Professional Documents
Culture Documents
net/publication/336148699
CITATIONS READS
0 853
1 author:
Adnan Menati
Baghdad College of Economic Sciences University
7 PUBLICATIONS 0 CITATIONS
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
All content following this page was uploaded by Adnan Menati on 01 October 2019.
907
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
990
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
المستخمص :
تشكل التنمية المستدامة بأبعادىا االقتصادية واالجتماعية والبيئية حاجة ضرورية لمنيوض بالحياة اإلنسانية في
الدول النامية .و يمكن أن يتحقق ذلك بعد معرفة التحديات (االقتصادية وغير االقتصادية) الداخمية والخارجية
التي تواجو ىذه الدول ,وتوافر متطمبات ىذه التنمية التي تتركز في الجيود االقتصادية وغير االقتصادية .
وقد خرج البحث باستنتاجات أكدت إمكانية تحقيق التنمية االقتصادية المستدامة كمما كانت الجيود التنموية في
ضوء إستراتيجية التنمية والمستندة إلى الموارد االقتصادية المتاحة ناجعة في مواجية ىذه التحديات وتحقيق ىذه
التنمية ,كما أوصى ال بحث بمجموعة من التوصيات تركز عمى المتطمبات األساسية لتحقيق التنمية المستدامة في
االقتصاد النامي .
Abstract
Sustainable development with its economic, social, environmental aspects is needed
for the advancement of human life in developing counties. This can be achieved after
indicating the challenges (economic and non-economic), (internal and external) and
the requirements of development .
The research has come out with a solid fact that it is possible to reach the sustainable
development if and when the development efforts are based on the actual economic
resources.
The research has listed several recommendations mostly focusing on the
requirements needed for sustainable developments.
المقدمة :
درج االقتصاديون عمى دراسة التنمية االقتصادية بوصفيا الحاجة الضرورية لمنيوض بالحياة اإلنسانية لمختمف
النظم االقتصادية والمستويات االقتصادية لمدول المتقدمة منيا والنامية ,بوصفيا المحرك الرئيس لنمو الدخل
القومي ومتوسط دخل الفرد ومستوى معيشة السكان ,ومن ثم لبناء القدرة االقتصادية لمدولة .
وان تجارب اإلنماء االقتصادي لمدول الصناعية قبل قرنين من الزمن تكشف أن لكل دولة كان طريقاً إنمائياً
خاصاً بيا ,كما أن تجارب الدول النامية منذ منتصف القرن الماضي ىي األخرى كانت مختمفة عمى وفق مدى
وفرة الموارد االقتصادية والسياسات االقتصادية المتبعة والتحديات الداخمية والخارجية التي تواجييا .
ومنذ قرابة ثالثة عقود شيدت معظم دول العالم المتقدمة منيا والنامية تجارب إنمائية جديدة تتم بمفيوم التنمية
المستدامة ,وأصبحت ليا مدارس فكرية عالمية منتشرة في ىذه الدول ,وأخذ ىذا المفيوم مجاالً أوسع من المجال
االقتصادي شمل المجاالت االجتماعية والبيئية ,وذلك العتبارات عديدة في مقدمتيا الترابط الفعال بين ىذه
المجاالت والتأثير المتبادل بينيا ,عمى مستوى التحديات التي تواجييا ,وصعوبة تطوير أي مجال بمعزل عن
المجاالت األخرى .
وقد شيد مفيوم التنمية المستدامة تطو اًر واضحاً عمى الصعيد العالمي وذلك من خالل العديد من المؤتمرات
الدولية والقمم العالمية التي تناولت موضوعات التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية ,كما شيدت عممية التنمية
999
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
المستدامة تطو اًر ميماً بخاصة من خالل تركيزىا عمى مسائل عديدة كمسألة تحقيق التنمية االقتصادية المقترنة
بالحفاظ عمى الموارد االقتصادية المتاحة واستخداميا بشكل كفوء ورشيد وعادل ,وتحقيق حياة إجتماعية كريمة
لمسكان في التعميم والصحة والمشاركة الفاعمة في صنع الق اررات واتخاذىا ,فضالً عن تحقيق بيئة نظيفة خالية من
التموث ,وكل ذلك ليس لمجيل الحالي فحسب وانما لألجيال الالحقة .
لذلك من الصعوبة بمكان تناول ىذه التنمية بكافة أبعادىا في بحث أوراقو معدودة ,فكان التركيز عمى دراسة
البعد االقتصادي في ىذا البحث ,ليشكل إضافة نوعية ليذا المفيوم الجديد الذي يشكل ضرورة موضوعية لمنيوض
االقتصادي في مختمف دول العالم بخاصة الدول النامية التي ستكون ميدان ىذا البحث .
994
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
991
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
ويالحظ أن تمك الوثائق تناولت بعض مضامين فكرة التنمية المستدامة بخاصة بإضافتيا مسألة البيئة إلى مفيوم
التنمية التقميدي (االقتصادي واالجتماعي) وذلك ألسباب أبرزىا التموث البيئي الذي حصل في العديد من دول
العالم .وبدأ الوضوح أكثر في مضامين فكرة التنمية المستدامة منذ العام 1987التي تضمنيا تقرير المجنة العالمية
لمبيئة وال تنمية الذي لخص ىذه الفكرة بوصفيا (تمك التنمية التي تمبي حاجات الحاضر دون المساومة عمى قدرة
األجيال المقبمة في تمبية حاجاتيم)( .)3وعادة أن ىذه الحاجات تشمل ما ىو اقتصادي واجتماعي وبيئي .ثم تمت
ذلك انعقاد مؤتمرات دولية أبرزىا مؤتمر (قمة األرض) المنعقد في العام 1992في (ريو دي جانيرو) الذي ربط
بين البيئة والتنمية من خالل تركيزه عمى مسائل تحسين مستويات المعيشة وربط البيئة بالتنمية االقتصادية
واالجتماعية ودعوتو إلى المشاركة الشعبية في سياسات التنمية ,وانبثقت عن (قمة األرض) لجنة التنمية المستدامة
التي وضعت أسس ومعايير ومؤشرات ليذه التنمية ,وتواصمت إجتماعات ىذه المجنة منيا إجتماع (نيويورك مايو
)2007التي ركزت عمى قضايا التغير المناخي والطاقة والتصنيع والتنوع البيولوجي .وجاء تعريف المؤتمر الدولي
لألمم المتحدة المنعقد في (كوبنياكن) في العام 1995الذي وصف ىذه التنمية بأنيا( :رؤية سياسية واقتصادية
وأخالقية وروحية لمتنمية مبنية عمى كرامة اإلنسان وحقوقو و المساواة و االحترام و السالم و الديمقراطية و التسامي
عمى مختمف القيم
الدينية واألخالقية والخمفيات الثقافية لمشعوب التي تتعارض مع ىذه الرؤية ) .وىذا التعريف يعني أنيا تنمية
اقتصادية واجتماعية وبيئية تعارض التحديات التي تواجييا ,وأن القاسم المشترك فييا ىو بناء اإلنسان في الحاضر
والمستقبل .
