطايا الله (الذكاء والقدرات الغنية) بالتساوى حتى يظهر أن‬
‫الله عادل‪ ،‬ولماذا؟‬

‫لماذا يعتبر السخاء المطلق صورة للظلم؟ ماذا نعني بالحديث عن ا لحق في ا إلقصا ء‬
‫الذاتي؟‬

‫* كثيرا ما تذكر الحمالت الصليبية كنقد لإليمان المسيحى‪ .‬كيف نجيب على ذلك؟ ما هى‬
‫أوجه المقارنة بين الحمالت الصليبية وأعمال الحركات الجهادية المتطرفة؟‬

‫لماذا تختلف حروب يهوه في العهد القديم كثيرا عن أعمال الحركات الجهادية المتطرفة؟‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫ا مزيد مرع التركيز‬
‫‪ -‬على الهبانب‬
‫األخالقي‬

‫ا‪ ٤‬قجللقئ‬ ‫د‪11 ،‬‬


‫‪- —۴ |-٠‬ذع*؟‬
‫; ًا_ا ]ط‬ ‫‪-:‬سيثب اا‪٠‬مح‬
‫آل‪-٠‬‬
‫‪ ٠‬ا لفصل ا لظ سع عشر‬
‫هل توجد أخالق بال نشرع إلهي؟‬

‫ا ألساس ا إللهي للصالح‬

‫يلقي كريستوفر هيتشنز ببطاقة التحدي‪ :‬أتحداك‪ ،‬أو أتحدى أي أحد‪ ،‬أن يسمي لي‬
‫يكتب سام هاريس عن (( أسطورة‬ ‫تصرعا ما ال أستطيع أن أفعله إال إذا كنت مسيحيا ‪.‬‬
‫الفوضى األخالقية العلمانية))‪ -‬أي أن األخالقيات والنظام االجتماعي ال يحتاجان إلى الله‬
‫أو الذين كأساس لها ‪ .‬في النهاية يوجد ا لكثيرون من الملحدين الخلوقين وا لكثير من المتدينين‬
‫الفاسقين‪ .‬وهو يرفض فكرة أن اغتصاب األطفال أو قتلهم هو شيء خاطئ فقط ألن الله‬
‫قالذلك‪(.‬ا)‬

‫بالمثل يعارض دانييل دينيت فكرة أن الصالح يتعارض مع مذهب المادية العلموية‬
‫بهسد) ويقول‪* :‬ليس هناك سبب على اإلطالق يفتر لماذا عدم االعتقاد‬
‫في المادية ا لنفس أو خلودها يجب أن يجعل اإلنسان أقل اهتماائ أو أقل أخالقا‪ ،‬أو‬
‫أقل التزاائ بسالمة الجميع على ا ألرض عن أي شخص آخر يؤمن بالروح‪ .‬ويضيف أن‬
‫ا إلنسان المناصر للمادية ا لعلموية يمكن أن يكون مهتائ بوجود ا لعدل وا لحب والجمال وا لحرية‬

‫‪٢٦١‬‬
‫السياسية وأيضا الحرية الدينية (بقدر اهتمام الشخص المتعمق في الروحانيات‪ .‬بالفعل‬
‫هؤالء الذين يدعون أنفسهم روحانيين يمكن أن يكونوا (قساة ومتعجرفين وأنانيين وغير‬
‫مهتمين تماائ بالمشكالت األخالقية للعالم‪)٣(٠.‬‬

‫في الغيلم الوثائقي المناهض لألين والذي قدمته قناة البي بي سي بعنوان ((ما هو‬
‫يصر ريتشارد دوكنز على أن اللطف والكرم‬ ‫‪)111‬ا‪ 1^001 0‬ا)‬ ‫أصل كل الشرور؟)) ر‪٠/.2‬د‬
‫والصالح يمكن أن يوجدوا في الطبيعة البشرية وأن الداروينية تفسر ذلك‪ .‬كيف؟ لدينا‬
‫جينات غيرية‪ .‬نحن مصممون بحسب تكويننا لنحك ظؤر اآلخر‪ .‬بكلمات أخرى الحينات تخلق‬
‫األخالق‪ ،‬وال يخلقها الله او الدين‪ .‬نحن البشر لدينا ضمير اخالقي وتعاطف متبادل يتطوران‬
‫لدينا باستمرار‪(.‬؛)‬

‫الرسالة التي يقولها كل هؤالء الملحدين هي واضحة تماصا‪ :‬بمقدور الناس أن يكونوا‬
‫خلوقين بدون اإليمان بالله‪ .‬وبالمزيد من الفحص المدقق نكتشف أن الملحدين الحدد على‬
‫صواب من ناحية وعلى خطأ من ناحية أضى‪.‬‬

‫هل هي مسألة اتساق؟‬


‫بالرغم من اتهام دوكنز ليهوه بأنه وحش بال أخالق‪ ،‬فهو لديه مشكلته الخاصة‪ ..‬لقد قال‬
‫وكتب بشكل علتي منكرا وجود ا لشر وا لصالح‪.‬‬

‫إذا كان الكون مجرد إلكترونات وجينات أنانية‪ ،‬فالمآسي التي ال معنى لها هو‬
‫ما يجب أن نتوقعه‪ ،‬مع نفس القدر من الحظ السعيد الذي ال معنى له‪ .‬مثل‬
‫هذا ا لكون لن يكون شرا أو خيرا بالقصد‪ ..‬بل ا لكون ا لذي نالحظه له ا لسمات‬
‫عينها التي يجب أن نتوقعها إذا وجد في النهاية أئه ال تصميم‪ ،‬وال هدف‪ ،‬وال‬
‫شر‪ ،‬وال خير‪ ،‬ليس إال المباالة بائسة وعمياء‪(.‬‬

‫ائ‪7‬زجك ازكا يؤكد دوكنز ما يلي‪(( :‬ليس للعلم‬ ‫وفي كتابه ((قسيس الشيطان))‬
‫وسائل لتحديد ما هو أخالقي‪ .‬هذه مسالة تختص باألفراد والمجتمع‪ ) ( .‬إذا كان العلم وحده‬
‫هو الذي يعطينا المعرفة‪ ،‬كما يزعم دوكنز‪ ،‬فكيف إدا يعتبر أن تصرفات الله غير أخالقية‪،‬‬
‫او أن ا ألين هو أصل كل ا لشرور؟ وكما سنرى‪ ،‬فإذ دوكينز يسرق اإلمكانيات الميتافيزيقية‬
‫للرؤية الكونية التى يرفض ا العتراف بها‪.‬‬

‫المعرفة في مقابل الكينونة‬


‫دعنا نكون واضحين‪ ،‬الملحدون الجدد على حق تماائ في أننا ال نحتاج إلى اإليمان بالله أو‬

‫‪٢٦٢‬‬
‫اتباع الكتاب المقدس ليكون لدينا معرفة عامة للصواب والخطأ‪ .‬فمثل المؤلهين‪ ،‬الملحدون أيغطا‬
‫مخلوقون على صورة الله‪ ،‬وبمقدورهم أن يدركوا نفس نوعيات الفضائل والسلوكيات‪ -‬كما‬
‫يحب الملحدون أنفسهم أن يقولوا‪ .‬وألننا مخلوقون على صورة الله‪ ،‬فإننا مؤهلون للعمل بشكل‬
‫صحيح عندما نعيش بطريقة أخالقية‪ .‬وبالتالي إذا راعينا ضميرنا بجدية (كما كأن يجب أن‬
‫يفعل ا ألمم في عاموس ‪ ،)٢ -١‬بمقدورنا أن نفعل سلوكيات أخالقية صائبة كثيرة‪ .‬من ينكرون‬
‫أن اللطف فضيلة أو أن تعذيب األطفال للمتعة خطأ ال يحتاجون إلى حجة‪ ،‬بل يحتاجون‬
‫إلى مساعدة نفسية وروحية! فهم يعانون من ا الختالل األخالقي‪ .‬عندما يخبرني الناس بأن‬
‫إرهابيي هجمات ‪ ١ ١‬سبتمبر آمنوا بنية سليمة بأنهم يفعلون الصواب‪ .‬أجيبهم‪ :‬كثير من‬
‫الناس في مستشفيات ا ألمرا خر ا لعقلية يعتقدون بنية سليمة أنهم ا ألسكندر ا الكبر أو يوليوس‬
‫قيصر أو نابليون بونابرت! النية السليمة ليست مؤشرا بالضرورة عن الفعل السليم‪.‬‬

‫بعض الملحدين سيقولون إننا نعرف أن ا الغتصاب خطا ألنه ينتهك حقوق الضحية ويمزق‬
‫النسيج المجتمعي‪ .‬المشكلة مع اإللحاد األخالقي (الذي يعترف باألخالق لكنه ال ينسبها‬
‫إلى الله كمصدر لها‪-‬المترجم) أنه ال يصل إلى النقطة الكافية‪ .‬الحظ كيف أن الملحدين‬
‫ا لذين يؤمنون بالصواب وا لخطا ا لحقيقيين يتخذون قفزة إيمانية عقالنية هائلة‪ .‬ويؤمنون‬
‫أن الحقائق األخالقية بدرجة ما هي جزء أزلي ض أثاث ا لوا قع والحقيقة‪ ،‬ومع ذلك ظهر‬
‫في النهاية أشخاص يملكون حقونا وكرامة وقيمة وواجبات من مجرد حمأة طين بال قيم‬
‫وغير شخصنة! كما لو أن هذه الحقائق ا ألخالقية كانت تترقب تطور كائنات بشرية ذات‬
‫قيمة اخالقية ليكون لهم واجبات أخالقية يطيعونها‪ .‬نعم بمقدور الملحدين أن يعرفوا أن‬
‫االغتصاب خطأ‪ ،‬ولكن هذا ليس غرييا ألنهم مخلوقون على صورة الله‪ ،‬وهو ما يرفضون‬
‫أن يعترفوا به‪ .‬السؤا ل ا ألكثر أهمية والذي يبدو أن الملحدين عاجزون على ا إلجابة عليه هو‪:‬‬
‫كيف تحولوا إلى أشخاص لهم قيمة في ذوا تهم ولهم حقوق؟( ) المشكلة ال تتعلق بالمعرفة‪،‬‬
‫بل تتعلق بالكينونة‪.‬‬

‫دعنا نفير السيناريو من االغتصاب في الشارع إلى استغالل خروجة في حفلة بها‬
‫مخدرات وتبع ذلك االغتصاب‪ .‬الشاب ألنه يرغب في أن يحصل على ما يريد‪ ،‬فإنه يضع‬
‫المخدر في المشروب لشابة مطمئنة له‪ .‬لنفترض أنه لطيف بما يكفي ليتخذ إجراءات معينة‬
‫بحيث ال توجد تبعات واضحة لفعلته‪ .‬تستيقظ المرأة فيما بعد وال تدرك أي اختالف‪ .‬لماذا يظل‬
‫هذا التصرف منغرا؟ في النهاية ال تعرف المرأة أي شيء‪ ،‬لقد تمتع الشاب‪ ،‬وال أحد يعرف‬
‫شيائ‪ .‬ولماذا يجب أن يغضب دوكنز على مثل هذا الفعل؟ في النهاية يقول دوكنز ببساطة أن‬
‫الخاص بهم‪ ) (.‬وإذا وحد اي انحراف‬ ‫(‪)1(1‬‬ ‫البشر يرقصون على موسيقى الدي إن إيه‬
‫عن ا للطف وا لسخا ء ا للذين يتولدان عن طريق الجينات‪ ،‬فهذا ليس غير أخالقى بحق‪ ،‬بل هو‬
‫خلل جيني وليس شيائ آخر‪.‬‬

‫‪٢٦٣‬‬
‫من الخطأ أن نغتصب فظ ة ‪-‬سوا ء كانت واعية أو ال‪ -‬ألن الفتاة لها حقوق وكرامة في‬
‫ذاتها‪ .‬لنفس السبب‪ ،‬من ا لخطأ أن نسخر أو نهين شخشا من أصحاب التحديات الخاصة‬
‫الذهنية حتى وإن بدا أنهم ال يئأثرون باإلهانات اللفظية‪ .‬مرع أين أتت الكرامة والحقوق في‬
‫عالم من اإللكترونات والجينات ا ألظ نية؟ إذ عقيدة صورة الله تدعم أقوى بديهيل تنا التي تقول‬
‫إن ا لبشر ليسوا أدوات نستخدمها وتستغلها بل هم أشخاص يجدر بنا احترامهم ومعاملتهم‬
‫بمساوا ة أمام القانون‪.‬‬

‫األشخاص العاقلون الذين لهم قيمة في ذوا تهم لم يأتوا بمرور الوقت من عمليات غير‬
‫مشخصنة وغير واعية وغير موجهة وبال قيمة‪ .‬لكن الله‪ ،‬الشخص الواعى بذاته والهادف‬
‫والصالح‪ ،‬يوفر لنا سياقا نحن في أشد الحاجة إليه؛ ألن عالما بدون الله ال يمكن أن يوفر لنا‬
‫هذا السياق‪ .‬كينونة الشخص وا آلخالق متالزمان بالضرورة‪ .‬ا لقيمة ا ألخالقية متأصلة في‬
‫كينونة الشخص‪ .‬وبدون الله (كائن مثدخصن)‪ ،‬فال يمكن ألشخاص‪ -‬وبالتالي ال يمكن لقيمة‬
‫أخالقية‪ -‬أن يوجد على ا إلطالق‪ .‬فقط في ظل وجود ا لله يمكننا إدرا ك السمات ا الخالقيات‪.‬‬

‫بعض الملحدين قد يزعمون ان ا لقيمة األخالقية موجودة من تلقاء نفسها — وبصغتها‬


‫حقيقة ضرورية تمدل جزء ا من أثاث هذا الكون‪ .‬إن كان األمر كذلك‪ ،‬كما ذكرنا من سبق‪،‬‬
‫فحينئذ يالها من صدفة كونية هائلة ان هذه القوانين ا ألخالقية كانت تترقب بطريقة ما ظهور‬
‫كائنات أخالقية سيكون لديهم التزام بطاعة هذه القوانين ا ألخالقدة! إن وجود الله وخلقه‬
‫للبشر يفسران'بشكل أفضل العالقة بين المعايير األخالقية العالمية المتأصلة (مصدرها طبيعة‬
‫الله) والكرامة وا لقيمة اإلنسانيتين‪.‬‬

‫حتى المنظومات ا ألخالقية ا لالدينية ‪-‬سوا ء كانت مبنية على ا آلرا ء األخالقية للغالسفة‬
‫مثل ارسطو وكانط‪ ،‬أو ربما بعض أشكال العقد االجتماعي‪ -‬تؤكد ا لكثير من الحقائق التي‬
‫يؤكدها المؤمنون بالله‪ .‬هذه ا ألنظمة ربما تتفق على أنه يجدر بنا أن ننفذ بعض االلتزامات‬
‫األخالقية أو نكتسب بعض السمات الشخصية‪ .‬ومع ذلك فإن هذه المنظومات ال تزال غير‬
‫كاملة؛ ألنها ال تقدم أساسا للكرامة وا لقيمة ا إلنسانيتين‪.‬‬

‫تحدي هيتشنز‬
‫ماذا عن تحدي هيتشنز؟ هل بمقدورنا أن نسمي فضيلة أخالقية لدى أحد المسيحيين‬
‫ليست عند أحد الملحدين مثل هيتشنز؟ نعم! ماذا عن عدم إكرام الله‪ ،‬وتقديم الشكر له (رو‬
‫‪)٢١ :١‬؟ ماذا عن خطية ا الكتفا ء الذاتي للبشر‪ ،‬ورفض الخضوع لسلطة الله (مز ‪)٢‬؟ ماذا‬
‫عن احتقار هيتشنز لعطية ا لخالص ا إللهية ورفضه االعتماد على نعمة الله (مت ‪)٣٧ :٢٣‬؟ إن‬
‫كانت الوصيتان ا لعظمتا ن هما أن تحب الله من كل ا لقلب ومحبة ا لقريب كالنفس‪ ،‬وهيتشنز‬

‫‪٢٦٤‬‬
‫هل توجد أخالق بال مشرع إلهي؟‬

‫م ب نم‬ ‫ه‬
‫صالح كما يقول‪ ،‬فهو ال يزا ل راسدا في ا المتحان بنسبة ‪ ٠‬ه ا‪ .‬فقد رفض (( ا لصدؤة ا ألولى‬
‫ذانثئتى)) (مت ‪ ٣٨ :٢٢‬و‪.)٣٩‬‬

‫أتساءل إن كأن هيتشنز يقلق بشان أمور معينة‪ ،‬وهو غير مهتم بإلقاء كل همومه على‬
‫الله الذي يهتم به (‪١‬بط ه‪ .)٧ :‬هل يحب هيتشنز أعداءه ويفعل ا لخير لهم (مت ه‪)٤٤ :‬؟ هل‬
‫يذكر اسم الله باطأل؟ هل يفغر لآلخرين كما ئدم له الفغران (أف ‪)٣٢ : ٤‬؟‬

‫ربما بإمكاننا التقدم خطوة ًاضى إلى األمام‪ .‬الحظ ((جوينتر لوي))‪ ،‬العالم السياسي‬
‫الالدري الذي كأن يدرس في جامعة ماساتشوسيتس‪ ،‬أن هناك بعض الفضائل األخالقية‬
‫ال يرجح أن تصدر عن اإللحاد‪:‬‬

‫الملتزمون بأخالقيات المذهب الطبيعي لن يخرج منهم على األرجح ((دوروثي‬


‫داي)) (صحفية أمريكية وناشطة اجتماعية) أو ((األم تريزا))‪ .‬كثير من هؤالء‬
‫الناس يحبون اإلنسانية لكنهم ال يحبون أناسا أفرادا بكل ما فيهم من‬
‫إخفاقات ونقائص‪ .‬ستجدهم يشاركون في مظاهرات تدعم قضايا مثل نزع‬
‫التسليح النووي‪ ،‬ولكنهم ال يجلسون بجوار شخص يحتضر على سريره‪ .‬قيمة‬
‫ا الستقاللية ا ألخالقية وحقوق الغرد مهمة جدا لليبراليين الالدينيين‪ ،‬ولكنها غير‬
‫قادرة على تغذية وتنمية قيم مثل الغيرية وا لتضحية بالنفس‪(.‬‬

‫باإلضافة إلى هذه السطور‪ ،‬كتب الكاتب ا لمسيحي مالكولم ماجريدج أنه قضى سنوات‬
‫كثيرة في الهند وأفريقيا‪ ،‬وهناك شهد سعيا أكثر صالحا يقوم به المسيحيون من كل‬
‫الطوائف‪ .‬ومع ذلك في المقابل‪ :‬لم أقابل أبدا‪ ،‬وهو ما حدث‪ ،‬مستشفى أو دار ايتام تديره‬
‫الجمعية الغا بية (جمعية تنشر مبادئ االشتراكية)‪ ،‬أو لمصحة لمرضى الجذام تابعة ألنصار‬
‫المذهب اإلنساني‪ ) ( .‬وحتى إذا اعتبرنا أعمال التضحية بالذات تمتدح أخالقيا بل تعير عن‬
‫البطولة‪ ،‬لكنها ال تبدو نافعة بيولوجيا ‪.‬‬

‫هل التطور الطبيعي يفقر األخالقيات؟‬


‫يزعم دوكينز أن ا للطف وا لكرم متأصالن في جيناتنا‪ .‬لقد ا كتسبنا وعيا بل ألخالقيات ا لتي‬
‫تثبت أنها نافعة بيولوجيا‪ .‬بالرغم أنني سأتعرض بالتفصيل لهذه القضية في مكان أخر‪،‬‬
‫دعني أقدم بعض الردود هنا‪.‬‬

‫لماذا نثق في جيناتنًا؟‬


‫إذا كنا ليس أكثر من مجرد نتاج التطور الطبيعي‪ ،‬ونحاول أن نقاتل ونأكل ونهرب‬
‫وننجب‪ ،‬فلماذا نثق فى قناعات عقولنا —سوا ء عن الحق أو األخالقيات؟ إذا كنا نرقص‬

‫‪٢٦٥‬‬
‫على موسيقى اد دل الخاص بنا— ونحن ال نملك أية سيطرة على هذه الموسيقى‪ -‬فكيف‬
‫نعرف أننا على صواب في أي شيء؟ قد نكون على صواب بالمصادفة‪ ،‬لكن هذا ال يسمى‬
‫معرفة‪ .‬كما قال تشارلز داروين‪ :‬بالنسبة لي‪ ،‬الشك ا لفظيع الذي يظهر دائائ يكون حول‬
‫هل قناعات عقل اإلنسان‪ ،‬التي تكونت من عقل حيوانات أدنى‪ ،‬لها أية قيمة ويمكن الوثوق‬
‫بها أم ال‪ .‬هل يمكن ألي أحد أن يثق في قناعات عقل القرد‪ ،‬إن وجدت أية قناعات في مثل‬
‫هذا |لعقل؟‪)١١(٠٠‬‬

‫قد نصدق مصادفًا با ألشيل ء الصحيحة التي تساعدنا على البقاء‪ ،‬وفي نفس الوقت قد‬
‫يكون لدينا معتقدات باطلة كثيرة تساعدنا على البقاء‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬قد نكون حسب‬
‫تكويننا نصدق أن البشر لهم قيمة ولهم حقوق أو أن لدينا التزامات أخالقية نؤديها‪ .‬مثل هذه‬
‫ا لمعتقدا ت قد تسا عدنا على ا لبقا ء كأنوا ع‪ ،‬لكنها قد تكون خاطئة تما ائ‪.‬‬

‫ا لعملية ا لتطورية ا لطبيعية تهتم بالتكدف وا لبقا ء ‪ ،‬وليس با لمعتقد ا لحعحيح‪ .‬وين دم ال‬
‫تتزعزع األخالقيات الموضوعية فحسب‪ ،‬ولكن ا لتفكير العقالني أيتا ‪ .‬فوفعا للتطوريين‬
‫الملحدين مثل ((مايكل روس)) و((إي‪ .‬أوه‪ .‬ويلسون))‪ ،‬ا ألخالقيات هي وهم كبير قد صللنا به‬
‫بسبب جيناتنا حتى نضطر إلى التعاون‪ ) ( .‬نحن نظن فقط أنه يجدر بنا أن نحب األطفال‬
‫الصغار‪ ،‬لكننا مخطوئن إذا استنتجنا ان الصواب وا لخطأ موجودان بالفعل‪ .‬هذا ا لوهم بأن‬
‫لدينا التزامات أخالقية مقنع وقوي‪ ،‬وبدونه قد نتجاهل أو نعصى نزعاتنا األخالقية‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فامتالكنا لهذه الميول األخالقية مختلف تماائ عن امتالكنا أللتزا مات أخالقية‪ ،‬وهو ما‬
‫يقودنا إلى النقطة التالية‪.‬‬

‫التحرك من وضع ((ما هو قائم)) إلى وضع ((ما هوواجب))‬


‫بالنسبة للمتشكك مايكل شريمر‪ ،‬والذي يقتبس دوكنز منه مؤيدا كالمه‪ ،‬فإن السؤال عن‬
‫لماذا يجب أن يكون لدينا أخالق؟ يشبه التساؤل لماذا يجب أن نجوع او دثار جنسيا؟ يصر‬
‫شريمر على أن اإلحابة هي‪ :‬كما أن األخالق جزء من طبيعة ا إلنسان كذلك حالة ا لجوع‬
‫واإلثارة الجنسية والغيرة والحب‪ ) ( .‬مثل هذه النزعات متأصلة في تكويننا بفضل التطور‪.‬‬
‫لكن سي‪ .‬إس‪ .‬لويس يقول إن النزعات األخالقية‪ ،‬إذا تكيفنا عليها بهذه ا لطريقة حسب‬
‫تكويننا‪ ،‬فهي ليست أكثر صوابا أو خطا من القيء أو التثاؤب‪ ) ( .‬وسيكون ا لظن بأنني‬
‫يجدر بى هو على نفس المستوى ين الحكة التى نشعر بها‪ ،‬و غريزتى لخدمة التناسل هى‬
‫نفس نوع شففي بالجين أو تفضيلي للبيرة المرة أو المعتدلة‪(.‬‬

‫بالفعل كل ما يستطيع شريمر أن يفعله هو وصف كيف تتصرف الكائنات البشرية‬


‫بالفعل‪ ،‬لكنه ال يستطيع أن يصف كيف يجدر بالبشر أن يتصرفوا‪ .‬ال فرق بين يجدر بي‬

‫‪٢٦٦‬‬
‫هل توجد أخالق بال مشرع إلهي؟‬

‫أن أتحلى باألخالق وبين يجدر بي أن أجوع‪ ،‬ألن كليهما يمثالن وظائف التكيف الناتج عن‬
‫التطور‪ .‬وهذه الحاالت هي قائمة هكذا ‪.‬‬

‫ولكن إذا كان البشر مخلوقين على صورة الله ولديهم قيمة من البداية‪ ،‬فليس علينا أن‬
‫نتساءل عن كيف ننتقل من وضع ((ما هو قائم)) في الطبيعة إلى وضع ((ما هو واجب)) الذي‬
‫يستلزمه االلتزام األخالقي الحقيقي‪ .‬الكائن األسمى قيمة (وهو الله) هو صميم الحقيقة‪ ،‬وال‬
‫توجد إشكالية بين ما هو ((قائم)) وما هو ((واجب)) إذا كان ا إليمان بوجود الله صحيحا‪.‬‬

‫األخالقيات اسباطية‬
‫يقر مايكل روس وإي‪ .‬أوه‪ .‬ويلسون أنه بدال من االرتقاء مرك البدائيات التي تسكن‬

‫ا لسافانا كان يمكن أن نتطور مثل فصيلة األرضيات) باحتياج السكنى في‬
‫الظالم‪ ،‬ونأكل فضالت أحدنا اآلخر‪ ،‬ونأكل لحوم الموتى‪ .‬ولو كان األمر كذلك‪ ،‬لكائ نمتدح‬
‫مثل هذه التصرفات كأنها صفات جميلة وصحيحة أخالقيا ‪ ،‬ولكدا سنجد أنه من المقرف‬
‫أخالقيا أن نعيش في الهواء الطلق‪ ،‬أو نتخلص من فضالت الجسد‪ ،‬أو ندفن الموتى ‪(.‬‬
‫وبالتالي وعينا باألخالقيات (اإلحساس بالصواب والخطأ والشعور الذي يحكمنا بااللتزام)‬
‫له اقيمة بيولوجية ويعمل كأداة للبقا ء ‪ ،‬و ال يوجد كينونة وراء هذا ‪ ) (.‬أخالقيات المذهب‬
‫ا لطبيعي تعسفية وكأ ن يمكن أن تتطور في ا تجاهات معاكسة‪ .‬تصادف أننا ئعجب بل ألخالقيات‬
‫التي فرضها ا لتطور علينا‪ ،‬لكن يمكننا أن نشدو بترانيم األخالقيات المعاكسة أيتا لنفس‬
‫الخاص بنا‪.‬‬ ‫‪7(1‬‬ ‫ا ألسباب‪ :‬إننا نرقص على موسيقى ا ل‬

‫لمزيد من ا ألمثلة‪ ،‬ارجع لكتاب(( التاريخ ا لطبيعي لالغتصاب)) ر‪٠٠‬ر(‪1٠٠‬د‪1‬دكا‬


‫والذي قام بتأليفه أحد المختصين البيولوجيين وأحد المختصين في علم األنثروبولوجيا‪(.‬‬
‫خالصة هذا الكتاب تتمثل في أن االغتصاب يمكن تفسيره بيولوجائ‪ :‬عندما ال يجد الذكر‬
‫رفيقة له‪ ،‬فإن غريزة ا إلنجاب من نفس جنسه فى الالوعى تجبره على أن يفرض نفسه على‬
‫أنثى‪ .‬في النهاية‪ ،‬مثل هذه األفعال تحدث في المملكة الحيوانية لنقل مثال بين ذكور البط‬
‫البلدي‪ ،‬أو ذباب العقرب‪ .‬ال يدافع مؤلفا الكتاب عن االغتصاب‪ ،‬بل يقولون إن المغتصبين في‬
‫ا لحقيقة ال يمكن تبرير سلوكهم (الخاطئ)‪ .‬لكن إذا تصادف أن غريزة ا الغتصاب مترسخة‬
‫في الطبيعة البشرية منذ القديم‪ ،‬وإن كانت تمنح ميزة بيولوجية‪ ،‬فكيف للمؤلئين أن يقوال‬
‫أن هذا السلوك يجدر بان يتوقف؟ وبالتالي فإن مقاومة المولعين لالغتصاب‪ ،‬رغم أنه شيء‬
‫طبيعي‪ ،‬تثير إلى قيم أخالقية موضوعية تتجاوز الطبيعة‪ .‬يبدو أن ا لقيمة المترسخة في‬
‫الطبيعة تتركنا بأخالقيات اعتباطية ليس لها أساس‪ .‬على الجانب ا آلخر يبدأ مذهب األلوهية‬
‫بقيمة‪ ،‬ويمكن عبور ا لفجوة بين ما هو قائم وما هو واجب بسهولة ويسر‪.‬‬

‫‪٢٦٧‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬من الصعب أن نزى كيف يفسر ‪ 1‬لملحد المناصر للمذهب ا لطبيعي االنتقال‬
‫من العمليات المادية ا لالواعية التى بال قيمة إلى إنتاج كائنات بشرية لها قيمة ولها حقوق‪.‬‬
‫ا لالقيمة ال ننتج سوى الالقيمة‪ .‬ليس للمادة قدرة على إنتاج ا لقيمة‪ .‬كتب الفيزياء ال تتضمن‬
‫الصالح أو حتى الضمير في محاوالت تعريفها للمادة‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬فرضية وجود الله ال تجبرنا على عمل قفزة هائلة من ا لالقيمة إلى ا لقيمة‪.‬‬
‫وإنما نحن نبدأ بقيمة (شخصية الله الصالحة) وننتهي بقيمة (بشر يحملون الصور ا إللهية‬
‫بمسؤولية أخالقية وحقوق)‪ .‬ا إلله الصالح يبني بنجا ح حسرا يعبر ا لهوة بين ما هو((قائم)) وما‬
‫هو ((واجب))‪ .‬القيمة موجودة منذ البدايات؛ فهي موجودة في إله صالح ذاتي الوجود‪.‬‬

‫وبا لتا لي بالرغم من كل ا نتقاد|تا لملحدين ا لحدد للذين‪ ،‬فال يزا ل يعوزهم ا ألسدس ا ألخالقية‬
‫التى تبرر نقدا أخالقيا حقيقدا لمذهب األلوهية‪ ،‬إذ ليس بمقدور اإللحاد أيائ أن يؤصل‬
‫تأصيال حقيقيا للقيمة األخالقية أو الكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫لمزيد من االطالع‪:‬‬
‫‪1 1116 111-‬ل! ا‪.,‬ال)‪1‬ا‪1٢3‬؛‪501, 311)1 1116 101)11015 0‬غا‪3)0٢3‬؟‪٠ 00[130, £301. 1'00)1, 1‬‬
‫الة ‪0§36, 6)11)6)1‬ل‪3‬ا‪8)6٢ 110131 30)1 £<311161, 06306)110 0‬غ‪: ٨1‬ا‪6180‬غ)‪ ٨‬؛‪1016 0‬‬
‫‪ 8)6١٧311. ^^10063^0118: 10111688 £1'688, 2008.‬ال‪6‬ه‪0‬آل‬
‫‪66)1008 )0 011118-‬لأل‪ 00010100 0‬ج‪: 0٧6٢600110‬ا‪0٢١٦6,‬؛ )‪01 ¥00,1(0) 1‬؛ ‪٦16‬ل‪¥‬اا ‪٠ —.‬‬
‫‪)130 £31)11. 20)1 6)1. ^10063^0118: 66)1130^ 110086, 2009.‬‬
‫‪ ¥01'1): 000-‬د‪6١٨‬ال‪00160). ٢‬ج‪6. ¥116 ¥101'111. ٨1‬ا‪1‬؛ ‪٠ 00^30, £301, 30)1 ¥111’1) □. 1.111١‬‬
‫‪6011§.‬ا‪01‬؛ ‪)100001 £1688,‬‬
‫‪6.‬؛؛‪ £‬ط‪ 00)1 10 )116 113‬؛‪ 000)17 ¥116 £1,366 0‬ج‪ 60)1161 6610‬ال‪10. 1‬ا‪0‬ل ‪٠ 11316,‬‬
‫‪, 2002.‬ا‪0)61٧3181‬ل ‪£<010618 0 0 6, 11:‬‬

