You are on page 1of 14

‫المحاضرة الثانية عشر‪ : :‬األنواع الصحفية الوصفية‬

‫تمهيد ‪ :‬األنواع الصحفية الوصفية أو ما تسمى بالتعبيرية ‪:‬وتضم كال من الروبورتاج الصحفي وكذا‬
‫البورتري الصحفي وسنحاول إعطاءكم لمحة موجزة عن كل نوع‬

‫أوال ‪:‬الروبرتاج‬

‫تعريف الريبورتاج‪:‬‬

‫الريبورتاج ىو تصوير حي لمحدث‪ ،‬و إقامة الدليل عمى ذلك ‪ ،‬فالمشاىد العادي يتابع الحدث تبعا ألىوائو‬
‫الشخصية ‪،‬أما المخبر أو الصحفي فيو يدرك انو يكتب لجميوره الخاص فمن مصمحة ىذا الجميور أن ال‬
‫يكتفي بتسجيل ما يعرفو شخصيا عن الحدث بل يبحث عن العناصر اإلضافية التي تكممو دون أن يترك أي‬
‫‪1‬‬
‫جانب من دون تحميل‬

‫تترجم كممة (‪)reportage‬الفرنسية أو االنجميزية إلى العربية (بالبيان الصحفي) ‪ ،‬أو نقل األحاسيس أو‬
‫التصوير الحي وىناك من ترجميا بالتحقيق‪.2..‬‬

‫أيضا الريبورتاج ىو فن من فنون الكتابة الصحفية‪،‬وواحد من األنواع اإلخبارية و يسمى أحيانا باالستطالع بل‬
‫يقال أن االستطالع ىو التسمية العربية لمريبورتاج ‪.‬‬

‫يقوم الريبورتاج بتصوير الواقع ونقمو إلى الجميور‪ ،‬وىذا يعني أن الصحفي الذي يكتب الريبورتاج يجب أن‬
‫‪3‬‬
‫يكون متمتعا بالقدرة عمى الوصف و السرد‪..‬‬

‫يعرفو "ميشال فواريل"عمى انو فن ىدفو أن يجعمك ترى وتسمع و تحس بما يكون بينما يكون الخبر ذا طابع‬
‫استعراضي حي متعدد الجوانب ‪...‬فالصحفي المعد لمريبورتاج يعير حواسو لغيره فيو ممثل لمقراء و المستمعين‬
‫‪4‬‬
‫و المشاىدين الغائبين‪.‬‬

‫لمحة تاريخية عن الريبورتاج‪:‬‬

‫يقول بعض الدارسين فنيات التحرير أن االنجميز ىم أول من ادخل كممة ريبورتاج في العمل الصحفي و‬
‫قصدوا بيا وصف دورة من دورات البرلمان أو وصف الفيضانات والحرائق و الحروب‪.....‬‬
‫ويرى بعضيم أن تاريخ الريبورتاج الصحفي يرتبط بازدىار األدب في القرن ‪19‬م و يعود الفضل في ظيور‬
‫الريبورتاج إلى ألبير لندن الذي يعد من كبار كتابو‪ ،‬فقد كرس حياتو في تغطية الحروب و الكوارث‬
‫الطبيعية‪،‬ولعل ىذا ما جعل الفرنسيون ينشئون جائزة باسمو بعد عام من رحيمو ليكرم بيا أفضل عمل صحفي‬
‫‪5‬‬
‫‪،‬وان كان ىناك من يعيد الفضل في ميالد الريبورتاج إلى‪ -‬جوزيف كيسل‪ -‬والى الروائي‪ -‬اميل زوال‪.‬‬

‫و المفارقة أن الريبورتاج ولد في أحضان الروائيين الكبار ‪ ،‬فالروائي األمريكي‪ -‬جون شتين بك‪ -‬ىو من‬
‫مؤسسي ىذا النوع الصحفي إلى جانب (جون ريد) في كتابو‪-‬عشرة أيام ىزت العالم‪.-‬‬

‫ويعتبر بعض الباحثين الروائي الكولومبي – غارسيا ماركاز‪ -‬صاحب جائزة نوبل من كتاب الريبورتاج‪ ،‬و‬
‫يؤكد المؤرخون بان النزاعات المسمحة قد أسيمت بشكل واضح في بروز الريبورتاج الصحفي و تطوره بحيث‬
‫‪6‬‬
‫شكمت الحرب الروسية اليابانية التي جرت في السنتين ‪ 1905-1904‬مرحمة ميمة في تطور ىذا النوع‪.‬‬

‫بينما يرى آخرون (أن أدب الرحالت ىو أول من حمل سمات الريبورتاج الحديث‪ ،‬مثل رحالت ابن بطوطة‬
‫إلى إفريقيا و آسيا خالل سنوات ‪1377-1304‬‬

‫البدايات األولى لمريبورتاج في الصحافة فتعد إلى مطمع القرن‪19‬م عندما قامت جريدة التايمز بتتبع حرب القرم‬
‫‪7‬‬
‫و الكتابة عنيا‪.....‬‬

‫بينما ىناك تقديرات أخرى ترى أن أول ريبورتاج صحفي حدث في ‪ 5‬سبتمبر ‪ 1723‬في تشيكوسموفاكيا‬
‫عندما وصف حفل تنصيب الممك كارل الثالث ‪،‬فظير أول ريبورتاج سياسي في انجمت ار عام ‪ 1736‬عندما‬
‫نقمت أخبار البرلمان ‪.‬‬

