You are on page 1of 70

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينو ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات‬

‫أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل لو ومن يضلل فال ىادي لو‪ ،‬وأشهد أن ال إلو إال‬
‫ين‬ ‫اهلل وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمدا عبد اهلل ورسولو‪﴿ .‬يا أَيُّها ِ‬
‫الذ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ت لِغَ ٍد َواتَّ ُقوا اهللَ إِ َّن اهللَ َخبِ ٌير بِ َما تَ ْع َملُو َن﴾‬ ‫س َما قَ َّد َم ْ‬ ‫آمنُوا اتَّ ُقوا اهللَ َولتَ ْنظُْر نَ ْف ٌ‬
‫َ‬
‫ك‬‫آمنُوا َال تُ ْل ِه ُك ْم أ َْم َوالُ ُك ْم َوَال أ َْوَال ُد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِو َوَم ْن يَ ْف َع ْل َذلِ َ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿يَاأَيُّ َها الذ َ‬
‫ت‬‫َح َد ُك ُم ال َْم ْو ُ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫اسرو َن (‪ )٩‬وأَنْ ِف ُقوا ِمن ما رَزقْ نَا ُكم ِمن قَ ْب ِل أَ ْن يأْتِ‬ ‫ِ‬ ‫فَأُولَئِ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُى ُم الْ َخ ُ‬
‫َص َّد َق وأَ ُكن ِمن َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين (ٓٔ) َولَ ْن‬ ‫الصالح َ‬ ‫يب فَأ َّ َ ْ َ‬ ‫َج ٍل قَ ِر ٍ‬ ‫ب لَ ْوَال أَخ َّْرتَني إِلَى أ َ‬ ‫ول َر ِّ‬
‫فَ يَ ُق َ‬
‫َجلُ َها َواللَّوُ َخبِ ٌير بِ َما تَ ْع َملُو َن﴾‬ ‫اء أ َ‬ ‫يُ َؤخ َّ‬
‫ِّر اللوُ نَ ْف ًسا إِ َذا َج َ‬
‫َ‬
‫لي‪ ،‬وىو تأليف‬ ‫وبعد‪ :‬ىذا كتاب كتَبتُو بعد الرؤيا‪ ،‬رأيت في المنام كتابا َك ِريم يُقرأ إ ّ‬
‫المسمي "اليوم القيامة"‪ .‬كانت الرؤيا في ٖٔ الشهر رمضان ٕٓٗٔ‬ ‫الرسول‬
‫(‪ ،(20/12/1999‬والكتابات قبل الشهر رمضان ٕٔٗٔه‪.‬‬
‫الترجمة الكتاب (بعضو) من لغة َى ْو َسى إلى العربية‪ ،‬في الشهر ذو القعدة ‪ٖٔٗ١‬ه‬
‫)‪ .(2017‬وسميتو "الموت وعالمات الساعة" و"اليوم القيامة" سيتبع ىذا الحديث‬
‫إن شاء اهلل تعالى‪ .‬والتنسي‪ ،‬ستجد كثير من الخطاء‪ -‬خطأ نحوي وغيره!‬
‫وإن قلت "لذلك‪ ":‬يتبع النُّ ُذ ُر‪ -‬األمر والنهي من اهلل تبارك وتعالى‪ .‬والسالم‬
‫عليكم‪ ،‬ورحمة اهلل وبركاتو‪ .‬وصلى اهلل على نبينا محمد وعلى آلو وصحبو‪.‬‬
‫محمد ابن ابراىيم (‪)Engr. Baba Magaji‬‬
‫‪bamagaj@gmail.com‬‬

‫)‪11/08/2017. (19/11/1438 AH‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page i‬‬


‫بسم اهلل الرحماف الرحيم‪ .‬وصالة وسالـ على رسوؿ اهلل‬
‫حي ذات روح‪ ،‬فإنها‬‫الكلمة الموت‪ ،‬إذا استعملت في مكاف الفعل‪ ،‬والفاعل ّ‬
‫تشير فقد روح الفاعل‪ .‬مات زيد يعني فقد زيد روحو ولن يحي في الدنيا أبدا‪.‬‬
‫ولكن ما ىو الروح؟ الروح من أمر اهلل في الجسد الخالئق‪ ،‬اليعلمو إال اهلل‪ .‬لذلك‬
‫ال يستطيع أحد أف يميز بين روح الرجاؿ والنساء‪.‬‬
‫وح ِم ْن أ َْم ِر َربٍّي َوَما أُوتِيتُ ْم ِم َن ال ِْعل ِْم إِاال قَلِ ًيال﴾‬ ‫وح قُ ِل ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫﴿ َويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫ك َع ِن ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ش‪َ ،‬ال يَ ُم ُّر بِ َش ْي ٍء َوَال يَ ِج ُد‬ ‫إذا كانت الكلمة الموت فاعال‪ ،‬فإنو جسم فِي َى ْيئَ ِة َك ْب ٍ‬
‫ات‪ ،‬وستُذبح أماـ الناس!‬ ‫يحوُ إِاال َم َ‬ ‫ِر َ‬
‫ألحد أف ينكرىا‪ .‬إنما‬ ‫ويطلق الموت على عادـ الحياة‪ ،‬وىو الحقيقة التي ال يمكن ٍ‬
‫ينكروف البعث (القياـ للحساب بعد الموت‪ ،‬في اآلخرة) ويقولوف ﴿إِ ْف ِى َي إِاال‬
‫ين﴾ ﴿ َوقَالُوا َما ِى َي إِاال َحيَاتُػنَا ُّ‬
‫الدنْػيَا‬ ‫ِ ِ‬
‫وت َونَ ْحيَا َوَما نَ ْح ُن ب َم ْبػعُوث َ‬ ‫الدنْػيَا نَ ُم ُ‬ ‫َحيَاتُػنَا ُّ‬
‫ك ِم ْن ِعل ٍْم إِ ْف ُى ْم إِاال يَُُنُّو َف﴾‬
‫وت َونَ ْحيَا َوَما يُػ ْهلِ ُكنَا إِاال ال اد ْى ُر َوَما لَ ُه ْم بِ َذلِ َ‬
‫نَ ُم ُ‬

‫ذلكل‪( :‬اعلم)‬
‫ورُك ْم يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة‪ ،‬فَ َم ْن ُز ْح ِز َح َع ِن الناا ِر‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ُك ُّل نَػ ْف ٍ ِ‬
‫س َذائ َقةُ ال َْم ْوت َوإِنا َما تُػ َوفاػ ْو َف أ ُ‬
‫ُج َ‬
‫الدنْػيَا إِاال َمتَاعُ الْغُُروِر﴾‬ ‫ْحيَاةُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َوأُ ْدخ َل ال َ‬
‫ْجناةَ فَػ َق ْد فَ َاز َوَما ال َ‬
‫‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 1‬‬


‫آدـ بِالْمو ِ‬
‫ت َو َج َع َل‬ ‫ِ‬
‫وؿ‪« :‬إِ اف اللاوَ تَػ َعالَى أَ َذ اؿ بَني َ َ َ ْ‬ ‫وؿ اللا ِو يَػ ُق ُ‬ ‫ادةُ‪َ :‬كا َف َر ُس ُ‬‫اؿ قَػتَ َ‬
‫َوقَ َ‬
‫ت َو َج َع َل ْاآل ِخ َرَة َد َار َج َز ٍاء ثُ ام َد َار بَػ َق ٍاء»‬
‫الدنْػيا َدار حي ٍاة ثُ ام َدار مو ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫ُّ َ َ َ َ‬
‫الموت باب وكل الناس داخلو ‪ .....‬فليت شعري بعد الباب ما الدار‬
‫الدار دار نعيػم إف عملت بما ‪ .....‬يرضي اإللو وإف خالفت فالنػار‬
‫ىما محالف ما للنػاس غيرىمػا ‪ .....‬فانُر لنفسك ماذا أنت تختػػار‬

‫بَم ْن ِكبي فقاؿ‪« :‬كن في الدنيا‬ ‫قاؿ ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ :‬أخذ رسوؿ اهلل‬
‫كأنك غريب أو عابر سبيل»‪ .‬وكاف ابن عمر يقوؿ‪" :‬إذا أمسيت فال تنتُر الصباح‪،‬‬
‫وإذا أصبحت فال تنتُر المساء‪ ،‬وخذ من صحتك لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك"‬
‫رواه البخاري‪.‬‬

‫ولو أنا إذا متنا تركنا ‪ .....‬لكاف الموت راحة كل حي‬


‫ولكنا إذا متنا بعثػنا ‪ .....‬ونسأؿ بعده عن كل شيء‬

‫روح من قضى‬ ‫للموت صفتاف بعد صفتو األصلي! يأتي الموت بأحد صفاتو ليقبض َ‬
‫ويحوؿ إلي غير صورتو‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ت الا ِذي وٍّكل بِ‬ ‫ك الْمو ِ‬
‫أجلَوُ‪ .‬بل‪ ،‬إنما يَػتَػ َوفاا ُك ْم َملَ ُ َ ْ‬ ‫اهللُ َ‬
‫ّ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫َسبَاطٌ‪َ ،‬ع ِن ُّ‬ ‫ٍ‬
‫اؿ‪:‬‬
‫ٍّي قَ َ‬
‫السد ٍّ‬ ‫األصلي إذا يأتي‪َ .‬ح ادثَػنَا أَبُو ُزْر َعةَ‪ ،‬ثنا َع ْم ُرو بْ ُن َح اماد‪ ،‬ثنا أ ْ‬
‫ك‪،‬‬‫يم بِ َذلِ َ‬ ‫ى‬‫شر إِبػرِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ب‬
‫َ‬‫ُ‬‫ي‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ك الْمو ِ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َؿ‬
‫َ‬ ‫أ‬‫س‬‫َ‬ ‫يال‪،‬‬ ‫"لَ اما اتا َخ َذ اللاو إِبػرِىيم َخلِ‬
‫ُ َْ َ‬
‫يم ِم ْن أَ ْغيَ ِر الن ِ‬
‫ااس‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س في الْبَػ ْيت‪ ،‬فَ َد َخ َل َد َارهُ‪َ ،‬وَكا َف إبْػ َراى ُ‬
‫فَأ َِذ َف لَوُ‪ ،‬فَأَتَى إِبػرِىيم‪ ،‬ولَي ِ‬
‫َْ َ َ ْ َ‬
‫اؿ لَوُ‪:‬‬ ‫اء َو َج َد فِي بَػ ْيتِ ِو َر ُجال‪ ،‬ثَ َار إِلَْي ِو لِيَأ ُ‬
‫ْخ َذهُ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اب‪ ،‬فَػلَ اما َج َ‬ ‫إِ َذا َخ َر َج أَ ْغلَ َق الْبَ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 2‬‬


‫اؿ‬‫ب َى ِذ ِه ال ادا ِر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت‪ :‬أَ ِذ َف لِي َر ُّ‬ ‫ك الْمو ِ‬
‫اؿ َملَ ُ َ ْ‬ ‫ك أَ ْف تَ ْد ُخ َل َدا ِري؟ قَ َ‬ ‫َم ْن أَ ِذ َف لَ َ‬
‫ك الْمو ِ‬ ‫ك الْمو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اؿ أَنَا َملَ ُ َ ْ‬ ‫ت؟ قَ َ‬ ‫اؿ َم ْن أَنْ َ‬ ‫ت‪ .‬قَ َ‬ ‫ؼ أَناوُ َملَ ُ َ ْ‬ ‫ت‪َ ،‬و َع َر َ‬ ‫ص َدقْ َ‬ ‫يم‪َ :‬‬ ‫إبْػ َراى ُ‬
‫ت‪ :‬أَ ِرنِي‬ ‫ك الْمو ِ‬ ‫ا‬ ‫شر َؾ بِأَ اف اللاوَ قَ ِد اتا َخ َذ َؾ َخلِيال‪ .‬فَح ِ‬ ‫ِج ْئتُ َ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫َ َ َ‬‫ي‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬‫و‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫د‬‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ك أُبَ ٍّ ُ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫اؿ بَػلَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫يق َذلِ َ‬ ‫يم ال تُ ِط ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫اؿ‪ :‬يَا إبْػ َراى ُ‬ ‫اس الْ ُك افا ِر؟ قَ َ‬ ‫ض أَنْػ َف َ‬ ‫ف تَػ ْقبِ ُ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ج ِم ْن فِ ِيو‬ ‫ر‬
‫ََ ُُ‬‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫س‬
‫ا‬ ‫ال‬ ‫ُ‬‫و‬‫س‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أ‬‫ر‬
‫َ‬ ‫ؿ‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫َس‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ َ‬
‫ض إِبْػر ِاىيم‪ ،‬فَِإ َذا ُىو بِ‬
‫ض‪ ،‬فَأَ ْع َر َ َ ُ‬ ‫فَأَ ْع ِر ْ‬
‫ج ِم ْن فِ ِيو‬ ‫َس َو َد‪ ،‬يَ ْخ ُر ُ‬ ‫ورة َر ُج ٍل أ ْ‬
‫لَهب الناا ِر‪ ،‬لَيس ِمن َشعرٍة فِي جس ِدهِ إِال فِي ص ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ْ َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ت فِي‬ ‫ك الْمو ِ‬ ‫ومس ِام ِع ِو لَهب الناا ِر فَػغُ ِشي َعلَى إِبػرِ‬
‫يم‪ ،‬ثُ ام أَفَا َؽ‪َ ،‬وقَ ْد تَ َح او َؿ َملَ ُ َ ْ‬ ‫ى‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ت‪ ،‬لَو لَم يػلْق الْ َكافِر ِع ْن َد موتِِو ِمن الْب ِ‬ ‫ورِة األُولَى‪ ،‬فَػ َق َ‬
‫الء‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك ال َْم ْو ِ ْ ْ َ َ‬ ‫اؿ‪ :‬يَا َملَ َ‬ ‫الص َ‬
‫ُّ‬
‫ِِ‬ ‫ف تَػ ْقبِ ُ‬ ‫ك لَ َك َفاهُ‪ ،‬فَأَ ِرنِي َك ْي َ‬ ‫وال ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫اؿ‪ :‬فَأَ ْع ِر ْ‬ ‫ين‪ .‬قَ َ‬ ‫اس ال ُْم ْؤمن َ‬ ‫ض أَنْػ َف َ‬ ‫ورتَ َ‬‫صَ‬ ‫ْح َزف إِال ُ‬ ‫َ َ‬
‫ااس َو ْج ًها َوأَطْيَبِ ِه ْم‬ ‫َح َس ِن الن ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَِإ َذا ُى َو بَِر ُج ٍل َش ٍّ‬ ‫فَأَ ْعرض إِبػر ِ‬
‫اب‪ ،‬أ ْ‬ ‫يم‪ ،‬ثُ ام الْتَػ َف َ‬ ‫اى‬
‫َ َ َْ ُ‬
‫ت‪ :‬لَ ْو لَ ْم يَػ َر ال ُْم ْؤِم ُن ِع ْن َد َم ْوتِِو ِم ْن قُػ ارِة‬ ‫ك الْمو ِ‬
‫اؿ يَا َملَ َ َ ْ‬ ‫اض‪ ،‬قَ َ‬ ‫اب بَػيَ ٍ‬ ‫يحا‪ ،‬فِي ثِيَ ٍ‬ ‫ِر ً‬
‫يم‬ ‫ت‪ ،‬وقَاـ إِبػر ِ‬
‫اى‬ ‫ك الْمو ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك ى ِذ ِه‪ ،‬لَ َكا َف ي ْك ِف ِ‬
‫يو‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫ور‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫الْعي ِن والْ َكرام ِ‬
‫ة‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ف تُ ْحيِي ال َْم ْوتَى‪َ ،‬حتاى أَ ْعلَ َم أَنٍّي َخلِيلُ َ‬ ‫ب أَ ِرنِي َك ْي َ‬
‫‪1‬‬
‫ك"‬ ‫وؿ‪ :‬يَا َر ٍّ‬ ‫يَ ْدعُو َرباوُ‪ ،‬يَػ ُق ُ‬

‫اب ثُ ام ِم ْن نُطْ َف ٍة ثُ ام ِم ْن َعلَ َق ٍة‬‫وقاؿ اهلل سبحانو وتعالى‪ُ ﴿ :‬ى َو الا ِذي َخلَ َق ُك ْم ِم ْن تُػر ٍ‬
‫َ‬
‫وخا َوِم ْن ُك ْم َم ْن يُػتَػ َوفاى ِم ْن قَػ ْب ُل‬
‫ثُ ام يُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ًال ثُ ام لِتَْبػلُغُوا أَ ُش اد ُك ْم ثُ ام لِتَ ُكونُوا ُشيُ ً‬
‫َج ًال ُم َس ًّمى َولَ َعلا ُك ْم تَػ ْع ِقلُو َف﴾ (سورة غافر)‬ ‫أ‬ ‫وا‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ولِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قاؿ الشائر‪:‬‬

‫‪ .1.‬في الكتاب‪ :‬تفسير ابن أبي حاتم‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 3‬‬


‫فمن عاش شب ومن شب شاب ‪ ...‬ومن شاب شاخ ومن شاخ مات‬
‫ض تَ ُموت‪.‬‬ ‫َي أ َْر ٍ‬ ‫َج ًال ُم َس ًّمى‪ -‬أي أذا جاء أجلو‪ ،‬وبِأ ٍّ‬ ‫تنقضي الحياة اإلنساف إذا بلغ أ َ‬
‫ضي ى ِذ ِ‬
‫اعةَ‬
‫سَ‬ ‫يك لَ َع ال ال ا‬ ‫الدنْػيَا في بدايو أياـ الساعة‪َ .‬وَما يُ ْد ِر َ‬ ‫ْحيَا َة ُّ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫وإِنا َما تَػ ْق ِ َ‬
‫آمنُوا ُم ْش ِف ُقو َف ِم ْنػ َها َويَػ ْعلَ ُمو َف‬‫ين َ‬
‫ِ ِ اِ‬
‫ين َال يُػ ْؤمنُو َف ب َها َوالذ َ‬
‫ِ ِ اِ‬
‫يب‪﴿ .‬يَ ْستَػ ْعج ُل ب َها الذ َ‬ ‫قَ ِر ٌ‬
‫ْم‬ ‫ل‬ ‫يد﴾ ﴿إِ اف اللاو ِع ْن َده ِ‬
‫ع‬ ‫ض َال ٍؿ ب ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫اع ِة لَِ‬
‫ف‬ ‫س‬
‫ا‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫أَناػها الْح ُّق‪ ،‬أ ََال إِ اف الا ِذين يمارو َف فِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع ِة‪َ ،‬ويُػنَػ ٍّز ُؿ الْغَْي َ‬
‫ب غَ ًدا َوَما‬ ‫س َما َذا تَ ْكس ُ‬ ‫ث َويَػ ْعلَ ُم َما في ْاأل َْر َحاـ‪َ ،‬وَما تَ ْد ِري نَػ ْف ٌ‬ ‫سَ‬‫ال ا‬
‫يم َخبِ ٌير﴾‬ ‫ِ‬ ‫س بِأ ٍّ‬
‫وت إِ اف اللاوَ َعل ٌ‬
‫ض تَ ُم ُ‬ ‫َي أ َْر ٍ‬ ‫تَ ْد ِري نَػ ْف ٌ‬
‫كاف ملك الموت صديقا لسليماف بن داود عليهما السالـ‪ ،...‬فجاء (ملك الموت)‬
‫ذات يوـ وعنده صديق لو‪ ،‬فنُر إليو ملك الموت فتبسم ثم ذىب‪ ،‬فقاؿ الرجل‪:‬‬
‫"من ىذا يا نبي اهلل" قاؿ ىذا ملك الموت قاؿ لقد رأيتو يتبسم حين نُر إلي‪ ،‬فمر‬
‫الريح فلتلقني بالهند‪ ،‬فأمرىا فألقتو بالهند‪ .‬فعاد ملك الموت إلى سليماف فقاؿ‬
‫أُ ُ‬
‫مرت أف أقبضو بالهند فرأيتُو عندؾ!‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ادةِ‬
‫ش َه َ‬ ‫ت الا ِذي تَِف ُّرو َف ِم ْنوُ فَِإناوُ ُم َالقِي ُك ْم ثُ ام تُػ َردُّو َف إِلَى َعالِ ِم الْغَْي ِ‬
‫ب َوال ا‬ ‫﴿قُ ْل إِ اف ال َْم ْو َ‬
‫ت َولَ ْو ُك ْنتُ ْم فِي بُػ ُر ٍ‬
‫وج‬ ‫فَػيُػنَبٍّئُ ُك ْم بِ َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ ﴿أَيْػنَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِرْك ُك ُم ال َْم ْو ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ُم َشيا َد ٍة‪﴾...‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 4‬‬


‫ومن جميع األسباب‪ ،‬يموت ما يقرب ٓٓٓٓ٘ٔ شخص في جميع أنحاء العالم‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َجلُ ُه ْم َال‬ ‫َج ٌل‪ ،‬فَِإ َذا َج َ‬
‫اء أ َ‬ ‫أجل أحد أجل أحد! ﴿ َول ُك ٍّل أُامة أ َ‬ ‫كل يوـ‪ ،‬ال يسبق ُ‬
‫اعةً َوَال يَ ْستَػ ْق ِد ُمو َف﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْستَأْخ ُرو َف َس َ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ْت بِ ُك ُم اللاوُ َج ِم ًيعا إِ اف‬ ‫ات‪ ،‬أَيْن ما تَ ُكونُوا يأ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫استَبِ ُقوا الْ َخ ْيػر ِ‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫يه‬
‫َ‬ ‫﴿ َولِ ُك ٍّل ِو ْج َهةٌ ُىو ُمولٍّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وت إِاال بِِإ ْذ ِف اللا ِو كِتَابًا ُم َؤ اج ًال‪،‬‬
‫س أَ ْف تَ ُم َ‬ ‫اللاوَ َعلَى ُك ٍّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير﴾ ﴿ َوَما َكا َف لِنَػ ْف ٍ‬
‫اب ْاآل ِخ َرِة نُػ ْؤتِِو ِم ْنػ َها َو َسنَ ْج ِزي‬ ‫ِِ ِ‬
‫الدنْػيَا نُػ ْؤتو م ْنػ َها َوَم ْن يُ ِر ْد ثَػ َو َ‬
‫اب ُّ‬ ‫َوَم ْن يُ ِر ْد ثَػ َو َ‬
‫ين َك َف ُروا َوقَالُوا ِِإل ْخ َوانِ ِه ْم إِ َذا َ‬ ‫اِ‬ ‫اِ‬ ‫ال ا ِ‬
‫ض َربُوا‬ ‫آمنُوا َال تَ ُكونُوا َكالذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ين﴾ ﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬ ‫شاك ِر َ‬
‫ك َح ْس َرًة‬ ‫ض أ َْو َكانُوا غًُّزى لَ ْو َكانُوا ِع ْن َدنَا َما َماتُوا َوَما قُتِلُوا لِيَ ْج َع َل اللاوُ َذلِ َ‬ ‫فِي ْاأل َْر ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ص ٌير﴾‬ ‫يت واللاوُ بِما تَػ ْعملُو َف ب ِ‬ ‫ُ‬ ‫فِي قُػلُوبِ ِهم واللاوُ ي ْحيِي وي ِ‬
‫م‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َُ‬

‫لموت سكرات يُالقيها كل إنساف حين االحتضار‪ .‬والمقصود بسكرات الموت‪ :‬ىي‬
‫" ُك ُرباتو وغمراتو"‪ .‬سكرة الميت غشيتو التي تدؿ اإلنساف على أنو ميت‪ .‬وىذه‬
‫السكرة والشدة ال يسلم منها أحد‪ ،‬ولو سلم منها أحد لسلم منها نبينا "‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬أف رسوؿ اهلل " َكا َف بَػ ْي َن يَ َديْو َرْك َوةٌ أ َْو عُلْبَةٌ ف َيها َماءٌ‬
‫وؿ‪ :‬ال إِلَوَ إِال اللاوُ‪،‬‬ ‫ك عُ َم ُر فَ َج َع َل يُ ْد ِخ ُل يَ َديْ ِو فِي ال َْم ِاء فَػيَ ْم َس ُح بِ ِه َما َو ْج َهوُ َويَػ ُق ُ‬‫ش ُّ‬‫يَ ُ‬
‫يق األَ ْعلَى َحتاى قُبِ َ‬ ‫وؿ‪ :‬فِي ال ارفِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض‬ ‫ب يَ َدهُ فَ َج َع َل يَػ ُق ُ‬
‫صَ‬ ‫إِ اف لل َْم ْوت َس َك َرات‪ ،‬ثُ ام نَ َ‬
‫ت يَ ُدهُ‪.‬‬‫َوَمالَ ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 5‬‬


‫فتمثلت بهذا البيت‪:‬‬ ‫لما احتضر جاءت عائشة‬ ‫وحكي أف أبا بكر الصديق‬
‫الصدر‬
‫ُ‬ ‫عمرؾ ما يغني الثاراء عن الفتى ‪ ...‬إذا حشرجت يوماً وضاؽ بها‬ ‫لَ ُ‬
‫ِ‬
‫ت َس ْك َرةُ ال َْم ْوت بِال َ‬
‫ْح ٍّق}‬ ‫اء ْ‬
‫فكشف عن وجهو فقاؿ‪ :‬ليس كذلك‪ ،‬ولكن قولي‪َ { :‬و َج َ‬
‫انُروا ثوبي ىذين وكفنوني فيهما‪ ،‬فإف الحي أحوج إلى الجديد من الميت‪ .‬اىػ‬
‫يُروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنو قاؿ لكعب األحبار‪ :‬حدٍّثنا عن‬
‫الموت‪ ،‬فقاؿ كعب‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ ،‬ىو كغصن كثير الشوؾ أ ِ‬
‫ُدخل في‬
‫رجل شدي ُد الجذب‪ ،‬فأخذ ما‬ ‫بو‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫ثم‬ ‫ؽ‪،‬‬‫ر‬ ‫كل شوكة ِ‬
‫بع‬ ‫فأخذت ُّ‬
‫ْ‬ ‫جوؼ رجل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫أخذ‪ ،‬وأبقى ما أبقى‪".‬‬
‫كنت‬
‫ولما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قاؿ لو ابنو عبداهلل‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬إنك قد َ‬
‫صف لي ما يَ ِجد‪،‬‬ ‫كنت ألقى رجالً عاقالً عند نزوؿ الموت‪ ،‬حتى ي ِ‬
‫َ‬ ‫تقوؿ لنا‪ :‬ليتني ُ‬
‫الموت‪ ،‬فقاؿ‪ :‬واهلل يا بني لكأف َج ْنبِي في تَ ْخت‪،2‬‬
‫َ‬ ‫ف لي‬ ‫وأنت ذلك الرجل‪ِ ،‬‬
‫فص ْ‬
‫وكأني أتن افس من َس ٍّم إبرة‪ ،‬وكأف غصن الشوؾ يُ َج ُّر بو من قدمي إلى ىامتي‪ ،‬ثم قاؿ‬
‫ِ‬
‫الجباؿ أرعى الوعوال‬ ‫‪3‬‬
‫في قالؿ‬ ‫كنت قبل ما بدا لي‬
‫ليتني ُ‬

‫ومما تقدـ‪ ،‬يتبين لنا أف اإلنساف إذا دنا أجلو فإف الروح ترتقي إلى أعلى الجسم‬
‫عند النحر حتى تخرج من جسده‪ ،‬وىذا الخروج للروح ليس باألمر الهين‪ -‬حتى‬
‫للمؤمن‪ -‬بل لو سكرات وشدائد ومشقات‪ ،‬ثم تنتزع الروح‪ ،‬وىذا النزع يختلف‬
‫شد ًة ويسرا بحسب إيماف العبد‪ .‬وىذا بياف كيفية النزع الروح‪:‬‬

‫‪ .2‬التخت‪ :‬وعاء تُصاف فيو الثياب‬


‫‪ .3‬القالؿ‪ :‬جمع قُػلاة‪ ،‬وقُػلاةُ كل شيء قمتو وأعاله‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 6‬‬


‫الناس في كل وقت مناسب ألجل األناس‪ .‬ينزع الملك‬
‫وقد يتوفي الملك الموت َ‬
‫الموت روح من جسد اإلنساف حتي فرقو بو‪ .‬البد أف سكرات الموت تختلف في‬
‫األوقات الوفات على حسب التقوي الخالئق‪ .‬ألم ترى أف البعير يصبر من الثور‬
‫ويموت سريع كأنو لم يجد ما وجد الثور من عذاب اإلستخراج الروح؟ ىكذ يكوف‬
‫اإلختالؼ بين الناس‪ -‬بين المطيع واآلثم‪ .‬وموت األناس تختلف ىكذ‪:‬‬

‫ت‬ ‫ت قُػلُوبُػ ُه ْم َوإِ َذا تُلِيَ ْ‬ ‫ين إِ َذا ذُ ِك َر اللاوُ َو ِجلَ ْ‬ ‫ومن ىم المؤمنوف؟ ﴿إِناما الْم ْؤِمنُو َف الا ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ص َال َة َوِم اما‬ ‫يمو َف ال ا‬ ‫ادتْػهم إِيمانًا و َعلَى ربٍّ ِهم يػتَػواكلُو َف (ٕ) الا ِذ ِ‬
‫ين يُق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َعلَْي ِه ْم آيَاتُوُ َز َ ُ ْ َ َ‬
‫ات ِع ْن َد َربٍّ ِه ْم َوَمغْ ِف َرةٌ َوِرْز ٌؽ‬
‫ك ُى ُم ال ُْم ْؤِمنُو َف َح ًّقا لَ ُه ْم َد َر َج ٌ‬ ‫اى ْم يُػ ْن ِف ُقو َف (ٖ) أُولَئِ َ‬
‫َرَزقْػنَ ُ‬
‫َك ِريم﴾(األنفاؿ)﴿والا ِذين آمنُوا وىاجروا وجاى ُدوا فِي سبِ ِ ِ ا ِ‬
‫ص ُروا‬‫آوْوا َونَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫يل اللاو َوالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َُ َ َ َ‬ ‫ٌ‬
‫يم﴾(األنفاؿ)﴿ َوال ُْم ْؤِمنُو َف َوال ُْم ْؤِمنَ ُ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُى ُم ال ُْم ْؤمنُو َف َح ًّقا لَ ُه ْم َم ْغف َرةٌ َوِرْز ٌؽ َك ِر ٌ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫ص َال َة َويُػ ْؤتُو َف‬
‫يمو َف ال ا‬ ‫ق‬‫وؼ ويػ ْنػهو َف َع ِن الْم ْن َك ِر وي ِ‬ ‫ض يأْمرو َف بِالْمعر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ضهم أَولِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بَػ ْع ُ ُ ْ ْ ُ‬
‫اء‬‫َ‬‫ي‬
‫ك َسيَػ ْر َح ُم ُه ُم اللاوُ إِ اف اللاوَ َع ِز ٌيز َح ِكيم﴾ (التوبة)‬ ‫ال ازَكا َة َويُ ِطيعُو َف اللاوَ َوَر ُسولَوُ أُولَئِ َ‬
‫ْجناةَ بِ َما ُك ْنتُ ْم‬
‫يتوفا المؤمنو َف المالئكةُ طيبين‪ ،‬يَػ ُقولُو َف َس َال ٌـ َعلَْي ُكم سوؼ تدخلوف ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫ين‬ ‫ين تَػتَػ َوفا ُ‬
‫اى ُم ال َْم َالئ َكةُ طَيٍّب َ‬ ‫في سورة النحل‪﴿ :‬الذ َ‬ ‫تَػ ْع َملُو َف‪ .‬وذلك قوؿ اهلل‬
‫ْجناةَ بِ َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬
‫يَػ ُقولُو َف َس َال ٌـ َعلَْي ُك ُم ا ْد ُخلُوا ال َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 7‬‬