‫‪٢٦٨‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫هل سبق وناقشت موضوع األخالقيات مع أحد الملحدين أو المتشككين؟ كيف سار‬
‫النقاش بينكما؟‬

‫* ما هو التناقض الصارخ في ادعاء ريتشارد دوكنز بأن الله وحش بال أخالق ؟‬

‫* لماذا بن الهام أن نمعز بين ((المعرفة)) و(( ا لكينونة)) عندما نتحدث عن األخالقيات؟ لماذا من‬
‫ا لصعب أن تبرر وجود ا لكرا مة وا لقيمة ا إلنسانية إذا لم يكن ا لله موجودا ؟‬

‫يدعي الملحدون عادة بأنهم صالحون مثل أي متدين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ما هي االلتزامات‬
‫األخالقية التي ال ينفذها الملحدون؟‬

‫كيف تجيب على االدعا ء بان التطور يفتر األخالقيات؟ ما هو الشيء المفقود في‬
‫الروايات ا لتطورية المادية المحضة عن األخالقيات؟‬

‫كيف أن وجود إله صالح يخلق البشر على صورته يقدم سياقا أكثر تبريرا لوجود القيم‬
‫ا ألخالقية ا لموضوعية؟‬

‫‪٢٦٩‬‬
‫حطغ‪ ١٠‬ؤي‬
‫ألم نتجاوزهدا اإلله؟‬

‫يسوع كمكئل للعهد ا لقديم‬

‫هدايا اليهود‬
‫في السادس عشر من فبراير عام ‪ ١٨٠٩‬كتب جون آدمز خطادا إلى فرانسوا أدريان‬
‫فاندر كيمب أصر فيه على أن العبرانيين قد ساهموا في تحثر ا إلنسان أكثر من أية أمة‬

‫أخرى‪ .‬ولم تساعد شرائعهم في خلق تأثير حضاري على ا ألمم فحسب‪ ،‬لكنهم حفظوا‬
‫وروجوا للبشرية عقيدة إله سيد على الكون منزه وحكيم وقدير‪ ،‬وهو ما أعتقد أنه المبدأ‬
‫الضروري األعظم سعيات وبالتالي لكل الحضارات‪ .‬ا)‬

‫هذه‬ ‫‪ 01/18 0/1‬ا)‬ ‫يؤكد توماس كاهيل في كتأبه الرائع ((هدايا اليهود)) ر؟د‬
‫الححة‪ .‬هذه ا لقبيلة الصحراوية ا لبدوية ا لقديمة ساعدت في إعطا ء ا لبشرية إحساسا‬
‫بالتأريخ‪ -‬ماضي‪ ،‬وحاضر‪ ،‬ومستقبل‪ ،‬وفكرة أن التأريخ يتجه إلى قصد ما‪ ،‬وأن للتأريخ‬

‫‪٢٧١‬‬
‫غاية‪ ) (.‬كأن الزمن دائريا عند شعوب ما بين النهرين والمصريين والشعوب القديمة األخرى؛‬
‫فال جديد تحت الشمس‪ .‬ويمكننا أن نقول نفس ا لشيء عن ا لكثير عن الفلسفات والديانات‬
‫بما فيها من دورات إعادة التجسد‬ ‫الشرقية اليوم‪ .‬فهم يتبنون عقيدة ((ا لكأ رما))‬
‫للوالدة والموت والوالدة مرة أخرى‪.‬‬

‫األكثر من هذا‪ ،‬يكشف العهد القديم عن إله لديه خطة كونية‪ ،‬ويضم الله البشر كمشاركين‬
‫له في تشكيل ا لظ ريخ في هذه ا لخطة‪ .‬نعم‪ ،‬ا لبشر مهمون‪ .‬سالسل ا ألنساب في ا لعهد ا لقديم‬
‫تكشف الدور الهام الذي يبعبه البشر في تكسف المقاصد اإللهية‪ .‬عالوة على ذلك قدم اليهود‬
‫عقيدة قوية للتوحيد‪ .‬وبدال من وجود إله واحد ضمن مجئع لآللهة‪ ،‬أو إله يختص بمنطقة‬
‫جغرافية معينة‪ ،‬كأن يهوه هو ا إلله الوحيد المهم‪ .‬هو الوحيد الذي يوجد‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قدم ا ليهود طريقة جديدة الختبار ا لوا قع‪ .‬يوجد إله يشارك البشر‬
‫بشخصه بشكل منتظم‪ ،‬واختيارا تهم تصنع فرق حقيقيا ‪ .‬كان التخان القرار البشري أهمية‬
‫عظمى‪ ،‬وينسج الله هذه ا لقرا را ت في خطته ا إللهية العليا‪ .‬لسنا أسرى ا لقدر أو تحت رحمة‬
‫نزوات اآللهة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬البشر ليسوا بالقوة التي تجعلهم يتالعبون بالله ليفعلوا ما‬
‫يريدونه‪ .‬هذه األفكار العامة هي بعض هدايا اليهود لبقية العالم‪.‬‬

‫هدايا المسيحيين‬
‫كانت وال تزال ئرتكب أفعال مروعة ومناهضة للمسيحية باسم المسيح‪ .‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫ا لحمالت الصليبية‪ ،‬محاكم التفتيش‪ ،‬قتل الساحرات‪ ،‬أو القتال بين الكاثوليك وا لبروتستانت‬
‫في أوروبا‪ .‬ال يريد المسيح أن يندرج اسمه ضمن هذه ا لنوعية من التعصب الديني‪ .‬أشياء‬
‫كثيرة يمكن أن ئفعل باسم الله تؤدي إلى أن ((اسلم الله يحذف عنيه دسبدكلم دين االتم)) (رو‬
‫‪.)٢٤ :٢‬‬

‫المشكلة في زعم كريستوفر هيتشنز أن سموم الذين في كل مكان أنه زعم غامخى‬
‫ومتطرف‪ .‬إن مصطلح ((دين)) في المؤلفات الحالية هو غامض بشكل واضح ويصعب تعريفه‪.‬‬
‫وإذا أشار دينيت وهيتشنز أن طالين كان *متديائ بطريقة ما‪ ،‬فإننا بهذا نرفع أيدينا‬
‫متحيرين‪ .‬كالم هيتشنز على أن التأثير الديني الضار هو أيائ متطرف في انحرافه‪.‬‬
‫هل يسمم ا لدين كل شيء وال يأتي بأية فائدة مهما كانت؟ هناك الكثير من الملحدين‬
‫المثقفين ورفيعي المستوى متن يختلفون بشدة مع هذا الطرح‪ .‬الفيلسوف الملحد والتر سينوت‬
‫أرمسترونج يرى أن شعار الذين يسمم كل شيء هو غير دقيق ومهين ‪ ،‬وينصح الملحدين بأال‬
‫يضحكوا أو يشجعوا نكات هيتشنز‪ ،‬وال يجدر بهم البقاء صامتين‪ .‬يرى أرمسترونج أن نقد‬

‫‪٢٧٢‬‬
‫هيتشنز للذين مثل أحد األقرباء المتقدم في ا لعمر الذي يقول باستمرار عبارات غريبة ‪،‬‬
‫ويرى أن تقييمه ليس منصعا وال يعدر عن حكمة‪.‬‬

‫من المغارقة أن القذائف األخالقية للملحدين الحدد التي قذفت ضد اإليمان المسيحي‬
‫باسم األخالق هي مؤسسة با لفعل تاريخيا على نفس ا إليمان (المسيحي) الذي ينتقدونه‪ .‬لقد‬
‫وثق المؤرخون أن قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والعدل االجتماعي‪ ،‬والتصالح بين األعراق‬
‫هي إرث ا إليمان المسيحي‪ ،‬وليست بعائ من مثاليا ت حركة ا لتنوير ا لالدينية‪ .‬فالكنيسة‬
‫المسيحية‪ ،‬بالرغم من كل عيوبها‪ ،‬قد لعبت دورا هاائ في إنتاج منافع حمة للحضارة‪ .‬وفي‬
‫كثير من ا ألحيان يكمن ورا ء هذا التأثير إلهام من ا لتكريس الكامل للمسبح‪ ،‬الذي يفيفن إلى‬
‫محبة كل قريب لمجد الله‪.‬‬

‫هذه اإلنجازات الموثقة تتضمن اآلتي‪:‬‬


‫أوروبا التى كانت تتسم‬ ‫‪ ٠‬ا لقضا ء على العبودية‪ :‬عندما انتشر اإليمان المسيحى‪٠٠ ٦‬‬
‫فى و‬
‫بالبربرية بعد سقوط روما‪ ،‬تضاءلت ممارسة العبودية‪ .‬ثم قضي عليها تمانا في‬
‫أوربا بحلول العصور الوسطى‪ ،‬عندما اكتمل التأثير المسيحي على أوربا‪ .‬وعندما‬
‫ظهرت ا لعبودية مرة أخرى‪ ،‬واجهت مقاومة شرسة من مؤمنين مخلصين بين جماعة‬
‫ا لمينونايت وا لكوا يكرز‪ ،‬وكذلك من القادة المسيحيين مثل الالهوتي ريتشارد باكستر‪،‬‬
‫وجون ويسلي‪ ،‬ووليام ويلبرفورس‪.‬‬
‫‪ ٠‬مقاومة وأد ا لرضع وإنقا ن األطفال من التعري‪ :‬هذه الممارسة‪ ،‬التي كانت شائعة بين‬
‫الرومان واليونانيين‪ ،‬تم تحريمهًا تشريعيًا في القرن الرابع في ظل تأثير المسيحيين‪.‬‬
‫‪ ٠‬القضاء على ألعاب القتال حتى الموت‪ :‬كانت هذه المباريات ا لوحشية عادة ما تتضمن‬
‫العبيد والمجرمين‪ .‬وتم تحريمها تشريعيا في أواخر القرن الرابع في الشرق وفي بداية‬
‫ا لقرن الخامس في الغرب‪.‬‬
‫‪ ٠‬بناء المستشفيات والمالجئ‪ :‬بخالف ا إلغريق وا لرومان‪ ،‬كان المسيحيون األوائل‬
‫مهتمون بالرعاية الصحية‪ ،‬واالهتمام بالمرضى والمحتضرين‪ .‬وبمجرد أن أصبح‬
‫اإليمان ا لمسيحى هو الديانة ا لرسمية فى اإلمبراطورية‪ ،‬توسعت هذه ا لخدمة بشكل‬
‫كبير‪ .‬كما كلف مجمع نيقية (‪٣٢٥‬م) ا ألساقفة ببنا ء فنادق للمسافرين والغربا ‪ ۶‬في كل‬
‫مدينة يوجد بها كنيسة‪ .‬وبنيت أول مستشفى فى عهد القديس باسليوس فى قيصرية‬
‫(‪٣٦٩‬م)‪ .‬وبحلول العصور الوسطى‪ ،‬كانت المشافي موجودة في كل أرجاء أوربا‪.‬‬
‫(فغر أيائ في فلورانس نايتنجيل مؤسسة ا لصليب ا ألحمر‪ ،‬وغيرها)‪.‬‬

‫‪ ٠‬ا الرتقا ء بمكانة المرأة وحقوقها‪ :‬بالرغم من ادعا ء أنصار ا لحركات النسوية بأن ا إليمان‬
‫المسيحي يحط من قدر المرأة ويجعلها في مكانة متدنية‪ ،‬فان التاريخ يثبت عكس ذلك‪.‬‬

‫‪٢٧٣‬‬
‫بالرغم أن ا لنسا ء كن يتعرضن إلى القهر بشكل منتظم في معظم الثقافات‪ ،‬نرى‬
‫شيعا مختلعا في معاملة المسيح للنسا ء (مثال‪ :‬المرأة السامرية في يوحنا ‪ ،٤‬أو مريم‬
‫ومرثا في لو ‪ .)٤٠ -٣٨ : ١٠‬ويبرز إنجيل لوقا ا لمكًانة ا لبارزة للنسا ء في حيًا ة ا لمسيح‬
‫وخدمته‪ .‬كما أن المسيحيين األوائل عملوا باستمرار على حماية النساء واألطفال من‬
‫اإلهمالواإليذ|ء‪.‬‬
‫‪ ٠‬تأسيس الجامعات ا لعظمى في أوربا وأمريكًا الشمالية‪ :‬جامعات مثل السوربون‪،‬‬
‫وأوكسفود‪ ،‬وهارفارد‪ ،‬ويلل‪ ،‬وبرينستون‪ ،‬هي بعض أمثلة من جامعات مرموقة كثيرة‬
‫تأسست بهدف تمجيد الله‪ .‬في أوروبا ظهرت كثير من الجامعات داخل األدبرة في‬
‫العصور الوسطى‪ .‬وفي أمريكًا بدأت أقدم وأرقى الجامعات كمؤسسات لتدريب رعاة‬
‫ا لكنائس وا لمرسلين‪.‬‬
‫‪ ٠‬تأليف اعمال أدبية مرموقة‪ :‬األعمال األدبية البارزة للمسيحيين والتي تهئل اإللهام‬
‫ورا ء ها في إيمانهم‪ ،‬ويظهر هذا في ((مدينة الله)) ألغسطينوس‪ ،‬و(( ا لتاريخ الكنسي))‬
‫ليوسابيوس القيصري‪،‬ثم(( الكوميديًا ا إللهية)) لدانتي‪ ،‬و(( الغردوس المفقود )) لجون ميلتون‪،‬‬
‫ثم أعمال تولكين‪ ،‬وسي‪ .‬إس‪ .‬لويس‪ ،‬وفالنيري أوكونر‪ ،‬وألسكًا ندر زولجنيسين‪.‬‬
‫المساهمة في الكتابة عن الفلسفة والالهوت وتاريخ الفكر‪ :‬من أبرز ا لممثليين لذلك‪:‬‬
‫أغسطينوس‪ ،‬أنسلم‪ ،‬توما األكويني‪ ،‬بليز يأسكال‪ ،‬سورين كيركيجارد‪ ،‬وجوناثان‬
‫إدواردز‪ .‬وتشهد كثير ون المنظمات ا ليوم مثل هيئة الفالسفة ا لمسيحيين وهيئة الفالسفة‬
‫اإلنجيليين الستمرار هذا ا لتقليد‪.‬‬
‫‪ ٠‬إبداع أعمال فنية جميلة ال مثيل لها في الرسم وا لنحت والعمارة‪ .‬تذكر مايكل أنجلو‪،‬‬
‫را‪£6‬كا‪.‬‬ ‫ريمبرانت فان رين‪ ،‬بيتر باول روبنز‪ ،‬والكأتدرائيات البيزنطية والقوطية‬
‫‪ ٠‬وضع أساسات العلم الحديث‪ :‬يرجع العلم ا لحديث بجذوره إلى القناعة الكتابية بأن‬
‫العالم مخلوق بيد إله عقالني‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬فهو منظم ويمكن التنبؤ به‪ ،‬ويمكن دراسته‬
‫وفهمه بعقول البشر‪ .‬يمكننا أن نذكر في هذا الصدد‪ :‬إسحاق نيوتن‪ ،‬جاليليو جاليلي‪،‬‬
‫نيكوالس كوبرنيكوس‪ ،‬يوهانز كيبلر‪ ،‬مايكل فراداي‪ ،‬وليام تي كالغن‪ ،‬روبرت بويل‪،‬‬
‫أنطون الفوازييه‪ ،‬وآخرين كثيرين‪.‬‬
‫‪ ٠‬تأليف موسيقى راقية‪ :‬مثل أعمال يوهان سباستيًان باخ‪ ،‬وجورج إف‪ .‬هاندل‪ ،‬وفيلكس‬
‫ميندلسون‪ ،‬فرانسز جوزيف هايدن‪ ،‬وهذه ا ألعمال تتحدث عن نفسها‪.‬‬
‫‪ ٠‬ا لدفا ع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬وا لديموقرا طية‪ ،‬والحريات السياسية‪ ،‬واالهتمام بالفقراء‪.‬‬
‫هذه األفكار العامة ترجع جذورها إلى المثاليات الكتابية بأن كل البشر مخلوقون على‬
‫صورة الله‪ ،‬وأن لهم كرامة وقيمة‪ ،‬وأنهم سواسية أمام القانون‪.‬‬

‫‪٢٧٤‬‬
‫من الصعب أن نبالغ في أن ليسوع الناصري تأثيرا على التأريخ وحيأة عدد ال حصر له‬
‫من البشر الذين عاشوا متأثرين بحياة هذه الشخصية وتعاليمه‪ ،‬بل والقوة المغيرة لصليبه‬
‫وقيامته‪ .‬أشار المؤرخ ياروسالف بيلكان أنه بتغيير التقويم (من قبل الميالد إلى بعد الميالد‬
‫وقعا لشنة ميالد الرب) وبطرق أخرى‪ ،‬الجميع مجبرون على االعتراف بأنه لوبفضل يشوع‬
‫الناصري تفدر التاريخ ولن يعود كما كان أبدا ‪(.‬‬

‫يعتبر دوكنز مخطائ إلى حد كبير في ا لتأكيد على أن اإليمان المشيحي قد انتشر بقوة‬
‫السيف‪ ) (.‬وإذا نظر نظرة أمينة إلى التاريخ المسيحي‪ ،‬سيكون عليه أن يعترف بأن الحركة‬
‫المسيحية المبكرة لم تتلق أي دعم سياسي أو اجتماعي‪ .‬دعيت هذه الحركة في البداية بأتباع‬
‫((الطريق)) (أع ‪٢٣ ،٩ :١٩‬؛ ‪٤ :٢٢‬؛ ‪ )٢٢ ،١٤ :٢٤‬تكريائ لمخلصهم (يو‪ ،)٦ :١٤‬وكثيرا ما‬
‫جمعت إليها عبيدا وأعضا؛ مرع الطبقات ا الجتماعدة األدنى‪ .‬وفي القرون الثالثة األولى نمت‬
‫الكنيسة من خالل أعمال المحبة والرحمة وإعلدن األخبار السارة عن يسوع‪ .‬ولم يكن هناك‬
‫مكان للحروب المقدسة في هذه ا لحركة غير العنيفة‪.‬‬

‫‪>7716‬‬ ‫رودني ستارك ‪-‬وهو ا لعمالق بين علما ء ا الجتما ع‪ -‬يبئن في كتابه ((انتصار العقل))‬
‫وز‪٢‬هحم‪٠٠‬م‪ ١‬كيف أن ((نجاح الغرب‪ ،‬بما في ذلك ظهور العلم‪ ،‬دبنى بالكامل على‬ ‫(ا‪^60801‬ا‪0‬‬

‫ال‬ ‫أسسى دينية‪ ،‬وا ألشخاهر ا لذين ساهموا في ظهوره كانوا من المسيحيين المخلصين))‪.‬‬
‫تكتفب فقط بكلدم عالم اجتماع مسيحي فقط‪ .‬دعتبر يوجين هابرماس أحد أشهر ا لغلدسغة‬
‫اللدمعين فى أوربا اليوم‪ .‬ومن الحقائق األخرى عن هابرماس أنه ملحد عنيد‪ .‬ومع ذلك فهو‬
‫يؤكد على حقيقة تاريخدة ال مغر منها تتمئل في أن اإليمان المسيحي هو صاحب التأثير‬
‫األعمق فى تشكيل الحضارة‪ .‬تأمل كالمه بتدقيق‪:‬‬

‫عملت ا لمسيحية ليسر كمؤشر فقط أو ئحفز للفهم المعياري للحداثة بل أكثر‬
‫والتي‬ ‫(أ‪1817‬أ‪6)1)01 11\7€)80‬ل‪1‬أ‪>)£§0‬‬ ‫من هذا‪ .‬الحركة المساواتية العالمية‬
‫بزغت منها أفكار الحرية والتضامن االجتماعي‪ ،‬واختيار المسلك الذاتي في‬
‫الحياة والتحرير‪ ،‬وأخلدقيات الغرد والضمير‪ ،‬وحقوق اإلنسان‪ ،‬والديمقراطية‪،‬‬
‫هى الوريث المباشر لقيمة العدل فى اليهودية وقيمة الحب فى المسيحدة‪.‬‬
‫هذا اإلرث‪ ،‬الذي لم يتغير في جوهره‪ ،‬كان وال يزا ل هدائ لعملية مستمرة‬
‫من التعديل وإعادة التفسير‪ .‬وحتى هذا اليوم ال يوجد بديل له‪ .‬وفي ضوء‬
‫التحديات الحالية للمواطنة فيما بعد عصر ا لتكتلدت القومية‪ ،‬نواصل التغذي‬
‫من جوهر هذا الميراث‪ .‬وكل شيء آخر ال يزيد عن كلدم باطل من كلدم ما‬
‫بعد الحداثة‪) (.‬‬

‫يقول عايم حقوق ا إلنسان ماكس ستاكهاوس‪ :‬ا ألمانة ا لفكرية تستدعي ا العترا ف بحقيقة‬

‫‪٢٧٥‬‬
‫أن ما مر كمبادئ ((علمانية)) أو ((غربية)) عن الحقوق ا ألساسية لبدنسان لم تنشأ مرر مكان‬
‫آخر سوى ا ألفرع ا لرئيسية من الديانة ا لمؤسسة على الكتاب المقدس ‪.‬‬

‫راجع ثالث حقائق تاريخية أساسية‪ —١ :‬التحدث عن حقوق طبيعية ظهر في ا للدهوت‬
‫الكاثوليكي للعصور الوسطى‪ ،‬هذه اللغة ذاتها بنيت على فهم كتابي لصورة الله في كل‬
‫البشر‪ -٢ .‬المحركون ا ألساسيون ا لذين أسسوا ا إلعلدن العالمى لحقوق اإلنسان عام‬
‫‪( ١٩٤٨‬الذي يتحدث عن اإلنسان ((الذي منح عقلد وضميرا))) كانوا في ا ألصل ائتلدفات‬
‫من الكنائس والقادة المسيحيين الذي عملوا بالقرب من رابيين يهود بهدف خلق ((منظومة‬
‫عالمية جديدة)) لحقوق اإلنسان‪ -٣ .‬حتى حقوق اإلنسان المنسوبة لحركة التنوير العلمانية‬
‫لها جذور الهوتية عميقة‪ .‬هذا واضح تماائ في وثيقتين مهمتين للغاية في ا لقرن الثامن‬
‫عشر‪ :‬إعلدن ا الستقلدل (الذي يتحدث عن بشر ((منحوا مرر خالقهم حقوقا معينة غير قابلة‬

‫للتغيير))) وا إلعالن ا لغرنسي لحقوق ا إلنسان وا لموا طنة (وا لذي يؤكد على‪ .‬حقوق ا إلنسان في‬
‫حضور وتحت رعاية الله الكائن األسمى)‪ .‬باختصار‪ ،‬إظهار الطابع اليهودي— المسيحي‬
‫على حقوق اإلنسان في ا لوقت الحالي في غاية األهمية لتصحيح ا لكثير من انتقادات‬
‫ا لعلمانيين للذين‪(.‬‬

‫حتى غير الغربيين بدأوا يدركون التأثير الكبير لإليمان المسيحي في الغرب‪ .‬ديفيد‬
‫أيكما ن— المراسل ا لشهير لمجلة التايم سحل ملخصا لمحاضرة ألحد ا لعلما ء ا لصينيين امام‬
‫مجموعة من ثمانية عشر سائحا أمريكيا قال فيها‪:‬‬

‫أحد األشياء المطلوب مائ ا لنظر فيها هو أسباب نجاح‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬تفوق‬
‫الغرب في كل أنحا ء العالم‪ .‬درسنا كل شيء وصل إلى أيدينا من منظور‬
‫تاريخي وسياسي واقتصادي وثقافي‪ .‬في البداية ظننا أن هذا التفوق يرجع‬
‫إلى ا متلدككم أسلحة فتاكة أكثر مثا‪ .‬ثم ظننا أنه بسبب أن لديكم منظومة‬
‫سياسية أفضل‪ .‬ثم ركزنا بعد ذلك على منظومتكم االقتصادية‪ .‬لكن في‬
‫ا لعشرين سنة الماضية‪ ،‬أدركنا أن صميم ثقافتكم يتمدل في دينكم‪ :‬المسيحية‪.‬‬
‫لهن ا ا لسبب كا ن وال يزا ل ا لغرب قودا جذ ا‪ .‬ا ألسا ص ا ألخلدقي ا لمسيحي للحيا ة‬
‫االجتماعية والثقافية هو ما أتاح لظهور الرأسمالية ثم االنتقال الناجح إلى‬
‫السياسات الديمقراطية‪ .‬ليس لدينا أي شك في هذا ‪.‬‬

‫لم يكن هذا المحاضر معتوائ جاهلد‪ .‬على ا لعكس فهو يمثل أحد المنظمات ا لبحثية‬
‫المرموقة في الصين‪ -‬وهي االكاديمية الصينية للعلوم االجتماعية و‪55‬الح>‪ .‬لدينا ما هو أكثر‬
‫من الدراسات الغربية التي تدعم الرؤية الكونية اليهودية المسيحية‪ .‬فنحن نجد دراسات أخرى‬
‫فى الشرق أيتا!‬

‫‪٢٧٦‬‬
‫يسوع هوالذروة‬
‫تبدأ األسفار المقدسة بالتأكيد في ا لخليقة على أن البشر مخلوقون على صورة الله‪ .‬من‬
‫نوا ح كثيرة‪ ،‬كان ارتقاء الشرائع في ا لعهد ا لقديم عن عدد كبير من تشريعات اخرى في‬
‫ا لشرق ا ألدنى ا لقديم بمثا بة تحرك هام نحو ا لوضع ا لمثالي‪ .‬يقدم لنا ا لعهد ا لقديم مبا دئ ثل بتة‬
‫عن كرامة اإلنسان وسقوطه‪ ،‬ناهيك عن األفكار األخالقية الثاقبة عن العدل واالمانة والرحمة‬
‫وا لعطا ء وغيرها من األمور‪.‬‬

‫ومع ذلك إذا توقفنا عند العهد القديم‪ ،‬لن نرى المسار الكامل للقصة واكتمالها في المسيح‪.‬‬
‫كان العهد القديم من نواح عديدة مترقبا لشيء أعظم بكثير‪ .‬وبن ثم إذا جاء يسوع بعهد‬
‫جديد إلسرائيل الحقيقي وبدأ في تجديد الخليقة باعتباره آدم الثاني‪ ،‬لذا وجب علينا أن‬
‫نشغل أنفسنا بكيف ألقى تجسده وخدمته وموته الكفاري وقيامته الضوء على العهد القديم‪،‬‬
‫بكل ما فيه بن فوضى‪ .‬إذا توقفنا عند نصوص العهد القديم بدون أن نسمح للمسيح آدم‬
‫الثاني‪ ،‬وإسرائيل الجديد الحقيقي أن ينيرها‪ ،‬فإن قراءتنا وتفسيرنا للعهد القديم سيكون‬
‫فقيرا بشدة ومشوائ من نواح متعددة‪.‬‬

‫في يوم من األيام سنتمتع كامال بتحقيق ا لصالح الكامل والسالم الخالص في ا لسما ء‬
‫وا ألرض الجديدتين‪ ،‬حيث لن يوجد أي تمييز اجتماعى أو عنصري‪ .‬سوف يضرب السيوف‬
‫وتتحول إلى شفرات للمحراث‪ ،‬وسيسود السالم‪ .‬أكد يسوع في أيامه على ا ألرض عبى‬
‫نصوص العهد القديم عن محبة الله والقريب‪ ،‬ودعا إسرائيل للرجوع إلى الحياة حسب المثل‬
‫ا إللهية ا لتي ظهرت عند ا لخلق‪ .‬كل ن هذ ا وقتها‪ ،‬لكن ا لقلوب ا لقاسية ال تزا ل معنا ا ليوم‪ .‬لكن‬
‫نظرة يسوع إلى العهد القديم يجب أن تعلمنا نحن المسيحيين أن نعيش في حالة (حدث‬
‫بالفعل‪ /‬ولم يحدث بعد)‪ .‬نحن نعيش مكاسب كثيرة لصليب المسيح (حدثت بالفعل)‪ ،‬ولكن‬
‫ال نزا ل نعيش في عالم ساقط بينما ننتظر السماء وا ألرض الجديدتين وقبول جسد قيامتنا‬
‫(لم يحدث بعد)‪.‬‬

‫بالرغم أن الملحدين الحدد كثيرا ما يدورون حول األمر بطريقة عنيدة‪ ،‬فإنهم يمثلون ‪-‬دون‬
‫قصد منهم‪ -‬تحددا نافائ لنا كمسيحيين‪ .‬كيف يكون هذا؟ ألنهم يذكروننا بضرورة أن نفكر‬
‫بعمق في إيماننا‪ ،‬وأن نعيش في حياتنا بفكر الملكوت بشغف واتساق مسيحي أكبر‪ ،‬ولنعئق‬
‫التزامنا بالعدل ومقاومة الظلم‪ ،‬وبالتفكير في العقبات المعاصرة أمام اإليمان‪ ،‬ولتقديم عرض‬
‫أكثر إقناعا بالكالم وا لفعل لعالم يراقبنا باستمرار‪ .‬نحتاج جميعا إلى نظرة متجددة للمسيح‪،‬‬
‫وندع انفسنا نتطلع في وجهه‪ ،‬وندعه يشكل تكريسنا له‪ ،‬ومحبتنا لآلخريرر (حتى أعدائنا)‪،‬‬
‫واهتمامنا بالثقافة والعالم الذي نعيش فيه‪ .‬يقذم الكاتب والقس تيم كيللر نقطة البدء في‬
‫هذه األفكار‪:‬‬

‫‪٢٧٧‬‬
‫إذا كان أساسكم هو رجل يموت على الصليب من أجل أعدائه‪ ،‬وإذا كان‬
‫جوهر صورتكم الذاتية وديانتكم هو رجل يصلي من أجل أعدائه بينما يموت‬
‫عنهم‪ ،‬ومضحبا بذاته ألجلهم‪ ،‬ومحبا لهم‪ -‬إذا ترسخ هذا في صميم قلوبكم‪،‬‬
‫حينئذ ستنتج نوعية الحياة التي عاشها المسيحيون األوائل‪ .‬أكثر حياة ممكنة‬
‫من حيث االنفتاح نابعة من أكثر ادعاء يتسم بالحصرية‪ ..‬أن هذا هو الحق‪.‬‬
‫ولكن ما هو الحق؟ الحق هو إله أصبح ضعيائ ومحبا ومات عن شعب قاوموه‪،‬‬
‫ثم مات ليغفر لهم‪) (*.‬‬

‫بالرغم أننا ربما نتعثر أو ننزعج عند قرا ء ة نصوص معينة في ا لعهد ا لقديم‪ ،‬بمقدورنا أن‬
‫نضعها في نصابها الصحيح بالبحث في األماكن الصحيحة‪ .‬الحل النهائي موجود في كلمة‬
‫الله ا لواضحة لنا‪ ،‬ولدى ض تجتد وعاش بيننا‪ ،‬الذي مات وقام ثانية نيابة عنا‪ .‬الله ال‬
‫آل‬

‫يعتبره الملحدون الحدد وحسا هو إله قدوس يمكننا ا العتماد عليه‪ ،‬وليس هذا فقط‪ ،‬بل هو‬
‫ال‬

‫محب يبذل ذاته ويدعونا لنتصالح معه‪.‬‬

‫لمزيد هن االطالع‪:‬‬
‫‪:‬ذا ‪0٢8 0٢0٧0,‬ع‪ 00١٧‬؟‪0٢ 08‬؛ ‪٧0٢ 00110‬ذ ال‪131111‬ا‪111٠18‬ء ‪8‬ةآل ا‪3‬ل ‪* 11111, (0113111311.‬‬
‫‪, 2005.‬ال‪0٢٧3٢811‬ا‪!1‬ل‬

‫‪* §0111111)11, ٨1‬‬ ‫‪011)1-‬ة ‪8:‬ا‪3[1‬آل ‪11)1‬ة‪٢‬ة‪.‬كأ‪0)1 1110 1٢‬ج‪11311‬ح ‪3,111‬اا‪118‬ح ‪0١٧‬ل‪11. 1‬‬
‫‪311, 2004.‬‬
‫‪01111101180, 2005.‬ه‪311‬آل ‪:‬ذ‪01‬آل ^‪ 1^038011. ^0‬؛‪ 0‬ال‪0٢‬ا‪0)110 . 7110 ٧10‬آل ‪,‬كس‪* 81‬‬
‫‪: 11038 1,‬ذل ‪0١٧110٢8 610,‬ال ‪.‬سع؛‪ 311)1 1110 (1181100 0‬أ‪111, [١٢. 7. £٧1‬جة‪* ١٧‬‬