‫أنواع الريبورتاج‪:‬‬

‫التصنيف األول‪ :‬ريبورتاج مباشر و غير المباشر‬

‫‪ ‬الريبورتاج المباشر‪ :‬ىو ذلك الريبورتاج الذي يقوم بو الصحفي من جريدة أو إذاعة أو تمفزيون حيث‬
‫يقوم بالنزول إلى الميدان و يجري ريبورتاجو‪ ،‬و تقوم تمك الجريدة أو اإلذاعة أو التمفزة بنشره أو بثو أو‬
‫إذاعتو‪ ،‬أي أن ىذا الريبورتاج من إنتاج الجريدة أو اإلذاعة أو التمفزيون‪.‬‬
‫‪ ‬الريبورتاج غير المباشر‪ :‬ىو ذلك الريبورتاج الذي تنتجو مؤسسة إعالمية أحرى كوكاالت األنباء مثال‬
‫‪،‬حيث يقوم الصحفي من وكالة أنباء معينة بالنزول إلى الميدان و يجري ريبورتاجا صحفيا حول‬
‫‪8‬‬
‫موضوع معين ثم تشتريو الجريدة أو اإلذاعة أو التمفزة و تقوم بنشره أو إذاعتو أو بثو‪.‬‬

‫التصنيف الثاني‪ .‬ريبورتاج يرتبط بالحدث وريبورتاج يرتبط بالموضوع‬

‫‪ ‬ريبورتاج يرتبط بالحدث ‪:‬ىو ذلك الريبورتاج اآلني الذي يمكن لمصحفي بموجبو أن يقوم بريبورتاج حول‬
‫مؤتمر صحفي أو ندوة صحفية أو مسيرة سياسية أو مظاىرات عالمية أو زيارة ميدانية لرئيس أو وزير ‪،‬‬
‫عمى أن يكون موضوعو ىنا يرتكز عمى النقل و الوصف ‪،‬أي يصف مثال أجواء الزيارة و الظروف‬
‫المحيطة بيا‪ .......‬وغيرىا من المعطيات التي يجب وصفيا من صغيرىا إلى كبيرىا ‪ ،‬حيث أن‬
‫الوصف في الريبورتاج قضية أساسية و ىذا النوع من الريبورتاجات عادة ما تشتير بو التمفزة بفضل ميزة‬
‫الصورة التي تتمتع بيا‪.‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج يرتبط بالموضوع‪ :‬إن أشير الريبورتاجات ىي تمك التي تتعمق بالموضوعات ‪ ،‬وىي عادة‬
‫ريبورتاجات غير آنية ‪ ،‬أي ال ترتبط بالحدث ‪ ،‬مثل الريبورتاجات التي تدور حول مواضيع الطفولة و‬
‫البيئة‪ ،‬و حوادث المرور‪ ،‬المدن و القرى ‪ ،‬المناطق السياحية وغيرىا من المواضيع‪.‬‬
‫التصنيف الثالث‪:‬حسب طبيعة الموضوع‬
‫نجد في ىذا التصنيف عدة أنواع منيا‪:‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج سياسي‪ :‬يدور حول القضايا السياسية و األحداث و الوقائع التي ليا عالقة بالسياسة‬
‫مثل‪.‬قضايا االمن ‪ ،‬اإلرىاب وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج اجتماعي‪ :‬يرتبط مضمونو بالمواضيع االجتماعية كالمرأة ‪ ،‬البطالة ‪ ،‬المخدرات ‪ ،‬التشرد‬
‫وغيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج ثقافي‪ :‬يدور حول المواضيع الثقافية كالمطالعة ‪ ،‬بيع الكتب‪ ،‬التردد عمى المكتبات ‪ ،‬الممتقيات‬
‫الفكرية ‪ ،‬استطالع جميور المثقفين حول القضايا الثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج قضائي ‪ :‬وىو نوع من الريبورتاجات التي ترتبط عادة بالمحاكم و القضايا المختمفة‪ ،‬ويتعين‬
‫عمى الصحفي الذي يقوم بيذا النوع من الريبورتاجات أن تكون لو ثقافة قانونية‪.‬‬
‫‪ ‬ريبورتاج رياضي‪ :‬يتعمق بالمواضيع الرياضية كاستطالع المنشآت و جميور الرياضيين و المشجعين‬
‫‪9‬‬
‫وكل األمور المتعمقة بالرياضة‬
‫وظائف الريبورتاج‪ :‬يقول فاروق أبو زيد في كتابو‪ -‬مدخل إلى عمم الصحافة‪ -‬أن الوظيفة الممموسة و‬
‫المحددة لمريبورتاج كنوع تمفزيوني ىي االتصال و االقتراب إلى أقصى حد ممكن من الطبيعة الحقيقية‬
‫لمحدث الذي تجري تغطيتو‪ ،‬وذلك بقصد البنية الحقيقية لمموضوع و بأقصى قدر من الكمال‪ ،10‬وكما‬
‫لألنواع الصحفية األخرى وظائف تؤدييا فممريبورتاج عدة وظائف منيا‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وظيفة نشر األخبار‪ :‬إذ يقوم الريبورتاج بنشر الخبر أو الحدث لحظة وقوعو و تسجيمو وبثو فيما بعد‪.‬‬
‫ب ‪-‬وظيفة النوعية و التثقيف‪ :‬و ىذا عن طريق معالجة الريبورتاج لمواضيع تساعد في توعية الجميور و‬
‫الرفع من مستواه الثقافي‪.‬‬
‫ج ‪ -‬وظيفة التأثير في الرأي العام‪ :‬عن طريق إثارتو لمناقشات حول قضايا و مشاكل تشغل آذان الناس و‬
‫محاولة توجيو الرأي العام‪.‬‬
‫د ‪ -‬وظيفة اإلعالن‪ :‬الريبورتاج مثمو مثل باقي األنواع الصحفية يمبي وظيفة اإلعالن وذلك من خالل ترويج‬
‫سمعة ما أو مشروع أو مؤسسة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ه ‪ -‬وظيفة التسمية و الترفيو ‪ :‬وىذا بتناولو لمواضيع طريفة و مسمية تمتع الجميور‬

