Professional Documents
Culture Documents
اﻟﻣوازﻧــﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ
ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳـﻼﻣﻲ
) د ارﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ (
ﻟﻘـد أﺻـﺑﺣت اﻟﻣوازﻧـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠدوﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﺻـر اﻟﺣـدﯾث وﺳـﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟـﺔ ﻻﺗﺧـﺎذ اﻟﻘـ ار ارت اﻟﺣﻛوﻣﯾـﺔ ،اﻟﺗ ـﻲ
ﺗﺳـﺗﻧد ﻋﻠ ـﻰ ﻣﺑـدأ اﻷوﻟوﯾ ـﺎت وﺗﺄﺧ ـذ ﻓـﻲ ﺣﺳ ـﺑﺎﻧﻬﺎ اﻟﻌواﻣ ـل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻣ ـن إﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـﺔ،
وﺑﺎﻟﺗ ـﺎﻟﻲ
واﻧﻣـﺎ ﻫـﻲ وﺳـﯾﻠﺔ رﺋﯾﺳـﯾﺔ ﻣـن وﺳـﺎﺋل
ﻓﺈن اﻟﻣواز ﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد إﺟ ارءات وأﺳﺎﻟﯾب إدارﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ
ﺗﻧﻔﯾـذ
ﻓﻘ ط ،
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
ﻟذﻟك ﻓﻘد أوﻟﻲ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺎﻟﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن طـرف ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـرﯾن ،وﺗواﻟـت اﻟد ارﺳـﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ...اﻟﺦ.
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟـم ﯾﻛـن وﻟﯾـد ﻫـذا اﻟﻌﺻـر ﺑـل ﻫـو اﻣﺗـداد ﻟد ارﺳـﺎت ﻗـﺎم ﺑﻬـﺎ ﻋـدة ﻣﻔﻛـرﯾن ﻛـﺎن ﻟﻬـم
آ ارء ﻣﺗﻌـ ـددة ﺣ ــول اﻟﻣوازﻧـ ـﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـﺔ ﻟﻠدوﻟـ ـﺔ ،وﺟواﻧﺑﻬـ ـﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ـﺔ ،ﺑﻣـ ـﺎ ﻓـ ـﻲ ذﻟـ ـك ﺣﺎﻟﺗﻬـ ـﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ـﺔ ،أي ﻣـ ـﺎ إذا ﻛﺎﻧـ ـت
اﻟﻣوازﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوازن أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺟز أو ﻓﺎﺋض ،وﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
ﻛﻣ ـﺎ ﻛ ـﺎن ﻟﻌﻠﻣ ـﺎء اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻣﺳ ـﺎﻫﻣﺎت ﻓﻛرﯾ ـﺔ ﺟ ـﺎدة ﻓ ـﻲ ﻫ ـذا اﻹط ـﺎر ،ﻓﻘ ـد ﻗﺎﻣ ـت اﻟد ارﺳ ـﺎت اﻹﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ
اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة ﻋﻠ ـﻰ اﻟﺗ ـ ارث اﻟﻌﻠﻣـﻲ اﻟ ازﺧ ـر ﻓ ـﻲ ﻣﺟ ـﺎل اﻟﻔﻘ ـﻪ واﻟﺷـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـﻼﻣﯾﺔ ،ﻛﻣ ـﺎ ﺣ ـدد
اﻻﻗﺗﺻ ـﺎدﯾون اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟﻣﻌﺎﺻرون اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﻔـﺎﻫﯾم واﻟﻣﺑـﺎدئ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ،
وﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ ﺗﻌﻠـق
ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
ﻟذﻟك ﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎط ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
ـ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ.
2
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﻌظم اﻟد ارﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧﺑﻬﺎ ،ﺗﻌﺑﯾر "اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" ﺑدﻻ ﻣن
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ "اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ"؛ وﻟﻌل اﻟﻬدف ﻣن و ارء ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻫو اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
واﻟﻣﯾ ازﻧﯾـﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋـﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺳﻧﺗﻧﺎول ﻟﻔظ" اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ " ﺑدﻻ ﻣـن " اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ
" ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟد ارﺳﺔ ،وﺳﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
3
1
. وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻘرر ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ واﯾ ارداﺗﻬﺎ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ﻣدﻧﯾﺔ-
1
Jean Longatte, Paseal Vanhove, Chritophe Viprey, Economie Générale. 3 édition, Paris: DUNOD, 2002, p 90.
4
-ﺗﻠﺧﯾص ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑ ارﻣـﺞ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،واﻹﯾ اردات اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ،ﺧﻼل
1
ﺳﻧﺔ ﻣﺣددة .
واﯾ اردات اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻘﺑﻠﺔ؛ ﺳﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﺗﻌﺑر ﻋن
ﻟﻧﻔﻘـﺎ -ﺗوﻗﻊ واﺟﺎز
أﻫداﻓﻬﺎ
ت ة
2
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
اﻟﻣ
ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر -وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺳﻧوﯾﺔ ،ﺗﻘر ارﻟﻣوارد واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺗرﺧص
ارﻓق
ﺑﻬﺎ،
3
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾز اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑ أرﺳﻣﺎل .
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠص اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺎﻟﻲ:
" اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﻔﺻل وﻣﻌﺗﻣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﯾﻘرر اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟﻣﺣددة ﻟﻔﺗـرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻘﺑﻠﺔ ﻋـﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق أﻫداف اﻟﺳﯾـﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و
ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺗﻣﯾﯾز أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫﻲ:
1/-اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﻣﻔﺻل ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑ ارﻣﺞ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،وﻣﺧﺗﻠف ﺑﻧود اﻹﯾ اردات
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ.
3/-اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ إﻻ ﺑﻌد اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
5/-اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺗﻌﻛس أﻫداف اﻟدوﻟﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻗد ازدادت ﻫذﻩ
اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ وزﯾﺎدة ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدي.
5
1
Paul A. Samuelson, William D. Nordhaus, Economie. seizième édition, Paris: ECONOMICA, p 645.
2ﻋﺎدل أﺣﻤﺪ ﺣﺸﯿﺶ ،أﺻـﻮل اﻟﻔﻦ اﻟﻤـﺎﻟﻲ ﻟﻺﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻌـــﺎم -ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺴﯿــﺎﺳﺎت اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ .اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :دار اﻟﺠــﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة،2001 ،
ص .235
3ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ .اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،2004 ،ص 34.
4ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺘﻤﺎن ،ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎم) ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ( ﻣﺪﺧﻞ ﺗﺤﻠﯿﻠﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ .اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2003 ،ص 555.
6
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗـواﻋد إﻋداد اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻗواﻋد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻫﻲ:
" أي أن اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟواﺣدة ﻋن اﻷﺧرى ،ﺣﯾث ﺗﺟدد ﺳﻧوﯾﺎ ﺗ ارﺧﯾص اﻟﻧﻔﻘﺎت
1
واﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣوازﻧﺎت ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻹﺟﺎزﺗﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ ".
واﯾ اردات دوﻟﺔ دون إﻧﻘﺎص أي ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ،وﺑدون أﯾﺔ ﻣﻘﺎﺻﺔ
إظﻬﺎر ﺗﻘدﯾ ارت ﻛﺎﻓﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ
ﺑﯾن
ﻧﻔﻘﺎت
ﺑﻧود اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت ،وﻫﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺑدﺋﯾن أﺳـﺎﺳﯾﯾن:
4
وﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﯾﺻﻌب ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :
7
ﻓﻲ ا ﻟﺠﺰاﺋـﺮ وﻓﺮﻧﺴـﺎ وﺑﻠﺠﯿﻜـﺎ وﻟﺒﻨـﺎن وﺳﻮﯾﺴﺮا ﺗﺒﺪأ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ 01/01؛ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﯿـﺎﺑﺎن واﻟﮭﻨﺪ وﻛﻨـﺪا واﻧﺠﻠﺘﺮا ﻓﺘﺒﺪأ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ 04/01؛
ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ وإﯾﻄﺎﻟﯿﺎ واﻟﺴﻮﯾﺪ ﺗﺒﺪأ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ 06/01.
1ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 87.
2ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ :ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺘﻤﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 572وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
3
p 1973, colin, Armand Ed : Paris publiques. Finances Lalumiere, Piere .68
4أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ :ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺘﻤﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص . 592 591-
8
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻗـﺎﻋدة وﺣدة اﻟﻣوازﻧﺔ:1
اﻟﻣﻘدرة ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺎ ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ واﯾ اردات ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أن ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺷروع اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻧﻔﻘﺎت
اﻟدوﻟﺔ
واﺣدة ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﻬل أﻛﺛر اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم
ﺑرﻗﺎﺑﺔ
ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻏﯾر أن ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺟوﻫري اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﻣﻬﺎم ووظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،واﻟذي اﺳﺗﻠزم
ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺟﻌل اﻟﺧروج
ﺿرورة اﻹﻋﺗﻣﺎد
2
ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺿرورة اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ؛ وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫﻲ :
-اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ.
-اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.
-اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧ ازﻧﺔ.
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ أن ﺗﺗﻌﺎدل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻊ إﯾ ارداﺗﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دون زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ،وﻟﻘد
ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ظل اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻛﻣﻲ أو اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﻛون ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺣدود ﻣواردﻫﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ورﻓض ﺣدوث أي ﻋﺟز أو ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
ﻏﯾر أن اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺗوازن اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﺳﺗﺑدﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗوازن اﻟﻌﺎم،
اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ظل وﺟود ﻋﺟز أو ﻓﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺣﺳب اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
1
P. Lalumiere .Op - cit, p56.
2أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ :ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺘﻤﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 582وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
ﺳﯿﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة وﻣﻮﻗﻒ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ.
10
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة دون اﻹﯾـ وﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻧﺗﻌرض إﻟﻰ أﻫم اﻟﻣﺻﺎدر
اردﯾﺔ
اﻹﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ أي ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺿ ارﺋب واﯾـ اردات أﺧرى.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾﻔﻬـﺎ:
ﺣﺎوﻟت أن ﺗﻠم ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧﺑﻬﺎ ،وﺗﺗواﻓق ﻣﻊ ﻟﻘد وﺿﻊ ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﺿ ارﺋب،
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ ﻟدورﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻫﻲ إﻟﺗ ازم ﻧﻘدي ﺗﻔرﺿﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن واﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻘد
اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺎﻟﻲ" :اﻟﺿرﯾﺑ
ارﺗﻬم
ﺔ
اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﯾﺔ ،ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻗﺻد اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ".
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻘدي؛ أي أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﺟﺑ ار؛ أي أن اﻟﻣﻛﻠف ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ دﻓﻌﻬﺎ ،ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﻓﯾﻪ ﺷروط آداﺋﻬﺎ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل أي أن داﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻻ ﯾﺣﺻل ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﺣددة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ.
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗدﻓﻊ ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ؛ أي أن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿ ارﺋب ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ
ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﺛـﺎﻧﯾﺎ :أﻧـواع اﻟﺿراﺋب :ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺿ ارﺋب إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ،ﻧذﻛر ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1.اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد واﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال :وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد؛ ﺗﻠك اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ
11
ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﻪ وﻋﺎء ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ؛ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻣﺎ ﻓﻲ ﺣوزﺗﻪ ﻣن أﻣوال ،أﻣﺎ اﻟﺿ ﻋﻠﻰ
ارﺋب
اﻷﻣوال ﻓﺗﻔرض ﻋﻠﻰ أرس اﻟﻣﺎل ﺳواء ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ﻣن ﻋواﻣـل اﻹﻧﺗﺎج أو ﻋﺎﺋدا ﻣن ﻋواﺋدﻩ ،ﻋﻘـﺎ ار أو
ﻣﻧﻘوﻻ ،ﺳﻠﻌﺔ اﺳﺗﺛﻣـﺎرﯾﺔ أو ﺳﻠﻌﺔ اﺳﺗﻬﻼﻛـﯾﺔ ،ﻣﺗﺧذا ﺻورة دﺧل أو ﺛروة أو إﻧﻔـﺎق.
12
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ ،اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد واﻟﺿ ارﺋب 2.اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗوزﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ:
ﻓﻬﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘدارﻫﺎ اﻟﻛﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾوزع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻘدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ دون ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر ﻋﻧد
اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻗد ﺗم اﻟﻌدول ﻋﻧﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق وﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻌرﻫﺎ دون ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدارﻫﺎ اﻟﻛﻠﻲ ،وﻫﻲ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
1
ﻛل اﻟدول.
3.اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺿراﺋب اﻟﺷﺧﺻﯾـﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺿ ارﺋب اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ؛ اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ ﺗ ارﻋـﻲ ﻣﺻدر
اﻟدﺧل ،وﺗﺻﯾب اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ)دﺧل أو ﺛروة( ،وﺗﻔرض ﺑﺳﻌر ﻣوﺣد)ﺿ ارﺋب
ﻧﺳﺑﯾﺔ( ،وﺗﻛون ﻋﻠﻰ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧل أو أرس اﻟﻣﺎل ،أﻣﺎ اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ
ﻣﺻدر اﻟدﺧل ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑـﺎر ،وﺗﺗﻌدد ﺑﺗﻌدد ﻣﺻـﺎدر اﻟدﺧل ،وﺗﻔرض ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺗ ازﯾدة.
4.اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻣﺑـﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑـﺎﺷرة :ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺿ ارﺋب وﻓﻘﺎ ﻟﻠطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ
وﻣن ﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أو ارق وﻗواﺋم ﻓﺎﻟﺿ ارﺋب ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﺔ،
إﺳﻣﯾﺔ، اﻟﻣﺑـﺎﺷرة
اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻧﻘل ﻋﺑﺋﻬﺎ ،وداﻓﻌﻬﺎ ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ )ﺿ ارﺋب اﻟدﺧل( ،وﺗﻔرض دورﯾﺎ )ﺳﻧوﯾﺎ( ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز
ﻏﯾر اﻟﻣﺑـﺎﺷرة
أﻣﺎ اﻟﺿ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﻣول اﻟذي ﯾﺗﻛون ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﺛﺎﺑﺗﺔ وداﺋﻣﺔ ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ،
ﻓﯾﻣﻛن
ارﺋب
ﻧﻘل ﻋﺑﺋﻬﺎ ،وداﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ )اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ،ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌـﺎت( ،وﺗﺗوﻗف
ﻋﻠﻰ
درﺟﺔ ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﺣل اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻧوع اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺧﺎﺿﻊ وﻣدى ﺗواﻓر
أو
اﻧﻌدام اﻟﻣﻧـﺎﻓﺳﺔ ،وﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ دون إﺻـدار ﻗواﺋم.
ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ ﻟﻠﺿ ارﺋب ،ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘـﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌـﺎﻣﺔ؛ إﯾ اردات أﺧرى ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
اﻟدوﻟﺔ ﻛرﺳوم
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟرﺳم ذﻟك اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻔرد ﺟﺑ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻪ
ار
اﻟﺗﻌﻠﯾم ،اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،رﺳوم ﺟواز اﻟﺳﻔر.......إﻟﺦ.
أﻣﺎ اﻹﺗﺎوة ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ " ذﻟك اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺗﺣددﻩ اﻟدوﻟﺔ ،وﯾدﻓﻌﻪ ﺑﻌض أﻓ ارد طﺑﻘﺔ ﻣﻼك
13
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻌﻘﺎ ارت ﻧظﯾر ﻋﻣل ﻋﺎم ﻗﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻌﺎد ﻋﻠﯾﻬم ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﻣﻧﻔﻌﺔ
ﺧﺎﺻﺔ؛
2
ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻌﻘﺎ ارﺗﻬم ".
1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ،اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ :ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺟﺰﺋﻲ وﻛﻠﻲ .اﻟﻘﺎھﺮة :ﻣﻜﺘﺒﺔ زھﺮاء اﻟﺸﺮق ،1997 ،ص 263.
2ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ دراز ،ﻣﺒـﺎدئ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻌــﺎم .ﻣﺮﻛﺰ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،2001 ،ص 101.
14
ﺛـﺎﻧﯾﺎ :إﯾـرادات اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻣﻣﺗﻠﻛـﺎﺗﻬﺎ )اﻟـدوﻣﯾن(:
ﯾطﻠق ﻟﻔظ اﻟدوﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟدوﻟﺔ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو ﻣﻧﻘوﻟﺔ وأﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻧوع ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ أو ﻋﺎﻣﺔ ،وﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
دوﻣﯾن ﻋـﺎم :ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ )أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧرى( واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ
اﻟطرق واﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ...وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻻ ﺗﺗﻘﺎﺿﻰ
ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣﺛل:
اﻟدوﻟﺔ ﺛﻣﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻓ ارد ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال.
دوﻣﯾن ﺧـﺎص :ﯾ ارد ﺑﻪ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻟﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ وﻏﯾرﻩ ،واﻟﺗﻲ ﺗدر ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ إﯾ اردا.
ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ﺑﺣﺳب اﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﺗﻘﺳﯾم ،وأﻫﻣﻬﺎ:
وﯾﻣﻛن
-اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ :ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ أو أﺟﻬزة ﺗﺟﻣﻊ اﻷﻣوال ﻣﺛل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت،
ﺷﻬﺎدات اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺳﻧدات،
اﻟﻣدﺧ ارت اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،واﻟﻘروض ﻣن
ﻣﺛل:
وأذوﻧﺎت اﻟﺧ ازﻧﺔ واﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ داﺧل ﺣدودﻫﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﯾﻛﺗب ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻣواطﻧون
أو اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ.
ﺳواء ﻛﺎﻧوا
ﺗﻣﺛل ﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺷﺧﺎص ﻏﯾر ﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ إﻗﻠﯾﻣﻬﺎ، اﻟﻘروض اﻟﺧـﺎرﺟﯾﺔ: -
أﺷﺧـﺎﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﯾن أو ﻣﻌﻧوﯾﯾن ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ ﺷرﻛﺎت؛ أو ﻫﯾﺋﺎت ﺧﺎﺻﺔ أو ﺣﻛوﻣـﺎت أﺟﻧﺑﯾﺔ
أو
ﻫﯾﺋﺎت دوﻟﯾﺔ.
16
-اﻟﻘروض اﻹﺟﺑـﺎرﯾﺔ :ﻓﻬﻲ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗﺗب ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻓ ارد أو اﻟﻬﯾﺋـﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻟﺧـﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ إﺟﺑﺎرﯾﺎ.
-أﻣﺎ اﻟﻘروض ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗ اروح ﻣدﺗﻬﺎ ﺑﯾن ﺳﻧﺔ وﺧﻣس ﺳﻧوات.
-أﻣﺎ اﻟﻘروض طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻓﻬﻲ ﺗﻠك اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﻬﺎ ﺧﻣﺳﺔ ﺳﻧوات.
ﺑﺈﺻدارﻫﺎ ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،وﻫو أﺳﻠوب ﯾﺗﺳﺑب ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر ﻣوﺟﺎت ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،إذا ﻟم ﯾﺻﺎﺣﺑﻪ وﺟود
ﻋواﻣل
إﻧﺗﺎج ﻋﺎطﻠﺔ ،وﺟﻬﺎز إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻣرن ،ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذ ﻩ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺗﻣﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ إﯾ اردات أﺧرى ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌﺎم،
ﻣﺛل ﻋواﺋد اﻷﺛﻣﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﻬﺑﺎت....إﻟﺦ.
زﻣﻧﯾﺔ
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ :ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة
ﻣﻌﯾﻧﺔ؛ ﺑﻬدف إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻧظﻣﻪ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ.
وﺗرﺟﻊ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻛوﻧ ﻬﺎ اﻷداة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اّﻟدور اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻛس
ﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧب اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗﺑﯾن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﻓﻲ ﺻورة أرﻗﺎم واﻋﺗﻣﺎدات
ﺗﺧﺻص ﻟﻛل ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ أﻧواع ﻋدﯾدة ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻘﺳﯾم وأﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
17
وﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،وﯾﺳﺗﻧد أوﻻ :اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ:
1
إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻠﺗﻔرﻗﺔ:
-ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻘﺎﺑل :ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻣﺛل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ ،واﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻛﺎﻹﻋﺎﻧﺎت.
-ﻣﻌﯾﺎر ﻣن اﻟذي ﺳﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ :ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إذا
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﻛون اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ إذا ﻛﺎن
ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣوارد
اﻷﻓ ارد ﻫم اﻟذي ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻬﺎ.
ﻏﯾر
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ :ﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺟدﯾد اﻟﻣوارد ﺑﻣوارد
2
ﻋﺎدﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻠﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ :
-إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺗم ﺑﻧظﺎم ودورﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻧﻔﻘﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﺗم ﺑﺎﻧﺗظﺎم ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ.
أوﻟﻬﺎ
ﯾﻘﺳم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻓق ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف إﻟﻰ ﻣﻛوﻧﺎت أرﺑﻌﺔ: ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ:
وادارة اﻟﺷؤون
اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ وﺗﺷﻣل اﻟﺧدﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ وﺣﻔظ اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﻬﺎ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟدﻓـﺎع واﻷﻣن ،وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﺗﺿﻣن ﺧدﻣﺎت
اﻟﺗﻌﻠﯾم ،واﻟﺻﺣﺔ ،واﻟﻘﺳم اﻟـ ارﺑﻊ ﻫو اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
18
3
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
1ﻋﻄﯿﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﺻﻘﺮ ،ﻣﺒـﺎدئ ﻋﻠﻢ اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ واﻟﺘﺸﺮﯾـﻊ اﻟﻤــﺎﻟﻲ ،دراﺳــﺔ ﻣﻘـﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈـﺎم اﻟﻤـﺎﻟﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ .اﻟﻘـﺎھﺮة :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھﺮ،
ص ص .64-63 1416/ 1996،
2ﻧﻌﻤﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻣﺸﮭﻮر ،اﻗﺘﺼـﺎدﯾﺎت اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯿﺔ واﻟﻮﺿﻌﯿﺔ .اﻟﻘﺎھﺮة :ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ،1988 ،ص 236وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
3ﻓﮭﺪ ﺑﻦ ﺧﻤﯿﺲ اﻟﻌﻨﺰي " ،اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻹﻧﺘﺎج ".ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،اﻟﻌﺪد 1999/1420. ،11592
19
ﯾوزع ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ راﺑﻌﺎ :اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﺑﺣﺳب
اﻟرواﺗب اﻷﺟور ،اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،اﻟدﻋم واﻟﻣدﻓوﻋﺎت
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل:
اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ،وﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدﯾون اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺗﺑوﯾب أﯾﺿﺎ ﺗﺻﻧﯾف اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم
إﻟﻰ إﻧﻔﺎق ﺟﺎري واﻧﻔﺎق اﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﺣﯾث:
-اﻹﻧ ﻔـﺎق اﻟﺟـﺎري :وأﻫم ﻣﻛوﻧـﺎﺗﻪ :اﻟرواﺗب واﻷﺟور اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻋﺎدة ﺣﺻﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ
و ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ
ﻋﻠﻰ ﺷ ارء اﻟﺳﻠﻊ ﻓﻲ ﻛل اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻹﻧﻔﺎق
واﻟﺧدﻣﺎت؛
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم ﺷ ارؤﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق أو ﺗم ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗروض أو ﻣﻧﺢ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك
ﯾﺷﻣل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺟﺎري أﯾﺿﺎ ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟدﻋم واﻟﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ وﻛذا ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدﯾون
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،أو ﻣﺎ
1
ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣدﻓوﻋـﺎت اﻟﻔواﺋد .
-اﻹﻧ ﻔـﺎق اﻟرأﺳﻣـﺎﻟﻲ :ﻧﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻠك اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﺔ ،وﯾدﺧل
2
ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت وﺑﻧﺎء اﻟﻣـدارس ،واﻗـﺎﻣﺔ اﻟﺳدود وﻣد ﺧطـوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ.....إﻟﺦ .
3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج :ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-ﺗؤدي اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟ أرﺳﻣـﺎﻟﯾﺔ أو اﻹﻧﺗـﺎﺟﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ؛ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث زﯾﺎدة
ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺟﺎري ،ﺗﻘﺎس ﺑﻣﻘدار اﻹﺳﺗﺛﻣـﺎ ارت اﻟﺟدﯾدة ،إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة
اﻹﻧﺗـﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻘوﻣﯾـﺔ.
1
واﻟﺛﻘـﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔﻧﻲ واﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ؛
إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺟﺎري وزﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة اﻹﻧﺗـﺎﺟﯾﺔ ﻟ أرس اﻟﻣﺎل اﻟﺑﺷري.
1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،اﻟﺤﻜﻮﻣـﺔ واﻟﻔﻘـﺮاء واﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم ،دراﺳـﺔ ﻟﻈـﺎھﺮة ﻋﺠﺰ اﻟﻤـﻮازﻧﺔ و أﺛـﺎرھﺎ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠـﺪان اﻟﻌﺮﺑﯿـﺔ.
ﺑﯿﺮوت :ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،1997 ،ص 62.
2أﺣﻤﺪ اﻷﺷﻘﺮ ،اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻜﻠﻲ .ﻋﻤﺎن :اﻟﺪار اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،2002 ،ص 186.
3ﻧﻌﻤﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻣﺸﮭﻮر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 267-268.
1
-ﺗﺳﺎﻫم اﻹﻋـﺎﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷروﻋـﺎت إﻟﻰ رﻓﻊ أرﺑﺎﺣﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻘدرﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗـﺎﺟﯾﺔ.
-ﯾؤدي اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ :ﻛﺎﻟطرق ووﺳـﺎﺋل اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت ،واﻟطـﺎﻗﺔ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻣول
اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟـﻲ وﻫﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ رﻓﻊ اﻷرﺑـﺎح ،وزﯾﺎدة اﻟﻧـﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣـﻲ.
راﺑﻌـﺎ :اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻛـﺎﻓﺣﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ :زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟـﺎل ﻣﺷـﺎرﯾﻊ ﺟدﯾدة ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺣداث
وظﺎﺋف ،واﺳﺗﯾﻌﺎب ﺑﻌض اﻟﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻋن ﺣﺟم اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﺣدﯾث اﺧﺗﻠﻔت اﻵ ارء ﺣول ﻣﺿﻣوﻧﻪ وطرق ﻗﯾﺎﺳﻪ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ.
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﻟﯾس وﻟﯾد اﻟﻌﺻر ،ﺑل ﻫو اﺳﺗﻣ ارر ﻟﻺﺧﺗﻼف اﻟذي ﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﻏﯾر أن ﻫذا اﻷﻣر
اﻟﻣدارس
ﻓﻘد ﺗﺿﺎﻣﻧت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺿد اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود )اﻟﻣﺗﻌﻣد( ﻓﻲ
ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﺄداة ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘ ارر اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي اﻟذي
ﯾﺣﺑذ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗدﺧﻠﯾﺔ ﻣداﻓﻌﺎ ﻋن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ.
وﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول اﻵ ارء واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣدارس اﻟﻣذﻛورة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﺳـس اﻟﻧظـرﯾﺔ ﻟﻠﻣدرﺳـﺔ اﻟﻛـﻼﺳﯾﻛﯾﺔ
1
اﻟﻔرﺿﯾﺎت واﻵ ارء اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻗﺎﻣت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻣﻔﻛرﯾن
1
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن أﻣﺛﺎل :آدم ﺳﻣﯾث ،و داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو ،و ﺟون ﺑﺎﺗﯾﺳت ﺳﺎي ،وﻣن ﻫذﻩ اﻵ ارء ﻧذﻛر :
1.اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺑﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،أي أن ﺣرﻛﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج
ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ
ﺗﺳﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳوق ،وﻻ ﺣق ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺳوق ،أي أن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳواق
ﺣﺎﻟﺔ ﺗوازن؛ ﻷن ﻫﻧﺎك ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ )اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ( ﻓﻲ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺗوازن ﻛﻠﻣﺎ اﺑﺗﻌدت ﻋﻧﻪ.
اﻹطﺎر
2.اﻓﺗرض اﻟﻛﻼﺳﯾك ،واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﺣرة ﻫﻲ
اﻟذي ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺳود ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻟﺳوق ،واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻧﻘﯾض اﻹﺣﺗﻛﺎر ،ﻫﻲ ﺟﻬﺎز
ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﻧظﯾم ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،دون أﯾﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻷﻓ ارد.
3.ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن أﻗﺻﻰ
اﻟذي ﯾوﻓر ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳﺑﻪ ،وﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق
اﻷرﺑﺎح ،وﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن أﻗﺻﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣن ﺟ ارء دﺧوﻟﻬم اﻟﻣﺣدودة وﺣﺳب اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق.
4.ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد اﻟذﯾن اﺷﺗرﻛوا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
5.ﻣروﻧﺔ اﻷﺟور واﻷﺳﻌﺎر واﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﻐﯾ ارت ﻓﻲ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ،ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﺣدوث ﺑطﺎﻟﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ
وﯾﻘﺗﺻر أﺛر زﯾﺎدة اﻹدﺧﺎر ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻷﺳﻌﺎر ،وﻟﯾس اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوظﯾف
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻘد طﺎﻟب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺄن ﺗﺑﺗﻌد اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﯾدان اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،وأن ﯾﻧﺣﺻر
دور اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻌﺎدﯾﺔ )اﻟﺿ ارﺋب
واﯾ ارد اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم( ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،وﻋﻧد ذﻟك ﺗﺳﺗﻐل ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾـﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
1
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﺗﺤﻠﯿﻞ ﻷﺧﻄﺮ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ – 226اﻟﻜﻮﯾﺖ :ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ
اﻟﻮطﻨﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻨﻮن واﻵداب ،1997 ،ص 166وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
1
اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻛ ﻔﺎءة ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﻬﻠك ﯾدﺧر ،وﻣﺎ ّﯾدﺧر ﯾﺗ ّﺣول آﻟﯾﺎ ﺑﻔﻌل ﺳﻬوﻟﺔ ﺗﻐﯾر
أﺳﻌﺎر
1
اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ .
ﻟﻬذا ﻓﻘد أّﻗر اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻗﺎﻋدﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ :ﻗﺎﻋدة اﻟﺣﯾﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻗﺎﻋدة ﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ.
أي أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺣﯾﺎدﯾﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺛر ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﺳواء ﻣن ﺧﻼل ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ /أو
2
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻔﻘﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻗ ار ارت وﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓ ارد ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل .
" ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن ﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟدﺧول واﻟﺛروات ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل ﺗدﺧل اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وأن ﺗﻛون ﻛﻼ ﻣن اﻹﯾ
اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ
3
واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺣﺎﯾدة وﺗﻘوم ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺗﻐﯾ ارت اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ".
ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺿرورة ﺗﻌﺎدل إﺟﻣﺎﻟﻲ إﯾ اردات اﻟدوﻟﺔ ﻣﻊ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺗﻌﺎدﻻ ﺗﺎﻣﺎ ،ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻛر
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻘوم أوﻻ ﺑﺗﻘدﯾر ﺣﺟم ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق ﻣﻣﻛن ،ﺛم ﯾﻣﺗد ﺑﻌد
ﻋﻠﻰ اﻟﺿ ذﻟك ﺗﻘدﯾر إﯾ اردات اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم ،ﻓﺈذا ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘدرة ﯾﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد
ارﺋب،
4
ﻣﻊ ﺗﻔﺿﯾل أﻧواع اﻟﺿ ارﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻠل ﻣن درﺟﺔ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻷﻓ ارد .
ﯾرى اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ أن وﺟود اﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺿطر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻺﻗﺗ ارض اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث
أن اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻟزﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﺎدﻣﺔ؛ ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﯾﺟب اﻫﺗﻼﻛﻬﺎ ودﻓﻊ اﻟﻔواﺋد ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﻗد
وﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﺗﺿطر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻺﻗﺗ ارض ﻣن ﺟدﯾد ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺧم اﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ
ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ
،
5
رﻫﯾﻧﺔ ظـﺎﻫرة اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺟل ﺑﺗﻘوﯾض أﺳس اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻋﺟزﻫﺎ ﻋن ﺗﺄدﯾﺔ وظـﺎﺋﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﯾرى أن اﻹﻗﺗ ارض اﻟﻌﺎم ﻣن اﻷﻓ ارد ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘوﻣﻲ ﻷﻧﻪ ﯾﻘﻠل ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻗﺗ ارض ﻷﻓ ارد اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﺣﯾث
ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﺗﺻﺑﺢ
1
1ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ » ،اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻤﻮﯾﻞ ﻋﺠﺰ ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ« .رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ درﺟﺔ
اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ،1990 ،ص 29.
2ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺜﻤﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 24. – 23
3ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 30.
4ﺳﻌﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺜﻤﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 24. 23-
5ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس ﻣﺤﺮزي ،إﻗﺘﺼـﺎدﯾﺎت اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ :اﻟﻨﻔﻘـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﺔ ،اﻹﯾﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .اﻟﺠﺰاﺋﺮ :دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ،
ص .192000،
1
اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺳوق اﻹﻗﺗ ارض ،وﻣﻊ ﺛﺑﺎت اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻣن
اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﯾﻘل ﻣﻘدرة اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗ ارض ﻟﺗﻣوﯾل اﺳﺗﺛﻣﺎ
ارﺗﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘﻠل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘل ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﻬﺎ ،وﻫذﻩ ﻛﻠﻬﺎ آﺛﺎر
ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻹﻗﺗ ارض
وﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ.
وﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﺟز اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻹﻗﺗ ارض ﺳﺗﻠﺟﺄ ﻷﺳﻠوب آﺧر ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﺻدار
اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻧﻘدي ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻬﺎ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘوﻣﻲ ،ﻷن اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻟن ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أي ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷن اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﺳوف ﯾﺗوازن ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ وﻟﻛن ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت أﻋﻠﻰ ﻟﻸﺳﻌﺎر ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ
اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ،اﻟﺗﻲ ﺗرى أن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻟن ﺗؤدي إﻟﻰ أي زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻷن اﻟوﺿﻊ
اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻧﻘدي ﻫﻲ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﺣول اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ
1
اﻷﺳﻌﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣدوث اﻟﺗﺿﺧم .
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر( )1929ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﺣول اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن إطﺎرﻫﺎ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ
اﻟﻣﺣﺎﻓظ إﻟﻰ اﻹطﺎر اﻟﻛﯾﻧزي؛ اﻟذي أﻋطﻰ ﻟﻬﺎ أدوا ار ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب
ﺟون ﻣﯾﻧﺎرد ﻛﯾﻧز( ،)1883 -1946واﻟذي ﻋﻧوﻧـﻪ
اﻹﻧﺟﻠﯾز اﻻﻗﺗﺻﺎدي ارﺋد ﻫذا اﻟذي أﺻدرﻩ
ﺑـ"
ي اﻟﻔﻛر،
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻧﻘود واﻟﺗوظﯾف" ،واﻟذي ﻛﺎن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدورﻩ ﻋﺎم ،1936ﺑداﯾﺔ ﻋﺻر ﻛﺎﻣل ﻣن
اﻟﻘﺗﺻﺎدي ،وﻧﺑذ ﻣﺑدأ ﺣﯾـﺎد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻹﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﺗوازن
اﻟﻧﺷـﺎط
اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗد ﻗدم ﻛﯾﻧز ﻧظرﯾﺗﻪ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧﻘدﻩ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﻧﺎدى ﺑﻬﺎ اﻟﻛﻼﺳﯾك ،واﺛﺑﺎﺗﻪ ﻟﻌدم
ﺻﺣﺗﻬﺎ.
وﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻔﻛر وﻣوﻗﻔﻪ ﻣن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وطرق ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﺣددات اﻟطﻠب اﻟﻛـﻠﻲ ﻋﻧد ﻛـﯾﻧز
2
"ﯾرى ﻛﯾﻧز أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﯾﺳت ﻓﯾﻪ اﻟﻘدرة اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ واﻧﻣﺎ اﻟطﻠب
1
اﻟﻛﻠﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺣﻘق ذﻟك " ،وﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي ﻓﺈن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﯾرﺗﺑط ﺑﺳوق اﻟﻧﻘد وﺳوق اﻟﺳﻠﻌﺔ
اﻟﺗوازن ﻓﻲ
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻌﺗﻣد اﺷﺗﻘﺎق ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣوذج ) ، IS= LMﺣﯾث ﯾﻣﺛل :LM
2
ﺳوق اﻟﻧﻘود ،وﯾﻣﺛل : ISاﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت (.
3
ﯾﺗﻛـون اﻟطﻠب اﻟﻛﻠـﻲ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣـﺎت اﻟذي ﯾﺷﻣـل أرﺑﻌـﺔ ﻣﻛوﻧـﺎت ﻫـﻲ:
4
1.اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ (: )C
اﻓﺗرض ﻛﯾﻧز أن اﻹﺳﺗﻬﻼك ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،وأن اﻹﺳﺗﻬﻼك ﯾرﺗﻔﻊ ﻛﻠﻣﺎ إرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل ،وﻟﻛن ﺑﻣﻘدار أﻗل
5
ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل ،وﺗﻛﺗب داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
)C = a + byd..................(1
a:ﻫو ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟدﺧل.
a>0
b:اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك وﻫو اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣن اﻟدﺧل واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك{1 > b > 0 } .
: ydﻫو اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺗﺎح
Yd = y – tx +tr ﺣﯾث:
tx:اﻟﺿ ارﺋـب : tr
اﻟﺗﺣوﯾـﻼت
C = a + by – btx + btr
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ( )1ﻧﺟد:
ﺗدﻓق اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﻣﻌﻣرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل إﻣﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ":
6
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل" ،وﻫو ﻧوﻋﺎن :
1ﺟﯿﻤﺲ ﺟﻮارﺗﯿﻨﻲ ،رﯾﺠـﺎرد اﺳﺘﺮوب ،اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻜﻠــﻲ .ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﯿﻢ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﺮﯾـﺎض :دار اﻟﻤﺮﯾﺦ،1420/1999 ،
ص.235
2ﺿﯿﺎء ﻣﺠﯿﺪ اﻟﻤﻮﺳﻮي ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻜﻠﻲ .اﻟﺠﺰاﺋﺮ :دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،1994 ،ص 277.
3ﺟﯿﻤﺲ ﺟﻮارﺗﯿﻨﻲ وآﺧﺮون ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 236.
2
4ﺿﯿﺎء ﻣﺠﯿﺪ اﻟﻤﻮﺳﻮي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 105.
5اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص110.
6ﺟﯿﻤﺲ ﺟﻮارﺗﯿﻨﻲ وآﺧﺮون ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 252.
2
-اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺧزون :ﯾﺗﻛون ﻣن اﻹﺿﺎﻓﺎت إﻟﻰ اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ،واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺑﻊ.
ﺣﯾث:
ﯾﺗﺷﻛل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻹﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،واﻹﺳﺗﺛﻣﺎري )ﻣﺷﺗرﯾﺎت
ﯾوﺟد أي ﻋﺎﻣل ﯾﺟﻌل ﺣﺟم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﯾﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ،اﻟطرق" ،....(3ﺣﯾث ﻻ
واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﻓﻬو
واﻟدﺧل ،ﺑل ﻫو ﻗﯾﻣﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ،"4ﺣﺳب اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
5
ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ) ،ﺛﺎﺑت( G0 = .G
واﻟواردا ) ،(Mﺣﯾث ﺗﻌرف اﻟﺻﺎد ارت (:ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل واﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻﺎد ارت()X
)X ت
ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﺧﺎرج
اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ؛ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﺗﻌرف اﻟواردات ):(M
إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑداﺧل ﺣدود اﻟدوﻟﺔ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻﺎد
ارت
6
واﻟواردات( )X-Mﺑرﺻﯾد اﻟﻣﯾ ازن اﻟﺗﺟﺎري .
