You are on page 1of 43

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد دراسة الحالة من أهم التقنيات التي ت ستعين بها العديد من العلوم كعلم‬
‫االجتماع واإلدارة ‪ ،‬وعلم النفس بجميع تخصصاته إذ نجد دراسة الحالة في‬
‫الجانب اإلرشادي وفي الجانب العيادي فالعديد يعتبرونها كمنهج إكلينيكي كونها‬
‫تستخدم لدراسة حالة فردية بعينها ‪ ،‬فهي تستخدم أساسا ألغراض عملية من أ‬
‫جل تشخيص وعالج مظاهر االختالل التي تحمل الشخص على الذهاب إلى‬
‫األخصائي العيادي وبالتالي فهي الوعاء الذي ينظم فيه اإلكلينيكي كل المعلومات و‬
‫النتائج التي يحصل عليها من ردفال بواسطة العديد من األدوات كالمقابالت‬
‫والمالحظة ‪ ،‬باإلضافة لالختبارات السيكولوجية ‪ ،‬فالعلماء اتفقوا على كونها‬
‫تستهدف اإلحاطة الشاملة المعرفية بتفاصيل الحالة من المنظور الدينامي و‬
‫الترابطي العالئقي –التاريخي ‪.‬‬
‫تأتي هذه المطبوعة البيداغوجية في محاولة لتوفير مادة علمية مركزة قدر‬
‫اإلمكان لط لبة السنة الثالثة علم النفس العيادي لمساعدتهم على كيفية التعرف‬
‫أفضل على دراسة الحالة في الجانب العيادي و أهم التقنيات واألدوات المستخدمة‬
‫من قبل الباحث العيادي سواء كتقنية في يد األخصائي أو كمنهج في يد الباحث‬
‫العيادي ‪.‬‬

‫أوال – مدخل لدراسة الحالة ‪:‬‬


‫أخذ علم النفس اإلكلينيكي مصطلح دراسة الحالة عن الطب النفسي والعقلي ‪ ،‬وعم استخدام‬
‫المصطلح بالرغم من اعتراض بعض اإلكلينيكيين على استخدام كلمة الحالة في اإلشارة إلى‬
‫كائن أنساني يعاني من اضطراب بدني أو انفعالي ‪(.‬خالد عبد الرزاق النجار ‪ ، 2008،‬ص‬
‫‪)9‬إذ تاريخيا بدأ استخدامها من طرف ايبوقراط (‪( Hippocrate‬والذي أسس بدوره‬
‫المالحظة العيادية في العلوم الطبية ‪ ،‬بالنسبة للطب كما هو في علم النفس العيادي وصف‬
‫األعراض يعتمد أساسا على تاريخ الحالة ومالحظة العميل والفحص النفسي العيادي وهذا ما‬
‫يسمح بوضع تشخيص و وضع الخطة العالجية ‪ ( p6,2005,R,Samacher (.‬فاستحضار‬
‫تاريخ الحالة تسمح بمعرفة األعراض و السببية المرضية (‪ ( pathologie‬والتي تسمح بفهم‬
‫الحالة ‪ ،‬فكل دراسة تسمح ببناء جدول عيادي محدد يستعمل كإطار مرجعي من قبل‬
‫األخصائيين العياديين ‪ ،‬فدراسة الحالة تسمح ب تدريب العياديين بإعطائهم معلومات تسمح‬
‫بتطوير البحث ‪) p6,2005,R,Samacher (.‬‬

‫–‪–1‬‬
‫فدراسة الحالة مصطلح يستخدم بكثرة خاصة في مجال العلوم السلوكية واالجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫واإلنسانية ليشير الى الوصف والتحليل الشامل والدقيق لوحدة مستقلة‪ ،‬أيا كانت هذه‬
‫الوحدة (موضوع‪ ،‬شخص‪ ،‬جماعة‪ ،‬حادثة‪ ،‬حالة‪ ،‬ظرف‪ ،‬عملية‪...‬الخ )‪ (.‬عبد الفتاح‬
‫دويدار ‪ ،1999،‬ص ‪)103‬فهي من الوسائل الهامة التي يمكن من خاللها جمع البيانات‬
‫متعددة وشاملة حول الفرد ‪ ،‬مما يتيح بالتالي من فهم سلوكه أو المشكلة التي يعاني منها‬
‫‪.‬فمن خاللها يتم جمع بيانات كثيرة تتعلق بالحالة من حيث تاريخها وأعراضها ومظاهرها‬
‫وظروف حدوثها وما يترتب عليها من أثار ونتائج وعادة ما يتم تتبع مثل هذه الحالة‬
‫لتأخذ شكل الدراسة الطولية وفيه يتم اللجوء إلى عدد من المصادر للحصول على‬
‫المعلومات والبيانات المطلوبة ‪ .‬ففي دراسة الحالة يتم االتصال باألفراد الذين يعانون من‬
‫اضطرابات انفعالية أو سلوكية مباشرة والحديث معهم ومحاورتهم من أجل الحصول على‬
‫بعض المعلومات ‪ ،‬كما يتم جمع بيانات حول هؤالء األفراد من خالل االتصال بأولياء‬
‫األمور والمعلمين واألفراد واألصدقاء جراء المقابالت مع هذه الظروف واالستعانة‬
‫بتقديراتهم ومالحظاتهم ‪ ،‬كما يتم اللجوء كذلك إلى السجالت والوثائق الطبية واألكاديمية‬
‫والمذكرات وتوظيف األدوات المسحية مثل قوائم الشطب واالستبيانات‪(.‬عماد‬
‫عبد الرحيم زغلول ‪،2006،‬ص ‪( 46‬‬
‫فقد برزت أهميتها في ميادين الخدمات االجتماعية المختلفة كونها أسلوب لتجميع‬
‫المعلومات ‪ ،‬إذ تستخدم‬
‫بوصفها وسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة و صفية ويمكن أيضا استخدامها‬
‫في دراسة الختبار‬
‫فرض بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم عليه بحيث تستخدم‬
‫أدوات قياس‬
‫موضوعية لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها حتى يتمكن تجنب الوقوع في األحكام‬
‫الذاتية بالرغم من أن هذه التقنية موجودة في ميادين متعددة مثل دراسات النمو والتغير‬
‫االجتماعي وعلم اإلجرام وغيرها ‪ ،‬إال أن االهتمام الرئيسي لألخصائي اإلكلينيكي منصب‬
‫حول استخدامها في فهم السببية المرضية سواء أكانت نفسية أو عقلية ‪(.‬بوسنة ‪ ،‬بدون‬
‫سنة ‪ ،‬ص ‪) 16‬‬
‫ثانيا – تعريف دراسة الحالة ‪:‬‬
‫لقد تعددت التعاريف التي تناولت دراسة الحالة وقبل التطرق إليها نعرف الحالة وهي‬
‫وحدة قد تكون فردا أو مجتمعا ‪ ،‬أو سكانا للمجتمع من الوحدات التي يمكن أن تخطر‬
‫على بال المرء وتتميز بكونها محددة المالمح ‪ ،‬واضحة الحدود ‪(.‬فراس عباس فاضل‬
‫البياتي‪،2012،‬ص‪ ( 43‬بحيث يرى بعض الباحثين بأنها { تحليل دقيق للموقف العام‬
‫للحالة ككل ‪ ،‬وهي منهج لتنسيق وتحليل المعلومات التي جمعت بوسائل جمع المعلومات‬
‫األخرى عن الحالة وعن البيئة‪ .‬ويرى البعض " أنها استثمار وتنظيم وتلخيص كل‬
‫المعلومات المجتمعة عن المستجيب من مصادر المختلفة بما يخدم األهداف من دراسة‬
‫الحالة ‪ ،‬لذلك فان دراسة الحالة هي كل المعلومات التي تجمع عن الحالة مشتملة على‬
‫حقائق محددة باستخدام طرق المقابلة والمالحظة ‪ ،‬وتاريخ الحالة ‪ ،‬االختبارات‬
‫والمقاييس والسير الشخصية وتهدف إلى الوصول إلى فهم أفضل للمستجيب وتحديد‬
‫وتشخيص مشكالته وطبيعتها وأسبابها واتخاذ التوصيات والتخطيط للخدمات الالزمة"‪.‬‬

‫–‪–2‬‬
‫(سالم صالح الحراحشة ‪. )128، ً2012 ،‬‬

‫وحسب مروان إبراهيم فان دراسة الحالة هي وسيلة لفهم التفاعل الذي يحدث بين العوامل‬
‫التي تؤدي إلى التغيير والنمو والتطور على مدى فترة من الزمن وهي تتكامل مع عملية‬
‫خدمة الفرد التي تهدف إلى العالج اعتمادا على ما تقدمه لها دراسة الحالة ‪(.‬مروان إبراهيم ‪،‬‬
‫‪ ، 2000‬ص‪ (135‬يصف جابر عبد الحميد جابر دراسة الحالة بقوله { يمكن أن تستخدم‬
‫دراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة وصفية ‪ ،‬ويمكن أيضا استخدامها‬
‫في دراسة الختبار فرض شريطة أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم‬
‫عليه ‪ ،‬بحيث تستخدم أدوات قي اس موضوعية لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ‪ ،‬حتى‬
‫يمكن تجنب الوقوع في األحكام الذاتية ‪ ،‬وبهذا يؤكد على أربع جوانب في دراسة‬

‫الحالة ‪:‬‬
‫أ ‪-‬دراسة الحالة هي إحدى الدراسات أو المناهج الوصفية ‪.‬‬
‫ب – تستخدم الختبار فرض أو فروض ‪.‬‬
‫ج‪ -‬من الضروري التأكيد على الحالة للحاالت األخرى المشابهة التي تفترض تعميم نتائجها‬
‫عليها ‪.‬‬
‫د‪-‬التأكيد على الموضوعية‪ ،‬واالبتعاد عن الذاتية في اختيار الحالة وفي جميع البيانات‬
‫والمعلومات الالزمة‪ ،‬ومن ثم تحليله وتفسيرها (‪ .‬عامر قنديلجي ‪ ، 1999،‬ص‪)112‬أما‬
‫الغاش (‪ ( Lagache‬فيعرفها بأنها التعرف على اضطراب ما من خالل تطبيق معطيات عامة‬
‫على حالة فردية مع استيعاب خصوصيات المريض ‪.‬ويعرفها عقيل حسن عقيل بكونها‬
‫( الطريقة العلمية المتبعة في دراسة الحاالت الفردية والجماعية والمجتمعية ‪ ،‬وهي التي تهتم‬
‫بالبحث في أعماق الظواهر االجتماعية التي تظهر في كل وقت من األوقات ‪ ،‬وهي الطريقة‬
‫التي تولي اهتماما خاصا بتشخيص كل حالة من الحاالت المبحوثة والمدروسة ‪،‬‬
‫ولذا يركز التشخيص على المعلومة وتحليلها مع مقابلة الحالة أو عناصر الحالة إلجراء‬
‫التشخيص مباشرة‬
‫على الحالة ومن يعاني من تأزماتها ‪(.‬عقيل حسن عقيل ‪،2003،‬ص‪(142‬‬
‫في حين حسن مصطفى عبد المعطي فعرفها بكونها اإلطار الذي ينظم ويقيم فيه األخصائي‬
‫اإلكلينيكي‬
‫كل المعلومات والنتائج التي يحصل عليها من الفرد وذلك عن طريق‪ :‬المالحظة‪ ،‬المقابلة‪،‬‬
‫التاريخ‬

‫–‪–3‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬السيرة الشخصية‪ ،‬االختبارات السيكولوجية والفحوص الطبية‪...‬الخ ‪.‬‬
‫(حسن مصطفى عبد المعطي ‪،1998 :‬ص‪)156‬‬

‫ثالثا – دراسة الحالة الطريقة والمنهج ‪:‬‬


‫تعتبر دراسة الحالة طريقة أو تقنية في علم النفس العيادي ‪ ،‬عندما تركز على‬
‫الفرد فهي الوعاء الذي ينظم فيه اإلكلينيكي كل المعلومات والنتائج التي يحصل‬
‫عليها من الفرد ‪ ،‬فهي تقنية تدور أساسا حول الكائن اإلنساني ‪ ،‬في تفرده ‪ ،‬فهي‬
‫الطريقة المفضلة لدى اإلكلينيكي لفهم السببية المرضية‪( .‬خالد عبد النجار‪،‬‬
‫‪، 2008‬ص ‪) 5‬ومن العلماء من يسميها بالمنهج اإلكلينيكي لكونها تستخدم‬
‫لدراسة حالة فردية بعينها ‪ ،‬فهي تستخدم أساسا ألغراض عملية وتعنى من اجل‬
‫تشخيص وعالج مظاهر االختالل التي تحمل الشخص على الذهاب إلى األخصائي‬
‫العيادي ‪(.‬محمد الطيب وآخرون ‪ ، 2005،‬ص‪ (179‬كما تعتبر منهج في يد‬
‫الباحث العيادي لدراسة ظاهرة نفسية بغرض تحليلها وتفسيرها ‪.‬‬

‫رابعا – بين دراسة الحالة وتاريخ الحالة ‪:‬‬


‫يعتبر تاريخ الحالة أو ما يطلق عليه أحيانا تاريخ الحياة جزءا ال يمكن االستغناء‬
‫عنه في دراسة الحالة وهو موجز عن ماضي الفرد يمكن الحصول عليه من خالل‬
‫ما يكتبه الفرد عن نفسه في مذكراته الشخصية أو وثائقه الرسمية كما يمكن‬
‫الحصول عليه عن طريق استقصاء األفراد الذين عاشوا مع العميل واالطالع على‬
‫الوثائق الماضية التي تخصه وهي دراسة مسحية شاملة لنمو العميل ‪ .‬وبذلك‬
‫يستخدم مصطلح تاريخ الحالة لإلشارة إلى البيانات الخام ‪ ،‬في حين دراسة الحالة‬
‫تشير إلى االستخدام العلمي لتاريخ الحالة من خالل التركيز على تحليل المعلومات‬
‫من الوثائق الشخصية واالختبارات والسجالت الطبية و سجالت المقابالت‬
‫التشخيصية لبناء خطة عالجية هادفة لمساعدة العميل ‪.‬‬

‫–‪–4‬‬
‫المحاضرة الثانية‬

‫أهداف دراسة الحالة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫إن الهدف من دراسة الحالة ليس فقط فهم المشكلة أو المشاكل التي تعاني منها الحالة طيلة‬
‫تاريخها الشخصي ‪ ،‬لكنها تتمثل كذلك في دراسة مشاكلها الشخصية الحالية ووضعيتها‬
‫المعاشة ألنه في هذه حداث التغيير المناسب الوضعية يمكن أن نساهم في إيجاد الحلول‬
‫المالئمة وا ‪.‬‬
‫تبصير المبحوثين بذاواتهم ومستقبلهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معرفة موقف األفراد من الموضوع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إشراك المفحوص في التعرف على حالته وتوليد الرغبة لديه بما يحفزه للبحث على‬ ‫‪-‬‬
‫حلول‬
‫تحديد كل العوامل والعناصر المؤثرة والمتأثرة بالموضوع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تهدف إلى اإلصالح وليس إلى المساعدة ‪(.‬مروان عبد المجيد إبراهيم ‪ ،2000،‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪(136‬‬
‫العمل على تعديل االتجاهات غير المرغوبة أو تغييرها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اكتشاف األسباب الرئيسية لألوضاع الحالية من خالل التحليل الدقيق والوصف الشامل‬ ‫‪-‬‬
‫العميق للبيانات والمعلومات ‪.‬‬
‫التعرف إلى الحقائق وتسجيلها بموضوعية والقيام بتحليلها بغرض تعلمها وتشخيصها‬ ‫‪-‬‬
‫والوصول إلى استنتاجات ومبادئ عامة‪(.‬عبد الفتاح محمد دويدار‪ ، 1999،‬ص ‪)107‬‬
‫‪-‬أهمية دراسة الحالة ‪ ، :‬هي طريقة علمية تتميز بالعمق والشمول والفحص التحليلي الدقيق‬
‫ألي ظاهرة أو مشكلة أو نوع السلوك المطلوب دراسته لدى شخص أو أسرة أو جماعة أو‬
‫مؤسسة مجتمع ‪ ،‬بعد فهم الظاهرة فهما مستفيضا ‪ ،‬بهدف الوصول إلى استنتاجات ومبادئ‬
‫عامة تصلح لوضع تعميمات تخدم عمليات التشخيص والعالج والتوجيه واإلرشاد‪ ،.‬فهي أكثر‬
‫الوسائل شموال وتحليال‪ ،‬وهي بحث شامل ألهم عناصر حياة العميل‪ ،‬وهي وسيلة لتقديم‬
‫صورة مجمعة للشخصية ككل وبذلك تشمل دراسة مفصلة للفرد في حاضره وماضيه وهي‬
‫بذلك تصور فعال فردية الحالة ‪.‬‬

‫–‪–5‬‬
‫ويذكر احمد محمد عبد الخالق أن منهج دراسة الحالة قد استخدم بنجاح على يد عالم النفس‬
‫السويسري " جان بياجيه " ‪ Piaget.J‬لمالحظة االستدالل وحل المشكلة لدى أطفاله هو خالل‬
‫مرحلتي الرضاعة والطفولة ‪ .‬وأطرف استخدام لدراسة الحالة استخداما معينا ما قام به عالم‬
‫النفس األلماني (هيرمان ابنجهاوس) ‪( Ebbinghaus.H ) 1850-1909‬من دراسة لنفسه‬
‫فاحصا ومفحوصا بهدف تحديد منحى النسيان‪( .‬عبد الفتاح محمد دويدار‪ ، 1999،‬ص ‪)108‬‬
‫وفيما يلي بعض النقاط التي تبين أهمية دراسة الحالة ‪:‬‬
‫إنها تستوعب الموضوع بوضوح منى خالل تناوله بشكل متكامل تتضح فيه األسباب‬ ‫‪-‬‬
‫والعلل والمتغيرات المتداخلة والمستقلة والمتداخلة والدخيلة ‪.‬‬
‫تمكن من العودة إلى ماضي العميل (المفحوص ) وتمكن من الوقوف على العلل‬ ‫‪-‬‬
‫واألسباب والمعطيات التي يحتويها ‪ ،‬وهي المؤثر األساسي في إظهار الحالة قيد البحث‬
‫والدراسة ‪( .‬عقيل حسن عقيل ‪ ،‬بدون سنة ‪،‬ص‪)142‬‬
‫تهتم بدراسة الماضي كمؤثر أساسي في إظهار الحالة في الزمن الحاضر وتوقعاته‬ ‫‪-‬‬
‫المستقبلية ‪.‬‬
‫تهتم بدراسة السلوك والعمل على تقويم انحرافاته ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تزيل المخاوف من المفحوص من خالل تقبله لحالته واستيعابه لعناصر الضعف التي‬ ‫‪-‬‬
‫ألمت به وتأثربها ‪.‬‬
‫تمكن المجتمع من االهتمام بأفراده وجماعاته بتطبيق اإلصالحات المتوصل إليها عن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق الدراسة (مروان عبد المجيد إبراهيم ‪ ، 2000 ،‬ص‪)136‬‬

