You are on page 1of 16

‫دور وأهمية التخطيط االستراتيجي للنهوض بالقطاع السياحي‬

‫من أجل تحقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫طارق راش ي‬ ‫صالح محرز‬


‫أستاذ مساعد‬ ‫أستاذ مساعد‬
‫جامعة سوق هراس‬ ‫جامعة العربي التبس ي تبسة‬
tarek.rachi@gmail.com salahmahrez@gmail.com

:‫ملخص‬
‫ الذي يهدف لرفع الكفاءة االقتصادية وتحقيق تنمية‬،‫يشكل قطاع السياحة أحد قطاعات اإلنتاج الخدمي‬
‫ وقد بدأت‬.‫بشرية عبر االستثمار املكثف لإلمكانيات االقتصادية والحضارية والتوظيف األمثل لليد العاملة‬
‫السياحة تحتل مكانا بارزا في العديد من استراتيجيات التنمية ملستدامة وتندرج صمن بنود جدول اعمال الكثير من‬
‫ اذ اصبحت هناك ضرورة حتمية العطاء اهمية بالغة للتخطيط االستراتيجي للنهوص بالقطاع‬،‫املؤتمرات الدولية‬
.‫السياحي‬
‫تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على الدور البارز واالهمية الكبيرة للتخطيط للعملية السياحية كاداة‬
.‫لتحقيق تنمية سياحية مستدامة لالجيال القادمة‬
.‫ التخطيط االستراتيجي‬،‫ التنمية املستدامة‬،‫ السياحة املستدامة‬،‫ السياحة‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
The tourism sector is one of the service sectors of production, which aims to raise economic
efficiency and achieve human development through intensive investment and economic, cultural and
employment possibilities for optimization of labor. Tourism has begun occupies a prominent place in
many of the strategies for sustainable development and fall Samn works of a lot of international
conferences agenda items, as there has become imperative to give great importance to strategic
planning for the tourism sector.
This study aims to highlight the prominent role of large planning process and the importance
of tourism as a tool for sustainable tourism development for future generations.
Keywords: tourism, sustainable tourism, sustainable development, strategic planning.
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ً ً‬
‫إن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دورا مهما في زيادة الدخل القومي وتحسين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ميزان املدفوعات‪ ،‬ومصدرا للعمالت الصعبة‪ ،‬وفرصة لتشغيل األيدي العاملة‪ ،‬وهدفا لتحقيق برامج التنمية‪.‬‬
‫ومن منظور اجتماعي وحضاري‪ ،‬فإن السياحة هي حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية‬
‫لإلنسان بمعنى أنها رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات واملعارف اإلنسانية لألمم والشعوب‪،‬‬
‫ومحصلة طبيعية لتطور املجتمعات السياحية وارتفاع مستوى معيشة الفرد‪ .‬وعلى الصعيد البيئي تعتبر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السياحة عامال جاذبا للسياح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة األماكن الطبيعية املختلفة والتعرف على‬
‫تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية‪ ،‬باإلضافة إلى زيارة املجتمعات املحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غدت السياحة املستدامة منهجا وأسلوبا تقوم عليه العديد من املؤسسات السياحية العاملية‪ ،‬وعلى‬
‫ً‬
‫غير ما يعتقد الكثير فإن تطبيق مفهوم السياحة املستدامة ال يعد مكلفا من الناحية املالية‪ ،‬فله عائده‬
‫املعنوي واملادي‪ ،‬ويعود بالربح والفائدة على املؤسسات السياحية‪ .‬كما إن تطبيق مفهوم االستدامة السياحية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعتمد على ثالثة جوانب هامة‪ ،‬أوال‪ ،‬العائد املادي ألصحاب املشاريع السياحية‪ ،‬وثانيا البعد االجتماعي‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن هذه املؤسسات هي جزء من املجتمع املحلي وعليها االستفادة من الخبرات والكفاءات املحلية ما‬
‫أمكن‪ ،‬باإلضافة إلى إشراك املجتمع املحلي واألخذ برأيه‪ .‬أما البعد الثالث فهو البيئة‪ ،‬حيث تعامل هذه‬
‫املؤسسات على أنها جزء من البيئة‪ ،‬وبالتالي يجب عليها املحافظة على املوارد الطبيعية من ماء وطاقة ونباتات‬
‫وأحياء طبيعية لدرء أي خطر من مشاكل التلوث والتدهور‪.‬‬
‫والتخطيط الفعال هو العملية التي تسمح بوضع االهداف وتحديد الوسائل لتحقيقها وتقييم هذه‬
‫الوسائل‪ ،‬ونعني بالتخطيط الشامل ذلك التخطيط الذي يأخذ بعين االعتبار املوارد والتنظيمات واألسواق‬
‫والبرامج السياحية الخاصة باملنطقة‪ ،‬كما ويأخذ التخطيط الشامل بعين االعتبار االبعاد االقتصادية والبيئية‬
‫واالجتماعية لتنمية السياحة‪ .‬تكمن أهمية البحث في محاولة معالجة موضوع التخطيط للتنمية السياحية‬
‫املستدامة من أجل النهوض بالقطاع السياحي‪ ،‬كذلك يهدف إلى تسليط الضوء على كيفية تأثير البيئة في‬
‫التنمية السياحية‪ ،‬ثم تحديد رؤية استراتيجية لعمل املؤسسات بتنمية مستدامة‪ .‬وضمن هذا اإلطار سوف‬
‫نتطرق في هذه الورقة البحثية إلى معالجة اإلشكالية املتمثلة في‪ :‬ما هو الدور الذي يؤديه التخطيط الفعال‬
‫للنهوض بالقطاع السياحي وتحقيق تنمية سياحية مستدامة؟‬
‫أوال‪ :‬التنمية املستدامة‬
‫‪ .1‬تعريف التنمية املستدامة‪:‬‬
‫ظهرت عدة تعريفات واستخدامات للتنمية املستدامة‪ ،‬فالبعض يتعامل معها كرؤية أخالقية تناسب‬
‫اهتمامات وأولويات النظام العاملي الجديد‪ ،‬والبعض يرى أن التنمية املستدامة نموذج تنموي بديل عن‬
‫ً‬
‫النموذج الصناعي الرأسمالي‪ ،‬أو ربما أسلوبا إلصالح أخطاء وتعثرات هذا النموذج في عالقته بالبيئة‪ ،‬وهناك‬