ﻫﻲ داﻟﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟدﺧل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟواردات وﻟذﻟك ﻓﺈن داﻟﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎد ارت
ﺑﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل.
2
3 لطا.ﻄﺒﺗﯿﻣﻖﺛ:اﻟﺘm ﯾ)ﺔ و,ﻈﺮM ﻲ ﺑﯿ=ﻦ اﻟﻨM اﻟﻜﻠoد+ﺼــﺎm ﻹﻗﺘy ئ ا,ﺎدX =ﻣ ﺒـ،ﻲX ﺎﻋ0 أﺣﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ اﻟﺮﻓ،ﺧﺎﻟﺪ واﺻﻒ اﻟﻮزاﻧﻲ1
m (1 26. p 2002, Découverte, La Edition : Paris > 1708.> :ﯾثص،ﺣ0،2 د0 ار0ﯾ،اﻟداﺣردواﺋيﻞﻟﻟﻠﻨﻼﺸﺳﺮﺗ:ﻣﻋﯾﻤﺎلن،ﻟ
2
Macroéconomie. la à Introduction Pommeret, Aude Epaulard, Anne
3
Ibid. p 24.
4
David Begg et autres, MACROECONOMIE. Ediscience international, 6émmetirage, 1994, p123
255. ص، ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ،ﺟﯿﻤﺲ ﺟﻮارﺗﯿﻨﻲ و آﺧﺮون5
6
David Begg et autres, Op-ci, .p p 138 - 139.
2
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻛﺗﺎﺑﺔ:
وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺷرط اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﻧﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺣﻧﻰ ISاﻟذي ﯾﺣدد
1
ﻣوﻗﻌﻪ ﺑدوال اﻹدﺧﺎر واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣﺳﺗوى اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ .
i i
i1 اﻟﺷﻛل رﻗ1م : 2 iإﺷﺗﻘـﺎق ﻣﻧﺣﻧﻰIS :
I= I0 – r i
i2
i2
I
I Y
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر داﻟﺔ
S
S
I Y
داﻟﺔ اﻹدﺧﺎر
اﻟﻣﺻدرHubert Kempf. Macroéconomie .Edition DALLOZ.2001. p 115 :
ﺛـﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗـوازن ﻓـﻲ ﺳـوق اﻟﻧﻘـد:
أن:
،Msﻣﻊ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،Mdأي وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻘود ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺳـﺎوى اﻟﻌرض
اﻟﻧﻘدي
Md = Msوﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﺗوازن ﺑﺎﻟﻣﻧﺣﻧﻰ ،LMﺣﯾث:
1
ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد اﻟﻣوﺳوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 369.
2
( M1: )yﯾﻣﺛل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻹﺣﺗﯾﺎط )اﻟطوارئ( ،وﻫو ﯾزداد ﺑﺎزدﯾﺎد اﻟدﺧل.
:ﯾﻣﺛل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،وطﺎﻟﻣﺎ أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻐرض اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
)M2 (i
ﯾﻧﺧﻔض ﺑﺎرﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻟذﻟك ﯾﺻﺑﺢ M2 :ﺳﺎﻟﺑﺎ.
Y
i M1 i
LM
M1
Y
اﻟﻣﺻدرHubert Kempf .Op -cit. p 120 :
20
Y Y
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣﻔﯾز اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻌـﻼج اﻟﻛﺳﺎد وﺳﯾـﺎﺳﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود
ﯾرى ﻛﯾﻧز وأﺗﺑﺎﻋﻪ أن ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻫﻲ اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌدم اﻹﺳﺗﻘ ارر اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻓﺈﻧﻪ إذا أﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘ ارر ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل،
1
ﻧﻛون ﻗد ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن إ ازﻟﺔ أي ﻗﺻور ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺳوق .
وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺿراﺋب واﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺗﻣﺎرس آﺛﺎ ار ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﺈن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
2
ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻼﺣﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻋدم اﻹﺳﺗﻘ ارر اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺧم .
ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻛﺳﺎد ﻫو اﻟﻣﺳﯾطر اﻗﺗرح ﻛﯾﻧز ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺋﺗﻣﺎن واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻘوﻣﻲ ﺑﺟرﻋﺎت ﻣﻧﺷطﺔ ﻟزﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل ،ﻓدﻋﺎ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر
ﻟزﯾﺎدة ﺣﻘن اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺧﻔض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ،وﻧﺎدى ﺑﺧﻔض اﻟﺿ ارﺋب وزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺧدﻣﺎت واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻛل ذﻟك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾزﯾد ﻣن ﺣﺟم اﻟدﺧل واﻹﻧﻔﺎق وﻣنّ ﺛم ﺗوظﯾف اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ،ﻏﯾر
أن ﻛﯾﻧز
IS
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﺗﻘـﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ ISإﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ ﻣن
Y ISإﻟَﻰ ) ISاﻟﺷﻛل :ب 06( -وﯾؤدي ﻫذا اﻹﻧﺗﻘﺎل
Y1 Y2 Y3
إﻟﻰ إرﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻣن y1إﻟﻰ y2ﻣن ﺧﻼل
3
. ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎﻋف .
اﻟﻣﺻدر :اﻟﺟزء)أ (:ﺟﯾﻣس ﺟوارﺗﯾﻧﻲ وآﺧرون،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 301
)ب(Anne Epaulard , Ande Pomeret, op-cit, p 35:
اﻟﺟزء
ﻟدﯾﻪ ﻣوارد ﻋﺎطﻠﺔ ،ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﺳوف ﺗزﯾد اﻹﻧﺗﺎج دون
ﺣﯾث أن اﻟﻣﺿﺎﻋف ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺳﻌﺎر ﺣﺗﻰ ﯾﺻل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل .
وﻗد دﻋﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي إﻟﻰ ﺧﻠق ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن طرﯾق اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﺑﺎﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻷﻓ ارد وﻣن اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﺟز ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻧﺣﻧﻰ LM
2
ﺛﺎﺑﺗﺎ واﻗﺗ ارض اﻟﺧ ازﻧﺔ ﺳوف ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻗﺗ ارض )ﺳﻧدات( ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل
1
اﻟﻣﺿﺎﻋف. ﺑدﻻ ﻣن ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ i2وﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗوازن ﻋﻧد y2 i1 اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن
y3 إﻟﻰ
=∆Y
G. KG أي أن:
ﺣﯾث ﯾﻣﺛل KGﻣﺿﺎﻋف اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ:
ﻋﻠﻰ
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت دﺧﻠت اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﻧﺔ ﺷدﯾدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﺟﻬﺎزﻫﺎ اﻟﻧظري ﻟم ﯾﻌد ﻗﺎد
ار
ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻘﻧﻊ ﻟظﺎﻫرة ﺟدﯾدة ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ،ﻫﻲ ظﺎﻫرة اﻟرﻛود
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﻛﯾﻧز ﯾرى أن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ازﻣن
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ إطﺎر اﻟرﻛود ﺗ
2
اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ
2
ﺗﻧﻔﻲ اﻟﺗﺿﺧم وأن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وأن اﻟﺗﺿﺧم ﯾظﻬر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗط أر زﯾﺎدة ﻣﺣﺳوﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب
اﻟﻛﻠﻲ
1
ﺑﻌد وﺻول اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل .
اﻟﻧظرة
وﻗد ﻋﺎرض اﻟﻔﻛر اﻟﻧﻘدي وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ﺳﯾﺎﺳﺔ إدارة اﻟطﻠب ﻣؤﯾدا ﻓﻲ ذﻟك؛
اﻟﺣر ﻣﺳﺗﻘر ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺣول ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ وأن ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻧﻣﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﺗﻌود إﻟﻰ ﺳوء إدارة وﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘدي ،وأن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﯾﺗﺳم أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻹﺳﺗﻘ ارر
ﻟو ﺗرك دون ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟطﻠب اﻟﺧﺎص ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻛس ﻓﻲ ﻋدم اﺳﺗﻘ ارر ﻣﻧﺣﻧﻰ ISﺳﯾﻛون ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﺗﺄﺛﯾر ﺿﺋﯾل ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج – ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑﺎت اﻟرﺻﯾد اﻟﻧﻘدي – ﻧظ ار ﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣروﻧﺔ ﻣﻧﺣﻧﻰ L
M
ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻟﻛن اﻟﻧﻘدﯾﯾن ﯾرون أن آﻟﯾﺔ ﻋﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻻ ﺗﺗﯾﺢ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ،وﻟﻬذا ﯾرى
ﻟن ﯾؤدي إﻻ إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن ﻋدم
ﻓرﯾدﻣﺎن أن ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻹﻧﺣ ارف ﻋن طرﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﻘ
ارر
2
اﻹﺳﺗﻘ ارر .
اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻣن
ﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظـﺎم اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر
اﻟﻣﻧظـور اﻟﻧﻘدي
2
أوﻻ :ﺗﻣوﯾـل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻧـدات اﻟﺣﻛـوﻣﯾﺔ
1رﻣﺰي زﻛـﻲ ،اﻧﻔﺠـﺎر اﻟﻌﺠﺰ ،ﻋــﻼج اﻟﻤــﻮازﻧﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻤﻨﮭـﺞ اﻹﻧﻜﻤـﺎﺷﻲ واﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺘﻨﻤــﻮي .دار اﻟﻤـﺪى ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ،2000 ،ص 78.
ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ،راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ:رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص379.
2ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 36.
2
LM1
ﯾرى ﻓرﯾدﻣﺎن أن ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺳوف ﯾﻧﻘل ﻣﻧﺣﻧﻰ LM0إﻟﻰ
Y1 وﻛﻣﺎ أن ﻣﻧﺣﻧﻰ ISﯾﻧﺗﻘل ﻣن IS0إﻟَﻰ ) ISاﻟﺷﻛل :أ ،( -8وﻟذﻟك ﯾﻔﺗرض أن ﯾرﺗﻔﻊ اﻟدﺧل إﻟﻰ
ﻟﻛن
IS1وﺑﻬذا ﻧﺻل إﻟﻰ ﺗوازن ﺟدﯾد ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ
ﺑﺄﺧذ اﻟﺛروة ﻓﻲ ﻋﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻓﺈن ﻣﻧﺣﻧﻰ ISﺳوف ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ
Bاﻟﺗﻲ ﺗواﻓق ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ Y1ﺑدﻻ ﻣن ﻧﻘطﺔ اﻟﺗواز Aاﻟﺗﻲ ﺗواﻓق ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،◌َY0
َن
،وﻣدى ﻫذﻩ اﻟﺗﺣرﻛﺎت ،
IS- وﻫﻛذا ﻓﺈن وﺟود اﻟدﺧل ﻋﻧد اﻟﺗوازن اﻟﺟدﯾد ﯾﺗﺣدد ﺑﺗﺣرﻛﺎت ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت
LM
ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺗﺣرك LMﻛﺑﯾ ار إﻟﻰ اﻟو ارء ﻓﺈن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل ﻗد ﺗﻛون طﻔﯾﻔﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺣرك ﻗد ﯾﻛون ﻛﺑﯾرا
ﺑﺣﯾث ﯾظل ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻷول ﻋﻧد Y0أي أن ﺗﺣرﻛﺎت IS ،LMﯾﻣﻛن أن
1
ﺗﺟب ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض وﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻌﺟز-اﻟﻣﻣول -ﺑﺎﻟﺳﻧـدات ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹطـﻼق ﻋﻠﻰ اﻟدﺧـل.
اﻟﺷﻛل رﻗم : 8ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻘدي
ﺳﻌﺮ ﻓﺈذا اﺳﺗﻣرت اﻟزﯾـﺎدات ﻓﻲ اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﺣﻛوﻣـﻲ
اﻟﻔﺎﺋﺪة
i
)اﻟﺷﻛل :ب ،( 8 -ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ﺳوف ﯾﺳﺗﻣر
IS LMc ﻣﻌﻪ ﺗﺣرﻛﺎت LM( )IS,ﺣﺗﻰ ﺗرﻓﻊ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿ ارﺋب =TX)( )tyأ(
C
◌َ IS 1
IS0 LM1 ﻟﺗﻐطﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ )ﺑﺈﻓﺗ ارض أن اﻹﯾـ اردات
اﻟﺣﻛـوﻣﯾﺔ
ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺿ ارﺋب( وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ C
◌َ AB
A LM0 2
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘق ﻋﻧدﻫﺎ إﺳﺗﻘ ارر اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي .
Y اﻟدﺧلﺻوﻟﻪ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲﻟﻠﺗوا أي أن اﺳﺗﻘ ارر اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي وو
◌ Y0 Y1 Yc ﺗﺗﺟﻪ
اﻹﻧﻔﺎق
IS , LM ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ أن ﻧﻘﺎط ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﯾﺎت
اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟدﺧل ﺑﺑطء ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل إﻟﻰ اﻟﺗوازن.
G
TX= ty
اﻟﻀﺮاﺋﺐ
T
ﻋﺠﺰ G + ∆G )ب(
G + ∆G
ﻋﺠﺰ
G
ﻏﯾر أن اﻟﻧﻘدﯾﯾن ﯾرون أﻧﻪ ﯾﻣﻛن أن ﺗواﺟﻬﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺗوازن ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
◌َ Y 1 Y
ي إﻟﻰ cز ﯾﺎدة ﻓ ﻲ اﻟد ﺧل ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺳﻧدات ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدةYﻓﻲ ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﻔ اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ
Y أﺛرﻫﺎ ﺎﺋدة ،أﻛﺛر ﻣﻣﺎ
0و ا ﻟﺿ ارﺋب،
ا ﻟﻣ ﺻد ر :ﻟ ﺑ ﻧ ﻰ ﻣ ﺣ ﻣ د ﻋ ﺑد اﻟﻠطﯾف أﺣﻣد،
ﻋ د م ا ﻹ ﺳ ﺗﻘ ا ر ر . ﻣ ﻌﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗﻣر اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻧﻣو وﯾﺳﺗﻣر
ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص37 .
2
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي
2
أﻣﺎ ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻓﻼ ﯾﺷك اﻟﻧﻘدﯾون ﻓﻲ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻹﯾﺟـﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ
( وﯾزﯾد أﺛر اﻟﺛـروة ﻣن
) ،LM1 ,اﻟﺷﻛل :أ9 - إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﺗﻘل ﻣﻧﺣﻧﻰ LM0 , IS0
اﻷﺛر
IS1
،LM
اﻟﺗوﺳﻌﻲ ﻟﻧﻘل ﻣﻧﺣﻧﻰ IS1إﻟﻰ ،ISوان ﻛﺎن ﯾﻘﻠل ﻣن اﻷﺛر اﻟﺗوﺳﻌﻲ ﻣﻊ اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ LM1إﻟﻰ
2 2
وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﺗﺣـرك اﻟﻣوﺟب ﻟﻛـﻼ اﻟﻣﻧﺣﻧﯾﯾـن ﺗﻛون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟدﺧـل ،وﯾﺳﺗﻣر اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﺗوﺳـﻊ
اﻟﻧﻘـدي
1
ﺣﺗﻰ ﺗﺗـوازن اﻟﻣو ازﻧﺔ ﻋﻧد ،Dاﻟذي ﯾﻘﺎﺑـل ﻣﺳﺗوى دﺧل YDوﺗﻛون ﺑﻬذا Dﻧﻘطﺔ ﺗـوازن طوﯾل اﻷﺟل.
اﻟﺷﻛل رﻗم : 9ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻘدي
i
LM0 )أ( ﻟﻛن ادﺧـﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠـﻲ ﻓﻲ
LM1
LM2 اﻹﻋﺗﺑﺎر) ،اﻟﺷﻛل :ب( -9ﺳوف ﯾﻐﯾرﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ
B
A D LMD ﺗﻣوﯾل اﻟﻣـوازﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘـدي ﻛﻠﻣـﺎ ﻗﻠت
ISD ﻣروﻧﺔ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ؛ ﻓﺟزء أﻛﺑر ﻣن اﻵﺛﺎر
IS2 اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺳوف ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻷﺳﻌـﺎر
IS0 IS1
وﻟﯾس إﻟﻰ اﻹﻧﺗـﺎج.
Y اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ
اﻹﻧﻔﺎق
)ب( وﻫو اﻷﻣ ارﻟذي ﯾطﯾل ﻣن اﻟﻔﺗرة اﻟﻣطﻠـوﺑﺔ
اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ
G TX= ty ﻟﻛـﻲ ﺗﺗـوازن اﻟﻣوازﻧـﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ
اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻏﯾر اﻹﺳﺗﻘ ارري ﻟوﺟود
T ﻋﺠﺰ
G + ∆G
ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻔﺗ ارت أطول.
G
Y اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ
اﻟﻣﺻدر :ﻟﺑﻧﻰ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف أﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 39.
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﻋﻣل اﻷدوات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻌﻧﺻر ﺗﺑﺎطﺊ ﺑﺻورة ﺗﺟﻌل ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن
اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺳﺗوى ﻋرض اﻟﻧﻘود واﻟدﺧل ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ،ﻟﻬذا ﻓﺈن ﻓرﯾدﻣﺎن ﯾرى ﺑﺄن اﺳﺗﺧدام
اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻣﻌﺎﻛس ﻟﺣد ﺑﻌﯾد ﻷﻧﻪ ﻗد ﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ وﻗت ﻏﯾر
ﻣﻼﺋم ،ﻓﺎﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻛﺳﺎد ﻗد ﯾﻐذي ﺣﺎﻟﺔ ازدﻫﺎر ﺗﺎﻟﯾﺔ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺣداث اﻟﺗﺿﺧم وﻟﯾس
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳﺎد.
3
1ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 38.
3
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻧﺎﺻر
ﻓﻲ
3
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ،واﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ
ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن وﺟود ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد
وﻟﻠﺗﻌرف أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ أﺻﺑﺢ ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ واﻗﻌﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر،
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وأوﺟﻪ اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺛﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ،ﯾﻣﻛن ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣطﻠب اﻷول:
ﻓﻲ
اﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﻣﻔﻛرون اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟﻣﻌﺎﺻرون ،ﺣول وﺟود اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺻدر اﻟدوﻟﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ؛ ﻓ أرى ﻓرﯾق ﻣﻧﻬم " :أن اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟم ﺗﻌرف اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﻟﻛن
1
ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ".
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑوﺟود ﻣوازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة،
ﻛﻣﺎ ﯾرى ﻓرﯾق آﺧر ﺑﺄﻧﻪ":
ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ دورﯾﺔ ﺑﯾن اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة؛ وﻣﻊ ﻫذا ﻓﻘد ﻛﺎﻧت
ﻫﻧﺎك ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﺟزﺋﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﺟوﻫر ﻓﻛرة اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻟﺑﻌض وﺟوﻩ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ،
2
ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻌﻪ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻌض وﺟوﻩ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ وﺑﻌض وﺟوﻩ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ".
ﺑﯾﻧﻣﺎ أرى "ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻋﻣر" أن" :اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو أﺳﺑق اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ
3
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻔﻛر أو اﻟﻣﺿﻣون ".
ﻏﯾر أن ﻋدم وﺟود اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺻدر اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﯾس ﻓﯾﻪ اﻧﺗﻘﺎص ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ذﻟك اﻟﻌﺻر؛ ﻓﺎﻟﻣوازﻧﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻧظﯾم ﻓﻧﻲ ﻛﺳﺎﺋر اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطور ﺑﺗطور اﻟﻌﻠوم واﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﺗﺄﺗﻲ ﻋﻧد
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،وﻫﻧﺎك أﻣور ﻛﺛﯾرة ﻧﺎﻓﻌﺔ اﻫﺗدت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻟم
ﺗﻛن ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺻدر اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
3
1ﯾﻮﺳﻒ إﺑﺮاھﯿـﻢ ﯾﻮﺳﻒ ،اﻟﻨﻔﻘـــﺎت اﻟﻌـــﺎﻣﺔ ﻓـﻲ اﻹﺳـــﻼم ،دراﺳــﺔ ﻣﻘــﺎرﻧﺔ .اﻟﺪوﺣﺔ :دار اﻟﺜﻘــﺎﻓﺔ ﻟﻠﻄﺒـﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾــﻊ ،ط،1988 1408/ ،2
ص ص .267-266
2ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺪان اﻟﻠﺤﯿﺎﻧﻲ ،اﻟﻤــﻮازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻹﺳـــﻼﻣﻲ .ﺟﺪة :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺘﺪرﯾﺐ ،اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ،
ص .57 1997/1417،
3ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﻋﻤﺮ" ،اﻟﻤـﻮازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ".ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﺠــﺎرﯾﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھﺮ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺘﺠﺎرة ،اﻟﻌﺪداﻷول،
ص .631984،
3
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻫذا اﻹﺧﺗﻼف ،ﻓﺈن وﺟود ﻣوازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،أﺻﺑﺢ ﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ؛
ذﻟك أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺟود ﺗﻧظﯾم ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺧطط وﯾﻧظم اﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﺟواﻧب اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻋرض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟوﺿﻌﻲ ،وﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺳﻧﺣﺎول د ارﺳﺔ ﺟواﻧب اﻟﺗﻌرﯾف
ذﻟك اﻟﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
واﻟﺧﺻﺎﺋص
اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأﺣﻛﺎﻣﻪ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل ﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻟﺷؤوﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺗﺧطﯾطﻬﺎ ﻟﻬﺎ،
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻟو ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟـواﻗﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ذﻟك اﻟﺗﺧطﯾط
واﻟﺗﻧظﯾم ،ﺑﺄن ﺗﺗﺧذ ﻟﻪ ﻣن اﻷﺳـﺎﻟﯾب واﻟطرق ﻣﺎ ﯾﺣﻘق أﻛﺑر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ
أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﻻ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻗﺑل ذﻟك ﺗﻛون ﻓﻘط ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺷروع ﻣوازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذﻩ.
1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
3
1ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺪان اﻟﻠﺤﯿﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص31.
3
ﻗﺳم ﺟﺎء اﻟﺷرع ﺑﺈﯾﺟﺎﺑﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻹﯾ ارد أو اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ اﺟﺗﻬﺎد ﻓﯾﻪ وﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺿﻣن
اﻟﻣوازﻧﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺷرع.
ﻗﺳم ﻣﺗروك ﻟﻠﻧظر واﻹﺟﺗﻬﺎد ﯾﺷﺎور ﻓﯾﻪ أﻫل اﻟﻌﻠم واﻟﺧﺑرة ﻟﻠﻧظر ﻓﯾﻪ واﺟﺎزﺗﻪ.
ﻟﻘد أﺻﺑﺣت اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻊ ﺗﻐﯾر اﻟﻧظرة ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ،أداة ﻟﺗدﺧل
اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺈن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن إﯾ اردات وﻧﻔﻘﺎت؛ ﺗﺣﻘق أﻫداف اﻟدوﻟﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ وظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ ،واﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺳﯾﻠﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ
اﻟوظﺎﺋف.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻌرﯾف
واﻟﺟﻬ
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣدﯾث ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻪ ﻣﺛل ﺷﻛل اﻻﻋﺗﻣﺎد
ﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ ،وﺑﻌض ﺑﻧود اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛذﻟك ﺣدود اﻷﻫداف اﻟﻣﻘﺻودة.
ﻟﻠﻣوازﻧ
اﻟوﺿﻌﻲ ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ
أوﻻ :ﻗـﺎﻋدة
اﻟـﺳﻧوﯾـﺔ
3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻗـﺎﻋدة اﻟﺗﺧﺻﯾـص
3
ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻘوم اﺑﺗداء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺧﺻﯾص إن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد
ﻧظ ار
اﻹﯾ اردات اﻟﺗﻲ رﺑطت ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾن ،أﻣﺎ اﻹﯾ اردات اﻷﺧرى ﻏﯾر ﻣﺣدودة اﻟﻣﺻﺎرف ﻓﺈن اﻷﺧذ
ﺑﻘﺎﻋدة ﻋدم
اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻣﻣﻛن.
ﻛﻣﺎ
وﺗظﻬر أﻫم ﻣﺑر ارت اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق وأﻏ ارض اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎءة ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ ﻧﺿﻣن ﺑﻘﺎﻋدة اﻟﺗﺧﺻﯾص أن ﯾﻛون اﻟﺿﻣﺎن
1
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أﻏ ارض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﺗﺧﺻﯾص إﯾ اردات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ
ﺗﺧﺻﯾص ﻣﻛﺎﻧﻲ ،أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻛﻔل ﻛل إﻗﻠﯾم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ،وﻻ ﺗﻧﻘل
ﻹﻗﻠﯾم آﺧر أو اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻗﻠﯾم.
ﻼف" ،اﻟذي
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟ أري ﻋﺎرﺿﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن وﻋﻠﻰ أرﺳﻬم اﻷﺳﺗﺎذ"ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﺧ ّ
ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ واﺣدة؛
3
وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻣﻊ ﻣ ارﻋﺎة اﻟﺑدء ﺑﺎﻷﻫم ﻣﻧﻬﺎ ،وﻋدم اﻟﺗﻔرﯾط ﻓﯾﻣﺎ ﺧﺻﺻﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾدرك أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺑدأ ﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ ،ﺑل ﻛﺎن اﺣﺗﻣﺎل اﻟﻌﺟز
واﻟﻔﺎﺋض ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺟز واﻟﻔﺎﺋض اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑل ﻫﻲ ﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ رﻓﺿﻬﺎ اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻘﺻودة ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻧﺷﺎط
4
ﻋﺟز أو ﻓﺎﺋض ﻓﻌﻠﻲ ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎوت اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
3
1ﯾﻮﺳﻒ إﺑﺮاھﯿﻢ ﯾﻮﺳﻒ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 409.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 410.
3ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ﺧﻼف ،اﻟﺴﯿـــﺎﺳﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿــﺔ .اﻟﻘﺎھﺮة :اﻟﻤﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻠﻔﯿﺔ1350 ،ھـ ،ص 138وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
ﻣﻦ ﻛﺘﺎب :اﻹدارة اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم .اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ،اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﺒﺤﻮث 4ﻛﻮﺛﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻹﺑﺠﻲ" ،اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ".
اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻋﻤﺎن ،:1990ص 1140.
3
ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎن ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن أﺛر ذﻟك
2 1
ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻗد ﻋﺎﻟﺞ اﻟرﺳول ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم اﻟﻌﺟز إﻣﺎ:
-ﺗﻌﺟﯾل ﺑﻌض اﻹﯾ اردات وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﻣﻘدﻣﺎ ،ﻛﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ﺻدﻗﺔ ﻋﻣﻪ اﻟﻌﺑﺎس ﺳﻧﺗﯾن ﻣﻘدﻣﺎ.
-اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻷﻓ ارد ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾل ﺑﺎﻗﻲ إﯾ اردات اﻟدوﻟﺔ.
أﻣﺎ اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﻘد ﻧﺎدى ﺑﺿرورة اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻘد
دﻋﺎ إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻟﻌطﺎء أو اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،ﻓﻬو ﯾدﻋو
إﻟﻰ ﺿرورة إﺳﺗﺧدام
إﻟﻰ ﻋدم اﻹدﺧﺎر ﻟﻠﻧواﺋب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ دﻋﺎ اﻹﻣﺎم أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ
4
اﻟﻔﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺟز .
اﻹﻗﺗﺻﺎدي
ﯾرى ﻣﻧذر ﻗﺣف ﺑﺄن" :اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم وﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن،
اﻟدﻛﺗور
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو اﻟﺗوازن ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن إﯾ اردات وﻧﻔﻘﺎت ،وان أي ﺗﻔﺎوت ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﻋﺟزا
ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن -ظﺎﻫرة ﻏﯾر طﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﺳواء ﻓﻲ أو ﻓﺎﺋﺿﺎ ،ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺛل–
5
اﻟﺟﺑﺎﯾﺔ أم ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ".
3
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو اﻟﺗوازن ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠﺧروج ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟرﻛود
ﻣن إﯾ اردات وﻧﻔﻘﺎت ،ﻏﯾر أن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﺳﺗﺧدام ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود
طﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺣدود
واﻟﻛﺳﺎد اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،أو ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿ
ارﺋب،
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك إﺳ ارف ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم.
اﻹﺳـﻼﻣﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹﯾـ اردات اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﻓﻲ
ﯾﻧﻔرد اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺑﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ،ﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻣوارد أو إﯾ اردات دورﯾﺔ؛ ﺗﻌﺗﺑر
واﯾ اردات ﻏﯾر دورﯾﺔ ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ
اﻟدﻋـﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظـﺎم اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼ م،
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ
ﻣﺗﻘطﻌﺔ.
أوﻻ :اﻟزﻛــــﺎة
ﻟﻧوع
ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻧﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل أو ﺑﺎﻟﻘوة ﺗﺗ اروح ﻣﺎﺑﯾن % 2.5و ،10%ﺗﺑﻌﺎ
اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺗﻔرض ﻓﯾﻪ ،إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻧﺻﺎب ﺧﺎﻟﯾﺎ ﻣن اﻟدﯾن وﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣول إذا ﻛﺎن ﻣرﺻدا ﻟﻠﻧﻣﺎء ،ﻓﺈذا ﻛﺎن
3
ﻧﺎﻣﯾﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ اﻟﺣول .
واﻟذي ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣورد ﻫو أن ﻧﺑرز ﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ
إذا أﺣﺳﻧت إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺿﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺧﻔف ﻣن اﻟﺿﻐط ﻋن ﻣوازﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
4
وﻫﻧﺎ ﺳﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑذﻛر أﻫم اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺟب ﻓﯾﻬﺎ اﻟزﻛﺎة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
3
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪ "،اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ".رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮرة ،ﻗﺴﻢ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،1409 ،ص 207.
2ﺣﺴﯿﻦ راﺗﺐ ﯾﻮﺳﻒ رﯾﺎن ،ﻋﺠﺰ اﻟﻤـﻮازﻧﺔ وﻋﻼﺟﮫ ﻓـﻲ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳـﻼﻣﻲ .اﻷردن :دار اﻟﻨﻔـﺎﺋﺲ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘـﻮزﯾﻊ1999 1419/ ،م ،ص 25.
3ﯾﻮﺳﻒ إﺑﺮاھﯿﻢ ﯾﻮﺳﻒ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 61-62.
4ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﻤـﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .اﻟﺠﺰاﺋﺮ :دار اﻟﻨﺒﺄ ،1996 ،ص16.
3
-اﻟﺛروة اﻟﻧﻘدﯾﺔ :وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻧﻘدﯾن ،اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ ،واﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟورﻗﯾﺔ واﻷو ارق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟوداﺋﻊ
واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت واﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات.
-اﻟﺛروة اﻟزراﻋﯾﺔ :وﺗﺗﻛون ﻣن ﻛل ﻣﺎ أﺧرﺟت اﻷرض ،ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑز ارﻋﺗﻪ ﻧﻣﺎء اﻷرض وﺗﺳﺗﻐل ﺑﻪ ﻋﺎدة،
وﺗﺷﻣل ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻟزروع واﻟﺛﻣﺎر واﻟﻔواﻛﻪ.
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟذي -إﯾراد ﻛﺳب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة :ﯾﻘﺻد ﺑﺈﯾ ارد ﻛﺳب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن
اﻟﻌﻣل
اﻷﺟور واﻟرواﺗب واﻟﻣﻛﺎﻓﺋﺎت ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻛﺳب اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾدﻩ ﻣن ﯾﻌﻣل ﻟﺻﻠﺢ ﺣﺳﺎﺑﻪ
1
واﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬم .وﯾﺧﺿﻊ إﯾ ارد ﻛﺳب اﻟﺧﺎص ،ﻣﺛل :اﻟطﺑﯾب واﻟﻣوظف واﻟﻣﻬﻧدس
اﻟﻌﻣل
واﻟﻣﻬن اﻟﺣرة ﻟﻠزﻛﺎة ﺑﻌد اﻗﺗطﺎع اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن.
-إﯾراد اﻟﻣﺳﺗﻐﻼت :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ إﯾ اردات اﻷﻣوال اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﻧﻰ ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق دﺧل ﻣن و ارء اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ
ﻛﺎﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻟﻺﻧﺗﺎج ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ واﻟرﻛﺎب واﻷﻣﺗﻌﺔ ،واﻟﻌﻣﺎ ارت
اﻟﺗﻲ
ﺗﻌد ﻟﻺﯾﺟﺎر ،وﻣﺷروﻋﺎت ﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣواﺷﻲ واﻟدواﺟن وﻏﯾرﻫﺎ.
ﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﺻدر اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟزﻛﺎة واﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ ،ﻓﺗﺗوﻟﻰ ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟزﻛﺎة وﺗﻘﯾم ﻟذﻟك إدارة ﺧﺎﺻﺔ ،وﻗد ذﻛر
ﺑﻌض
2
اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺑر ارت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺿد ﺟﻌل اﻟزﻛﺎة ﻣن ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ وﻣﻬﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻧﻬﺎ :
3
ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺣﻔظﺎ ﻟﻛ ارﻣﺗﻪ ،وﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻣﺎء وﺟﻬﻪ أن ﯾ ارق ﺑﺎﻟﺳؤال 2. .إن ﻓﻲ أﺧذ اﻟﻔﻘﯾر ﺣﻘﻪ
3.إن ﺗرك ﻫذا اﻷﻣر ﻟﻸﻓ ارد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋدم ﺗﻧظﯾم ﺗوزﯾﻊ اﻟزﻛﺎة ،ﻓﻘد ﯾﺗﻧﺑﻪ ﻟﻔﻘﯾر وﯾﻼ ﯾﺗﻧﺑﻪ ﻵﺧر.
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺨﯿﺎط » ،اﻟﺰﻛــﺎة «.ﻣﻦ ﻛﺘﺎب :اﻹدارة اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ ﻓـﻲ اﻹﺳــﻼم .ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 967.
2ﯾﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ،ﻓﻘﮫ اﻟﺰﻛــﺎة .ط ،5ﺑﯿﺮوت :ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ756/2. ،1401 ،
3
4.ﻫﻧﺎك ﻣﺻﺎرف ﻟﻠزﻛﺎة ﻻ ﯾﻘدرﻫﺎ إﻻ أﻫل اﻟﺷورى ﻣﻊ وﻟﻲ اﻷﻣر ﻣﺛل ﺳﻬم اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻗﻠوﺑﻬم ،وﻣﺻرف ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل اﷲ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟزﻛﺎة أﺣد وﺟوﻩ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ وﺟود ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺧــراج
ﯾﻌرف اﻟﺧ ارج ﺷرﻋﺎ ﺑﺄﻧﻪ "ﻣﺎ ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟز ارﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻧوة أو ﺻﻠﺣﺎ،
أﻣﺎ ﻓﻲ
اﻹﺻطﻼح اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻬﻲ اﻷﺟرة اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﻣن ﯾﺳﺗﻐل اﻷرض اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻟﺗﻲ
1
ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺑﺎﺷرة ﺷؤوﻧﻬﺎ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬم ".
اﻵن وﺑﻌد ﺗوﻗف ﺟﺑـﺎﯾﺔ اﻟﺧـ ارج وﻋدم ﺗطﺑﯾﻘـﻪ ،ﻫل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛـون ﻣوردا ﻣن ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻣرة
أﺧرى ؟
ﯾﺗﻧﺎول ﻋﺎدة ﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻟﺧ ارج ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓرﯾﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺗﺎرﯾﺦ
3
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ وذﻟك ﯾوم ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك أ ارﺿﻲ ﺧ ارﺟﯾﺔ .
ﻏﯾر أن ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻣن ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﺈﻋﺎدة ﺗطﺑﯾق اﻟﺧ ارج ﻋﻠﻰ اﻷ ارﺿﻲ
اﻟز ارﻋﯾﺔ ،ﻟﻛﻧﻬم اﺧﺗﻠﻔوا ﺣول اﻷراﺿﻲ اﻟز ارﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺧ ارج ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﻧﺎدي ﺑﺈﺧﺿﺎع ﻛﺎﻓﺔ
اﻷ ارﺿﻲ اﻟز ارﻋﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻔرﯾﺿﺔ اﻟﺧ ارج اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗﺳﺗﻐل ﻫذﻩ اﻷ ارﺿﻲ،
واﺳﺗدﻟوا
4
ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1.ﺻﻐر ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻷ ارﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﯾﻘﯾﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﺷرﯾﺔ .
2.ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل ﻹﻧﺟﺎز اﺳﺗﺛﻣﺎ
ارﺗﻪ 3. .ﺧﺿوع اﻷ ارﺿﻲ اﻟﻌﺷرﯾﺔ اﻟﯾوم ﻟﻧظﺎم ﺿرﯾﺑﻲ وﺿﻌﻲ ﺛﻘﯾل ﯾﺛﻘل ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻻ ﯾﺣﻘق
ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ
ﻧظﺎم اﻟﺧ ارج.
3
1ﻧﻌﻤﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻣﺸﮭﻮر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص70.
2ﻋﻮف ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻜﻔﺮاوي ،ﺑﺤـﻮث ﻓـﻲ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻹﺳـﻼﻣﻲ .اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2004 ،ص . 155
3ﺷﻮﻗﻲ أﺣﻤﺪ دﻧﯿﺎ ،ﺗﻤﻮﯾـﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻹﺳــﻼﻣﻲ .ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،1984 ،ص 335.
4اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص 344-345.
اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺸﺮﯾﺔ :ھﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺘﻲ أﺳﻠﻢ أھﻠﮭﺎ طﻮاﻋﯿﺔ ،أي اﻟﺬي ﺛﺒﺖ ﯾﻘﯿﻨﺎ أن أھﻠﮭﺎ أﺳﻠﻤﻮا طﻮاﻋﯿﺔ وﺿﻠﺖ ﻋﺎﻣﺮة إﻟﻰ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا.
4
" وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺷﻛل داﻓﻌﺎ إﻟﻰ ﺟﻌل ﻛل اﻷ ارﺿﻲ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧﺗﺟﺔ ،وذﻟك ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻓرﯾﺿﺔ اﻟﺧ ارج ،وﺗﺣﻘﯾق
ﻓﺎﺋض ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻷ ارﺿﻲ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣزدوﺟﺔ ،ﻓﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ أﻛﺑر آﻓﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ
1
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون وﻫﻲ اﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ ،وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺗﺣﻘق ﻓﺎﺋﺿﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ "،
وﻫو اﻟ أري
اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ.
ﺛـﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺟـزﯾـﺔ
ﻫﻲ ﻓرﯾﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ أﻫل اﻟذﻣﺔ اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﯾﻠزم ﺑﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣون
ﻣن زﻛﺎة ،وﻣﻘﺎﺑل إﻋﻔﺎﺋﻬم ﻣن اﻟﻘﺗﺎل ،وﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ،وﻫﻲ ﺿرﯾﺑﺔ
2
ﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ﺣﺳب ﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ.
و ﺑﺎﻟﺗـﺎ ﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻓرﯾﺿﺔ ﻟﯾﺳت ﺗﻌﺳﻔﯾﺔ ،وﻟم ﺗﻔرض ﻋﺑﺛﺎ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺟ ازء ﻋـﺎدل ﻧظﯾر ﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ
أﻫل اﻟذﻣﺔ ﻓﻲ دﯾـﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
وﻗد ﺿﺎﻋ ت اﻟﺟزﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣـﺎﻟﻲ ،وﻣﺎ ﻋﺎدت ﺗؤﺧذ ﻣن أﻫل اﻟذﻣﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا ﺗﻬﺎون ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق
اﻟزﻛﺎة ﻣن اﻟﻣﺳﻠم
أﺣﻛﺎم اﻟدﯾن ،وﺗﺿﯾﯾﻊ ﻟﻣورد ﺗﻣوﯾﻠﻲ ﻣﻬم ،واﺟﺣﺎف ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺳﻠم ،ذﻟك أن ﻣﺟرد إﺧ
ارج
ﻓﯾﻪ ﺗﺧﻔﯾف ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﯾﺻرف ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك
اﻧﺻ ارف أﻣوال اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ إﺷﺑـﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌﻠﻣـﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌـﺎﺻرﯾن ﯾﻧـﺎدون ﺑﺿرورة ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻔرﯾﺿﺔ ،ﻏﯾر أن
ﻓرض اﻟﺟزﯾﺔ ﺑﻬذا اﻹﺳـم؛ وﻧظ ار ﻟﺿﻌف اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ،رﺑﻣﺎ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣدوث ﻣﻔﺎﺳد وﻓﺗن ﻟذا ﻓﯾﻣﻛن أن
ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ أﻫـل اﻟذﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻌـﺎدل اﻟزﻛـﺎة اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﺳﺗﻧـﺎدا إﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻋﻣر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ
ﻣﻊ
3
ﺑﻧﻲ ﺛﻌﻠب .