‫★ مسلمات منهج دراسة الحالة ‪ :‬لمنهج دراسة الحالة ثالث مسلمات هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬التصور الدينامي للشخصية ‪ :‬بمعنى أن ننظر إليها والى المسالك التي تصدر عنها على‬
‫أنها نتاج تفاعل األجهزة المختلفة ‪ ،‬ونتائج الصراع بين القوى المختلفة ‪ ،‬فالدراسة‬
‫السيكولوجية للشخص ليست في الواقع غير دراسة لصراعاته ‪ .‬فكل كائن بشري ‪ ،‬بل وكل‬
‫كائن حي يوجد دائما في موقف صراع ‪ ،‬فليست الحياة غير سلسلة متصلة من الصراعات‬
‫ومحاوالت حلها ‪ ،‬أو قل من الضياع االتزان ومحاولة‪ .‬إعادة االتزان ‪ .‬والكائن المتكيف هو‬
‫الذي يستطيع أن ينهي صراعاته ‪ ،‬بمعنى انه يزيل توتراته ويشبع حاجاته ‪ .‬أما الكائن غير‬
‫المتكيف فهو هذا الذي ال يبلغ إلى إنهاء التوترات ‪ ،‬فيلتجئ إلى الدفاع ضدها ‪.‬‬

‫‪ – 2‬النظر إلى الشخصية كوحدة كلية حالية في صلتها بالعالم وعدم إغفال كافة االستجابات‬
‫التي تصدر عن الشخص من حيث هو كائن عياني مكتمل مشتبك في موقف ‪ ،‬فقد كانت العناية‬
‫في البداية تقتصر‬

‫–‪–6‬‬
‫على مجرد األعراض الخاصة بالمرض في انعزال عن الشخصية ‪ ،‬وكأن هذه األعراض ‪ ،‬ال‬
‫تنتسب إلى الشخص بعينه يعيش في بيئة بعينها ولذا فان مهمة اإلكلينيكي تنحصر في محاولة‬
‫تحديد مكان هذا السلوك ‪ ،‬أو هذا المرض ‪ ،‬ضمن وحدة الشخصية ككل ‪ ،‬بمعنى أنها تحدد‬
‫داللته ووظيفته ‪.‬‬
‫‪ – 3‬النظر إلى الشخصية كوحدة كلية زمنية ‪ ،‬تتضح في ضوء تاريخ حياة الشخص‬
‫وتوجهاته نحو المستقبل‪ ،‬فاستجابة الشخصية إزاء موقف مشكل إنما تتضح في ضوء تاريخ‬
‫حياته بل واتجاهاته إزاء المستقبل‪ ،‬فالتشخيص يهدف اإلمساك بلحظة من لحظات تطور‬
‫الكائن البشري ‪(.‬محمد الطيب وآخرون‪ ، 2005 ،‬ص‪.)180‬‬

‫وينبثق عن هذه المسلمات ركيزتان أساسيتان هما ‪:‬‬


‫‪ – 1‬مالحظة السلوك على نحو يسمح بتبيين الوحدة الكلية الحالية للشخصية في استجاباته‬
‫للموقف النوعي الذي هو موقف الفحص الد أو راسة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الحديث الذي يتيح لنا من المعطيات التاريخية ما يسمح بتحديد مكانة المعطيات الحاضرة‬
‫من إطارها التاريخي ‪ ،‬ومعنى ذلك أن هذه الركيزة تحاول رسم حياة الشخص ‪ ،‬وهي تصل إلى‬
‫ذلك إما عن طريق االستجواب مٕا هوا عن طريق المحادثة الحرة الطليقة التي ال تتقيد بخطة‬
‫مسبقة ‪( .‬عبد الفتاح محمد دويدار‪ ، 1999،‬ص‪.)110‬‬

‫عوامل نجاح دراسة الحالة ‪ :‬لكي تنجح دراسة الحالة ال بد من الشروط اآلتية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 1‬التنظيم ‪ :‬يشمل ذلك الموضوع والتسلسل في األفكار وذلك لكثرة المعلومات التي تشماها‬
‫دراسة الحالة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الدقة‪ :‬نلتزم الدقة في تحري المعلومات وخاصة أنها تجمع عن طريق وسائل متعددة‬
‫ومراعاة تكامل المعلومات ‪.‬‬
‫‪- 3‬االعتدال‪ :‬ويقصد به االعتدال بين الشرح المفصل الممل واالختصار المخل ويتحدد في‬
‫ضوء دراسة الحالة وهدفها ‪.‬‬
‫‪ – 4‬االهتمام بالتسجيل ‪ :‬باإلضافة إلى كثرة المعلومات أو تجنب المصطلحات الفنية المعقدة‪.‬‬
‫(سالم حمود صالح الحراحشة ‪ ،2012،‬ص ‪)130‬‬

‫–‪–7‬‬
‫المحاضرة الثالثة( الفحص النفسي )‬

‫ال يمكن الحديث عن دراسة الحالة وكل ما يتعلق بها بدون التطرق للفحص النفس ي‬
‫والتشخيص واللذان يمثالن األهمية القصوى التي يهدف الفاحص العيادي الوصول إليهما من‬
‫خالل دراسته لحالة ما (المفحوص )‪.‬‬
‫الفحص النفس ‪:‬ي (‪) clinique examen’l‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو طريقة متعددة األساليب لمعرفة وفهم شخصية اإلنسان بحيث تلقي الضوء‬ ‫‪-‬‬
‫على طبيعة جذور المشكلة لتسمح باقتراح حلول ‪.‬لها فالهدف من الفحص ليس معرفة‬
‫األفكار ولكن الرغبة في الوصول لإلجابة ‪ .‬يتوقف الفحص النفسي على أربع صعوبات‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الصعوبة الفكرية (التأخر العقلي‪ ،‬مشكالت التعليم والعوامل النفسية العصبية )‬
‫‪ – 2‬صعوبة االلتزام االنفعالي (مشكالت سلوكية ‪ ،‬شخصية ‪ ،‬القلق ‪ ،‬االكتئاب )‬
‫‪ – 3‬صعوبة االلتزام (النفس جسدي) ( كل سياق مرافق لإلعالن عن مرض خطير‬
‫كالسرطان)‬
‫‪ – 4‬المشاكل االجتماعية ( الجنوح‪ ،‬التسمم‪ ،‬اإلدمان )‪)p6,2006,Michel Aude(.‬‬
‫هو مجموعة الخطوات التقنية المؤدية إلى تحديد مدى توازن الشخصية ومدى الخلل الطارئ‬
‫على هذا التوازن‪ .‬من هنا فان الفحص النفسي هو مجموعة الخطوات التي تستطيع أن‬
‫تساعدنا على تحديد خمسة‬
‫متغيرات في شخصية المفحوص ونعني بها ‪:‬‬
‫التعرف على اضطرابات الشخصية في حال وجودها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد هذه االضطرابات وتصنيفها ضمن جدول الدالالت المرضية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد منشأ هذه االضطرابات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهم أبعاد الشخصية ومدى نضجها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقارنة التناسب بين نضج الشخصية والعمر الزمني للمفحوص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والفحص النفسي إذا ما استطاع أن يساعدنا على تحديد هذه المتغيرات فانه يكون بذلك قد‬
‫ساعدنا على التشخيص الموضوعي لالضطراب النفسي أو العقلي الذي يعاني منه‬
‫المفحوص ‪.‬وهكذا فإننا نقصد بالفحص النفسي ذلك الفحص المتكامل الذي ال يقتصر على بعد‬
‫من أبعاد الشخصية مهمال بقية أبعادها ٕ‪ .‬بداع وممارسة أكثر منه مبادئ جام فالحوار أثناء‬
‫الفحص النفسي هو فن وادة ودراسة محددة الجوانب فهذا‬

‫–‪–8‬‬
‫الحوار هو الذي سيساعدنا على تبين المتغيرات الخمسة المذكورة أعاله‪.‬وهو بالتالي الذي‬
‫سيقود خطواتنا لوضع التشخيص ولكن أيضا لتقرير أساليب ووسائل العالج ‪( .‬محمد احمد‬
‫النابلسي ‪ ،1997،‬ص‪)141‬لهذه األسباب ولألهمية القصوى التي يمتاز بها الفحص النفسي‬
‫نالحظ أن الفاحصين النفسيين يعملون دوما وبأقصى جهدهم للتعمق في فن الفحص النفسي‬
‫وتنمية مواهبهم في هذا المجال ‪.‬وبالتالي هناك مبادئ عامة في هذا المجال هي مبادئ‬
‫مستخلصة من تجارب كبار الباحثين ‪ ،‬ونبدأ باستعراض آراء العالمين شترن (‪ ( Stern‬و‬
‫روبنس (‪ ( : } Robbins‬أن فن الفحص النفسي يعني أن يتعلم الفاحص متى يسكت ‪ ،‬متى‬
‫يتدخل ومتى يشجع المريض على الكالم عن نفسه ‪ ،‬كما يجب على الفاحص أن يتعلم كيف‬
‫يكسب ثقة المريض و أن يتدرب على التحكم بمجرى الفحص ‪ }.‬نالحظ من خالل هذا الرأي‬
‫أهمية اكتساب الفاحص لبعض الصفات التي تمكنه من القيام بدوره ‪.‬‬
‫الشروط الواجب توافرها في الفاحص (محمد أحمد النابلسي ‪،1997،‬ص‪(142‬‬ ‫‪-‬‬

‫هناك ثالث نقاط يجب توافرها في الفاحص وهي ‪:‬‬


‫‪ – 1‬صفات الفاحص ‪ :‬إن التوصل إلى حوار مثمر مع المفحوص يفرض على الفاحص التقيد‬
‫بواقف معينة من شأنها أن تشجع المفحوص على اإلفضاء بما يعتمل في نفسه من أحاسيس (‬
‫بغض النظر عما إذا كانت هذه األحاسيس سلبية أو ايجابية) ‪ ،‬وفي سبيل ذلك على الفاحص‬
‫أن يعتمد موقفين قد يبدوان متعارضان ولكنهما في الواقع منسجمان تمام االنسجام ‪.‬‬
‫الموقف األول ‪ :‬عليه أن يتخذ موقف المتفهم ‪ ،‬المتعاطف واإلنساني ‪ ،‬مما يتيح له‬ ‫‪-‬‬
‫التقرب من المفحوص ‪ ،‬وهذا الموقف يقتضي من الفاحص أن يكون صاحب حضور ‪،‬‬
‫مليئا بالهدوء ‪ ،‬حسن النية وقادرا على تقديم العزاء بعد التفهم ‪.‬‬
‫الموقف الثاني ‪ :‬وهو استمرار الموقف األول وال يتعارض معه كما قد يبدو لنا من‬ ‫‪-‬‬
‫الوهلة األولى ‪ .‬ويتجلى هذا الموقف الذي يلي توصل الفاحص للحصول على ثقة‬
‫المفحوص بايجابية ‪ .‬ابعد التعاطف ‪ ،‬الذي أظهره الموقف األول ‪ ،‬يأتي دور الحزم‬
‫واستعمال القدرة على اإلقناع الهادفين أساسا إلى إحداث تأثيرات ايجابية في تصرفات‬
‫المفحوص ‪ .‬وفي محاولته لإلقناع على الفاحص أن يلجا لمختلف الشروح والتعليمات‬
‫التي يعطيها للمفحوص بشكل حازم ومقنع في آن معا ‪.‬والحقيقة أن الوصول إلى هذه‬
‫النتائج‪ ،‬وفي الدرجة األولى كسب ثقة المريض‪ ،‬يفرض على الفاحص أن‪ .‬يبدو في نظر‬
‫المفحوص على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ‪-‬ان يكون الفاحص متفرغا بحيث يخلف لدى المفحوص انطباعا بأنه مستعد إلضاعة الوقت‬
‫في سبيل التوصل إلى فهمه وفهم ومعاناته ‪ ،‬وهو اي الفاحص ‪ ،‬يملك الصبر الكافي لذلك ‪.‬‬
‫ب – على الفاحص أن يغفر للمفحوص انفعاله وتصرفاته ‪ .‬حتى ولو احتوت على بعض‬
‫العدائية تجاه الفاحص نفسه (كما يحدث لدى بعض المرضى المهتاجين مثال )‬
‫ج على الفاحص أن يكون مرحا ولكن دون أن يتكلم كثيرا‪ ،‬نشطا هادئا ومرتاحا بحيث‬ ‫‪-‬‬
‫يكون قادرا على التركيز‪ .‬وبناء عليه وجب عليه أن يرفض الظهور أمام المفحوص‬
‫–‪–9‬‬
‫بمظهر المثار أو المتوتر أو العنيف أو الضجر‪ ،‬الن ظهور الفاحص بأي من هذه المظاهر من‬
‫شانه أن يجعل المفحوص أكثر تحفزا وقل اطمئنانا‬
‫د‪ -‬على الفاحص أن يتحلى بصفات المستمع الجيد اإلصغاء والصبور‪ .‬لكن كذلك أن يتمتع‬
‫بالقدرة على المراقبة الدقيقة‪ ،‬الدبلوماسية في طرح األسئلة وأخيرا أن يملك القدرة على‬
‫اإلقناع والتأثير في المفحوص ‪.‬‬
‫ه على الفاحص أن يحسن التحكم في ردأت فعله ‪ .‬بحيث ال يظهر تعجبا أو يتخذ موقفا‬ ‫‪-‬‬
‫هازئا مما يرويه المفحوص‪ .‬فمن واجب الفاحص أن يحافظ على هدوء أعصابه أمام أية‬
‫مفاجأة قد يبادر بها المفحوص ‪.‬‬

‫‪ – 2‬طريقة الدنو من المفحوص ‪:‬‬


‫كثيرا ما يتخذ المفحوص موقفا سلبيا من الفاحص ومن الفحص ذاته ‪ ،‬بل كثيرا ما يعمد إلى‬
‫رفض الفحص‪ .‬سواء أكان هذا الرفض صريحا مباشرا أو كان غير مباشر كرفض التعاون أو‬
‫حتى مجرد الكالم أو إعطاء اإلجابة الكاذبة المضللة ‪ .‬وأيا كان موقف المفحوص فعلى‬
‫الفاحص أن يتقبله كما هو إن أراد فعال إجراء فحصه وتقبل المفحوص كما هو يعني بالطبع‬
‫عدم معاقبته مهما كان هذا العقاب بسيطا (حتى مجرد السخرية) الن ذلك سيزيد من سلبيته‪.‬‬
‫ولكم من المهم التنبه إلى أن قبول المفحوص كما هو ال يعني مطلقا أن نتقبل أفكاره ‪،‬‬
‫فالمقصود من قبول المفحوص كما هو ‪ ،‬هو إثبات احترام الفاحص لذاتية المفحوص‬
‫وإلنسانيته وكذلك االهتمام به كانسان بحيث يشعر المفحوص (مهما كانت درجة مرضه ) بأنه‬
‫شخصية إنسانية لها احترامها ‪ ،‬شعورها وحريتها‪ .‬ولعل أهم الخطوات في سبيل إقناع‬
‫المفحوص بذلك تتمثل بإصرار الفاحص على تجنب استعمال القوة أو التعنيف واعتماده مبدأ‬
‫الحوار المتفهم والمقنع ‪.‬‬

‫‪ – 3‬موقف الفاحص من المرضى المهتاجين ‪:‬‬


‫بالرغم من ضالة نسبة المرضى المهتاجين إال أن وضعهم الخاص يقتضي التنويه بالخطوات‬
‫الواجب اتخاذها في مواجهتهم وأثناء فحصهم ‪ .‬وهذه الخطوات هي ‪:‬‬
‫‪-‬ا على الفاحص أن يكون هادئا‪ ،‬صبورا وان يبدو أمام المريض كحليف له يستطيع فهمه ‪.‬‬
‫ب – على الفاحص أن يحافظ على جدية مهنته رافضا اقتراحات أقرباء المريض القاضية‬
‫بإخفاء الفاحص لمهنته أمام المريض ‪.‬‬
‫ج ‪-‬على الفاحص أال يشارك في خداع المريض أو في إغداق ال وعود عليه‪ ،‬ألن الفاحص‬
‫سيفقد بذلك الكثير من أسهمه في كسب ثقة المريض ‪.‬‬
‫د‪ -‬في حال استنفاذ الفاحص لكافة الوسائل ‪ ،‬التي من شانها أن تهدئ المريض المهتاج‬
‫فعندها عليه االستعانة بممرضين أقوياء واجبار المريض على تلقي العالج الالزم‪.‬‬
‫–‪–10‬‬

‫مبادئ الفحص النفسي‪ :‬لكل فاحص نفسي تقنية خاصة يكونها من خالل خبرته ومن‬ ‫‪-‬‬
‫خالل المدرسة النفسية التي ينتمي إليها ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تحديد السوابق المرضية للمفحوص ‪:‬على الفاحص أن يتحلى بالمثابرة وأال يتسرع‬
‫بالتشخيص قبل إتمامه لمختلف مراحل الفحص النفسي ‪ ،‬فيجب أن يبدأ منذ الجذور الوراثية‬
‫للمفحوص ولغاية أدق مظاهر االضطراب لديه ‪:‬‬

‫أ‪ -‬السوابق الوراثية‪ :‬عليه أن يحدد وجود مظاهر االضطراب ‪ ،‬أو المرض النفسي في عائلة‬
‫المفحوص‬
‫ب – طفولة المفحوص ومراهقته‪ :‬عليه أن يتقصي المعلومات التالية ‪:‬‬
‫ظروف حمله ووالدته ‪ :‬فمن المعروف بأن هناك العديد من األمراض التي يولد بها الطفل‬ ‫‪-‬‬
‫وان لم تظهر إال الحقا(مثل الصرع ‪،‬الفصام ‪...‬الخ) ‪ ،‬كما أنه من الضروري تحديد‬
‫ظروف الوالدة التي يمكن أن تؤدي إلى صدمة الوالدة واألخطار الجسدية والنفسية التي‬
‫تنجم عنها ‪.‬‬
‫‪-‬ظروف طفولته األولى ‪ :‬هل تم إرضاعه من ثدي أمه ؟ عمره عندما خطا خطوته األولى‬
‫؟ عمره عندما لفظ كلمته األولى ؟ عمره عندما لفظ كلمته األولى ‪...‬الخ‬
‫ٕ ‪ -‬عمر المفحوص عند البلوغ واذا ظهرت لديه بعض التغيرات في هذا السن ‪.‬‬
‫حالة المريض االجتماعية وعالقاته العاطفية وممارساته الجنسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ٕ ‪ -‬حالته المهنية ‪ ،‬وضعه االقتصادي ‪،‬عالقاته بزمالئه وبمحيطه ‪ ،‬نجاحاته خفاقاته‪.‬‬
‫األمراض الجسدية التي تعرض لها في طفولته (التهابات‪ ،‬تسمم‪ ،‬تشنجات‪)...‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج الصدمات النفسية في حياة المفحوص‪ :‬وهذه الصدمات تتلخص عادة ب ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫صدمات عائلية مؤثرة خاصة في فترة الطفولة مثل ‪ :‬موت احد الوالدين أو كليهما‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خالفات الوالدين‪،‬انفصالهما أو طالقهما‪ ،‬مرض احد الوالدين ‪.‬‬

