Professional Documents
Culture Documents
بحث ث
بحث ث
ا 3ا2020-2019 : $# 12
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ 3
إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎن ﺷﻴﺒﻮط
ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ
ا 3ا2020-2019 : $# 12
اﻟﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﺼﻔﺤﺔ اﻝﻌﻨوان
I ﻓﻬرس اﻝﻤﺤﺘوﻴﺎت
أ ﻤﻘدﻤﺔ
01 اﻝﻤﺤور اﻷول :ﺠوﻫر اﻝﻔﺴﺎد
01 أوﻻ :اﻝﻤﻔﻬوم اﻝﻠﻐوي ﻝﻤﺼطﻠﺢ اﻝﻔﺴﺎد
03 ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﻔﺴﺎد اﺼطﻼﺤﺎ
04 ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﻤﻔﻬوم اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
06 اﻝﻤﺤور اﻝﺜﺎﻨﻲ :أﻨواع اﻝﻔﺴﺎد
06 أوﻻ :ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻠﻤﺠﺎل اﻝذي ﻨﺸﺄ ﻓﻴﻪ
07 ﺜﺎﻨﻴﺎ :وﻓق اﻨﺘﻤﺎء اﻷﻓراد اﻝﻤﻨﺨرطﻴن ﻓﻲ اﻝﻔﺴﺎد
08 ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﺤﺴب ﺤﺠم اﻝﻔﺴﺎد
09 راﺒﻌﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم ﻤن ﺤﻴث اﻝﻨطﺎق
10 ﺨﺎﻤﺴﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم ﻤن ﺤﻴث طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن طرﻓﻲ اﻝﻔﺴﺎد
11 ﺴﺎدﺴﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم ﺤﺴب درﺠﺔ اﻝﺘﻨظﻴم
12 ﺴﺎﺒﻌﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم ﺤﺴب اﻝﻘطﺎﻋﺎت اﻝﺨدﻤﻴﺔ واﻝﺘرﻓﻴﻬﻴﺔ
13 ﺜﺎﻤﻨﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤداﺨل واﻷدوات
14 ﺘﺎﺴﻌﺎ :اﻝﺘﻘﺴﻴم وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺴﻠطﺔ
15 ﻋﺎﺸ ار :اﻝﺘﻘﺴﻴم وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺠﻬﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﺎرﺴﻪ
17 اﻝﻤﺤور اﻝﺜﺎﻝث :ﻤظﺎﻫر اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ
17 أوﻻ :اﻝرﺸوة
18 ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ واﻝﻤﺤﺎﺒﺎة
18 ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻝوﺴﺎطﺔ
19 راﺒﻌﺎ :اﻻﺒﺘزاز ،اﻝﺘزوﻴر واﻝﺘزﻴﻴف
19 ﺨﺎﻤﺴﺎ :اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﻤوازي
19 ﺴﺎدﺴﺎ :ﻨﻬب اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم واﻹﻨﻔﺎق ﻏﻴر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻪ
I
اﻟﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
II
اﻟﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
III
ــ ــــــ
و ت ة ﻩا د، ا ! "# ()* + , -در إ$%
وف ا ./ 9:د 3)45 6#7 8 ،ر إذا ُو ت ا = ود ،و :;< + ا 9!#ر وAز ن>< + ،
DE>< B ،F G HD Iد ، C< 8و 9< Bت د* ،6:Mو Bأي ا ( رات ،ر RS DNأ Qارﻩ Iوى O
،":و< ا WرTU Vﻩ ،ا YZر XV 9ن وا \ C 9ا[ ،ذا G RS + " Aو 6^Nا]V 6 :D <
_` ! W( a 6^ O وراءﻩ = و ، Nإر ; ، Gا ،و ، 9ا RS bcذ F ،6:8 8A
،ز م e XVوات ا Yh# , i:;> $j I 6:4 4A 6:!klا ا< ،F G 6E D ،g; 6:و =9
ا (mد.
Q $oورة >9GA Wاب أ م r ;4ت وأ >Gث <V OD p ة ﻩا و [ ،":ن
(" - ، Yxو< w:8وو ( OQدئ د u; 6ء ] ، Yt إ{ 3ء D ,ت و z:ت Yh:=myا`_
م إ aل أ Qار #yA XV $oة ، :8 :8 :ا ، : Dا ! د* ،د* ، :Mو :U u؛ Q Oورة
-DQا 9ا HUوا] ا +:8ا] • G 6; #دارات ا ،6: 9D# [G ،درا D 5م : m•‚Gت ا XD#و<:€9
دون إ aل ا] 8ƒت ا`.6y k
ع ( 6ا 6,ا … 6:4 ﻩ ا] ( 6 9ا]6 9 m• - + †8 ،iGل ,Gءا $oا ح ا
9م د r‹ Oرة إ$% Š3ك 6(#r ،ا 9 #م ا] 6:وا]> D 5 •Cˆ < ،6(8م Œ $oة ا
أ• : mت ا XD#و - 6 Dا]9ا O:Qذات ا ! ،6ذ > O I RS Fور Tˆ * Ž:= ،ا]>9ر Aول =9ل
ﻩ د و •9‘ ، 9وا ، =m yوأ* :c< uن رؤ•m8‹ 6م ء 4ة Œ- 6 rةا إ
د ،ا ./و”_ - 6 D“` #(< Wا] C* #أ p : Dل ة؛ و• i #ا]>9ر ا … {’ # Gاد أ94اع ا ا
د…،ا`—؛ ا]>9ر ا … Žا$o XD r د +“• ،ا ا ‚3Mة ،ا D 4ء Aاد ا]C€ ,ن RSا
د ‹داري وا] - ،R%أ : Dا 9rة ،ا]> ،6:N9ا]> Gة ،ا •ŠG5 ،6€ 89از ،ا •Šو• ، ا
د ‹داري ا #I ./دت ،و 9 #(< WDت وأراء ا ... :*•Š؛ را˜ Oا]> ور Vن =9ل أ (8ب ا
د ا ، : Dا ! د* ، Œةا ة؛ • 9> šر و” ™ eر ا < ./ ﻩا -در98ا
دس ; ،و”_ ": Wا`“ 9د ا و 6:وا]> 6:ا]( و - 6أ X و :8 :8؛ 9>D 6( M Gر ا
د؛ - e \ > 6ا 3)4ر ﻩ ™ 6؛ O˜ 8 ’I‚:ا]> ور ا ي < ق ( 6> \ X(8 •#و mج ا
<"< (E ة ،و RS W_Ÿ4ذ ،Fر+a ﻩا ا]> ور < ": +ض ˜ •#ا D,ذج ( ان W> V
ا ا ¡:! < +< ،XD#ا]>9ر ا H:Q9 O8أ w:8 < 6:D 4 # -ة ؛ -أ Xا DE 8ل + #
د ا] •9ت و‹ rدة Y¢د 6> \] Dا أ• : mت ا $o XD#
أ
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻤﺤور ﺴﻴﺘم ﺘﺒﻴﺎن ﻤﻔﻬوم ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻤن ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻨواﺤﻲ )اﻝﻠﻐوﻴﺔ وﻜذا
اﻻﺼطﻼﺤﻴﺔ( ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻤﺨﺘﻠف اﻝﻬﻴﺌﺎت واﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘدارﺴﺘﻪ ﻤن أﺠل ﺘطوﻴﻘﻪ واﻝﺤد ﻤن اﻨﺘﺸﺎرﻩ.
ﻴﻘول ﺒن ﻤﻨظور ﻓﻲ ﻝﺴﺎن اﻝﻌرب ﻓﻲ ﺒﺎب ﻓﺴد" :اﻝﻔﺴﺎد ﻨﻘﻴض اﻝﺼﻼح ،وﻓَ َﺴ َد َﻴ ْﻔ ُﺴ ُد ُﻴ ْﻔ ِﺴ ُد وﻓَ ُﺴ َد ﻓَ َﺴ ً
ﺎدا
اﻝﻤ ْﻔ َﺴ َدةُ ﺨﻼف اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ، ﺎﺴ ٌد وﻓَ ِﺴ ٌ
ﻴد ﻓﻴﻬﻤﺎ ،وﺘﻔﺎﺴد اﻝﻘوم ﺘداﺒروا وﻗطﻌوا اﻷرﺤﺎم ،و َ
ودا ،ﻓﻬو ﻓَ ِ
وﻓﺴ ً
ُ
واﻹﺴﺘﻔﺴﺎد ﺨﻼف اﻻﺴﺘﺼﻼح ،وﻴﻘﺎل أﻓﺴد ﻓﻼن اﻝﻤﺎل ﻴﻔﺴدﻩ إﻓﺴﺎدا وﻓﺴﺎدا ،واﷲ ﻻ ﻴﺤب اﻝﻔﺴﺎد".
ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺠم اﻝوﺴﻴط ،اﻝﻔﺴﺎد ﻴﻌﻨﻲ اﻝﺨﻠل ،اﻻﻀطراب واﻝﺘﻠف اﻝذي ﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ أﻤر ﻤﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ إﻝﺤﺎق
اﻝﻀرر ﺒﺎﻷﻓراد واﻝﺠﻤﺎﻋﺎت ،ﻤردﻩ ﺴﻠوك اﻹﻨﺴﺎن وﺤدﻩ.
ﻜﻤﺎ أﺸﺎر اﻝراﻏب اﻷﺼﻔﻬﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤؤﻝﻔﻪ اﻝﻤﻔردات ﺒﺄن اﻝﻔﺴﺎد ﻫو ﺨروج اﻝﺸﻲء ﻋن اﻻﻋﺘدال ،ﻗﻠﻴﻼ
ﻜﺎن اﻝﺨروج أو ﻜﺜﻴرا ،ﻴﻀﺎدﻩ اﻝﺼﻼح ،ﻴﺴﺘﻌﻤل ذﻝك ﻓﻲ اﻝﻨﻔس واﻝﺒدن.
وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺎﻝﻔﺴﺎد ﻫو اﻝﺤﻴﺎد ﻋن اﻻﻋﺘدال ،ﻗﻠﻴﻼ ﻜﺎن ذﻝك أو ﻜﺜﻴر ،ﻴﻤﻜن اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻝظروف
اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺨروج ﻋن اﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ،وﻜذا ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺤﺎﻻت ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﻨﻔس واﻝﺠﺴد.
1
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
2
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
3
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻨﻘﺎط ،ﻴﺘﻀﺢ أن ﻫﻴﺄة اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻋﻤدت ﻹﻋطﺎء ﻤﻔﻬوم اﻝﻔﺴﺎد ﻤن ﺨﻼل
اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺎت اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﺤﻪ ،أي أﻨﻬﺎ ﻝم ﺘﻌطﻲ ﺘﻌرﻴﻔﺎ ﻤﺤوﺼﻼ ،وذﻝك ﻝوﺠود ﺘﺒﺎﻴن ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف وﺠﻬﺎت ﻨظر
ﻤن ﺘدارﺴوﻩ ﻜﻤﺎ ﺴﺒق وأﺸﻴر إﻝﻴﻪ؛ اﻝواﻀﺢ ﻜذﻝك أن ﻫذﻩ اﻝﻬﻴﺄة ﻗد ﻋددت ﻤﺨﺘﻠف ﻤظﺎﻫر اﻝﻔﺴﺎد ،ﻝﺘﺴطر
ﺒذﻝك اﻝﺨطوط اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻝﻤﻴﻜﺎﻨﻴزﻤﺎت ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد واﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ ،ﻤﻊ اﻷﺨذ ﺒﻌﻴن اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻗدرات
ٕواﻤﻜﺎﻨﻴﺎت وﻤؤﻫﻼت ﻜل دوﻝﺔ.
اﻝﻤﻼﺤظ ﻤن ﺨﻼل ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒق ،أن اﻝﻔﺴﺎد ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻝﻤﻨظﻤﺎت ﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝذﻜر ﻴﻌﺒر ﻋن ﺴوء
اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻔرد ﻝﻠﺴﻠطﺔ اﻝﻤﻤﻨوﺤﺔ ﻝﻪ ﺒﺤﻜم اﻝﻤﻨﺼب اﻝذي ﻴﺸﻐﻠﻪ ﻤن أﺠل اﺴﺘﻔﺎدﺘﻪ ﻤن ﻤزاﻴﺎ وﻤﻜﺎﺴب ﻏﻴر
ﻤﺸروﻋﺔ أو ﻝﺘﻤرﻴر ﻤﺼﺎﻝﺢ وﺼﻔﻘﺎت ﻝذات اﻝﻔرد أو ﻷﺤد أﻗرﺒﺎﺌﻪ ،أو ﻝﻔﺌﺔ ﺘرﺒطﻪ ﻤﻌﻬم ﻤﺼﺎﻝﺢ ﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ
ﺒﺤﺘﺔ.
4
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤﻜﺎرم اﻷﺨﻼق وﻤﺎ ﻝﻪ ﻤن أﺜر ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل ،وﺼوﻻ إﻝﻰ اﻝﺘﻌﺎﻤﻼت ﻏﻴر اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﻤن
ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻹﻀرار ﺒﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت ﻤﻤﺎ ﺴﻴؤدي ﻻﻨﻬﻴﺎر اﻝﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﺤﻴﺔ ،واﻨﺘﺸﺎر اﻝﻔﻘر ،وظﻬور ﻤﺨﺘﻠف
اﻵﻓﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺎﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻫو ﺤﻴﺎد ﻋن اﻝﻨﻬﺞ اﻝﻤﺴﺘﻘﻴم اﻝﻘوﻴم اﻝذي ﺸرﻋﻪ اﷲ ﻝﻌﺒﺎدﻩ،
وﺨروج ﻋن ﻤﻜﺎرم اﻷﺨﻼق ،وﻋن اﻻﻋﺘدال ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻷﻤور واﻝﻤﻌﺎﻤﻼت ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴؤدي ﺒﺎﻝﺒﻼد وﺒﺎﻝﻌﺒﺎد
إﻝﻰ اﻝﺘﻬﻠﻜﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌزز اﻝﺠﻬل وﺴوء اﻷﺤوال ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺼﻌدة ،وﺴﻴﻌطل ﺘطور اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت،
وازدﻫﺎر اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت.
5
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻝﻨﺎ أن ﻨﻤﻴز ﺒﻴن ﻋدة أﻨواع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻤﻌﺎﻴﻴر ﻤﺤددة ﻨﻌرﻀﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ:
أوﻻ :ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻠﻤﺠﺎل اﻝذي ﻨﺸﺄ ﻓﻴﻪ
ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻬذا اﻝﻤﻌﻴﺎر اﻝﻔﺴﺎد ﻤﺴﺘﻤد ﻤن ﻤﺠﺎل ﻨﺸﺄﺘﻪ ،ذﻝك ﻤﺎ ﺴﻴﺒﻴن ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ:
ﻴﻌﺘﺒر ﺠﻤﻴﻊ اﻻﻨﺤراﻓﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺤدث ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ ،وﻜذا ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﻘواﻋد واﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﻨظم ﺴﻴرورة ﻋﻤل ﻤؤﺴﺴﺎت اﻝدوﻝﺔ وﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻝﺼﺎدرة ﻤن أﺠﻬزة اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺨول
اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﻏﻴر ﺸرﻋﻴﺔ .ﻤن أﻤﺜﻠﺔ ذﻝك ﻨذﻜر :ﺘﺒﻴﻴض اﻷﻤوال ،اﻻﺨﺘﻼس ،اﻝرﺸوة.
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري:
ﻴﻌﺘﺒر ﻤﺠﻤل اﻻﻨﺤراﻓﺎت اﻹدارﻴﺔ ،اﻝوظﻴﻔﻴﺔ ،واﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ وﻜذا ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺎت اﻝﺼﺎدرة ﻋن اﻝﻤوظف
اﻝﻌﺎم أﺜﻨﺎء ﺘﺄدﻴﺘﻪ ﻝﻤﻬﺎﻤﻪ.
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻷﺨﻼﻗﻲ:
ﻫو اﺒﺘﻌﺎد اﻝﻔرد ﻋن ﻤﻜﺎرم اﻷﺨﻼق ،ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ اﻨﺤطﺎط ﻓﻲ ﺴﻠوﻜﻴﺎﺘﻪ واﺒﺘﻌﺎدﻩ ﻋن ﺘﺤﻜﻴم اﻝﻌﻘل
ﻓﻲ أﻏﻠب ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻪ ،ﻤﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ ارﺘﻜﺎب ﻤﺨﺎﻝﻔﺎت ﻓﻲ اﻵداب ﺘﺘﻌدى ﺒﻀررﻫﺎ ﻝﺘﻤس اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل.
-4اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ:
ﻴﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻜذﻝك ﻓﺴﺎد اﻝﻔﺌﺔ اﻝﺤﺎﻜﻤﺔ ،ﻝﻪ ﻋدة ﺘﻌﺎرﻴف أﻫﻤﻬﺎ إﺴﺎءة اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻤن ﻗﺒل
اﻝﻨﺨب اﻝﺤﺎﻜﻤﺔ ،أي ذوي اﻝﻨﻔوذ وﻜذا اﻷﺤزاب اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ اﻝﻤﻌﺘﻤدة ،ﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق أﻫداف ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻌرف ﻋﻠﻰ أﻨﻪ اﺴﺘﻐﻼل ﻝﻠﺴﻠطﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻤﻜﺎﺴب ﺨﺎﺼﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ آﺨر ﺘﻐﻠﻴب اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻔردﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ.
-5اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ:
ﻫو ﺨروج ﻋن اﻝﺜواﺒت اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻤﻐروﺴﺔ واﻝﻤﺘﺄﺼﻠﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺘﺴﺒب ﻓﻲ ﺘﻔﻜﻴك اﻝﻬوﻴﺔ واﻨدﺜﺎر
اﻹرث اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ.
6
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-6اﻝﻔﺴﺎد اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ:
ﻫو اﻝﺨﻠل اﻝذي ﻴﺼﻴب اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤوﻜل ﻝﻬﺎ ﻤﻬﻤﺔ ﺘﻨﺸﺌﺔ اﻷﺠﻴﺎل واﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺜﺎل
ﻨﺠد اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤن دور ﺤﻀﺎﻨﺔ ،ﻤدارس وﺠﺎﻤﻌﺎت وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك.
-7اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ:
ذﻝك اﻝﺨﻠل اﻝذي ﻴﻤس اﻝﻬﻴﺂت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴﺘﺴﺒب ﺒﻀﻴﺎع ﺤﻘوق اﻷﻓراد ،وﺘﻔﺸﻲ اﻝظﻠم ﻓﻲ
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﻴﻌﺘﺒر ﻤن أﺨطر أﻨواع اﻝﻔﺴﺎد ،ﻷن اﻝﻘﻀﺎء ﻫو اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻹرﺴﺎء وﺘﺜﺒﻴت أﺴس
اﻝﻌداﻝﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤن أﺠل ﺘﺤﺼﻴل ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺤﻘوق.
-8اﻝﻔﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي:
ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻤﻨﺤرﻓﺔ ،واﻻﺴﺘﻐﻼﻝﻴﺔ واﺤﺘﻜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت وﻗطﺎﻋﺎت اﻷﻋﻤﺎل ﻤن أﺠل ﺘﺤﻘﻴق
ﻤﻨﺎﻓﻊ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻜذا اﻝﺨروج ﻋن ﻫدف ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻘﻴﻤﺔ اﻝﻤﻀﺎﻓﺔ؛
ﻜل ﻫذﻩ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻤﻀرة ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎد ﺘﺤدث ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻀﻌف اﻝﻀواﺒط واﻝﻘواﻋد اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﺒﺎﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ،
وﻜذا ﻏﻴﺎب ﻤﺒدأ اﻝرﻗﺎﺒﺔ.
7
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
أﺤﻴﺎﻨﺎ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎد اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﺘﺄﺜﻴر ﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺘرﻜﻴﺒﺔ اﻝطﺒﻘﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﺘﻌزﻴز ﻗﺎﻋدة
ﻴزﻴد اﻝﻐﻨﻲ ﻏﻨﻰ واﻝﻔﻘﻴر ﻓﻘ ار( ،ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴﻌزز ﻤن ظﻬور ﻫﻴﺎﻜل ﻤوازﻴﺔ ﻏﺎﻤﻀﺔ ،ﺘﻜون ﻓﻴﻬﺎ ﺴﻴﺎدة اﻝﻘﺎﻨون
ﻤﻌطﻠﺔ ،ﻏﻴر ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ وأرﺒﺎﺤﻬﺎ ﻻ ﻴﻤﻜن اﻝﺴﻴطرة ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﺘﺤدﻴدﻫﺎ ،ﻴﻌﺒر ﻋﻨﻬﺎ إﻝﻰ ﺤد ﻤﺎ ﺒﻤﻔﻬوم
اﻷﺴواق اﻝﺴوداء.
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺨﺘﻠط:
ﻴﻌﺘﺒر أﻜﺜر اﻷﻨواع اﻨﺘﺸﺎرا ،ﻴدﻤﺞ ﺒﻴن اﻝﻨوﻋﻴن ،ﺤﻴث ﻴﺘم اﺴﺘﻐﻼل ﻨﻔوذ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻝﻠﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ
اﻝﺴﻴﺎﺴﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻻ ﺒد ﻤن أن ﺘﻜون ﻤوﺤدة وﻓوق ﻜل اﻋﺘﺒﺎر ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻝﻤﺒدأ اﻝﻌداﻝﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻏﻴر أﻨﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺴﻴﺴﺘﻐل اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﺠل ﻤﺎ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﻤن رﺸﺎوي ،وﻫداﻴﺎ ﻤﻘﺎﺒل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
إﻋﻔﺎءات ٕواﻋﺎﻨﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤن اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم.
-1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻜﺒﻴر:
ﻴرﺘﺒط ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﺒﺎﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻜﺒرى ،وذﻝك ﺒﻐرض اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘراﺨﻴص ﺘﺠﺎرﻴﺔ ﺘﻜون
ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤؤﺴﺴﺎت دوﻝﻴﺔ ﻜﺒرى ﻤﺘﻌددة اﻝﺠﻨﺴﻴﺎت وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت ﻏﻴر اﻝﺸرﻋﻴﺔ ﺘﺤت ﻏطﺎء
ﻗﺎﻨوﻨﻲ؛ ﻴﻤس ﻫذا اﻝﻨوع ﻜﺒﺎر اﻝﻤﺴؤوﻝﻴن ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ ،وﻜذا ﺼﻨﺎع اﻝﻘرار؛ ﻤن أﻤﺜﺘﻠﻪ ﻨﺠد اﻻﺴﺘﻴﻼء وﻨﻬب
اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم ﻤن ﺨﻼل ﺴﺤب ﻗروض ﻀﺨﻤﺔ ﻤن اﻝﺒﻨوك ،وﻋدم إﻴﻔﺎﺌﻬﺎ ،ﻤﻊ اﻝﺘﻤﻠص ﻤن ﺘﺴدﻴدﻫﺎ أو
اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻬﻴﻼت ﻤﺜل ﺠﻌل ﻨﺴب اﻝﻔواﺌد ﻋﻠﻰ اﻝﻘرض ﺠد ﻀﺌﻴﻠﺔ؛ ﻨﺠد أﻴﻀﺎ ﺘﻤرﻴر ﺼﻔﻘﺎت
ﻝﻠﻤﺘﺎﺠرة ﺒﺎﻷﺴﻠﺤﺔ وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﻜﺜﻴرة اﻻﺴﺘﺤواذ ﻋﻠﻰ ﺴوﻗﻬﺎ ﻝﻴﻜون ﺤﻜ ار ﻓﻘط ﻝﻔﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤن أﺼﺤﺎب اﻝﻨﻔوذ؛
ﻜﻤﺎ وﻨﺠد اﺤﺘﻜﺎر اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،وﻜﺴب اﻝﻤﻨﺎﻗﺼﺎت اﻝﻤﻔﺘوﺤﺔ ﺒطرق ﻤﻠﺘوﻴﺔ.