‫خصائص الريبورتاج‪ :‬من أىم خصائصو نجد‬

‫‪ -‬يجعل القارئ أو المستمع أو المشاىد يعيش األحداث حية كما رآىا و سمعيا كاتبو‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم آراء و أفكار وانطباعات و مواقف شيود الحدث أو المشاركين فيو‪ ،‬ويكون كاتبو وسيطا بين‬
‫الحدث و المتمقي‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد الوصف الذي يجعل المتمقي يرى ويسمع ويحس و يتذوق وحتى يممس الحدث أو يقبض عمى‬
‫الموضوع ‪ ،‬إذ ال يكتفي الربورتاج بتجميع المعمومات من األشخاص لكنو يوظف أيضا حاسة‬
‫المالحظة التي يممكيا كل صحفي فيسجل كل ما يراه ويسمعو إنو سيستخدم بكثرة الوصف الذي يسمح‬
‫‪12‬‬
‫لمقارئ بتقديم صورة لموضع ‪.‬‬
‫‪ -‬يرمي بالمتمقي إلى األعماق في معاني الحدث وما يحممو من دالالت بحيث يتحول كاتب الريبورتاج‬
‫‪13‬‬
‫إلى عين و أذن و انف المستقبل لو‬
‫‪ -‬يتطرق الريبورتاج دائما إلى األسباب الموضوعية بشكل مكثف وموجز في آن واحد مع الوصف‬
‫‪14‬‬
‫الدقيق‪.‬‬
‫‪ -‬تتجسد نقاط التماس التي تربط الصحافة باألدب في مجموعة قميمة من األنواع الصحفية لعل أىميا‬
‫الربورتاج الصحفي فكتابة القصة أو الروية بتفصيل الكاتب عن الواقع ويتخيل األشخاص والموقع‬
‫واألوضاع فيو بالتالي يتقيد بواقعية في األحداث ويمتزم بالوفاء المطمق لمحقائق التي تممك قوة وثائقية‬
‫فيقدم الربورتاج األشخاص الكائنين فعال الموجودين في الواقع لوصف األحداث لما ىي في الواقع في‬
‫شكميا الحي والفض وفي صياغتيا المازحة والتحكمية ‪.15‬‬
‫بنية الريبورتاج‪:‬‬
‫أ ‪-‬العنوان ‪:‬ىو الواجية أو نقطة االستئناف لمقارئ أو المستمع أو المشاىد ‪ ،‬فالكثير منيم يكتفي بقراءة‬
‫العنوان أو االستماع إليو أو مشاىدتو فقط دون متابعة نص الريبورتاج مالم يحمل عنوانو ما يجذب إليو‪.‬‬
‫يتألف العنوان من عنوانين أساسيين‪:‬‬
‫‪ -‬عنوان إشارة ‪ :‬وىو مرتبط بسؤال من األسئمة الستة لمخبر حيث يجيب عنوان اإلشارة عمى سؤال من‬
‫األسئمة شرط أن يكون مفردة أو مفردتين( مسند و مسند إليو)‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬عنوان ثابت ‪ :‬ىو العنوان الذي يعد ضروريا في بناء بنية الريبورتاج‪.........‬‬
‫ب ‪-‬المقدمة‪ :‬ىي المدخل التمييدي لمحديث عن الموضوع أو تحديد عناصر المكان ‪ ،‬تختمف مقدمة‬
‫الريبورتاج المكتوب عن المسموع وعن المصور‪ ،‬فالكممات ىي السيدة في الصحافة المكتوبة ‪.‬‬
‫يرى البعض أن ىناك نوعين من المقدمات الصالحة لمريبورتاج‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة تمييدية‪ :‬يقوم الصحفي بالتمييد لموضوع الريبورتاج مثل موقع المدينة ‪.‬‬
‫‪ -‬مقدمة تحديد المكان‪:‬يحدد من خالليا الصحفي موضوع الريبورتاج مثل االنتحار ‪ ،‬اإلجياض‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫التشرد وغيرىا‪........‬‬
‫ج‪ -‬الجسم‪ :‬يبنى الريبورتاج عمى حدث واقعي أو ظاىرة و يعني الصحفي فيو بالوصف و التعبير ونقل‬
‫األحاسيس و المشاعر المرتبطة بالحدث أو الظاىرة ‪ ،‬و الجديد في إعادة تشكيل الحياة ىو بصمات‬
‫المحرر عمييا ‪.‬‬
‫فإذا كانت الصورة في الريبورتاج المصور ىي التي تجسد جسم الريبورتاج ‪ ،‬فان اإلطراف المشاركة في‬
‫صياغة الحدث بو ىي التي تصنع بأصواتيا جسم الحدث في الريبورتاج اإلذاعي‪.‬‬
‫د‪ -‬الخاتمة‪ :‬تختمف الخاتمة حسب الوسيمة اإلعالمية ‪،‬ففي الصحافة المكتوبة تكون مغمقة أو مفتوحة في‬
‫شكل سؤال أو خالصة أو توقعات توجو لقارئ الريبورتاج‪.‬‬
‫أما التمفزيون فيي الصورة التي يختتم بيا المحرر ريبورتاجو حيث يظير في مكان و زمان الحدث بخمفية تحدد‬
‫بوضوح ممخص الحدث و يقوم بقراءة أو ارتجال خالصة مختصرة‪.‬‬
‫و يفضل أن تكون مفتوحة أو تقدم توقعات أو أسئمة حول الموضوع عمى أن يذكر اسمو واسم المحطة وكذلك‬
‫‪18‬‬
‫اسم المكان الموجود فيو‬
‫البورتري الصحفي والصورة القممية ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫نوع صحفي تعبيري إبداعي يمكن تسميتو أيضا بالصورة الصحفية‬ ‫تعريف البورتري ‪: Le portrait‬‬
‫ويتطرق البورتري إلى بعض جوانب حياة األشخاص نفسيتيم ‪،‬طريقة لباسيم وتفكيرىم‪ ،‬منجزاتيم ‪،‬سموكاتيم في‬
‫الحياة طوليم ‪،‬لون عيونيم ‪،‬بشرتيم ‪،‬شعر رؤوسيم ‪،‬ما قالو الناس عمييم نفوذىم في المجتمع ‪،‬مواقفيم ‪،‬تسميط‬
‫الضوء عمى جوانب شيرتيم ‪،‬المستقبل المتوقع ليم‪.20‬‬