عرفيا المؤتمر الدولي لمتنمية المستدامة الذي إنعقد في (جوىانسبورغ) في العام 2002بأنيا ( :االلتزام بإقامة
كما ٌ
مجتمع عالمي منصف يدرك ضرورة كفالة الكرامة اإلنسانية لممجتمع ,حيث يمثل السالم واألمن واالستقرار واحترام
اإلنسان والحريات األساسية بما فييا الحق في التنمية واحترام التنوع الثقافي)( .)4ويالحظ ىنا أن جوىر ىذه التنمية
ىو (كرامة اإلنسان) .
وبعد عشرين سنة عمى مؤتمر (قمة األرض) عقد مؤتمر األمم المتحدة حول التنمية المستدامة في (ريو دي
جانيرو) في حزيران 2012الذي ش ٌكل محطة ميمة في مجال ىذه التنمية وتركيزه عمى مسائل االقتصاد األخضر
والعدالة ودور المجتمع المدني في عممية التنمية والحفاظ عمى البيئة والمحيطات ومحاربة الفقر.
وىكذا أصبح مفيوم التنمية المستدامة مدرسة فكرية مميزة إنتشرت في مختمف دول العالم ,وأصبحت ليا مؤسسات
وىيئات حكومية وخاصة تتبنى ىذا المفيوم الجديد لمتنمية .ولذلك فيو بحاجة إلى اإلغناء النظري والعممي بخاصة
أن ىذه التنمية ىي عممية تحريك لمستمزماتيا ال تنحصر في األجل القصير فحسب وانما في األجل الطويل ,وأنيا
لم تعد تعني بزيادة مستمزمات الحياة االقتصادية المالئمة لإلنسان كمعدالت النمو االقتصادي والرفاىية االقتصادية
وانما تعني التغيرات االجتماعية األفضل كالتعميم والرعاية الصحية والسكن الالئق لألفراد واحترام حقوقيم في صنع
الق اررات وتنفيذىا ,فضالً عن وجود بيئة خالية من التموث .وكل ذلك يضمن الحق اإلنساني لمجيل الحالي
واألجيال الالحقة ,بمعنى أن ىذه التنمية تأخذ بنظر االعتبار حاجات المجتمع الحالية دون اإلضرار بحقوق
األجيال الالحقة .
992
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
وعمى أساس ما تقدم فإن مفيوم التنمية المستدامة يتركز في اآلتي -:
-إنيا عممية شمولية مترابطة جامعة لمحاجات اإلنسانية ( االقتصادية واالجتماعية و البيئية) ,والتي تمثل أبعاد
ىذه التنمية .
-إنيا عممية حركية مستمرة متجددة تبحث عن موارد جديدة وبدائل جديدة.
-إنيا عممية واعية عقالنية تعتمد الترشيد ال التبذير.
-إنيا تؤدي إلى إندثار القيم البالية المعطمة لمتنمية ,وتؤدي إلى إنتشار القيم التي تساعد عمى خمق التنمية.
-إنيا عممية متوازنة في إستخدام الموارد االقتصادية المتاحة ,وفي تحقيق الرفاىية االقتصادية لمجيل الحالي
واألجيال الالحقة .
-إنيا عممية طويمة األمد تستخدم الموارد دون األضرار بالبيئة .
-إنيا عممية تعتمد المشاركة الشعبية في وضع السياسات التنموية وتنفيذىا.
-إنيا تستخدم أسموب النظم في إعداد خطط ىذه التنمية وتنفيذىا.
-إنيا تؤدي إلى االستقرار االقتصادي في الحاضر والمستقبل وذلك بإالستخدام الكفوء لمموارد المتاحة.
ثانياً :تأمين الرعاية الصحية والوقائية وتطوير التعميم بمختمف مراحمو ,والذي من شأنو أن يزيد من تمكين
األفراد إقتصادياً و زيادة إنتاجيم بخاصة في الزراعة والصناعة.
ثالثاً :الحصول عمى السكن المالئم لألفراد بالسعر المناسب ,الذي ينعكس إيجابياً عمى إنتاجيتيم.
إن تحقيق هذه األهداف يتم عادة بإعتماد وسائل واجراءات وتشريعات أبرزها اآلتي-:
أ .إزالة عوائق ىذه التنمية ذات الصبغة االقتصادية والسياسية والثقافية وابداليا بما ىو داعم من قيم
وسياسات جديدة لمتنمية(.)5
ب .االستخدام العقالني والرشيد لمموارد االقتصادية المتاحة.
ت .توظيف التكنولوجيا المالئمة لخدمة اإلنسان والمجتمع والبيئة.
ث .المشاركة الشعبية الفاعمة في إتخاذ الق اررات وتنفيذىا .
ج .قيام الشركات ومؤسسات الخدمات بإعداد نظام بيئي متكامل بالمواصفات القياسية التي تحافظ عمى
()6
. البيئة
وبعد أن تم تناول تطور مفيوم التنمية المستدامة ومعرفة أىداف ىذه التنمية بأبعادىا الثالثة (االقتصادي
واالجتماعي والبيئي) ,يمكن أن نوضحيا من خالل الشكل رقم ( )1اآلتي :
994
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
البعد االقتصادي
إشباع الحاجات
زيادة اإلنتاج والدخل
995
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
أما عمى صعيد البعد (العنصر) االقتصادي الذي تم تناولو ,فيمكن توضحيو من خالل الشكل رقم ( )2اآلتي :
زيادة الدخول
حيث يوضح الشكل رقم ( )2أن حجم الموارد البشرية والطبيعية ونوعيتيا واستخداميا الكفوء والعقالني والرشيد
والسياسات االقتصادية ىي المحدد األساسي إلنتاج السمع والخدمات وزيادتيا ومن ثم زيادة الدخول التي ينبغي أن
تستند إلى مبدأ العدالة االقتصادية في توزيع الدخول ,ىي التي تؤدي إلى زيادة االستيالك السمعي والخدمي التي
تحقق إشباع الحاجات اإلنسانية.