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر:
ﻫو ﻤﺠﻤل أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴرة اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋن ﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻷﻓراد أﻜﺜر ﻤﻨﻪ ﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻝﻤﻨظﻤﺎت واﻝﻬﻴﺂت،
ﻤن أﻜﺜر أﺸﻜﺎﻝﻪ اﻨﺘﺸﺎ ار ﻨﺠد اﻻﺨﺘﻼس ،اﻝرﺸﺎوي وﻏﻴرﻫﺎ؛ أﻫم ﻤﺎ ﻴﻤﻴز ﻫذا اﻝﻨوع ﻜوﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﻨظم ،ﻷﻨﻪ
ﻋﺎﺌد ﺒﺎﻷﺴﺎس ﻝﺴﻠوﻜﻴﺎت إﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓردﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ،واﻝﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ أن طﺒﺎع اﻝﺒﺸر ﺘﺨﺘﻠف ،وﻝﻜل ﻨﻤطﻪ
اﻝﺨﺎص ،وﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻷن ﻴﻜون ذو طﺒﻊ ﺠﻴد أو ﺴﻲء.
8
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر ﻗد ﻴﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن ﺒﺴﺒب اﻝﺘﻌﻘﻴدات واﻝﺒﻴروﻗراطﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺠدﻫﺎ اﻝﻔرد ﻜﻌﺎﺌق
أﻤﺎم ﺘﻴﺴﻴر ﻤﺼﺎﻝﺤﻪ وﺘﺴﻴﻴرﻫﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴدﻓﻊ ﺒﻪ إﻝﻰ اﻝﺘﺤﺎﻴل ﻹرﻀﺎء اﻝطرف اﻝذي ﻴﻤﺘﻠك ﺒﻴدﻩ زﻤﺎم اﻷﻤور،
ﻋن طرﻴق ﻤﻨﺤﻪ اﻤﺘﻴﺎزات ﺴواء ﻨﻘدﻴﺔ أو ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻤوﻫﻤﺎ إﻴﺎﻩ أﻨﻬﺎ ﻫدﻴﺔ ودﻴﺔ ،ﻝﻜن ﻫذا ﻻ ﻴﺨﻔﻲ أﺒدا اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ
رﺸوة ﺤﺘﻰ ﻝو ﺠﺎءت ﺒﻐرض اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺤق ﻤﺴﺘﺤق؛ ﺘﻔﺸﻲ ﻫذا اﻷﻤر ﺴﻴزﻴد ﻤن ﺘﻌﻘﻴد اﻝوﺼول
ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺤﻴﺎن اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر ﺴﺒب ﻝﺘﻌﻘﻴد اﻹﺠراءات ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻤﻊ
اﻝوﻗت أﻤ ار ﻴﺘﻘﺒﻠﻪ اﻝﻤﻨطق وﺒدوﻨﻪ ﻝن ﺘﺘم اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ وﻻ اﻝﺼﻔﻘﺎت ،رﻏم ﻋدم ﻤﺸروﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻷﺴﺎس ،ﻤﻤﺎ
ﺴﻴؤﺜر ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر ﻓﻲ ﺘرﻜﻴﺒﺔ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،ﺒزﻴﺎدة اﻝﻔﻘﻴر ﻓﻘرا ،واﻝﻐﻨﻲ ﻏﻨﻰ ،واﺘﺴﺎع اﻝﻔﺠوة ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﻲ ﺤﻴن
اﻝطﺒﻘﺔ اﻝﻤﺘوﺴطﺔ ﺴﺘﻨدﺜر ﻤﻊ ﻤرور اﻝزﻤن ،ﺒﺎﻷﺨص ﻷن ﻤﺤﺎرﺒﺔ ﻫذا اﻝﻨوع ﺤﺴﺎﺴﺔ وﺼﻌﺒﺔ ودﻗﻴﻘﺔ ،ﻓﻐﺎﻝﺒﺎ
ﻤﺎ ﺘﺘم ﺒﺸﻜل ﺴري ﻤﺎ ﺴﻴﺠﻌل أﻤر ﻜﺸﻔﻪ ﻋﺴﻴ ار أﻏﻠب اﻷﺤﻴﺎن.
ﻤﻼﺤظﺔ:
ﻋﻨد ﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻜﺒﻴر واﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر ﻤن ﺤﻴث اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻻ ﻴﻤﻜن اﻝﺠزم ﺒﺄن
اﻝﻨوع اﻷول أﻜﺜر ﺨطورة ﻤن اﻝﺜﺎﻨﻲ ،ﻷن ﻫذا اﻷﺨﻴر )أي اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﻐﻴر( ﻴﻀرب ﺒﺠذورﻫﺎ إﻝﻰ رﻜﺎﺌز
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺨﻼﻗﻴﺎت ،ﻓﻔﺴﺎدﻫﺎ ﺴﻴؤدي ﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻝﺤﺎل إﻝﻰ اﻻﻨﺤﻼل وﺘﻔﺸﻲ اﻝﺠراﺌم ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴؤﺜر
ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل ،ﻓﺘﺨﺘل ﺘرﻜﻴﺒﺘﻪ ،وﺘﺴوء أوﻀﺎﻋﻪ ،وﻴﻨﻬﺎر ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ اﻗﺘﺼﺎدﻩ ،وﺘﻬﺘﻠك ﻜل
ﺜرواﺘﻪ.
-1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺤﻠﻲ:
ﻴﻌﺒر ﻋن ذﻝك اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻘﺎﺌم داﺨل ﺤدود ﺒﻠد ﻤﻌﻴن ،ﻴﻘﺘﺼر ﻋﻠﻰ أطراف ﻤﺤﻠﻴﻴن ،ﻴﻨﺘﺞ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺤﺎل
إﻝﺘﻘﺎء اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ﻤﻊ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ،اﻹدارﻴﺔ وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ،ﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻫذﻩ
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻨﺠد اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺼﻔﻘﺎت اﻝﺘورﻴد )ﻜﺸراء ﻤﻌدات وﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت ﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﺤﻜوﻤﻴﺔ ﻤن أﺤد
اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن اﻝﺨواص ﺒﻜﻤﻴﺎت ﻜﺒﻴرة ﺘﻔوق اﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت ﻋﺎدة ﻝﺒﻴﻌﻬﺎ ﺨﻠﺴﺔ واﻗﺘﺴﺎم اﻷرﺒﺎح ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن
اﻝﻤوﻗﻌﻴن ﻝﻠﺼﻔﻘﺔ( ،ﻤﻨﺢ اﻝﻤﻨﺎﻗﺼﺔ ﺒﻐﻴر وﺠﻪ ﺤق )ﺤﻴث ﻴﺘم ﺘﺤدﻴد ﻤن ﺴﻴﻔوز ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﻗﺼﺔ ﻗﺒل طرﺤﻬﺎ ﻤن
ﺨﻼل ﻤﻌرﻓﺔ ﻤن ﻫو ﺼﺎﺤب أﻜﺒر اﻻﻤﺘﻴﺎزات ،أو ﺒﺎﻷﺤرى اﻝرﺸﺎوي ،ﻤن ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن اﻝﺨواص
9
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﺘﻲ ﺴﻴﺤوزﻫﺎ اﻝﻤوظف اﻝﺤﻜوﻤﻲ ﻤﻤﺎ ﺴﻴﺨل ﺒﻘواﻋد اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻨزﻴﻬﺔ(؛ وﻗد ﻴﻜون ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﺒﻴن
طرﻓﻴن ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻤن اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم ،ﻤن أﺠل إﺒﻘﺎء اﻷرﺒﺎح واﻝرﻴوع ﻤﺘداوﻝﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻘط.
ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﺴﻴﻜﺒد اﻝدوﻝﺔ ﺨﺴﺎﺌر ﻜﺒﻴرة ،ﺒﺴﺒب ﻋدم ﻤﻨﺢ اﻝﺼﻔﻘﺎت ﻝﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺴوء
ﺘﺴﻴﻴرﻫﺎ ،وﻜذا ظﻬور اﻻﺤﺘﻜﺎر اﻝذي ﺴﻴؤدي ﺒطﺒﻴﻌﺔ اﻝﺤﺎل إﻝﻰ زﻴﺎدة اﻷﺴﻌﺎر ،ﻤﺎ ﺴﻴرﻫق ﻜﺎﻫل اﻝﻔرد
اﻝﺒﺴﻴط وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ﻤن أﻀرار.
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝدوﻝﻲ:
ﻴﺘم ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق أﺸﻤل ﻤن ﻨطﺎق اﻝدوﻝﺔ ،ﻴﺨﺘص ﺒﺎﻝﺘﻌﺎﻤﻼت ﺒﻴن اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ وﺤﻜوﻤﺔ ﺒﻠد
ﻤﻌﻴن ،ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﻜون أﺤد اﻝﺒﻠدان اﻝﺴﺎﺌرة ﻓﻲ طرﻴق اﻝﻨﻤو ،ﻓﻬﻲ ﺒﺎﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ ﻏﻴر اﻝﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺘﻠﺒﻴﺔ
ﺤﺎﺠﺎت أﻓرادﻫﺎ ،ﺨﺼوﺼﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤﺠﺎل اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ واﻝﻤﺠﺎل اﻝﺤﻴوي؛ ﻫذﻩ اﻝﺼﻔﻘﺎت ﺘﻌﺘﺒر ﻫدﻓﺎ
ﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻷﺠﻨﺒﻴﺔ اﻝﺴﺎﻋﻴﺔ ﻝﺤﻴﺎزﺘﻬﺎ ﻝﻤﺎ ﻝﻬﺎ ﻤن أرﺒﺎح ،وﻓﻲ ﺴﻌﻴﻬﺎ ﻝذﻝك ،ﻗد ﺘﻠﺠؤ ﻝﻤﻨﺢ
ﻋﻤوﻻت ﻜﺒﻴرة ﻤﻘﺎﺒل اﻝﻔوز ﺒﺎﻝﻤﻨﺎﻗﺼﺔ ،ﺨﺼوﺼﺎ إن ﺘﻌﻠق اﻷﻤر ﺒﺼﻔﻘﺎت ﻨﺸﺎط اﺴﺘﺨراﺠﻲ )ﻤﺠﺎل
اﻝﻤﺤروﻗﺎت( ،ﺼﻔﻘﺎت اﻝﺴﻼح ،ﺼﻔﻘﺎت ﻤﺸﺎرﻴﻊ اﻝﺒﻨﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ...وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﺘﻲ ﺴﺘﻤﻜن ﻤن
اﻝﺘﺤﻜم ﺒﺎﻗﺘﺼﺎد اﻝﺒﻼد ﻜﻜل.
-1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺘﺂﻤري:
ﻴﻌﺘﺒر ذﻝك اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻨﺎﺘﺞ ﻋن ﺘﻌﺎون طرﻓﻴن ﺒرﻀﺎﻫﻤﺎ اﻝﺘﺎم ﻓﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺘﺠﺎوزات ﻤن أﺠل ﺘﻤرﻴر
ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﻤﺎ ﻤﻌﺎ ،ﻴﺘﺤﻜم ﻓﻴﻪ اﻝﻘوة اﻝﺘﻔﺎوﻀﻴﺔ ﻝﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ،وﻤدى اﻝﻤﻜﺎﺴب اﻝﺘﻲ ﻝﻬﻤﺎ أن ﻴﺴﺘﺤوذا ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻤن
أﻫم اﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻨوع ﻨﺠد اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴن ﻋﻤﻴل اﻝﺸﺤن ،وﻤوظف اﻝﺠﻤﺎرك ،ﺤﻴث أن ﻫذا
اﻷﺨﻴر ﺴﻴﺘﻠﻘﻰ ﻋﻤوﻻت ﻤﻘﺎﺒل ﻋدم دﻓﻊ اﻝﻀرﻴﺒﺔ ﺒﺸﻜل ﻜﻠﻲ ،أو ﺘﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ،ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴﺘﺴﺒب ﺒﺎﻨﺨﻔﺎض
اﻝﻌﺎﺌد ﻤن اﻝﻀراﺌب ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ اﻹﺨﻼل ﺒﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝدوﻝﺔ ،ﻤﺎ ﺴﻴؤدي ﻝﻨﻘص واﻀﺢ ﻓﻲ ﺘﻐطﻴﺔ اﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ،
ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺴﻴﺨﻠق طرﻓﻴن ﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴدﻓﻊ ﺜﻤن اﺴﺘﻔﺎدﺘﻬﻤﺎ.
10
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻘﺼري:
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺴﻴﻜون اﻝﻔرد ﺘﺤت طﺎﺌﻠﺔ اﻹﺠﺒﺎر واﻝﺨﻀوع ﻝﻤن ﺒﻴدﻩ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ،وذﻝك ﺒدﻓﻊ ﻤﻘﺎﺒل ﻋﻠﻰ
ﺸﻜل ﻤﺎدي ،ﻤﺎﻝﻲ أو ﻤﻌﻨوي )رﺸﺎوي ،ﻫداﻴﺎ ،ﻋﻘﺎرات ،ﺼﻔﻘﺎت (...ﻤن أﺠل ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﻘوﻗﻪ
اﻝﻤﺘﻌطﻠﺔ أو اﻝﺘﻲ ﺘﻌذر ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺴﺒب ﻓﺴﺎد اﻝﻤوظف اﻝﻌﺎم ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘوﺠد ﻋﻼﻗﺔ ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ
ﺒﻴن طﺎﻝب اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ وﻤﺴﻴرﻫﺎ.
-1اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻌرﻀﻲ:
ﻜﻤﺎ أﺸﻴر إﻝﻴﻪ ﻓﻲ ﻨﻘﺎط ﺴﺎﺒﻘﺔ ،اﻝﻔرد ﻫو اﻝﻤﺴؤول اﻷول واﻷﺨﻴر ﻋن ﺠل ﺘﺼرﻓﺎﺘﻪ ،ﺴواء ﻜﺎﻨت
ﻤﺤﻤودة أو ﻋﻜس ذﻝك ،وﻋﻠﻴﻪ ،اﻝﻤرﺘﺸﻲ واﻝﻤﺨﺘﻠس ،وﻤن ﺘﺴول ﻝﻪ ﻨﻔﺴﻪ اﻝﺴرﻗﺔ ،وﻤن ﻴﺴﺨر اﻝﻤﺤﺎﺒﺎة
واﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ ﻝﺨدﻤﺔ ﻤﺼﺎﻝﺢ ذاﺘﻴﺔ ،ﻴدﺨل ﻓﻲ ﺨﺎﻨﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻌرﻀﻲ ،اﻝذي ﻻ ﻴﻤت ﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻻﻨﺘﻤﺎء ﺒﺼﻠﺔ،
ﻓﻬو ﻨﺘﺎج ﺴﻠوك ﺸﺨﺼﻲ أﻜﺜر ﻤﻨﻪ ﺴﻠوﻜﺎ ﻤﻨظﻤﺎ.
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﻨظم:
ﻫو ذﻝك اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﻨﺘﺸر ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت واﻝﻬﻴﺂت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻝﻤﺴﺨر ﻤن ﺨﻼل ﺠﻤﻠﺔ ﻤن
اﻹﺠراءات واﻝﻌﻤﻠﻴﺎت واﻝﺘرﺘﻴﺒﺎت اﻝﻤﺴﺒﻘﺔ ،ﺒﺤﻴث ﻤن أﺠل أن ﺘﺘم أي ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﺒد ﻤن دﻓﻊ ﻋﻤوﻝﺔ وﻋﺎؤﻫﺎ
ﻤﺤدد ،وآﻝﻴﺔ دﻓﻌﻬﺎ ﻤﺴطرة ،ﺒﺤﻴث ﺼورﻴﺎ ﻻ ﻴﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝرﺸوة ﻝﻜن واﻗﻊ اﻝﺤﺎل ﻫﻲ رﺸوة ﺒﺤﺘﺔ ،ﻻ
ﻴدار اﻝﻌﻤل إﻻ ﺒﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴﺸﻜل ﺸﺒﻜﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ وﻤﺘراﺒطﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد.
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺸﺎﻤل:
ﻴﻌﺒر ﻋن اﻝﻨﻬب واﻻﺴﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻘوق اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺒﺎﻋﺘﻤﺎد ﻋدة طرق أﻫﻤﻬﺎ اﻨﺘﺤﺎل اﻝﺸﺨﺼﻴﺎت ،ﻓﺘﺢ
ﺼﻔﻘﺎت وﻫﻤﻴﺔ ،ﻤﻨﺢ اﻝﺸﻴﻜﺎت ﺒدون رﺼﻴد ،اﻋﺘﻤﺎد اﻝﻨﻔوذ ﻤن أﺠل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻔﻴﻀﺎت ﻓﻲ ﻨﺴب
اﻝﻔواﺌد ...،وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت ﻏﻴر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻌود ﻀررﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻜﻜل دون اﺴﺘﺜﻨﺎء ،وﻝﻴس
ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﻤﺎ ﻫو ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺤﺎل ﻓﻲ اﻝﻨوﻋﻴن ﺴﺎﺒﻘﻲ اﻝذﻜر.
11
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-1اﻝﻔﺴﺎد ﺘﻌﻠﻴﻤﻲ:
ﻴﻀم ﺘﻠك اﻝﻔﺌﺔ اﻝﻤﺴؤوﻝﺔ ﻋن ﺘﻨﺸﺌﺔ وﺘوﺠﻴﻪ اﻷﺠﻴﺎل ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻬﺞ اﻝﻘوﻴم ،ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻴﻀم ﻜﻼ ﻤن اﻝﻤﻌﻠﻤﻴن
واﻷﺴﺎﺘذة ﺒﺎﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ ،اﻝﻤدراء ،اﻝﻤوﺠﻬﻴن اﻝﺘرﺒوﻴﻴن ،ﻤؤﻝﻔو اﻝﻜﺘب...
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻝرﻴﺎﻀﻲ:
ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻘطﺎع اﻝرﻴﺎﻀﻲ ،ﻤﺜﻼ ﻋوض أن ﺘﻠﻌب اﻝﻤﻘﺎﺒﻼت ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻴدان ،ﺘﻠﻌب ﻤن وراء اﻝﻜواﻝﻴس،
ﻴﻤس ﻫذا اﻝﻨوع ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻜﻼ ﻤن اﻝﻤدرﺒﻴن ،اﻝﺤﻜﺎم ،ﻤدراء اﻝﻔرق ،وﻴﻤﺘد ﺤﺘﻰ ﻝﻼﻋﺒﻴن.
-4اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻔﻨﻲ:
اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻔﻨﻲ ﻝم ﻴﺴﻠم ﻤن أن ﻴطﺎﻝﻪ اﻝﻔﺴﺎد ،ﻓﻜﺜﻴ ار ﻤﺎ ﻨﺠد ﺘﻼﻋﺒﺎت ﻓﻲ ﻤﻨﺢ اﻷدوار اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ،
ﺘﻼﻋﺒﺎت ﻓﻲ اﻝﺤﻔﻼت اﻝﻔﻨﻴﺔ وﺘﻨظﻴﻤﻬﺎ ،ﺘﻼﻋﺒﺎ ﻓﻲ ﻤﻴزاﻨﻴﺎت ﻤﻤﻨوﺤﺔ ...ﻗد ﻴﻤس اﻝﻔﻨﺎﻨﻴن ،اﻝﻤﺨرﺠﻴن،
اﻝﻤﻐﻨﻴن ،وﻏﻴرﻫم ﻤن ﻓﺌﺎت ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل.
-5اﻝﻔﺴﺎد اﻹﻋﻼﻤﻲ:
ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ طﻤس اﻝﺤﻘﺎﺌق اﻝﺘﻲ ﻴﺠب إﻋﻼم اﻝﺠﻤﻬور ﺒﻬﺎ ،أو ﺘزﻴﻴﻔﻬﺎ ٕواﺨراﺠﻬﺎ ﺒﺎﻝﺼورة اﻝﺘﻲ ﺘﺨدم
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﺌﺔ دون اﻝﺒﻘﻴﺔ ،ﻤن أﻫم ﻤن ﻴﺴﻬﻤون ﻓﻲ ﻨﺸر ﻫذا اﻝﻨوع ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﻨﺠد ﻜﻼ ﻤن اﻝﺼﺤﻔﻴﻴن
وﻤﺨﺘﻠف اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ اﻝﺴﻤﻌﻲ اﻝﺒﺼري.
12
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
13
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺘﺸرﻴﻌﻲ:
أي ﻓﺴﺎد اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﻤﺴؤوﻝﺔ ﻋن ﺴن اﻝﻘواﻨﻴن اﻝوﻀﻌﻴﺔ ،ﻤﺜل اﻝﺒرﻝﻤﺎن ،ﻤﺠﻠس اﻷﻤﺔ،
واﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ.
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ:
ﻴﺘﻌﻠق ﺒﻔﺴﺎد ﻜل ﻤن ﻝﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻝﺠﻬﺎز اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،ﻤن ﻗﻀﺎة وﻤدﻋﻲ ﻋﺎم وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ،ﺤﻴث ﻴﻘوﻤون
ﺒﺘﺠﺎوزات ﺘﺘﻨﺎﻓﻰ ﻤﻊ اﻝﻘﺴم اﻝذي أدوﻩ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺤﻘﻴق ﻤﺼﺎﻝﺢ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬم أو ﺒﻌﺎﺌﻼﺘﻬم.
14
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﻤواﻗف ﻋﻠﻰ اﻝﻘوة اﻝردﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻤﺎ إذا ﻝم ﻴﺘﺒﻊ ﻋﻤوم اﻝﻨﺎس ﻤﺎ ﺼور ﻝﻬم ﻤن ﺨراﻓﺎت ،ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﻨﺠد
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝدول اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ اﻝﻤﺴﻴﺤﻴﺔ واﻝﻴﻬودﻴﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل اﻝدول اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﺈن اﻝدﻴن
ﻤﺤﻔوظ ،ﻤﻊ ﻋدم ﻨﻔﻲ وﺠود ﻤن ﻴﺤﺎوﻝون ﺘدﻨﻴﺴﻪ وﺘدﻝﻴﺴﻪ ﻤن رﺠﺎل دﻴن ﻝﻐﺎﻴﺔ ﻓﻲ أﻨﻔﺴﻬم ﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺘﺤﻘﻴق
ﻤﺼﺎﻝﺤﻬم اﻝدﻨﻴوﻴﺔ اﻝﻤوﻀوﻋﺔ ﻓوق ﻜل اﻋﺘﺒﺎر.
-2اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺜﻨﺎﺌﻲ:
ﻫو ذﻝك اﻝﻔﺴﺎد اﻝذي ﻴﺸﺘرك ﻓﻴﻪ طرﻓﺎن أﺤدﻫﻤﺎ ﻴﻜون ﻤﺴؤول رﺴﻤﻲ ﻓﻲ اﻷﺠﻬزة اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ واﻝطرف
اﻵﺨر ﺨﺎرﺠﻬﺎ وﻫو اﻝﻤﺠرم اﻷﺼﻠﻲ أو اﻝﻤﺤﺘﺎل ﻻﻨﺘﻬﺎك اﻝﻘﺎﻨون واﻝﺘﺤﺎﻴل ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨظﻴم اﻝرﺴﻤﻴذاﺘﻪ ﻝﺘﺤﻘﻴق
ﻤﻨﺎﻓﻊ ﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ دون وﺠﻪ ﺤق.
-3اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺠﻤﺎﻋﻲ:
ﻴﻘﺼد ﺒﻪ اﺸﺘراك ﻋدة أطراف ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻝﻔﺴﺎد داﺨل اﻝدوﻝﺔ اﻝواﺤدة ﻜﺎﺸﺘراك ﺒﻌض اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻜﺒرى
ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻝﻔﺴﺎد ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﻓﻊ ﻝﺠﻬﺔ ﻤﺎ أو ﻝدوﻝﺔ ﻤﺤددة ﺒدﻻ ﻤن اﻷﻓراد.
15
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـ ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ر ا $%
"أ اع ا د"
د ا.Fm vC د ا >@ nT؛ ا د ا دي أو ا Rا n؛ ا ا 1ر&8 و(? vا
16
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺤور ﺴﻴﺘم ﺘﺒﻴﺎن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ ﻨﺴﺘﺸف وﺠود ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﺘﺸﺎﺒﻪ وﻤﺘداﺨل ،واﻝﺒﻌض اﻵﺨر ﻤﺨﺘﻠف ،ﻤن أﻫﻤﻬﺎ ﻨﺠد:
أوﻻ :اﻝرﺸوة
ﻝﻐﺔ اﻝرﺸوة ﻤن اﻝﻔﻌل رﺸﺎ ﺒﻔﺘﺢ اﻝراء ،أي أﻋطﺎﻩ اﻝرﺸوة ،وﻜل ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺘرﺠﻊ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم
إﻝﻰ ﻤﻌﻨﻰ اﻝﺘوﺼل واﻻﻤﺘداد ،ﻓﻬﻲ اﺴم ﻝﻤﺎل اﻝﻐرض ﻤﻨﻪ اﻝﺘوﺼل إﻝﻰ اﻝﻤﻬدى إﻝﻴﻪ ،وﻜذﻝك اﺴم ﻝﻠﺤﺒل
اﻝذي ﻴﺘوﺼل ﺒﻪ إﻝﻰ ﻤﺎء اﻝﺒﺌر.
ﺒﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻝﻌﺎم ﻫﻲ اﻻﺘﺠﺎر ﺒﺄﻋﻤﺎل وﺨدﻤﺎت اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﻤن ﺠﻬﺔ اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻤﻨﺼب
إﻤﺎ ﺒﺄداء ﻋﻤل أو اﻻﻤﺘﻨﺎع ﻋﻨﻪ ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻫداف وﻤﺂرب ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل طﻠب أو ﻗﺒول اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺎدي ،ﻤﺎﻝﻲ أو ﻤﻌﻨوي.
ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻌرف ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ دﻓﻊ ﻤﺎل ﻨﻘدا أو ﻋﻴﻨﺎ ﺒﻐﻴﺔ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒل ﺒﺤق أو ﺒﻐﻴر ﺤق ،أي
ﺘﻐﻠﻴب ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻔرد ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨت اﻝﻐﺎﻴﺔ ،وﻤﻬﻤﺎ ﺤﺼﻠت ﻤن ﻨواﺘﺞ وﻋواﻗب.
ﻜﺘﻌرﻴف ﻝﻬذا اﻝﻤﺼطﻠﺢ أﻴﻀﺎ ،ﻴﻤﻜن اﻝﻘول أﻨﻬﺎ ذﻝك اﻻﺴﺘﺤﻘﺎق اﻝﻤﺎﻝﻲ اﻝﻤﻤﻨوح ﻤن طرف طﺎﻝب
اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻝﻠﻤﺴؤول ﻤن أﺠل ﺘﻤرﻴر ﺼﻔﻘﺎت أو ﻋﻤﻠﻴﺎت إدارﻴﺔ ﺒﻐﻴر وﺠﻪ ﺤق.
ﺒﺎﻝﻨظر ﻝﻠﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ ،ﻓﺈن ﻨظرﺘﻬﺎ ﻝﻠرﺸوة ﺘﻨﻘﺴم إﻝﻰ اﺘﺠﺎﻫﻴن :اﻷول ﻴراﻫﺎ ﻤرﻜﺒﺔ ﻤن ﺠرﻴﻤﺘﻴن
ﻤﺴﺘﻘﻠﺘﻴن ،إﺤداﻫﻤﺎ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ وزر اﻝراﺸﻲ ،واﻷﺨرى اﻝﻤرﺘﺸﻲ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻝﻜل ﻤن اﻻﺜﻨﻴن ﻋﻘﺎﺒﻪ اﻝﻤﺴﺘﻘل
واﻝﻤﻨﻔﺼل ،وﻝﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺠرﻴﻤﺘﻪ :ﺠرﻴﻤﺔ اﻝراﺸﻲ ﻴﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝرﺸوة اﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ،وﺠرﻴﻤﺔ
اﻝﻤرﺘﺸﻲ ﻴﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝرﺸوة اﻝﺴﻠﺒﻴﺔ؛ أﻤﺎ اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴرى ﺒﺄن اﻝرﺸوة ﺠرﻴﻤﺔ واﺤدة ﻜﻼ اﻝطرﻓﻴن
ﻤﺴﺘﻔﺎدان ﻤﻨﻬﺎ ،ﺴواء ﻜﺎن اﻝراﺸﻲ ﺼﺎﺤب اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ،أو اﻝﻤرﺘﺸﻲ اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻀﻲ أو اﻝﻤوظف
اﻝﻌﻤوﻤﻲ ...ﺒﺎﻝﻌودة ﻝﻠﻤﺸرع اﻝﺠزاﺌري ،ﻓﻌﻠﻰ ﻏرار اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ،ﻝم ﻴﻌط ﺘﻌرﻴﻔﺎ ﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝرﺸوة،
ﻤﻜﺘﻔﻴﺎ ﻓﻘط ﺒﺎﻝﺘﺨﺼﻴص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺘﺒﻴﺎن ﺼﻔﺔ اﻝﺠﺎﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،واﻷﻓﻌﺎل اﻝﺘﻲ ﺘﺜﺒت إداﻨﺘﻪ ،ﻤﻊ أﺨذﻩ ﺒرأي
اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻷول ،ﺤﻴث ﻜﺎﻨت إرادة اﻝﻤﺸرع واﻀﺤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴن اﻝراﺸﻲ واﻝﻤرﺘﺸﻲ ،اﻷﻤر اﻝﺠﻠﻲ ﻤن ﺨﻼل
ﻨص اﻝﻤﺎدﺘﻴن 126و 127ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺠزاﺌري اﻝﻤﺨﺼﺼﺘﻴن ﻝﺘوﻀﻴﺢ ﺠزاء اﻝﻤرﺘﺸﻲ ،وﻤن
ﺨﻼل ﻨص اﻝﻤﺎدة 129ﻤن ﻨﻔس اﻝﻘﺎﻨون ﻓﻘد ﺘم ﺘوﻀﻴﺢ ﺠزاء اﻝراﺸﻲ.
17
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﺤﺴب رأي اﻝﻔﻘﻪ ،اﻹﺴﻼم ﺠﺎء ﻝﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل واﻝﻨﻬﻲ ﻋن وﺴﺎﺌل اﻝﻜﺴب ﻏﻴر اﻝﻤﺸروع ،ﻋﻠﻰ
رأﺴﻬﺎ اﻝرﺸوة ،أو ﻜﻤﺎ ﻗﻴل ﻋﻨﻬﺎ أﻴﻀﺎ اﻝﺴﺤت ،ﺤﻴث ﻋرﻓت ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﺠل ﻤﺎ ﻴﻌطﻰ ﻹﺒطﺎل ﺤق أو ﻹﺤﻘﺎق
ﺒﺎطل" ،اﻝراﺸﻲ واﻝﻤرﺘﺸﻲ ﻝﻌﻨﺎ ﻤﻌﺎ ،وﻋﻘﺎﺒﻬﻤﺎ ﻋﻨد اﷲ ﻋﺴﻴر.
ﺒﻌد ﺠل ﻤﺎ ذﻜر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻨﻘطﺔ ،ﻻ ﻨﻨﺴﻰ أن ﻨﺒﻴن ﺒﺄن اﻝرﺸوة ﻻ ﺘﻌﺘﺒر ظﺎﻫرة ﻋرﻀﻴﺔ أو ﻋﺎﺒرة ٕواﻨﻤﺎ
ظﺎﻫرة ذات ﺘﺄﺜﻴر ﻜﺒﻴر ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﻴﻨﺠر ﻋﻨﻬﺎ ﺨﺴﺎﺌر ﻤﺎدﻴﺔ ﻓﺎدﺤﺔ ﻻ ﻨظﻴر ﻝﻬﺎ.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻝوﺴﺎطﺔ
ﺘﺴود اﻝوﺴﺎطﺔ ﻤﻌظم اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت إﻻ أن ﺤدﺘﻬﺎ ﺘﺨﺘﻠف ﻤن ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻵﺨر ،وﻫﻲ ﺘﺸﺒﻪ اﻝﻤﺤﺎﺒﺎة
واﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﻏﻴر أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺸﺘرط أن ﻴﻜون اﻝﻤﺘوﺴط ﻝﻪ ذات ﺼﻠﺔ ﻗراﺒﺔ أو ﻤن ﻤﺤﺎﺴﺒﻲ
اﻝﻤﺴؤول ،وﻏﺎﻝﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻐطﻰ أﻋﻤﺎل اﻝوﺴﺎطﺔ ﺒﻔﻌل اﻝﺨﻴر أو اﻝﺸﻔﻘﺔ أو ﺘﻘدﻴم اﻝﻤﺴﺎﻋدة ،ﻤﺎ ﻴﻌﺎب ﻓﻴﻬﺎ ،وﻫﻲ
ﻨﻘطﺔ اﺸﺘراﻜﻬﺎ ﻤﻊ اﻝﻤﺤﺎﺒﺎة واﻝﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ ،إﻋطﺎء اﻝﺤق ﻝﻤن ﻻ ﻴﺴﺘﺤق وﺘوﻜﻴل اﻷﻤر ﻝﻐﻴر ﺼﺎﺤﺒﻪ دون
ﻤراﻋﺎة اﻝﻜﻔﺎءة واﻻﺴﺘﺤﻘﺎق.
ﺘﻌﺘﺒر اﻝوﺴﺎطﺔ ﻤن أﻫم اﻝظواﻫر اﻝطﺎﻏﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،ﺘﻌرف ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘدﺨل ﺸﺨص ذو ﻨﻔوذ أو
ﺴﻠطﺔ ﻜﺒﻴرة ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨص ﻤﻌﻴن ﺒﻐﻴر وﺠﻪ ﺤق ،ﻤن أﻫم أﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻨﺠد:
-دور اﻝﺘﻨظﻴﻤﺎت اﻝﺒﻴروﻗراطﻴﺔ اﻝرﺴﻤﻴﺔ وواﺠﺒﺎﺘﻬﺎ ٕواﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺘﻬﺎ؛
-اﻝﺘﻔﺎوت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻝﻔﺌﺎت اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ؛
-ﻤﺴﺘوى اﻨﺘﺸﺎر اﻝﺘﻌﻠﻴم.
ﻜﻤﺎ ﺘظﻬر اﻝوﺴﺎطﺔ ﻏﺎﻝﺒﺎ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺴودﻫﺎ ﻋدة ﻋواﻤل أﻫﻤﻬﺎ:
-ﻏﻤوض ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝوﻀﻌﻴﺔ واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﺴواء ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻝﻌﺎم أو اﻝﺨﺎص؛
-ﻋﻼﻗﺔ اﻷﻓراد ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤوﺠودة وﺒﺎﻝﻨظﺎم ﻜﻜل؛
-ﺸﻴوع ﻓﻜرة أن ﻝﻜل ﺸﻲء ﺴﺒب وﻗﺎﻋدة واﺴﺘﺜﻨﺎء ﻤﺜل اﻝوﺴﺎطﺔ.
18
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
19
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻋﺎﺸ ار :اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺎت اﻝﺼﺎدرة أﺜﻨﺎء ﺘﺄدﻴﺔ اﻝﻤﻬﺎم ﻤن طرف اﻝﻤوظف اﻝﻌﻤوﻤﻲ
أﺤﻴﺎﻨﺎ اﻝﻤوظف اﻝﻌﻤوﻤﻲ أﺜﻨﺎء ﺘﺄدﻴﺘﻪ ﻝﻤﻬﺎﻤﻪ اﻹدارﻴﺔ ﻗد ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺘﺠﺎوزات ﺴﻬوا ﺒدون ﻗﺼد ،ﺘﺘﺴﺒب
ﻓﻲ ﺘﻌطﻴل ﻤﺼﺎﻝﺢ ،وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﺘﻜون ﻫذﻩ اﻝﺘﺠﺎوزات ﻤﻘﺼودة ﻤن أﺠل وﺼوﻝﻪ ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻤﺼﺎﻝﺤﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ.
إﺤدى ﻋﺸر :ﻋدم اﺤﺘرام أوﻗﺎت وﻤواﻋﻴد اﻝﻌﻤل أو اﻨﺠﺎز أﻤور ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻝﻌﻤل
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻘوم اﻝﻤوظف اﻝﻌﻤوﻤﻲ ﺒﻘﻀﺎء ﻤﺼﺎﻝﺤﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﺒﺤﺘﺔ ﻋوض أداء ﻤﻬﺎﻤﻪ اﻝﻤوﻜﻠﺔ
ﻝﻪ ﻓﻲ وﻗت ﻋﻤﻠﻪ ،وأﺤﻴﺎﻨﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺎﺴﺘﻘﺒﺎل زﻴﺎرات ﺨﻼل ﻓﺘرة اﻝﻌﻤل ﻷﺼدﻗﺎء ﻝﻪ ،وﻋوض إﺘﻤﺎم ﻤﺎ أوﻜل ﻝﻪ
ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺈﻤﻀﺎء اﻝوﻗت ﻤﻌﻬم وﺘﻀﻴﻴﻌﻪ ،وﻤﺎ إﻝﻰ ذﻝك ﻤن أﺴﺎﻝﻴب ﻗﻀﺎء وﻗت اﻝﻌﻤل دون أداء أي ﻤﻬﻤﺔ ﻤﺎ
ﺴﻴﺘﺴﺒب ﻓﻲ ﺘﻌطﻴل اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ.
20
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
21
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ا /Žة
• #Mد ا7•/ 9+
ا/+ازي وا [ 9+ة
V
ا ?/ا0W
و N<dم ا E 8/
ا7 +
ا ? 7/
22
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻝﻠﻔﺴﺎد أﺴﺒﺎب ،ﻗد ﺘﻜون ﻋﺎﻤﺔ ،وﻗد ﺘﻜون ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﺘﺼﻨﻴف ،ذﻝك ﻨﺘﻴﺠﺔ اﺨﺘﻼف أراء اﻝﺒﺎﺤﺜﻴن اﻝذﻴن
درﺴوﻩ ،ﻜل ﺤﺴب رؤﻴﺘﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ.
23
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
24
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-1اﻷﺴﺒﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ:
ﻴﻌﺘﻘد ) (OECDأن اﻝﻌواﻤل اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻫﻲ أﺤد اﻝﻌواﻤل اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ اﻝﻤﺴﺒﺒﺔ ﻝﻠﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ،وﻴﺤدث
اﻝﻔﺴﺎد ﻋﺎدة ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﻨﻌدم اﻝﺸﻌور ﺒﺎﻝرﻗﺎﺒﺔ واﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ،وﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺤﺘﻜر ﻤوظف اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﺘوزﻴﻊ اﻝﻤزاﻴﺎ
ﻝﺘﺘم اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﺨﺎﺼﺔ.وﻴﻤﻜن ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-اﻨﺨﻔﺎض ﻤﺴﺘوى دﺨل ﻤرﺘﻜب ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺒﺎﻝﻤﻘﺎرﻨﺔ ﺒﻤﺴﺘوى اﻝﺘﻀﺨم أو اﻷﺴﻌﺎر اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻷﻤر
اﻝذي ﻴﺠﻌل اﻝدﺨل اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ ﻝﻪ ﻤﺘدﻨﻲ ﻝدرﺠﺔ ﻴﻌﺠز ﻓﻴﻬﺎ ﻋن إﺸﺒﺎع اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت اﻝﻤﻌﻴﺸﺔ اﻝﻀرورﻴﺔ
ﻤﻤﺎ ﻴﻠﺠﺄ إﻝﻰ اﻝرﺸوة أو اﻻﺨﺘﻼس أو اﻻﺘﺠﺎر ﺒﺎﻝﻤﺨدرات وﺘزﻴﻴف اﻝﻨﻘود ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺎل
ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻤن ﻤﺨﺘﻠف اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ﻝﻠﺠرﻴﻤﺔ؛
-ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺒطﺎﻝﺔ واﻝﻔﻘر ﻤن أﻫم اﻷﺴﺒﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘدﻓﻊ ﻝﻠﺠﻨوح إﻝﻰ اﻝﺠرﻴﻤﺔ ٕواﺘﻴﺎن أﻓﻌﺎل
اﻝﻔﺴﺎد؛
-ارﺘﻔﺎع درﺠﺔ اﻝﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻌﻤﻼﻗﺔ ﺘؤدي إﻝﻰ اﻨﺘﺸﺎر ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﺠوﺴﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻت اﻝﺼﻨﺎﻋﺔ.
-2اﻷﺴﺒﺎب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:
ﺘﺴﺎﻫم ﺒﻌض اﻝﻨظم اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤﺘوارﺜﺔ ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ وﺠود أﺒواب ﻝﺤدوث اﻝﻔﺴﺎد ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ
اﻝﺠﻬﺎز اﻹداري ﻝﻠدوﻝﺔ ،ﺤﻴث ﺘﻨﺘﺸر ﻋﺎدات ﺘﻘدﻴم اﻝﻬداﻴﺎ اﻝﺜﻤﻴﻨﺔ ﻝﻜﺒﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن ﻝﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻤواﻓﻘﺘﻬم
ﻋﻠﻰ أﺸﻴﺎء ﻏﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ أن اﻻﻨﺘﻤﺎءات اﻝﻌﺎﺌﻠﻴﺔ واﻝﻘﺒﻠﻴﺔ ﻴﻤﻜن أن ﺘؤدي إﻝﻰ اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻔﺴﺎد وﻤﺨﺎﻝﻔـﺔ
اﻝﻘواﻋد واﻝﻘواﻨﻴن واﻝﻠواﺌﺢ اﻝﺤﻜوﻤﻴـﺔ ﻓﻀﻼ ﻋن اﻝﺘﻐﺎﻀﻲ أو ﻜف اﻝﺒﺼر ﻋن ﻜﺸف اﻝﻔﺴﺎد أو ﻤﻼﺤﻘﺘﻪ
اﻷﻤر اﻝذي ﻴؤدي إﻝﻰ اﺴﺘﻤرار ﺤدوث اﻝﻔﺴﺎد وﺼﻌوﺒﺔ ﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،ﻝﻴﺼﺒﺢ ﺒﻤرور اﻝوﻗت ﺠزءاً ﻤن اﻝﺜﻘﺎﻓﺔ
اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدول اﻝﻔﻘﻴرة ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠك اﻝﺘﻲ ﺘرﺤب ﺒﺎﻷﻤوال ﻏﻴر اﻝﻤﺸروﻋﺔ.
-3اﻷﺴﺒﺎب اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ:
ﻴﻤﻜن رﺼد ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻷﺴﺒﺎب ذات اﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘؤدي إﻝﻰ اﻝﻔﺴﺎد وﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-اﻻﺴﺘﺒداد اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ؛
-اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝوﺜﻴﻘﺔ ﺒﻴن اﻝﻨظم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ واﻝﻤﺼﺎدر اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﻔﺴﺎد؛
-ﺘـ ـزاوج اﻝﺴ ــﻠطﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴ ــﻴﺔ ﻤ ــﻊ اﻝﺜ ــروة وﺘﺸ ــﺎﺒك اﻝﻤﺼ ــﺎﻝﺢ واﻝﻤﻨ ــﺎﻓﻊ ﺒ ــﻴن رﺠ ــﺎل اﻝﺴﻴﺎﺴ ــﺔ ورﺠ ــﺎل اﻝﻤ ــﺎل
واﻷﻋﻤﺎل.
25
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-4اﻷﺴﺒﺎب اﻹدارﻴﺔ:
ﺘﺘﻤﺜل اﻷﺴﺒﺎب اﻹدارﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-ﻀﻌف اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻋدم ﻗﻴﺎم اﻷﺠﻬزة اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ ﺒﺄدواﺘﻬﺎ اﻝﻤطﻠوﺒﺔ؛
-ﺠﻬل اﻝﻤواطﻨﻴن واﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ اﻷﺠﻬزة اﻹدارﻴﺔ؛
-ﺒروز ﻋﻼﻗﺎت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ داﺨل وﺨﺎرج اﻝﺸرﻜﺔ؛
-اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ دون إﺨﻀﺎع ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺘﺒﻌﺔ؛
-ﻋــدم وﻀــوح اﻝﺘﻌﻠﻴﻤــﺎت وﺼــدورﻫﺎ دون وﺠــود دﻝﻴــل ﻴﺴــﻬل ﺘطﺒﻴﻘﻬــﺎ ﻴﺨﻠــق اﻝﺤﻴ ـرة ﻝــدى اﻷﻓ ـراد ﻤﻤــﺎ
ﻴﻀــطرﻫم إﻝــﻰ اﻻﺠﺘﻬــﺎد اﻝﺸﺨﺼــﻲ وﻤــن ﺜــم اﺤﺘﻤــﺎل اﻻﻨﺤ ـراف واﻻﺒﺘﻌــﺎد ﻋــن اﻝﻤﻀــﻤون اﻝﺠــوﻫري
ﻝﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ؛
-وﺠود ﻫﻴﺎﻜل ﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ ﻗدﻴﻤﺔ أو ﻏﻴر ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻝطﺒﻴﻌﺔ اﻝﻌﻤل وﻋدم ﺘوزﻴـﻊ اﻻﺨﺘﺼﺎﺼـﺎت واﻝﻤﺴـؤوﻝﻴﺎت
واﻝﺼﻼﺤﻴﺎت ﺒﺼورة ﻋﺎﻤﺔ ،وﺘﻀﺨﻴم اﻝﺠﻬﺎز ﺒﺎﻝﻌﺎطﻠﻴن ،ﻜﻠﻬـﺎ ﺘـؤدي إﻝـﻰ ﻋﺠـز اﻝﺠﻬـﺎز اﻹداري ﻤـن
ﻤواﻜﺒ ــﺔ ﺤﺎﺠ ــﺎت اﻝﺠﻤﻬ ــور واﻨﺤ ارﻓ ــﻪ ﻋ ــن اﻝﻬﻴﻜ ــل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻲ،ﻤﻤ ــﺎ ﻴﻀ ــطر اﻝﺠﻤﻬ ــور ﺒﻤ ــﺎ ﻴﻼﻗﻴ ــﻪ ﻤ ــن
ﺼﻌوﺒﺔ ﻓﻲ إرﻀﺎء دواﻓﻌﻪ ٕواﺸﺒﺎع رﻏﺒﺎﺘـﻪ ﻝﻠﻀـﻐط ﻋﻠـﻰ اﻷﻓـراد ٕواﻏـراﺌﻬم إﻝـﻰ إﺘﺒـﺎع ﺴـﻠوك ﺒﻌﻴـد ﻋـن
ﻗواﻋد اﻝﻌﻤل وأﻨظﻤﺘﻪ.