‫وأقسم اهلل تعالى بالمالئكة التي تقبض أرواح المؤمنين بنشاط ورفق حين قاؿ‪:‬‬
‫﴿والن ِ‬
‫ااشطَ ِ‬
‫ات نَ ْشطًا﴾ (سورة النازعات)‬ ‫َ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ص َال ِة إِ اف اللاوَ َم َع ال ا ِ‬ ‫استَ ِعينُوا بِال ا‬ ‫اِ‬
‫ين (ٖ٘ٔ) َوَال‬ ‫صاب ِر َ‬ ‫ص ْب ِر َوال ا‬ ‫آمنُوا ْ‬‫ين َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫َحيَاءٌ َولَ ِك ْن َال تَ ْشعُ ُرو َف﴾ ﴿ َولَئِ ْن قُتِلْتُ ْم‬ ‫تَػ ُقولُوا لِ َم ْن يُػ ْقتَ ُل فِي َسبِ ِ‬
‫يل اللا ِو أ َْم َو ٌ‬
‫ات بَ ْل أ ْ‬
‫ُّم أ َْو‬ ‫يل اللا ِو أَو متُّم لَم ْغ ِفرةٌ ِمن اللا ِو ور ْحمةٌ َخ ْيػر ِم اما ي ْجمعو َف (‪ِ ٔ٘ٚ‬‬ ‫فِي َسبِ ِ‬
‫)ولَئ ْن ُمت ْ‬‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ََ َ ٌ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ َ‬
‫‪.‬‬ ‫قُتِلْتُ ْم َِإللَى اللا ِو تُ ْح َ‬
‫ش ُرو َف﴾‬

‫من ىو المسلموف؟ المسلموف ىم الذين اتبعو ملّة إبراىم عليو السالـ‪ ،‬وىو الدين‬
‫اإل ْس َالِـ ِدينًا فَػلَ ْن‬ ‫ٍّين ِع ْن َد اللا ِو ِْ‬
‫اإل ْس َال ُـ﴾ ﴿ َوَم ْن يَػ ْبتَ ِغ غَْيػ َر ِْ‬ ‫اإلسالـ‪ ،‬وأنو ﴿إِ اف الد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾ (آؿ عمراف)‬ ‫يُػ ْقبَ َل م ْنوُ َو ُى َو في ْاآلخ َرة م َن الْ َخاس ِر َ‬
‫«المسلم من سلم المسلموف من لسانو ويده» رواه مسلم‪.‬‬ ‫وقاؿ رسوؿ اهلل‬
‫لم‪،‬‬ ‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫َخو ُ‬ ‫لم أ ُ‬
‫الم ْس ُ‬
‫وعند البخاري من حديث ابن عمر أف رسوؿ اهلل قاؿ « ُ‬
‫اجتِ ِو‪َ ،‬وَم ْن فَػ ار َج َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫الَ يُْلموُ والَ يسلموُ‪ ،‬ومن َكا َف فِي ح ِ ِ ِ‬
‫اجة أَخيو َكا َف اهللُ في َح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ ْ ُ ََ ْ‬
‫لما َستَػ َرهُ اهللُ يَػ ْوَـ‬ ‫ات يػوِـ ِ‬
‫القيام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْس ٍ‬
‫لم ُك ْربَةً فَػ ار َج اهللُ َع ْنوُ ُك ْربَةً م ْن ُك ُربَ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ً‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫القيَ َام ِة»‬
‫ِ‬
‫ين قَالُوا َربُّػنَا اللاوُ ثُ ام‬ ‫اِ‬
‫والمسلموف قالو ربهم اهلل‪ ،‬واليشركوف بو شيأ! و﴿إِ اف الذ َ‬
‫ْجن ِاة الاتِي ُك ْنتُ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَػ َق ُاموا تَػتَػنَػ از ُؿ َعلَ ْي ِه ُم ال َْم َالئ َكةُ أ اَال تَ َخافُوا َوَال تَ ْح َزنُوا َوأَبْش ُروا بِال َ‬
‫ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 8‬‬


‫الدنْػيَا َوفِي ْاآل ِخ َرةِ َولَ ُك ْم فِ َيها َما تَ ْشتَ ِهي‬ ‫ْحيَاةِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ُدو َف (ٖٓ) نَ ْح ُن أ َْوليَا ُؤُك ْم في ال َ‬ ‫تُ َ‬
‫س ُك ْم َولَ ُك ْم فِ َيها َما تَ ادعُو َف (ٖٔ) نُػ ُزًال ِم ْن غَ ُفوٍر َرِح ٍ‬
‫يم﴾‬ ‫أَنْػ ُف ُ‬
‫ات ِم ْن بَػ ْي ِن يَ َديْ ِو َوِم ْن َخل ِْف ِو‬
‫ال َْم َالئِ َكةُ أ َْولِيَاء المسلموف ألف لكل عبد ﴿لَوُ ُم َع ٍّقبَ ٌ‬
‫يَ ْح َفُُونَوُ ِم ْن أ َْم ِر اللا ِو﴾ (الرعد)‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ت لِغَ ٍد َواتاػ ُقوا اللاوَ إِ اف اللاوَ َخبِ ٌير‬ ‫س َما قَ اد َم ْ‬ ‫ا‬
‫آمنُوا اتاػ ُقوا اللوَ َولْتَػ ْنُُْر نَػ ْف ٌ‬
‫اِ‬
‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫اى ْم أَنْػ ُف َس ُه ْم أُولَئِ َ‬ ‫بِما تَػعملُو َف (‪ )ٔٛ‬وَال تَ ُكونُوا َكالا ِ‬
‫ك ُى ُم‬ ‫سوا اللاوَ فَأَنْ َس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫‪.‬‬ ‫اس ُقو َف﴾‬ ‫الْ َف ِ‬

‫ىذاف كيفيتاف الموت الطيبين نرجوا أف نشهد إذا جاء أجلنا‪ .‬وفي كل منها يبشر من‬
‫ت‬ ‫ص ِام ِ‬‫اد َة بْ ِن ال ا‬
‫يث عُبَ َ‬ ‫يموت بالجنة‪ ،‬فكيف ال يحب لقاء اهلل؟ َوقَ ْد َد اؿ َعلَْي ِو َح ِد ُ‬
‫اءهُ‪َ ،‬وَم ْن َك ِرَه‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ب اللاو لِ‬ ‫ا‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫ب لَِقاء اللا ِ‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫يح» َع ِن النابِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫صِ‬‫ا‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫ي‬ ‫فِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫اج ِو‪ :‬إِناا نَ ْك َرهُ ال َْم ْو َ‬
‫ض أَ ْزو ِ‬ ‫لَِقاء اللا ِو َك ِرَه اللاوُ لَِقاءهُ‪ ،‬قَالَ ْ ِ‬
‫اؿ‪ :‬لَْي َ‬ ‫ت‪ .‬قَ َ‬ ‫ت َعائ َشةُ أ َْو بَػ ْع ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫َح ا‬ ‫س َش ْيءٌ أ َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫اف اللا ِو وَكرامتِ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬
‫ضو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫شر بِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬‫ب‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ْم‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬‫ه‬‫ر‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫اؾ َولَ ِك ان ال ُْم ْؤِمن إِ‬ ‫َذ َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اب‬‫شر بِ َع َذ ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ب اللاوُ لَِقاءهُ‪ ،‬وإِ اف الْ َكافِر إِ َذا ح ِ‬ ‫ا‬ ‫َح‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ب لَِقاء اللا ِ‬
‫و‬ ‫ا‬ ‫َح‬‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ام‬ ‫َم‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ا‬ ‫إِلَي ِو ِ‬
‫م‬
‫ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اء اللا ِو َوَك ِرَه اهلل لقاءه»‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اللا ِو وعُ ُقوبتِ ِ‬
‫س َش ْيءٌ أَ ْك َرهُ إِلَْيو م اما أ ََم َاموُ فَ َك ِرَه ل َق َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫و‬ ‫َ َ‬
‫اجتَػ َر ُحوا‬
‫ين ْ‬
‫ات‪ ،‬فكيف تكوف موت الا ِ‬
‫ذ‬ ‫صالِح ِ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ُ‬‫ل‬ ‫ذلك الموتاف الا ِذين آمنُوا و َع ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫آمنُوا َو َع ِملُوا‬ ‫اِ‬ ‫اجتَػرحوا ال ا ِ‬ ‫ات؟ ﴿أَـ ح ِس ا ِ‬ ‫سيٍّئَ ِ‬
‫ين َ‬ ‫سيٍّئَات أَ ْف نَ ْج َعلَ ُه ْم َكالذ َ‬ ‫ين ْ َ ُ‬ ‫ب ال ذ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ال ا‬
‫اء َما يَ ْح ُك ُمو َف﴾ (الجاثية)‬ ‫ال ا ِ ِ‬
‫اى ْم َوَم َماتُػ ُه ْم‪َ ،‬س َ‬
‫اء َم ْحيَ ُ‬
‫صال َحات َس َو ً‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 9‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫ت إِ ْف‬ ‫اوا ال َْم ْو َ‬ ‫وف الن ِ‬ ‫ت لَ ُكم ال ادار ْاآل ِخرةُ ِع ْن َد اللا ِو َخالِصةً ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫ااس فَػتَ َمنػ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫﴿قُ ْل إ ْف َكانَ ْ ُ ُ َ‬
‫ْح اك ِاـ لِتَأْ ُكلُوا‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫وا‬‫ُ‬‫ل‬‫د‬‫ْ‬ ‫ت‬
‫ُ‬‫و‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ادقِين﴾ ﴿وَال تَأْ ُكلُوا أَموالَ ُكم بػيػن ُكم بِالْب ِ‬
‫اط‬
‫ْ َ ْ َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬
‫ُك ْنتُم ِ‬
‫ْ َ‬
‫َح ُد ُك ْم أَ ْف تَ ُكو َف لَوُ َجناةٌ ِم ْن‬ ‫اإلثْ ِم َوأَنْػتُ ْم تَػ ْعلَ ُمو َف﴾ ﴿أَيَػ َو ُّد أ َ‬ ‫فَ ِري ًقا ِم ْن أ َْم َو ِاؿ الن ِ‬
‫ااس بِ ِْ‬
‫ات وأَصابوُ ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫اب تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫نَ ِ‬
‫ْكبَػ ُر َولَوُ‬ ‫ار لَوُ ف َيها م ْن ُك ٍّل الث َام َر َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ػ‬‫ْ‬‫ن‬ ‫األ‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫أ‬‫و‬‫َ‬ ‫يل‬ ‫خ‬
‫ك يػبػيٍّن اللاوُ لَ ُكم ْاآلي ِ‬
‫ات لَ َعلا ُك ْم‬ ‫ضع َفاء فَأَصابػها إِ ْعصار فِ ِيو نَار فَاحتػرقَ ْ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ت‪َ ،‬ك َذل َ َُ ُ‬ ‫ٌ ََْ‬ ‫ٌَ‬ ‫ذُ ٍّرياةٌ ُ َ ُ َ َ َ‬
‫‪.‬‬ ‫تَػتَػ َف اك ُرو َف﴾‬

‫ات‪ ،‬والمشركين‪َ ﴿ ،‬وِم َن‬ ‫سيٍّئَ ِ‬ ‫اجتَػ َر ُحوا ال ا‬


‫ين ْ‬
‫اِ‬
‫واآلف كيفيات الموت المجرموف‪ -‬الذ َ‬
‫ين‬ ‫ادعُو َف اللاوَ والا ِ‬
‫ذ‬ ‫وؿ آمناا بِاللا ِو وبِالْيػوِـ ْاآل ِخ ِر وما ُىم بِم ْؤِمنِين (‪ )ٛ‬ي َخ ِ‬ ‫الن ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ااس َم ْن يَػ ُق ُ َ‬
‫اد ُى ُم اللاوُ‬ ‫ض فَػ َز َ‬‫آمنُوا َوَما يَ ْخ َدعُو َف إِاال أَنْػ ُف َس ُه ْم َوَما يَ ْشعُ ُرو َف (‪ )ٜ‬فِي قُػلُوبِ ِه ْم َم َر ٌ‬ ‫َ‬
‫يل لَ ُه ْم َال تُػ ْف ِس ُدوا فِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب أَلِ ِ‬
‫يم ب َما َكانُوا يَ ْكذبُو َف (ٓٔ) َوإ َذا ق َ‬ ‫ضا َولَ ُه ْم َع َذ ٌ ٌ‬ ‫َم َر ً‬
‫صلِ ُحو َف (ٔٔ) أ ََال إِناػ ُه ْم ُى ُم ال ُْم ْف ِس ُدو َف َولَ ِك ْن َال يَ ْشعُ ُرو َف‬ ‫ض قَالُوا إِنا َما نَ ْح ُن ُم ْ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫الس َف َهاءُ أ ََال إِناػ ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫آم َن ُّ‬ ‫ااس قَالُوا أَنُػ ْؤم ُن َك َما َ‬‫آم َن الن ُ‬ ‫يل لَ ُه ْم آمنُوا َك َما َ‬ ‫(ٕٔ) َوإ َذا ق َ‬
‫آمناا َوإِ َذا َخلَ ْوا إِلَى‬ ‫اِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا قَالُوا َ‬ ‫ين َ‬ ‫الس َف َهاءُ َولَك ْن َال يَػ ْعلَ ُمو َف (ٖٔ) َوإِ َذا لَ ُقوا الذ َ‬ ‫ُى ُم ُّ‬
‫َشي ِ‬
‫اطينِ ِه ْم قَالُوا إِناا َم َع ُك ْم إِنا َما نَ ْح ُن ُم ْستَػ ْه ِزئُو َف﴾‬ ‫َ‬

‫ادا يُ ِحبُّونَػ ُه ْم‬ ‫ومن ىو المشركوف؟ أآل إنهم الذين اتخذوا ِمن ُد ِ‬
‫وف اللا ِو أَنْ َد ً‬ ‫ْ‬
‫ادلُوُك ْم َوإِ ْف‬ ‫ب اللا ِو‪ ،‬والشياطين ﴿‪...‬وإِ اف ال ا ِ‬
‫اطين لَيوحو َف إِلَى أَولِيائِ ِهم لِيج ِ‬ ‫َك ُح ٍّ‬
‫َْ ْ َُ‬ ‫شيَ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫وى ْم إِنا ُك ْم لَ ُم ْش ِرُكو َف﴾(األنعاـ)‬
‫أَطَ ْعتُ ُم ُ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 10‬‬
‫صيبُػ ُه ْم ِم َن‬
‫ك يػنَالُ ُهم نَ ِ‬ ‫﴿فَمن أَظْلَم ِم ام ِن افْػتَػرى َعلَى اللا ِو َك ِذبا أَو َك اذ ِ ِِ ِ‬
‫ب بآيَاتو‪ ،‬أُولَئ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫اب حتاى إِ َذا جاءتْػ ُهم رسلُنَا يػتَػوفاػونَػ ُهم قَالُوا أَين ما ُك ْنتُم تَ ْدعُو َف ِمن ُد ِ‬
‫وف اللا ِو‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُُ َ َ ْ ْ‬ ‫الْكتَ ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾ (األعراؼ) ثم الناا ِز َعات‬ ‫ضلُّوا َعناا َو َش ِه ُدوا َعلَى أَنْػ ُفس ِه ْم أَناػ ُه ْم َكانُوا َكاف ِر َ‬
‫قَالُوا َ‬
‫ْخ ُذ َىا غَ ْرقًا‪.‬‬
‫وح ُهم َوتَأ ُ‬
‫تَػ ْن ِزعُ ُر َ‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫يم َخبِي ٍر (ٔ) أ اَال تَػ ْعبُ ُدوا إِاال اللاوَ إِنانِي‬ ‫ت ِم ْن لَ ُد ْف َح ِك ٍ‬ ‫صلَ ْ‬‫ت آيَاتُوُ ثُ ام فُ ٍّ‬ ‫ُح ِك َم ْ‬
‫اب أ ْ‬
‫﴿كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫اعا َح َسنًا إِلَى‬ ‫استَػ ْغ ِف ُروا َربا ُك ْم ثُ ام تُوبُوا إِلَْي ِو يُ َمتٍّػ ْع ُك ْم َمتَ ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لَ ُك ْم م ْنوُ نَذ ٌير َوبَش ٌير (ٕ) َوأَف ْ‬
‫اب يَػ ْوٍـ‬‫اؼ َعلَْي ُك ْم َع َذ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫ضلَوُ َوإِ ْف تَػ َولا ْوا فَِإنٍّي أ َ‬‫ض ٍل فَ ْ‬ ‫ت ُك ال ِذي فَ ْ‬ ‫أَج ٍل مس ًّمى ويػ ْؤ ِ‬
‫َ ُ َ َُ‬
‫ٍ‬
‫َكبِي ٍر (ٖ) إِلَى اللا ِو َم ْرِجعُ ُك ْم َو ُى َو َعلَى ُك ٍّل َش ْيء قَ ِد ٌير﴾ ﴿ َوَال تَ ْدعُ َم َع اللا ِو إِلَ ًها َ‬
‫آخ َر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ْك ُم َوإِلَْيو تُػ ْر َجعُو َف﴾ ﴿أَ ام ْن يُج ُ‬
‫يب‬ ‫ك إِاال َو ْج َهوُ لَوُ ال ُ‬ ‫َال إِلَوَ إِاال ُى َو ُك ُّل َش ْي ٍء َىالِ ٌ‬
‫ض أَإِلَوٌ َم َع اللا ِو قَلِ ًيال َما‬ ‫اء ْاأل َْر ِ‬ ‫وء َويَ ْج َعلُ ُك ْم ُخلَ َف َ‬ ‫الس َ‬ ‫ف ُّ‬ ‫ضطَار إِ َذا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬ ‫ال ُْم ْ‬
‫‪.‬‬ ‫تَ َذ اك ُرو َف﴾‬

‫من ىم الكافروف؟ َوال َكافِ ُرو َف ُى ُم الُاالِ ُمو َف‪َ ...﴿4‬وَم ْن لَ ْم يَ ْح ُك ْم بِ َما أَنْػ َز َؿ اللا ُو‬
‫ك ُى ُم الُاالِ ُمو َف﴾‬
‫فَأُولَئِ َ‬
‫ين َك َف ُروا ال َْم َالئِ َكةُ يَ ْ‬ ‫اِ‬
‫ض ِربُو َف ُو ُج َ‬
‫وى ُه ْم َوأَ ْدبَ َارُى ْم َوذُوقُوا‬ ‫﴿ َولَ ْو تَػ َرى إِ ْذ يَػتَػ َوفاى الذ َ‬
‫يد﴾ (األنفاؿ)‬ ‫ت أَي ِدي ُكم وأَ اف اللاوَ لَيس بَُِ االٍـ لِلْعبِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫د‬‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ك بِ‬
‫َ‬ ‫َع َذاب الْح ِر ِيق (ٓ٘) َذلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫ٕٗ٘‪ٕ:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 11‬‬


‫وى ُه ْم َوأَ ْدبَ َارُى ْم (‪َ )ٕٚ‬ذلِ َ‬
‫ك بِأَناػ ُه ُم اتاػبَػعُوا‬ ‫ف إِ َذا تَػ َوفاػ ْتػ ُه ُم ال َْم َالئِ َكةُ يَ ْ‬
‫ض ِربُو َف ُو ُج َ‬ ‫﴿فَ َك ْي َ‬
‫ط أَ ْع َمالَ ُه ْم﴾ (سورة محمد)‬ ‫َحبَ َ‬ ‫ط اللاوَ َوَك ِرُىوا ِر ْ‬
‫ض َوانَوُ فَأ ْ‬ ‫َس َخ َ‬
‫َما أ ْ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ِِ‬
‫ات‬
‫ت ُسن ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ودوا فَػ َق ْد َم َ‬ ‫ف َوإِ ْف يَػ ُع ُ‬ ‫ين َك َف ُروا إِ ْف يَػ ْنتَػ ُهوا يُػ ْغ َف ْر لَ ُه ْم َما قَ ْد َسلَ َ‬ ‫﴿قُ ْل للاذ َ‬
‫ض َذ َىبًا‬‫َح ِد ِى ْم ِم ْلءُ ْاأل َْر ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ْاألَ اولِين﴾ ﴿إِ اف الا ِذين َك َفروا وماتُوا وىم ُك افار فَػلَن يػ ْقبل ِ‬
‫َ ُ ََ َ ُ ْ ٌ ْ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك لَهم َع َذ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫آمنُوا ثُ ام‬
‫ين َ‬ ‫ين﴾ ﴿إِ اف الذ َ‬ ‫يم َوَما لَ ُه ْم م ْن نَاص ِر َ‬ ‫اب أَل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َولَ ِو افْػتَ َدى بو أُولَئ َ ُ ْ‬
‫ادوا ُك ْف ًرا لَ ْم يَ ُك ِن اللاوُ لِيَػ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َوَال لِيَػ ْه ِديَػ ُه ْم َسبِ ًيال‬‫آمنُوا ثُ ام َك َف ُروا ثُ ام ا ْز َد ُ‬ ‫َك َف ُروا ثُ ام َ‬
‫ين َك َف ُروا أَنا َما نُ ْملِي‬ ‫اِ‬
‫يما﴾ ﴿ َوَال يَ ْح َسبَ ان الذ َ‬
‫ِ‬
‫ين بأَ اف لَ ُه ْم َع َذابًا أَل ً‬
‫ش ِر الْمنَافِ ِق ِ‬
‫(‪ )ٖٔٚ‬بَ ٍّ ُ َ‬
‫ين﴾‬ ‫اب ُم ِه ٌ‬‫ادوا إِثْ ًما َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫لَ ُه ْم َخ ْيػ ٌر ِألَنْػ ُف ِس ِه ْم إِنا َما نُ ْملِي لَ ُه ْم لِيَػ ْز َد ُ‬

‫وح إِلَْي ِو َش ْيءٌ َوَم ْن‬ ‫﴿ومن أَظْلَم ِم ام ِن افْػتػرى علَى اللا ِو َك ِذبا أَو قَ َ ِ‬
‫اؿ أُوح َي إِلَ اي َولَ ْم يُ َ‬ ‫ً ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫ت َوال َْم َالئِ َكةُ‬
‫ات الْمو ِ‬ ‫اؿ سأُنْ ِز ُؿ ِمثْل ما أَنْػز َؿ اللاوُ‪ ،‬ولَو تَػرى إِ ِذ الُاالِمو َف فِي غَمر ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫قَ َ َ‬
‫اسطُو أَي ِدي ِهم أَ ْخ ِرجوا أَنْػ ُفس ُكم الْيػوـ تُ ْجزو َف َع َذاب ال ُْه ِ‬
‫وف بِ َما ُك ْنتُ ْم تَػ ُقولُو َف َعلَى‬ ‫بِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َْ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ْح ٍّق َوُك ْنتُ ْم َع ْن آيَاتِِو تَ ْستَ ْكبِ ُرو َف﴾ (األنعاـ)‬ ‫ِ‬
‫اللاو غَْيػ َر ال َ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ٍّرُى ْم إِلَى أ َ‬
‫َج ٍل‬ ‫يُػ َؤخ ُ‬ ‫ااس بُُِل ِْم ِه ْم َما تَػ َر َؾ َعلَْيػ َها ِم ْن َداباٍة َولَ ِك ْن‬ ‫ِ ا‬
‫﴿ َولَ ْو يُػ َؤاخ ُذ اللوُ الن َ‬
‫﴿ولَْيس ِ‬ ‫اعةً َوَال يَ ْستَػ ْق ِد ُمو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫ت التػ ْاوبَةُ‬ ‫َ َ‬ ‫َجلُ ُه ْم َال يَ ْستَأْخ ُرو َف َس َ‬ ‫اء أ َ‬ ‫ُم َس ًّمى فَِإ َذا َج َ‬
‫ِِ‬
‫للاذ َ‬
‫اؿ إِنٍّي تُػ ْب ُ‬
‫ت ْاآل َف َوَال‬ ‫ت قَ َ‬ ‫َح َد ُى ُم ال َْم ْو ُ‬ ‫ات َحتاى إِ َذا َح َ‬ ‫سيٍّئَ ِ‬‫ين يَػ ْع َملُو َف ال ا‬
‫ض َر أ َ‬
‫ِ‬ ‫ار أُولَئِ َ‬ ‫اِ‬
‫يما﴾‬ ‫ك أَ ْعتَ ْدنَا لَ ُه ْم َع َذابًا أَل ً‬ ‫ين يَ ُموتُو َف َو ُى ْم ُك اف ٌ‬
‫ال ذ َ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 12‬‬
‫كل من خالف رسوؿ اهلل ‪ ،‬سنتو‪ ،‬واتبع ىواه (البدئة) فقد ظلم نفسو‪ .‬ألف ِم ْن‬
‫اعتِ ِه ْم‪ ،‬أ َْو‬
‫اهلل‪ ،‬فَ َم ْن َخ َر َج َع ْن طَ َ‬ ‫اهلل فِي رسلِ ِو أناوُ الَ يػر ِسلُ ُهم إالا لِيطَاعُوا بِِإ ْذ ِف ِ‬ ‫سن ِاة ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫ب إثْماً َع ُِيماً‪ .‬قاؿ اهلل‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َع ْن ُح ْكم ِه ْم‪َ ،‬خ َر َج َع ْن ُح ْك ِم اهلل َو ُسناتو‪َ ،‬و ْارتَ َك َ‬ ‫َرغ َ‬
‫وؾ‬‫اع بِِإ ْذ ِف اللا ِو‪َ ،‬ولَ ْو أَناػ ُه ْم إِ ْذ ظَلَ ُموا أَنْػ ُف َس ُه ْم َجاءُ َ‬ ‫ِ‬
‫وؿ إِاال ليُطَ َ‬ ‫﴿وَما أ َْر َسلْنَا ِم ْن ر ُس ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وؿ لَوج ُدوا اللاو تَػ اوابا رِ‬
‫يما﴾ (النساء)‬ ‫ح‬
‫َ ً َ ً‬ ‫استَػ ْغ َف ُروا اللاوَ َو ْ‬
‫استَػ ْغ َف َر لَ ُه ُم ال ار ُس ُ َ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اد ٌر َعلَى ال ِه ْج َرِة‪ ،‬فَػ ُه َو ظَالِ ٌم لِنَػ ْف ِس ِو‪ .‬منهم من‬ ‫ُك ال من أقَاـ بػين الم ْش ِركِين‪ ،‬و ُىو قَ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ ُ‬
‫يث غَْي ِرِه‬
‫وضوا فِي ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫ات اهلل اليرتحل َع ْنػ ُه ْم َحتاى يَ ُخ ُ‬ ‫وضو َف فِي آي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ين‬
‫َ ْ ََ‬‫ذ‬‫إِ َذا رأَي الا ِ‬
‫ات اللا ِو يُ ْك َف ُر بِ َها َويُ ْستَػ ْه َزأُ بِ َها فَ َال‬‫اب أَ ْف إِ َذا س ِم ْعتُم آي ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫﴿وقَ ْد نَػ از َؿ َعلَي ُكم فِي ال ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫يث غَْي ِرِه‪ ،‬إِنا ُك ْم إِ ًذا ِمثْػلُ ُه ْم‪ ،‬إِ اف اللاوَ َج ِام ُع‬ ‫وضوا فِي ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫تَػ ْقعُ ُدوا َم َع ُه ْم َحتاى يَ ُخ ُ‬
‫ش ْيطَا ُف فَ َال‬ ‫اك ال ا‬ ‫ام َج ِم ًيعا﴾ (النساء)﴿‪َ ...‬وإِ اما يُػ ْن ِسيَػن َ‬ ‫ين في َج َهن َ‬
‫الْمنَافِ ِقين والْ َكافِ ِر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ِ ِِ‬
‫ين﴾ (األنعاـ)‬ ‫الذ ْك َرى َم َع الْ َق ْوـ الُاالم َ‬ ‫تَػ ْقعُ ْد بَػ ْع َد ٍّ‬

‫ين فِي‬ ‫ضع ِ‬


‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫اا‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫وا‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ق‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫يم‬ ‫﴿إِ اف الا ِذين تَػوفااىم الْم َالئِ َكةُ ظَالِ ِمي أَنْػ ُف ِس ِهم قَالُوا فِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُُ َ‬
‫ت‬‫اء ْ‬
‫ام َو َس َ‬‫اى ْم َج َهن ُ‬
‫ك َمأ َْو ُ‬ ‫اج ُروا فِ َيها فَأُولَئِ َ‬
‫اسعةً فَػتُػ َه ِ‬‫ِ ِ‬
‫ض اللاو َو َ‬ ‫ض قَالُوا أَلَ ْم تَ ُك ْن أ َْر ُ‬‫ْاأل َْر ِ‬
‫سلَ َم وأنكروا ما كانوا يعبدوف من دوف اهلل‪ ،‬وقالوا‪ :‬ما‬ ‫ص ًيرا﴾‪ .‬ومنهم من يلقوف ال ا‬ ‫مِ‬
‫َ‬
‫كنا نعمل شيئًا من المعاصي‪ ،‬فيقاؿ لهم‪َ :‬ك َذبْتم‪ ،‬قد كنتم تعملونها‪ ،‬إف اهلل عليم‬
‫بأعمالكم كلها‪ ،‬وسيجازيكم عليها‪ .‬قاؿ اهلل سبحانو وتعالى‪:‬‬
‫سلَم ما ُكناا نَػعمل ِمن س ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫وء بَػلَى‬ ‫َْ ُ ْ ُ‬ ‫اى ُم ال َْم َالئ َكةُ ظَالمي أَنْػ ُفس ِه ْم فَأَلْ َق ُوا ال ا َ َ‬ ‫ين تَػتَػ َوفا ُ‬
‫﴿ ال ذ َ‬
‫يم بِ َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ (النحل)‬ ‫ِ‬
‫إِ اف اللاوَ َعل ٌ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 13‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫ض ُم َراغَ ًما َكثِ ًيرا َو َس َعةً َوَم ْن يَ ْخ ُر ْج ِم ْن بَػ ْيتِ ِو‬
‫يل اللا ِو يَ ِج ْد فِي ْاأل َْر ِ‬‫اج ْر فِي َسبِ ِ‬ ‫﴿ومن يػ َه ِ‬
‫ََ ْ ُ‬
‫ورا‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫و‬ ‫ت فَػ َق ْد وقَع أَجرهُ َعلَى اللا ِ‬
‫و‬ ‫و‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ك‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫اجرا إِلَى اللا ِو ورسولِ ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُم َه ً‬
‫اسعةٌ فَِإيااي فَا ْعب ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ا ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫وف (‪ُ )٘ٙ‬ك ُّل نَػ ْف ٍ‬ ‫َ ُ‬ ‫آمنُوا إِ اف أ َْرضي َو َ‬ ‫ين َ‬ ‫ي ال ذ َ‬ ‫يما﴾ ﴿يَاعبَ َ‬ ‫َرح ً‬
‫‪.‬‬ ‫َذائَِقةُ الْمو ِ‬
‫ت ثُ ام إِلَْيػنَا تُػ ْر َجعُو َف﴾‬ ‫َْ‬
‫وقاؿ النبي صلى اهلل عليو وسلم‪« :‬إنما األعماؿ بالنيات‪ ،‬ولكل امرئ ما نوى فمن‬
‫كانت ىجرتو إلى اهلل ورسولو‪ ،‬فهجرتو إلى اهلل ورسولو‪ ،‬ومن كانت ىجرتو إلى دنيا‬
‫‪.‬‬ ‫يصيبها‪ ،‬أو امرأة ينكحها‪ ،‬فهجرتو إلى ما ىاجر إليو»‬
‫ات لِيَْبػلُ َوُك ْم فِي‬‫ض َدرج ٍ‬
‫ض ُك ْم فَػ ْو َؽ بَػ ْع ٍ َ َ‬ ‫ض َوَرفَ َع بَػ ْع َ‬ ‫﴿ َو ُى َو الا ِذي َج َعلَ ُك ْم َخ َالئِ َ‬
‫ف ْاأل َْر ِ‬
‫اب وإِناو لَغَ ُفور رِ‬
‫ك أ َْم َوالُ ُه ْم َوَال‬‫يم﴾ ﴿فَ َال تُػ ْع ِج ْب َ‬ ‫ح‬
‫ٌ َ ٌ‬ ‫يع ال ِْع َق ِ َ ُ‬ ‫ك َس ِر ُ‬ ‫َما آتَا ُك ْم إِ اف َربا َ‬
‫س ُه ْم َو ُى ْم َكافِ ُرو َف﴾‪.‬‬ ‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الدنْػيَا َوتَػ ْزَى َق أَنْػ ُف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْوَال ُد ُى ْم إِنا َما يُ ِري ُد اللاوُ ليُػ َع ٍّذبَػ ُه ْم بِ َها في ال َ‬