996
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
الناتج القومي يصاحبو إرتفاع أكبر في عدد السكان ,حيث تعاني ىذه الدول من االنفجار السكاني وتنبؤات
مالثس( .)7وأنو من المؤكد أن ىذا االنفجار يعود إلى أسباب قيمية ودينية وثقافية واجتماعية كتردي خدمات
التعميم بمختمف مراحمو والرعاية الصحية والوقائية .
ب .الخمل في بنية االقتصاد النامي ,حيث يسود االقتصاد أحادي الجانب الذي يعني ىيمنة قطاع إستخراجي معين
عمى االقتصاد ,وعادة أن ىذا القطاع مرتبط بالعالم الخارجي كالشركات الكبرى ومؤسسات المال األجنبية
(إنتاجاً وتسعي اًر) ,وبالتالي فإن االقتصاد تتحكم فيو ىذه الشركات والمؤسسات ,وليذا فاالتوازن ىو السائد بين
فروع االقتصاد ,وىذا يحول دون تحقيق تنمية اقتصادية متوازنة(.)8
ت .ضعف قطاع التصنيع التحويمي سواء بنسبة العاممين فيو أو بنسبة مساىمة ىذا القطاع في الناتج المحمي
اإلجمالي ,وعادة إن عممية التنمية االقتصادية المستدامة تكون متعثرة إذا لم تستند إلى ىذا القطاع بوصفو
القائد التكنولوجي لفروع االقتصاد والمغذي ليا .
ث .الخمل في بنية القطاع العام الذي يقود فروع االقتصاد النامي ,الذي يعود إلى مجموعة من األسباب أبرزىا اآلتي
-:
أوالً :السموك البيروقراطي في إدارة ىذا القطاع .
ثانياً :جزء من نشاطو في فروع اقتصادية كان ينبغي أن يتركيا لمقطاع الخاص.
ثالثاً :خضوع مؤسسات ىذا القطاع لتأثير االعتبارات السياسية في تعيين القيادات اإلدارية فيو ,وضعف
عممية مسائمتيا عند إخفاقيا في العمل(.)9
رابعاً :ضعف نظام الحوافز في مؤسسات ىذا القطاع مقارنة بنظيره في القطاع الخاص .
ج .ضعف البنية التحتية لالقتصاد كالكيرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والنقل والمواصالت واالتصاالت.
ح .إنخفاض إنتاجية العاممين في قطاعات االقتصاد بخاصة الزراعة والصناعة .وذلك يعود ألسباب أىميا
اآلتي-:
أوأل :ضعف التأىيل المعرفي في النشاط الذي تعمل فيو قوة العمل.
ثانياً :تردي خدمات الرعاية الصحية والتعميمية وسوء التغذية.
ثالثاً :ضعف المستوى التكنولوجي والتعامل مع التكنولوجيا المستوردة.
خ .إستفحال البطالة ( الظاىرة والمقنعة ) بوصفيا مشكمة اقتصادية واجتماعية ونفسية وأمنية وسياسية ,التي
تؤدي إلى تزايد نسبة الفقر في البمد ,والتي تشكل عبئاً عمى االقتصاد ,فضالً عن تزايد ىجرة العاممين من ىذه
الدول إلى الخارج ,والتي تعود أسبابيا إلى اآلتي -:
أوالً :تدني نسبة النمو االقتصادي غير القادرة عمى تشغيل عدد كبير من قوة العمل .
ثانياً :تراجع دور الدولة وقطاعيا العام نتيجة ضعف ىذا القطاع وكذلك االتجاه نحو الخصخصة.
ثالثاً :ضعف فاعمية السياسات المالية والنقدية في معالجة مشكالت االقتصاد كالتضخم والبطالة .
رابعاً :االستخدام غير السميم لمموارد االقتصادية بخاصة إتجاىات التنمية غير المدنية ,أي أولوية اإلنفاق
العسكري عمى اإلنفاق المدني التنموي .
997
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
د .تفاقم حجم المديونية إلى العالم الخارج بخاصة لمدول الغربية ومؤسساتيا المالية حتى أصبحت ىذه المديونية
عامل ضغط وتبعية لتمك الدول .
ذ .تفاقم تموث البيئة كاليواء والمياه السطحية والجوفية واألراضي مما ينعكس سمباً عمى مجمل مناحي الحياة
بخاصة السياحة التي تشكل لبعض الدول أحد مصادر الدخل القومي الميمة ,وذلك يعود ألسباب عديدة
منيا-:
أوأل :الحروب العسكرية البينية لمدول النامية وما خمفتو من تأثيرات األسمحة والمعدات العسكرية ,ومنيا أسمحة
الدمار الشامل .
ثانياً :الحروب العسكرية التي حدثت في منطقة الشرق األوسط كالحروب (العربية اإلسرائيمية) أو الحروب التي
قامت بيا دول الغرب ضد بعض الدول النامية ,وتأثيراتيا عمى البيئة في ىذه الدول بخاصة العراق .
حيث شكمت عبئاً عمى الموارد البشرية وذلك بفقدان جزء كبير من قوة العمل متمثالً في أعداد القتمى
والمفقودين والمعوقين ,وكذلك عمى الموارد الطبيعية بخاصة توجيو ىذه الموارد لخدمة المجيود الحربي
وانخفاض حجم السمع المدنية( .)10فضالً عن اإلنفاق المالي الكبير عمى مستمزمات الحرب .
ثالثاً :إستخدام المخصبات والمبيدات وغسل التربة يؤدي إلى تموث المياه الناجمة عن االستخدام الزراعي ,
وكذلك ما ينتج من تموث بإستخدام مياه الصرف الصناعي الذي يشكل خط اًر عمى صحة اإلنسان .