-5اﻷﺴﺒﺎب اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ واﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ:
ﺘﺘﻠﺨص ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-اﻷﺼــل ﻓــﻲ اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﺎت ﺘﺼــدر ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﻤﺼــﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ وأن اﻝﻤﻬﻤــﺔ اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻠﻘﻀــﺎة ﻫــﻲ ﺘﺤﻘﻴــق
ٕوارﺴﺎء اﻝﻌداﻝﺔ وﻓﻘﺎ ﻝﻤﺒدأ ﺴﻴﺎدة اﻝﻘﺎﻨون ،ﻏﻴر أﻨﻪ ﻴﻤﻜن أن ﺘﺼﺒﺢ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﻤﻨﻔذا ﻝﻠﻔﺴﺎد وذﻝـك ﻤـن
ﺨــﻼل ﺒﻌــض اﻵﻝﻴــﺎت واﻷدوات اﻝﺘــﻲ ﺘوﻓرﻫــﺎ اﻝﺜﻐ ـرات اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ ،ﻜﺈﺴــﺎءة ﺒﻌــض اﻝﻤــوظﻔﻴن ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل
ﻋﻤﻠﻬم ﺒﺎﻝﺘﻐﺎﻀﻲ ﻋن ﻤﻤﺎرﺴﺔ واﺠﺒﺎﺘﻬم واﺴﺘﻐﻼل ﻨﻔوذﻫم ﻝﺘﺤﻘﻴق أﻏراض ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ؛
-اﻋﺘﻤــﺎد اﻷﺠﻬـزة اﻝﻘﻀــﺎﺌﻴﺔ واﻷﻤﻨﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﺴــﺎﻝﻴب اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﺤﻘﻴــق ٕواﺜﺒــﺎت اﻝــﺘﻬم وﻋــدم ﻤواﻜﺒــﺔ
اﻝﻤﺴــﺘﺠدات اﻝﺘــﻲ ﺘﺴــﺘﺨدﻤﻬﺎ ﺸــﺒﻜﺎت اﻝﻔﺴــﺎد وﻋﺼــﺎﺒﺎت اﻝﺘزوﻴــر واﻝرﺸــوة ﻤﻤــﺎ ﻴــؤدي إﻝــﻰ ﺒﻘــﺎء ﺘﻠــك
اﻝﻌﻨﺎﺼر ﺤرة طﻠﻴﻘﺔ؛
-ﻗﻴﺎم ﺒﻌض اﻝﻤﺘورطﻴن ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﻔﺴﺎد ﺒﺘﺠﻨﻴد ﺒﻌض اﻝﻘﻀـﺎة ﻝﻴﺘوﻝـوا ﻋـن ﻗﺼـد ﺤﻤـﺎﻴﺘﻬم ﻤﻘﺎﺒـل ﻤـﺎ
ﻴﻘدم ﻝﻬم ﻤن ﻤﺒﺎﻝﻎ ﻨﻘدﻴﺔ ﻜﺒﻴرة وﻫداﻴﺎ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻴﺘﻌذر ﻋﻠﻴﻬم اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝطرق اﻝﻤﺸروﻋﺔ؛
26
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-ﻗﻴﺎم ﺒﻌض اﻝﻤﺤﺎﻤﻴن ﺒﺘوﻝﻲ اﻝدﻓﺎع ﻋن ﻗﻀـﺎﻴﺎ اﻝﻔﺴـﺎد واﻝرﺸـوة ﻤﻘﺎﺒـل ﻤﺒـﺎﻝﻎ ﻜﺒﻴـرة ﺠـدا ﻤﺘﻌﻬـدﻴن ﺴـﻠﻔﺎ
ﺒﺒ ـراءة اﻝﻤﺘﻬﻤــﻴن ﻓﻴﻬــﺎ ،وﻴــﺘم ذﻝــك ﺒــﺎﻝﺘواطؤ ﻤــﻊ ﺒﻌــض اﻝﻘﻀــﺎة اﻝــذﻴن ﻴﻤﺎرﺴــون ﺴــﻠطﺎﺘﻬم ﻤــن ﺨــﻼل
اﻷﺤﻜﺎم اﻝﺠﺎﺌرة اﻝﺘﻲ ﻴﺼدروﻨﻬﺎ؛
-أﺴﺒﺎب ﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻔرد وﻤﻴوﻻﺘﻪ وﻤﺴﺘواﻩ اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ وﻤﺴﺘوى ﺘﻌﻠﻴﻤﻪ وﻨظرﺘﻪ ﻝﻠﻤﺸروﻋﻴﺔ؛
-ﻀﻌف اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ردع ﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ﺒﺴﺒب ﺒﻌض اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﻴن اﻝﻔﺎﺴدﻴن ،واﻝذي
اﻨﺠر ﻋﻨﻪ ﻋدم ﺨوف اﻝﻤوظﻔﻴن ﻤن اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺘﻲ ﻤﻤﻜن أن ﺘطﺒق ﻋﻠﻴﻬم؛
-اﻝﺘﺨﻠف ﻓﻲ اﻝﺘﻨظﻴم اﻹداري و أﺴﺎﻝﻴب اﻝﺘﻌﻠﻴم إﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ وﺠود اﻝطﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ؛
-اﻨﺘﺸﺎر اﻝﺒطﺎﻝﺔ واﻝﺠرﻴﻤﺔ اﻝﻤﻨظﻤﺔ )اﻝﻌﺼﺎﺒﺎت( ،ﺒﻴﻊ اﻝﻤﺨدرات ،ﻨﻤو اﻗﺘﺼﺎدي ﻤﻨﺨﻔض وﻏﻴر ﻤﻨﺘظم؛
-اﻝﻐﻤوض وﻋدم اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،وﻗﺼور وﻋدم ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻝﻨظﺎم اﻝرﻗﺎﺒﻲ ﻝﻠدوﻝﺔ؛
-ﻀﻌف اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤدﻨﻲ وﺴﻴﺎدة اﻝﺴﻴﺎﺴﺎت اﻝﻘﻤﻌﻴﺔ ،وﻏﻴﺎب اﻵﻝﻴﺎت واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ
اﻝﻔﺴﺎد؛
-اﻝﺘﺨﻠف اﻝﺒﻨﻴوي ﻓﻲ اﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺈدارة اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻝﺘﺨﻠف اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻲ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ؛
-إن ﻤﺴﺘوى اﻝﺠﻬل ،اﻝﺘﺨﻠف ،اﻝﺒطﺎﻝﺔ ،اﻝﻔﻘر ،ﻗﻠﺔ اﻝوﻋﻲ ،ﻀﻌف اﻷﺠور واﻝرواﺘب ،واﺨﺘﻼف اﻝدﺨل
ﺒﻴن اﻝﻘطﺎﻋﻴن اﻝﻌﺎم واﻝﺨﺎص ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺘﻨﺎﺴب طردﻴﺎ ﻤﻊ ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد؛
-ﻀﻌف دور وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼم وﻤﺤدودﻴﺘﻬﺎ وﻋدم ﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺢ اﻝﻔﺴﺎد ،وﻋدم وﺠود اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ
ﺒﻴﺌﺔ اﻝﻌﻤل وﻋدم اﻝﺤرص ﻋﻠﻰ ﻨﺸر اﻝﻤﻌﻠوﻤﺔ اﻝﺼﺤﻴﺤﺔ وﻜﺸﻔﻬﺎ.
27
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-2ﺘﻀﺎرب اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ:
ﻴﻘﺼد ﺒﺘﻀﺎرب اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ ﻫو وﺠود اﻝﺘداﺨل ﺒﻴن اﻝﻤﻬﺎم اﻝﻤوﻜﻠﺔ ﺒﺤﻜم اﻝﻤﻨﺼب وﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤوظف
اﻝﻌﺎم اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺎدﻴﺔ ﻜﺎﻨت أو ﻤﻌﻨوﻴﺔ ،ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻪ أو ﺒﺄﺤد أﻗﺎرﺒﻪ أو ﻤﻌﺎرﻓﻪ اﻝﻤﻘرﺒﻴن ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴؤﺜر ﺒﺎﻝﺴﻠب
ﻋﻠﻰ اﻷداء أو ﻋﻠﻰ اﺘﺨﺎذ اﻝﻘرار.
اﻝﻤوظف اﻝﻌﻤوﻤﻲ دوﻤﺎ وأﺒدا ﻤطﺎﻝب ﺒﺎﻻﻝﺘزام ﺒﺄداء ﻤﻬﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﻜﻤل وﺠﻪ ،وﻤﺠﺒر ﻋﻠﻰ اﻝﺘزام
اﻷﻤﺎﻨﺔ ،اﻝﺼدق ،اﻝﻨزاﻫﺔ ،ﺘﺤﻤل اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ،واﻷﻫم ﻫو اﻝﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻓﺼﺎح ﻝﻤﺴؤوﻝﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻤﺎ إذا
وﻗﻊ ﺘﻌﺎرض ﻤﺎ ﺒﻴن ﻋﻤﻠﻪ وﻤﺼﺎﻝﺤﻪ ﻜﻲ ﻴرﻴﺢ ﻀﻤﻴرﻩ ،وﻴﺘﺠﻨب ﺠل أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺘﻲ ﻗد ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ
)رﺸوة ،ﻤﺤﺴوﺒﻴﺔ ،ﻤﺤﺎﺒﺎة(.
28
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
29
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-10ﻏﻴﺎب اﻝﺤرﻴﺎت:
ذﻜر ﻓﻴﻤﺎ ﺴﺒق ﻤن ﻨﻘﺎط اﻝدور اﻝﻤﻬم ﻝﻠﺠﻬﺎت اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺸف اﻝﻔﺴﺎد واﻝﻤﻔﺴدﻴن ،ﻓﺈذا ﻤﺎ ﺘم ﺘﻜﺒﻴل
اﻝﺤرﻴﺎت ،ﻝن ﻴﺘﻤﻜﻨوا ﻤن أداء دورﻫم اﻝرﻗﺎﺒﻲ ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴزﻴد ﻤن ﺜﻘﺔ اﻝﻔﺎﺴد ﺒﻌدم اﻨﻜﺸﺎﻓﻪ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺴﻴﺘﻤﺎدى
ﻓﻲ أﺨطﺎﺌﻪ.
30
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـ ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ر ا 'اBi
"أ 45ب ا د /داري"
31
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﺘوﺠد ﻋدة أﺜﺎر ﻝﻠﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل اﻷﺼﻌدة ،ﻴﻤﻜن ﺘﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
32
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
إﻏﻔﺎل اﻝﺘﺴﻬﻴﻼت اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﺢ ﻝﻠﺴﻤﺎح ﺒﺘﻬرﻴب اﻝﺒﻀﺎﺌﻊ ﻏﻴر اﻝﺼﺎﻝﺤﺔ ﻝﻼﺴﺘﻌﻤﺎل ،وﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺼﻼﺤﻴﺔ إﻝﻰ
داﺨل اﻝﺒﻼد ،ﺘﻬرﻴب اﻝﻤﺨدرات ،ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴزﻴد ﻤن ﻤﻌدل اﻝﺠراﺌم ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر.
33
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-4اﻹﻏراق ﺒﺎﻝدﻴون:
اﻨﺨﻔﺎض اﻹﻴرادات ﺒﻔﻌل اﻝﻔﺴﺎد ﺴﻴﺠﻌل ﺘﻐطﻴﺔ ﻨﻔﻘﺎت اﻝدوﻝﺔ ذاﺘﻴﺎ أﻤ ار ﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺎ ،ﻝذا ﺴﻴﺘم اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ
اﻻﻗﺘراض داﺨﻠﻴﺎ ﻜﺎن أو ﺨﺎرﺠﻴﺎ ،ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴﺠﻌل اﻝﻤدﻴوﻨﻴﺔ ﻋﺒﺌﺎ ﺜﻘﻴﻼ ﻤﻤﺘدا ﻝﺴﻨوات ﻗﺎدﻤﺔ طوال.
34
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﻔﻘﻴرة ﻤن اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﻠﺠؤ ﻝﻠﻌﻨف ﻝﻠﺘﻌﺒﻴر ﻋن ﻤﻜﺒوﺘﺎﺘﻬﺎ ،وﻻﺴﺘرداد ﺤﻘوﻗﻬﺎ ،ﺒﺎﻝرﻏم ﻤن أﻨﻪ ﻝﻴس اﻷﺴﻠوب
اﻷﻤﺜل ،ﻝﻜﻨﻬم ﻴروﻨﻪ أﻨﺠﻊ طرﻴﻘﺔ.
35
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـ ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ر ا?m n
"أ oرا د /داري وا "+-
0Wة؛ -ا le#ا e f 2{W ƒة 7Hdل ا 2{Wا Fm #H• 07$
0W -م q7?91ا 0$ا • 7W #H؛
-ا 9اف ا ? D7وا Aر• Q9ل FIQid؛
/ 01 -ر ا/# +ى ا „ Fوا /}@+ا –• 7و=NX 7@ d؛
-إ ل ر )Yا ;‹ 7ا 7#9#؛
7 -ب ا ?+و ا د O؛
7\ -ع أ 8ا د ا X 9+ن و. yy 1
ر )Yا _/ @#؛ ل dو _/ت -إ 2{Wا #M• 07$دي
-ار 1ع وا —• ب $8dر؛
0O0;1 -وا•˜#8اف أ /ال ا 0و ؛
Z -اق [ /O0ن.
/*( q i -ة [ ن ا/+ا @Eن و<D•— /N؛ 2{Wا 07$ا jk 7
-ا Aرا U@$وQiZل [ ‡ ^ ا $م؛
} ا/+ا @Eن. 7Wا FG 7 /N•CوH 0?( -ان ا
36
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﻌﺘﺒر ﻀﻤن ﻤﺠﺎل اﺨﺘﺼﺎص ﺤﻜوﻤﺔ ﻜل دوﻝﺔ ﺒﻤﻔردﻫﺎ ،أﺼﺒﺤت اﻵن
ﺸﺄن اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدوﻝﻲ اﻝذي ﻴﻌﻤل ﺴوﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ اﻝﻤﺘﻤم واﻝﻤﺴﺎﻋد ﻝﺠﻬود اﻝﺤﻜوﻤﺎت؛ ﻜﺎن اﻝﻔﺴﺎد ﻴﻌﺘﺒر ﻓﻲ
اﻝﻤﺎﻀﻲ ظﺎﻫرة ﻤﺘﻔﺸﻴﺔ ﻝدرﺠﺔ أن ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻬﺎ ﻜﺎدت ﺘُﺸ ﻜل ﺘﺤدﻴﺎً ﻻ ﻴﻤﻜن اﻝﺘﻐﻠب ﻋﻠﻴﻪ ،ﻏﻴر أن اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ
اﻝدوﻝﻲ ﺸﻬد ﺨﻼل ﺴﻨوات اﻷﻝﻔﻴﺔ اﻝﺠدﻴدة ،ﺘﻐﻴ اًر ﻤﻠﺤوظﺎً ٕواﻴﺠﺎﺒﻴﺎً ﻓﻲ اﻝﻜﻔﺎح اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ ﻀدﻩ .ﻗﺒل ﻫذا
اﻝﺘﻐﻴﻴر اﻝﻬﺎﺌل ،ﻝم ﺘﻜن اﻝﺒﻠدان راﻏﺒﺔ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ اﻝﺒﺤث ﺒﺄﻤر اﻝﻔﺴﺎد ،وﻜﺎﻨت ﺘﻌﺘﺒرﻩ ﻤﺸﻜﻠﺔ داﺨﻠﻴﺔ ﻝﻴس إﻻ.
ﻫﻨﺎك اﻝﻴوم ﻋدد ﻜﺒﻴر ﻤن اﻝﺘﺠﻤﻌﺎت واﻵﻝﻴﺎت اﻝﻤﺘﻌددة اﻷطراف اﻝﺘﻲ أﻨﺸﺌت ﺨﺼﻴﺼﺎً ﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ
اﻝﻔﺴﺎد .ﻗﺒل ﻨﺸوء اﻷزﻤﺎت اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ اﻝﺠدﻴدة ،ﻜﺎﻨت اﻝدول ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺎﻗﺘطﺎع ﻀرﻴﺒﻲ ﻝﻠرﺸﺎوى اﻝﻤدﻓوﻋﺔ
ﻝﻠﻤوظﻔﻴن اﻝرﺴﻤﻴﻴن اﻷﺠﺎﻨب ،أﻤﺎ اﻝﻴوم ،ﻓﻴﻌﻤل ﻋدد ﻤﺘزاﻴد ﻤن اﻝدول ﻤﻌﺎً ﻝﻠﺤد ﻤن ذﻝك .واﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ،أن
ﺒﻌض اﻝﺒﻠدان ﻜﺎﻨت ﺘﻘول ،ﻋن ﺨطﺄ ،إن اﻝﻔﺴﺎد ﻜﺎن ﻓﻲ اﻝواﻗﻊ أﻤ اًر ﻤﻘﺒوﻻً ﻓﻲ ﺒﻌض اﻷﺠواء اﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،أو
ﻝﻬدف ﺘﺴﻬﻴل اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻝﺒﻠدان اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ،ﻻ أﺤد ﻴﺠرؤ اﻝﻴوم ﻋﻠﻰ ﻗول ذﻝك.
ﻤﻨذ ﺴﻨﺔ ،1993ﺴﺎﻫﻤت اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ رﻓﻊ اﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
وﻋﻴﻨت اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر واﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻪ .ﺒﻌد أن ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ اﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺘﺨﺘص
ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪّ ،
ﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺎﻝﻤﻴﺎً ،ذﻝك ﺒﻔﻀل اﺘﻔﺎﻗﻴﺎت ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ
ﺒﻜل ﺤﻜوﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎص ،أﺼﺒﺤت ﻤن أﻫم اﻝﻤواﺜﻴق ا ُ
اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺘﻲ ﻋززﺘﻬﺎ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ ﺤول اﻹرادة اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ ،ﻤﺒﻴﻨﺔ أﻨﻪ ﺒوﺴﻊ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدوﻝﻲ اﺴﺘﻜﻤﺎل
وﻤﺴﺎﻋدة ﺠﻬود اﻝﺤﻜوﻤﺎت ﻓﻲ ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،وأن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ رؤﻴﺔ اﻝﻔﺴﺎد ُﻴﻌﺎﻝﺞ ﻤﺤﻠﻴﺎً ﻜﻤﺎ
ﻴﻌﺎﻝﺞ ﻜذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘوى اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ.
ﻓﻔﻲ ﻤواﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ آﻝﻴﺎت ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،ﻴﻔﺘﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝدوﻝﻲ اﻷﺒواب أﻤﺎم ﻤزﻴد ﻤن اﻝﺘﻌﺎون
اﻝﻤﺘﻌدد اﻷطراف ،وﻜذا اﻝﺜﻨﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﺒﻬﺎت ذات ﺸﺄن .ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴﺸﺠﻊ ﺒدورﻩ ﻤﺸﺎطرة اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت
اﻝﻔﻀﻠﻰ ،وﻴﺒﻨﻲ اﻝﺜﻘﺔ واﻝﻌﻼﻗﺎت ﺒﻴن اﻝدول اﻝﻤﺘﻌﺎوﻨﺔ ،وﻴزﻴد ،ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻝﻤطﺎف ،ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ اﻝﺠﻬود اﻝﺜﻨﺎﺌﻴﺔ
واﻝﻤﺘﻌددة اﻷطراف ،ﻜﻤﺎ ﻫو اﻷﻤر ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺒراﻤﺞ اﻝﻤﺴﺎﻋدات اﻹﻨﻤﺎﺌﻴﺔ.
37
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-1ﺘطﺒﻴق اﻝﻘﺎﻨون:
ﺴﻠطﺎت اﻝﺘﺤﻘﻴق واﻝﻤﻘﺎﻀﺎة ،وﻜذا اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺘُﺸ ﻜل ﻋﻨﺎﺼر أﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻜﺸف ﻋن اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻌﺎم
وﻤﻘﺎﻀﺎﺘﻪ .وﻫﻲ ﺒﻬذﻩ اﻝﺼﻔﺔ ،ﺘُﻠزم اﻝﺤﻜوﻤﺎت ﺴن ﻗواﻨﻴن ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻌﺎﻝﺔ ،وﻋﻘوﺒﺎت رادﻋﺔ ،وأﺠﻬزة ﺘطﺒﻴق
ﻝﻠﻘﺎﻨون ﻗوﻴﺔ ،وذﻝك ﻤن أﺠل اﻜﺘﺸﺎف وردع اﻝرﺸﺎوى وﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻔﺴﺎد اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻷﺨرى.
-4آﻝﻴﺎت اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ:
ﻓﻲ ﺴﻴﺎق ﺒﻌض اﻷدوات اﻝﻤﺘﻌددة اﻷطراف اﻝﻤﻀﺎدة ﻝﻠﻔﺴﺎد ،ﺒﺈﻤﻜﺎن ﻤراﺠﻌﺎت اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ أو آﻝﻴﺎت اﻝﺘﻘﻴﻴم
ﺘﺴﻬﻴل اﻝﺘﻌﺎون اﻝدوﻝﻲ وﺘوﻓﻴر اﻝﻤﺴﺎﻋدة اﻝﻔﻨﻴﺔ ﻝﻤﻌﺎﻝﺠﺔ ﻨﻘﺎط اﻝﻀﻌف .ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻝوﻗت اﻝﺤﺎﻀر أرﺒﻊ
آﻝﻴﺎت ﻨﺸطﺔ ﻝﻠﺘﻘﻴﻴﻤﺎت اﻝﻤﺘﺒﺎدﻝﺔ اﻝﻤﻀﺎدة ﻝﻠﻔﺴﺎد اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻨظراء ﻤن أﺠل رﺼد وﺘﻌزﻴز
اﻝﺘطﺒﻴق :آﻝﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝدول اﻷﻤﻴرﻜﻴﺔ ،وﻤﺠﻤوﻋﺔ دول ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ اﻝﻤﻀﺎدة ﻝﻠﻔﺴﺎد،
وﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﻌﻤل ﺤول اﻝرﺸﺎوى اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻌﺎون واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،وﻤﺒﺎدرة ﻤﻴﺜﺎق اﻻﺴﺘﻘرار
ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد.
38
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-1ﻓﻲ أوروﺒﺎ:
طور ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ ) (COEﺜﻼث أدوات أوﻝﻴﺔ ﻹرﺸﺎد اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد .ﺸ ّﻜﻠت اﺜﻨﺘﺎن ﻤنّ
ﻫذﻩ اﻝوﺜﺎﺌق ﻤﻴﺜﺎﻗﻴن )ﻤﻴﺜﺎق اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻀد اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﺎدر ﺴﻨﺔ 1997ﻋن ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ ،وﻤﻴﺜﺎق
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ ﻀد اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﺎدر ﻋن ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ ﻜذﻝك( ،ﺤﻴث ﻜﺎﻨت ﻋﺒﺎرة ﻋن ﻤﺒﺎدئ ﻏﻴر ُﻤﻠزﻤﺔ
طور ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ أﻴﻀﺎً آﻝﻴﺔ
)اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﻌﺸرون اﻹرﺸﺎدﻴﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﺎدرة ﻋن ﻤﺠﻠس أوروﺒﺎ(ّ .
ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻨظراء ﻝرﺼد ﺘطﺒﻴق ﺘﻠك اﻝﻤﺒﺎدئ واﻝﻤواﺜﻴق ﺒﻤﺎ ﻴﺨص 42دوﻝﺔ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻝوﻻﻴﺎت اﻝﻤﺘﺤدة.
وطور اﻻﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ أﻴﻀﺎً ﻋدة وﺜﺎﺌق ﻹرﺸﺎد اﻷﻋﻀﺎء ،ﺤﻴث ﺘﺸﻤل ﻤﻴﺜﺎق اﻻﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ ﺤول
ّ
اﻝﻜﻔﺎح ﻀد اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﺎدر ﺴﻨﺔ ،1997وﻴﺨص اﻝرﺴﻤﻴﻴن ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷوروﺒﻴﺔ أو اﻝرﺴﻤﻴﻴن ﻤن
اﻝدول اﻷﻋﻀﺎء ،واﻝﻌﻤل اﻝﻤﺸﺘرك ﻝﻼﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ ﺴﻨﺔ 1998ﺤول اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص .ﻜﻤﺎ
ﻫﻨﺎك أﻴﻀﺎً إطﺎر ﻋﻤل اﻻﺘﺤﺎد اﻷوروﺒﻲ ﻝﺴﻨﺔ 2002ﺤول ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﻘطﺎع اﻝﺨﺎص .إن ﻤﻴﺜﺎق
اﻻﺴﺘﻘرار اﻝذي طُ ّور ﺴﻨﺔ ،2000واﻝذي وﻗﻌﺘﻪ ﺴﺒﻊ دول أوروﺒﻴﺔ ﺠﻨوﺒﻴﺔ ،ﻤﻊ آﻝﻴﺔ ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻨظراء اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ
ﻋﻨﻪ ﻝرﺼد اﻝﺘطﺒﻴقُ ،ﻴﻌرف ﺒﻤﺒﺎدرة ﻤﻴﺜﺎق اﻻﺴﺘﻘرار ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ).(SPAI
-3ﻓﻲ آﺴﻴﺎ:
ﺘﺒﻨت 21دوﻝﺔ ﻓﻲ ﻤﻨطﻘﺔ آﺴﻴﺎ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤﺒﺎدئ ﻏﻴر ُﻤﻠزﻤﺔ ﻀد اﻝﻔﺴﺎد .ﻫذﻩ اﻝﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﻤﻌروﻓﺔ ّ
ﺒﺨطﺔ ﻋﻤل اﻝﺒﻨك اﻵﺴﻴوي ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ/ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻌﺎون واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ) (ADB/OECDﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد
39
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻓﻲ آﺴﻴﺎ واﻝﻤﺤﻴط اﻝﻬﺎدئ ،ﺘم ﺘطوﻴرﻫﺎ ﺒرﻋﺎﻴﺔ اﻝﺒﻨك اﻵﺴﻴوي ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ وﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺘﻌﺎون واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ
) ،(ADB/OECDﻜﻤﺎ أن ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻨظراء ﻤﻠﺤوظﺔ ﻀﻤﻨﻬﺎ ﻝﻠﻤﺴﺘﻘﺒل .ﺴﻨﺔ ،2004واﻓق ﻗﺎدة ﻤﻨظﻤﺔ
اﻝﺘﻌﺎون اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻵﺴﻴﺎ واﻝﻤﺤﻴط اﻝﻬﺎدئ ) (APECﻋﻠﻰ ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻋﻤل ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻀﻌﺘﻪ اﻝﻤﻨظﻤﺔ،
ﺸﻤل اﻝﺘزاﻤﺎً ﻗوﻴﺎً ﺒﺘطﺒﻴق ﻤﻴﺜﺎق اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻀد اﻝﻔﺴﺎد ،واﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ اﻝﻨطﺎق اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻝﺤﺠب اﻝﻤﻼذ
اﻵﻤن ﻋن اﻝرﺴﻤﻴﻴن اﻝﻔﺎﺴدﻴن ،وﻋن اﻝذﻴن رﺸوﻫم ،وﻋن أﻤواﻝﻬم اﻝﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ.