‫‪48‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫من يتعامل مع التنمية املستدامة كقضية إدارية وتقنية بحة للتدليل على حاجة املجتمعات أو البلدان‬
‫املتقدمة والنامية إلى إدارة بيئية واعية وتخطيط فعال الستغالل املوارد‪ .‬ورغم كل التوجهات السابقة‬
‫باختالف ت عاملها مع مفهوم التنمية املستدامة إال أنها تصب كلها في خدمة أهداف واحدة تعتبر اإلنسان‬
‫وسيلتها وفي نفس الوقت غايتها‪.‬‬
‫للولوج في مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬حاول بعض الباحثين تحليل وتقسيم هذه العبارة إلى كلمتين‪،‬‬
‫فتمثلت األولى في مصطلح التنمية التي سال فيها الحبر الكثير وعرفت بصورة شاملة على أنها‪ ":‬إحداث تغيرات‬
‫في جميع مجاالت الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية‪...‬لتكون في مستوى رفاه وتطلعات‬
‫ً‬
‫را ومستقبال‪1.‬‬ ‫ً‬
‫الشعوب"‪ ،‬أما الكلمة الثانية فكانت املستدامة التي تعني االستمرارية والتواصل‪ ،‬دائما حاض‬
‫ويعود أصل مصطلح االستدامة ‪ Sustainable‬إلى العلم اإليكولوجي ‪ 2،Ecology‬حيث استخدمت االستدامة‬
‫للتعبير عن تشكل وتطور النظم الديناميكية التي تكون عرضة نتيجة ديناميكيتها (تفاعلها مع بعضها البعض) ‪-‬‬
‫إلى تغيرات هيكلية تؤدي إلى حدوث تغير في خصائصها وعناصرها وعالقات هذه العناصر ببعضها البعض‪.‬‬
‫وفي املفهوم التنموي أستخدم مصطلح االستدامة للتعبير عن طبيعة العالقة بين علم االقتصاد والعلم‬
‫اإليكولوجي‪ 3‬فكان مفهوم االستدامة في مغزاه البيئي التنموي من منظور اقتصادي هو‪" :‬ضمان أال يقل‬
‫االستهالك مع مرور الزمن بمعنى أن قدرة بلد ما على االستدامة هي أن تدفق االستهالك واملنفعة يتوقف على‬
‫التغير في رصيد املوارد او الثروة‪ ،‬وأن ارتفاع الرفاهية بين األجيال يأتي مع ازدياد الثروة مع مرور الوقت وفي ظل‬
‫وجود بدائل وإحالل محتمل بين املوارد على مرور الزمن"‪ 4.‬واالستدامة حسب تقرير لجنة برونتالند هي‪ :‬العمل‬
‫على عدم استمرارية األنماط االستهالكية الحالية في بلدان الشمال والجنوب على حد سواء‪ ،‬واستبدالها‬
‫بأنماط استهالكية وإنتاجية مستدامة‪ ،‬ودون ذلك فال مجال لتحقيق استدامة تنموية شاملة على ارض الواقع‪.‬‬
‫وعليه فإنه ال معنى ألي نشاط تنموي لن تكتب له االستدامة‪ ،‬بحيث تستفيد منه األجيال القادمة بنصب‬
‫عادل من املوارد‪.‬‬
‫منذ الظهور الرسمي للتنمية املستدامة‪ ،‬تعرضت الكثير من املنظمات العاملية والكتاب والباحثين بشتى‬
‫االختصاصات إلى تعريفها‪ ،‬ملا لهذا املوضوع من أهمية واتساع‪ ،‬لذلك عان املفهوم من التزاحم الشديد في‬
‫التعريفات فأصبحت املشكلة ليست في نقص التعريفات وإنما تعددها واختالف وجهات النظر حولها‪ ،‬وعليه‬
‫سنحاول التعرض ألهمها كاآلتي‪:‬‬
‫عرفت التنمية املستدامة ألول مرة في تقرير اللجنة العاملية للبيئة والتنمية عـام ‪ ،1987‬املعنـون‬
‫بمستقبلـنا املشتـرك (تقرير برونتالند) على أنها‪" :‬تلك التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون اإلخالل بقدرة‬
‫األجيال املقبلة على تلبية احتياجاتهم"‪5.‬‬

‫حيث ركزت فصول هذا التقرير على التنمية املستدامة ودور املجتمع الدولي في تحقيقها من جانبين‪،‬‬
‫أولهما حماية البيئة‪ ،‬وثانيهما الحفاظ على مستقبل األجيال القادمة‪ .‬وقد جاء هذا املفهوم الجديد للتنمية‬

‫‪49‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫ً‬
‫ليحدث انقالبا في املفاهيم التقليدية‪ ،‬بحيث تم بموجب هذا التقرير دمج االحتياجات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية في تعريف واحد‪.‬‬
‫كما أن هذا التعريف يحمل في طياته مايلي‪:6‬‬

‫‪ -‬مفهوم "الحاجة" وخاصة االحتياجات األساسية للفقراء‪ ،‬الذين ينبغي أن تعطى لهم األولوية العليا؛‬

‫‪ -‬فكرة "القيود" قدرة البيئة على تلبية االحتياجات الحالية واملستقبلية‪ .‬هل أن مخزون رأس املال‬
‫الطبيعي يمكن أن يبقى سليما لألجيال القادمة؟ أم يجب التفكير في رأس املال الذي يحل محل رأس املال‬
‫الطبيعي ويلبي االحتياجات املستقبلية‪.‬‬
‫عرف املبدأ الثالث املقرر في مؤتمر األمم املتحدة للبيئة والتنمية الذي انعقد في ريو ديجانيرو سنة ‪1992‬‬
‫التنمية املستدامة بأنها‪" :‬ضرورة إنجاز الحق في التنمية‪ ،‬حيث تتحقق بشكل متساو الحاجات التنموية‬
‫والبيئية ألجيال الحاضر واملستقبل‪ ،‬وأشار املؤتمر في مبدئه الرابع أن تحقيق التنمية املستدامة ينبغي أال‬
‫ً‬
‫جزءا ال يتجزأ من عملية التنمية"‪7.‬‬ ‫يكون بمعزل عن حماية البيئة بل تمثل‬
‫كما َ‬
‫عرف قاموس ويبستر (‪ )Webster‬التنمية املستدامة على أنها‪ " :‬تلك التنمية التي تستخدم املوارد‬
‫الطبيعية دون أن تسمح باستنزافها أو تدميرها جزئيا أو كليا‪ ،‬أي ضرورة ترشيد استخدامها"‪ .‬كما يشير البعض‬
‫في هذا النطاق إلى أنها عملية تغيير بواسطة استغالل املوارد وتوجيه االستثمارات‪ ،‬والتغييرات والتطورات‬
‫التقنية واملؤسساتية بتناسق وتكامل لتعزز وتدعيم اإلمكانيات الحالية واملستقبلية بهدف تلبية الحاجات‬
‫البشرية‪8.‬‬

‫وفي تعريف آخر يمثل محاولة الربط بين البيئة والتنمية االقتصادية‪ ،‬نجد أن التنمية املستدامة تم‬
‫تعريفها على أنها‪" :‬الحد من التعارض الذي يؤدي إلى تدهور البيئة عن طريق إيجاد وسيلة إلحداث تكامل ما بين‬
‫البيئة واالقتصاد"‪9.‬‬

‫هذا ما توافق مع تعريف وليم رولكز هاوس )‪ (W.Ruckelshaus‬مدير إدارة البيئة األمريكية الذي عرفها‬
‫بأنها‪ " :‬تلك العملية التي تقر بضرورة تحقيق نمو اقتصادي يتالءم مع قدرات البيئة‪ ،‬وذلك من منطلق أن‬
‫التنمية االقتصادية واملحافظة على البيئة هما عمليتان متكاملتان وليستا متناقضتان‪10.‬‬