‫البورتري ‪ :‬ىو نوع صحفي قائم بذاتو يركز عمى شخصية فاعمة في المجتمع بسبب موقف أو فعل أو صفة‬ ‫‪-‬‬
‫وأسموب يقوم عمى الوصف والسرد والحكي‪.21‬‬
‫ىو نوع صحفي يقوم أساس عمى تقديم وقائع آنية من الحياة الشخصية لفرد معين يقف لسبب ما في دائرة الضوء‬
‫‪ .‬كيف تنمو شخصية ىذا الفرد وتتطور وتكتمل ؟ ما ىو ‪،‬وما ىو سموكو في بيئة معينة وشروط إنتاج معينة‬
‫‪22‬‬
‫وابان مرحمة تطور تاريخية معينة ‪...‬ويبقى األسموب ىو العنصر البارز في ىذا النوع الصحفي‬
‫‪ -‬البورتري الصحفي يرسم شخصية معروفة أو مجيولة من خالل استعراض خصائصيا (سيرتيا الذاتية‬
‫‪23‬‬
‫‪،‬نشاطاتيا‪ ،‬تصريحاتيا‪ ،‬طريقة حياتيا ‪،‬مظيرىا البدني‬
‫‪-‬يعرف األستاذ ميشال فيولي بأنو »روبورتاج حول شخصية معينة ‪،‬يتضمن العناصر الخاصة أو الذاتية‬
‫ويعمل انطباعا عاما ومغزى معين واحساسا ما‪«24‬‬
‫ويرى الدكتور » األديب خضور«أن البورتري ‪ :‬فن صحفي يقوم أساس عمى فن وقائع آنية من الحياة الشخصية‬
‫لفرد معين يقف لسبب ما في دائرة الضوء ‪،‬وكيف تنمو شخصية الفرد وتتطور وتكتمل وما ىي سموكياتو في بيئة‬
‫‪25‬‬
‫معينة وخالل مرحمة تطور تاريخية معينة ؟ وىو يعتمد بشكل كبير عمى األسموب وطريقة التقدير‬
‫تجمع اغمب القواميس اإلعالمية عمى ترجمة كممة ‪ portrait‬االنجميزية بـ"الصورة القممية"أو "صورة مرسومة‬
‫لشخص تظير وجيو عادة " في حين نترجم الكممة الفرنسية نفسيا إلى أنو "يفيد وصف شخصية ماديا‬
‫ومعنويا"وأحيانا تترجم بـ "صورة شخص أو وصف" واذا كان الروبورتاج نوعا إعالميا قائما بحد ذاتو فان ىناك‬
‫من يعرف الصورة القممية بـ "روبورتاج حول شخصية معينة يتضمن العناصر الخاصة والذاتية التي تحمل‬
‫انطباعا عاما ومغزى معينا واحساسا ما واذا كان "البر وفيل"‪ "Profil‬يعرف بـ "الصورة الجانبية أو رسم أو مقطع‬
‫"فان ىناك من يرى إن الصورة الجانبية ىي التركيز عمى شخص معين برسم صورة لو بالكالم أو بالفيديو ‪،‬إذا‬
‫كان ىذا الشخص معروف فإنك تريد أن تقدم ليم شيئا جديدا عنو ‪،‬أما إذا كان الشخص غير معروف فانك ترسم‬
‫صورتو بالكامل لقرائك وفي بعض األحيان يكون ما يفعمو الشخص أىم بكثير مما يقولو في موضوع الصورة‬
‫الجانبية‪.‬‬