وىكذا تبدو ىذه المشكالت التي تمثل تحديات لمتنمية االقتصادية المستدامة جامعة لما ىو اقتصادي واجتماعي
وبيئي وسياسي .
ر .تفشي الفساد اإلداري والمالي في مؤسسات الدولة وقطاعاتيا االقتصادية ,وأصبح في بعض الدول النامية ظاىرة
تنيش في اقتصاد البمد واداراتو العميا.
940
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
أوالً :إستخدام شركات ىذا االستثمار ألسموب إنتاج كثيف رأس المال ال يساىم في تشغيل قوة العمل العاطمة .
ثانياً :تؤدي إلى االنفتاح المالي ومخاطر عدم االستقرار المالي .
ثالثاً :تؤدي إلى التفاوت في توزيع الدخول والثروات بين األفراد.
رابعاً :تشجيع (الخصخصة) التي تقود إلى بيع منشآت القطاع العام لمقطاع الخاص المحمي واألجنبي ,بمعنى
إحالل ممكية األجانب لممنشآت ,ولذلك فيي مع شعار التخمص من القطاع االقتصادي العام(.)13
()14
, خامساً :أدى ىذا االستثمار األجنبي خالل القرنين الماضيين إلى خمق العديد من األزمات ليذه الدول
عمى سبيل المثال التضخم وأحياناً البطالة في قطاع معين كالزراعة لحساب قطاع آخر كالخدمات.
سادساً :إنحسار سيادة الدولة والتأثير في قرارىا السياسي .
ب .االتجاه نحو حرية التجارة العالمية .
حيث ىناك فرقاً كبي اًر بين مساىمة دولة ما في التجارة الدولية عمى وفق ظروفيا ومستوى اقتصادىا ومتطمباتيا
السياسية واألمنية ,وىو ضروري لالقتصاد ,وبين تطبيق مبدأ حرية التجارة الخارجية من خالل االنتساب إلى
منظمة التجارة العالمية .وعادة تختمف إستفادة الدول من االنتساب ليذه المنظمة تبعاً لدرجة تقدميا االقتصادي
والتكنولوجي ,بحيث كمما زادت ىذه اإلمكانات زادت المكاسب والعكس صحيح ,لذلك فإن الدول المتقدمة ىي
الكاسبة وفي أغمب األحيان ال تستفيد الدول النامية ومنيا العربية من إيجابيات ىذه المنظمة وتتحمل سمبياتيا(.)15
ت .االتجاه نحو سيادة نظام السوق .
الذي لو مخاطر اقتصادية وسياسية واجتماعية عمى البمد النامي ,ألن ىذا النظام أصالً ىو أحد القواعد
األساسية لمنظام الرأسمالي ,الذي عادة تمتع دولو بمزايا اقتصادية غير متوفرة في الدول النامية بخاصة وفرة
اإلنتاج ,فضالً عن ذلك فإن ىدف ىذا النظام أقصى األرباح الناتجة عن سوء توزيع الثروات وتركز الثروة بيد القمة
وسيادة التنظيم االحتكاري .
ث .االتجاه نحو تحرير حركة الرساميل العالمية .
حيث يؤدي ىذا االتجاه إلى مخاطر تواجو االقتصاد النامي أبرزىا اآلتي -:
أوالً :فرض إستراتيجية تنموية قائمة عمى الصناعة االستخراجية ,التي عادة ال تؤدي دو اًر تنموياً كالصناعة
التحويمية(.)16
ثانياً :سيطرة األجانب عمى جزء من ثروة البمد .
ثالثاً :يؤدي إلى المزيد من الخصخصة وحرية األسواق الداخمية .
رابعاً :ينتج عن ىذا االتجاه سوء توزيع كبير في الدخول والثروات .
خامساً :يؤدي إلى التبعية االقتصادية والسياسية ,وبالتالي إنتقاص لمسيادة الوطنية.
ج .ضعف بع ض التكتالت االقتصادية التي قامت بين الدول النامية بخاصة العربية دون مقدمات في التخطيط
والتنسيق لها لذلك كانت عرضة لمزوال( ,)11سواء في نطاق التبادل التجاري أو حركة انتقال عوامل اإلنتاج
كالقوى العاممة ورأس المال .
949
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
944
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
سابعاً :نسبة المديونية الخارجية إلى الناتج المحمي اإلجمالي ,وىو يقيس مستوى األعباء عمى االقتصاد ,
فكمما قمت ىذه النسبة قل ىذا المستوى .
ثامناً :معدل البطالة في المجتمع ,وىو يقيس كفاءة استخدام الموارد البشرية ,فكمما قل ىذا المعدل كمما
توفرت فرص أكبر لقوة العمل ,وبالتالي زيادة اإلنتاج .
ب .مؤشرات التنمية االجتماعية المستدامة :أبرزها اآلتي:
أوالً :مستوى تحقق العدالة االجتماعية ,والتي من أىم مؤشراتيا:
معدل البطالة ,الرقم القياسي لتفاوت الدخول ,نسبة الفقر في المجتمع ,تكافؤ الفرص بين األفراد.
ثانياً :المستوى الصحي ,ومن أىم مؤشراتو:
العمر المتوقع لمفرد ,معدل وفيات األطفال دون السن الخامسة ,متوسط نصيب الفرد اليومي من السعرات
الح اررية ,مستوى التغذية لألطفال ,عدد األفراد لكل طبيب .وعادة يؤدي ارتفاع ىذا المستوى إلى زيادة
اإلنتاجية األفراد(.)19
ثالثاً :خدمات التعميم ,ومن أبرز مؤشراتيا:
نسبة األمية في المجتمع ,نسبة الخريجين من التعميم العالي األولي ,نسبة حممة الشيادات العميا.
رابعاً :اإلسكان ,أىم مؤشراتو :المساحة األرضية لمفرد الواحد .
خامساً :مستوى األمن ,بإعتبار أن منع الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية جزء من عممية التنمية المستدامة ,
ومن أىم مؤشراتو :عدد الجرائم إلى عدد السكان ,نسبة المدمنيين عمى المخدرات إلى عدد السكان .
ت .مؤشرات التنمية البيئية المستدامة .