‫وقد انتهت كيفيات الموت الذين يديروف بين الخالئق إلى يوـ القيامة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫نسأؿ اهلل تعالى أف يجعلنا ممن يحب لقائهم فنحب لقائو ألننا‪ ،‬رضينا طوعا‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫النكوف من الخالدين‪ .‬وقد قاؿ اهلل‬

‫ك الْ ُخ ْل َد أَفَِإ ْف ِم ا‬
‫ت فَػ ُه ُم الْ َخالِ ُدو َف (ٖٗ) ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬
‫س َذائَِقةُ‬ ‫﴿ َوَما َج َعلْنَا لِبَ َش ٍر ِم ْن قَػ ْبلِ َ‬
‫ش ٍّر َوالْ َخ ْي ِر فِ ْتػنَةً َوإِلَْيػنَا تُػ ْر َجعُو َف﴾ (األبياء)‬ ‫الْمو ِ‬
‫ت َونَػ ْبػلُوُك ْم بِال ا‬ ‫َْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 14‬‬


‫لذلك‪:‬‬
‫ين (ٓ‪َ )ٙ‬علَى أَ ْف نُػبَد َ‬
‫ٍّؿ أ َْمثَالَ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿نَ ْح ُن قَ اد ْرنَا بَػ ْيػنَ ُك ُم ال َْم ْو َ‬
‫ت َوَما نَ ْح ُن ب َم ْسبُوق َ‬
‫ت الا ِذي تَِف ُّرو َف ِم ْنوُ فَِإناوُ ُم َالقِي ُك ْم ثُ ام‬ ‫َونُػ ْن ِشئَ ُك ْم فِي َما َال تَػ ْعلَ ُمو َف﴾ ﴿قُ ْل إِ اف ال َْم ْو َ‬
‫اِ‬ ‫ِ‬ ‫شه َ ِ‬ ‫تُػ َردُّو َف إِلَى َعالِ ِم الْغَْي ِ‬
‫ادة فَػيُػنَبٍّئُ ُك ْم ب َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ ﴿أَلَ ْم تَػ َر إِلَى الذ َ‬
‫ين‬ ‫ب َوال ا َ‬
‫وؼ ح َذر الْمو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اى ْم‪ ،‬إِ اف اللاوَ‬ ‫اؿ لَ ُه ُم اللاوُ ُموتُوا ثُ ام أ ْ‬
‫َحيَ ُ‬ ‫ت فَػ َق َ‬ ‫َخ َر ُجوا م ْن ديَا ِرى ْم َو ُى ْم أُلُ ٌ َ َ َ ْ‬
‫ااس َال يَ ْش ُك ُرو َف﴾ ﴿أَيْػنَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِرْك ُك ُم‬ ‫ااس َولَ ِك ان أَ ْكثَػ َر الن ِ‬ ‫ض ٍل َعلَى الن ِ‬ ‫لَ ُذو فَ ْ‬
‫ص ْبػ ُه ْم َح َسنَةٌ يَػ ُقولُوا َى ِذ ِه ِم ْن ِع ْن ِد اللا ِو َوإِ ْف‬
‫وج م َشيا َد ٍة وإِ ْف تُ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ت َولَ ْو ُك ْنتُ ْم في بُػ ُر ٍ ُ‬ ‫ال َْم ْو ُ‬
‫اؿ َى ُؤَال ِء الْ َق ْوِـ َال‬ ‫ص ْبػ ُهم َسيٍّئَةٌ يَػ ُقولُوا َى ِذ ِه ِم ْن ِع ْن ِد َؾ قُل ُكلٌّ ِم ْن ِع ْن ِد اللا ِو فَم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تُ ْ‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ادو َف يَػ ْف َق ُهو َف َح ِديثًا﴾‬ ‫يَ َك ُ‬

‫إذا مات العبد‪ ،‬البد أف تبدؿ جسده ألى األرض‪ ،‬ماعدا عجب الذنب‪ ،‬فإنها‬
‫ُخلقت من تراب األرض وإف من األرض خلقنا‪ ،‬كما قاؿ الخالق جل وعال‪ِ ﴿ :‬م ْنػ َها‬
‫َخلَ ْقنَا ُك ْم َوفِ َيها نُِعي ُد ُك ْم َوِم ْنػ َها نُ ْخ ِر ُج ُك ْم تَ َارًة أُ ْخ َرى﴾ (طو)‪ .‬وقاؿ رسوؿ اهلل ‪:‬‬
‫كل ابن آدـ يأكلو التّراب ّإال عجب الذنب منو خلق وفيو يركب»‪.‬‬ ‫« ّ‬
‫ضةٌ‬
‫ىو كل ما يدخل األموات بعد جنازتو وإف لم يكن تحت األرض! وىو َرْو َ‬
‫ْجن ِاة‪ ،‬أ َْو ُح ْف َرةٌ ِم ْن ُح َف ِر الناا ِر كما قَ َ‬
‫اؿ النابِ ُّي ‪ .‬وعن عبداهلل بن عمرو‬ ‫ِم ْن ِريَ ِ‬
‫اض ال َ‬
‫بن العاص قاؿ‪ :‬إذا توفّي العبد المؤمن أرسل اهللُ سبحانو ملكين وأرسل إليو تحفة‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 15‬‬


‫ورب‬
‫من الجنّة فيقاؿ لها‪ :‬اخرجي أيّتها النفس المطمئنة‪ ،‬اخرجي إلى روح وريحاف ّ‬
‫عنك راض‪ ،‬فتخرج كأطيب ريح مسك وجده أحد في نفسو قط‪ ،‬والمالئكة على‬
‫يمر بباب إالّ‬
‫أرجاء السماء فيقولوف‪ :‬قد جاء من األرض روح طيّبة ونسمة طيّبة‪ ،‬فال ّ‬
‫ثم‬
‫ثم تسجد المالئكة ّ‬ ‫فتح لو وال ملك إالّ صلّى عليو‪ ،‬حتّى يؤتي بو الرحمن‪ّ ،‬‬
‫يقولوف‪ :‬ربّنا ىذا عبدؾ فألف توفيتو كاف يعبدؾ ال يشرؾ بك شيئاً فيقوؿ‪ :‬مروه‬
‫ثم يدعى ميكائيل فيقوؿ‪ :‬اذىب بهذه فاجعلها مع‬ ‫فليسجد‪ ،‬وتسجد النسمة‪ّ ،‬‬
‫ثم يؤمر فيوسع عليو قبره سبعوف‬
‫أنفس المؤمنين حتّى أسألك عنها يوـ القيامة‪ّ ،‬‬
‫ذراعاً عرضو وسبعوف ذراعاً طولو وينبت لو فيو الريحاف‪ .‬إف كاف معو شيء من‬
‫القرآف كفاه نوره‪ ،‬وإف لم يكن معو جعل لو مثل الشمس في قبره‪ ،‬ويكوف مثلو‬
‫أحب أىلو إليو‪ ،‬فيقوـ من نومتو كأنّو لم يشبع‬
‫كمثل العروس‪ -‬يناـ فال يوقُو إالّ ّ‬
‫سجاد‬
‫منها‪ .‬وإذا توفّي الكافر أرسل اهلل سبحانو وتعالى ملكين وأرسل قطعة من ّ‬
‫كل خشن‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬أيّها النفس الخبيثة اخرجي إلى حميم وعذاب‬
‫أنتن وأخشن من ّ‬
‫ورب عليك غضباف‪ .5‬قاؿ فتتفرؽ في جسدىا فينتزعونها ومعها العصب‬ ‫أليم ّ‬
‫والعروؽ كما ينتزع السفود من الصوؼ المبلوؿ فيأخذونها فيجعلونها في تلك‬
‫المسوح قاؿ ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على ظهر األرض فال يمروف بها على‬
‫مأل من المالئكة إال قالوا ما ىذه الروح الخبيثة قاؿ فيقولوف فالف بن فالف بأقبح‬
‫أسمائو التي كاف يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بو إلى السماء الدنيا فيستفتح لو‬
‫فال يفتح لو ثم قرأ رسوؿ اهلل ((ال تفتح لهم أبواب السماء)) إلى آخر اآلية قاؿ‬
‫فيقوؿ اهلل تبارؾ وتعالى اكتبوا كتابو في سجين في األرض السابعة السفلي وأعيدوه‬
‫‪ .5‬الكتاب ‪ :‬الكشف والبياف موافق للمطبوع‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 16‬‬


‫إلى األرض فإني منها خلقتهم وفيها نعيدىم ومنها نخرجهم تارة أخرى قاؿ فتطرح‬
‫روحو طرحا ثم قرأ رسوؿ اهلل ﴿ومن يشرؾ باهلل فكأنما خر من السماء فتخطفو‬
‫الطير أو تهوي بو الريح في مكاف سحيق﴾ قاؿ ثم تعاد روحو في جسده قاؿ فيأتيو‬
‫ملكاف فيجلسانو فيقوالف لو من ربك فيقوؿ ىاه ىاه ال أدري قاؿ فيقوالف ما دينك‬
‫فيقوؿ ىاه ىاه ال أدري قاؿ فيقوالف لو ما ىذا الرجل الذي بعث فيكم فيقوؿ ىاه‬
‫ىاه ال أدري قاؿ فينادي مناد من السماء أف كذب عبدي فأفرشوه من النار‬
‫وألبسوه من النار وافتحوا لو بابا من النار ويأتيو من حرىا وسمومها ويضيق عليو‬
‫قبره حتى تختلف أضالعو قاؿ و يأتيو رجل قبيح الوجو منتن الريح فيقوؿ أبشر‬
‫بالذي يسوؤؾ ىذا يومك الذي كنت توعد فيقوؿ ومن أنت فوجهك الذي يجيء‬
‫بالشر قاؿ فيقوؿ أنا عملك الخبيث قاؿ فيقوؿ "رب ال تقم الساعة‪ ،‬رب ال تقم‬
‫‪6‬‬
‫الساعة"‬
‫‪ ،‬ىي دار القبور‪ ،‬برزخ بين الدنيا واآلخرة‪ .‬والبرزخ معناه الفاصل‪ ،‬والحياة‬
‫في القبور‪ ،‬تسمى بالحياة البرزخيّة‪ ،‬وفيها عجائب‪ ،‬فيها نعيم أو عذاب‪ ،‬إما حفرة‬
‫من حفر النار‪ ،‬أو روضة من رياض الجنة‪ ،‬ويبقى األموات في قبورىم إلى أف يشاء‬
‫‪7‬‬
‫وح ْش َرُىم للحساب والجزاء‪ .‬وىذه الدار‪َ ،‬م َحطاة انتُار‪.‬‬ ‫اهلل جل وعال بَػ ْعثَػ ُهم َ‬
‫وتبدء الحياة البرزخيّة بعد سعاؿ المنكر ونكير‪ .‬واهلل أعلم‪ ،‬وىو ﴿اللاوُ َال إِلَوَ إِاال ُى َو‬
‫َص َد ُؽ ِم َن اللا ِو َح ِديثًا﴾ (النساء)‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫لَيجمعنا ُكم إِلَى يػوِـ ال ِْقيام ِة َال ريب فِ ِ‬
‫يو‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َْ َ َ َ ْ ْ‬

‫‪ .6‬من الكتاب‪ :‬إثبات عذاب القبر ‪ -‬البيهقي‬


‫‪.‬‬‫‪ .7‬من الكتاب‪ :‬إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 17‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫س‬ ‫ضب اللاوُ َعلَْي ِهم قَ ْد يئِسوا ِمن ْاآل ِخرِة َكما يئِ‬ ‫﴿ياأَيُّػ َها الا ِذين آمنُوا َال تَػتَػولاوا قَػوما غَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ًْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اهلل َج ِميعاً َوال تَػ َف ارقُوا‪َ ،‬واذْ ُك ُروا‬ ‫صموا بِح ْب ِل ِ‬ ‫اب الْ ُقبوِر﴾ ﴿وا ْعتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫الْ ُك افار ِ‬
‫م‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫َصبَ ْحتُ ْم بِنِ ْع َمتِ ِو إِ ْخ َواناً َوُك ْنتُ ْم‬
‫َلف بَػ ْي َن قُػلُوبِ ُك ْم فَأ ْ‬‫اء فَأ َ‬ ‫ت اهلل َعلَْي ُك ْم إِ ْذ ُك ْنتُ ْم أَ ْع َد ً‬
‫نِ ْعم َ ِ‬
‫َ‬
‫ك يُػبَػيٍّ ُن اهللُ لَ ُك ْم آيَاتِِو لَ َعل ُك ْم تَػ ْهتَ ُدو َف﴾‬ ‫َعلَى َش َفا ُح ْف َرٍة ِم َن الناا ِر فَأَنْػ َق َذ ُك ْم ِم ْنػ َها‪َ ،‬ك َذلِ َ‬
‫ِ‬ ‫اِ‬
‫سوا َوَال‬ ‫سُ‬ ‫ض الُا ٍّن إِثْ ٌم‪َ ،‬وَال تَ َج ا‬ ‫اجتَنِبُوا َكثِ ًيرا م َن الُا ٍّن إِ اف بَػ ْع َ‬ ‫آمنُوا ْ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫َح ُد ُك ْم أَ ْف يَأْ ُك َل لَ ْح َم أَخ ِيو َم ْيتًا فَ َك ِرْىتُ ُموهُ َواتاػ ُقوا اللاوَ‬ ‫ب أَ‬ ‫ضا‪ ،‬أَيُ ِح ُّ‬ ‫ض ُك ْم بَػ ْع ً‬ ‫ب بَػ ْع ُ‬
‫يَػ ْغتَ ْ‬
‫ين فَِإناوُ َكا َف‬ ‫وس ُكم إِ ْف تَ ُكونُوا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إِ اف اللاو تَػ او ِ‬
‫صالح َ‬ ‫َ‬ ‫يم﴾ ﴿ َربُّ ُك ْم أَ ْعلَ ُم ب َما في نُػ ُف ْ‬ ‫اب َرح ٌ‬ ‫َ ٌ‬
‫ت لِغَ ٍد َواتاػ ُقوا‬ ‫س َما قَ اد َم ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬‫و‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫آمنُوا اتاػ ُقوا اللا‬ ‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫لِ ْألَ اوابِين غَ ُفورا﴾ ﴿ياأَيُّػها الا ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ً‬
‫اِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اى ْم أَنْػ ُف َس ُه ْم‪،‬‬‫سوا اللاوَ فَأَنْ َس ُ‬ ‫ين نَ ُ‬‫اللاوَ إِ اف اللاوَ َخب ٌير ب َما تَػ ْع َملُو َف (‪َ )ٔٛ‬وَال تَ ُكونُوا َكالذ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اس ُقو َف﴾‬ ‫ك ىم الْ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫أُولَئ َ ُ ُ‬

‫يث أَنْػتُ ْم ُم ْد ِىنُو َف (ٔ‪َ )ٛ‬وتَ ْج َعلُو َف ِرْزقَ ُك ْم أَنا ُك ْم تُ َك ٍّذبُو َف﴾‬ ‫﴿أَفَبِ َه َذا الْح ِد ِ‬
‫َ‬
‫اؽ (‪َ )ٕٚ‬وظَ ان أَناوُ ال ِْف َرا ُؽ﴾‬ ‫ت التػاراقِي (‪ )ٕٙ‬وقِيل من ر ٍ‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َ َ‬
‫﴿ َك اال إِ َذا بػلَغَ ِ‬
‫َ‬
‫وف (‪ )ٜٜ‬لَعلٍّي أَ ْعمل ِ ِ‬ ‫ب ارِجع ِ‬
‫يما‬‫صال ًحا ف َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫اؿ َر ٍّ ْ ُ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫﴿ َحتاى إِ َذا َج َ‬
‫اء أَ َح َد ُى ُم ال َْم ْو ُ‬
‫خ إِلَى يَػ ْوِـ يُػ ْبػ َعثُو َف﴾‬
‫ت َك اال إِناػ َها َكلِ َمةٌ ُى َو قَائِلُ َها َوِم ْن َوَرائِ ِه ْم بَػ ْرَز ٌ‬
‫تَػ َرْك ُ‬
‫ب إِلَْي ِو ِم ْن ُك ْم‬ ‫ر‬ ‫ػ‬
‫َ ُ َُ‬‫ْ‬‫ق‬‫َ‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫َ‬‫ن‬‫و‬ ‫)‬ ‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫(‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫و‬‫ر‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ت الْح ْل ُقوـ (ٖ‪ )ٛ‬وأَنْػتُم ِحينَئِ ٍ‬
‫ذ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫﴿فَػلَوَال إِ َذا بػلَغَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ين‬ ‫صرو َف (٘‪ )ٛ‬فَػلَوَال إِ ْف ُك ْنتُم غَيػر م ِدينِين (‪ )ٛٙ‬تَػرِجعونَػها إِ ْف ُك ْنتُم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ْ َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َولَك ْن َال تُػ ْب ُ‬
‫يم (‪...)ٜٛ‬‬ ‫ات نَ ِع ٍ‬‫ح َوَريْ َحا ٌف َو َجن ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )ٛٚ‬فَأَ اما إِ ْف َكا َف ِ‬
‫ين (‪ )ٛٛ‬فَػ َرْو ٌ‬ ‫ب‬‫ر‬
‫َ ُ َ‬‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 18‬‬


‫اب الْيَ ِمي ِن (ٔ‪َ )ٜ‬وأَ اما‬ ‫اب الْي ِمي ِن (ٓ‪ )ٜ‬فَس َالـ لَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َح ِ‬ ‫ك م ْن أ ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َص َح ِ َ‬ ‫َوأَ اما إِ ْف َكا َف م ْن أ ْ‬
‫يم (ٗ‪ )ٜ‬إِ اف‬‫صلِيَةُ َج ِح ٍ‬‫يم (ٖ‪َ )ٜ‬وتَ ْ‬ ‫ين (ٕ‪ )ٜ‬فَػنُػ ُز ٌؿ ِم ْن َح ِم ٍ‬ ‫ضالٍّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ ْف َكا َف م َن ال ُْم َك ٍّذب َ‬
‫ين ال ا‬
‫ك ال َْع ُِ ِ‬
‫يم﴾‬ ‫اس ِم َربٍّ َ‬ ‫ِ‬
‫َى َذا لَ ُه َو َح ُّق الْيَقي ِن (٘‪ )ٜ‬فَ َسبٍّ ْح بِ ْ‬

‫آمناا‪َ ،‬رباػنَا فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَػنَا‬ ‫ِ‬ ‫ادي لِ ِْْل ِ‬ ‫اديا يػنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يماف أَ ْف آمنُوا بَِربٍّ ُك ْم فَ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َرباػنَا إِناػنَا َسم ْعنَا ُمنَ ً ُ‬
‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ اِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫ين َسبَػ ُقونَا ب ِْ َ‬ ‫َوَك ٍّف ْر َعناا َسيٍّئَاتنَا َوتَػ َوفاػنَا َم َع ْاألَبْػ َرا ِر﴾ ﴿ َرباػنَا ا ْغف ْر لَنَا َوِِإل ْخ َواننَا الذ َ‬
‫يم﴾‬ ‫ح‬‫وؼ رِ‬ ‫ٌ‬ ‫ء‬‫ر‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ػ‬
‫ا‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫آم‬ ‫ين‬ ‫وَال تَجعل فِي قُػلُوبِنَا ِغ ًّال لِلا ِ‬
‫ذ‬
‫َُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َْ ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 19‬‬


‫الساعة ىي نهاية العالم والبعث‪ ،‬وتبدأ من يوـ ينفخ في صور (أو من يوـ ال ينفع‬
‫نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) إلي يوـ الحساب‪.‬‬
‫لكن اهلل وحده يعلم ويفصل أياـ يومئذ‪ ،‬ألف الشمس ال تغيب‪ ،‬وأف اليوـ حينئذ‬
‫كرت بو‪،‬‬
‫كألف سنة مما تع ّدوف‪ .‬واإلسم‪" :‬اليوـ القيامة"‪ ،‬يشتمل على كل إسم ذُ ْ‬
‫اليوـ القيامة تشتمل على الساعة‪ ،‬ويوـ يقوـ الحساب‪ ،‬ويوـ الفصل‪ ،‬ويوـ الجمع‪،‬‬
‫ويوـ التناد‪.‬‬
‫والصحيح‪ ،‬الساعة تبدع من يوـ النفخ األولى لقولو تعلى‪َ ...﴿ :‬ال يُ َجلٍّ َيها لَِوقْتِ َها إِاال‬
‫ض َال تَأْتِي ُك ْم إِاال بَػ ْغتَةً‪( ﴾...‬األعراؼ)‪ .‬وقولو‪:‬‬ ‫سماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫ىو‪ ،‬ثَػ ُقلَ ْ ِ‬
‫ت في ال ا َ َ‬ ‫َُ‬
‫اعةُ َوانْ َش اق الْ َق َم ُر﴾‪ .‬وقاؿ «تقوـ الساعة والرجالف قد نشرا ثوبهما‬ ‫سَ‬ ‫﴿اقْػتَػرب ِ‬
‫ت ال ا‬ ‫ََ‬
‫يتبايعانو فما يطويانو حتى تقوـ الساعة‪ ،‬وتقوـ الساعة والرجل قد رفع أكلتو إلى فيو‬
‫فما تصل إلي فيو حتى تقوـ الساعة»‪.‬‬
‫عن أمارت الساعة‪ -‬وىو ما يحدث‬ ‫وفي الحديث أبا حفصة ‪ ،‬سئل النبي‬
‫قبل نفخة األولى‪ .‬اىػ‪ .‬لذلك نعلم أف الساعة ستبدأ من يوـ الذي يفزع َم ْن فِي‬
‫اء اللاوُ‪ .‬وسنري يوـ الذي نُػبَ ّدؿ من الذكر‬‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫َر‬‫األ‬ ‫ي‬ ‫ات ومن فِ‬
‫ال ا ِ‬
‫َ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫س َم َاو َ َ ْ‬
‫الساعة إلى الذكر اليوـ الحساب إف شاء اهلل تعالى‪ .‬وال ننكر على ٍ‬
‫كل يوـ القيامة!‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 20‬‬


‫إشارة‪ :‬إبحث عن الساعة‪ ،‬كل ما ذكرت ستجد َزرفُها الزماف (والحادثة) يشير بين‬
‫النفخة األولى ويوـ الحساب‪ -‬اليوـ تُوزف األعماؿ بعد اإلنتشار الكتاب‪ .‬قاؿ اهلل‬
‫ب ِح َسابًا يَ ِس ًيرا﴾ وىي ﴿يَػ ْوَـ‬ ‫اس ُ‬
‫ؼ يُ َح َ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬فَأَ اما َم ْن أُوتِ َي كِتَابَوُ بِيَ ِمينِ ِو (‪ )7‬فَ َس ْو َ‬
‫اد ُؿ َع ْن نَػ ْف ِس َها َوتُػ َوفاى ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬
‫س َما َع ِملَ ْ‬
‫ت َو ُى ْم َال يُُْلَ ُمو َف﴾‪.‬‬ ‫س تُج ِ‬ ‫ِ‬
‫تَأْتي ُك ُّل نَػ ْف ٍ َ‬
‫ولك التفصيل إف شاء اهلل تعالى‪:‬‬
‫يب﴾ ﴿يَ ْستَػ ْع ِج ُل‬‫اعةَ قَ ِر ٌ‬ ‫سَ‬ ‫يك لَ َع ال ال ا‬ ‫وقبل أف نتكلم عن أشراط الساعة‪َ ﴿ ،‬وَما يُ ْد ِر َ‬
‫ْح ُّق أ ََال إِ اف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ اِ‬ ‫ِ اِ‬
‫آمنُوا ُم ْشف ُقو َف م ْنػ َها َويَػ ْعلَ ُمو َف أَناػ َها ال َ‬‫ين َ‬ ‫ين َال يُػ ْؤمنُو َف ب َها َوالذ َ‬
‫ب َها الذ َ‬
‫يد﴾‬ ‫ض َال ٍؿ ب ِع ٍ‬ ‫س َِ ِ‬ ‫ارو َف فِي ال ا‬ ‫اِ‬
‫اعة لَفي َ َ‬ ‫ين يُ َم ُ‬
‫ال ذ َ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫ين يَ ْدعُو َف َرباػ ُه ْم بِالْغَ َد ِاة َوال َْع ِش ٍّي يُ ِري ُدو َف َو ْج َهوُ َوَال تَػ ْع ُد‬ ‫اِ‬
‫ك َم َع الذ َ‬ ‫اصبِ ْر نَػ ْف َس َ‬
‫﴿ َو ْ‬
‫ِ‬ ‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الدنْػيَا َوَال تُط ْع َم ْن أَ ْغ َفلْنَا قَػلْبَوُ َع ْن ِذ ْك ِرنَا َواتاػبَ َع َى َواهُ‬ ‫اؾ َع ْنػ ُه ْم تُ ِري ُد ِزينَةَ ال َ‬
‫َع ْيػنَ َ‬
‫ي لَوُ َويَ َذ ُرُى ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم يَػ ْع َم ُهو َف﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وَكا َف أ َْمرهُ فُػرطًا﴾ ﴿ َم ْن يُ ْ ِ ا‬
‫ضل ِل اللوُ فَ َال َىاد َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫اإلنْ َسا ُف لِيَػ ْف ُج َر أ ََم َاموُ‪ .‬يَ ْسأ ُ‬
‫َؿ أَياا َف يَػ ْو ُـ ال ِْقيَ َام ِة﴾‬ ‫﴿بَ ْل يُ ِري ُد ِْ‬

‫فذرىم يا أخي‪ ،‬وال تجادلهم‪ ،‬إال بالّتي ىي أحسن!‬


‫اىا﴾‬ ‫اىا‪َ ،‬كأَناػ ُه ْم يَػ ْوَـ يَػ َرْونَػ َها لَ ْم يَػلْبَثُوا إِاال َع ِشياةً أ َْو ُ‬
‫ض َح َ‬
‫﴿إِناما أَنْ َ ِ‬
‫ت ُم ْنذ ُر َم ْن يَ ْخ َش َ‬ ‫َ‬
‫ين َال‬ ‫ضي إِلَي ِهم أَجلُهم فَػنَ َذر الا ِ‬
‫ذ‬ ‫استِ ْعجالَ ُهم بِالْ َخ ْي ِر لَ ُق ِ‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ااس‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫﴿ولَو يػع ٍّجل اللاو لِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُ ُ ُ‬
‫اءنَا فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم يَػ ْع َم ُهو َف﴾ (يونس)‬ ‫ِ‬
‫يَػ ْر ُجو َف ل َق َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 21‬‬


‫ين لَ ُه ْم‬ ‫﴿إِ اف الا ِذين َال يػ ْؤِمنُو َف بِ ْاآل ِخرِة َزياػناا لَهم أَ ْعمالَهم فَػهم يػعمهو َف (ٗ) أُولَئِ َ ا ِ‬
‫ك ال ذ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ ُ ْ ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫اب َو ُى ْم فِي ْاآل ِخ َرِة ُى ُم ْاألَ ْخ َس ُرو َف﴾ (النمل)‬ ‫ُسوءُ ال َْع َذ ِ‬

‫ااب (‪)ٛ‬‬ ‫ك َر ْح َمةً إِنا َ‬


‫ك أَنْ َ‬
‫ت ال َْوى ُ‬ ‫ب لَنَا ِم ْن لَ ُدنْ َ‬
‫غ قُػلُوبَػنَا بَػ ْع َد إِ ْذ َى َديْػتَػنَا َو َى ْ‬
‫﴿ َرباػنَا َال تُ ِز ْ‬
‫ااس لِيػوٍ‬ ‫كجِ‬
‫ف ال ِْم َيع َ‬
‫اد﴾‬ ‫ب فِ ِيو‪ ،‬إِ اف اللاوَ َال يُ ْخلِ ُ‬
‫َْ َ َ‬‫ي‬
‫ْ‬‫ر‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫َرباػنَا إِنا َ َ ُ‬
‫ع‬ ‫ام‬