‫والبور تري البد أن يتضمن عدة عناصر حتى يجذب انتباه القارئ‪:‬‬

‫الخمفية الشخصية (النشأة ‪،‬الطفولة ‪،‬التعميم ‪،‬الوظيفة)‬ ‫‪-‬‬


‫النوادر في حياة الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام األخبار وتدعيم الحديث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقتباسات تدعم جوانب الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪26‬‬
‫التعميقات التي يعرفيا الصحفي عن المتحدث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نشأة البورتري ‪:‬‬
‫البورتري ىو نوع صحفي تعبيري إبداعي يمكن تسميتو أيضا الصورة الصحفية ‪(،‬وليس الصورة الفوتوغرافية‬
‫الصحفية التي تقوم عمى الكامي ار) وىو عموما قميل االستخدام في عالم الصحافة حيث يعود أصل مفيوم البور‬
‫تريو (‪ )le portrait‬إلى عالم الرسم الزيتي فالنتين اليكسندر وفينش ‪،‬الذي رسم لوحة رائعة لمفنانة المسرحية‬
‫ماري نيكو ليفنا ارمالونازىى تؤدي دورىا في المسرحية ‪.‬‬
‫دخل البورتري ‪ le portrait‬إلى األدب في القرن ‪ 17‬وتطور بشكل متميز في ق ‪ 19‬تحت عنوان‬ ‫‪-‬‬
‫البورتري » ‪ «Portrait Littéraire‬أي البورتري األدبي ‪،‬مع ظيور فن التراجع والسيرة ولعل سبب دخولو إلى‬
‫عالم الصحافة يرجع إلى وجود نفس االىتمام الذي يولد الفن التشكيمي واألدب والصحافة لألشخاص ولكن الفرق‬
‫يكمن في إن الصحافة استدلت الريشة واأللوان الزيتية بالقمم والكممة والميكروفون والكامي ار أيضا‪. 27‬‬
‫رغم توجو الصحافة إلى االستخدام المتزايد ليذا النوع الصحفي إال انو يعاني من قمة االىتمام بو عمى‬ ‫‪-‬‬
‫الصعيد النظري ‪.‬فالكتب المتخصصة في األنواع األخرى ككل عمى قمتيا تتجاىمو‪.‬‬
‫شروط كتابة هذا النوع الصحفي ‪:‬‬
‫إن البورتري كما سبق شرحو موضوعو األشخاص ‪،‬فيو يصفيم ‪،‬يصورىم ‪،‬ويمونيم الصحفي حسب نظرتو ليم‬
‫‪،‬ومن ىنا أصبحت كتابة البورتريو ليست شيئا عبث فمصيره الشخص أحيانا يكون بين يديك لذلك يشترط في‬
‫كتابة البورتريو ما يمي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الدقة في المعمومات‪ 28‬والموضوعية ‪ :‬فالبورتري ليس إنطباعات ذاتية حول شخص معزولة عن المعطيات‬
‫‪29‬‬
‫الموضوعية ‪ ،‬إذ يظل ىذا الجنس إخباريا في عمقو ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرجوع إلى مختمف المصادر لجمع المعمومات حول الشخص المعني ‪،‬وال يجب االكتفاء بمصدر واحد‬
‫فقط ‪،‬خاصة إذا كان من منافسيو أو خصومو ‪،‬الن ذلك يؤثر عمى مصداقية البور تريو‪.‬‬
‫‪ - 3‬يجب عمى كاتب البورتريو أن ال يكون صحفيا عاديا ‪،‬بل صحفي لو خبرة معقولة في العمل الصحفي‬
‫‪،‬خاصة عندما يتعمق األمر بشخصيات ىامة كالمترشحين لمرئاسيات ‪،‬أو المجالس النيابية ‪،‬أو لرئاسة حزب‬
‫‪ ....‬الن قيمة البور تريو بقيمة كاتبو ‪،‬فيناك فرق كبير بين إن يكتب رئيس تحرير متيور عن مترشح لالنتخابات‬
‫الرئاسية ‪،‬وبين إن يكتب عنو صحفي غير ذائع الصيت ‪،‬الن ذلك يقمل من أىمية البور تريو ومن أىمية‬
‫الشخصية في الوقت ذاتو‪.30‬‬
‫‪ - 4‬يجب أن اليرسم البورتري مالمح األشخاص لذواتيم ‪ ،‬بل يرصد مساراتيم ‪،‬وىذه المسارات تنطبع‬
‫بالعوامل الداخمية والخارجية الفاعمة في مسارصاحب البورتريو ‪ ،‬مختزلة بالضرورة وليست شاممة ‪ ،‬ويحيل المسار‬
‫‪31‬‬
‫عمى الطفولة ‪،‬واإلنتماء العائمي ‪،‬والدراسة ‪،‬والمحطات الحياتية الكبرى ‪،‬وباقي العالقات المؤثرة في الشخصية ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن يتمتع الصحفي بأسموب راق ولغة جميمة ‪،‬حتى يتمكن من الوصف والرسم بالكممات‪.‬‬
‫‪ - 6‬إن يكون ىناك مبرر لمكتابة عمى ىذا الشخص أو ذاك ‪،‬فميس من المنطقي وال من أخالقيات العمل‬
‫اإلعالمي إن يكتب عن أي شخص بدون مبرر كأن يكون األولى عمى المستوى الوطني أو الوالئي في امتحانات‬
‫البكالوريا ‪،‬أو أكبر مسن في القرية ‪،‬أو أول صانع الفخار في المنطقة وغيرىا من المبررات ‪.‬‬
‫‪ - 7‬البورتري ليس بيوغرافيا شاممة أو سيرة ذاتية حول الشخصية وان كان يقوم بتوظيف جزء منيا وفق‬
‫ماتقتضيو زاوية المعالجة ‪،‬ويمكن تميز الفرق بين السيرة الذاتية والبورترية من خالل الجدول التالي ‪:32‬‬

‫البورتريو‬ ‫السيرة الذاتية‬


‫يرسم مالمح الشخصية‬ ‫تقدم الشخص‬
‫تشكل المحطات الحياتية فيو تتفسي ار لسموكات الشخصية‬ ‫ىي محطات دون روابط‬
‫يرصد مسار مختزال وانتقائيا‬ ‫تعني بالمسار الحياتي الشامل‬
‫يشيع إحساسا‬ ‫تعطي معطيات ومعمومات‬
‫حي ومميئ باأللوان‬ ‫ذات طبيعة صارمة وجافة‬
‫يعطي معنى لفعل شخص ما في األحداث‬ ‫مينية عممية‬
‫‪ - 8‬يجب أن يعتمد البورتريو عمى شيادات لصاحب البورتريو وعنو‪ :‬إذ يتم الحصول عمى شيادات من‬
‫صاحب البورتريو عن طريق إجراء حوار معو ‪،‬ويوظف الصحفي ىنا " حديث البورتريو" الذي يختمف عن الحديث‬
‫‪33‬‬
‫العادي ‪،‬ويقترب من الدردشة الطميقة ‪.‬‬