تيدف ىذه المؤشرات إلى تحقيق الرفاىية االقتصادية لمجيل الحالي واألجيال الالحقة من خالل الحفاظ عمى
البيئة من التموث ,وتمكينيا من توفير حياة اقتصادية واجتماعية أفضل ,ومن أبرزىا اآلتي :
أوالً :األراضي ,وتشمل :
-نسبة مساحة األرض الزراعية من إجمالي مساحة األرض ,حيث كمما زادت ىذه النسبة أدت إلى تمكين
ىذه التنمية .
-نسبة الغابات إلى إجمالي مساحة األرض ,فكمما زادت ىذه النسبة أيضا أدت إلى زيادة التمكين التنموي .
-نسبة التصحر إلى إجمالي مساحة األرض ,فكمما زادت أدت إلى تقميص إمكانية تحقيق التنمية .
ثانياً :المياه العذبة ,بوصفيا العنصر األساسي لمحياة البشرية ولمتنمية االقتصادية في مختمف أنشطتيا
الزراعية والصناعية والبنية التحتية ,وتشمل مؤشراتيا اآلتي :
-نسبة االستيالك السنوي األسري منيا .
-نسبة السحب السنوي من المياه السطحية والجوفية إلى إجمالي المياه المتوفرة .
ثالثاً :البحار والمحيطات والسواحل ,وأبرز مؤشراتيا اآلتي :
-نسبة السكان المقيمين في المناطق الساحمية .
-الحصيمة السنوية لمصيد بحسب األنواع الرئيسية .
941
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
رابعاً :الغالف الجوي ,الذي تؤثر عناصره في صحة اإلنسان والتنوع اإلحيائي والحياة االقتصادية ليس فقط في
األمد القصير وانما في األمد الطويل ,ومن أىم مؤشراتو اآلتي :
-التغير المناخي وحماية المناخ من االحتباس الحراري واإلشعاعات والمخمفات النووية و الكيمياوية التي تؤثر
عمى الحياة اإلنسانية والبيئية .
-استنفاد األوزون ومستوياتو .
-نوعية اليواء في المناطق الحضرية .
وعمى أساس العوامل المؤثرة في عممية التنمية االقتصادية المستدامة وفي ضوء األهداف المنشودة السابقة في
المبحث األول فإن تحشيد الجهود يتم من خالل اآلتي:
أ .فيما يتعمق في السياسات أو الستراتيجيات االقتصادية .
حيث تعني استراتيجية التنمية (تحقيق األىداف التنموية بعيدة المدى التي ينشدىا المجتمع)( ,)22التي البد من
وجودىا والتي تكون منسقة في مضامينيا وتشاركية في أفكارىا ومستمرة في مدياتيا ومتوازنة ومتكاممة في أنشطتيا
وقبل كل ذلك البد من القيام بخمق ثقافة لمتنمية وأطر قانونية ومؤسسية لتنسيق مضامين ىذه الستراتيجية التي
تتوزع عادة إلى استراتيجيات فرعية عمى مستوى القطاعات والفروع االقتصادية .
942
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
وتجدر اإلشارة إلى أن لكل بمد استراتيجيتو عمى وفق ظروفو وخصائصو وتحدياتو ,وبموجب ىذه الستراتيجية
يتم تحشيد القدرات والموارد ,ثم يتم تخصيصيا بكفاءة أعمى وفاعمية أفضل نحو االستخدامات المختمفة التي
تتطمبيا عممية التنمية .
ب .فيما يتعمق بالموارد االقتصادية المتاحة .
فقد تبين من خالل التجارب التنموية لمدول المتقدمة أن ىناك عوامل عديدة أدت إلى إحداث التنمية االقتصادية فييا
والتي تعد بمثابة مقومات لمتنمية االقتصادية في الدول النامية أيضاً ,وتتمثل العوامل األساسية منيا في اآلتي :
أوالً :الموارد البشرية ,التي تتمثل في اإلنسان بوصفو المحرك الرئيس لمعممية اإلنتاجية( ,)23من حيث حجم
القوى العاممة ونوعيتيا وتدريبيا وتأىيميا ومالئمتيا لمموارد األخرى ,والذي يعتمد عمى انتشار التعميم
والرعاية الصحية والوقائية ,ليذا فإن تنمية ىذه الموارد وتشغيميا لمقضاء عمى البطالة والفقر يمثل أىم
المتطمبات لتحقيق التنمية االقتصادية المستدامة .
ثانياً :الموارد الطبيعية ,من حيث حجميا ونوعيتيا بخاصة األرض الصالحة لمزراعة ,وما تحويو من معادن
وثروات كالنفط والغاز الطبيعي والغابات والمياه السطحية والجوفية ,والتي ال ينبغي االستئثار بيا من الجيل
الحالي وانما مراعاة حاجات األجيال الالحقة ,ومراعاة نظافة البيئة ,فضالً عن ترشيد استخدام المياه في
المنزل وفي الزراعة والصناعة الذي يعد عامل ايجابي لمتنمية المستدامة(.)24
ثالثاً :حجم رأس المال الحقيقي ونوعيتو كالمكائن واآلالت والمصانع والطرق والسكك الحديدية والمباني وأجيزة
الكومبيوتر .وعادة أن حجم االستثمارات المحمية يعتمد عمى حجم المدخرات ,فضالً عن ذلك فإن
االستثمار األجنبي المباشر ال غنى عنو في ظل ضعف المدخرات المحمية ,والذي يؤدي إلى إحداث التنمية
,وىنا تجدر اإلشارة إلى أنو البد من إزالة عوائق ىذا االستثمار كالتخمف االقتصادي واالجتماعي والبيئي ,
وتأمين االستقرار لمتشريعات الخاصة بتنظيمو ,وتأمين االستقرار السياسي واألمني ,وتوفير التسييالت
المصرفية واالئتمانية ,ورفع قيود استمالك األراضي والعقارات(,)25
رابعاً :مستوى التقدم التكنولوجي ,بخاصة في العموم واليندسة والحاسبات واالتصاالت وأسموب اإلدارة الحديثة
والفن اإلنتاجي ,وىذا يعني أن بناء القدرة العممية والتكنولوجية المستندة إلى قاعدة بحثية ىي من المتطمبات
األساسية ليذه التنمية ,وكذلك التركيز في االستفادة من إستيراد التكنولوجيا المالئمة لخصائص البمد .
