You are on page 1of 3

‫‪ :‬إنجازات جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة في مجاالت التنميٌة المستدامة‬

‫حافظت جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬على مدى السنوات الماضية‪ ،‬على‬


‫وتيرة نمو جعلتها ترتقي لثاني أهم قطب صناعي بالمملكة المغربية‪ ،‬والبوابة‬
‫‪ .‬األولى للقارة اإلفريقية نحو أوروبا والعالم‬

‫التطور المطرد للجهة على مدى أزيد من عقد‪ ،‬شمل مجاالت االقتصاد والصناعة‪،‬‬
‫والثقافة والخدمات االجتماعية والبنيات التحتية‪ ،‬وفق رؤية حكيمة رسم معالمها صاحب‬
‫الجاللة الملك محمد السادس‪ ،‬لرفع مختلف مؤشرات التنمية البشرية‪ ،‬عبر تسطير مشاريع‬
‫هادفة تروم في المقام األول خدمة اإلنسان‪ ،‬وتكريس الصيت الدولي لجهة طالما كانت‬
‫جسرا يربط المغرب بمحيطه المتوسطي واألوروبي‪.‬‬
‫وعلى مدى ال ‪ 12‬شهرا الماضي‪ ،‬واصلت جهة الشمال‪ ،‬وفي مقدمتها كبرى حواضرها‪،‬‬
‫مدينة طنجة‪ ،‬طريق التقدم كقاطرة نمو لكافة التراب الوطني‪ ،‬مع اقتسام ثمار التنمية في‬
‫إطار التضامن الجهوي مع باقي عماالت وأقاليم المنطقة‪.‬‬

‫الصناعة واالقتصاد ‪ ..‬قاطرة النمو ‪:‬‬


‫بعد تسجيل متوسط معدل نمو سنوي يناهز ‪ 4,6‬في المائة منذ عام ‪ ،2010‬ارتفعت‬
‫مساهمة الجهة‪ ،‬حسب األرقام الرسمية األخيرة‪ ،‬إلى ‪ 8,6‬في المائة من الناتج المحلي‬
‫الخام‪ ،‬كما صارت ثاني أكبر جهة مساهمة في سلسلة إحداث القيمة المضافة الصناعية‪.‬‬
‫ويعتبر قطاع الخدمات أهم نشاط اقتصادي على صعيد الجهة‪ ،‬بمساهمته بحوالي ‪55.2‬‬
‫في المائة من القيمة المضافة بالجهة‪ ،‬ويأتي في المقام الثاني قطاع الصناعة بمساهمة‬
‫تصل إلى ‪ 33,5‬في المائة‪.‬‬
‫ويتمحور القطاع االقتصادي لجهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة على األنشطة المينائية‬
‫والصناعية بمناطق التسريع االقتصادي المتواجدة في محيط الحواضر الكبرى‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتها المركب المينائي طنجة المتوسط‪ ،‬الذي يعتبر منصة بمواصفات دولية بالضفة‬
‫الجنوبية لمضيق جبل طارق‪.‬‬
‫ويتوفر المركب المينائي‪ ،‬األكبر من نوعه بالقارة اإلفريقية وحوض المتوسط‪ ،‬على‬
‫خطوط بحرية تربطه بحوالي ‪ 180‬ميناء عبر العالم‪ ،‬وبقدرة تصل إلى مناولة ‪ 9‬ماليين‬
‫حاوية في العام‪ ،‬واستقبال ‪ 7‬ماليين مسافر‪ ،‬وتأمين عبور ‪ 700‬ألف شاحنة للنقل الدولي‬
‫الطرقي‪ ،‬ومليون عربة‪.‬‬
‫بعد العام األول فقط من انطالق تشغيل العمليات المينائية لميناء طنجة المتوسط ‪ ،2‬حقق‬
‫الميناء نموا قياسيا في نشاط مناولة الحاويات بنسبة تصل إلى ‪ 38‬في المائة‪ ،‬ليصل خالل‬
‫العام الماضي إلى مناولة ‪ 4.8‬مليون حاوية‪.‬‬
‫وال تكمن أهمية هذا المشروع المهيكل في شقه المينائي فقط‪ ،‬بل واصلت المناطق‬
‫الصناعية التابعة لمجموعة طنجة المتوسط استقطاب االستثمارات األجنبية على مدى العام‬
‫الماضي وخالل األشهر األولى من العام الجاري‪ ،‬وهو ما رفع عدد المقاوالت المستقرة‬
‫بها إلى أزيد من ‪ ،1000‬تحقق رقم معامالت يفوق ‪ 8‬ماليير أورو‪ ،‬وتنشط في قطاعات‬
‫السيارات والطائرات واللوجستيك والنسيج والتجارة‪.‬‬
‫وانعكست هذه المؤشرات االقتصادية على المعيش اليومي للمواطنين‪ ،‬فمعدل البطالة بالكاد‬
‫يصل إلى ‪ 7.8‬في المائة‪ ،‬في حين يناهز على المستوى الوطني ‪ 9.6‬في المائة‪ ،‬كما أن‬
‫معدل الفقر بالجهة (‪ 2,6‬في المائة) يعتبر أقل من المعدل الوطني (‪ 4.85‬في المائة)‪ ،‬وإن‬
‫كانت هذه المؤشرات متباينة بين عمالتي وأقاليم الجهة‪.‬‬