‫‪٢٧٨‬‬
‫أسئلة للنقاش والدراسة في مجموعات‬

‫‪ ٠‬عندما يقول كريستوفر هيتشنز أن الدين يسمم كل شيء ‪ ،‬فماذا يعني بهذا؟ ما هي‬
‫إشكالية هذا االدعاء؟‬

‫* بعكس ما يقوله الملحدون الحدد‪ ،‬ما هي اإلسهامات التي قديمها اليهود إلى الحضارة؟‬
‫يذكر هذا الكتاب قائمة بهذه ا إلسهامات‪ .‬هل تستطيع أن تفكر في إسهامات أخرى؟‬

‫ما هي بعض اإلسهامات التي قدمها المسيحؤون للعالم؟ ما هي التأثيرات التى ألهمتها‬
‫شخصية المسيح التي وقدمت النور والعون والرجاء للعالم؟ هل تستطيع أن تفكر في أية‬
‫إسهامات أخرى لم دنكر في هذا الكتاب؟‬

‫انظر إلى اقتباس يورحين هابرماس عن تأثير اإليمان المسيحي‪ .‬ما رأيك في هذا‬
‫االقتباس‪ ،‬وما أهميته في ضوء نقد الملحدين الحدد؟‬

‫كيف يعطي مجيء المسيح وضوحا للعهد القديم وبعض صعوباته؟‬

‫* بشكل عام‪ ،‬ما هي أوجه ا الستغادة ا لتي حصلت عليها من قرا ء ة ومناقشة هذا الكتاب؟‬
‫وماذا تطمت عن شخصية الله وعمله عبر العهدين؟ وكيف ساهم هذا في توسيع آفاقك‬
‫وإيمانك؟‬

‫‪٢٧٩‬‬
‫ادهواشي‬

‫مقدمة‬
‫حتى أجعل األلفاظ ‪ 1‬لعبرية مبسطة‪ ،‬استخدمت فى أغلب األوقات ا لشكل المعجمى من هذه الكلمات‬ ‫(‪)١‬‬
‫في االقتباسات الكتابية حت أتجدب التعقيد الزائد‪ ،‬وإقحا م الكتاب بتغاصيل فنية كثيرة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫‪08‬ا‪0 01*11‬؛ ‪80‬ع‪0‬؟‪0)1 111 ٢08‬ا‪ً3‬ا‪0‬ع‪0‬ج ‪8 113٧0 1(0011‬ا‪1111011‬آج‪ 3٣‬العل ؛‪10111)1 3)1)1 11131 801116 0‬ا‪1 8‬‬
‫؛‪80٣ )111 1110 1١0 011110 1,2009, 188110 0‬الحآل ا‪3‬ا)‪311‬ة‪ 1‬صالة ‪011‬ا‪8‬ا*‪01*1‬يمآل ‪811011 38 ١٧08‬‬
‫ا ‪118 31^03 1^01180,‬ا‪1١٧0‬ا‪¥3‬اأ ‪08 )800 1118‬ا‪01*٨٧3‬ا‪00‬آل ‪1 38‬ا‪٤( 38 ١٧0‬كئ‪٢‬أ‪11<80[(1 07‬‬
‫‪١٢¥: 1011010118, 2010[(.‬ل ‪,‬ا‪38 ]٨1111101*8‬ألم‪0‬ا ‪11‬أل‪0‬ذ‪111 ¥110 0111’1811311 1(011181011, 0)1.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬من هم الملحدون الحدد؟‬


‫(‪)1‬‬ ‫؛‪0١٧31*1, 0)1., ¥110 ¥311110 0‬ا‪0^ 8‬ه‪0‬آل ‪111(118110)1 111‬؟ ‪1*0801113110118 11*0‬؟ ‪¥110 001110100‬‬
‫‪8: ¥0^^088, 2009(.‬اا‪0‬؟‪3303‬ا^) ‪٨ 11018111‬‬
‫جآلع‬ ‫‪ ¥11111^8 0,1(0111‬ال‪1‬ا‪03‬آل ‪03‬ا؛‪٢3‬ع‪3‬ع‪ 1)11; 3 ^0^ ٠‬حاآ‪)1‬ا;ا‪٦٦٢18‬ح‪3‬ه‪١ ٦‬آلةهةآلل‪١‬اأ ‪٠‬‬
‫ةلآلة‪،‬دآ‬
‫‪.. )171)1‬‬ ‫أل ودا‬ ‫‪0٢, 2007(.‬اإ‪8: 63‬ق‪1‬؟‪3‬آل ‪)01311)1‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫‪ 8 3‬إل‪30‬ا)‪0‬آل ‪3‬ا ‪ 0 14‬؟‪800 0113‬‬ ‫‪03118‬ا*‪ ٨11101‬ا‪3‬ا ‪,‬ط‬ ‫‪0٧0 )١٧300:‬اا‪1^ 60‬ا‪03‬آل‬ ‫‪0٢‬اال‪3‬ة‬
‫‪ ¥1*088, 2008(.‬إل‪1‬ا‪1111٧0٣8‬أ‬
‫(‪)4‬‬ ‫؛(‪*811 ¥1*088,2002‬ا‪٧0‬سًا‪0x0)0٢ :1)1‬؛ت‪ 0X10111^ 110¥ ,0111118*18 011)10111 )0‬؟‪800 ¥11111‬‬
‫‪1‬ا‪1111٧01*8‬أ ‪0٢)1‬ا‪0x0(1: 0x1( 31111‬اا‪8‬ا*‪111‬ح ؛‪ ¥3008 0‬يد ‪ 0111118, ¥110‬؟‪311)1 ¥11111‬‬
‫‪¥1*088, 2008(.‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫‪1111‬ا‪3110‬ا) ‪8‬ج‪ ¥11*81: ¥11111‬أأ‪0,‬غ‪ 1110 8001 3 ٨‬ج‪011101111(01*111‬ي‪1‬اا ‪,‬ظ‪ ^0٧3‬ا‪130‬ا‪0‬ايمآل‬ ‫‪2007(,‬‬
‫‪0= 5922.‬ا‪0‬ا‪1)1_31*1‬؟ ‪3‬؟‪ 11‬؟ ‪ 3141010.‬ك‪8.00‬ج‪3‬األ‪1‬ا‪1*8‬ة‪١٧٦٧٧١٧ .‬‬

‫‪٢٨١‬‬
‫(‪ )٦‬اندهشى من تجاهل دينيت للنقد ا لفلسفي لوليام لين كريج بدون اسب! ب في مؤتمر ((مستقبل ا إللحاد))‬
‫(التسجيالت متاحة على موقع‪٢66٢-1163٢)1.60111 :‬ج‪ .)١٧١٧١٧.‬وهناك حادثة مشابهة جرت بعد محاضرة‬
‫قدمها الالهوتي فيليب كاليتون في مؤتمر بكامبريدج عام ‪( ٢٠٠٩‬انظر ج‪0‬اة ‪8‬ا‪011‬اال‪3‬ا‪( 0‬؟‪!<11111‬‬
‫‪1*06-‬؟‪1*4‬ا‪3 01.6‬ا‪6‬ا‪:/‬؟‪ 9, 2009, 11‬ال‪111‬ل اك‪11‬؟‪080‬ا‪111‬؟ ‪01‬؛ ا‪6‬ا)‪0‬ل‪٧‬ل ه ‪11 061111611 38‬ة(‪1‬اا‬
‫‪/‬الغ؟‪080‬ا‪1‬ض ‪01*-‬؛ا‪6‬ا)‪1-38-3-1110‬ا‪611116‬ا)‪311-‬ا)‪!2009/07 /09/‬ج‪88.01‬ع)‪.‬‬
‫يقتبس دينيت بشكل انتقائي من كتاب الفيلسوف ديفيد هيوم التاريخ الطبيعي للدين ؛ فغي كتابه‬
‫(‪1‬ا‪6‬؟‪ 1116 8‬جاالظآلعا‪ )6‬يقتبس دينيت من هيوم ما يلى‪ :‬بينما كل مبحث يتعلق بالدين ذو أهمية‬
‫قصوى‪ ،‬هناك سؤاالن تحديدا يحفزان انتباهنا‪ ،‬أي السؤال المتعلق بتأسيس الدين على المنطق‪،‬‬
‫وا لسؤا ل المتعلق بأصل الدين في الطبيعة ا لبشرية (صفحة ‪ .)٢٤‬يريد دينيت أن يستعرض رأي هيوم‬
‫عن أن الدين هو نزعة عالمية نابعة من غريزة بدائية ‪ .‬لكن دينيت يتجاهل بشكل سافر السطر التالي‬
‫مباشرة الذي كتبه هيوم‪ ،‬والذي يؤكد فيه إيمانه بالله بحسب المذهب ا لربوبي (‪ :)1(018110‬ا لشيء‬
‫المفرح أن السؤال األول وهو األهم يقر باإلجابة االكثر بداهة وعلى األقل ا ألكثر وضوحا‪ .‬الطبيعة‬
‫بمجملها تدلل على وجود خالق ذكي‪ .‬وال يوجد باحث عاقل بمقدوره بعد التأمل الجاد أن يعطل إيمانه‬
‫لحظة واحدة بما يتعلق بالمبادئ األساسية لأللوهة ا لحقيقية (أي الربوبية) والدين ‪ .‬يقول دينيت عن‬
‫هيوم أنه أحد أبطاله ‪ ،‬لكن لماذا يشعر دينيت بهذا تجاه شخص ال يزال تحت تعويذة اإليمان بالله‬
‫(كما يشير عنوان كتابه)؟‬
‫(‪)7‬‬ ‫‪1‬ةل‪٦‬أ‪١00‬؛‪١‬؛‪!10‬ل سل ‪,8 61*3811‬ا‪1‬ل‪18‬جغأ‪1*0٧6)1: ٨‬ول‪111111‬تًا ‪ 311)1‬مد‪٢10٢, ,,‬؟ ‪0١٧‬اا‪8١٧3‬‬
‫‪.601111116١٧/‬ج‪٧01113‬ا‪://١٧١٧١٧.83‬ول‪11‬غ ‪6 01111116 31‬او‪3٦‬ا‪٧0 7 )2009(, 3٧31‬ا‪ 83‬أا‪1,‬ع‪0٧‬جطح‪^1‬‬
‫‪.‬و[‪11‬ول‪(٢10٣.‬ل‪٧07/7‬ا‪83‬ا‪68‬ا‪31*116‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫‪218)8‬ا ‪2 171‬ا{‪12‬أ‪\) #2‬أ‪68, 1 ]<07‬جة‪6‬آل ‪٢18‬غ‪0‬‬ ‫‪1688, 2008(, 2-3.‬؟ ‪1*66‬؟ حءل‪٠١٧ ¥0٢‬‬
‫(‪)9‬‬ ‫‪,‬سأ‪8‬‬ ‫‪1‬ا‪63‬آل ‪8‬ال‪63‬ا*ل‪6‬اع‪ ٨‬الغ‪١٧‬‬ ‫‪6٧6, 120.‬اا‪66‬‬

‫‪118‬ا‪*3‬ل‪0‬آل ‪6٣ 311)1 0311113‬ا‪ ٨118‬؛‪01111)1 011 1116 60٧61 0‬؛ ‪8 001111116111 18‬أج‪118‬آل ا‪0‬ة‪1‬ا‪)10( 1٧٢10‬‬
‫‪, 2007(.‬الخ‪3٢81‬ا‪6٢١‬أ‪0٧6, 1!: 111‬ى ‪ 0١٧1161*8‬؟‪118 0611181011‬لك[‪0 ¥116 03١٧‬ا‪00‬ه‬
‫(‪)11‬‬ ‫ح‪0‬هة كه وهإدغ‪٤‬و‪٦‬ع^‪ 1071)1071 7‬أ‪,‬ج‪1111‬ا‪11116‬؟‪18‬ئآل ‪,‬ج‪311 11‬ا؟ ‪,‬غ‪111‬ج‪1111‬؟أ ‪011,‬ا‪6‬اج‪3‬آل ال‪6٢٣‬آ‬
‫*‪101_.1111111)3066886)1^0٧6111661‬ج‪1*1111163‬؟‪6119, 2006(, ١٧١٧١٧.111.60.1111٧28/1120/‬ه‪)06٤0‬‬
‫‪:‬أ‪07‬أ)‪11‬أ‪0‬ا{‪11٩116 111 #2)18071, #01111, 071)1 #2‬آل‪111161 6‬؛ ‪1٧68 3‬ج ‪011‬ا‪6‬اج‪3‬ا ‪25,2007(.‬‬
‫‪<1688, 2009(.‬؛ ‪٧6111‬سًا ‪6‬ك‪3٧611: ¥‬ا! ‪{0)2 ٠١٧‬ا‪#)$€0)10718 071 )112 00)1 ]<2‬‬

‫‪)12( )(116111111 811111,‬‬ ‫‪116 1٧6‬؟ا‬ ‫‪3 00)11688‬؛‪111161 011 0‬؟‬ ‫أ‪٧61*86,‬سأ‬ ‫‪111 111218771, 1118771,‬‬
‫‪1*688, 1993(,322.‬؟ ‪0٢)± 0131*611)1011‬؛د‪ )0‬وج‪ 008771010‬ج‪011)1 8$ 8071‬‬

‫(‪)13‬‬ ‫‪١٧11113111‬‬ ‫‪8 ^1)11 011718)10711^8‬أ‪7‬أ!)‪)271‬أ‪ 111 007‬ا‪8 0611181011,‬ا‪1118‬ءل‪](3.١٧‬اا‬


‫‪,‬غ‪3116 01*31‬؟‬
‫‪311 311)1 ١٧11113111‬؟‪111 00‬ح؟ ‪€18) 071)1 0)1127 01([20)078, 6)1.‬أ!)^ !‪٧‬ر ‪071)108: ^718^27171$‬‬
‫‪611116, 2009(, 5.‬ا)‪ ٨63‬ال ا ‪6: 6‬ا‪1٧11‬ا‪ ٠8‬ج ‪3.116 0 3‬؟‬

‫‪٧61*8 1 011‬سأ ‪٠8‬االآ ‪6 ١٧1111 01116811 0'801123 31‬ا‪3‬؟‪6‬ك ‪)14( 0311161 061111611 831)1 11118 111 3‬‬
‫فى‪6‬ا)‪11‬س‪0)!١٧662.011 11611١٧.601‬جو‪://‬؟‪6 31 1111‬ا؟‪3‬ا‪60 3٧31‬ك‪<6٢ 20,2007. ٧1‬خ‪0٧6111‬الل‬
‫‪1 )3666886)1111116 21, 2009(.‬ا‪1_٧8_0611116‬ا‪1*=011168‬؟؟؟‪11‬؟‬

‫‪^6١٧‬ا‪١٧1111011100)17‬ا‪8‬ئ ‪40 3 1‬آل‪0311‬ا ‪1161*^116116118,‬؟‪0‬ا‪18‬ئ‪011 311)10‬اد‪6٧.٨18‬آل (‪)15‬‬


‫^*‪161*31‬؟ ‪116116‬؟ ع‪¥0٢‬‬ ‫‪*2007/05/07/3.1٧/‬ا‪0‬؛‪://‬؟‪11‬ا‪6 311‬ا؟‪3‬ال‪60 3٧3‬ا)ا‪7, 2007(. ٧‬‬
‫‪16118.‬ا‪6‬ا‪1‬ير‪1161٠‬؟‪0‬ا‪011118‬ا)‪311‬ا‪01‬ا؟*‪81131‬؟خ‬
‫‪ 1(01177127:‬ودع‪٠‬ر و‪06111116113‬ا) ‪101161,1111116‬؟ ‪311161*,‬؛ ‪8‬ا*‪111161‬ا‪ 03‬و‪1*6‬؛؛‪6‬؛ ؛‪8 0‬ا)‪111116 ١٧0٢‬؛ (‪)16‬‬
‫‪, 1996(.‬و‪11‬؟‪1*3‬ج‪10‬آل ‪£‬ا‪ 0111*1811116 81111161* )٨,‬وة ‪1*0)11166)1‬؟ ‪10718)27 11171, 0٧0,‬ار ‪1112‬‬

‫‪٢٨٢‬‬
‫)‪(17‬‬ ‫ال‪01110‬ل‬
‫‪ 8 0‬ز‪01٧10١٧ 6‬ا‪ 10‬و‪1٠‬ج‪1‬ا‪11‬غة‪0‬‬ ‫ع‬ ‫‪1112 £180, 61, 60 031601‬أ‪^1111^8, 0<0)2‬؟‬
‫‪29,1994.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الملحدون الجدد وإله العهد القديم‬


‫)‪(1‬‬ ‫‪8 311)1 01)1 ¥08131110111‬ا‪٨111018‬مد ‪110‬آ ‪ 640381017‬ا‪8 ¥3616 3113‬أل ‪33,‬؟‪0‬ح ‪1‬ل‪٦‬ة(ل عج‪8‬‬
‫‪.‬مدأ‪80010‬ول‪١٧.0‬م‪0 31 ١٧١١‬اة‪3‬ا‪ 10, 110. 1 )2008(: 7-37. ٨٧31‬أ)‪8‬ا‪110 011/‬ا{[‪080‬ا‪ 0111‬أ ‪£16108,‬‬
‫‪)1£.‬؟‪45.‬ا‪0‬ا‪36‬أ‪113‬؟ ‪/‬ز‪/116131‬ج‪01‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪03 1)11111, 2006(, 248, 242,‬ا‪6‬ج‪03‬آل ‪081011 )6081011:‬أ‪ 00)1 ]<2‬ا ‪6118,‬م‪£10631)1 03١١‬‬
‫‪243,247.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪161)1., 241,51.‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪161)1., 31.‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫ذس‪١‬دآل) ‪ 66030310303‬أ‪3‬اا‪03 38 3‬أجأأ‪0‬ع‪1:1‬أ‪0‬؟‪ 160 $‬ج‪3‬أ‪036‬ما‪, 8‬أأحاهآةآلةذ‪ً١‬اةدآ‬


‫‪, 2006(,206,265,267.‬ج‪3‬ا‪¥16‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪0٠1 1111060118,‬ا‪6118‬ح‬ ‫‪8‬ل ‪00)1‬‬ ‫‪1£1011‬أ‪2‬ا! د‪ 0220): 7‬سم<‪٧6‬ر‬ ‫‪8 )¥1١‬أ)‪1‬أ!){‪!<018011$ £[<27‬‬
‫‪, 2007(, 99, 101-2.‬؟‪¥016: 113060110 6006 61011‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪)22 )0 0 011218)10/1 1)1011‬أ‪2‬أ ‪8,‬ك‪3‬آل ‪83111‬‬ ‫‪ ٨.‬ك‪٠0‬ة‪1‬خ ‪ ¥0)6:‬دالل)‬ ‫‪ 2006(,‬ول(ل‪ً30‬ا‪1‬‬


‫‪8.‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫‪8301 1431118, 0112/ £11)1 0/001)11‬‬ ‫‪٠\¥ ¥01*6: ١٧. ١٧. 60100, 2004(,18.‬‬
‫)‪(9‬‬ ‫‪4431118, 1/))22 )0 0 011218)10/1 010)1011, 18-19,23-24.‬‬

‫)‪(10‬‬ ‫‪6‬ج‪33)1: 60^00110^8 00 ¥03‬ا‪01*8‬ة‪3‬أل ‪ 00)1 1 00^'1‬ع‪٠١ ¥6‬ا‪ ١. ١١٠1‬آث‪٠‬كذ‪٢١‬‬


‫‪0٢٧311, 2008(.‬ك‪8: 200‬سل‪3‬آل ‪01128)10118 0/001)11 )01*30)1‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬هل لديه شهية ال تشبع للذبائح وللتسبيح بحمده؟‬


‫)‪(1‬‬ ‫‪03 6446113,2006(, 37.‬أ‪6‬ج‪8, ¥60 60)100138103 )608103:4403‬د‪3‬صس‪1‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪0١٧18 6. 8010)108, £00 ^11610 £101118‬ط‬ ‫‪11308, 1978(,31. 800‬ل!)*‪8: £01‬ك‪<1‬؟‪)01*30)1 63‬‬
‫‪ 10 0.‬ا‪ 01*031 810,‬ع‪¥6‬اأ ‪80 063^101* 8,‬ا‪3‬‬ ‫‪0١٧ ¥01*6:‬س {)‪0١٧18, £1222 011218)10/11‬ط ‪8.‬‬
‫‪64300011130, 1952(.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪/‬مؤ‪01‬أ‪8‬ا‪03.0031‬ا‪://)1 1.83‬؟‪011, ¥^011 30, 2005, 611‬أ‪ 80‬اا‪,‬ا‪ ٨16018‬ع‪¥6‬أأ ‪000)100 81306,‬‬
‫;{‪ 0000011, 32201)1/1‬ا‪310‬ل ‪80 800‬ا‪. ٨‬ا‪3‬ل!‪61)^.6‬ا‪6138‬م‪3١١‬ا)‪2005104/30/‬ا‪310‬أ‪ 463‬ا‪8‬م‪30١١‬‬
‫‪١.‬ل‪1‬نمإاآلأل‪٠١‬آل‪٦1*.‬د؟ ‪ 66030310303‬أ‪313‬ا‪ً3‬ا‪1)(11 0,8 3 6‬ج‪1‬اع‪011: 6‬؟‪160 $‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫ال\‪8: 1133103 601*803600)! 03)1 611113*0 ٠‬ا‪313‬ير ج‪13‬ال‪10‬أ‪, 6401*01, 60‬ألسآل اذادألنًا‬
‫‪¥01*6: 0x101(116101*811 61*088, 2003), 110, 122.‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫(‪606 4‬‬ ‫‪33,‬‬ ‫ا‪3 800 8000(0)1 ,‬اا‪٠0‬اا‬ ‫‪ 61)101 6411810, 1979.‬ا‪0013‬؟‪8‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪ 6161‬وهآلألأل‪٢‬ل‪١‬ةآلهًاةأل‪٢‬ذآل‬ ‫‪)1‬ا‪03)1 64188103: £61*181103 ٦١٧ 13088 3 3 6081310)1 3 ٦١٧0‬‬


‫‪ 6311110, 1: 63101308 0,2004(, 37.‬؛*‪8: 63601‬ا)‪1‬؟‪3‬آل ‪)6133)1‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪0. 8.‬‬ ‫‪٤0١٧18,‬‬ ‫‪2‬أ{) ‪£2/120)10118 011‬‬ ‫‪١٧‬ج‪١‬ل) ‪8011118‬م‬ ‫‪¥016: 143100011 61300 0 330 01,‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫‪0. 8. £0^18,‬‬ ‫اك‪01‬ا‪61 0٤ 6‬ج‪¥60 ١٧01‬اا‬ ‫‪ 010/0{ 011)1 0)1120 £)1)1228828‬ا‪111 0112 1/^11) 0‬‬
‫‪ ¥016: 64303111130,‬تمد)‬ ‫‪1965(,4-5.‬‬

‫‪٢٨٣‬‬
‫(‪)9‬‬ ‫لره رد‪٠٢‬خ‪€ #‬أ!) سغ الكه‪/‬هحمئ‪ 0‬لره ‪1‬ا‪8‬أ‪ 00‬ا ‪:‬ك‪0‬ة ؛‪0 8011 0‬غ‪, £‬ا‪0‬ج‪03‬آل ‪11113‬‬
‫‪: £0111088, 1976(, 1.‬د‪(111‬؛ا‪0‬ص‪111‬ا(ل) ‪03‬ك‪3 60١٧‬غ‪0‬؛ ‪011, 11*3118.‬أ‪8‬أأ‪ #€‬هغ؟‪//1٠،‬ع‪ 7/‬غ؟‪٤،‬ف‬
‫(‪)10‬‬ ‫‪13 £. 011111011, £60 0111*1811311‬ا‪0‬ح‬ ‫‪£3116:‬‬ ‫ه؛ ‪2‬مه‪/‬كغه‪;٠‬‬ ‫‪ 000101X6‬س‪/‬كئ‪٢‬غ‪0‬‬
‫‪1, 2002(, 181.‬ا‪30£١٧0‬ا‪>1: 6‬ا‪16‬ل‪)0‬‬

‫‪6,‬ا[ل ك‪٠‬ا‪/‬حه‪٢‬ك‪٢ 7‬دكهسأ‪, 0X16X1(168 1(01 77‬ز‪3‬ج‪3‬س‪0‬ة ‪)11( (01111‬‬ ‫‪ً. 3‬اه‪٧‬‬ ‫‪8 610٧0,‬ا‪0١٧301‬‬ ‫‪:‬ال‬
‫‪1 2009(,129.‬ا‪8‬ا‪٧3‬ا‪310‬ل‬

‫الفصل الرابع‪ :‬سخط هائل أم غيرة ملوكية؟‬


‫(‪)1‬‬ ‫‪£10631)1‬‬ ‫‪ 1(011181011 )6081011:‬لن‪18, 7110 6‬ئ‪3١٧‬ال‬ ‫‪03 1161, 2006(, 243.‬ا‪6‬ج‪03‬ال‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪ 00X1^)08810X0)6‬ا ^ههة ‪18‬أ! ‪0131. 866‬؟ ‪110 636331330 01* 11118‬ج‪03‬اا‪ 00‬لمذ‪£8 10 31‬ا‪£633‬‬
‫‪£ 33)1 81006, 2010(.‬؟‪030, 06.: ١٧1‬ج‪3x018111X8 111)1 00)1 )£11‬‬

‫انظر على سبيل المثال‪ :‬خر ‪ :٢٠‬ه؛ ‪١٤ :٣٤‬؛ تث ‪٢٤ :٤‬؛ ‪١٥ :٦‬؛ ‪٢٠ :٢٩‬؛ ‪٢١ ،١٦ :٣٢‬؛ يش ‪:٢٤‬‬ ‫(‪)٣‬‬
‫‪١٩‬؛ ‪١‬مل ‪٢٢ :١٤‬؛ حز ‪( ٣ :٨‬أتمثال الغير)؛ ‪٤٣ -٤٢ ،٣٨ :١٦‬؛ ‪٢٥ :٣٩‬؛ يؤ ‪١٨ :٢‬؛ نا ‪٢ :١‬؛‬
‫صف ‪١٨ :١‬؛ ‪٨ :٣‬؛ زك ‪١٤ :١‬؛ ‪٢ :٨‬؛ ‪١‬كو ‪.٢٢ :١٠‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫‪13x0(1x8 ,(000(8 .6 38,‬اغ‪03‬ه ‪311 13‬ا‪0‬ا)‪ 0.180388103 03 1‬؛‪800 1110 60‬‬ ‫‪033‬ا‪٢0١٧٨3101‬ال‪[١‬‬
‫‪, 2008(, 450-54.‬جا‪866‬ا‪61‬أ‪ 1¥‬آل ‪0: 6 11‬ا‪0033310313^ 2 ٠86٧11‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫‪301361 1‬ا‪1٧310 ٧3‬الاا‬ ‫‪003108‬‬ ‫‪01)1:‬؛ت‪08 00)1 )0‬أ!)‪60‬ا‪6‬ا‪33108 0103863١٧, 1‬؛ ‪031‬‬
‫‪0x1'010 0301*8 1 61*088, 2005),82.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫‪03‬ظ؟‪0‬ا‪0 330 8‬ا‪001*003 ¥003٧11‬‬ ‫‪. ٦¥0811X0] ,11113318‬لمح‬ ‫‪108: £01*031338,‬؟‪3‬آل ‪)01*3110‬‬
‫‪2010), 134.‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪x1x11‬ا‪8‬؟‪800 ). 6. £611118 ٥٥£ 118)00 ٥^٢£ ,0138810 8‬‬ ‫‪٠١٧ ¥016:‬‬ ‫‪£0301181030, 1997),‬‬
‫اا‪-330-^110‬ظ‪^00‬اا) ‪ 063 01 4‬اا‪3‬؛‪00‬؟(‪08.‬‬

‫‪<١‬؟ ‪1110‬‬ ‫)ج‪۴1‬ج‪01* 3 01010 £11110: 03111‬ئالج‪0‬ا‪0‬ا‪ ٠3‬س‪ 1‬خ ‪,‬ة‪٠1‬ل‪. ¥‬ل‪٢‬‬
‫‪111008 10 £11)00‬‬ ‫‪x8(106‬ع‪٧‬ه‬ ‫‪03, ¥£:‬اج‪(6311 376-61 ,(2004 ,0‬‬ ‫‪.‬ا‪3‬جأل‪٨8‬‬
‫)‪(9‬‬ ‫‪x1610 161٧018 1 £ 088, 1997), 130-‬ا ‪ ]081‬ا ‪,‬ا‪0‬ج‪3‬ا‪£1103138 60 :016¥٠١٧ 1)0‬‬

‫‪X0X01 29, 30. 2 (2008): 15.‬ل‪11‬ا‪608‬ا)‪60‬أ ا‪ 13 ٨11118 £01138,٠‬ا‪0 008 0‬ه‪£‬أا( [‪(10) £131 60*, 0‬‬
‫‪.‬ا‪133‬ا‪0 31 ١٧١٧١٧.06118‬ا‪36‬اا ‪٨٧3031/10/2008/002/9.74.61311 1003‬‬
‫‪£110‬اا‪(11) 0. 8. £0١٧18, 1068868)1)13 60(1)0 1)111) 7‬‬ ‫اا‪,‬ال‪01‬ا‪ 0‬؛‪61 0‬ج‪١٧01‬‬ ‫ا‪0‬أ‪ 0‬ا‪) 0‬أا‪8‬أ‪ 1‬ا ‪10‬‬
‫‪.‬آل‪٠١٧ ¥01*10: 26 ,(2001 ,030*01(1*31‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬هل هونوع من إيذاء األطفال واالستقواء عليهم؟‬


‫(‪)1‬‬ ‫‪33108 0103863١٧,‬؛ ‪01* 1 13‬ا؟‪13‬ا‪800 0‬‬ ‫‪8:‬اا‪413303۶0‬آل) )‪ 100X160‬ره ‪ !٤٢/۶٥٥/‬م‬ ‫‪£01*11088,‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫أ‪00‬ا‪01[(01‬ل ‪٢x0131081‬د!ه؛ ‪8‬ا‪6 301‬أ(‪1‬أ‪6 3‬أ!) د‪8 £1061031: 7‬أق‪0‬ى ‪63110. £613133, 0‬‬
‫‪.‬؟‪31‬آل‪x^60 (833 £13301800: 70 ,(2008 ,01030‬ا ‪<2x68(100- !^ 8‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫اا‪!(1108‬أ‪060‬ل)‪X0! 11,11338)60(1 0)00 0688‬ا\\ ‪331)1,‬ج‪80103 610±00 7600‬‬ ‫سع‬ ‫‪.‬ا‪0‬أ‪ 8‬ا\\‬
‫‪11101 £0١٧110 (031003 011 1٠١٢¥: 00361003^, 1954),41.‬‬

‫‪٢٨٤‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫‪$01116 0011111161118‬‬‫‪. $311633161*, 16)8)1))11)6‬آل ‪ (063‬د؛ ‪63‬عا‪3‬ا ‪1118 86611011 31*6‬؛ ‪0111‬‬
‫‪68:‬ا‪3£‬ة‪6 1‬ا‪08 581170)0) )0٢،3‬‬ ‫‪£66‬أا ‪^6٣,‬حا‪11‬اح‪. $‬ال ‪*٧33, 1992(,33-79; 336 (01111‬ا‪0366‬حذ‬
‫‪ [011)11‬أ‪00‬أ‪08‬أ‪- 16)0‬ا))‪1118‬ا‪8‬أ أا‪6306,‬ا‪3‬ا‪ 1116 £63‬؛‪ 0‬لمؤج‪0‬ا‪ 1116 £660‬كا‪٢‬ة ‪3١٧‬ط ‪16‬آل‪^08‬‬
‫‪33(1991): 24-61.‬‬