وتتطمب عممية التنمية االقتصادية المستدامة القيام بوظيفتين رئيسيتين أوليا منع تدفق الموارد االقتصادية
لممنشآت التي تنتج السمع األقل أىمية ,والثانية االستخدام الكفوء لتمك الموارد في إنتاج السمع المرغوب
فييا(.)26
ت .فيما يتعمق باألوضاع (االقتصادية واالجتماعية والسياسية واألمنية) الداخمية,
بوصفيا عوامل مؤثرة في التنمية المستدامة ,فإن إصالح الييكل االقتصادي لمبمد النامي وتغييره من اقتصاد
أحادي الجانب إلى اقتصاد نشيط ومتنوع يمثل أحد المتطمبات األساسية ليذه التنمية ,ويمكن أن يتحقق من خالل
اآلتي:
943
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
أوالً :تنمية القطاع الصناعي بخاصة الصناعات التصديرية التي تعتمد عمى مستمزماتيا في البمد ,وكذلك تشجيع
الصناعات الصغيرة التي يمكن أن ينيض بيا القطاع الخاص الذي يستوجب دعمو وتشجيعو في ظل القطاع
الصناعي العام ,وفك التشابك الحاصل بينيما بحيث ال يذىب نشاط القطاع العام لمصناعات غير األساسية ,
واألفضل تركيا لمقطاع الخاص .
ثانياً :تنمية القطاع الزراعي باالتجاه بو نحو سياسة االكتفاء الذاتي بخاصة المحاصيل الغذائية األساسية ,وكذلك
المنتجات التي تشكل مدخالت لمقطاع الصناعي ,و تتطمب ىذه السياسة إعادة النظر في السياسة المائية التي
ينبغي أن تعتمد العقالنية والترشيد في استخداميا .
ثالثاً :االىتمام في القطاع المصرفي والمالي بما يجعمو أداة ايجابية في عممية التنمية بخاصة في سياسة اإلصدار
النقدي والسياسة االئتمانية وسياسة سعر الصرف األجنبي وسعر الفائدة ,وكذلك االىتمام بالنظام الضريبي بما
يؤدي إلى زيادة كفاءة الجياز الضريبي وحصيمتو المالية بوصفيا مصدر أساسي إليرادات الحكومة .
رابعاً :مكافحة الفساد اإلداري والمالي بوصفو آفة تنخر في الدولة ,والتشديد في محاسبة المفسدين .واالىتمام
بالقيادات اإلدارية الكفوءة المؤىمة عممياً لقيادة التنمية االقتصادية .
خامساً :العمل وفق تقنيات اإلنتاج اآلمن واألنظف لمبيئة بخاصة أنشطة الطاقة النووية والمعادن كالنفط والغاز
الطبيعي .
سادساً :توسيع دائرة التشاركية الشعبية في صنع الق اررات االقتصادية واتخاذىا .
سابعاً :توفير الخدمات الصحية والوقائية والتعميم لمجيل الحالي وبما ال تؤدي إلى زيادة األعباء االجتماعية عمى
األجيال الالحقة.
ثامناً :مكافحة القيم االجتماعية البالية المعيقة لمتنمية االقتصادية ,وتعميم الثقافة والقيم الداعمة ليذه التنمية.
تاسعاً :ضمان األمن الداعم لمتنمية االقتصادية المستدامة ,ألن ال تنمية حقيقية بدون أمن ضامن ليا ,وال أمن
ناجز بدون تنمية اقتصادية مستدامة.
ث .فيما يتعمق باألوضاع االقتصادية المحيطة بالبمد النامي إقميميا ودولياً نالحظ اآلتي :
أوالً :ضرورة اعتماد سياسة قائمة عمى األمن والسالم وضامنة لمصالح البمد ونبذ سياسة الحروب والتوتر في
العالقات اإلقميمية والدولية ,ألن الحروب التي حدثت بين الدول النامية أو التي قامت بيا دول غربية ضد
دول نامية ومنيا دول عربية قد أدت إلى مديونية خارجية كبيرة يتحمميا أكثر من جيل ,لذلك فإن نبذ ىذه
(الحروب والتوتر في العالقات) مسألة في غاية األىمية لتحقيق التنمية .
ثانياً :تتطمب ىذه التنمية تحسين العالقات بين الدول المتشاطئة عمى وفق قواعد القانون الدولي والعالقات
االيجابية .
ثالثاً :تتطمب ىذه التنمية في تعامميا مع (العولمة االقتصادية واتجاه حرية التجارة العالمية) استمرار حماية
الصناعة وبما فييا اعتماد سياسة الرسوم الكمركية.
رابعاً :تتطمب ىذه التنمية إقامة تكتالت اقتصادية إقميمية بين الدول النامية والتي تؤدي إلى توسع أسواقيا وزيادة
قدرتيا التنافسية .
944
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
االستنتاجات والتوصيات
االستنتاجات:
يمكن ذكر أبرز االستنتاجات التي خرج بيا البحث التي تخص البمد النامي باآلتي:
.1لكل بمد نامي استراتيجية تنموية مستدامة خاصة بو عمى وفق ظروفو وخصائصو وقدراتو ونظامو االقتصادي
وتحدياتو ,لذلك يصعب تعميم نموذج تنموي واحد عمى الدول النامية .
.2تتعزز جيود أو متطمبات تحقيق التنمية االقتصادية المستدامة بجيود التنمية االجتماعية والتنمية البيئية ,فكمما
كانت ىذه الجيود أو المتطمبات في االتجاه االيجابي وبتمكين أكثر فاعمية ,كمما كانت ناجعة في مواجية
التحديات االقتصادية وغير االقتصادية ,وبالتالي ستكون عامالً ايجابياً في تحقيق التنمية االقتصادية
المستدامة.
.3ضعف دور القطاع العام وكذلك القطاع الخاص في عممية التنمية المستدامة يعكس ضعف السياسات
االقتصادية ومستوى أداء الحكومة ,وال يتحمل ىذان القطاعان وحدىما إخفاقاتيما .
.4وجود ترابط وتفاعل بين عناصر التنمية المستدامة (االقتصادية واالجتماعية والبيئية) ,وكذلك بين مؤشرات ىذه
العناصر ,وأيضاً بين التحديات التي تواجييا.
