Professional Documents
Culture Documents
كباشي قسيمه
كباشي قسيمه
يساعد على تحقيق الغايات المرجوة في أقصى فترة ممكنة ،وبأقل جهد وتكلفة
اجتماعية واقتصادية ،وبأقل قدر من اإلهدار للموارد.
-2يذهب شارك بيتلهم ( )Bettelheim,1966إلى أن التخطيط ما هو إال العملية
التي تنظم في جميع مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وتستلزم ترابطاً وتنسيق ًا
بين قطاعات االقتصاد القومي مع التبصير بالموارد الموجودة ،وباألحوال والظروف
االجتماعية واالقتصادية السائدة ،بحيث يمكن السيطرة عليها؛ وذلك ضماناً للنتائج
المستهدفة من الخطة 0هذا التعريف يشير إلى أن التخطيط من وجهة النظر
االقتصادية يعني التنبوء بالمستقبل االقتصادي ،وأخذ جميع المتغيرات في الحسبان،
واالختيار بين الطرق البديلة للتنفيذ لتحقيق األهداف االقتصادية المنشودة.
-3و يرى (الجنزوري )17 :1672 ،أن التخطيط ما هو إال منهج علمي
يستهدف التنمية الشاملة بكل جوانبها االقتصادية واالجتماعية ( Socio-economic
،)aspectsمع تركيز فلسفته ومقوماته على جوانب مهمة تتمثل في المعرفة بكل
اإلمكانات والموارد المتاحة.
-4أما (كونيارس) فإنه يعرف التخطيط في بعده االقتصادي التنموي بأنه (مجموعة
جهود واعية ،ومستمرة تبذل من قبل حكومة ما لزيادة معدالت التقدم االقتصادي،
واالجتماعي ،والتغلب على جميع اإلجراءات المؤسسية التي من شأنها أن تقف
عائقاً في وجه تحقيق هذه األهداف(.)Conyers,1985:8
-5وعرف ميردال ( )Myrdalالتخطيط كمفهوم تنموي بأنه برنامج يظهر إستراتيجية
الدولة على المستوى الوطني ،واجراءات تدخلها إلى جانب قوى السوق من أجل دفع،
وتطوير النظام االجتماعي (. )Cheema and Rondinelli, 1985:5
مفهوم التخطيط من حيث البعد اإلداري والتنظيم:
على مستوى البعد اإلداري والتنظيم .نجد أن التخطيط ُيعرف بطرق وأشكال مختلفة؛
فمن وجهة نظر المهتمين باإلدارة ؛ فإن التخطيط يعني الوظيفة اإلدارية التي تضمن
االختيار بين البدائل ،بالنسبة ألهداف المشروع ،وسياساته ،وبرامجه ،وخططه؛
الموارد .وكثي اًر ما يتم الخلط بين التخطيط وشح اإلمكانات ،فكلما كانت اإلمكانات
شحيحة كلما كانت الحاجة للتخطيط أكبر ,فقد نجد مؤسسة بإمكانات قليلة تحقق
نتائج كبرى مذهلة ،وأخرى ال تنقصها اإلمكانيات ،ولكن مردود إنتاجها قليل جداً
(قسيمة .) 17 :2005
التخطيط السياحي:
ارتبط التخطيط السياحي وتطوره ببروز السياحة كظاهرة حضارية ،وكظاهرة
اقتصادية اجتماعية ،ونتيجة لآلثار االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية التي
نجمت عن النشاطات السياحية الكثيفة ،وما ترتب عليها من أثر عظيم في حياة
المجتمعات والشعوب .كان ال بد من توجيه االهتمام إلى ضرورة تنظيم وضبط
وتوجيه وتقييم هذه النشاطات للوصول إلى األهداف المنشودة من السياحة؛ وقد
ترتب على ذلك تبني أسلوب التخطيط السياحي كمنهج فعال يعمل على دراسة
وتحليل ،وتفسير جميع األنشطة السياحية ،ويسعى لتطويرها وتنميتها ،وتحسين
مخرجاتها .