-4ﻓﻲ إﻓرﻴﻘﻴﺎ:
ﺘم ﺘﺒﻨﻲ ﻤﻴﺜﺎق اﻻﺘﺤﺎد اﻹﻓرﻴﻘﻲ ﻝﻤﻨﻊ وﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،ﻤن ﺠﺎﻨب رؤﺴﺎء اﻝدول ﻓﻲ اﺠﺘﻤﺎع اﻝﻘﻤﺔ
اﻷﻓرﻴﻘﻴﺔ اﻝذي ﻋﻘد ﻓﻲ ﻤﺎﺒوﺘو ،ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻤوزاﻤﺒﻴق ،ﻓﻲ ﺘﻤوز/ﻴوﻝﻴو .2003ﺒروﺘوﻜول ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ
اﻷﻓرﻴﻘﻴﺔ اﻝﺠﻨوﺒﻴﺔ ) (SADCﻀد اﻝﻔﺴﺎد ﻝﺴﻨﺔ ،2001اﻝذي ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ إﺠراءات ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ اﻝدول اﻷرﺒﻊ
طور اﻝﺘﺤﺎﻝف اﻝﻌﺎﻝﻤﻲ ﻹﻓرﻴﻘﻴﺎ ) (GCAﻤﺒﺎدئ ﻏﻴر ُﻤﻠزﻤﺔ
ﻋﺸرة ﻓﻲ اﻝﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻝﻤذﻜورة ﺴﻨﺔ ّ ،1999
ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺘم ﺘﺒﻨﻴﻬﺎ ﻤن ِﻗَﺒل اﻷﻋﻀﺎء اﻷﺤد ﻋﺸر ﻓﻲ اﻝﺘﺤﺎﻝف اﻝﻤذﻜور.
40
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﻔﺎﺴدﻴن ،واﻝﺘﻨﺴﻴق ﻻﺴﺘرﺠﺎع اﻷﻤوال اﻝﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺒﺼورة ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ودﻋم ﻤرﺸدي اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻝﺘﺤﺴﻴن
اﻝﻤوازﻨﺎت ،واﻝﻤﺸﺘرﻴﺎت وﻤﻨﺢ اﻻﻤﺘﻴﺎزات ﻝﻠﻤﺤﺎﺴﺒﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ.
41
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
112اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﺤﺘﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺴﻨﺔ اﻝﻤﺎﻀﻴﺔ ،ﻤﺸﺘرﻜﺔ ﻤﻊ ﻜل ﻤن أرﻤﻴﻨﻴﺎ ،اﻝﺒ ارزﻴل ،ﻜوت دﻴﻔوار،
اﻝﺴﻠﻔﺎدور ،ﻤﺼر ،اﻝﺒﻴرو ،ﺘﻴﻤور اﻝﺸرﻗﻴﺔ وزاﻤﺒﻴﺎ.
42
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
رﻗﻌﺘﻬﺎ وازدادت ﺤدﺘﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر ﺠدا ﻓﻲ اﻝﻌﺸرﻴﺔ اﻝﻤﺎﻀﻴﺔ ﻨظ ار ﻻرﺘﻔﺎع أﺴﻌﺎر اﻝﻤﺤروﻗﺎت ﻤﻤﺎ أدى إﻝﻰ
وﻓرة اﻷﻤوال ،وﻫﺸﺎﺸﺔ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝرادﻋﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى.
ﻓﻲ ﻀوء ﻜل ﻫذا ﺴﻨﺤﺎول إﻝﻘﺎء اﻝﻀوء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝظﺎﻫرة اﻝﺘﻲ أﻝﻤت ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﺠزاﺌري.
أ -أﺴﺒﺎب ﺘﻔﺸﻲ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر:
ﺘﺘﻌدد أﺴﺒﺎب ﺘﻔﺸﻲ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌود إﻝﻰ ﻨﻘص ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت وﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌود
إﻝﻰ اﻝﺜﻐرات اﻝﻤوﺠودة ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﻘواﻨﻴن ،ﻋﻤوﻤﺎ ﻓﺈن أﻫﻤﻬﺎ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ:
.1ﻋدم اﻝﺘطﺒﻴق اﻝﻔﻌﻠﻲ ﻝﻘواﻨﻴن ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻨﻘص اﻝردع ،ﺤﻴث أن ﻨﻘص اﻝردع ﻋن طرﻴق
اﻝﻌﻘﺎب وﺘﺴﺎﻫل اﻝدوﻝﺔ ﻤﻊ ﻤرﺘﻜﺒﻲ اﻝﻔﺴﺎد ﺸﺠﻊ اﻝﺘﻤﺎدي ﻓﻲ ﻨﻬب اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم واﻻﺴﺘﻬﺎﻨﺔ ﺒﺎﻝﻘﺎﻨون؛
.2اﺴﺘﻤرار ﻫﻴﻤﻨﺔ اﻝدوﻝﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺒﻘﺎء اﻝدوﻝﺔ ﻤﺴﻴطرة ﻋﻠﻰ أﻏﻠب اﻝﻨﺸﺎطﺎت
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ اﻝﺤﻴوﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﻲ ظل ﻀﻌف اﻹدارة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،وﻏﻴﺎب اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻝﺘراﺨﻲ
ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق اﻝﻘﺎﻨون ﻀﺎﻋف ﺤﺠم اﻝﻔﺴﺎد وازدادت ﻤﻨﺎﻓذﻩ؛
.3ﻨﻘص اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻬﻴﺌﺎت واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،ﻓﺘﻜﺘم ﻫذﻩ اﻝﻬﻴﺌﺎت ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺼﻌب ﺘطﺒﻴق اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﻤﺤﺎﺴﺒﺘﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻫم ﻓﻲ زﻴﺎدة اﻨﺘﺸﺎر
ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻝﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ّ
اﻝﻔﺴﺎد؛
.4ﻋدم وﺠود ﻀﻤﺎﻨﺎت ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻝﻸﺸﺨﺎص أو اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺒﻠﻎ ﻋن ﺤﺎﻻت اﻝﻔﺴﺎد ﻤﻤﺎ ﻋﻤل ﻫذا
ﻋﻠﻰ ﺘﻌرﻴض ﻫؤﻻء اﻷﺸﺨﺎص إﻝﻰ ﻀﻐوطﺎت ﻤن ﻗﺒل اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ أو ﻤن طرف
اﻝﻤﺴﺘﺨدﻤﻴن أو ﻗوات اﻷﻤن وﻫذا ﻤﺎ ﺴﺎﻫم ﻓﻲ زﻴﺎدة اﻝﺨوف ﻝدى ﻫﺘﻪ اﻷطراف ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻫم ﻓﻲ
اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻔﺴﺎد؛
.5ﻋدم اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﺘﺎﻤﺔ ﻝﻠﻘﻀﺎء واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ اﻝﻤوﺠودة وﻫو اﻷﻤر اﻝذي ﻴﻌﻴق ﻋﻤل ﻫذﻩ
اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﺘﻲ ازداد اﻝﻀﻐط اﻝﻤﻤﺎرس ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن طرف أﺼﺤﺎب اﻝﻨﻔوذ ورﺠﺎل اﻹﻋﻼم وﻏﻴرﻫم؛
.6ﻋدم إﺸراك اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﻤدﻨﻲ واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻝﻤﻨظﻤﺎت ﺘﻜﺎد ﺘﻜون ﻓﻲ ﻤﻌزل ﻋن ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ
ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،رﻏم اﻝدور اﻝﻜﺒﻴر اﻝذي ﻴﻤﻜن أن ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺘﻌزﻴز ﻗﻴم اﻝﻨزاﻫﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ
واﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ واﻝﺘﺼدي ﻝﻠظﺎﻫرة؛
.7ﻋدم وﺠود ﺼراﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝﺨﻔﻲ وﻏﺴﻴل اﻷﻤوال ،اﻷﻤر اﻝذي أﺴﻬم ﻓﻲ اﺴﺘﻤرار
اﺨﺘﻼس اﻷﻤوال وﺘﺤوﻴﻠﻬﺎ ﻝﻠﺨﺎرج ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﻋدم وﺠود ﻨظﺎم ﻀرﻴﺒﻲ ﻓﻌﺎل ﻴﻤﻜن ﻤن ﻤﻌرﻓﺔ
43
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤﻤﺘﻠﻜﺎت اﻷﻓراد ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺴﻴري اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎﻤﻲ اﻝﻌدﻴد ﻤن
اﻝﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻝﻤﻀرة ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝوطﻨﻲ وزﻴﺎدة اﻨﺘﺸﺎر اﻝﻔﺴﺎد ؛
.8وﺠود ﻨﻘﺎﺌص ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝﻘواﻨﻴن ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺴوء ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ووﺠود ﺜﻐرات ﻓﻲ أﺨرى
وﻏﻤوض ﻨﺼوص ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻷﺨرى ،ﻤﺜل ﻗﺎﻨون اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ اﻝذي ﻴﻌطﻲ ﺼﻼﺤﻴﺎت واﺴﻌﺔ
ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴن ﻹﺒرام ﺼﻔﻘﺎت ﺒﺎﻝﺘراﻀﻲ ﻓﻲ اﻝﺤﺎﻻت اﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻜﺎﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ،واﻝﺘﻲ ﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ
ﻋﻨﻬﺎ ﺘﻘدﻴم رﺸﺎوي ،أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﺤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،ﻓﻬﻲ ﻨﺎﻗﺼﺔ،
ﺤﻴث أن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺼﺎدر ﺴﻨﺔ 2006ﻝم ﻴﺘﻔﺎﻋل ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻤﻊ اﻷﻤور اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﻲ وردت ﻓﻲ
اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺼﺎدرة ﻋﺎم ،2003ﻜﻤﺜﺎل ﻤﺴﺄﻝﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺸﻬود وﻀﺤﺎﻴﺎ
اﻝﻔﺴﺎد ،ﻓﻬذا اﻝﻘﺎﻨون ﻻ ﻴﺸﺠﻊ اﻝﻤﺒﻠﻐﻴن ﻋن ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﻔﺴﺎد؛ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﺜل اﻝﻨﻘص ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻘﺎﻨون ﻤن
ﻨﺎﺤﻴﺔ أﺨرى ﻓﻲ ﻀرورة إﻨﺸﺎء ﻫﻴﺌﺎت ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻝﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،ﻝﻜن ﻤﺎ ﻫو ﻤﻌﻤول ﺒﻪ ﻋﻨدﻨﺎ أن
ﻫذﻩ اﻝﻬﻴﺌﺎت ﻴﺘم وﻀﻌﻬﺎ ﺘﺤت وﺼﺎﻴﺔ و ازرﺘﻲ اﻝﻌدل واﻝﻤﺎﻝﻴﺔ؛
.9ﻨﻘص ﻓﻲ ﺤرﻴﺔ اﻝﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،ﻓرﻏم اﻝﻤﺠﻬودات اﻝﺠﺒﺎرة اﻝﻤﺒذوﻝﺔ ﻤن طرف اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻨﺸر
اﻝﻌدﻴد ﻤن ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ إﻻ أﻨﻬﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻜﺒﻠﺔ ﺒﻔﻌل ﻗﺎﻨون اﻹﻋﻼم اﻝذي ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺤﺘﻜر ﻤن
طرف اﻝدوﻝﺔ.
ب -اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ:
ﻗﺼد ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻗﺎﻤت اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﺒﺈﺼدار اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ﺘﺠرم
أﻋﻤﺎل اﻝﻔﺴﺎد وﻤرﺘﻜﺒﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻤت ﺒﺈﻨﺸﺎء ﻋدد ﻤن اﻝﻬﻴﺌﺎت واﻷﺠﻬزة ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ ﺘﻘﺼﻲ اﻝﻔﺴﺎد
وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،وﻤن أﺒرز ﻫذﻩ اﻷﺠﻬزة واﻝﻘواﻨﻴن ﻨذﻜر ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
.1ﻤﺠﻠس اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ:
ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن ﻤﻬﺎﻤﻪ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ واﻷدوات اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﻝﻬﺎ ﺘﺴﻴﻴرﻩ اﻝذي ﻴرﻤﻲ إﻝﻰ أﻫداف
ﻤﻤﻴزة ،ﻓﺈن ﻤﺠﻠس اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺒﺎﺴﺘﺨدام ﻋﻬدﺘﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ.
ﻓﺒﻌد اﻝﺘﺄﻜد ﻤن إﻴداع اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت ﻤن طرف ﻤﺴﻴري اﻷﻤوال اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،وﻤن أن اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ ﺘﻌﻜس
ﻓﻌﻼ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻴرادات واﻝﻨﻔﻘﺎت ،ﻴطﺒق ﻤﺠﻠس اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ اﻝﺸروط اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻓرص اﻝﻔﺴﺎد
ﺘﺘراﺠﻊ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺄﻜد ﻤن ﺨﻼل ﺘطﺒﻴق ﺒرﻨﺎﻤﺠﻪ اﻝﺴﻨوي ﻝﺘﺼﻔﻴﺔ ﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻴن اﻝﻌﻤوﻤﻴﻴن ﻤن أﻨﻪ أﺜﻨﺎء ﺘﻨﻔﻴذ
ﻤﻴزاﻨﻴﺔ اﻝدوﻝﺔ ﻤن طرف اﻝدوﻝﺔ ﺘم ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺸروط اﻝﻨظﺎﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴري ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻔﻘﺎت واﻹﻴرادات اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﻋن
44
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
طرﻴق ﻓرض اﺴﺘﺤﻘﺎﻗﺎت أو ﻤﺨﺎﻝﺼﺎت إن اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻤر ،وﻴﻤﺎرس اﻝﻤﺠﻠس ﻋﻬدﺘﻪ اﻝﻌﺎدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤراﻗﺒﺔ
اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت.
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻤﻜن ﻝﻠﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝردﻋﻴﺔ ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻔﻌﺎﻝﺔ واﻝﻨﺎﺠﻌﺔ أن ﺘﻘﻠص ﻤن ﺤﺎﻻت ﻤﺤﺎوﻻت اﻝﻐش،
ﻤﺨﻠﻔﺔ ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺘزﻴد ﻤن ﺤرص اﻝﻤﺴﻴرﻴن وﻴﻘظﺘﻬم أﻤﺎم ﺤﺎﻻت اﻝﻔﺴﺎد.
إن ﻤﺠﻠس اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﺒﺘطﺒﻴﻘﻪ ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻝﻤراﻗﺒﺔ ﻨوﻋﻴﺔ ﺘﺴﻴﻴر اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ﻗﺎﺌم ﻋﻠﻰ أﺨطﺎر اﻝﻔﺴﺎد
وأﺴﺒﺎﺒﻪ ،وﺒﺈدﻻﺌﻪ ﺒﺘوﺼﻴﺎت ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﺘطوﻴر ﺘﺴﻴﻴر ﺴﻠﻴم ﻝﻸﻤوال اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،ﻴﺴﺎﻫم ﻋن طرﻴق
وﺴﺎﺌﻠﻪ اﻝﻤﺘوﻓرة ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻜل أﺸﻜﺎل اﻝﻐش.
45
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ج .ﺘﺴﻬﻴل ودﻋم اﻝﺘﻌﺎون اﻝدوﻝﻲ واﻝﻤﺴﺎﻋدة اﻝﺘﻘﻨﻴﺔ ﻤن أﺠل اﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ
ذﻝك اﺴﺘرداد اﻝﻤوﺠودات.
.3اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ:
ﺘم ﺘﻨﺼﻴﺒﻬﺎ ﻴوم 03ﺠﺎﻨﻔﻲ ،2011وﻫﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ اﻝوﺤﻴدة ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ
اﻝﻔﺴﺎد وﻤﺤﺎرﺒﺘﻪ ،وﻗد ﺘم إﻨﺸﺎؤﻫﺎ ﺒﻤوﺠب اﻝﻤﺎدة 17ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،وﻫﻲ ﺴﻠطﺔ
إدارﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ واﻻﺴﺘﻘﻼل اﻝﻤﺎﻝﻲ وﺘوﻀﻊ ﻝدى رﺌﻴس اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ ،وﺘﺘﺸﻜل ﻤن
رﺌﻴس وﺴﺘﺔ أﻋﻀﺎء ﻴﻌﻴﻨون ﺒﻤوﺠب ﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ ﻝﻤدة ﺨﻤس ﺴﻨوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻝﻠﺘﺠدﻴد ﻤرة واﺤدة ،وﺘﻨﺘﻬﻲ
ﻤﻬﺎﻤﻬم ﺒﻨﻔس اﻝﻜﻴﻔﻴﺔ.
ﺘﻬدف ﻫذﻩ اﻝﻬﻴﺌﺔ إﻝﻰ:
أ .ﺠﻤﻊ وﺘرﻜﻴز واﺴﺘﻐﻼل ﻜل ﻤﻌﻠوﻤﺔ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻤﺠﺎل اﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ؛
ب .اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﺎت واﻝﺒﺤث ﻋن اﻷدﻝﺔ ﺤول وﻗﺎﺌﻊ اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ اﻝﻜﺒرى ﻝﻠﻔﺴﺎد وﺘﻘدﻴم ﻤرﺘﻜﺒﻴﻬﺎ أﻤﺎم اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ؛
ج .ﺘطوﻴر اﻝﺘﻌﺎون ﻤﻊ اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝﻤﻤﺎﺜﻠﺔ؛
د .إﻗﺘراح ﻜل إﺠراء ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴن ﺴﻴر اﻝﺘﺤرﻴﺎت؛
ه .اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻹﺨطﺎر اﻝذاﺘﻲ ﻤن أﺠل اﺴﺘﻐﻼل اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺘداوﻝﻬﺎ اﻝﺼﺤﺎﻓﺔ أو أي ﺠﻬﺎت
أﺨرى.
ﻓﻲ ذات اﻝﺴﻴﺎق ﺘرأس رﺌﻴس اﻝﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻴوم اﻝﺨﻤﻴس 27دﻴﺴﻤﺒر 2018اﻝﻤواﻓق ل 19رﺒﻴﻊ
اﻝﺜﺎﻨﻲ 1440اﺠﺘﻤﺎﻋﺎ ﻝﻤﺠﻠس اﻝوزراء ،ﺤﻴث ﻗﺎم اﻝﻤﺠﻠس ﺒﺎﻝدراﺴﺔ واﻝﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺸروع ﻗﺎﻨون ﻴﻜﻤل
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺼﺎدر ﻓﻲ 2006واﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ .ﺤﻴث ﺘم إﻋداد ﻨص ﻷﺠل ﻤطﺎﺒﻘﺔ
اﻝﺘﺸرﻴﻊ ﻤﻊ اﻝدﺴﺘور اﻝﻤراﺠﻊ ﺴﻨﺔ ،2016ﻝﻴوﻀﻊ ﻤن ﻴوﻤﻬﺎ ﺒرﻨﺎﻤﺞ وطﻨﻲ ﻝﻠﺘﺤﺴﻴس واﻝﺘﻜوﻴن ﻀد
اﻝﻔﺴﺎد ،اﺴﺘﻔﺎد ﻤﻨﻪ إﻝﻰ ﻏﺎﻴﺔ اﻝﻴوم 4400ﻋون ﻴﻨﺘﻤون ﻝﻺدارات اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ واﻝﻘطﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻝﻌﻤوﻤﻲ
واﻝﺨﺎص واﻷﺴﻼك اﻷﻤﻨﻴﺔ ،وﻤﻤﺜﻠﻲ اﻝﺤرﻜﺔ اﻝﺠﻤﻌوﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﺘم ﺘﻘﻨﻴن ٕواﺜراء ﻤﻬﺎم اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠوﻗﺎﻴﺔ ﻤن
اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ؛ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺴﻴﺎق ﻨﺠد ﺒﺄن ﻫذا اﻝﻤﺸروع ﻗد ﺠﺎء ﻝﻴوﻀﺢ وﻴﻌزز ﻤﻬﺎم وﺼﻼﺤﻴﺎت ﻫذﻩ
اﻝﻬﻴﺌﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻜﻔل ﻤﺸروع اﻝﻘﺎﻨون ﺒﺎﻝﺘوﺼﻴﺎت اﻝﺘﻲ وﻀﻌﺘﻬﺎ اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة
ﻋﻘب ﺘﻘﻴﻴم اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،وﻫو اﻝﺘﻘﻴﻴم اﻝﻤﺴﺘﻨﺘﺞ ﺒﺼﻔﺔ اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ.
46
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
47
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
48
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
49
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
50
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-اﻝﻤوردون:
ﻷﻨﻬم ﻴﺸﻜﻠون اﻝداﺌﻨون اﻷواﺌل ﻤن ﺨﻼل اﻵﺠﺎل اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻨﺤوﻨﻬﺎ ﻝﻠﺸرﻜﺔ ﻝدﻓﻊ ﻤﺴﺘﺤﻘﺎﺘﻬم ﻤن ﺨﻼل
اﻝﺘﻌﺎون اﻝداﺌم.
-اﻝزﺒﺎﺌن:
ﻴﺠب وﻀﻊ ﻤﻬﻤﺔ إرﻀﺎء اﻝزﺒﺎﺌن ﻓﻲ ﻗﻠب ﻤﻬﺎم اﻝﻤؤﺴﺴﺔ ،وﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ أن ﺘﻨﻤﻲ ﻋﻼﻗﺔ
اﻝﺼداﻗﺔ واﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻤﻊ اﻝزﺒﺎﺌن ،وذﻝك ﺒﺎﺤﺘرام ﻤﺒدأ اﻝرﺒﺢ ﻝﻠﺠﻤﻴﻊ واﺤﺘرام اﻝﻘواﻨﻴن واﻝﻠواﺌﺢ ﻏﻴر اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ.
-اﻝﻤورد اﻝﺒﺸري:
ﻋﻠﻰ اﻝﻤؤﺴﺴﺔ أن ﺘﻜﺴب وﻻء اﻝﻴد اﻝﻌﺎﻤﻠﺔ اﻝﻤﺎﻫرة ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر أﻨﻪ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬم اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻝﻜﺒﻴر ﻷﺠل
ﺘﺤﻘﻴق اﻷﻫداف اﻝﻤﺴطرة .ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻨﺤو ﻓﺈن ﺘﺤﻔﻴزﻫم ٕوادﻤﺎﺠﻬم ﻀروري ،ﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺠب وﻀﻊ ﻨظﺎم
أﺠور ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﺤﻘﺎق واﻝﻜﻔﺎءة وﻜذﻝك ﺴﻴﺎﺴﺔ إﻀﻔﺎء وﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻋﺎدﻝﺔ ﻻﺴﺘﻐﻼل اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ ،ﻤﻊ
اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼر اﻝﺘﻜوﻴن واﻝﺘزاﻤﺎﺘﻬﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﺘﺠﺎﻫﻬم.
51
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﺤﻴث اﺤﺘﻠت اﻝرﺘﺒﺔ 119ﻤن أﺼل 187دوﻝﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺸف اﻝﺘﻘرﻴر إﻝﻰ أن ظﺎﻫرﺘﻲ اﻝﻔﺴﺎد واﻝرﺸوة وﺼﻠت
إﻝﻰ ﻤﺴﺘوﻴﺎت ﻗﻴﺎﺴﻴﺔ ،وﻫذا راﺠﻊ ﻝﻬﺸﺎﺸﺔ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻜﺎﻝﺤوﻜﻤﺔ
واﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ،وﻜذﻝك ﻝﺒﻌض اﻷﺴﺒﺎب اﻷﺨرى ﻤﺜل ﻓﺸل ﺨﺼﺨﺼﺔ اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،وﻜذا ﻨﻘص
اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ ﻤﻤﺎ ﺠﻌل اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ واﻝﺨﺎﺼﺔ ﺘﺸﻜل ﻋﺒﺌﺎ ﺜﻘﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺨزﻴﻨﺔ اﻝدوﻝﺔ ﺠراء ﺴوء
اﻝﺘﺴﻴﻴر وزﻴﺎدة ﺘﻔﺸﻲ ﺤﺎﻻت اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻓﻴﻬﺎ.