‫لقد ركزت بعض التعريفات على الصبغة االقتصادية في تعريفها للتنمية املستدامة‪ ،‬وكان أساسها‬
‫الحصول على الحد األقص ى من منافع التنمية االقتصادية‪ ،‬بشرط املحافظة على خدمات املوارد الطبيعية‬
‫ونوعيتها‪ .‬كما انصبت تعريفات اقتصادية أخرى‪ ،‬على الفكرة العريضة القائلة‪" :‬بأن استخدام املوارد اليوم‪،‬‬
‫ينبغي أال يقلل من الدخل الحقيقي في املستقبل"‪ ،‬وتقف وراء هذا املفهوم الفكرة التي توضح بأن القرارات‬
‫الحالية ينبغي أال تضر بإمكانيات املحافظة على مستويات املعيشة في املستقبل أو تحسينها‪ .‬وعليه اعتمد‬
‫االقتصاديون في تعريفاتهم للتنمية املستدامة على مصطلح االستمرارية في محاولة منهم لتوضيح الرغبة في‬

‫‪50‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫تحقيق التوازن بين النمو االقتصادي من ناحية والحفاظ على التوازن البيئي من الناحية األخرى‪ ،‬وذلك‬
‫لتحقيق أقص ى منفعة مع االلتزام بإدارة كفء للموارد الطبيعية املوجودة‪.‬‬
‫كما تعتبر التنمية املستدامة بمثابة منهج تنموي بديل للمناهج السابقة التي استنزفت املوارد‪ ،‬تقوم على‬
‫مشاركة املجتمع املدني والحكومات في إيجاد الوسائل واآلليات الالزمة لتحقيق التوازن بين ثالثة عوالم رئيسية‬
‫هي‪ :‬االقتصاد‪ ،‬البيئة واملجتمع‪ ،‬من خالل تحقيق الفعالية االقتصادية والعدالة واملساواة االجتماعية‬
‫والسالمة البيئية‪ ،‬باإلضافة إلى املحافظة على الخصوصية الثقافية وتراث البشرية املوروث‪11.‬‬

‫إن املتتبع ملا سبق من تعريفات‪ ،‬يجد أن التنمية املستدامة تصب في فكرة االحتياجات الحالية‬
‫واملستقبلية لألجيال فهي ليست فقط مجرد وسيلة لتغطية االحتياجات بل هي عملية تتطلب تطوير‬
‫ً‬
‫االحتياجات بحد ذاتها‪ .‬إذا فالتنمية املستدامة الحقيقية هي التي تتصف باالستقرار وتمتلك عوامل االستمرار‬
‫والتواصل من منظور استخدام املوارد الطبيعية‪ ،‬وتأخذ بعين االعتبار البعد الزمني وحق األجيال القادمة في‬
‫التمتع باملوارد‪.‬‬
‫‪ .2‬أبعاد التنمية املستدامة‪:‬‬
‫لقد تعرض العديد من الكتاب والباحثين بشتى االختصاصات إلى مفهوم التنمية املستدامة كل حسب‬
‫وجهة نظره‪ ،‬ملا لهذا املوضوع من األهمية‪ ،‬الشمولية واالتساع‪ .‬لذلك جاء التقرير الصادر عن معهد املوارد‬
‫ً‬
‫العاملية ليلم شمل وجهات النظر املختلفة‪ ،‬ويعطي ما يقارب ‪ 20‬تعريفا للتنمية املستدامة واسعة االستعمال‪.‬‬
‫وقسمت على أربعة مجاالت‪ ،‬تعبر عن األبعاد األساسية للتنمية املستدامة‪ ،‬وهي‪12 :‬‬

‫‪ .1.2‬الصعيد االقتصادي‪ :‬تعني التنمية املستدامة بالنسبة للدول املتقدمة‪ ،‬خفض استهالك الطاقة‬
‫واملوارد‪ ،‬أما بالنسبة للدول النامية‪ ،‬فهي تعني توظيف املوارد من أجل رفع مستوى املعيشة والحد من‬
‫الفقر‪.‬‬
‫‪ .2.2‬الصعيد االجتماعي (اإلنساني)‪ :‬فإنها تسعى لتحقيق االستقرار في النمو السكاني‪ ،‬وتقديم أفضل‬
‫الخدمات الصحية والتعليمية‪ ،‬ووقف تدفق األفراد على املدن‪ ،‬من خالل تطوير مستوى الخدمات‬
‫املقدمة للمناطق الريفية‪ ،‬وتحقيق العدالة‪ ،‬وأكبر مشاركة شعبية في التخطيط للتنمية‪.‬‬
‫‪ .3.2‬الصعيد البيئي‪ :‬تعني التنمية املستدامة حماية املوارد الطبيعية‪ ،‬واالستخدام األمثل لألرض‬
‫الزراعية واملوارد املائية‪.‬‬
‫‪ .4.2‬الصعيد التكنولوجي‪ :‬فهي تعني نقل املجتمع إلى عصر الصناعات النظيفة التي تستخدم‬
‫تكنولوجيا خضراء وطاقة نظيفة‪ ،‬وهو ما يسمح بإنتاج أدنى الحدود املمكنة من الغازات امللوثة‬
‫والحابسة للحرارة والضارة بطبقة األوزون‪13 .‬‬

‫ركز معظم الكتاب والباحثين على ثالثة أبعاد رئيسة للتنمية املستدامة هي‪ :‬الجانب االقتصادي‬
‫ً‬
‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬وأهملوا حقيقة الجانب السياس ي الذي هو في رأي البعض األخر العنصر الذي يدير‬

‫‪51‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫ويوجه كل الجوانب السابقة في إطار االستدامة‪ .‬باإلضافة إلى إهمالهم للبعد الثقافي الذي يعتبر من أساسيات‬
‫تحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫‪ .5.2‬على الصعيد السياس ي‪ :‬تعتني التنمية املستدامة بتجسيد مبادئ الحكم الرشيد‪ ،‬الذي يرعي‬
‫الحريات‪ ،‬ويضمن الديمقراطية‪ ،‬العدالة‪ ،‬املساواة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬املحاسبة وحق املشاركة للشعوب في اتخاذ‬
‫القرارات املصيرية‪.‬‬
‫‪ .6.2‬على الصعيد الثقافي‪ :‬تعني التنمية املستدامة تطوير والحفاظ على الخصوصيات الثقافية‬
‫للشعوب‪.‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬فخالصة القول أن التنمية املستدامة الشاملة هي تلك التنمية التي تعمل على‬
‫ً‬
‫إحداث التكامل والتناسق بين مختلف أبعادها‪ ،‬والتي تعبر عن وجهات النظر املذكورة سلفا‪ ،‬لتفرز وتبلور‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مفهوما شامال لها يعبر عنه بـ‪" :‬توظيف التنمية االقتصادية لخدمة البشرية الحاضرة واملستقبلية‪ ،‬وتحقق لهم‬
‫كل املتطلبات االجتماعية وطموحات الحياة املتعددة واملتغيرة‪ ،‬مع املحافظة على خصوصياتهم الثقافية‬
‫وتطويرها‪ ،‬باإلضافة إلى حماية البيئة من خالل الحفاظ على توازنها وعرقلة استخدام مواردها‪ ،‬في إطار‬
‫االعتماد على التكنولوجيا الحديثة والعمل وفق الحيز السياس ي الذي يمتاز باملشاركة الشعبية والرشاد في‬
‫صنع واتخاذ القرارات‪ ،‬وبالتالي ضمان مراعاة عنصر االستدامة للتنمية في كل مجال من مجاالتها‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1‬يوضح أبعاد التنمية املستدامة املتكاملة واملتداخلة‪.‬‬