فالتخطيط السياحي يعد من العمليات الحيوية لتطوير السياحة ومواجهة
التغير؛ فالتطوير يعني ضرورة إحداث التغيير ،والتغيير ال يتحقق إال من خالل
تخطيط محكم ومتابعة دقيقة؛ فالتخطيط السياحي الفعال ُيمكن القطاع السياحي
من مواجهة المتغيرات السلبية واالستفادة من المتغيرات اإليجابية وتوظيفها
واستغاللها االستغالل األمثل بغية الوصول إلى فوائد ،ومنافع السياحة المتعددة
االقتصادية منها واالجتماعية والثقافية والبيئية .
نشأة التخطيط السياحي:
كان مفهوم التخطيط السياحي قديماً ُيرى في أبسط صوره بأنه مجرد تشجيع إقامة
الفنادق ووجود المواصالت ،وتنظيم حمالت الترويج السياحي؛ ولقد بدأ مفهوم
التخطيط السياحي يتبلور بشكل واضح في نهايات ثالثينات القرن الماضي بعد تطور
حركة السفر الدولية بشكل كثيف ،وتزايد أعـ ـ ـ ـداد السياح ،وتنوع المناطق السياحية(غنيم
وسعد.)40-1666:36ومع بروز االهتمام بالس ـ ـ ـ ـياحة ،واألنش ـ ـ ـ ـ ـ ـطة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياحية -
تحديد اإلطار الموحد للعمل؛ يحدد التخطيط إطا اًر موحداً التخاذ الق اررات في
القطاع السياحي ،أو الشركة السياحية ،وهذا أمر مهم؛ ألن غياب التخطيط
يعني غياب الهدف.
يساعد التخطيط السياحي على معرفة الفرص والمخاطر الكامنة في المستقبل؛
فالتخطيط يساعد على معرفة الفرص والمخاطر الكامنة في المستقبل التي
تواجه القطاع السياحي والعمل على األقل ـ على خفض تلك المخاطر.
يشمل التخطيط السياحي عملية الرقابة على األداء السياحي؛ فالرقابة على
األداء السياحي تعني ضمان مواءمة األنشطة السياحية الفعلية للخطط
الموضوعة.
يعمل التخطيط على االستغالل األمثل لإلمكانات والموارد؛ مما يؤدي إلى
تخفيض التكاليف إلى أدنى حد ،وهذا في حد ذاته يمثل هدفاً اقتصادياً للقطاع
السياحي.
تحديد أهداف القطاع السياحي والشركات السياحية؛ فمن مزايا التخطيط أنه
يعمل على تحديد أهداف الشركات السياحية بوضوح حتى يسعى كل العاملين
في القطاع السياحي على تحقيقها في إطار عمل متكامل وبروح الفريق
المتجانس.
أهداف التخطيط السياحي:
يهدف التخطيط بصورة رئيسة إلى اآلتي (الطائي 347 ،2001،ـ: )746
تحقيق التنسيق بين مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة .
إيجاد التوازن المطلوب بين المنافع االقتصادية والمحافظة على البيئة (الموارد
الطبيعية والثقافية) بحيث ال تدمر السياحة الكثيفة مواقع التراث األثري ،أو
المحميات الطبيعية .
المحافظة على قيم وعادات وتقاليد المجتمعات المضيفة من خالل إرساء برنامج
تطوير سياحي ينسجم مع األوضاع االجتماعية والثقافية للمجتمع المضيف .
تطوير البنى التحتية ،وتوفير التسهيالت الترفيهية للزائرين والسياح والسكان
المحليين على حد سواء .
تعظيم رضاء الزائرين والسياح .