وﻫو اﻟـ أري اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻷﺧذ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣـﺎﺿر ،وﺑذﻟك ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﺟزﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛـون أﺣـد
وﺟـوﻩ اﻹﯾـ اردات اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣـوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة.
3
1اﻟﻄﯿﺐ داودي " ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر إﺳﻼﻣﻲ ".رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻓﺮع اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1410/1990 ،ص ص 2 199. 198-
ﺳﺎﻣﻲ رﻣﻀﺎن ﺳﻠﯿﻤﺎن" ،ﻣﺠــﺎﻻت ﻓﺮض ﺿﺮاﺋﺐ ﺟـﺪﯾﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ إﺳـﻼﻣﻲ ".ﻣﻦ ﻛﺘـﺎب :اﻹدارة اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص
.1019 -1018
3ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺪان اﻟﻠﯿﺤﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 352. – 351
3
راﺑﻌﺎ :إﯾـرادات أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﺄﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻷﻓ ارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﺿطﻠﻊ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
إدارﺗﻬﺎ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗد ﺗدر ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك دﺧﻼ ﻓﺗدﺧل ﺿﻣن أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻗد ﻻ ﺗدر دﺧﻼ
ﻓﺗﻌﺗﺑر ﻣن
1
أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎدن اﻟظﺎﻫرة ﻛﺎﻟﻣﻠﺢ ﻓﻲ أ ارﺿﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻏﯾر
أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،وﻛذﻟك ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎر واﻟﺳدود ،وﯾدﺧل أﯾﺿﺎ ﻓﻲ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎدن ظﺎﻫرة أو
2
ﺑﺎطﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ أ ارﺿﻲ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ أو اﻷﻓ ارد .
3
وﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ:
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻫﻲ:اﻷ ارﺿﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺛروة اﻟﻐﺎﺑﯾﺔ ،اﻟﺛروة اﻟﺑﺣرﯾﺔ ،اﻟﺛروة
اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ
واﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ؛ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎ ارت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠك اﻟﺣﺎﻛم أﻣر اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ.
وﺑذﻟك ﺗﺿﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻣﺻد ار دورﯾﺎ ﻏﯾر ﺿرﯾﺑﻲ ﻟﻺﯾ ارد اﻟﻌﺎم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣن ﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ،ﻣﻊ
ﻣ ارﻋﺎة ﻋدم ﺗوﺳﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺗوﺳﻌﺎ ﯾﺿر ﺑﺎﻷﻓ ارد ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﻬم واﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬم؛ "ﻷﻧﻪ ﻟﯾس اﻟﻬدف ﻣن
4
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم أن ﯾﺗﻛون ﻟدى اﻟدوﻟﺔ ﻧﺳﺑﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻧﺎﻓس اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أو ﺗﺣل ﻣﺣﻠﻪ ".
ﺧﺎﻣﺳﺎ :اﻟرﺳـوم
ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ،وﺗﻠزم ﺑﻬﺎ ﻟوﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻬﺎ،
ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ إذ أن ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﻌﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت :اﻟﺻﺣﺔ،
اﻟﺗﻌﻠﯾم ،اﻟﺑرﯾد واﻟﻬﺎﺗف...وﻏﯾرﻫﺎ؛ ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ رﺳوﻣﺎ،
وﺗﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟرﺳوم إﯾ اردا ﻣن إﯾ اردات اﻟدوﻟﺔ.
3
1ﻧﻌﻤﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻣﺸﮭﻮر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 103.
2ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص411.
3ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 28. – 27
4ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 413.
3
إﻻ أن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﺑذ ﻓرض اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت ،وﯾﻔﺿل ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ دون ﻣﻘﺎﺑل إذا ﻛﺎن ﻟدى
اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻹﯾ اردات ﻏﯾر ﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﺻﺎرف؛ ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﻘدﯾم ﻫذﻩ اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻔﻘ ارء واﻷﻏﻧﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﺣد
1
ﺳواء ﻣﻊ ﺟواز ﻣﻧﺢ ﺑﻌض اﻟﻣزاﯾﺎ ﻟﻠﻔﻘ ارء ،واﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟدﻓﻊ ﻣن أﻣوال اﻟزﻛﺎة ﻟﻠﻔﻘ ارء ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟرﺳوم .
ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻹﯾ اردات ﻏﯾر اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ اﻟﻣوارد اﻟدورﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ
إﯾ اردات اﺳﺗﺛﻧـﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺳﻧوﯾﺔ ،وﻻ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻹﻧﺗظـﺎم واﻟدورﯾﺔ.
ﯾﻌرف اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗوظﯾف ﺑﺄﻧﻪ" إﺟ ارء ﻣؤﻗت ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ وﻟﻲ اﻷﻣر ﻟﻣواﺟﻬﺔ ظروف ﻏﯾر
ﻋﺎدﯾﺔ ،إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﺗﻣوﯾل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظروف ،وﻫو
ﻣﺣدد
2
ﺑﺎﻟﻣﻘدرة اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻲ ﻟدﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟظروف وﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ".
3
وﯾ ارﻋﻰ ﻋﻧد ﻓرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﺿروري ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
أﻧﻪ ﺗوﺟد ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﺳﻛرﯾﺔ أو إﻧﻣﺎﺋﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. 1.
أن ﯾﺧﻠو ﺑﯾت اﻟﻣﺎل أو ﻻ ﺗﻛﻔﻲ أﻣواﻟﻪ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻟﺿروري. 3.
أن ﺗﻛون اﻟﺿ ارﺋب ﻋﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻣل ﻋﺑؤﻫﺎ ﻓرﯾق دون آﺧر. 6.
أن ﺗﻛون اﻟﺿ ارﺋب ﻗدر اﻟﺣﺎﺟﺔ واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺷروﻋﺔ. 7.
وﻣﻊ ﺗوﺳﻊ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻌﺎﺻر ،وازدﯾﺎد ﺣﺟم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،أﺻﺑﺣت
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ،ﻟذا ﯾﻣﻛن وﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻟﻠدول
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣواردﻫﺎ ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻟﯾس ﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﻘط ،واﻧﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﻟﺗﺿﻣن اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺋم
3
3ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 51.
4
ﻟﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻊ ﻣ ارﻋﺎة ﻋدم اﻹﻓ ارط ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ،ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟﺿ ارﺋب
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻻ اﻟﺿ ارﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﯾﻘﻊ ﻋﺑؤﻫﺎ أﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘ ارء ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ
ﻣﺑﺎدئ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘروض اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻣﺻد ار اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻣﺻـﺎدر اﻹﯾـ اردات اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟـﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ
إﻻ ﻓﻲ اﻷزﻣﺎت واﻟﺣروب ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ أو ﻣﺷـﺎرﯾﻊ ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻻ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘطـﺎع
اﻟﺧـﺎص
1
ﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣردودﻫﺎ و أن ﯾﺗم ﻫذا اﻹﻗﺗـ ارض ﻓﻲ ﺣـﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻊ اﻟدﺧل ﻟﺑﯾت اﻟﻣـﺎل ،وأن ﺗﻛـون ﺑدون ﻓـﺎﺋدة.
أﻣﺎ اﻹﻗﺗ ارض اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟذﻛرﻫﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻔواﺋد اﻟرﺑوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺣرﻣﺔ ﺷرﻋﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﯾﻧﺎدون ﺑﺎﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ
ﺑﺻﯾﻎ
ﺗﻣوﯾل إﺳﻼﻣﯾﺔ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل.
ﻗد ﺗﻠﺟـﺄ اﻟدوﻟـﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻛﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻧﻘـود ﻓﻲ ﺣـﺎﻟﺔ ﻋدم ﻛﻔـﺎﯾﺔ اﻟﻣـوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﻬﺎ اﻷﺳـﺎﻟﯾب
اﻷﺧرى.
إﻻ أن اﻟﺗﻣوﯾل ﻋن طرﯾق اﻹﺻدا ارت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﻘود" إذا ﻛﺎن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺧم ﻧﻘدي ﻋﺎم واﻧﺧﻔﺎض
ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ ،ﻗد ﺗﺛﺎر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻼﻣﺔ اﺳﺗﻔﻬﺎم ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن ﻣورد اﻹﺻدا ارت اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻠﻧﻘود ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻧوع ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺛروات ودﺧول اﻟﻧﺎس اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘد ،وﻫو
ﻣﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء
ﺑذﻟك ﯾﺣﻣل اﻟﻔﻘ ارء ﻋبء ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﻻ
ﯾﺗﻔق
2
اﻟﺿرﯾﺑﻲ ".
1ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ﺧﺮاﺑﺸﺔ" ،ﻧﻈﺮة اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺪﯾﻮن اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ وأﺛﺮ ھﺬه اﻟﺪﯾﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ ".ﻧﺪوة إﺳﮭـﺎم اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻤﻌـﺎﺻﺮ،
اﻟﻘـﺎھﺮة :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ اﻹﺳﻼﻣـﻲ ،1992 ،ص 618.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 466وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
3
اﻹﺳﻼﻣﻲ وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻣﺻﺎرف ،ﺣﯾث ﺳﯾﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ،وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻻ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻣﻛن
اﻟﺗﻌرف أﻛﺛر ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ اﻹﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ.
1.ﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﺑل ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﻋﯾﻧﻲ ،ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻹﯾ ارد اﻟذي ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﻔﻘﺔ؛ " ﻓﺑﻌﺿﻬﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ،وﻣﺛﺎﻟﻬﺎ:زﻛﺎة
اﻟزروع واﻷﻧﻌﺎم وﺧ ارج اﻷرض وﺑﻌض إﯾ اردات اﻟﻌﺷور ،وﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗم ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ﻧﻘدا ﻛزﻛﺎة اﻟﻧﻘدﯾن وﺑﻌض
1
إﯾ اردات اﻟﻌﺷور ،واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻧﻘدي واﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﺛل اﻟﺟزﯾﺔ ".
2.أﻣﺎ ﻋن ﺻدور اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟدوﻟﺔ أو أﺣد ﺗﻧظﯾﻣﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻫﻧﺎك ﻣﺑدأ ﻫﺎﻣﺎ ﺳﻧﻪ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻫو اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻷﻓ ارد دون ﺗدﺧل وﻟﻲ اﻷﻣر ودﺧول ﻫذا اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻧﻔق ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﻣﺎل -وﻗد
وﻫذا اﻹﻧﻔﺎق اﻟذي ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وأﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﯾﺣدث ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض أﻧواع اﻟزﻛﺎة -
2
ﯾﺳﺎﻋد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ آداء ﻣﻬﺎﻣﻪ .
3.ﻻ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟوﺿﻌﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻬدف اﻟذي ﯾرﻣﻲ إﻟﯾﻪ اﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم ،وﻫو إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،إﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن وﺟود ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ
3
ﻗد ﺗﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﻣﺣرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺧﻣور ...
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ :اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ
ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺎل ،ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﺎ؛ ﺑﺈﺧ ارﺟﻪ ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔﻊ ﻋﺎم.
1اﻟﺴﯿﺪ ﻋﻄﯿﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻣﺒـﺎدئ و اﻗﺘﺼـﺎدﯾﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻹﯾﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳـﻼﻣﻲ.
اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،2000/1421 ،ص. 381
4
2ﻋﻮف ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻜﻔﺮاوي ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ– دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ .ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2003 ،ط ، 2ص 235.
3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 235.
4
ﺧﺻﺻت ﺑﻌض اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺣددة ،ﻛﻣﺎ ﺗرﻛت ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣوارد دون
ﺗﺧﺻﯾص ﻹﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾن واﺳﺗﺧدﻣت اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﻔﻘﺎت ﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﺻﺎرف ،وﻧﻔﻘﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﺻﺎرف.
ﻣن أﺑرز اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﻣﺻﺎرف؛ اﻟزﻛـﺎة؛ ﻓﻬﻲ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻣﺻﺎرف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺟﺎء ﺑﯾﺎﻧـﻬﺎ ﻓـﻲ ﻗوﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ " :إﻧﻣﺎ اﻟﺻدﻗﺎت ﻟﻠﻔﻘراء واﻟﻣﺳﺎﻛﯾن واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻗﻠوﺑﻬم وﻓﻲ اﻟرﻗﺎب واﻟﻐﺎرﻣﯾن وﻓـﻲ
1
ﺳﺑﯾل اﷲ واﺑن اﻟﺳﺑﯾل ﻓرﯾﺿﺔ ﻣن اﷲ واﷲ ﻋﻠﯾم ﺣﻛﯾم ".
2
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون أوﺟﻪ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗﻲ ﺣددﺗﻬﺎ اﻵﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
-اﻟﻣؤﻟـﻔﺔ ﻗﻠوﺑـﻬم :وﻫم أﻓ ارد ﺗﻌطﻰ ﻟﻬم أﻣوال اﻟزﻛﺎة ﺗﺄﻟﯾﻔﺎ ﻟﻘﻠوﺑﻬم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹﺳﻼم وﺣﺎﺟﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻫم أرﺑﻌﺔ أﺻﻧﺎف ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﺳﻠﻣﯾن و ﻏﯾر ﻣﺳﻠﻣﯾن:
-وﻓﻲ اﻟرﻗـﺎب) ﺗﺣرﯾر اﻷرﻗﺎء (:ﻟﻘد ﻛﺎن اﻹﺳﻼم ﺳﺑﺎﻗﺎ ﻓﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﻧظـﺎم اﻟرﻗﯾق ﺑﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﺑﻧدا ﺧـﺎﺻﺎ ﻓﻲ
ﻣوازﻧﺔ اﻟزﻛـ ﺎة؛ واذا ﻛﺎن رق اﻷﻓ ارد ﻗد اﻧﺗﻬﻰ ،ﻓﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر أﺳرى اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث.
4
1ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ،اﻵﯾﺔ رﻗﻢ 60.
2ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 35-36.
4
-اﻟﻐـﺎرﻣون :وﻫم اﻟﻣدﯾﻧـون اﻟذﯾـن ﻋﺟزوا ﻋن ﺗﺳدﯾد دﯾوﻧـﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠوﻫﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾـق أﻫـداف اﺟﺗﻣـﺎﻋﯾﺔ ،أو
أﻫـداف ﺧـﺎﺻﺔ ﻣﺷـروﻋﺔ ،ﻓﺗﺗﻛﻔل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠزﻛـﺎة ﺑﻘﺿـﺎﺋﻬﺎ ﻋﻧﻬم.
-ﻓـﻲ ﺳﺑﯾـل اﷲ :أي ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻧﺻرة اﻹﺳـﻼ م واﻋـﻼء ﻛﻠﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻷرض ،وﯾرى اﻟﺷﯾـﺦ "ﯾوﺳف اﻟﻘرﺿﺎوي"
" ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟﺟـﺎد ﻻﺳﺗﺋﻧـﺎف
أن" أﺣق ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺻرف إﻟﯾﻪ ﺳﻬم " ﻓﻲ ﺳﺑﯾـل اﷲ
ﺣﯾـﺎة
1
إﺳﻼﻣﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،ﺗطﺑق ﻓﯾﻬﺎ أﺣﻛـﺎم اﻹﺳﻼم ﻛﻠﻪ :ﻋﻘـﺎﺋد وﻣﻔـﺎﻫﯾم ،وﺷﻌـﺎﺋر وﺷراﺋـﻊ ،وأﺧﻼﻗﺎ وﺗﻘـﺎﻟﯾدا "،
وﯾﺿﯾف اﻟدﻛﺗور اﻟﻘرﺿـﺎوي أن ﺗوﺟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻣﺻرف إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎد اﻟﺛﻘـﺎﻓﻲ واﻟﺗرﺑوي واﻹﻋـﻼﻣﻲ أوﻟﻰ ﻓﻲ
ﻋﺻرﻧﺎ ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﺟﻬـﺎدا إﺳـﻼﻣﯾﺎ ﺧﺎﻟﺻـ ﺎ واﺳﻼﻣﯾﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ2 .
وﺧﺗـ ـﺎﻣﺎ ﻓ ـﺈن ﻛ ـل اﻷﻋﻣـ ـﺎل اﻟﺗ ـﻲ ﯾﻧﻔ ـق ﻋﻠﯾﻬـ ـﺎ ﻣ ـن ﻣﺻ ـرف ) ﻓ ـﻲ ﺳ ـﺑﯾل اﷲ (؛ ﯾﺟ ـب أن ﺗﻛــون دواﻓﻌﻬ ـ ـﺎ
وﻣﻧطﻠﻘ ـﺎﺗﻬﺎ ووﺟﻬﺗﻬ ـﺎ وﻏـ ـﺎﯾﺗﻬﺎ إﺳـ ـﻼﻣﯾﺔ ،ﻓ ـﺈن ﻟـم ﺗﻛ ـن ﻛ ـذﻟك ﻓ ـﻼ ﯾﻧﻔ ـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣ ـن اﻟزﻛ ـﺎة ،وﻻ ﺗﺑ ـ أر ذﻣ ـﺔ
اﻟﻣﺳــﻠم
ﺑدﻓﻊ اﻟزﻛـﺎة ﻓﯾﻬﺎ.
وﺗﺿم ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣدد ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع إﯾ اردا ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻟﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ
واﯾـ اردات اﻷﻣﻼك اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻟﺧـ ارج ،اﻟﺟزﯾﺔ ،اﻟﻌﺷور ،وﻛذﻟك ﺑﺎﻹﯾ اردات اﻷﺧرى،
ﻟﻠدوﻟـﺔ، اﻟﻘروض ﻣﺛل:
واﻟﺿ ارﺋب.
3
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ :
اﻹﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ.
اﻹﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ.
4
1ﯾﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ،ﻓﻘﮫ اﻟﺰﻛــﺎة .ﺑﯿﺮوت :ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ج ،2ط ،1984 / 1404 ،7ص 635.
2ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ،أﻧﻈﺮ :ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،ﻣﺮﻏﺎد ﻟﺨﻀﺮ ،راﯾﺲ ﺣﺪة "،ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺼﺮف " ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﷲ ".اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ اﻷول ﺣﻮل:
ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ -دراﺳﺔ ﺗﻘﻮﯾﻤﯿﺔ ﻟﺘﺠﺎرب ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺰﻛﺎة ودورھﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ظﺎھﺮة اﻟﻔﻘﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﺪ دﺣﻠﺐ اﻟﺒﻠﯿﺪة – اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
10ـ 11ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ 2004.
3ﻋﻮف ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻜﻔﺮاوي ،ﺑﺤﻮث ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 186.
4
ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر وﺟود ﻧظﺎم اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ،ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣطﺑق ﻓﻲ
أﻗﺎﻟﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
4
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻘدﯾر ﻣﻔﺻل وﻣﻌﺗﻣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﯾﻘرر اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟﻣﺣددة ﻟﻔﺗـرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻘﺑﻠﺔ ﻋـﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق
أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻗواﻋد أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻫﻲ :اﻟﺳﻧوﯾﺔ ،اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ،وﺣدة اﻟﻣوازﻧﺔ ،ﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ ،ﻏﯾر أن ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺟوﻫري اﻟذي ﺗﺣﻘق
ﻓﻲ
ﻣﻬﺎم ووظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ؛ اﺳﺗﻠزم ﺿرورة اﻟﺧروج ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن.
اﻹﻗﺗﺻﺎد
وﯾﻌﺗﺑرﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﻛﺛر ﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣدﯾث ،واﺧﺗﻠﻔت ﺣول ﻣﺿﻣوﻧﻪ وطرق ﻗﯾﺎﺳﻪ اﻵ ارء ،وﻛذا ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ،ﺣﯾث ﺗﺿﺎﻣﻧت اﻟﻣدرﺳﺔ
ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺿد اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود )اﻟﻣﺗﻌﻣد( ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻛﺄداة ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ
اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي اﻟذي ﯾﺣﺑذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗدﺧﻠﯾﺔ ﻣداﻓﻌﺎ ﻋن ﻋﺟز
اﻟﻣوازﻧﺔ ﻟﻧﺷﯾط اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ.
ﺟواﻧﺑﻬﺎ
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض
ﺑﻪ ،وﺑﻌض ﺑﻧود اﻹﯾ اردات واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻛذﻟك ﺣدود ﻣﺛل :ﺷﻛل اﻹﻋﺗﻣﺎد واﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻷﻫداف
اﻟﻣﻘﺻودة.
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺄن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد وﯾﻣﻛن اﻟﻘول
واﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ،ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﻌض اﻹﯾ اردات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﺳﻧوﯾﺎ ﻣﺛل وﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺧﺻﯾص ﺗﺣﺻﯾل اﻹﯾ اردات
اﻟزﻛﺎة،
ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺑﻌض اﻹﯾ اردات اﻟﺗﻲ رﺑطت ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾن ،وﻛذا ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﻌدد ،واﻟﺣد اﻟذي ﯾﻘف ﻋﻧدﻩ اﻟﺗﻌدد ﻫو
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻊ ﺟواز اﻟﺧروج ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور إذا اﻗﺗﺿت،
اﻟﻌﺎﻣﺔ ذﻟك.
4
واﯾ اردات اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﺎﻟزﻛﺎة واﻟﺧ ارج ﺗﻌﺗﺑر اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم،
وﻋواﺋد واﻟﺟزﯾﺔ
واﯾ اردات ﻏﯾر دورﯾﺔ ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ،
اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗﻘطﻌﺔ ،ﻛﺎﻟﺿ ارﺋب واﻟﻘروض...
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣدوث ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻘﺻودا ،أو طﺎرﺋﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﻌواﻣل ﻣﺗﻌددة؛ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب ﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﻌﺟز ﺑﺑﻌض اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،ﻟذﻟك ﺳوف ﻧﺗطرق ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﻟﻲ
4
إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺟز ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ،وأﻫم اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎﺳﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل
اﻟوﺿﻌﻲ ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذا
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣدوﺛﻪ ،وﻛذا ﻣﺧﺗﻠف اﻟطرق واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻌﺟز.
4
اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻋﺟز
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌـــﺎﺻرة
ﯾﻌﺗﺑـ ـر ﻋﺟ ـ ـز اﻟﻣوازﻧ ـ ـﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـﺔ ﻟﻠدوﻟ ـ ـﺔ ﻣ ـ ـن أﻛﺛـ ـر اﻟﻣﺻ ـ ـطﻠﺣﺎت اﻹﻗﺗﺻ ـ ـﺎدﯾﺔ ﺷ ـ ـﯾوﻋﺎ ﻓ ـ ـﻲ اﻹﻗﺗﺻ ـ ـﺎدﯾﺎت
اﻟﺣدﯾﺛ ـﺔ ،وﯾ ـﺗم ﺗﻧﺎوﻟ ـﻪ ﻋ ـﺎدة ﺣ ـﯾن اﻟﺣ ـدﯾث ﻋ ـن اﻟﺳﯾﺎﺳ ـﺎت اﻹﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ ،وﺗﻘﯾ ـﯾم اﻷداء اﻟﺣﻛــوﻣﻲ وﻛﻔﺎءﺗ ـﻪ،
ﺣﯾ ـث ﯾﻌﺗﺑ ـر ﻛﻣﻘﯾ ـﺎس ﻟﺗﻘﯾ ـﯾم أﺛ ـر اﻟﻣوازﻧ ـﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ ﻓ ـﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾ ـ ارت اﻹﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ اﻷﺧ ـرى ﻓ ـﻲ اﻟﻣ ـدى اﻟﻘﺻ ـﯾر،
1
وﻛ ـذﻟك ﻓ ـﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ طرق ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز وﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺣﺷد اﻟﻣوارد ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث .
ﻛﻣﺎ ﺗطور اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓـﻲ اﻟطﻠـب اﻟﻛﻠـﻲ وﻋـدم ﺗـوازن اﻟﺣﺳـﺎب
2
اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت و ﻗﯾﺎس أﺛر ﻣ ازﺣﻣﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
وﻟﻺﻟﻣ ـ ـﺎم أﻛﺛ ـ ـر ﺑ ـ ـﺎﻟﻌﺟز وﻣﻔﻬوﻣ ـ ـﻪ ،وط ـ ـرق ﺗﻣوﯾﻠ ـ ـﻪ ،واﻵﺛ ـ ـﺎر اﻻﻗﺗﺻ ـ ـﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﺳ ـ ـﺎﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ـﺔ ﻟﺗﻣوﯾ ـ ـل ﻋﺟ ـ ـز
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 120.
2
Davina Jacobs, Niek Schoeman, Jan van Heerden, Alternative Definitions of the Budget Deficit and its Impact
on the Sustainability of Fiscal Policy in South Africa. p 03 See:
www.essa.org.za/download/papers/006.pdf. 01/05/2005
5
ﻣﻔﻬوم ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺣدوﺛﻪ
ﻟﻠﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺣﯾط
ﻗﺑل د ارﺳﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ؛ واﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾﻠﻪ؛ وﻧظ
ار
ﺑﺟواﻧب ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ﻻﺑد ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣن اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ؛ وطرق ﻗﯾﺎﺳﻪ؛ وﻫذا ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ،أو ﻋدم ﺗوازن اﻟﻣوازﻧﺔ ؛ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﺗداوﻟﻪ ﻋﺎدة ،ﻣن
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ؛
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻹﺳﺗﺧدام ﺣدﯾﺛﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﻻت وﺣﯾن اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﯾﻣﺛل اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻹﯾ اردات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ؛ ﻏﯾر أن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻛوﻧﺎت ﻛل ﻣن اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو
اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑوﺟود ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻐرض اﻟﻣ ارد ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن أﺟﻠﻪ.
5
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗﯾـﺎس ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ
5
ﻋﻧد اﻟﻌودة إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻋﻠ أرﺳﻬﺎ
ﻰ
ﺗﺻور واﺿﺢ ﺣول ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز
ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء واﻟﺗﻌﻣﯾر؛ ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟ
د
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻐرض اﻟﻣ ارد ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن أﺟﻠﻪ ﻟﻛن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺑل ﺗوﺟد ﻣﻘﺎﯾﯾس
1
،
اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻋﺗﻣدت ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ
2
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﺑﻌد اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ .
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت
وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﺟز اﻟﺗﻘﻠﯾدي أﯾﺿﺎ اﻟﻌﺟز اﻟﺷﺎﻣل أو اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ؛ وﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻔرق ﺑﯾن
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔواﺋد اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﻣﻊ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻣدﻓوﻋﺎت اﻫﺗﻼك اﻟدﯾون اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ،
وﺑﯾن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﺣﺻﻼت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧﺢ ﻣﻊ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺣﺻﯾﻠﺔ
3
وﯾﺳﺗﻬدف ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﺗزوﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﺑﻣؤﺷر ﻋن ﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻟﻘروض،
أو ﻣن اﻹﻗﺗ ارض ﻣن
ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ أو اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ أن ﺗﻘﺗرﺿﻬﺎ
اﻟﺑﻧك
4
اﻟﻣرﻛزي .
و ﯾﻘﺎرب ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﺷﻛل واﺿﺢ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺎﻣوﺳﻲ ﻟﻺﻧﻔﺎق اﻟﺳﺎﻟب؛ أي إﻧﻔﺎق اﻹﯾ اردات اﻟﺗﻲ ﺗم
اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺟﺎري؛ ()2
ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻹﻗﺗ ارض ،وﻫﺎ اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻌﺟز ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻣﺟﻣوع)1( :
وﺻﺎﻓﻲ اﻣﺗﻼك اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛ ﻣن ﺟﻬﺔ ،واﻹﯾ
وﺻﺎﻓﻲ اﻣﺗﻼك اﻷﺻول اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ؛ )(3
اردات
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،أي أن اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﯾس ﺻﺎﻓﻲ اﻹﻗﺗ ارض اﻟﺣﻛوﻣﻲ
5
ﻣﻌدﻻ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎزة ﻣن اﻟﻧﻘود ،وﺑﻣﺎ أن ﻫذﻩ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺻﻐﯾرة ،ﻓﺈن اﻟﻣوازﻧﺔ ﺗﻛون ﻣﺗوازﻧﺔ ،وﻓﻘﺎ
1
ﻟﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم ،إذا ﻛﺎن ﺻﺎﻓﻲ اﻹﻗﺗ ارض ﯾﺳﺎوي ﺻﻔ ار .
1Dubravko Mihaljek and Bruno Tissot . Fiscal positions in emerging economies: central banks. perspective
- BIS Papers No 20, part 2, October 2003. p02. See: www.bis.org/publ/bppdf/bispap20b.pdf.01/05/2005.
2
Davina Jacobs, and authers , op - cit . p 02
3
Ibid, p03.
4ﻓﺘﺤﻲ ﺧﻠﯿﻞ اﻟﺨﻀﺮاوي» ،اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺎﻟﻲ واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ « .ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،اﻟﺴﻨﺔ ،17اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ -ﺷﺘﺎء ،1989ص 46.
5رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻟﺼﺮاع اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ .اﻟﻘﺎھﺮة :ﺳﯿﻨﺎء ﻟﻠﻨﺸﺮ ،1992 ،ص 106.
5
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻌﺟـز اﻟﺟـﺎري:
ﯾﻌﺑر ﻋن ﺻﺎﻓﻲ ﻣطﺎﻟب اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن اﻟﻣوارد ،واﻟذي ﯾﺟب ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﺑﺎﻹﻗﺗ ارض ،وﯾﻘﺎس ﺑﺎﻟﻔرق
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوع أﻧواع اﻹﻧﻔﺎق واﻹﯾ اردات ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﻪ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ
2
اﻟﻣﺧﺻص ﻟﺳداد اﻟدﯾون اﻟﻣﺗ ارﻛﻣﺔ ﻣن ﺳﻧوات ﺳﺎﺑﻘﺔ .
4
راﺑﻌﺎ :اﻟﻌﺟـز اﻟﺗﺷﻐﯾـﻠﻲ:
وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻌﺟز اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻌﺟز اﻟﻣﺻﺣﺢ ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻷﻧﻪ ﯾﻘﯾس اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ظروف اﻟﺗﺿﺧم،
وﯾﺗﻣﺛل اﻟﻌﺟز ﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻗﺗ ارض اﻟدوﻟﺔ ﻧﺎﻗﺻﺎ اﻟﺟزء اﻟذي دﻓﻊ ﻛﻔواﺋد ﻟﺗﻌوﯾض اﻟداﺋﻧﯾن)ﻟﻠدوﻟﺔ( ﻋن
اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻬم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم ،ﻫذا اﻟﺟزء ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﺻﺣﺢ اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﺗﺿﺧم وﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘدار:
ﺣﯾث:
اﻟﻣﺻﺣﺢ اﻟﻧﻘدي ،أي ﺗﻠك اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدﯾن اﻟﻌﺎم :MC
اﻟداﺧﻠﻲ.
اﻟداﺧﻠﻲ ،وﯾﺳﺎوي ﻓﻲ أﯾﺔ ﻓﺗرة ،ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻣﺿروﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠدﯾن اﻟﻌﺎم
ﯾﻼﺣظ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ارﺗﺑﺎط ﻣﻘدار اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ﻟﻸﺳﻌﺎر) أي
ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم( ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﯾﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠدﯾن اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ وﺗطورﻫﺎ ﻋﺑر اﻟزﻣن .
5
3ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص121.
4ﻓﺎروق ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺨﻄﯿﺐ ،اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ :ﺗﺨﻄﯿﻂ -ﺗﻮزﯾﻊ -ﺗﻨﻤﯿﺔ .ﻣﻜﺘﺒﺔ دار ﺟﺪة ،/2000 1420 ،ص132.
5
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺣدوث ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌـواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺣدوث ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷي دوﻟﺔ إﻟﻰ:
ﻋواﻣل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧﻣو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظروف طﺎرﺋﺔ ،ﻣﺛل:
اﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺣروب ،...وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﺿروري ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺧرة ،واﻹﺣﺗﻔﺎﻻت.....وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣل ﻋﺑﺋﻬﺎ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋواﻣل أﺧرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗ ارﺟﻊ ﻓﻲ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﯾ اردات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻟﺿﻌف اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو ﻋدم ﻣروﻧﺗﻪ...إﻟﺦ.
وﺗﺟﺎوزﻩ ﻟﺣﺟم
ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ، ﻗد ﯾﺣدث ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗ ازﯾد
ارﺟﻌﺔ ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب أﻫﻣﻬﺎ
اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣﺎﯾﻠﻲ:
ﺗﻛون
واﻟﺗﻲ دﻋﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻷزﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻛﺳﺎد؛ ﺣﯾث ﻟﺟﺄت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق إﺣداث ﻋﺟز ﻣﻘﺻود ﻓﻲ ﻣوازﻧﺎﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻫذﻩ اﻟدول
اﻷو ارق اﻟﻧﻘدﯾﺔ، اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﯾﻣول ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة اﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ وطﺑﻊ
وذﻟك
1
ﺗوﺟد ﺑﻬﺎ ﻣوارد ﻋﺎطﻠﺔ ﻛﺛﯾرة :أ ارﺿﻲ ز ارﻋﯾﺔ ،ﺛروات طﺑﯾﻌﯾﺔ ،أﯾدي ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎطﻠﺔ .
ﻣﺳؤوﻟ
أرس اﻟﻣﺎل(، وﻗد ﺛﺑت أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ﻗد ﻓﺷﻠت ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ) ﺗ
ﺔ
وﻛﺎﻧت ارﻛم
ﻋن ﺗﻔﺎﻗم ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ واﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﺿﺧم واﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ؛ وذﻟك ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب
5
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ھﻨﺎك ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ أﺧﺮى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﺠﺰ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮھﺎ وﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻓﺈن ﻣﺒﺎدﻻت اﻟﻤﻮازﻧﺔ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ وزﻧﺎ ﻣﺮﺟﺤﺎ ﻣﺘﺴﺎوﯾﺎ-
اﻟﻌﺠﺰ ﻣﻮزوﻧﺎ ﺑﺄﺛﺮ ﻛﻞ ﻣﺒﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻜﻠﻲ -اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﺤﻠﻲ ،وﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ -ﺗﻮازن اﻟﺴﯿﻮﻟﺔ -اﻟﻌﺠﺰ اﻟﮭﯿﻜﻠﻲ ،واﻟﻤﺼﺤﺢ
ﻟﻠﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺪورﯾﺔ...اﻟﺦ ،أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ:
Davina Jacobs, and authers, op - cit . pp 01-05 .
5
أﻫﻣﻬﺎ أن ﻫذﻩ اﻟدول ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑطﺎﻟﺔ ،وﻟﻛن ﻻ ﯾ ازﻣﻧﻬﺎ وﺟود ﺟﻬﺎز إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻏﯾر ﻣﺷﻐل ،ﺑل إﻧﻪ
1
ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ﻋدم وﺟود ﺟﻬﺎز إﻧﺗﺎﺟﻲ ﻧﺎم وﻣرن ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌطﻠﺔ .
ﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم أو ﺗدﻫور اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود إﻟﻰ ﻧﻣو اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ودﻓﻌﻪ ﻧﺣو اﻟﺗ ازﯾد ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣوازﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾزﯾد ﻣن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣﻊ اﺷﺗداد اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺿطر اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘرﯾر ﻋﻼوة ﻏﻼء ﻟﻣوظﻔﯾﻬﺎ
دﺧوﻟﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ؛ ﻛﻣﺎ ﺗزداد ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟدﻋم اﻟﺳﻠﻌﻲ ،وﺗرﺗﻔﻊ ﻛﻠﻔﺔ
ﻟﺗﻌوﯾض اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟذي ﯾط ﻋﻠﻰ
أر 2
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎ ارت اﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﯾﻌد ﻧﻣو ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ظﺎﻫرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ظل اﺳﺗﻔﺣﺎل ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺻ ارع واﻟﻘوى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم،
ﻏﯾر أن دﻻﻟﺔ ﻫذا اﻹﻧﻔﺎق ﺗﻛون ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟدو ل اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش اﻟﺷطر اﻷﻛﺑر ﻣن ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑ ارﺛن
) ﻣﺛل دول اﻟﺷرق
واﻟﺟوع واﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻣرض ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﺗﻬدﯾدات ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة اﻟﻔﻘر
3
اﻷوﺳط( ،وﺧطورة ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗم ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ؛ واﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ .
ﻛﻣﺎ ﻋرف اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ظﺎﻫرة ﺟدﯾدة ﻋرﻓت ﺑظﺎﻫرة اﻟﺳﻠم اﻟﻣﺳﻠﺢ ،أو اﻟﻌﺳﻛرة اﻟداﺋﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾرﺟﻊ
ﺳﺑﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻛ ارر اﻟﺣروب ﺑﯾن اﻟدول ،وﻓﺷل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ؛ ﻟﻬذا ﻓﻘد ﺗﺳﺎﺑﻘت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎر اﻟﺗﺳﻠﺢ ﻓﻲ ﻏﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺣرب اﻋﺗﻘﺎدا ﻣﻧﻬﺎ أن
اﻟﺗﺳﻠﺢ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺳﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرب ووﯾﻼﺗﻬﺎ ،ورﺻدت ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل
ﻧﻔﻘﺎت ﻫذا
4
اﻟﺳﻠم اﻟﻣﺳﻠﺢ .
ﻛﻣﻔﺳر ﻋظﯾم ﻟﻠﻧﻣو اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن أﻋﺑﺎء ﺧدﻣﺔ ﺗﻔﺎﻗم
ﻫذا اﻟدﯾن ﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾون اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﺣﺳب ﻋﺎدة ﺿﻣن
اﻟﻣﺻروﻓﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗظﻬر ﻣدﻓوﻋﺎت أﻗﺳﺎط اﻟدﯾون ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺿوء
ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن ﺟ ارء طرح اﻟﻣزﯾد ﻣن أذون اﻟﺧ ازﻧﺔ واﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ ﺿوء إﻏ
ارق
5
1ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص44.
2رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠﺎر اﻟﻌﺠﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 93..
3ــــــــــــــــــ ،اﻟﺼﺮاع اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 52.
4ﻋﺎدل أﺣﻤﺪ ﺣﺸﯿﺶ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 68. - 69
6
ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد ﻓﻲ اﻹﺳﺗداﻧﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ؛ وﺑﺎﻟذات ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻓﻘد ﺣدث ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻻﻧﻔﺟﺎر ﻓﻲ ﻣدﻓوﻋﺎت
1
ﺧدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟدﯾون ،وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذي ﺳﺑب ﻟﻬﺎ إرﻫﺎﻗﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ .
ﯾرﺟﻊ ﺗ ازﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ ﺣﻛوﻣﺎت ﻫذﻩ اﻟدول إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑدور اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر،
ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟدول ﻣن ﻧﻘص وﺗدﻫور ﺷدﯾدﯾن ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺗﻬﺎ
اﻟﺧﺎص ،اﻷﻣر اﻟذي اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻧﺳﺑﺔ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻓﺗﻘﺎرﻫﺎ ﻟﻌواﻣل ﺟذب وﺣﻔز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
2
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ.