‫هناك جانب عالقاتي في *مخافة الله‪( ،،‬انظر مثال‪ :‬تك ‪١١ :٢٠‬؛ تث ‪١٢ :١٠‬؛ ‪٤ :١٣‬؛ ‪.)١٣ :٣١‬‬ ‫(ه)‬
‫بمعنى أنك عندما تخاف الله فهذا يعني أنك في عالقة معه‪, 16) 811(1), .‬ا‪(6‬أ‪0‬ظ ط‪. ١٧.‬آل ‪$66‬‬
‫‪6‬ج‪*16‬ل‪6: 03316‬ج‪ 181)1111 )111)1 [)8118 )03316٢16‬ا‪ 8)118{( 0‬م ‪771/٠, 0)1[ 8)11:‬‬
‫‪1688, 2000(, 81-84.‬؟ ا‪*8‬ل‪٧6‬سآ‬
‫)‪(6‬‬ ‫‪£. ٨.‬‬‫‪,‬ال‪ 1 )03٢663 011‬لمذ*‪31‬ا‪$£61861*, 0)11)818, ¥30601* 61616 00313163‬‬ ‫‪ £<03610637,‬ح‪¥‬يبر‬
‫‪1964), 166.‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫‪6‬ك ‪£،01336‬‬ ‫‪,‬عفال‬ ‫‪18)0)1‬‬ ‫‪٠١٧ ¥0٢£:‬‬ ‫‪1, 1965(,443.‬ال‪*3١٧-‬ا‪¥0‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫‪١٧ 111331‬‬‫‪ 9-13,‬ا))‪£.£336, 11)6‬‬ ‫‪١٧0٢6‬‬ ‫‪3٢7 476 )£<31138:‬خ‪63‬ا‪3‬ا‪61611031 003‬‬ ‫‪١٧0٢6,‬‬
‫‪1991), 360.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫‪£1 336‬اأ *‪6X061163 8) 6180388103 £1601‬ا‪3 031 £160301*6 $331£‬ا‪$0310 0( 1118 183‬‬
‫‪8‬أ)‪8))1‬أ)‪6 18 1‬ا‪6 33 0 £3 ^6111‬غآ‪1٢68.‬اا‪60‬أ ‪ )31 0111‬؛‪ 116‬؛‪ £311 0‬ب‪ £31111,‬؛‪1116 63 31*6 0‬‬
‫‪ £3081)7 6^688,‬ق ‪111 [)(11-1(11(88: 1((0(17( 0118 (11( 81-081(111 0/8)81 ٠(0x0 :6*01‬‬
‫‪(.‬ج^‪٤0^1100011‬‬
‫‪ 101)11), 14.‬ا‪ 0‬أ‪(00‬ل‪13١٧, 11)1‬ا‪)10( 0٢6118‬‬

‫(‪)11‬‬ ‫‪6١٧. 0٢0٢603 ١٧036331,‬ا‪1 ٧‬ل! ‪8‬ا (اأ‪6386‬ا‪£‬اأ) \ا‪1*6١٧١٧0٢6 1‬ح‪6‬ال ‪6‬غآ‬ ‫‪0)11)818 16-50,‬‬ ‫‪١٧0٢6‬‬
‫‪61611031 00313163)31*7 2 )031138: ١٧01*6, 1994(, 104.‬‬

‫‪36111111^.$31113,‬ا‪)12(6‬‬ ‫‪011‬اا‪03‬ا‪161‬أ‪86£‬ا‪6١٧‬آ‪3:‬ا‪£6‬ا‪6‬ق‪3‬ا‪(£$£01*3600111111611131^ )£61‬‬


‫‪$0016(7, 1989), 151.‬‬

‫(‪)13‬‬ ‫‪١٧61163111,‬‬‫‪105. 0( 003186, 2 061*0110168 3:1 61 01118 38 1631 ^0331 ¥0136 18 1116‬‬
‫‪6.‬ا‪631£‬ا ‪613‬ا‪ 166 (61*383‬؛‪10031103 0‬‬

‫‪8330: 01)1 00)1‬ل ‪1331 33)1‬ا‪613‬آل ‪33 61‬ج‪3333‬ا‪166١٧ £‬ا‪3‬ا‪8 0( ١‬ا‪6‬ج‪)14( 1 6011*0١٧ (10311116 1381‬‬
‫‪3)1^-‬ا‪3^-8‬ا)‪833‬ا‪2009/07‬ا‪.32‬ج!‪31.0‬ا)‪ ١٧١٧١٧.3133‬أأ؟ا‪330063‬ل ‪ 0( 33‬ج‪003131336 166 £11113‬‬
‫‪.‬ا‪-0(-33-1330063‬ج‪11113‬ء‪66-1‬ا‪06-003131336-‬غ‪ 93-616-‬هو ‪ 80‬غو ‪36136331-336-18330^^ £2‬‬
‫‪61311 )30068866 ٨£111 17 ,2010(.‬‬

‫‪7‬ا‪0303‬سبر ‪33133‬ال ة‪6١8 0031313368, 33‬ه‪١8 0)111: ¥6331 60311813, 0‬ج‪١ 00‬حًاغآلألآهًان‪5١١‬الم‬
‫‪68: £61613338, 2001(, 68-69.‬ا‪)01336 £3£‬‬

‫‪)16( £611333, 008'8 81-061)111, 169.‬‬

‫‪63 ¥101131333, 16) 0)11)1/)8 008, 11338.‬ج‪1‬أل( (‪)17‬‬ ‫‪803‬ا‪£. ٨. ١٧1‬‬ ‫‪8: £0111688,‬اا‪3363£0‬ا‪)¥1‬‬
‫‪1993), 273-74.‬‬

‫‪)18( 1 63٧6 31061666 166‬‬ ‫‪11338131103, 81306 166 83316 ١٧016 386)1 13 £031338 8:32‬‬
‫‪103 0( 1116 016‬ا‪3‬ا‪ 11338‬ظ‪ )1116 0166‬ا‪13‬ج‪33‬ا‪ ]£661603131[( 18 386)1 13 166 $6£‬اا‪8£316‬ا)‬
‫‪£681331631(.‬‬

‫)‪0§({ 0/)6‬أ‪)19( (33168 0. 0. 0333, 16) 16)0‬‬ ‫‪08)1) 8)1111 )01*33)1 £3£168: £61*631338,‬ير‬
‫‪1998), 225.‬‬

‫‪ 008: 011) 8)1118, £61*66 £61*8038‬ا‪)20( £603138 £011*3306, 111) 06)18)1)111 1(0)))111) 0‬‬
‫‪٠ £ 0131*6, 1996(,244.‬أ ‪6: £‬ج‪363٢‬ا‪)£6‬‬

‫‪٢٨٥‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬هل هذه حكمة الله التي تتجاوز الزمان؟‬
‫)‪(1‬‬ ‫‪3٦1.‬ا‪13٦0131061٧08.00311611310٢10001065.6‬ا‪1118 101101 18 ١٧١٧١٧.1606‬؛ ‪30 8110 ١٧116‬ن‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪0. 8.‬‬ ‫‪ ٠١٧ ¥016:‬وحخ وئ ‪86)1‬أ‪8, $06[(6‬ا‪0١٧‬ط‬ ‫‪06, 1956(,207.‬ا‪1 81300 [0٧330٧‬ا‪003‬ا‪3‬آل‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪¥.‬‬ ‫‪61,‬جغ‪١٧1‬‬ ‫ا‬ ‫‪88, 1991(, 181.‬ج‪0^٢‬؟ ‪8:‬اا‪0‬؟‪ )6413303‬؛دح‪6 0٠٧‬أ!‪1‬ا‪0‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫ئ‪0‬ا ‪03 ¥110111118011,‬ا)‪٨1‬‬ ‫رحة‬ ‫‪8:‬ا)‪1‬؟‪3‬آل ‪1116 01)1 1681001601 00)12 )0133)1‬‬
‫‪01٧33, 1988(,33.‬ا)‪03‬ا‬
‫)‪(5‬‬ ‫‪161(1., 32.‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫ا‪(0‬ل‪80‬ا ‪1008 /1001‬ا‪66‬أأ‪! )20‬خ ‪3١٧8 §167. 800 6431163 ¥. £016,‬ا‪11111110 1)011 00110‬‬
‫‪).‬ا‪33‬ا‪ 0)1. )٨1‬ق‪1‬ل‪\ 2‬ا‪^810 !1997 ,1088£ 80601318 :3‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫ا)‪8: 83601 ٨03‬ق‪^1‬حآل ‪10688 10 11(6 11)1 )0133)1‬أ‪0‬ا‪088, 1‬آل‪011 ¥.‬ا‪800 ٨1.(2006 ,030‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫اا‪8‬ا‪61‬ح ‪ ¥110 01)1 ¥080101 £111108, )111)1‬حاآ‪0١٧‬د‪1 ٦‬ا‪0‬آل ‪1 [1181100‬عا ‪١‬أل‪ً0‬اةآل ال‪ ٢‬سل‪ً١‬اآل‪33‬‬
‫‪6‬اأ‪.43,(1991 ,‬‬ ‫]ل‪110‬ألق ‪01 [063‬ا‪38‬ا‪31‬ا‪08‬تم‪0*. ١١‬ا‪8٧11‬ا‪03‬ل)‬
‫)‪(9‬‬ ‫‪١٧1111331 ]. 166,‬‬ ‫‪81(18,‬‬ ‫‪110111086 1)011‬‬ ‫‪X11018 (1)0١3 18 0٣0٧0, 1£:‬ا‪,0160‬‬
‫‪).‬و‪1‬ا‪8‬ا‪٧3‬ا‪310‬ا‪2001 ,‬‬

‫‪X0018. 1 331 3110‬ا‪01 2 111 ١١‬ا؟ه‪(10) 640(1160(1 6*0111 06110111086 1)011 ,1111611 ,768(10$ ,666‬‬
‫و‪0‬ا‪33‬ا‪0, 8‬ا(ل‪111‬ةت‪10306، 800, 0 0‬؟؟‪100 ١٧116 166’8 3‬ج‪8 3‬ا‪103‬ا‪0‬ج‪ 0٧33‬اك ‪1631 1101‬‬
‫أ‪8., 1700] 1(78 011 1(7108 1(6(700)1 1116 1‬ا‪61. 01111(117 33(1 0317 6403(101*8, 0(10 6‬‬
‫‪).‬ا)‪8: 203‬ا)‪1‬؟‪08( )01*311)1 £3‬أ‪0‬ا‪2009 ,33¥01‬‬

‫لذح‪<£‬ةنمد ال‪٠‬و‪٢‬ع‪ 001)16 10 £٧‬م ‪611 00)1 0068 10 $101'1(061)8:‬ا ‪33,‬؟‪0‬ح )‪(11) ¥3111 1)311*01‬‬
‫‪.‬ل‪13‬ا‪8: 831)01*, 2008(, 0‬ا)‪1‬؟‪£310-8 .58‬‬

‫‪,‬أ([‪ 111110100118 00)1 11(6 1<60‬اا‪ 111)1,‬ا‪03‬آل ‪£1013 £01113118 10 160‬أا‪(12) 8. ¥. 31100, 1)0/00 6‬‬
‫‪0(1. 8٧011 £. 80(101*1311(1 311(1‬‬ ‫‪.‬ا)ا؟‪61 )01*311)1 £3‬ج‪¥. ١٧11245,(1999 ,11113118)01£ :8‬‬
‫أ‪60‬أ‪08‬أ‪0‬ا ‪,‬ال‪3‬ج‪)113‬ا‪ 0 3 13 [063 00‬؟‪3‬ظ‪ 0)1 6*0111 0‬؟‪ 3)13‬و‪611‬ج‪1‬ا‪(13) ¥618 80011011 18 8‬‬
‫ا)‪1‬؟‪1116 01)1 1681010601 )01*311)1 £3‬رحة (‪ 00)11116 7(01110111‬و‪1)1)761'811.(1987 ,1111338)01£ :8‬‬

‫‪.‬آل‪(14) 101 ,601-01 2101 118)00 ,1106038‬‬

‫‪0)018‬؟*‪ £‬سع ‪1030608‬؟؟^ ‪3§ 01)1 ¥081331031 £16108:‬أة‪33‬ا‪8‬آ‪0‬ة‪3‬آل ‪١,‬دظ‪١‬آ‪(15) 1‬‬


‫‪01 [063 £30*, 2003(, 73.‬ا‪3138‬ا‪8‬ا ‪0:‬ا‪18٧1‬ال‪)£0‬‬

‫‪0 33)1‬او‪1٧0 81‬ا‪7 1^311٠3‬؟الً ‪ 01)1003 810380 8133)1‬ا‪03‬آل ‪١٧111 160‬اا ‪(16) 800 033101 81006,‬‬
‫‪ $06161(7 40 )1997(:‬ا‪60‬أ‪08‬أ‪ 160 £(7008611001 11160‬؛‪ [031331 0‬ا‪08 6-9,٠‬جس ‪131031103 13‬‬
‫‪38 160 ^3^*3101 00310 10 £13180 80103103 0110 8317‬ألا ‪8,‬و‪3‬ال ‪ 33)1 [. 033101‬؛‪353-66‬‬
‫‪6 01)11681010601‬أ!‪1‬ا‪-1116 $10)1(7 0‬ا‪0‬اأ‪8 1-11,[00000‬ج‪131۶ 6^3113 0 81161101 13 1 £13‬ال‬
‫‪28, 30.2(2003): 149-74.‬‬

‫‪6‬أاا ‪6 010008‬أ‪(17) [063 61. 08^311, 1116 1‬‬ ‫‪01¥33, 2009(.‬ك‪8: 203‬ا)‪1‬؟‪71118 )0133)1 £3‬دمل‬
‫‪3‬ل‪01, ٠٠803100 0٤‬ج‪0‬ال ا‪0, ۶33‬ا؟‪(18) 800, £01 0*313‬‬ ‫‪313133‬ا‪0‬؟‪080‬ا‪13 160 81611031 33)1 6‬‬
‫‪ 811(1160 87 )2006(: 325-29.‬ا‪3١٧ 00110011038,٠‬ل‬
‫)‪(19‬‬ ‫‪£. ٨.‬‬ ‫ه‪1‬؟‪3‬آل ‪( 0/11(6 01)1 1681010601 )0133)1‬ا‪10‬أ‪£110603, 011 1116 #6,131338)01£ :8‬‬
‫‪300 0‬عةأ‪ £٧‬ع‪1: ¥6‬؟الج‪ 13 £‬ا‪8٣30‬ل ‪ً,‬اعة|‪٢‬اآل أ ‪٠‬؟ع‪١‬آلأل‪١‬‬
‫‪٦1١٠‬‬ ‫ئ‪ 0‬ال‪1‬ا‪10‬ا‪٦03‬س‪ ٨‬ح‪16‬‬
‫‪1116 8x0(108 11-0(111100 (0x0(1: 0x01(1 1610181‬‬ ‫ل‪0££‬آل‪£1088, 1999)33108 £. ,30101‬‬
‫ا‪0‬أ‪ 0^160 1‬ال‪1‬أ‪0‬أا‪603‬سشم ‪ 610‬م‪01‬ئ‪0300‬ا)‪1‬ال‪: ¥60 £‬أ‪33‬أ‪ 13 8‬أ‪8٣30‬ل‪031‬أ‪30‬خ*‪111103)13¥ 3088‬‬

‫‪٢٨٦‬‬
‫‪ £1*688,2005(; 334 416 31016‬ز‪1‬ا‪*8‬ا‪٧6‬ا‪3‬تأ ك‪٢‬ن‪£‬ت‪(0x1(1: 0,‬‬ ‫‪٢‬جاحا‪0‬يؤ ‪(331681‬‬
‫عجعئ ‪8:‬ه‪1‬؟ةآل كعة‪0 )6٢‬أ‪0 1‬أ{أا‪ 0‬رز‪٠‬ةطا)‪٢‬د ا‪,0313£ 113111)311 ;(2008 ,11011 /1‬‬
‫ا‪813 )£0318٧11‬ل ؛‪18٤01^ 0‬آل ‪3133111, ٨ 61611631‬ج‪03‬ط‪٧. £6111:6‬‬ ‫‪, 311)1‬ج‪03‬ط ‪(8‬ل‬
‫‪).‬ت‪110‬ع‪61* (01111 ٦‬ا‪31138‬ا‪٦٧682003 ,‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس؟ ج‪١‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫ا‪63163‬ج‪ 313‬ها‪0‬؛جع‪٣‬ه‪11381268 1618 1‬ل‪ 631‬أ‪6‬ج‪1‬ل‪. 1‬آل ‪- (.‬ل‪0[116‬ا ‪06118111686 110168 1)311‬‬
‫أ(ل‪ 7^10 1<00‬ا‪07‬ا‪08‬أ‪-68 10 01)1 !087010)1‬ل‪3‬ا‪16‬أ‪-‬ال‪ 8061066011011110 8‬خ‪13‬ا‪1*38‬ا‪6031)0/00 0‬‬
‫‪٧.‬ا‪-8‬ل‪*٧3‬ا‪316‬ل ‪:‬ال‪0 ١٧36٣8 (3106, 56-54 ,(2004 ,1‬‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪6 111611110118 11118 111‬آل‪8010000 1)011 100§1‬‬ ‫‪8616366‬اا ‪ 111‬ق‪38813‬و[‬ ‫أ‪٠ 111 #0‬أ‪311)1 £16168,‬‬
‫‪(00‬‬ ‫‪x1(124-223,(1961‬ك‪0٢‬ا‪1‬ل‪:‬‬ ‫‪,688-1£‬‬ ‫‪.‬ا‪ً3 ٧6‬ا*‪1 8‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫<‪0‬اأ! ‪.٠ 187-001'8‬الج‪0‬أ‪0‬ا ‪3٧, 01)1 !0870107‬غ‪413‬ا‪01111 00:£1 ,0٣0٧6 8*0١٧361<£) 3 .‬‬ ‫ا‪٧0‬‬
‫ا‪-٧3‬ل‪316‬ل*‪.128 ,(2009 , 1 8‬‬

‫‪١‬ملم ‪111108£ 11116111)681£ 014‬‬ ‫ئ‪6: £116 £1)106 0‬ال‪0٣ )111 £‬ئ ‪6‬ال‪ £‬وأ‪٠‬يآل اآل ‪ ١.‬آذ‪٠٠‬آلر‪٢‬‬
‫‪29,(1983‬‬ ‫‪,٣688£‬‬ ‫‪).‬ا‪6‬ا‪3‬ل ‪0^116٣8 0 0 6, 1£:‬ه‪1 8*٧31-‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪£03186‬‬ ‫‪٨31)000‬‬ ‫ل ‪ 13‬اا‪^,‬ا‪111 38 £61*1*661 £16‬ا‪٨1116‬ا ‪,‬ال‪03‬ا‪1)00 07(1^ 10088)000 8‬‬
‫حق ‪0١٧3133‬آل ‪ )£3311331, ^40:‬ج‪6(1. £0601*1 £. 031-613 33(1 63633 £. £13‬‬
‫ا ‪,‬ج*‪61‬ه‪63‬ا‪1£ ١٧16‬ل‪ 611315161* 13 £‬ا‪33‬ؤ ‪80 1116‬ا‪4, 2009(, 79; 866 3‬ا‪6‬ة‪6‬ا‪£11111700)00 00‬‬
‫‪).‬ل‪3٧6‬ا ‪6‬ج‪6: 033161*14‬ج‪10 0 00(11088 1101^07-80 (033161142005 ,688*1£ 1 8-‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪0‬أ(ل‪10 1^7007-1000 1<00‬ا‪ 7‬ا‪ 1118707^ 0‬د‪£3111 )0113803, 1997 ,1138‬‬ ‫‪),‬ا‪31^61*00‬ل‪٠١٧٢01*£: 1‬‬

‫هذه الحالة ستحدث مرة أخرى فقط حين يثبت حكم الله العادل والمحب على كل الخليقة في السماء‬ ‫(‪)٧‬‬
‫الجديدة وا ألرض الجديدة (رؤ ‪.)٢٢ -٢١‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫‪8 3311101*1, 866‬ا‪31*6‬ا[‪61*1‬ة ‪03 1116‬‬ ‫‪61,‬ج‪. £. ١٧٢1‬ي‪٦١‬‬ ‫ا‬ ‫‪٠٢،7‬ا ؛سعر‬ ‫‪)833 £1*3361860:‬‬
‫‪1(31^61*0011138, 2005(.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫ا‪ 00)1, 866 £33‬؛‪6 0‬ا؟‪60‬؟ ‪ 38 1116‬ج‪13‬ك‪8 63‬اا‪81*36‬ا ‪ 33110331‬ا‪£01* 1*31(1161* 4186388103 0±‬‬
‫سأل‪٢‬ع ‪68‬ا‪6‬ج‪0‬ا‪(0‬ا‪ ٨‬ال‪4)1‬ال‪٠‬آ‪6‬ال‪6 10 £‬س‪ 6‬خ ‪8:‬آل‪36‬ه*ا‪3‬ا‪63 00)1 0068 10 8‬ل ‪,‬الً‪٢٠‬‬
‫‪58. 15-16.‬ل‪3‬اأ‪48: £3^61*, 2008(, 6‬ا(ل‪£3‬‬

‫‪ 031116 01)1 £681331631‬إل‪31‬ا‪ 00133163‬ا‪ ١٧ 3161*331 033‬ا‪008,‬أ‪7‬ا{‪0‬أ ‪1313,‬ا‪)10( 001403 (. ١٧63‬‬


‫‪(148: £61*431338, 1979(,270.‬ل‪)01*334 £3‬‬

‫ال‪1‬ا‪63‬ا‪11‬ا‪6 £0‬أ‪6‬أ‪6)14 1116 6‬آل ‪0‬أ ‪0١٧‬ا‪3 £0111168: 1‬ا ‪١ £116 611(16‬اسآل‪٢‬ل‪١‬ةذ‪ ٦‬ةتد‪١‬اآ ‪٢١٦١‬‬
‫‪6:‬ا‪8٧11‬ا‪)£03‬‬ ‫‪,‬آ‪ً30‬ا‪ 1‬ئ‪- (0‬ل‪6‬ا‪31138‬ا‪٦٧68‬‬ ‫‪1989(,23.‬‬

‫‪, 131.‬فزط^‪£‬ى^‪3^,7‬غ‪3‬ا‪4‬ا‪)12( 00‬‬

‫(‪ )١٣‬على سبيل المنال‪ :‬اشتراط دليل من النسب للخدمة في الكهنوت (عز ‪٦٢ :٢‬؛ نح ‪ ،)٦٤ :٧‬واالحتفال‬
‫بعيد الفطير (عز ‪)٢١ -٢٠ :٦‬؛ مع التأكيد أن األطعمة غير الطاهرة وا لجثث المينة تسبب النجاسة‬
‫(حج ‪.)١٣-١١ :٣‬‬
‫‪8‬ا ‪8‬ا‪£11‬اا ‪,‬ظ‪606‬ه‪311616 0. £3‬يمآل (‪)14‬‬ ‫اا‪8 1٢14‬ا‪1161‬ا‪٠ £3‬‬ ‫‪)1858-1901(.‬‬

‫‪0, 130.‬اأ! ‪, 187-001'8‬ال‪3‬ج‪413‬ا‪)15( 00‬‬

‫‪)16( 1614., 609-15.‬‬

‫‪٢٨٧‬‬
‫(‪)17‬‬ ‫وؤ‪118, /٠!٠‬د‪1311 £1‬ال‪0113‬ل‬ ‫‪)171)1 $171 171 7)71010711 [[1)1)118771‬‬ ‫‪:‬ك‪٢1‬ن‪¥‬‬ ‫ك‪)0٢‬ت‪0‬‬
‫‪ £1*088, 2000(, 39.‬إل؛ا‪*8‬ا‪٧0‬اال‪0‬‬

‫‪ 661108‬س‪€810‬آ ‪٦٩ 01)1‬أ ةجأس‪ 8‬حسع‪ً٣)1٠ ٦‬ا‪ 8‬ه ئ‪8 0‬ج‪(8‬ل‪, 61‬سًاآل ت ‪٠‬الًاالذ‪<١ ٢‬؟اع‬
‫‪3±, 2001(,‬ا‪60‬خآ ‪:‬ا‪1‬ج‪٢‬الةلالك‪)£‬‬ ‫‪17.‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫ا‪1‬جأولة‪00 ٠11‬الع‬ ‫‪^ ،271)1 $171 1717.71010711 [12)1)118771.‬ا‪(1214‬ل‪771‬ل ‪3١٧3118,‬ا)‪1 111 1‬‬

‫‪ 3‬إل ‪ 00111111011 3‬أ‪3111011‬أ‪08‬آ ‪08 01)1‬اا‪0‬؟‪)20( 60610861 661061, £0(4110128, ٨‬‬ ‫‪63111,‬ج‪٠6111‬‬
‫‪, 2007(, 212-13.‬إل‪*86‬ل‪*٧3‬ا‪0‬ل‪*8 013 ,16: 1‬ا‪0‬ال‪08; 1(0١٧‬اا‪<0‬؛‪: ٨‬كاتًا‬
‫(‪)21‬‬ ‫‪., 213.‬سال‬
‫(‪)22‬‬ ‫‪, £0(4110128, 23.‬الل‪63‬اا‪0‬لم‪١١‬‬
‫(‪ )٢٣‬ومع ذلك فالمالبس ‪ 1‬لكهنوتية (قارن خر ‪ )٣٩‬كأنت مسنثناة من هذا‪ ،‬ألنها كأنت تصنع من ‪ 1‬لصوف‬
‫والكتان‪ .‬وا لصوف ال يصبغ جيدا لذا يضاف عليه الكتان‪.‬‬
‫^‪771)1718 £<1011071)27‬أ‪ 171 £070‬أ‪0311,‬ا‪311 311)1 1610‬ع‪01‬ا ‪)24( 31110111 ٨. £0110636,‬‬ ‫‪0,‬أ‪ 1‬لج ره‬
‫‪8: £01*)11113118, 2000(, 263.‬ا)‪(1‬؟‪3‬حًا ك‪311‬ا‪ 61*00)1111311 )61‬ا‪00‬ا‪)1. £(3٧1)1 6‬ع‬
‫‪1113111, £0(4110128, 269.‬ل‪0‬آل (‪)25‬‬

‫اا‪0311 311)1 010311 )06(,‬ا‪110‬الًاا ‪6£‬ج‪)26( ]<3٧1)1 £. ١¥1*1‬‬ ‫ا‪, ٧0‬حز‪0 £<101:1071)17-‬أ‪٢ 1‬هض^م‬ ‫‪6‬‬ ‫‪٠١٧‬‬
‫‪: 6011610)3, 1992(,740.‬لج‪¥0‬‬

‫الفصل الثامن‪ :‬ماذا عن الغرابة الشديدة لتعاليم الكتاب المقدس؟ ج‪٢‬‬


‫)‪(1‬‬ ‫إل*‪3 101131 001111110131‬ل*‪01‬ئ ‪1, £04110128, ٦١٢0١٧‬ع‪63‬ع ‪<0(1011 ].131110111 130)01 0111110‬‬
‫‪.‬ا ‪8:‬ا)‪1‬؟‪3‬آل‪(01311(1 68-167 ,(1979 ,11113.118) 0‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫إل‪3٢‬؛‪1111011‬ع‪08 01)1 £08131110111 00‬اا‪0‬؟‪0, £<012107'0710771^, ٨‬ا‪400011٧11‬آل ‪. 0.‬ل ‪161(1., 167:‬‬
‫أا ‪ 311)1 001)1011 [. ١٧01163111,‬؛‪, 2002(, 249‬إل‪(£)0١٧1101*8 000, 16: 1110٧31*86٢٢110‬‬
‫أ‪10)2‬أ‪ £4)271£0‬اا‪£6007 :(1981) 53 ;(1'107'17)212) 0)1,‬‬ ‫‪ 011010311.‬؛‪ 0‬إلج‪0‬ا‬
‫)‪(3‬‬ ‫*‪60 601‬آاا ‪38,‬اج‪ £<011‬إل‪3٢‬ا‪١‬‬
‫‪121^0‬ا‪07-)2‬اأ‪38, £0(4110128 )28 £‬اج‪ £<011‬إل*‪ 311)111‬؛‪01(1 £081(27710711 59 (1993): 3-23‬‬ ‫‪:‬سادن)‬
‫‪0x0(1 1999 ,088*61‬‬ ‫‪).‬إل‪٧01*811‬سًا‬
‫)‪(4‬‬ ‫‪.‬اا‪ 011010311 600)1,‬؛‪ 0‬إلج‪0‬ا‪£600‬أا ‪^01163111, 170 ,4110128(0£ ,١٧01163111 ;11‬‬

‫‪ 3-23‬اا‪8 11£0٧ 018,‬ا‪011 ٨1111113‬ا)‪60161)1‬أ ‪38,‬اجال‪0‬ه‪ .‬أتبع ماري دوجالس في الفقرات التالية‪.‬‬ ‫(ه)‬
‫الحظ بنية سفر ا لالويين ا لتي تعمل كاداة تذكير باألفكار ا لرئيسية ا لتي تناقشها (صفحة ‪.)١١‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫‪63111, £0(4110128,‬اا‪١٧0‬‬ ‫‪774-75.‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫‪38,‬اج‪011‬ه‬ ‫‪ 22.‬اا‪0٧1110118,‬نحًا ‪8 111‬ا‪011 ٨111113‬ا)ك‪60٢61‬اا‬

‫(‪)8‬‬ ‫‪161)1., 23.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫‪771)2718 £<1011071)277‬أ‪ ٨. 60110636, 010311 311)1 011010311,171 £070‬إل‪£1110 6‬‬ ‫لج ره‬ ‫‪0,‬أ‪6‬أ‪8‬‬
‫‪8: £01*)11113118, 2000(, 263.‬ة‪1‬؟‪3‬آل ‪0)1. ]<3٧1)1 61001 61*00)1111311 )01*311)1‬‬

‫‪8: 63 08, 2008(,151.‬سًا‪3‬آل ‪0٢, £0(4110128 )61*311)1‬ال‪)10( 6^61*31111 £3)1‬‬

‫‪, £0(4110128, ١٧01*)1 61611031 001111110131*^ 4‬إل‪0‬ا^‪3‬ال ‪)11( (0611 6.‬‬ ‫‪,‬ك‪38: 1٢‬اا‪3‬ه)‬ ‫‪1992(, 213-‬‬

‫‪٢٨٨‬‬
‫)‪(12‬‬ ‫‪01٠‬و[‪*031‬ل( ‪, 0)1.‬ال‪ x£ 0£ 171[(08^707''8 8100 0<1٠٢‬اا‪038,‬ا‪£0٧11‬اا ‪88,‬عآل ‪063٢)1 8.‬ا‪£‬‬
‫‪0٢٧33, 2008(, 713.‬ا)‪03‬؛ت ‪8:‬ا)‪1‬و[‪ £3‬ك‪*0٧.0)1. )6٢33‬ا ‪,‬ك‪33‬ا‪)1 £. 03٢‬ا‪ ]<3٧‬ك‪33 111 33‬ا‪3‬ج‪£03‬‬
‫يشير ريتشارد هيس إلى أن ا لنسا ء فى إسرائيل كن يتزوجن فى سن مبكرة ألسباب وجيهة‪ ،‬وكن‬
‫يحملن كثيرا‪ ،‬وال يعشن طويان كما في المجتمعات الحديثة‪ ،‬لذا لم يكن نجسات في أوقات طويلة من‬
‫أعمارهن‪.‬‬
‫*‪01‬ول‪3‬ول ‪011118‬؛ ‪8 10 0111 £31*0‬كل‪(13) (633‬‬ ‫‪ 8301*1600811‬ا‪313‬ا‪3‬؛أأ‬ ‫‪٢ 2009(, 111‬جألآل‪1‬ج‪1‬؟ج‪)8‬‬ ‫‪06‬ا‪١٧6‬‬
‫‪110 11808/11118 101*111.‬‬

‫‪ 573,658.‬أأ‪038,‬ا‪£0٧11‬اأ ‪(14) 11088,‬‬

‫)‪(15‬‬ ‫‪8:‬ل‪^1‬آلآل ‪ )01*33)1‬ع‪٠٧‬س‪1 0/8 1٢٢‬ا‪7)170110‬أ‪01111 11. 8311633101*, 807‬‬ ‫‪^,‬آل‪01٧‬ق^‪0‬كًا‬ ‫‪1992(,33-‬‬

