You are on page 1of 7

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة المثنى كلية التربية للعلوم االنسانية‬


‫قسم التاريخ‪/‬المرحلة الثانية‬

‫محاضرات في تاريخ البالد العربية القديمة‬

‫أعداد‬
‫االستاذ المساعد الدكتور سالم جبار منشد االعاجيبي‬
‫‪2019-2020‬م‬

‫(االسرة التاسعة عشر)‬


‫بعد وفات الملك (اي) تمكن شخص يدعى (حور محب) وهو من كبار قادة الجيش في مصر‬
‫في زمن الساللة الثامنة عشر وال يمت باي صلة للعائلة المالكة ‪.‬وعند ما خلى عرش مصر‬
‫بموت الملك (اي) توجه حورمحب من مدينة منفس الى مدينة طيبة ونصب نفسه اميرا على‬
‫مصر بعد ان تزوج من االميرة (موت نزم )احدى اميرات العائلة المالكة ‪.‬وفي هذا االثناء‬
‫كانت تحت الفوضى منشرة في مصر في كافة االصعدة ولهذا حاول (حور محب) ازالة‬
‫اسباب هذه الفوضى واتخذت خطوات عدة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬اعادة الهيبة الى مدينة طيبة والهها االله امون‪.‬‬
‫‪ -2‬االهتمام باإلصالح االداري ومحاربة الرشوة والفساد في البالد‪.‬‬
‫‪ -3‬امر بترميم المعابد بمصر‪.‬‬
‫‪-4‬عد اخناتون وتون عنخ امون بانهم ملحدين السيما الملك اخناتون الذي غير ديانة مصر‪.‬‬
‫اما تون عنخ امون النه تزوج من بنت اخناتون (انخس)‪.‬‬
‫وبوفاته حورمحب الذي لم يترك وريثا العرش في مصر سيطر على البالد قائد عسكرية‬
‫اخر يدعى (رعميس االول) والذي ابتدا عهد بحملة عسكرية سريعة وواسعة في اسيا تمكن‬
‫من خاللها من السيطرة على فلسطين فعاد رعمسيس االول الى مصر واعلن بتاسيس اسرة‬
‫جديدة وهي االسرة التاسعة عشر غير ان حكمه لم يدم الى سنة واحدة االمر الذي ادى به‬
‫الى ان يشترك معه في الحكم ابنه (سيتي االول) الذي عمل مشروع والده في محاولة‬
‫السيطرة على فلسطين لهذا عد جيشا قويا والتقى مع القوات الحيثية في معركة سميت‬
‫بامعركة (نهر العاص) اال ان هذه المعركة لم يتحقق بها االنتصار االي من الطرفين ولجأ‬
‫الى عقد تحالف معهم‪ ،‬وقد استمر حكمه ‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫اعماله‬
‫‪-1‬نقل العاصمة من مدينة طيبة الى مدينة تانيس وابقى طيبة عاصمة دينية‪.‬‬
‫‪-2‬اصالح ما تم تخربيه اثناء ثورة اخناتون الدينية‪.‬‬
‫‪-3‬االهتمام بالجانب االقتصادي واالصالحات االدارية‪.‬‬
‫وبعد وفاته خلفه في الحكم ابنه (رعميس الثاني) يعد الذي يعد اصغر اوالد (سيتي االول) نال‬
‫شهرة في التاريخ بسبب الفترة الطويلة التي قضاها في الحكم والبالغة ‪ 67‬سنة االمر الذي‬
‫يفرض اسمه وشخصيته على العصر الذي عاش فيه من خالل تشيدة عدد من المباني‬
‫الضخمة مما هيأ له الفرصة ليخلد اسمه في التاريخ ومن اهم االعمال التي قام بها هي‪.‬‬
‫‪-1‬توطيد دعائم الحكم في مدينة طيبة بجانبيها الروحي والمادي‪.‬‬
‫‪-2‬اتمام المباني الفخمة الذي كان والده سيتي االول قد بدا ببنائها مثل معبد ابيدوس ومعبد‬
‫اتونة وغيرها من المعابد االخرى ‪.‬لهذا اجمع الباحثين على ان عهد رعميس الثاني يمثل‬
‫العهد االمبراطوري الثاني‪.‬‬
‫سياسته رعمسيس الثاني‪:‬‬
‫اتبع رعميس الثاني سياسة سلفة طومس الثالث المتمثلة بغزو البالد االسيوية والسيما‬
‫الدول الحيثية الذين تقضوا التحالف المبرم مع مصر من قبل الشعوب الخاضعة لهم لهذا دخل‬
‫معهم رعميس الثاني في حروب طويلة دون ان يتمكن اي منهم تحقيق االنتصار على االخر‬
‫فعمد والى عقد معاهدة من عام( ‪1279-1280‬ق م ) لغرض تنظيم العالقة ما بين‬
‫االمبراطورية المصرية والدولة الحيثية التي تعد اول معاهدة في التاريخ القديم في مصر‪:‬‬
‫عدم اعتداء احدهم على االخر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الدفاع المشترك عند االعتداء الخارجي والتمرد الداخلي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تسليم االجئيين السياسيين من كال الطرفين وبقصد بهم الهاربين المجرمين والمهاجرين‬ ‫‪-3‬‬
‫الموافقة على المعاهدات التي ابرمن سابقا بين االمبراطورية المصرية والدول الحيثية‬ ‫‪-4‬‬
‫واعتبارها سارية المفعول‪.‬‬
‫تشهد اله مصر واله الحيثين على توقع المعاهدة وتطبيق بنودها‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وقد توطت العالقة ما بين الدول الحيثية واإلمبراطورية المصرية بزواج رعميس الثاني‬
‫بإحدى بنات الملك الحيثي بعد ثالث سنوات من ابرام هذه المعاهدة‪ .‬غير ان االمور تغيرت‬
‫ولم تستمر طويال بين الدول الحيثية واالمبراطورية المصرية التي سرعان ما نقض الحيثيين‬
‫هذه المعاهدة عندما وصل الى عرش الدولة الحيثية الملك (ميتيال) والذي اراد ان ينهي‬
‫سيطرة مصر على سوريا االمر الذي جعل رعميس الثاني يعد العدة لغرض مواجهته وفي‬
‫هذه االثناء كانت االحوال السياسية قد ساءت في بالد الدولة الحيثية بعد موت ملكها (ميتال)‬
‫وحدوث صراع اسري على خالفته االمر الذي هيأ الفرصة رعمسيس الثاني ان يقف‬
‫لصالح احد المتنازعين ‪ ،‬فتمكن شخص يدعى (خاتو سيل) من الوصول الى عرش الدولة‬
‫الحيثية وبهذا تمكن رعميس الثاني من كسب ود هذا الملك وتوطيد العالقة من جديد بين‬
‫الدول الحيثية واالمبراطورية المصرية‪:‬‬
‫نقاط الضعف في عهد رعميس الثاني‪.‬‬
‫نقل العاصمة من طيبة الى مدينة جديدة تسمى(تانيس)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫استنزاف موارد الدولة في انشاء المباني الضخمة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫دخول افراد في الجيش المصري (مرتزقة) كان لهم في مابعد دور في انهاء الحكم في‬ ‫‪-3‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫تدخل افراد الحاشية والعائلة في شؤون ادارة الدولة االمر الذي ادى الى ضعاف‬ ‫‪-4‬‬
‫الدولة‪.‬‬