‫ٍّين لََواقِ ٌع﴾‬


‫صاد ٌؽ (٘) َوإِ اف الد َ‬
‫وع ُدو َف لَ ِ‬
‫َ‬ ‫واهلل ﴿إِنا َما تُ َ‬
‫اش َفةٌ﴾‬ ‫وف اللا ِو َك ِ‬‫ت ْاآل ِزفَةُ (‪ )٘ٚ‬لَْيس لَ َها ِمن ُد ِ‬ ‫﴿أَ ِزفَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اءتْػ ُه ْم‬‫اء أَ ْش َراطُ َها‪ ،‬فَأَناى لَ ُه ْم إِ َذا َج َ‬
‫اعةَ أَ ْف تَأْتيَػ ُه ْم بَػ ْغتَةً‪ ،‬فَػ َق ْد َج َ‬‫سَ‬ ‫﴿فَػ َه ْل يَػ ْنُُُرو َف إِاال ال ا‬
‫اى ْم﴾‬ ‫ِذ ْك َر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫﴿أَلَم يأ ِْف لِلا ِ‬
‫ْح ٍّق َوَال يَ ُكونُوا‬ ‫آمنُوا أَ ْف تَ ْخ َش َع قُػلُوبُػ ُه ْم لذ ْك ِر اللاو َوَما نَػ َز َؿ م َن ال َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ْ َ‬
‫ت قُػلُوبُػ ُه ْم َوَكثِ ٌير ِم ْنػ ُه ْم‬ ‫س ْ‬‫اؿ َعلَْي ِه ُم ْاأل ََم ُد فَػ َق َ‬ ‫اب ِم ْن قَػ ْب ُل فَطَ َ‬ ‫ِ‬
‫ين أُوتُوا الْكتَ َ‬
‫اِ‬
‫َكالذ َ‬
‫ات لَ َعلا ُك ْم‬‫ض بػ ْع َد موتِ َها قَ ْد بػياػناا لَ ُكم ْاآلي ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫فَاس ُقو َف (‪ )ٔٙ‬ا ْعلَ ُموا أَ اف اللاوَ يُ ْح ِي ْاأل َْر َ َ َ ْ‬
‫تَػ ْع ِقلُو َف﴾‬
‫ضو َف (ٔ) َما يَأْتِي ِه ْم ِم ْن ِذ ْك ٍر ِم ْن َربٍّ ِه ْم‬ ‫ااس ِح َسابُػ ُه ْم َو ُى ْم فِي غَ ْفلَ ٍة ُم ْع ِر ُ‬ ‫ب لِلن ِ‬ ‫﴿اقْػتَػ َر َ‬
‫اجلَةَ (ٕٓ) َويَ َذ ُرو َف ْاآل ِخ َرَة﴾‬ ‫استَمعوهُ و ُىم يػلْعبو َف﴾﴿ َك اال بل ي ِحبُّو َف الْع ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُم ْح َدث إِاال ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور﴾‬ ‫الدنْػيَا َوَال يَػغُارنا ُك ْم باللاو الْغَ ُر ُ‬
‫ْحيَاةُ ُّ‬ ‫ااس إِ اف َو ْع َد اللاو َح ٌّق فَ َال تَػغُارنا ُك ُم ال َ‬
‫﴿يَاأَيُّػ َها الن ُ‬
‫اح ْس َرتَػنَا‬ ‫ِ‬ ‫﴿قَ ْد َخ ِسر الا ِذين َك اذبوا بِلِ َق ِاء اللا ِ‬
‫اعةُ بَػ ْغتَةً قَالُوا يَ َ‬ ‫سَ‬ ‫اءتْػ ُه ُم ال ا‬‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫اى‬ ‫ت‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫اء َما يَ ِزُرو َف﴾‬ ‫َعلَى َما فَػ ارطْنَا ف َيها َو ُى ْم يَ ْحملُو َف أ َْوَز َارُى ْم َعلَى ظُ ُهوِرى ْم أ ََال َس َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 22‬‬


‫أشراط الساعة ىي عالماتها‪ .‬عالماتها الذي ستترى واحد بعد واحد‪ ،‬وتدؿ على‬
‫قدومها ثم تأتي بغتة‪ .‬وقد ميز العلماء أشراط الساعة إلى الصغرى والكبرى‪ .‬وفي‬
‫ىذا كتاب‪ ،‬نعيد بعض بيانهم عن أشراط الساعة الكبرى ثم في آخره سنكتب‬
‫أشراط الساعة الصغرى معدد‪ ،‬إف شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫وج قبيلتاف عُيمتاف من بني آدـ من ولد يافث بن نوح ُم ْف ِس ُدو َف فِي‬
‫ْج َ‬
‫وج َوَمأ ُ‬ ‫إِ اف يَأ ُ‬
‫ْج َ‬
‫ض بالقتل وأخذ األمواؿ وغير ذلك‪ ،‬فطلب جيرانهم من ذي القرنين أَ ْف ي ْج َع َل‬ ‫األر ِ‬
‫ْ‬
‫بَػ ْيػنَهم َوبَػ ْيػنَػ ُه ْم َس ًّدا حتى يمنعهم من وصوؿ إليهم وإفسادىم في أرضهم‪ .‬فلما‬
‫اؿ َى َذا َر ْح َمةٌ ِم ْن َربٍّي‪ ،‬فَِإ َذا َجاءَ َو ْع ُد َربٍّي َج َعلَوُ َد اكا َء َوَكا َف‬ ‫سدىم ذي القرنين ﴿قَ َ‬
‫َو ْع ُد َربٍّي َح ًّقا﴾‬
‫س ٍّد الا ِذي ُى َو َحائِ ٌل بَػ ْيػنَػ ُه ْم َوبَػ ْي َن ِاالنْتِ َشا ِر فِي أَنْ َح ِاء‬
‫وج ُى َو فَػ ْت ُح ال ا‬ ‫وج َوَمأ ُج َ‬ ‫فَػ َف ْت ُح يَأ ُج َ‬
‫وؿ‪:‬‬ ‫َد َخ َل َعلَْيػ َها فَ ِز ًعا يَػ ُق ُ‬ ‫ش أَ اف النابِي‬ ‫ت َج ْح ٍ‬ ‫ب بِْن ُ‬ ‫ض بِالْ َفس ِ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫ت َزيْػنَ ُ‬ ‫اد‪َ .‬رَو ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ب ِمن َش ٍّر قَ ِد اقْػتَػر ِ‬ ‫ِ‬
‫وج‬
‫اج َ‬ ‫وج َوَم ُ‬ ‫اج َ‬ ‫ب‪ ،‬فُت َح الْيَػ ْوَـ م ْن َر ْدِـ يَ ُ‬ ‫ََ‬ ‫« َال إِلَوَ إِاال اللاوُ‪َ ،‬ويْ ٌل لل َْع َر ِ ْ‬
‫اإلبْػ َه ِاـ َوالاتِي تَلِ َيها‪.‬‬
‫صبَ ِع ِو ِْ‬
‫َى َك َذا» َو َحلا َق بِِإ ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 23‬‬


‫ت يأْجوج ومأْجوج وىم ِمن ُك ٍّل ح َد ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْو ْع ُد‬
‫ب يَػ ْنسلُو َف (‪َ )ٜٙ‬واقْػتَػ َر َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َحتاى إِ َذا فُت َح ْ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ ُ ْ ْ‬
‫ين َك َف ُروا يَ َاويْػلَنَا قَ ْد ُكناا فِي غَ ْفلَ ٍة ِم ْن َى َذا بَ ْل ُكناا‬ ‫اخصةٌ أَبص ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ُّق فَِإ َذا ى َي َش َ ْ َ ُ‬
‫ار الذ َ‬ ‫ال َ‬
‫ين﴾ (سورة األنبياء)‬ ‫م‬‫ظَالِ ِ‬
‫َ‬
‫وقد أخبر النبي ‪ :‬في آخر الزماف (بعد نزوؿ عيسى)‪ ...‬يخرجوف على الناس‬
‫وينتشروف في األرض ويحصروف عيسى بن مريم والمؤمنين معو في جبل بيت‬
‫المقدس‪ ،‬ويشتد األمر على المؤمنين‪ .‬فيلقى اهلل تعالى على يأجوج ومأجوج دودة‬
‫تأكل رقابهم‪ ،‬فيصبحوف فرسى‪ -‬يعني موتى‪ -‬كلهم ميتت رجل واحد‪ ،‬ويقي اهلل‬
‫تعالى عيسى وأصحابو شرىم‪.8‬‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ين َك اذبُوا‬ ‫اس ِرين﴾ ﴿والا ِ‬
‫ذ‬ ‫ات اللا ِو فَػتَ ُكو َف ِمن الْ َخ ِ‬
‫﴿وَال تَ ُكونَ ان ِمن الا ِذين َك اذبوا بِآي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اء اتا َخ َذ إِلَى َربٍِّو‬ ‫ِِ ِ‬ ‫بِآيَاتِنَا َسنَ ْستَ ْد ِر ُج ُه ْم ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث َال يَػ ْعلَ ُمو َف﴾ ﴿إِ اف َىذه تَذْك َرةٌ فَ َم ْن َش َ‬
‫‪.‬‬ ‫َسبِ ًيال﴾‬

‫والدبة‪ ،‬قيل‪ ،‬ىي ناقة صالح عليو السالـ أو فصيلها (ولدىا)‪ .‬تخرج من جبل‬
‫الصفا بمكة أو من أسفل الكعبة و قيل من البادية (الصحراء)‪ .‬وهلل أعلم‪.‬‬
‫ات اهلل َال يُوقِنُو َف‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪:‬‬
‫تقوؿ الدبت‪ ،‬إذا ظهرت‪ ،‬أَ اف النااس َكانُوا بِآي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ .8‬من الكتاب‪ :‬النهاية العالم‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 24‬‬


‫ااس َكانُوا بِآيَاتِنَا‬ ‫﴿ َوإِ َذا َوقَ َع الْ َق ْو ُؿ َعلَْي ِه ْم أَ ْخ َر ْجنَا لَ ُه ْم َداباةً ِم َن ْاأل َْر ِ‬
‫ض تُ َكلٍّ ُم ُه ْم أَ اف الن َ‬
‫َال يُوقِنُو َف﴾ (النمل)‬
‫وخروجها في آخر الزماف مع انتشار الفساد وظهور المنكرات‪ ،‬واعتياد الناس‬
‫عليها‪ ،‬يختلط الحابل بالنابل‪ ،‬والمؤمن باامنافق‪ ،‬بل المسلم باالكافر‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫اف إِناوُ لَ ُك ْم‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫ات ال ا‬‫السل ِْم َكافاةً وَال تَػتابِعوا ُخطُو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫آمنُوا ا ْد ُخلُوا فِي ٍّ‬ ‫ين َ‬
‫اِ‬
‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات فَا ْعلَ ُموا أَ اف اللاوَ َع ِز ٌيز‬ ‫ين (‪ )ٕٓٛ‬فَِإ ْف َزلَلْتُ ْم م ْن بَػ ْعد َما َج َ‬
‫اءتْ ُك ُم الْبَػيٍّػنَ ُ‬ ‫َع ُد ٌّو ُمبِ ٌ‬
‫ؼ يَأْتِي اللاوُ بَِق ْوٍـ يُ ِحبُّػ ُه ْم‬‫آمنُوا َم ْن يَػ ْرتَ اد ِم ْن ُك ْم َع ْن ِدينِ ِو فَ َس ْو َ‬
‫ين َ‬
‫اِ‬
‫يم﴾ ﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫َحك ٌ‬
‫يل اللا ِو َوَال يَ َخافُو َف‬ ‫اى ُدو َف فِي َسبِ ِ‬ ‫َع ازٍة َعلَى الْ َكافِ ِرين يج ِ‬ ‫وي ِحبُّونَو أ َِذلا ٍة علَى الْم ْؤِمنِين أ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫يم﴾‬ ‫اسع َعلِ‬ ‫ضل اللا ِو يػ ْؤتِ ِيو من ي َشاء واللاوُ و ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫لَومةَ َالئِ ٍم َذلِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬

‫حكاه الثعلبي قاؿ الماوردي‪ :‬زعم المتقدموف أف أصل لوف السماء الحمرة‪ ،‬وأنها‬
‫لكثرة الحوائل والحواجز وبعد المسافة واعتراض الهواء بيننا وبينها ترى بهذا اللوف‬
‫األزرؽ‪ ،‬كما يرى الدـ في العروؽ أزرؽ‪ ،‬وال ىواء ىناؾ يمنع من اللوف األصلي‪.9‬‬
‫فإذا زالت الحواجز‪ ،‬وقربت يوـ القيامة من األبصار يرى لونها األصلي األحمر‪.10‬‬

‫فتح البياف في مقاصد القرآف‬


‫‪ .9‬من الكتاب‪ُ :‬‬
‫تفسير ابن عبد السالـ‬ ‫‪.10‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 25‬‬


‫اف (‪)ٖٛ‬‬‫آال ِء ربٍّ ُكما تُ َك ٍّذب ِ‬ ‫اف (‪ )ٖٚ‬فَبِأ ٍّ‬ ‫ٍّى ِ‬ ‫﴿فَِإ َذا انْ َش اق ِ‬
‫َ‬ ‫َي َ َ َ‬ ‫ت َوْر َد ًة َكالد َ‬‫س َماءُ فَ َكانَ ْ‬ ‫ت ال ا‬
‫اف (ٓٗ)‬ ‫آال ِء ربٍّ ُكما تُ َك ٍّذب ِ‬ ‫اف (‪ )ٖٜ‬فَبِأ ٍّ‬ ‫س َوَال َج ٌّ‬ ‫َؿ َع ْن َذنْبِ ِو إِ‬ ‫فَػيػومئِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َي َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬‫س‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ََْ‬
‫اصي َو ْاألَقْ َد ِاـ﴾‬ ‫اىم فَػيػ ْؤ َخ ُذ بِالنػاو ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫يم ُ ْ ُ‬ ‫ؼ ال ُْم ْج ِرُمو َف بس َ‬ ‫يُػ ْع َر ُ‬
‫ذىب كثيرا من السلف الصالح على أف ىذا الحاؿ السماء في يوـ القيامة‪ .‬واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫لذلك‪:‬‬
‫ؼ َم ِهي ٍن‬‫﴿فَ َال تُ ِط ِع الْم َك ٍّذبِين (‪ )ٚ‬ودُّوا لَو تُ ْد ِىن فَػي ْد ِىنو َف (‪ )ٜ‬وَال تُ ِطع ُك ال ح اال ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك َزنِ ٍ‬
‫يم‬ ‫يم (ٕٔ) عُتُ ٍّل بَػ ْع َد َذلِ َ‬ ‫ااع لِ ْل َخ ْي ِر ُم ْعتَ ٍد أَثِ ٍ‬
‫يم (ٔٔ) َمن ٍ‬ ‫ش ٍاء بِنَ ِم ٍ‬
‫(ٓٔ) َى اما ٍز َم ا‬
‫ِ‬ ‫اؿ أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ين (٘ٔ)‬ ‫َساط ُير ْاألَ اول َ‬ ‫ين (ٗٔ) إِ َذا تُػ ْتػلَى َعلَْيو آيَاتُػنَا قَ َ َ‬ ‫(ٖٔ) أَ ْف َكا َف َذا َماؿ َوبَن َ‬
‫‪.‬‬ ‫وـ﴾‬ ‫سن ِسمو علَى الْخرطُ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ََ ُ ُ َ‬

‫الدجل رجل من بني آدـ‪ ،‬ممسوح العين اليسرى‪ ،‬فهو أعور اليرى إال بعين‬
‫واحده‪ .‬وُكتِب (ؾ ؼ ر) بين عين الذي يري بو والممسوح‪ ،‬يقرؤىا كل مؤمن كاتب‬
‫أو غير كاتب‪ .‬يُهر الدجل في آخر زماف‪ ،‬بعد أف يذىل الناس ذكره‪ ،‬ويدعي أنو‬
‫«إف الدجل أعور‪ ،‬وإف‬ ‫رب العالمين‪ .‬ويدعو الناس إلى اإليماف بذلك؛ لذا قاؿ‬
‫قاؿ «ليس من بلد أال سيطؤه‬ ‫أف النبي‬ ‫ربكم ليس بأعور»‪ 11.‬وعن أنس‬
‫الدجل إال مكة والمدينة»‪( .‬متفق عليو)‪.‬‬

‫‪ .11‬رواه البخاري‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 26‬‬


‫قاؿ‬ ‫أيضا‪ ،‬أف النبي‬ ‫والدجل لن يسمح لو بدخوؿ مكة والمدينة‪ .‬وعن أنس‬
‫«يتبع الدجاؿ من يهود أصفهاف سبعوف ألف‪ ،‬عليهم الطيالسة» رواه مسلم‪.‬‬
‫وىالؾ الدجل في بالد الشاـ‪ ،‬يقتلو عيسى بن مريم عليو السالـ‪(.‬رواه الترمذي)‬
‫قاؿ «يأتي المسيح من قبل المشرؽ وىمتو المدينة‬ ‫أف النبي‬ ‫وعن أبي ىريرة‬
‫‪12‬‬
‫حتي ينزؿ دبر أُ ُحد‪ ،‬ثم تصرؼ المالئكة وجهو قبل الشاـ‪ ،‬وىناؾ يهلك»‪.‬‬

‫ب‬ ‫ات ولِتستبِين سبِيل الْمج ِرِمين﴾ ﴿إِ ْف يػ ْنصرُكم اللاو فَ َال غَالِ‬ ‫صل ْاآلي ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫﴿وَك َذلِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص ُرُك ْم ِم ْن بَػ ْع ِد ِه َو َعلَى اللا ِو فَػلْيَتَػ َواك ِل ال ُْم ْؤِمنُو َف﴾‬ ‫ِ‬
‫لَ ُك ْم َوإِ ْف يَ ْخ ُذلْ ُك ْم فَ َم ْن َذا الاذي يَػ ْن ُ‬
‫يل اللا ِو فَػتَبَػياػنُوا َوَال تَػ ُقولُوا لِ َم ْن أَلْ َقى إِلَْي ُك ُم‬‫ض َربْػتُ ْم فِي َسبِ ِ‬ ‫آمنُوا إِ َذا َ‬ ‫ين َ‬
‫اِ‬
‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ك ُك ْنتُ ْم‬‫الدنْػيَا فَ ِع ْن َد اللا ِو َمغَانِ ُم َكثِ َيرةٌ َك َذلِ َ‬
‫ْحيَ ِاة ُّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫غ‬‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ت م ْؤِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫س َال َـ لَ ْس َ ُ‬ ‫ال ا‬
‫‪.‬‬ ‫ِم ْن قَػ ْب ُل فَ َم ان اللاوُ َعلَْي ُك ْم فَػتَبَػياػنُوا إِ اف اللاوَ َكا َف بِ َما تَػ ْع َملُو َف َخبِ ًيرا﴾‬

‫وح ِم ْنوُ‪َ ...﴿ ،‬وَما قَػتَػلُوهُ َوَما‬ ‫اىا إِلَى َم ْريَ َم َوُر ٌ‬
‫ِ‬
‫عيسى بن مريم رسوؿ اهلل َوَكل َمتُوُ أَلْ َق َ‬
‫ك ِم ْنوُ َما لَ ُه ْم بِ ِو ِم ْن ِعل ٍْم إِاال‬‫ين ا ْختَػلَ ُفوا فِ ِيو لَِفي َش ٍّ‬ ‫اِ‬ ‫ِ‬
‫صلَبُوهُ َولَك ْن ُشبٍّوَ لَ ُه ْم‪َ ،‬وإِ اف الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما (‪)ٔ٘ٛ‬‬ ‫اع الُا ٍّن َوَما قَػتَػلُوهُ يَقينًا (‪ )ٔ٘ٚ‬بَ ْل َرفَػ َعوُ اللاوُ إِلَْيو‪َ ،‬وَكا َف اللاوُ َع ِز ًيزا َحك ً‬ ‫اتٍّػبَ َ‬
‫اب إِاال لَيُػ ْؤِمنَ ان بِ ِو قَػ ْب َل َم ْوتِِو َويَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة يَ ُكو ُف َعلَْي ِه ْم َش ِهي ًدا﴾‬ ‫وإِ ْف ِمن أ َْى ِل ال ِ‬
‫ْكتَ ِ‬ ‫َ ْ‬

‫‪ .12‬رواه مسلم‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 27‬‬


‫«والذي نفسي بيده ليوشكن‬ ‫عن أبي ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‪:‬‬
‫أف ينزؿ فيكم ابن مريم حكما عدال‪ ،‬فيكسر الصليب)‪ ،(Cross‬ويقتل‬
‫الخنزير)‪ ،(Pig‬ويضع الجزية‪ ،‬ال يقبلها من كافر‪ ،‬ويفيض الماؿ حتى ال يقبلو أحد‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫حتى تكوف السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها»‬
‫ونزوؿ عيسى عليو السالـ من السماء لِدنو أجلو ليدفن في األرض؛ إذ ليس‬
‫لمخلوؽ من التراب أف يموت إال في األرض‪ ،‬ويدفن فيها‪ ،‬فيوافق نزولو خروج‬
‫الدجل فيقتلو عيسى عليو السالـ‪ .‬يمكث عيسى عليو السالـ ٓٗ سنة‪ ،‬ثم يتوفى‬
‫ويصلي عليو المسلموف‪ .‬ومنها حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو أف النبي صلى اهلل‬
‫عليو وسلم قاؿ‪« :‬األنبياء إخوة لعالت‪14‬أمهاتهم شتى ودينهم واحد‪ ،‬وإني أولى‬
‫الناس بعيسى ابن مريم؛ ألنو لم يكن بيني وبينو نبي‪ ،‬وإنو نازؿ‪ ،‬فإذا رأيتموه‬
‫فاعرفوه‪ :‬رجل مربوع إلى الحمرة والبياض‪ ،‬عليو ثوباف ممصراف‪ ،15‬كأف رأسو يقطر‪،‬‬
‫وإف لم يصبو بلل‪ ،‬فيدؽ الصليب‪ ،‬ويقتل الخنزير‪ ،‬ويضع الجزية‪ ،‬ويدعو الناس إلى‬
‫اإلسالـ‪ ،‬ويهلك اهلل في زمانو الملل كلها إال اإلسالـ‪ ،‬ويهلك اهلل في زمانو‬
‫المسيح الدجاؿ‪ ،‬ثم تقع األمنة على األرض‪ ،‬حتى ترتع األسود مع اإلبل‪ ،‬والنمار‬
‫َ‬
‫مع البقر‪ ،‬والذئاب مع الغنم‪ ،‬ويلعب الصبياف بالحيات ال تضرىم‪ ،‬فيمكث أربعين‬
‫سنة‪ ،‬ثم يتوفى‪ ،‬ويصلي عليو المسلموف» (أخرجو أحمد (‪))404 / 2‬‬

‫‪ .13‬أخرجو البخاري في صحيحو ‪ :‬كتاب األنبياء (‪ ،)143/4‬ومسلم في صحيحو‪ :‬كتاب اإليماف‪.‬‬


‫‪ .14‬العالت ‪ :‬جمع علة ‪ ،‬والعلة ىي الضرة ‪ ،‬والمراد ‪ :‬اإلخوة من أمهات مختلفة وأبوىم واحد‪.‬‬
‫(‪/4‬‬ ‫‪ .15‬الممصراف ‪ :‬تثنية ممصر ‪ ،‬والممصر من الثياب الذي فجو صفرة خفيفة ‪ .‬النهاية البن األثير‬
‫‪.)334‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 28‬‬


‫وقاؿ أحمد شاكر‪ :‬حديث صحيح‪ .‬عمدة التفسير (‪ ،)34/4‬وأبو داود‪ :‬كتاب‬
‫المالحم‪ ،‬إلى غير ذلك من األحاديث الكثيرة‪.‬‬
‫يم﴾‬‫ق‬‫ط مستَ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ا‬‫ر‬‫ص‬ ‫اع ِة فَ َال تَمتَػر اف بِ َها واتابِع ِ‬
‫وف َى َذا ِ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫ا‬ ‫ل‬‫﴿وإِناو لَ ِعلْم لِ‬
‫َ ُْ ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ ٌ‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫آم َن بِاللا ِو َوالْيَػ ْوِـ ْاآل ِخ ِر‬ ‫﴿لَيس الْبِ ار أَ ْف تُػولُّوا وجوى ُكم قِبل الْم ْش ِر ِؽ والْمغْ ِر ِ ِ‬
‫ب َولَك ان الْبِ ار َم ْن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُُ َ ْ ََ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ين َوابْ َن‬ ‫اؿ َعلَى حبٍّ ِو َذ ِوي الْ ُقربى والْيتَامى والْم ِ‬ ‫ْكتَ ِ ِ‬ ‫والْم َالئِ َك ِة وال ِ‬
‫ساك َ‬ ‫َْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ين َوآتَى ال َْم َ‬
‫اب َوالنابيٍّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ين َوفِي ٍّ‬ ‫يل وال ا ِِ‬
‫اى ُدوا‬‫ص َالةَ َوآتَى ال ازَكاةَ َوال ُْموفُو َف بِ َع ْهدى ْم إِذَا َع َ‬‫اـ ال ا‬ ‫الرقَ ِ‬
‫اب َوأَقَ َ‬ ‫سائل َ‬ ‫سب ِ َ‬
‫ال ا ِ‬
‫ْس أُولَئِ َك الا ِذ َين َص َدقُوا َوأُولَئِ َك ُى ُم ال ُْمتاػ ُقو َف﴾ ‪.‬‬ ‫ين الْبَأ ِ‬ ‫صابِ ِرين فِي الْبأْس ِاء وال ا ِ ِ‬
‫ض اراء َوح َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َوال ا َ‬

‫قاؿ اهلل سبحانو وتعالى‪:‬‬


‫سماء بِ ُد َخ ٍ‬
‫اف ُمبِي ٍن (ٓٔ) يَػغْ َشى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿بَ ْل ُى ْم فِي َش ٍّ‬
‫ب يَػ ْوَـ تَأْتي ال ا َ ُ‬‫ك يَػل َْعبُو َف (‪ )ٜ‬فَ ْارتَق ْ‬
‫اب إِناا ُم ْؤِمنُو َف﴾ (الدخاف)‬
‫ف َعناا ال َْع َذ َ‬ ‫يم (ٔٔ) َرباػنَا ا ْك ِش ْ‬ ‫النااس ى َذا َع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫الدخاف من أمارات الساعة الكبرى المنتُرة التي لم تقع بعد‪ .‬يُهر‪ ،‬في آخر‬
‫زماف‪ ،‬الدخاف في السماء بيّن واضح‪ ،‬يراه كل أحد‪.‬‬
‫‪« :‬بادروا باألعماؿ ستا‪ :‬الدجاؿ‪،‬‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل‬ ‫وعن أبي ىريرة‬
‫والدخاف‪ ،‬ودابة األرض‪ ،‬وطلوع الشمس من مغربها‪ ،‬وأمر العامة‪ ،‬وخويصة‬
‫أحدكم‪( »16‬رواه مسلم)‪.‬‬

‫‪« 16‬خويصة أحدكم» أي‪ :‬الواقعة التي تخص أحدكم ‪ ،‬يريد حادثة الموت التي تخص كل إنساف‪ ،‬وىي تصغير خاصة‪ ،‬وصغرت‬
‫الحتقارىا في جنب ما بعدىا من البعث والعرض والحساب‪ .‬النهاية في غريب الحديث (‪)37 / 2‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 29‬‬


‫اء ُى ْم َر ُس ٌ‬
‫وؿ‬ ‫اب إِناا ُم ْؤِمنُو َف (ٕٔ) أَناى لَ ُهم ٍّ‬
‫الذ ْك َرى َوقَ ْد َج َ‬ ‫﴿ َرباػنَا ا ْك ِش ْ‬
‫ف َعناا ال َْع َذ َ‬
‫ُ‬
‫اب قَلِ ًيال إِنا ُك ْم‬ ‫مبِين (ٖٔ) ثُ ام تَػولاوا َع ْنوُ وقَالُوا معلام مجنُو ٌف (ٗٔ) إِناا َك ِ‬
‫اش ُفو ال َْع َذ ِ‬ ‫َُ ٌ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫ش الْبَطْ َشةَ الْ ُك ْبػ َرى إِناا ُم ْنتَ ِق ُمو َف﴾‬ ‫َعائِ ُدو َف (٘ٔ) يػوـ نَػب ِ‬
‫ط‬
‫َْ َ ْ ُ‬

‫‪ ،‬وقوع ثالثة خسوؼ كبرى‬ ‫ومن أشراط الساعة الكبرى التي أخبر عنها النبي‬
‫يفزع الناس لها‪ ،‬وىي في آخر الزماف‪.‬‬
‫قاؿ‪« :‬طلع النبي صلى اهلل عليو وسلم‬ ‫ومنها حديث حذيفة بن أسيد الغفاري‬
‫علينا ونحن نتذاكر‪ ،‬فقاؿ‪" :‬ما تذاكروف" ؟ قالوا‪ :‬نذكر الساعة‪ ،‬قاؿ‪" :‬إنها لن تقوـ‬
‫حتى تروا قبلها عشر آيات" ‪ .‬فذكر الدخاف والدجاؿ والدابة‪ ،‬وطلوع الشمس من‬
‫مغربها ‪ ،‬ونزوؿ عيسى ابن مريم عليو السالـ ‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪ ،‬وثالثة خسوؼ‪:‬‬
‫خسف بالمشرؽ وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب‪ ،‬وآخر ذلك نار تخرج‬
‫‪17‬‬
‫من اليمن تطرد الناس إلى محشرىم»‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫أَغَْيػ َر اللا ِو تَ ْدعُو َف إِ ْف ُك ْنتُ ْم‬ ‫اعةُ‬
‫سَ‬ ‫ال ا‬ ‫اب اللا ِو أ َْو أَتَػ ْت ُك ُم‬
‫﴿قُ ْل أ ََرأَيْػتَ ُك ْم إِ ْف أَتَا ُك ْم َع َذ ُ‬
‫ِ‬ ‫ين (ٓٗ) بَ ْل إِيااهُ تَ ْدعُو َف فَػيَ ْك ِش ُ‬ ‫ِِ‬
‫إِلَْيو إِ ْف َش َ‬
‫اء َوتَػ ْن َس ْو َف َما‬ ‫تَ ْدعُو َف‬ ‫ف َما‬ ‫صادق َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫تُ ْش ِرُكو َف﴾‬

‫أخرجو مسلم في صحيحو ‪ :‬كتاب الفتن وأشراط الساعة‬ ‫‪.17‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 30‬‬


‫آخر عالمة الساعة وختاـ أمارتها وأشراطها‪ ،‬نار تخرج من اليمن تسوؽ الناس إلى‬
‫أرض المحشر وتجمعهم فيها‪ .‬وأرض المحشر ىي أرض بيضاء مستوية كقرصة‬
‫النقي ليس فيها معلوـ ألحد‪ .‬وقيل بيت المقدس لقربها من السماء‪ .‬اهلل تعالى‬
‫أعلم‪ .‬ومن األحاديث الواردة في ىذه النار مما ذكرنا قريبا‪.‬‬

‫َص َد ُؽ ِم َن اللا ِو‬ ‫﴿للاوُ َال إِلَوَ إِاال ىو لَيجمعنا ُكم إِلَى يػوِـ ال ِْقيام ِة َال ري ِ ِ‬
‫ب فيو َوَم ْن أ ْ‬
‫َْ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َُ َ ْ َ َ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫َح ِديثًا﴾ (النساء)‬

‫طلوع الشمس من مغربها من أشراط الساعة التي إذا خرج ال ينفع نفسا إيمانها لم‬
‫تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا‪.‬‬
‫قاؿ‪« :‬ثالث إذا خرجن ال ينفع نفسا إيمانها لم تكن‬ ‫أنو‬ ‫عن أبي ىريرة‬
‫آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا‪ :‬طلوع الشمس من مغربها‪ ،‬والدجل‪،‬‬
‫ودابة األرض»‪( .‬رواه مسلم)‬
‫طلوع الشمس من مغربها ستسبق خروج النار وخروج الدبة األرض‪ .‬وعن عبد اهلل‬
‫قاؿ‪« :‬إف أوؿ اآليات خروجا‪ :‬طلوع الشمس من مغربها‪،‬‬ ‫أف النبي‬ ‫بن عمر‬
‫وخروج الدبة على الناس ضحى‪ .‬وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فاألخرى إثرىا‬
‫قريبا» (رواه مسلم)‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 31‬‬


‫ك‪ ،‬يَػ ْوَـ‬ ‫ض آي ِ‬
‫ات َربٍّ َ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َى ْل يَػ ْنُُُرو َف إِاال أَ ْف تَأْتِيَػ ُه ُم ال َْم َالئِ َكةُ أ َْو يَأْتِ َي َربُّ َ‬
‫ك أ َْو يَأْت َي بَػ ْع ُ َ‬
‫ت فِي‬ ‫ت ِم ْن قَػ ْب ُل أ َْو َك َسبَ ْ‬
‫آمنَ ْ‬ ‫ك َال يَػ ْنػ َف ُع نَػ ْف ًسا إِ َ‬
‫يمانُػ َها لَ ْم تَ ُك ْن َ‬ ‫ات َربٍّ َ‬‫ض آي ِ‬
‫يَأْتي بَػ ْع ُ َ‬
‫ِ‬
‫يمانِ َها َخ ْيػ ًرا قُ ِل انْػتَ ُِ ُروا إِناا ُم ْنتَ ُِ ُرو َف﴾‬‫إِ َ‬