‫التعليم والصحة‪ ..‬قطاعان قيد االقالع ‪:‬‬


‫في عام ‪ 2020‬تم االفتتاح الرسمي لمقر كلية الطب والصيدلة بطنجة والذي جاء ليكمل‬
‫عرض التكوين في التعليم العالي بمؤسسة نموذجية للتكوين في مختلف الشعب الطبية‪ ،‬وتم‬
‫بناء مقر الكلية بمحاذاة ورش المركز االستشفائي الجامعي‪ ،‬ما سيمكن الطلبة من الجمع‬
‫بين التعليم النظري والتطبيقي‪.‬‬
‫على صعيد آخر‪ ،‬في عام ‪ 2020‬تم اإلعالن عن مشاريع بناء ‪ 5‬كليات ومدارس عليا‬
‫بمختلف مدن الجهة‪ ،‬وهو ما سيجعل جامعة عبد المالك السعدي تتوفر تقريبا على ‪20‬‬
‫مؤسسة جامعية‪ ،‬تمنح تكوينات في الهندسة والطب والصيدلة والحقوق واالقتصاد‬
‫واالجتماع واآلداب واللغات والفيزياء والبيولوجيا وغيرها من الشعب التعليمية التي تنفتح‬
‫على مختلف اآلفاق األكاديمية‪.‬‬
‫أما على مستوى التعليم األساسي‪ ،‬فقد تم مع بداية الدخول المدرسي ‪2020 – 2019‬‬
‫إطالق ‪ 35‬مشروعا‪ ،‬تتوزع على ‪ 4‬مدارس جماعاتية و‪ 8‬مدارس ابتدائية و‪ 13‬ثانوية‬
‫إعدادية و‪ 5‬ثانويات تأهيلية و‪ 3‬داخليات ودارين للطالبة والطالب‪ ،‬إلى جانب إطالق‬
‫عملية بناء المئات من حجرات التعليم األولي بالوسطين الحضري والقروي‪ .‬ومن شأن‬
‫هذه المشاريع رفع معدالت التمدرس والنجاح على صعيد الجهة‪.‬‬
‫كما شهد قطاع الصحة بدوره منجزات مهمة‪ ،‬تمثلت باألساس في افتتاح عدد من‬
‫المؤسسات االستشفائية لتعزيز العرض الطبي‪ ،‬وتمثلت على الخصوص في مستشفيي‬
‫القرب بإمزورن والقصر الكبير‪ ،‬كما أن أشغال بناء المركز االستشفائي الجامعي بطنجة‬
‫والمستشفى اإلقليمي بالحسيمة قاربت على االنتهاء‪ ،‬إلى جانب إطالق مشاريع بناء‬
‫مستشفى إقليمي بوزان ومستشفى جهوي بتطوان‪ ،‬وافتتاح العديد من المراكز الصحية‬
‫بالمدن والمراكز القروية لتقريب الخدمات الطبية من المواطنين‪.‬‬
‫موازاة مع االستثمارات العمومية المباشرة في قطاع الصحة‪ ،‬أعلنت المديرية الجهوية‬
‫للصحة عن إبرام عدد من االتفاقيات لتعزيز وتجويد الخدمات الصحية بالجهة بقيمة‬
‫إجمالية تصل إلى ‪ 256,9‬مليون درهم‪ ،‬وتجمع بين وزارة الصحة ووالية ومجلس الجهة‬
‫وبعض الجمعيات الفاعلة في الحقل الصحي‪ ،‬وهي اتفاقيات تشمل الفترة الممتدة من‬
‫‪ 2019‬إلى ‪.2021‬‬