وﻋﻠﻴﻪ ،وﻀﻊ ﺨطط ﻜﻔﻴﻠﺔ ﺘﺘﻤﺎﺸﻰ وﻤﺘطﻠﺒﺎت ﺴﻴرورة اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻝﺸرﻜﺎت ﻓﻲ اﻝﻘطﺎﻋﻴن اﻝﺨﺎص
واﻝﻌﺎم أﻤر ﻻ ﻤﻔر ﻤﻨﻪ ،ذﻝك ﺒﻐﻴﺔ اﻝوﺼول إﻝﻰ ﻤرﺤﻠﺔ اﻷداء اﻷﻤﺜل ،ﻫذا ﻤن ﺨﻼل اﻝﺘﺨﻠص ﻤن ﺤﺎﻻت
اﻝرﺸوة واﻝﻔﺴﺎد وﻜل ﻤظﺎﻫر اﻻﻨﺤراف واﻝﺨﻠل اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻴق ﺘﺤﻘﻴق اﻝﻐﺎﻴﺎت اﻝﻤرﺠوة ﻤن وﺠود اﻗﺘﺼﺎد ﻤﻌﺎﻓﻰ
ﻴؤدي دو ار ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴق اﻻزدﻫﺎر واﻝرﻓﺎﻫﻴﺔ ﻝﻸﻓراد واﻝﻤﺠﺘﻤﻊ.
د -اﻝﺼﻌوﺒﺎت واﻝﻌراﻗﻴل اﻝﺘﻲ واﺠﻬﺘﻬﺎ اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ:
رﻏم ﻜل اﻝﺠﻬود اﻝﻤﺒذوﻝﺔ ﻤن اﻝﺴﻠطﺎت اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ واﻝﻬﻴﺂت اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﻤﺠﺎﺒﻬﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ إﻻ أن ﻫﻨﺎك
ﻋدة ﺼﻌوﺒﺎت وﻋراﻗﻴل واﺠﻬﺘﻬﺎ أﻫﻤﻬﺎ:
.1ﻏﻴﺎب اﻝوﻋﻲ اﻝﻔردي واﻝﺠﻤﺎﻋﻲ ﺤول اﻷﺨطﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋن ﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ؛
.2ﻏﻴﺎب اﻝﻜﻔﺎءة واﻝﻔﻌﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام اﻝﻤوارد اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ؛
.3ﻏﻴﺎب اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت اﻝﺨﺎﺼﺔ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ؛
.4اﺴﺘﻔﺤﺎل اﻝﻤﺎﻓﻴﺎ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ داﺨل اﻹدارات اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺤدوث ﺘﺂﻤر ﺴري ﻴﺴﻤﺢ
ﻝﻠﻤﺠرﻤﻴن ﻤن اﻹﻓﻼت ﻤن اﻝﻌﻘﺎب؛
.5ﺼﻌوﺒﺔ ﺘطﺒﻴق اﻝﻘواﻨﻴن ﻋﻠﻰ أرض اﻝواﻗﻊ ﻨظ ار ﻝﻠﻬﺸﺎﺸﺔ واﻝﻀﻌف اﻝﻠذان ﻴﻤﻴزان اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ؛
.6ﻏﻴﺎب اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘرﺒط اﻝﺠزاﺌر وﺒﻘﻴﺔ اﻝدول ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﺒﺎدل ﺘﺴﻠﻴم اﻝﻤﺠرﻤﻴن ،ﻤﻤﺎ ﻴﺸﺠﻌﻬم
ﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻘرار ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝدول اﻵﻤﻨﺔ؛
.7إﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻹﺼﻼح اﻝﺠدي ﻓﻲ ﻤﻴدان اﻝﻘﻀﺎء واﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻌداﻝﺔ وﻋدم ﺨﻀوﻋﻬﺎ ﻝﻠﻀﻐوطﺎت ﻤن
طرف أﺼﺤﺎب اﻝﻤﺼﺎﻝﺢ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ؛
.8ﻀﻌف اﻷداء ﻓﻲ اﻝرﻗﺎﺒﺔ واﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ واﻝﻌﻘﺎب ﻤن طرف ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤؤﺴﺴﺎت واﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝوطﻨﻴﺔ
اﻝﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر.
52
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـ ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ر ا دس
" ر Eا د ` 'Wف ا "pت
وا (Uت ا Hو " وا " "
• u! Kإ*'ام إ! "8ت و 4درات 'w د vwول ا? Mnات ! 4 H" ! uدئ # kا
BUا XYر و 2ر ا د ` ،أ ` أ_ دو " ، " Gوا " +y U Aق uا Hة # k
:Hc ا د: #H ،
"•X‚ -ا m cورو COE $€ا Tي دورﻩ إر† د L"4M! -ا Kن؛
AGء # k +yا د؛ BU -ا د +yا MKع ا < م؛
" mQ5v! -ق *Jن ا Hول ']•" = Hا د -ا? ` Hbا د +yا MKع ا? nص؛
']•" OAS؛ *' 7 Gا (U -آ " ت # k <iا د.
*Jن ا "5Š ‹U4ي " U -إHGاد \G M
@ 8Œد7 ا < ون وا " U و (U
` ABD/OECDأ_ # kا د +yآ"5
وا "• ا دي؛ د :Hc ا uا (Uت ا < " # k أ
" N‘4! u! HK# ، "K]'#’ 4 “ * -ق !Œد ا "# Xا Hو " ؛ (U -
BU $K]'#/و # kا د B ،ا Gد H7HG uا Hة؛ e" -
*'و! wل G c ا –•و! • wت +yذ ‹ أ ا < ون وا @ 8Œ " Uد. 7 (U -
ا H=SADC " Uا د 2001 U5؛
ا < ا ` FATF +- +y -ا 'Xق وL]'# ،•5
ا د أ uا "pت ا # k RSG <‚ Nœ د ا " ا?¤rا# k ]'h أ uا? rد وا "pت ا
و• Xw؛ :Hc
G c -أ uأ # k žOP%ا د " m c -ا 45؛
ا G8 $%ا # k ¡ <_ Nœا د RSGرأس -إ X%ء 8ن # kا د +yا?¤rا'h؛
أو ] . ¢£ -ا " eا ` 7 8 "UWا د و • # k؛
-ا 7Hان ا '¤wي B Kا د؛
¥"5'! -ا? u•bا 'ا†.H
53
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ﻨﺴﺘﺨﻠص أن ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺘﺘطﻠب اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻤﺤﺎور ،وأﻫﻤﻬﺎ:
أوﻻ :اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎ
إن إﺤداث ﺘﻐﻴﻴرات إدارﻴﺔ ٕواﺼﻼﺤﺎت داﺨﻠﻴﺔ ﺒﺄﺠﻬزة اﻝدوﻝﺔ وﻗطﺎﻋﺎﺘﻬﺎ اﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ اﻝﺨدﻤﻴﺔ وﻜذا اﻝﺴﻠﻌﻴﺔ
أﺼﺒﺢ ﻤن أﻫم اﻷوﻝوﻴﺎت ،ذﻝك ﻤن أﺠل اﻝﺤد ﻤن اﻝﻔﺴﺎد واﻝرﺸوة ﺒﺘﻠك اﻝﻘطﺎﻋﺎت ،ﺘﺘﻤﺜل أﻫﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1إﻋﺎدة اﻝﻨظر ﻓﻲ ظروف وأوﻀﺎع اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒﺎﻝﻘطﺎع اﻝﺤﻜوﻤﻲ ﺒرﻓﻊ اﻷﺠور واﻝﻤرﺘﺒﺎت وﺼرف
اﻝﻤﻜﺎﻓﺂت اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﺘوازن ﻓﻲ اﻝدﺨل ﺒﻴن اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻘطﺎﻋﺎت دون اﻝﻨظر ﻓﻲ
طﺒﻴﻌﺔ ﻨﺸﺎط اﻝﻘطﺎع وﻤﺎ ﻴدرﻩ ﻤن ﻋواﺌد ﻤﺎﻝﻴﺔ ﺘرﺠﻊ إﻝﻰ ﺘﻠك اﻝطﺒﻴﻌﺔ؛
-2ﺘرﺸﻴد اﻹﻨﻔﺎق اﻝﻌﺎم وﺘﺨﻔﻴف اﻹﺠراءات اﻝﺒﻴروﻗراطﻴﺔ وﺠﻌﻠﻬﺎ واﻀﺤﺔ وﺴﻬﻠﺔ وﺘﻌزﻴز اﻝﻼﻤرﻜزﻴﺔ؛
-3اﻝﺘرﻜﻴز أﺜﻨﺎء اﻝﺘدرﻴب ﻗﺒل اﻻﻝﺘﺤﺎق ﺒﺎﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﻨزاﻫﺔ وﺘﺤﻤل
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ؛
-4اﻋﺘﻤﺎد ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺘدوﻴر اﻝوظﻴﻔﻲ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎن ذﻝك ﻤﻤﻜﻨﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻝﺠﻬﺎت اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن أن ﺘﻨﺘﺸر
ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻌدﻻت اﻝﻔﺴﺎد واﻝرﺸوة ﻨﺘﻴﺠﺔ اﺴﺘﻤرار ﻨﻔس اﻝﺸﺨص ﻓﻴﻬﺎ ﻝﻤدة طوﻴﻠﺔ ﻜﺎﻝﻀراﺌب واﻝﺠﻤﺎرك
وﻜﺎﻓﺔ اﻷﻤﺎﻜن اﻝﺨدﻤﻴﺔ ذات اﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤﺒﺎﺸر ﺒﺎﻝﺠﻤﻬور؛
-5إﻨﺸﺎء وﺤدات رﻗﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ﻝﺘﻔﻌﻴل آﻝﻴﺎت اﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ واﻝﺘﻲ أﺜﺒﺘت
ﻓﻌﺎﻝﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻝدول ﻋﻠﻰ أن ﺘﻘوم ﻫذﻩ اﻝوﺤدات ﺒﺎﻻﺘﺼﺎل اﻝﻤﺒﺎﺸر ﺒﺎﻝﻘﻴﺎدات اﻝﻤﺴؤوﻝﺔ
واﻹﺒﻼغ ﻋن أﻴﺔ ﺼور ﻝﻼﻨﺤراف؛
-6ﺘﻜوﻴن ﻝﺠﺎن ﺨﺎﺼﺔ دورﻫﺎ إﻋداد ﻨظﺎم ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻴوﻀﺢ أداء اﻝﻤوظﻔﻴن ،ﻜﻤﺎ ﺘﻘوم ﺒﺈﺠراء ﺘﻔﺘﻴش
دوري ﺒﻴن اﻝدواﺌر اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ واﻝو ازرات دون إﻏﻔﺎل إﻋداد اﻝﺘﻘﺎرﻴر اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒذﻝك؛
-7ﺘدﻋﻴم ﻤواﺜﻴق وأﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝﻤﻬﻨﺔ واﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ٕواﻋﺎدة ﺘﻘﻴﻴم اﻹﺠراءات اﻝﺘﺄدﻴﺒﻴﺔ اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ
وﺘوﻗﻴﻊ اﻝﻌﻘوﺒﺎت اﻝﺼﺎرﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﻴن وﻤﺴﺎءﻝﺘﻬم ﻋن ﻤﺼﺎدر دﺨﻠﻬم وﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬم ﺒﺼﻔﺔ
ﻤﺴﺘﻤرة.
-8ﺘرﺴﻴﺦ ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻝﻨزاﻫﺔ ذﻝك ﻤن ﺨﻼل ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻬم اﻷﻓراد ﻝﻠوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﺤﻴث ﻴﺼﺒﺢ اﻝﺤﺼول
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴر ﻤرﻫون ﺒﺤزب أو اﻨﺘﻤﺎء ﺴﻴﺎﺴﻲ أو اﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻌﻴن ،ﻫذا ﻤﺎ ﺴﻴرﺴﺦ وﻻء اﻝﻔرد ﻝوظﻴﻔﺘﻪ
وﻝﻤؤﺴﺴﺘﻪ؛
54
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-9اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤوظﻔﻴن ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝﺠدارة ،اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،واﻻﺴﺘﺤﻘﺎق ،وﻝﻴس ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻝوﺴﺎطﺔ
واﻝﻤﺠﺎﻤﻼت؛
-10ﺠﻌل اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓوق ﻜل اﻋﺘﺒﺎر ،أي ﺘﻐﻠﻴﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﺎﻝﻤوظف
اﻝﺤﻜوﻤﻲ ﻤوﺠود ﻤن أﺠل ﺘﺴﺨﻴر ﻤﻬﺎﻤﻪ ﻝﺨدﻤﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﻋﺒر وظﻴﻔﺘﻪ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﻫذا ﻤﺎ ﻻ ﺒد أن
ﻴﻜون واﻗﻌﺎ ﻻ ﻤﺠرد ﺸﻌﺎرات ﻋﻠﻰ اﻝورق؛
-11زﻴﺎدة ﻤوارد اﻝدوﻝﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘطوﻴر اﻝﻨظﺎم اﻝﻀرﻴﺒﻲ وﺘرﺸﻴد اﻝﻨﻔﻘﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ورﻓﻊ اﻝرواﺘب
واﻷﺠور ﻝﺘﻘﻠﻴل ﺤﺎﺠﺔ ﻤوظﻔﻲ اﻝدوﻝﺔ ﻝﻘﺒول رﺸﺎوي وﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺒﻬدف زﻴﺎدة دﺨﻠﻬم وﺘﺤﺴﻴن
ﻤﺴﺘوى ﻤﻌﻴﺸﺘﻬم؛
-12دﻋم اﻝﺒﺤوث اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد واﻝرﺸوة ،وﺘﺒﺼﻴر اﻝدول واﻷﺠﻬزة اﻹدارﻴﺔ ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ
اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺘﻠك اﻝﺒﺤوث وﻤﺎ ﺘﻨﺘﻬﻲ إﻝﻴﻪ ﻤن ﺘوﺼﻴﺎت ﻝﺘﻘﻠﻴل ﻨﻔﻘﺎت وﺘﻜﺎﻝﻴف اﻝﻔﺴﺎد واﻝرﺸوة.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ
ﻤن أﺠل اﻝﺤد ،وﺒﺸﻜل ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻤن ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ،وآﺜﺎرﻫﺎ ،ﻻ ﺒد ﻤن اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ،
ذﻝك ﻤن ﺨﻼل:
-1ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﻨظوﻤﺔ اﻝﻘﻴم اﻝدﻴﻨﻴﺔ ﻝدى اﻝﻔرد ،وﺘﻘوﻴﺔ اﻝوازع اﻝدﻴﻨﻲ ﻋن طرﻴق اﻝﻤﺴﺎﺠد ،واﻝﻤؤﺴﺴﺎت
اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ؛
-2إﻗﺎﻤﺔ اﻝدورات ،وﻋﻘد اﻝﻨدوات ،واﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن اﻝﺨﺒرات ﻤن أﺠل ﻏرس اﻝﻘﻴم واﻷﺨﻼق اﻝﺤﻤﻴدة ﻓﻲ
أﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ؛
-3اﻝﺘﺤﻔﻴزٕ ،واظﻬﺎر ﻤﺤﺎﺴن وأﻫﻤﻴﺔ اﻝﻜﺴب اﻝﺸرﻴف ،ﻤﻊ ﺘوﻀﻴﺢ ﻓﻲ ذات اﻝوﻗت اﻝﻌواﻗب ﻓﻲ ﺤﺎل
اﻋﺘﻤﺎد أﺤد أﺸﻜﺎل اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري؛
-4ﺘوﺴﻴﻊ اﻝدور اﻝﺠﻤﺎﻫﻴري ﻓﻲ ﻜﺸف وﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،واﻝﺘﺒﻠﻴﻎ ﻋن اﻝﻤﻔﺴدﻴن؛
-5ﺘﺨﺼﻴص ﻤﻜﺎﻓﺂت ﻝﻤن ﻴﺒﻠﻎ ﻋن اﻝﻤﻔﺴدﻴن وﺤﺎﻻت اﻝﻔﺴﺎد؛
-6ﺘﻔﻌﻴل روح اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛
-7ﺘﻘوﻴﺔ أﻨظﻤﺔ اﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ داﺨل ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻬﻴﺂت ،اﻝﻤﻨظﻤﺎت وﻜذا اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ.
55
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﺜﺎﻝﺜﺎ :ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ
اﻝﺤد ﻤن ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻴﺘطﻠب ﺘﻀﺎﻓ ار ﻝﻠﺠﻬود ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ،
ذﻝك ﻤن ﺨﻼل:
-1اﻝﻘﺎﻨون ﺴﻴد ،ذﻝك ﺒﺘرﺴﻴﺦ ﻤﺒدأ اﻝﻘﺎﻨون ﻓوق اﻝﺠﻤﻴﻊ ،ﻤﻊ ﺘﺒﺴﻴط اﻝﻘواﻨﻴن ﻤن أﺠل ﺘﻴﺴﻴر ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ؛
-2ﺘوﻓﻴر اﻝﻘﻴﺎدات اﻝﺸﺎﺒﺔ ذات اﻝﻜﻔﺎءات اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﻤﺸﺎرﻴﻌﻬﺎ ﺤﺴﺎ ﺘﻨﻤوﻴﺎ ﻤؤﻤﻨﺎ ﺒﺎﻝﺘﻐﻴﻴر ﻨﺤو
اﻷﻓﻀل؛
-3ﻀﻤﺎن اﻝﻔﺼل ﺒﻴن اﻝﺴﻠطﺎت ﻤن ﺨﻼل ﺘﻘوﻴﺔ اﻝﺴﻠطﺔ اﻝﺒرﻝﻤﺎﻨﻴﺔ وﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ
اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت وﻤﺴﺎءﻝﺔ ﺠﻬﺎز اﻝدوﻝﺔ واﻝﺴﻠطﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ وﺘﻌزﻴز اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎء ﺤﺘﻰ ﺘﺘواﻓر ﻝﻪ اﻝﻘدرة
ﻋﻠﻰ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺒﻔﺎﻋﻠﻴﺔ؛
-4ﻀﻤﺎن اﺴﺘﻘﻼل اﻝﻬﻴﺌﺎت اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل إﻋطﺎﺌﻬﺎ ﺘﻔوﻴﻀﺎ واﻀﺤﺎ وﻗﺎطﻌﺎ ﻤن اﻝﺒرﻝﻤﺎن ﻝﻤراﻗﺒﺔ
أداء اﻷﺠﻬزة اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔٕ ،واﺼدار ﺘﺸرﻴﻌﺎت ﺘﻀﻤن ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن ﺘدﺨل اﻷﺠﻬزة اﻷﻤﻨﻴﺔ واﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻤﻊ
ﺘوﻓﻴر اﻝﻤوارد اﻝﻤﺎدﻴﺔ واﻝﻔﻨﻴﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﻤﻜﻴﻨﻬﺎ ﻤن أداء دورﻫﺎ ﺒﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ٕواﻋطﺎﺌﻬﺎ اﻝﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻼزﻤﺔ ﻷداء ﻤﻬﺎﻤﻬﺎ؛
-5اﻻﻨﻔﺘﺎح ،وﺘرﺴﻴﺦ اﻝﺘﻌددﻴﺔ اﻝدﻴﻤوﻗراطﻴﺔ ،وﻀﻤﺎن اﻝﻨزاﻫﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻤن أﺠل ﺨﻠق ﺴﻠطﺔ ﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ
ﻤﻊ اﻝﻤواطﻨﻴن ،ﺘﺴﻌﻰ ﻝﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،وﺘﻠﺒﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘطﻠﻌﺎت؛
-6ﻀﻤﺎن اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﺠﻬﺎز اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ،وﻨزاﻫﺘﻪ ،وﺘوﻓﻴر ﻤﺤﻴط ﺒﻌﻴد ﻋن اﻝﻀﻐوطﺎت واﻝﺘدﺨﻼت ﻤن
أﺠل ﺘﺤﻘﻴق اﻝﺼراﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﺘطﺒﻴق؛
-7ﺘﻔﻌﻴل ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻝﺤﻜوﻤﺔ اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ؛
-8اﻻﺘﺠﺎﻩ ﻨﺤو اﻋﺘﻤﺎد اﻝﺤﻜم اﻝراﺸد ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴر ﻤﺨﺘﻠف اﻹدارات.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :اﻋﻼﻤﻴﺎ
ﺘﻌﺘﺒر وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼم ﻤن أﻫم أدوات ﻀﺒط اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﺘﺒﻌﺎﺘﻪ ،ﻴﺘﻤﺜل دورﻫﺎ
ﻓﻲ:
-1اﻝﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻏرس اﻝﻘﻴم اﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ،طرق اﻝﺘﻔﻜﻴر اﻝﺼﺎﺌﺒﺔ
وﻜذا ﺘﻘﻨﻴﺎت اﻝﻌﻤل اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ؛
56
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-2اﻝﺴﻌﻲ إﻝﻰ إﻋﺎدة ﺘرﺘﻴب ﻗﻴﻤﻲ وﺴﻠوﻜﻲ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤن ﺨﻼل ﺨﻠق اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺠدﻴدة أو ﺘﻘوﻴﺔ
اﻝﻤوﺠودة إن ﻜﺎﻨت ﺴﻠﻴﻤﺔ وﻓرض اﻷوﻀﺎع اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻝﻤرﻏوب ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﻴدا ﻋن ﻜل اﻝﺴﻠوﻜﻴﺎت
ﻏﻴر اﻝﺤﻤﻴدة واﻝﻤﻨﺤرﻓﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺘم اﻝﻜﺸف ﻋﻨﻬﺎ؛
-3ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝروح اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤن أﺠل اﻝﺘﺨﻠص ﻤن ﺘﻠك اﻷﻨﺎﻨﻴﺔ وﺤب اﻝذات واﻝﻨزﻋﺔ اﻝﻔردﻴﺔ اﻝﻤوﺠودة
ﻝدى ﻜل ﻓرد؛
-4اﻝﺘوﻋﻴﺔ ﺒﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ،ﻤن أﺠل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ،وزﻴﺎدة اﻝﻔﻬم واﺴﺘﻴﻌﺎﺒﻬﺎ ،ﻤن أﺠل اﻝدﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ؛
-5ﻓﻀﺢ اﻝﻤﻔﺴدﻴن ﻜﻲ ﻴﺴﻘطوا ﻤن أﻨظﺎر اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻤن أﺠل ﻤﺤﺎﺴﺒﺘﻬم ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺼﻌدة؛
-6ﻨﻘل اﻝﻘﻴم اﻝﺤﻀﺎرﻴﺔ واﻝﻤﻤﺎرﺴﺎت اﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ﻤن اﻝﺒﻠدان اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ إﻝﻰ اﻝﺒﻠدان اﻝﺴﺎﺌرة ﻓﻲ طرﻴق اﻝﻨﻤو؛
-7ﺘﺤرﻴك اﻝﺸﺎرع ﻤن أﺠل اﻝﺘﺤرك ﻀد ظﺎﻫرة ﻏﻴر ﺴﻠﻴﻤﺔ ،أو ﻗواﻨﻴن ﺠﺎﺌرة ﻓﻲ إطﺎر ﻤﻨظم ،وﺒطرﻴﻘﺔ
ﺒﻨﺎءة؛
-8زﻴﺎدة اﻝوﻋﻲ ﺒﻤﺨﺎطر اﻝﻔﺴﺎد ﺒﺎﻋﺘﻤﺎد ﻤﺨﺘﻠف وﺴﺎﺌل اﻹﻋﻼم واﻝﺘوﻋﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ؛
-9ﻤراﻗﺒﺔ اﻝﺠﻬﺎت اﻝﺘﻲ ﺘطﺒق اﻝﻘواﻨﻴن ،ﺘوﺠﻬﻬﺎ وﺘدﻋﻤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨدم اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤﻊ؛
-10ﺘﻘوﻴﺔ اﻷﺠﻬزة اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ ﻝﻠﺤﻜوﻤﺔ ودﻋﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻌﻴﻬﺎ ،ﻤﻊ ﺘوﻓﻴر اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻬﺎ.