هذه األهداف تسعى إلى معالجة موضوع الحفاظ على البيئة ،واالعتبارات الثقافية
واالجتماعية للمجتمعات المحلية في البلد المضيف؛ فالبلدان المضيفة قد تتعرض
للتلوث البيئي ،وبعض اإلف ارزات االجتماعية والثقافية السالبة في حالة سيادة سوء
ال بأهداف
التخطيط السياحي؛ فتنمية المناطق السياحية تتطلب تخطيط ًا شام ً
محددة مع ضرورة األخذ في االعتبار اآلثار اإليجابية والسلبية للتنمية السياحية،
والبحث عن أنسب الحلول لمعالجة آثارها السالبة.
تتمثل إيجابيات التنمية في المنافع االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،أما سلبياتها
فتشمل تدمير مواقع التراث الثقافي والبيئة ,وبعض اآلثار السالبة على المجتمع المحلي
المضيف ،وكل هذا يمكن معالجته من خالل انتهاج سياسة تخطيطية محكمة تستند
إلى أسس محددة تضع في أولوياتها خصوصية المجتمع المحلي (البلد المضيف) بأنه
أمانة أخالقية ،ومسئولية اجتماعية وثقافية ينبغي عدم المساس بها؛ كما يجب النظر
إلى السائح ،أو الزائر بأنه جوهر العملية التخطيطية؛ إذ أن المنتفعين من الخدمات
السياحية هم الذين يحددون أنواع واتجاهات التخطيط السياحي المطلوب.
تخطيط المواقع األثرية سياحيا:
تنبع أهمية التراث األثري بصورة رئيسة من القيم والمعاني والدالالت الثقافية
والتاريخية والفنية واالجتماعية واالقتصادية التي تجسد تاريخ األمم والشعوب
(الزهراني و قسيمة .)25:2006 ،فمن المنظور الثقافي الحضاري تعد المواقع
األثرية كنز حضاري ثمين .فهي تشكل شاهداً ورم اًز صادقاً علي اإلبداع اإلنساني
ورؤاه الفنية عبر مسيرة التاريخ الحضاري اإلنساني ،فهي تعمل على إبراز عناصر
الفن والجمال والتميز واإلبداع واألصالة ،ولهذا فهي تشكل خير لبنة لبناء صرح
وحدة األمم وتماسكها(قسيمة .)27:2005 ،أما من حيث المنظور االجتماعي
االقتصادي فالمواقع األثرية تعود بالفوائد والمنافع االقتصادية واالجتماعية المتعددة
والمتنوعة ،كمـ ـ ـ ـ ـا أنها تغذي وتنم ـ ـ ـ ـ ـي روح االنتم ـ ـ ـ ـ ـاء والهـ ـ ـ ـ ـ ـوية للشع ـ ـ ـ ـوب
بتمسك ـ ـ ـ ـ ـ ـها بحضارت ـ ـ ـ ـها وتراث ـ ـ ـ ـ ـ ـها الذي ال تـ ـ ـ ـ ـود أن تنفصـ ـ ـ ـ ـل أو تنفـ ـ ـك عـ ـ ـنه ،كم ـ ـ ـ ـا
أنه ـ ـ ـ ـ ـا تمـ ـ ـ ـ ـثل مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـورداً اقتص ـ ـ ـ ـادياً سياحياً مهماً ،فالمناطق السياحية الثقافية الجاذبة
أصبحت في عالم اليوم مورداً رئيساً لالطالع والترفيه والتنزه واالستجمام ما يؤسس لتنمية
مستدامة ( )Sustainable developmentذات منافع اقتصادية واجتماعية للمجتمعات
المحلية ،األمر الذي يشكل عنص اًر أساسياً في االهتمام بها والعمل على تخطيطها وتهيئتها
سياحياً (.)Enskeep,1991:34
فمفهوم تخطيط الموقع األثري سياحياً يعني (كافة اإلجراءات المؤدية إلى وضع أهداف
ممكنة التنفيذ من الناحية البيئية وعلى ضوء الموارد الثقافية (اآلثارية ) والموارد البشرية
والموارد المالية المتاحة وفق األولويات المحددة (عيدان.)57-15 ،2000 ،
إن عملية التخطيط والتهيئة السياحية لمواقع ومعالم التراث الثقافي يقوم بها عادة
خبراء ذوي اختصاص في مجال إدارة الموارد الثقافية ( ،)CRMوخبراء في مجال
التخطيط بغرض اتباع المنهج العلمي الذي يحقق أهداف التخطيط وادارة الموقع .فالهدف
الرئيس لتخطيط وتهيئة الموقع األثري سياحياً هو حمايته والحفاظ علية أوال ،ثم العمل
على توظيفه ،واالستغالل األمثل والمرشد لموارده الثقافية في تحقيق الجذب السياحي
وصناعة السياحة ؛ بغرض تحقيق منافع وفوائد اقتصادية متعددة ومتنوعة .