‫صدمات فترة المراهقة ‪ :‬وتتلخص عادة باإلخفاقات العاطفية والجنسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫صدمات مهنية ‪ :‬بطالة‪ ،‬فقدان عمل‪ ،‬اإلفالس‪ ،‬صراع في مكان العمل ‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫–‪–11‬‬

‫د‪ -‬السوابق المرضية‪ ،‬الجسدية للمفحوص ‪ :‬أمراض خلقية ‪ ،‬نوبات تشنجية ‪ ،‬حوادث‬
‫ورضوض في الجمجمة ‪ ،‬االلتهابات الجنسية ‪ ،‬التهاب السحايا ‪ ،‬أمراض الغدد الصماء ‪.‬‬
‫ه تاريخ وشكل بداية االضطراب النفسي ‪ :‬وهي مرحلة من مراحل الفحص المهمة التي‬ ‫‪-‬‬
‫يتجلى فيها مبدأ تقاطع المؤشرات‪ ،‬وتاريخ االضطراب النفسي للمفحوص يجب أن يبحث‬
‫أوال بداية االضطراب النفسي وكيفية ظهوره ؟ هل هي بطيئة‪ ،‬سريعة‪ ،‬أم عنيفة؟ وبعد‬
‫ذلك يجب السؤال عن األسباب المباشرة المؤدية لظهور هذا االضطراب ‪ ،‬هل هو نتيجة‬
‫مرض جسدي أم هو عارض ظهر لدى امرأة أثناء أو بعد والدتها ‪ ،‬أم أن هذا االضطراب‬
‫أتى عقب التعرض لعملية جراحية أو لحاالت متطرفة من الخوف من الموت أو بعد‬
‫إصابة المفحوص برضوض في رأسه‪...‬الخ ‪.‬‬

‫الفحص العيادي النفسي‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫إذا كانت الخطوة األولى للفحص النفسي ‪ ،‬وهي تحديد التاريخ المرضي للمفحوص ‪ ،‬على‬
‫درجة كبيرة من األهمية إال أن الخطوة الثانية ‪ ،‬المتمثلة بالفحص العيادي – النفسي ‪ ،‬ال تقل‬
‫أهمية ‪.‬فهي تقتضي مواجهة (فاحص – مفحوص) ‪ ،‬هذه المواجهة التي تفرض على الفاحص‬
‫االعتماد على عاملين أساسيين‬
‫في تشخيصه وهما ‪:‬‬
‫أ‪-‬دراسة المظهر الخارجي للمفحوص‪ :‬من دراسة لشكل الوجه وتعابيره التي يمكن أن تعكس‬
‫االنهيار ‪ ،‬القلق ‪ ،‬الحيرة ‪ ،‬التنافر أو فقدان القدرة على التعبير واإليماء‪...‬الخ ‪ ،‬حركات‬
‫المفحوص هل هي متصنعة أو غريبة أو تشنجية من نوع اللزمات (‪( ، TIC‬مزاج المفحوص‬
‫والذي يمكن أن يظهر من خالل مظهره وتصرفاته ‪ ،‬يمكن أن يكون المفحوص متفائال أو‬
‫متشائما ‪ ،‬ضاحكا أو باكيا أو متراوحا بين الضحك والبكاء دون سبب ظاهر‪ ،‬النظرة وممكن‬
‫أن تكون ثابتة ‪ ،‬متحركة ‪ ،‬كثيرة الحركة ‪ ،‬ثيابه وتسريحته ‪ ،‬درجة غرابة هندامه ‪ ،‬ومراقبة‬
‫النشاط الحركي العام للمفحوص ‪ .‬هل هو جامد وهامد أم انه حالة ذهول ‪ ،‬هل يرتجف ال إراديا‬
‫‪ ،‬هل هو مضطرب ومهتاج ‪ ،‬هل يتخذ مواقف تخشبية ‪...‬الخ‬
‫ب – الحوار مع المفحوص إن ‪ :‬األهمية التي يعلقها الفاحص النفسي على الحوار والدور‬
‫الذي يعطيه هذا الفاحص للحوار كعامل محدد للتشخيص‪.‬فان الفاحص ال بد أن يعتر ف أن‬
‫الحوار هو أصعب واعقد مراحل الفحص النفسي ‪ .‬والحقيقة أن خبرة الفاحص هي العامل‬
‫األساسي المحدد للحوار وألهمية النتائج التي يمكن أن تستخلص منه‪ .‬وفيما يلي أهم النقاط‬
‫الواجب عل الفاحص استخالصها من خالل الحوار ‪:‬‬
‫–‪–12‬‬

‫اضطراب الحديث لدى المفحوص ‪ :‬وهذا االضطراب هو أول ما يلفت النظر أثناء الحوار‬ ‫‪-‬‬
‫مع المفحوص ‪.‬‬
‫إدراك المفحوص للزمان والمكان ‪ :‬والذي يتم بطرق متعددة وابسطها السؤال عن تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫اليوم وعن عنوانه ومكان وجوده ‪.‬‬
‫إدراك المفحوص لجسده وللعالم الخارجي ‪ ،‬االنتباه ‪ ،‬الذاكرة فالعديد من اضطرابات‬ ‫‪-‬‬
‫الذاكرة تكون عارض مميز لعدد من األمراض النفسية والعصبية ‪.‬‬
‫قدرة المفحوص على التجريد ‪ ،‬مقدرته في الحكم على األشياء وكذلك مدى اطالعه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدى ثقافة المفحوص ‪ ،‬ومحتوى أفكاره الذي سيتيح له التوجه الجيد في تشخيصه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫شروط الفحص ‪ :‬يجب مراعاة الشروط اآلتية في عملية الفحص ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫موضوعية الفحص والبعد عن الذاتية بقدر اإلمكان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدقة في استخدام أدوات الفحص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بذل أقصى الجهد لتغطية كل ما هو مطلوب في عملية الفحص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاون العميل في إعطاء البيانات والمعلومات الصحيحة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سرية المعلومات والبيانات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم المعلومات وتقييمها بدقة وعناية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المحاضرة الرابعة ‪ :‬التشخيص (‪) Diagnostic‬‬

‫‪ – 1‬تعريف التشخيص ( ‪( Diagnostic :‬‬


‫استمدت كلمة تشخيص من أصل إغريقي يعني " الفهم الكامل" ‪ ،‬والتشخيص كما يعنى في‬
‫الطب النفسي وفي علم النفس ‪ ،‬يتطلب خطوات أو عمليات أساسية تشتمل على ‪ :‬المالحظة ‪،‬‬
‫الوصف ‪ ،‬تحديد األسباب ( االثيولوجيا)‪ ،‬التصنيف والتحليل الدينامي بقصد التوصل إلى‬
‫افتراض دقيق عن طبيعة وأساس مشكلة العميل ‪ ،‬بقصد التنبؤ ورسم خطة العالج ومتابعتها‬
‫وتقويمها ‪ ،‬وبتعبير آخر فان التشخيص هو تقويم خصائص شخصية العميل (قدراته ‪،‬‬
‫انجازاته ‪ ،‬سماته ‪...‬الخ) التي تساعد في فهم مشكالته ‪ ،‬أي أن التشخيص يتطلب بعد جمع‬
‫المعلومات المتاحة ‪ ،‬تحليلها وتنظيمها والتنسيق بينها بقصد التخطيط للمستقبل ‪.‬‬
‫التشخيص كعملية تشتمل على جميع األنشطة والممارسات اإلكلينيكية المتعلقة بفهم‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيعة اإلنسانية وتتضمن التعرف على ماضي الحالة ومشكالتها الحالية وتبنى عملية‬
‫التشخيص بوجه عام على المعرفة الجيدة والتقنيات الحديثة وعلى مهارات القائم بعملية‬
‫التشخيص‪(.‬محمد كامل عمر ‪ ،2011،‬ص‪)55‬‬
‫–‪–13‬‬
‫وهو تحديد وتجميع المعلومات عن االضطراب أو المرض ‪ ،‬أو هو الطريق الذي يؤدي إلى‬
‫التعرف على نوع االضطراب أو المرض‪ .‬وللتشخيص أهمية كبيرة بالنسبة للمعالج والمريض‬
‫إذ يساعد في فهم المريض وما يعانيه ‪ .‬فالتشخيص يعني الفهم العميق والشامل لسلوك‬
‫المريض ‪ .‬ويقول بعض العلماء أن التشخيص هو عملية عالجية أكثر من مجرد تصنيف‬
‫المريض ضمن فئة مرضية‪.‬‬
‫ومنه فان التشخيص هو عملية مهنية يتم من خاللها مقارنة النتائج المبدئية التي وصل إليها‬
‫الباحث أو األخصائي من عملية تحليل المعلومات ومقارنتها مع واقع العميل والحالة التي‬
‫يعاني منها ‪( .‬عقيل حسين عقيل‪،‬د س ‪،‬ص‪)142‬‬
‫فالتشخيص اإلكلينيكي عملية تشير إلى تشخيص االضطراب من لحظة إلى لحظة ‪ ،‬وتحديد‬
‫األسباب واألعراض السريرية حسب تصنيف االضطرابات النفسية ‪ ،‬وعلى أساس التشخيص‬
‫يتم اتخاذ األحكام اإلكلينيكية المتعلقة باألعراض ‪ ،‬وال بد أن يضع المعالج في اعتباره طبيعة‬
‫االضطر اب هل هي حادة أم مزمنة أو عابرة ؟ وهل تحدث في فترات زمنية متقطعة أو‬
‫متواصلة ؟ هل تتضمن اضطرابات نفسية ‪ ،‬جسمية ؟‬
‫التشخيص الفارقي ‪ :‬احد أنواع التشخيص الذي يتضمن دراسة األسباب المحتملة‬ ‫‪-‬‬
‫للحاالت النفسية وتحديد مبدئي لالضطراب وفي الغالب فان ابسط طريقة أو منهج‬
‫الكتشاف ما ينظم حالة نفسية هو نسال‪ .‬ماذا؟ ولماذا؟ (عبد هللا أبو زعيزع ‪، 2009،‬ص‬
‫‪)409‬‬
‫‪21‬‬

‫التقاء الوقائع ‪ :‬فالتأويل الذي ترتد إليه كثرة من الوقائع الواردة في األحالم مثال‪ ،‬ينبغي‬ ‫‪-‬‬
‫أيضا أن ترتد إليه كثرة من الوقائع المماثلة في المسالك اليومية للشخص‪ ،‬وضمن إطار‬
‫الطرح العالجي ‪.‬‬

‫وهناك معايير أخرى تحكم إقامة التشخيص نلخصها فيما يلي ‪:‬‬

‫مبدأ وفرة المعلومات ‪ :‬ويعني أن درجة اليقين أو االحتمال في التشخيص إنما تتوقف‬ ‫‪-‬‬
‫على ثراء ودقة المعطيات التي تم جمعها ‪.‬‬
‫مبدأ االقتصاد ‪ :‬ويعني أن أكثر التأويالت معقولية ‪ ،‬هو هذا الذي يتيح تفسير اكبر عدد‬ ‫‪-‬‬
‫من الوقائع ‪ ،‬بأقل عدد من الفروض ‪.‬‬

‫معيار الخصوبة ‪ :‬ومعناه أن التشخيص ليس له من قيمة إال حين يأتي بجديد يستنطق‬ ‫‪-‬‬
‫الوقائع ‪.‬‬
‫معيار االنتظار ‪ :‬بمعنى أن التشخيص ال يعدو أن يكون مؤقتا ‪ ،‬ومن ثم يظل النفساني في‬ ‫‪-‬‬
‫حالة انفتاح عقلي تتيح له أن يعدل من تشخيصه ‪ ،‬إذا ما برزت أية وقائع جديدة ‪.‬‬
‫( محمد الطيب وآخرون ‪ ، 2005،‬ص‪)184‬‬

‫–‪–14‬‬

‫‪ – 5‬األهداف العامة للتشخيص ‪ :‬تتعدد األهداف العامة للتشخيص اإلكلينيكي وتتنوع‬


‫فتشمل ما يلي ‪:‬‬
‫تحديد العوامل المسببة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمييز بين االضطراب العضوي والوظيفي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكشف عن االستجابة لالضطراب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم درجة العجز العضوي والوظيفي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقدير درجة االضطراب في مداها وفي عمقها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنبؤ بالمسار المحتمل لالضطراب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد األسس التي يبنى عليها اختيار منهج عالجي معين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد األسس التي تدور حول مناقشة الحالة مع المريض أو مع أقاربه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫أدوات دراسة الحالة(المقابلة)‬
‫تعتبر المقابلة وسيلة من الوسائل الهامة لجمع البيانات وأكثرها استخداما نظرا لمميزاتها‬
‫المتعددة‬
‫ومرونتها‪ ،‬وفيما يلي شرح مفصل ‪.‬لها‬
‫‪ – 1‬المقابلة ‪ :‬هي "محادثة موجهة بين القائم بالمقابلة وبين شخص أخر أو عدة أشخاص‪،‬‬
‫ولكنها تتميز‬
‫بخصائص أساسية سنوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫المقابلة هي مواجهة بين الباحث والمبحوث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تقتصر المواجهة على التبادل اللفظي بينهما فقط‪ ،‬بل تستخدم تعبيرات الوجه ونظرات‬ ‫‪-‬‬
‫العيون‪،‬واإليماءات والسلوك العام ‪.‬‬
‫تختلف عن الحديث العادي وذلك ألنه توجه نحو هدف واضح ومحدد‬ ‫‪-‬‬
‫يقوم الباحث بتسجيل االستجابات التي يحصل عليها في نموذج سبق إعداده وتقنينه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(فاطمة صابر‪ ،‬ميرفت خفاجة ‪، 2002،‬ص‪)131‬‬
‫تعتبر المقابلة أداة بارزة من أدوات البحث العلمي في علم النفس اإلكلينيكي‪ ،‬وفي غيره من‬
‫العلوم وتبرز أهمية المقابلة في الميدان اإلكلينيكي من حقيقة كونها األداة الرئيسية التي‬
‫يستخدمها األخصائيون في مجالي التشخيص والعالج النفسي‪( .‬عبد الستار إبراهيم ‪،‬‬
‫‪،2008‬ص‪)108‬ويوضح روبرت كاهن(‪ ( Kahn Robert‬بان المقابلة بمفهومها العام تعني‬
‫مجموعة أعمال االتصال الشخصي وأوجه نشاطه التي يكون فيها شخص في مركز الطالب‬
‫لمعلومات من‬
‫–‪–15‬‬
‫شخص آخر ويكون هذا الشخص األخير في مركز المعطي والمزود لتلك المعلومات للشخص‬
‫األول ‪( .‬ربحي عليان ‪ ،‬عثمان غنيم ‪ ،2000،‬ص ‪)102‬‬
‫في حين يعرفها بنجهام بأنها " المحادثة الجادة والموجهة نحو هدف محدد وليس مجرد‬
‫الرغبة في مال حادثة لذاتها"‪( .‬علي معمر عبد المؤمن ‪ ، 2008،‬ص ‪)246‬‬
‫تهدف فلسفة المقابلة إلى التعرف على جوهر اإلنسان الذي ال يمكنه أن نصل إليه عن طريق‬
‫المشاهدة ألنه ال يرى ولكنه ينعكس في سلوكيات وأفعال يمكن مشاهدتها ومن خاللها تعرف‬
‫األسباب وفيها تكمن الحلول والمعالجات (‪ .‬مروان عبد المجيد إبراهيم ‪،2000،‬ص ‪(171‬‬
‫فالمقابلة سواء كان الهدف منها تغيير الشخصية وعالجها أو الوصول إلى بعض المحكات‬
‫التشخيصية تحتاج إلى الخبرة والتدريب باإلضافة إلى اإللمام بالفنيات الرئيسية التي تساعد‬
‫على حسن إجرائها وتحقيق األهداف منها ‪.‬‬
‫أنواع المقابلة‪ :‬تختلف أنواع المقابالت باختالف الهدف أو الغرض الذي تجرى من اجله‬ ‫‪-‬‬
‫المقابلة‪،‬ولهذا يختلف العلماء في تحديدهم لألنواع المختلفة في المقابلة‪.‬فهناك العديد من‬
‫التقسيمات وفيما يلي‬
‫موجز ألنواع المقابالت ‪:‬‬
‫‪ – 1‬المقابلة حسب درجة الحرية ‪ :‬ويقصد بها درجة الحرية التي تعطى للمستجيب في‬
‫إجاباته وعلى هذا األساس يمكن تقسيمها إلى ثالث أنواع رئيسة هي ‪:‬‬
‫‪-‬أ المقابلة المفتوحة ‪ :‬وفيها يعطى المستجيب الحرية في ان يتكلم دون محددات للزمن أو‬
‫لألسلوب ‪.‬‬
‫ب – المقابلة شبه المفتوحة‪ :‬وهي تعطي الحرية للمقابل بطرح السؤال بصيغة أخرى والطلب‬
‫من المستجيب مزيدا من التوضيح ‪.‬‬
‫ج – المقابلة المغلقة‪ :‬وهي ال تفسح المجال للشرح المطول‪ ،‬بل يطرح السؤال وتسجل‬
‫اإلجابة التي يقررها المستجيب ‪.‬‬
‫‪ – 2‬من حيث وظيفتها والغرض منها ‪ :‬وتنقسم بدورها إلى ثالث أشكال ‪:‬‬
‫أ –المقابلة العالجية ‪ :‬تهدف إلى مساعدة المبحوث على فهم نفسه بشكل أفضل ‪ ،‬ووضع‬
‫خطة لعالجه وعالج العوامل المسببة وتخفيفه وتحسين الحياة االنفعالية ‪ ،‬ويؤدي هذا النوع‬
‫من المقابلة إلى استبصار المبحوث بذاته وبسلوكه وبدوافعه وتخليصه من المخاوف‬
‫والصراعات الشخصية المؤرقة لحياته ومساعدته في تحقيق لذاته ‪ ،‬وحل صراعاته وفي هذا‬
‫النوع من المقابلة يتم عالج الموقف تبعا لمعتقدات وظروف المبحوث وقناعاته ووقف الرؤية‬
‫النظرية والمدرسة الفكرية التي يؤمن بها المعالج (‪ .‬علي معمر عبد المؤمن ( ‪، 2008‬‬
‫‪٢٥0‬ص) ‪.‬‬