‫املصدر‪:‬‬
‫صالح صالحي‪ ،‬التنمية الشاملة املستدامة والكفاءة اإلستخدامية للثروة البترولية في الجزائر‪ ،‬بحوث وأوراق عمل‬
‫امللتقى الدولي حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫(جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ 08/07 ،‬أفريل ‪ ،)2008‬ص‪.872.‬‬

‫‪52‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫ثانيا‪ :‬السياحة املستدامة‬


‫‪ .1‬مفهوم السياحة‪ .‬تختلف تعريفات السياحة باختالف الزاوية التي ينظر إليها منها‪ ،‬فمنهم من يعرفها‬
‫كظاهرة اجتماعية والبعض اآلخر يعرفها كظاهرة اقتصادية‪ ،‬ومنهم من يرى بأنها عامل لبعث العالقات‬
‫اإلنسانية والتنمية الثقافية ويمكن ذكر بعض التعريفات كما يلي‪:‬‬
‫‪" -‬السياحة هي ذلك النشاط الحضاري واالقتصادي والتنظيمي بانتقال األفراد إلى بلد غير بلدهم‬
‫وإقامتهم فيه ملدة ال تقل عن ‪ 24‬ساعة ألي غرض ما عدا العمل الذي يدفع أجره داخل البلد املزار"‪14.‬‬

‫‪" -‬السياحة ظاهرة من ظواهر هذا العصر تنبثق من الحاجة املتزايدة إلى الراحة وإلى تغيير الهواء وإلى‬
‫اإلحساس والشعور بالبهجة واملتعة من اإلقامة في منطقة لها طبيعتها الخاصة"‪15.‬‬

‫ً‬
‫‪" -‬السياحة مجموعة من العالقات املادية وغير املادية‪ ،‬التي تتحقق نتيجة قيام االنسان اختياريا‬
‫بتغيير محل إقامته بصفة مؤقتة إلشباع رغبات متعددة ليس من بينها الكسب عن طريق العمل"‪16.‬‬

‫‪ -‬وقد ركزت املنظمة العاملية للسياحة في تعريفها للسياحة على التفرقة بين مفهومي السائح‬
‫واملتجول‪ ،‬فالسائح هو كل زائر مؤقت يقيم في البلد الذي يزوره ‪ 24‬ساعة على األقل بحيث أسباب الزيارة‬
‫"السفر" تكون من أجل الترفيه‪ ،‬الراحة‪ ،‬الصحة‪ ،‬قضاء العطل‪ ،‬الدراسة‪ ،‬الديانة‪ ،‬الرياضة أو من أجل‬
‫القيام بأعمال عائلية‪ ،‬حضور املؤتمرات‪ ،‬ندوات علمية ثقافية وسياسية‪ .‬أما املتجول فهو كل زائر مؤقت ال‬
‫تتجاوز مدة إقامته ‪ 24‬ساعة على األكثر خارج مقر إقامته املعتاد‪17.‬‬

‫‪ -‬من التعريفات السابقة يتضح بأن السياحة تفيد انتقال الشخص من مكان اقامته املألوفة‬
‫واملعتادة إلى أماكن إقامة أخرى من أجل إشباع رغباته في التنزه والترفيه وقد تندرج ضمن هذه الرغبات‬
‫ممارسة الطقوس الدينية والعالج وغيرها‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم السياحة البيئية واالستدامة‪ :‬إن السياحة البيئية هي عملية تعلم وثقافة وتربية بمكونات‬
‫البيئة‪ ،‬وبذلك فهي وسيلة لتعريف السياح بالبيئة واالنخراط بها‪ ،‬أما السياحة املستدامة فهي االستغالل‬
‫األمثل للمواقع السياحية من حيث دخول السياح بأعداد متوازنة للمواقع السياحية على أن يكونوا على علم‬
‫مسبق ومعرفة بأهمية املناطق السياحية والتعامل معها بشكل ودي‪ ،‬وذلك للحيلولة دون وقوع األضرار على‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫وتلبي السياحة املستدامة احتياجات السياح مثلما تعمل على الحفاظ على املناطق السياحية وزيادة‬
‫فرص العمل للمجتمع املحلي‪ .‬وهي تعمل على إدارة كل املوارد املتاحة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫جمالية أو طبيعية في التعامل مع املعطيات التراثية والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة املحافظة على التوازن‬
‫البيئي والتنوع الحيوي‪18.‬‬

‫‪53‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫وقد ركزت املنظمة العاملية للسياحة ‪ WTO‬على مفهوم السياحة املستدامة في إعالن مانيال ‪ ،1980‬وفي‬
‫اكوبولكو ‪ ،1982‬وفي صوفيا ‪ ،1985‬وفي القاهرة ‪.1995‬‬
‫السياحة املستدامة هي نقطة التالقي ما بين احتياجات الزوار واملنطقة املضيفة لهم‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫حماية ودعم فرص التطوير املستقبلي‪ ،‬بحيث يتم إدارة جميع املصادر بطريقة توفر االحتياجات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والروحية‪ ،‬ولكنها في الوقت ذاته تحافظ على الواقع الحضاري والنمط البيئي الضروري والتنوع‬
‫الحيوي وجميع مستلزمات الحياة وأنظمتها‪ .‬والستدامة السياحة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة الستدامة‬
‫الصناعات األخرى‪ ،‬هنالك ثالث مظاهر متداخلة‪:‬‬
‫االستدامة االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستدامة االجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستدامة تشتمل بالضرورة على االستمرارية‪ ،‬وعليه فإن السياحة املستدامة تتضمن االستخدام‬
‫األمثل للموارد الطبيعية بما في ذلك مصادر التنوع الحيوي وتخفيف آثار السياحة على البيئة والثقافة‪،‬‬
‫وتعظيم الفوائد من حماية البيئة واملجتمعات املحلية‪ .‬وهي كذلك تحدد الهيكل التنظيمي املطلوب للوصول إلى‬
‫هذه األهداف‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬متطلبات اإلدارة السياحية املستدامة‬

‫إدارة املصادر‬ ‫إدارة الزوار‬

‫إدارة اآلثارالسلبية‬
‫الحاصلة أو املتوقعة‬

‫املصدر‪:‬‬
‫الدليل اإلرشادي للسياحة املستدامة في الوطن العربي‬

‫‪54‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫ً‬
‫على أن بعض الدراسات تفضل أن تطلق مصطلح التطوير املستدام للسياحة بدال من مصطلح‬
‫السياحة املستدامة وذلك لسببين‪19:‬‬