‫ااب‬ ‫ك أَنْ َ‬
‫ت ال َْوى ُ‬ ‫ب لَنَا ِم ْن لَ ُدنْ َ‬
‫ك َر ْح َمةً إِنا َ‬ ‫غ قُػلُوبَػنَا بَػ ْع َد إِ ْذ َى َديْػتَػنَا َو َى ْ‬
‫﴿ َرباػنَا َال تُ ِز ْ‬
‫ااس لِيػوٍ‬ ‫(‪ )ٛ‬رباػنا إِنا َ ِ‬
‫ف ال ِْم َيع َاد﴾‬‫ب فِ ِيو إِ اف اللاوَ َال يُ ْخلِ ُ‬ ‫ك َجام ُع الن ِ َ ْ َْ َ‬
‫ي‬‫ر‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ََ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 32‬‬


‫ب يَػ ْن ِسلُو َف (‪)ٜٙ‬‬ ‫وج َو ُى ْم ِم ْن ُك ٍّل َح َد ٍ‬ ‫ْج ُ‬ ‫وج َوَمأ ُ‬ ‫ْج ُ‬ ‫ت يَأ ُ‬‫قاؿ اهلل تعلى‪َ ﴿ :‬حتاى إِ َذا فُتِ َح ْ‬
‫ين َك َف ُروا يَ َاويْػلَنَا قَ ْد ُكناا فِي غَ ْفلَ ٍة‬ ‫اخصةٌ أَبصار الا ِ‬
‫ذ‬ ‫واقْػتػرب الْو ْع ُد الْح ُّق فَِإ َذا ِىي َش ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َ‬
‫ض َونُِف َخ ِفي‬ ‫وج فِي بَػ ْع ٍ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ضهم يػومئِ ٍ‬
‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ْ‬‫ر‬‫ػ‬‫َ‬‫ت‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫)‬ ‫األنبياء‬ ‫(‬ ‫﴾‬ ‫ين‬ ‫ِمن َى َذا بل ُكناا ظَالِ ِ‬
‫م‬
‫َ َ َ ْ َْ َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫اى ْم َج ْم ًعا﴾ (الكهف)‬ ‫الصوِر فَ َج َم ْعنَ ُ‬
‫ُّ‬
‫وج وانطلقوا من مرتفعات األرض وانتشروا في‬ ‫ْج ُ‬ ‫وج َوَمأ ُ‬‫ْج ُ‬‫ت يَأ ُ‬ ‫البياف‪ ،‬إِ َذا فُتِ َح ْ‬
‫جنباتها مسرعين‪ ،‬يشتد األمر على المؤمنين‪ ،‬فإذا أبصار الكفار ِمن شدة الفزع‬
‫مفتوحة ال تكاد تَطْ ِرؼ‪ ،‬يدعوف على أنفسهم بالويل في حسرة‪ :‬يا ويلنا قد كنا‬
‫ب ال َْو ْع ُد‬
‫الىين غافلين عن ىذا اليوـ وعن اإلعداد لو‪ ،‬وكنا بذلك ظالمين‪َ ﴿ .‬واقْػتَػ َر َ‬
‫ض﴾ أي‪ :‬وتركنا الخلق يوـ يأتيهم‬ ‫وج فِي بَػ ْع ٍ‬ ‫م‬‫َ‬‫ي‬ ‫ضهم يػومئِ ٍ‬
‫ْح ُّق﴾‪َ ﴿ ،‬وتَػ َرْكنَا بَػ ْع َ ُ ْ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ذ‬ ‫ال َ‬
‫الوعد‪ ،‬بعضهم يختلط مع بعض أي‪ :‬اإلنسي بالجني‪ ،‬وقاؿ‪ :‬ابن زيد‪ :‬ىذا أوؿ‬
‫اى ْم‬
‫القيامة‪ .‬تختلط بعض الخلق ببعض ثم نُفخ في الصور في أثر ذلك ﴿فَ َج َم ْعنَ ُ‬
‫َج ْمعاً﴾‪ .18‬وروى أبو ىريرة أف النبي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ‪" :‬لما فرغ اهلل من‬
‫خلق السماوات واألرض خلق الصور فأعطاه اسرافيل‪ ،‬فهو واضعو على فيو‬
‫شاخص ببصره إلى العرش ينتُر متى يؤمر‪ .‬قاؿ‪ :‬أبو ىريرة‪ :‬يا رسوؿ اهلل وما‬
‫الصور؟ قاؿ‪ :‬قرف‪ .‬قاؿ‪ :‬وكيف ىو؟ قاؿ‪ :‬قرف عُيم فيو ثالث نفخات‪ :‬األولى‬
‫نفخة الفزع‪ ،‬والثانية نفخة الصعق والثالثة نفخة القياـ لرب العالمين"‪.‬‬
‫‪ .18‬الكتاب‪ :‬الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآف وتفسيره‪ ،‬وأحكامو‪ ،‬وجمل من فنوف علومو‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 33‬‬


‫ات َوَم ْن فِي‬ ‫سماو ِ‬ ‫الصوِر فَػ َف ِز َ ِ‬
‫ع َم ْن في ال ا َ َ‬ ‫إنا هلل وإنا إليو راجعوف! ﴿ َويَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُخ فِي ُّ‬
‫يل‪َ ،‬علَ ِيو ال ا‬ ‫اخ ِرين﴾ يأْمر اهلل تَػعالَى إِسرافِ‬ ‫ض إِاال من َشاء اللاو وُكلٌّ أَتَػوه د ِ‬
‫سالَ ُـ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْاأل َْر ِ َ ْ َ ُ َ‬
‫صيبُػ ُه ُم‬‫صوت ي ِ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ات ذلِ‬ ‫وحينَما يسمع األَحياء ِمن الم ْخلُوقَ ِ‬ ‫الصوِر‪ِ ،‬‬ ‫فَػيَن ُف ُخ في ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََُْ‬
‫صين فَِإناهم ال ي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫صيبُػ ُه ُم ال َف َزعُ‪ .‬ثُ ام‬ ‫ْ ُ‬ ‫الم ْخل َ‬ ‫اء اهلل م ْن عبَاده األَبْرا ِر ُ‬ ‫ال َف َزعُ‪ ،‬إِال َم ْن َش َ‬
‫ص َع ُق ُك ال َم ْن َس ِم َع َها ِم َن‬ ‫لص ْع ِق‪ ،‬فَػيُ ْ‬ ‫يل نَػ ْف َخةُ أُ ْخ َرى ا ّ‬ ‫ْ ُ‬
‫(بال راحة‪ )19‬ين ُف ُخ إِسرافِ‬
‫َ‬
‫العب ِ‬‫اد لِر ٍّ ِ‬ ‫ات‪ .‬ثُ ام يػ ْنػ َف ُخ الثاالِثَةَ الم ْؤِذنَةَ بِالبػ ْع ِ‬
‫الم ْخلُوقَ ِ‬
‫اد‪،‬‬ ‫ب َ‬ ‫َجس ُ َ‬ ‫شوِر‪ ،‬فَػتَػ ُقو ُـ األ َ‬ ‫ث والنُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح ٌد َع ْن أم ِر َربٍِّو‪.‬‬ ‫اغ ِرين م ِط ِيعين الَ يػت َخلا ُ ِ‬ ‫ويأتُو َف رباهم ج ِميعاً ِ‬
‫ف م ْنػ ُه ْم أ َ‬ ‫ص َ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫أنو قاؿ حدثنا رسوؿ اهلل‬ ‫عن محمد بن كعب القرظي عن أبي ىريرة‬
‫«يأمر اهلل اسرافيل بنفخة الصعقة فإذا ىم خامدوف وجاء ملك الموت فقاؿ يا رب‬
‫فقد مات أىل السماء واألرض إال من شئت فيقوؿ من بقي وىو أعلم قاؿ يا رب‬
‫بقيت أنت الحي الذي ال تموت وبقي حملة عرشك وبقي جبريل وميكائيل وبقيت‬
‫أنا فيقوؿ ليمت جبريل وميكائيل وليمت حملة عرشي فيقوؿ اهلل تعالى وىو اعلم‬
‫فمن بقي فيقوؿ بقيت أنت الحي الذي التموت وبقيت أنا فيقوؿ يا ملك الموت‬
‫أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت ثم ال يحي فإذا لم يبق إال اهلل الواحد‬
‫الصمد قاؿ اهلل ال موت على أىل الجنة وال موت على أىل النار ثم طوى اهلل‬
‫السماء واألض كطي السجل للكتاب ثم قاؿ‪ :‬أنا الجبار لمن الملك اليوـ‪ ،‬ثم قاؿ‪:‬‬

‫واح َدةً اما لَ َها ِمن فَػو ٍ‬


‫اؽ﴾‬ ‫اؽ‪ .‬قولو تعالى‪﴿ :‬وما ينُُر ىؤالء إِالا صيحةً ِ‬
‫‪ 19‬بال راحة‪ :‬أي‪ :‬اما لَ َها ِمن فَػو ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اؽ‪ :‬أي ما لها من راحة‪.‬‬ ‫اما لَ َها ِمن فَػو ٍ‬
‫َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 34‬‬


‫‪20‬‬
‫لمن الملك اليوـ‪ ،‬ثالثا ثم قاؿ لنفسو هلل الواحد القهار‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫اإلنْ َسا ُف أَلا ْن نَ ْج َم َع‬
‫ب ِْ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َي‬‫أ‬ ‫﴿‬ ‫﴾‬ ‫ا‬‫ت‬
‫ً‬ ‫ا‬‫و‬ ‫َم‬‫أ‬‫و‬ ‫اء‬‫ي‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫ٕ‬ ‫٘‬ ‫(‬ ‫ا‬‫ت‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫﴿أَلَم نَجع ِل ْاألَرض كِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َْ‬
‫اب اللا ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي بَػنَانَوُ﴾ ﴿قُ ْل أ ََرأَيْػتَ ُك ْم إِ ْف أَتَا ُك ْم َع َذ ُ‬ ‫عَُ َاموُ (ٖ) بَػلَى قَاد ِري َن َعلَى أَ ْف نُ َ‬
‫س ٍّو َ‬
‫ف‬ ‫ين (ٓٗ) بَ ْل إِيااهُ تَ ْدعُو َف فَػيَ ْك ِش ُ‬ ‫ادقِ‬
‫اعةُ أَغَيػر اللا ِو تَ ْدعُو َف إِ ْف ُك ْنتُم ص ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫س َ َْ‬ ‫أ َْو أَتَػ ْت ُك ُم ال ا‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َما تَ ْدعُو َف إِلَْيو إِ ْف َش َ‬
‫اء َوتَػ ْن َس ْو َف َما تُ ْش ِرُكوف﴾‬

‫سماو ِ‬ ‫اِ‬
‫ْح ُّق َولَوُ‬
‫وؿ ُك ْن فَػيَ ُكو ُف قَػ ْولُوُ ال َ‬ ‫ض بِال َ‬
‫ْح ٍّق َويَػ ْوَـ يَػ ُق ُ‬ ‫ات َو ْاأل َْر َ‬ ‫﴿ َو ُى َو الذي َخلَ َق ال ا َ َ‬
‫يم الْ َخبِ ُير﴾ (األنعاـ)‬ ‫اد ِة وىو ال ِ‬ ‫ب َوال ا‬ ‫الصوِر َعالِ ُم الْغَْي ِ‬
‫ْك يَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُخ فِي ُّ‬
‫ْحك ُ‬ ‫ش َه َ َ ُ َ َ‬ ‫ال ُْمل ُ‬

‫اج َفةُ (‪ )ٙ‬تَػ ْتبَػعُ َها ال ار ِادفَةُ﴾‬


‫ف ال ار ِ‬
‫﴿يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ‬
‫اج َفةُ﴾ تتحرؾ األرض بشدة؛ فيموت كل من عليها‪ .‬وىو عند‬ ‫ف ال ار ِ‬‫﴿يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ‬
‫النفخة األولى‪﴿ 21.‬تَػ ْتبَػعُ َها ال ار ِادفَةُ﴾ التابعة وىي السماء والكواكب تنشق وتنتشر‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫أوالنفخة الثانية‪.‬‬

‫‪ .20‬اعتقاد أىل السنة‬


‫‪ .21‬الكتاب‪ :‬أوضح التفاسير‬
‫‪ .22‬تفسير البيضاوي‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 35‬‬


‫الؿ َوا ِإل ْك َر ِاـ﴾‬ ‫ْج ِ‬ ‫قاؿ اهلل تعالى‪ُ ﴿ :‬ك ُّل من َعلَْيػ َها فَ ٍ‬
‫ك ذُو ال َ‬ ‫اف(‪َ )ٕٙ‬ويَػ ْبػ َقى َو ْجوُ َربٍّ َ‬ ‫َْ‬
‫ات َسيَ ُموتُو َف‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ض ِمن م ْخلُوقَ ٍ‬
‫وت‬
‫ك َسيَ ُم ُ‬ ‫األر ِ ْ َ‬ ‫ميع َم ْن َعلَى ظَ ْه ِر ْ‬ ‫(الرحماف)‪َ .‬ج ُ‬
‫يم ال َك ِر ِيم‪،‬‬ ‫الع ُِ ِ‬
‫لي َ‬ ‫الع ٍّ‬ ‫ِ‬
‫اء اهللُ‪ ،‬ثم الَ يَػ ْبػ َقى َحيّاً إال َو ْجوُ اهلل َ‬
‫ْأىل ال ا ِ‬
‫س َم َاوات إِالَ َم ْن َش َ‬ ‫ُ‬
‫وت‪.‬‬
‫باؽ َح ٌّي الَ يَ ُم ُ‬ ‫فَِإناوُ ٍ‬
‫ار‪َ ،‬وإِ اف ِم ْنػ َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َأال تُ ّذكر أ ْف الهالؾ الحجارة؟ ﴿ َوإِ اف م َن الْح َج َارة لَ َما يَػتَػ َف اج ُر م ْنوُ ْاألَنْػ َه ُ‬
‫ط ِم ْن َخ ْشيَ ِة اللا ِو َوَما اللاوُ بِغَافِ ٍل َع اما‬ ‫ج ِم ْنوُ ال َْماءُ‪َ ،‬وإِ اف ِم ْنػ َها لَ َما يَػ ْهبِ ُ‬
‫ش اق ُق فَػيَ ْخ ُر ُ‬
‫لَ َما يَ ا‬
‫اؿ َكثِيبًا َم ِه ًيال﴾‬ ‫ْجبَ ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫اؿ‪ ،‬وَكانَ ِ‬ ‫ف ْاألَر ُ ِ‬
‫ض َوالْجبَ ُ َ‬ ‫نت حياا ﴿يَػ ْوَـ تَػ ْر ُج ُ ْ‬ ‫تَػ ْع َملُو َف﴾‪ .‬لَو ُك َ‬
‫ت َس َرابًا﴾‪ ...‬فإناهلل وإنا إليو راجعوف‪.‬‬ ‫اؿ فَ َكانَ ْ‬‫ْجبَ ُ‬ ‫ت ال ِ‬ ‫﴿وسيٍّػر ِ‬
‫َُ َ‬
‫ص ًفا‬‫ص ْف َ‬ ‫اعا َ‬ ‫اؿ فَػ ُق ْل يَػ ْن ِس ُف َها َربٍّي نَ ْس ًفا (٘ٓٔ) فَػيَ َذ ُرَىا قَ ً‬ ‫ك َع ِن ال ِ‬
‫ْجبَ ِ‬ ‫﴿ َويَ ْسأَلُونَ َ‬
‫(‪َ )ٔٓٙ‬ال تَػ َرى فِ َيها ِع َو ًجا َوَال أ َْمتًا﴾ (طو)‬
‫اء‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ا‬‫يب‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ق‬ ‫اه‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫اصبِر صبػرا ج ِم ًيال (٘) إِناػهم يػرونَوُ ب ِ‬
‫ع‬
‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬‫َ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ََ ْ َ‬ ‫﴿فَ ْ ْ َ ْ ً َ‬
‫اؿ َكال ِْع ْه ِن﴾ (المعارج)‬ ‫ْجبَ ُ‬‫َكالْم ْه ِل (‪ )ٛ‬وتَ ُكو ُف ال ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫داث اليَوـ م ارة الثانية‪:‬‬ ‫األح ِ‬ ‫نقرأ ْ‬
‫اء اللاوُ‬ ‫ض إِاال َم ْن َش َ‬ ‫ات َوَم ْن فِي ْاأل َْر ِ‬ ‫سماو ِ‬
‫ع َم ْن في ال ا َ َ‬
‫الصوِر فَػ َف ِز َ ِ‬ ‫﴿ َويَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُخ فِي ُّ‬
‫ص ْن َع‬
‫اب ُ‬ ‫س َح ِ‬ ‫اؿ تَ ْح َسبُػ َها َج ِام َد ًة َو ِى َي تَ ُم ُّر َم ار ال ا‬ ‫ْجبَ َ‬ ‫اخ ِرين (‪ )ٛٚ‬وتَػرى ال ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫َوُكلٌّ أَتَػ ْوهُ َد َ‬
‫اللا ِو الا ِذي أَتْػ َق َن ُك ال َش ْي ٍء إِناوُ َخبِ ٌير بِ َما تَػ ْف َعلُو َف﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 36‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫ض بػع َد إِص َال ِحها وا ْدعُوهُ َخوفًا وطَمعا إِ اف رحم َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت اللاو قَ ِر ٌ‬
‫يب‬ ‫ََْ‬ ‫ْ َ ًَ‬ ‫﴿ َوَال تُػ ْفس ُدوا في ْاأل َْر ِ َ ْ ْ َ َ‬
‫اح بُ ْش ًرا بَػ ْي َن يَ َد ْي َر ْح َمتِ ِو َحتاى إِ َذا أَقَػلا ْ‬
‫ت‬ ‫ي‬‫الر‬
‫ٍّ‬ ‫ل‬ ‫ِمن الْمح ِسنِين (‪ )٘ٙ‬وىو الا ِذي يػر ِ‬
‫س‬
‫ُْ ُ َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ات َك َذلِ َ‬ ‫ت فَأَنْػزلْنَا بِ ِو الْماء فَأَ ْخر ْجنَا بِ ِو ِمن ُك ٍّل الثامر ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َس َحابًا ث َق ًاال ُس ْقنَاهُ لبَػلَد َميٍّ ٍ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ج ال َْم ْوتَى لَ َعلا ُك ْم تَ َذ اك ُرو َف﴾‬
‫نُ ْخ ِر ُ‬

‫الس ِج ٍّل لِ ْل ُكتُ ِ‬


‫ب َك َما بَ َدأْنَا أَ او َؿ‬ ‫اء َكطَ ٍّي ٍّ‬ ‫قاؿ اهلل سبحانو وتعالى‪﴿ :‬يَػ ْوَـ نَطْ ِوي ال ا‬
‫س َم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين﴾‪( .‬األنبياء)‬‫َخل ٍْق نُعي ُدهُ َو ْع ًدا َعلَْيػنَا إِناا ُكناا فَاعل َ‬
‫بعد إف ىلك كل من في األرض والسماوات إِاال َم ْن َشاءَ اللاوُ‪ ،‬يطوي اهلل السماء ثم‬
‫خلق األخير ثم من تليها‪،‬‬ ‫األرض‪ .‬كما بدأ اهلل أوؿ خلق‪ ،‬يعيده‪( -‬سيدمر اهللُ َ‬ ‫َ‬ ‫يُػبّدؿ‬
‫ىكذا)‪ .‬يبدأ اهللُ بالثاػ َق َال ِف‪ ،‬قاؿ‪َ ﴿:‬سنَػ ْف ُرغُ لَ ُك ْم أَيُّوَ الثاػ َق َال ِف﴾ قاؿ قتادة‪ :‬قد دنا من‬
‫‪23‬‬
‫اهلل فراغ لخلقو‪ .‬وقاؿ ابن جريج‪َ ﴿ :‬سنَػ ْف ُرغُ لَ ُك ْم﴾ أي‪ :‬سنقضي لكم‪.‬‬
‫﴿ َسنَػ ْف ُرغُ لَ ُك ْم أَيُّوَ الثاػ َق َال ِف﴾‬
‫اف﴾‬ ‫ثم ﴿ ُك ُّل من َعلَْيػ َها فَ ٍ‬
‫َْ‬
‫ب‪﴾...‬‬ ‫الس ِج ٍّل لِ ْل ُكتُ ِ‬
‫اء َكطَ ٍّي ٍّ‬ ‫س َم َ‬‫ثم ﴿يَػ ْوَـ نَطْ ِوي ال ا‬
‫ات﴾ واهلل أعلم‪.‬‬ ‫س َم َاو ُ‬ ‫ض َوال ا‬ ‫ض غَْيػ َر ْاأل َْر ِ‬
‫ثم ﴿يَػ ْوَـ تُػبَ اد ُؿ ْاأل َْر ُ‬
‫ْق ثُ ام يُِعي ُدهُ ثُ ام إِلَْي ِو تُػ ْر َجعُو َف﴾‪.‬‬
‫الخق ويعده ﴿اللاوُ يَػ ْب َدأُ الْ َخل َ‬ ‫ىكذا بدأ اهللُ َ‬

‫تفسير ابن كثير إال يبدأ اهللُ بالثاػ َق َال ِف‬ ‫‪.23‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 37‬‬


‫«خلق اهلل التربة يوـ السبت‪ ،‬وخلق فيها‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل‬ ‫عن أبي ىريرة‬
‫الجباؿ يوـ األحد‪ ،‬وخلق الشجر يوـ االثنين‪ ،‬وخلق المكروه يوـ الثالثاء‪ ،‬وخلق‬
‫آدـ بعد العصر من يوـ‬
‫النور يوـ األربعاء‪ ،‬وبث فيها الدواب يوـ الخميس‪ ،‬وخلق َ‬
‫الجمعة؛ في آخر الخلق‪ ،‬في آخر ساعة من ساعات الجمعة‪ ،‬فيما بين العصر إلى‬
‫الليل» (صحيح)‪.‬‬
‫اس‬‫يوـ الجمعة‪ ،‬وستقوـ الساعة يوـ الجمعة! ا ْعلَ ْم أَ اوًال‪ ،‬أَ اف ابْ َن َعبا ٍ‬ ‫ُخلِ َق آدـ‬
‫اب بِأَ اف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضي اللاو َع ْنو سئِل َع ِن الْجم ِع بػين آي ِة «ال ا ِ‬ ‫رِ‬
‫َج َ‬ ‫س ْج َدة» َوآيَة «الناا ِز َعات» فَأ َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫س َم ِاء‬ ‫استَػ َوى إِلَى ال ا‬ ‫ٍ‬
‫س َماء غَْيػ َر َم ْد ُح اوة‪ ،‬ثُ ام ْ‬
‫اللاو تَػعالَى خلَق ْاألَرض أَ اوًال قَػبل ال ا ِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ك‪ ،‬وجعل فِيها ال ارو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َي َو ْاألَنْػ َه َار‬ ‫ض بَػ ْع َد َذل َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫اى ان َس ْبػ ًعا في يَػ ْوَم ْي ِن‪ ،‬ثُ ام َد َحا ْاأل َْر َ‬ ‫فَ َس او ُ‬
‫س َم ِاء‪َ ،‬و َد ْح ُو َىا بِ ِجبَالِ َها َوأَ ْش َجا ِرَىا َونَ ْح ُو‬
‫ض قَػ ْب َل َخل ِْق ال ا‬
‫َص ُل َخل ِْق ْاأل َْر ِ‬ ‫ك‪ .‬فَأ ْ‬ ‫َوغَْيػ َر َذلِ َ‬
‫س َم ِاء‪ .24.‬لذلك‪ ،‬إعادت الخلق ستكوف ىكذا‪ :‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫ك بَػ ْع َد َخل ِْق ال ا‬‫َذلِ َ‬

‫خلق آدـ عليو السالـ‬ ‫خلق الجباؿ واألشجار‬ ‫خلق السماوات‬ ‫خلق األرض‬
‫واألشجار‬

‫الموت بني آدـ إذا‬ ‫ىالؾ من في األرض‪،‬‬ ‫طي السماوات‬ ‫استبداؿ‬


‫نفخ في الصور‬ ‫وذىاب الجباؿ‬ ‫األرض‬

‫شكلٔ‪ :‬إعادت الخلق‪ -‬آخر الخق أوؿ تدميرا‬

‫الكتاب‪ :‬أضواء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف‬ ‫‪.24‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 38‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫آمنُوا‬ ‫﴿إِلَي ِو مرِجع ُكم ج ِميعا و ْع َد اللا ِو ح ًّقا إِناوُ يػب َدأُ الْ َخ ْل َق ثُ ام ي ِعي ُدهُ لِيج ِز ا ِ‬
‫ين َ‬ ‫ي ال ذ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ ُ ْ َ ً َ‬
‫يم بِ َما‬ ‫يم و َع َذاب أَلِ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬‫اب ِمن ح ِ‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ين‬ ‫ات بِال ِْقس ِط‪ ،‬والا ِ‬
‫ذ‬ ‫صالِح ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َو َعملُوا ال ا َ‬
‫ْق ثُ ام يُِعي ُدهُ‪ ،‬قُ ِل اللاوُ يَػ ْب َدأُ‬ ‫ِ‬
‫َكانُوا يَ ْك ُف ُرو َف﴾ ﴿قُ ْل َى ْل م ْن ُش َرَكائِ ُك ْم َم ْن يَػ ْب َدأُ الْ َخل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َخل َ ِ‬
‫ْح ٍّق‪ ،‬قُ ِل‬ ‫ْق ثُ ام يُعي ُدهُ فَأَناى تُػ ْؤفَ ُكو َف (ٖٗ) قُ ْل َى ْل م ْن ُش َرَكائ ُك ْم َم ْن يَػ ْهدي إِلَى ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح ُّق أَ ْف يُػتابَ َع أَ ام ْن َال يَ ِهدٍّي إِاال أَ ْف يُػ ْه َدى‬ ‫ْح ٍّق أَفَ َم ْن يَػ ْهدي إِلَى ال َ‬
‫ْح ٍّق أ َ‬ ‫اللاوُ يَػ ْهدي لل َ‬
‫ِ ِ‬
‫ف تَ ْح ُك ُمو َف (ٖ٘) َوَما يَػتابِ ُع أَ ْكثَػ ُرُى ْم إِاال ظَنًّا إِ اف الُا ان َال يُػ ْغني م َن ال َ‬
‫ْح ٍّق‬ ‫فَ َما لَ ُك ْم َك ْي َ‬
‫وف اللا ِو‬ ‫َش ْيئًا‪ ،‬إِ اف اللاوَ َعلِيم بِما يػ ْفعلُو َف (‪ )ٖٙ‬وما َكا َف َى َذا الْ ُقرآ ُف أَ ْف يػ ْفتَػرى ِمن ُد ِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ َ َ َ‬
‫ين﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب فِ ِيو ِم ْن َر ٍّ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫اب َال َريْ َ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫صيل ال ِ‬
‫َ‬
‫يق الا ِذي بػ ْين ي َديْ ِو وتَػ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صِ‬
‫د‬ ‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬
‫ولَ ِ‬
‫ك‬ ‫َ‬

‫ات‪ ،‬وبػرُزوا لِلا ِو الْو ِ‬


‫اح ِد الْ َق اها ِر﴾‪.‬‬ ‫َ‬ ‫س َم َاو ُ َ َ َ‬
‫ض َوال ا‬ ‫وذلك ﴿يَػ ْوَـ تُػبَ اد ُؿ ْاأل َْر ُ‬
‫ض غَْيػ َر ْاأل َْر ِ‬
‫عن النبي صلى اهلل عليو وسلم أنو قاؿ‪« :‬يبدؿ اهلل األرض غير‬ ‫عن أبي ىريرة‬
‫األرض والسموات فيبسطها ويمدىا مد األديم العكاظي‪ 25‬ال ترى فيها عوجاً وال‬
‫أمتاً‪ ،‬ثم يزجر اهلل الخلق زجرة فإذا ىم في ىذه المبدلة»‬
‫ت قَائِ ًما ِع ْن َد‬
‫اؿ‪ُ :‬ك ْن ُ‬ ‫صلاى اللاوُ َعلَْي ِو َو َسلا َم قَ َ‬ ‫وروى مسلِم َعن ثَػوبا َف مولَى رس ِ ِ‬
‫وؿ اللاو َ‬ ‫ََ ُ ْ ٌ ْ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫س َال ُـ‬‫اؿ‪ :‬ال ا‬ ‫وؿ اللا ِو صلاى اللاوُ َعلَي ِو وسلام فَجاءهُ حبػر ِمن أَحبا ِر الْيػه ِ‬
‫ود فَػ َق َ‬ ‫ر ُس ِ‬
‫ْ َ َ َ َ َ ٌَْ ْ َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اؿ الْيػه ِ‬ ‫ك‪ ،‬وذَ َكر الْح ِد َ ِ ِ‬
‫ااس يَػ ْوَـ تُػبَ اد ُؿ ْاأل َْر ُ‬
‫ض‬ ‫ي أَيْ َن يَ ُكو ُف الن ُ‬ ‫ود ُّ‬ ‫يث‪َ ،‬وفيو‪ ،‬فَػ َق َ َ ُ‬ ‫َعلَْي َ َ َ َ‬

‫مما حمل وبيع في السوؽ العكاظي‬ ‫‪.25‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 39‬‬