‫–‪–16‬‬

‫ب – المقابلة التشخيصية ‪ :‬وهي التي تجرى بغرض الفحص الطبي النفسي للمريض بحيث‬
‫يمكن من خاللها وضع المريض في فئة من فئات التشخيص الشائعة ‪ .‬وتركز هذه المقابلة‬
‫على تحديد األعراض المرضية ‪ ،‬بحيث ينتهي األخصائي منها بصورة دقيقة محددة عن أهم‬
‫األعراض واالضطرابات لدى الحالة ‪ ،‬ومتى ظهرت وكيف تطورت ‪(.‬عبد الستار إبراهيم ‪،‬‬
‫عبد اهللا عسكر ‪،2008،‬ص ‪(108‬‬
‫ج – المقابلة اإلرشادية‪ :‬وتهدف إلى تمكين المقابل من أن يفهم مشكالته الشخصية والتعليمية‬
‫والمهنية على نحو أفضل‪ ،‬وان يعمل خططا سليمة لحل هذه المشكالت ‪.‬‬
‫‪ – 3‬من حيث عدد المبحوثين ‪ :‬وتنقسم إلى نوعين ‪:‬‬
‫‪-‬أ المقابلة الفردية ‪ :‬تعتبر المقابلة الفردية من أكثر أنواع المقابالت شيوعا في الدراسات‬
‫النفسية‪ ،‬حيث تتم بين القائم بالمقابلة أو الباحث وبين شخص واحد من المبحوثين‪ .‬كما تعتبر‬
‫موقفا خاصا حيث يشعر المبحوث بالحرية في التعبير عن نفسه تعبيرا كامال وصادقا‪ ،‬ويبدي‬
‫رأيه بدون تحفظ ‪.‬‬
‫ب_ المقابلة الجماعية ‪ :‬وهي المقابلة التي تتم بين القائم بالمقابلة أو الباحث وبين عدد من‬
‫األفراد أو المبحوثين في وقت واحد ومكان واحد ‪.‬‬
‫‪ – 4‬من حيث درجة المرونة في موقف المقابلة ‪ :‬وتنقسم بدورها إلى نوعين ‪:‬‬
‫وترتيبها ونوعها وما إذا كانت مقيدة أو مفتوحة ‪ ،‬ومن حيث توجيه األسئلة فانه يجب أن‬
‫يكون موحدا أيأ المقابلة المقننة‪ :‬وهي المقابلة تكون أكثر تحديدا من حيث األسئلة التي توجه‬
‫ألفراد عينة من البحث بنفس األسلوب ونفس الطريقة والترتيب لكل مبحوث من أفراد‬
‫العينة ‪ ،‬كما تقتصر اإلجابة على االختيار من إجابات محددة في قائمة سبق تحديده ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابلة غير المقننة‪ :‬وهذه المقابلة أكثر مرونة من سابقتها‪ ،‬وذلك الن أسئلتها ال تحدد‬
‫تحديدا سابقا‪ ،‬حتى إذا وجهت أسئلة سابقة التخطيط والتحديد‪ .‬فإنها تعدل بحيث تناسب أفراد‬
‫العينة والموقف ونظرا لما تتميز به المقابالت غير المقننة من مر ونة فإنها تحتاج إلى مهارة‬
‫فائقة من الباحث تمكنه من تحليل نتائج مقابالته والمقارنة بينها (‪ .‬فاطمة صابر‪ ،‬ميرفت‬
‫على خفاجة ‪)135 ، 2002،‬‬
‫‪-‬مراحل المقابلة واإلعداد لها ‪ :‬كأي عملية اتصال تتكون من بداية و وسط و خاتمة ‪ .‬ولكي‬
‫يكون االتصال ناجحا وموجها نحو تحقيق األهداف المطلوبة منه يجب أن تتوافر في كل‬
‫مرحلة من هذه المراحل الثالث شروط نجملها في السطور اآلتية ‪:‬‬
‫البداية ‪ :‬يري جونسون (‪ ( Johnson,1981‬أن المالحظات األولى لسلوك المريض من‬ ‫‪-‬‬
‫قبل‬
‫األخصائي نفسه تشكل عملية رئيسية في بناء بداية المقابلة ‪ .‬ولهذا ينصح بان تبدأ ع ملية‬
‫المالحظة‬

‫–‪–17‬‬

‫ببداية أول احتكاك بصري بالمريض‪ .‬ومن المهم أن نالحظ ‪ :‬كيف يجلس ؟ وكيف يستجيب‬
‫لتحية األخصائي ؟ وهل يبادل النظر أم يتجنب ذلك ؟ ومن المهم أن نالحظ تعبيرات وجهه ‪،‬‬
‫ونبرات صوته وحدته وانخفاضه ‪ ،‬ومدى اهتمامه بملبسه أو عنايته بمظهره وحديثه ‪.‬‬
‫كما يلفت كور شين (‪( Korchin,1976‬إلى االنتباه إلى الحجرة التي يتم بها اللقاء األول ‪.‬‬
‫ويؤكد أن كل ما نحتاجه بهذا الصدد هو حجرة هادئة مريحة تخلو من المشتتات ‪.‬‬
‫ويحسن إذا كان المفحوص مصحوبا بعائلته أن تطلب لقاءه أوال قبل أن تلتقي بأحد من أهله‪،‬‬
‫فهذا يمنحه الثقة بنفسه دون تجاهل األسرة‪ ،‬فان االلتقاء باألسرة بعد الجلسة التمهيدية مع‬
‫المريض يعتبر ممارسة إكلينيكية جيدة ينصح بها كثير من العلماء بسبب المعلومات الكثيرة‬
‫التي يمكن أن يجنيها الممارس من خالل مالحظاته ألنماط التفاعل التي تتم بين المريض‬
‫وأهله ‪( .‬عبد الستار إبراهيم ‪،‬عبد اهللا عسكر ‪، 2008،‬ص ص ‪)118- 117‬‬
‫‪-‬الجزء األوسط من المقابلة ‪ :‬يتوقع الكثير من المرضى بعض التوجيه من األخصائي القائم‬
‫بالمقابلة في بداية اللقاء ‪ .‬وهذا شيء طبيعي ومقبول خاصة وان المريض يكون غارقا في‬
‫مشكالته لدرجة قد تعوقه عن اختيار نقطة البداية في شرح مشكالته‪ .‬فمن األفضل أن يقوم‬
‫الممارس بفتح باب الحوار أمام المريض لكي يسترسل في شرح ظروفه ومتاعبه‪ ،‬وذلك‬
‫بسؤال المريض عما جعله يفكر في الحضور‪ ،‬أو عن السبب المباشر إلحضاره للعيادة ‪.‬‬
‫لكن قد يرتكب بعض األخصائيين بعض األخطاء في المراحل الوسطى من المقابلة منها ‪:‬‬
‫اإلسراف في الحديث وكثرة الكالم‪ :‬فالممارس الجيد هو من يقل من كالمه ويختصر‬ ‫‪-‬‬
‫أسئلته وال يكثر من مقاطعة مريضه ‪.‬‬
‫‪-‬خطا محاولة العالج وتقديم المساعدة ‪ :‬فالمقابلة األولى ليست للعالج النفسي بل لغرض‬
‫الفهم المتعمق للمريض ‪ .‬لهذا يحسن بالممارس الجيد أن يكثر اإلصغاء واالهتمام بالمعلومات‬
‫التي يحصل عليها‪ .‬ويرى جونسون بحق أن المقابلة األولى هي من أسوا األوقات التي يمكن‬
‫أن نقدم خاللها النصح آو العالج ‪.‬توجيه األسئلة واجراء المقابلة اإلكلينيكية ليست باستجواب‬
‫ويرتكب األخصائيون خطا فادحا‬
‫‪-‬التساؤل ‪:‬إذا تحولت الجلسات إلى استجوابات بدال من أن تتجه إلى التساؤل الذي يساعد‬
‫المريض على الثقة والتلقائية ‪ .‬فمن األفضل أن تكون األسئلة مشتقة من عبارات المريض ‪.‬‬
‫مثال أعطني أمثلة لما يجعلك تعتقد أن الناس ال يوثق فيهم ؟ فهذا النوع من السؤال يسمح‬
‫بتبادل الحوار ‪.‬‬
‫مالحظة التغييرات ‪ :‬إن التغييرات التي تطرأ على سياق حديث المريض أو على سلوكه‬ ‫‪‬‬
‫وهو يروي لك قصته تكون شديدة األهمية والداللة من حيث فهمنا لمصادر الصراع‬
‫ومواقف الحرج والحزن والضيق‪...‬الخ ‪ ،‬ولهذا فان التساؤل فيما بعد عن الموضوعات‬
‫التي صوحبت بالتغير في سلوك المريض أمر هام خاصة في المقابالت التشخيصية لما‬
‫تعطيه من معلومات قيمة عن مشكالت المريض‬

‫–‪–18‬‬

‫‪-‬التعاطف ‪ :‬يختلف عن العطف والشفقة وهو نوع من المشاركة الوجدانية الضرورية لنجاح‬
‫العالقة اإلكلينيكية ويتضمن التفهم وليس بالضرورة الموافقة على ما يقوله المريض ‪.‬‬
‫( عبد الستار إبراهيم ‪ ،‬عبد اهللا عسكر ‪، 2008،‬ص‪)123‬‬
‫معالجة فترات الصمت ‪ :‬عادة ما يكون شعور المريض بالقلق في موقف الصمت اشد من‬ ‫‪-‬‬
‫شعور األخصائي‪ ،‬ولهذا فهو يقطع الصمت باستئناف المحادثة ‪ .‬ويحدث أن يعتقد‬
‫األخصائي خط أن أ صمت المريض معناه انه قد انتهى من الموضوع ولهذا فهو يقفز إلى‬
‫إلقاء أسئلة أخرى ‪ .‬ولهذا قد يحرم الموقف من التفاعل ويحرم األخصائي من كثير من‬
‫المعلومات االنفعالية والعقلية عن مريضه‪ .‬ولكن في المواقف التي يكون فيها الصمت‬
‫عالمة على االنسحاب واإلغراق في الذات وأحالم اليقظة ‪ ،‬فان من الضروري أن يقوم‬
‫المعالج بمعالجة الموقف بأسئلة من هذا النوع ‪ ":‬أراك ساكنا بعد أن أخذت بالتحدث عن‬
‫موضوع ‪(...‬كذا) ‪ :‬أو ‪" :‬أراك تلتزم الصمت ‪ ،‬هل هناك ما يضايقك في إثارة هذه النقطة‬
‫؟ ‪".‬‬
‫‪ – 3‬إنهاء المقابلة أو الجزء الختامي منها ‪ :‬من أصعب المشكالت التي تواجه األخصائيين‬
‫الممارسين هي البحث عن طريقة مالئمة إلنهاء المقابلة ‪ ،‬فمن ناحية يجب أن ال تنتهي‬
‫المقابلة إال بعد أن يكون األخصائي قد نجح في بعث قدر كبير من الطمأنينة والراحة لدى‬
‫المريض‪ .‬ومن جهة أخرى يجب أن تنتهي المقابلة بالتخطيط للجلسات القادمة وخطة العالج‬
‫أو المقابالت المستقبلة‪ .‬ومن األفضل أن يعطى األخصائي اكبر قدر ممكن من المعلومات عن‬
‫طبيعة اللقاءات القادمة وضرورتها وما الذي سيتم فيها والتوقعات المطلوبة من المريض‪.‬‬
‫(عبد الستار إبراهيم ‪ ،‬عبد اهللا عسكر ‪، 2008،‬ص‪)126‬‬
‫مزايا المقابلة‪ - :‬يمكن استخدامها في الحاالت التي يصعب فيها استخدام االستبانة ‪ ،‬كان‬ ‫‪-‬‬
‫تكون العينة من األميين أو من صغار السن ‪.‬‬
‫تمكن الفاحص من دراسة وفهم التغييرات النفسية للمفحوص واالطالع على مدى انفعاله‬ ‫‪-‬‬
‫وتأثره بالمعلومات التي يقدمها ‪.‬‬
‫تمكن الفاحص من إعاقة عالقة ثقة ومودة مع المفحوص مما يساعد في الكشف عن‬ ‫‪-‬‬
‫المعلومات المطلوبة‪ (.‬محمد خليل عباس وآخرون ‪،2007،‬ص ‪) 250‬‬
‫تستدعي معلومات من المستجيب من الصعب الحصول عليها بأي طريقة أخرى‪ ،‬الن‬ ‫‪-‬‬
‫الناس بشكل عام يحبون الكالم أكثر من الكتابة ‪.‬‬
‫توفر مؤشرات غير لفضية تعزز االستجابات وتوضح المشاعر‪ ،‬كنغمة الصوت ومالمح‬ ‫‪-‬‬
‫الوجه وحرك اليدين والرأس‪...‬الخ‬
‫المرونة وقابلية شرح وتوضيح األسئلة للمستجوب في حالة صعوبتها آو عدم فهمه لها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسيلة مناسبة لجمع المعلومات عن القضايا الشخصية االنفعالية والنفسية الخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمبحوث وهي أمور يصعب جمعها بطرق أخرى كالوثائق واالستبيانات ‪( .‬ربحي‬
‫مصطفى عليان ‪ ،‬عثمان محمد غنيم ‪ ، 2000،‬ص ‪(108‬‬
‫عيوب المقابلة‪ - :‬تتأثر بعوامل متعددة كتوتر المستجوب أو محاولة إرضاء الباحث أو‬ ‫‪-‬‬
‫محاولة‬

‫–‪–19‬‬

‫الباحث الضغط عليه ‪.‬‬


‫تتوقف على استجابة المستجوب للمقابلة ورغبته في الحديث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتطلب وقتا طويال وجهدا كبيرا وتكاليف كثيرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن تحيز القائم بالمقابلة على النتائج فقد يخطئ في فهم االستجابة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(مروان عبد المجيد إبراهيم ‪ ،2000 ،‬ص ‪(174‬‬

‫المحاضرة السادسة‬

‫المالحظة(‪( : Observation‬‬
‫تعد المالحظة واحدة من أقدم وسائل جمع المعلومات حيث استخدمها اإلنسان األول في‬
‫التعرف على الظواهر الطبيعية وغيرها من الظواهر‪ ،‬ثم انتقل استخدامها إلى العلوم بشكل‬
‫عام والى العلوم اإلنسانية واالجتماعية بشكل خاص ‪.‬‬
‫أوال – مفهوم المالحظة‪ :‬إن معنى ومفهوم المالحظة هو أن يوجه الباحث حواسه وعقله إلى‬
‫طائفة خاصة من الظواهر لكي يحاول الوقوف على صفاتها وخواصها سواء أكانت هذه‬
‫الصفات والخواص شديدة الظهور أم خفية يحتاج الوقوف عليها إلى بعض الجهد ‪.‬‬
‫وحسب كارتر جود فهي " الوسيلة التي نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري‬ ‫‪-‬‬
‫لألشخاص وذلك بمشاهدتهم بينما هم يعبرون عن أنفسهم في مختلف الظروف والمواقف‬
‫التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة العادية أو لتمثل مجموعة خاصة من العوامل‪(.‬مروان‬
‫عبد المجيد إبراهيم ‪،2000 ،‬ص‪ (176‬كما تعرف بأنها عملية مراقبة أو مشاهدة لسلوك‬
‫الظواهر والمشكالت واألحداث ومكوناتها المادية والبيئية ‪ ،‬ومتابعة سيرها واتجاهاتها‬
‫وعالقاتها بأسلوب علمي منظم ومخطط وهادف ‪( .‬ربحي مصطفى عليان ‪ ،‬عثمان محمد‬
‫غنيم ‪ ،2000،‬ط‪(112‬‬
‫ثانيا – أنواع المالحظة ‪ :‬تقسم المالحظة من حيث‬
‫‪ – 1‬من حيث درجة الضبط ‪ :‬إلى نوعين وهما ‪:‬‬
‫‪-‬أ المالحظة البسيطة ‪ :‬وتستخدم في الدراسات االستكشافية حيث يالحظ الباحث الظاهرة أو‬
‫حالة دون أن يكون لديه مخطط مسبق لنوعية المعلومات أو األهداف أو السلوك الذي‬
‫سيخضعه للمالحظة ‪.‬‬
‫أي مالحظة الظواهر كما تحدث تلقائيا في ظروفها الطبيعية‪ ،‬دون إخضاعها للضبط العلمي ‪.‬‬
‫ب – المالحظة المنظمة ‪ :‬ويحدد الباحث الحوادث والمشاهدات والسلوكيات التي يريد أن‬
‫يجمع عنها‬