‫الفصل التاسع‪ :‬ماذا عن البربرية والشرائع القاسية والجرائم األخرى المتخيلة؟‬


‫)‪(1‬‬ ‫‪٠ 1(11)2)11‬جس‪[0* 3 111 00 64. 8۴‬آل‪1‬ا‪800 0:٥^ ,336331£) 07100<(0‬‬ ‫رم‪>2٦‬ك‬ ‫أ‪071)2 178 80‬‬
‫؛ ا‪ 0 8 1 1*1*088 0‬سًا‪.(2004 ,.102*11101‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪0631*)1‬ا‬ ‫‪8. 11088,‬‬ ‫‪0٧1110118‬ااا‬ ‫‪٢£‬م ‪71‬أ‪07‬أ‪ 8111‬اا‪0 £1٢0 311)1 311 0)1)1 6330,‬ج‪1*33‬أ‪10:1: 8‬‬
‫‪.‬ا)‪2‬ا‪898-187 :(2008) 2 .12,110 0800101#1‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪١٧‬ب‪61, £<0117071(710771((, 6‬ج‪101* 1. £. 11‬ا‪1*0111 0111*18 0£‬؛‪13011 61611031 011131101131 111 0‬‬
‫‪.‬ا)‪, 1:£03‬الك‪0‬ة‪001111110113 4 (60336-235,(1996 ,803£0‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪),‬ا‪3٧01*8‬ا ‪01*)1‬؛ل‪0٢)1: 0‬؛ل‪ )0‬و‪٢٠٢،‬عغخ ‪38,£0010118 )18‬اج‪03‬ل ال‪3٢‬ل؛‪800 1999 ,088*61 1‬‬
‫‪98-104.‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪1131*1*18, £71(1 0/8(11, 18.‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫ا‪, £<011707‬أ‪6‬ج‪١٧1*1.65-264 ,((0710771‬‬


‫)‪(7‬‬ ‫ا‪33‬ا ‪١٧1118‬‬
‫^‪110601* 61610 003131033‬؛‪[١x0(1118 19-40, 6*01‬ول‪6. 0. £0‬‬ ‫‪٠١٧‬‬ ‫‪:‬؛‬
‫‪101610(3, 2006),218.‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫*؛‪3١٧8 0‬ط ‪800 031^ 3301031 10 011008*60101 .195,205 ,194 ,193 ,192§§ 361*11311111131‬‬
‫‪.‬ا‪X1 0/807’10117'0, ٧0‬ا ‪0, 0)1.,‬اا‪3‬ال ‪1*031 ١٧1111331 ١٧.‬؛ ‪03‬ظ‪3‬ا )‪£38101*3 10X18 31*0 207110‬‬
‫ا)‪01‬ل) ‪70‬ا‪2, 11117710711(11 1718071010718 00771 10 811)110(11 63^31^ :(2003 ,111*61 :03‬‬
‫‪:‬؛) ‪813 ^1301*, 23)1 0)1.‬؛ ‪3 33)1‬ا‪0 331‬إ‪080‬اط ‪1*031‬؛ ‪1038‬ا‪00‬اا‪0‬ج ‪3١٧‬ل‪). £016, 113313‬‬
‫ا‪ 018707^ 0‬د ‪61*00£, 0)1.,‬أ ‪80601318 £1*088, 1997): 33(1 £3^3103(1 ١٧0820010711‬‬
‫ا‪, 2 ٧0‬لكسك‪.(2003 ,611 :103)01£) .8‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫‪.‬؛‪3١٧8 0‬ط ‪10-6§§ 361*3133131£‬‬

‫اا‪,‬ا‪£‬الج‪301031 £‬؛ ‪8 13‬ا‪33‬ا‪31‬ا*‪ 01‬؛ ‪(10) £>3٧1(1 £01*103, ١١£60 )1*03131031 01117710717 0£ 171‬‬
‫‪),‬؛ ًال‪30‬ل ‪،2٢ £)187, 0)1.‬ب‪ )271771171)118 171 70 20010717 ٨‬ا]‪01977 ,111*61 :103)01£) 838803 .‬‬
‫‪.,‬ج ‪1-64 (800 0.7710‬‬ ‫أ‪310 33)1 £<331863103!,‬ا‪0٢‬اا ‪.‬؛‪1, 8.‬ا‪(0١٧0‬ل‪0‬يمآل‪3)11*03 6.‬؛ ‪25(: 33)1‬‬
‫‪٢‬؛لن ‪:‬ك‪0٢‬؛آ‪0٢)1 )0‬؛ك‪ 6. £0‬ال‪033‬ه ‪ 20010717 £§((0, 0)1.‬ا‪0x00 £710)001)0(01 01)0‬‬
‫‪£301*811 £1*088, 2001),1:318.‬‬

‫اةلآلةدآ‪(11) 681331031(014 3‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫؛ ج‪0٢‬الن‪ £‬ض هك< ‪87‬ثمض‪8 01* 0^03 £‬أ‪8‬أ‪ £‬أ‪6‬جأآوًاجعآل‪.‬‬
‫‪£‬ا‪3١٧8 3‬ا ‪ )01*33)1 £3^1)18: £01)131338, 2009(, 27. 63^01* 30108 1631 £111110‬ا‪1)3111120 80‬‬
‫)؛ ‪8‬ا)‪03133‬ا‪.0811131103*1*01‬‬

‫‪0٣,‬ج‪01133308 £03‬؛‪(12) 3‬‬ ‫‪ 118‬ة‪ 33‬ج‪3‬ا‪0‬ا)§‪١٧1*03‬اا‬ ‫ا‪01٧11‬ا ‪ 33)1‬ا‪33‬ا‪31‬ا*‪01‬ا ‪833011038*. 03‬‬ ‫ا ‪£3١٧‬‬

‫‪٢٨٩‬‬
‫‪€1٢ £)181 ١‬ااآفد ا ا‪٢‬أ ‪8‬أ‪٦٩٦11‬أ‪ 0٢‬ئ‪ 0‬س‪٢€٠٦٦‬آ ع‪£‬آز‪١١١ 1٦٩‬هدألاً‪1‬ف‪١٢٠‬ألذ‪١‬هدد‪ ٢‬عألل‬
‫‪61, 01)1‬ج‪. ١٧٢1‬آل‪.‬ل *‪601‬؟‪8٤0‬ا*‪80 061‬اح ‪6‬ج‪: 81*111, 1977(,72; 8‬ع‪0‬ك ا‪0‬ا) ‪ 64. $£188011‬علءدل‪0)1.‬‬
‫‪, 2004(,‬لمز‪1‬ا‪!1 0 ٧31*8‬ل ‪:‬ال ‪ 00)1 )£(0١٧1101*8 6٢0¥0,‬ا‪6 0‬أ(ل‪60‬م ‪16‬أ{ ‪07‬ا ‪ 11)28‬أ!‪077167‬أ‪68‬ل‬
‫‪310.‬‬

‫‪8 §166.‬س‪1101‬ال (‪)13‬‬

‫(‪)14‬‬ ‫‪3١¥8‬ط ‪٤0‬ا‪6‬اال‬ ‫‪§167.‬‬

‫(‪ )١٥‬الشيء الغريب أن هيكتور أفا لوس يسخر من وجهة النظر ا لتعويضية غير الحرفية‪ ،‬ويقتبس‬
‫من رايموند ويستبروك ليدعم رأيه‪ .‬في حين يختلف ويستبروك مع أفألوس! ‪٢111011)1‬آل‪ £3‬عع‪$‬‬
‫‪3, 1988(,45,47-‬كا‪3‬ة‪3١¥ )831*18: [. 63‬ل‪011‬ال‪11110‬ح ‪ً, $111)1108 111 811(1103,1 311)1‬اا‪6٢00‬أ‪١٧08‬‬
‫^ا‪¥01*8‬سأ ‪0‬ج‪0: 0311161*1)1‬ج‪07 )171 £< )0311161*1)1‬ا عود‪311 6411101*, £‬ل ‪3111‬ا‪80 ١٧111‬ا‪55; 3‬‬
‫‪ .81*088, 2006(, 20711.‬ومع ذلك هناك ثقافات أخرى في منطقة الشرق ‪ 1‬ألدنى كانت تطبق عقوبات‬
‫تتضمن تشويه الجسد‪ ،‬وهو ما أناقشه في هذا ا لكتاب ‪٠‬‬
‫‪ 01*610)1‬خ ‪ 8,0)118:‬ئ‪ 0‬آل‪ 8٠٠‬ع‪6‬آ ‪١‬ز؟ةلد‪٦١‬ر‪ ٢‬آل هًاةآلعًاذآ ‪6١‬اع‬ ‫ال*‪111)11‬عد‪0‬ج ‪1‬فج‪0‬أ‪00‬ألآ‬
‫‪3:‬اا‪^1‬ا‪0‬ة‪3‬اا‪)88‬‬ ‫‪*,‬ا‪810‬ال‪1‬ئ‪١٧08‬‬ ‫‪1974(, 93.‬‬

‫(‪)17‬‬ ‫‪61‬ح*الأد‪3‬ال؛‪3١¥8 0‬ط‬ ‫‪§§197, 200.‬‬

‫(‪)18‬‬ ‫‪¥0, 111011 3‬حا‪ 3 8‬ك‪0‬ا‪11‬عل ‪(1 §251. 1 110‬أ‪3111111111*3‬آل؛‪3١¥8 0‬ط‬ ‫‪ 1(0 [331)1‬ك‪1‬آل‪ 3 1111113 ٦٧0‬؛‪11 )1 0‬‬
‫‪110 11138 0 )§252; £81111111111^ §54(.‬؛ ‪0‬خ‬
‫(‪)19‬‬ ‫‪(1‬أ‪3111111113‬ة؛‪3١¥8 0‬ط‬ ‫‪§§229-30.‬‬

‫‪(20) £>01118 ,81111‬‬ ‫‪x0(1148,‬اج‪38‬‬ ‫‪011 3‬د‪0‬ح ‪0311‬ا*‪0١٧ ٨11101‬ةح‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0:‬ا‪1‬ا‪٠86¥‬‬ ‫ال اا ‪8‬‬
‫‪8116118111118, 2008), 485.‬‬

‫!(‪ 711118/07‬هر *ك‪٢‬هر‪(21) 83111 )06118011, 33 ,‬‬ ‫‪٠٦١٧ ¥01*8:‬‬ ‫‪.‬؛‪8, 2003‬ال‪11‬ا‪*00‬ا‪(0‬ل*ل‪3‬ال‬

‫)‪(22‬‬ ‫‪ 01* 0.‬ا‪١٧31983 ,٧311*01‬‬ ‫‪),‬س‪8: 2‬ا)‪1‬؟‪3‬آل ‪£3801*, 1)17)1 01)1 168/0771671/11)28 )01*311)1‬‬

‫‪,‬ظ‪6٣00‬ا‪011)1 ^08‬م‪)23( £3‬‬ ‫(‪ 1118/07‬هر ‪ 171‬أا‪3١¥,‬ط ‪ 61031* £38 0 11‬؛‪011‬ا‪ ٨110‬؛‪0631*30 0 0‬‬
‫‪0‬غآاا‬
‫‪: 81*111, 2003(,‬ا‪01‬ا)ا‪0‬ا) ظ‪6٣00‬ا‪011)1 ^708‬م‪3‬آل‬
‫ه‪. 1, 0‬ا‪!, ¥0‬رر‪0/^7101671/18/607 £)1816771‬‬
‫‪0311 8611080^61031‬ا*‪3: ٨11101‬ا‪6‬؟ا‪0‬ل‪3‬ا‪ 0x 1/ 0076)1 )861‬ا ‪. £11110 810111,‬ل‪.‬ل ;‪71-78‬‬
‫‪ 8x0)1118‬؛‪ 0‬ة‪0‬اا‪3‬ا‪0^٢0‬اة‪£60 1‬أأ ‪0,‬س‪1*11‬؟‪1. $‬آل ‪6‬؟‪. 34-35; 080‬؟‪ 1981(, 08‬ا‪0‬ا‪$00‬‬
‫‪ [011771)1155 )1993(:‬أ‪0£100‬أ‪0‬ا ‪67‬ا‪7711718‬ا‪8‬ا اأ‪011,‬ا‪( 311)1 ٨6014‬سسًا *ئ) ‪21:22-25‬‬
‫‪. 237-43(.‬؟‪233-55 )08‬‬

‫‪01100‬ا‪0‬ا‪¥‬؛‪ 111 1110 £11108 0‬الض‪ 81‬خ ‪6٣0١٧ 8161 :‬عآل ‪, 11* 111 110‬ألعألتا اآ‪1‬آل ‪١‬هفى‪٢‬‬
‫‪:‬حإ‪¥0٢‬‬ ‫‪ 66)1106'8‬؛‪ 801110 0‬؛‪^ 81*088, 1993(,45-46. £01* 3 01*111٩110 0‬ا‪¥01*8‬ا‪61‬أ ك‪£0٢‬ل‪0‬‬
‫‪ 8/14)1( 171 1/16‬هر ‪6:‬أ‪3‬اأ‪376\^ 3‬ا‪6‬ا‪7 171 /116 1‬ا ا‪6^ 0‬أ!{‪01*, 76‬ج*‪0116111‬ا‪01311118, 800 8011 0. 01‬‬
‫‪1071 48, 110. 4 )1994(: 436-37.‬ا‪0‬ا‪67[376‬ا‪71‬ا ‪ $118311 611)11106,‬ز‪67106, 6‬أ‪10‬ا[ا‪!08 0‬ا‬

‫‪ 7 )8036067,‬ال‪3٢‬أ‪0111111011‬ح ‪ 81610‬ا‪0113‬ا‪01*13‬ا‪!1‬ل دحم ‪)25( 13111 ١٧. 80311, 7 071)1 2 !§8,‬‬


‫‪; 0311810, £60 83 01*1108 0, 1995(, 186.‬ال‪0£80‬ا*ا‪)1‬ال‪0‬أل ‪1:‬‬

‫‪ 81611031‬ا ‪8 01)1081 $011,‬اال ‪ 640863 $£101*1600)1‬جال‪١٧67 £1‬ا ‪11,‬ا‪3‬ج*ل‪)26( $00 831*1106 643‬‬
‫‪1‬اا ‪. 811118011,‬ل ‪0١٧ 12 )60011160171(000111601*1986(: 62-63; 0611‬ا‪^ £0٧‬ج‪0‬ا‪٨٣06300‬‬
‫خ‪011 ١٧01163111 0‬ا)*‪01‬ى ‪6 00771771617(, 416 0)1., 0)1.‬أ‪ 1‬رززا ا ‪ 111‬اأ‪8,‬ج‪311)1 2 £111‬‬
‫‪ 80)276)1‬ا ‪, 1994(, 365; 311)1 ٨118011 £3110,‬الخا‪ً0٢٧3٢8‬اع‪*0¥0, 16: 1‬ل‪0١¥1101*8 0‬ه) ‪.‬ا‪3‬‬
‫‪٨ 0)1. ٨118011 £311107 £111)1 8. $0011 6^0 0‬غ‪ 1٢‬أ‪100‬أ‪3‬اأ‪6 3‬أ{‪/‬ا‪108 0‬؛هر ‪371)186: 00710'8‬‬
‫‪: 03143, 2006(, 205.‬اال‪0‬ا‪83‬اأ*ا‪0‬ال‬

‫‪٢٩٠‬‬
‫‪2,‬ا‪8 11‬ا‪87)22‬ل ‪0^:‬أ‪0‬ا )أ‪28))277127‬ل ‪, 01)1‬ال‪3‬ج‪)1111‬ا‪0‬ت) ‪11‬ع‪0‬ل‪)27( ,6٢0٧0 8*00١٧1101) 3 .‬‬ ‫ا‪٧0‬‬
‫‪.‬جع ‪X1, 803111011‬عس‪ 418011881011 0) 410 £2‬ك‪00‬ج ‪01* 3‬آل ‪, 2009(, 796.‬ال‪0٢¥3٢811‬اع‪: 1‬ات‪10 1‬‬
‫‪-‬ا؟‪3‬آل ‪10٢8 1-24 )61*3114‬؟‪63‬ح ‪:‬ا‪0‬اكا‪20‬آل ؛‪ 0‬ءل‪, ]60 800‬ه‪0‬ا‪3636 ,(1997 ,111113118 :48‬‬

‫الفصل العاشر‪ :‬هل إله العهد القديم كاره للنساء؟‬


‫(ن)‬ ‫لره ‪. 03٧148011, [1)27712‬يمآل ‪1063٢4‬ة‪011 6*0111 1‬ظ‪3‬ا ‪0٢ 18‬ا؟‪1 111 1^18 ٠63‬ة‪٢1‬جأ‪3‬ا‪ 0) 160 ٢٢‬سايمآل‬
‫‪).‬ع[‪*10‬ل‪0114‬ا‪٨: £‬يمآل ‪,‬الك‪1(0‬ةج(ل) )‪22 01)1 [28)22171‬ا‪٠X12(211] 171 (2007 ,8011‬لجر‪١‬ز ‪182‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪x101*4‬أ‪[ )271)1 8‬أ‪27‬أ{[‪771‬ل ‪3١٧3118,‬اًا‪011316311 10 :£*٢01 ٠١٧ 218771)1)12[ )101271/£ 171 71‬‬
‫‪.‬ع‪*8 1 ۶٣‬ل‪٧0‬ال‪639 ,(2000 ,88‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫أ‪771)2§2 )271)1 [)27711‬ا‪ 171‬أ‪,‬ا‪83‬ل ‪0 311)1 ]3111 1 11٨11010111‬ج‪31*1*13‬يمآلأ ‪,‬ظ‪00‬اآل‪[>3111011.171 7‬‬
‫‪),‬ا‪1‬ل! ‪]:‬ل ‪*0٧0,‬ل‪1 0١٧1101*8 6‬ا‪0‬أل^‪3^3‬ج ‪.‬يمآل ‪011‬ع ‪, 0)1.‬س‪ 1‬أ‪2‬اأ‪(112 82003 , 1 8*31¥*01‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫‪. 3 0١٧1101*8 6٢0٧0,‬ا‪2, ٧0‬اأ[ ‪{8‬أ‪87)22‬ل ‪0^:‬أ‪0‬ا )‪, 01)1 [28)01171‬إل‪3‬ج‪4111‬ا‪(01111 60‬‬ ‫‪]:‬ل‬
‫‪1 2009(, 376.‬ا‪*8‬ا‪*¥3‬ا‪10‬ال‪1‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫‪:‬ج‪111‬ا‪00 0‬ح‪, 311)1 1‬ج‪111‬ا‪0603‬آل ‪,‬ج‪111111‬ا‪, 018‬ج‪111‬ا‪٨111103‬أا ‪^3^2,‬أل‪0‬ة ‪.‬يمآل ‪0٣ 311)1‬لال‪3‬اا‪0‬آل ‪0.‬‬
‫؛‪ 12071271) 26, 110. 2 )2000(: 83-91‬اأ‪,‬ا‪38‬ع ‪ 111 1110 ٨11010111 ^031‬ج‪61111111011 £1*0008861‬‬
‫‪٨‬غ‪٧‬ز ‪ [7)27181)2)1071,‬و‪14‬ى‪٧‬ئ أر ‪:‬أ‪7‬ا ا‪71§ 0‬أ[ ‪2))278 )0 )112‬أ ‪, 0)1.,‬ا‪0‬؟‪0111‬ل] ج‪311‬ج‪٤‬ا‪0‬لم‪311)1 ١١‬‬
‫‪١‬ةاآلل‪١‬ةًاه‪٦١١‬فدآل ‪١ 1.‬حف‪٢1١‬آلةي‪ ٢‬ال‪111)11٠‬عد‪0‬ح ‪8, 011)1‬عا‪0‬آل ‪ 11110)111011011,‬ا‪00‬؛‪0٢‬ا‪8‬اآل‬
‫‪2003), 272-75.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫‪8011, [1)21‬ا)‪]<3٧1‬‬ ‫‪, 327.‬سل ره‬


‫‪٢٦١‬‬ ‫‪ 10 ١٧0111011‬ك‪0‬ا‪3‬ا‪111118611101118 ٢0‬؟ ‪110 81111111131^ 360111 01*111108 311)1‬ة‪14111110 ]3١٧8 §193. ٨‬‬
‫‪ )271)1‬رااهغ )‪1771271) 171 £.7101271‬ا‪771271, 0717712, )271)1 [127118‬ا ‪0١٧,‬اا‪0 0 ]0‬يمآل ‪18 £11836016‬‬
‫‪ £7101271) 1^2)27 [)28) ٠١٧٢01*£: 601111111111111, 2004(.‬ا ‪. 1,‬ا‪80012)7, ٧0‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫‪08 01)1 ]08131110111 00111111011 3‬اا‪0‬؟‪, ٨‬ال‪0, 1(212)270710771‬ا‪011٧1‬ج‪0‬يمآل ‪3. 0.‬‬ ‫لمز‬ ‫‪0١٧1101*8‬‬
‫‪0٣0٧0,16:111 0 ¥31*811 2002(, 369.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫ةآلاآلةددآل‬
‫‪١‬‬ ‫‪006 08 0‬؛<] ؛‪ 0‬ج؟‪0‬آل ج‪100 £16108: ]6‬ا‪8‬أ‪111 8101*^ 00)1 06٣‬دا‪8‬ج] ‪٩, 01)1‬‬
‫‪,‬لمز‪0‬ا‪0106‬ا‪0)282 8)12)[ )6‬‬ ‫‪]£:‬‬ ‫‪£3101*1108101*, 2004(, 68.‬‬

‫‪ 111 0)271071‬أ‪3١٧8 3114 0300111031 11110111101131 1,‬آل ‪01)1 ]08131110111‬أأ ‪0,‬ال‪00011٧1‬يمآل ‪)10( )0)1011‬‬
‫‪01*٧311,‬ا)‪11‬آل‪148٠.‬؟‪3‬آل ‪. )01*311)1‬ا‪01110١٧ 01 3‬ا‪3٢160‬آل ج‪071, 0)1. 01*31‬أ)‪)27[072))2‬أ‪7‬ل أ‪1(110)2‬أ‪)271)18‬‬

‫(‪)11‬‬ ‫‪, 250.‬صا ‪1‬ره ‪800, [1)27712‬ق‪3٧1‬ه‬


‫‪1401*٧311, 1992(,51-‬ل‪8: 26‬ق‪1‬؟‪3‬آل ‪77)2)[2 0311)1‬ا ‪ [21)212011 )28‬ا ‪)12( (0611 83116311101*,‬‬

‫(‪)13‬‬ ‫‪01*801111101*01‬؟ ‪01*0)1 3‬ا)ع‪8 ٢0‬ا‪ 160 111111108, 608113111 ١٧ 16 001*13111 31111113‬ج‪٨111011‬‬ ‫‪111311‬‬
‫‪1, 1:648-49.‬ك ‪ £)101271) 112)27 [)18)2771‬ا‪, 1118)077 0‬كا‪61*00‬ا‪11٢0. 800 ١٧08‬؟‪1111‬‬

‫آل اا ‪0: 6‬ا‪ 2 ٠86٧11‬لمز*‪31‬ا‪011‬د‪٧٨11101*10311 00‬د ‪8x0 ,1*811131 1 38)1128,‬اجل‪)14( 800 ]<0٦‬‬
‫‪ ¥0 0011'11(310 8111 80 ١٧0 0011'1‬ال<‪ 01108, ٠‬لمز‪3‬ا‪ 311)1 0‬؛‪, 2008(, 450-54‬جا‪866‬ا‪61‬اا‪£‬‬
‫ا‪0‬ا)ا‪01100‬ة ‪01٧1110‬ا ‪0^)111111 10‬هق‪ 10 160 031133111108: ٨11 ٨‬ك‪0110‬؟؟‪3‬آل ‪011)101*81311)1 ¥1131‬‬
‫‪)2 011718)1 11.8. 11 )2009(: 53-72.‬أ‪2‬ا(ل‪080‬أأ‪2‬ا[ أ‪8,‬ا‪11111011‬ج*‪٨1‬‬
‫‪31* §§27, 30.‬ا‪86‬ل‪11-‬؟‪ £1‬؛‪)15( ]3١٧8 0‬‬

‫‪٢٩١‬‬
‫‪)16( 0111116‬‬ ‫‪3١٧8‬ا‬ ‫‪§194.‬‬

‫‪1038‬ا‪3‬ا‪86X113.1 6111111 16‬؟ ‪! )11)111’1‬ا ‪, 11111116‬ال‪1‬كك‪3١٧8 §2003. 0‬ا ‪)17( 11111116‬‬ ‫‪ 60١٧ 01‬ة ‪١٧116‬‬
‫‪ )§§187-88, 199(.‬ج‪0‬ا) ‪ 01‬ج‪1‬؟ ‪ 01‬؟‪81166‬‬

‫الفصل الحادي عشر‪ :‬ماذا عن المهر؟‬


‫‪ 1110111)18 (٠‬ئ‪61186 0‬ئ‪ 111 1<6‬و‪ً.‬الس‪٢3.١٠‬هةال‪1‬عةدآ‪8§6111111‬‬ ‫ا‪ 1‬ال‪1‬اع‪6 8‬؟؟ ‪03:‬‬ ‫داع‬
‫‪: 81.‬؟‪6١٧٢01‬س‪80(111(1(11 2009 ,8‬‬ ‫‪).‬ا‪313‬ئآل‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪.‬؛‪3١٧8 0‬ا ‪71-170§§ 03133131361‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫أ ‪681331631,‬؟ ‪63‬ا‪33116 13٨1‬جالا‪0‬؟ ‪31316 1111)1‬ج‪4030‬آلا ‪131112,‬؟‪١٧61361 0‬‬ ‫أ!)‬


‫‪1 65 )1963(: 9-13: 311)1 ٨.‬ا‪10‬ا‪8807180‬ا ‪0‬أا‪0‬أأ;‪1‬أ‪07‬أا‪08‬أ‪1‬ا‪,831111161 2 ,61803‬‬ ‫ا)‪٨. ٨3‬‬
‫‪.‬ا‪6‬بًا ‪1٧ 1116: ^600138‬ا‪38‬س ‪ 61611031 00313163131 11‬سبال‪203,(1989 ,803‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫؟‪ 111111‬ال‪3٢‬آل ‪0111011 01 10‬ا‪ >01116 10 6 3 86 80‬؛‪38 1116 ^3^310‬آلاا ‪3^8,‬آل ‪866 1. 1)311161‬‬
‫‪,‬ا‪077107‬ل‪08‬ل ‪0 01)1‬أ‪ 6‬ا‪ [011171)11/00 1110 8<11)1{ 0‬ا‪8 1-11,‬ج‪ 111 1 1) 3‬لمذا‪6‬ا[ ‪631131 6 8116128‬‬
‫‪110. 2 (2003): 149-74.‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪,‬ال‪0)1‬ة‪63‬؟( ‪X11(111]} 171 1110 01(1 108110711‬أ!ا‪ 1‬ا‪803, 3107710 0‬ا)‪4. ](3٧1‬آل‪6.01131(1 80 :‬‬
‫ج‪61, 11113‬ج‪63661‬ج‪. 03‬؟‪1: 063(11161(803, 2007), 193-98: 311(1 001(1011 3 38 6‬‬
‫‪.‬ا)‪61٨63‬ظ‪8: 63‬ا)‪1‬؟‪3‬آل‪003331 (0133(1 18-115 ,(1994 ,63110‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪.‬ا‪1١٧6‬ا‪3‬آل؛‪131116 0‬؟ ‪8011,‬ا‪[>3٧1(98-193 ,1‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪x0(138,‬اج ‪0‬ل ‪ 0111 161)1., 191-93: 311)1‬ال‪63٧11‬غ ‪1118 86011011 60170١¥8‬؟‪6 ,^8133 .)1 38‬‬
‫ج‪3‬اظ‪8‬ا‪361‬؟ آل أ ‪6: 6‬ا‪٧11‬ظ‪ 38‬س ‪6١٧٨31611633 0013^363131^ 2‬يج‪866 .84-481,(2008 ,‬‬
‫ا‪803‬ا)‪3 1‬ل ‪01 610631)1‬؛ ‪8 100‬ءا‪33‬غآ ‪[~710§0 )18 )1 )20(70710716 320-22.‬ا ‪61,‬ج‪63661‬غ‪3‬آل‪8‬‬
‫‪).‬ا؟‪6 )86‬ج‪3883‬؟ ‪8‬ا‪6306 03 16‬ا)‪03‬؟‪631311 001*16826,2009 631661‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫‪١٧31983‬‬ ‫ة‪,61٧3301)1 1081)17710711361108 )0133‬‬ ‫‪8:‬ا)‪1‬؟‪3‬آل‬ ‫ك‪203‬‬ ‫‪61 0.‬اا‬ ‫‪861,),‬ا‪3‬آل‬
‫‪187.‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫}ا ‪ 171‬اا‪,‬ا‪8136‬ل ا‪63‬ا‪3 ٨30‬ا ‪331 1‬؟ ‪6 33)1‬ج‪313‬آلآلاأ ‪,‬ظ‪00‬اآل‬


‫‪ 1.‬ا‪6‬ا‪33‬ه‪3077111 1)071 0§1)71‬‬
‫‪171 1110 311)110(11 1)3(1, 6(1. 663‬‬‫‪,‬إل‪61٧31811‬ا‪3‬ل ‪1 )00^3618 010٧6, 16:‬ا‪6‬؟؟‪ 0331‬ا‬
‫ا ‪313 1‬؟اا ‪331,‬؟‪٧63‬ا ‪6, 249: 001)103‬ا‪ 1‬ا‪803, 31)17710 0‬ا)ا‪(3¥‬؟‪2003), 57,63: 1116 3‬‬
‫ا‪6‬ا‪33‬ه ‪688 33)1‬آل ‪0, 6)1. 60131)1 8.‬أ‪6‬أ‪ 171 3077111{ 171 1110 3‬أ ‪,‬؟‪63131630‬؟ ‪1)0133) 0310‬‬
‫‪x0(138, 509-10.‬ا‪631‬ا)‪61٨63‬؟‪3‬آل ‪8:‬ك‪1‬؟‪636 ,1*81331 1)33 :24-23 ,(2003 ,0‬‬

‫(‪ )١٠‬الترجمة اليونانية للعهد القديم تترجم هذا النص بشكل خاطئ فوحد ‪ ،‬كما لو كان الرجل وحده هو‬
‫المذنب‪ .‬ا لنص العبري يشير إلى أن كليهما ضالعان في الجريمة‪.‬‬
‫‪1, 359, 519.‬ا‪{\(0‬اا‪803, 3107710 0‬ا)ا‪)11( £(3¥‬‬

‫‪)12( 6(3336 6. 061*18163863, ]<011107'0710771{ 21 :10-34:12,‬‬ ‫‪ 61611031 00331363131‬سالل‬ ‫‪66‬‬


‫‪603138 6)61803, 2002(, 474-75.‬؟ ‪ 386 116:‬س‬
‫‪{ 57‬ا‪07‬ا‪07‬اأ‪ >2‬أ‪100‬أ‪ 3(<071£0‬اا‪1¥68 03 11,‬ا‪60‬؟‪61*8‬؟ ‪681313631‬؟ ه‪01‬أأ ‪ 1)1)1361,‬؟‪)13( 6(61*6‬‬
‫‪11 1985(: 109.‬ا؟‪)٨‬‬
‫‪1, 595.‬ا‪{\70‬اا‪803, 3107710 0‬ا)‪)14( 866 6(3٧1‬‬

‫‪33۶ ٨ 666X3131331103 06‬ا‪3‬؟ ‪61 ...‬آل ‪03 86311 031 016‬آلاأ ‪. 1186,‬؟ ‪)15( 866 [610136‬‬
‫‪,‬دص‪()3‬د‪80,‬ا‪108 49 )2004(: 47-48; 3‬أ‪110‬أ‪[011711010/80771160 8‬ا‪ 25:11-12‬ال‪6103013‬ا‪6(63‬‬
‫‪ 166‬ج‪13‬ا‪¥003‬ا)‪ ^310 001462 3‬ال‪1, 476-80. 0116011333161 , 1116 3106 6‬ا‪{^0‬اا‪3107710 0‬‬

‫‪٢٩٢‬‬
‫‪011‬اا‪3‬ا‪3111])31‬‬ ‫‪8‬ا‪1‬غ ‪٧10١¥‬‬ ‫‪0‬ج‪3‬جع‪10 0‬‬ ‫ا‪3‬ل‪1٦‬ل‪0‬ا ‪8‬ا‪86‬ا‪١٧3‬‬ ‫‪¥60‬اا ‪31*81111101118:‬‬ ‫‪3١٧‬ا‬ ‫ع‪0‬ا‪011 ¥10‬‬
‫{‪ 8)11)1‬لج ‪07‬ا ‪ [011171)11‬اا‪04,‬ا‪0٧181‬ة‪7 25.11-12 1‬ا‪0٢011011‬ا‪: 00٦1‬ا‪01‬ا‪01*٧0111‬ا‪1‬ل ‪1)01‬‬ ‫!لج ره‬
‫الساج(‪£08(0111( 30:3 (2006): 431-47. 1’111 11118 011 011401100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬ا‪1‬ا‪8‬اة‪١٧‬‬ ‫ل‪001*1*08‬‬
‫‪(10‬ل‪0‬ا ‪2010‬‬ ‫‪).‬ياآل)‬
‫اا‪ 1110 ٨887‬؛‪ 0‬جك‪0‬ح‪(16) ¥60 .1.8 ,3118‬‬