‫اهم االعمال االنشائية التي قام بها رعميس الثاني‬


‫معبد الكرنك ومعبد ابيدوس واقام لنفسه تماثيل كبيرة امام هاذين المعبدين ‪ .‬وفي نهاية عهد‬
‫بدأت حاشية وعائلته تدخل في شؤون مملكته اذا وصل افراد عائلة الى عشرات من االبناء‬
‫واالزواج وبهذا ترك امبراطورية قد اصابها الوهم واصبحت بطريقها الى االنهيار غير ان‬
‫احد واالده الذي يدعى (مرنبتاح) والذي عد اخر ملوك االسرة التاسعة عشر الذين جاء وبعد‬
‫رعميس الثالث الذي حكم مصر وله من العمر ستين سنة وامتد حكمه من( ‪-1213‬‬
‫‪1202‬ق‪.‬م)‪.‬‬
‫ومن اهم االعمال التي قام بها هي‪:‬‬
‫القضاء على الثورات والتمردات التي حدثت في االقاليم التابعة لمصر والسيما في‬ ‫‪-1‬‬
‫سوريا وفلسطين‬
‫قيادة حملة عسكرية كبيرة من اجل صد االهجمات التي كانت يقومون بها الليبيون‬ ‫‪-2‬‬
‫على الحدود المصرية‪.‬‬
‫غير ان هذا الملك لم يدم حكمه سوى تسع سنوات اذا خلفه في الحكم عدا من الملوك‬
‫الضعفاء االمر الذي اذى الى حدوث حروب اهلية القت بضاللها على اوضاع الداخلية في‬
‫مصر فضال عن ذالك ان المصادر التاريخية لم تذكر لن اسمائهم وبلغت الحالة في مصر‬
‫باني شخص من اصل سوري يتولى الحكم في مصر يدعى (ارسو)‪.‬‬
‫الساللة العشرين (‪1099-1188‬ق‪.‬م)‬