‫–‪–20‬‬
‫المعلومات‪ ،‬وبالتالي تكون المعلومات أكثر دقة وتحديدا عنه في المالحظة البسيطة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬من حيث دور الباحث ‪ :‬وبدورها تنقسم إلى شكلين ‪:‬‬
‫ويشارك أفراد الدراسة في سلوكياتهم وممارساتهم المراد دراستها‪.‬مثال أن يعيش الباحث مع‬
‫السجناء وكأنهأ المالحظة بالمشاركة ‪ :‬وفيها يكون للباحث دور ايجابي وفعال ‪ ،‬بمعنى انه‬
‫يقوم بنفس الدور ‪ ،‬سجين منهم دون أن يعرفوا ذلك ‪.‬‬
‫ب – المالحظة من غير مشاركة ‪ :‬وفيها يقوم الباحث بأخذ موقف أو مكان ويراقب منه‬
‫األحداث أو الظاهرة أو السلوك دون أن يشارك أفراد عينة الدراسة باألدوار التي يقومون بها‬
‫وقد يستخدم الكاميرا وخاصة الفيديو في هذا النوع من المالحظات شريطة عدم معرفة‬
‫المبحوثين بذلك ‪( .‬ربحي مصطفى عليان ‪ ،‬عثمان محمد غنيم ‪ ، 2000،‬ص ‪)115‬‬
‫ثالثا – الشروط الواجب إتباعها عند إتباع أسلوب المالحظة ‪ :‬ثمة مجموعة من الشروط‬
‫المهمة وتنقسم إلى شروط موضوعية وشروط سيكولوجية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الشروط الموضوعية ‪ :‬وتتمثل في استخدام المالحظة وفق نظام خاص تحدد فيه‬
‫الجوانب التي يراد مالحظتها ‪ ،‬كذلك ينبغي أن تسجل المعلومات آنيا حتى ال ينسى المالحظ ما‬
‫يذكر ‪ ،‬كما ينبغي أن ال يتأثر باالنطباعات المسبقة أو يتأثر بالهالة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشروط السيكولوجية ‪ :‬يطرح فان دالين (‪ ( Dalen Van‬أربع عوامل سيكولوجية ‪،‬‬
‫يحث المالحظ على إتباعها حين يؤدي هذه المهمة وتتمثل في ‪:‬‬
‫االنتباه ‪ :‬ويعده فان دالين شرطا مهما للمالحظة الناجحة ‪ ،‬حتى ال تفوت المالحظ أية‬ ‫‪-‬‬
‫بادر ة أو شيء عارض أو حتى مالمح تنضح في تصرفات الشخص المالحظ ‪.‬‬
‫سالمة حواس المالحظ ‪ :‬بحيث يستطيع أن يسمع ويرى بدقة كل ما يجري أمامه من‬ ‫‪-‬‬
‫أحداث ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫‪-‬نضج عملية اإلدراك لدى المالحظ ‪ :‬حيث يتمثل ذلك في قدرته على تأويل كل ما يجري أمامه‬
‫من أحداث ‪.‬‬
‫قدرة المالحظ على التصور ‪ :‬بحيث يستطيع أن يرسم طريقة دقيقة لحالة الشخص الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يالحظه‪(.‬محمد الطيب و آخرون ‪، 2005 ،‬ص ‪) 218 – 217‬‬
‫أدوات تسجيل المالحظة ‪ :‬تعددت أدوات تسجيل المالحظة فهناك الكثير منها والتي يمكن‬ ‫‪-‬‬
‫أن تستخدم لتسجيل المالحظات العلمية وكل منها يالئم غرضا معينا ومن أشهرها‬
‫‪ – 1‬بطاقة المالحظة ‪ :‬هي عبارة عن قائمة تحتوي على جميع الجوانب التي يراد مالحظتها‬
‫بحيث يعبرعن كل جانب ببند أو فقرة للمالحظة والقياس تعبر عن السمة المراد قياسها وأمام‬
‫كل فقرة بدائل تعبر عن‬

‫–‪–21‬‬
‫ظهور السمة أو عدم ظهورها في وقت محدد ‪ ،‬يقوم المالحظ بتأشير البديل الذي يعبر عن‬
‫السمة التي تظهر أو عدد مرات ظهورها وقد يترك مجاال بين بند وآخر إلتاحة المجال للمالحظ‬
‫كي يدون مالحظاته عن السمة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ساللم التقدير‪ :‬بموجب هذا النوع من األدوات تعد أداة المالحظة في صورة ساللم تقدير‬
‫عددية أو لفظية وتتسم هذه األداة بأنها تتطلب أحكاما أكثر دقة لقياس الفقرة أو البند ‪ ،‬فهي ال‬
‫تكتفي بظهور السمةٕ نما تهتم بتحديد مستوياتها أو عدم ظهورها وا بموجب فئات تتدرج على‬
‫سلم يمثل احد طرفيه انعدام وجود السمة التي يراد تقديرها‪ ،‬والطرف الثاني يمثل أعلى‬
‫مستوى لوجودها وبين الطرفين مستويات تتدرج من المستوى الضعيف حتى المستوى األكمل‬
‫بمعنى أن ما بين طرفيها درجات متفاوتة متدرجة تمثل وجود السمة ‪ ،‬ومهمة المالحظ هنا‬
‫هي مالحظة الفئة أو المستوى الذي تظهر فيه السمة والتأشير عليه ليعبر عن المستوى الذي‬
‫توجد فيه السمة في الظاهرة التي تخضع للمالحظة ‪( .‬محسن علي عطية‪، 2009 ،‬ص ص‬
‫‪)238 – 235‬‬
‫‪ – 3‬السجل الوصفي أو جدول المالحظة ‪ :‬يستخدم عندما يراد تسجيل مظاهر سلوكية محددة‬
‫يظهرها المفحوص في مواقف معينة ووصف هذه المظاهر ‪ ،‬والمواقف التي حدثت فيها مع‬
‫ذكر الوقت والتاريخ الذي حدثت فيه ‪ .‬فالسجل الوصفي يتضمن معلومات أساسية عن‬
‫المفحوص تنظم في جداول يحدد فيه اسم المفحوص وصفه ومرحلته والسلوك المستهدف‬
‫بالمالحظة والتاريخ فضال عن أعمدة يدرج فيه تكرار السلوك المستهدف وزمن ظهوره‬
‫والمدة التي استغرقها ودرجته ‪( .‬محسن علي عطية‪، 2009 ،‬ص ص ‪)236 – 235‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن هناك أدوات تسجيل آلية يمكن أن تسجل السلوك المستهدف‬ ‫‪‬‬
‫بدقة وتحتفظ بالمعلومات التي يراد تسجيلها وتقدمها للباحث في الوقت الذي يشاء‬
‫ومن مميزاتها أنها تمكن الباحث من تحليل السلوكيات أو األنشطة المعقدة التي يبديها‬
‫المفحوص ومن هذه األدوات أفالم الفيديو وأجهزة التسجيل المختلفة غير أن‬
‫استخدامها قد يؤثر في نتائج البحث ألنها قد تجعل المفحوص يغير من سلوكه فيظهر‬
‫على غير حقيقته ‪ (.‬محسن علي عطية‪، 2009 ،‬ص ‪)238-‬‬
‫‪-‬خطوات المالحظة ‪:‬‬
‫اختيار الموضوع وتحديده وفق أهداف واضحة ومحددة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد الظرف المناسب إلجراء المالحظة وذلك الن الموضوع يتأثر ويؤثر على الظرف‬ ‫‪-‬‬
‫ألزماني والمكاني ‪.‬‬
‫تحديد نوع العالقة المناسبة للموضوع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد كيفية وأسلوب التسجيل (‪ .‬مروان عبد المجيد إبراهيم ‪، 2000 ،‬ص‪)176‬‬ ‫‪-‬‬
‫مزايا المالحظة‪ :‬للمالحظة مجموعة من المزايا نورد منها ما يلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تستخدم في البحوث التجريبية والمسحية وذلك عندما تهدف إلى جمع بيانات عن السلوك‬ ‫‪-‬‬
‫غير اللفظي ‪.‬‬
‫أما اختبار تفهم الموضوع ‪ TAT‬فهو مجموعة صور على شكل لوحات عددها ‪ 31‬لوحة‬
‫تحتوي كل واحدة‬

‫–‪–22‬‬
‫منها على موضوع‪ ،‬وتعرض على العميل ليؤلف حولها قصة تعكس احتياجاته والضغوط‬
‫المحيطة ‪ .‬وفي األخير بعد تطرقنا ألدوات دراسة الحالة وقد ركزنا على أهم األدوات استخداما‬
‫في الدراسات اإلكلينيكية من مقابلة ومالحظة واختبارات إال انه توجد مصادر أخرى للحصول‬
‫على المعلومات في‪.‬‬
‫دراسة الحالة منها ‪:‬‬
‫السجالت الرسمية ‪ :‬وثائق رسمية‪ ،‬شهادات وتقارير رسمية كالوثائق الدراسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفية‪ ،‬التعليمية ‪ ...‬الخ‬
‫الوثائق الشخصية ‪ :‬قد تكون كتابات خاصة‪ ،‬رسائل‪ ،‬هوايات ‪ ...‬الخ‬ ‫‪-‬‬
‫تعتمد بدرجة كبيرة على حاضر الموقف وليس ماضيه‪ ،‬الن الباحث يالحظ السلوك كما‬ ‫‪-‬‬
‫يحدث تماما‪،‬‬
‫ويمكن أن يعطي مالحظات دقيقة عن مالمح هذا السلوك ‪.‬‬
‫يسجل سلوك المبحوث الذي يتم سلوكه وقت حدوثه مباشرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن التعرف على بيانات قد ال يفكر فيها الباحث أثناء استخدام أساليب عملية المقابلة‬ ‫‪-‬‬
‫واالستفتاءات ‪.‬‬
‫يساعد أسلوب المالحظة الباحث في مهمته الخاصة بتجميع البيانات في مواقف سلوكية‬ ‫‪-‬‬
‫مثالية‪(.‬فاطمة عوض صابر ‪،2002 ،‬ص ‪)149‬‬
‫عيوب المالحظة ‪ :‬مع ما يبق من مزايا أن إال هناك بعض العيوب نوجزها فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما اختبار تفهم الموضوع ‪ TAT‬فهو مجموعة صور على شكل لوحات عددها ‪ 31‬لوحة‬
‫تحتوي كل واحدة‬
‫منها على موضوع‪ ،‬وتعرض على العميل ليؤلف حولها قصة تعكس احتياجاته والضغوط‬
‫المحيطة ‪.‬‬
‫وفي األخير بعد تطرقنا ألدوات دراسة الحالة وقد ركزنا على أهم األدوات استخداما في‬
‫الدراسات اإلكلينيكية من مقابلة ومالحظة واختبارات إال انه توجد مصادر أخرى للحصول‬
‫على المعلومات في‬
‫دراسة الحالة منها ‪:‬‬
‫السجالت الرسمية ‪ :‬وثائق رسمية‪ ،‬شهادات وتقارير رسمية كالوثائق الدراسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفية‪ ،‬التعليمية ‪ ...‬الخ‬
‫الوثائق الشخصية ‪ :‬قد تكون كتابات خاصة‪ ،‬رسائل‪ ،‬هوايات ‪ ...‬الخ‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–23‬‬

‫المحاضرة السابعة‬
‫االختبارات النفسية‬
‫تعتبر االختبارات النفسية من األدوات المهمة في دراسة الحالة والتي تساعد المعالج أو‬ ‫‪-‬‬
‫الباحث عن الحصول على نتائج شكوكه من خالل تطبيقها على المفحوص‪ .‬قبل التطرق‬
‫إليها نعرف االختبار ‪.‬‬
‫االختبار (‪ : ( test‬امتحان مقنن يتكون من مشكلة يطلب من الشخص المفحوص حلها‬ ‫‪-‬‬
‫أو من عمل يقوم ب أو ه من أسئلة يجيب عنها و يختلف االختبار عن االستبيان في انه‬
‫يكلف المفحوص عادة القيام بعمل ‪ ،‬ثم تقدر النتيجة على أساس مقدار ما أنجزه ‪ ،‬أو‬
‫درجة صعوبته أو ما استغرق من وقت في أدائه‪(.‬فتحي محمد مرسي ‪ ، 2010 ،‬ص‬
‫‪(215‬‬
‫االختبارات النفسية ‪ ( :psychologiques test les( :‬يعرف االختبار في قاموس علم‬ ‫‪-‬‬
‫النفس انه أسلوب علمي روتيني ‪ ،‬يسمح بدراسة سمة شخصية أو أكثر ال يمكن تحديدها‬
‫تجريبيا وذلك بهدف الحصول على إيضاح قابل للتكميم ‪(.‬بوسنة ‪ ،‬ص ‪ (19‬وحسب‬
‫بيرون (‪ Piéron ( 1968‬فاالختبار امتحان ينطوي على إتمام مهمة ‪ ،‬متطابقة لجميع‬
‫األشخاص المفحوصين ‪ ،‬مع أسلوب محدد لتقييم النجاح أو الفشل أو لتنقيط األداء باألرقام‬
‫( ‪.)Jean.A.Randal, 2003, p40‬‬
‫إال أن هناك بعض التعريفات لالختبار النفسي ‪:‬‬
‫يعرفها بيشو " عطاؤه قيمته‬
‫على أنها وضعية تجريبية يراد بها قياس سلوك المفحوص وا أو درجة معينة‬
‫ورد في قاموس انجلش و انجلش (‪( English & English,1958‬بان االختبار النفسي‬ ‫‪-‬‬
‫هو " مجموعة الظروف المقننة أو المضبوطة تقدم بنظام معين للحصول على عينة‬
‫ممثلة للسلوك ‪ ،‬في ظروف أو متطلبات بيئية معينة ‪ ،‬أو في مواجهة تحديات تتطلب‬
‫أقصى جهد أو طاقة ‪ ،‬وغالبا ما تأخذ هذه الظروف أو التحديات شكل األسئلة اللفظية"‪.‬‬
‫(بشير معمرية ‪،2002،‬ص‪ (106‬فاالختبارات النفسية أداة مضمونة‪ ،‬ألنها عملية مقننة‬
‫ولها صدقها وثباتها وتعطيك معلومات بالدرجات تعكس قدرات الشخص ‪.‬‬
‫تستخدم هذه االختبارات لقياس جوانب الشخصية التكيفية ‪ ،‬وأنواع الصراعات التي يعاني‬
‫منها األفراد ‪(.‬عماد عبد الرحيم زغلول ‪، 2006 ،‬ص ‪(54‬‬
‫تقسم االختبارات النفسية إلى ‪:‬‬
‫‪_ 1‬االختبارات النفسية الخاصة بالوظائف العقلية والذهنية كالذكاء‪ ،‬القدرات اللفظية‪،‬‬
‫االستعدادات‪،‬الميول‪ ،‬االتجاهات والقيم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬االختبارات النفسية الشخصية‪ :‬والتي تنقسم إلى ‪:‬‬

‫–‪–24‬‬
‫االختبارات االسقاطية إن ‪ :‬مصطلح اختبار إسقاطي يرجع إلى لورانس فرانك (‪Frank.L‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ (1939‬وهو وصف لبعض المباحث الداخلية (المقاربات) غير المباشرة في دراسة‬
‫الشخصية ‪ ،‬التي تهدف إلى الوصول بالفرد إلى أن يقدم تقييما لصفاته دون أن ينتبه إلى‬
‫انه يقوم بذلك ‪.‬‬
‫لقد استخدم فرويد مصطلح إسقاط ليبين االوالية الدفاعية التي بها تلف األفكار والمشاعر غير‬
‫المقبولة من الذات إلى العالم الخارجي ‪.‬‬
‫يقترب كل اختبار إسقاطي من الشخص بطريقة غير مباشرة ‪ ،‬ففي االختبار االسقاطي ال‬
‫يمتحن نما يطلب منه أن يستجيب للمثير مما يتراءى له من أفكار ومشاعر الشخص مباشرة‬
‫بالسؤال عن نفسه واوما يدركه في هذا وفي هذه الطريقة ‪ ،‬فان ما يكشف الشخص عنه يكون‬
‫اقرب إلى الحقيقة مما يقدمه مباشرة ‪ ،‬وبالتالي فالفرد يستجيب للمادة غير المشكلة التي‬
‫تعرض عليه بطريقة عفوية دوأية تأثر بإرادته إلى حد بعيد ‪ .‬والفرد حين يستجيب فانه‬
‫يتداعى بأفكاره ‪ ،‬ويسقط من مشاعره ورغباته وانفعاالته الالواعية ويكشف عن كل ذلك‬
‫بطريقة ما في المادة المعروضة أمامه ‪(.‬ص ‪)78‬‬
‫ومن بين االختبارات السقاطية نجد ‪ :‬اختبار تفهم الموضوع ‪ ،‬اختبار القدم السوداء ‪....‬الخ‬
‫االختبارات الموضوعية‪ :‬تعني الموضوعية االبتعاد عن األهواء والميول الذاتية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واألغراض الشخصية للفاحص‪ .‬وتعنى في مجال القياس النفسي ‪ ،‬أن السلوك يمكن‬
‫مالحظته مباشرة ويمكن قياسه ‪ .‬كما تعنى جراءات تصحيحه واحدة جراءات اإلجابة عن‬
‫بنوده واأن إجراءات تطبيق االختبار أي تعليماته وا ‪.‬‬
‫فالموضوعية إذن تعني أن إجراءات القياس كلها تتم مستقلة عن تدخل الفاحص في جميع‬
‫إجراءاته ‪(.‬بشير معمرية ‪،2002،‬ص‪)126‬‬
‫ومن بين االختبارات الموضوعية نجد ‪ :‬سلم هاملتون لتقدير القلق و سلم بيك لالكتئاب ‪...‬الخ‬
‫أهمية االختبارات النفسية ‪ :‬من العلماء من يرى في االختبار أداة تقييم وتشخيص‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬‬
‫تخلو من قصور وعيوب‪.‬في مقابل ذلك هناك حركة معارضة شديدة تحذر من كثرة‬
‫االعتماد على االختبارات ‪ .‬رغم االعتراض القائم على تطرف بعض العلماء القياس في‬
‫أولوية االختبارات‪ ،‬إال أن هناك شبه اتفاق بين األخصائيين اإلكلينيكيين واألطباء‬
‫النفسانيين وعلماء القياس‪ ،‬على أن االختبار دون شك هو وسيلة ذات قيمة كبيرة في‬
‫عمليات التشخيص والتوجيه واإلرشاد ‪.‬‬
‫تعد االختبارات حسب أنجرس( ‪( Angers‬وسائل قياس‪ ،‬تستعمل غالبا في التجريب ‪ .‬إنها‬
‫تسمح بالتعرف على مجموعة من الصفات تخص أفراد التجرب كيم‪.‬ة ن اإلفادة من االختبارات‬
‫إذا أحسن استخدامها‪،‬ووضعت حولها ضوابط وأمكن معرفة معايير ثباتها و صدقها ودالالتها‬
‫اإلكلينيكية‪ ،‬باإلضافة إلى حدودها التي ال يمكن تجاوزها بحكم طبيعتها أو طبيعة القدرات التي‬
‫تقيسها ‪(.‬بوسنة‪ ،‬ب س ‪،‬ص‪( 19‬لقد سارت االختبارات في تسلسل تاريخي متعاقب ‪ ،‬منها ما‬
‫يرتبط بصميم‬