‫الفصل الثاني عشر‪ :‬هل هناك مبرر لالتجار في البشر كبهائم الحقل؟ ج‪١‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫ا‪ 8‬س‪01٦€‬ظ‪۴١‬ه ا‪88‬عع‪1‬ج‪01]<014،‬‬ ‫‪¥‬ؤ‪€ 0‬ئأا ‪ 1٦٦€‬ئ‪ 0‬جذع)‪)1‬ةح ‪١‬ال؟<؟أ‪٠‬ز‪٢‬دآةةرعهحًا‬
‫‪٠١٧ ¥0٢6:‬‬ ‫جااا‪86‬ا‪61‬اا‪ً ¥‬اأ‪(3٢1‬ا;‪8.20 ,(2005 ,‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫ج‪61‬ا‪803‬م ;‪ ¥0111:8 0)11(111‬عا‪30‬ال ‪ 10‬ال‪6‬حآل غ جحآل‪١‬د‪٢‬أل ًاحلجح‪٠‬آل ة‪٦‬د‪1114) 1018)¥ 1110 ١‬‬
‫‪0001111101118 !!110)00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪1 1110 8101*7 18 ¥01111404,‬ا‪! ١٧1110‬اه؟‬ ‫أل‪0٢ ١٧11‬آلا‪0‬ج‪0‬ا‬
‫)‪8(0(0111011(8 7071.10 ,(1853 ,0١011(.¥ 063( :608103‬‬ ‫أ‪)1‬اا‪7‬ل لج ‪£‬أ‪7‬أ{‪/‬أ‬ ‫‪,‬لج اره‬
‫‪139.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫!(‪x^07‬ا ‪ 111‬م‪31*04 801* 1140‬ا‪3403‬الا ‪١٧. 0303803,‬ك‪٧1‬د‬ ‫‪(0^710710071‬‬


‫‪.‬أ ‪*4‬ل‪0‬؛ل‪: 0‬ظ‪11181017 ٠١٧ ¥069-368 ,(2001 ,088¥ 08117 3٢‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪. 3 )00١31*8‬ا‪0, ٧0‬اأ‪:8 £‬أ‪8700‬ل ‪0§{:‬أ‪0‬ا )‪37, 01)1108)017‬ج‪413‬ا‪0111 00:‬‬ ‫ال ‪0٧0,‬؛ى‬
‫اا‪*8‬ا‪*¥3‬ا‪310‬ا‪.460 ,(2009 ,7‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪,‬فهدك ‪. 81131*1,‬حق ‪38‬اج‪03‬ال‬ ‫‪ ٨3101*1033‬دح‬ ‫‪003111103131*7 2‬‬ ‫آل خ ‪0: ¥‬ا‪٧11‬ط‪8‬ة^)‬
‫‪.‬ج‪3‬ا‪¥361 8675-474 ,(2008 ,‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪.‬اأ‪37, 187001'8 £‬ج‪413‬ا‪00461 ,0‬‬

‫‪١‬أ‪٢‬‬ ‫‪*-‬كل‪, 1 6011*0٦٧ 0111 ¥1‬ا‪30‬ل ‪0 111‬ل‪7 0011111101118 011 80٣٧1111‬ا‪ 3‬؛‪03 801110 0173101¥ ٧3‬‬
‫د ‪7 £)181‬ا )‪ 1118)07{ 0/^70107‬د ‪ 111‬أا‪,‬ا‪0‬ج‪8٣‬ل ‪:‬ا‪0٧33‬ل ‪13 334 1110‬ا‪0‬ا‪٨33‬أا‪1(03861, ,‬‬
‫‪).‬ا‪01‬ك‪01‬ا) ظ‪100‬ألا‪. 2, 0)1. 637111034 ١٧08‬ا‪٧02003 ,61511 :‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫‪¥‬لج ‪ )111)1‬أ‪8700‬ل ‪0\07{ 1/1‬أ‪0)-8‬ا‪30,£<0‬ج‪01*7 0. 0611*1061‬ج ^‪800 0٢080( ,181)£ 117 )710107‬‬
‫‪.‬ا‪0‬ة؛‪0‬ظ‪ 8‬؛‪4: 13 0 8117 0‬ا‪0‬ة‪ 80 08 141 )860۶‬ا‪(03103‬ا‪8354-351 ,(1993 ,088¥ 4‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫ق‪0, 0‬أ(‪1‬أ‪ 8‬لج‪x1} 171 4*610631 .‬أ ‪7 1111110 ¥01101011,‬ا‪¥3311‬أ ‪800 001*403 ١٧036331, 077£ 111‬‬
‫ك‪(148: 63601 ٨03‬ل‪3.11*01 )01334 63‬ح ‪088 334 ]<33101‬ال‪8. .21 ,(2003 ,011110‬‬

‫(‪)10‬‬ ‫‪٨ .(.‬‬ ‫‪880§0‬ا‪^010, £110 2005 ,7‬‬ ‫‪ £70)11/18‬ره‬ ‫‪)]<0١3 18 0100‬‬ ‫‪),‬ا‪01¥3181‬ا‪3‬ا ‪:‬ال‬
‫‪239.‬‬

‫ج‪0: 03316114‬ج‪70 01116114‬أ)‪1§118‬أ]ا ‪0 10‬أ)‪7071 ^718)0‬ا {‪ 810^07‬ا‪008 0‬ا‪)11( ¥0101* 031*11807,1(0‬‬


‫‪.‬ا‪3 0181‬ال‪1 ,(088,1996*1¥ 7‬‬

‫‪)12( )01111 1. 0111*113111, £70(1118,‬‬ ‫‪١٧014 61611031 003131031317 3‬‬ ‫‪(¥7300: ^¥014, 1987),321.‬‬

‫ا‪0‬لم‪X1/(10118, .429,(1992 ,4^70¥ :031138) 4 003131031317 61611031 4‬ا‪1‬ا‪3‬ال‪.‬ا‪)13( )0611 0£,07‬‬


‫‪.‬؛‪٣0٧18100 0 0 0380 0‬؟ ‪33131313618 0040 111340‬ال ‪308 8 4061‬‬

‫‪0, 07000 171‬ا‪)14( 001403 £003 13114*01) {§0‬‬ ‫أ‪0‬ا ‪ 8)11)1{ 111 £<07)070707110‬د ‪.٠‬س‪ £‬لج‬
‫‪63^148: 203401 33, 1993), 148.‬‬

‫‪61, 111)17§ 111‬ج‪. ١¥11‬ال ‪)15( 061*1810^601* ).‬‬ ‫لج‬ ‫‪1{8‬‬ ‫لج ره‬ ‫‪£07)1‬‬ ‫‪0١٧1101*8‬ه)‬ ‫‪0100‬‬ ‫‪:‬ات‬
‫ا‪8‬ا‪¥3‬ا‪1310.124 ,(1995 ,7‬‬

‫أ‪7 )014 ¥0813111031(,‬ا‪3٧0‬ا‪8‬أأ ‪13313134 ٨. 0311431113 0, 8.٧.‬سآل ‪)16( 811 701107.][ 171‬‬
‫‪).‬ا‪. 6, 04. 03٧14 ^00‬ا ‪£)10(1071(17}, ٧01992 ,0011610437 :6*01¥ ٠٦٧ 1111311)00*1¥‬‬

‫‪٢٩٣‬‬
‫(‪)17‬‬ ‫‪.‬سآل‬
‫(‪)18‬‬ ‫اأ‪1,‬جح‪8٣‬ل ‪±‬ل‪3 311)1 1110 £0٧3‬اا‪310‬ع‪٨‬اا ‪,‬اك[‪8‬ال‪ً0‬ا‪0٢-1‬اال‪7‬ا‪£‬‬ ‫‪1007.‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫‪18‬ا‬ ‫‪ 1171671, 017716, 7171)1‬و‪0١٧‬اا‪0‬آ ؛‪11 ^010‬خ‪(0‬أ‪80 £1183‬اآل ‪(1 §282. 800‬أ‪3111111111*3‬آل؛‪0‬‬
‫‪.٠‬ألآلئ‪ ٦١‬ب‪001* £)181 ٠١۶‬بأ ‪111‬عا‪, 1110 ٨110‬ا ‪.‬لد‪٢‬آلوال‪0۴‬أ‪! >111)1 800‬ا ‪111‬جأ‪11€‬اشم ‪£111118111110111 111‬‬
‫‪£!01111111111111, 2004(.‬‬

‫‪07 71)6‬ا ‪1, 01)1 ]687077167)7 1)08‬غج‪. ١٧٢1‬آل ‪0^110٣[.‬ا‪8‬ا‪٣‬ألج ‪111٣0, 800‬آل‪1 11118 11111٩110 ٤0‬ل‪)20( 0‬‬
‫‪٣811 , 2004(, 292.‬ح‪01٧‬ا‪0١٧110٢8 6٢0٧0, 1£: 111‬ه) ‪6 0/00)1‬أ{[‪]60‬‬

‫‪1‬ألآل‪٣‬اادحال؛‪)21( £3١٧8 0‬‬ ‫‪§§17٠-7£‬‬


‫(‪ )٢٢‬أشير هنأ إلى هيكتور أفالوس فى كتاب (‪ 071811)171 ]<611181071‬ا) الذي حرره جون لوفتس‪ ،‬إذ‬
‫يقع أفالوس كثيرا في هذا ‪ 1‬لنوع من تحريف األدلة‪ .‬فبرغم من اتهاماته ‪ 1‬لهجومية على أسلوبي واصائ‬
‫إياه باإلنحياز للدين أو اعتمادي على اإليمان بال أدلة‪ ،‬إال أن الموضوع يتعلق باألدلة والمحاججة‪ .‬وكما‬
‫يتضح فإن نبرة أفالوس وانتقائية حججه حتائ تجعل منه منا هشا للدين وا إليمان بال أدلة أيائ‪.‬‬
‫‪6, 470.‬ا‪, 187061'8 ]1‬ال‪3‬جاال‪)1‬ا‪)23( 60‬‬

‫‪ §16.‬ا(أ‪*3‬االد‪£3‬؛‪)24( £3١٧8 0‬‬

‫(‪)25‬‬ ‫‪ £8111111113 §49-50; £111110 £3١٧8‬؛‪ 0‬د‪ §12; £‬ائا‪8‬ل‪(11٠‬ل‪ £1‬؛‪\¥8 0‬ئ‬ ‫‪§24.‬‬

‫(‪)26‬‬ ‫‪0111311 £0110)1,11‬اال(ا‪1(-63‬ر‪8, 311)1 601*110113118011, 8.٧‬اا‪00١٧0‬آلس‪8110‬ا‪111100‬غ‪030‬ل‬


‫‪ )£01)1011: 61*111,‬أل‪٢00‬و‪٦‬ا‪111011)1 ٦٧08‬إل‪3‬آل ‪0{٧, 0)1.‬أ ‪ 1118107{ 0/^7101671111607 ]0816771‬د ‪111‬‬
‫‪2003), 2:932.‬‬

‫‪111‬دا‪ً08‬ا ‪ 111 01)1‬الا‪0 0‬ل ض ‪8۶ 1)11‬ه‪1‬آل ا‪1‬ع(ل‪٦٦1 61818 01* 0‬جأ‪١6‬دذ‪١‬اة‪١٠١‬ةدآ ‪٩١‬فى‪٢‬‬
‫‪8:‬ا)‪(1‬ل‪3‬آل ‪! )61*311)1‬خ‬ ‫‪8, 2009(,133-34.‬ال‪3‬اال‪*)1‬ا‪£0‬‬

‫‪0011 0111131.‬أ‪11‬ا‪://١٧١٧١٧.111100‬ا‪0 31 11‬اه‪3‬اا‪)28( 61118 311)1 011101* £11100111 8^000^08 31*0 3٧3‬‬
‫‪0٧.‬ج‬
‫‪. 2,11*3118.‬ا‪16 01)1 ]687017)7, ٧0‬ا‪7‬ا‪0§{ 0‬أ‪0‬ا ‪)29( 11 1101* £10111*0)11,‬‬ ‫‪01* )£011)1011:‬ظ‪. ٨.63‬ل‬
‫‪86^61*088, 1967)321.‬‬

‫‪7<)6 01)1 ]687077167)7, 0.1, 11*3118.‬ا‪0§{ 0‬أ‪)30( 11 1101* £10111*0)11, 77)60‬‬ ‫‪01* )£011)1011:‬ظ‪3‬ة‪[. ٨.‬‬
‫‪86^61*088, 1961),77-82.‬‬

‫‪)31( ^111131111110)1‬‬ ‫‪٨.‬‬ ‫‪0311)131113 0, 8.٧.‬‬ ‫اا‪£(,‬ال‪3٧01*^ )٨1‬ا‪8‬أ‬ ‫‪171‬‬ ‫‪107‬ا‪710‬م‬ ‫‪6 ]<101107107{,‬أ‪1‬‬
‫‪6:61.‬‬

‫‪8: 20 )10311, 2007(,‬ة‪3^1‬آل ‪0£{ )61*311)1‬أ‪0‬ا ‪0 ^71 01)1 ]68107716711‬ال‪)32( 61*1100 £. 11‬‬
‫‪721.‬‬

‫‪١ 1٠‬ذك‪٢٦‬‬
‫‪٠١ 01)16081011101111108,191 .‬ل‬

‫‪)34( 83111 £31*1*18, ]61167 10 0 0)71871071 11071071‬‬ ‫‪(£ 2006(,14.‬ل‪10‬ل‪ ٨. £‬ك‪٠١٧٢0٢1>: ٨1£٢0‬‬
‫‪6, 460-62.‬ا‪, 187061'8 ]1‬كل‪3‬ج‪)1111‬ا‪)35( 60‬‬

‫الفصل الثالث عشر‪ :‬هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪٢‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪ 071)1 7116 1^71016717 11607 ]087, 3806‬أ‪8706‬ل ‪110, ]<61(7-810^67{ 171‬ج‪11‬ا‪10‬ئ‪ 6. 6‬لمد*‪01‬ج‪61*0‬‬
‫‪ 81106101)1 £1*088, 1993(, 155-63.‬؛‪111٧01*8 1 0‬آل ‪01110111 801*108 141 )81106101)1:‬ا(ل(ل‪811‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪£3111111111*361 §§199-201.‬؛‪£3١٧8 0‬‬

‫‪٢٩٤‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫ا‪X1)08110^8 1.04 ,2 .¥0‬ا ‪ 111‬ا‪8,٠‬ل‪٦‬كدا ‪11101 801801, 11£‬‬ ‫‪2‬أ‬
‫‪.‬ال‪¥0‬ا‪40‬ع‪8: 20‬فىا^آلآل ‪. 6006010111 )610114‬ح ‪ 111 0114 810116‬الةاللجع‪0‬ا‪35-433 ,(2008 ,‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪.‬ى‪,.*31 ,1101‬‬ ‫‪0‬ا‪1111‬ة لد)‬


‫‪0¥0‬ا‪ 0114 8‬ال‪0¥01‬ا‪8‬أا‪10771)11718£ 71012717^ :‬‬ ‫اا‪,‬ا‪8100‬ل ‪11 0114‬ا‪0‬آل ‪١٧8 111 ٨11010111‬ةا‬ ‫أ‪8]02‬ل ‪171‬‬
‫ظ‪00‬ا‪7, 04. 1(011011. 8‬أ‪07‬أ‪7‬أ‪71^27‬ل‪072008 ,‬‬ ‫ن‪1111‬جكة‪ ٨٠‬آل‪ 11‬ة ‪0:‬ا‪٠86¥11‬‬ ‫‪٠).‬‬
‫)‪(5‬‬ ‫‪60611111 64.‬‬ ‫‪0:‬ا‪6‬؟ا‪040‬اا‪£1X0(1118 (86124 ,(1991 ,8001017 8116110011011 6‬‬ ‫‪.‬ا‪0¥‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪68106 11141118 80011011 18 106011 1£ ,8111011‬‬ ‫‪0١¥‬يح‪x0(1118, 1110110011‬ح‪1‬ج‪011‬ه ‪1*0111‬؛‪8‬‬ ‫طير‬
‫‪.‬جال‪861‬ا‪6‬اا‪ 8‬آل اا ‪0: 8‬ا‪1‬ا‪€01111110111017 2 (6086¥81-476 ,(2008 ,‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪0,‬الج‪€61 0616 .‬‬ ‫‪.‬؟‪, 060‬أ‪8]02‬ل ‪ 171‬رزحىر‪٦‬ط‪-5‬كوغبم(‪£‬‬


‫)‪(8‬‬ ‫‪:‬؟ا‪040‬ا‪X1718. ]. £. ٨114018011 (861610‬أز ‪ 0118:‬ا‪0¥‬ل )‪64011111 66)16, 17 ,{]077177127170£‬‬
‫ج‪011‬ا ‪101118‬ج‪0006 64 1‬ل ‪80‬ا‪3^0811111118101, 1965),143; 800 028171008£ 111 418011881011 167‬‬
‫‪.‬ا ‪8‬ا‪¥0‬سًا ‪0‬ا‪0‬آ ‪:‬ال‪0¥0‬ال د) ‪0 81610 3٨‬ا‪17-22, ¥110601 ٢077-1665,(2000 ,088*81 7‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫‪,‬أ‪X00117} 171 78006047) 28707712717£ 1)01 12‬ا‪ 1‬ا‪8106014 ^4. £>0¥148011, £1(17712 082 :£‬‬
‫‪1: ^011411068011, 2007), 361-62.‬‬

‫ا‪870]{ 0‬أ‪ £‬أز ‪ 111‬اا‪,‬ا‪8100‬ل ‪0¥0111:‬ط ‪)1 1110‬عة ‪ 0‬ا‪0‬ا‪٢110‬ر‪١‬ا ^‪(10) 816¥0 81711101-8011861, 71012717‬‬
‫‪.‬ا‪1, ¥01. 2, 0)1. £071110114 3٧08‬ك‪£120[ £081 1034 ,(2003 ,811 :1014011) 61006‬‬

‫ا‪1‬ا‪¥0‬ا‪8011, £107712 0‬ا)‪¥1‬ة‪(11) 1).250 ,£‬‬

‫ال‪1*1‬ع‪16 011)1 80¥‬ك‪87 1‬سهآل ‪11‬ج؟‪61 81818 01* 0‬جأ‪ً١ 8‬اعآلةذآ ‪.‬اهاآلةدآ ‪٦١‬ا‪808101110111 1)01 111 ٢‬‬
‫ا؟‪ ))31*00)1£0‬ره‪،2٦‬غ‪.182,(2009 ,10118)0141£ :48‬‬

‫؛‪ 0‬الج‪0‬ا‪ 81611001 81100‬خ ‪ 800^10 0114 14011011:‬ال‪0٢‬آل‪<١ 81*0111 8‬؟الةاآل ةل‪١‬آةآل ‪١ 3.‬ذ‪8000 ٢٢‬‬
‫‪(8>0١¥11018 (300, 16:‬‬ ‫‪7,‬ا‪01٧0181‬ا‪!1‬ل‬ ‫;‪2003(,69-70‬‬ ‫اا‪1‬جا‬ ‫أ‪0710‬أ‪72]7107‬أ‪7‬ا ره‪٦‬بم‪٧‬ال‬
‫‪2‬أأ‪171 7‬‬
‫‪ £x2828^8, 0(1. 3¥ 110111 ٨. ¥011(301001*011, 5‬أ‪0‬ا‪£>10110710[} 0/01(1 128107712711 1)071 {§0‬‬
‫‪,‬أ‪, 1997(,1:836-38; 3:108-9; 0114 80601, £‬اا‪¥0‬ا‪40‬ال‪0‬ث‪48: 2‬ا؟‪8. ))31*1111)1 £0‬ا§‪¥01878£ 7£‬‬

‫(‪ )١٤‬بالطبع لم يكن مسموحا في إسرائيل با لممارسات الدينية غير اليهودية مثل تقديم األطفال كذبائح‪،‬‬
‫حتى إذا مارسها الغرباء (قارن ال ‪.)٢ :٢٠‬‬
‫(‪)15‬‬ ‫‪107‬؛؛‪0‬ل‬ ‫‪^, £<2072]071070{, 801*06 €01111110110 801*108‬آلج‪. 81‬آل‬ ‫‪0^:‬ا‪01080‬ذ)‬ ‫‪0^186‬؛‬
‫‪80611001100 800101 , 2003(,146.‬‬

‫‪01‬؛) ا‪8100‬ل ‪0 0 §11018 ¥^60 010 6081110 10‬؛ ؛‪)0X01111 08 13 0114 ,4,6 61060111106 800 )16(108 0‬‬
‫‪1¥011 0 100111111160‬ج ‪ 160 6006 806106 18‬؛‪0X0^0^10, 8011601101 0114 806106(; 01160 0114 0‬‬
‫‪11081 )606. 13:1-8(.‬؟ ‪ £1108616 160‬ال‪1001^10 6‬‬

‫‪{, 189,380111128-29.‬أ‪077‬أ‪, £(2072]07‬ال‪0‬جا‪)17( 8‬‬

‫ال‪1‬ا‪00‬ا‪11‬ا‪ 131610 80‬ع‪0١٧ 10 8004 16‬آل ‪ 111 80111108:‬ع‪ 8161‬ج‪١ 86‬ا‪٠11‬آل هآةأل‪٢‬ذآل دخالع‬
‫‪8^, 1989(, 108.‬ال‪306‬ا‪810‬ال‪1‬الل‪0:3¥081‬ا‪1‬ا‪8¥‬ااا‪)£0‬‬

‫‪{2]8, ^1¥‬ا‪771‬ا ‪ )30110, £28071008,‬إل‪0‬آل (‪)19‬‬ ‫‪00‬ا؟؟‪٨‬‬ ‫‪148:‬؟‪0‬آل ‪011 €011111101017 ))310114‬‬
‫‪, 2004(,441-42.‬ال‪¥0‬ا‪40‬ال‪26‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫‪01‬اا‪١٧0‬‬ ‫‪€. 801801,‬‬ ‫اا‪,‬ا‪64040‬ج‪0‬ا‪2‬اا‪0‬؟ا‪00‬ا‪٨ 81‬اا‬ ‫‪8 1(2{071)1 7^2‬أ‪817‬ا ا‪88 0‬ا ]‪171 £00‬‬
‫‪0£{, 04. 810110‬أ‪0‬ا ‪2 70‬أ‪1‬‬ ‫‪66 61111417 0114 )301‬‬ ‫‪148:‬؟‪0‬آل ‪8. 64004018 )€10114‬‬
‫‪, 2009(, 40.‬اا‪¥0‬ا‪40‬الآل‬

‫‪٢٩٥‬‬
‫‪. 3 )]<0١٧20٢8 6٣0٧0,‬ا‪0, ٧0‬اأ] ‪<8‬أ‪8100‬ل ‪0^:‬أ‪1 11(00‬أ‪1‬ا‪0‬ا‪08‬ل ‪, 01)1‬الةجع‪1‬كا‪(21) )062 60:‬‬ ‫ذل‬
‫‪).‬اا‪٠8‬ا‪210‬ل‪11010 1)22) 464 ,(2009 ,7‬‬

‫)‪(22‬‬ ‫‪66-465‬‬ ‫‪.‬سال‪,.‬‬


‫أ{ا ‪8,118, 011)1‬ا‪0101٠, 1111,1^1011011 )(1818: 1111£1011‬ا‪0‬آل‪(23) 800 )22108 1 811 0‬‬
‫‪).‬ال‪(1102102: 01*088١٧22009 ,‬‬

‫ا‪00‬ج‪0‬آل ا‪102‬ج‪0‬ا‪600‬آ ‪:‬ا‪0‬ح‪8٣‬ل ا‪11 ٨20102‬؛ ‪110 0(1‬آاا ‪.(٢.,‬ذ‪(24) 800 60601*1 011 1028‬‬
‫‪.‬أ‪00‬أأ]أ‪8‬ا‪ 0‬أاأا‪0‬أ‪1‬اأ‪ 8‬ال‪02,‬ا‪2811121‬ا‪10‬ا‪20‬ل ‪2219-3 :(1991) 1 (80800101‬‬

‫‪.‬أ‪00‬ا‪8‬ل ‪7 111‬ا‪0{70‬أ‪-8‬ا(أ‪20, ](0‬غا‪06‬ا‪(25) 066*48-147 ,‬‬

‫‪.‬د‪0٧‬ذ‪(26) 601, 192‬‬

‫‪1,‬عا‪ً028‬ا‪1201*-1‬ال*‪1‬ب ‪(27) 19-1008‬‬ ‫‪:‬ا‪0٧22‬ط ‪ 211)1 1110‬أل‪1‬ا‪٨^210‬اأ‬ ‫‪.‬ال‪181201,‬‬

‫)‪(28‬‬ ‫( ‪0, 800‬اول‪221‬ل‪0٢ 0‬ذ‪:8‬‬


‫‪).‬ا)‪02‬حذ‪1992 ,0٢٧22‬‬

‫‪.‬ا(أ‪8‬أ ]‪(29) 62601*, 1166 ,1818‬‬

‫ال‪0,‬ا‪011 6002٧11‬ه ‪80 10 )0‬ال‪08^0‬آلاا ‪61,‬ج‪. ١٧1*1‬آل‪(601*[.‬ل‪0‬ا ‪(30) 061*18181111)011 2011011) 111‬‬
‫‪),‬ة ‪8:‬س{‪2‬آل ‪. )01211)1‬ا‪0210١٧ 01 2‬ا‪ 621*160‬ج‪1011, 0)1. 0٢21‬ا‪0‬ا‪01[(10‬ا‪1112006 ,٧22 1)02‬‬
‫‪X^1211211011 111 11118 0112^101.‬ا‪283. 800 ١٧٠10 111101( 8‬‬

‫)‪(31‬‬ ‫‪.‬سال‬
‫‪(32) 161(1.‬‬

‫(‪)33‬‬ ‫‪, 11)1 61611021 00111111011121‬وأ‪0800-[0110‬ا‪28 811121-1, 1‬اج‪011‬ه‬ ‫‪ 11)1, 1987(,‬ح‪31 )١٧200‬‬
‫‪316-17.‬‬

‫الفمعل الرابع عشر‪ :‬هل يوجد مبرر لالتجار بالبشر كبهائم الحقل؟ ج‪٣‬‬
‫(‪ )١‬على سبيل المثال في مناظرة بجامعة ‪0‬غ‪0‬اا‪^ 00‬اعا في والية إيلينويس في ‪ ٧‬أكتوبر ‪ ،١٨٥٨‬يتحدى‬
‫لينكولن دوجالس (والجميع) أن يجد في كل التسجيالت المدونة في العالم من ‪ ١٧٧٦‬إلى ‪١٨٥٥‬‬
‫تأكيدا واحدا فقط‪ ،‬من رجل واحد فقط‪ ،‬بأن الزنوج لم يكونوا تحت عباءة إعالن ا الستقالل ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫‪٨. ٨.‬‬ ‫‪ 111 ]<1011011017 0/80111 011)1 1118 ]011018, 0)1.‬ال‪,‬ا‪2٧0‬ا‪2٧0, 8‬ا‪8‬ال ‪2[0061, 8.٧.‬آل‬
‫‪*8 1 , 1993(, 881-83.‬ا‪*¥2‬ا‪210‬ل ‪:‬ط‪8 010^0,1‬ا‪0‬ال‪0١٧‬ه) ‪.‬ا‪0 012‬ا‪2١٧1602‬ل‪001.21)1 1‬‬

‫‪١‬ذ‪٢‬‬ ‫ال‪1‬ا‪22‬اا‪8‬ا‪21111110 061‬دل ‪ 1‬ال‪٧0۴‬ه‪81‬ئ‪010‬صس‪١‬أ ‪ 28 8)11)11011: 1110‬ال‪€٣‬الط‪, 8‬لذ‪١‬آل‪٠‬ذآادآ‬


‫‪8 1‬ا‪1٧0‬الذ ‪0‬ا‪: ٢2‬ع‪2٧0‬آل ‪٠١٧‬‬ ‫‪, 1990(, 1-49.‬‬

‫‪١‬هع‬ ‫ا‪02‬ا‪0٣‬أ‪0‬ألآل‪0-‬ا‪ 800‬اشم ‪ 002122121^ 12 0011216:‬س‪ 0٠٠01 2‬لمآل آلد‪٠‬ذل‪١‬ةآل اآحذ‪١‬‬


‫‪:‬حمآ ‪0,‬ا‪8‬ا‪21228; 02‬ا)*‪01‬ذ ‪8:‬سا‪2‬آل ‪001111110117 011 1 011)1 2 00111111(10118 )01*22)1‬‬
‫‪(.‬ل؟ ‪02 0111‬ظ‪2‬ا ‪ 0021210218 12 1618 8001102 21*0‬ال‪ 21‬؛‪01*)112228, 1995(, 182. 80220 0‬ة‪1‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫‪:‬أ(‪01‬أ(ا‪ 621*1062011, 81(110111011'8 810‬ق‪02‬ا‪228‬ذ ‪122108‬‬ ‫ع‬ ‫‪ 01000 )01*22)1‬ا‪0^7 0‬أ‪0‬ا‬
‫‪228, 1998(, 16.‬ا‪2‬ا)‪٠‬ل‪0‬ذ ‪8:‬سل‪62‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫‪6.‬‬‫‪. 0'61*102, 7710 ]01101‬آ‬ ‫‪8٠.‬س[‪0 ][(1(0810118, 611121* 00122102121*7 )01*22)1 62‬أ!ا ‪10‬‬
‫‪228, 1999(,454.‬ا‪2‬ا)*ا‪0‬ذ‬
‫(‪)7‬‬ ‫‪800 001)102 0. 600, 7 011)1 2 811110117, 111118, 61160 13‬‬ ‫‪, 1:‬ال‪0)1‬ة‪02‬ذ)‬ ‫‪(102)1106802,‬‬
‫‪1988), 45-462, 49.‬‬

‫‪٢٩٦‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫‪0’61*1011, $1£(0810718, 455.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫‪,‬ح‪0٢, 1٧£ 1\٧ £08131110111 001111110111317 )£(0١٧1101*8 6٢0٧‬اح‪3386311, 1 £‬ل‪0١٧31*6 [¥‬آل ‪1.‬‬
‫ا‪03‬ا‪01‬ج‪0‬ل‪03 £‬حإ‪8, 1 £0103, 63‬جأل‪0‬ا ‪.‬آل عال ‪, 1991(, 89-90: 3116‬ال‪1‬ا‪٢8‬ة‪: 1٠٢١‬ال‬
‫‪0, 2005(,180-‬ااال‪٢٨0360‬ةكك‪68: 6‬ا؟‪3‬آل ‪ 011 160 1٧ £08131110111 )033116‬ال‪133‬ال‪0‬االالل‪0‬ح‬

‫اله‪£٢‬ه‪٤‬ةل أر ‪.٠‬قهههف‪. £‬هر ‪8‬ا‪10‬ا‪ 316 0. ١٧6‬ا‪03‬آل ‪)10( 800‬‬ ‫‪١٧ ¥036:‬ج‪١٢‬ج)‬ ‫‪80, 2009(,‬اا‪0‬ال ‪311)10111‬آل‬
‫‪0308 111080 111011108 111 601311.‬ا؟ت‪١٧6106 0‬‬
‫‪107111^ £0 £<0116‬ا‪8‬ا‪ £1)18 01(7‬ا‪0‬ا ‪ 11,‬آل ‪)11( (0113111311‬‬ ‫ة ‪0١٧11038‬ه) وتدع ‪/٥٢‬‬ ‫‪:‬ظ‪0 0, 1‬‬
‫‪103٧338 1, 2005(,176.‬ا‪1‬‬

‫‪6‬؟ا‪60‬ع‪3‬آل‪00٧08, 311)1 £.‬آل ال‪110‬ك‪0‬آل ‪08,‬؟‪3‬ح‪ 110 §01103 )118011881011, 800 1<3٧1)1 6.‬ة ‪03 3‬آل (‪)12‬‬
‫‪10, 2007(, 237-41.‬آل‪01‬ق‪٨03‬آل‪: 1٧‬ظ‪0^^0٣8 >00 1‬آل) ‪ £3111‬ج‪11‬آل‪0)11800٧0‬آل ‪61063368,‬‬
‫‪18110 10 £11110111011:‬؟‪8 £‬ا‪۶3111‬أا ‪61 031136311,‬ج‪011 ]<١٧1‬ا‪8 (30111 ٨1‬ا‪6‬ج‪0330١٧ 6181‬ة ‪80‬ا‪1 3‬‬
‫‪ 86, 110.‬رأزع‪/‬د أ‪0£100‬أ‪0‬ا ‪1‬ا{]ا‪ ££‬ا اا‪111011111111,‬ت‪٦‬ج‪1٧0 ٨3‬ا‪03113‬ا‪£0٦٧336 311 ٨1‬‬
‫رم‪٦‬ى‪٧‬ر أ‪0111011,‬ا‪8 £01103 10 £61‬ا‪£311‬ا ‪ 311)1 $3311 ^¥111103,‬؛‪4 )001010 1993(: 357-76‬‬
‫‪£08107710711 8111)1108 33 )1987(: 1-15.‬‬