.5يشكل الفساد اإلداري والمالي تحدياً كبي اًر أمام التنمية المستدامة ,وبالتالي ال يمكن تحقيق تنمية اقتصادية
مستدامة مع وجود ىذا الفساد .
.6االستثمار األجنبي المباشر بوصفو ذراع أساسي لمشركات عابرة القارات أحد وسائل العولمة االقتصادية ,يمثل
حاجة ال غنى عنيا لمبمد النامي الذي يفتقر إلى رأس المال ,وبالوقت نفسو لو تأثيرات سمبية اقتصادية
واجتماعية وسياسية وأمنية عمى ىذا البمد .
.7سيادة نظام اقتصاد السوق في البمد النامي يشكل تحدي لتنميتو االقتصادية .
.8لمحروب العسكرية البينية لمدول النامية آثار كبيرة عمى تموث البيئة ,فضالً عن آثارىا السمبية عمى الحياة
االقتصادية واالجتماعية .وكذلك حروب دول الغرب ضد بعض الدول النامية كان ليا آثا اًر خطيرة عمى مجمل
مناحي الحياة فييا .
غياب التخطيط والتحضير .9فشل التكتالت االقتصادية التي حصمت بين الدول النامية يعود إلى
والمقومات األساسية ليا .
التوصيات:
.1إعتماد التخطيط في عممية التنمية االقتصادية المستدامة بخاصة عمى المستوى الكمي وعمى مستوى المشاريع ,
وضرورة تفعيل دور المؤسسات والييئات الحكومية التي تيتم بوضع الخطط والبرامج والسياسات التنموية ,
ورفدىا بالكفاءات العممية وأصحاب الخبرات .
.2دعم وتشجيع مراكز البحوث والدراسات العممية في مجاالت التنمية المستدامة الحكومية والخاصة ,بخاصة
لمتوعية البيئية ومراقبة ومكافحة ظاىرة التصحر .
945
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
.3ضرورة اعتماد القطاعين العام والخاص كآليتين إنمائيتين اقتصاديتين متكاممتين مع إعطاء دور أكبر لمقطاع
العام بخاصة في األنشطة الستراتيجية واألساسية كالصناعات الثقيمة ,وتشجيع القطاع الخاص ,وبما يجعل
االقتصاد النامي اقتصاداً ( صناعياً زراعياً ) متطو اًر متنوعاً متوازناً تغيب فيو سمة االقتصاد (أحادي الجانب),
ويكون فيو القطاع الصناعي ىو القائد في عممية التنمية االقتصادية بوصفو القطاع األكثر تشغيالً لمقوى العاممة
واألكثر تعامالً مع التكنولوجيا الحديثة واألكثر نصيباً في الناتج المحمي اإلجمالي .
.4العمل عمى توسيع مساحات االقتصاد األخضر ,وبما يقمل من ظاىرة التصحر .
.5حماية الموارد المائية من التموث وتطوير نظم إدارة ىذه الموارد من خالل النظم اإلدارية والقانونية التي تحكميا.
.6توعية األفراد وارشادىم في إتجاه ترشيد استخدام واستيالك الموارد االقتصادية بخاصة الموارد المائية ,بخاصة
ترشيد استخدام ىذه الموارد في المنازل واألنشطة الزراعية والصناعية وتقميل اليدر منيا .
.7االىتمام بتطوير السياحة كمورد ميم ,وان أول شروطيا ىو نظافة البيئة بخاصة الدول التي كانت أراضييا
مسرحاً لمعمميات الحربية .
.8ضرورة االىتمام باالستثمار األجنبي المباشر بوصفو حاجة ميمة لمتنمية االقتصادي المستدامة ,وفق شروط
نحو بناء اقتصاد صناعي زراعي متطور ,ال يمس السيادة الوطنية والقرار السياسي .
.9تعزيز دور ىيئات المجتمع المدني وتوسيع مشاركتيا في صنع الق اررات اإلنمائية وتنفيذىا .
.10مكافحة الفساد اإلداري و المالي و محاسبة المفسدين ,واالىتمام بالقيادات اإلدارية الكفوءة والمؤىمة عممي ًا
لقيادة التنمية المستدامة .
.11العمل عمى إزالة بؤر التوتر في منطقة الشرق األوسط التي تؤدي إلى إضعاف التنمية المستدامة ,ألن
األولوية ىنا تكون لمتسميح واإلنفاق العسكري عمى حساب التنمية االقتصادية .والعمل عمى إزالة أسمحة
الدمار الشامل في ىذه منطقة بوصفيا تيديد لمتنمية المستدامة االقتصادية واالجتماعية والبيئية .