‫–‪–25‬‬
‫التشخيص اإلكلينيكي وعملياته وقد بدا العالمان بينيه وسيمون (‪ ( Simon et Binet‬بأول‬
‫محاولة رائدة في وضع اختبار لطلبة المدارس االبتدائية ‪ ،‬نتيجة لوجود أطفال متخلفين‬
‫عقليا ‪ .‬ابتكر بينيه فكرة العمر العقلي إدراكا منه أن المشكلة ال بد أن تواجه بطريقة تختلف‬
‫عن مفهوم اإلثارة واالستجابة السلوكية‪ ،‬فهو يرى انه يجب قياس أوجه النشاط المعقد مثل‬
‫إتباع مجموعة من التوجيهات وحل المشكالت واستخدام الكلمات بطريقة سليمة أما ‪ .‬اختبار‬
‫الرورشاخ فجاء نتيجة الستبصار الطبيب النفساني هيرمان رورشاخ بما أورده المرضى‬
‫النفسانيين عما توحي لهم بقع الحبر العشر ‪.‬وحين يواجه الفرد موقفا غامضا غيرٕ وادراكه‬
‫للعالم ‪.‬‬
‫واضح ‪ ،‬سوف يستجيب وفقا لحاجاته الداخلية واتجاهاته ‪ ،‬وأسلوبه‬
‫أما اختبار مينسوتا (‪( MMPI‬في منتصف العقد الرابع للقرن العشرين على يد كل من هاتاوي‬
‫و ماككنلي ‪ ،‬حيث تضمن مقاييس عديدة منها مقياس توهم المرض ‪ ،‬االنقباض ‪ ،‬الهستيريا ‪،‬‬
‫االنحراف السيكوباتي ‪ ،‬البارانويا وغيرها ‪ .‬وقد وضع تصحيح هذا االختبار على أساس‬
‫يختلف عن باقي االختبارات الشخصية ‪ ،‬حيث استخدمت فيه الطريقة االمبريقية عن طريق‬
‫اختيار البنود أو األسئلة التي تميز بين األسوياء والغير أسوياء‪(.‬عطوف محمود ياسين‪،‬‬
‫‪ ، 1994‬ص ص‪)449- 448‬‬
‫‪37‬‬

‫أما اختبار تفهم الموضوع ‪ TAT‬فهو مجموعة صور على شكل لوحات عددها ‪ 31‬لوحة‬
‫تحتوي كل واحدة منها على موضوع‪ ،‬وتعرض على العميل ليؤلف حولها قصة تعكس‬
‫احتياجاته والضغوط لمحيطة ‪.‬وفي األخير بعد تطرقنا ألدوات دراسة الحالة وقد ركزنا على‬
‫أهم األدوات استخداما في الدراسات اإلكلينيكية من مقابلة ومالحظة واختبارات‪.‬إال انه توجد‬
‫مصادر أخرى للحصول على المعلومات في دراسة الحالة منها ‪:‬‬
‫السجالت الرسمية ‪ :‬وثائق رسمية‪ ،‬شهادات وتقارير رسمية كالوثائق الدراسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفية‪ ،‬التعليمية ‪ ...‬الخ‬
‫الوثائق الشخصية ‪ :‬قد تكون كتابات خاصة‪ ،‬رسائل‪ ،‬هوايات ‪ ...‬الخ‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–26‬‬

‫لمحاضرة الثامنة ‪:‬‬

‫عوامل التنبؤ في دراسة الحالة‪ :‬في البداية ال بد من اإلشارة انه من الصعب فصل التنبؤ عن‬
‫كل التشخيص والعالج‪ ،‬ويهدف التنبؤ إلى تقدير احتماالت تطور المرض أو المشكلة ومدى‬
‫االستجابة لعالج معين‪ .‬وفيما يلي أهم العوامل التي يفيد فحصها في عملية التنبؤ عن تطور‬
‫المرض وتقرير نوع العالج ‪.‬‬
‫‪ – 1‬الحالة الجسمية ‪ :‬قد تكون الحالة الجسمية عامال في تقرير الحدود التي يمكن أن تصل‬
‫إليها المحاوالت العالجية ‪ ،‬ولذلك فان إجراء فحص طبي قد يكون ضروريا لتقرير إمكان‬
‫وجود اضطراب عضوي ومدى و نوع تأثيره في المرض ‪ ،‬وحتى في الحاالت التي ال تؤثر‬
‫فيها العوامل العضوية تأثيرا مباشرا في الحالة العقلية ‪ ،‬فان سوء الحالة الجسمية أو أزمانها‬
‫قد تشكل عائقا خطيرا في تقدم العالج النفسي ‪.‬‬
‫‪ – 2‬بيئة المريض ‪ :‬قد تكون التعديالت الممكن إحداثها في بيئة المريض من العوامل الهامة‬
‫التي تحد ٕاذا لم يكن هناك من تأثير العالج وذلك إذا اضطر المريض للمعيشة في بيئة ال يشعر‬
‫فيها باألمن ‪ ،‬والطريق لتحسين العالقات العائلية أو الزواج غير الموفق أو تحسن عالقات‬
‫العمل ‪ ،‬و بينما قد يكون من الممكن إحداث بعض التغيير في أولئك الذين يتعين على العميل‬
‫العيش معهم ‪ ،‬إال إن إحداث التغيير في البيئة كلها يكون عادة أمر متعذرا ‪ ،‬وفي هذه الحاالت‬
‫تكون الدالالت التنبؤية سيئة ‪ ،‬وبخاصة إذا كان لهذه المتغيرات التنبؤية دورها في نشأة‬
‫وتطور المرض أو المشكلة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬عمر المريض ‪ :‬وله أهميته في تقرير إمكانيات العالج ‪ ،‬وقد وجد في العالج عن طريق‬
‫التحليل النفسي الكالسيكي أن المرضى بعد أواخر األربعين ال يستجيبون استجابة طبية‬
‫للعالج ‪ ،‬وذلك الن الطريقة تتطلب الرجوع إلى الماضي البعيد ‪ ،‬وعلى ذلك يتسع مدى ما‬
‫يتعين فحصه من مادة سيكولوجية ‪ .‬وفي كل طرق العالج يتطلب األمر تغييرا وتعلما جديدين ‪،‬‬
‫وحيث أن الشباب وصغار الراشدين يسهل عليهم إحداث التغيير وتعلم الجديد ‪ ،‬فان صغر‬
‫السن من العوامل التي تحسن التنبؤ ‪ ،‬وال يعني هذا أن كبار السن من الناس يتعذر عالجهم ‪،‬‬
‫ولكنه يعني فقط أن التنبؤ يكون أحسن لمن هم اصغر سنا حيث أنهم أكثر قابلية للتغيير ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الذكاء والتعليم ‪ :‬يجب أن ندخل في اعتبارنا ذكاء المريض وتعليمه في تقييمنا قابليته‬
‫للعالج ‪ ،‬واليعني ذلك انه كلما ارتفع الذكاء والمستوى التعليمي تحسن التنبؤ ‪ ،‬إال انه بالنظر‬
‫إلى أن الكثير من العالج يتضمن استخدام اللغة ‪ ،‬فان ادني حد من القدرة على استعمال اللغة‬
‫واالستجابة لها يكون ضروريا‬
‫‪ – 5‬القابلية للموائمة ‪ :‬وهي تتضمن دراسة الطرق التي يجابه المريض بها المواقف الجديدة‬
‫في الحياة‬

‫–‪–27‬‬
‫‪،‬ويمكن استقراء درجة هذه القابلية من استقراء تاريخ حياته ‪ ،‬وبخاصة استجابته لواقف مثل‬
‫الفطام ‪ ،‬والخبرات المدرسية األولى والبلوغ ‪ ،‬واالنتقال إلى جيرة جديدة ‪ ،‬وخبرات العمل‬
‫األولى والوفيات في العائلة ‪ ،‬والخبرات الجنسية والزواج ‪...‬الخ وعن طريق هذه الدراسة‬
‫يمكن تقييم قدرة األنا على التكامل ‪.‬‬
‫‪ – 6‬ظروف االضطراب ‪ :‬إذا تركز الصراع الذي يواجهه الفرد في مجال واحد فان فرصته‬
‫لالستفادة من العالج تكون أحسن من الفرصة المتاحة لغيره ‪ ،‬كما انه من المهم معرفة‬
‫الظروف التي نشا فيها االضطراب ومداه ودرجة التكيف الناجح في أوقات الصحة ‪ ،‬فان‬
‫المريض الذي يبدأ اضطرابه في مرحلة مبكرة ‪ ،‬ويالزمه هذا االضطراب بصورة مستمرة ‪،‬‬
‫يغلب أن تتكون لديه عادات وأساليب استجابية يصعب تغييرها ‪.‬‬
‫‪ – 7‬قوة الدافع لطلب العالج ‪ :‬يكون التنبؤ أحسن في حالة المريض الذي يتوفر لديه دافع‬
‫قوي لتحسين حالته ‪ ،‬فينشد العالج بنفسه بدال من أن يدفع إلى ذلك دفعا ‪ ،‬وبالمثل فان‬
‫االستعداد والعزم والتضحية للحصول على العالج يكون عالمة تنبؤية طيبة (‪ .‬خالد عبد‬
‫الرزاق النجار‪،2008،‬ص‪) 52‬‬

‫المحاضرة التاسعة‬

‫محتويات دراسة الحالة ‪:‬‬


‫إن جوهر تقرير الحالة يجب أن يتضمن وصفا وتحليال للمشكلة التي صممت أو أجريت‬
‫الدراسة من أجلها ‪ ،‬فضال عن التوصيات المقترحة بناء على تحليل الحالة وال يتأتى ذلك إال‬
‫من خالل خلفية علمية واسعة تشتمل على المعلومات الهامة واالعتبارات لمثل هذه القضايا‬
‫الرئيسة وهي معلومات علمية واعتبارات مهنية وتقنية ومنهجية ‪ ،‬ينبغي توافرها في تقارير‬
‫الحالة عند الدراسة النفسية للحاالت الفردية ‪.‬ومن هذه المعلومات الجوهرية مايلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الهوية الشخصية‪ :‬ويقصد بها كينونة الفرد موضع الدراسة‪ ،‬ويتضمن ذلك بيانات عن‪:‬‬
‫اسمه وعنوانه وعمره وجنسه وهيئته الطبيعية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬تاريخ حياة الحالة ‪ :‬وظروفها الحالية‪ ،‬وتوجهاتها‪ ،‬والتوقعات المستقبلية لها‪ ،‬بما في‬
‫ذلك توضيح ألهم النشاطات الروتينية والممتلكات المادية والصحة الجسمية العامة‪ ،‬واألحداث‬
‫الهامة في حياة الحالة ‪.‬‬
‫‪- 3‬الصفات والخصائص النفسية المميزة للحالة‪ :‬االستجابات‪ ،‬والدوافع واالتجاهات‪،‬‬
‫واالنفعاالت والقدرات واالستعدادات والقيم الدينية والخلقية‪ ،‬والشمائل والمآثر والمبادئ التي‬
‫يعتنقها الشخص وتقوم بدور في تشكيل سلوكه وصورته عن ذاته ‪.‬‬
‫‪ – 4‬الحياة االجتماعية للحالة‪ :‬أي الوضع االجتماعي والمدني للشخص ودوره ومكانته‪،‬‬
‫وعالقاته‬

‫–‪–28‬‬

‫االجتماعية بمحيطه وبيئته‪ ،‬مع توضيح رؤية المفحوص لمعاني الوالء والوفاء واالنتماء‬
‫واإلخالص ألسرته وعشيرته ومجتمعه ‪.‬‬
‫‪ – 5‬الوصف الدقيق لطبيعة ونوع العالقات المتبادلة بين الباحث والمبحوث و رسم صورة‬
‫واقعية واضحة لحدود هذه العالقة ‪.‬‬
‫‪ – 6‬نسق القيم لدى المبحو ث وكذلك األحكام القيمية التي توجه سلوكه وتهيمن على‬
‫تصرفاته ‪.‬‬
‫‪ – 7‬االتفاق بين الباحث والمبحوث عن أهم المشكالت الرئيسة التي يجب عرضها لتكون‬
‫موضع االهتمام في البحث وتوضيح األهداف المنشودة وتحديد الزمن الالزم لدراسة الحالة ‪.‬‬
‫‪ – 8‬التفسير التفصيلي للشواهد واألدلة والبراهين التي تصف وتحلل القضايا الخاصة بالحالة‬
‫والتوثيق المرجعي لها ‪ ،‬واثبات الحجج القائمة عليها ‪.‬‬
‫‪ – 9‬يجب عدم اإلسراف في استخدام المصطلحات الفنية المعقدة واالقتصار على المصطلحات‬
‫العلمية والمهنية التي تستخدم لمزيد من التوضيح في تمثيل القضايا الرئيسة للحالة‪ ،‬ويسهم‬
‫في وصفها وصفا شامال ودقيقا ‪.‬‬
‫‪ – 10‬ال بد أن يتسق عرض نتائج دراسة الحالة وكذلك التوصيات والحلول المقترحة‬
‫واالستنتاج الختامي‪ ،‬مع المقدمات التي ظهرت في الدراسة‪ ،‬وذلك للبرهنة على االطراد القائم‬
‫على االستقراء الذي تبرزه الخبرة الحسية ‪.‬‬
‫‪ 11‬إذا – كان تقرير الحالة كبيرا جدا فانه يستحسن أن يذيل بالمالحق والملخصات‬
‫والمذكرات والمراجعات ‪ ،‬لالطالع عليها عند الضرورة ‪.‬‬
‫‪ – 12‬ال بد من التأكد من مراجعة األدلة والبراهين المتمثلة في القضايا الرئيسية للحالة‪،‬‬
‫ومطابقتها على النتائج المستخلصة وتوضيح عالقتها بالتوصيات المقترحة ‪.‬‬
‫‪ – 13‬من الضروري أن يتضمن تقرير الحالة بيانا بالطرق والمناهج واألساليب واألدوات‬
‫المستخدمة في إجراء الدراسة وكذا مذكرة عن بيئة الحالة ( الظروف المحيطية بها ‪،‬‬
‫واألوضاع والظروف االجتماعية التي تسببت في وصول الحالة إلى ماهي عليه ‪ ،‬كذا العوامل‬
‫المؤثرة على مستقبلها) باإلضافة إلى أي تحفظات أو احتياطات ‪ ،‬أو مضامين ‪ ،‬أو تعليقات ‪،‬‬
‫تبدو مناسبة أو مالئمة في تقرير ووصف الحالة ‪.‬‬
‫‪ – 14‬يجب أن تقدم خالصة الدراسة بيانا مختصرا ومبسطا عما تدور حوله دراسة الحالة ‪.‬‬
‫‪ – 15‬كما يجب أن يشتمل ملخص الدراسة على تقرير مختصر عن المشكلة والمناهج‬
‫المستخدمة في بحثها‪ ،‬واهم نتائج الدراسة والتوصيات والتنبؤات‪ ،‬وذلك بتوضيح الحقائق‬
‫ومحاولة االستفادة منها بأكبر درجة ممكنة ‪.‬‬

‫–‪–29‬‬
‫‪ – 16‬وأخيرا ذيل الدراسة بالشكر لمن أسهم فيها‪ ،‬وبقائمة المراجع والمصادر المستخدمة‬
‫في جمع البيانات (‪ .‬عبد الفتاح محمد دويدار ‪ ،1999،‬ص ‪)117- 116‬‬
‫خطوات دراسة الحالة ‪ :‬يمر منهج دراسة الحالة بالخطوات اآلتية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أ‪ -‬تحديد الحالة التي يراد دراستها من جميع أبعادها‪ ،‬ومراعاة أهميتها وجدوى البحث فيها ‪.‬‬
‫ب – مراجعة األدبيات التي تناولت الحالة للحصول على المعلومات النظرية التي تعين الباحث‬
‫على فهم‬
‫الحالة ‪ ،‬واستيعاب األسس العامة واألسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالة ‪.‬‬
‫ج تحديد األسلوب أو النمط الذي تدرس به الحالة فهناك حاالت ذات نمط إكلينيكي ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عيادي تشخيصي وهناك حاالت ذات نمط تاريخي مسحي ولكل من النمطين أدواته في‬
‫جمع المعلومات عن الحالة ‪.‬‬
‫‪-‬د بناء أداة جمع المعلومات أو مايسمى بطاقة الحالة التي تستخدم من الباحث للحصول على‬
‫المعلومات المتعلقة بجميع المتغيرات التي يمكن أن تشكل الحالة ‪ ،‬وغالبا ما تتضمن هذه‬
‫البطاقة ‪:‬‬
‫معلومات عامة عن المبحوث ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد الحالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ ظهورها‪ ،‬وما تعرضت له من معالجات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معلومات عن البيئة التي ظهرت فيه الحالة بأبعادها المادية والبشرية أو االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطورات الحالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بين الحالة ومتغيرات الواقع البيئي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التشخيص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوصيات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ه –تطبيق األداة أو بطاقة الحالة من الباحث في الوقت والمكان المالئمين والطريقة المالئمة‬
‫التي تضمن الحصول على بيانات حقيقية يمكن االعتماد عليها في دراسة الحالة ‪.‬‬
‫‪-‬و تبويب المعلومات التي تم جمعها بطريقة تساعد الباحث على بلورة األفكار التي تفسر‬
‫المشكلة وتحديد أبعادها ونشأتها في ضوء البيانات التي تم جمعها ‪.‬‬
‫ز صياغة التقرير النهائي الذي ينبغي أن تتضمن وصفا للحالة‪ ،‬وأبعادها وظروف نشأتها‬ ‫‪-‬‬
‫وتطور ها واألسباب التي تقف خلفها (‪ .‬محسن علي عطية‪، 2009 ،‬ص ص ‪– 167‬‬
‫‪) 168‬أما بالنسبة لخطوات دراسة حالة عيادية فان خطواتها تتمثل في ‪:‬‬
‫تحديد موضوع البحث‬ ‫‪-‬‬
‫اختيار الحاالت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمع المعطيات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معالجة المعطيات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأويل المعطيات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–30‬‬
‫‪-‬استخالص النتائج‪) Samacher .R& al,2005,p6 ( .‬‬

‫محاضرة العاشرة‬

‫نماذج من دراسة الحالة ‪:‬‬


‫هناك نماذج متعددة لدراسة الحالة‪ ،‬تختلف حسب الحالة المدروسة وحسب أهداف الدراسة‬
‫فهي ال تعدو أن تكون مجرد دليل يستعان به وهو قابل للتعديل حسب الحالة المعنية ‪ ،‬وهذا‬
‫النموذج اعد أصال لدراسة حاالت الراشدين وبخاصة من الذهانيين والعصابيين ‪ ،‬إال أن الكثير‬
‫من فقراته يصلح االستخدام في مجاالت األخرى مثل حاالت األطفال والجانحين وغيرهم وفيما‬
‫يلي نموذجين مختلفين لدراسة الحالة ‪.‬‬
‫النموذج األول‪ :‬حسب فيصل عباس ‪:‬حسب فيصل عباس فان دراسة الحالة هي دراسة فرد‬
‫سوي أو مريض ‪ .‬فمن خاللها نصل إلى فهم‬
‫اإلنسان والوصول إلى تعميم النتائج‪ ،‬وفي دراسة الحالة نعتمد على التاريخ الفردي للشخص ‪.‬‬
‫‪ – 1‬صفحة المعلومات الشخصية ‪:‬‬
‫االسم‪............:‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنوان‪............:‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمر‪.............:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنس ‪...........:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى التعليمي‪ ،..........:‬العمل‪............:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المظهر العام ‪..:‬أنيق ( ) ‪ ،‬مهمل ( )‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 2‬المشكلة أو الشكوى –أ ‪ :‬نوعها ‪ :‬خوف‪ ،......‬قلق ‪.......‬‬
‫بدايتها‪...............:‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطورتها ‪................... :‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكرارها‪...................:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب – محاوالت الدراسة والعالج السابقة‪....................:‬‬
‫ج موقف المريض من المشكلة‪ ،‬أو من الشكوى‪...........‬‬ ‫‪-‬‬
‫موقف األهل ‪ ،........‬المعلمين‪ ،............‬األصدقاء أو األشخاص‬ ‫‪-‬‬
‫المحيطين ‪.‬به ‪..........‬‬
‫*كل عالج إفرادي غير مضمون استمراره إذا لم يطل عالج البيئة التي يعيش فيها الفرد ‪.‬‬