‫‪)13( 800 0311311311,‬‬ ‫ا‪18110 10 £11110113011.‬؟‪8 £‬أ‪3111‬أ‬


‫‪)14( 611110113011,‬‬ ‫‪£7'01(10771, 21.‬‬

‫‪ 0)811)111‬ا ‪ 111‬أأ‪03,‬ا‪0318‬ا‪ [¥‬ا‪013‬يمآل ‪8 3‬ل ‪¥36١٧06‬ا) ‪111110111 1100‬ج‪8 33‬ا‪08‬ا‪0٣٨٧3‬ا‪00‬ال (‪)15‬‬


‫‪0‬ا‪, [١٢¥: £011101110118, 2010[( 18 3 3011133£36‬ا‪1)81071, 0)1. 01111 £0(1118 ]٨111£0٣8‬‬
‫‪0818.‬ج‪ 0^0‬ك‪0‬ا‪ 61311311 1١٧18‬؛‪0 0‬ا؟د‪0‬‬

‫‪01111 18 131011‬؟ ‪31110118‬؛ ‪)16( £618‬‬ ‫‪^.‬ا‪8 0071007-71171$ 0)811)111 £)0‬ا‪0111 £111603‬‬

‫‪ £1180111)1 £0$07-8‬ا‪110813118 5:18-6:9,٠‬؟‪ £‬؛‪001110X1 01111113 110£ 0‬أ ‪011 £(. £00,‬ا)‪)17( 601٠‬‬
‫‪16/1 (2002): 7-8.‬‬

‫الفصل الخامس عشر‪ :‬هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عرقيا؟ ج‪١‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪¥36١٧06‬أ ‪311,‬؟‪ (1*0111 £3111 00‬ك‪0‬ا)‪311‬؟ل‪ 3116 0‬ك‪0‬ا؟‪3‬ك‪0 18 3‬؟‪801110 11130131 111 1618 063‬‬
‫‪80 111101*301‬ا‪06 1 3‬ا‪ £1(801(1 01811 11.8. 11, 110. 1 )2009(: 73-90, 111 ١٧6‬اا‪١٧338,‬‬
‫‪011116 111 1618 188110.‬؛ ‪80‬ا‪ 6311803 3116 ١٧08 [¥033181011, ^6080 0883^8 30 3‬ا‪3‬كع‪3‬آل ‪١٧116‬‬
‫‪8 3116 016‬ا‪ [¥01181037 £60 ^0^ ٨16018‬ا‪033‬ل‪8 ¥36^06 3 [¥‬لاا ‪311,‬؟‪80 £3111 00‬ا‪800 3‬‬
‫‪080$1110 0117-1811 11.8. 10,110. 1 )2008(: 7-37.‬أ‪1‬أ!‪£08131310111 £111108,£‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪,11*3118. 0611 60١٧6011‬بم‪٢٤٠٢‬ه‪ 5‬ال‪ 1711110 £]01‬الأ‪10‬ا!‪7‬ا‪ 1‬ا ‪001*6 £66011131111,‬‬ ‫‪0:‬ا‪)£01118٧ 1‬‬
‫‪10, 1997(, 54.‬آل ‪^¥081111118103 0611‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫‪11$:‬ا‪ 1)8‬ا ‪ 30001110 1)11‬ا ‪. 60310,‬آل ‪800 0.‬‬ ‫أر‬ ‫ا‪7‬ا‪0‬أ‪0‬ا‪ 1‬ا‪0${ 0‬أ‪0‬ا ‪110)11‬‬
‫‪, 2008(.‬ا ‪03٧338‬ا‪0١٧11038 030٧0, 1£: 111‬آل)‬

‫(‪)4‬‬ ‫‪ )6311111101*0: (06118‬أ‪87110‬ل ره ‪1§1071‬أ‪ 071)1 1110 30‬ال‪£‬هسهض‪٢‬أر ‪61,‬جآل‪^¥11113111 £. ٨16‬‬


‫‪0$8‬ا‪8‬ا‪. 13 168011, £00‬ظ ‪80 60631*6‬ا‪8 £1*088, 1968(,77. 800 3‬ئ؟‪0‬ال‬ ‫‪0811110‬ر‬
‫‪6, 1995(, 95.‬ا‪033‬ال ‪0٧10١٧ 3116‬آل ‪0١٧11, £٨:‬ا‪038‬ج‪3‬ال)‬

‫(‪)5‬‬ ‫ال‪07‬ا‪18‬ا[ ‪8‬أ‪17‬ا‪0^0‬ا‪71‬ل ‪8:‬ا‪1)1$771071‬ا[ ‪1٧0 6006, 00)1'8‬ا‪08‬جج‪8 811‬ا*‪01‬ا‪011‬آل ‪11011 (.‬؟‪0‬ا‪800 8‬‬
‫‪071)1 1110 0117'1811071 £01111 )1(0١٧11038 000, !£: 1¥£٨0360111 0, 2007(.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫‪ 80107100‬ا ‪[¥]0111101106 111 [¥1106301 860311101*,‬‬ ‫‪/٠١٧ ¥01*6:‬عر‪ 000)1 071)1 £١‬تمه‬ ‫ال‪0113‬ال‬
‫‪1, 2004(3940.‬ا‪0‬ال‬

‫‪٢٩٧‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫‪£31‬‬ ‫‪8011,‬ا‪10‬ي‪[١‬‬ ‫‪8, 1990(, 10-‬ظ‪00‬آل ‪0)11108 ^1)11011) 00)1, 10٧. 0)1. )131144310: 4*101110 110118‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫أأ‪)1‬ال‪(0‬ا(ا‪٨‬أأ‬ ‫‪111‬‬ ‫ح‬ ‫‪8.‬‬ ‫‪8,‬ا‪0١٧‬ا‬ ‫‪, 2001(.‬ا‪[(0‬ا‪3‬آل ‪ )8311 £131101800:‬أ‪7‬اا‪ 0‬أ‪07‬أ)أأ‪30‬ا\‪]/10 1‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫أ‪8700‬ا )‪071 0/^7101071‬أ‪8‬أأ‪0 30‬أ‪, ]/‬؛‪ ^1116‬كل‪110‬ذا‪4*3‬‬ ‫‪11111‬أل‪: ٩٧08‬ج‪18٧111‬آل‪0‬ا)‬ ‫‪01 401111‬‬
‫‪2000), 199-201.‬‬

‫(‪)10‬‬ ‫‪,‬ال‪3‬ج‪1‬آ ‪.‬آل زح‪!٢‬جل‬ ‫‪]<011)070710771(,‬‬ ‫‪1‬ا‪013‬آ‬ ‫‪£011111101131‬‬ ‫‪801108‬‬ ‫‪1‬ا‪0١٧18‬ل ‪:‬ا‪011‬ا‪011183‬ا‬
‫‪<111(1103.11011 $0001 2003(,146.‬؛‬

‫س‪1‬ا‪08‬آ ‪٦ 01)1‬أأ ال‪11‬جال‪0‬ا‪ 4‬ض اه! ؟‪4148‬؛ ا‪1‬ج(ل‪1٦1 44818 01* 0‬جأآ ‪ً١‬احهآلاهةنةدآ ‪٢٧١١‬‬
‫‪8:‬ل‪3^1‬آل‪ )01*311)1‬ر‪4‬ا‪،2‬غ‬ ‫‪£01)11113118, 2009(,185.‬‬

‫‪x0(1118,‬اج‪(12) [>0٦10 ,8111314 .)1 38‬‬ ‫‪0١٧ ٨1110110311‬يبر‬ ‫‪£0111111011 31‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0:‬ا‪1 1‬ا‪38‬س‬ ‫‪6‬‬ ‫ال أ‬
‫‪.‬جاالاا‪8‬اسح‪47811 ,(2008 ,‬‬

‫‪(13) )01111 0010 ,6٢0٧0 0١٧11018(£) 3‬‬ ‫‪^,‬حج^‪1‬ال‪.‬‬ ‫‪0,‬اأ] ‪0§(: 187001'8‬أ‪0‬ا ‪01)1 ]081)17710711‬‬ ‫‪:‬ا‪٧0‬‬
‫‪.‬ا‪٠8‬ل‪*٧3‬ل‪10‬ال‪1618 ,(2009 ,1‬‬

‫ا‪0‬ةأ ا‪ 3 08‬غ‪43‬آل ‪(14) 631*113 1110 0113*01 :31110111)08£ 1)01 1110 111 001111101 00811110 1)311 ١٧31‬‬
‫‪-‬ا‪103‬ج‪0‬ا‪1100‬آ ا‪01113111311 ٨)1٧011118‬آل ‪ )0110 )118801*13.11011,‬اا‪0‬ا‪1‬ت ‪0x0(1118 10 £20 ,(11181111110‬‬

‫(‪ )١٥‬الله يخبر بني إسرائيل أنهم لن يطردوا هذه القبائل من أماكنهم‪ ،‬ألن هذا سيترك ‪ 1‬ألرض فارغة (تث‬
‫‪ .)٢٢ :٧‬من ناحية أخرى‪ ،‬نجد أن عصيان إسرائيل وعبادتهم لألوثان سيزيد من تأخر هذه العملية‪،‬‬
‫وسيثبت أن هذه الشعوب كانت فحا إلسرائيل (يش ‪١٣—١٢ :٢٣‬؛ قض ‪.)٣ -١ :٢‬‬
‫‪ 91.‬ا ‪-,‬ل‪١٧3‬ا‪0‬الاأ‪081,‬مج‪)16( ^3‬‬

‫‪)17( 1., 79,82.‬‬

‫(‪)18‬‬ ‫ال‪£0‬ااآل‬ ‫‪011811131*1,‬‬ ‫‪395-97.‬صذ‪£‬‬

‫الفصل السادس عشر‪ :‬هل كانت مذبحة شاملة وتطهيرا عوقدا؟ ج‪٢‬‬
‫‪)0X3111 *001‬‬ ‫‪)1^(10,‬‬ ‫‪01‬اا‪١٧3‬‬ ‫‪011131111,‬جج‪131110‬‬ ‫‪071 )0 )110 01)1 ]08)0771071): ]/10‬أ)‪110‬ا‪)700‬أ‪7‬ا‬
‫‪0:‬ا‪01118٧11‬آل) ‪0)171071 071)1 0/1718)1071 17710^1710)1071‬‬ ‫‪0X5^^ 401111 *01 2003(,109-‬ا‪1111118‬ا‪١٧08‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪0 00771771071)07(, 0)1. 4. 1331*1011 311)1‬أ(‪/‬أ‪ 111 0110 01/07)1 3‬اأ‪,‬آل‪111‬ا‪08‬ؤاأ ‪0,‬ا‪00011٧11‬ئآل ‪001)1011‬‬
‫‪4. ^411(1(11111311 (0x4014: 0x401(1 011 018 1 01088, 2001), 159.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫‪0311 00111111011131‬ا‪٨11101‬لمد ‪0١٧314 (1., [08/1110 5,‬آل‪.‬لالل ‪](3٧1)1‬‬ ‫‪11 ،111‬أل‪0: 13103‬ا‪1 1‬ا‪38‬س‬
‫‪, 1998(39-40.‬دا‪0‬ال‬

‫‪١‬هع‬ ‫‪111 11408 0‬دأ‪8‬ج‪٠١ 014 £‬ت< اآل ‪.‬ن آحهد؟ة‪٦‬أل‪٢‬‬ ‫‪1‬لل‪1‬دآلم ة‪0‬ى) ئ‪0 0‬ا؟‪00‬الً ‪1110‬‬
‫‪, 311)1‬جال‪0‬ط ‪8 1 , 2004(, 474-75; 311)1 13111 4*10311, ¥. 1111 8‬ا‪٧3‬ا‪10‬اا‪010^0, 10: 1‬‬
‫‪01 401111‬ا‪1111118‬ا‪0: ١٧08‬ا‪01118٧11‬ا) أ‪8700‬ا ا‪ 1118)07(7 0‬أ‪!00‬أ‪ 1‬أز ‪111311 111,‬ج‪011‬ط ‪£101101‬‬
‫‪, 2003(,149.‬ل‪£‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫‪. ٨.‬ع ‪01 410111‬ا‪3‬آ‬ ‫‪(148:‬لآل‪0 01)1 ]08)0771071) )013114 £‬أ‪ )/‬ا‪)( 0‬أ‪311‬ا‪10‬أ‪0 ]0‬أ‪£011011, 0)1 )/‬‬
‫‪0001171)8:‬هد )‪01 41., )]7101071) 0071)11108‬ج‪8011 ٢01111‬لم‪3١١‬ط ‪£01)11113118, 2003(,173-74; 311)1 £.‬‬
‫‪4‬ا‪0‬ة‪71§ )8110411014: 81104‬أ)أ‪8)07( 1‬أ‪ 11‬أ‪!00‬أ‪ 8)11)1( 171 )]7101071) 11007 008)0771 071)11‬هد‬
‫‪ 1110 044‬جاالزل(؛ا‪ 401 1‬ال‪3‬ج‪3‬ال‪3‬ا‪0 4*1088, 1990(, 227-28,245. £113108 10 111 £‬االل‪0‬كة‪٨0‬‬

‫‪٢٩٨‬‬
‫‪0٢1‬ط ‪1*00 ١٧116 160 1(0811110)10111 111011108, 800‬ج‪83‬ا‪6 1 6‬ج‪ 6103‬كع‪8 6006. ٨‬ا‪0٢‬ج‪10 ¥033‬‬
‫‪ ¥8(127102:‬ا‪2 11071): 0‬أ‪ 11118 1’110101’10 111 [088110 )171)1 8‬؛‪8 60033103131103 0‬ا‪1‬ا‪0‬ا‪0١٧‬آل‬ ‫د‬
‫‪(٠ 5.‬لةا‪ ٠1‬ال‪1‬ا‪3‬ا‪(00‬ل‪: )031133313, 1996(, 08‬كل‪٧ 11188(71001 7^7101(818 ٠١٧ ¥0٢‬زع‪٧‬ر‬
‫)‪(6‬‬ ‫‪ 0111)10 10 1110 £031)01106‬اشم ‪ 1110 016 £081331031:‬ج‪3‬ا‪0٢‬ا(أئ والدات اآد‪٢‬ةآل‪٢‬ل‪٢‬‬
‫‪*81,‬ا‪-٧3‬ل‪310‬ل‪*8 6٢0٧0,10:‬ا‪0١٧30‬ه)‬ ‫‪2003(,137.‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪!08‬ا ‪0§( )171)1‬أ‪0‬ا ‪.٠‬جصخ ‪ €80082‬فنيشم ‪3٢,‬ا‪1‬ا]‪٧‬ل إلل‪3‬ه ‪.‬آل‬ ‫(‪171 £<271127-0710771‬‬ ‫‪0١٧301*8‬ه)‬
‫‪1 2001(,157.‬ا‪*8‬ا‪*¥3‬ا‪310‬ل ‪:‬ب ‪000,‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫‪0١٧301*8 000,‬ز‪ 0. 011111, 7 071)12 807717121 )1‬ك‪]<3.٧1‬‬ ‫‪1‬ا‪01*٧31*8‬ا‪3‬ل ‪:‬ال‬ ‫‪6331, 1:‬ج‪3‬ا‪1‬ا‪0‬ا‪6‬‬
‫‪08, 2009(, 173.‬اا‪(0‬ل‪٨‬‬
‫)‪(9‬‬ ‫‪ 138-53.‬أأ‪,‬ا‪33103‬ا‪1 1٢ 336 00811110 001111101 111 1110 01)1 £08‬ه‪£‬ا ‪,‬ا‪31*08‬إلج‪ 3133 643‬ة‬
‫‪8 1101‬ا ‪071£710§2‬أ ‪., 1 §3111. 30:26(, 827-2771‬ج‪08 )0.‬ا‪0‬ا‪8 160 ٨313‬ا‪6‬ج‪£ 03 ١٧603 ]<3٧16 6‬‬
‫‪ 10 11118.‬ل‪0‬ا‪1‬؟؟‪3‬‬

‫)‪(10‬‬ ‫‪063٢6 8. 11088,‬اآل‬ ‫‪2 071)1‬أ(‪ 111 1٢ 171 1112 88‬أ‪0١٧,‬ا‪0١٧ 131610: ٨3 0 0 ٧‬ه‪0‬آل ‪ً 111 1110‬ا‪1‬اا‬
‫‪3101* ٨. 6/31*1038‬ا‪ €27117177, 0)1. £106316 8. £088 311)1 £‬أ‪278(-£8-8‬ا ‪12770718771 171 1112‬‬
‫‪0‬ا‪3‬ا)عالآ ‪088, [0811710,‬آل ‪80 £106316 8.‬ا‪ 3‬؛(‪3033 £360, 1^: £180^6133^8, 2008‬ا‪)١٧‬‬
‫‪1 1996(. £6311108 10‬ا‪01٧318‬ا‪3‬ل ‪0^30٣8 0٢0٧0, 16:‬ه) ‪31 6‬ا‪01)1 £08131110111 ٤0313103‬‬
‫‪( 0111 01)1 £2881771278‬أا‪03‬اا‪3‬ا‪(0 5 0011 311)1 6‬ل‪13‬ا‪ 1110 0‬ج‪3‬ا‪ ٤0٣ 8036‬ز‪3‬ج‪613‬ا‪0611 00‬‬
‫‪1 2009(.‬ا‪01٧318‬ا‪3‬ل ‪0١٧30٣8 )0 0, 16:‬ه) ‪. 3‬ا‪2, ٧0‬ا‪0§٠٧٠٠ 1817121'8 £1‬أ‪0‬ا‬

‫استغدت ولخصت افكارهم في هذه الفصول عن الحرب‪ .‬أنا ممهى كثيرا من أجل المراسالت الطويلة‬
‫باإليميل مع ريك هيس وترمبر لونجمان حول هذه األفكار والتي ذكرتها في هذه الفصول‪.‬‬
‫‪x16161‬ا‪1111011110118 3 00^3‬ا‪10‬ا‪0‬ا‪1‬يمآل ‪ 25. )01603‬ل‪0‬ا‪١٧31 111160 £0610١٧ 816‬أأ‪(11) 11088, 60 3‬‬
‫ج‪ 60١٧ (086113 1111)101’81311)18 60 0111 )0.‬ج‪31613‬ج‪108*01601 1)311 ,01600111108 160 ,3636£ ,.‬‬
‫ا‪ 0‬جأ‪ #20)1171§ 0/182 #00‬أز ‪30 8^3106). 800 601603 6/06011, £0^21827- 771 1112 £0718:‬‬
‫‪).‬ا‪03‬ض‪]0811710,180£ 831993 ,£380 :6016(860) 134 031‬‬

‫‪ 086113, 111 €718)711 1887128 171‬؛‪ 0‬ظ‪00‬آل ‪ 160‬؛‪ 0‬اخ ‪£60 (0060 3116‬أا ‪(12) £!06316 8. 11088,‬‬
‫ال‪3‬آل ‪.‬ل ‪1, 3116 £3111‬ا‪60‬ج‪3‬ا‪1‬آل ‪088, 00 3)1 ٨.‬آل ‪£07-1(7 187-02182 1118107-(, 06. £!06316 8.‬‬
‫‪3033 63^0, 1^: £1803631138, 2008(, 39.‬ا‪(1*. ٠‬‬

‫‪ 161.‬ا‪0‬ا‪ £381/016 £081331031, 800 6<33‬؛‪3160 33)1031 [^03‬ا ‪ 333360^8‬؛‪0131103 0‬جج‪(13) 0X3 03160‬‬
‫أ ‪3 160 016 £081331031,‬ا ‪ ^33160٣8‬؛‪03 0‬اا‪3‬ا‪٣0‬و‪0٩‬ا‪3‬ل ‪0‬اا‪0160‬أؤ‪ 160 £‬؛‪0380 0‬؛‪٨£(0‬ا ‪£0318,‬‬
‫‪9٦١٦١٦٦-١٦.‬ؤ‪٢‬ا‪٢‬الده الا‪0010‬ة ‪0)11‬اج‪0‬ا‪00‬أل‪ £‬أ‪03‬اأ‪0‬ج‪33‬ال‪0 £‬أل‪1‬ئ‪(0111’3)11 0‬‬

‫‪(14) £088,‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 46.‬أ‪0060 336 ٨1,‬‬

‫‪80, 11088, [0811110.‬ا‪ 3‬؛‪(15) 1616., 33-46‬‬

‫‪(16) £088,‬‬ ‫ا‬ ‫‪ 29-30.‬أ‪0 1060 336 ٨1,‬‬

‫‪(17) 1616., 35, 42.‬‬

‫‪ ١٧116‬ج‪3‬اول‪00‬ك‪3 1‬ا‪-‬ا‪03‬اا‪3160‬لمز‪ 60(010 160 6006 33 60 8‬ج‪3‬ا‪16080 11٧‬؛‪08 0‬ج‪(18) 81311131,160 3‬‬
‫‪031 ٨633110 61036:‬ا‪£1‬اا ‪. £3111803,‬آل‪.‬آل ‪ £380 3 380 0٤ 3331601*8. 800‬؛‪160 3301031 6103‬‬
‫‪ [0117-7101 0/182 £[!§28001‬و‪08‬جخ ا‪3٣068‬ا‪٢‬ا‪33 £3‬ا‪3٧‬ا‪ 160 ٨3061‬؛‪03 0‬اا‪603‬ا‪00038‬آل ‪٨‬‬
‫؛‪ 80380 0‬ج‪3‬اظ‪^3‬اأ ‪. £111,‬خ ا‪ 336 )30‬؛‪ 8001217 37, 30. 2 )1994(: 161—68‬أ‪0§100‬أ‪0‬ا‬
‫‪^ 80127102 071)1 812 €117-188071 8088 55, 30.‬ن ك‪0‬ر‪1‬غنحو؟‪٢،‬حم‪6030818,‬؛‪160 61331601*8 0‬‬
‫‪4 )£(00031601* 2003(: 239-51.‬‬

‫‪ 38-39.‬اا‪0060 336 ٨1,‬أ ‪(19) £088,‬‬

‫‪٢٩٩‬‬
‫‪(20) .(2009 ,28‬‬ ‫ال‪٢‬ة‪1‬آعةل) ‪01100‬ا)‪011‬و[‪ 001108‬ا‪3‬ل‪0٢80٢‬ول ‪88,‬جآل ك‪٢‬ة‪٦‬لن‪1‬حأ‬
‫م‪0‬طئ؛‪ 0‬جا‪ 1110 ٣0‬ج‪111‬ك‪3٢‬غ‪86111111113 ٢0‬؟ )‪3١٧8 0‬ا ‪88, [05111, 91-92. 110 1116‬عآل‪(21) 8‬‬
‫‪):‬ا‪3‬كعالآ اا‪3636 0) £011060,‬آل ‪,‬ل‪80‬ا‪(§15, §41). 800 1964) 14 8111101111 0٥. £. ٦٧‬‬
‫‪8-11-‬‬

‫‪ 811100 !1118 18‬أا‪0‬ا‪£01113‬اا ‪٧0 11180110)1‬ا‪088, £086113, 91-92. 1‬آل‪(22) 0! 3618*3111111111‬‬ ‫‪x1‬ل‪1 £‬ة‪١٧6‬‬
‫ا‪08. ٨ 1113‬ا‪103‬ك‪61.0*1101 ٧10١٧ 7101111 18 0‬‬

‫)‪(23‬‬ ‫‪)1, 1110‬ا‪£0‬ع‪10 ١٧01‬ا ا‪1110 1)171)1 0‬ا‪ 1111107007100 0‬ا ‪)1:‬ع‪3‬ذ ‪ 1110‬؛‪١<08171)1)171)00111180 0‬‬
‫د‪1‬ا‪3‬ح؛‪ 0 8 1 0‬سل ‪:‬ز‪0‬ا‪008 )80±0‬أ‪8700‬ا ‪0‬أ{ا ردغ‪.43-141 ,(1993 ,1088<£ 13‬‬

‫‪.‬آل‪(24) 92-91 ,1)081111[ ,088‬‬

‫‪(25) 161(1., 142-43.‬‬

‫‪.‬اا‪0,‬ا‪٢0\٧ 616‬ة‪0 [40‬غ‪1٢ 1111‬أ ‪(26) 11088, 29‬‬

‫‪(27) 161(1.‬‬

‫ا‪ 1(^710771108 0‬ا ‪,‬ا‪0‬ا)ا‪60‬ن‪0٢ 8‬ا ‪(28) 1 11 1^01*1*18 311(1 113017 81010 :1708([3771 7101070£‬‬
‫‪.‬س‪x0(1 £62 ,(2009 ,088*1<£ 811 0‬ك‪£0٢‬ل‪70771 £.88(171)1 10 3^10711111771 )0‬ر‪0 :‬‬

‫‪(29) 11088, 30‬‬ ‫‪.‬اا‪0,‬ا‪*0١٧ 616‬ا‪06‬ل‪١٧3٢ 111160£‬اا‬


‫)‪(30‬‬ ‫‪6‬ج‪٦٢6011‬‬ ‫‪,‬ال‪3‬ج‪1‬آ ‪ 11.‬ال‪1١٢0‬ا‪0‬ل لل! ‪0١٧, 800 618 )118011881011‬ا‪0٢1110٢ ٧‬ا ‪08 160‬ع‪ 1‬الةج‪41‬‬
‫‪86 £<1161 031011 800101‬ا‪0١٧‬ا ‪0^:‬اح‪0٣118‬ا) ‪ 801108‬آل‪31‬أ‪0111111011‬ح ‪01‬ا ‪1(0111070710771(7,‬‬
‫‪2003), 474.‬‬

‫‪ 3 081,‬ج‪3‬د‪(31) 161)1., 470; 3‬‬ ‫أ‪*,٠‬ا‪3‬ما‪0‬آلاا‬ ‫‪110-18.‬‬

‫)‪(32‬‬ ‫‪,‬لمذحج‪)1111‬ا‪0‬ى‬ ‫;‪0§(7, 570‬أ‪0‬ا ‪01)1 108107710711‬‬ ‫‪80‬اح‬ ‫‪1 160‬ل! ‪1٢‬اا ‪088,‬آل‬ ‫‪061*0١٧‬ا‪£‬‬ ‫اأ‪0,‬ا‪616‬‬

‫‪1٢ 111 160‬اا ‪088,‬آل ‪(33) .30‬‬ ‫اا‪0,‬ا‪061*0١٧ 616‬ل‪£‬‬


‫ه‪0‬ا‪ ۴08011‬ا ‪ £086)13,‬ج‪03)161‬؟اا ‪01*££,‬أ‪08‬ا‪0‬لم‪1011 660603 ١١‬؟‪(34) 01^1 ٨0 8‬‬ ‫‪٢‬ال]‪[٧‬اا اة‬ ‫ال‪1‬‬
‫‪.‬ا‪ 0‬اا‪ 0011£00100, 1611 0 8‬اا‪8‬ز‪0111* ١٧3‬آل ‪2009 ^60^10^80 ,11،(] 11٢0‬‬

‫‪٣‬أ‪31133111‬ح ‪03 1‬؟ ‪1108‬ا‪30‬ل ‪١٧01٠0 160‬اا ‪,‬س‪111‬تآل‪.‬آل ‪311‬ا‪011 £1*0111 ٨‬ذ‪3‬أ‪(35) 41118 8001101118 08‬‬
‫ا‪386٧11‬س ظ‪00‬ا‪310 1. 6‬ل ‪2 , 0)1.‬أ‪07‬أ!أ‪71\707‬ل ‪0‬ا‪0‬أ ‪0171 07‬ا)‪71£‬أ)‪: £710107111‬ا‪81*30‬ا‪1^ :0‬‬
‫الل‪0‬ق‪٨03.68—156 ,(2008 ,0‬‬
‫ئ‪ 0‬ال!أ‪110‬ا‪٠01‬ابر ‪10 0 160‬جس‪ £‬ج‪6‬آ ‪!:‬اذ ‪ 111‬أ‪8٢0£‬ل ‪ً١‬اج‪١‬جل‪1‬اآل أ آلدة ‪(36) 160‬‬
‫‪1*088, 1999(; £3.11108‬؟ ‪1‬ا‪3x0(1118 170(101011 (0x0(1: (^£01*(1 £611 0 8,*01‬‬ ‫ا‪0££1110‬ل‪1‬‬
‫‪ ^11)1‬ج‪6‬أ؛‪ 0‬ال‪6010 6‬سبر ع‪0٢ 16‬ئ‪00‬د‪1‬الذ ع‪6‬آ ‪ 111 8111)11:‬أ‪8٢)10‬ل ‪1‬اآ‪0‬ا‪0‬ا‪٨11)0 1‬‬ ‫سء‪11088 4٢‬‬
‫‪>)x£01*(1 £2005 ,088<£‬ل‪£0‬ف*)‪0 :1‬‬ ‫س‬ ‫‪).‬إل‪0 8 1‬‬

‫الفصل السابع عشر‪ :‬هل كانت مذبحة شاهلة وتطهيرا عرقدا؟ ج‪٣‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫‪0X311110 *01, ££3011‬؟‬ ‫ج‪1*011‬أ‪٨1*1118‬‬ ‫‪08 1618‬ظ‪^3‬‬ ‫‪3113311 10‬ح‪0-‬ا)‪1183‬ى‬ ‫‪0011110011011‬‬ ‫لل!‬ ‫*‪601‬‬
‫‪ 4601‬س ‪0 01*118)1)18‬ألآ ‪ 11*:‬الا‪0‬ا‪ 1‬ةؤ‪٢‬ة‪١‬‬ ‫‪٠‬لجح‪ ١‬دأع ة‪١8 1٣1‬الهة‪ 011 40‬ا‪30‬د‬
‫‪*, 2001(.‬ا‪0‬ا‪0‬ا‪٨‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪. 3 )£(0١٧108‬ا‪ ٧0‬ا‪0‬ا‪<8 11‬أ‪8700‬ل ‪0§(7:‬أ‪0‬ا ‪, 01)1 108107710711‬ال‪3‬خ‪)1111‬ا‪0‬ل) ‪(0611‬‬ ‫‪:‬ذل ‪1*0٧0,‬ى‬
‫‪, 2009(, 572.‬ال‪1‬ا‪10٢٧3٣8‬ال‪1‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪6 £111)1‬ا‪01‬ذ ‪٠١ 460 00)1 1‬ا‪. 1‬آل ‪ً ١.‬اذ‪٣٠٠‬ألث‪٢‬‬ ‫ه‪0‬آ ‪00010118 011‬؟ ‪81011)1:‬‬