‫‪ -‬لكي تصبح السياحة مستدامة يجب أن يتم دمجها مع كل مجاالت التطوير‪.‬‬


‫‪ -‬بعض أوجه السياحة مثل رحالت الطيران الطويلة ال يمكنها أن تصبح مستدامة ملجرد تطور‬
‫التكنولوجيا أو تحسن الظروف املرافقة‪.‬‬
‫‪ .2‬الشروط الواجب توفرها لترقية قطاع السياحة‪ :‬تتطلب السياحة توفير شروط معينة وظروف‬
‫مالئمة تجعل السائح يشعر بتحقيق الحد األدنى من األهداف التي رسمها في مخيلته‪ .‬ومن هذه الشروط ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.2‬الهياكل السياحية‪ :‬تعتبر الهياكل السياحية من األولويات التي ال غنى عنها لترقية السياحة‬
‫وتطويرها وجعل اإلستفادة من عائداتها أمرا ممكنا‪ .‬وانطالقا مما هو معمول به في بعض الدول كالواليات‬
‫املتحدة األمريكية مثال‪ ،‬يمكن تقسيم هذه الهياكل إلى نوعين متمايزين‪:‬‬
‫النوع األول‪ ،‬ويتمثل في سالسل من الفنادق السياحية الضخمة وما يتبعها من تجهيزات ووسائل النقل‬
‫واإلتصال ومرافق رياضية وترفيهية‪ .‬إن هذه الهياكل ونظرا لضخامتها وارتفاع تكاليف إنشائها تتواجد في املدن‬
‫الحضرية ذات الكثافة السكانية إلمكانية التوافد عليها من طرف أكبر قدر من الزوار األثرياء ورجال املال‬
‫واألعمال املحليين واالجانب‪ .‬ويمكن أن تستقطب هذه الهياكل أيضا شرائح أوسع من السياح ومن مختلف‬
‫الطبقات اإلجتماعية متى كانت تكاليف اإلستعمال مناسبة‪.‬‬
‫أما النوع الثاني‪ ،‬فيتمثل في الهياكل األقل تكلفة من حيث اإلنشاء مثل املساكن املنفصلة التي يراعى في‬
‫تصاميم بنائها خفض التكاليف ومن ثم جذب السائح لإلستفادة منها بأسعار تتماش ى مع دخله‪ .‬وهذه األسعار‬
‫ال تكون على حساب نوعية الخدمات املشار إليها في النوع األول‪ .‬وفي الجزائر وبالرغم من إمكانية إنشاء مثل‬
‫هذه الهياكل في مناطق مختلفة من الجزائر‪ ،‬فإنها تتالءم أكثر مع املناطق الداخلية حيث يقل السكان وتتسع‬
‫دائرة ذوي الدخل املتدني واملتوسط والذين ال يقدرون على دفع مبالغ قد تبدو في نظرهم تعجيزية في الهياكل‬
‫السياحية الضخمة‪ .‬وعموما إذا ما تم التجاوب مع هذين النوعين فذاك يعني تلبية رغبات املواطنين من‬
‫مستويات مختلفة ليتمكن كل سائح من إيجاد ما يناسبه‪.‬‬
‫‪ .2.2‬األمن‪ :‬من املتعارف عليه أن السائح يحتاج إلى ضمان أمنه وسالمة جسده وأمتعته من أي مساس‬
‫مادي أو معنوي سواء أكان صادرا من طرف القائمين على تسيير املرفق السياحي أو من عامة الناس‪ .‬ولكي‬
‫يزدهر النشاط السياحي يتطلب توافر األمن بمفهومه الواسع ليتجنب أشياء مثل الحوادث واألمراض املعدية‬
‫والكوارث الطبيعية‪ .‬إن أي إخالل بهذا الشرط سيؤدي حتما إلى إلحاق أضرار مادية ومعنوية بليغة بالسياحة‬
‫كتقليص مدة اإلقامة املقررة سلفا أو عدم الرجوع إلى هذا املرفق ثانية أو اللجوء إلى اإلنتقام بإعطاء صورة‬
‫مشوهة ألقربائه واملتعاملين معه‪ .‬وهكذا تطعن السياحة بطرق مباشرة وغير مباشرة‪20.‬‬

‫‪55‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫إن توفير األمن واحترام السائح يستوجب التزود بقدر كبير من الثقافة السياحية‪ ،‬ومتى توفرت هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬فإن أي فرد وفي أي موقع سيكون واعيا كل الوعي بالنتائج السلبية التي ستنجم عن سلوكه تجاه‬
‫السياح املحليين واألجانب سواء تجسد هذا السلوك في القول أو الفعل‪ .‬إن التعامل باإلنفعال مثال أو إخفاء‬
‫املفقودات أو محاولة إبتزاز السائح أو التحايل عليه‪ ،‬كلها تعتبر من املظاهر املمقوتة ومن الرواسب املتخلفة‬
‫التي يجب الحيلولة دون وقوعها إذا ما أريد أن تتطور السياحة وتعاد لها الحيوية‪.‬‬
‫‪ .3.2‬الخدمات‪ :‬تتمثل في كل ما يعرض للسائح من حيث نوعية اإلقامة والحرص على النظافة وتوفير‬
‫املياه والنقل وتنوع األكل ومالءمته من ناحية الكم والكيف والسعر‪ .‬إذ ليس من املرغوب فيه أن تعرض هذه‬
‫الخدمات مقابل تكاليف باهضة فتدفع السائح بالشعور باإلستياء‪ .‬وثمة أنواع أخرى من خدمات التي تترك‬
‫آثارا إيجابية لدى السائح مثل‪ :‬الهاتف والتلفاز والطوابع والبطاقات البريدية واملنتجات التقليدية وأماكن‬
‫ممارسة األلعاب الرياضية ككرة السلة والتينس وكرة الطاولة‪ ،‬وكلها ذات تكاليف محدودة إال أن مردوديتها في‬
‫جانبها السيكولوجي على السائح عظيمة‪ .‬وهكذا يحس السائح بأنه يتحصل فعال على منافع مقابل ما يدفعه‬
‫من أموال‪.‬‬
‫‪ .4‬منافع السياحة املستدامة‪ :‬تتمثل أهم منافع السياحة املستدامة في‪:21‬‬
‫‪ -‬تشجع السياحة املستدامة على فهم أفضل لوقع السياحة على البيئة الطبيعية والثقافية‬
‫واالنساني وتضمن السياحة توزيع عادل للفوائد‪.‬‬
‫‪ -‬تولد السياحة وظائف محلية بشكل مباشر في قطاع السياحة وبشكل غير مباشر في عدد من‬
‫القطاعات الداعمة واملعنية بادارة املوارد‪ .‬كما تسعى السياحة املستدامة إلى اشراك كل شرائح املجتمع في‬
‫اتخاذ القرارات بما فيها السكان املحليين وذلك لتتعايش السياحة مع مستهلكين آخرين للموارد‪.‬‬
‫‪ -‬تعزز السياحة قطاعات محلية مربحة مثل الفنادق وغيرها من اماكن االقامة واملطاعم وغيرها من‬
‫خدمات االطعام ونظم النقل واألعمال اليدوية وخدمات الدليل السياحي‪ .‬كما تراقب السياحة املستدامة وقع‬
‫السياحة وتقييمه وتديره كما انها تطور أساليب موثوق بها للمحسوبية البيئية وتتصدى ألي أثر سلبي‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة تتميز عن غيرها من األنشطة االقتصادية واالجتماعية والثقافية باعتبارها سلسلة من‬
‫األنشطة االقتصادية واالجتماعية والثقافية املترابطة ببعضها‪ ،‬من أجل ضمان خدمات في مستوى معين بما‬
‫يتالئم وحاجات السائحين‪ ،‬باختالف جنسياتهم وأعمارهم ومستوياتهم االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬تعد السياحة ركيزة من ركائز اإلنتاج الوطني‪ ،‬ومجاال استثماريا لكونها نشاطا إنتاجيا تنمويا‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعد عنصرا مساهما في التغيير اإلجتماعي الشامل وتطوير العادات وتهذيب أنماط السلوك االجتماعي‬
‫واالستهالكي‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ويجسد مفهوم السياحة عنصرا أساسيا من حرية اإلنسان‪ ،‬وفي الوقت ذاته يمثل نموذجا‬
‫للعالقات بين الشعوب والحضارات ولالستفادة من املعرفة املتبادلة والتقارب الفكري والسياس ي‪ ،‬وإحالل‬