‫–‪–31‬‬
‫‪ – 3‬الوضع االجتماعي للعائلة ‪:‬‬
‫إن – الحصول على معلومات عن العائلة من شانها ان تلقي الضوء على العو امل المؤثرة‬
‫في الفرد اجتماعيا و عائليا ‪.‬‬
‫عدد األوالد ‪.......‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبقة االجتماعية للفرد والعائلة ‪..............‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة ‪..........‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 4‬الوضع الصحي ‪:‬‬
‫نتائج الفحوصات الطبية ‪............‬‬ ‫‪-‬‬
‫األمراض التي مر بها ‪.................‬‬ ‫‪-‬‬
‫خصائص النمو وتطوره ‪................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصحة العامة للفرد ‪ ،............‬موقفه من وضعه الصحي ‪............‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 5‬نتائج االختبارات النفسية ‪ ،‬والشخصية‪.............‬‬
‫‪ – 6‬التطور التعليمي والتحصيلي ‪:‬‬
‫موقف الفرد من المدرسة ‪..........‬‬ ‫‪-‬‬
‫موقفه من معلميه ‪............‬‬ ‫‪-‬‬
‫موقف الفرد من الدراسة والمواد الدراسية ‪.............‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدى النجاح‪.............‬أو الفشل‪............‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرات الخاصة‪ ،.......‬نواحي التفوق أو القصور‪ (......‬الرسم‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الرياضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعمال يدوية‪(.)..........‬فيصل عباس ‪ ،1997،‬ص ص ‪(21 – 20‬‬
‫‪ – 2‬النموذج الثاني ‪:‬‬
‫البيانات المميزة‪ :‬االسم ‪ ،..... :‬العمر‪ ،............:‬العنوان ‪............. :‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة االجتماعية‪ ، ...........‬العمل‪..............‬‬
‫الشكوى ‪ :‬إما من المريض أو من احد أقربائه ‪ ،‬إن كان قاصرا أو غير مستبصر‬ ‫‪-‬‬
‫بمرضه ‪ ،‬خاصة في حاالت الذهان ‪.‬‬
‫تاريخ المريض ‪ :‬ويؤخذ تطور األعراض والعالمات منذ بدء المرض بالتفصيالت الالزمة‬ ‫‪-‬‬
‫بالتوقيت الزمني المرتب مع مراحل العالج المختلفة ‪.‬‬
‫التاريخ العائلي ‪ :‬األب ‪ ،........‬السن‪ ،.............‬أو سبب الوفاة ‪، .........‬‬ ‫‪-‬‬
‫وشخصيته وعمله‪ ،...........‬وعالقته مع أطفاله ‪..................‬‬
‫األم ‪ :‬دراسة تفصيلية لشخصيتها وعالقاتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلخوة واألخوات ‪ :‬العدد ‪ ،.....‬عالقاتهم الشخصية فيما بينهم ‪،...........‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعمالهم ‪.............‬‬

‫–‪–32‬‬
‫أمراضهم ‪ ،........‬وعامل المنافسة ‪.......‬‬
‫الحالة االجتماعية للعائلة ‪ :‬مكان وازدحام السكن‪ ،........‬القدرة المادية ‪ ،.......‬عالقة‬ ‫‪-‬‬
‫األب باألم مناخ وتأثير الجو العائلي ‪ ،.......‬تعدد الزيجات و الطالق ‪..........‬‬
‫‪ – 6‬أمراض عائلية ‪ :‬يجب االستفهام عن أي مرض عصابي أو ذهاني أو عصبي ‪ ،‬أو صرع‬
‫أو اضطرابات الشخصية بين أفراد العائلة ‪ ،‬ويجب الحرص والمجاملة في السؤال عن هذه‬
‫األمراض ‪ ،‬حتى ال يتعرض المريض لصدمة السلوك في قواه العقلية ‪.‬‬
‫التاريخ الشخصي ‪ :‬مكان الوالدة ‪ ،........‬حالة األم أثناء الحمل ‪ ،.......‬طبيعة‬ ‫‪-‬‬
‫ومضاعفات الوالدة ‪ ،.....‬أي عقاقير أثناء الحمل ‪ ،............‬الرضاعة طبيعية أم‬
‫ال ‪ ،......‬تطور الطفل ووقت ابتسامته‪ ،.......‬جلوسه ‪،.......‬‬
‫وسيره ‪.........‬والتسنين ‪ ،.........‬والبدء في الكالم ‪ ...........‬والتحكم في التبرز‬
‫والتبول ‪ ،............‬واهتمامه بنظافته ‪.............‬‬
‫أعراض عصابية في الطفولة ‪ :‬كالفزع الليلي ‪ ،......‬الجوال الليلي ‪ ،........‬شدة‬ ‫‪-‬‬
‫االنفعالية ‪ .......‬التبول الليلي ‪ ،.....‬مص اإلبهام ‪ ،.............‬قضم االضافر ‪،...........‬‬
‫التلعثم ‪ ...........‬طقوس حركية ‪ ،..........‬أن أو يكون الطفل وديعا مثاليا ‪ ،‬سلبيا ‪.‬‬
‫صحة الطفل الجسمية ‪ :‬من أمراض معدية ‪ ،......‬الحميات ‪ ،........‬النوبات‬ ‫‪-‬‬
‫الصرعية ‪ .........‬رغبة في اللعب مع اقرانه األطفال ‪...............‬‬
‫المدرسة ‪ :‬درجة تحصيله الدراسي والمستوى الذي وصل إليه ‪ ،.........‬سبب تركه‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة ‪ ...‬مع اإللمام بهواياته وعالقاته مع زمالؤه في المدرسة ‪ ،‬ثم بالطبع األسئلة‬
‫نفسها بالنسبة للجامعة ‪.‬‬
‫العمل ‪ :‬السن التي بدا في أثنائه العمل ‪ ،‬ونوع األعمال وسبب هجرته أو تغييره لها‬ ‫‪-‬‬
‫ومدى رضائه عن عمله ‪ ،‬وطموحه والناحية المادية في العمل وعالقته مع زمالئه ‪.‬‬
‫الجنس ‪ :‬سن البلوغ أو بدء الدورة الشهرية واآلالم المصاحبة لها ‪ ،‬المعلومات والثقافة‬ ‫‪-‬‬
‫الجنسية ‪ ،‬ممارسة العادة السرية وما يصاحبها من الشعو ر باإلثم ‪ ،‬وممارسة أي نشاط‬
‫جنسي آخر ‪ ،‬العالقة مع الجنس اآلخر ومدى نجاحها وتأثير ذلك على الفرد ‪......‬الخ‬
‫الزواج ‪ :‬مدته ‪ ،.....‬المعرفة قبل الزواج ‪ ،.....‬مدة الخطوبة ‪ ،...........‬عمر الزوج‬ ‫‪-‬‬
‫والزوجة ‪ ..‬مدى توافقهما العاطفي والجنسي ‪ ،‬عدد مرات الجماع الجنسي ودرجة‬
‫اإلشباع ‪ ،........‬البرود الجنسي ‪ ،‬استعمال أي وسائل لمنع الحمل ‪...‬الخ‬
‫العادات ‪ :‬الخمر ‪ ،‬مخدرات ‪ ،‬السجائر والكمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التاريخ المرضي السابق ‪ :‬أي أمراض جسمية أو نفسية أو عمليات جراحية سابقة‬ ‫‪-‬‬
‫وكيفية عالجه ‪.‬‬
‫الشخصية قبل المرض ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقات االجتماعية مع األصدقاء وفي العمل‪ ،‬النشاط الفكري والهوايات ‪ :‬نوع الكتب أو‬ ‫‪-‬‬
‫األفالم أو المسرحيات التي يشاهدها ‪.‬‬
‫المزاج والتفاؤل والتشاؤم‪ ،‬القلق والتذبذب االنفعالي مع معرفة سلوكه من الغيرة‪ ،‬واشك‬
‫واألنانية والعناد ‪ ،‬الصالبة والمرونة والخجل ‪ ،‬التحفظ ‪...‬الخ مع القيم األخالقية والمعايير‬
‫الدينية وطموحه مع أحالم‬

‫–‪–33‬‬
‫اليقظة‪ ،‬وعاداته في األكل والنوم ‪ ...‬الخ ‪ ،‬ألنه أحيانا ما تتغير الشخصية تماما بعد المرض‬
‫وان لم نسال عن طبيعتها قبل ذلك ‪ ،‬فيحتمل أن ينظر إليها نظرة سوية ‪ ،‬و لكن اختالف‬
‫الشخصية المفاجئ يدل على اضطراب مرضي واضح ‪.‬‬
‫الفحص الجسمي ‪ :‬أجهزة الجسم المختلفة ‪ ،‬الجهاز العصبي ‪ ،‬البطني ‪ ،‬الصدري ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القلبي ‪ ،‬ضغط الدم ‪...‬‬
‫الفحص النفسي والعقلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 1‬السلوك ‪ :‬وصفه ‪ ،‬إهماله لذاته ‪ ،‬الخجل ‪ ،‬القلق ‪ ،‬االستثارة ‪ ،‬الهبوط ‪ ،‬الحركات‬
‫الالإرادية ‪ ،‬عالقاته مع المرضى اآلخرين واألطباء ‪...‬الخ‬
‫‪ – 2‬الكالم ‪ :‬يتكلم كثيرا أو قليال ‪ ،‬يجاوب بال أو نعم أو ينطق في الحديث دون توقف ‪ ،‬ترابط‬
‫الكالم ام تطايره من موضوع ألخر ‪ ،‬السرعة أو البطء في الكالم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬المزاج ‪ :‬قلق ‪ ،‬مكتئب ‪ ،‬منبسط ‪ ،‬متبلد ‪ ،‬متجمد ‪....‬‬
‫‪ – 4‬التفكير ‪ :‬محتوى ‪ ،‬التعبير ‪ ،‬ومجرى التفكير ‪ ،‬والتحكم فيه وقدرته على وصف أعراضه‬
‫‪ ،‬وترتيب وتنسيق افكاره‪ ٕ،‬وامكانية التفكير التجريدي ‪ ،‬تفكك أو ترابط التفكير‪.‬‬
‫‪- 5‬الضالالت ‪ :‬اعتقادات خاطئة اضطهاديه أو عظمة ‪ ،‬أو تلميح أو تأثير أو توهم ‪....‬‬
‫‪ – 6‬الهالوس والخداع ‪ :‬ادراكات بصرية أو سمعية أو حسية بدون وجود مؤثر ‪.‬‬
‫‪ – 7‬الظواهر القهرية ‪ :‬من أفكار وصور واندفاعات والمخاوف والطقوس الحركية والتي‬
‫يعرف المريض تفاهتها ‪ ،‬ويحاول المقاومة دون جدوى حيث تتغلب عليه قهريا ‪.‬‬
‫‪ – 8‬التعرف للزمان والمكان ‪.‬‬
‫‪ – 9‬الذاكرة ‪ :‬بالنسبة ألحداث القريبة التي تشير إلى مرض عضوي في المخ أو األحداث‬
‫البعيدة ويستحسن أن تقص على المريض قصة بسيطة ‪ ،‬ثم تطلب إعادتها أثناء أو بعد‬
‫الفحص ‪.‬‬
‫‪-10‬االنتباه والتركيز‪ :‬خاصة في تشويش الوعي ‪ ،‬ويمكن سؤاله أن يعد األيام بعكس‬
‫ترتيبها ‪ ،‬أو يطرح ‪ 7‬من ‪ 100‬وهكذا بالعكس ‪.‬‬
‫االستبصار ‪ :‬وهو اقتناع المريض بمرضه ورغبته في العالج أو يقينه بأنه ليس‬ ‫‪-‬‬
‫مريضا ‪ ،‬أن إذ بعض مرضى الذهان ‪ ،‬ينفون إصابتهم بأي مرض ‪ ،‬بل ويتهمون اآلخرين‬
‫باإلصابة العقلية ‪ ،‬ومن ثم يرفضون العالج ‪ ،‬وهنا يكون المريض غير مستبصر‬
‫بمرضه ‪ ،‬وقد يحتاج الحجز للعالج (‪ .‬احمد عكاشة ‪ ،‬طار ق عكاشة( ‪ 111- 112‬ص ‪،‬‬
‫‪،2010‬‬
‫االختبارات السيكولوجية التشخيصية‬ ‫‪-‬‬
‫الصياغة التشخيصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مزايا دراسة الحالة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد العميل على فهم نفسه بصورة أوضح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–34‬‬
‫تفيد في التنبؤ وبخاصة بحالة فهم الحاضر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعد من األساليب والوسائل الشاملة لجمع المعلومات وتعطي صورة أوضح للشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ - 5‬عادة تنظيم الخبرات‬
‫لها العديد من الفوائد اإلكلينيكية ألنه يحدث خاللها نوع من التنفيس االنفعالي ‪ ،‬وا‬
‫و المشاعر واألفكار وتكوين استبصار جديد للمشكلة ‪ . (.‬سالم حمود صالح الحراحشة ‪،‬‬
‫‪ ، 2012‬ص‪)128‬‬
‫عيوب دراسة الحالة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 1‬تستغرق وقتا طويال مما قد يؤخر تقديم المساعدة في موعدها المناسب ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إذا لم يحدث تجميع وتنظيم وتلخيص ماهر للمعلومات فإنها تصبح عبارة عن كم من‬
‫المعلومات عديمة المعنى‪(.‬سالم حمود صالح الحراحشة ‪ ، 2012،‬ص‪)128‬‬
‫‪ 3‬قد – ال تعتبر هذه الطريقة عملية بشكل كامل‪ ،‬إذا ما أدخلنا عنصر الذاتية والحكم الشخصي‬
‫فيها‪ ،‬أو كان باألساس موجودا في اختيار الحالة‪ ،‬أو في تجميع البيانات الالزمة لهذه الدراسة‬
‫وتحليلها‬
‫وتفسيرها‪(.‬عامر قنديلجي ‪ ،1999،‬ص ‪)113‬‬

‫المحاضرة الحادية عشرة‬


‫نموذج تطبيقي لدراسة الحالة‬
‫عرض حالة ‪:1‬‬ ‫‪-‬‬
‫م (‪ ) -‬امرأة تبلغ من العمر ‪ 47‬سنة ‪ ،‬متزوجة ولديها بنتين ‪ ،‬البكر عمرها ‪ 16‬سنة والثانية‬
‫‪ 14‬سنة تحتل المرتبة األخيرة من بين ذكرين ‪ ،‬المستوى الدراسي السنة الرابعة ابتدائي ‪،‬‬
‫الوالدة متوفية ‪ ،‬توفيت عندما كانت ) م( تبلغ من العمر ‪ 14‬سنة ‪ ،‬والوالد على قيد الحياة‬
‫متزوج وليس لديه أبناء من الزوجة الثانية ‪ ،‬تزوجت ) م( زواج تقليدي في عمر ‪ 30‬سنة ‪،‬‬
‫ماكثة بالبيت زوجها بناء ‪ ،‬جاءت م ( ) للفحص النفسي عن طريق توجيه من طرف مختص‬
‫في أمراض القلب ‪.‬تشكو ) م( من حالة خوف وانزعاج شديد مصاحبة بتزايد خفقان القلب‬
‫وارتعاش وتعرق حساس وا باالختناق وضيق الصدر والشعور باإلغماء والخوف من الموت‬
‫وتبلغ هذه األعراض ذروتها خالل ‪ 10‬دقائق ‪ ،‬حيث تتكرر هذه األعراض عن ) م(د بصورة‬
‫فجائية وغير متوقعة منذ سنتين ‪ ،‬كما تذكر انه بعد انتهاء هذه الحالة في كل مرة تشعر بقلق‬
‫مستمر حول إمكانية حدوثها مرة أخرى وخوف من توقف قلبها ‪ ،‬ولقد بينت المقابالت‬
‫العيادية التي أجريت مع ) م( أنها ال تعاني من أي مرض عضوي وال يوجد أي اضطراب‬
‫على مستو ى الغدد ‪ ،‬كما أنها ال تتناول أي دواء أو عقاقير مخدرة كما أن الحالة ال تقترن‬
‫برهاب‬

‫–‪–35‬‬

‫المساحات وليست استجابة لواقف رهابية أو وسواسية او صدمية أو مقترنة باضطراب قلق‬
‫االنفصال ‪ ،‬مع عدم وجود أي حالة مشابهة لدى أفراد العائلة ‪ .‬أما عن الحياة االجتماعية ل )‬
‫م( فهي فقيرة ليست لديها صديقات‪ ،‬فحياتها كلها مسخرة لبنتيها بالدرجة األولى وزوجها‪ ،‬أما‬
‫عالقتها بزوجها فهي كما تصفها فهي عادية ‪.‬أظهرت ) م( حيرة شديدة حول حالتها وخوف‬
‫من عدم شفائها ‪ ،‬تقول ( أنها في بداية األمر كانت تظن أنها مصابة بمرض القلب ولكن‬
‫الفحوصات أكدت سالمة قلبها ‪ ،‬في كل مرة تصرا لي هاذ الحالة نقول ذرك يحبس قلبي‬
‫ونموت نخمم في بناتي كيفاه يصرالهم بعدي ‪ ،‬تجي مرة باباهم ودير فيهم كيما دارت فيا‬