‫صلاى اللاوُ َعلَْي ِو َو َسلا َم‪" :‬فِي الُُّل َْم ِة ُدو َف‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬
‫وؿ اللاو َ‬ ‫غَْيػ َر األرض والسموات؟ فَػ َق َ َ ُ‬
‫ْح ِد َ‬
‫يث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الْج ْس ِر"‪َ .‬وذَ َك َر ال َ‬
‫صلاى اللاوُ َعلَْي ِو َو َسلا َم َع ْن‬ ‫ت‪ :‬سئِل رس ُ ِ‬
‫وؿ اللاو َ‬
‫ِ‬
‫َو َخ ار َج َع ْن َعائ َشةَ رضي اهلل عنها قَالَ ْ ُ َ َ ُ‬
‫ااس يَػ ْومئِ ٍذ؟‬ ‫ض غَْيػ َر ْاأل َْر ِ‬ ‫ِِ‬
‫ماوات" فَأَيْ َن يَ ُكو ُف الن ُ‬‫س ُ‬ ‫ض َوال ا‬ ‫قَػ ْولو‪":‬يَػ ْوَـ تُػبَ اد ُؿ ْاأل َْر ُ‬
‫اد ُم ْسلِ ٍم‪.‬‬
‫اط"‪َ .‬خ ارجوُ ابن ماج ْو بِِإسنَ ِ‬
‫َ ُْ َ َ ْ‬
‫الصر ِ‬
‫اؿ" َعلَى ٍّ َ‬ ‫قَ َ‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ات َوالنُّ ُذ ُر َع ْن قَػ ْوٍـ َال‬ ‫ض َوَما تُػ ْغنِي ْاآليَ ُ‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫سماو ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿قُ ِل انُُُْروا َما َذا في ال ا َ َ‬
‫وؿ َك ِر ٍيم‬‫صرو َف (‪ )ٖٜ‬إِناوُ لََق ْو ُؿ ر ُس ٍ‬ ‫صرو َف (‪ )ٖٛ‬وما َال تُػ ْب ِ‬ ‫يػ ْؤِمنُو َف﴾ ﴿فَ َال أُقْ ِسم بِما تُػ ْب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫اع ٍر قَلِ ًيال ما تُػ ْؤِمنو َف (ٔٗ) وَال بَِقو ِؿ َك ِ‬
‫اى ٍن قَلِ ًيال َما تَ َذ اك ُرو َف‬ ‫(ٓٗ) وما ىو بَِقو ِؿ َش ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َُ ْ‬
‫اء ِم ْن ُك ْم أَ ْف‬ ‫ِ‬
‫ين (‪ )ٕٚ‬ل َم ْن َش َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ين﴾ ﴿إِ ْف ُى َو إِاال ذ ْك ٌر لل َْعالَم َ‬
‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫يل ِم ْن َر ٍّ‬
‫(ٕٗ) تَػ ْن ِز ٌ‬
‫ِ‬ ‫يستَ ِقيم﴾ ﴿وإِناوُ لَحسرةٌ َعلَى الْ َكافِ‬
‫ين (ٓ٘) َوإِناوُ لَ َح ُّق الْيَقي ِن (ٔ٘) فَ َسبٍّ ْح بِ ْ‬
‫اس ِم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫اح َذ ْرُى ْم أَ ْف‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ك الْع ُِيم﴾ ﴿وأ ِ‬
‫اح ُك ْم بَػ ْيػنَػ ُه ْم ب َما أَنْػ َز َؿ اللوُ َوَال تَػتاب ْع أ َْى َو َ‬
‫اء ُى ْم َو ْ‬ ‫َف ْ‬ ‫َ‬ ‫َربٍّ َ َ‬
‫ك فَِإ ْف تَػولاوا فَا ْعلَم أَناما ي ِري ُد اللاوُ أَ ْف ي ِ‬
‫صيبَػ ُه ْم‬ ‫ض َما أَنْػ َز َؿ اللاوُ إِلَْي َ‬ ‫وؾ َع ْن بَػ ْع ِ‬ ‫يَػ ْفتِنُ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫اىلِيا ِة يَػ ْبػغُو َف َوَم ْن‬
‫اس ُقو َف (‪ )ٜٗ‬أَفَح ْكم الْج ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ااس لََف ِ‬ ‫ض ذُنُوبِ ِه ْم َوإِ اف َكثِ ًيرا ِم َن الن ِ‬ ‫بِبَػ ْع ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َح َس ُن ِم َن اللا ِو ُح ْك ًما لَِق ْوٍـ يُوقِنُو َف﴾‬ ‫أْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 40‬‬


‫ض‬ ‫اح َدةٌ (ٖٔ) وح ِملَ ِ‬ ‫الصوِر نَػ ْف َخةٌ و ِ‬ ‫إنّاهلل وإنا إليو راجعوف! ﴿فَِإ َذا نُِف َخ فِي ُّ‬
‫ت ْاأل َْر ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ت ال َْواقِ َعةُ﴾‬ ‫اح َد ًة (ٗٔ) فَػيػومئِ ٍذ وقَػع ِ‬ ‫اؿ فَ ُد اكتا َد اكةً و ِ‬ ‫وال ِ‬
‫ََْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْجبَ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اح َدةٌ (ٖٔ) فَِإ َذا ُى ْم‬ ‫إ ّف نفخة الثالثة ليست كنفخة األولى‪﴿ ،‬فَِإناما ِىي َزجرةٌ و ِ‬
‫َ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫بِال ا ِ ِ‬
‫ساى َرة﴾‪ ،‬فَِإ َذا ُى ْم قيَ ٌ‬
‫اـ يَػ ْنُُُرو َف‪.‬‬

‫ين‬ ‫اِ‬ ‫﴿ويػ ُقولُو َف متَى ى َذا الْ َف ْتح إِ ْف ُك ْنتُم ِ ِ‬


‫ين (‪ )ٕٛ‬قُ ْل يَػ ْوَـ الْ َف ْت ِح َال يَػ ْنػ َف ُع الذ َ‬ ‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ض َع ْنػ ُه ْم َوانْػتَ ُِ ْر إِناػ ُه ْم ُم ْنتَ ُِ ُرو َف﴾‬ ‫َك َف ُروا إِ َ‬
‫يمانُػ ُه ْم َوَال ُى ْم يُػ ْنَُُرو َف (‪ )ٕٜ‬فَأَ ْع ِر ْ‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ارُى ْم يَ ْخ ُر ُجو َف ِم َن‬
‫صُ‬ ‫﴿فَػتَػ َو اؿ َع ْنػ ُه ْم يَػ ْوَـ يَ ْدعُ ال اد ِاع إِلَى َش ْي ٍء نُ ُك ٍر (‪ُ )ٙ‬خ ا‬
‫ش ًعا أَبْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين إِلَى ال اد ِاع يَػ ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ْاأل ْ ِ‬
‫عسر﴾ ‪.‬‬
‫وؿ الْ َكاف ُرو َف َى َذا يَػ ْوٌـ َ ٌ‬ ‫َج َداث َكأَناػ ُه ْم َج َرا ٌد ُم ْنتَش ٌر(‪ُ )ٚ‬م ْهطع َ‬

‫وعن أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬
‫يقوؿ‪« :‬إني ألوؿ الناس تنشق األرض عن جمجمتي يوـ القيامة وال فخر‪ ،‬آتي باب‬
‫الجنة فآخذ حلقتو ‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬من ىذا ؟ فأقوؿ‪ :‬أنا محمد‪ ،‬فيفتح لي وأدخل‪ ،‬فأجد‬
‫‪26‬‬
‫الجبار عز وجل مستقبلي‪ ،‬فأسجد لو»‬

‫‪ .26‬الكتاب‪ :‬التوحيد البن منده‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 41‬‬


‫ِ‬
‫ين إلى الداعي‪ ،‬ذلك الجمع في موقف‬ ‫ج الموتى ُم ْس ِرع َ‬ ‫ض فَي ْخ ُر ُ‬ ‫ثم تَػتَ َش اق ُق ْ‬
‫األر ُ‬
‫الحساب على اهلل سهل يسير‪ .‬قاؿ اهلل سبحانو و تعالى‪﴿ :‬يَػ ْوَـ تَ َش اق ُق ْاأل َْر ُ‬
‫ض َع ْنػ ُه ْم‬
‫اعا َذلِ َ‬
‫ك َح ْش ٌر َعلَْيػنَا يَ ِس ٌير﴾‬ ‫ِس َر ً‬

‫ت﴾‬ ‫ت لَِربٍّػ َها َو ُح اق ْ‬‫ت (ٗ) َوأ َِذنَ ْ‬ ‫ت َما فِ َيها َوتَ َخلا ْ‬‫ت (ٖ) َوأَلْ َق ْ‬ ‫ض ُم اد ْ‬ ‫﴿ َوإِ َذا ْاأل َْر ُ‬
‫ضو َف (ٖٗ) َخ ِ‬ ‫ب يُوفِ ُ‬ ‫ِ‬
‫اش َعةً‬ ‫صٍ‬ ‫اث ِس َر ً‬
‫اعا َكأَناػ ُه ْم إِلَى نُ ُ‬
‫َج َد ِ‬
‫﴿يَػ ْوَـ يَ ْخ ُر ُجو َف م َن ْاأل ْ‬
‫وع ُدو َف﴾ ذليلة أبصارىم‪ ،‬يخرجوف من‬ ‫ك الْيَػ ْو ُـ الا ِذي َكانُوا يُ َ‬‫ارُى ْم تَػ ْرَى ُق ُه ْم ِذلاةٌ َذلِ َ‬
‫صُ‬ ‫أَبْ َ‬
‫القبور كأنهم في انتشارىم وسرعة سيرىم للحساب جرا ٌد منتشر في اآلفاؽ‪،‬‬
‫مسرعين إلى ما ُدعُوا إليو‪ ،‬يقوؿ الكافروف‪ :‬ىذا يوـ عسر شديد الهوؿ‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ين يَ ْس َمعُو َف َوال َْم ْوتَى يَػ ْبػ َعثُػ ُه ُم اللاوُ ثُ ام إِلَْي ِو يُػ ْر َجعُو َف﴾ ﴿يَاأَيُّػ َها‬
‫َ‬
‫﴿إِناما يستَ ِجيب الا ِ‬
‫ذ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ين﴾‬ ‫الا ِذين آمنُوا اتاػ ُقوا اللاوَ وُكونُوا مع ال ا ِ ِ‬
‫صادق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫وعلم يا أخي‪ ،‬قد اختلف البعث والخروج من القبور بين الناس‪ ،‬على حسب ما‬
‫ماتو عليو‪ -7413 .‬حدثنا قتيبة بن سعيد وعثماف بن أبى شيبة قاال حدثنا جرير عن‬
‫األعمش عن أبى سفياف عن جابر قاؿ سمعت النبى صلى اهلل عليو وسلم يقوؿ‪:‬‬
‫«يبعث كل عبد على ما مات عليو» (صحيح مسلم)‪ .‬يبعث المؤمن على إيمانو‬
‫والمنافق على نفاقو‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 42‬‬


‫آمنُوا َوَكانُوا يَػتاػ ُقو َف‬ ‫ؼ َعلَي ِهم وَال ىم يحزنُو َف (ٕ‪ )ٙ‬الا ِ‬ ‫﴿أ ََال إِ اف أَولِياء اللا ِ‬
‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ََْ‬
‫ات اللا ِو َذلِ َ‬‫الدنْػيا وفِي ْاآل ِخرِة َال تَػ ْب ِديل لِ َكلِم ِ‬ ‫(ٖ‪ )ٙ‬لَهم الْب ْشرى فِي ال ِ‬
‫ك ُى َو‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْحيَاة ُّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫يم﴾ (يونس)‪ .‬وقد سبق في كيفية الموت المؤمنين والمسلمين أف‬ ‫الْ َفوُز الْع ِ‬
‫ُ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫ين يَػ ُقولُو َف َس َال ٌـ َعلَْي ُك ُم‬ ‫اى ُم ال َْم َالئ َكةُ طَيٍّب َ‬ ‫ين تَػتَػ َوفا ُ‬
‫شرونهم بالجنة ﴿الذ َ‬ ‫المالئكة يُػبَ ّ‬
‫اِ‬ ‫ا ْد ُخلُوا ال َ ِ‬
‫ين قَالُوا َربُّػنَا اللاوُ ثُ ام ْ‬
‫استَػ َقا ُموا تَػتَػنَػ از ُؿ‬ ‫ْجناةَ ب َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾ ﴿إِ اف الذ َ‬
‫وع ُدو َف (ٖٓ) نَ ْح ُن‬ ‫ْجن ِاة الاتِي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْي ِه ُم ال َْم َالئ َكةُ أ اَال تَ َخافُوا َوَال تَ ْح َزنُوا َوأَبْش ُروا بِال َ‬
‫الدنْػيَا َوفِي ْاآل ِخ َرِة‪ .﴾...‬وىذا يوـ البشارة أيضا‪ ،‬ال تبديل‬ ‫ْحيَ ِاة ُّ‬ ‫ِ‬
‫أ َْوليَا ُؤُك ْم في ال َ‬
‫ِ‬
‫ؼ َعلَْي ِه ْم َوَال ُى ْم يَ ْح َزنُو َف‪َ ﴿ ،‬ال‬ ‫لكلمات اهلل‪ .‬يخرجوف أولياء اهلل من القبور َال َخ ْو ٌ‬
‫وع ُدو َف﴾ نِ ْع َم‬ ‫اى ُم ال َْم َالئِ َكةُ َى َذا يَػ ْوُم ُك ُم الا ِذي ُك ْنتُ ْم تُ َ‬ ‫يَ ْح ُزنُػ ُه ُم الْ َف َزعُ ْاألَ ْكبَػ ُر َوتَػتَػلَ اق ُ‬
‫البُ َشارة ىذا‪ ،‬نسأؿ اهلل تعالى أف يجعلنا في أوليائو يوـ تقوـ الحساب‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫اء‬‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫)‬ ‫‪ٜٛ‬‬ ‫(‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫﴿من جاء بِالْحسن ِة فَػلَو َخيػر ِم ْنػها وىم ِمن فَػزع يػومئِ ٍذ ِ‬
‫آم‬
‫ََ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ ُ ْ ٌ َ َ ُ ْ ْ َ َْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫وى ُه ْم فِي الناا ِر َى ْل تُ ْج َزْو َف إِاال َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْع َملُو َف﴾‬ ‫سيٍّئَ ِة فَ ُكبا ْ‬
‫ت ُو ُج ُ‬ ‫بِال ا‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 43‬‬


‫س ال ُْم ْج ِرُمو َف (ٕٔ) َولَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه ْم ِم ْن ُش َرَكائِ ِه ْم ُش َف َعاءُ َوَكانُوا‬ ‫اعةُ يػبلِ‬
‫س َ ُْ ُ‬ ‫وـ ال ا‬‫﴿ َويَػ ْوَـ تَػ ُق ُ‬
‫ين﴾ (سورة الروـ)‪ .‬ويوـ تجيء الساعة التي فيها يفصل اهلل بين‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫شرَكائِ ِهم َكافِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب َُ ْ‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫خلقو‪ ،‬وينشر فيها الموتى من قبورىم‪ ،‬فيحشرىم إلى موقف الحساب ﴿يُػ ْبل ُ‬
‫الْ ُم ْج ِرُمو َف﴾ يقوؿ‪ :‬يػيأس الذين أشركوا باهلل‪ ،‬واكتسبوا في الدنيا مساوئ األعماؿ‬
‫‪27‬‬
‫شر‪ ،‬ويكتئبوف ويتندموف‪.‬‬ ‫كل ّ‬ ‫من ّ‬

‫لذلك‪:‬‬
‫اصطََفى‪ ،‬آللاوُ َخ ْيػ ٌر أَ اما يُ ْش ِرُكو َف (‪ )ٜ٘‬أَ ام ْن‬ ‫ِ ِِ اِ‬ ‫ِِ‬
‫ين ْ‬ ‫ْح ْم ُد للاو َو َس َال ٌـ َعلَى عبَاده الذ َ‬ ‫﴿قُ ِل ال َ‬
‫ات بَػ ْه َج ٍة َما‬
‫اء فَأَنْػبَْتػنَا بِ ِو َح َدائِ َق َذ َ‬ ‫م‬ ‫سم ِ‬
‫اء‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ات و ْاألَرض وأَنْػز َؿ لَ ُكم ِ‬ ‫سماو ِ‬
‫َ‬
‫َ َ ً‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َخلَ َق ال ا َ َ َ‬
‫َكا َف لَ ُك ْم أَ ْف تُػ ْنبِتُوا َش َج َرَىا‪ ،‬أَإِلَوٌ َم َع اللا ِو‪ ،‬بَ ْل ُى ْم قَػ ْوٌـ يَػ ْع ِدلُو َف (ٓ‪ )ٙ‬أَ ام ْن َج َع َل‬
‫اج ًزا‪ ،‬أَإِلَوٌ‬ ‫اسي وجعل بػ ْين الْب ْحريْ ِن ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض قَػ َر ًارا َو َج َع َل خ َاللَ َها أَنْػ َه ًارا َو َج َع َل لَ َها َرَو َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْاألَ ْر َ‬
‫السوءَ‬‫ف ُّ‬ ‫ضطَار إِ َذا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫اِ‬
‫َم َع اللو‪ ،‬بَ ْل أَ ْكثَػ ُرُى ْم َال يَػ ْعلَ ُمو َف (ٔ‪ )ٙ‬أَ ام ْن يُج ُ‬
‫ض‪ ،‬أَإِلَوٌ َم َع اللا ِو‪ ،‬قَلِ ًيال َما تَ َذ اك ُرو َف (ٕ‪ )ٙ‬أَ ام ْن يَػ ْه ِدي ُك ْم فِي‬ ‫اء ْاأل َْر ِ‬
‫َويَ ْج َعلُ ُك ْم ُخلَ َف َ‬
‫اح بُ ْش ًرا بَػ ْي َن يَ َد ْي َر ْح َمتِ ِو‪ ،‬أَإِلَوٌ َم َع اللا ِو‪ ،‬تَػ َعالَى‬ ‫ي‬‫الر‬
‫ٍّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ات الْبػ ٍّر والْبح ِر ومن يػر ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ ُْ ُ َ َ‬
‫ظُلُم ِ‬
‫َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫س َم ِاء َو ْاأل َْر ِ‬
‫ْق ثُ ام يُِعي ُدهُ َوَم ْن يَػ ْرُزقُ ُك ْم ِم َن ال ا‬
‫اللاوُ َع اما يُ ْش ِرُكو َف (ٖ‪ )ٙ‬أَ ام ْن يَػ ْب َدأُ الْ َخل َ‬
‫ين (ٗ‪ )ٙ‬قُ ْل َال يَػ ْعلَ ُم َم ْن فِي‬ ‫ادقِ‬
‫ْ َ َ‬
‫أَإِلَوٌ مع اللا ِو‪ ،‬قُل َىاتُوا بػرَىانَ ُكم إِ ْف ُك ْنتُم ص ِ‬
‫ُْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ض الْغَيب إِاال اللاو وما ي ْشعرو َف أَياا َف يػبػعثُو َف (٘‪ )ٙ‬ب ِل اد ِ‬ ‫ال ا ِ‬
‫ْم ُه ْم‬
‫اار َؾ عل ُ‬‫َ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ َ َ َ ُُ‬ ‫س َم َاوات َو ْاأل َْر ِ ْ َ‬

‫جامع البياف في تأويل القرآف‪ -‬التفسير الطبري‬ ‫‪.27‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 44‬‬


‫ين َك َف ُروا أَإِ َذا‬ ‫ك ِم ْنػها بل ىم ِم ْنػها َعمو َف (‪ )ٙٙ‬وقَ َ ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ الذ َ‬ ‫َ‬ ‫في ْاآلخ َرة‪ ،‬بَ ْل ُى ْم في َش ٍّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫ُكناا تُػ َرابًا َوآبَا ُؤنَا أَئِناا لَ ُم ْخ َر ُجو َف (‪ )ٙٚ‬لََق ْد ُو ِع ْدنَا َى َذا نَ ْح ُن َوآبَا ُؤنَا ِم ْن قَػ ْب ُل إِ ْف َى َذا‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫ف َكا َف عاقِبةُ الْمج ِرِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫َر‬‫األ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫اطير ْاألَ اولِين (‪ )ٙٛ‬قُل ِسيروا فِ‬ ‫إِاال أَس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫ين يَػ ْوَمئِ ٍذ ُزْرقًا (ٕٓٔ) يَػتَ َخافَػتُو َف بَػ ْيػنَػ ُه ْم إِ ْف‬ ‫شر الْمج ِرِ‬ ‫﴿يَػ ْوَـ يُػ ْنػ َف ُخ فِي ُّ‬
‫الصوِر َونَ ْح ُ ُ ُ ْ َ‬
‫م‬
‫وؿ أ َْمثَػلُ ُه ْم طَ ِري َقةً إِ ْف لَبِثْتُ ْم إِاال‬
‫لَبِثْتُ ْم إِاال َع ْش ًرا (ٖٓٔ) نَ ْح ُن أَ ْعلَ ُم بِ َما يَػ ُقولُو َف إِ ْذ يَػ ُق ُ‬
‫يَػ ْوًما﴾ (سورة طو)‬
‫شر ال ُْم ْج ِرمو َف بعد خروجهم من القبور زرقاً‪ ،‬أي زرؽ العيوف مع سواد الوجوه‪،‬‬ ‫يُ ْح ُ‬
‫والزرقة الخضرة في العين كعين السنور‪ ،‬والعرب تتشاءـ بزرقة العين ألف الروـ كانوا‬
‫أعدى أعدائهم وىم زرؽ؛ والزراقة أسوأ ألواف العين‪ ،‬وأبغضها إلى العرب ولذلك‬
‫قالوا في صفة العدو‪ :‬أسود الكبد أصهب السباؿ أزرؽ العين‪ .‬وقاؿ الفراء‪ :‬زرقاً أي‬
‫ك َكانُوا‬ ‫اع ٍة َك َذلِ َ‬‫اعةُ يُػ ْق ِس ُم ال ُْم ْج ِرُمو َف َما لَبِثُوا غَْيػ َر َس َ‬
‫سَ‬ ‫وـ ال ا‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬‫و‬ ‫ػ‬ ‫ي‬‫و‬‫﴿‬ ‫عمياً‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ََ ْ َ ُ‬
‫اب اللا ِو إِلَى يَػ ْوِـ‬ ‫يما َف لََق ْد لَبِثْتُ ْم فِي كِتَ ِ‬ ‫ْم َو ِْ‬
‫اإل َ‬
‫ِ‬
‫ين أُوتُوا الْعل َ‬
‫يػ ْؤفَ ُكو َف (٘٘) وقَ َ ا ِ‬
‫اؿ الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ين‬ ‫ذ‬‫ث ولَ ِكنا ُكم ُك ْنتُم َال تَػعلَمو َف (‪ )٘ٙ‬فَػيػومئِ ٍذ َال يػ ْنػ َفع الا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫الْبَػ ْعث فَػ َه َذا يَػ ْو ُـ الْبَػ ْع َ‬
‫ظَلَ ُموا َم ْع ِذ َرتُػ ُه ْم َوَال ُى ْم يُ ْستَػ ْعتَبُو َف﴾ (الروـ)‬
‫ودو َف لِ َما نُػ ُهوا‬ ‫لما «يبعث الناس علي ما ماتو»‪ ،‬ال بد أف ذلك القوـ ماتو حين يَػعُ ُ‬
‫ت ال ار ُس ِ‬‫صي ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ْو َف بِ ِْ‬
‫وؿ‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫اإلثْ ِم َوالْعُ ْد َواف َوَم ْع َ‬ ‫َع ْنوُ َويَػتَػنَ َ‬

‫فتح البياف في مقاصد القرآف‬


‫الكتاب‪ُ :‬‬ ‫‪.28‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 45‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫ت ال ار ُس ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ْوا بِ ِْ‬ ‫اِ‬
‫وؿ‬ ‫اإلثْ ِم َوالْعُ ْد َواف َوَم ْع َ‬ ‫اج ْيتُ ْم فَ َال تَػتَػنَ َ‬ ‫آمنُوا إِ َذا تَػنَ َ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ش ْيطَ ِ‬
‫اف‬ ‫اج َوى ِم َن ال ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ْوا بِالْبِ ٍّر َوالتاػ ْق َوى َواتاػ ُقوا اللاوَ الاذي إِلَْيو تُ ْح َش ُرو َف (‪ )ٜ‬إِنا َما الن ْ‬ ‫َوتَػنَ َ‬
‫ض ٍّارِى ْم َش ْيئًا إِاال بِِإ ْذ ِف اللا ِو‪َ ،‬و َعلَى اللا ِو فَػلْيَتَػ َواك ِل‬ ‫س بِ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫وا‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫آم‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ذ‬‫لِيحز َف الا ِ‬
‫َ ُْ‬
‫ض َما يَ ُكو ُف ِم ْن‬ ‫ت َوَما فِي ْاأل َْر ِ‬ ‫سماوا ِ‬
‫ََ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫الْم ْؤِمنُو َف﴾ ﴿أَلَم تَػر أَ اف اللاوَ يػعلَم ما فِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ك َوَال‬ ‫اد ُس ُه ْم‪َ ،‬وَال أَ ْدنَى ِم ْن َذلِ َ‬ ‫نَجوى ثََالثٍَة إِاال ُىو رابِعهم‪ ،‬وَال َخمس ٍة إِاال ُىو س ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُُ ْ َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫أَ ْكثَػ َر إِاال ُى َو َم َع ُه ْم أَيْ َن َما َكانُوا ثُ ام يُػنَبٍّئُػ ُه ْم بِ َما َع ِملُوا يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة‪ ،‬إِ اف اللاوَ بِ ُك ٍّل َش ْي ٍء‬
‫اج ْو َف‬ ‫َعلِيم (‪ )ٚ‬أَلَم تَػر إِلَى الا ِذين نُػهوا َع ِن الناجوى ثُ ام يػع ُ ِ‬
‫ودو َف ل َما نُػ ُهوا َع ْنوُ َويَػتَػنَ َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬
‫ك بِ ِو اللاوُ َويَػ ُقولُو َف‬ ‫وؾ َحياػ ْو َؾ بِ َما لَ ْم يُ َحيٍّ َ‬‫وؿ َوإِ َذا َجاءُ َ‬ ‫ت ال ار ُس ِ‬ ‫صي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلثْ ِم َوالْعُ ْد َواف َوَم ْع َ‬ ‫بِ ِْ‬
‫ير﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫س ال َْمص ُ‬
‫ِ‬
‫صلَ ْونَػ َها فَب ْئ َ‬
‫ام يَ ْ‬‫وؿ‪َ ،‬ح ْسبُػ ُه ْم َج َهن ُ‬ ‫فِي أَنْػ ُف ِس ِه ْم لَ ْوَال يُػ َع ٍّذبُػنَا اللاوُ بِ َما نَػ ُق ُ‬

‫الملَك المكلاف في "القرف"‪ ،‬وبُِع َ‬


‫ث الناس من قبورىم‪،‬‬ ‫فإذا كاف يوـ البعث‪ ،‬ونفخ َ‬
‫فاخ َر باألنساب حينئذ كما كانوا يفتخروف بها في الدنيا‪ ،‬وال يسأؿ أحد أح ًدا‪.‬‬ ‫فال تَ ُ‬
‫اءلُو َف﴾ (ال ُْم ْؤِمنُو َف)‬ ‫ٍِ‬ ‫﴿فَِإ َذا نُِف َخ فِي ُّ‬
‫الصوِر فَ َال أَنْ َس َ‬
‫اب بَػ ْيػنَػ ُه ْم يَػ ْوَمئذ َوَال يَػتَ َس َ‬

‫كاف عبداهلل بن مسعود رضي اهلل عنو دخل عليو بعض أصحابو فرأوا عنده غلمانا‬
‫في غاية الحسن كأنهم ذىب فجعلوا ينُروف إليهم‪ ،‬فقاؿ أتعجبوف من حسنهم؟‬
‫واهلل إني ألتمنى موتهم! لماذا قاؿ ىذا الكالـ؟ لما يعلم مالو عند اهلل إذا احتسب‬
‫حبيبو إذا فقده من أىل الدنيا‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 46‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫اؿ والْبػنو َف ِزينةُ الْحياةِ‬ ‫﴿ياأَيُّػها الا ِذين آمنُوا اتاػ ُقوا اللاوَ وُكونُوا مع ال ا ِ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ين﴾ ﴿ال َْم ُ َ َ ُ‬ ‫صادق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ين‬ ‫ك ثَػوابا و َخيػر أَم ًال﴾ ﴿ال تَحسب ان الا ِ‬
‫ذ‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ات َخيػر ِ‬
‫ع‬ ‫ح‬ ‫صالِ‬ ‫الدنْػيَا َوالْبَاقِيَ ُ‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ًَ َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ات ال ا َ‬
‫اه ْم بِ َم َف َازٍة ِم َن‬ ‫ِ‬
‫يَػ ْف َر ُحو َف بِ َما أَتَػ ْوا َويُحبُّو َف أَ ْف يُ ْح َم ُدوا بِ َما لَ ْم يَػ ْف َعلُوا فَال تَ ْح َسبَػنػ ُ‬
‫اب ولَهم َع َذاب أَلِ‬
‫‪.‬‬ ‫يم﴾‬‫ٌ ٌ‬ ‫ال َْع َذ ِ َ ُ ْ‬

‫ادوا يح ٍّرفُو َف الْ َكلِم َعن مو ِ‬


‫اض ِع ِو َويَػ ُقولُو َف َس ِم ْعنَا‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ين‬ ‫قاؿ اهلل تعالى‪ِ ﴿ :‬من الا ِ‬
‫ذ‬
‫َ ْ ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْسنَتِ ِه ْم َوطَ ْعنًا فِي الدٍّي ِن‪َ ،‬ولَ ْو أَناػ ُه ْم قَالُوا‬ ‫اعنَا لَيًّا بِأَل ِ‬ ‫وعصيػنا واسمع غَيػر مسم ٍع ور ِ‬
‫َ َ َْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫اس َم ْع َوانُُْْرنَا لَ َكا َف َخ ْيػ ًرا لَ ُه ْم َوأَقْػ َوَـ َولَ ِك ْن لَ َعنَػ ُه ُم اللاوُ بِ ُك ْف ِرِى ْم فَ َال‬ ‫َس ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَا َو ْ‬
‫يُػ ْؤِمنُو َف إِاال قَلِ ًيال﴾ (النساء)‬
‫ين يُػ ْؤذُو َف‬ ‫اِ‬ ‫ِ‬
‫إذا نفخ في الصور‪ ،‬يخرجوف المنافقوف من القبور‪ ،‬مثلهم ﴿ َوم ْنػ ُه ُم الذ َ‬
‫والم ْش ِي ويقولوف‪ :‬يَ َاويْػلَنَا! َم ْن‬ ‫وج َ‬ ‫النابِ اي َويَػ ُقولُو َف ُى َو أُذُ ٌف‪ ،﴾...‬يُس ِرعُو َف فِي ال ُخ ُر ِ‬
‫الم ْؤِمنُو َف (أ َْو‬‫رد َعلَْي ِهم ُ‬ ‫الدنْيا‪َ .‬ويَ ُّ‬‫بَػ َعثَنا ِم ْن قُػبُوِرنَا التي ُكناا نَػ ْرقُ ُد فِ َيها بَػ ْع َد َحيَاتِنَا ُّ‬
‫الذي َو َع َد ال ار ْح َم ُن بِ ِو‬ ‫الذي تَػرونَوُ ىو ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫‪:‬‬‫ين‬ ‫المتسائِلُو َف بػيػنػهم) قَائِلِ‬
‫ُ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ ْ‬ ‫َُ َ‬
‫الم ْر َسلُو َف فِي إِ ْخبَا ِرِى ْم َع ْنوُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َد َؽ ُ‬ ‫ادهُ‪َ ،‬و َ‬‫عبَ َ‬
‫اث إِلَى َربٍّ ِه ْم يَػ ْن ِسلُو َف (ٔ٘) قَالُوا يَ َاويْػلَنَا َم ْن‬
‫َج َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َونُِف َخ فِي ُّ‬
‫الصوِر فَِإ َذا ُى ْم م َن ْاأل ْ‬
‫ص َد َؽ ال ُْم ْر َسلُو َف﴾ (يس)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بَػ َعثَػنَا م ْن َم ْرقَدنَا َى َذا َما َو َع َد ال ار ْح َم ُن َو َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 47‬‬