‫‪56‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫التفاهم بين الشعوب‪ .‬وهذا يعني أن السياحة يمكن اعتبارها نافذة من خاللها يمكن االطالع على التنوع‬
‫الحضاري والثقافي‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬تنمية السياحة والجهات املعنية بالسياحة املستدامة‪:‬‬
‫‪ .1‬تنمية السياحة املستدامة‪:‬‬
‫ً‬
‫لتحقيق التنمية السياحية املستدامة‪ ،‬البد من تطبيق بعض املبادئ واألنظمة التي القت نجاحا في‬
‫املواءمة بين رغبات ونشاطات السياح من جهة‪ ،‬وحماية املوارد البيئية واالجتماعية واالقتصادية من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك بهدف تطبيقها وتتمثل في‪22:‬‬

‫‪ ‬وجود مراكز دخول في املواقع السياحية لتنظيم حركة السياح وتزويدهم باملعلومات الضرورية‪.‬‬
‫وضرورة توفر مراكز للزوار تقدم معلومات شاملة عن املواقع‪ ،‬وإعطاء بعض اإلرشادات الضرورية حول‬
‫كيفية التعامل مع املوقع‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وجود قوانين وأنظمة للسيطرة على أعداد السياح الوافدين‪ ،‬وتأمينهم بالخدمات‬
‫واملعلومات وتوفير األمن والحماية بدون إحداث أي أضرار بالبيئة‪ .‬باإلضافة إلى ضرورة وجود إدارة سليمة‬
‫للموارد الطبيعية والبشرية باملنطقة‪ ،‬يمكنها املحافظة على هذه املكتنزات لألجيال القادمة من خالل عناصر‬
‫بشرية مدربة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬التوعية والتثقيف البيئي‪ ،‬من خالل توعية السكان املحليين‪ ،‬أوال بأهمية البيئة واملحافظة عليها‪،‬‬
‫ً‬
‫فكثيرا ما نالحظ أن السكان املحليين هم الذين يسعون إلى تخريب وتدمير بيئتهم ألسباب مادية‪ ،‬ولكن هؤالء ال‬
‫يعرفون أنهم يدمرون قوتهم ومستقبل أوالدهم‪ ،‬ولذلك يجب التركيز على التوعية والتثقيف البيئي للسكان‬
‫املحليين وللعاملين في املوقع‪ ،‬مع الحرص على وجود اللوحات اإلرشادية التي تؤكد على أهمية ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد القدرة االستيعابية للمكان السياحي‪ ،‬بحيث يحدد أعداد السياح الوافدين للمنطقة‬
‫السياحية بدون ازدحام واكتظاظ‪ ،‬حتى ال يؤثر ذلك على البيئة الطبيعية واالجتماعية من جهة‪ ،‬وعلى السياح‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فيرون بيئة جاذبة توفر لهم الخدمات واألنشطة؛ وهناك عدة مصطلحات للقدرة‬
‫االستيعابية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬الطاقة االحتمالية املكانية‪ :‬والتي تعتمد على قدرة املكان في استيعاب الحد األعلى من السياح –‬
‫حسب الخدمات املتوفرة في املوقع‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطاقة االحتمالية البيئية‪ :‬وهي تعتمد على الحد األعلى من الزوار الذين يمكن استقبالهم بدون‬
‫حدوث تأثيرات سلبية على البيئة والحياة الفطرية وعلى السكان املحليين‪.‬‬
‫ت‪ .‬الطاقة النباتية والحيوانية‪ :‬وهي تعتمد على الحد األعلى من السياح الذين يفترض وجودهم بدون‬
‫التأثير على الحياة الفطرية‪ ،‬وهي تعتمد على جيولوجية املنطقة والحياة الفطرية وطبيعة األنشطة السياحية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫ث‪ .‬الطاقة االحتمالية للسياحة البيئية‪ :‬أي الحد األعلى من السياح الذين يمكن استقبالهم في املوقع‬
‫وتوفير كافة املتطلبات والخدمات لهم وبدون ازدحام‪ ،‬على أال يؤثر عددهم على الحياة الفطرية والبيئية‬
‫واالجتماعية في املوقع‪ .‬وال يوجد رقم محدد طوال العام ألعداد السياح‪ ،‬وإنما يزداد وينقص حسب مواسم‬
‫السنة من حيث موسم التزهير عند النباتات والتفقيس عند الطيور‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬دمج السكان املحليين وتوعيتهم وتثقيفهم بيئيا وسياحيا‪ .‬وتوفير مشاريع مدرة للدخل للسكان‬
‫املحليين‪ ،‬مثل الصناعات الحرفية التقليدية ومرافقة الدواب لنقل السياح وتشجيع الزراعة العضوية فضال‬
‫عن العمل كمرشدين سياحين‪.‬‬
‫‪ ‬تضافر كل الجهود لنجاح السياحة البيئية من خالل تعاون كل القطاعات ذات العالقة بالسياحة‪،‬‬
‫مثل القطاع الخاص والحكومي واملؤسسات الرسمية والهيئات غير الحكومية (‪ )NGOs‬والسكان املحليين‪.‬‬
‫‪ .2‬الجهات املعنية بالسياحة املستدامة‪ :‬هناك جهات معنية عديدة في مجال السياحة املستدامة‪،‬‬
‫وتظهر املجاالت األساسية في الشكل ‪ ،3‬وهي تركز على األطراف األساسية املعنية بعملية اتخاذ القرارات‬
‫املتعلقة بالسياحة املستدامة‪ ،‬أما املفتاح األساس ي لهذه املبادئ‪ ،‬فهو أنه ال يمكن للسياحة املستدامة أن‬
‫تطال االهتمام التجاري للشركات‪ ،‬وأن مسؤولية السياحة املستدامة تقع على عاتق القطاع الخاص والعام‬
‫معا‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)3‬الجهات املعنية بالسياحة املستدامة‬