946
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
هوامش البحث:
)1-Al-Najar,Economics readings in English (Basic Economics College of
Administration and Economics ,Baghdad ,2008,Pp552,553
ً
( )2نوزاد عبد الرحمن الهيتي ,التنمية المستدامة – اإلطار العام والتطبيقات – دولة اإلمارات المتحدة نموذجا ,
مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ,الطبعة اوأول ,أبو ظبي , 2009,ص11
( )3د .عثمان محمد غنيم ,د .ماجدة أبو زنط ,التنمية المستديمة – فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها ,
الطبعة اوأول ,دار صفاء للنشر والتوزيع ,عمان ,2010 ,ص25
( )4د .مهدي سهر غيالن وآخرون ,دراسة تحليلية وأهم مؤشرات التنمية المستدامة في البلدان العربية والمتقدمة
,مجلة اإلدارة واالقتصاد – جامعة بابل ,العدد ( , )1لسنة , 2009ص 220 -219
( )5د .أسعد جواد كاظم ,التنمية البشرية المستدامة ودعوة الفكر االقتصادي إل رحاب اإلنسانية ,مجلة العلوم
االقتصادية ,كلية اإلدارة واالقتصاد بجامعة البصرة ,المجلد( )5العدد ( , )17ك , 2006 2ص11
( )6د .حسن أحمد الشافعي ,التنمية المستدامة ,الطبعة اوأول ,دار الوفاء لدينا الطباعة والنشر ,اإلسكندرية ,
, 2012ص 21
( )7سامويلسون ,نورد هاوس ,علم االقتصاد ,الطبعة اوأول ,مكتبة لبنان ناشرون ,بيروت ,2006 ,ص11
8. Ragnar Nurkse , Problems of Capital Formation in Under Developed Countries ,
(Oxford, Basil, Black well, 1960) , p.11
( )9يوسف صايغ ,مستقبل التنمية العربية ودور القطاعين العام والخاص فيها ,مجلة المستقبل العربي ,
العدد( , 1990 /12 , )142مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص 103
( )10د .نوزاد عبد الرحمن الهيتي وآخرون ,مقدمة في اقتصاديات البيئة ,الطبعة اوأول ,دار المناهج اانشر
والتوزيع ,عمان , 2009 ,ص 55-54
( )11محمد اوأطرش ,العرب والعولمة :ما العمل ؟ مجلة المستقبل العربي ,العدد ( ,1998 /3 , )229مركز
دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص101
( )12د .آمال شالش ,التنمية العربية في ظل العولمة ,العولمة والمستقبل العربي ,سلسلة المائدة الحرة (, )37
بيت الحكمة , 1999 ,بغداد ,ص 191
( )13إسماعيل صبري عبد هللا ,الدعوة المعاصرة إل التحول من القطاع العام إل القطاع الخاص ,مجلة
المستقبل العربي ,العدد ( , 1990/12, )142مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص 89
( )14سامويلسون ,نورد هاوس ,المصدر السابق ,ص 618
( )15صباح نعوش ,الوطن العربي ومنظمة التجارة العالمية ,مجلة المستقبل العربي ,العدد (/8 , )282
, 2002مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص 141
( )16محمد اوأطرش ,حول تحديات االتجاه نحو العولمة االقتصادية ,مجلة المستقبل العربي ,العدد(,)260
, 2000 /10مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص9
( )17محمود الحمصي ,دور القطاع العام والقطاع الخاص في تحقيق التكامل االقتصادي العربي ,مجلة
المستقبل العربي , 1990 /12 , )142( ,مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص141
( )18د .عثمان محمد غنيم ,د .ماجدة أبو زنط ,المصدر السابق ,ص 251
( )19د .هشام محمود اال قداحي ,مشكالت البيئة والتخطيط في التجمعات الجديدة والمستحدثة ,مؤسسة شباب
الجامعة ,االسكندرية , 2010 ,ص 59
947
العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك 4092 مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
( )20د.ثائر محمود رشيد العاني ,د.جاسم محمد الذهبي ,إدارة الطلب عل المياه – مدخل أساسي للتنمية
المستدامة في الوطن العربي مع إشارة خاصة إل العراق ,مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية ,العدد , 47
لسنة , 2007ص10
( )21د.عبد المنعم السيد علي ,االقتصاد العراقي :إل أين ؟ تأمالت وتطلعات ,مجلة المستقبل العربي ,العدد
( , 1998 /2 , )228مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت ,ص 80
( )22د .اسماعيل محمد بن قانة ,اقتصاد التنمية – نظريات ,نماذج ,استراتيجيات ,دار اسامة للنشر والتوزيع ,
عمان , 2012 ,ص 15
( )23محمد عبدالعزيز عجمية ,د .محمد فاتح عقيل ,الموارد االقتصادية ,دار الجامعات المصرية ,القاهرة ,
ص 49
( )24د.رواء زكي يونس الطويل,التنمية المستدامة واوأمن القومي في ظل الديمقراطية وحقوق اإلنسان,دار
زهران للنشر والتوزيع ,عمان ,2009 ,ص 65
( )25محمود الحمصي ,المصدر السابق ,ص 151
( )26ريتشارد .ه .ليفتويتش ,نظام اوأسعار وتخصيص الموارد,ترجمة ومراجعة عبد التواب اليماني و عبد
الحفيظ محمود الزليطني ,منشورات جامعة بنغازي ,بال تاريخ ,ص 30
المراجع
المصادر العربية
أوالً :الكتب:
( )1نوزاد عبد الرحمن الهيتي ,التنمية المستدامة – اإلطار العام والتطبيقات – دولة اإلمارات المتحدة نموذجا ً ,
مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية ,الطبعة اوأول ,أبو ظبي 2009 ,
( )2د .عثمان محمد غنيم ,د .ماجدة أبو زنط ,التنمية المستديمة – فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها ,
الطبعة اوأول ,دار صفاء للنشر والتوزيع ,عمان 2010 ,
( )3سامويلسون ,نورد هاوس ,علم االقتصاد ,الطبعة اوأول ,مكتبة لبنان ناشرون ,بيروت 2006 ,
( )4د .محمد عبد العزيز عجمية ,د .محمد فاتح عقيل ,الموارد االقتصادية ,دار الجامعات المصرية ,القاهرة ,
1968
( )5ريتشارد .ه .ليفتويتش ,نظام اوأسعار وتخصيص الموارد ,ترجمة ومراجعة عبد التواب اليماني وعبد
الحفيظ محمود الزليطني ,منشورات جامعة بنغازي ,بال تاريخ
( )6د .رواء زكي يونس الطويل ,التنمية المستدامة واوأمن القومي -في ظل الديمقراطية وحقوق اإلنسان ,دار
زهران للنشر والتوزيع ,عمان 2009 ,
( )7د .حسن أحمد الشافعي ,التنمية المستدامة ,الطبعة اوأول ,دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ,االسكندرية ,
2012
( )8د .نوزاد عبد الرحمن الهيتي وآخرون ,مقدمة في اقتصاديات البيئة ,الطبعة اوأول ,دار المناهج للنشر
والتوزيع ,عمان 2009 ,
( )9د .هشام محمود االقداحي ,مشكالت التنمية والتخطيط في التجمعات الجديدة والمستحدثة ,مؤسسة شباب
الجامعة ,االسكندرية 2010 ,
( )10د .اسماعيل محمد بن قانة ,اقتصاد التنمية –نظريات ,نماذج ,استراتيجيات ,دار اسامة للنشر والتوزيع ,
عمان 2012 ,
910
د .عدنان مناتي التنمية المستدامة في االقتصاد النامي..
المصادر األجنبية:
1. Al-Najar, Economics readings in English(Basic Economics),College o
Administration and Economic,Baghdad,2008.
2.Ragnar Nurkse , Problems of Capital formation In under Developed Countries ,
0xford, Basil, Black well, 1960.
919