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﺣدد ﻓﯾﻪ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل،
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺧرﺟﺎت ،وﻛذﻟك ﺗﻛﻠﻔﺗﻪ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣدﺧﻼت اﻷﺧرى اﻟﺑدﯾﻠﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﺗﻌظﯾم اﻷرﺑﺎح،
ﻓﺈن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟد ارﺳﺎت ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ؛
وذﻟك ﻷن زﯾﺎدة اﻟﺗوظف ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺗﺗم
ﯾﺑﺗﻌد ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋن اﻹﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻧﺻ ار ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن أﯾﺔ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث ﯾﻧظر إﻟﻰ
زﯾﺎدة اﻟﺗوظف ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻫدﻓﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،اﻷﻣر
ﻋﻠﻰ اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت واﻟﻣﻌﺎﺷﺎت
اﻟذي اﻧﻌﻛس ﻓﻲ وﺟود ظﺎﻫرة ﺑطﺎﻟﺔ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﺗ ازﯾد اﻹﻧﻔﺎق
اﻟﻌﺎم
3
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣ ازﯾﺎ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ.
ﯾؤدي ﺗدﻫور اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ
4
ﯾﻌﻧﻲ ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت .
5
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠﺎر اﻟﻌﺠﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص95.
2ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ﺣﻤﺎد أﺑﻮ دوح ،ﺗﺮﺷﯿﺪ اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌﺎم وﻋﻼج ﻋﺠﺰ ﻣﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﺪوﻟﺔ .اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :أﻟﯿﻜﺲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،2004 ،ص38.
3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 39. 38-
4اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص 50-51.
5
وﯾرﺟﻊ ﺗدﻫور اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل ﻣﻧﻬﺎ ﻋدم ﻗﯾﺎم ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳوء اﻹدارة ،ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﯾﻛون ﻓﻲ ﻧظر اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻠﯾم،
ﻣﻊ إﻋﺗﺑﺎ ارت
أﻫداﻓﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛل زﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑﺻورة ﻗد ﻻ ﺗﺗﻔق ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن،
اﻟﻛﻔﺎءة
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺷرﻛﺎت اﻟﻘطﺎع
وﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﺟﻬﺎز
اﻟﻌﺎم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث إﺧﺗﻼﻻت ﺳﻌرﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺗﺣوﯾﻼت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت،
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت وﻓﻲ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ذﻟك ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﺧطط اﺳﺗﺛﻣﺎر طﻣوﺣﺔ
1
ﻗد ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣواردﻫﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
وﺗﺗﺟﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺷﻛل ﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﻧﻼﺣظ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
وﺗﻘﺎس ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ إﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺗﺟﺎوز
ﻫذﻩ
OECD
اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى )اﻷﻋﺿـﺎء ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻌـﺎون واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي
( ﺿﻌف اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎظر ﻓﻲ اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ % )38ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﻘﺎﺑل % 18
3
ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ( .
ﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﻫذا اﻟﺿﻌف إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد ،وﻋدم ﺧﺿوع أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﻌﻠﯾﺎ
وأﺻﺣﺎب اﻟﺛروات ﻟﻠﺿ ارﺋب ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻫؤﻻء ﻣن ﻧﻔوذ ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﻣﻧﻊ أﯾﺔ
إﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾد ﻣن أﻋﺑﺎﺋﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻋدم إﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌدﯾد
5
1اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 51.
2رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠـﺎر اﻟﻌﺠﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 95-96.
3ﻓﯿﺘﻮ ﺗﺎﻧﺰي وھﺎول زي " ،اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨـﺎﻣﯿﺔ واﻟﺴﯿـﺎﺳﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﯿﺔ" .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻗﻀـﺎﯾﺎ إﻗﺘﺼـﺎدﯾﺔ -27-ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ،واﺷﻨﻄﻦ. 2001 :ص ،03
اﻟﻤﻮﻗﻊ أﻧﻈﺮhttp / 20 /04 / 2005www.imf.org:// :
5
ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ و اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻛﺎﻣﻼ ،وﻋدم ﻗدرة ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
1
ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣرض .
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟوﻋﻲ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻟدى اﻟﻧﺎس واﺗﺳﺎع ﻧطﺎق اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳري أواﻟﻣوازي اﻟذي ﯾﺣﻘق
اﻟﻣﺷﺗﻐﻠون ﻓﯾﻪ دﺧوﻻ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺿ ارﺋب ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل.
وﻋدم ﺗطوﯾرﻩ واﺛﻘﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺿﻌﺎف ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎدﯾﺔ.
3/-اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑـﻲ:
ﯾﻠﻌب ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﺗردي ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿ ارﺋب ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﻠف
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑدﻓﻊ اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺗﺧﻠص ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ وﻫذا ﺑﺎﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻋن ﺗﻘدﯾم إﻗ ارر ﺑدﺧﻠﻪ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون ،أو
2
أن ﯾﻘدم إﻗ ار ار ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﯾﺗﺿﻣن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎطﺋﺔ ﻟﺗﻘدر ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ اﻟﺿرﯾﺑﺔ .
وﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﻬرب اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﻋدة ﻋـواﻣل أﻫﻣﻬﺎ ﻏﻣوض اﻟﻘواﻧﯾـن اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﺛﻐ ارت اﻟﻣوﺟودة
ﻓﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﻌف ﺗﺄﻫﯾل اﻹدارة اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب رﺷوة اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﺎﻟﺟﻬﺎز اﻟﺿرﯾﺑﻲ دورا
3
أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص.
4 /-ﻛﺛرة اﻹﻋﻔﺎءات واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ دون أن ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻷوﻋﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ:
ﺣﯾث ﻟﻌﺑت ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات دو ار ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻣﻲ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ظﻬرت
ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ظﺎﻫرة ﺧطﯾرة ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺗﺳﺎﺑق اﻟﺣﻛوﻣـﺎت ﻓﻲ ﻣﻧﺢ إﻋﻔﺎءات ﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻣ ازﯾﺎ
أﺧرى ﻟﻧﺷﺎط رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،أﻣﻼ ﻓﻲ اﺟﺗذاﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﺗﻠك اﻹﻋﻔﺎءات
ﻻ ﺿرورة
ﻟﻬﺎ.
5
1اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص 02.
2ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﻓﻮزي ،اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ و اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ .ﺑﯿﺮوت :دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ) ،دون ﺗﺎرﯾﺦ( ،ص 223.
3ﻋﺎدل أﺣﻤﺪ ﺣﺸﯿﺶ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 166.
5
اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑﺷﻛل ﺧطﯾر ﻓﻲ إﺿﻌﺎف وﺗدﻫور اﻟﻣوارد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻫﻧﺎ ﺗﺑرز أﻣﺎﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺧﺻوص:
واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿ ارﺋب اﻟواﺟﺑﺔ اﻷداء واﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿ ارﺋب دون ﺳداد ﻣن ﺟﺎﻧب
اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺳﺑب إﻫﻣﺎل ﻣوظﻔﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿ ارﺋب أو ﺑﺳﺑب ﺿﻌف اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت أو ﺑﺳﺑب ﻛﺛرة
1
اﻹﺟ ارءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺿ ارﺋب أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻘدﯾر ورﺑط ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿ ارﺋب .
إﻟﻰ إﺟﻣـﺎﻟﻲ
وﺗﺷﯾر ﺑﻌض اﻟد ارﺳـﺎت إﻟﻰ أن ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾ اﻟﻣﺗﺄﺧرة
اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ
ﺔ
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺣﺻﯾـل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺗﺄﺧرة ﻓﻲ ﺳﻧوات رﺑطﻬﺎ ﻛﺎن ﺳﯾﻛون ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾص
ﻣﺎ ﯾوﺿﺢ اﻟﻌـﻼﻗﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت
ﺣﺟم ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻧوات اﻟرﺑط ﻫذﻩ؛
و ﺣﺟ م
وﻫو
2
ﻋﺟـز اﻟﻣـوازﻧﺔ.
5
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠـﺎر اﻟﻌﺠﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص99.
2ﻟﺒﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص85.
5
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛـﺎﻧﻲ
ﺣﯾث:
ﻫﻲ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻘروض اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ أو ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
:dB
: dCﺗﻣﺛل اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺻدرة ﺣدﯾﺛﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز.
ﻓﺈذا ﻣول اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺎﻹﯾ اردات اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻘط ،أي أن ،dB = dC 0= :ﻓﺈن اﻟﻣـوازﻧﺔ
اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﺗﻛون ﻓﻲ وﺿﻊ ﺗوازن؛ أﻣﺎ إذا أﺧذ أﺣد اﻟﻣﺗﻐﯾ ارت dB، dCﻗﯾﻣﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﺗﻛون
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺟز.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
5
1ﻓﺘﺤﻲ ﺧﻠﯿﻞ اﻟﺨﻀﺮاوي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 47.
5
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗﻣوﯾـــل اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ
ﻟﻧﻔﺗرض أن ﺛﻣﺔ ﻋﺟ از ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻗد ﺣدث ﻷي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ،وأن ﻫذا اﻟﻌﺟز ﻣن
اﻟﻣﻣﻛن ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻣﺣﻠﯾﺎ؛ واﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون إﻣﺎ ﻋن طرﯾق :اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ أو ﻣن
اﻟﺟﻬﺎز ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻗﺗ ارض اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺟﻣﻬور ،واﻻﻗﺗ ارض
اﻟذي ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ذﻟك؛ وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻧﻔرق ﺑﯾن ﺛﻼث أﻧواع ﻣن اﻹﻗﺗ ارض اﻟﻣﺣﻠﻲ:
وﯾﺗﻣﺛل اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻲ اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﯾس ﻟﻪ أﺛر اﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ؛
ﻷن
ﻟﻶﺧرﯾن إذا ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻹﺋﺗﻣﺎن
ﺗﺣت ﻗﯾد ﺿرورة ﺗﻘﻠﯾل اﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻻ ﯾﻌﻣل
ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ؛ وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻘﺎل ﺑﺄن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻪ أﺛر
ﺗوﺳﻌﻲ ﻓﻲ
1
اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ .
واﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون أﻛﺛر ﻣن اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻓﻲ اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﻟد ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺳوف ﺗؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟوﺣدات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺑﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،وﻫو ﻣﺎ ﯾزﯾد-
اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت واﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛ وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ
2
أﯾﺿﺎ -ﻣن ﺳوء ﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت .
6
1ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 134.
2ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .53
6
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺗﻣوﯾل ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،ﻓﻬو ﯾزﯾد ﻣن ﻣطﻠوﺑﺎت
اﻟﺑﻧك ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﻠل ﻓﯾﻪ ﻣن ﺻﺎﻓﻲ اﻷﺻول اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟدﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻋرض
1
اﻟﻧﻘود .
ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋن طرﯾق ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻬﯾﻼت
اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻟن ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ إذا ﻛﺎن ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت ازﺋدة ،واﻹﻧﻔﺎق اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟذي
2
ﯾﻣول ﻣن اﻹﻗﺗ ارض ﺳﯾﻛون ﻟﻪ أﺛر ﺗوﺳﻌﻲ ﺷﺑﯾﻪ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق اﻟﻣﻣول ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي.
أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﻛن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟـﺎرﯾﺔ ﺗﻣﻠك ﻫذﻩ اﻟﻔواﺋض ،ﻓﺈن ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ
اﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،أي ﻣزاﺣﻣـﺔ اﻟﻘطـﺎع اﻟﺧـﺎص؛ وﻫو ﻣﺎ ﯾزﯾل اﻷﺛر اﻟﺗوﺳﻌﻲ ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ
اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ وﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وأﻧﻪ ﻣﻊ ﺿﯾق وﻋدم
ﻧﻣو اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ؛ ﯾﻌد اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻘطـﺎع اﻟﺧـﺎص ﻋﺎﻣﻼ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻫذا
3
اﻟﻘطﺎع .
وﺑدﻻ ﻣن اﻟﺣد ﻣن اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ،واذا ﻣﺎ ﻗﺎم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺗوﻓﯾر ﻫذا اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟﻠﻣﺻﺎرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛ ﻓﺈن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳﺗﻛون ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ
4
ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي .
ﯾﺄﺧذ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻣن اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺻورة اﻹﻗﺗ ارض ﻣن ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎ ت
واﻟﻣﻌﺎﺷﺎت وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻘطﺎع و ﻛذا ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻛﺎن إﻗ ارض اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﯾﺄﺗـﻲ ﻣن ﻣوارد ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻺﺳﺗﻬﻼك ﻓﺈن ﻫذا
اﻹﻗﺗ ارض ﺳوف ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر اﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣوارد
ﻣﺧﺻﺻﺔ
5
ﻟﻺدﺧﺎر ﻓﺈن اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﻛﻣﺎﺷﻲ اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻟﻬذا اﻹﻗﺗ ارض ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر وﻣن ﺧﻼل اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻗﺗ ارض اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻣوارد ﻣﻌطﻠﺔ – أي ﻣن اﻛﺗﻧﺎز -ﻓﺈﻧﻪ ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ
أي ﺗﺄﺛﯾر اﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﻋﻠﻰ طﻠب ﻫذا اﻟﻘطﺎع ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟطﻠب واﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻣﺎ ﻗد
6
ﯾزﯾد ﻋن ﻗدرة اﻟﻌرض وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر -وﻣﻊ ﻓرض أن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﺳﻧدات ﻻ ﯾﺗ ازﻣن ﻣﻌﻪ
ﺗوﺳﻊ ﻧﻘدي -ﻓﺈن ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺳوف ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي وﯾﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾ ارت ﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل واﻹﯾ اردات اﻟﺣﻛـوﻣﯾﺔ وﯾﻌوق اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺟز ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻣول ﺑﺎﻟﺳﻧدات ﯾؤدي
إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻹﺳﺗﻘ ارر ﻗد ﺗﺳﺗﻣر ﻟﻔﺗ ارت طوﯾﻠﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻹﻗﺗﺻـﺎد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ،أو ﻣن ﺑﺎﻹﻗﺗﺻﺎد
ﺧﻼﻟﻪ
1
اﻟﺑطـﺎﻟﺔ واﻟﻛﺳـﺎد وﻓﻘﺎ ﻟﻠوﺿﻊ اﻟﺗوازﻧﻲ اﻷوﻟﻲ وﺳﻠوك اﻷﺳﻌـﺎر ﻣﻊ ﺗ ازﯾد اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﺳﻧدات.
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
اﻻﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أو ﺧﻠق واﻟطرﯾﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻹﻗﺗ ارض-
اﻟﻧﻘود-
واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ أﯾﺔ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟدﯾون ،وﻟذا ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﺿ ارﺋب ﻣن ﺣﯾث اﻵﺛﺎر ،وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل
ﻓﺈن اﻟدﯾن اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ إذا ﻣﺎ اﺧﺗﺎرت ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻣن ﺧﻼل اﻟطــرﯾﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺳﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺗﺣﻣل ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟﻔواﺋد ،وﻟذا ﻓﺈن ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﻣوﯾل ﻟﻠﻌﺟز ﺗﻌﺗﺑر أﻗل ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
2
اﻟﻛﻠﯾﺔ .
اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت
اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻲ
اﻟﻣﻌــﺎﺻرة
ﻣن اﻟﺟﻬﺎ ز ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدول ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟزﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ؛ وﻫذا إذا ﻋﺟزت
رﺑﻣﺎ أﻫﻣﻬﺎ ﻣواردﻫﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن ذﻟك ،ﻓﺗﻠﺟﺄ ﻟﻺﻗﺗ ارض اﻟﺧﺎرﺟﻲ إذا ﻋﺟزت ﻋن اﻹﻗﺗ ارض
اﻟداﺧﻠﻲ ،ﺳواء اﻟﻣﺻرﻓﻲ أو ﻣن اﻷﻓ ارد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﻌﺟز اﻟذي ﯾرﺟﻊ ﻋﺎدة ﻷﺳﺑﺎب
ﻣﺗﻌددة،
ﺿﻌف اﻹدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻋدم ﻣروﻧﺔ اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻻﻣﺗﺻﺎص إﺻدار ﻧﻘدي ﺟدﯾد.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدات واﻟﻬﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز ﻣوازﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻛن
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺛﯾ ار ،ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻘﯾدة ﺑﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﯾﺻﻌب ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻋدات ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد
اﻹﺳﺗﻔﺎدة
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أي
ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣ ارد ﻟﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﻟﻌواﻣل ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أﻛﺛر
ﻣﻧﻬﺎ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻧﺣﺎول اﻹطﻼع أﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟدول إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﻛذا ﻋﻠﻰ أﻫم ﻣﺻﺎدر ﻫذا اﻟﺗﻣوﯾل ،ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدول.
6
1ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 54.
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 134.
6
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﺑر ارت اﻟﻠﺟـوء إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﺧـﺎرﺟـﻲ
ﺗﺗﺳ ـم اﻟﻌدﯾ ـد ﻣ ـن اﻟ ـدول اﻟﻧﺎﻣﯾ ـﺔ ﺑﺎﻧﺧﻔ ـﺎض ﻓ ـﻲ ﻣﻌ ـدل اﻹدﺧ ـﺎر اﻟﻣﺣﻠ ـﻲ؛ واﻟ ـذي ﯾرﺟ ـﻊ إﻟ ـﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ـﺔ ﻣ ـن
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر ﻓﺎﺿطرت ﻫ ـذﻩ اﻟ ـﺑﻼد إﻟ ـﻰ اﻟﻠﺟـوء إﻟ ـﻰ اﻟﻌ ـﺎﻟم اﻟﺧ ـﺎرﺟﻲ
ﻟﻛـ ـﻲ ﺗﺳ ـ ـد اﻟﻔﺟ ــوة اﻟﻘﺎﺋﻣـ ـ ـﺔ ﺑ ـ ـﯾن اﻟﻣـ ـ ـدﺧ ارت اﻟﻣﺣﻠﯾـ ـ ـﺔ وﺣﺟ ـ ـم اﻹﺳـ ـ ـﺗﺛﻣﺎ ارت اﻟﻣطﻠ ــوب ﺗﻧﻔﯾ ـ ـذﻫﺎ ﻟﻣﺗطﻠﺑـ ـ ـﺎت
اﻟﺗﻧﻣﯾـ ـﺔ ،وﯾﺗﻔ ـ ـﺎوت ﺣﺟـ ـ م ﻫـ ـ ذﻩ اﻟﻔﺟــوة ﺑـ ـﯾن اﻟـ ـ ﺑﻼد اﻟﻧﺎﻣﯾـ ـﺔ ﺗﺑﻌـ ـ ﺎ ﻟﺗﻔـ ـ ﺎوت اﻟظـ ـ روف اﻟﺳـ ـ ﺎﺋدة ﻓﯾﻬـ ـ ﺎ ،ﻣﺛـ ـل درﺟـ ـ ﺔ
اﻟﻧﻣــو اﻻﻗﺗﺻ ـﺎدي ،وﺣﺟ ـم
1
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،وﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ،واﻟﻣﯾل ﻟﻺدﺧﺎر....اﻟﺦ .
ﻛﻣ ـﺎ أن ﺣﺟ ـم ﻫ ـذﻩ اﻟﻔﺟــوة ﯾﺗ ـﺄﺛر ﺑﻣ ـدى اﻷﻫ ـداف اﻹﺳ ـﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗ ـﻲ ﯾﻘررﻫ ـﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣ ـﻊ ﻟﻠوﺻــول إﻟ ـﻰ ﻣﻌ ـدل
ﻣﻌـ ـﯾن ﻟﻠﻧﻣ ــو ،ﻓطﺑﻘـ ـﺎ ﻟﻣﺑـ ـﺎدئ اﻟﻣﺣﺎﺳـ ـﺑﺔ اﻟﻘوﻣﯾـ ـﺔ ﻧﺟـ ـد أن ﻓﺟ ــوة اﻟﻣ ــوارد اﻟﻣﺣﻠﯾـ ـﺔ )اﻹدﺧـ ـﺎر واﻹﺳـ ـﺗﺛﻣﺎر(ﻻﺑـ ـد وأن
2
ﺗﺗﺳﺎوى ﻣﻊ ﻓﺟوة اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ)اﻟواردات واﻟﺻﺎد ارت(ﻣﻧظو ار إﻟﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻓﺗرة ﻣﺎﺿﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن :
3
وﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ اﻵﺗﯾﺔ:
)Y + M= C + I + X......................(1
ﺣﯾث:
= Cاﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺧﺎص.
= Xاﻟﺻﺎد ارت.
= Iاﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص.
وﺗﺷﯾر اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ( )1إﻟﻰ أن ﺣﺟم اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﻼل ﻓﺗرة
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ( )Yواﻟواردات ( ،)Mإﻧﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻏ ارض رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻲ:
اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري) ( Cواﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ( )Iواﻟﺻﺎد ارت)X(.
1ﺳﻤﯿﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ،اﻟﺘﻤﻮﯾــﻞ اﻟﻌـــﺎم-اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻹدﺧــﺎري و اﻟﻀﺮﯾﺒـﻲ ،اﻟﻤﺪﺧــﻞ اﻹﺳــﻼﻣﻲ -اﻟﻤﺪﺧـﻞ اﻟﺪوﻟـﻲ .ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻹﺷﻌـﺎع اﻟﻔﻨﯿﺔ،1998 ،
ص 2،ط.304
6
2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 304.
3رﻣﺰي زﻛﻲ .اﻟﻤﺪﯾـﻮﻧﯿﺔ اﻟﺨـــﺎرﺟﯿﺔ ،رؤﯾـﺔ ﻣﻦ اﻟﻌـــﺎﻟﻢ اﻟﺜـﺎﻟﺚ .اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،1978 ،ص ص 42-43.
6
ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
)Y= C + I +X – M.......................(2
وﻟﻣ ـﺎ ﻛـ ـﺎن اﻟﻔ ـﺎﺋض )أو زﯾـ ـﺎدة ( اﻟ ــواردات ﻋ ـن اﻟﺻـ ـﺎد ارت ﯾظﻬـ ـر ﻓ ـﻲ ﺻ ــورة ﻋﺟـ ـز ﻓ ـﻲ اﻟﻣﯾـ ـ ازن اﻟﺗﺟـ ـﺎري
وﻣﯾ ـ ازن ﻣ ـدﻓوﻋﺎت اﻟدوﻟ ـﺔ ،وأن ﻫ ـذا اﻟﻌﺟ ـز ﻻﺑ ـد وأن ﯾﻣــول ﻣ ـن ﺧ ـﻼل ﺻ ـﺎﻓﻲ ﺗ ـدﻓﻘﺎت أرس اﻟﻣ ـﺎل اﻷﺟﻧﺑ ـﻲ ( ،)F
وﻫ ـذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟ ـﺔ ﺗﻌﻧ ـﻲ ﺑﺑﺳ ـﺎطﺔ أن اﻹﺳ ـﺗﺛﻣﺎ ارت اﻟﺗ ـﻲ ﯾﻧﻔ ـذﻫﺎ اﻹﻗﺗﺻ ـﺎد اﻟــوطﻧﻲ ﺧ ـﻼل ﻓﺗ ـرة ﻣﻌﯾﻧ ـﺔ ﺑﺷ ـﻛل
أرس اﻟﻣ ـﺎل
ﯾزﯾ ـد ﻋﻣ ـﺎ ﯾﻣﻛ ـن ﺗ ـدﺑﯾرﻩ ﻣ ـن اﻟﻣ ـدﺧ ارت اﻟﻣﺣﻠﯾ ـﺔ ﻻﺑ ـد وأن ﯾﻣــول ﻋ ـن طرﯾ ـق اﻧﺳ ـﯾﺎب
اﻷﺟﻧﺑ ـﻲ
ﺻ ـ ﺎﻓ ﻲ
إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة.
وﯾﺗﺿـﺢ ﻣﻣـﺎ ﺳـﺑق أن ﺣﺗﻣﯾـﺔ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﺧـﺎرﺟﻲ إﻧﻣـﺎ ﺗﻧﺷـﺄ ﻟﻘﺻـور ﺣﺟـم اﻟﻣـدﺧ ارت اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ ﻋـن اﻟوﻓـﺎء
ﺑﺣﺟـم اﻹﺳ ـﺗﺛﻣﺎ ارت اﻟﻣطﻠوﺑـﺔ وﻗﺻــور ﺣﺻ ـﯾﻠﺔ اﻟﺻـﺎد ارت ﻋ ـن ﺗﻐطﯾـﺔ ﻗﯾﻣ ـﺔ اﻟــواردات ،وﻣـن ﺛ ـم ﻻﺑـد ﻣ ـن ﺗﻐطﯾ ـﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻔﺟوة ﻋن طرﯾق اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ.
و ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﻣﻧﺢ أﺟﻧﺑﯾﺔ ،أو ﻗروض ﺧﺎرﺟﯾﺔ.
6
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻧـﺢ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ﺗﺣﺗل اﻟﻣﻧﺢ واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟدول ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﻫذﻩ اﻟدول ،ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻋدات ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز ﻣوازﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء
ﺟﻌل ﺑﻌﺿﺎ ﻣن
ﻛﺎن اﻟﻌﺟز ﻣؤﻗﺗﺎ أو ﻣزﻣﻧﺎ.
اﻟﻣﻧﺢ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺣوﯾﻼت ﻧﻘدﯾﺔ وﻋﯾﻧﯾﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﺑﻌض اﻟدول ﻟﻐﯾرﻫﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎ ارت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو
1
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ,وﻫﻲ ﺗﺣوﯾﻼت ﻻ ﺗرد ،و ﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣوردا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ إﯾ اردات ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ
ﻣﺛل
اﻷردن وﺗوﻧس و ﻋﻣﺎن واﻟﻣﻐرب واﻟﯾﻣن؛ ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ إﻟﻰ إﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻣوارد ﻣﺎ
ﺑﯾن)7 -
2
( % 15ﻓﻲ اﻟﺑﺣرﯾن وﻋﻣﺎن واﻟﻣﻐرب واﻟﺻوﻣﺎل .
وﺗﺳﺎﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺢ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣوازﻧﺎت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ
ﺷﻛل ﻧﻘدي؛ ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﺑﺗوﻓﯾر ﺣﺟم ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟدوﻟﺔ أﺧرى ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﺟز ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل ﻣﺳﺎﻋدات ﺳﻠﻌﯾﺔ ﻛﻣواد ﻏذاﺋﯾﺔ أو ﻣواد ﺳﻠﻌﯾﺔ أﺧرى ،وﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ ﺗﺑﺎع ﻣﺣﻠﯾﺎ،
وﯾﺗم
3
اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز .
وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺢ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﻧﻣوﯾﺔ أو ﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ﺑﻌض ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻫذا ﺑدورﻩ ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻠﻣﺔ
ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺑﻬدف
ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص ﺑﻌض ﻣوارد اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻌﺟز.
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌﺑﻬﺎ اﻟﻣﻧﺢ واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ؛ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻗدر ﻣن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز ﻣوازﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ؛ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺢ ﺑﻌض اﻹﻧﺗﻘـﺎدات ،ﯾﻣﻛن أن ﻧورد أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘـﺎط اﻟﺗـﺎﻟﯾﺔ:
4
1 -اﻟﻣﻌوﻧ ـﺎت اﻟﻣﻘﯾ ـدة :ﻣ ـن اﻟﻣﺂﺧ ـذ اﻟواﺿ ـﺣﺔ ﻋﻠ ـﻰ اﻟﻣ ـﻧﺢ واﻟﻣﺳ ـﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﯾ ـﺔ أن اﻟﻣﻌوﻧ ـﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾ ـﺔ ﻛﺛﯾ ـ
ار ﻣ ـﺎ ﺗﻛـون ﻓ ـﻲ ﺷـﻛل ﻣﻌوﻧ ـﺎت ﻣﻘﯾ ـدة ﺣﯾـث ﺗﻠﺗ ـزم اﻟـدول اﻟﻣﺗﻠﻘﯾ ـﺔ ﻟﻠﻣﻌوﻧ ـﺔ ﺗوﺟﯾﻬﻬـﺎ إﻟ ـﻰ ﺷـ ارء اﻟﺳــﻠﻊ و
6
اﻟﻣﺳ ـﺗﻠزﻣﺎت
1ﯾﻮﻧﺲ أﺣﻤﺪ اﻟﺒﻄﺮﯾﻖ ،اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،ﺑﺪون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ،ص9.
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔـﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص ،96 95-ﻧﻘﻼ ﻋﻦ :ﺟـﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻷﻣـﺎﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ و) آﺧﺮون ( ،اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ اﻹﻗﺘﺼـﺎدي اﻟﻌﺮﺑـﻲ
اﻟﻤﻮﺣﺪ1980. ،
3ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 133.
اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ :اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2001 ،ص . 4ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻠﯿﺜﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺠﻤﯿﺔ ،اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ – ﻣﻔﮭﻮﻣﮭﺎ ،ﻧﻈﺮﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ.
284
7
ﻣن اﻟدول اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ،وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﻌوﻧﺔ ﺗﺷﻛل 25%ﻣن اﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ 1972إﻻ أﻧﻬـﺎ ازدت ﻟﺗﺑﻠـﻎ
% 66ﻓ ـﻲ اﻟوﻗ ـت اﻟﺣﺎﺿ ـر ،واﻟ ـدول اﻟﻣﺎﻧﺣ ـﺔ ﺗﻌﺗﺑ ـر اﻟﻣﻌوﻧ ـﺎت ﺑﻣﺛﺎﺑ ـﺔ ﺻ ـﺎد ارت وﻫ ـذا اﻷﻣ ـر ﻟ ـﻪ أﻫﻣﯾ ـﺔ ﻓ ـﻲ
ﺗ ـوازن ﻣﯾ ـ ازن اﻟﻣدﻓوﻋـ ـﺎت ،وﻫﻧ ـﺎ ﺗﺗﺿ ـرر اﻟ ـدول اﻟﻔﻘﯾ ـرة ﻋﻧ ـدﻣﺎ ﺗﻠﺗ ـزم ﺑﺷ ـ ارء ﺳــﻠﻊ ﻟﯾﺳ ـت ﺑﺎﻟﺿ ـرورﯾﺔ
ﻓ ـﻲ أﻏﻠ ـب
اﻷﺣﯾـﺎن.
2 -ﺗﺳ ـﯾﯾس اﻟﻣﻌوﻧ ـﺎت :ﺗﺗﺟ ـﻪ اﻟﻣﺳ ـﺎﻋدات اﻷﻣرﯾﻛﯾ ـﺔ ﻓ ـﻲ اﻵوﻧ ـﺔ اﻷﺧﯾ ـرة ﻧﺣــو ﺗﻣوﯾ ـل اﻟﻣﺷ ـروﻋﺎت وﻟ ـﯾس اﻟﺑ ـ ارﻣﺞ
وﻋﻠﻰ اﻷﺧص ﺑﻌد إﻧﺷﺎء ﻣﻛﺗب ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻟﺧﺎص.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻘروض اﻟﺧـﺎرﺟﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻷﻓ ارد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض وﺿﻊ ﻗوة ﺷ ارﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺣت
1
ﺗﺻرف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓو ار .
وﯾﻌد اﻻﻗﺗـ ارض اﻟﺧﺎرﺟﻲ أﺣد اﻟوﺳـﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾـﻬﺎ ﻟﺳد ﺟﺎﻧب ﻣن
ﻋﺟز ﻣوازﻧـﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ذﻟك اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣﺛل دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿـﺎت
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وأﻋﺑﺎء اﻟدﯾـون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻣﺷﺗرﯾـﺎت اﻟﺳـﻼح ،واﻟﺳﻠﻊ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷروﻋـﺎت
اﻟﺦ ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣـوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺻدر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺣﻛـوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم
اﻟﻣوارد اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻏﯾر
2
اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ؛ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺑب ﻋﻧد ﻣﺟﯾﺋﻬﺎ ﻟﻠﺑﻠد ﺿﻐطﺎ ﺗﺿﺧﻣﯾﺎ .
وﺧﻼل ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ،واﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﺣﺗﻰ أواﺋل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت؛ ﺗوﺳﻌت أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ذات اﻟﻌﺟز
اﻟﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر اﻹﻗﺗ ارض اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻛﺎﻟﻘروض اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻘروض ﻣن ﻣﺻﺎدر
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،واﻟﻘروض ﻣﺗﻌددة اﻷط ارف ،وآﻧذاك ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺗﺧﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﺑﻌد ﺗدوﯾر اﻟﻔواﺋض
وﻓﯾض ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣدﺧ ارت ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺗﺻرﯾف ﻟﻬﺎ،
وﺧﺎﺻﺔ
3
اﻟﻧﻔطﯾﺔ واﻟﻧﻣو اﻟﻌﺎرم اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻷوروﺑﻲ ﻟﻠدوﻻر .
وﻗد ﺗﻣﻛﻧت ﺑﻼد ﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺗﻣوﯾل ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﻫذا اﻟﻣﺻدر ،ﺣﯾث ازدت ﺳرﻋﺔ اﻹﺳﺗداﻧﺔ ﺑﺷﻛل ﺧطﯾر ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﻫذﻩ اﻟدول ﺗوﻫﻣﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
6
1ﺣﺎﻣﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ دراز ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص420.
2رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠــﺎر اﻟﻌﺠـﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص130.
* ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮوض اﻟﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮوض اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪھﺎ ﺑﺸﻜﻞ رﺳﻤﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪة؛ أي ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎوض واﻹﺗﻔﺎق ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت
اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻘﺮوض ﻣﺘﻌﺪدة اﻷطﺮاف ﻓﮭﻲ اﻟﻘﺮوض اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﮭﺎ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت واﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻷطﺮاف ﻟﻠﺪول اﻟﻨﺎﻣﯿﺔ ﻣﺜﻞIBRD - :IMF
3رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠــﺎر اﻟﻌﺠـﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 130.
6
اﻹﺳﺗﻛﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﺻدر اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ دون ﺣدوث ﻣﺷﻛﻼت ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل أو اﻟﻣﺗوﺳط ،ﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ
ﻧﻣت أﻋﺑﺎء ﻫذﻩ اﻟدﯾون ﺑﻣﻌدﻻت أﺳرع ﻣن ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻟﺻـﺎد ارت وﻣوارد اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻷﺧرى ،وظﻬرت
ﻣﺗﺎﻋب ﺷدﯾدة ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟدﯾون اﻷﻣر اﻟذي اﺿطر دوﻻ ﻣﺛل اﻟﻣﻛﺳﯾك ،واﻷرﺟﻧﺗﯾن وﺷﯾﻠﻲ إﻟﻰ طﻠب
إﻋﺎدة ﺟدوﻟﺔ دﯾوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺑﺎرﯾس ﻋﺎم 1982؛ وﻣﺎ اﻧطوى ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺗدﺧل ﺳﺎﻓر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟداﺋﻧﯾن
واﻟﻣﻧظﻣـﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد اﻟذي طﻠب إﻋـﺎدة ﺟدوﻟﺔ دﯾوﻧﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻧﺗﻘﺎل ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘ
ارر
1
اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻣن اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻣﺎ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﻣن ﺗوﺗ ارت اﺟﺗﻣـﺎﻋﯾﺔ و ﺳﯾـﺎﺳﯾﺔ .
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﻗﺗـ ارض اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ،ﻫو ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم
ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗ ارﻛم ﺣﺟم اﻟدﯾون وﻓواﺋدﻫﺎ ،وﺗﺟﺎوزﻫﺎ اﻟﺣدود اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ ،وﺑﻘﺎء
ﻫذﻩ اﻟدول ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔرﻏﺔ ﺑﯾن زﯾﺎدة اﻹﺳﺗداﻧﺔ ﻟﺳداد ﻓواﺋد اﻟﻘروض اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
6
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻟﺼـﺮاع اﻟﻔﻜـﺮي واﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤـﻮازﻧﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌــﺎﻟﻢ اﻟﺜــﺎﻟﺚ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص121.
6
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
إﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺣول ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻣﻌظم
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﯾﺗﻔﻘون
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ،وﻛذا ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻔروق اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت إﻻ أن ﻣﻌظم
1
ﺣول اﻵﺛﺎر اﻟﺿﺎرة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟﻌﺟز واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣدﻣرة .
وﻟذﻟك ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ،إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﻋﻠﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻷ ﺿ ارر ،ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
G – T = dC + dB
وﺗوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد اﻟﻧﻘود ﻋﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘوة واﻟﺗﻲ ﺗدﻋﻰ ﺻك
اﻟﻧﻘود ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم طرق ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وأﻛﺛرﻫﺎ إﺛﺎرة ﻟﻠﺟدل.
وﻧﻔﺗرض أن ﺛﻣﺔ ﻋﺟ از ﻗد ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ؛ وﻷي ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ،وأن ﻫذا اﻟﻌﺟز
طرﯾق اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،أو ﻣن ﺧﻼل
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺳوﯾﺗﻪ ،أو ﺗﻣوﯾﻠﻪ ،إﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل إﺻدار ﻧﻘدي ﺟدﯾد ﻋن
طرح اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﻧدات ،ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻫذا اﻟﻌﺟز ﻛﻲ ﯾﺷﺗرﯾﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص.
6
1
Laurence Ball -N. Gregory Mankiw .What Do Budget Deficits Do? 1995. P 95. See:
http:// www.kc.frb.org/PUBLICAT/SYMPOS/1995/pdf/s95manki.pdf. 21/04/2005.
6
وﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺧﻠق اﻟﻧﻘود ﯾﺗم إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم،
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﯾل ﺑ ارﻣﺞ اﻟﺿ ارﺋب أو إدارﺗﻬﺎ ﺑﺻورة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣن أﺟل
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﯾ اردات اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ.
واﻟواﻗﻊ أن زﯾﺎدة اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻗد أﺻﺑﺢ إﺟ ارء ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻋن ﻗﺻد ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻣن
ﻧوﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ وازدﯾﺎد اﻟﻛﺗﻠﺔ أﺟل ﺗﺄﻣﯾن إﯾ اردات ﻟﻠﻣوازﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد؛
وﺳوف
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻧﻘدﯾـﺔ )ﻧﻘدﻧﺔ( اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﻧﻘدﻧﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ.
-ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم.
اﻟﻣوازﻧﻲ(
اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﻘدﯾـﺔ اﻟدﯾن اﻟﺣﻛـوﻣﻲ ) ﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻌﺟز
ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺻدار اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻫو اﻟﺧﯾﺎر اﻷﻓﺿل ،ﻷﻧﻪ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﺗﻣوﯾل ﻏﯾر ﺗﺿﺧﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﺧض ﻋن ﺑﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺗﺣوﯾل ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻺﻧﻔﺎق ﻟدى
اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ،ﻓﯾﻧﺧﻔض ﻣن ﺛم اﻟطﻠب اﻹﺳﺗﻬﻼﻛﻲ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﻟدى اﻟﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص ﺑﻘدر ﻣﺳﺎو ﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﻣن ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ،واذا أﻋﺎدت اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻧﻔﺎق ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺑﯾﻊ ﻫذﻩ
اﻟﻘوﻣﻲ ﻟن ﯾرﺗﻔﻊ ،وﻧﻛون إ ازء ﻣوﻗف اﻧﺧﻔض اﻟطﻠب اﻟﻔﻌﺎل
اﻟﺳﻧدات ،ﻓﺈن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﻓﻲ
2
اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،وارﺗﻔﻊ ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر ﻟدى اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻟن ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر .
وﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز ﻣوازﻧﺎﺗﻬﺎ
6
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﺷدﯾدة ،وﻗد ﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺟود أﺳواق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗطورة ﻟدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﺗداول ﻓﯾﻬﺎ
6
ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷو ارق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻷﻓ ارد ﯾﻘدﻣون ﻋﻠﻰ ﺷ
ارﺋﻬﺎ ،ﻧظ ار
1
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻧﺟم ﻋن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ" ﻧﻘدﯾﺔ اﻟدﯾن" ،واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺷ ارء اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،واﺻدار
ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻘﯾﻣﺔ ﻫذا اﻟدﯾن ،وﻫذا ﯾزﯾد ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗزﯾد ﻣﻌﻬﺎ
اﻟﻛﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود.
2
وﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﻗﻧوات ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﯾؤدي اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي :
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻓﻲ ظل وﺟود أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻹﺳﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺳﯾﻌطﻲ ﻣﺗﺧذ
اﻟﻘرار ﺣﺎﻓ از ﻟﺧﻠق ﺗﺿﺧم ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ وﻫذا اﻟداﻓﻊ ﯾﻧﺷﺄ ﻷﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن إﺣداث ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻟﻠدﯾن اﻟﺣﻛوﻣـﻲ) ،وﻣن ﺛم ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ( ﻋن طرﯾق ﻣﻌدﻻت ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻔوق
ﺗوﻗﻌـﺎت
ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬم ﺑﺷ ارء ﻫذﻩ اﻷو ارق.
إذا أدت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ إﻟﻰ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﺣﺎول اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﻌوﯾض ﻫذا
6
اﻹرﺗﻔﺎع ،ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺳﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ -ﻧﻘدﯾﺔ -اﻟﻌﺟز ﺑﺳﺑب ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ،
وﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﺗرﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋدة ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎة ﺳﺗظل ﻋﺎﻣﻠﺔ إذ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻧﻣو اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻟﺼـﺮا ع اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤـﻮازﻧﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 111.
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 147-148.
6
ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺑﺷﺄن ﻧﻣو ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ،ﻓﺈن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻹﺳﻣﯾﺔ ﺳﺗزداد ،وﻫذا
ﺳﯾدﻓﻊ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل.
أي أن اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾﺗم ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي ،وﻫو أﻣر ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ،ﻟﻬذا ﻓﺈن اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾﻛون ﻣﻔﯾدا أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وﺿﺎ ار أﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ،وﻻﺑد ﻗﺑل اﺳﺗﺧدام
ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ازدﯾﺎد ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻊ اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ.
واﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ،ﯾﻣﻛن
ﻣن ﺧﻼل ﺧﻠق اﻟﻧﻘود ،أي طﺑﻊ اﻷو ارق إن ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟذي اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﯾﻘود إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر،
أي أﻧﻪ ﯾﺧﻔض ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟوﺣدات اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣوزة اﻷﻓ ارد واﻟﺑﻧوك ،ﻫذا
اﻟﺗﺧﻔﯾض
ﺣدث ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘﯾﻣﺔ وﯾؤول ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺿرﯾﺑﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﺑؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﯾﻣﻠك ﻧﻘودا ،وﻟﻬذا
ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻧظر ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺳﺗﺗرة.
وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ارﺗﻔﻊ ﻣﻌدﻟﻪ ﺑﺳﺑب طﺑﻊ أو ارق ﻧﻘدﯾﺔ ﺟدﯾدة ،ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد ﻧﻔس أﺛر اﻟﺿرﯾﺑﺔ
اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﻘﻠل ﻣن إدﺧﺎر اﻷﻓ ارد وﯾﻘﺗطﻊ ﺟزءا ﻣن دﺧوﻟﻬم ﻟﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻘود اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ
اﻟﺗﻲ طﺑﻌﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺣﻣل اﻷﻓ ارد ﻋبء ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺟﻌل
دﺧوﻟﻬم
1
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أﻗل ﻣن ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل.
وﯾﺗوﻗف ﻣﻘدار ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى طﻠب اﻷﻓ ارد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻊ ﻫذا
اﻟﻣﺳﺗوى-واﻟذي ﯾﻣﺛل وﻋﺎء ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ -ﻛﻠﻣﺎ اﺣﺗﺎﺟت اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻌدل أﻗل ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﻘدار
ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻌﺟز ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﻣﻧﻊ اﻷﻓ ارد ﻣن اﻟﺗﻬرب ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺿرﯾﺑﺔ -أي أن ﺗﻘﻠل ﻣن
ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣن اﻟﺗوﺳﻊ ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم-
2
اﻟﻧﻘدي أﻗل .
6
1أﺣﻤﺪ اﻷﺷﻘﺮ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص146.
2ﻟﺒﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 55.
6
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺣﺟم اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﺿﺧم أن ﯾﻌﺑﺋﻬﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﻛوﻣﺔ،
وﻗد ﺷرح ﻓﯾﺗو ﺗﺎﻧزي
1
واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ) اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ( ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
اﻧﻌدام ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ؛ ﻋﻠﻰ واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﺗﺷﯾر إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺳﯾط ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺗرض
ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑﺳﯾط ،أو إﻫﻣﺎل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﯾﻪ ﻣن ﺗﻐﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻣﻊ اﻓﺗ ارض أن ﺗوﻗﻌﺎت اﻷﻓ ارد ﻋن اﻟﺗﺿﺧم
ﻗوﯾﺔ ﺟدا ،وأن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺳﺎوي ﻣﻌدل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ،وأن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﯾﻌﺎدل
اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑﺋﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻛون ﻋﻧدﺋذ ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺣﺎﺻل
ﺿرب ﻣﻌدل
اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.
وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﻧﻣو اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﯾﺟﻌل اﻷﻓ ارد ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض طﻠﺑﻬم ﻋﻠﻰ
اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻠﺟﺋون إﻟﻰ ﺑداﺋل أﺧرى :ﻣﺛل اﻹﻛﺗﻧﺎز ) ﺷ ارء اﻟﺳﻠﻊ وﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ( ،أو
ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻣﻠﺔ
إﻟﻰ ﻋﻣﻼت أﺟﻧﺑﯾﺔ ،أو ﺷ ارء اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ.
اﻟﺷﻛل رﻗم 10:اﻟﺧط اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ ﻟداﻟﺔ اﻹﯾ اردات ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم IRﺑدﻻﻟﺔ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم f.
IR
A
*IR
IR1 B
0
f1 f2 f
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻟﺼﺮا ع اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 115-116.
7
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻌدوﻣﺎ ﺗﻛون إﯾ اردات اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم
ﻣﻌدوﻣﺔ أﯾﺿﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾزداد ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﺗرﺗﻔﻊ إﯾ اردات ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،وﻟﻛﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزداد ﻣﻌدل
اﻟﺗﺿﺧم ﻓوق ﺣد ﻣﻌﯾن ﯾﺑدأ اﻷﻓ ارد ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻛﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺣﺗﻔظون ﺑﻪ ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ؛ ﻷن اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬذﻩ
اﻟﻧﻘود ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﻣﻊ اﻟزﻣن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺻﺎرف أﯾﺿﺎ ﺗﻌﻣد إﻟﻰ اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺄﻗل ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣن
اﻹﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ ،ﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻧﺧﻔض اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻛﺛﯾ ار ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض
1
اﻹﯾ اردات اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم .
وﻟﺗﻘﯾﯾم ﻛﻔﺎءة ﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟزﯾﺎدة إﯾ اردات اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي،
اﻟﻘوﻣﻲ ،وﯾﺗطﻠب اﻷﻣر اﻧﻘﺿﺎء ﻓﺗرة
ﺑﺎﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺳوف ﯾوﻟد ﺿﻐوطﺎ ﻗوﯾﺔ وأﻋﺑﺎء أﻛﺑر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد
زﻣﻧﯾﺔ أطول ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ﺗوازﻧﻪ اﻟﻣﻔﻘود ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻟ أرﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻪ
أن ﯾدﺑر ﻣوارد إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺎﺑق ،إﻻ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻓﺗ ارض دوام ﻫذا اﻟﺗﻣوﯾل،
ﻷن اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺻﻌب اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع درﺟﺎﺗﻪ إﻟﻰ إﻟﺣﺎق أﺿ ارر ﻋدﯾدة ﺗؤﺛر
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻠﺑﯾﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷ ﺿ ارر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ
اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﺛروة
3
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ آﺛﺎرﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.....إﻟﺦ .
وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟ ارﻫن ،ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧوﻛﻬﺎ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘـ
ارر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﯾﻛون ﻣن
اﻟﺳﻬل
7
1رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻟﺼـﺮا ع اﻟﻔﻜﺮي واﻹﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺣﻮل ﻋﺠﺰ اﻟﻤـﻮازﻧﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 349.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 112.ﻧﻘﻼ ﻋﻦ:
G.K.Shaw:" Leading issues of tax policy in developing countries: the economic problems ", in: A. Peacock and
F. Fort (eds) : The political economy of taxtation, Basil Blackwel , Oxford 1981 ,pp 148-162.
3ﻟﻺطﻼع أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﻟﻠﺘﻀﺨﻢ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ :رﻣﺰي زﻛﻲ ،اﻧﻔﺠــﺎر اﻟﻌﺠـﺰ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 116وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
7
ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑ ارﻣﺟﻬﺎ اﻟطﻣوﺣﺔ
وﺗﺟﻧب
1
اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺑ ارﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻟﻣﺎﻟﻲ .
وزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻣﻌﻧﺎﻩ زﯾﺎدة اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟواردة ﻣن أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻘﻧوات ،وﯾﻣﻛن ﺗﺗﺑﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﺗﺧﺎذ أﺣد ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌﺎم ،وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳﻠوك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿ ارﺋب أﻫم وﺳﺎﺋل ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،وزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻗد ﺗﺗطﻠب زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت
اﻟﺿ ارﺋب ،وﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺿ ارﺋب إﻣﺎ أن ﺗؤﺧذ ﻣن اﻟﻣﻌدﻻت اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻷرﺑﺎح
اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻧﯾﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أو ﻣن اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت.
ٕ واذا ﺗم ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻧﯾﻬﺎ اﻟﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص ،ﻓﺈن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد ﯾﻘرر ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻷﺳﻌﺎر ،وﻫﻛذا ﻓﺈن
أرﺑﺎح اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ،واﻟﺿ ارﺋب ﻗد ﺣﻣل أﻋﺑﺎءﻫﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠون ﻋن طرﯾق ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ ،اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻗد ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻷﺟور ﺑﻣﻘدار ﯾﻛﺎﻓﺊ ﻣﻘدار اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﺎﺑق ﺗﻘﻠﯾل ﻫﺎﻣش رﺑﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت )ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم( ،وﻫذ
ا
وﻧﻔس اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺗﺣﻘق إذا ﺗم ﺗﻣوﯾل اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ
اﻷﺟور
2
واﻟﻣرﺗﺑﺎت .
7
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺿ ارﺋب ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض
أرﺑﺎح اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗدﻫور ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
1
Peter L. Rousseau, Paul Wachtel. Inflation, Financial Development and Growth .November 3, 2000.p 03, See:
www.stern.nyu.edu/eco/wkpapers/workingpapers00/00-10Wachtel.pdf.21/04/2005
2ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﻔﺎرس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 155-156.
7
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﻠق اﻟﻧﻘـود أو اﻹﻗﺗـراض اﻟﻌـﺎم
اﻟﺑدﯾل اﻵﺧر ﻟﻠﺿ ارﺋب ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻫو ﻟﺟوء اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻋن طرﯾق اﻟﻘروض
اﻟﻌﺎﻣﺔ أو إﻟﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ،وﺧﻠق اﻟﻧﻘود ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻋﺎدة اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟدوﻟﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺄﺧذ
واﻣﺎ
اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﻛل ﻗروض وﺗﺳﻬﯾﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﻗ ارض
اﻟدوﻟﯾﺔ،
ﺷﻛل ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻺﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﻬﺎ.
ﻣن ﻣداﺧﯾل إن ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋن طرﯾق ﺧﻠق اﻟﻧﻘود وﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣﺳﺑﻘﺎ؛ ﯾﺗﺿﻣن ﺿرﯾﺑﺔ ﻣﺳﺗﺗرة
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ
ﺗﻘﻠل ﻣن إدﺧﺎر اﻷﻓ ارد وﺗﻘﺗطﻊ ﺟزءا ﻣن دﺧوﻟﻬم ﻟﯾذﻫب إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻘود
اﻷﻓ ارد ،ﻷﻧﻬﺎ
اﻹﺿﺎﻓﯾﺔ
اﻟﺗﻲ طﺑﻌﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺣﻣل اﻷﻓ ارد ﻋبء ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺟﻌل دﺧوﻟﻬم
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أﻗل ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل؛" ﻟذﻟك ﯾرى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺟوﻧﺳن – Jonsonأن ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﺗﻛون
ﻣﺑررة ﻟو أن ﺗﻐﯾ ارت اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺿﺧم أدت إﻟﻰ ﺗﻐﯾ ارت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﻌﺎم
1
ٕ واﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ" .
طﺎردة أو ﻣ ازﺣﻣﺔ
أﻣﺎ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻣن اﻟﻣرﺟﺢ أن
ﻟﻠﻘطﺎع
ﻟﻪ آﺛﺎ ار
اﻟﺧﺎص ،ﻓﺎﻷﻣوال اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺗب ﺑﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص واﻷﻓ ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ،أو زﯾﺎدة
ارد
اﻹﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺣﻔز اﻹﻧﺗﺎج؛ وﻫﻛذا ﻓﺈن ﺟزء ﻣﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻗد ﺗم اﻣﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻧوات
إﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ آﺛﺎر اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ؛ وﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ،واﻟذي ﯾﺣوي ﺟزء ﻣﻧﻪ
2
ﺟدﯾد .اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم واﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ،ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗﻠﺟﺄ
أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟذﻟك ﻫﻲ اﻧﺧﻔﺎض اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص وارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ﻣن
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻧد ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ أن ﺗﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻧطﺎق
ﺗﻌظﯾم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛ وﻟﯾس ﺗﻌظﯾم اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم ﻓﻘط؛ )وﻫذا طﺑﻌﺎ ﺑﺎﻓﺗ ارض أن اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﺗﻠﺟﺄ ﻟﻠﻌﺟز ﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر وﻟﯾس اﻹﺳﺗﻬﻼك ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون( ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻛون إﺣﻼل اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم
أﻗل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ أﻏ ارض اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﻣطﻠوب ﺗﻌظﯾﻣﻬﺎ-
ﻣﺛل
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص.
7
ﺑﻣﯾـ ازن اﻟﻣدﻓوﻋـﺎت
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﻌﺟز
7
ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ﺗﺳﺎﻫم إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﺧﺗﻼل ﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺳواء ﺑﻣ ارﻗﺑﺔ
أو ﺑدون ﻣ ارﻗﺑﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ،ﻓﻔﻲ إطﺎر اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺻﻐر ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺳﻌر ﺻرف ﺛﺎﺑت ﻓﺈن زﯾﺎدة
ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟداﺧﻠﻲ اﻟذي ﯾﺗم اﺣﺗواؤﻩ ﺑواﺳطﺔ اﻟواردات ﻣﻣﺎ
ﯾﺳﺑب
1
ﺗدﻫور ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري .
إن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻫﻲ ﻛﻣﯾﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﯾﻣﻛن د ارﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ
أﯾﺔ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺎﺿﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
2
وﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻔﺗوح ،وﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﺳر اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ :
)Y = C + I + G + X –M.................................(1
وﻛذﻟك ﯾﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،وﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣوارد)اﻟﻣداﺧﯾل( اﻟﻣﻌﺎﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
)Y = C + S + T................................(2
أي أن :ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ +ﻋﺟز اﻹدﺧﺎر = ﻋﺟز اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ
أن ﻋﺟز اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﯾﻌﺎدل اﻟﻌﺟز ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ
اﻟﻣوازﻧﻲ
ﻋﺟز ادﺧﺎر اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺑﯾن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﺟز اﻟﺣﺳﺎب
اﻟﺟﺎري؛ و ﯾؤﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﺟدد ﻟﻣدرﺳﺔ ﻛﺎﻣﺑرﯾدج ،" school Cambridge New " :وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋدد
ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ؛ أن ﻋﺟز اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎرُي ﯾﺣدد ﺑﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻷﺧص ﻫم ﯾرون
أن اﻟﻌرض ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣرن ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،وأن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎرﺟﻲ
وﻋﺟز)
أو ﻓﺎﺋض( اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺿﺋﯾل ،ﺛﺎﺑت.
وﯾﺗم ﺗﻔﺳﯾر ﺗﺄﺛﯾر ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﺑﻛون اﻹرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﻔﻘﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺿﺎﻋف ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟداﺧﻠﻲ اﻟﺧﺎم ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻣداﺧﯾل ﺗرﺗﻔﻊ ،ﻓﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ارﺗﻔﺎع
ﻓﻲ اﻟطﻠب ،ﻓﺗزداد اﻟواردات ﻷن اﻟﻌرض ﻏﯾر ﻣرن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر ،وﻣن ﺛم ارﺗﻔﺎع اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ) اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻓﺈن ﺔ
اﻟطرﯾﻘ وﻣﻧﻪ ﺗدﻫور ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ،وﺑﻧﻔس
7
ﻋن ﺗﻣوﯾل اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي( ،ﻋﺟز
1ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﺎﻏﻮس" ،دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﯿﻠﯿﺔ ﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة) "(. 1982-1997رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮرة ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﻠﻮم
،ﻋﻦ ﻧﻘﻼ 158،ص ص 1999/1998،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ:
Mustafa Kara, Deficits budgétaires et stabilisations . Expert au FMI, 1990, p p160- 162.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص158-159.
7
اﻟﺧﻔض ﻓﻲ اﻹﻗﺗطﺎع ،وﺗﺳﺟﯾل ﻋﺟز ﺟﺑﺎﺋﻲ ،ﯾﺗرﺟم ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟطﻠب ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗوﺟﻪ
ﻋﺎدة إﻟﻰ اﻟﺗﺻدﯾر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﺗدﻫور ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟواردات واﻟﺻﺎد ارت.1
2
وأﻣﺎ ﻣﻧﺎﺻري اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﯾﻔﺳرون ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﺑﺎﻓﺗ ارض أن اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﯾﺳﺎوي اﻟﺗﻐﯾ ارت ﻓﻲ اﻷرﺻدة اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﺈن:
)X – M = AEN...............................(4
ﺗﻌﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ ،وﻓﺎﺋض اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﯾﻌﺎدل ﺣﯾﺎزة اﻷﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟم
ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺗﻛون ﻛﺎﻵﺗﻲ:
ﺣﯾث:
ﻧﻌﺗﺑر أن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗم ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌﺎدﻟﺗﯾن (،)6( ،)5
3
ﻧﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ :
7
3ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﺎﻏﻮس ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 160.
7
)AEN= (T- G - AENg) + (M - cp
إن اﻟﺗﻐﯾ ارت اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ اﻷرﺻدة اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ،ﺗﺳﺎوي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻘروض
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أو ﻟﻠﺗﻣوﯾل اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ.
إن ﺗﻔﺎﻗم اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﺟز اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺿرﯾﺑﻲ ﯾﺗرﺟم ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت ،واﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺗﺻدﯾر ﻣن أﺟل إﺷﺑﺎع ﻫذا اﻟطﻠب.
ﺻدى ﻟﻠﻌﺟز وﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺟز اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،واﻟﻌﺟز
اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﺟز اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو ﻏﺎﻟب اﻷﺣوال
اﻷول ،وﻗد ﻟﺟﺄ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺳد اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت إﻟﻰ زﯾﺎدة
ﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ اﻟﺻﺎد ارت،
إﻓ ارط ﻓﻲ اﻹﻗﺗ ارض اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ
ﺗﺧﻔﯾ ض
اﻟطﻠب، ﻣﻔرﻏﺔ:
ﻓﻲ اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺻرف ،ﺗطﺑﯾق ﻣ ارﻗﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ.
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت وأﻏ ارض ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﻫﻧﺎك ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﺗﻌددة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻌﺟز
ﻛﻣؤﺷر
وﺣﺳﺎﺑﻪ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻷﺛر اﻟﻣﺣدد
7
ﻣن ﻋدة ﻧواح ،ﻓﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺟز اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣ
ﻬ
م
ﻷ
ﺛ
ر
ا
ﻟ
ﻣ
و
ا
ز
ﻧ
ﺔ
ﻋ
ﻠ
ﻰ
ا
ﻟ
ذ
ي
ﯾ
ا
ر
د
ﻗ
ﯾ
ﺎ
ﺳ
ﻪ
.
7
وﻻ ﯾوﺟد ﺗﺻور واﺿﺢ ﺣول ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺑل ﺗوﺟد ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻐرض اﻟﻣ
ارد
اﻟﻌﺟز اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ،اﻟﻌﺟز اﻟﺟﺎري ،اﻟﻌﺟز
ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن أﺟﻠﻪ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﻫﻲ:
اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻲ...،
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺣدوث ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷي دوﻟﺔ إﻟﻰ
ﻋواﻣل ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧﻣو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ وﻷﺳﺑﺎب ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظروف طﺎرﺋﺔ ﻛﺎﻟﻛوارث
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺣروب ،...وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﺿروري ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺧرة ،واﻹﺣﺗﻔﺎﻻت.....وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻣل ﻋﺑﺋﻬﺎ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻋواﻣل أﺧرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗ ارﺟﻊ ﻓﻲ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﯾ اردات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ
ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺿﻌف
اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺿرﯾﺑﻲ أو ﻋدم ﻣروﻧﺗﻪ...إﻟﺦ.
أﻣﺎ
وﯾﺗم ﻋﺎدة ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ:
واﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻬﺎز
اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻬﺎز ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل ﻣﺣﻠﯾﺔ: ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻏﯾر
اﻟﻣﺻرﻓﻲ،
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،أو ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل ﺧﺎرﺟﯾﺔ :اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أﯾﺿﺎ ،إذا ﻛﺎن اﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻘدم
ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق
ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،وﻫو ﻣﺎ ﯾزﯾل اﻷﺛر اﻟﺗوﺳﻌﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾؤﺛر ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺧﺎص.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم ﻫذا
اﻟﻌﺟز ،وذﻟك ﺑوﻗوع اﻟدول ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔرﻏﺔ ﺑﯾن اﻹﺳﺗداﻧﺔ ﻣن ﺟدﯾد ،واﻟﻌﺟز اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺳد ﻓواﺋد اﻟدﯾون
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗ ارﻛﻣﺔ.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
واﻟﻌﺟز اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﺟز اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو ﻓﻲ ﻏﺎﻟب
اﻷﺣوال
7
ﺻدى ﻟﻠﻌﺟز اﻷول.
اﻟوﺿﻌﻲ،
وﺑﻌد اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟطرق واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟدول ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﻌﺟز؛ ﯾﻣﻛن ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑﺣث اﻟطرق
واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ؛ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﻣواﻟﻲ.
7
اﻟﻔﺻــل اﻟﺛـﺎﻟث ﻋﺟز
اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟـﺔ
ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳـﻼﻣﻲ
8
ﺑ ـﺎﻟﻧظر إﻟ ـﻰ ﺗ ازﯾ ـد دور اﻟدوﻟ ـﺔ ﻓ ـﻲ ﺟﻣﯾ ـﻊ ﻣﻧ ـﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾ ـﺎة اﻹﻗﺗﺻ ـﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـﺔ ،واﻟﺳﯾﺎﺳ ـﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾ ـﺔ؛
ﺗﺣﺗ ـﺎج اﻟدوﻟ ـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة ﻓ ـﻲ ﺗﻧﻔﯾ ـذ ﻣﺷ ـﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ؛ إﻟ ـﻰ أﻣــوال ﻗ ـد ﺗزﯾ ـد ﻋ ـن ﻣﻘ ـدار إﯾ ارداﺗﻬ ـﺎ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ
اﻟﻣﺣ ـدودة
ﺑﺎﻟﺿ ارﺋب اﻟﻣﻔروﺿﺔ ،وﻟﯾس أﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ إﻻ اﻹﻗﺗ ارض ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب اﻷوﺿﺎع اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻹﻓﺎدة ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛـن ﺗطوﯾرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻧطـﺎق اﻟﺷـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ،
ﻟﻠﺣﺻــول ﻋﻠ ـﻰ ﻣــوارد ﻫﺎﺋﻠ ـﺔ ﻟﻠﻣﺷ ـﺎرﻛﺔ ﻓ ـﻲ اﻟﺑﻧ ـﺎء اﻹﻗﺗﺻ ـﺎدي ،واﺳ ـﺗﺣداث أدوات ﻣﺎﻟﯾ ـﺔ ﯾ ـﺗم ﺗ ـداوﻟﻬﺎ ﻓ ـﻲ
اﻷﺳــواق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﻟﻺطﻼع أﻛﺛر ﻋﻠﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ،ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
8
اﻹﻗﺗﺻﺎدي
اﻷط ارف اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﯾﻎ وأﺳـﺎﻟﯾب اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻣﺑـﺎدئ وأﺻول
اﻟﻣذﻫب
اﻹﺳـﻼﻣﻲ.
8
ﯾﻘﺻد ﺑﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣـوﯾل ﻋـﺎدة اﻟﺻور واﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌـﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺟـﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎل
أرس اﻟﻣﺎل.
وﻗد ﯾظن اﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن اﻟﺗﻣوﯾل ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﺣﯾث إن اﻟﻣﺎل إﻣﺎ أن ﯾﻌطﻰ
ﻗرﺿﺎ أو أن ﯾﻘدم ﻣﺷﺎرﻛﺔ ،وﻟﻛن إذا دﻗﻘﻧﺎ اﻟﻧظر ﻧﺟد أن اﻟﺧﻼف ﻟﻔظﻲ ،ﻷن ﻛل طﺎﻟب ﻣﺎل ﻟﻠﻌﻣل ﻓﯾﻪ أو
ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺑﺻورة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻛون ﻣﺗﻣوﻻ؛ وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻣول إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺑﻘرض ﻋﻠﻰ اﻟذﻣﺔ ،أو أن ﯾﻛون
1
ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻣل أو اﻟﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﺻور اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ .
وﺳوف ﻧﺳﺗﻌرض أﻫم اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺿﻣن اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ.
اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣﺿـﺎرﺑﺔ -
-اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﺳـﻠم.
اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣـ ارﺑﺣﺔ -
– اﻟﻘ ارض
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺿـﺎرﺑﺔ
اﻟﻣﺿـﺎرﺑﺔ ﻫﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم إﻋـﺎدة إﺣﯾـﺎﺋﻬﺎ وﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻـر
ﻓﻲ اﻟﺑﻧـوك اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ،ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ،ﻧﺗﻧﺎول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺷروطﻬـﺎ ،وأﻧواﻋﻬـﺎ.
1ﺳـﺎﻣﻲ ﺣﺴﻦ ﺣﻤﻮد" ،ﺻﯿﻎ اﻟﺘﻤﻮﯾــﻞ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ".ﻧﺪوة إﺳﮭـﺎم اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻹﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻤﻌـﺎﺻﺮ .اﻟﻘـﺎھﺮة :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮاﻹﺳﻼﻣـﻲ،
ص .200 1992.،
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم
8
2ﺟﻤﯿﻞ أﺣﻤﺪ " ،اﻟﻮظﯿﻔﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﯾﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ –دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ".
اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﺮع اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1996 ،ص 124.
3ﺳﻮرة اﻟﻤﺰﻣﻞ ،اﻵﯾﺔ رﻗﻢ 20.
8
ﺑﺎﻟﻘ ارض أو وﺗرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻛذﻟك إﻟﻰ" :اﺗﺟﺎر اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎل ﻏﯾرﻩ ،"1وﺗﺳﻣﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أﯾﺿﺎ
اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ.
2-اﺻطﻼﺣﺎ :ﻫﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﻣن ﻋﻘود اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻣزج واﻟﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾن ﻋﻧﺻري اﻹﻧﺗﺎج "اﻟﻣﺎل
وﯾدﯾرﻫﺎ اﻟﻣﺿﺎرب ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ
"ﺻﺎﺣب واﻟﻌﻣل"؛ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروﻋﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﻣوﻟﻬﺎ
اﻟﻣﺎل"
ﺗوزﯾﻊ اﻷرﺑﺎح ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،أﻣﺎ اﻟﺧﺳﺎرة ﻓﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻣول إذا ﺛﺑت ﻋدم ﺗﻘﺻﯾر اﻟﻣﺿﺎرب ،وﻋدم إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺷروط
ﻋﻘد
2
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ .
ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل وﺻﺎﺣب اﻟﺧﺑرة؛ ﯾﻘدم ﻓﯾﻬﺎ اﻷول اﻟﻣﺎل،
وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ":
واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺑرﺗﻪ ،وﯾﻘﺳﻣﺎن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷروع ﺑﻧﺳب ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻹدﺧﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر إﻧﺗﺎج ﻋن طرﯾق ﻋﻣل ﻣﺷﺗرك ﯾﻘوم ﺑﻪ
اﻟﻣوﺟودات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط
3
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ورب اﻟﻌﻣل ".
4
ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺷروط ﯾﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ،واﻻ اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺎطﻠﺔ ،وﻫﻲ:
-أن ﯾﻛون ﻧﻘدا ،أي أن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻻ ﺗﺻﺢ إذا ﻛﺎن أرس اﻟﻣﺎل ﻣن اﻟﻌروض.
-أن ﯾﻛون ﻣﻌﻠوم اﻟﻘدر ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻣﻧﻌﺎ ﻟﺣدوث أي ﻏرر ﻗد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻧ ازع ﺑﯾن أط ارف
اﻟﻌﻘد.
-أن ﺗﻛون ﺣﺻﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺟزءا ﻣﺷﺎﻋﺎ ﻛﺎﻟﻧﺻف أواﻟﺛﻠث أواﻟرﺑﻊ ،أو أﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﯾﺗم اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
1ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺳﻮل ،اﻟﻤﺒــﺎدئ اﻻﻗﺘﺼــﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳــﻼم .اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،1980 ،ص 57.
8
2ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة" ،اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺸـﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼــﺎد اﻟﺴﻮق ".اﻟﺒﺼﯿﺮة .دراﺳﺎت اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻷول ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
ص .72 1999/1419،
3ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻹﺳــﻼﻣﻲ ،د ارﺳـﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌـﺎﻟﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟﻧظـﺎم اﻹﻗﺗﺻـﺎدي .اﻟﻛوﯾت :دار اﻟﻘﻠم1979/1399. ،
ص 139
4ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة ،اﻟﻤﺼــﺎرف اﻹﺳـــﻼﻣﯿﺔ .اﻟﺠﺰاﺋﺮ:دار اﻟﻨﺒﺄ ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ،1996. ،ص 115-116.
8
-إذا ﺣدﺛت ﺧﺳـﺎرة وﻟم ﯾﺗﻌدى اﻟﻣﺿـﺎرب ،ﻓﺎﻟﺧﺳـﺎرة ﻋﻠـﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ،ﻷن اﻟﻣﺿـﺎرب ﺧﺳـر
ﺟﻬدﻩ.
3-ﺷروط اﻟﻌﻣل :وﺗﺗﻌﻠق ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﯾﻪ ،وﻫﻲ:
-أن ﻻ ﯾﺳﺎﻓر ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻣﺎل إذا أ ارد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ذﻟك.
1
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﻫﻲ :
oﯾﻣﻛن ﺧﻠط ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻷﻣوال ،وﻫذا ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ واﻟﺣﻧﺑﻠﻲ واﻟﻣﺎﻟﻛﻲ.
oﯾﺟوز ﺗوﻗﯾت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،أي أن ﯾﺣدد ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟرﺑﺢ ﺑﻌﺎم أو ﻋﺎﻣﯾن ،ﺣﺳب اﻹﺗﻔﺎق.
oﯾﺟوز أن ﯾﺗﻌدد اﻟﻣﺿﺎرب ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﻌدد رب اﻟﻣﺎل ،وﻫذا ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ.
2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧــواع اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ :
أوﻻ :ﻣن ﺣﯾث ﺷروط اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ :ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ:
ﻫﻲ أن ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎل ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣن ﻏﯾر ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻛﺎن واﻟزﻣﺎن ،وﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣل،
1-ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣطﻠﻘﺔ:
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻌﺎﻣﻠﻪ.
2-ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﻘﯾدة :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﯾدت ﺑﻌﻣل أو ﻣﻛﺎن أو زﻣﺎن أو ﻧوع أو ﺑﺎﺋﻊ أو
ﻣﺷﺗري.
8
أرس اﻟﻣﺎل ﻋدة ﻣ
2 -ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﺳﺗﻣرة:ﻫﻲ ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺣدودة ﺑﺻﻔﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺗﺗﻣﯾز ﺑدو ارن
ارت.
أرس
ﯾﺄﺧذ ﻓﯾﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎل ﻣن ﺻﺎﺣب اﻷط ﻫﻲ اﻟﺗﻲ 2-ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺛﻼﺛﯾﺔ )ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ(
ارف:
اﻟﻣﺎل ،وﯾﻌطﯾﻪ ﻟﺻﺎﺣب ﻋﻣل آﺧر؛ ﻓﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل اﻷول ﺻﺎﺣب ﻣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل اﻟﺛﺎﻧﻲ .واﻟﺷﻛل
8
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﻫﻧﺎك ﺻﯾﻐﺔ أﺧرى ﺣﻘﻘت ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدﺧ ارت ،وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ، ﻧﺣو اﻹﺳﺗﺛﻣﺎ ارت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻫﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻲ
ﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
وﺗوﺿﯾﺢ أﻧــواﻋﻬﺎ.
9
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أو اﻟﺷرﻛﺔ ﻫﻲ اﻻﺧﺗﻼط ،أي ﺧﻠط ﻣﻠﻛﯾﺔ أو اﻟﻧﺻﯾﺑﯾن أو اﻟﻣﺎﻟﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺑﺣﯾث ﻻ أوﻻ :ﻟـﻐﺔ:
1
ﯾﺗﻣﺎﯾ ازن ،ﻓﯾﺻﻌب اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻫﻲ ﺻﯾﻐﺔ ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻸﻓ ارد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺻطـﻼﺣﺎ:
أﺟل
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎ
رﺳﺎﻣﯾل ﺻﻐﯾرة أو ﻣﺗوﺳطﺔ ،أو ﻛﺑﯾرة ﺗﻣﺛل ﻗوة ﺗﻛوﯾن
ارت
2
اﻟﺟدﯾدة أو ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ وﺗﺟدﯾدﻫﺎ .
ورﻏم اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن ﺻﯾﻐﺗﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻷرﺑﺎح واﻟﺧﺳﺎرة ﺣﺳب اﻹﺗﻔﺎق ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك
ﻓﺎرﻗﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﯾﺷﺎرك رب اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻹدارة ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
ﻓﻬﻧﺎك اﻧﻔﺻﺎل ﺗﺎم ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل واﻟﻣﺿﺎرب أو اﻹدارة.
ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر أﺷﻛﺎﻻ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﺗدور ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺣول اﻟﻣﺣﺎور
أو اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أوﻻ :اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ )اﻟـداﺋﻣﺔ (:ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻓﻲ أرس ﻣـﺎل اﻟﻣﺷروع وﻫﻲ ﻗﺳـﻣﺎن:
1-اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ ﺣﯾث ﺗظل ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺻرف ﻗﺎﺋﻣﺔ
طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻣﺷروع ﻣوﺟود وﯾﻌﻣل.
2-اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع وﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺣﻘوق ،إﻻ
أن اﻹﻧﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻣﺻرف واﻟﺷرﻛﺎء ﯾﺗﺿﻣن أﺟﻼ ﻣﺣدودا ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ :ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺻرف ﻛﻲ ﯾﺳﺗﺛﻣر أﻣواﻟﻪ
ﻋن طرﯾق اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺿﺎرﺑﯾن ﻟﻪ ﻣن اﻷﻓ ارد واﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﻧﺗﺷﺎر داﺧل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻟﻪ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر ،وﯾﻣﻛن اﻟﻣﺻرف ﻣن اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠزﻣﻪ ﺑﺗﻣوﯾل اﻟﺻﻔﻘﺔ
اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﺗﻣوﯾﻼ ﻛﺎﻣﻼ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﺣﺳب ﻗدرة اﻟﺷرﯾك.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ :ﻫذﻩ ﺻﯾﻐﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن ﺗﻣوﯾل اﻟﻘروض ﻣﺗوﺳطﺔ وطوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺑوي،
ذﻟك أن ﺗﻌﻧﻲ اﺳﺗﻣ ارر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺻرف واﻟﻌﻣﯾل ﻟﻣدة أطول ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗوﺣﻲ ﺑﺄن اﻟﻣﺻرف ﺳﯾﺧرج ﺑﻌد ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧظم ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ.
9
1ﺟﻤﯿﻞ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص143.
2ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة" ،إﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 72-73.
9
ﯾﻣﻛن ﺗﻣﺛﯾل أﻧواع اﻟﻣﺷﺎرﻛﺎت ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ع اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ أﻧـواع : 12أﻧـوا
اﻟﺷﻛل رﻗم
ﻧﺷﺎط
ﺗﻘـوم ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠـﻰ أﺣـد اﻷﺷﻛـﺎل اﻟﻣﺷروﻋـﺔ ﻟﻠﺑﯾوع ﻓﻲ اﻟﻔﻘـﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،وﻫـو ﺑﯾـﻊ
اﻟﻣـ ارﺑﺣﺔ ،وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻣن ﺧـﻼل ﺗﻌـرﯾف اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ،واﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﻟﻶﻣر ﺑﺎﻟﺷ ارء
9
ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻹﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ،ﺗﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﻫﻲ ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺻطﻼﺣﺎ:
ﺻﯾﻐﺔ
1
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺷ ارء اﻟﺳﻠﻊ ،ﻋن طرﯾق ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻊ زﯾﺎدة اﻟرﺑﺢ.
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ رﺑﺢ ﻣﻌﻠوم ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ" :
ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري".
1 -ﺑﯾﺎن ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،أي ﺛﻣن اﻟﺷ ارء ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺻرﻓت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺎرﯾﺦ
ﺑﯾﻌﻬﺎ،
ﻣﺛل ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻐﻠﯾف واﻟﺗﻌﺑﺋﺔ و اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ.
2-إﺿﺎﻓﺔ رﺑﺢ ﻣﻌﻠوم ،وﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ.
ﺗم ﺗطوﯾر ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وأﺻﺑﺣت ﺗﻌرف :ﺑﺎﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻟﻶﻣر ﺑﺎﻟﺷراء؛
ﺑﻬدف ﺗﻣﻛﯾن اﻷﻓ ارد واﻟﻬﯾﺋﺎت ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﻬﺎ ﻗﺑل ﺗواﻓر اﻟﺛﻣن
اﻟﻣطﻠوب؛ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﻓﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑطرﯾق اﻟﻘﺳط اﻟﺷﻬري أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ إﻻ أن
ﻫذا اﻟﺧط ﯾﺑدأ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك أو اﻟﻌﻣﯾل اﻟذي ﯾﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﺑطﻠب ﺷ ارء ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺑﻣواﺻﻔﺎت ﻣﺣددة
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟوﻋد ﻣﻧﻪ ﺑﺷ ارء اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ﻓﻌﻼ ﻣ ارﺑﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾدﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﻣﻘﺳطﺎ
2
ﺣﺳب إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ .
أي أﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣرﻛﺑﺔ ﺗﺗﺿﻣن وﻋدا ﺑﺎﻟﺷ ارء ووﻋدا ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،واﻟﻣﺻﺎرف اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﻔذ ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ إﻻ
ﺑﻌد ﺗﻣﻠك ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﻬﻲ ﻣواﻋدة ﺑﯾن اﻟﻣﺻرف واﻟﻌﻣﯾل ﺗﺗﺿﻣن وﻋدا ﻣن اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺎﻟﺷ ارء ،ﻓﻲ ﺣدود
3
اﻟﺷروط اﻟﻣﻌدة ﻋﻧﻬﺎ ،ووﻋدا آﺧر ﻣن اﻟﻣﺻرف ﺑﺈﺗﻣـﺎم ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌد اﻟﺷ ارء طﻠﺑـﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺷروط.
ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾق ،أو ﻟزﯾﺎدة ﺣﺟم
4
اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻼد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ.
ﻓﺿﻼ ﻋن ذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣ ارﺑﺣﺔ أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط ﺣرﻛﺔ إﺳﺗﯾ ارد اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ﻣن
اﻟﺧﺎرج ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣ ارﺑﺣﺔ أن ﺗﻛون أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ
ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل
1
ﺗﺟﺎرة اﻟﺻﺎد ارت .
9
1
Rahul Dhumale and Amela Sapcanin, “An Application of Islamic Banking Principles to microfinance-
technical Note”. P 05. see: http//: www.worldbank.org. 13/04/2005.
.
2ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻤﺼﺮي ،اﻟﻤﺼﺮف اﻹﺳــﻼﻣﻲ :ﻋﻠﻤﯿـﺎ وﻋﻤﻠﯿـﺎ .ﻣﻜﺘﺒﺔ وھﺒﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة1988 :1408/م ،ص 75.
3ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺴﯿـﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾــﺔ واﻟﻤـﺎﻟﯿﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر ﻧﻈـﺎم اﻟﻤﺸـﺎرﻛﺔ .اﻟﻤﻨﺼﻮرة :دار اﻟﻮﻓﺎء ﻟﻠﻨﺸﺮ ،2001 1421/ ،ص 29.
4ﺳﺎﻣﻲ ﺣﻤﻮد ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 227.
9
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﺳــﻠم
ﯾﻘوم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﻋﻠﻰ ﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻧظﻣﺗﻬﺎ ،ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ
ﻫو "ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠم" ،اﻟذي ﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل :ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻠم ،وﺑﯾﺎن ﺷروطﻪ.
اﻟﺳﻠم ﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺑﯾوع ﺗؤﺟل ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ اﻟﻣﺣددة اﻟﻣواﺻﻔﺎت ،وﯾﻌﺟل ﻓﯾﻪ ﺑﺛﻣﻧﻬﺎ ﺑﻐﯾﺔ
ﺗﻣوﯾل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻘل ﻋن اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻗت اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ،ﻓﻬو اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺎﺟل
2
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻹﻧﺗﺎج اﻵﺟل ،وﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻋﺎدة ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘطﺎع اﻟز ارﻋﻲ.
ﻋﻘد اﻟﺳﻠم ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل ﻛل اﻟﻌﻘود ،ﻻﺑد ﻓﯾﻪ ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط اﻟﺻﺣﺔ ﻓﯾﻪ ،وﻫﻲ اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول وأﻫﻠﯾﺔ
3
اﻟﺗﻌﺎﻗد ،وﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺳﻠم ﻣﺎﯾﻠﻲ :
2.ﻣﻌرﻓﺔ أﻣﺎﻛن وﺟود اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻧد ﺣﻠول اﻷﺟل.
4.أن ﯾﻛون اﻷﺟل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،وﯾﺻﺢ ﺗﻌﺟﯾل اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﻗﺑل ﺣﻠول اﻷﺟل.
5.ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎن إﺑﻘﺎء اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﻋﻧد ﺣﻠول اﻷﺟل إذا ﻛﺎن ﻟﻪ ﺣﻣل وﻣؤوﻧﺔ.
إذا اﻧﻘطﻊ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﺑﻌد ﺣﻠول اﻷﺟل ﻛﺎن اﻟﻣﺳﻠم ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن ﻓﺳﺦ اﻟﺳﻠم أو اﻧﺗظﺎر وﺟودﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ.
1ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة " ،إﻗﺘﺼـﺎد اﻟﻤﺸـﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 73.
2ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 114.
3ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ اﻟﺒﯿﻠﻲ" ،اﻟﺘﺨﺮﯾﺞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺼﯿﻎ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ".ﻧﺪوة :ﺻﯿﻎ ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ،اﻟﺨﺮطﻮم 25-27، ،رﺟﺐ
1317ھـ )18-20ﯾﻨﺎﯾﺮ ( ،1993ﺟﺪة :اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،1995 ،ص 42.
9
-ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﻪ ﻗﺑل ﻗﺑﺿﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺑﯾﻊ واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺑل ﻗﺑﺿﻪ ﻻﯾﺟوز.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ
اﻷﺧرى وﻣﻧﻬﺎ :اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻹﺟـﺎرة ،واﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺳـﺎﻗﺎة ،واﻟﻣ ازرﻋـﺔ.
2-اﺻطﻼﺣﺎ :ﻫﻲ ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﻌوض ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻌوض ﻋﯾﻧﺎ أو دﯾﻧﺎ أو ﻣﻧﻔﻌﺔ.
وﺗﻧﻘﺳم اﻹﺟﺎرة ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻧوع اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
ﻫو ﻋﻘد ﯾﻘوم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﻣؤﺟر ﺑﺗﻣوﯾل ﺷ ارء اﻷﺻول واﻟﻣﻌدات واﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرون إﻟﻰ
ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ؛ ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﻓ اردا أم ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،ﺛم ﯾؤﺟرﻫﺎ ﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺗﻐطﻰ
اﻟدﻓﻌﺎت
2
اﻹﯾﺟﺎرﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﺗﻌﺎﻗد .
وﯾﺗم ﺣﺳﺎب وﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻫذا اﻟﺗﺄﺟﯾر ﺑﺗﻣﻠﯾك اﻷﺻول واﻟﻣﻌدات أو اﻷﺟﻬزة واﻵﻻت ،واﻟﻣﺳﺎﻛن واﻟﻣﺣﻼت،
ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟرﯾن ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﺗﻘﺳﯾط ﺑﯾﻌﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ،وﯾﻛون اﻟﺷ ارء ﺗﺄﺟﯾرﯾﺎ،
3
اﻟﻘﺳط ﺑﺣﯾث ﯾؤدي ﺧﻼل ﻣدة اﻟﺗﻌﺎﻗد إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض أرﺳﻣﺎل اﻷﺻل اﻟﻣؤﺟر وﺗﺣﻘﯾق ﻋﺎﺋد ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر .
1ﻧﺰﯾﮫ ﺣﻤﺎد ،ﻣﻌﺠـﻢ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤــﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻔﻘﮭــﺎء .اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،1993/1414 ،ص 26
9
2ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة" ،إﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 75.
3ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻤﯿﻊ اﻟﻤﺼﺮي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 71.
9
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳـﺎﻗﺎة:
1
اﻟﺳﻘﻲ 2- .اﺻطﻼﺣﺎ :اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ أن ﯾدﻓﻊ ﺷﺧص ﺷﺟرة أو زرﻋﺔ إﻟﻰ ﺷﺧص
3
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛـﺎن اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة :
2-أن ﯾﻛون اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻣﺷﺎﻋﺎ ،واﻟﻌﺎﺋد ﻣﺣددا ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣن اﻟﺛﻣر اﻟﻣﺷﺎع ﻛﺎﻟﻧﺻف أو اﻟﺛﻠث.
3-أن ﺗﻛون اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻋﻠﻰ ﺷﺟر ﻣﻌﻠوم ﺑﺎﻟرؤﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
1 -ﻟﻐﺔ :اﻟﻣ ازرﻋﺔ ﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟزرع ،وﻫو ﻣﺎ اﺳﺗﻧﺑت ﺑﺎﻟﺑذر ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻدر ،وﻫﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض
4
ﺑﺑﻌض ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣﻧﻬﺎ .
9
1ﻣﻨﺼﻮري ﻛﻤﺎل " ،اﺳﺘﺜﻤــﺎر اﻷوﻗــﺎف وآﺛــﺎره اﻹﻗﺘﺼــﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﯿﺔ ﻣﻊ اﻹﺷــﺎرة ﻟﻮﺿﻌﯿﺔ اﻷوﻗــﺎف إﻟـﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ".رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻏﯿﺮ
ﻣﻨﺸﻮرة ،ﻣﻌﮭﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،2001/2000 ،ص 2 89.
ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة "،إﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق" ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 78
3ﻣﺤﻤﻮد ﺣﺴﻦ ﺻﻮان ،أﺳــﺎﺳﯿـﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺼﺮﻓــﻲ اﻹﺳــﻼﻣﻲ .ﻋﻤﺎن :دار واﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،2001 ،ص 179.
4ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة " ،إﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 90.
ﺻﯿﻎ ﺗﻤﻮﯾـﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص. 5أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ " ،ﺻﯿﻎ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ".ﻧﺪوة:
109
1
وﯾﻔﻬم ﻫﻧﺎ أن اﻟﻣ ارد ﻟﯾس ز ارﻋﺔ اﻷﺷﺟﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ طوﯾﻼ ﺣﺗﻰ ﺗؤﺗﻲ ﺛﻣرﻫﺎ ﻛﺎﻟﻧﺧﯾل ،واﻧﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود
1
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧـواع اﻟﻣزارﻋﺔ:
-أن ﺗﻛون اﻷرض واﻟﻣدﺧﻼت ﻣن ﻗﺑل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم اﻵﺧر ﺑﻛل اﻟﻌﻣل.
-أن ﺗﻛون اﻷرض وﺣدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم اﻵﺧر ﺑﻛل اﻟﻌﻣل،
-أن ﺗﻛون اﻷرض ﻣن طرف واﻟﻣدﺧﻼت ﻣن طرف ﺛﺎن ،واﻟﻌﻣل ﻣن طرف ﺛﺎﻟث.
واﻟﻌﻣل .ﺑﻌد د ارﺳﺔ ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﺑطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻧوع واﻟﺷﻣول ،وأن ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ
اﻟﻣﺗﻌددة
اﻷﺷﻛﺎل ﺗﻧﺎﺳب ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎﻻت وﺗﻐطﻲ ﺳﺎﺋر ﺟواﻧب اﻹﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻟﻸﻓ ارد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
أرس اﻟﻣﺎل
واﻟﺣﻛوﻣﺎت ،ﻓﻲ إطﺎر ﯾﻛﻔل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌدل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﺣﺳن اﻟﺗوازن اﻟﺣﻛﯾم ﺑﯾن ﻗوة
وﺟﻬد
ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺻﯾﻎ ﻏﯾر ﺟﺎﻣدة ،ﺑل ﻫﻲ اﻹﻧﺳﺎن ،دوﻧﻣﺎ أي ﺗﺟﺎوز أو طﻐﯾﺎن،
ﻣﺗﺑدﻟﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ وﻓﻲ ﺣدود إطﺎر ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
1
اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ؛ واﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺳﺎﺑق ،ﺗم ﺗطوﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز
ﻣوازﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻷدوات ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
وأﺳﻬم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ )اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ(
اﻹﺳﻼﻣﻲ؛ واﻟﺗﻲ
ﻣن أﻫم اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
أﺛﺑﺗت ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق ﻫﻲ ﺳﻧدات اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أو اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺳﻬم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﻫﺎﺗﺎن اﻟﺻﯾﻐﺗﺎن
اﻟﻠﺗﺎن ﺗﻘوﻣﺎن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة.
ﺗﻧﺎول اﻟﻌﻧﺎﺻر
وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗـﺎﻟﯾﺔ:
أرس اﻟﻣﺎل
ﺗﻌﺗﺑر ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أو اﻟﻘ ارض أو اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ؛ ﻛﺄﻓﺿل ﺻورة ﺗوﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
وﺟﻬد
اﻹﻧﺳﺎن دون إﻓ ارط وﻻ ﺗﻔرﯾط.
أرس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻛﺗﻠﺔ واﺣدة ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺷﺧص واﺣد أو أﻛﺛر، وﻛﻣﺎ أن
ﻛذﻟك أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﻘﺳﻣﺎ إﻟﻰ ﺣﺻص ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ،ﯾﻣﻠك ﻛل ﺻﺎﺣب ﺣﺻﺔ ﺑﻣﻘدار "ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون
ﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﻪ
اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ
ﻣن ﺣﺻص ،ﺣﯾث ﯾﻌطﻰ ﻟﻪ ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘﻪ ﺳﻧدا ﺑذﻟك ،"2وﯾﺳﻣﻰ ﻣﺟﻣوع ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺑﺳﻧدات
1
)اﻟﻣﺿﺎر ﺑ ﺔ( ،أو ﺻﻛوك اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ.
1
Rahul Dhumale and Amela Sapcanin,op -cit, p 08.
2ﺟﻤﯿﻞ أﺣﻤﺪ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 216.
1
وﺳوف ﻧوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻵداة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ،وﺗوﺿﯾﺢ دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل
ﻋﺟز
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﻌرف ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟ ارﺑﻌﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻓﻲ ﺟدة -اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ23 -)18 -
ﺟﻣﺎدى اﻵﺧرة1408ﻫـ/اﻟﻣواﻓق ﻟـ 06-11ﻓﺑ ارﯾر 1988م( ،ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " :آداة اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ
أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﺣدات ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ
أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺈﺻدار ﺻﻛوك ﺗﺟزﺋﺔ
اﻟﻘﯾﻣﺔ
ﻣﻠﻛﯾﺔ
أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗﺣول إﻟﯾﻪ وﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﯾﻣﻠﻛون ﺣﺻﺻﺎ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ
ﺑﻧﺳﺑﺔ
1
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﻬم ﻓﯾﻪ ".
أي أن ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﻛوك ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘدﯾﻣﻬم أﻣواﻻ ﻟﺻﺎﺣب
اﻟﻣﺷروع ﻣن أﺟل إﻗﺎﻣﺗﻪ وﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﻻ
ﺗرﺗﺑط ﺑﻔواﺋد ﺛﺎﺑﺗﺔ.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘرض اﻟرﺑوي وﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ،وﻫو أن ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻘرض
وﻣﺷروطﺔ؛ ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻟﻠﻣﻘﺎرض اﻟﺣق ﻓﻲ أرﺳﻣﺎﻟﻪ اﻟرﺑوي اﻟﺣق ﺑ أرﺳﻣﺎﻟﻪ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ ﻓواﺋد ﻣؤﻛدة ﻣﺣددة
ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ ﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﻓﻘط؛ أو ﻣطروﺣﺎ ﻣﻧﻪ اﻟﺧﺳﺎرة ﻋﻧد ﺣﺻوﻟﻬﺎ:
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدم اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺟزء ﻣن ﻋﺟز ﻣوازﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
( ،ﺑدﻻ ﻣن ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ ،ﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻷﻣـوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣ و ﯾل
1
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ )
اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻋن طرﯾق طرح ﺳﻧدات
1
إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌـﺎم ) اﻟﺗ ازﻣﺎت اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ (.
1ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻗﺮارات وﺗﻮﺻﯿﺎت ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،دﻣﺸﻖ :دار اﻟﻘﻠﻢ ،1998/1418 ،ص67.
2ﺣﺴﯿﻦ راﺗﺐ ﯾﻮﺳﻒ رﯾﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ188. ،
1
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿ ) اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ( ،وﺷروط ﻋﻣﻠﻬﺎ ،ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻷداة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ذات ﻋﺎﺋد أو رﺑﺢ ،وﻛذﻟك
ﻣﺷروﻋﺎت إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﺣدى ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ،ﺑﺈﺻدار ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات وطرﺣﻬﺎ ﻟﻺﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ،أو ﻟﺗوﺳﯾﻊ
ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ؛ ﻓﺗﻛون ﻣﺿﺎرﺑﺔ
ﻣﺷروع ﻣﺣدد ،ﺑﺣﯾث ﺗﺷﻛل ﻗﯾﻣﺔ ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿ
ﺔ
ﯾﺧﻠط ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺿﺎرب ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،وﻫو ﺟﺎﺋز ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ
واﻟﺣﻧﺑﻠﻲ واﻟﻣﺎﻟﻛﻲ؛ وﻫذا ﻗﺑل ﺑدأ اﻟﻣﺿﺎرب ﻋﻣﻠﻪ.
وﻻﺑﺗﻌﺎد رب اﻟﻣﺎل ﻋن اﻹدارة أﺛر ﻣﻬم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن
ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣوازﻧﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﺻرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻋدم ﺗدﺧل اﻟﺟﻬﺔ
2
اﻟﻣﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘ ارر اﻹداري ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻵﻣرة ﺑﺎﻟﺻرف .
2 -ﯾﻘوم ﻣﺳﺗﺛﻣرون ﺑﺷ ارء ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ اﻟﻣﺣددة اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺣددة ﻣن أرﺑﺎح
اﻟﻣﺷروع؛ ﺣﺳب ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻧﺷرة إﺻدار اﻟﺳﻧدات،
3 -ﻻ ﺗﻧﺗﺞ ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻓواﺋد رﺑوﯾﺔ ،وﺗوزع اﻷرﺑﺎح ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺷروع.
1
1أﺣﻤﺪ ﺣﺴﯿﻦ ﯾﻮﻧﺲ " ،ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ واﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘــﺎرﻧﺔ ".ﻣﺠﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻌﺪد
اﻷول ،ﻣﺎﯾﻮ ،1998ص 198.
2ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾـﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣـﻦ وﺟﮭـﺔ ﻧﻈﺮ إﺳــﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،1997 ،ص 30.
3ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾـﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣـﻦ وﺟﮭـﺔ ﻧﻈﺮ إﺳــﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص45.
1
5-ﯾﺟوز ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻدرة أن ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ إدارة إﺻدار ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ،وﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ
1
وﺗﺳوﯾﻘﻬﺎ ﻟﻘﺎء أﺗﻌﺎب ﻣﻘررة ﺗدﻓﻊ ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻹﺻدار.
6-ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن :ﻧوع ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻺﺳﺗﻬﻼك أو اﻹطﻔﺎء ،ﺑﺣﯾث ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻷﻣر
إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﺑﻌد إطﻔﺎء أو اﺳﺗﻬﻼك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻧدات ،وﻟﻬذا اﻟﻧوع ﺷروط ذﻛرﻫﺎ ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻘرارﻩ رﻗم 5 :د 88/8/4ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟ ارﺑﻌﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﻓﻲ ﺟدة ﻋﺎم 1408ﻫـ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺷروط أن
ﯾﻛون إطﻔﺎء اﻟﺳﻧد ﺑﻘﯾﻣﺗﻪ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﯾﺗﺿﻣن ﺷرط اﻹطﻔﺎء ﺑﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻧد داﺋﻣﺔ
2
ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ .
7-ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﺑﺳﻌر اﻟﺳوق ،وذﻟك ﺑﻌد ﺑدأ اﻟﻣﺷروع ﻓﻌﻼ وﺗﺣول ﻣوﺟوداﺗﻪ إﻟﻰ أن
ﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷﻋﯾﺎن واﻟﺣﻘوق ﻻ اﻟدﯾون واﻟﻧﻘود ،وﻫو ﺷرط ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ أﺳﻬم اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ
ﻗﺎﺑﻠﺔ
3
ﻟﻺﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ أﯾﺿﺎ .
8 -ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ وﺣﺳب ﻗ ارر ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣذﻛور ﺳﺎﺑﻘﺎ إدﺧﺎل ﻣﺑدأ ﺿﻣﺎن
اﻟطرف
4
اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻘﯾﻣﺔ إﺻدار اﻟﺳﻧد -أرس ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ -ﺑﺗواﻓر ﺷروط ﺛﻼﺛﺔ :
وﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻷردﻧﯾﺔ؛ ﺣﯾث ﻧص ﻗﺎﻧون ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ
اﻷردﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺳدﯾد ﻗﯾﻣﺔ ﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ اﻹﺳﻣﯾﺔ اﻟواﺟب إطﻔﺎؤﻫﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ
اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﻘررة) ،وﻗد أﻗرت ذﻟك ﻟﺟﻧﺔ اﻹﻓﺗﺎء اﻷردﻧﯾﺔ( ،ﻓﺈذا ﺗم ذﻟك ﻓﻼ داﻋﻲ ﻷن ﯾﻧص ﻗﺎﻧون ﺳﻧدات
5
اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن اﻟﺧﺳﺎرة .
وﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻟﺳﻧدات اﻟﻣﻘﺎرﺿﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺳﻧدات ،أن ﺗﻛون ذات ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﺗﺣﻘق أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺣب ﻗدر
ﻣن ﻣدﺧ ارت اﻷﻓ ارد ،ﻻﺑد وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدات ﺑﻔﺋﺎت ﺗﺗﯾﺢ ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن أن ﯾﻛﺗﺗﺑوا ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب
أن ﺗﻛون ذات ﺳﯾوﻟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ.
1
4اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ – اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ " :اﻷدوات اﻟﻤﻘﺘﺮﺣـﺔ ﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻋﺠﺰ اﻟﻤﻮازﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ".اﻟﻜﻮﯾﺖ :ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻼم ،ﻣﺤﺮم 1417ھـ /ﯾﻮﻧﯿﻮ 1996م ،ص .49-48
5ﺣﺴﯿﻦ راﺗﺐ ﯾﻮﺳﻒ رﯾﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص191.
1
ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ إذا أ اردت ﺗوﻓﯾر رؤوس اﻷﻣوال ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أرس اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻟﺗﻣوﯾل ﻫذﻩ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻋن طرﯾق إﺻدار أﺳﻬم ﺗﻣﻠك ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑطرح أﺳﻬم ﻫذﻩ اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﻠﺑﯾﻊ ﺑﻬدف
ﺗﻣوﯾل
1
ﻣﺷروع ﺟدﯾد ،وﯾﺗم طرﺣﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ،ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ:
1.ﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺈﺻدار أﺳﻬم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺣددة ،وﺗﻘوم ﺑﺑﯾﻌﻬﺎ
ﻟﻠﺟﻣﻬور أو ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
أرﺳﻣﺎل اﻟﻣﺷروع.
2.ﯾﻛون ﻛل ﺣﺎﻣل ﺳﻬم ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻟﺳﻬم ﻣن
4.ﺗﻛون إدارة اﻟﻣﺷروع ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﺑﯾن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﻋﺿﺎء ﺳواء
ﻛﺎﻧوا أﻓ اردا أو ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واذا أ اردت اﻟﺣﻛوﻣﺔ أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس
وﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺳﺎﻫم ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﻧﺻف ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺷروع ،وﻟﻬﺎ ﻛذﻟك رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻹدارة،
اﻹدارة.
5.ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر اﻟﻌﺎﺋد ﻣن اﻷرﺑﺎح ﻟﻛل ﺳﻬم ،ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺷرﻛﺎء؛ ﻣﻊ اﻷﺧذ
ﺑﻌﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻣﻘدار ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل طرف ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ،وﻣﻘدار ﻣﺎ ﻗدم ﻣن ﻋﻣل وﺧدﻣﺎت ،ﻓﻠو ﻛﺎن اﻟﻌﻣل
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻠﻬﺎ أن ﺗﺄﺧذ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ؛ وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺎل ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎ.
6.إذا ﺣدﺛت ﺧﺳﺎرة ،ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻛل ﻣﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ أرس ﻣﺎﻟﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع.
7.ﻟﻛل ﺣﺎﻣل ﺳﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ ﺑﯾﻊ أﺳﻬﻣﻪ ،وﺑﻬذا ﺗﻧﺗﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺣق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ ﻟﻠﻣﺷﺗري.
وﺗﻣﻛن ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻣن إﺷ ارك اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﺷروﻋﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ وﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن
إدارﺗﻬﺎ ،وﻣ ارﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ،ﻣﻊ اﺣﺗﻔﺎظ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أرﺳﻣﺎﻟﻬﺎ ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟدﯾدة ،أو ﺗوﺳﯾﻊ وﺣدات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘ ار ارت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﺈﻧﺷﺎء
ﻣﺷﺎرﯾﻊ
2
ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ،أو إﻧﺟﺎز ﻣﺷروﻋﺎت ﺧدﻣﯾﺔ ....
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن أﺳﻬم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻓﺿل اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣﻘق ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ،واﻟدول
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ،ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدة ﻋواﻣل أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺑﯾروﻗ ارطﯾﺔ ،اﻟﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻔوﺿوي،..
و اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة وﻣﺗ ارﻛﻣﺔ.
1
1اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 186وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
2ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 110.
1
وﯾﻣﻛن وﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص إﻋﺎدة ﺗﺄﻫﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﺑدﻻ
ﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ ﺑﺄﺛﻣﺎن ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق إﺷ ارك اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻷﻓ ارد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﺣﻣﻠﺔ
ﺑدءا ﻣن ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ إدارﺗﻬﺎ ،إﻟﻰ
اﻷﺳﻬم
ﻣﻼﻛﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ إدارﺗﻬﺎ وﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد،
ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻪ وﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.
ﻛﻣـﺎ أن ﻧظـﺎم اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛـون ﺑدﯾـﻼ ﻟﻺﻗﺗ ارض اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ذﻟك
1
ﻣن ﺧـﻼل :
2.أو ﻣن ﺧﻼل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ )اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
اﻹﻧﻔﺎق
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ(؛ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺎرك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم اﻷﻣوال ﻟﻬم ،وﯾﺗم
ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
3.ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺣﻠﻲ )ﻗطﺎع ﺧﺎص أو ﻋﺎم( ﻣﻊ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
ﻟﻘد وﻓر اﻟﺷرع اﻟﺣﻛﯾم أدوات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻼزم ﻟﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﻧود
اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﻣطﻠوب ،واﻟذي ﯾﻌﺗﻣد اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻷدوات ﺑﺎﺧﺗـﻼف طﺑﯾﻌﺔ
ﻋﻠﻰ
ﺳﻧدات اﻹﺟـﺎرة ،وﺳﻧدات اﻟﺳﻠم ،وﻋﻘـد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع، وﻣن ﻫذﻩ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ: اﻟﻣ ارد
وﺳﻧدات ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ،
اﻟﻣـ ارﺑﺣﺔ.
ﻣرﺗﺑطﺔ ﻓﻲ
ﺳﻧدات اﻹﺟﺎرة ﻫﻲ ﺳﻧدات ﺗﺻدر ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو أﺣد أﺟﻬزﺗﻬﺎ ،ﺗﻣﺛل ﻣﺳﺗﻧدات ﻣﻠﻛﯾﺔ
أدوات وآﻻت وﻣﻌدات وأﺻول ﺛﺎﺑﺗﺔ وﺗﺟﻬﯾ ازت أو ﻋﻘﺎ ارت ﻟﻠﺣﺎﺋزﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ إﺻدارﻫﺎ ﺑدﻻ ﻣن
أﻋﯾﺎن ﻣؤﺟرة ﻗﺎﺑﻠﺔ
واﺻدار ﺳﻧدات ﻣﻠﻛﯾﺔ اﺳﺗﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎ ارت واﻵﻻت واﻟﺗﺟﻬﯾ ازت ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ
9
2
اﺳﺗﺋﺟﺎرﻫﺎ ﻟﻠﺗداول ﻟﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ .
9
وﺗﺗﻣﺗﻊ ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻬﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺛﺑﺎت اﻟﻌﺎﺋد ،وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗداول ،وﻗﻠﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ،وﺧﺿوﻋﻬﺎ
ﯾﻣﻛن إﺻدارﻫﺎ ﺑﺂﺟﺎل ﻣﺗﻌددة ،وﻷﻋﯾﺎن
ﻟﻌواﻣل اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣروﻧﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث
1
ﻣﺗﻧوﻋﺔ .
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺻﻧﺎف ،وﯾﻣﻛن ﻋن ﯾﺷﻣل ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠم أي إﻧﺗﺎج ﻗوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻣﻛن أن
طرﯾق ﺗرﺗﯾب إﺻدا ارت اﻟﺳﻠم اﻷول ،ﺛم اﻟﺳﻠم اﻟﻣوازي إﯾﺟﺎد ﺳوق اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
ﺳﻧدات اﻟﺳﻠم
2
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺄﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻹﺳﻼﻣﻲ .
ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﺑﺈﺻدارﻫﺎ ﻟﺳﻧدات ﺳﻠم ،ﺗﺷﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ،
ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻔط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺟ ازﺋر ،ودول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ
إﺻدار ﺳﻧدات ﺳﻠم ،ﺗﺳﻣﻰ "ﺳﻧدات ﺳﻠم ﻧﻔطﻲ" ،وﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻛﻣﺎﯾﻠﻲ:
1.ﺗطرح اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﯾﻊ ﻛذا ﺑرﻣﯾل ﻣن اﻟﻧﻔط ﻣﺣدد اﻟوﺻف واﻟوزن واﻟﻧوع وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻧﺎﻓﯾﺔ
ﻟﻠﺟﻬﺎﻟﺔ؛ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﻠم اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري أو وﻛﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺣدد وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ.
3.ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺻﺎرف وﻏﯾرﻫﺎ ،اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻓﻠﻬﺎ أن ﺗوﻛل ذﻟك ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺑﯾﻊ ﺣﺻﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرﺗﻬﺎ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣﻊ
3
ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻗ ارر اﻟﺑﯾﻊ ،وﻗﺑض اﻟﺛﻣن واﺳﺗﻛﻣﺎل ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟ ارءات اﻟﻼزﻣﺔ .
4.ﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ طرح ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷداة ﯾﻣﻛن أن ﺗطرح ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات ﺗﺣدد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ،ﻛذا ﺑرﻣﯾل ﻣن اﻟﻧﻔط،
وﯾﺳﻣﻰ ذﻟك اﻟﺳﻧد "ﺳﻧد ﺳﻠم ﻧﻔطﻲ".
5.ﯾﻛون رﺑﺢ اﻟﺳﻧد ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺳﻌر ﺷ ارء اﻟﺑﺗرول ) واﻟذي ﺗﺣددﻩ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻐري اﻟﻣﺷﺗري( ،وﺳﻌر
4
ﺑﯾﻌﻪ ﻋﻧد اﺳﺗﺣﻘﺎق أﺟﻠﻪ ) اﻟذي ﯾﺣددﻩ اﻟﺳوق ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻪ (.
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷﻛـﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗـواﺟﻪ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻵداة ﻫﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻷﺳﻌـﺎر ﻣﺿطرﺑﺔ ،ﺑﺣﯾث
ﯾﺻﻌب اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺎ ﺳﺗﻛون ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻧد اﻹﺳﺗﺣﻘـﺎق ،وﯾﺻﻌب اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﺑﺔ ﻷن ذﻟك ﯾﺗطﻠب
اﻟﺗﻌـﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ دﯾن اﻟﺳﻠم ﻗﺑل ﻗﺑﺿﻪ؛ وﻫو أﻣـر ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠ أري اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻗدﯾﻣﺎ واﻟﻌﻠﻣـﺎء
1ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 42-43.
2ﺳﺎﻣﻲ ﺣﻤﻮد ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 221.
9
3اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 81وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
4ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 48-49.
9
اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﺣدﯾﺛﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟـ أري -ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ إﯾﺟﺎد ﻣﺳﺗﻧد ﻓﻘﻬﻲ ﻟﻪ-ﯾﺻطدم
اﻟﺻـورة اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻺﺳﺗﺻﻧـﺎع أن ﯾطﻠـب ﺷﺧص ﻣن آﺧـر ﺻﻧـﺎﻋﺔ ﺷـﻲء ﻣﺎ ﻟﻪ ،ﻋﻠـﻰ أن ﺗﻛون اﻟﻣـواد
ﻣن ﻋﻧد اﻟﺻـﺎﻧﻊ ،وذﻟك ﻧظﯾـر ﺛﻣن ﻣﻌﯾن ،وﻻ ﯾﻘف ﻧطـﺎق اﻹﺳﺗﺻﻧـﺎع ﻋﻧد ﻣـﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺻـورة ﻣﺣددة،
ﺑل
2
ﻛـل ﻣﺎ ﯾﺻﻧﻊ وﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ،طـﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﻧـﺎك وﺿـوح وﺗﺣدﯾـد ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺧـﺎﺻﻣﺔ واﻟﺗﻧـﺎزع .
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع أن ﺗﻛون اﻟﻣﺎدة ﻣن اﻟﺻﺎﻧﻊ ،ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﺻﻧﻊ،
3
ﻓﺳوف ﯾﻛون اﻟﻌﻘد إﯾﺟﺎرة .
4
وﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك إﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﺑﺄي ﻣن اﻟﺧﯾﺎرﯾن :
واﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎم،
1-ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك أن ﯾﻧﺷﺊ ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺻﻧوﻋﺎت وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾ اﻟﻣؤﻫﻠﺔ
ﺔ
وﯾﻣﻛن ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أن ﯾطﺑق ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﻣﻊ طﺎﻟﺑﻲ اﻟﺻﻧﻊ.
2-ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك أن ﯾﻛون ﺷرﯾﻛﺎ ﻟﻠﺻﺎﻧﻊ أو ﻟﻠﻣﺻﺎﻧﻊ ،وﯾﺗﺄﺗﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أﻧﻪ ﻗد ﯾﺗﻌﺎﻣل ﺷرﻛﺎؤﻩ
ﺑﺎﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﻣﻊ زﺑﺎﺋﻧﻬم.
5
و ﯾﺧﺗﻠف ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠم ﻋن اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻘﺎط :
2-ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻣوﻟﺔ ﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ ،أي ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻷوﺻﺎف وﻣﺣددات ﻛﺎﻟﻧﻔط وﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺟودﻩ
ﻓﻲ اﻟﺳوق.
9
2ﻟﻌﻤﺎرة ﺟﻤﺎل " ،اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 76.
3ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻓﻀﻞ اﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﻮض ﷲ" ،اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﺘﻨﻤﻮي ﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ -ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﻮدان ".ﻧﺪوة :ﺻﯿﻎ ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم،
اﻟﺨﺮطﻮم 25-27 ،رﺟﺐ 1317ھـ )18-20ﯾﻨﺎﯾﺮ ( ،1993ﺟﺪة اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،1995 ،ص 59.
4اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 59.
5ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص 29-30.
1
3-ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ وﺟود ﻋﻧﺻر ﻣﺻﻧﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع.
ﯾﺻﻠﺢ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺗوﺳط اﻷﺟل ﻣن اﻟﺑﻧوك
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ) وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻣوﯾل( ،و ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑﺻورة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻺﻧﺷﺎءات وﺗورﯾد اﻟﺳﻠﻊ
اﻹﻧﺷﺎءات وﺛﻣن ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻌﻘد
واﻟﻣﻌدات ووﺳﺎﺋﻠط اﻟﻧﻘل ،وﯾﻛون رﺑﺢ اﻟﺑﻧك ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن ﻛﻠﻔﺔ
1
اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع .
اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع
وﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾل ﻋﻘود اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع إﻟﻰ ﺳﻧدات ذات اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﺳﻧدات
ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺳﻧدات اﻟﺳﻠم ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ،أي ﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﺻﻧﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
وﻟﻛن ﯾﺧﺗﻠﻔﺎن ﻣن ﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻣوﯾل ،وﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﺻﻧوع ﻣﻣﺎ ﯾوﺟد
ﻓﻲ
2
اﻷﺳواق وﻻ ﺑﯾﺎن ﻣدة اﻟﺻﻧﻊ ،واﻟﺗﺳﻠم ....
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ أﺷﻣل ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻟﻶﻣر ﺑﺎﻟﺷ ارء ،ﻷن اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع
ﯾﺗﺿﻣن أﻣ ار ﺑﺎﻟﺻﻧﻊ ،إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻧﻌﻬﺎ اﻟطرف اﻟﻣﻣول أو ﯾﺳﺗﺻﻧﻊ ﻏﯾرﻩ ﺑﻬﺎ ،أو أﻣ ار ﺑﺎﻟﺷ
ارء إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﻪ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﺳوق ﺟﺎﻫ از.
1.إذا ﻛـﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻧﻌﻬﺎ اﻟطرف اﻟﻣﻣول أو ﯾﺳﺗﺻﻧﻊ ﻏﯾرﻩ ﺑﻬﺎ؛ ﻧﺟـد اﻟﺗطﺑﯾـق ﯾﻧﺻب ﻋﻠـﻰ ﻣﻘـﺎوﻻت
3
اﻟﻣﺑـﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث :
-ﯾﻌﻘد اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﺳﺗﺻﻧﺎع ﻣﻊ و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم أو و ازرة اﻹﺗﺻﺎﻻت ،ﻟﺑﯾﻌﻬﺎ اﺳﺗﺻﻧﺎع ﻣﺑﺎﻧﻲ
اﻟﻣدارس ﻣﺛﻼ ،أو ﺗرﻛﯾﺑﺎت ﻟﻠﻬﺎﺗف.
-وﺑﻌد ﺗوﻗﯾﻊ ﻫذا اﻟﻌﻘد اﻷول ،اﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﺛﻣن ﻣؤﺟﻼ أو ﻣﻘﺳﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎط ،ﺗﺑدأ ﺑﻌد ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣﺑﻧﻰ أو اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت ﺟﺎﻫزة ﻟﻺﺳﺗﻌﻣﺎل.
-ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﻲ اﺳﺗﺻﻧﺎع آﺧر ﻣﻊ ﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﺗرﻛﯾﺑﺎت ،وﯾﻛون دﻓﻊ اﻟﺛﻣن
ﻓﻲ ﻫذا اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﺣﺎﻻ ،أو ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎط ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋﻧد اﺳﺗﻼم اﻟﺑﻧﺎء ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ.
1
1اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 50.
2ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﻟﺤﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 115.
3ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص50-51.
1
-ﺣﺳﺎب رﺑﺢ اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺛﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع اﻷول
واﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع اﻟﺛﺎﻧﻲ.
-ﯾظﻬر اﻟﻌﻘد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وﻫو اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗﺗﻌﻬد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑدﻓﻌﻪ ﻟﻠﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻓﻲ اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
2.إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﻪ اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن اﻟﺳوق ﻣﺑﺎﺷرة؛ ﻧﺣو ﺣـﺎﻓﻼت ﻧﻘل اﻷﺷﺧﺎص ﻣﺛﻼ ،ﻓﺈن
ﻋﻘد اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﻟﻶﻣر ﺑﺎﻟﺷ ارء إﻻ ﺑﺎﻹﺳم ﻓﻘط.
وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ ﺑﻐرض ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻹﻧﺗﺎج ،ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳﯾطﺔ
1
واﻟﻣﻌدات واﻵﻻت واﻷﺟﻬزة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ دﻋم اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .
3
اﻟﻔرع اﻟﺧـﺎﻣس :أﺳـﻬم اﻹﻧﺗﺎج
اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ،ﯾﺗﺟﻠﻰ ﺑﺗﻣﻠك اﻟﻣﻣوﻟﯾن ﻟﻣﺷروع ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺷﻐﯾل ﻧﺣو
ﺟﺳر ،أو ﻧﻔق ،أو ﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ،وﺗﻘوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ إدارﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋد اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻪ،
ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟ ازرع اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺳم
وﻫو واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻣ ازرﻋﺔ واﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ،ﺣﯾث ﺗوﺿﻊ اﻷرض
ﻣﻊ
واﻟﺷﺟر
4
ﻣﺎﻟﻛﻬﻣﺎ ﻣﺟﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺣﺳﺑﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ .
وﻟﻘد ﻧص اﻟﺣﻧـﺎﺑﻠﺔ ﻋـﻠﻰ ﺟـواز اﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗـﺎج ،ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣـ ازرﻋﺔ واﻟﻣﺳـﺎﻗﺎة ،ﻗﯾـﺎﺳﺎ
ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾل اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ أﺳﻬم ﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﻟﻣﺷروع ﺗﺗم ﻓﯾﻪ
ﻣﻘﺎﺳﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﺻﺎﻓﻲ ،وﻫﻲ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﺗﻣوﯾل ﺟﺳر أو طرﯾق ﯾﻛون اﻟﻌﺑور ﻓﯾﻪ ﻟﻠﺳﯾﺎ ارت ﺑرﺳم،
اﻟﻧﺎس ﺑرﺳم ﻣﻌﯾن ،ﻓﯾﻛون ﺑﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ أﺳﻬم
أو ﻹدارة ﻣﺷروع ﻗﺎﺋم ﻓﻌﻼ ،ﻣﺛل ﺣدﯾﻘﺔ ﺣﯾواﻧﺎت ﯾدﺧﻠﻬﺎ
1
اﻹﻧﺗﺎج ﺧوﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﺷروع.
1ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة " ،اﻗﺘﺼــﺎد اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 73.
2ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 49.
3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 46وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
4اﻟﻤﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص31.
1
وأﺳﻬم اﻹﻧﺗﺎج ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﺎت ذات اﻹﯾ ارد ،أو ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌل ﻟﻬﺎ إﯾ اردا ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻠﻣوﺟودات اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻏﯾر ذات اﻹﯾ ارد.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل أﺳﻬم اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺻرف اﻟﻣرﻛزي ،ﻣﺛل ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻷو ارق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻋﯾﺎن واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ.
ﺗﻌﺟﯾل اﻟزﻛـﺎة وﻣدى إﻣﻛـﺎﻧﯾﺔ إﺗﺧـﺎذﻫﺎ آداة ﻟﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس:
ﻟﻠدوﻟﺔ
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن؛ " أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻌﺟﯾل اﻟزﻛﺎة ﻗﺑل ﺗﻣﺎم اﻟﺣول ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻌﺟز
اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻣﺳﺗدﻟﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺄﻗوال اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ،واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ،وﻫو اﻟ أري اﻟذي ﻋﺎرﺿﻪ ﻣﺎﻟك،
إﻻ
1
أن ﯾﻛون ﻗرب اﻟﺣول أو ﻗﺑﻠﻪ ﺑﺷﻲء ﯾﺳﯾر ".
ﻏﯾر أن اﻟﻧظرة اﻟﻔﺎﺣﺻﺔ ،ﺗﺑﯾن أن اﻟﺗﻌﺟﯾل رﺧﺻﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل اﻟﺗﻲ وﺟﺑت ﻓﯾﻪ اﻟزﻛﺎة ،ﻓﻠﻪ أن ﯾﻌﺟل
زﻛﺎﺗﻪ ،وﻟﻪ أن ﯾؤدﯾﻬﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻟ ازم اﻟدوﻟﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺟﯾل زﻛﺎﺗﻬم ﺳﻧﺗﯾن أو
ﻛﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻵداة ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﺛﻼث أو أﻛﺛر ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻟﻬﺎ،
ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﺟﺎوزت ﻓﺗرة اﻟﻌﺟز أﻛﺛر ﻣن ﺳﻧﺗﯾن أو ﺛﻼث ،أو ﻛﺎن اﻟﻌﺟز داﺋﻣﺎ.
وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻧوﻋﺎن اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ اﻹﻗﺗ ارض ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة ،إﻣﺎ ﻋن طرﯾق إﺻدار ﺳﻧدات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﯾدﻓﻊ
ﻣﻘﺎﺑل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻹﺳﻣﯾﺔ ﻓﺎﺋدة دورﯾﺔ ،أو اﻹﻗﺗ ارض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺑﻔﺎﺋدة.
1
1ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺮي " ،ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻤــﺎﻟﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣـﻲ ﻓــﻲ اﻹﻗﺘﺼــﺎد اﻹﺳــﻼﻣﻲ" .اﻟﺒﺼﯿﺮة ،دورﯾﺔ ﺗﺼﺪر ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺨﺎﻣﺲ،2000/1420 ،
ص .36
1
أﻣﺎ اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،ﻓﻬو ﯾﺗﺿﻣن إﺻدا ار ﺟدﯾدا ﻟﻠﻧﻘود ،ﻗد ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻧﻣو ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ
اﻟوطﻧﻲ اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻧﺣو اﻹرﺗﻔﺎع ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗدﻫور اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود.
وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣـﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺈن اﻹﻗﺗـ ارض ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ أزﻣﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ أﻣر ﺟﺎﺋز ،وﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ
3 2
و"اﻟﺷ ـﺎطﺑﻲ " ،و"اﻟﻣــﺎوردي ،" ..وﻋﻧد ﻣﻌظم 1
ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ،أﻣﺛﺎل :اﻹﻣﺎم "اﻟﻐـزاﻟﻲ " ﻋﻧد
اﻟﻌﻠﻣـﺎء ،
اﻟﻣﻌـﺎﺻرﯾن ،ﻏﯾر أن اﻟﻘروض اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻘروض اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،أي اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن
ﻓواﺋـد
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻫذﻩ
اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻹﻗﺗ ارض واﻷﺿ وﻟﻘد ﺗﺄﻛد ﻋﻠﻣﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
اﻟرﺑوي؛ ارر
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ،
اﻷﺿ ارر ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻓﻘط ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﺑل ﺗﺗﻌداﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘروض اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﻘروض اﻟﺣﺳﻧﺔ ،أي اﻟﻘروض اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة
)اﻟرﺑﺎ( ﺑل ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺳﺎن ،وﺳوف ﻧورد ﺑﻌض اﻟطرق اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘروض:
-إﺻدار اﻟﺳﻧدات.
ﺗﺗﺿﻣن
ﺳﻧـدات اﻹﻗﺗـ ارض اﻟﺣﻛـوﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻛـل ﺣﺳﻧﺔ؛ ﻟﯾس ﻣـن اﻟﻣﻌﺗـﺎد أن ﺗﺻدر اﻟﺣﻛـوﻣﺔ
ﻗروض
اﻟﺗﻌﻬد ﺑرد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧـد ﻓﻘط ،ذﻟك أﻧﻬـﺎ ﺳﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﺣـﺎﻓز اﻟﻣـﺎدي اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻷﻓـ ارد إﻟـﻰ ﺷ ارﺋـﻬﺎ.
ﻏﯾر أن اﻟﺣـﺎﻓز اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾدﻓﻊ اﻷﻓ ارد ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺳﻠم ﻣﺗﻛـﺎﻣل إﻟﻰ ﺷ ارﺋﻬﺎ؛ ﻫو داﻓﻊ اﻟوطﻧﯾﺔ
1
واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ،ﻓﺣﺎﻣﻠﻬﺎ داﺋن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
إﻟ ازم ﺑﻌض اﻟﻔﺋﺎت ﻣن اﻟﻧﺎس )رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،ﺷرﻛﺎت( ،ﺑﺎﻹﻛﺗﺗﺎب ﺑﻬﺎ ﻟﻔﺗرة ﻣﺣددة.
1أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ:اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﺗﻄﺒﯿﻖ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ص ،43-44ﻧﻘﻼ ﻋﻦ :أﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﺤﻤﺪ
ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻲ ،ﺷﻔﺎء اﻟﻐﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﺑﯿﺎن اﻟﺸﺒﮫ واﻟﻤﺨﯿﻞ وﻣﺴﺎﻟﻚ اﻟﺘﻌﻠﯿﻞ .ﺑﻐﺪاد :ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻹرﺷﺎد ،1390 ،ص 241وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ :أﺑﻮ اﺳﺤﺎق إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺸﺎطﺒﻲ ،اﻻﻋﺘﺼـــﺎم .ﺑﯿﺮوت :دار اﻟﻜﺘﺒﻦ.359/2 ،1341
3أﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ:ﺳﻌﺪ اﻟﻠﺤﯿﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص ،240ﻧﻘﻼ ﻋﻦ :ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﯿﺐ اﻟﻤﺎوردي ،اﻷﺣﻜـــﺎم اﻟﺴﻠﻄــﺎﻧﯿﺔ .اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻔﻜﺮ،
ص .212 1404،
1
أن ﺗﺿﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻟﺣﺎﻣﻠﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم، وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس اﻗﺗرح اﻟﺑﻌض
ﺑﺎﻹﻏ ارء ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻘرض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺗوﻗﻊ ،ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻘرض ﺑﻌﻣﻠﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ذات
ﻗﯾﻣﺔ
1
ﻣﺳﺗﻘرة ﻧﺳﺑﯾﺎ .
ﻛﻣﺎ اﻗﺗرح اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﻠﻰ اﻷﻓ ارد اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻣرون أﻣواﻟﻬم ﻟﻌدم رﻏﺑﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﻌرﺿﻬﺎ ﻟﻠﻣﺧﺎطرة،
ﺣﺳﺎﺑﺎت ادﺧﺎرﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛ ﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣدﺧ ارت ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﯾودﻋوﻧﻬﺎ ﻓﻲ
إﻟﻰ
2
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺣﯾث أن اﻹﯾداع ﻟدى اﻟﺣﻛوﻣﺔ أﻛﺛر أﻣﻧﺎ وﺿﻣﺎﻧﺎ ﻹرﺟﺎع اﻟﻧﻘود ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻘرض .
وﻗد ﻧـﺎﻗش ﻫؤﻻء إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻔﺎء ﺣﺎﻣل ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ﻣن أﻧواع ﻣﺣددة ﻣن اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل أو ﻋﻠﻰ
أرس اﻟﻣﺎل؛ إذا ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻟﻘروض ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺗﺻر ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ ﺗﻘدﯾم
ﻋﻠﻰ ﺳﻧوات أﺧرى ﻣن ﻋﻣر اﻟﻘروض إذا ﻛﺎﻧت ﻣدﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻛون
اﻟﻘروض ﻓﻘط ،وﻻ ﺗﻣﺗد
ﻣدﺧﻼ ﻟﻠرﺑﺎ.
وﻟﻺﻗﺗ ارض ﺑﺈﺻدار اﻟﺳﻧدات ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﻬﺎ دورﻩ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑر اﻷﺟﯾﺎل ،ﻓﻔﻲ
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ذات اﻷﺟل اﻟطوﯾل ،أي ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟﻧﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻛﻠﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد ﻋدد ﻣن اﻟﺳﻧﯾن ،ﯾﺻﺑﺢ اﻹﻗﺗ
ارض ﺑﺈﺻدار اﻟﺳﻧدات أﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﻔرض اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،ذﻟك أن ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات ﺳوف
ﺗﺳدد ﻓﻲ
اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ،وﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن إرﺟﺎء ذﻟك ﻓﺗﻔرض اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾل اﻟذي ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﻣﻔﯾدة
ﻟﻬذا اﻟﻣﺷروع وﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾل اﻟذي رﺑﻣﺎ ﻟن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺷروع ،وﺗﻌطﻰ اﻟﺳﻧدات اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﺣوﯾل
3
اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑر اﻷﺟﯾﺎل ﻓﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟﻐرض .
وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر؛ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻟ ازم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣودع ﻟدﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑدون ﻓواﺋد.
1
1ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ص 32.
2ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺠﺎة ﷲ ﺻﺪﯾﻘﻲ ،اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻤﺼﺮﻓــﻲ اﻟﻼرﺑﻮي .ﺟﺪة :اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻷﺑﺤﺎث اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ1405 ،ھـ ،ص ص
102وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 102.
ﻧﺤﻮ ﻧﻈـﺎم ﻧﻘﺪي ﻋــﺎدل ،دراﺳــﺔ ﻟﻠﻨﻘﻮد واﻟﻤﺼـﺎرف واﻟﺴﯿـﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺸﺮﯾﻌـﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯿﺔ .اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة 4ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ﺷﺎﺑﺮا،
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،1990/1410 ،ص
1
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس اﻗﺗرح اﻟﺑﻌض إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠوداﺋﻊ اﻟﺟـﺎرﯾﺔ ،ﯾودع اﻷﻓ ارد ﻓﯾﻬﺎ
ﻧﻘودﻫم
1
وﺗﻌﻣل ﺑﻧظرﯾﺔ اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﺟزﺋﻲ ،أﻣﺎ ﻣـﺎ ﺗوﻟدﻩ ﻣن ﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ﻓﯾﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻪ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣﻛـوﻣﺔ .
وﺑﺗطﺑﯾق ﻫـذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﻛون اﻹﻧﺗﻔﺎع ﻣن اﻟوداﺋـﻊ اﻟﺟـﺎرﯾﺔ ﻟﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﻪ ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓـﻲ ﺑﻧود اﻟﻣوازﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ،أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﻣوﯾـل ﺑﺎﻟﻌﺟز
أو اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ ،ﻛﺄﺣـد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﺣﺗﯾـﺎﺟﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻋﻧد ﻋﺟز ﻣواردﻫﺎ اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ
ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك .
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟ أري ﻋﺎرﺿﻪ اﻟﺑﻌض ورﻓﺿوا اﺳﺗﺧدام ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻟﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن آﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ،أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم وارﺗﻔﺎع
اﻷﺳﻌﺎر ،واﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،واﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻏﻧﯾﺎء واﻟﻣﻼك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻔﻘ ارء ،وﻫو ﻣﺎ
2
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ أﺳس اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ .
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻟﺟوء اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻵداة ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﺟم
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ
ﺛﺑت ﯾﻘﯾﻧﺎ أن ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﻗﺗ ارض آﺛﺎر إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﻪ؛ أي أﻧﻪ إذا
اﻟﻧﺷﺎط
ﺣﺎﻻت اﻟﻛﺳﺎد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل إﻧﺗﺎج ﻋﺎطﻠﺔ ،وﯾﺗرﺗب أن ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة إﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل
ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎطﻠﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﺣﺟم اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وزﯾﺎدة ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون ﻣﻧﻔﻌﺗﻪ
أرﺟﺢ ﻣن ﻣﺿﺎرﻩ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد.
1
وﺗوﻓﯾر اﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻟﻬم وﺗﻌﻠﯾﻣﻬم وﻋﻼﺟﻬم.
1
واذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن رﻋﺎﯾﺔ ﻫؤﻻء واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬم ،ﯾدﺧل ﺿﻣن واﺟﺑﺎت اﻟدوﻟﺔ ،ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن إﺳﻬﺎم ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟزﻛﺎة واﻟوﻗف.
ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ،وﺗﺑﯾﺎن دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟزﻛـﺎة. -
اﻟوﻗـف. -
اﻟﻣطﻠب اﻷول:اﻟزﻛــــﺎة
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟزﻛﺎة ﻫﻲ ﻣورد ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻬم ورﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ،
إﻻ أن ﻣﻌظم اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،دﻋوا إﻟﻰ أن ﺗﻛون ﻟﻬﺎ ﻣوازﻧﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟذي ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ.
ٕ وان اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻟزﻛﺎة ﻋن ﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻫو ﻣﺑدأ ﻫﺎم ﺟدا ،ﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﺗﺷرﯾﻊ اﻟزﻛﺎة ،ﺣﯾث أن
اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟم ﺗﻛﺗف ﺑﻔﺻل اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن ﻣﻠك اﻟﺣﺎﻛم ،ﺑل ﻓﺻﻠت أﻣوال اﻟزﻛﺎة ﻋن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.2
وﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻧﺷﺊ ﺟﻬﺎ از ﻣرﻛزﯾﺎ ﻟﻠزﻛﺎة وأﺟﻬزة ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ﻟﺟﻣﻊ وﺗوظﯾف أﻣوال اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺑﻌدﯾن اﻟﻘوﻣﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﻬذا
اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻻ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺗﺧﺻﯾص وﺑﺣث ﻋن ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻣوازﻧﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷؤون
واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وأﻋﻣﺎل اﻟﺑر ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻔﻘ ارء....
إن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠزﻛﺎة إﻟ ازﻣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻧﯾﺎء ،وﺣﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘ ارء ﯾرﻓﻊ ﻋن ﻛﺎﻫل ﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﺑﺋﺎ ﻛﺑﯾ ار
ﯾﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻔف ﻣن اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ ،وﯾﻘﻠل ﻣن ﻋﺟزﻫﺎ إن وﺟد ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ
1
1ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص25.
2ﻣﺤﻤﺪ أﻧﺲ اﻟﺰرﻗﺎ " ،دور اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ" .ﻣﻦ ﻛﺘﺎب :اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﺰﻛﺎة .ﺟﺪة :اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث واﻟﺘ-ﺪرﯾﺐ،1997 / 1417 ،
ص .468
1
ﯾﻔﻌﻠﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﺗﺂﺧﻲ واﻟﺗ ارﺣم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ رﻏﺑﺔ واﺳﺗﻌداد اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص
ﻟدﻋم
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
وﯾﻣﻛن ﻟﻠزﻛﺎة أن ﺗﺧﻔف ﻣن ﻋبء اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟزﻛﺎة أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ،ﯾﻣﻛن ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﺗوﻓﯾر ﻣورد ﻣﺎﻟﻲ ﻛﺑﯾر وﻣﺗﺟدد ،وﻻ
ﯾﺗوﻗف دورﻫﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ ﻋﻧد ﺣدود ﺣﺻﯾﻠﺗﻬﺎ ،ﺑل ﯾﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣررﻩ ﻣن أﻣوال ﻣﺟﻣدة وﻣﻛﺗﻧزة؛
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣوال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﻣﺎء ﺳواء اﺳﺗﺛﻣرت أم ﻟم ﺗﺳﺗﺛﻣر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن أن اﺳﺗﻐﻼل ﺟزء
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗوﻟت ﻣﺻﺎرف
ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺻﺻﻬﺎ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟزﻛﺎة ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت أﺧرى ﻛﺎﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﻧﺷﺎء ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟزﻛﺎة
1
ﺑﻌد إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ،وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻣن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟزﻛﺎة ﻣـﺎﯾﻠﻲ :
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
أن ﯾﺗم ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻔﻘ ارء واﻟﻣﺳـﺎﻛﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ ﻓﻌﻼ وﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗوزع ﻋﻠﯾﻬم ﺳﻧدات
وﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
أن ﺗﻧﺣﺻر ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺷروع ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟزﻛﺎة ﻓﻘط.
أن ﯾﻘﻊ اﻟﻣﺷروع ﺿﻣن أوﻟوﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ ﺗﺣﺳﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي
ﻣﺎ ﯾ ازل ﻟدﯾﻬم ﺿرورﯾﺎت ﻟم ﯾﺗم اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌد.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟزﻛﺎة ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺻرف اﻟﻔﻘ ارء و اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن.
1
1ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ" ،اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ودوره ﻓﻲ ﺗﻮﻟﯿﺪ اﻹﯾﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ ".ﻣﻮارد اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺪﯾﺚ
ﻣﻦ وﺟﮭﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ".ﺟﺪة :اﻟﺒﻨﻚ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،1998/1410 ،ص 139.
1
( - 2ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ )اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ(:
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن آ ارء ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﻌﻠﻣﺎء،اﻟﻣوﺳﻌﯾن ﻟﺳﻬم " ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ " ،اﻟداﻋﯾن ﻟﻌدم ﺣﺻر ﻧطﺎﻗﻪ
ﻓﻲ إﻋداد اﻟﺟﯾوش ﻓﺣﺳب ،ﻟﯾﺷﻣل ﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺻﻼح واﻟﺧﯾر ،ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا
ﺷق اﻟطرق وﻣد اﻟﻘﻧوات ،وﺗﺷﯾﯾد اﻟﺟﺳور ،واﻟﻘﻧﺎطر واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ
اﻟﺳﻬم ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،ﻣﺛل:
اﻟﻌﺎﻣﺔ...
أن ﻣن أﺳﻬم اﻟزﻛﺎة ،ﺳﻬم ﻹﺻﻼح طرق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻫو"ﺳﻬم اﺑن اﻟﺳﺑﯾل"،
"أﺑو ﻛﻣﺎ ذﻛر
ﯾوﺳف"
1
وﺑذﻟك ﻓﻬو ﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟطرق اﻟﻣﻌﺑدة وﺷﺑﻛﺎت اﻟﻣواﺻﻼت .
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻛﻼ ﻣن ﺳﻬﻣﻲ؛ " ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ"" ،واﺑن اﻟﺳﺑﯾل" ،ﯾﺳﺎﻫﻣﺎن ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣ ارﻓق اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ واﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﺑدء واﺳﺗﻣ ارر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،
ﻣن ﺧﻼل اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻧﻔﻘﺎت إﻗﺎﻣﺔ وﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟوﻓو
ارت
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
واﻟﻘﯾﺎم
واﻹﺳﺗ ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ " ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ" ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼل ﺳﻬم
ارﺗﯾﺟﯾﺔ،
ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎ ارت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﺳﻛري ،واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﺣد اﻟﻣﺣﺎور اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﻬم ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫذا اﻟﻘطﺎع أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺗص ﺟزءا ﻣﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﺗﺣرﯾر ﺗﻠك
2
اﻷﻣوال واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم .
ﻟﻘد أﺷﺎر اﻟدﻛﺗور ﯾوﺳف اﻟﻘرﺿﺎوي إﻟﻰ أن ﺳﻬم "ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ" ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻛل ﺟﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ ﺳواء
ﻛﺎن اﻟﺟﻬﺎد ﻓﻛرﯾﺎ أو إﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻌﺳﻛري.
ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﻣن أﻫم أوﺟﻪ اﻟﺟﻬﺎد ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑدﻓﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗدﻣﺎ،
ﻫو اﻟﺟﻬﺎد اﻟﻔﻛري ،اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑدوﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق أي ارﺗﻘﺎء ﻓﻲ أي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺟﻬﺎد اﻷﺧرى.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺟﻬﺎد اﻟﻔﻛري ﻫﻧﺎ ،اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﻌﻠم وﻣ ارﻛز اﻷﺑﺣﺎث واﻟﺗدرﯾب ،وﺗﻣوﯾل اﻷﺑﺣﺎث
1
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،طﺎﻟﻣﺎ أن ﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻣﻬم ﻟﯾﺳت ﻣﻘﺻورة ﻋﻠﯾﻬم ،وﻣﻣﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
1
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗطورة ﺑﺎﺳﺗﻣ ارر اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﻣﻘﺎﺑل
اﺳﺗﯾ اردﻫﺎ أﺳﻌﺎ ار ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ.
ﻓﻲ ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻓ ارد ﻋﻠﻰ
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﺳﻬم" اﻟﻐﺎرﻣﯾن"
ﺧوض
اﻟﺗﺟﺎرب اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﯾدة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ" ،وﻛذا اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣوارد إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻌطﻠﺔ ،وذات ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ
ﻣﺿﻣﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أرس ﻣﺎل ﻟﻪ دورﻩ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺿرورة ﻋدم
1
ﺧروﺟﻪ ﻣن ﻣﯾدان اﻻﻧﺗﺎج ،وﺗﺛﺑﯾﺗﻪ ﻛوﺣدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ".
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ أرس اﻟﻣﺎل اﻟﺑﺷري ،ﺑﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺗﻪ وﻣﺿﺎﻋﻔﺔ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ ،وﺑﺎﺳﺗﺣداث
ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ،وﺗوزﯾﻌﻪ،
ﻋﻧﺎﺻر ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ،وﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺎﻫم
ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺣداث اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻧﺟد أﻧﻧﺎ ﺑﻔك أﺳرﻩ وطرﺣﻪ ﻓﻲ اﻷﺳواق ،ﻛﻌﻧﺻر إﻧﺗﺎﺟﻲ ،ﻓﻌﺎل ،وﺑﺈﻋﺎدة
ﻓﻲ ﻓﻠو أﺧذﻧﺎ ﺳﻬم"
اﻟرﻗﺎب"
ﻛ ارﻣﺗﻪ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻧﻌﯾد اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻬم "اﺑن اﻟﺳﺑﯾل"،
ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺑﻔك أﺳرﻩ ﻣن اﻹﻧﻘطﺎع وﺑﺈﻋﺎدة ﻛ ارﻣﺗﻪ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ ،وﺗﻛرﯾس ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹﻧﺗﺎج.
1
1ﻏﺎزي ﻋﻨﺎﯾﺔ ،أﺻـﻮل اﻟﻤــﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯿﺔ .ﺑﯿﺮوت :دار اﺑﻦ ﺣﺰم ،1993/1414 ،ص 107.
1
ﺑﻔك دﯾﻧﻪ ﺑﻘـروض ﺣﺳﻧﺔ ،وﺑدون ﻓواﺋـد ﺗﻌطﻰ " وﻛذﻟك ﻫو اﻟﺣـﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻬم
ﻟﻠﻐـﺎرم، اﻟﻐـﺎرﻣﯾن"
ﻓﻲ دﻋم اﻟﻧﺷـﺎطﺎت
أﻣواﻟ وﺗﺷﻛـل اﻟﻘـروض ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻻﺋﺗﻣـﺎﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟﺗﺟـﺎرﯾﺔ،
ﻪ ﺗﺳﺗﺧدم
1
واﻹﻧﺗـﺎﺟﯾﺔ.
ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎﻓﺔ
ﻻ ﯾﺗوﻗف دور اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻣول 2-ﻣﺿﺎﻋف اﻟزﻛﺎة:
أوﺟﻪ اﻟﻌﻣ ﻠﯾﺔ اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ،واﻧﻣﺎ ﺗزﯾد أﺿﻌﺎف ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﻋن ﻣﻘدار اﻹﻧﻔﺎق اﻷوﻟﻲ ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن إﺧ ارج
ﺑﻣﻌدﻻت ﺳﻧوﯾﺔ ﺗﺗ اروح
واﺟب اﻟزﻛﺎة ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ زﯾﺎدات ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺑﯾن
ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻹﺧ ارج اﻷوﻟﻰ ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺎدﯾر اﻟزﻛﺎة اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﻰ
،% 0.25و 0.5%،و%1
ﻣﺧﺗﻠف
2
أﻧواع اﻷﻣوال .
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﯾﻣﻛن
ﺣﯾث أن
اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺧﻔف ﻣن اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺟزء ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻷوﺟﻪ إﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺗوﻟت ﻣﺻﺎرف اﻟزﻛﺎة ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ،
ﻣﺛل اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،إﻋﺎﻧﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗوﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﻛﺎة اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﻬﺎ ،ﯾﻣﻛن ﺗﺣرﯾر ﻫذا اﻟﺟزء ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ إﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
1
ﻏﯾر أن اﻟدور اﻟﻣﻧوط واﻟﻣﻧﺗظر ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﺎدة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻫو ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣﻌطل ،وﻏﯾر ﻓﻌﺎل،
وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟﻌدة ﻋواﻣل ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
-1ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻹﻟﺗ ازم اﻟدﯾﻧﻲ ،وﺿﻌف اﻟوازع ،وﻏﯾﺎب اﻟوﻋﻲ.
اﻟﺟﻬل ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،وﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟزﻛﺎة ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص. -2
اﻟطرق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟزﻛﺎة واﻷﻓق اﻟﻣﺣدود ﻓﻲ إﻋطﺎﺋﻬﺎ ،واﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻟﻘﻣﺔ ﺗﺷﺑﻊ ﺟﺎﺋًﻌﺎ ،وﻋن -3
ﻼ ﻋﻠﻣﯾًﺎ ،وﺗدرﯾﺑًﺎ ﻋﻣﻠﯾًﺎ ،ورﻋﺎﯾﺔ
ﺛوب ﯾﻛﺳﻲ ﻋرﯾﺎﻧًﺎ ،دون اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺷؤون اﻟﻔﻘ ارء واﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾنﺗ ﺄﻫﯾ ً
ﺻﺣﯾًﺔ .
اﻟﻣواﻗف اﻻرﺗﺟﺎﻟﯾﺔ ﻟدى ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﺟﺑﺎﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻟزﻛﺎة؛ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎدﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو -4
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن أﻣوال اﻟزﻛﺎة ،وﺗﺻرﯾﻔﻬﺎ آﻧًﯾﺎ ،ﻓﺗﻛون ﻓﻲ ذروﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬر رﻣﺿﺎن وﻣﺎ ﻗﺎرﺑﻪ ،وﺗﺻل إﻟﻰ
ﺣد اﻟﺟﻔﺎف ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺷﻬر.
ﺗﺷﻌب طرق اﻹﻧﻔﺎق ،وﺗﻧوع أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ ،ﺑﯾن اﻷﻓ ارد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ. -5
ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹدارﯾﺔ داﺧل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟزﻛﺎة ﻣن اﻟﻘوى اﻟﺑﺷرﯾﺔ ذات اﻟﺧﺑرة، -6
واﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،وﺗدﻧﻲ اﻟﺧﺑرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻋدم اﻟﻛﻔﺎءة اﻹدارﯾﺔ.
اﻧﻌدام ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣﻣﺗﻧﻌﻲ اﻟزﻛـﺎة ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن. -7
ﺗدﻧﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺧﯾرﯾﺔ ،وﺿﻌف اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻟدى اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ. -8
ﻫذﻩ ﻫﻲ ﺑﻌض اﻷﺳﺑﺎب و ارء ﻋدم ﺗوظﯾف اﻟزﻛﺎة ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣطﻠوب ،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻋرض ﻟﺑﻌض
اﻟﻧﻘﺎط
اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘق إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ،ﺑﻌض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣرﺟوة ﻣن اﻟزﻛﺎة:
1.ﻧﺷر ﻓﻘﻪ اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ،ﻋن طرﯾق اﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾث
واﻹﻋﻼم؛ اﻟﻣرﺋﻲ واﻟﻣﻘروء واﻟﻣﺳﻣوع.
ﱢﺻﻠﯾن واﻟﻣوزﻋﯾن.
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ زرع اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤدﯾن ﻟﻠزﻛﺎة ،واﻟﻣﺣ 3.
رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﻟﻘوى اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟزﻛﺎة وﺗوظﯾف أﺷﺧﺎص ﻣﻌروﻓﯾن ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ واﻟﻧـ ازﻫﺔ 5.
واﻟﺗﻘوى واﻟﻌﻠم واﻟﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌرﯾﻘﺔ.
1
ﺗدرﯾب اﻹطﺎ ارت اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﺗﺄﻫﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ. 6.
1
ﺗﺧﻔﯾض ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟزﻛﺎة ﺟﺑـﺎﯾﺔ وﺗوزﯾﻌًﺎ . 7.
اﻟد ارﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن ،وﺗوزﯾﻊ اﻟزﻛﺎة ﺣﺳب اﻷوﻟوﯾﺎت. 8.
ﺗﻣﻛن اﻟﻔﻘ ارء ﻣن إﻋﺎﻟﺔ أﻧﻔﺳﻬم طوال ﺣﯾﺎﺗﻬم ،وﺗﻛوﯾن ﻗﺎﻋدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻧﻬم.
وﺿﻊ آﻟﯾٍﺔ ﱢ
.10
ﺗﺄﻫﯾل اﻷﺳر اﻟﻣﺣﺗﺎﺟﺔ؛ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻠﯾﻣﻬم ﻣﻬﻧﺔ أو ﺣرﻓﺔ ،أو ﺗﺳﻬﯾل ﺷ ارء اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬم ،أو
.11
دﻋم ﺗﺻرﯾف ﺑﺿﺎﺋﻌﻬم اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ؛ ﻟﺗﺣوﯾل اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻌﺎطﻠﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟزﻛﺎة إﻟﻰ طﺎﻗﺎت ﻣﻧﺗﺟﺔ ﺑﺷﻛل
ﻓردي أو ﺟﻣﺎﻋﻲ.
ﺗﻘدﯾم اﻷدوات واﻟﻣﻌدات أو اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ أو دﻓﻊ رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣن ﯾﺣﺳن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ.
.12
14.وﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟ اردﻋﺔ ،واﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻬرب اﻟزﻛوي.
اﻟوﻗف ﻫو إﺣدى اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻲ ﺣث ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻹﺳﻼﻣﻲ وأﻗرﻫﺎ؛ ﻟدﻋم اﻷﻓ ارد ﻟﻠﺟﻬﺎت ذات اﻟﻧﻔﻊ
اﻟﻌﺎم ،ﺑﻐرض اﺳﺗﻣ اررﻫﺎ ﻓﻲ آداء وظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻗد ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم.
ﻟﻬذﻩ
أﻣﺎ ﻓﻲ واﻗﻌﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﻓﻬﻧﺎك ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن؛ ﻣن ﯾﻧظرون
اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻧظرة ﺳطﺣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻫﻣﻠوا اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻗﺎف ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻧﺎك ﻣن ﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺎﻣل ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣدﻋﺎة ﻟﻠﻛﺳل وﺗﻌطﯾﻼ
ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ أﻛﺛر وﺑﯾﺎن اﻟدور اﻟﺣﯾوي ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻗﺎف ،ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﻌرﯾف اﻟوﻗف.
1
-اﻟدور اﻟﺣﯾوي ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻗﺎف.
1
1
ﻟﻐـﺔ :اﻟﺣﺑس ،ووﻗف اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ،أي ﺣﺑﺳﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬم .
واﻟوﻗف ﻫو ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﺎﻹ اردة اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﻠواﻗف ،أي ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻗﺑول اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ،
4
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ :
1.اﻟوﻗف اﻷﻫﻠﻲ :ﯾﺷﻣل ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ﺷﺧﺻﺎ أو أﺷﺧﺎﺻﺎ آدﻣﯾﯾن ﺳواء ﻛﺎﻧوا ﻣن أﻗﺎرب اﻟواﻗف أو
ﻏﯾرﻫم.
ﻛﺎﻟﻣﺳﺎﺟد
2.اﻟوﻗف اﻟﺧﯾري :وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻬﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻬض ﺑﺂداء ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ودور اﻟﻌﺑﺎدة ودور اﻟﺗﻌﻠﯾم وﻏﯾرﻫﺎ..
ﻓﯾﻪ اﻟواﻗف ﻟﻧﻔﺳﻪ وذرﯾﺗﻪ ﻧﺻﯾﺑﺎ ﻣن رﯾﻊ اﻟﻌﯾن اﻟوﻗوﻓﺔ ،وﻟﻠﺑر ﻧﺻﯾﺑﺎ
3.اﻟوﻗف اﻟﻣﺷﺗرك :وﻫو اﻟذي ﯾﺟﻌل
آﺧر ﻣﺣددا أو ﻣطﻠﻘﺎ أو اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣن رﯾﻊ اﻟﻌﯾن.
ﻣﺎ ﯾﻧﻔق ﻓﻲ وﺟوﻩ اﻟﺧﯾر ،واﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣﻌﺎﻫد اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وﻫذﻩ ﺗﻧﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ
1.ﻧﺷﺎطﺎت اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ :وﻫﻲ
اﻷوﻗﺎف وﻻ ﺗﻌود ﺑﻌﺎﺋد ﻣﺎدي.
2.ﻧﺷﺎطﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺗم رﺻدﻩ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻩ ﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻔﺎﺋض اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف؛ ﻟﯾﻧﻬض ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ.
1
1ﺣﺴﯿﻦ راﺗﺐ ﯾﻮﺳﻒ رﯾﺎن ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 162.
ﻧﺪوة :اﻟﺴﯿـﺎﺳﺔ اﻹﻗﺘﺼـﺎدﯾﺔ ﻓـﻲ إطـﺎر اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﻤـﺎﻟﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،ﺟﺪة :اﻟﺒﻨﻚ 2ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ " ،اﻟﺪور اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻠﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮر اﻹﺳﻼﻣﻲ".
اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،1991 ،ص ص420. 419-
3ﻓﻮزي ﻋﻄﻮي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 73.
4ﻋﻄﯿﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﺻﻘﺮ ،اﻗﺘﺼـﺎدﯾﺎت اﻟﻮﻗﻒ .اﻟﻘﺎھﺮة :دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،1998 ،ص 18-19.
1
وان اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻧظـﺎم اﻟوﻗف ﻋﺑر ﻟﻠﺗـﺎرﯾﺦ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،ﯾد رك ﻣﺎ ﻟﻧظـﺎم اﻟوﻗف ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ،وﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن
ارﺋﻌﺔ ﻣن اﻷوﻗﺎف،
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺳﺟل اﻟﺗـﺎرﯾﺦ دور ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف
ﯾﺻﻌب
ﻧﻣﺎذج
اﻟوﻗف اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﺣﺎﺟـﺎت اﻟﻧﺎس إﻟﻰ ﺣﺎﺟـﺎت
ﺣﯾث ﺗﺟﺎو ﺗﻛ اررﻫﺎ ﻓﻲ أﯾﺔ ﺣﺿـﺎرة إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
اﻟدواب
ز أﺧرى،
واﻟﺣﯾوان.
وﺣﯾث اﺳﺗطﺎﻋت ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻗف ﺧﻼل اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،أن ﺗﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ
ﻧظﺎم ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﺷﻣل اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻛﺑﺎر ،وﺗﺿﻣن إﻋﺎﺷﺔ اﻟطﻠﺑﺔ ،وﻛﻔﺎﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء
اﻟﻣﺳﺎﺟد واﻟﻣﺷﺎﻓﻲ واﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺧدﻣﺎت رﻋﺎﯾﺔ اﻷﻣوﻣﺔ واﻟطﻔوﻟﺔ ،وﺧدﻣﺎت اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ،...إﻟﻰ
واﻧﺷﺎء اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﻣﺎدي اﻟﻘوي،
1
ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ .
وﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺳﺗﻘطﻊ ﺟزءا ﻫﺎﻣﺎ ﻣن إﯾ اردات اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،وﺗﻣول
أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺄدوات ﺗزﯾد ﻣن ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم؛ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻣول ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟذﯾن
ﻧﻣت روح اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾﻧﻬم.
وﻫذا اﻟﺗﺣوﯾل ﻛﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻔردي ﻓﻲ ﺻورة إﻧﻔﺎق اﺳﺗﺛﻣﺎري اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﯾﻘﻠل ﻣن دور اﻟدوﻟﺔ
3
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﻧﺷطﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻹﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟدور اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن :
1
* ﺿرورة إﺣﯾﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻗﺎف:
1ﻣﻨﺬر ﻗﺤﻒ ،ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ إﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 27.
2ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺻﺎﻟﺢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص117.
3اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 118.
1
إﯾ وﻻ ﺷك أن إﺣﯾﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻗف ﺳوف ﯾدﻋم دور ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﻛﺎة ،وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر
اردات
1
أﺧرى ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أو ﺗﺳدﯾد اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﻛن أي ﯾﻠﻌﺑﻪ اﻟوﻗف اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻓﻲ ﻛل ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق ،إﻻ إذا ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ:
1 -وﺿﻊ اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘواﻧﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن و ﺗﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ وﻗف أﻣـوال وﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﺣﺳﻧﯾن.
2-وﺿﻊ اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ أﻣوال اﻟوﻗف ،وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ دور ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺧطط
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺳﻧد ﻣﻬﻣﺔ وﺿﻊ اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘواﻧﯾن ﻟﻠﺧﺑ ارء
ﻣن
اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن.
3 -اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت وأﻣـوال اﻟوﻗف ،ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺣﺳﻧﯾن ﻣن ﺧـﻼل ﺧطط إﻋـﻼ ﻣﯾﺔ وارﺷـﺎدﯾﺔ
ﻣﻧظﻣﺔ.