‫القطاع السياحي‪:‬‬ ‫القطاع املتطوع‪:‬‬ ‫الجماعة املضيفة‪:‬‬


‫منظمي الرحالت‪.‬‬ ‫املنظمات الغير‬ ‫‪ -‬العاملون في السياحة‬
‫الحكومية‬ ‫بشكل مباشر‬
‫مرافق ترفيه الزائرين‬
‫‪ -‬العاملون في السياحة‬
‫منظمي النقل‬
‫بشكل غيرمباشر‬
‫قطاع الضيافة‬
‫السياحة‬ ‫‪ -‬أصحاب العمليات‬
‫التجارية املحلية‪.‬‬
‫املستدامة‬

‫الهيئات الحكومية‪:‬‬
‫مجموعة الضغط‪:‬‬
‫مافوق الحكومية‬
‫السياح‪:‬‬ ‫البيئة‬
‫املجالس االقليمية‬ ‫الحيوانات البرية‬
‫السياح الجماهير‬
‫البلديات‬ ‫السياح البيئيون‬

‫املصدر‪:‬‬
‫خطة ادارة لتطوير قطاع السياحة‪ ،‬خطة عمل متوسطية قصيرة االمد )‪ ،(SMAP 006 SYR‬ص ‪.15‬‬

‫‪58‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫خامسا‪ :‬أسس ومبادئ التخطيط االستراتيجي الفعال لتنمية السياحة املستدامة‬


‫على غرار أي تخطيط‪ ،‬يركز تخطيط السياحة على الغاية املستهدفة في سبيل تحقيق بعض األهداف‪،‬‬
‫من خالل ربط املوارد والبرامج املتاحة مع حاجات ورغبات السكان‪.‬‬
‫ويتطلب التخطيط الشامل نهجا منتظما‪ ،‬يتضمن مجموعة من الخطوات‪ .‬وتعتبر هذه العملية عملية‬
‫متفاعلة ومستمرة‪ ،‬حيث تكون كل خطوة فيها خاضعة للتعديل في أي مرحلة من مراحل التخطيط‪.‬‬
‫يمكن لتنمية السياحة املستدامة‪ ،‬أن تلبي الحاجات االقتصادية واالجتماعية والجمالية‪ ،‬في حين‬
‫تحافظ على التكامل الثقافي والعمليات البيئية‪ ،‬يمكنها أن تؤمن رزق ضيوف مضيفي اليوم‪ ،‬في حين أنها‬
‫تحافظ على هذه الفرصة نفسها لألجيال املستقبلية‪ ،‬إال أن تنمية السياحة املستدامة يتطلب أيضا خيارات‬
‫سياسية صعبة ترتكز على مساومات اجتماعية واقتصادية بيئية معقدة‪ ،‬وتتطلب رؤية تشمل سياق زني‬
‫ومكاني أوسع من السياق التقليدي املستعمل في التخطيط واتخاذ القرارات‬
‫‪ .‬ويمكن للمخطط عند محاولته إدخال هذه الرؤية األوسع في املمارسات والسياسات املحلية‪ ،‬أن‬
‫يستعمل األسس واملبادئ اآلتية‪23 :‬‬

‫‪ .1‬على تخطيط السياحة وتنميتها والعمليات السياحية‪ ،‬أن تكون جزءا من استراتيجيات الحفاظ على‬
‫البيئة أ التنمية املستدامة في املنطقة‪ ،‬فعلى تخطيط السياحة وتنميتها والعمليات السياحية أن تجمع ما بين‬
‫القطاعات‪ ،‬وأن تكون متكاملة؛ مشركة مختلف الوكاالت الحكومية والشركات الخاصة‪ ،‬ومجموع املواطنين‪.‬‬
‫‪ .2‬يتعين على الوكاالت والشركات واملجموعات واإلفراد‪ ،‬احترام املبادئ األخالقية وغيرها‪ ،‬التي تحترم‬
‫الثقافة والبيئة في املنطقة املضيفة والسلوك التقليدي والخاص بالجماعة والقيادة والشركاء السياسيين‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب التخطيط للسياحة وإدارتها بشكل مستدام مع إيالء أهمية لحماية البيئة البشرية والطبيعية‬
‫في املنطقة املضيفة واستعمالها استعماال مالئما اقتصاديا‪ .‬كما يجب القيام بتحليل التخطيط البيئي‬
‫واالجتماعي واالقتصادي املتكامل قبل الشروع بمشاريع أساسية مع النظر في االنواع املختلفة لتنمية السياحة‬
‫وفي سبل ربطها باالستعماالت الحالية‪.‬‬
‫‪ .4‬عند النظر للسياحة يجب التفكير بتوزيع الفوائد والكلف بشكل منصف بين مروجي السياحة‬
‫والسكان املضيفين واملناطق‪ .‬ويجب تشجيع السكان املحليين على لعب دور القيادة في التخطيط والتنمية‬
‫بمساعدة املصالح الحكومية والتجارية واملالية ومصالح أخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب توفير املعلومات الجيدة واألبحاث والتواصل حول طبيعة السياحة وآثارها على البيئة‬
‫البشرية والثقافية وذلك قبل التنمية وخاللها السيما بالنسبة إلى السكان املحليين كي يتمكنوا من املشاركة‬
‫والتأثير إلى أقص ى حد في االتجاه الذي تتخذه التنمية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫‪ .6‬خالل كل مراحل تنمية السياحة يجب االعتماد على التقييم املدروس واملراقبة وبرامج التواصل‬
‫للسماح للسكان املحليين وغيرهم من االستفادة من الفرص أو التعامل مع التغيرات‪.‬‬
‫ويتطلب التخطيط الشامل مجموعة من الخطوات واملراحل‪ ،‬حيث تكون كل خطوة فيها خاضعة‬
‫للتعديل‪ ،‬في أي مرحلة من مراحل التخطيط للنشاط السياحي‪ .‬وهناك عدة خطوات في عملية التخطيط يشار‬
‫إليها في الشكل رقم ‪.04‬‬
‫الشكل رقم ‪ :04‬عملية التخطيط االستراتيجي للسياحة‪.‬‬

‫التنظيم لتنمية السياحة‬

‫تحديد املوارد املتاحة‬

‫تقييم املوارد السياحية‬

‫تقييم مراكزالقوة والضعف والفرص واملخاطر‬

‫تحديد الغاية‬

‫تحديد االهداف واالستراتيجيات‬

‫التنفيذ في امليدان‬

‫قياس التقدم في العملية‬

‫تصحيح االنحرافات وزيادة تحفيزتنفيذ العملية‬


‫السياحية‬

‫املصدر‪:‬‬
‫خطة ادارة لتطوير قطاع السياحة‪ ،‬خطة عمل متوسطية قصيرة االمد )‪ ،(SMAP 006 SYR‬ص ‪.18‬‬