ولتحقيق المنافع والفوائد االجتماعية والثقافية والبيئية الناتجة من عملية التنمية
السياحيةـ فإن عملية التخطيط والتهيئة السياحية لمواقع التراث األثري تستوجب اآلتي:
مراعاة الطابع الذي تتميز به مواقع التراث األثري بحيث يكون هنالك انسجام وتناغم
في التصميم للمشاريع االستثمارية السياحية المقترحة وطبيعة المواقع؛ فعلى سبيل
المثال ال يتوقع أن تصمم البنيات االستثمارية بطابع غربي في موقع إسالمي.
مراعاة المحافظة على البيئة المحيطة بالموقع ،أو ما يعرف بمنظر المحيط الثقافي
(.)Cultural land scape
يجب أال يؤثر تصميم وتوزيع المشاريع السياحية اإلستثمارية في الموقع أو
حوله في الرؤيا البصرية للموقع حتى ال يؤدي ذلك إلى طمس معالمه الثقافية،
وخلق ما يعرف بالتشوهات السياحية للموقع ،عن طريق حجب رؤية الموقع
باإلنشاءات والبنيات السياحية.
التأثيرات االقتصادية:
تعتمد درجة التأثيرات االقتصادية اإليجابية للتخطيط السياحي على كثافة التنمية
السياحية ،وكذلك على الخصائص والسمات االقتصادية المحلية ،وتتمثل التأثي ارت
االقتصادية اإليجابية فيما يلي:
توفير فرص عمل جديدة ،وبالتالي توقع دخول اقتصادية جديدة لمناطق و مواقع
التراث األثري.
توفير العملة الصعبة وما ينجم عنها من تحسينات في نوعية الحياة ومستويات
على المستويين الوطني المعيشة للمجتمع المحلي ،ودعماً للتنمية الشاملة
واإلقليمي.
دعم األنشطة االقتصادية األخرى في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات
المختلفة؛ وذلك من خالل زيادة الطلب على المنتجات ،والصناعات اليدوية
والتقليدية.
تطوير خدمات النقل وخدمات البنية التحتية األخرى من أجل تلبية حاجات
قطاع السياحة ،وهذه الخدمات ال تقتصر االستفادة منها على السياح فقط ،بل
تتعداهم لتشمل سكان المجتمعات المحلية .
المحافظة على مواقع التراث األثري؛ حيث تشكل السياحة حاف اًز للمحافظة على
عناصر ومقومات التراث الثقافي في المنطقة السياحية باعتبارها أماكن جذب
سياحية .وتشمل عمليات الـمحافظة في هذا المجال ،المحافظة على المواقع
األثرية والتاريخية و إحياء الفنون التقليدية ،والمصنوعات اليدوية ،والمناسبات
التقليدية ،وبعض مظاهر الحياة المحلية ،والدعم المالي لصيانة وترميم مواقع
التراث األثري.
وهنالك العديد من الطرق واآلليات التي يجب اتباعها وانتهاجها لنجاح خطة التخطيط
السياحي؛ من أجل تعزيز اآلثار االيجابية االقتصادية للتخطيط السياحي ،تشمل ما يلي:
توفير الوقت الكافي للسكان المحليين من خالل التوعية باألهمية االقتصادية للتنمية
السياحية .
مشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار المتعلق بالتخطيط السياحي؛ من
أجل إدراك فوائد التنمية السياحية ،ومشاكلها دون فرض السياسات عليهم.
السياحي ،والتنمية أصبحت تستند إلى المبادئ الدولية التي تنظم عملية التخطيط
والتنمية .وقد تجلى ذلك في مؤتمر منظمة السياحية العالمية في (إعالن مانيال)
حول اآلثار االجتماعية للسياحية (مانيال ،الفلبين )1667 ،والذي عمل على تعظيم
اآلثار اإليجابية االجتماعية للسياحة ،وتخفيف اآلثار السلبية ،وقد تضمن (إعالن
مانيال) ما يلي:
تعزيز ودعم التعاون الدولي للتخلص من اآلثار السلبية للسياحة من خالل
أنظمة متابعة بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المعنية .
دعم المزيد من إندماج المجتمعات المحلية في عملية التخطيط السياحي،
والتنفيذ والمتابعة والتقييم للسياسات والبرامج والمشاريع السياحية في إطار
األهداف واألولويات القومية .
تحسين المستويات المعيشية للسكان من خالل التنمية السياحية؛ وذلك
بتوفير الفرص االجتماعية واالقتصادية والمشاركة الواسعة ،وتوزيع األنشطة
السياحية على المناطق لزيادة الدخول الريفية .
التأكيد على أن عملية التخطيط السياحي تعمل على احترام التقاليد
االجتماعية ،والقيم الثقافية للمجتمعات المحلية .
القيام بحمالت توعية في المجتمعات المحلية ،وحينما يكون ذلك ضرورياً
ومناسباً بغرض توعية السكان المحليين بالفوائد الناتجة عن التخطيط
للتنمية السياحية.
اآلثار البيئية اإليجابية للتخطيط السياحي:
اآلثار البيئية اإليجابية الناتجة من التخطيط السياحي في مناطق ومواقع
التراث األثري تتمثل في المحافظة على خصائص البيئة الثقافية وحمايتها،
والحفاظ عليها ،والعمل على عدم تعرضها ألي خلل ،أو آثار سلبية يمكن أن
تصاحب حركة السياح ،وخاصة السياحة الكثيفة ،هذا إذا ُوضع في االعتبار أن
موارد ومواقع التراث األثري دائماً ما تتصف بالهشاشة ( ،)fragileوعدم مقدرتها
على التجدد (. )non renewable resource
التأثيرات اإليجابية للتخطيط السياحي السليم في البيئة تتمثل فيما يلي :
الخاتمة:
يعد التخطيط السياحي والتهيئة لمواقع التراث األثري من األوليات الرئيسة لمعظم
دول العالم التي تسعى لوضع االستراتيجيات والخطط لحماية تراثها الثقافي ،والحفاظ
عليه ،واالستفادة من قيم موارد هذا التراث اقتصاديا عبر صناعة السياحة؛ إذ أثبتت
التجارب العالمية أن التنمية السياحية التي تعتمد على موارد السياحة الثقافية تلعب
دو ار فاعال ومتزايدا في اقتصاديات الدول؛ وذلك من خالل تحفيز النمو االقتصادي،
وتنويع مصادر الدخل ،وتوسيع قاعدة االقتصاد الوطني ،وتوفير فرص عمل أكثر
للمجتمعات المحلية.
إن ا تباع منهج البحث العلمي في مجال التراث األثري والذي يتخذ من سياسة
التخطيط السياحي ،وخطط التهيئة أسلوبا ـ يعد األسلوب العلمي األمثل لمثل هذا
النوع من الدراسات التطبيقية؛ إذ يؤدي إلى تحقيق العديد من األهداف المنشودة،
ولعل من أهمها إبراز األهمية التاريخية والثقافية والرمزية لهذه المواقع ،وازكاء الروح
الوطنية واالنتماء الحضاري ،هذا باإلضافة إلى الفوائد والمنافع االقتصادية
واالجتماعية والبيئية المتعددة .