4 -اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﺧﺑ ارت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘت ﺑﻌض اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
5 -ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد ،واﻟﺧﺑ ارء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان أن ﯾﺗﻌﺎوﻧوا ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺗﻬدﯾن ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻷﻣﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺣﯾﺎة ،وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻔﻌﯾل اﻷوﻗﺎف ﻣﻊ ﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺑﻣﺎ ﯾﻔﯾد اﻷﻣﺔ
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻣؤﺳﺳﺗﻲ اﻟزﻛﺎة واﻟوﻗف اﻟﻠﺗﺎن ﺗﻣﺛﻼن إﺣدى اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺳﺦ ﻣﺑﺎدئ
ﺑﯾن أﻓ ارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗوﺟ ﺗﺷرﯾﻌﺎت أﺧرى ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺳﺑل واﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﺗﺂﺧﻲ واﻟﺗ اﻟﺗﻛﺎﻓل
اﻟواﺣد ،د ارﺣم
اﻟﻌﯾش واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻠﻣﺣﺗﺎﺟﯾن واﻟﻔﻘ ارء واﻟﻣﺳﺎﻛﯾن وﻏﯾرﻫم ،ﻛﺎﻟﻧذور واﻟﻛﻔﺎ ارت واﻷﺿﺎﺣﻲ وﺻدﻗﺔ اﻟﻔطر،
واﻟﺿﯾﺎﻓﺔ واﻹﯾﺛﺎر ،واﻟﻬدﯾﺔ واﻟﻬﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺑر واﻻﺣﺳﺎن اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﻔف
ﻣن اﻷﻋﺑﺎء
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
1
1ﺟﻤﺎل ﻟﻌﻤﺎرة " ،اﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺪﯾﻞ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق " ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص 81.
1
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟﺑدﯾـل اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ اﻟذي ﺗﺗوزع ﻓﻲ إطﺎرﻩ ﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدل ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن
اﻷط ارف اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ،ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﯾﻎ واﻷﺳـﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﻣﺑـﺎدئ
– -ﺑﺎﻹﺟﺎرة- اﻟﻣـ وأﺻول اﻟﻣذﻫب اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :اﻟﻣﺿـﺎرﺑﺔ اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ
اﻟﺳـﻠم ارﺑﺣﺔ - -
اﻟﻣﺳﺎﻗﺎة -اﻟﻣ ازرﻋﺔ....
وﯾﻣﻛن اﻹﻓﺎدة ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء ،واﺳﺗﺣداث أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗم ﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ ﻓواﺋض اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻧﺣو ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذا ﻣﺎ ﺗم ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﻧوك واﻷﻓ ارد
ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻧﺎﻓس اﻹﺳﺗﻌﻣﺎﻻت اﻷﺧرى ﻟﻠﻣوﺟودات اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
1
ﻗﺻﯾرة إن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻋﻘود ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻋﻠﻰ
ﺷﻛل ﺳﻧدات ذات ﻗﯾم اﺳﻣﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗﺻﻠﺢ ﻟﺻﻐﺎر أﺻﺣﺎب اﻟوﻓو ارت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻛون ذات آﺟﺎل
أو ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ.
وﻣن ﺑﯾن أدوات اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز
ﻣوازﻧﺗﻬﺎ ،أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ،ﻣﺛل :ﺳﻧدات اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
اﻟﺳﻠم ،ﺳﻧدات
ﺳﻧدات اﻟﻣ ارﺑﺣﺔ وأﺳﻬم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،أو ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺑﯾﻊ ،ﻣﺛل:
وﺳﻧدات
اﻹﺟﺎرة ،وﻋﻘود اﻹﺳﺗﺻﻧﺎع ،أو ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷدوات ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﯾ ارد ،اﻟﻣﺳﺗﻧﺑطﺔ ﻣن
ﺻﯾﻐﺗﻲ
اﻟﻣ ازرﻋﺔ واﻟﻣﺳﺎﻗﺎة ﻣﺛل :أﺳﻬم اﻹﻧﺗﺎج.
ﻋن طرﯾق
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟـﺔ اﻟﻠﺟـوء إﻟﻰ اﻟﻘروض اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
إﺻدار ﺳﻧدات ﺑدون ﻓواﺋد ،ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻋﻔﺎء ﺣﺎﻣـل ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ﻣن أﻧـواع ﻣﺣددة ﻣن اﻟﺿ ارﺋب ﻋﻠﻰ اﻟدﺧـل
ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺗﺻر ﻫذﻩ اﻹﻋﻔﺎءات ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﻘروض ﻓﻘط؛ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻛون
أرس أو ﻋﻠﻰ
ﻣدﺧـﻼ
اﻟﻣﺎل؛
ﻟﻠرﺑﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﻟ ازم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن
اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣودع ﻟدﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑدون ﻓواﺋد ،أو ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﺻدار
اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ،ﻣﻊ ﻣ ارﻋﺎة اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻﺎﺣب ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة.
اﻟﺨـﺎﺗﻤﺔ
ﻟﻘد أظﻬرت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ،اﻟطرق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻗد ﺗﺑﯾن ﺣﺟم اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻﺎﺣب
ﺳواء ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ أو اﻹﻗﺗﺻﺎد
اﺳﺗﺧدام أدوات اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟرﺑوﯾﺔ ،أو اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻹﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد ،ﻛﻌﻼج ﻟﺗﻐطﯾﺔ
اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدول.
1
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظـﺎم
ﻟذﻟك اﻗﺗرح اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣﺎﻟـﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﺗﺗﺣﻣل اﻟدوﻟﺔ دﻓﻊ أﯾﺔ ﻓـواﺋد ﻟﻣﻘرﺿﯾﻬﺎ أو اﻟﻣﺷـﺎرﻛﯾن ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣـﺎرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
1
ﻟن ﯾﻛون ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ذﻟك اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ -ﻣ ازﺣﻣﺔ اﻟﻘطـﺎع اﻟﺧﺎص -ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻠﻘطـﺎع
اﻟﺧﺎص ،أو ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﺻدار اﻟﻧﻘدي اﻟﺟدﯾد.
وﺑﻌد د ارﺳﺔ وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ،ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗم اﻗﺗ ارح
ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗوﺻﯾﺎت؛ ﻧﻘدﻣﻬﺎ ﻓﻲ إﯾﺟﺎز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
1.ﺑﻌد د ارﺳﺔ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ﺗﺑﯾن ﻣﺎﯾﻠﻲ:
اﻟﺣدﯾث ،وﻫو ﯾﻌﺑر ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺑﺳﯾط ﻋن ذﻟك اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻓﻲ ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ
-ﺗﺿﺎﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺿد اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود )اﻟﻣﺗﻌﻣد(
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي اﻟذي ﯾﺣﺑذ ﻛﺄداة ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘ ارر
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗدﺧﻠﯾﺔ ﻣداﻓﻌﺎ ﻋن ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ ﻟﻧﺷﯾط اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ.
1
2.أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻬﯾﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺑﻌد د ارﺳﺗﻬﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ
ﻣﺎﯾﻠﻲ - :اﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﺣول ﻧﺷﺄة اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺻدر اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
ﻻ
ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺗﻘدم اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﻣﺎ أن وﺟودﻫﺎ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،أﺻﺑﺢ ﺿرورة
1
ﺣﺗﻣﯾﺔ؛ ذﻟك أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺟود ﺗﻧظﯾم ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺧطط وﯾﻧظم اﻟﺷؤون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ- .
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول إن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو ﻣﺑدأ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل
اﻹﯾ اردات واﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺟواز اﻟﺧروج ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور إذا اﻗﺗﺿت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ذﻟك.
ﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻘوم اﺑﺗداء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺧﺻﯾص -إن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد
ﻧظ ار
اﻹﯾ اردات اﻟﺗﻲ رﺑطت ﺑﺈﻧﻔﺎق ﻣﻌﯾن ،أﻣﺎ اﻹﯾ اردات اﻷﺧرى ﻏﯾر ﻣﺣدودة اﻟﻣﺻﺎرف ﻓﺈن اﻷﺧذ ﺑﻘﺎﻋدة
ﻫﻧﺎك ﻋدم اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻣﻣﻛن ،وﯾرﺟﻊ اﻷﺧذ ﺑﺈﺣدى اﻟﻘﺎﻋدﺗﯾن إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة.
-ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻧوﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﺗﺧﺻﯾص إﯾ اردات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣﻛﺎﻧﻲ ،أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻛﻔل ﻛل إﻗﻠﯾم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻐطﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺗﺧﺻﯾص
ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ،وﻻ ﺗﻧﻘل ﻹﻗﻠﯾم آﺧر أو اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻗﻠﯾم.
-إن طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺧﺻﯾص ﺑﻌض اﻹﯾ اردات ﺑﻣﺻﺎرف ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺟﻌﻠت ﺿرورة أن
ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﯾ ازﻧﯾﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل إﺣداﻫﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،واﻷﺧرى ﻫﻲ ﻣﯾ ازﻧﯾﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫو
)اﻟزﻛﺎة( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺗﻌدد ،واﻟﺣد اﻟذي ﯾﻘف ﻋﻧدﻩ اﻟﺗﻌدد ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن أﺛر ذﻟك ﻋن
واﻹﻗﺗﺻﺎد -ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ي
اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ.
-ﯾﻧﻔرد اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ،ﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻣوارد أو إﯾ اردات دورﯾﺔ؛ ﺗﻌﺗﺑر
واﯾ اردات اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﻛﺎﻟزﻛﺎة واﻟﺧ ارج اﻟدﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم،
وﻋواﺋد
واﻟﺟزﯾﺔ
واﯾ اردات ﻏﯾر دورﯾﺔ ﺗرد ﻓﻲ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ،
اﻟﻣوازﻧﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗﻘطﻌﺔ ،ﻛﺎﻟﺿ ارﺋب واﻟﻘروض...
-ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟزﻛﺎة ﻫﻲ أﺣد وﺟوﻩ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ وﺟود ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ،وﺗﻘﯾم ﻟذﻟك إدارة
ﻟﻠدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ وﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ
ﺧﺎﺻﺔ.
-اﻟﺟزﯾﺔ ﻫﻲ ﻓرﯾﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﯾﻠزم ﺑﻪ
اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻣن زﻛﺎة ،وﻣﻘﺎﺑل إﻋﻔﺎﺋﻬم ﻣن اﻟﻘﺗﺎل ،وﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻪ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ
وطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ،وﻫﻲ ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻﺎﻋدﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ﺣﺳب ﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ.
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﺟزﯾﺔ أﺣد وﺟوﻩ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣـوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻏﯾر أن ﻓرﺿﻬﺎ ﺑﻬذا -
1
اﻹﺳـم وﻧظ ار ﻟﺿﻌف اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ،رﺑﻣﺎ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣدوث ﻣﻔـﺎﺳد وﻓﺗن ﻟذا ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﻔرض
ﻋﻠﻰ
أﻫـل اﻟذﻣﺔ ﻣﺎ ﯾﻌـﺎدل اﻟزﻛـﺎة اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷﻛل ﺿ ارﺋب.
1
-ﯾدﺧل ﺿﻣن إﯾ اردات اﻟدوﻟﺔ اﻟدورﯾﺔ إﯾـ اردات أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣن ﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ،ﻣﻊ
ﻣ ارﻋﺎة ﻋدم ﺗوﺳﻊ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﺗوﺳﻌﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط واﺳﺗﺛﻣﺎ ارت اﻷﻓ ارد ﻓﯾﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻟﯾس اﻟﻬدف
ﻣن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ أن ﺗﻔرض رﺳوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن، -
ﻓﻬﻲ ﻣﻊ ﺿرورة ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻣﺟﺎﻧﺎ إذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺿﻣن ذﻟك- .
ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻹﯾ اردات ﻏﯾر اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ اﻟﻣوارد اﻟدورﯾﺔ،
إﯾ اردات اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺳﻧوﯾﺔ ،وﻻ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻹﻧﺗظﺎم واﻟدورﯾﺔ.
-ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ أن ﺗﻔرض ﺿ ارﺋب ﻟﺗﻐطﯾﺔ إﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ.
ﺗﻘﻊ
-إن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﻓرض اﻟﺿ ارﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻻ اﻟﺿ ارﺋب ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة،
ﻷﻧﻬﺎ
أﻛﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘ ارء ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺿ ارﺋب ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال ﻻ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص.
-ﺗوﺳﻊ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻌﺎﺻر ،وازدﯾﺎد ﺣﺟم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟدول ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،أﺻﺑﺣت
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗ ازﯾدة ،ﻟذا ﯾﻣﻛن ﻟﻠدول وﻋﻠﻰ
اﻷرﺟﺢ
اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣواردﻫﺎ ﺑﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻟﯾس ﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﻘط ،واﻧﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﻟﺗﺿﻣن اﻟﺗﻣوﯾل اﻟداﺋم
ﻟﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻊ ﻣ ارﻋﺎة ﻋدم اﻹﻓ ارط ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص.
-ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺻد ار اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻠﺟﺄ
إﻟﯾﻪ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ أو ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺿﺧﻣﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻻ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص؛ ﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣردودﻫﺎ
وأن ﯾﺗم ﻫذا اﻹﻗﺗ ارض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻗﻊ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘروض ،وأن ﺗﻛـون ﺑدون ﻓـﺎﺋدة.
-ﻗد ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻛﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﻬﺎ اﻷﺳﺎﻟﯾب
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺧم ﻧﻘدي
اﻷﺧرى ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻏﯾر ﻣﺣﺑذ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻷﻧﻪ
واﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﻘوة اﻟﺷ ارﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﻧوع ﻣن اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺛروات ودﺧول اﻟﻧﺎس
اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ
ﻋﺑؤﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘ ارء ،اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻣﺑدأ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﺿرﯾﺑﻲ.
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﯾﻣﺛل اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت 3.ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن
واﻹﯾ اردات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ؛ ﻏﯾر أن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻣﻛوﻧﺎت ﻛل ﻣن اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو اﻟذي
اﻟﻌﺟز
ﯾﺳﻣﺢ ﺑوﺟود ﻣﻘﺎﯾﯾس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻐرض اﻟﻣ ارد ﻗﯾﺎس اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن أﺟﻠﻪ،
أﻫﻣﻬﺎ:
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ،اﻟﻌﺟز اﻟﺟﺎري ،اﻟﻌﺟز اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﻲ.....
1
4.ﯾرﺟﻊ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﻣو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗ ارﺟﻊ ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
اﻟﻣورد
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣﻌظم ﻣوازﻧﺎت اﻟدول.
5.ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗم ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدول ﺑﺎﺳﺗﺧدام إﺣدى اﻟطرق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1
oإﻣﺎ ﺑﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﻌﺟز ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻹﻗﺗ ارض اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻣن اﻟﺟﻣﻬور أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﻛﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن وﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗﻘﺎﻋد ،أو اﻹﻗﺗ ارض ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ)
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي(.
واﻣﺎ ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﻣوﯾل ﻫذا اﻟﻌﺟز ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﻗروض o
ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،أو ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﻋدات وﺧﺎرﺟﯾﺔ.
7.ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوﺿﻌﻲ ﺑﻌض اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑدورﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،أﻫﻣﻬﺎ أﺛر ﻣ ازﺣﻣﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن
ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻣوارد
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺟم ﻋن ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﺑﺎﻹﺻدار
اﻟﻧﻘدي ،إﺿﺎﻓﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻌﺟز ﻋﻠﻰ ﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
8.ﯾﻘوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﻲ أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑدﯾـل اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ اﻟذي ﺗﺗوزع ﻓﻲ
إطﺎرﻩ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدل ﻋﻠﻰ اﻷط ارف اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﯾﻎ وأﺳﺎﻟﯾب
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ
اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻣﺑﺎدئ وأﺻول اﻟﻣذﻫب اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم9. .
إن أﻫم ﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌدل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺣﺳن اﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗوازن
ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ﻟﯾﺳت ﺻﯾﻐﺎ أرس اﻟﻣﺎل وﺟﻬد اﻹﻧﺳﺎن ،دوﻧﻣﺎ ﺗﺟﺎوز أو اﻟﺣﻛﯾم ﺑﯾن ﻗوة
طﻐﯾﺎن ،
ﺟﺎﻣدة ﻻ ﺗﺗﺑدل ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺻﯾﻎ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ ،وﻓﻲ ﺣدود إطﺎر ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﻟدة.
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ
.10ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻧﺟﺎح ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل
ﺳﯾﺎدة اﻟﺧﻠق اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓ ارد واﻟﻘﯾﺎدات
واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت .وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗوﺟﯾﻪ ﻓواﺋض اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص
.11
ﻧﺣو ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذا ﺗم ﻋرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺑﻧوك واﻷﻓ ارد ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻧﺎﻓس
اﻹﺳﺗﻌﻣﺎﻻت اﻷﺧرى
ﻟﻠﻣوﺟودات اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
-
ﻛﺄن ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗﻊ أن ﺗدر رﺑﺣﺎ ،ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أو
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،ﺳواء ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻊ ﺷرﻛﺎت أو ﺑﻧوك ،أو ﻋن طرﯾق طرح ﺳﻧدات ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻟﻺﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﻫذﻩ
ﻟﻣﯾزة ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻓﻲ ﻋدم
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدم أﯾﺿﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻧظ
ار
1
ﺗدﺧل ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺗﻣوﯾل ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗ ارﺗﯾﺟﯾﺔ.
ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﻣﺛل ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣ
-ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﺳﺗﺧدام ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻷﺧرى
ارﺑﺣﺔ
أو اﻹﺟﺎرة أو اﻟﺳﻠم أو ،....ﺳواء ﻋن طرﯾق ﻋﻘود ﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ أو ﻋن طرﯾق طرﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺳﻧدات ﯾﺗم
1
ﺗداوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ﻓواﺋض اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﺗﺳﺎﻫم ﻓﯾﻪ ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻋدم اﻹﺿ ارر ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
.12ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ذﻛرﻫﺎ ،ﺗﺿﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﻔف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن
اﻟﻌﺟز إن وﺟد ،أﻫﻣﻬﺎ:
* اﻟزﻛﺎة :اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻋن ﻛﺎﻫل ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﺑﺋﺎ ﻛﺑﯾ ار ﯾﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﻌوﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻔف
ﻣن اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ ،وﯾﻘﻠل ﻣن ﻋﺟزﻫﺎ إن وﺟد ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﻣوردا ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺎﻫم
ﺑﺷﻛل
وﺗطوﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺣدود
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺿرورة إﺣﯾﺎﺋﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ
اﻟﺷرع اﻟﺣﻛﯾم ،ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ آداء اﻟدور اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ.
* اﻟوﻗف :اﻟذي ﯾﻣﺛل إﺣدى اﻟﺻﯾﻎ اﻟﺗﻲ ﺣث ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻹﺳﻼﻣﻲ وأﻗرﻫﺎ؛ ﻟدﻋم اﻷﻓ ارد ﻟﻠﺟﻬﺎت ذات
اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ
ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ،ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺳﺗﻘطﻊ ﺟزءا ﻫﺎﻣﺎ ﻣن إﯾ اردات اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺷك أن إﺣﯾﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺳوف ﯾدﻋم دور ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟزﻛﺎة،
وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر إﯾ اردات أﺧرى ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أو ﺗﺳدﯾد اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
ﻣﻊ ﺿرورة ﺗوﻓﯾر اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﻗواﻧﯾن وﻟواﺋﺢ و.....إﻟﺦ.
اﻟﺗوﺻﯾـﺎت
ﺛﺎﻧﯾﺎ:
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :ﺗوﺻﯾﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ وأﺧرى ﻋﻠﻣﯾﺔ.
اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ:
اﻟﻧظر ﺑﺟدﯾﺔ إﻟﻰ أدوات اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ
1.ﻣﻧﺎﺷدة اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص؛ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺟم أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻋن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
1
اﻟﻛﺑﯾرة ،اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾد ﻓﻲ ﻋﺟزﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ2. .
ﺿرورة إﺣﯾﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﻛﺎة ،ﻋن طرﯾق وﺿﻊ اﻟﻠواﺋﺢ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم وﺗطوﯾر إدارة
ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت
ﱠﺻﻠﺔ ارﻓ ﺳﻧوًﯾﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺛﻣﯾر أﻣوال اﻟزﻛﺎة اﻟﻣﺣ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ،
ﻟﺗﻛون دًا
ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ.
3.وﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺻﺎرﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺗﻬرب اﻟزﻛوي ،ﻋن طرﯾق وﺿﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ.
1
ﻋن طرﯾق وﺿﻊ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ دور 4.ﺿرورة إﺣﯾﺎء أو ﺗﻔﻌﯾل ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻗف،
ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
5.ﺗﻛﺛﯾف اﻹﻋﻼم ﺣول اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻟﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن ،ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻛل
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ب-اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ:
ﻣﻛﺎﻧﺔ
1.اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب ﺣﻠﻘﺎت اﻟﻔﻛر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺈﺑ
ارز
اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾن ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻛﺣﻠﻘﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر2. .
ﺗﻛﺛﯾف اﻟﺑﺣوث ﺑﻬدف ﺗﺳﻬﯾل إﺟ ارءات اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾل اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺗوﻓﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﻼزﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن وﻛذﻟك اﻟﺑﺣث ﻋن ﺻﯾﻎ ﺗﻣوﯾل إﺳﻼﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﺳد اﻟﺛﻐ ارت
واﻟﻘﺻور
اﻟﺻﯾﻎ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
3.د ارﺳﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣدى اﻟﻘدرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠزﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
4.د ارﺳﺔ ﻣدى ﻗدرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﻧﻬﺞ ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﻌﻼج ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ
ﺑدل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾ
ﺔ ﺗﻔﺎﻗﻣﻪ؛ ﺑدل ﻋﻼﺟﻪ.
5.ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺿرورة اﺳﺗﻣ ارر اﻟﻧدوات واﻟﻣؤﺗﻣ ارت ﺣول ﺟﻣﯾﻊ
ﺟواﻧﺑﻪ ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ رﺑط ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻷﺑﺣﺎث ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ.
ﻗــﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻛــﺎل
1
21 ﻣﻧﺣﻧﻰ إﺷﺗﻘﺎق .........................................................IS-LM )(4
22 أﺛر زﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻧد ﻛﯾﻧز......................... ) (6
1
2 أﺛر ﺗﺧﻔﯾض اﻟﺿ ارﺋب ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻧد ﻛﯾﻧز.............................. )(7
3
)(8
25 ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻘدي..............
)(9
ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ﻋن طرﯾق اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻘدي .................
26
ﻣﻌدل ﺑدﻻﻟﺔ
اﻟﺗﺿﺧم ﺿرﯾﺑﺔ ﻣن اﻹﯾـ اردات ﻟداﻟﺔ اﻟﺑﯾـﺎﻧﻲ اﻟﺧط )(10
IR
اﻟﺗﺿﺧم ........................................................................ f
69
83 اﻟﻣﺿـﺎرﺑﺔ .............................................................. )(11
أﻧـواع
)(12
85 اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ ..............................................................
أﻧـواع
1 -ﻧزﯾﻪ ﺣﻣﺎد ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣـﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء .اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ :اﻟﻣﻌﻬد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ1993/1414. ،
-اﻟﻛـﺗب:
1
2 -اﻹﺑﺟﻲ ،ﻛوﺛر ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح" .اﻟﻣوازﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ".اﻹدارة اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم .اﻟﺟزء
اﻟﺛﺎﻟث ،ﻋﻣﺎن :اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻟﺑﺣوث اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ1990. ،
1
3-أﺑو دوح ،ﻣﺣﻣد ﻋﻣر ﺣﻣﺎد .ﺗرﺷﯾد اﻹﻧﻔـﺎق اﻟﻌـﺎم وﻋـﻼج ﻋﺟز ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :أﻟﯾﻛس
1
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ، 21-اﻟﺳﯾد ،ﻋطﯾﺔ ﻋﺑد اﻟواﺣد .ﻣﺑـﺎدئ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ .اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ2000/1421. ،
22-ﺳﺣﻧون ،ﻣﺣﻣود .اﻹﻗﺗﺻ ـﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓـﻲ .اﻟﺟ ازﺋر :دار ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2003. ،
23-ﺷﺎﺑرا ،ﻣﺣﻣد ﻋﻣر.ﻧﺣو ﻧظـﺎم ﻧﻘدي ﻋـﺎدل .دراﺳـﺔ ﻟﻠﻧﻘـود واﻟﻣﺻـﺎرف واﻟﺳﯾـﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء
اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ .ط ،2اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ :اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ1990/1410. ،
اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ إطـﺎر ﻧظـﺎم اﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ.اﻟﻣﻧﺻورة:دار
24-ﺻﺎﻟﺣﻲ ،ﺻﺎﻟﺢ .اﻟﺳﯾـﺎﺳﺔ
اﻟوﻓﺎء
،ﻟﻠﻧﺷر.2001 /1421
اﻟﻣرﻛز اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻷﺑﺣﺎث اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ، اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣﺻرﻓـﻲ -25ﺻدﯾﻘﻲ ،ﻣﺣﻣد ﻧﺟﺎة اﷲ.
اﻟﻼر ﺑـوي.
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز1405 ،ﻫـ.
26-ﺻﻘر ،ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻋطﯾﺔ .ﻣﺑـﺎدئ ﻋﻠم اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾـﻊ اﻟﻣـﺎﻟﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻹﺳﻼﻣﻲ .اﻟﻘﺎﻫرة :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر1996/1416. ،
27-ـ ـ ،ـ ـ ـ ـ .اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟوﻗف .اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ1998. ،
ﺻوان ،ﻣﺣﻣود ﺣﺳن .أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻋﻣﺎن :دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر2001. ، -28
29-ﻋﺗﻣﺎن ،ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز .ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎم) ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ( ﻣدﺧل ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻣﻌﺎﺻر .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ:
اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2003. ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ زﻫ ارء
ﺗﺣﻠﯾل ﺟزﺋـﻲ اﻟﻘـﺎﻫرة 30-ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب .اﻟﺳﯾـﺎﺳـﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
اﻟﺷرق،
: وﻛﻠـﻲ.
.1997
31-ﻋﺑد اﻟرﺳول ،ﻋﻠﻲ .اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم .اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ1980. ،
اﻟﻣدﺧل اﻹﺳـﻼﻣﻲ-اﻟﻣدﺧل
32-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﺳﻣﯾر ﻣﺣﻣد .اﻟﺗﻣوﯾـل اﻟﻌـﺎم -اﻟﻣدﺧل اﻹدﺧـﺎري و اﻟﺿرﯾﺑﻲ،
اﻟدوﻟﻲ .ط ،2ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ1998. ،
33-ﻋﻧﺎﯾﺔ ،ﻏﺎزي .أﺻول اﻟﻣـﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .ط ،1ﺑﯾروت :دار اﺑن ﺣزم1993/1414. ،
"ﺑﺣوث وأﺣـﺎدﯾث
34-ﻋطوي ،ﻓوزي .اﻹﻗﺗﺻـﺎد واﻟﻣـﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳـﻼﻣﻲ واﻟﻧظم اﻟوﺿﻌﯾﺔ
ودراﺳـﺎت
ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ".ﺑﯾروت:دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ1998.
ﻟظﺎﻫرة ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ و أﺛﺎرﻫﺎ
واﻟﻔﻘراء واﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ،دراﺳﺔ 35-اﻟﻔﺎرس ،ﻋﺑد اﻟر ازق .اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ .ﺑﯾروت :ﻣرﻛز د ارﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ1997. :
36-ﻓوزي ،ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم .اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .ﺑﯾروت :دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ) ،دون ﺗﺎرﯾﺦ(.
37-اﻟﻘرﺿﺎوي ،ﯾوﺳف ،ﻓﻘﻪ اﻟزﻛـﺎة .ﺑﯾروت :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ط1401 ،5ﻫـ.
38-ـ ـ ـ،ـ ـ ،ﻓﻘﻪ اﻟزﻛـﺎة .ﺑﯾروت :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ج ،2ط1984. / 1404 ،7
1
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋـﺎت
اﻟﺟ 39-ﻗدي ،ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾـد.اﻟﻣدﺧـل إﻟـﻰ اﻟﺳﯾـﺎﺳـﺎت اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾـﺔ.
اﻟﺟـﺎﻣﻌﯾﺔ ،
ازﺋر:
.2003
1
ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟﻧظـﺎم 40-ﻗﺣف ،ﻣﻧذر .اﻹﻗﺗﺻـﺎد اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،دراﺳـﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﻔﻌـﺎﻟﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ
اﻹﻗﺗﺻـﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ .اﻟﻛوﯾت :دار اﻟﻘﻠم1979/1399. ،
41-ـ ـ،ـ ـ .ﺗﻣوﯾـل اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾـﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر إﺳـﻼﻣﯾﺔ .ﺟدة :اﻟﺑﻧك اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ،
.1997
42-اﻟﻛﻔ اروي ،ﻋوف ﻣﺣﻣود .ﺑﺣوث ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ. :
2004
43-ـ ـ ـ ،ـ ـ ـ .اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣـﺎﻟﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ– دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ .ط ،:02اﻟﻘﺎﻫرة :ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟـﺎﻣﻌﯾﺔ2003. ،
44-ﻟﻌﻣﺎرة ،ﺟﻣﺎل .اﻟﻧظـﺎم اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻹﺳـﻼم .اﻟﺟ ازﺋر :دار اﻟﻧﺑﺄ1996. ،
45-ـ ـ ،ـ ـ.ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر .اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر2004. ،
46-ـ ـ،ـ ـ .اﻟﻣﺻـﺎرف اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ .اﻟﺟ ازﺋر :دار اﻟﻧﺑﺄ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟ ازﺋرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ1996. ،
اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ ،ﺳﻌد ﺑن ﺣﻣدان .اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ .ﺟدة :اﻟﻣﻌﻬد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣوث
-47
واﻟﺗدرﯾب ،اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ1997/1417. ،
ﻧظرﯾﺎﺗﻬﺎ،
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز.اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ -ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ، ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ،و ﻋﺟﻣﯾﺔ، 48-اﻟﻠﯾﺛﻲ،
ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﻬﺎ .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2001. ،
49-ﻣﺷﻬور ،ﻧﻌﻣت ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف .اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟوﺿﻌﯾﺔ.اﻟﻘﺎﻫرة :ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﻣ ارﻧﯾﺔ ،
.1998
اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ،اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
50-ﻣﺣرزي ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس .اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ،
اﻟﺟ ازﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ2000. ،
اﻟﺟ ازﺋر:دﯾوان
51-اﻟﻣوﺳوي ،ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد .اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﺗﺣﻠﯾـل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ،
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ1994. ،
52-اﻟﻣﺻري ،ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ .اﻟﻣﺻرف اﻹﺳـﻼﻣﻲ :ﻋﻠﻣﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ .اﻟﻘﺎﻫرة :ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻫﺑﺔ1988/1408. ،
اﻟﻛﻠـﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق.ط، 3
53-اﻟو ازﻧﻲ ،ﺧﺎﻟد واﺻف ،واﻟرﻓﺎﻋﻲ ،أﺣﻣد ﺣﺳﯾن .ﻣﺑـﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد
دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر. 2000،
ط ،2اﻟدوﺣﺔ :دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ دراﺳـﺔ اﻟﻧﻔﻘـﺎت اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻓـﻲ اﻹﺳـﻼم، إﺑ -54ﯾوﺳف ﯾوﺳف
ﻣﻘـﺎرﻧﺔ. ارﻫﯾم. ،
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ1988/1408.. ،
1
55-اﻟﺑﯾﻠﻲ،
( ،1993ﺟدة اﻟﺑﻧك اﻻﺳﻼﻣﻲ
ﻫـ 20-18)131ﯾﻧﺎﯾر ﻓﻲ اﻻﺳﻼم .اﻟﺧرطوم 25-27،رﺟب
7
ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ1995.،
56-ﺣﻣود ،ﺳـﺎﻣﻲ ﺣﺳن" .ﺻﯾﻎ اﻟﺗﻣوﯾـل اﻹﺳـﻼﻣﻲ ".ﻧدوة إﺳﻬـﺎم اﻟﻔﻛر اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻌـﺎﺻر.
اﻟﻘـﺎﻫرة :اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ اﻹﺳﻼﻣـﻲ1992. ،
1
57-اﻟﺧﺿ اروي ،ﻓﺗﺣﻲ ﺧﻠﯾل " .اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ".ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .اﻟﺳﻧﺔ
1
ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺻرف :ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﷲ ". ﻣوازﻧﺔ و ﺣدة" . 67-ﻟﻌﻣﺎرة ،ﺟﻣﺎل وﻣرﻏﺎد ﻟﺧﺿر
اﻟزﻛـﺎة ارﯾس، ،
دراﺳﺔ ﺗﻘوﯾﻣﯾﺔ ﻟﺗﺟﺎرب ﻣؤﺳﺳـﺎت
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻷول ﺣول ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ-
اﻟزﻛـﺎة ودورﻫـﺎ ﻓﻲ ﻣﻛـﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﻔﻘر .ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌد دﺣﻠب اﻟﺑﻠﯾدة ،اﻟﺟ ازﺋر 10 :ـ 11ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2004.
68-اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﺳﺗﺷـﺎرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﻣـﺎل ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ – اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﻗﺗﺻدﯾﺔ-
ﯾوﻧﯾو
/1417 ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺳـﻼم، "اﻷدوات اﻟﻣﻘﺗرﺣـﺔ ﻟﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ".اﻟﻛوﯾت:
ﻣﺣرم
م.1996
ﻧدوة إﺳﻬـﺎم اﻟﻔﻛر اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد "اﻟزﻛﺎة وﺗﻣوﯾل -69ﻣﺷﻬور ،ﻧﻌﻣت ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف.
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ".
اﻟﻣﻌـﺎﺻر .اﻟﻘـﺎﻫرة :اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ اﻹﺳﻼﻣـﻲ1992. ،
1
70-ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،ﻗ ار ارت وﺗوﺻﯾﺎت ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،دﻣﺷق :دار اﻟﻘﻠم ،ط،2
.1998/1418
"ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻛر اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺎﺻر واﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ،
71-ﯾوﻧس ،أﺣﻣد ﺣﺳﯾن.
د ارﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ".ﻣﺟﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ .اﻟﻌدد اﻷول ،ﻣﺎﯾو 1998.
-ﻣـواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت:
-
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ "اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ -78ﺗﺎﻧزي ،ﻓﯾﺗو وزي ﻫﺎول.
27-
اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ". ،
ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ،واﺷﻧطن 2001. :ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ:
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ:
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣ
ارﺟﻊ
1
: اﻟﻛﺗب-
1
80- EPAULARD, Anne. POMMERET, Aude.Introduction à la
Macroéconomie .Paris : Edition La Découverte, 2002.
81- KEMPF, Hubert. Macroéconomie .Edition DALLOZ, 2001.
82- LONGATTE, Jean. VANHOVE, Paseal. VIPREY, Christophe. Economie
Générale .3 édition, Paris: DUNOD, 2002.
83- LALUMIERE, Piere. Finances publiques. Paris : Ed Armand colin, 1973.
84- SAMUELSON, Paul A. NORDHAUS, William D .Economie .seizième
édition, Paris: ECONOMICA.
85- KARA, Mustafa. « Deficits budgétaires et stabilisations ». " Expert au
FMI " , 1990.
: ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت-
http:// www.kc.frb.org/PUBLICAT/SYMPOS/1995/pdf/s95manki.pdf.
21/04/2005.
1
اﻟﺻﻔﺣﺔ
أ
اﻟﻣﻘدﻣـﺔ
اﻟﻔﺻــل اﻷول
1
10 :اﻷول اﻟﻔرع ................................................................. اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت
11 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.........................................................
1
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌـﺎﺻر.....................
13
16 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧظرة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ......................................
17 ﻛﯾﻧز ﻋﻧد اﻟﻛﻠﻲ اﻟطﻠب ﻣﺣددات :اﻷول اﻟﻔرع ...........................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣﻔﯾز اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻌﻼج اﻟﻛﺳﺎد وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﻘﺻود21 .................................
24 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻧظرة اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.......................................
24 اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷﺳس :اﻷول اﻟﻔرع .........................................................
25 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘ ارر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻘدي....
اﻟﻔﺻـل اﻟﺛﺎﻧﻲ
46
ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌـﺎﺻرة.........
47 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬـوم ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻌـواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺣدوﺛﻪ..............
1
47 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻔﻬوم وﻗﯾﺎس ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.................................................
47 ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋﺟز ﻣﻔﻬوم :اﻷول اﻟﻔرع .........................................................
1
48 اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﻋﺟز ﻗﯾﺎس :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع ................................................................
50 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺣدوث ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ......................................
50 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻧﻣو اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ........................................................
53 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻌواﻣـل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗ ارﺟﻊ اﻹﯾ اردات اﻟﻌﺎﻣﺔ................................................
اﻟﻣطﻠب اﻷول:
65 ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟﻌﺟز ﻋﻼﻗﺔ ....................................................................
66 اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﻘدﯾﺔ اﻟدﯾن اﻟﺣﻛوﻣﻲ ) ﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣوازﻧﻲ(.............................................
68 :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع ........................................................................... اﻟﺗﺿﺧم ﺿرﯾﺑﺔ
71 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﺟز ﺑﻣ ازﺣﻣﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص.....................................................
71 ارﺋب اﻟﺿ :اﻷول اﻟﻔرع ................................................................................
72 اﻟﻌﺎم ارض اﻹﻗﺗ أو اﻟﻧﻘود ﺧﻠق :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع ...........................................................
73 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﺟز ﯾﻣﯾ ازن اﻟﻣدﻓوﻋﺎت...........................................................
78
اﻟﺛـﺎﻟث اﻟﻔﺻـل
1
84 ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎرﻛﺔ اﻟﺗﻣوﯾل :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣطﻠب.......................................................................
84 اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺗﻌرﯾف :اﻷول اﻟﻔرع ........................................................................
84 اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أﻧـواع :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع .........................................................................
86 ارﺑﺣﺔ ﺑﺎﻟﻣ اﻟﺗﻣوﯾل :اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣطﻠب .........................................................................
86 ارﺑﺣﺔ اﻟﻣ ﺗﻌرﯾف :اﻻول اﻟﻔرع ..........................................................................
86 ارء ﺑﺎﻟﺷ ﻟﻶﻣر ارﺑﺣﺔ اﻟﻣ :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع ...................................................................
87 ﺑﺎﻟﺳــﻠم اﻟﺗﻣوﯾل :اﻟراﺑﻊ اﻟﻣطﻠب........................................................................
87 :اﻷول اﻟﻔرع .............................................................................. اﻟﺳﻠم ﺗﻌرﯾف
87 ﺷـروطﻪ:اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔرع ..................................................................................
88 اﻷﺧرى اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﺻﯾﻎ :اﻟﺧﺎﻣس اﻟﻣطﻠب .................................................................
88 ﺑﺎﻹﺟـﺎرة اﻟﺗﻣوﯾل :اﻷول اﻟﻔرع .......................................................................
89 اﻟﻔرع .......................................................................... :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻗﺎة
ازرﻋﺔ ﺑﺎﻟﻣـ اﻟﺗﻣوﯾل :اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻔرع ......................................................................
90
اﻹﻗﺗﺻـﺎد
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺻﯾـﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛـﺔ ﻟﺗﻣوﯾـل ﻋﺟز اﻟﻣـوازﻧﺔ اﻟﻌـﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓـﻲ
91 اﻹﺳــﻼﻣﻲ
105
اﻟزﻛـ ـﺎة:اﻷول اﻟﻣطﻠب ................................................................................
106
اﻟﻔرع اﻷول :دور اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ ﺗﻣوﯾـل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.................................................
110
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺿرورة إﺣﯾـﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزﻛ ـﺎة.......................................................
111
اﻟوﻗـ ـ ـف :اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣطﻠب..........................................................................
112
اﻟوﻗـف ﺗﻌرﯾـف :اﻷول اﻟﻔرع .........................................................................
113
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدور اﻟﺣﯾوي ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷوﻗﺎف...........................................................
117
اﻟﺧﺎﺗﻣـﺔ .....................................................................................................
123
اﻷﺷﻛ ـﺎل ﻗ ـﺎﺋﻣﺔ .........................................................................................
124
ارﺟـﻊ اﻟﻣ ﻗ ـﺎﺋﻣـﺔ ........................................................................................
131
اﻟﻣﺣﺗوﯾـ ـﺎت..............................................................................................
1