يوم 2011 - 07 - 01بيان اليوم حسن هرماسنشر في ..المجتمع المدني في الجنوب الشرقي يرسم اآلفاق الممكنة للتنمية المستقبلية انكب ثلة من الباحثين واإلعالميين ونشطاء المجتمع المدني في األقاليم التابعة لمنطقة الجنوب الشرقي للمملكة خالل نهاية األسبوع الماضي في مدينة ورزازات على مناقشة اآلفاق المستقبلية الممكنة للتنمية بالنسبة لجهة درعة تافياللت ،التي تشكل واحدة من الجهات االثنى عشرة الواردة ضمن التقرير الذي أفضت إليه أشغال اللجنة االستشارية للجهوية. التئم مؤخرا اللقاء الدراسي الموضوعاتي الذي تمحورت مختلف العروض والمناقشات التي عرفها هذا اللقاء حول موضوع مرجعي هو «المدخل االقتصادي :رافعة أساسية للتنمية بجهة درعة تافياللت». وتعكس هذه المبادرة جانبا من الحيوية المميزة للنخبة المثقفة والمجتمع المدني المحلي في األقاليم المشكلة للرقعة الجغرافية للجنوب الشرقي للمملكة والتي تضم أقاليم ورزازات والرشيدية وتنغير وزاكورة ،حيث تتوفر هذه الوحدات الترابية من المكونات السوسيو اقتصادية والبشرية والجغرافية والبيئية وغيرها ،ما يجعلها مؤهلة لالنصهار في إطار استراتيجية تنموية موحدة ومتكاملة. ويأتي تنظيم هذا اللقاء الدراسي ضمن سلسلة من النقاشات العمومية التي تم تفعيلها في هذا اإلطار على مستوى منطقة الجنوب الشرقي للمملكة ،وذلك من أجل إشراك جميع الفاعلين السياسيين واالقتصاديين والجمعويين ،وتعبئتهم لالنخراط في الورش اإلصالحي الذي تعرفه مختلف جهات المغرب ،وذلك بغية بلورة تصور واضح حول اآلفاق االقتصادية بجهة درعة - تافياللت وتثمينها. فعالوة عن الفاعلين االقتصاديين والباحثين المتخصصين في قضايا التنمية المحلية ،عرف هذا اللقاء الدراسي مشاركة وازنة لنشطاء المجتمع المدني في األقاليم األربعة ممثلين بواسطة «النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات» ،و»النسيج الجمعوي للتنمية والديمقراطية بزاكورة»، و»شبكة الجمعيات التنموية بواحات الجنوب الشرقي» ،و»فيدرالية الجمعيات التنموية بتنغير». وقد انطلق المشاركون في هذا اللقاء الدراسي من تصور مؤداه أن «مفهوم الجهوية لن يستقيم على المستوى الواقعي إال بوجود حكامة تدبيرية لإلمكانات االقتصادية الجهوية ،وسياسية تعتمد على أسس العقالنية والتكامل ...لذلك ،كان لزاما على المجتمع المدني بمنطقة الجنوب الشرقي فتح فضاء للنقاش العمومي لتدارس اإلمكانات المتوفرة في الجهة المقترحة (درعة-تافياللت)، والفرص المتاحة إلحداث إقالع تنموي حقيقي لتدارك كل االختالالت البنيوية التي شابت السياسات العمومية المطبقة في ربوع هذه الجهة. ولن يتأتى ذلك سوى عبر سن مقاربة مندمجة ومتكاملة قوامها السياسي ديمقراطية تشاركية يحتل فيها اإلنسان مكانة رائدة». وقد استأثر النشاط الفالحي داخل الواحات ،في عالقته بالمنتجات المحلية ،بقسط وافر من النقاش خالل هذين اليومين الدراسيين ،فضال عن النشاط السياحي ،والصناعة السينمائية على اعتبار أن هذه المكونات تشكل قطب الرحى التي يستند إليها النسيج االقتصادي