‫وذكل‪:‬‬
‫اح َدةً‬ ‫ادقِين (‪ )ٗٛ‬ما يػ ْنُُرو َف إِاال صيحةً و ِ‬ ‫﴿ويػ ُقولُو َف متَى َى َذا الْو ْع ُد إِ ْف ُك ْنتُم ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫صيَةً َوَال إِلَى أ َْىلِ ِه ْم يَػ ْرِجعُو َف﴾ ﴿إِ ْف‬ ‫صمو َف (‪ )ٜٗ‬فَ َال يستَ ِطيعو َف تَػو ِ‬
‫َْ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫ْخ ُذ ُى ْم َو ُى ْم يَخ ٍّ ُ‬
‫تَأ ُ‬
‫ِ‬
‫س‬‫ض ُرو َف (ٖ٘) فَالْيَػ ْوَـ َال تُُْلَ ُم نَػ ْف ٌ‬ ‫يع لَ َديْػنَا ُم ْح َ‬‫ص ْي َحةً َواح َد ًة فَِإ َذا ُى ْم َج ِم ٌ‬‫ت إِاال َ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫َطيعُوا اللاوَ َوَر ُسولَوُ َوَال‬ ‫َشيئًا وَال تُجزو َف إِاال ما ُك ْنتم تَػعملُو َف﴾ ﴿ياأَيُّػها الا ِذين آمنوا أ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ َْ‬ ‫ْ َ َْْ‬
‫ين قَالُوا َس ِم ْعنَا َو ُى ْم َال يَ ْس َمعُو َف﴾‬ ‫اِ‬ ‫ا‬
‫تَػ َول ْوا َع ْنوُ َوأَنْػتُ ْم تَ ْس َمعُو َف (ٕٓ) َوَال تَ ُكونُوا َكالذ َ‬
‫ين إِ َذا ُدعُوا إِلَى اللا ِو َوَر ُسولِ ِو لِيَ ْح ُك َم بَػ ْيػنَػ ُه ْم أَ ْف يَػ ُقولُوا َس ِم ْعنَا‬ ‫﴿إِناما َكا َف قَػو َؿ الْم ْؤِمنِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ش اللاوَ َويَػتاػ ْق ِو فَأُولَئِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأَطَ ْعنَا َوأُولَئِ َ‬
‫ك‬ ‫ك ُى ُم ال ُْم ْفل ُحو َف (ٔ٘) َوَم ْن يُط ِع اللاوَ َوَر ُسولَوُ َويَ ْخ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ُى ُم الْ َفائُِزو َف﴾‬

‫آمناا‪َ ،‬رباػنَا فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَػنَا‬ ‫ِ‬ ‫ادي لِ ِْْل ِ‬ ‫اديا يػنَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يماف أَ ْف آمنُوا بَِربٍّ ُك ْم فَ َ‬‫َ‬ ‫﴿ َرباػنَا إِناػنَا َسم ْعنَا ُمنَ ً ُ‬
‫ك َوَال‬ ‫َوَك ٍّف ْر َعناا َسيٍّئَاتِنَا َوتَػ َوفاػنَا َم َع ْاألَبْػ َرا ِر (ٖ‪َ )ٜٔ‬رباػنَا َوآتِنَا َما َو َع ْدتَػنَا َعلَى ُر ُسلِ َ‬
‫ك َال تُ ْخلِ ُ‬
‫ف ال ِْم َيع َاد﴾‬ ‫تُ ْخ ِزنَا يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة إِنا َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 48‬‬


‫ض َع ْن ِذ ْك ِر اهلل وخالف أمره‪َ ،‬وَك َف َر بِ َما أَنْػ َز َؿ اهلل َعلَى رسولو ثم اتبع‬
‫كل من أَ ْع َر َ‬
‫محدثات اليوـ استخرجها شيوخ بعد السلف الصالحين‪ ،‬فإنو يعيش في ىذه الدنيا‬
‫ضنكا‪ ،‬ويبعث يوـ القيامة أَ ْع َمى‪ ،‬ال يري‪ .‬وىكذا يبعث َمن أسرؼ على نفسو‬
‫فعصى رباو‪ .‬قاؿ اهلل سبحانو وتعالى‪:‬‬
‫ش ُرهُ يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة أَ ْع َمى (ٕٗٔ)‬ ‫ض ْن ًكا َونَ ْح ُ‬ ‫ض َع ْن ِذ ْك ِري فَِإ اف لَوُ َم ِعي َش ًة َ‬ ‫﴿ َوَم ْن أَ ْع َر َ‬
‫ك آيَاتُػنَا فَػنَ ِسيتَػ َها‬
‫ك أَتَػ ْت َ‬‫اؿ َك َذلِ َ‬‫ص ًيرا (ٕ٘ٔ) قَ َ‬ ‫تب ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ل َم َح َش ْرتَني أَ ْع َمى َوقَ ْد ُك ْن ُ َ‬
‫اؿ ر ٍّ ِ‬
‫قَ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك الْيَػ ْوَـ تُػ ْن َسى (‪َ )ٕٔٙ‬وَك َذلِ َ‬ ‫َوَك َذلِ َ‬
‫ؼ َولَ ْم يُػ ْؤم ْن بِآيَات َربٍّو َولَ َع َذ ُ‬
‫اب‬ ‫ك نَ ْج ِزي َم ْن أ ْ‬
‫َس َر َ‬
‫ْاآل ِخ َرِة أَ َش ُّد َوأَبْػ َقى﴾ (طو)‬
‫اؿ «إِياا ُكم وم ْح َدثَ ِ‬
‫ات‬ ‫ْ َُ‬ ‫وؿ اللا ِو صلى اهلل عليو وسلم قَ َ‬ ‫ود أَ ّف َر ُس َ‬ ‫َعن َعب ِد اللا ِو ب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ضاللَةٌ»‪.‬‬ ‫األ ُُموِر فَِإ اف َش ار األ ُُموِر ُم ْح َدثَاتُػ َها َوإِ اف ُك ال ُم ْح َدثٍَة بِ ْد َعةٌ َوإِ اف ُك ال بِ ْد َع ٍة َ‬
‫«كل بدعة ضاللة وإف رآىا‬ ‫وعن ابن عمر رضي اهلل عنو قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل‬
‫الناس حسنة»‪ .‬وىذا الحديث يدلّك على ىذا "كل" كلية! ال جزئية كما يقولوف‬
‫أىل البدعة‪ )423(" .‬وأجمعوا على أف كل بدعة في الدين فإنها ضاللة‪ ،‬ومن قاؿ‬
‫من السلف في بعض األفعاؿ إنها بدعة حسنة‪ ،‬فإنما يعنوف بو الحسن اللغوي‪ ،‬أي‬
‫البدعة باعتبار اللغة‪ ،‬وأما البدعة باعتبار الشرع فلم يقل أحد من أىل السنة إف‬
‫فيها شيء حسن"‪( .‬الكتاب‪ :‬اإلجماع العقدي)‬
‫ذلكل‪:‬‬
‫سبُّوا اللاوَ َع ْد ًوا بِغَْي ِر ِعل ٍْم‪َ ،‬ك َذلِ َ‬
‫ك َزياػناا لِ ُك ٍّل‬ ‫ِ اِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَ ْدعُو َف م ْن ُدوف اللو فَػيَ ُ‬
‫اِ‬
‫سبُّوا الذ َ‬ ‫﴿ َوَال تَ ُ‬
‫‪.‬‬ ‫أُام ٍة َع َملَ ُه ْم ثُ ام إِلَى َربٍِّه ْم َم ْرِجعُ ُه ْم فَػيُػنَبٍّئُػ ُه ْم بِ َما َكانُوا يَػ ْع َملُو َف﴾‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 49‬‬


‫س‪،‬‬‫ش ْيطَا ُف ِم َن ال َْم ٍّ‬ ‫وـ الا ِذي يَػتَ َخباطُوُ ال ا‬ ‫ومو َف إِاال َك َما يَػ ُق ُ‬ ‫ين يَأْ ُكلُو َف ٍّ‬
‫الربَا َال يَػ ُق ُ‬
‫اِ‬
‫﴿ ال ذ َ‬
‫اءهُ َم ْو ِعَُةٌ‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬‫الر‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ب‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ا‬ ‫َح‬
‫َ‬ ‫أ‬‫و‬‫َ‬ ‫ا‬‫ب‬
‫َ‬‫الر‬
‫ٍّ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ْ‬‫ث‬ ‫ك بِأَناػهم قَالُوا إِناما الْبػيع ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َذلِ‬
‫اب الناا ِر ُى ْم فِ َيها‬‫َص َح ُ‬ ‫كأ ْ‬ ‫ف َوأ َْم ُرهُ إِلَى اللا ِو َوَم ْن َع َ‬
‫اد فَأُولَئِ َ‬ ‫ِم ْن َربٍِّو فَانْػتَػ َهى فَػلَوُ َما َسلَ َ‬
‫َخالِ ُدو َف﴾ (البقرة)‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ين (‪ )ٕٚٛ‬فَِإ ْف لَ ْم‬ ‫ِِ‬ ‫آمنُوا اتاػ ُقوا اللاوَ َو َذ ُروا َما بَِق َي ِم َن ٍّ‬ ‫اِ‬
‫الربَا إِ ْف ُك ْنتُ ْم ُم ْؤمن َ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫وس أ َْم َوالِ ُك ْم َال تَُْلِ ُمو َف َوَال‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمن اللا ِو ورسولِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُُ ُ‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬
‫ََ ُ َ‬ ‫تَػ ْف َعلُوا فَأْ َذنُوا ب َح ْر ٍ َ‬
‫ص ادقُوا َخ ْيػ ٌر لَ ُك ْم إِ ْف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِ‬
‫تُُْلَ ُمو َف (‪َ )ٕٜٚ‬وإِ ْف َكا َف ذُو عُ ْس َرة فَػنَُ َرةٌ إِلَى َم ْي َس َرة‪َ ،‬وأَ ْف تَ َ‬
‫ت‬ ‫س َما َك َسبَ ْ‬ ‫ُك ْنتُ ْم تَػ ْعلَ ُمو َف (ٓ‪َ )ٕٛ‬واتاػ ُقوا يَػ ْوًما تُػ ْر َجعُو َف فِ ِيو إِلَى اللا ِو ثُ ام تُػ َوفاى ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬
‫اع َفةً‪َ ،‬واتاػ ُقوا اللاوَ‬ ‫آمنُوا َال تَأْ ُكلُوا ٍّ‬
‫الربَا أَ ْ‬ ‫اِ‬
‫ضَ‬ ‫ض َعافًا ُم َ‬ ‫ين َ‬ ‫َو ُى ْم َال يُُْلَ ُمو َف﴾ ﴿يَاأَيُّػ َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫ين (ٖٔٔ) َوأَطيعُوا اللاوَ‬ ‫لَعلا ُكم تُػ ْفلِحو َف (ٖٓٔ) واتاػ ُقوا الناار الاتِي أ ُِع اد ْ ِ ِ‬
‫ت ل ْل َكاف ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫‪.‬‬ ‫وؿ لَ َعلا ُك ْم تُػ ْر َح ُمو َف﴾‬
‫َوال ار ُس َ‬

‫َخ ِيو (ٖٗ) َوأ ٍُّم ِو َوأَبِ ِيو (ٖ٘)‬ ‫صا اخةُ (ٖٖ) يػوـ ي ِف ُّر الْمرء ِمن أ ِ‬ ‫ت ال ا‬ ‫﴿فَِإ َذا جاء ِ‬
‫َُْ ْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫احبَتِ ِو َوبَنِ ِيو (‪ )ٖٙ‬لِ ُك ٍّل ْام ِر ٍئ ِم ْنػ ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ َشأْ ٌف يُػ ْغنِ ِيو (‪ُ )ٖٚ‬و ُجوهٌ يَػ ْوَمئِ ٍذ ُم ْس ِف َرةٌ‬
‫وص ِ‬
‫َ َ‬
‫اح َكةٌ ُم ْستَْب ِش َرةٌ (‪َ )ٖٜ‬وُو ُجوهٌ يَػ ْوَمئِ ٍذ َعلَْيػ َها غَبَػ َرةٌ (ٓٗ) تَػ ْرَى ُق َها قَػتَػ َرةٌ (ٔٗ)‬ ‫ضِ‬ ‫(‪َ )ٖٛ‬‬
‫س)‬‫ك ُى ُم الْ َك َف َرةُ الْ َف َج َرةُ﴾ (سورة َعبَ َ‬ ‫أُولَئِ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 50‬‬


‫إذا جاءت صيحة القيامة‪ ،‬التي تصخ لهولها األسماع‪ ،‬وتنزعج لها األفئدة يومئذ‪،‬‬
‫ِ‬
‫مما يرى الناس (فاجر) من األىواؿ وشدة الحاجة لسالف األعماؿ‪ .‬يَف ُّر ال َْم ْرءُ‬
‫احبَتِ ِو (أي‪:‬‬ ‫َخ ِيو وأ ٍُّم ِو وأَبِ ِيو وص ِ‬
‫الفاجر من أعز الناس إليو‪ ،‬وأشفقهم لديو‪ِ ،‬من أ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫زوجتو) َوبَنِ ِيو‪ ،‬وذلك ألنو ﴿لِ ُك ٍّل ْام ِر ٍئ ِم ْنػ ُه ْم يَػ ْوَمئِ ٍذ َشأْ ٌف يُػ ْغنِ ِيو﴾ أي‪ :‬قد شغلتو‬
‫نفسو‪ ،‬واىتم لفكاكها‪ ،‬ولم يكن لو التفات إلى غيرىا‪ ،‬فحينئذ ينقسم الخلق إلى‬
‫فريقين‪ :‬سعداء وأشقياء‪ ،‬فأما السعداء‪ ،‬فوجوىهم يومئذ ُم ْس ِف َرةٌ أي‪ :‬قد ظهر فيها‬
‫اح َكةٌ ُم ْستَْب ِش َرةٌ﴾‬ ‫ضِ‬
‫السرور والبهجة‪ ،‬من ما عرفوا من نجاتهم‪ ،‬وفوزىم بالنعيم‪َ ﴿ ،‬‬
‫َوُو ُجوه (األشقياء) يَػ ْوَمئِ ٍذ َعلَْيػ َها غَبَػ َرةٌ‪ .‬تَػ ْرَى ُق َها (أي‪ :‬تغشاىا) قَػتَػ َرةٌ‪ .‬فهي سوداء‬
‫ك﴾ الذين‬ ‫مُلمة مدلهمة‪ ،‬قد أيست من كل خير‪ ،‬وعرفت شقاءىا وىالكها‪﴿ .‬أُولَئِ َ‬
‫بهذا الوصف ﴿ ُى ُم الْ َك َف َرةُ الْ َف َج َرةُ﴾ أي‪ :‬الذين كفروا بنعمة اهلل وكذبوا بآيات اهلل‪،‬‬
‫‪29‬‬
‫وتجرأوا على محارمو‪ .‬نسأؿ اهلل العفو والعافية إنو جواد كريم‪.‬‬

‫ذلكل‪:‬‬
‫ك‬ ‫آمنُوا َال تُػ ْل ِه ُك ْم أ َْم َوالُ ُك ْم َوَال أ َْوَال ُد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر اللا ِو‪َ ،‬وَم ْن يَػ ْف َع ْل َذلِ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫﴿ياأَيُّػها الا ِ‬
‫ذ‬ ‫َ َ‬
‫اح‬
‫اضا فَ َال ُجنَ َ‬ ‫وزا أ َْو إِ ْع َر ً‬
‫شً‬ ‫ت ِم ْن بَػ ْعلِ َها نُ ُ‬ ‫اس ُرو َف ﴿ َوإِ ِف ْام َرأَةٌ َخافَ ْ‬ ‫ك ىم الْ َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَأُولَئ َ ُ ُ‬
‫الش اح‪َ ،‬وإِ ْف‬ ‫س ُّ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ْ‬‫ن‬‫َ‬‫األ‬
‫ْ‬ ‫ضر ِ‬
‫ت‬ ‫ُح ِ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ْح‬ ‫ل‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ْح‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ح‬ ‫َعلَي ِهما أَ ْف يصلِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ‬
‫تُ ْح ِسنُوا َوتَػتاػ ُقوا فَِإ اف اللاوَ َكا َف بِ َما تَػ ْع َملُو َف َخبِ ًيرا (‪َ )ٕٔٛ‬ولَ ْن تَ ْستَ ِطيعُوا أَ ْف تَػ ْع ِدلُوا بَػ ْي َن‬
‫صلِ ُحوا َوتَػتاػ ُقوا فَِإ اف‬ ‫الن ِ‬
‫وىا َكال ُْم َعلا َق ِة َوإِ ْف تُ ْ‬ ‫صتُ ْم فَ َال تَ ِميلُوا ُك ال ال َْم ْي ِل فَػتَ َذ ُر َ‬ ‫ٍّساء َولَ ْو َح َر ْ‬‫َ‬
‫‪.‬‬ ‫يما﴾‬ ‫ح‬‫اللاو َكا َف غَ ُفورا رِ‬
‫ً َ ً‬ ‫َ‬
‫‪ .29‬الكتاب‪ :‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالـ المناف_ تفسير السعدي‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 51‬‬


‫ْخ ُذوا ِم ْنوُ َش ْيئًا‪،‬‬
‫اى ان قِ ْنطَ ًارا فَ َال تَأ ُ‬
‫اؿ َزْو ٍج َم َكا َف َزْو ٍج َوآتَػ ْيتُ ْم إِ ْح َد ُ‬ ‫استِْب َد َ‬‫﴿ َوإِ ْف أ ََر ْدتُ ُم ْ‬
‫ض‬ ‫ض ُك ْم إِلَى بَػ ْع ٍ‬ ‫ضى بَػ ْع ُ‬ ‫ْخ ُذونَوُ َوقَ ْد أَفْ َ‬ ‫ف تَأ ُ‬ ‫ْخ ُذونَوُ بُػ ْهتَانًا َوإِثْ ًما ُمبِينًا (ٕٓ) َوَك ْي َ‬ ‫أَتَأ ُ‬
‫اف‪،‬‬‫وؼ أَو تَس ِريح بِِإ ْحس ٍ‬ ‫اؾ بِمعر ٍ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫س‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫َخ ْذ َف ِم ْن ُكم ِميثَاقًا غَلِيًُا﴾ ﴿الطاَال ُؽ م ارتَ ِ‬
‫اف‬ ‫َوأ َ‬
‫ْ ْ ٌ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ود اللا ِو‪ ،‬فَِإ ْف‬ ‫ِ‬ ‫وَال ي ِح ُّل لَ ُكم أَ ْف تَأ ُ ِ‬
‫يما ُح ُد َ‬ ‫وى ان َش ْيئًا إِاال أَ ْف يَ َخافَا أ اَال يُق َ‬ ‫ْخ ُذوا م اما آتَػ ْيتُ ُم ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ود اللا ِو فَ َال‬‫ْك ُح ُد ُ‬ ‫ت بِ ِو‪ ،‬تِل َ‬ ‫يما افْػتَ َد ْ‬ ‫ود اللا ِو فَ َال جنَاح َعلَي ِهما فِ‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ا‬‫يم‬ ‫ِخ ْفتُم أ اَال ي ِ‬
‫ق‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫‪.‬‬ ‫ك ُى ُم الُاالِ ُمو َف﴾‬ ‫ود اللا ِو فَأُولَئِ َ‬
‫وىا‪َ ،‬وَم ْن يَػتَػ َع اد ُح ُد َ‬ ‫تَػ ْعتَ ُد َ‬

‫«يبعث كل عبد على ما مات عليو»‪ ،‬الحامل تبعث بحملها‪ ،‬ومرضعة برضيعها إذا‬
‫رضيعها الذي ألقمتو ثديها؛‬
‫ماتا معا‪ .‬وترونهم‪ ،‬إذا خرجوا من القبور‪ :‬تنسى الوالدةُ َ‬
‫لِ َما نزؿ بها من الكرب‪ ،‬وتُ ْسقط الحامل حملها من الرعب وتغيب عقوؿ للناس‪،‬‬
‫فهم كالسكارى من شدة الهوؿ والفزع‪ ،‬وليسوا بسكارى من الخمر‪ ،‬ولكن شدة‬
‫‪30‬‬
‫العذاب أفقدتهم عقولهم وإدراكهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫س َِ‬‫ااس اتاػ ُقوا َربا ُك ْم إِ اف َزل َْزلَةَ ال ا‬
‫يم (ٔ) يَػ ْوَـ تَػ َرْونَػ َها تَ ْذ َى ُل ُك ُّل‬‫اعة َش ْيءٌ َعُ ٌ‬ ‫﴿يَاأَيُّػ َها الن ُ‬
‫ااس ُس َك َارى َوَما ُى ْم‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬‫ر‬‫ػ‬‫َ‬‫ت‬‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ضع ُك ُّل َذ ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫و‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ض‬‫َ‬ ‫َر‬‫أ‬ ‫ا‬‫م‬‫ا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ضع ٍ‬
‫ة‬ ‫مر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫اب اللا ِو َش ِدي ٌد﴾ (سورة الحج)‬ ‫ِ‬
‫س َك َارى َولَك ان َع َذ َ‬ ‫بُ‬
‫ِ‬
‫وذلك يختص بأولياء الشيطاف‪ ،‬فإ اف أولياء ِ‬
‫اهلل الَ َخوؼ عليهم والىم يحزنوف‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ .30‬الكتاب‪ :‬التفسير الميسر‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 52‬‬


‫ذلكل‪:‬‬
‫س ِم ْن َع َم ِل‬ ‫ٌ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اب‬
‫ُ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ْ‬‫ن‬‫َ‬‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫س‬‫﴿ياأَيُّػها الا ِذين آمنُوا إِناما الْ َخمر والْمي ِ‬
‫ْ ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اجتَنِبُوهُ لَ َعلا ُك ْم تُػ ْفلِ ُحو َف (ٓ‪ )ٜ‬إِنا َما يُ ِري ُد ال ا‬
‫ش ْيطَا ُف أَ ْف يُوقِ َع بَػ ْيػنَ ُك ُم ال َْع َد َاوَة‬ ‫اف فَ ْ‬‫ش ْيطَ ِ‬
‫ال ا‬
‫ص َال ِة‪ ،‬فَػ َه ْل أَنْػتُ ْم‬ ‫ص اد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر اللا ِو َو َع ِن ال ا‬ ‫ِ‬
‫اء في الْ َخ ْم ِر َوال َْم ْيس ِر َويَ ُ‬
‫ض ِ‬
‫َوالْبَػ ْغ َ َ‬
‫اح َذ ُروا‪ ،‬فَِإ ْف تَػ َولاْيتُ ْم فَا ْعلَ ُموا أَنا َما َعلَى‬ ‫َطيعوا اللاو وأ ِ‬ ‫م ْنتػهو َف (ٔ‪ )ٜ‬وأ ِ‬
‫وؿ َو ْ‬ ‫َطيعُوا ال ار ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬
‫‪.‬‬ ‫ين﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ُسولنَا الْبَ َالغُ ال ُْمب ُ‬
‫ين‬ ‫ادقِ‬‫صِ‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ات‬‫ات والْ َقانِتِين والْ َقانِتَ ِ‬ ‫ات والْم ْؤِمنِين والْم ْؤِمنَ ِ‬ ‫﴿إِ اف الْمسلِ ِمين والْمسلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ ُْ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ين‬ ‫ات والْمتَ ِ‬ ‫اشع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫صابِ ِرين وال ا ِ ِ‬ ‫وال ا ِ ِ‬
‫صدٍّق َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ين َوالْ َخ َ‬ ‫صاب َرات َوالْ َخاشع َ‬ ‫صادقَات َوال ا َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ات والْحافِ ُِين فُػروج ُهم وال ِ ِ‬ ‫صائِ ِمين وال ا ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْحافَُات َوال اذاك ِر َ‬
‫ين‬ ‫صائ َم َ َ َ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ص ٍّدقَات َوال ا َ َ‬ ‫َوال ُْمتَ َ‬
‫َع اد اللاو لَهم م ْغ ِفرًة وأَجرا َع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ا ِ‬
‫‪.‬‬ ‫يما﴾‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اللوَ َكث ًيرا َوال اذاك َرات أ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ ً‬

‫ليس كل من مات ولم يبلغ الحلم شهيد أو من أىل الجنة‪ .‬عن عائشة‪ -‬رضي اهلل‬
‫عنها‪ -‬قالت‪ :‬قلت‪« :‬يا رسوؿ اهلل ذراري المؤمنين؟ قاؿ‪ :‬من آبائهم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسوؿ اهلل بال عمل؟ قاؿ‪ :‬اهلل أعلم بما كانو عاملين‪ .‬قلت‪ :‬فذراري المشركين؟‬
‫قاؿ‪ :‬من آبائهم‪ ،‬قلت‪ :‬بال عمل؟ قاؿ‪ :‬اهلل أعلم بما كانوا عاملين» (رواه أبوداود)‬
‫وفي سنن أبي داود عن سلمة بن قيس األشجعي قاؿ أتيت أنا وأخي‪ ،‬النبي صلى‬
‫اهلل عليو وسلم فقلنا إف ّأمنا ماتت في الجاىلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم‬
‫وأدت أختاً لنا في الجاىلية لم تبلغ الحنث فقاؿ‪:‬‬
‫وأنها ْ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 53‬‬


‫«الوائدة والموؤدة في النار إال أف تدرؾ الوائدة اإلسالـ فتسلم»‪ .‬قاؿ ابن كثير في‬
‫تفسيره (‪ )32/3‬إسناده حسن‪.‬‬
‫ين إِلَى ال اد ِاع‪ ،‬اشتعل الرؤوسهم َش ْيبًا لِ َما فِ ِيو‬ ‫ِِ‬
‫والشباب إذا خرجوا من القبور‪ُ ،‬م ْهطع َ‬
‫ِم َن ال َف َز ِع َواأل َْى َو ِاؿ‪﴿ .‬فَ َك ْي َ‬
‫ف تَػتاػ ُقو َف إِ ْف َك َف ْرتُ ْم يَػ ْوًما يَ ْج َع ُل الْ ِولْ َدا َف ِشيبًا﴾ (ال ُْم ازٍّم ُل)‬

‫لذلك‪:‬‬
‫﴿قُولُوا آمناا بِاللا ِو وما أُنْ ِز َؿ إِلَيػنا وما أُنْ ِز َؿ إِلَى إِبػر ِاى ِ ِ‬
‫وب‬‫يل َوإِ ْس َحا َؽ َويَػ ْع ُق َ‬ ‫يم َوإ ْس َماع َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َح ٍد ِم ْنػ ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسى َوَما أُوت َي النابِيُّو َف م ْن َربٍّ ِه ْم َال نُػ َف ٍّر ُؽ بَػ ْي َن أ َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫اط وما أُوتِي موسى و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و ْاألَسب ِ‬
‫َ َْ‬
‫صى بِها إِبػر ِاى ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اصطََفى لَ ُك ُم‬ ‫وب يَابَنِ اي إِ اف اللاوَ ْ‬ ‫يم بَنيو َويَػ ْع ُق ُ‬ ‫َونَ ْح ُن لَوُ ُم ْسل ُمو َف﴾ ﴿ َوَو ا َ ْ َ ُ‬
‫َسلَ َم َم ْن فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍّين فَ َال تَ ُموتُ ان إِاال َوأَنْػتُ ْم ُم ْسل ُمو َف﴾ ﴿أَفَػغَْيػ َر دي ِن اللاو يَػ ْبػغُو َف َولَوُ أ ْ‬ ‫الد َ‬
‫آمناا بِاللا ِو َوَما أُنْ ِز َؿ َعلَْيػنَا‬ ‫ْ َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫)‬ ‫ٖ‪ٛ‬‬ ‫(‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫و‬‫ض طَو ًعا وَكرىا وإِلَي ِ‬
‫س َم َاوات َو ْاألَ ْر ِ ْ َ ْ ً َ ْ ُ ْ َ‬
‫ال ا ِ‬
‫ِ‬ ‫اعيل وإِسحا َؽ ويػع ُقوب و ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى‬ ‫َسبَاط َوَما أُوت َي ُم َ‬ ‫يم َوإِ ْس َم َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َوَما أُنْ ِز َؿ َعلَى إبْػ َراى َ‬
‫َح ٍد ِم ْنػ ُه ْم َونَ ْح ُن لَوُ ُم ْسلِ ُمو َف (ٗ‪َ )ٛ‬وَم ْن‬ ‫ِ‬
‫يسى َوالنابِيُّو َف م ْن َربٍّ ِه ْم َال نُػ َف ٍّر ُؽ بَػ ْي َن أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ع‬‫وِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ين﴾‬ ‫اإل ْس َالِـ دينًا فَػلَ ْن يُػ ْقبَ َل م ْنوُ َو ُى َو في ْاآلخ َرة م َن الْ َخاس ِر َ‬ ‫يَػ ْبتَ ِغ غَْيػ َر ِْ‬

‫ذلك من قليل الكيفيات البعث الناس من القبور‪ .‬و«يبعث كل عبد على ما مات‬
‫عليو» ثم يحشر الناس في مكاف الداعي‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 54‬‬


‫ارَىا‬
‫صُ‬ ‫وبعد أف يحشر الناس إلى الداعي‪ ،‬سترى أولياء الشيطاف قلوبهم خائفة ﴿أَبْ َ‬
‫ْحافِ َرِة﴾‪ .‬عن ابن عباس‪،‬‬ ‫اشعةٌ﴾ وي ِس ُّروف النا َدامةَ ﴿يػ ُقولُو َف أَإِناا لَمر ُد ُ ِ‬
‫ودو َف في ال َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َخ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ْحافِ َرِة﴾ يقوؿ‪ :‬أئنا لنحيا بعد موتنا‪ ،‬ونبعث من مكاننا‬ ‫قولو‪﴿ :‬أَئِناا لَمر ُد ُ ِ‬
‫ودو َف في ال َ‬ ‫َْ‬
‫ْحافِ َرِة﴾ أئنا لمبعوثوف خلقا جديدا‪.‬‬ ‫ىذا‪ .‬وعن قتادة يقوؿ‪﴿ :‬أَئِناا لَمر ُد ُ ِ‬
‫ودو َف في ال َ‬ ‫َْ‬
‫ويقولوف ﴿أَإِ َذا ُكناا ِعَُ ًاما نَ ِخ َرًة﴾‪ .‬فكما يذ ّكرنا اهللُ ما قالو في حياتهم الدنيا‪:‬‬
‫جل ثناؤه عن قيل ىؤالء المك ّذبين بالبعث‪،‬‬ ‫يقوؿ‬ ‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ة‬
‫ٌ‬‫ر‬ ‫ْك إِ ًذا َك ارةٌ َخ ِ‬
‫اس‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫﴿قَالُوا تِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قالوا‪ :‬تلك‪ :‬يعنوف تلك الرجعة أحياء بعد الممات‪ ،‬إ ًذا‪:...‬‬

‫وؿ إِاال َكانُوا بِ ِو يَ ْستَػ ْه ِزئُو َف (ٖٓ) أَلَ ْم يَػ َرْوا َك ْم‬ ‫اد‪َ ،‬ما يَأْتِي ِهم ِم ْن ر ُس ٍ‬ ‫﴿ياحسرًة َعلَى ال ِْعب ِ‬
‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْىلَ ْكنَا قَػ ْبػلَ ُه ْم م َن الْ ُق ُروف أَناػ ُه ْم إِلَْي ِه ْم َال يَػ ْرجعُو َف (ٖٔ) َوإِ ْف ُكلٌّ لَ اما َج ِم ٌ‬
‫يع لَ َديْػنَا‬
‫اىا َوأَ ْخ َر ْجنَا ِم ْنػ َها َحبًّا فَ ِم ْنوُ يَأْ ُكلُو َف‬
‫َحيَػ ْيػنَ َ‬
‫ض ال َْم ْيتَةُ أ ْ‬‫ض ُرو َف (ٕٖ) َوآيَةٌ لَ ُه ُم ْاأل َْر ُ‬ ‫ُم ْح َ‬
‫وف (ٖٗ) لِيَأْ ُكلُوا‬ ‫اب وفَ اجرنَا فِ َيها ِمن الْعي ِ‬ ‫اات ِم ْن نَ ِخ ٍ‬‫(ٖٖ) وجعلْنَا فِ َيها جن ٍ‬
‫َ ُُ‬ ‫يل َوأَ ْعنَ ٍ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫اج ُكلا َها ِم اما‬ ‫َ َ‬ ‫و‬‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫ِمن ثَم ِرِه وما َع ِملَْتوُ أَي ِدي ِهم أَفَ َال ي ْش ُكرو َف (ٖ٘) سبحا َف الا ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫‪.‬‬ ‫ض َوِم ْن أَنْػ ُف ِس ِه ْم َوِم اما َال يَػ ْعلَ ُمو َف﴾‬
‫ت ْاأل َْر ُ‬‫تُػ ْنبِ ُ‬