‫‪60‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن تطبيق مفهوم السياحة املستدامة يعني وجـود سـياحة نظيفـة رفيقـة بالبيئـة وصـديقة للمجتمـع وذات‬
‫مــردود مــالي كبيــر‪ .‬ونأمــل أن تشــجع املؤسســات الس ـياحية علــى تطبيــق هــذا املفهــوم‪ ،‬مــن خــالل احتفــال ســنوي‬
‫يعلــن بــه أســماء املؤسســات التــي ن حــت فـي تطبيــق مفهــوم الســياحة املســتدامة‪ ،‬ثــم توضــع شــعارات الصــقة علــى‬
‫كل املؤسسات التي طبقت هذا املفهوم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أهميـة القطـاع السـياحي فـي التنميـة االقتصـادية‪ ،‬اذ تسـاعد علـى حـل املشـكالت االقتصـادية‬
‫وتمثـل أرقـى صـور االسـتثمار االقتصـادي اآلمـن‪ ،‬ألنـه اسـتثمار ال تترتـب عليـه أي مخـاطر بيئيـة يصـعب معالجتهـا‬
‫بـل انـه كثيـرا مـا يزيـد هـذا االسـتثمار جمـاال علـى البيئـة‪ ،‬ومـن هنـا نجـد أن السـياحة البيئيـة تعتبـر وسـيلة وأداة‬
‫رئيسية لتحقيق التنمية املستدامة‪ .‬ولتحقيق ذلك يجب على تنمية السياحة أن تتماش ى مع غيرها من االنشـطة‬
‫لذلك ينبغي وضع وتنسيق خطة سياحية استراتيجية فعالة‬

‫االحاالت واملراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬عبد هللا خبابة‪ ،‬رابح بوقرة‪ ،‬الوقائع االقتصادية "العوملة االقتصادية والتنمية املستدامة"‪( ،‬مؤسسة شهاب الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،)2009 ،‬ص‪.332 :‬‬

‫‪ .2‬العلم اإليكولوجي ‪ Ecology‬حقل معرفي جديد ظهر في أوائل القرن العشرين‪ ،‬يعنى بدراسة العالقة التفاعلية بين الكائن الحي‬
‫والوسط البيئي الذي يعيش فيه‪ .‬ولإليكولوجيا فروع متخصصة عديدة‪ ،‬أفرزتها تطورات املعرفة اإلنسانية في سياق التشعب‬
‫املتواصل للتخصصات العلمية‪ ،‬إال أنها جميعها تلتقي في محور مشترك‪ ،‬يعنى بدراسة أنماط العالقات التفاعلية املتبادلة بين‬
‫الكائنات الحية وبين األوساط البيئية التي تعيش فيها‪.‬‬

‫ملزيد من التفاصيل انظر في ذلك‪ :‬النظام اإليكولوجي على املوقع‪:‬‬


‫‪http://www.qalqilia.edu.ps/icology.htm‬‬

‫‪ .3‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬ماجدة أحمد أبو زنط‪ ،‬التنمية املستدامة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها‪ ،‬ط‪( ،1‬دار الصفاء‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،)2007 ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ .4‬خالد مصطفى قاسم‪ ،‬إدارة البيئة والتنمية املستدامة في ظل العوملة املعاصرة‪( ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،)2006 ،‬ص‪.19:‬‬

‫‪5. L. Moutamalle, L’intégration du développement durable au management quotidien d’une entreprise,‬‬


‫‪)L’Harmattan, Paris, 2004(, PP: 91-92.‬‬
‫‪6 . Anthony Rosa et Autre, Guide pratique du développement durable , AFNOR, 2005, P: 10.‬‬

‫‪ .7‬دوجالس موسشيت‪ ،‬مبادئ التنمية املستدامة‪ ،‬ترجمة بهاء شاهين‪ ،‬ط‪( ،1‬الدار الدولية لالستشارات الثقافية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،)2000‬ص‪.13 :‬‬
‫‪8 . Beat Burgenmeier, Economie de développement durable, 2ème éd, Bruxelles, 2005, P: 38.‬‬

‫‪61‬‬
‫دور وأهمية التخطيط االسرتاتيجي للنهوض بالقطاع السياحي من أجل حتقيق تنمية سياحية مستدامة‬

‫‪ .9‬محمد عبد الكريم‪ ،‬محمد عزت محمد إبراهيم غزالن‪ ،‬اقتصاديات املوارد والبيئة‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.295‬‬
‫‪ .10‬عثمان محمد غنيم‪ ،‬ماجدة أحمد أبو زنط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪25 :‬‬

‫‪11 -Bruno Cohen-Bacrie, communiquer efficacement sur le développement durable de l'entreprise citoyenne‬‬
‫‪aux collectivités durables, )les éditions démos, paris, 2006(, P: 13.‬‬
‫‪ .12‬مقدم عبيرات وعبد القادر بلخضر‪ ،‬الطاقة وتلوث البيئة واملشاكل البيئية العالية‪ ،‬مجلة العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫(العدد‪ ،07‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،)2007،‬ص‪.51 :‬‬

‫‪13 -G. Ferone, D. Debas, A.S. Genin, Ce que développement durable veut dire, éditions d’organisation, 2005, P: 8.‬‬

‫‪ .14‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬السياحة‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.15.‬‬

‫‪ .15‬هواري معراج ومحمد سليمان جرد‪ " ،‬السياحة وأثرها في التنمية االقتصادية العاملية حالة االقتصاد الجزائري" مقال‬
‫منشور في مجلة الباحث‪ ،‬العدد األول‪ ،2004 ،‬ص‪.22.‬‬
‫‪ .16‬عالء سليمان الحكيم‪ " ،‬دراسة أولية حول إمكانية السياحة في مصر ودورها في التنمية"‪ ،‬وقائع مؤتمر السياحة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.20.‬‬

‫‪ .17‬دولي سعاد وحاجي كريمة‪" ،‬تطوير السياحة البيئية كأداة لتفعيل التنمية املستدامة" مداخلة في امللتقى الوطني األول حول ‪:‬‬
‫آفاق التنمية املستدامة في الجزائر ومتطلبات التأهيل البيئي للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬ص‪.04.‬‬

‫‪ .18‬نبيل دبور‪ ،‬مشاكل وآفاق التنمية السياحية املستدامة‪ ،‬مجلة التعاون االقتصادي بين الدول االسالمية‪.2004 ،‬‬

‫‪ .19‬الدليل اإلرشادي للسياحة املستدامة في الوطن العربي ‪.‬‬

‫‪ .20‬صالح فالحي‪ ،‬النهوض بالسياحة في الجزائر كأحد شروط اندماج االقتصاد الجزائري في االقتصاد العاملي‪ ،‬مقال غير‬
‫منشور‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر – باتنة‪ ،‬ص‪.03.‬‬

‫‪ .21‬خنشور جمال وخيرالدين جمعة‪ ،‬مساهمة تدريب املوارد البشرية في تطويرالسياحة البيئية‪ ،‬امللتقى الدولي حول‪ :‬اقتصاديات‬
‫السياحة ودورها في التنمية املستدامة بسكرة يومي ‪: 09‬و ‪ 10‬مارس‪ 2010‬ص‪.03‬‬
‫‪ .22‬الدليل اإلرشادي للسياحة املستدامة في الوطن العربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪ .23‬خطة إدارة لتطويرقطاع السياحة‪ ،‬خطة عمل متوسطية قصيرة األمد )‪.(SMAP 006 SYR‬‬

‫‪62‬‬

You might also like