‫أنواع البورتري ‪ :‬يمكن أن يصنف البورتري الصحفي إلى األنواع التالية ‪:‬‬

‫البورتري الكالسيكي ‪ :‬وىو النوع الذي يسجل المراحل األساسية في المسار المعني لشخصية ما وينتج عادة‬ ‫‪-‬‬
‫عندما تتم ترقيتيا إلى منصب أو بمناسبة نجاحيا أو حصوليا عمى جائزة أو تكريم كبير‪.‬‬
‫البورتري الحميمي أو النفسي ‪ :‬وىو النوع الذي يكتب بحميمية وعاطفة جياشة ‪،‬تكون العالقة بين موضوعو‬ ‫‪-‬‬
‫(الشخصية)والصحافي قوية وموغمة في ذاتيتيا‪.‬‬
‫البورتري – روبورتاج ‪ :‬وىو النوع الذي يرسم الشخصية ونشاطيا بطريقة غير مألوفة وغير تعاقدية (نكت‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬صورىا‪،‬أقواليا)وأحسن مثال عمى ىذا النوع من البورتري ما دأبت صحيفة "ليبراسيون" ‪ Libération‬الفرنسية‬
‫عمى نشره في صفحتيا األخيرة‪.‬‬
‫أسموب البورتري ‪ :‬في الحقيقة ليس ىناك أسموب ثابتا لكتابة البورتري ‪،‬فيو يحمل أسموب الكتابة الصحفية‬ ‫‪-‬‬
‫أوال وأخيرا‪ ،‬لكنو يمكن إن ننصح بمايمي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تجنب األسموب البيميوغرافي الجاف‪ :‬إن البورتري رسما وتصوي ار وليس سردا لمسيرة الذاتية لمشخص المعني‬
‫فمسيرة الشخص توظف في رسم صورتو وال يجب أن تسيطر عمى البورتري‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجب عمى األسموب إن يكون رصينا ‪،‬معز از بنوعية أدبية ‪ :‬إن األسموب الرصين المعزز بقميل من األسموب‬
‫األدبي ىو الذي يمكن من التصوير من خالل إنتاج صور شعرية أو أدبية حول الشخص موضوع البورتري ‪،‬لكي‬
‫ال تنسى أن البورتري نوع صحفي قائم بذاتو وليس نوعا أدبيا ‪،‬لذلك يجب إن يحافظ عمى أسموب الكتابة‬
‫اإلعالمية وىو البساطة والوضوح ‪.‬‬
‫الحكي والوصف ‪ :‬يقوم أسموب البور تريو عمى الحكي والوصف ‪،‬أي نحكي عن األشخاص ونصفيم فال‬ ‫‪-‬‬
‫نصف من اجل الوصف وال نحكي عنيم بدون وصف ومثمو في ذلك مثل الروبورتاج الذي ينقل الوصف‪.‬‬
‫عوامل استخدام ىذا النوع الصحفي ‪ :‬ىناك عمى األقل ‪ 5‬عوامل ساعدت بشكل كبير عمى ظيور البورتريو‬ ‫‪-‬‬
‫في الصحافة ووسائل اإلعالم ككل‪.‬‬
‫أ ‪ -‬العامل المرتبط بوسائل اإلعالم ‪ :‬إن الصحافة لم تستخدم البورتري اعتباطيا ‪،‬إنما استخدمتو ألنو أقدر عمى‬
‫رسم مالمح الشخصية الظاىرة والباطنة غن غيره من األنواع الصحفية المعروفة ‪،‬أي أنو اقدر عمى القيام بميمة‬
‫تقديم األشخاص إلى الجميور لذلك كان البد من استخدامو في الصحافة‪.‬‬
‫كذلك فانو من مصمحة الصحافة تنويع مضامينيا وتنويع أجناس الكتابة الصحفية فكان استخدام البور تريو‬
‫استجابة أيضا ليذه المصمحة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ما يتعمق بجميور وسائل اإلعالم ‪ :‬إن الحياة التي يعيشيا الناس طوال حياتيم ‪،‬يصنعيا األشخاص‬
‫وأحيانا يريد جميور وسائل اإلعالم أن يعرف كل شيء عن ىذه األشخاص ‪،‬بدل االكتفاء بمعرفة ما تصنعو ىذه‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫إن الناس عادة ما يعشقون النجوم مثل المطربين والالعبين والممثمين ‪،‬وعادة ما يدفعون الثمن لمشاىدتيم ‪،‬وىم‬
‫بالتالي يسعون إلى معرفة المزيد من حياتيم الظاىرة والباطنية ويتتبعون حركاتيم وتنقالتيم ويقمدون سموكاتيم في‬
‫الممبس والمأكل ‪،‬مما أىل ىؤالء األشخاص والنجوم إلى إن يصنعوا أفراح الناس وأحزانيم ‪،‬وتمبية لرغبة الجميور‬
‫كان عمى الصحافة إن تراعي أذواقيم وتعمل عمى تمبيتيا‪. 34‬‬

‫ج ‪ -‬ما يتعمق باألشخاص في حد ذاتيم ‪ :‬يرى الدكتور نصر الدين العياضي مبر ار آخر حيث يقول إن بعض‬
‫الشخصيات واألشخاص ال تعرف كيف تحكي وتتحدث عن نفسيا ‪،‬لذلك وجب عمى الصحافة إن تقوم بيذه‬
‫الميمة ‪،‬مما أدى إلى ظيور البورتري وانتشاره وازدىاره ‪.‬‬
‫تطور الحياة االجتماعية ‪ :‬كذلك ىناك بعض المحطات في الحياة يكون الجميور في أمس الحاجة إلى‬ ‫د ‪-‬‬
‫تشكيل صورة كاممة عن ىذه الشخصيات ‪،‬خاصة في الحمالت االنتخابية بفضل ازدىار الديمقراطية في الفترة‬
‫األخيرة من القرن ‪ 20‬ومطمع القرن ‪.21‬‬
‫وليس ىناك أفضل من البورتري في رسم مالمح األشخاص وصور ذىنية عنيم ‪،‬وجعل الناس يتخذون موقفا‬
‫ايجابيا أو سمبيا من ىذه الشخصية أو تمك‪.‬‬
‫ه ‪ -‬ما يتعمق بطبيعة ىذا النوع الصحفي ‪:‬عادة ما تيمل الصحافة الحديث عن األشخاص العاديين ‪،‬عمى‬
‫الرغم من وجود أشخاص عاديين يستحقون الكتابة عنيم ‪،‬وىؤالء ال يمكن إجراء معيم مقابمة صحفية ألنيم ال‬
‫تتوفر فييم الشروط التي رأيناىا في الحديث عن المقابمة الصحفية ولكن الكتابة عنيم تبقى في غاية األىمية ‪،‬وال‬
‫يمكن الكتابة عنيم إال بواسطة البورتري ‪،‬ىذا النوع الصحفي الفريد والمتميز مثل األشخاص الذين يصادفيم‬
‫الصحفي خالل تنقالتو المختمفة ‪،‬كان يعبر عمى مطرب في قمب الصحراء يصنع أمال الناس وأفرادىم أو يجدد‬
‫‪35‬‬
‫كان وحيدا في منطقة نائية أو امرأة واحدة تشتغل مزارعة وسط مجتمع ذكوري من الفالحين وغيرىا من األمثمة‪.‬‬