57
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ا ج
و ر
ا د
58
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤﺎ ﻓﺘﺊ اﻝﻔﺴﺎد ﻴﻔﺘك ﺒﻤﺨﺘﻠف اﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝدول ،ﻝذا ﺴﻌت دوﻤﺎ ﻤن أﺠل ﺘﻜرﻴس ﺤﻠول ﻝﻠوﻗﺎﻴﺔ ﻤﻨﻪ
وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،ﻤﺘﺒﻨﻴﺔ ﻓﻲ ذﻝك اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘﻲ ﺴﺘﺠﺴدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل اﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﻋﻠﻰ أرض اﻝواﻗﻊ.
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻨﻘطﺔ ﻤن اﻝﻤطﺒوﻋﺔ ،ﺴﻴﺘم اﻝﺘطرق ﻝﺠﻤﻠﺔ ﻤن ﺘﺠﺎرب ﺒﻌض اﻝدول ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد.
59
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-1ﺼراﻤﺔ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤوﻀوﻋﺔ ،وﺴﻴﺎدﺘﻬﺎ ﺒﻀﻤﺎن ﺴرﻴﺎﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺠﻤﻴﻊ دون اﺴﺘﺜﻨﺎء ،ﻤﻊ ﻀﻤﺎن
اﺴﺘﻘرار أﺠﻬزة اﻝدوﻝﺔ ذات اﻝﻜﻔﺎءة ،اﻝﻨزاﻫﺔ واﻻﻨﻀﺒﺎط؛
-2إﻋطﺎء اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻝﻠﻤﺼﺎﻝﺢ اﻷوﻝﻰ ﺒﺎﻝرﻋﺎﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺤﺎل ﺘﻌﺎرض ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻊ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺨﺎﺼﺔ،
ﻓﺎﻷﻜﻴد أن اﻷوﻝوﻴﺔ ﻝﻠﻌﺎﻤﺔ ،وﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻌﺎرض اﻝﺤرﻴﺎت اﻝﻔردﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ﻓﺴﻴﺘم إﻋطﺎء اﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻝﻠﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻷوﻝﻰ؛
-3اﻝﺘﻤﻌن ﻓﻲ ﻋواﻗب اﻷﻤور ﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋن أي ﺸﻲء ،ﻓﺄي ﻓﻌل ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ إﺨﻼل ﺒﺎﻻﺴﺘﻘرار،
أو ﺤﻴﺎد ﻋن اﻝﻨﻬﺞ اﻝﺼﺤﻴﺢ ،ﺴﻴﻜﺘﺴب ﺼﻔﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،وﻴﺨﻀﻊ ﻤرﺘﻜﺒﻪ ﻝﻠﺤﺴﺎب واﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ ،ﻤﻊ
ﻀﻤﺎن ﺴرﻋﺔ رد اﻝﻔﻌل ،وﺴرﻋﺔ ﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻷوﻀﺎع ﻝﻀﻤﺎن ﻋدم ﺘﻔﺎﻗﻤﻬﺎ؛
-4إﻨﻤﺎء ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋدم اﻝﺘﺴﺎﻤﺢ ﻀد اﻝﻔﺴﺎد ،ﺒﺤﻴث أﺼﺒﺤت ﻫذﻩ اﻝﻔﻜرة راﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﻐﺎﻓورة وﻓﻲ طرﻴﻘﺔ
ﺤﻴﺎة اﻝﻤواطﻨﻴن اﻝﺴﻨﻐﺎﻓورﻴﻴن.
ﺘﻌﺘﻤد ﺴﻨﻐﺎﻓورة ﻋﻠﻰ ﺘﺸرﻴﻌﻴن رﺌﻴﺴﻴﻴن ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻴﺘﻤﺜﻼن ﻓﻲ:
-1ﻗﺎﻨون اﻝوﻗﺎﻴﺔ وﻤﻨﻊ اﻝﻔﺴﺎد؛
-2ﻗﺎﻨون اﻝﻔﺴﺎد واﻻﺘﺠﺎر ﺒﺎﻝﻤﺨدرات وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﺠراﺌم اﻝﺨطﻴرة .
ﻫﺎﺘﺎن اﻝﺴﻴﺎﺴﺘﺎن ﺘطﺒﻘﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﺸﺨﺎص اﻝذﻴن ﻴﻘدﻤون أو ﻴﺘﻠﻘون اﻝرﺸﺎوى ﻓﻲ اﻝﻘطﺎﻋﻴن اﻝﻌﺎم
ﻴﻌزز ﻫذا اﻝوﻀﻊ اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻘﻀﺎء ،وﻴوﻓر ﻝﻪ اﻝﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﺘدﺨل اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ،
واﻝﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﺤد ﺴواء .ﻜﻤﺎ ّ
وﻴﺘﺒﻨﻰ ﻤوﻗﻌﺎ رادﻋﺎ ﺒﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﻤوﻀوﻋﻴﺔ وﻴﺼدر أﺤﻜﺎﻤﺎ ﺼﺎرﻤﺔ ﻓﻲ ﺤق ﻜل ﻤن ﺘﺨول ﻝﻪ ﻨﻔﺴﻪ ﺸراء
ّ
ﺨدﻤﺔ أو ﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒواﺴطﺔ رﺸوة ،ﻴﺸﻤل ذﻝك اﻝراﺸﻲ واﻝﻤرﺘﺸﻲ .ﻜﻤﺎ ﻴﻴﻘﻊ ﻋبء اﻹﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺘﻬم
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ ،ﺒﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ أن اﻝﺜروة اﻝﻐﺎﻤﻀﺔ ٕواذا ﻜﺎﻨت ﻻ ﺘﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ
ً ﻝﻴﺜﺒت اﻝﻌﻜس أي ﻜوﻨﻪ اﻜﺘﺴب أﻤواﻝﻪ
ﻤﺼﺎدر دﺨﻠﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ،ﻴﻤﻜن ﻤﺼﺎدرﺘﻬﺎ وﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ.
وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺴﻨﻐﺎﻓورة أﺨذت ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻤل اﻝﺠد ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻨظﻴف اﻝﺒﻼد ﻤن اﻝرﺸوة واﻝﻔﺴﺎد ،ﺒﺤﻴث ﻨﺠﺤت
إﻝﻰ ﺤد ﺒﻌﻴد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ،واﻷﻤر اﻝﻤﻬم ﻫﻨﺎ وﺠود وﺘوﻓر اﻹرادة اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.
60
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻹﻏ ارءات اﻝﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎﺒل ،ﻤﻬﻤﺔ ﻫذﻩ اﻝﻠﺠﻨﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻜﺸف وﻗﻤﻊ اﻝﻔﺴﺎد واﻝﻤﻔﺴدﻴن ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠف
اﻝﻤﺴﺘوﻴﺎت.
ﺘﺒﻌﺎ ﻝﺘﻘﺎرﻴر ﻤﻨظﻤﺔ اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ ،ﻓﻘد ﻨﺠﺤت ﻫوﻨﻎ ﻜوﻨﻎ ﻓﻲ أن ﺘﻜون ﻤن ﺒﻴن اﻝدول اﻝﻌﺸرﻴن
اﻷواﺌل ﻋﺎﻝﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻝﻌﻘود طوﻴﻠﺔ ،ﺒﻔﻀل ﻤﺎ ﺘﺒذﻝﻪ ﻤن ﺠﻬود ،وﻤﺎ ﺴطرﺘﻪ ﻤن ﺒراﻤﺞ.
61
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
62
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
63
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
64
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻜﺎن ﺒدأ اﻝﺘﺤول ﻓﻲ ﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ ﻨﺤو ﺘﺴﺨﻴر اﻝﻨزاﻫﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻤﺒﻜرا ،ﻗﺒل ﺤﺘﻰ اﻝﺘﺤرر ﻤن اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر،
ﺒﺤﻴث أول ﻝﺠﻨﺔ ﺸﻜﻠت ﻝﻐرض ذﻝك ﺴﻨﺔ ،1955ﺘﺤت ﻤﺴﻤﻰ "ﻝﺠﻨﺔ ﺘﺎﻴﻠور" ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ رﺼد اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ
ﻗطﺎع اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ ،أﻫم ﻤﺎ ﺨﻠﺼت إﻝﻴﻪ ﻫو أن وﺠود اﻝرﺸوة وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن أﻨواع اﻝﻔﺴﺎد ﻤرﺘﺒط ﺒﻀﻌف
ﻫﻴﺎﻜل اﻹدارات اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ ،اﻷﻤر اﻝذي ﻻ ﺒد ﻤن ﻤواﺠﻬﺘﻪ ﺒﺎﺴﺘﺤداث ﻤﻨظوﻤﺔ أﻜﺜر ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺘﻀﻤن اﻝﺘطور
اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ اﻝﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﺤﺘﻴﺔ ﻝﻠﺒﻠد .ﺘوﺴﻌت ﻤﻬﺎم ﻫذﻩ اﻝﻠﺠﻨﺔ ﻝﺘﺼﺒﺢ وﻜﺎﻝﺔ ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺎﺨﺘﺒﺎر ﺴﻼﻤﺔ ﻤﺨﺘﻠف
اﻹﺠراءات اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ ،إﻋطﺎء اﻝﻨﺼﺎﺌﺢ ﻝﻤن ﻴﺤﺘﺎﺠﻬﺎ ،وﻜذا ﻨﺸر اﻝوﻋﻲ وﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد.
ﺴﻨﺔ ،2004ﺘم اﺴﺘﺤداث اﺴﺘراﺘﻴﺠﻴﺎت ﺠدﻴدة ﻤن ﻗﺒل اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ،أطﻠق ﻋﻠﻴﻬﺎ
"اﻝﺨطﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ ﻝﻠﻨزاﻫﺔ" ،أﺴﺴﻬﺎ ﺨﻤس ﻫﻲ:
-1اﻝﺤد ﻤن اﻝﻔﺴﺎد؛
-2ﻤﻨﻊ اﺴﺘﻐﻼل اﻝﺴﻠطﺔ ﻓﻲ ﻏﻴر ﻤﺤﻠﻪ؛
-3ﺘﺤﺴﻴن ﻜﻔﺎءة اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﻤﻘدﻤﺔ؛
-4ﺘﻌزﻴز ﻤﺒدأ اﻝﺤوﻜﻤﺔ؛
-5ﺘﻌزﻴز اﻝﻔﻜر اﻝﺘوﻋوي ،وﺘﺤﺴﻴس اﻝﻤواطﻨﻴن ﺒﺄﻫﻤﻴﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد.
ﺴﻨﺔ 2009ﺘم ﺘرﺴﻴم ﻫﻴﺄة ﺨﺎﺼﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﺤﻠت ﻤﺤل اﻝﻬﻴﺄة اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ رأﺴﻬﺎ ﺴﺒﻊ
ﻤﺴﺘﺸﺎرﻴن ﻤﺴﺘﻘﻠﻴن ،ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﺒداﻴﺔ ﻜﺎﻨت ﻤﺒﺎﺸرة اﻝﻤﺘﺎﺒﻌﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻝﻠﻤﺴؤوﻝﻴن اﻝﻔﺎﺴدﻴن ﻝﻜن اﻝﺤزب
اﻝﺤﺎﻜم رﻓض اﻷﻤر ،ﻓﺒدل اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﺘﺎﻤﺔ ﺘﺒﻘﻰ اﻝﻘوة اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴد اﻝﻤدﻋﻲ اﻝﻌﺎم .ﺒﻘﻴت ﻫذﻩ اﻝﻬﻴﺄة ﺘﻘوم
ﺒﺠﻬود ﻜﺒﻴرة وﻋﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠﺘﺤﻘﻴق ﻓﻲ اﻝﻔﺴﺎد ﺒﻤﺨﺘﻠف ﻤﺴﺘوﻴﺎﺘﻪ ،ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓرﻴﻘﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻹﻋطﺎء اﻝﻨﺼﺎﺌﺢ
واﻝﺘوﺠﻴﻬﺎت ﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﺘﻌﻴﻴﻨﺎت اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻝﺘطوﻴرﻫﺎ ،ﺴﻨﺔ 2012ﺘم اﻗﺘراح ﻤﺸروع ﻴوﺠب ﻋﻠﻰ ﻜل اﻝوزراء
وﻤوظﻔﻲ اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ واﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻜﺸف ﻤﺨﺘﻠف ﻤﺼﺎدرﻫم وذﻤﻤﻬم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ اﻋﺘﻤدت ﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ أﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺤوﻜﻤﺔ اﻹﻝﻜﺘروﻨﻴﺔ ،ذﻝك ﻤن ﺨﻼل ﻓﺘﺢ ﺒواﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺘرﻨت ﺘﺴﻤﺢ
ﺒﺎﻝوﻝوج ﻝﻜﺎﻓﺔ اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ اﻝﺤﻜوﻤﺔ ﻜﺎﻝﻤﻨﺎﻗﺼﺎت ،ﻤﻤﺎ ﻴوﻓر ﻋداﻝﺔ ﺒﻴن رﺠﺎل اﻷﻋﻤﺎل ،ﺤﻴث ﻝﻜل
واﺤد اﻝﺤق ﻓﻲ اﻝﺘﺴﺠﻴل ،اﻝﺘﺼرﻴﺢ ،واﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘراﺨﻴص ﻤن ﺠﻬﺔ ،وﻤن ﺠﻬﺔ ﻝﺘﻤوﻴل ﻫذﻩ اﻝﺒواﺒﺔ ﺘم
ﻓرض ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻝﻀراﺌب ﻋﻠﻰ اﻷﻨﺘرﻨت.
ﻤن ﺨﻼل ﻤﺎ ﺴﺒق ،ﺘﻤﻜﻨت ﻤﺎﻝﻴزﻴﺎ ﻤن اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر واﻹﺤﺎطﺔ ﺒﻬﺎ ،إﻴﻤﺎﻨﺎ
ﻤﻨﻬﺎ أﻨﻬﺎ ﺘﺸﻜل ﺨط ار ﻜﺒﻴ ار ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ واﻝﺘطور ،اﻷﻤر اﻝذي ﻝم ﻴﻜن ﻝﻪ أن ﻴﺘم إﻻ ﺒوﺠود إرادة ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗوﻴﺔ.
65
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـــــ ا ــــــــــــ ر ا `
" ذج *#رب Ÿ$ا 0ول 9( N FG
ا د"
66
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻤن أﻫم ﻤﺎ ﻴﻤﻴز أي ﻤﻬﻨﺔ ﻫو ﻀرورة اﻝﺘزام أﻓرادﻫﺎ ﺒﻘواﻋد وﻤﺒﺎدئ ﺴﻠوﻜﻴﺔ ﺘﺤﻜم ﺘﺼرﻓﺎﺘﻬم
اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﺒوﺠﻪ أﺨص ،ﻝذا ﻻ ﺴﻴﺘم اﻹﺸﺎرة ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻤﺤور إﻝﻰ ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ،ﻤﻨطﻠﻘﻬﺎ ،وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻨﻘﺎط
اﻝﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﻬﺎ.
-1ﻤﻔﻬوم اﻷﺨﻼق:
ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺎﻷﺨﻼق "ﻗواﻋد اﻝﺴﻠوك" ،ﻓﻘد ﻋرﻓت ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ " :ﻤﺠﻤل ﻗواﻋد اﻝﺴﻠوك اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻝﻤﻌﻤول
ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻌﻴن ،ﻫﻲ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،وﺴﺎرﻴﺔ اﻝﻤﻔﻌول ﻋﺒر ﻜل اﻷﺠﻴﺎل" ،ﻜﻤﺎ ﻋرﻓت ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ "ذﻝك اﻝﻘﺎﻨون
ﻏﻴر اﻝﻤﻜﺘوب ،اﻝذي ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘوﺠﻴﻪ ﺴﻠوﻜﻴﺎت أﻓراد اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ" .ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻤوم ،ﻫﻲ ﺘﻠك اﻝﻘﻴم اﻝﺘﻲ ﻴﺘﺤﻠﻰ
ﺒﻬﺎ اﻝﻔرد ،ذات اﻝﺘﺄﺜﻴر ﻋﻠﻰ ﺴﻠوﻜﻪ اﻝﻌﺎم واﻝﺨﺎص ،اﻝداﻋﻤﺔ ﻝﻠﺤق ،واﻝﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻝﻠﺒﺎطل واﻝظﻠم ،ﺘﻨدرج ﻀﻤن
ﻗواﻋد وﻤﻌﺎﻴﻴر ﻤﺤددة وﺜﺎﺒﺘﺔ ﻋﺒر ﻤﺨﺘﻠف اﻷﺠﻴﺎل.
ﻴﻌﺘﺒر أول اﻝﺒﺎﺤﺜﻴن ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻷﺨﻼق اﻝﻌﺎﻝم "أرﺴطو" ،ﺒﺤﻴث ﻓرق ﺒﻴﻨﻬﺎ وﺒﻴن اﻷﺨﻼﻗﻴﺎت ،ﻤﻌﺘﺒ ار
إﻴﺎﻫﺎ ﻤﺠﻤوع طﺒﺎﺌﻊ اﻷﺸﺨﺎص اﻝﻨﺎﺘﺠﺔ ﺒﻴن اﻝﻌﻘل واﻝرﻏﺒﺎت.
67
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﺘﻲ ﻗد ﻴواﺠﻬﻬﺎ اﻝﻤوظف ،إذن ﻓدورﻫﺎ اﻝرﺌﻴﺴﻲ إرﺸﺎد وﺘوﺠﻴﻪ اﻝﻤوظف ﻨﺤو ﻤﺎ ﻴﺠب إﺘﺒﺎﻋﻪ ﻤن ﺤﻠول ﻓﻲ
ﺤﺎل ﺘﻌرﻀﻪ ﻝﻤﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻝﻌﻤلٕ ،واﺤداث ذﻝك اﻝﺘوازن ﺒﻴن ﻤﺨﺘﻠف اﻷﻋوان اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﻴن.
وﻋﻠﻴﻪ ،ﻜﺘﻌرﻴف ﻤﺤوﺼل ﻴﻤﻜن اﻝﻘول أن "أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝﻌﻤل ﻫﻲ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻝﻘﻴم ،اﻝﻤﺒﺎدئ
واﻝﻤﻌﺘﻘدات اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم ﺴﻠوك اﻝﻤوظف وﺘوﺠﻬﻪ ﻨﺤو اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ اررات اﻝﺼﺎﺌﺒﺔ واﻝﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻤﺴﺘﻤدة ﻤن اﻷﺴرة،
اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،واﻝﻤؤﺴﺴﺔ".
-1اﻝﻤﺼدر اﻝدﻴﻨﻲ:
ﺘﻌﺘﺒر اﻷدﻴﺎن اﻝﺴﻤﺎوﻴﺔ ﻤن أﻫم اﻝﻤﺼﺎدر اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﻤد ﻤﻨﻬﺎ أﺨﻼق اﻹﻨﺴﺎن ،ﻤﻨﻬﺎ أﻴﻀﺎ ﺘﺒﻨﻰ
ﺴﻠوﻜﻴﺎﺘﻪ ،وﺘوﻀﺢ ﻤﻨﺎﻫﺞ اﻝﺤﻴﺎة واﻝﻌﻤل .ﺒﺎﻝﻌودة ﻝﻺﺴﻼم ،ﻓﺎﻝﻘرآن واﻝﺴﻨﺔ اﻝﻨﺒوﻴﺔ اﻝﺸرﻴﻔﺔ ﻗد ﺤددا أﻫم ﻤﺎ
ﻴﺠب أن ﻴﺘﺤﻠﻰ ﺒﻪ اﻝﻔرد ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻪ ،ﻤن ﺼدق ،أﻤﺎﻨﺔ ،اﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ،اﻝﺠﻬر ﺒﺎﻝﺤق ،اﻝوﻓﺎء ،اﻻﻨﻀﺒﺎط،
اﻻﺒﺘﻌﺎد ﻋن ﺸﻬﺎدة اﻝزور ،اﻝﺸرف ،اﻝﺸورى ﻷﺠل اﺘﺨﺎذ اﻝﻘ ارر ،وﻏﻴرﻫﺎ ﻤن اﻝﻘﻴم اﻝﺴﻤﺤﺔ اﻝﺘﻲ ﺠﺎء
اﻹﺴﻼم ﻝﺘوطﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻝذات اﻝﺒﺸرﻴﺔ.
-2اﻝﻔرد:
ﻤن اﻝﻤﺘﻌﺎرف أن أي ﻓرد ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن ﻝن ﻴﻘدم ﻋﻠﻰ ﻋﻤل إﻻ إذا ارﺘﺄى ﻀرورﺘﻪ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ،
ﺴﺘﺨﻀﻊ ﻗواﻋد وﺴﻠوﻜﻴﺎت اﻝﻌﻤل إﻝﻰ ﺘﻘدﻴراﺘﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ وﺘﺄﺜﻴرﻩ اﻝﺨﺎص ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴﻜﺴﺒﻬﺎ ﺼﻔﺔ ﻋدم
اﻻﺴﺘﻘرار ،ﻷن اﻹﻨﺴﺎن ﺒطﺒﻌﻪ ﻴﻤﻴل ﻝﺘﺤﻘﻴق ﻤﻨﺎﻓﻌﻪ اﻝﺨﺎﺼﺔ دون ﻤراﻋﺎة ﺤﻘوق اﻝﻐﻴر ،وﻫذا ﻤن أﻫم
اﻷﺨطﺎء اﻝﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت.
-3اﻷﺴرة:
ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺤﺎﻀﻨﺔ اﻷوﻝﻰ ﻝﻠﻔرد ،ﺤﻴث ﺴﻴرث ﻤﻘوﻤﺎﺘﻪ وﺘﻌﺎﻝﻴﻤﻪ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻝﻴﺘﺤﺼن وﻴﺠﺎﺒﻪ اﻝظروف اﻝﺴﺎﺌدة
ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻗد ﺘﻜون ﺼﻔﺎت ﺤﻤﻴدة ﻻ ﺒد ﻤن اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻗد ﺘﻜون ﻏﻴر ذﻝك ،اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ واﻝﻤﺤﻴط
ﻜﻔﻴﻼن ﺒﺘﻘوﻴﻤﻬﺎ وﺘﺼوﻴﺒﻬﺎ.
68
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-4اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ:
ﺒﻌد اﻷﺴرة ﺘﺄﺘﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺨﻴرة ﺘﻠﻌب دو ار ﺠد ﻤﻬم ﻓﻲ ﺘﺤﻀﻴر اﻝﻔرد ﻝﻠوﻝوج ﻝﻠﺤﻴﺎة
اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ،ﺘﻬﺘم ﺒﺎﻝﺠﺎﻨب اﻝﺘوﺠﻴﻬﻲ ،اﻝﺘوﻋوي ﻤن أﺠل ﺘرﺴﻴﺦ ﺜواﺒت أﺨﻼﻗﻴﺔ ،وﺒﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﻋﺎﻤﺔ وطﻴدة،
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺴﻠوك اﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻝﻠﻤوظف اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ.
-5اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ:
أي ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺘوازن ،ﺘﺴودﻩ ﻗﻴم اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ وﻋﻘﺎﺌدﻴﺔ ﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﺴﻴﻨﻌﻜس ﺒﺎﻹﻴﺠﺎب ﻋﻠﻰ أﻓرادﻩ،
ﻤﻤﺎ ﻴﺨﻠق ﻓردا ﺴوﻴﺎ ،إﻴﺠﺎﺒﻴﺎ ،ﻴﺘﺤﻠﻰ ﺒﺎﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ،وﻴﺘﺴم ﺒﺎﻹﺨﻼص.