‫ت الْواقِعةُ (٘ٔ) وانْ َش اق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬


‫س َماءُ‬ ‫ت ال ا‬ ‫َ‬ ‫فإذا حشر الناس في مكاف الداع‪﴿ ،‬فَػيَػ ْوَمئذ َوقَػ َع َ َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫س َم ِاء يَػ ْنُُُرو َف إِلَى أ َْى ِل األ َْر ِ‬
‫ب ال ا‬ ‫المالَئِ َكةُ َعلَى َج َوانِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫فَ ِه َي يَػ ْوَمئذ َواىيَةٌ﴾ َوتَقوـ َ‬
‫وس ال َخالَئِ ِق ثَ َمانِيَةٌ (أ َْو ثَ َمانِيَةُ‬
‫وؿ فَػ ْو َؽ ُرُؤ ِ‬ ‫ك اليَػ ْوِـ الم ُه ِ‬ ‫َ‬ ‫اهلل فِي َذلِ‬
‫وي ْح ِمل َعرش ِ‬
‫ََ ُ ْ َ‬
‫َ‬
‫ضو َف َال تَ ْخ َفى ِم ْن ُك ْم َخافِيَةٌ﴾‪.‬‬‫المالَئِ َك ِة َعلَى قَػ ْو ٍؿ)‪﴿ .‬يَػ ْوَمئِ ٍذ تُػ ْع َر ُ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ص ُفوؼ م َن َ‬
‫ُ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 55‬‬


‫سماء بِالْغَم ِاـ ونُػ ٍّز َؿ الْم َالئِ َكةُ تَػ ْن ِز ًيال (ٕ٘) الْمل ُ ِ ٍ‬
‫ْح ُّق‬
‫ْك يَػ ْوَمئذ ال َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫﴿ َويَػ ْوَـ تَ َش اق ُق ال ا َ ُ َ َ‬
‫ين َع ِس ًيرا﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لل ار ْح َم ِن‪َ ،‬وَكا َف يَػ ْوًما َعلَى الْ َكاف ِر َ‬

‫‪:‬‬
‫يكوف الثقالف قياـ ينُروف من أمر اهلل‪ ،‬ثم يقوؿ اهلل‬
‫استَطَ ْعتُم أَ ْف تَػ ْنػ ُف ُذوا ِمن أَقْطَا ِر ال ا ِ‬ ‫ْج ٍّن واإلنْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫األر ِ‬
‫س َم َوات َو ْ‬ ‫ْ‬ ‫س إِف ْ ْ‬ ‫﴿يَا َم ْع َش َر ال َ‬
‫اف﴾ "أي‪ :‬ال تستطيعوف ىربا من أمر اهلل وقدره‪ ،‬بل‬ ‫فَانْػ ُف ُذوا‪ ،‬ال تَػ ْنػ ُف ُذو َف إِال بِس ْلطَ ٍ‬
‫ُ‬
‫ىو محيط بكم‪ ،‬ال تقدروف على التخلص من حكمو‪ ،‬وال النفوذ عن حكمو فيكم‪،‬‬
‫أينما ذىبتم أحيط بكم‪ ،‬وىذا في مقاـ المحشر‪ ،‬المالئكة محدقة بالخالئق‪ ،‬سبع‬
‫اف} أي‪ :‬إال بأمر‬ ‫صفوؼ من كل جانب‪ ،‬فال يقدر أحد على الذىاب {إِال بِس ْلطَ ٍ‬
‫ُ‬
‫‪31‬‬
‫ك يَػ ْوَمئِ ٍذ ال ُْم ْستَػ َق ُّر﴾"‬
‫وؿ اإلنْ َسا ُف يَػ ْوَمئِ ٍذ أَيْ َن ال َْم َف ُّر‪َ .‬كال ال َوَزَر‪ .‬إِلَى َربٍّ َ‬ ‫اهلل‪﴿ ،‬يَػ ُق ُ‬
‫ادى َك َما َخلَ ْقنَا ُك ْم أَ او َؿ َم ارٍة‪َ ،‬وتَػ َرْكتُ ْم َما‬ ‫‪َ ﴿ :‬ولََق ْد ِج ْئتُ ُمونَا فُػ َر َ‬ ‫ثم يقوؿ اهلل‬
‫ين َز َع ْمتُ ْم أَناػ ُه ْم فِي ُك ْم ُش َرَكاءُ‪،‬‬ ‫اِ‬
‫اء ُك ُم الذ َ‬‫اء ظُ ُهوِرُك ْم‪َ ،‬وَما نَػ َرى َم َع ُك ْم ُش َف َع َ‬ ‫َخ اولْنَا ُك ْم َوَر َ‬
‫ض ال َع ْن ُك ْم َما ُك ْنتُ ْم تَػ ْزعُ ُمو َف﴾‪ .‬أي‪ :‬ولقد جئتمونا للحساب‬ ‫لََق ْد تَػ َقطا َع بَػ ْيػنَ ُك ْم َو َ‬
‫والجزاء فرادى كما أوجدناكم في الدنيا أوؿ مرة حفاة عراة‪ ،‬وتركتم وراء ظهوركم ما‬
‫مكنااكم فيو مما تتباىوف بو من أمواؿ في الدنيا‪ ،‬وما نرى معكم في اآلخرة أوثانكم‬
‫التي كنتم تعتقدوف أنها تشفع لكم‪ ،‬وتَ ادعوف أنها شركاء مع اهلل في العبادة‪ ،‬لقد زاؿ‬
‫واصلُكم الذي كاف بينكم في الدنيا‪ ،‬وذىب عنكم ما كنتم تَ ادعوف من أف آلهتكم‬
‫تَ ُ‬
‫شركاء هلل في العبادة‪ ،‬وظهر أنكم الخاسروف ألنفسكم وأىليكم وأموالكم‪.‬‬

‫‪ .31‬الكتاب‪ :‬تفسير القرآف العُيم_ابن كثير‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 56‬‬


‫س قياـ‪ ،‬حفاة عراة‪ ،‬ينُروف‪ ...‬ثم يفترؽ الخالئق‪ .‬وذلك قولو‬ ‫ْج ٍّن َواإلنْ ِ‬ ‫م ْع َشر ال ِ‬
‫َ َ‬
‫آمنُوا َو َع ِملُوا‬ ‫اِ‬ ‫ٍِ‬
‫ين َ‬ ‫اعةُ يَػ ْوَمئذ يَػتَػ َف ارقُو َف (ٗٔ) فَأَ اما الذ َ‬ ‫سَ‬ ‫وـ ال ا‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬ويَػ ْوَـ تَػ ُق ُ‬
‫ين َك َف ُروا َوَك اذبُوا بِآيَاتِنَا َولَِق ِاء‬ ‫َ‬
‫ض ٍة يحبػرو َف (٘ٔ) وأَ اما الا ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ات فَػهم فِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫صالِح ِ‬
‫ال ا َ‬
‫ض ُرو َف﴾ (سورة الروـ) فأما المؤمنوف باهلل ورسولو‪،‬‬ ‫اب ُم ْح َ‬ ‫ك فِي ال َْع َذ ِ‬ ‫ْاآل ِخ َرِة فَأُولَئِ َ‬
‫ويسروف وينعاموف‪ .‬أوتقوؿ‬ ‫ض ٍة)‪ ،‬يك ارموف ُّ‬ ‫العاملوف الصالحات فهم في الجنة ( َرْو َ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫ض َي اللاوُ َع ْنوُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫فهم في تحت عرش الرحماف! واهلل أعلم‪ .‬و َعن أَبِي ُىريْػرَة‪ ،‬ر ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫ت ِظ ٍّل َع ْر ِش ِو يَػ ْوَـ‬ ‫صلاى اللاوُ َعلَْي ِو َو َسلا َم‪َ « :‬س ْبػ َعةٌ يُ ُِلُّ ُه ُم اللاوُ تَػ َعالَى تَ ْح َ‬ ‫اؿ رس ُ ِ‬
‫وؿ اهلل َ‬ ‫قَ َ َ ُ‬
‫ات م ْن ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫صٍ‬ ‫ال ظ ال إِالا ظلُّوُ‪َ :‬ر ُج ٌل قَػلْبُوُ ُم َعلا ٌق بِال َْم َساجد‪َ ،‬وَر ُج ٌل َد َع ْتوُ ْام َرأَةٌ َذ ُ َ‬
‫ض َع ْيػنَػ ْي ِو َعن محا ِرِـ ِ‬
‫اهلل‬ ‫اهلل‪َ ،‬وَر ُج ٌل غَ ا‬ ‫الف تَحاباا فِي ِ‬ ‫اؼ اللاوَ َع از وج ال‪ ،‬ورج ِ‬ ‫َخ ُ‬ ‫إِنٍّي أ َ‬
‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ُ‬
‫اهلل»‪.‬‬‫ت ِمن َخ ْشي ِة ِ‬ ‫ت فِي سبِ ِ ِ‬
‫يل اهلل‪َ ،‬و َع ْي ٌن بَ َك ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫تَػ َعالَى‪َ ،‬و َع ْي ٌن َح َر َس ْ‬
‫وأما الذين كفروا باهلل وك اذبوا بما جاءت بو الرسل وأنكروا البعث بعد الموت‪،‬‬
‫فأولئك في العذاب م ْنطَلِ ُقوف‪ .‬يقاؿ لهم‪﴿ :‬انْطَلِ ُقوا إِلَى َما ُك ْنتُ ْم بِ ِو تُ َك ٍّذبُو َف (‪)ٕٜ‬‬
‫ب (ٖٔ) إِناػ َها‬ ‫يل َوَال يُػ ْغنِي ِم َن اللا َه ِ‬ ‫ب (ٖٓ) َال ظَلِ ٍ‬ ‫ث ُش َع ٍ‬ ‫انْطَلِ ُقوا إِلَى ِظ ٍّل ِذي ثََال ِ‬
‫ين﴾ أي‪:‬‬ ‫ص ْفر (ٖٖ) ويْل يَػ ْوَمئِ ٍذ لِلْم َك ٍّذبِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫ٌ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ص ِر (ٕٖ) َكأَناوُ ِ‬
‫ج‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫تَػرِمي بِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‪ُ :‬ش ْعبَ ٍة‬ ‫ث ُش َع ٍ‬ ‫ب إِلَى ثَالَ ِ‬ ‫المتَ َش ٍّع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ام ُ‬ ‫يقاؿ للكافرين‪ :‬انْطَل ُقوا إلَى ظ ٍّل ُد َخاف نَا ِر َج َهن َ‬
‫يل‪،‬‬ ‫س بَُِلِ ٍ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫وس ِه ْم‪َ ،‬و َى َذا الٍُّ‬‫َعن ي ِمينِ ِهم‪ ،‬و ُشعب ٍة َعن ِشمالِ ِهم‪ ،‬و ُشعب ٍة ِمن فَػو ِؽ رُؤ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ َ َْ ْ َ ْ َ َْ ْ ْ ُ‬
‫ام‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫أَي إِناو ال يػع ِطي ِظالًّ ي ِقي ِمن حر َذلِك اليػوِ‬
‫ـ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ ٍّ َ َ ْ َ َ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ ُْ‬
‫اف‪ ،‬يَػتَطَايَػ ُر ِم ْنػ َها‬ ‫ث َى َذا الٍُّ ال ِم َن ُّ‬
‫الد َخ ِ‬ ‫يمو َف فِ ِيو‪ .‬وعذاب التِي تُ ْح ِد ُ‬ ‫ِ‬
‫الذي ُى ْم ُمق ُ‬
‫ِ‬
‫ص ُر ِعَُما‬ ‫ٍ‬
‫ات َكثِ َيرة‪َ ،‬كأَناوُ ال َق ْ‬ ‫َشرر (ما يػتَطَايػر ِمن الناا ِر م َف ٍّرقاً) متَػ َف ٍّر ٌؽ فِي ِج َه ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌَ َ َ َُ َ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 57‬‬


‫ص ُر‬ ‫العَُ ِم و ِ‬ ‫ص ِر‪ُ -‬ك ال َشرارٍة ِم ْنوُ َكالبِنَ ِاء الم َشيا ِد فِي ِ‬ ‫وارتِ‬
‫االرت َف ِاع)‪ .‬وال َق ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬‫ك‬‫َ‬ ‫(‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬‫ا‬ ‫اع‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ص ْف ٌر﴾‪ .‬والعرب تشبو اإلبل بالقصور المبنية‪.‬‬ ‫﴿ َكأَناوُ ج َمالَةٌ ُ‬
‫ُظلُّ ُه ْم فِي ِظلٍّي يَػ ْوَـ ال ِظ ال إِالا‬‫«ويقوؿ اهلل َع از وج ال‪ :‬أَين الْمتحابُّو َف بِجاللِي‪ ،‬الْيػوـ أ ِ‬
‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َُ َ‬
‫‪32‬‬ ‫اهلل صلاى اللاوُ َعلَْي ِو وسلام‪َ ،‬عن أَبِي ُىريْػرَة ر ِ‬
‫ض َي اللاوُ َع ْنوُ‪.‬‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬
‫وؿ ِ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫ِظلٍّي»‪ .‬كما قَ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ث ُش َع ٍ‬ ‫فرؽ اهلل الخالئق‪ ،‬فرؽ تحت عرش الرحماف‪ ،‬وفرؽ تحت ِظ ٍّل ِذي ثََال ِ‬
‫ّ‬
‫ين‪-‬‬ ‫ح‬‫صالِ ِ‬ ‫ا‬ ‫ال‬‫و‬ ‫الشه َد ِ‬
‫اء‬ ‫ُّ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫الصد ِ‬
‫ٍّيق‬ ‫ٍّ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫ي‬
‫ٍّ‬ ‫وفرؽ َم َع الا ِذين أَنْػ َعم اللاوُ َعلَْي ِهم ِمن النابِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ب قَػ ْوماً ُحش ِر َمعهم»‪ ،‬ال من غلبو الشيطاف‬ ‫أح ا‬ ‫وحسن أُولَئِ َ ِ‬
‫ك َرفي ًقا‪ -‬ألف كل« َم ْن َ‬ ‫ََ َُ‬
‫‪ .‬ما زاؿ‬ ‫ويتّبع أوليائو يحبونهم كحب اهلل‪ ،‬ويطيعونهم إف خالفوا سنّة الرسوؿ‬
‫سابِ ُقو َف‬‫اب ال َْم ْشأ ََم ِة﴾ ﴿ َوال ا‬‫َص َح ُ‬
‫ِ‬
‫اب ال َْم ْي َمنَة﴾ ﴿ َوأ ْ‬ ‫َص َح ُ‬
‫الناس في ذلك فرؽ‪﴿ -‬فأ ْ‬
‫ص ِل‪.‬‬ ‫يما﴾‪ ،‬حتي يريد اهلل اليَػ ْوَـ الْ َف ْ‬ ‫ِ‬ ‫سابِ ُقو َف﴾‪ -‬مستريح ﴿وَال يسأ ُ ِ‬
‫يم َحم ً‬ ‫َؿ َحم ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫ال ا‬
‫ين﴾‬ ‫ص ِل (ٗٔ) ويْل يَػ ْوَمئِ ٍذ لِلْم َك ٍّذبِ‬ ‫اؾ َما يَػ ْو ُـ الْ َف ْ‬‫﴿ َوَما أَ ْد َر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬

‫ص ِل﴾‪،..................‬‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُجلَت (ٕٔ) لِيػوِ‬
‫ـ‬ ‫ٍّ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬‫﴿وإِ َذا الرسل أُقٍّػتت (ٔٔ) ألَي يػوٍ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ َ ْ‬ ‫َ ُّ ُ ُ َ ْ‬
‫ك َعلَى َى ُؤَال ِء َش ِهي ًدا﴾ أي‪ :‬فكيف‬ ‫ف إِ َذا ِج ْئػنَا ِمن ُك ٍّل أُام ٍة بِ َش ِه ٍ‬
‫يد َو ِج ْئػنَا بِ َ‬ ‫ْ‬ ‫﴿فَ َك ْي َ‬
‫يكوف حاؿ الناس‪ ،‬إذا جاء اهلل من كل أمة برسولها ليشهد عليها بما عملت‪ ،‬وجاء‬
‫بك‪ -‬أيها الرسوؿ‪ -‬لتكوف شهي ًدا على أمتك أنك بلغتهم رسالة ربٍّك‪.‬‬

‫يح" َعن قُػتَػيبةَ ب ِن س ِع ٍ‬


‫يد‬ ‫‪ .32‬رواهُ مسلِم فِي "ال ا ِ‬
‫صح ِ ْ َْ ْ َ‬ ‫ََ ُ ْ ٌ‬
‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 58‬‬
‫ك َعلَى َى ُؤَال ِء َش ِهي ًدا﴾ على‬ ‫ف إِ َذا ِج ْئػنَا ِمن ُك ٍّل أُام ٍة بِ َش ِه ٍ‬
‫يد َو ِج ْئػنَا بِ َ‬ ‫ْ‬ ‫لما قُرأ ﴿فَ َك ْي َ‬
‫اِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫اليوـ فإذا عيناه تَ ْذ ِرفَاف‪﴿ ،‬يَػ ْوَمئذ يَػ َو ُّد الذ َ‬
‫ين‬ ‫صلاى اللاوُ َعلَْيو َو َسلا َم‪ ،‬ذكر َ‬ ‫رسوؿ اهلل َ‬
‫ض َوَال يَ ْكتُ ُمو َف اللاوَ َح ِديثًا﴾‪.‬‬ ‫وؿ لَ ْو تُ َس اوى بِ ِه ُم ْاأل َْر ُ‬
‫ص ُوا ال ار ُس َ‬
‫َك َف ُروا َو َع َ‬
‫ين غَْيػ ُر يَ ِسي ٍر﴾‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك يػومئِ ٍذ يػوـ َع ِسير (‪َ )ٜ‬علَى الْ َكافِ‬
‫َ‬ ‫﴿فَ َذلِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ َ َْ‬

‫اإلنْ َسا ُف يَػ ْوَمئِ ٍذ بِ َما قَ اد َـ‬


‫ك يَػ ْوَمئِ ٍذ ال ُْم ْستَػ َق ُّر (ٕٔ) يُػنَباأُ ِْ‬ ‫﴿ َك اال َال َوَزَر (ٔٔ) إِلَى َربٍّ َ‬
‫‪.‬‬ ‫اإلنْ َسا ُف َعلَى نَػ ْف ِس ِو بَ ِص َيرةٌ (ٗٔ) َولَ ْو أَلْ َقى َم َع ِاذ َيرهُ﴾‬
‫ار (ٖٔ) بَ ِل ِْ‬‫َوأَخ َ‬

‫فإذا جاءت اليوـ‪ ،‬اليوـ الفصل‪ ،‬وإذا الرسل جمعت لالجتماع لوقت اليوـ‬
‫الحساب‪،...‬‬
‫يل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إِناا لِلا ِو وإِناا إِلَْي ِو ر ِ‬
‫اجعو َف‪ ،‬حسبػنَا اللاوُ ونِعم الْوكِ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫﴿ َواتاػ ُقوا يَػ ْوًما تُػ ْر َجعُو َف فِ ِيو إِلَى اللا ِو‬
‫ت َو ُى ْم َال يُُْلَ ُمو َف﴾‬ ‫سبَ ْ‬
‫س َما َك َ‬ ‫ثُ ام تُػ َوفاى ُك ُّل نَػ ْف ٍ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 59‬‬


‫ىنا تنتهي الساعة! وستبدأ اليوـ الفصل‪ -‬اليوـ الحساب‪ ،‬في الكتاب‪:‬‬

‫اتبعوني!‬

‫﴿الحمد هلل رب العالمين﴾‬


‫ين‪:‬‬ ‫والصالة والسالـ على خير المبعوث رحمة لِ ْلعالَ ِ‬
‫م‬
‫َ َ‬

‫محمد‬

‫﴿وسالـ على المرسلين﴾‬


‫ين﴾‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬
‫﴿والحمد هلل َر ٍّ‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 60‬‬


‫أشراط الساعة‬
‫العالمات الكبرى‬

‫خروج الدجاؿ‬ ‫‪.1‬‬

‫نزوؿ عيسى بن مريم عليو السالـ‬ ‫‪.2‬‬

‫خروج يأجوج ومأجوج‬ ‫‪.3‬‬

‫ثالثة خسوؼ كبرى‬ ‫‪.4‬‬

‫الدخاف‬ ‫‪.5‬‬

‫خروج الدابة‬ ‫‪.6‬‬

‫طلوع الشمس من مغربها‬ ‫‪.7‬‬

‫نار تسوؽ الناس لمحشرىم‬ ‫‪.8‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 61‬‬


‫العالمات الصغرى‬

‫بعثة نبينا محمد‬ ‫‪.1‬‬

‫وفاة نبينا محمد‬ ‫‪.2‬‬

‫انشقاؽ القمر‬ ‫‪.3‬‬

‫انقراض الصحابة الكراـ‬ ‫‪.4‬‬

‫فتح بيت المقدس‬ ‫‪.5‬‬

‫موتاف كقعاص الغنم‬ ‫‪.6‬‬

‫كثرة ظهور الفتن بأنواعها‬ ‫‪.7‬‬

‫ظهور القنوات الفضاية‬ ‫‪.8‬‬

‫عن موقعة صفين‬ ‫إخباره‬ ‫‪.9‬‬

‫ظهور الخوارج‬ ‫‪.10‬‬

‫خروج أدعياء النبوة الدجالين الكذانين‬ ‫‪.11‬‬

‫‪ .12‬شيوع األمن والرخاء‬


‫‪ .13‬ظهور نار من الحجاز‬
‫‪ .14‬قتاؿ الترؾ‬
‫بالسياط‬
‫‪ .15‬ظهور رجاؿ ظلمة يضربوف الناس ّ‬
‫‪ .16‬كثرة الهرج (القتل)‬
‫‪ .17‬ضياء األمانة ورفعها من القلوب‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 62‬‬


‫‪ .18‬اتباع سنن األمة الماضية‬
‫‪ .19‬والدة األمة ربتها‬
‫‪ .20‬ظهور النساء الكاسيات العاريات‬
‫‪ .21‬تطاوؿ الحفاة العرة رعاة الشاء بالبنياف‬
‫‪ .22‬تسليم الخاصة‬
‫ش ُّو التجارة‬
‫‪ .23‬فُ ُ‬
‫‪ .24‬مشاركة المرأة زوجها في التجارة‬
‫‪ .25‬سيطرة بعض التجا على السوؽ‬
‫‪ .26‬شهادة الزور‬
‫‪ .27‬كِتماف شهادة الحق‬
‫‪ .28‬ظهور الجهل‬
‫‪ .29‬كثرة الشح والبُخل‬
‫‪ .30‬قطيعة ِ‬
‫الرحم‬
‫‪ .31‬سوء الجوار‬
‫‪ .32‬ظهور ال ُفحش‬
‫‪ .33‬تخوين األمين‪ ،‬وائتماف الخائن‬
‫‪ .34‬ىالؾ الوعوؿ و ظهور التجوت‬
‫‪ .35‬عدـ المباالة بمصدر الماؿ من حراـ أـ حالؿ‬
‫‪ .36‬أف يتّخذ الفيء دوال‬
‫‪ .37‬أف تكوف األمانة مغنما‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 63‬‬


‫‪ .38‬أف ال تطيب نفوس الناس بإخراج زكاتهم (والزكاة مغرما)‬
‫‪ .39‬تعلم العلم لغير اهلل‬
‫‪ .40‬طاعة الزوجة وعقوؽ األـ‬
‫‪ .41‬إدناء األصدقاء وإقصاء اآلباء‬
‫‪ .42‬رفع األصوات في المساجد‬
‫الفساؽ على القبائل‬
‫‪ .43‬سيادة ّ‬
‫‪ .44‬يكوف زعيم القوـ أرذلهم‬
‫‪ .45‬إكراـ الرجل اتقاء شره‪.‬‬
‫‪ .46‬استحالؿ الح ار‬
‫‪ .47‬استحالؿ الحرير للرجاؿ‬
‫‪ .48‬استحالؿ الخمر‬
‫‪ .49‬استحالؿ المعازؼ‬
‫‪ .50‬تمني الناس الموت‬
‫‪ .51‬مجيء زماف يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا‬
‫‪ .52‬زخرفة المساجد والتباىي بها‬
‫‪ .53‬زخرفة البيوت وتزيينها‬
‫‪ .54‬كثرة الصواعق عند اقتراب الساعة‬
‫‪ .55‬كثرة الكتابة وانتشارىا‬
‫‪ .56‬اكتساب الماؿ باللساف والتباىي بالكالـ‬
‫‪ .57‬انتشار الكتب غير القرآف‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 64‬‬


‫‪ .58‬زماف يكثر فيو القرء ويقل الفقهاء والعلماء‬
‫‪ .59‬التماس العلم عند األصاغر‬
‫‪ .60‬موت الفجأة‬
‫‪ .61‬إمارة السفهاء‬
‫‪ .62‬تقارب الزماف‬
‫‪ .63‬أف ينطق الرويبضة‬
‫‪ .64‬أف يصبح أسعد الناس بالدنيا لُ َكع بن لُ َكع‬
‫‪ .65‬اتخاذ المساجد طرقا‬
‫‪ .66‬غالء المشهور ثم ترخص‬
‫‪ .67‬غالء الخيل ثم ترخص‬
‫‪ .68‬تقارب األسواؽ‬
‫‪ .69‬تداعي األمم علي األمة اإلسالمية‬
‫‪ .70‬تدافُع الناس عن اإلمامة في الصالة‬
‫‪ .71‬صدؽ رؤيا المؤمن‬
‫‪ .72‬كثرة الكذب‬
‫‪ .73‬الوقوع التناكر بين الناس‬
‫‪ .74‬كثرة الزالزؿ‬
‫‪ .75‬كثرة النساء‬
‫‪ .76‬قلة الرجاؿ‬
‫‪ .77‬ظهور الفاحشة والمجاىرة بها‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 65‬‬


‫‪ .78‬أخذ األُجرة على قراءة القرآف‬
‫‪ .79‬أف الناس يكثر فيهم السمن‬
‫‪ .80‬ظهور قوـ يشهدوف وال يستشهدوف‬
‫‪ .81‬ظهور قوـ ينذروف وال ييفوف‬
‫‪ .82‬أف القوي يأكل الضعيف‬
‫‪ .83‬ترؾ الحكم بما إنزؿ اهلل‬
‫‪ .84‬كثرة الروـ وقلة العرب‬

‫‪ .85‬استفاضة الماؿ وكثرتو بين الناس‬


‫‪ .86‬إخراج اإلرض كنوزىا‬
‫‪ .87‬ظهور المسخ‬
‫‪ .88‬ظهور الخسف‬
‫‪ .89‬استباحة القذؼ‬
‫‪ .90‬مطر ال تُ ِك ُّن منو بيوت المدر‬
‫‪ .91‬نزوؿ المطر من السماء وال تنبت األرض شيئا‬
‫‪ .92‬فتنة تستنُف العرب‬
‫‪ .93‬كالـ الشجر نصرة للمسلمين‬
‫‪ .94‬كالـ الحجر نصرة للمسلمين‬
‫‪ .95‬قتاؿ المسلمين لليهود‬
‫‪ .96‬يحسر الفرات عن جبل من ذىب‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 66‬‬


‫‪ .97‬مجيء زماف ي َخياػ ُر الرجل فيو بين العجز والفجور‬
‫‪ .98‬عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا‬
‫‪ .99‬ظهور فتنة األحالس‬
‫ظهور فتنة السراء‬ ‫‪.100‬‬

‫ظهور فتنة الدىيماء‬ ‫‪.101‬‬

‫مجيء زماف الساجدة فيو تعدؿ الدنيا وما فيها‬ ‫‪.102‬‬

‫انتفاخ األىلية‬ ‫‪.103‬‬

‫مجيء زماف ال يبقى أحد إال لحق بالشاـ‬ ‫‪.104‬‬

‫الملحمة الكبرى بين المسلمين والروـ‬ ‫‪.105‬‬

‫فتح القسطنطنيية (فتحا آخر غير فتح محمد الفاتح)‬ ‫‪.106‬‬

‫أف ال يقسم الميراث‬ ‫‪.107‬‬

‫أف ال يفرح الناس بغنيمة‬ ‫‪.108‬‬

‫عودة الناس إلي األسلحة والمركوبات القديمة‬ ‫‪.109‬‬

‫عمراف بيت المقدس‬ ‫‪.110‬‬

‫خراب المدينة وخلوىا من السكاف والزائرين‬ ‫‪.111‬‬

‫نفي المدينة شرارىا كما ينفي الكير خبث الحديد‬ ‫‪.112‬‬

‫زواؿ الجباؿ من أماكنها‬ ‫‪.113‬‬

‫خروج رجل من قحطاف يطيعو الناس‬ ‫‪.114‬‬

‫خروج رجل يقاؿ لو الجهجاه‬ ‫‪.115‬‬

‫تكلم السباع والجمادات‬ ‫‪.116‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 67‬‬


‫تكلم طرؼ السوط‬ ‫‪.117‬‬

‫تكلم شراؾ النعل‬ ‫‪.118‬‬

‫إخبار فخذ الرجل بأخبار أىلو‬ ‫‪.119‬‬

‫س اإلسالـ‬
‫ال تقوـ الساعة حتى يَ ْد ُر َ‬ ‫‪.120‬‬

‫رفض القرآف من المصاحف والصدور‬ ‫‪.121‬‬

‫جيش يغزو البيت يخسف بأولو وآخره‬ ‫‪.122‬‬

‫ترؾ الحج لبيت اهلل الحراـ‬ ‫‪.123‬‬

‫عودة بعض قبائل العرب لعبادة األصناـ‬ ‫‪.124‬‬

‫فناء قبيلة قريش‬ ‫‪.125‬‬

‫ىدـ الكعبة على يدي رجل من الحبشة‬ ‫‪.126‬‬

‫بعث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين‬ ‫‪.127‬‬

‫ارتفاع مباني مكة‬ ‫‪.128‬‬

‫لعن آخر األمة أولها‬ ‫‪.129‬‬

‫الرواحل الجديدة‪ ...‬السيارات‬ ‫‪.130‬‬

‫ظهور المهدي‪.‬‬ ‫‪.131‬‬

‫انُروا إلى الكتاب "نهاية العلم" (أشراط الساعة الصغري والكبري)‬


‫تأليف د‪ .‬محمد عبد الرحمن العريفي‪ ،‬للبياف مع صور وخرائط وتوضيحات‪.‬‬

‫شكرا جزيال لكم‪.‬‬

‫‪@ bamagaj‬‬ ‫‪Page 68‬‬

You might also like