‫خصائص البورتري ‪:‬‬


‫تتجمى خصائص البورتري ىذا النوع الصحفي من خالل تحديد بعض نقاط االختالف بينو وبين بقية األنواع‬
‫الصحفية التي يمكن إن نذكر أىميا‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ييدف البورتري إلى رسم صورة شخصية ما بإبراز مالمحيا الظاىرة أو الدفينة واالىتمام ببعض التفاصيل‬
‫‪،‬يقول الناقد الفني "برنارفريس""‪ "Bernard Fraisse‬يقتصر البورتري في بعض األحيان عمى احد التفاصيل‬
‫المتميزة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ال يستيدف البورتري الصحفي "‪ "Le portrait‬إخبار الجميور بك يعمل عمى غرس صورة الشخصية‬
‫المختارة في ذىنو ‪،‬ألسباب موضوعية أو ذاتية تراىا الوسيمة اإلعالمية والصحافي ‪،‬ويسعى في بعض األحيان‬
‫إلى تحويميا إلى "موديل" يمكن تقمصو أو رمز يؤطر طموحات وانشغاالت الجميور أو يتعاطف معو "البورتري"‬
‫الصحفي مادة إبداعية تخرج الشخص إلى الفضاء العمومي ‪،‬وتحولو من فرد نكرة إلى شخصية حميمية وقريبة‬
‫من جميور وسائل اإلعالم ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ليس " البورتري ""‪ "Le portrait‬بيوغرافيا محررة بشكل مقتضب واداري انو نوع إبداعي ينفرد بطريقتو في‬
‫توظيف المعمومات واالنطباعات عن الشخصية وبقالبو الفني وبأسموبو المتين والرشيق‪.36‬‬
‫د‪ -‬يسمح" البورتري " لمجميور بمعرفة الكثير عن الشخصية المختارة ‪:‬نمط معيشة ‪،‬مزاجو شخصيتو ‪،‬خبراتو‬
‫‪،‬مسار حياتو ‪،‬وليس شرطا إن يجمع الصحافي المعمومات عن ىذه الشخصية من خالل الحديث الصحفي الذي‬
‫يجري معيا فممصحافي حرية االختيار بين اخذ مقتبسات من مقوالت ىذه الشخصية التي استقاىا من لقائو‬
‫المباشر معيا ‪،‬ويدرجيا في البورتري أو أنو يعتمد عمى المعمومات التي يدلي بيا معارفيا واصداقاؤىا وعائمتيا‬
‫عنيا وعن أفكارىا‪.‬‬
‫ىـ‪ -‬يستفيد البورتري من العديد من األنواع الصحفية ويأخذ أكثر من تقنياتيا عمى وجو الخصوص ‪،‬فمن‬
‫الروبورتاج يأخذ تقنية االنتقال إلى عين المكان حيث يوجد الشخص ويعيش ويسجل مالحظاتو ويستفيد من‬
‫ميارات التحقيق والتقصي والبحث والتنقيب عن المعمومات الدفينة أو المتسترة ‪.‬‬

‫ويأخذ من الحديث الصحفي ميارات طرح االسئمة ‪،‬وتوجيو دقة الحديث وتدوين المعمومات‪.‬‬

‫الفرق بين التقرير عرض ‪........‬وبين الحديث الصحفي ‪:‬‬

‫لنعد أوال إلى تعريف الحديث الصحفي وبعدىا يمكن أن ندرك الفرق بينو وبين التقرير الصحفي وخاصة‬ ‫‪-‬‬
‫تقرير عرض الشخصيات ‪.‬‬
‫إن الحديث الصحفي قد يقوم عمى الحوار بين الصحفي وبين شخصية عامة في المجتمع المحمي أو العالمي ‪....‬‬
‫وىو حوار قد يستيدف الحصول عمى إخبار ومعمومات وحقائق جديدة أو شرح وجيات نظر معينة أو تصوير‬
‫جوانب طريفة أو مسمية في حياة ىذه الشخصية ‪.‬‬

‫والحديث الصحفي قد يجري مع شخص واحد أو لعدة أشخاص كما ىو األمر في االستفتاء الصحفي ‪....‬وقد‬
‫يجريو محرر واحد أو عدة محررين كما ىو الشأن في المؤتمر الصحفي ‪.‬‬

‫والحديث الصحفي ال يستيدف اإلجابة عمى السؤال (ماذا)ولكنو يستيدف بالدرجة األولى اإلجابة عمى السؤال‬
‫(لماذا)‪.‬‬

‫والحديث الصحفي فن مستقل بذاتو ولكن ىذا ال يمنع من أن يكون أداة لمحصول عمى خبر صحفي ‪....‬أو أن‬
‫يكون جزءا من تحقيق صحفي‪. 37‬‬