‫البيئة والتراث‪ ..‬هاجس التنمية المستدامة ‪:‬‬


‫في جهة يمتد المجال الغابوي على حوالي ثلث مساحتها (‪ 31‬في المائة)‪ ،‬تشكل البيئة‬
‫هاجسا أساسيا بجهة الشمال لضمان استمرار الموارد لألجيال المقبلة‪ ،‬وتثمينها بشكل يحقق‬
‫التنمية المستدامة عبر الجمع بين إكراهات النمو االقتصادي والحفاظ على البيئة‪.‬‬
‫إلى جانب مواصلة تثمين الموارد الغابوية‪ ،‬حظي قطاع الماء باهتمام خاص من خالل‬
‫اإلعالن عن الخطوط العريضة لتنيل البرنامج الوطني لمياه الشرب ومياه الري ‪- 2020‬‬
‫‪ 2027‬على صعيد الجهة‪ ،‬عبر بناء ‪ 4‬سدود كبرى بحقينة إجمالية تصل إلى ‪1400‬‬
‫مليون متر مكعب من الماء‪ ،‬وتعميم تزويد الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب بالوسطين‬
‫الحضري والقروي‪ ،‬وتوسيع المدارات الفالحية السقوية‪.‬‬
‫من بين هذه المشاريع‪ ،‬برنامج بقيمة تصل إلى ‪ 335‬مليون درهم لتمويل مشاريع الري‬
‫بالقطاع الفالحي‪ ،‬واإلعالن عن برنامج التزويد بالماء الشروب للمدن والتجمعات السكانية‬
‫بجهة طنجة ‪ -‬تطوان – الحسيمة‪ ،‬بأزيد من ‪ 4‬مليارات درهم‪ ،‬وهو برنامج يروم تسريع‬
‫االستثمارات بقطاع الماء إلعطائه دفعة جديدة ولمواكبة جهود القطاعات المستعملة‬
‫للموارد المائية‪.‬‬
‫هي دينامية دؤوبة شملت أيضا قطاعات الثقافة والسياحة للحفاظ على التراث المادي‬
‫والالمادي لمختلف حواضر جهة الشمال وتثمينه في دعم الجاذبية السياحية واالقتصادية‪،‬‬
‫وال أدل على ذلك المصادقة على خمس اتفاقيات متعددة األطراف لتأهيل وتثمين المدن‬
‫العتيقة لشفشاون ووزان والقصر الكبير والعرائش وطنجة بكلفة مالية إجمالية تصل إلى‬
‫مليار و ‪ 860‬مليون درهم‪ ،‬إلى جانب البرنامج التكميلي لتهيئة المدينة العتيقة لتطوان‬
‫بغالف مالي يناهز ‪ 350‬مليون درهم‪.‬‬
‫وبالرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا‪ ،‬تواصل جهة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة التطلع‬
‫نحو المستقبل المنشود‪ ،‬ترسم خطوطه مشاريع وبرامج مهيكلة‪ ،‬كانت ثمرة رؤية حكيمة‬
‫وعناية ملكية مولوية موصولة من صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪.‬‬

You might also like