‫‪٣٠٠‬‬
‫‪ 2 8331301‬؛‪. (08633 16:53‬ى ‪01*٧33, 2008(,102.‬ا)د‬
‫‪8:‬ا)‪(1‬ا‪3‬آل‪ )01*33)1‬أ{)أ‪])2‬ا‪^1238)10718 0‬‬
‫‪ 311‬اا‪,‬؛‪0^0 118‬ألأأ ‪110‬؛ ‪0‬؛ ااأ‪611 118‬أأ ‪60‬؛ ‪60 (06381108 310٧0)1 0111‬؛ سال ‪8‬ال‪ 83‬؛‪5:6-10. ١٧٠‬‬
‫‪0.‬ا(ل‪8 [(00‬اال‪0‬ه ‪ 3 0‬ال‪0‬؛‪0118 00111)11(0 1^00٩(0٣3‬اس‪ 1‬إل‪11080 03031‬؛ ؛‪63‬؛ ‪03‬ال‪13)1103‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪0 )271)1‬أ‪70 1‬أ) ‪ 171‬ا ‪ 111‬اا‪٣0^ 61610: ٨3 0٧01*٧10١٧,‬أل‪0‬ي‪110 1‬؛ ‪1٢ 111‬اا ‪£10631)1 8. 11088,‬‬
‫‪038‬ا*‪31‬يمآل ‪088 311)1 613101* ٨.‬آل ‪ 8.‬ل‪3٣‬ال‪10‬آل ‪, 0)1.‬رز‪٢‬يغك‪2‬معح أ‪8‬ا‪7‬أ]‪1^-‬أ‪7‬ا ‪3‬أ!) ‪3770728771 171‬ل‬
‫‪0,11^: £180361*3338, 2008(, 29.‬حإ‪3‬ذ ‪)١٧ 11033‬‬
‫)‪(5‬‬ ‫‪0٢ 6 111‬أ(ل‪113‬ن ‪31, 800‬ط زجن؛‪ 31131 818 0‬ج‪13‬؛‪٢3‬أ‪(036‬ل ‪601* 3‬‬ ‫‪6‬اجشم ‪ 6006,‬؛؛‪. 8٠0‬ئآل‬ ‫‪20‬ا) ا‪0‬‬
‫‪3‬أ‪1‬‬ ‫‪0٣, 1983(.‬؛‪8‬ااا‪ 8٠1‬أ ‪٠١٧ ¥0٢6: 81111011‬‬
‫)‪(6‬‬ ‫‪8:‬أ‪ 1$8837111)2‬أ‪10)2‬أ‪8, £{7)271§3‬ا)‪١٧3٢‬ك‪3٧1)1 £‬ه ‪8 1*081101180 111‬ا؛؛‪0‬؛‪(063 8‬‬ ‫‪-‬سبمغ‪ ]/‬ع‬
‫‪, 1988(,263.‬و؛‪0§113 )£(0١٧301*8 )1*0٧0, 16: 3 01*٧31*81‬أ‪)1‬أ(‪ 1‬أ‪10)2‬أ‪£(7271£3‬‬

‫)‪(7‬‬ ‫‪1118‬؛ ‪00 1113)10‬ا‬ ‫‪110‬؛ ج‪31*13‬ة؛‪813103103‬‬ ‫*‪ 111 0000111601‬ج*‪86111‬عًا‪01*10‬ال‪ 61*0‬؛‪0 0‬ا؛؛‪3‬ة‬ ‫‪1862.‬‬

‫)‪(8‬‬ ‫‪61*0111 £60‬‬ ‫^‪80‬ظ‪30‬ذ *‪01‬؛‪ 60‬ال‪3 #171$, )1130 0)1 6‬أ{) ا‪0‬‬ ‫‪٠١٧‬‬ ‫‪61110 )11101113,‬‬
‫‪0.‬ا؛‪1‬؛ ‪110 831110‬؛ ال‪6 6‬ل‪2001(, 6380)1 011 (. 6 .6. 60161011'8 ١٧0‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫‪٧01*303‬‬ ‫^‪2)2711‬ا‪2728‬ا‪ )$‬اا‪ 81111101*8,‬ال‪0‬؛‪1-٨^38‬ا‪^0‬آل ‪0 60 83311811‬؛ ة‪0‬اا‪3‬حاأ ‪)6*033)18,‬‬


‫‪ 17, 1986(,28.‬و*ل‪¥0)1)2{ )(3333‬‬

‫‪.‬م‪ً٠‬ا‪ً١١١0‬اآأل‪٢‬لم الج‪0‬أ‪0‬اأ‪01‬؛‪8‬أ(ل‪ §038 £‬ا‪0‬آل ‪8‬ا‪٢‬سعأ‪0٣‬ج‪0 )30)1: £‬آلأ‪38‬أ‪ £‬ج‪ً١££‬ا‪1‬للالأسآل )‪(10‬‬


‫‪ £1*088, 2008(,91-92.‬إل؛ا‪*8‬ا‪ً3 ٧0‬ا ‪0‬غ‪)1‬ا*ا‪6‬ا‪)33‬‬

‫‪8 8301*1600‬أ‪٨61*36331‬؛‪103 0‬؛‪0 ٩308‬ة‪001‬؟‪110 8‬؛ ‪)1٣088‬ل‪3, 569. 1 3‬ا‪, 187’031'8 13‬و‪3‬ج‪(11) >0 )113‬‬
‫‪8: 63601*, 2005(.‬ا)‪<1‬؟‪ )61*311)1 £3‬اا ج‪ 1(71$.‬ا ‪ ¥012'7-3‬دتر ‪ 1(0 ¥012‬سرا ‪8330 111‬؛ ؛‪0‬‬

‫‪0)1‬؛‪0803‬ا *‪(01‬ا‪3‬؟ اا‪08‬ا‪0 63‬؛ ‪01180‬؟‪08‬آلاا ‪8 111 618‬؛‪6‬ج‪01* 618 1381‬؛ ‪3‬غ‪13‬؛‪33‬ا‪0 ٨1٧13 £‬؛ ‪(12) £631168‬‬
‫‪ 60 0 031110,‬؛‪^ 0‬؛‪ 0011161*01100, (60*81‬اا‪8‬ال‪ ¥031* ١٧3‬؛‪8 ٨10 610‬ال‪٠^^ ١٧3‬ا ‪60‬؛ ؛‪3‬‬
‫‪801011601* 2009.‬‬

‫‪0/61*300‬ه‪٠0‬م‪٦‬؛‪31113*08‬ح ‪ 1113‬ةا‪٠‬مأ‪£0‬ضج‪3‬أالأت) ‪:‬ع‪8‬ما‪0‬ا‪ 0‬ج‪0‬ما‪١£‬أةآلالهد‪٢‬آ‪(13) 1‬‬


‫‪8 11)281071 )271)1‬؛ا‪80 ٧0‬ا‪ 800 3‬؛‪01*٧33, 2006(,138-39‬ا)‪8: 203‬ال‪1‬؟‪3‬آل ‪)61*311)1‬‬
‫*‪٠‬حلل‪\٠١‬أل<؟ة‪٩‬آل‪, 01601*3088, 311)1 £06036 11)1 03 ٢‬جضجة‪ 1‬ا‪0٦٦ 0‬ا؛‪3‬م‪0٦‬أ(لل] ‪10)11‬ج‪0‬أ‪00‬أل‪ £‬ابر‬
‫‪011, 1996(.‬ةج‪٨613‬‬
‫‪7{ 6</‬ا(]‪080‬أ‪11‬أ(ل ‪ 13‬اا‪,‬غ‪£6٧ 3 111)1)1033088, 00316, 33)1 ^63313‬اا ‪(14) £331 6. 1^0861*,‬‬
‫‪1, 2008(, 221-22.‬ا‪306١٧0‬ا‪0x10( 881238)1: 6‬ل ^‪(07227‬ل‪3771‬أ‪071‬ا) ‪1)28810 )271)1‬ح ‪:‬أ‪1£107‬أ‪#3‬‬

‫‪3‬أ‪3‬أ(ل‪0771‬ا) ا ‪ 13‬اا‪68,‬ا‪£1٣30‬آلاا ‪(15) 6. 8. 60١٧18,‬‬ ‫‪.‬ح‬ ‫‪5.‬‬ ‫‪$1^71)2)127-3 )31)288108 )833‬‬


‫‪ 31*1(01*, 2002(, 383-84.‬يل ‪£1*3301800:‬‬

‫ال<‪6‬ر {‪0‬ا ‪(16) 6. 8. 60١٧18, $127/27280)1‬‬ ‫‪٠١٧ ¥01*6:‬‬ ‫‪£3 0031*1 61*300‬‬ ‫‪ ١٧0٢1)1,‬أ‪٠‬‬ ‫‪1955(, 166.‬‬

‫)‪(17‬‬ ‫)‪ [¥07-1)1'8 1)28‬ا ‪ 13‬اا‪,‬؛‪10‬ا‪ 60‬؛‪£60 06811330^ 0‬اا ‪. 8. 60١٧18,‬ح‬ ‫‪ ٠١٧‬ضبم‪٧‬ر‬ ‫‪¥01*6:‬‬
‫‪1131*0031*161*300 0 330٧06, 1960(,25-27.‬‬

‫‪,‬ال‪(18) 61*031 ^431*6 1٢|(6‬‬ ‫‪ 60‬ال‪٠0‬اا و‪ 310 618 0883‬؛‪ 803‬ال‪١٧60 613)11‬‬ ‫ا‪3)1 (381100. ١‬‬

‫)‪(19‬‬ ‫‪ 60‬ال‪٠0‬اا ‪,‬ز‪(6‬ل‪31‬ا‪١‬‬ ‫‪8.‬؛‪6‬ج‪603‬؛ ‪6080‬؛ ‪(3*0)1‬ا‪٠ 138‬ا‪3)1 (381100,‬‬

‫‪ £6161* (306803‬ال‪(20) £ 031 £60 !)( 137-8, )111*0010)1 6‬‬ ‫‪٠١٧ £130 )136133, 2002(, 6380)1‬‬
‫‪0.‬الال ‪60 83310‬؛ ال‪6 6‬ل‪8 ١٧0‬ا‪6103‬ا‪03 (. £ .6. £0‬‬

‫)‪(21‬‬ ‫‪033)1‬؛ ‪313 033 60‬و‪ 1774. £618 6‬اا‪,‬ال‪01*1038 ١٧3‬؛‪8‬و(آل‪(0٧08 13 3‬آلال‪0‬هاا ‪0,‬ا‪0١٧‬ح ‪١٧1111313‬‬
‫‪31.‬؛‪310٧0831١٧.6‬ج‪31/‬اج‪31/‬؛‪/6‬ج*‪.01‬ا‪3133‬و‪6‬؛‪30‬ا‪[(:/‬؛؛‪ 6‬؛‪031130 3‬‬

‫‪٣٠١‬‬
‫‪ )1180,86118011 81*0)1110110118,‬ا‪30‬؟‪,00111‬ر‪٠٩‬ر اا‪8 641181 86 166 £31116,‬ا‪£6‬اا ‪ 031*)[,‬ا‪0636‬ا‪(22) 64‬‬
‫‪8000048004, 1983.‬‬

‫الفصل الثامن عشر‪ :‬هل الذين هو أصل كذ الشرو؟‬


‫)‪(1‬‬ ‫ا‪11٧61*8‬ل‪: 0‬لمد‪6‬ا‪3 111 0/60)1 )861*86‬أ{) ‪٢ 111‬ن‪6081116^61*, 76٢٢‬ج*‪1± ٠11161‬‬ ‫داداألح؛‪0‬‬
‫‪81-688, 2000),242,159,243.‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪0:‬ج‪03‬ا‪11*83 0/)2)1111 )06‬أ‪ 0‬ا ‪2,‬ا*‪1113 $06١٧31‬ج‪£6‬‬ ‫‪0 81*688,‬ج‪03‬ا‪ 06‬؛‪ 0‬ال‪1‬ا‪111٧61*8‬تآ‬ ‫‪1997(,‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪011 64116111, 2006(, 37.‬ا‪6‬ج‪011‬ا‪1181011 )8081011: 1‬أ‪ 00)103‬ا ‪!18,‬ا‪3٢)1 03١٧8‬غ‪810‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫‪61*, 1'11‬ا؟‪111 11118 063‬‬ ‫ج‪0١٧111‬اا‪6 ٤0‬ة‬


‫‪ 111‬أ‪61106,‬ا‪0‬ا‪31111 311)1 ¥‬اا‪8‬ا*‪061‬ا عا‪٧ ٧0‬آلا‪^1٣808‬‬
‫ه‪١‬أة <؟<؟حاآل ‪.‬ة ةآةألذك‪١‬ا‪٠ ١‬هج ‪١‬الم‪6٠1‬ح ا‪٢8‬أ]‪٠‬ل‪61106 111 1116 £‬ا‪0‬ا‪1* 1111116 8161 00)1 ٧‬‬
‫‪!10113 £386, 161: £1861161*3.11118, 2008(; 311)1 8. ١٧. £. 640661*1 ,‬ا‪6118 )١٧‬ا*‪31‬ال ‪£111161* ٨.‬‬
‫‪6‬ا‪ 0118 011 00)1, 166 81616, 311)1 £116 111 11‬ا‪60‬ة‪01* ¥0117 $01116 86‬؛ ‪8 64011016618111 83)1‬لاا‬
‫‪6:‬ج‪31116٢1)1‬ح) ا‪81*36‬ل ؛‪66 00)1 0‬آ ‪/ 111‬أ‪ 0)111‬ا‪1383 0‬أ‪8 £66 0‬ا‪2‬ا*‪1113 $06١٧31‬ج‪ 86‬؛‪61 0‬ج‪£1‬‬
‫‪*811 81*688, 2007(, 94-112.‬ل‪1٧6‬اا‪6 £‬ج‪6٢1)1‬الل‪03‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪31111‬اا‪8‬ا‪-‬ل‪06‬ا عا‪٧0‬‬ ‫‪ 8.‬أ‪61106,‬ا‪0‬ا‪3116 ٧‬‬

‫)‪(6‬‬ ‫‪ 8,‬ا‪118‬ج‪ ٨11‬اا‪,‬لمز‪£31111 01*086‬ا ‪,‬ا‪.116‬إل‪01‬ا‪8‬س‪31‬اا‪06111 6311 66 401111)1 01111116 31 06118‬؟ ‪£618‬‬
‫‪.611111.‬لم{‪01*086‬ا‪8‬ا‪06‬؟ا‪3118‬اا‪8‬ا*‪061‬ا‪06/13‬ا‪3 0111‬ا)‪0‬اا‪30‬اا‪8‬ا*‪://١٧١٧١٧.061‬؟‪2008,611‬‬

‫‪٢٦١‬‬ ‫‪3111‬اا‪8‬ا‪061‬ا ‪٤,‬ا‪٧0‬‬ ‫‪ 13.‬أ‪61106,‬ا‪0‬ا‪30)1 ٧‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫‪0. 8.‬‬ ‫‪8,‬ا‪£6١٧‬‬ ‫‪)1111‬ما‪ 71-01(13111 0‬ا‬ ‫‪٠١٧ ¥01*8: 6430111111311,‬‬ ‫‪1962(, 118-19.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫‪$66 111‬‬ ‫‪61*8 011‬ا؟‪161*66 063‬‬ ‫‪311‬ا ‪311,‬؟‪ ۶3111 00‬لل! ‪0 (163)1‬ا‪3111‬ا‪8‬ل ‪٢36١٧66 ١٧31*8 311)1‬‬
‫‪0 8)011(1101)8:‬أ ‪00)1 0038‬‬ ‫أر‬ ‫‪-,‬ل‪6‬ظ‪8: 83‬ك‪1‬؟‪ )01*311)1 83‬؟ذ‪٠‬ا‪،9‬وأز ‪7٠‬اعر‪0 £١‬أ ‪3‬ا)‪11‬أ‪0‬‬
‫‪2008(.‬‬

‫‪€171‬أ‪ £)18‬ا‪ 03011113 0‬ا ‪, 866 631 ¥60,‬ك‪ ٢6001‬ظ‪31118 1٣30‬ا‪8‬ل ‪)10( £01* )100111116111311011 011‬‬
‫‪, ١٩١٦‬هع‪١‬أألل‪ ٢‬ع‪)1‬اأ‪11‬د‪6٢ 11)1111: 81*0111 116)1)1 10 0£1‬س ال‪1‬ا‪00‬ا‪81‬ا‪0£٣‬‬
‫‪-‬ا‪3‬ا)‪31 011)1 0111'1811)1118 1111‬ا ‪11٧61*811 81*688, 1997(; 1/13 011111:‬ل‪01081118011 0‬‬
‫‪)1111 011)1‬أ‪8‬ل ‪ 81*688, 1985(; 311)1‬ا‪11٧61*8‬ل‪6 01081118011 0‬جا‪6‬ا‪)1111 )£6311608, [١١٢٠٢: £3‬أ‪8‬ل‬
‫‪6 01081118011‬ج‪61‬ا‪3 )£6311608, 614: £3٢‬ا)أ‪1‬أ‪-0 0161110110118 00‬ا‪3‬ا ‪01111111)13:‬‬
‫‪ 81*688, 2002(.‬إل‪1‬ا‪ً611٧61*8‬ا‬

‫‪-٠١٧ ¥01*8:‬ا‪-0‬ا‪-‬ا‪3‬ا ردأ‪- 011)1 1(11/10‬ا‪ 1‬ردأ‪0‬ا‪: 1‬أ‪011‬أ‪8‬ل ا‪ 011818 0‬ا ‪8,‬ا‪)11( 861*1131*)[ £6١٧‬‬
‫‪640)16111 £161*31*^, 2003(, 37-38.‬‬

‫(‪)12‬‬ ‫‪11,‬ا‪3‬ج‪٨‬‬ ‫‪0 (163)1 311)1 ¥36١٧66‬ا‪3111‬ا‪8‬ل ‪61*8 011‬ا؟‪866 166 063‬‬ ‫‪١٧31*8‬‬ ‫‪311 00)1‬ا ‪111 00^311,‬‬
‫‪0068 10 8101*611088.‬‬

‫‪0118, 416 6)1. 0١٧1161*8 01*0٧6, !£:‬أ‪8‬أأ‪ 11)1'8 #3‬ا ‪ 111‬اا‪1,‬ا‪8‬ل‪1‬ا ‪61*8011,‬سر ‪)13( 11111311‬‬
‫‪1 1975(, 128.‬ا‪*8‬ا‪*٧3‬ل‪6‬ئ‬

‫الفصل التاسع عشر‪ :‬هل توجد أخالق بال لمشرع إلهي؟‬


‫(‪)1‬‬ ‫‪0116)11116410113611٧38,‬‬ ‫ن‪٧‬ر‬ ‫‪0113 8338 00)1‬‬ ‫‪٠١٧ ¥01*8:‬‬ ‫‪0011616)1‬‬ ‫‪, 2007(, 76.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫‪- 8301110٢ 111111101118111,‬ا‪0‬ا‪ $6011131* 640 3 06308,1 001111311‬؛‪,£66 64 16 0‬ا ‪$3111 £]31*1*18,‬‬
‫‪8_26_3‬ا‪6=8631*٢‬ج‪3‬؟ااال‪011=1161*31٠‬اا‪7860‬؟‪6‬؟‪.‬ل‪6‬ا)‪/111‬ج*‪111131118111.01‬آ‪31*6‬ا‪1‬ا‪١٧١٧١٧.860‬‬
‫‪6111661* 19,2009(.‬ا؟‪)3006886)1 $6‬‬

‫‪٣٠٢‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫دهدع‪//.٠ ]2881011 08 )11111 /£‬عو‪1(301613(600611, 812081118 182 5‬‬ ‫‪٠١٧ ¥01*1):‬‬
‫‪, 2006(305.‬جائل‪¥‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫‪ £088611 £31068 )66)2, 2006(.‬ال‪06 6‬ا‪٢00‬ا‪// £٧//٠۶ 6‬هز صه ‪8001‬ه‪8,7£‬ا‪£106316 1(3١٧1)0‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫‪ 0/88211:‬صه ‪8, £/٧٥٢‬ائ‪£10631*6 3(3١٧‬‬ ‫‪:‬ك‪٢1‬ن‪ ¥‬ا) هض‪£‬صه ‪ ]<01^1111011 ¥/٥١٧‬د‬ ‫‪333810‬‬
‫‪8, 1995(, 132-33.‬اال‪1‬ا‪0‬ح‪٠٢‬آل ‪6001)8/‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫ئ‪٧//‬ه(‪ 7‬د و‪8‬ا[اءل‪١٧‬ده ‪063٢6‬ا‪£‬‬ ‫‪66111, 2003(, 34.‬آل ا|‪)6081011: 3300^6100‬‬

‫يرفض دانيال دينيت بغرابة شديدة حقوق اإلشدان الثابتة‪ ،‬التي ستشكل أساسا لإللزام باحترام‬ ‫(‪)٧‬‬
‫اآلخر‪ ،‬برغم أنه يزعم أنه يؤمن باألخالق الموضوعية‪ .‬إنه يصف هذه الحقوق بأنها هرا ء على تكلف‪.‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫‪8,‬ائ‪3(3١٧‬‬ ‫‪^,‬هى‪£‬صع ‪£/٧٥٢ 0111‬‬ ‫‪133.‬‬

‫(‪)9‬‬ ‫*‪0060161‬‬ ‫هه‪٢/‬هد جزا ‪,‬ز‪£6١٧‬‬ ‫‪872288‬‬ ‫^ه‪/‬ج‪//‬ه‪£‬‬ ‫‪68: £61*601308, 1996(,‬او[‪)0٢306 £3‬‬
‫‪137.‬‬

‫‪٠١٧‬هه‪٢‬ه‪٧‬ههئكه‪£‬كآلقه‪0‬تم‪3‬ا‪٠6‬آل ‪46 306‬ل‪1‬أأ ‪6,‬ج‪1‬ضج‪40‬ال‪03‬ا‪00‬ا‪43‬ل ‪(10) ]30116£ :6*01¥‬‬


‫‪£06110311008, 1969), 157.‬‬

‫‪.‬ه‪٢/‬ههصه ‪٢5‬ه‪#‬ه‪ )111)1 £‬هض‪ £‬ا‪(11) £01161* (3111 3,1881) 10 11. 6. 3)0١٧0, 1)6 ,111^01<] £‬‬
‫‪.‬ا*ا‪3‬ا‪*0‬ا‪, ¥60‬ال‪3‬اا*ل‪ )£011)1011: 0111 1‬ا‪£1*30018 1)3٢١٧616-1:315 ,(1887 ,661*811 6‬‬

‫هخحم ‪ £16108,111 £٥//^/٥^ 011)1‬؛‪100 0‬ا‪0‬ا‪£116 £٧0‬اا ‪800,‬ا‪¥1‬ه ‪ 61186 306 £. 0.‬ا‪6‬هأل‪(12) ^16‬‬
‫‪£‬ج‪٨٢٠٢٥/ 801211228, 6(1. 3. £. 33006101-310,(1993 ,306*161*00111*13060:113.1*01) 800‬‬
‫ه‪ 8661*11161*, 7£‬ا‪36‬أل‪0‬ا‪(13) ^42004 ,1‬‬ ‫‪٥/٥٥٥٥‬؟‪،‬‬ ‫‪0/000)1 011)1‬‬ ‫‪£٧//٠١٧‬‬ ‫‪),‬ا‪0‬آل ^*‪¥01*6: 33601‬‬
‫‪81.‬‬

‫‪(14) 0. 8. £637,(1960 ,1130 300^1 :6*01¥‬‬ ‫‪ ٠١٧.‬؟‪8,٨//٢٥٥/٥،‬ا‪١٧‬‬


‫‪(15) 161(1., 38, 37.‬‬

‫‪(16) £1186 3116‬‬ ‫‪11800, 311‬‬ ‫‪.‬ا‪ £16108,‬؛‪1111011 0‬ا‪66 £٧0‬آاا‬


‫‪.‬ج‪66‬ا‪1‬اا‪ ]<01^1111011 8010818111 )£0116011: £0‬ه‪(17) ^4106361 £1186, 7£262,268,(1989 ,6‬‬

‫(‪ 1118101‬أ‪ 1110‬د ‪ £. £3111161*,‬ج‪ £601*116111 3116 0٢31‬إل‪116‬ه‪(18) £80828 /‬‬ ‫‪.٠ £/٥/٥^/٥٥‬همه‪£‬صه‬
‫‪).‬آ‪6,1: ¥13‬ج‪6‬غ‪6‬ا ‪0/82X1101 £٥٥٢٥/٥۶! (0302000 ,688*1£‬‬

‫الفصل العشرون‪ :‬ألم نتجاوز هذا اإلله؟‬


‫دلع ‪:810108 1)10 3111 1110‬‬ ‫ئ‪8, 8000116 £08160111 0‬اد‪ 30611 ٨‬ئ‪6 11*1)8 0‬ألآ ‪,‬دغؤ اه‬
‫ا‪0٣‬ألح ‪ 618 )31*01168011‬الأل ‪ 160 £1111; 610108 0116 1110811*0110118,‬ئ‪١٧116 0 £10 0011018*1£ 08‬‬
‫‪111118,‬‬ ‫‪.‬ا‪0‬ا‪£:/‬ا‪6 31 61‬األ‪3‬ا‪0., 1856(. ٨٧31‬ح ‪. 9 )608100: £11116, 331*0١٧0, 3116‬ا‪٧01‬‬
‫‪ .‬ا‪111‬كل‪6‬و[‪0١٧.‬أل‪6= 8‬اة‪10‬ا‪3‬ا‪8‬اا‪10^1‬ا‪3‬ا‪ 8‬ا‪1100=000‬و[‪70‬و[‪6‬و[‪.‬ل‪/6166‬ج‪106.0٢‬آ‪3‬ال‪011‬أل‪112107=6‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪ 01/18 0/812 [21‬ا‪£600138 036111, 1999 ,*00601¥ :‬‬ ‫‪).‬ظ*‪٠١٧ ¥01‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫‪x0 6: 0x301*6 3£101*811688*1£‬تىهى ‪, 110,82( [42810111‬ج‪1*00‬ا‪-٨1*018‬ا )‪1.1161* 810000‬‬ ‫‪,‬جؤ‬

‫(‪)4‬‬ ‫‪٢ £^.۶ )3(0١٧061*8 01*0٧6, !£:‬هص ‪ 1108 011118801111( £٧٥٢ ]<0112‬ا‪0‬ا ‪30031630 33111,‬‬
‫‪<660001603, 866‬؛ ‪6 60000160131100 00 16686‬ج‪01*00‬أل‪, 2005(, 176-77. £01* 1‬ا‪61*٧31*81‬ا‪0‬ا‬
‫‪0066٣٧30,‬حز ‪٨1٧10 3. 80601161, //٥١٧ 08118801111( 08011828182 1118 )01*306 £3^168:‬‬

‫‪٣٠٣‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫‪ ¥01*6:‬ير‪١‬ج‪11, [65118 181014^1)1 ٠ )2611'168 )٦١١٢‬ة‪16‬ا‪٧ 1<0‬ةا‪1٠08‬ةل‬ ‫‪0١٧,‬آل اا‬ ‫‪1985(,33.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫‪11 011 16111, 2006(, 37.‬ج‪011‬ا‪ 60)1 £<6114,81011 )£08 01: 6‬ا ‪١٧61118,‬ة(‪6‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫‪£608011‬ا‪01(7 0‬أ‪ 1‬ا ‪6,‬ئ‪ 8‬ال‪110‬ك‪£0‬‬ ‫‪0111 1101180, 2005(, *1.‬ك‪11‬ة‪٠١٧¥01*6: £‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫^ظ‪ ۶0118‬ل‪)11‬عة ‪8.)21111 )21011111‬عة‪٢‬خ س‪6 0/11181110118, 0)1.‬ا ‪8,‬د‪0‬ض‪01111‬ج*‪111‬ل‬
‫‪011^, 2006(150-51.‬؟ ‪0:‬جسس‪)>2‬‬

‫)‪(9‬‬ ‫‪٨‬اا ‪180,‬ا‪0‬ئ‪0‬ح‪ 81‬سآلل‬ ‫‪)2111*1811311‬‬ ‫‪1٧0‬ا‪00‬؟‪۶0٣8‬‬ ‫‪011‬‬ ‫دالآل‬ ‫‪ $0016/7‬اا‪8,‬ا‪11‬ج‪£1‬‬ ‫ا‪7‬اة‪311٦1‬ل)‬
‫‪ 2004(: 25.‬ال‪3٢‬ل‪٦‬ملأل‪٢0‬‬
‫‪1 3114 1411111311‬ل‪0‬ج‪1‬ا‪0‬آل ‪,‬ال‪0‬ا‪03‬آل ‪11011 6.‬زل‪0‬ا‪٠ 813061101180 3114 8‬ذ \‪80 1‬ا‪)10( 161)1., 24. $00 3‬‬
‫‪[76, 0)1.‬أأ‪(60‬ا‪()11 £618‬ا‪0‬أ‪8 111 0‬أأ{§أ‪0148 £‬أ‪8‬أأ‪ 111 £6‬أا‪0,‬اا‪0‬ج‪1 ٨[00‬ح‪0‬اج‪0‬ا‪8: ٨ ¥600‬ا‪11‬ج‪£1‬‬
‫سد ت‪*, 1996(,486; 31141٢‬ا‪١٧0‬اا‪0٣٧ 0 )6(01*41*00111: £1‬ك اا‪].3114 1. 0. ٧3‬ل ‪110‬ا‪1. ١٧‬‬
‫‪)111011‬ل‪)11‬ا‪00‬ه ‪ 1110 121108)4‬سه ‪1* £0080 11‬د‪0‬؛‪€ 11*14 14)1)10 ^0^: £‬ألآ جددًا‬
‫‪0/1114111)111 £1^8 ٠١٧ ¥0٢6: £31140111 1101180, 2001(.‬‬

‫ج‪)1118 011111‬آل ‪8‬ا ال‪0١٧ )261481 )1,11 1‬ا‪: 1‬ج‪١ 108118 111 £0٠‬آلةسغخ ‪٠‬‬
‫هلآلة‪١‬آ ‪(1114) 1)21) ١١١‬‬
‫‪^٣‬ج‪0‬آل ‪011, ]()2:‬اج‪1111‬ا‪1116 6111 8(11(11106 0/8011 (١٧38618¥ .5 ,(2003 ,^0‬‬
‫‪٩1100‬‬ ‫ا والكذ‪٦‬ع‪ 8131*6'8 8‬ز‪0‬ع‪(01111: 10 01111)1 0111 £04‬؛ ‪X013111311011‬ا‪3‬ا‪311 38 8008 1011‬‬
‫‪¥‬ا‪)11‬أ‪ 10 61*00)10111, ٠1‬ة‪0‬ا ‪ً)1٠‬اا‪٦8‬أأ‪٦‬ح ‪0١٧‬آل ‪ £0)18011:‬ئ‪ 0‬ال‪0٣‬ا‪0‬أ‪11*0801^ 1114) 8111‬‬
‫‪$1400688 ٠١٧ ¥01*6: £311401116101180, 2005), 235.‬‬

‫‪11 2008(,‬ح‪38 60111111( )6‬ا‪ 8x1(10161 )٧011‬ا رسنًا ‪01‬؛ ‪£038011‬ا ‪)12( ¥1111 £01101*,‬‬ ‫‪١٧١٧١٧.‬‬
‫‪1#810 1.‬اال‪1‬ا‪12008.1‬ا‪3‬ا‪7‬ا‪*0‬ل‪0‬ا(^ج*ل‪38 .0‬ا‪٧01٠1‬‬

‫‪٣٠٤‬‬
‫هإللهالعهدالقديمهوإلهقاتل‪،‬دموي‪،‬وظالم‪،‬ويماس‬
‫االستقواء ؟ يبدوأن الكثيرين اليوم‪ -‬حتى بداخل الكنائس‪ -‬يرون‬
‫إله العهد القديم على هذا النحو‪ .‬كيف يرد المسيحيون على مثل هذه‬
‫االتهامات؟ وكيف يمكننا التوفيق بين السمات التي تبدو متناقضة‬
‫ظاهريا في شخصية الله في العهدين القديم والجديد؟‬
‫في هذا الكتاب الهام‪ ،‬والذي ينتظره الكثيرون‪ ،‬يتعرض الكاتب‬
‫والالهوتي والمدافع ((يول كويان)) لمجموعة من أشرس وأصعب االتهامات‬
‫في عصرنا عن هذا الموضوع‪ ،‬ومنها‪ :‬هل الله متكبروغيور؟ هل يعاقب‬
‫الله البشر بقسوة مفرطة؟ هل الله متهم بالتطهير العرقي؟ هل الله‬
‫يقهرالنساء ويكرههم ؟ هل الله يوافق على العبودية؟ هل المسيحية‪-‬أو‬
‫الدين بشكل عام‪ -‬هوسبب العنف؟‬
‫ال يقدم كويان ردوذا فحسب على النقاد‪ ،‬لكنه أبغتا يشرح لنا كيف نقرأ‬
‫العهدين القديلم والجديد بشكل صحيح‪ ،‬حتى نرى في كليهما نفس‬
‫اإلله الباروالمحب الذي ال يتغير‪.‬‬

‫يول كويان (درجة الدكتوراه‪ ،‬جامعة ماركيت) األستاذ والذي‬


‫يشغل مقعد قسم الفلسفة واألخالق بجامعة بالم بيتش‬
‫أتالنتيك بغلوريدا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وهو مؤلف‬
‫بارزومحررألكثرمن عشرين كتايا في الدفاعيات والفلسفة‪،‬‬
‫ويعيش مع نوجته وخمسة أبناء في فلوريدا‪.‬‬

‫لعحبوتعات ‪ ٦‬ل‬
‫‪1‬‬ ‫|‪1‬‬

‫‪978-977-387-255-2‬‬

You might also like