‫مرت بابا ويعيشوا حياة مرة وقاسية ) وتضيف { )م( حسب واش راني نشوف خايفة‬
‫مانرتاحش هاذو عامين وأنا نجري من طبيب لطبيب ‪ ،‬الطبة الكل يقولولي الباس عليك ‪،‬‬
‫الزملك طبيب نفسي ‪ ،‬زعمة الطبيب النفسي ايرتحني ‪ ،‬ماضنيتش حالتي صعيبة وقيلة راح‬
‫نموت في نفس العمر الوالدة ماتت عمرها ‪ 47‬سنة‬
‫كيما أنا ‪ ،‬حتى هي مافهموش مرضها بقات تجري من طبيب لطبيب حتى ماتت } ‪ ،‬كما تقول‬
‫نأ ابنتيها تظهران قلق شديد واهتمام متزايد بها في كل مرة تحدث لها هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪-‬السؤال ‪ :‬قم بدراسة الحالة ؟‬
‫‪-‬أوال – المعطيات البيوغرافية ‪:‬‬
‫السن‪ 47 :‬سنة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنس ‪ :‬أنثى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة المدنية ‪ :‬متزوجة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرتبة ‪ :‬األخيرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األبناء ‪ :‬بنتين (الكبرى ‪ 16‬سنة ‪ ،‬الصغرى ‪ 14‬سنة )‬ ‫‪-‬‬
‫المستوى الدراسي ‪ :‬الرابعة ابتدائي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد اإلخوة ‪ 2 :‬ذكرين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المهنة ‪ :‬ماكثة بالبيت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مهنة الزوج ‪ :‬بناء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السوابق الشخصية والعائلية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫موت والدتها نتيجة مرض غير محدد‪ ،‬غير ذلك ال شيء يذكر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األعراض والدالئل اإلكلينيكية‪ - :‬حالة خوف وانزعاج شديد مصاحب ب‬ ‫‪-‬‬
‫تزايد خفقان القلب‬ ‫‪-‬‬
‫ارتعاش ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعرق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إحساس باالختناق وضيق الصدر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشعور باإلغماء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–36‬‬
‫الخوف من الموت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبلغ هذه األعراض ذروتها خالل ‪ 10‬دقائق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتكرر هذه األعراض عند ) م( بصورة فجائية وغير متوقعة منذ سنتين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعد انتهاء هذه الحالة في كل مرة تشعر ) م( بقلق مستمر حول إمكانية حدوثها مرة‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى وخوف من توقف قلبها ‪.‬‬
‫ال تعاني من أي مرض عضوي وال يوجد أي اضطراب على مستوى الغدد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تتناول ) م( أي دواء أو عقاقير مخدرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة ال تقترن برهاب المساحات وليست استجابة لواقف رهابية أو وسواسية أو صدمية‬ ‫‪-‬‬
‫أو مقترنة باضطراب قلق االنفصال ‪.‬‬
‫التشخيص ‪ :‬اضطراب الهلع بدون رهاب الساح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنبؤ‪ :‬من المحتمل ان تقاوم الحالة العالج مع احتمال تطور االضطراب وهذا بسبب‬ ‫‪-‬‬
‫مايلي ‪:‬‬
‫السن ‪ 47 :‬سنة كل ما زاد عمر العميل ‪ ،‬زادت مقاومته للعالج باإلضافة إلى ظهور‬ ‫‪-‬‬
‫االضطراب في سن ‪. 45‬وحسب مدرسة التحليل النفسي كلما زاد عمر العميل عن ‪40‬‬
‫كلما زادت مقاومته للعالج‬
‫البيئة ‪ :‬عالقات اجتماعية فقيرة ‪ ،‬مع عالقة عادية مع الزوج ‪ ،‬هذا قد يعتبر عامل غير‬ ‫‪-‬‬
‫مساعد في تحسن الحالة ‪ ،‬عدم توفر مصدر المساندة االجتماعية ‪.‬‬
‫ظروف االضطراب ‪ :‬االضطراب متواجد منذ سنتين بدون تكفل نفسي ‪ ،‬كما انه ظهر عند‬ ‫‪-‬‬
‫بلوغ بنتها الكبرى ‪ 14‬سنة وهو نفس العمر الذي توفيت فيه أمها ‪ ،‬باإلضافة إلى بنتها‬
‫الثانية في عمر ‪ 14‬سنة وهو نفس عمر العميلة عندما توفيت أمها ‪ ،‬اعتقاد العميلة أن‬
‫مصيرها سيكون مشابه المها ‪ ،‬هذا قد يؤدي إلى تدهور حالتها ‪.‬‬
‫قوة الدافع للعالج‪ :‬العميلة ال تعتقد بمقدرة النفساني على مساعدتها في الشفاء من‬ ‫‪-‬‬
‫المرض ‪.‬‬
‫‪-‬تأثير االضطراب ‪ :‬يعطي االضطراب مكاسب عاطفية للعميلة والمتمثلة في اهتمام بنتيها‬
‫بها ‪ ،‬هذا االهتمام المفقود لديها منذ وفاة والدتها وما عانته مع زوجة أبيها ‪ ،‬وهذا ما قد‬
‫يعزز استمرار األعراض ‪.‬‬

‫محاضرة الثانية عشر‬


‫عرض حالة ‪: 2‬‬ ‫‪-‬‬
‫س امرأة تبلغ من العمر ‪ 40‬سنة ‪ ،‬مطلقة ليست لها أوالد ‪ ،‬تحتل المرتبة األولى من بين‬
‫بنت وذكر ‪ ،‬الوالدين متوفيين ‪ ،‬توفيا وعمرها ‪10‬سنوات ‪ ،‬تربت عند أقاربها بعيدا عن‬
‫أخيها وأختها التي تكفلت خالتها‪ .‬بتربيتهما ‪ ،‬كانت عالقتها جيدة مع أختها ولكنها ليست‬
‫كذلك مع أخيها ‪ ،‬ليست لديها عالقات اجتماعية ‪ ،‬تزوجت س زواج تقليدي عن غير حب‬

‫–‪–37‬‬

‫طلقت بسبب عدم قدرتها على اإلنجاب ‪ ،‬تعمل كموظفة في احد البنوك ‪ .‬جاءت للفحص‬
‫طريق توجيه من طرف طبيبها العام ‪.‬‬
‫تشكو من قلق خاصة صباحا واضطراب في النوم { أصحو كل يوم حوالي الساعة الثانية‬
‫صباحا واجد صعوبة في العودة إلى النوم ‪ ،‬ثم استمر في التفكير } وتعب شديد وعدم المقدرة‬
‫على التركيز في العمل هذا ما جعلها كثيرة التغيب عن العمل لديها رغبة في التوقف نهائيا عن‬
‫العمل بأنها أصبحت غير نافعة ‪ ،‬أصبحت تقضي معظم وقتها مستلقية في السرير تفكر في‬
‫تفاهة الحياة وعدم معناها ‪ ،‬ليست لديها أي رغبة في أي شيء ‪ ،‬كما أن عالقاتها االجتماعية‬
‫أصبحت فقيرة ‪ ،‬كما أن فكرة االنتحار تراودها كثيرا ليست لديها الرغبة في األكل ‪ ،‬تعاني من‬
‫نقصان الوزن ‪ ،‬مع حزن وشعور باليأس ‪ ،‬بدأت هذه األعراض تظهر منذ حوالي سنة بصورة‬
‫يومية مع ازدياد في شدتها ‪ ،‬ولكنها لم تزر الطبيب إال من حوالي شهرين بإلحاح من‬
‫صديقتها ‪ ،‬وقد نصحها الطبيب بزيارة األخصائي النفساني الن العالج لم يحسن من حالتها‬
‫وتعاني كثيرا من ارق ‪ ،‬كما أنها ليست مواظبة على تناول الدواء ‪ ،‬لم ترغب س في زيارة‬
‫النفساني ألنها ال تعتقد انه يستطيع مساعدتها فحتى الدواء لم ينفع معها لكن صديقتها ظلت‬
‫تلح عليها ‪.‬لم يسجل عند س أي نوبة هوسية أو نوبة هوس خفيف ‪ ،‬وال مرض عضوي ‪،‬‬
‫اظهر فحص الحالة العقلية ل س على تفكير بطيء مع عدم وجود دليل على ذهان ‪ ،‬مع‬
‫تسجيل أن نجدها كان يعاني من نفس الحالة ‪ ،‬كما تم تسجيل معاناة س من معظم األعراض‬
‫السابقة ولكن بشدة اقل بعد طالقها في سن ‪30‬حيث دامت حوالي شهر ولكنها تعافت بمساعدة‬
‫صديقتها الوحيدة ‪ ،‬كما أنها تناولت مهدئات ومنومات المعروفة عند العامة دون زيارة‬
‫الطبيب‪ .‬أثناء الفحص النفسي كانت س تبكي قائلة { ال احد يحبني ‪ ،‬ما معنى أن تعيش دون‬
‫حب الشخص الوحيد الذي كان يشعر بوجودي بعد وفاة أختي ‪ ،‬هي صديقتي هي‬
‫كذلك سوف تتزوج بعد أيام وسوف تبتعد عني ‪ ،‬لن يحبني احد ‪ ،‬ما معنى أن أشفى واجد‬
‫نفسي وحيدة ‪،‬ال أريد العيش وحيدة مرة أخرى الموت أهون ‪}.‬‬
‫أوال ‪ :‬المعطيات البيوغرافية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫السن ‪40 :‬سنة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنس‪ :‬أنثى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرتبة ‪ :‬األولى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحالة المدنية ‪ :‬مطلقة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد األطفال ‪ :‬ال يوجد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المهنة ‪ :‬موظفة في بنك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السوابق الشخصية والعائلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود نوبة اكتئابية لمدة شهر في سن الثالثين منذ ‪ 10‬سنوات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال يوجد مرض عضوي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معاناة الجد من نفس الحالة‬ ‫‪-‬‬
‫العميلة تخضع لعالج طبي‬ ‫‪‬‬
‫تناول العميلة الدوية نفسية سابقا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–39‬‬
‫‪-‬األعراض والدالئل اإلكلينيكية ‪:‬‬
‫ظهور األعراض منذ ‪ 12‬شهرا بصورة يومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مزاج اكتئابي (حزن ‪ ،‬يأس )‬ ‫‪-‬‬
‫عدم الرغبة في القيام بأي شيء‬ ‫‪-‬‬
‫اضطرابات في النون ( ارق )‬ ‫‪-‬‬
‫فقدان الشهية (نقصان في الوزن )‬ ‫‪-‬‬
‫قلق‬ ‫‪-‬‬
‫انسحاب اجتماعي ( االنقطاع عن العمل والرغبة في التوقف نهائيا ‪ ،‬عالقات اجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫فقيرة )‬
‫فقدان الرغبة في الحياة‬ ‫‪-‬‬
‫أفكار انتحارية مسيطرة‬ ‫‪-‬‬
‫تفكير بطيء‬ ‫‪-‬‬
‫تعب‬ ‫‪-‬‬
‫التشخيص ‪ :‬اضطراب االكتئاب الجسيم (‪( majeur dépressif trouble‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنبؤ ‪ :‬يمكن أن تتطور الحالة إلى اكتئاب مزمن وهذا بسبب العوامل التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنس ‪ :‬أنثى‬ ‫‪-‬‬
‫السن ‪40 :‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيئة ‪ :‬مطلقة وليست عالقات اجتماعية ‪ ،‬صديقتها الوحيدة سوف تتزوج ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم معالجة االضطراب إال بعد أشهر من ظهوره ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تأخذ الدواء بشكل منتظم‬ ‫‪-‬‬
‫سيطرة األفكار االنتحارية وفكرة الموت‬ ‫‪-‬‬
‫معاناتها من األرق رغم العالج الدوائي‬ ‫‪-‬‬
‫تعرضها لنوبة اكتئابية سابقا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إصابة الجد بنفس المرض‬ ‫‪-‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫احمد بدر (‪ 1996‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪.9‬‬ ‫‪-‬‬
‫احمد عكاشة ‪ ،‬طارق عكاشة (‪( : 2010‬الطب النفسي المعاصر ‪ ،‬مكتبة االنجلو مصرية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬مصر ‪،‬ط ‪. 15‬‬
‫بشير معمرية (‪( : 2002‬القياس النفسي وتصميم االختبارات النفسية ‪ ،‬منشورات شركة‬ ‫‪-‬‬
‫باتنيت ‪،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬
‫خالد عبد الرزاق النجار ( ‪ 2008‬حقيبة تدريبية – دراسة الحالة ‪ ،‬جمعية البر‬ ‫‪-‬‬
‫باإلحساء مركز التنمية البشرية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫ربحي مصطفى عليان ‪ ،‬عثمان محمد غنيم (‪( : 2000‬مناهج وأساليب البحث العلمي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظرية والتطبيق ‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪.‬‬
‫رافدة الحريري (‪( : 2008‬التقويم التربوي ‪ ،‬دار المناهج ‪،‬القاهرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫–‪–40‬‬
‫‪ -‬سالم حمود صالح الحراحشة (‪( : 2012‬التوجيه واإلرشاد (الدليل اإلرشادي العملي‬
‫للمرشدين التربويين والعاملين مع الشباب ‪ ،‬دار الخليج للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬األردن ‪.‬‬
‫‪ -‬عامر قنديلجي (‪ 1999‬البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات ‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬عبد الستار إبراهيم ‪ ،‬عبد اهللا عسكر (‪ 2008‬علم النفس اإلكلينيكي في ميدان الطب‬
‫النفسي ‪ ،‬مكتبة االنجلو مصرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪.4‬‬
‫‪ -‬عقيل حسين عقيل ب( دس)‪ :‬خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة الى تفسير‬
‫النتيجة ‪ ،‬دار ابن كثير ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح محمد دويدار (‪ 1999‬مناهج البحث في علم النفس ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‬
‫‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ -‬علي معمر عبد المؤمن (‪ 2008‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية األساسيات‬
‫والتقنيات واألساليب ‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهللا أبو زعيزع (‪ 2009‬أساسيات اإلرشاد النفسي والتربوي بين النظرية‬
‫والتطبيق ‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهللا الطراونة (‪ 2009‬مبادئ التوجيه واإلرشاد التربوي ‪ ،‬مشاكل الطالب‬
‫التربوية ‪ ،‬النفسية ‪ ،‬السلوكية ‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬األردن‬
‫‪ -‬عبد المجيد سيد احمد منصور ‪ ،‬محمد عبد المحسن التويجري ‪ ،‬إسماعيل محمد الفقي (‬
‫‪( : 2014‬علم النفس التربوي ‪ ،‬علم النفس واألهداف التربوية ‪ ،‬سيكولوجية التعلم ‪،‬‬
‫سيكولوجية المتعلم ‪ ،‬التقويم التربوي ‪،‬‬
‫سيكولوجية التنظيم العقلي ‪،‬دار العبيكان للنشر والتوزيع ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪،‬ط ‪.9‬‬
‫عماد عبد الرحيم الزغلول (‪ 2006‬االضطرابات االنفعالية والسلوكية لدى األطفال ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬ط ‪.1‬‬
‫فيصل عباس (‪( : 1997‬الشخصية ‪ :‬دراسة حاالت المناهج ‪ ،‬التقنيات واإلجراءات ‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الفكر العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫فاطمة عوض صابر ‪ ،‬ميرفت علي خواجة (‪ 2002‬أسس ومبادئ البحث العلمي ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكتبة اإلشعاع اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫فراس عباس فاضل البياتي (‪( : 2012‬علم االجتماع ‪ :‬دراسة تحليلية النشأة والتطور ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار غيداء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫كريس باركر ‪ ،‬نانسي بيسترانج ‪ ،‬روبرت اليوت ‪،‬ترجمة نجيب الصبوة ‪ ،‬ميرفت احمد‬ ‫‪-‬‬
‫شوقي ‪ ،‬عائشة السيد رشدي (‪ 1999‬مناهج البحث في علم النفس اإلكلينيكي‬
‫واإلرشادي ‪ ،‬مكتبة االنجلو مصرية ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫مروان عبد المجيد إبراهيم (‪ 2000‬أسس البحث العلمي إلعداد رسائل الجامعية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫محمد احمد النابلسي (‪ 1997‬أصول الفحص النفسي ومبادئه ‪ ،‬المكتبة العلمية‬ ‫‪-‬‬
‫للكمبيوتر والنشر والتوزيع اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫محمد خليل عباس ‪ ،‬محمد بكر نوفل ‪ ،‬محمد مصطفى العبسي ‪ ،‬ف‪ ‬محمد أبو عواد(‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2007‬مدخل‬

‫–‪–41‬‬
‫إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ‪ ،‬االردن ‪،‬ط‪1‬‬

‫مأمون طربية (‪ 2014‬تقنيات البحث الخاصة في علم النفس االجتماعي ‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫محمد الطيب ‪ ،‬شبل بدران ‪ ،‬حسين الدريني ‪ ،‬حسن الببالوي ‪ ،‬كمال نجيب (‪: 2005‬‬ ‫‪-‬‬
‫(مناهج البحث في علم النفس التربوي والنفسي ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬االزاريطة ‪،‬‬
‫مصر ‪.‬‬
‫محمد كامل عمر أبو الفتوح (‪( : 2011‬األطفال االوتيستيك ‪ ،‬ماذا تعرف عن اضطراب‬ ‫‪-‬‬
‫االوتيزم ‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪.‬‬
‫‪Jean .Adolphe Rondal(2003) : l’évaluation du langage , Mardaga,‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Belgique 2‬‬
‫‪Iem édintion‬‬
‫‪Samacher .R , Béatrice alexandre , Jean .C.Bastice,Phillippe .c., Olivier -‬‬
‫‪Douville,Emile P.(2005) : psychologie clinique et psychopathologie,‬‬
‫‪Bréal, 2 iem‬‬
‫‪.Edition‬‬
‫‪.Philippe scialom(2006) : Entretien clinique, dunod, Paris -‬‬

‫–‪–42‬‬
‫محتوى البرنامج الخاص بمقياس‬
‫دراسة الحالة‬
‫مقدمة‬
‫‪-‬المحاضرة االولى‪:‬مدخل لدراسة الحالة‪1 .......................................‬‬
‫‪ -‬المحاضرة الثانية ‪:‬اهداف دراسة الحالة ‪5 ......................................‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪:‬الفحص النفسي‪8 ... ............................. .‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة الخامسة ‪:‬أدوات دراسة الحالة (المقابلة) ‪15.... ... ........‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة الرابعة التشخيص ‪13...... .............................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪:‬المالحظة ‪20 ... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة السابعة ‪ :‬االختبارات النفسية‪24 .....................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة الثامنة عوامل التنبؤ في دراسة الحالة‪27 ... ......................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة التاسعة ‪ :‬محتويات دراسة الحالة‪28................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة العاشرة ‪:‬نماذج دراسة الحالة‪31 .....................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة الحادية عشرة‪ :‬نموذج تطبيقي لدراسة حالة‪35 .....................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاضرة الثانية عشر ‪ :‬نموذج تطبيقي لدراسة حالة‪37 ......................‬‬ ‫‪-‬‬
‫قائمةالمراجع‪40 ...................................................................‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like