في منطقة الجنوب الشرقي، دون أن تغيب عن اهتمامات المشاركين في اللقاء قطاعات أخرى لها وزنها في النسيج االقتصادي لهذه المنطقة ،والمتمثلة أساسا في الصناعات التقليدية ،والمعادن ،والتجهيزات األساسية. ومن بين نقاط القوة التي ميزت اللقاء الدراسي لألنسجة الجمعوية للجنوب الشرقي ،هناك على الخصوص التشخيص الدقيق لواقع الحال الذي يطبع المؤهالت المتوفرة ،وأنماط االستغالل السائدة خاصة بالنسبة للنشاط الزراعي في المنطقة ،ممثال في «الفالحة داخل الواحات» ،وكذلك الشأن بالنسبة للقطاعات االقتصادية األخرى ،سواء تعلق األمر باألنشطة ذات الصلة بالمنتجات المحلية واالقتصاد التعاوني ،أو النشاط السياحي أو غيرها. وانطالقا من هذه الرؤية التشخيصية الواقعية ،أفضى المشاركون في اللقاء إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات ،منها ما يكتسي طابعا عاما ،من شأن تطبيقه أن ال ينحصر تأثيره اإليجابي على منطقة الجنوب الشرقي فقط ،وإنما على التراب الوطني برمته. ومنها كذلك التوصيات والمقترحات التي من شأن تنفيذها أن يعطي نقلة نوعية لوثيرة التنمية في هذه المنطقة. ومن جملة هذه التوصيات العامة ،هناك المطلب المتعلق بإنجاز النفق الجبلي تيشكا ،الذي لن يقتصر تأثيره اإليجابي على فك العزلة البرية عن الجنوب الشرقي للمملكة فحسب ،وباألخص منطقة ورزازات الكبرى. غير أن إنجاز هذا المشروع االستراتيجي ،سيمكن في حال تنفيذه من ربط النصف الشمالي للمملكة ،بنصفها الجنوبي ،فضال عما سيكون له من انعكاسات جد إيجابية على مختلف األنشطة السوسيو-اقتصادية ،ومن ضمنها على الخصوص النشاط السياحي ،خاصة في شقه المرتبط بالسياحة الداخلية. ومن جملة التوصيات العامة أيضا ،هناك إنجاز الطريق السريع الرابط بين مكناس والرشيدية، وبين هذه األخيرة وإقليم تنغير ،حيث من شأن إنجاز هذا المشروع الطرقي أن يضمن الترابط العضوي بين قطبي هذه الجهة ،وهي الرشيدية وورزازات الكبرى. كما يدخل في هذا اإلطار أيضا التوصية الخاصة بإحياء المهرجانات الثقافية والفنية التي يصب إحياؤها في تشجيع النشاط السياحي بالمنطقة. أما بخصوص التوصيات والمقترحات المتعلقة بخلق قفزة نوعية في مجال الفالحة داخل الواحات، وما يرتبط بها من تثمين للمنتجات المحلية ،فقد أفضى اللقاء الدراسي إلى تسطير مجموعة من المقترحات الموضوعية ،التي من شأن تنفيذها إصالح مختلف مكامن الخلل التي يعاني منها هذا النشاط ،وبالتالي إعطاء قيمة مضافة للنشاط الزراعي ،وللمنتجات المحلية بالمنطقة. ومن هذه التوصيات ،على سبيل المثال ال الحصر ،هناك بناء السدود ومحاربة التصحر، واستصالح األراضي الزراعية القابلة لإلستغالل ،وإيجاد الحل المناسب إلشكالية أراضي الجموع، والتشجيع على خلق التعاونيات الفالحية ،وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في إنتاج وتسويق المنتجات الفالحية ،وتوفير التأطير التقني للقرب لفائدة الفالحين ،وخلق وحدات للصناعات التحويلية بالمنطقة ،وتشجيع ودعم االستثمارات الزراعية في المنطقة.