‫على اثر وفاة الملك مرنبتاح حكم مصر عدد من الملوك الضعفاء وهذا االمر ادى الى‬
‫تدخل الجيش في امور الحكم وفعال تمكن احد االشخاص والذي يدعى (ارسو) وهو من اصل‬
‫سوري ان يصل الى دفت الحكم في مصر‪ ،‬غير ان االمور السياسية لم تمكن للصالحه‬
‫والسبب في ذالك يعود لكون المصرين كانوا ال يحبذون الخضوع لحكم رجل اجنبي في‬
‫بالدهم فبدوا و يبحثون عن شخص يتولى الحكم وهذا ماتم فعال عندما تولى (ست نخت) احد‬
‫احفاد رعميس الثاني من تاسيس ساللة جديدة في مصر عرفت بساللة العشرين‪ ،‬استطاع‬
‫خالل حكمه هذه الساللة وضع حد لصراع والتنافس بين الطامعين للوصول الى عرش مصر‬
‫وتم له ذلك‪ .‬وبعدها شرع مجموعة من االصالحات الداخلية التي يمكن تحديدها على النحو‬
‫االتي‪:‬‬
‫اصالح الهيكل االداري للدولة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اعادة بناء التنظيم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تشيد المعابد واالهتمام بها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫االهتمام بالمؤسس العسكرية وبناء جيش كبير في مصر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اما مايخص سياسة في الحكم فقد اتبعه سياسة إسالفه الفراعنة اذا شرك معه بالحكم ابنه‬
‫(رعمسيس الثالث) والذي تمكن من الوصول الى الحكم بعد وفاته ابيه والذي انتهج سياسة‬
‫تختلف عن سياسة ابيه اذا وجه أنظاره للصراعات الخارجية وتمكن من قيادة عدة حمالت‬
‫عسكرية الغرض منها وضع حد للهجمات التي كانت تتعرض لها مصر من قبل القبائل‬
‫الليبية ونجح من ذلك‪ ،‬دام حكمه ‪ 31‬سنه شهدت مصر في عهده نوع من الرخاء االقتصادي‬
‫بين فئات المجتمع‪.‬‬
‫وبعد وفاة رعمسيس الثالث تولى مصر مجموعة من الملوك يقدر عدهم بثمان اشخاص‬
‫وحملوا نفس االسم دام حكمهم ‪ 75‬سنة والمصادر التاريخية ال تذكر لهم اعمال جليلة وذات‬
‫اهمية مما ادى ان تصبح مصر في عهدهم مهددة باالنهيار من جهة وتزايد نقود كهنة امون‬
‫من جهة اخرى مما ادى الى شيوع الفساد االداري والمالي في الدولة‪ ،‬غير انه في اخر‬
‫المطاف تمكن شخص يدعى رعميس الحادي عشر من الوصول الى الحكم‪ .‬ابتداء عهده‬
‫بحدوث االضطراب في مصر على الصعيد الداخلي االمر الذي جعل كبير كهنة االله امون‬
‫ويدعى (حرير حور)ان يستدعى رعمسيس الحادي عشر من العاصمة (تانيس) العاصمة‬
‫السياسية الى مدينة طيبة العاصمة الدينية لغرض توفير الحماية له ‪،‬غير ان االمور تغيرت‬
‫على رعميس الحادي عشر عندما تمكن حرير حور من سجنه في غرفة واعلن نفسه ملكا‬
‫على مصر وبذالك اصبحت بيده السلطة الدينية والسياسية وظلت الحالة هكذا واصبحت‬
‫مصر مقسمة الى قسمين هما‪:‬‬
‫عاصمة في تانيس وتدار من قبل ملك يدعى سمندس‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عاصمة في طيبة تدار من قبل حرير حور كبير كهنة امون‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫العصور المتأخرة(‪)25-24-23-22-21‬‬
‫يمثل هذا الدور في تاريخ مصر مايسمى بفتره االضطراب الثانية التي شهدتها مصر عبر‬
‫تاريخها القديم وتعد الساللة ‪ 21‬اولى السالالت الحاكمة في هذا العصر والتي انقسم الحكم‬
‫بها بين عاصمتين منفصلتين وعلى نحو االتي‪:‬‬
‫تشكلت في المملكة المصرية الجنوبية حكومة اقامها كهنة االله امون والسيما كبير‬ ‫‪-1‬‬
‫الكهنة حريحور والذي تمسك بالسلطتين الدينية والسياسية وتلقب بالقاب الملكية‬
‫واستمر حكمه من سنة ‪ 1073 -1080‬ق ‪.‬م‬
‫مملكة في وسط مصر في مدينة تانيس والتي بسطت سيطرتها على مصر الوسطى‬ ‫‪-2‬‬
‫والسفلى ويحكمها االمير سمندس‪.‬‬
‫شهدت العاصمة االولى موت الكاهن حريحور ليخلفه في الحكم ابنه (باي تزم) والذي اتخذ‬
‫خطوة جديدة تمثلت باعترافه باحقية العاصمة تاينس في الجلوس على عرش مصر والتنازل‬
‫عن السلطة السياسية لصالحة واالحتفاظ بالمنصب الديني وكبير كهنة االله امون مما يجعل‬
‫االمير سمندس يساعد في الحفاظ على هذا المنصب‪ .‬ان االحداث تسارعت وتيرتها في مصر‬
‫واصبح (المرتزقة) بالجيش المصري يقومون بثورات داخلية بعد ان هيمنوا على الجيش‬
‫والذي ازداد عددهم تدريجيًا منذ الساللة الثانية عشر حتى الساللة الواحدة والعشرون‪ .‬وبذالك‬
‫شكلوا فرقة عسكرية تمكنوا من خاللها ازالة حكم االسرة الواحد والعشرين في مصر ليبدا‬
‫عهد جديد وعصر جديد تمثل بقيام اسرة جديدة هي االسرة الثانية والعشرين في مصر‪.‬‬

You might also like