-6اﻝﻘﻴﺎدة اﻝﻘدوة:
ﻜﻲ ﺘﻜون ﻗدوة ﻏﺎﻝﺒﺎ ﺘﻜون ﻗﺎﺌدا ﻓﻲ أول اﻷﻤر ،ﻝﻴﺘوﻓر ﻫذا اﻝﺸرط ﻻ ﺒد ﻤن ﺘﺤﻘﻴق اﻝذاتٕ ،واﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ
أي ﻨوع ﻜﺎن ﻤن اﻝﻬﻴﺎﻜل اﻝﺘﻨظﻴﻤﻴﺔ ،ﻝذا ﻻ ﺒد ﻤن ﺘﺤﺴﻴس أي ﻤوظف ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻀو ﻤﻌطﺎء ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ،
ﻤﺘﻌﺎون ﻤﻊ زﻤﻼﺌﻪّ ،ﻝﻴن ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻪ ،ﻝدﻴﻪ روح اﻝﻤﺒﺎدرة ،ووراءﻩ ﻓرﻴق ﻴﺴﺎﻨدﻩ ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺌدا ،ﻝﻜﻲ
ﻴﻜون ﻗدوة ﻻ ﺒد ﻤن أﺨذﻩ اﻷﻤور ﺒﺼراﻤﺔ دون اﻋﺘﻤﺎد اﻝﺸدة واﻝﻘوة ،ﻤﻤﺎ ﺴﻴﻐرس ﻓﻲ ﻨﻔوس اﻝﻤرؤوﺴﻴن
ﻗﻴﻤﺎ وروح ﻓرﻴق.
-7اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺤﻜوﻤﻴﺔ:
ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت ،واﻝﻘواﻨﻴن اﻝﺼﺎدرة اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻬﺎ ﻓﻲ أي ﺒﻠد ﻤن أﻫم ﻤﺼﺎدر أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝﻌﻤل ،ﻓﻬﻲ
ﺘﻀﺒط وﺘﺘﺤﻜم ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴر اﻹدارات ﺒﺎﻝﺸﻜل اﻝذي ﻴﺨدم اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺒﻔﻀﻠﻬﺎ ﻴﺘم ﺘﺤدﻴد
ﻜﺎﻓﺔ اﻝواﺠﺒﺎت اﻝﻤﻨوطﺔ ﺒﺎﻝوظﻴﻔﺔ وﻜﻴﻔﻴﺔ أداﺌﻬﺎ ،وﻴﺘم ﺘﺒﻴﺎن ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻤﺤظورات اﻝﺘﻲ ﻴﺠب اﻻﺒﺘﻌﺎد ﻋﻨﻬﺎ
ﺒﺸﻜل ﻗﺎطﻊ.
-1اﻝﻤﺴﺎواة:
ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺎﻝﻤﺴﺎواة ﻫو ﻜون ﻜل ﻓرد ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺨﻀﻊ ﻝﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻨون ،واﻝﻜل ﺴواﺴﻴﺔ أﻤﺎﻤﻪ دون
اﺴﺘﺜﻨﺎء؛ ﻴﻌﺘﺒر ﻫذا اﻷﺴﺎس أﺤد أﻫم ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن اﻝواردة ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف اﻝدﺴﺎﺘﻴر واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت.
69
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
70
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
-3ﻻ ﻴﻤﻜن اﻜﺘﺸﺎف أﻓﻌﺎﻝﻪ ،أي ﻝن ﻴﺤﺎﺴب ،واﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﺴﺘﻜون ﻜﻤﺎ ﺨطط ﻝﻬﺎ.
إذن ،اﻝﺴﻠوك اﻷﺨﻼﻗﻲ ﻤﻬم ﺠد ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،ﻝدرﺠﺔ أن ﺘﻠك اﻝﻘﻴم أﺼﺒﺤت ﺠزءا ﻻ ﻴﺘﺠ أز ﻤن
اﻝﻘواﻨﻴن ،ﻏﻴر أﻨﻪ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨت ﻤﺤﺎوﻝﺔ اﻹﺤﺎطﺔ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ إﻻ أن ذﻝك ﺼﻌب ،ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر أﻨﻬﺎ ﺘﻨﺒﻊ ﻤن أﺤﻜﺎم
ﺸﺨﺼﻴﺔ ،واﻝﺸﺨﺼﻴﺎت ﻏﻴر ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺘﺘﺒﺎﻴن ﺘﺒﻌﺎ ﻝﻠﻤﻨﺸﺄ ،اﻝﺒﻴﺌﺔ ،اﻝﻌﺎدات واﻝﺘﻘﺎﻝﻴد.
ـ ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ر ا B5
" W/ر ا " "8[\§ $ت ا < "
أ 7MQiت ا / * ^W "$ = $ع ا ? ،D7ا ;+دئ وا0?#$+ات ا /9 #1ر </ل ا ،= $
[ D}@1 z79ا /ك 0 # F¯ ،U!/ nf fZة ^ 8dة ،ا ،) #*+وا. 86+
0 #أ 7MQiت ا : ^ = $
-ا &H/#ا ‚O0؛
-ا O0?#ات ا (² 7 t³اد؛
8d -ة؛
-ا 86+ت ا 7 7 $#؛
-ا) #*+؛
-ا ? 7دة ا ?0وة؛
-ا $Y Aت ا. 7 /N•C
`y1 1أ 7MQiت ا :2{W = $
-ا +واة؛
0; -أ q7?91ا $ @+ا $؛
-ا<• ام ا Z Dداري؛
•• • -ام [ 6 +و 7وا`vCاء.
71
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
\ـــ ! ــــــ
0 % ا }/ا ا ^ "#$أi دا ^ Qiل Rﻩ ا ! vC $ D1 W/; +ة ا
ا z79[ ،F3 •Cا Aر 0;yOا /N•Cت ( L iد< ) 1 1 z79[ ،ا N#<• ©y1 ،U7 N#رات، ا$
•—9( N =$*78أ ا < ^ &@ 0[ › 7 #أ =Hا $#8دة Q8 و،q< &H 0;1د / dال
• #Mد ، Oا 78 7و•. 7W #H و(fd U #V 7 $
Lة q_ E FGا @ o1 ©Xd F¯ /را ^ Rﻩ ´( $;1 [ @} 0ا Lة • Aر'( ،ن ا 0ول ا
ا ? ( FG _/ض ا ?/ا ن ( 7ا 0و ;#W [ ، 7رأ } —• › [ )# #1 @} ا 0$ ?#ر_ ا
_; "#$إ;X 0< 23 أ…;9 7 ر و0$@1م ( •€ا +واة0 ،ر Hأن أ 7MQiت ا = $ا ا
R 2{Wﻩ ا $ #*+ت.
د، ،q;8أ…;] إ *Oد • •8ا 7*71ت _/Eا0+ى أ ا < ^ 7 #أ =Hا 0•Cو 9( Nا
x‰1 1 =OR#1ا 0ول ( ©Xdدا ^ Qiل 7¶1ن *1رب ; Ÿ$ا 0ول و« FGاW/; + Rا
>= /Hر ، 7Hا F{7 Aو • ، Oأ (7 وا ^ ]; #ا d ^_ $وا z7< ^ 7+ W =Lا ˜•ا
ق •R ^ 0ﻩ ا } ة }<Q ) ،و/Hد *O¬ 2Šد أ *) ا W ا`vCا`1 Q( Lال إ 0< 23ا
إ /<d &7ال. آ ( O'[ 7ل ا /رة </ل ن ، ?[ 8وdو\ ع ا ا @ W •·71 1 FG ^ 91
72
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﻤﻌﺘﻤدة:
.1أﺒو ﻋﺒد اﷲ ﻤﺤﻤد ﺒن أﺤﻤد أﺒﻲ ﺒﻜر اﻝﻘرطﺒﻲ ،اﻝﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘرآن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ،ﻤؤﺴﺴﺔ اﻝرﺴﺎﻝﺔ،
ﺒﻴروت.2006 ،
.2أﺤﺴن ﺒوﺴﻘﻴﻌﺔ ،اﻝوﺠﻴز ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ اﻝﺨﺎص :اﻝﺠراﺌم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ وﺒﻌض اﻝﺠراﺌم اﻝﺨﺎﺼﺔ ،دار
ﻫوﻤﺔ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝﺠزاﺌر ،اﻝﺠزء اﻝﺜﺎﻨﻲ.2006 ،
.3أﺤﻤد ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤد ﻤﻌﺒد ،اﻵﺜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﻝﻠﻔﺴﺎد اﻹداري ،دار اﻝﻔﻜر اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ،
.2012
.4أﺴﺎﻤﺔ اﻝﺴﻴد ﻋﺒد اﻝﺴﻤﻴﻊ ،اﻝﻔﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي وأﺜرﻩ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴد ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
ﻤﺼر.2009 ،
.5ﺒوزﻴد ﺴﺎﻴﺢ ،ﺴﺒل ﺘﻌزﻴز اﻝﻤﺴﺎءﻝﺔ واﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻝﻌرﺒﻲ –ﺘﺠرﺒﺔ اﻷردن ،-ﻤﺠﻠﺔ
اﻝﺒﺎﺤث ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح ،ورﻗﻠﺔ ،اﻝﻌدد .2012 ،10
.6ﺘﻴﺎب ﻨﺎدﻴﺔ ،آﻝﻴﺎت ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺼﻔﻘﺎت اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،أطروﺤﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق،
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﻴزي وزو.2013 ،
.7ﺠﺎري ﻓﺎﺘﺢ ،ﻤدى ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺒراﻤﺞ اﻹﺼﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺒﺠﻴﻠﻴﻬﺎ ﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺎت اﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺠزاﺌر،
أطروﺤﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر ،3ﻜﻠﻴﺔ اﻝﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻋﻠوم
اﻝﺘﺴﻴﻴر.2010 ،
.8اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻠﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠ ازﺌرﻴﺔ ،اﻝﻌدد 08اﻝﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 14ﻓﻴﻔري 2012اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤرﺴوم
اﻝرﺌﺎﺴﻲ رﻗم ،64-12اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 07ﻓﻴﻔري .2012
.9اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻠﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ،اﻝﻌدد 14اﻝﺼﺎدر ﺒﺘﺎرﻴﺦ 08ﻤﺎرس 2006اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻘﺎﻨون
رﻗم 01-06اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ،اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﻴﻔري .2006
.10اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻠﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ،اﻝﻤﺎدة 17ﻤن اﻝﻤرﺴوم اﻝرﺌﺎﺴﻲ رﻗم .426-11
.11اﻝﺠرﻴدة اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻝﻠﺠﻤﻬورﻴﺔ اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ،اﻝﻤﺎدة اﻷوﻝﻰ ﻤن اﻝﻘﺎﻨون رﻗم .01-06
.12ﺠﻤﺎل اﻝدﻴن ﺒن ﻤﻨظور ،ﻝﺴﺎن اﻝﻌرب ،اﻝﻤﺠﻠد اﻝﺜﺎﻝث ،دار اﻝﻜﺘﺎب اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺒﻴروت.2003 ،
.13ﺤﻤدي ﻋﺒد اﻝﻌظﻴم ،ﻋوﻝﻤﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻓﺴﺎد اﻝﻌوﻝﻤﺔ :ﻤﻨﻬﺞ ﻨظري وﻋﻤﻠﻲ ،اﻝدار اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ،
.2008
.14ﺤﻤدي ﻋﺒد اﻝﻌظﻴم ،ﻋوﻝﻤﺔ اﻝﻔﺴﺎد وﻓﺴﺎد اﻝﻌوﻝﻤﺔ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ ،اﻝدار اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﻤﺼر.2008 ،
.15ﺴﻌﻴد ﻤﻘدم ،أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﻤوﻤﻴﺔ ،اﻝدﻴوان اﻝوطﻨﻲ ﻝﻠﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،اﻝﺠزاﺌر.2010 ،
.16ﺴﻬﻴﻠﺔ إﻤﻨﺼوران ،اﻝﻔﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي وآﺜﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﻤو اﻻﻗﺘﺼﺎدي دراﺴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻝﺤﺎﻝﺔ
اﻝﺠزاﺌر ،أطروﺤﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،ﺘﺨﺼص ﺘﺤﻠﻴل اﻗﺘﺼﺎدي ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر ،3ﻜﻠﻴﺔ
اﻝﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ وﻋﻠوم اﻝﺘﺴﻴﻴر.2014 ،
73
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
.17ﺼﺒﺤﻲ ﻤﻨﺼور ،أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ واﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ،ﻤؤﺘﻤر اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ ﻓﻲ
اﻝوطن اﻝﻌرﺒﻲ ،اﻝﻤﻨظﻤﺔ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﻝﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ.2007 ،
.18طﺎﻫر اﻝﻐﺎﻝﺒﻲ ،ﺼﺎﻝﺢ اﻝﻌﺎﻤري ،اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وأﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝﻌﻤل ،دار واﺌل ،ﻋﻤﺎن.2010 ،
.19ﻋﺎدل ﺒن أﺤﻤد اﻝﺸﻠﻔﺎن ،اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري ﻓﻲ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻌﺎﻤﺔ-اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ واﻝﺤل ،-اﻝﻤﺠﻠد ،25
اﻝﻌددان اﻷول واﻝﺜﺎﻨﻲ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺘﺠﺎرة ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝزﻗﺎزﻴق ،ﻤﺼر ،ﻴﻨﺎﻴر وﻴوﻝﻴو.2003
.20ﻋﺎدل ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز اﻝﺴن ،ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ أﻋﻤﺎل اﻝرﺸوة ،ورﻗﺔ ﻋﻤل ﻓﻲ ﻨدوة اﻝﻤﺎل اﻝﻌﺎم وﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد
اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ ،ﺘوﻨس ﺨﻼل اﻝﻔﺘرة 14ـ ـ 18ﻤﺎي .2007
.21ﻋﺎطف وﻝﻴد أﻨدرواس ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝظﻠﻲ :اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم ،اﻝﻤﻜوﻨﺎت ،اﻷﺴﺒﺎب ،ﻤؤﺴﺴﺔ ﺸﺒﺎب اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ،
اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2005 ،
.22ﻋﺎﻤر اﻝﻜﺒﻴﺴﻲ ،اﻝﻔﺴﺎد واﻝﻌوﻝﻤﺔ ،اﻝﻤﻜﺘب اﻝﺠﺎﻤﻌﻲ اﻝﺤدﻴث ،اﻝرﻴﺎض.2005 ،
.23ﻋﺒد اﻝﺤﻠﻴم ﺒن ﻤﺸري ،ﻋﻤر ﻓرﺤﺎﻨﻲ ،اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري :ﻤدﺨل ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻻﺠﺘﻬﺎد اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ،
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺴﻜرة ،اﻝﻌدد .2009 ،5
.24ﻋﺒد اﻝﺤﻠﻴم ﻤﺼطﻔﻰ اﻝﺸرﻗﺎوي ،اﻝﺘﻬرب اﻝﻀرﻴﺒﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﺴود ،دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻝﻠﻨﺸر،
اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2006 ،
.25ﻋﺒد اﻝﻘﺎدر اﻝﺸﻴﺨﻠﻲ ،أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝوظﻴﻔﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،دار ﻤﺠدﻻوي ،اﻷردن ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.1999 ،
.26ﻋﺼﺎم ﻋﺒد اﻝﻔﺘﺎح ﻤطر ،اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري –ﻤﺎﻫﻴﺘﻪ ،أﺴﺒﺎﺒﻪ ،ﻤظﺎﻫرﻩ ،-دار اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠدﻴدة،
اﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2011 ،
.27ﻋطﺎ اﷲ ﺨﻠﻴل ،ﻤدﺨل ﻤﻘﺘرح ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝوطن اﻝﻌرﺒﻲ)،ورﻗﺔ ﻋﻤل ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ ﻨدوة اﻝﻤﺎل
اﻝﻌﺎم وﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ واﻝﻤﻨﻌﻘدة ﻓﻲ ﺘوﻨس ﺨﻼل اﻝﻔﺘرة 14ـ ـ 18ﻤﺎي .(2007
.28ﻋﻠﻲ ﺒن ﻤﺤﻤد اﻝﺴﻴد اﻝﺸرﻴف اﻝﺠرﺠﺎﻨﻲ ،ﻤﻌﺠم اﻝﺘﻌرﻴﻔﺎت ،دار اﻝﻔﻀﻴﻠﺔ ،ﻤﺼر.2004 ،
.29ﻋﻤﺎر راﻤز ،دور اﻹﻋﻼم واﻝﺘﻌﻠﻴم ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘوق اﻹﻨﺴﺎن ،ﻤﺠﻠﺔ اﻝﻔﻜر اﻝﻌرﺒﻲ ،ﻤﻌﻬد اﻹﻨﻤﺎء
اﻝﻌرﺒﻲ ،ﺒﻴروت.2009 ،
.30اﻝﻌﻴﺴﺎوي ﻋوض ﺨﻠف ،دور اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ ،ﺒﺤث ﻤﻘدم ﻀﻤن اﻝﻤؤﺘﻤر
اﻝﻌﻠﻤﻲ اﻷول ﻝﻜﻠﻴﺔ اﻹدارة واﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﻜرﻴت اﻷردن13 ،أوت.2009
.31اﻝﻐﺒﺎري أﻴﻤن ﻓﺘﺤﻲ ،اﻻﺘﺠﺎﻫﺎت اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﺘدﻗﻴق ﻤﺨﺎطر اﻻﺤﺘﻴﺎل واﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ ظل ﺘﺤدﻴﺎت
اﻝﻌوﻝﻤﺔ :اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝذاﺘﻴﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ اﻹدارة ،اﻝﻤﺠﻠد ،34اﻝﻌدد .2009 ،17
.32ﻓﺘوح ﻋﺒد اﷲ اﻝﺸﺎذﻝﻲ ،ﺸرح ﻗﺎﻨون اﻝﻌﻘوﺒﺎت :اﻝﻘﺴم اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻝﺠراﺌم اﻝﻤﻀرة ﺒﺎﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ،دار
اﻝﻤطﺒوﻋﺎت اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ،ﻤﺼر .2005
74
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
.33ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺤﻴﻤر ،ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،أطروﺤﺔ ﻤﻘدﻤﺔ ﻝﻨﻴل ﺸﻬﺎدة اﻝدﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
واﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ،ﺘﺨﺼص ﺘﻨظﻴم ﺴﻴﺎﺴﻲ ٕواداري ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر ،3ﻜﻠﻴﺔ اﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻝﻌﻼﻗﺎت
اﻝدوﻝﻴﺔ.2014 ،
.34ﻓراس ﻤﺴﻠم أﺒو ﻗﺎﻋود ،اﻝوﻗﺎﻴﺔ ﻤن اﻝﻔﺴﺎد وﻤﻜﺎﻓﺤﺘﻪ ﻤن ﻤﻨظور اﻝﻔﻜر اﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻤﺠﻠﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺒﻐداد
ﻝﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ ،اﻝﻌدد .2013 ،36
.35ﻓﻼح ﻤﻬدي ﻋﺒد اﻝﻬﺎدي اﻝزﺒﻴدي ،ﺘطوﻴر اﻝﺴﻠطﺔ اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ وﻤﻌﺎﻝﺠﺔ اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ واﻹداري ﻓﻲ اﻝﻌراق،
ﻤﺠﻠﺔ اﻝﻤﺴﺘﻨﺼرﻴﺔ ﻝﻠدراﺴﺎت اﻝﻌرﺒﻴﺔ واﻝدوﻝﻴﺔ ،اﻝﻌدد ،36أﻓرﻴل . 2011
.36ﻤﺤﻤد اﻝﺼﻴرﻓﻲ ،اﻝﻔﺴﺎد ﺒﻴن اﻹﺼﻼح واﻝﺘطوﻴر اﻹداري ،ﻤؤﺴﺴﺔ ﺤورس اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ،
اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2008 ،
.37ﻤﺤﻤد اﻝﻤدﻨﻲ ﺒوﺴﺎق ،اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﻔﺴﺎد وﺼورﻩ ﻤن اﻝﺠﻬﺔ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ،دار اﻝﺨﻠدوﻨﻴﺔ ،اﻝﺠزاﺌر.2009 ،
.38ﻤﺤﻤد ﺤﻠﻴم ﻝﻤﺎم ،ظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد اﻝﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر –دراﺴﺔ وﺼﻔﻴﺔ ﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ،-رﺴﺎﻝﺔ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴر ،ﻗﺴم
اﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻝﻌﻼﻗﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ واﻹﻋﻼم ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﺠزاﺌر.2003 ،
.39ﻤﺤﻤد ﻋﺒد اﻝﻐﻨﻲ اﻝﻤﺼري ،أﺨﻼﻗﻴﺎت اﻝﻤﻬﻨﺔ ،ﻤﻜﺘﺒﺔ اﻝرﺴﺎﻝﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ،اﻷردن.1986 ،
.40اﻝﻤرﺴوم اﻝرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 128/04اﻝﻤؤرخ ﻓﻲ 2014-04-19اﻝﻤﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘﺼدﻴق ﺒﺘﺤﻔظ ﻋﻠﻰ اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
اﻷﻤم اﻝﻤﺘﺤدة ﻝﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻝﻔﺴﺎد.
.41ﻤرﻜز اﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ،ﺤوﻜﻤﺔ اﻝﺸرﻜﺎت :ﻗﻀﺎﻴﺎ واﺘﺠﺎﻫﺎت ،ﻨﺸرة دورﻴﺔ ﻴﺼدرﻫﺎ ﻤرﻜز
اﻝﻤﺸروﻋﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ،اﻝﻌدد ،13اﻝﻘﺎﻫرة ،ﻤﺎرس .2009
.42ﻤﺴﻌود دراوﺴﻲ ،ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ وأداء اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ ﻜﺂﻝﻴﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻝﻤﺎﻝﻲ ،ﻤﻠﺘﻘﻰ وطﻨﻲ
ﺤول ﺤوﻜﻤﺔ اﻝﺸرﻜﺎت ﻜﺂﻝﻴﺔ ﻝﻠﺤد ﻤن اﻝﻔﺴﺎد اﻝﻤﺎﻝﻲ واﻹداري ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺤﻤد ﺨﻴﻀر ،ﺒﺴﻜرة،
اﻝﺠزاﺌر 6،ﻤﺎي .2012
.43ﻤﺼطﻔﻰ ﻤﺤﻤود أﺒو ﺒﻜر ،اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸرﻴﺔ ﻤدﺨل ﻝﺘﺤﻘﻴق اﻝﻤﻴزة اﻝﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ،اﻝدار اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ،
اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ.2002 ،
.44ﻤﻬدي ﺤﺴﻴن زوﻴﻠق ،اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹدارﻴﺔ واﻝدول اﻝﻨﺎﻤﻴﺔ ،دار ﻤﺠدﻻوي ﻝﻠﻨﺸر واﻝﺘوزﻴﻊ ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ،
ﻋﻤﺎن ،اﻷردن.1993،
.45ﻨﺠﺎر ﻝوﻴزة ،اﻝﺘﺼدي اﻝﻤؤﺴﺴﺎﺘﻲ واﻝﺠزاﺌﻲ ﻝظﺎﻫرة اﻝﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻊ اﻝﺠزاﺌري :دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ،
أطروﺤﺔ دﻜﺘوراﻩ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ واﻝﻌﻠوم اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻨﺘوري ،ﻗﺴﻨطﻴﻨﺔ،
.2014
.46ﻨﺠﻼء ﻤﺤﻤد إﺒراﻫﻴم ﺒﻜر ،اﻝﻔﺴﺎد اﻹداري واﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،اﻝﻤﺠﻠﺔ اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻝﻼﻗﺘﺼﺎد واﻝﺘﺠﺎرة ،اﻝﻌدد ،3ﻤﺼر.2009 ،
75
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
.47و ازرة اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺼﻐﻴرة واﻝﻤﺘوﺴطﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﺎت اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ،ﻤﻴﺜﺎق اﻝﺤﻜم اﻝراﺸد ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ،اﻝﺠزاﺌر،
.2009
.48ﻴوﺴف ﺨﻠﻴﻔﺔ اﻝﻴوﺴف ،ﺤﺎﻝﺔ اﻹﻤﺎرات اﻝﻌرﺒﻴﺔ اﻝﻤﺘﺤدة ،ﺒﺤوث وﻤﻨﺎﻗﺸﺎت اﻝﻨدوة اﻝﻔﻜرﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻔﺴﺎد
واﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎﻝﺢ ﻓﻲ اﻝﺒﻼد اﻝﻌرﺒﻴﺔ ،ﻤرﻜز دراﺴﺎت اﻝوﺤدة اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌﺎون ﻤﻊ اﻝﻤﻌﻬد اﻝﺴوﻴدي
ﺒﺎﻹﺴﻜﻨدرﻴﺔ ،ﺒﻴروت ،اﻝطﺒﻌﺔ اﻷوﻝﻰ.2004 ،
76
اﻟﻔ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وأﺧﻼﻗﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
77