تفتقر العديد من المناطق ومواقع التراث األثري في العالم إلى سياسات ،وخطط
التخطيط السياحي ،والتهيئة؛ مما أعاق االستفادة منها كمورد ثقافي مهم يمكن
توظيفه اقتصاديا في مجاالت القطاع السياحي المتعددة لمصلحة المجتمع المحلي
واقتصاديات الدول .وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أهمية االستغالل األمثل
للموارد الثقافية من خالل األنشطة السياحية التنموية في مناطق ومواقع التراث
األثري ،وذلك من خالل االسترشاد بمبادئ وأسس التنمية السياحية المستدامة من
أجل تحقيق أهداف التنمية القومية دون إلحاق الضرر بالموارد الثقافية ،بمعنى آخر
تحقيق مبدأ التوازن بين التنمية والتراث الثقافي ،وهو ما يعرف بسياسة التنمية
الرشيدة.
إن أثر التخطيط السياحي وتهيئة مواقع التراث األثري سياحياًـ يتجسد في التنمية
السياحية المستدامة المنشودة لهذه المناطق والتي تعود بالفوائد والمنافع اإليجابية المتعددة،
مع القليل من اآلثار السلبية التي يمكن معالجتها ،ووضع الحلول لها من خالل
انتهاج خطة إدارة التأثيرات السلبية على مناطق ومواقع التراث األثري .فاآلثار
اإليجابية المتوقعة جراء تطبيق التخطيط السياحي تتمثل في الفوائد والمنافع
االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية.
خالصة يمكن القول بأنه إذا ما تمت تهيئة وتأهيل مناطق ومواقع التراث
األثري وفق خطط وبرامج وسياسات التخطيط السياحي ـ فإن ذلك من المأمول أن
يؤدي إلى بروز تنمية سياحية مستدامة ومسئولة تعود بالمنافع االقتصادية
واالجتماعية والثقافية والبيئية لفائدة المجتمع المحلي واالقتصاد القومي.
المصادر والمراجع
أوال:العربية:
-1أبو عياش ،عبد اإلله والطائي ،حميد عبد النبي (2003م) التخطيط السياحي.
الوراق للنشر والتوزيع ،األردن.
-2اإلمام ،محمد محمود (1693م) التنمية االقتصادية واالجتماعية .دار الجيل.
-3الجالد ،أحمد(2002م) أطوار االتجاهات الحديثة في السياحة ،عالم الكتب،
القاهرة .
-4الجنزوري ،كمال أحمد (1672م) التخطيط الزراعي ،معهد التخطيط القومي،
القاهرة.
-5الروبي ،نبيل(1659م) النظرية السياحية ،مؤسسة الثقافة الجامعية ،اإلسكندرية.
-6الزهراني ،عبد الناصر بن عبد الرحمن وقسيمة ،كباشي حسين (2006م) مقدمة
في إدارة التراث .الرياض.
-7الطائي ،أحمد (2001م) أصول صناعة السياحة ،مؤسسة الوراق للنشر،
األردن.
-8عيدان ،محمد (2000م) االستثمار السياحي ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
، دار صفاء للنشر والتوزيع،م) التخطيط السياحي1666( بنيتا، عثمان وسعد، غنيم-9
. األردن،عمان
.م) تنمية وتطوير السياحة في الوالية الشمالية2005( ، كباشي حسين، قسيمة-11
. السودان، دنقال،مؤتمر تنمية السياحة بالوالية الشمالية
.م) التجربة السودانية في إدارة التراث الثقافي2005( كباشي حسين، قسيمة-11
. الخرطوم،المروة للطباعة والنشر
م) التخطيط السياحي1663( ) WTO ( منظمة السياحة العالمية -12
.المستدام
،الوكالة العامة للمطبوعات،م) اإلدارة العلمية1676( زكي محمود،هاشم -13
.الكويت
: اإلنجليــزية:ثانيا
1- Bettelheim, C. ( 1966). Planning and development .New York.