‫وفي ىاتين الحالتين أي عندما يكون أداة لمحصول عمى خبر أي عندما يكون جزء من تحقيق صحفي يقف فقط‬
‫عند حد المقابمة الصحفية‪.....‬أي يقف عند عممية اإلجراءات التي تنتيي بإجراء حديث ‪....‬أما بعد ذلك فيختمف‬
‫الحديث الصحفي كفن من فنون التحديد عن المقابالت الصحفية التي تدخل في فن الخبر الصحفي أو في فن‬
‫التحقيق الصحفي ‪،‬أي أن الفرق يبدأ عند بدء مرحمة الكتابة الصحفية أو التحرير الصحفي ‪.‬‬

‫أما التقرير الصحفي الذي يعرض األشخاص فيو ال ييتم بالدرجة األولى بإجراء حوار مع الشخصية موضوع‬
‫التقرير كما ىو الشأن في الحديث الصحفي وانما ييتم بالدرجة األولى بالرسم المتقن لمالمح ىذه الشخصية ‪.‬‬
‫وقد يجري كاتب ىذا المون من التقارير حوا ار مع الشخصية موضوع التقرير ولكن الحوار يجيء في المرتبة الثانية‬
‫أو الثالثة في األىمية وقد ال يستفيد المحرر من ىذه المقابمة في الحصول عمى أخبار أو أراء أو تصريحات وانما‬
‫قد يركز استفادتو في أخذ فكرة عن مالمح ىذه الشخصية وطريقة تفكيرىا وأسموب حياتيا وان كان ىذا ال يمنع‬
‫المحرر من االستفادة بأقوال وتصريحات ليذه الشخصية إذا كان مضمونيا يخدم موضوع التقرير‪.38‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نصر الدين العياضي‪:‬إقترابات نظرية من األنواع الصحفية‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،1996 ،‬ص‪46‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد زكي بدوي‪:‬معجم مصطمحات اإلعالم‪ ، .‬دار الكتاب المبناني‪ (،‬بيروت ‪،‬ط‪، 1985)، 1‬ص‪142‬‬
‫‪3‬‬
‫‪،2006 ،2‬‬ ‫محمد لعقاب‪:‬الصحفي الناجح‪-‬دليل عممي لمطمبة و الصحافيين‪،-‬دار ىومة لمنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،‬ط‬
‫ص‪85‬‬
‫‪4‬‬
‫نور الدين بميبل ‪ :‬دليل الكتابة الصحفية‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪(،‬د‪،‬ط) ‪، 1991،‬ص‪67‬‬
‫‪5‬محمد لعقاب ‪:‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪6‬عبد العالي رزاقي‪ :‬التقارير اإلعالمية ‪ ،‬دار الصحافة ‪ ،‬ط‪ . 1‬الجزائر ‪ ،2008 .‬ص‪100‬‬
‫‪7‬‬
‫نصر الدين العياضي؛مرجع سابق‪ ،‬ص‪44‬‬
‫‪8‬محمد لعقاب؛مرجع سابق ‪،‬ص‪86‬‬
‫‪9‬محمد لعقاب ‪ :‬ص ‪89-88‬‬

‫‪10‬‬
‫فاروق أبو زيد‪ :‬مدخل إلى عمم الصحافة ‪،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاىرة ‪، 1986،‬ص‪.58‬‬

‫‪11‬نصر الدين العياضي ؛ مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪12‬شمس الدين الرفاعي ‪ :‬الصحافة العربية العممية ‪ ،‬منشورات جامعة غار يونس ‪ ،‬ليبيا ‪ ، 1978‬ص ‪71‬‬

‫‪13‬عبد العالي رزاقي‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪102‬‬


‫‪14‬‬
‫نسيمة أحمد البطريق و جييان يسرى‪ :‬الكتابة لإلذاعة والتمفزيون ‪ ،‬كمية اإلعالم ‪.‬القاىرة‪،2000 ،‬ص‪73‬‬

‫‪15‬‬
‫نصر الدين العياضي ‪ :‬مرجع سبق ذره ص ‪ 140‬ـ ‪141‬‬
‫‪16‬فتحي خميل‪ :‬العنوان الصحفي االتحاد العام لمصحفيين العرب ‪،‬ط‪ .1‬بيروت‪،1982.‬ص ص ‪11-10‬‬
‫‪17‬عبد العالي رزاقي‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪109-108‬‬

‫‪18‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.112-111‬‬


‫‪profile‬‬ ‫‪19‬ىناك من يسميو" بروفايل" استنادا إلى المفظ اإلنجميزي‬
‫‪20‬‬
‫ساعد ساعد ‪ :‬فنيات التحرير الصحفي ‪،‬دار الخمدونية ‪،‬ط‪ 2‬منقحة ومزيدة ‪1430،‬ىـ ‪،‬ص ‪.194‬‬
‫‪21‬‬
‫ساعد ساعد ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪.195‬‬
‫‪22‬‬
‫نصر الدين العياضي ‪ ، 2007 :‬ص ‪184‬‬
‫‪23‬‬
‫نصر الدين لعياضي ‪ :‬اقتراحات نظرية من األنواع الصحفية ‪،‬ط‪،2‬د م ج ‪،‬الجزائر ‪ ،2004،‬ص ‪.184-183‬‬
‫‪24‬‬
‫محمد لعقاب ‪ :‬الصحفي الناجح ‪،‬دليل عممي لمطمبة والصحفيين وخاليا االتصال ‪،‬ط‪ ،2‬الجزائر ‪ ،2006،‬ص ‪.174‬‬
‫‪25‬‬
‫اديب خضور ‪ :‬ادبيات الصحافة ‪،‬كمية اآلداب والعموم اإلنسانية ‪،‬جامعة دمشق ‪،1986،‬ص ‪.37-36‬‬
‫‪26‬‬
‫عبد العمي رزاقي ‪ :‬التقارير اإلعالمية ‪،‬دار الصباح ‪ ،2008،‬ص ‪.76/75‬‬

‫‪27‬‬
‫ساعد ‪،‬ساعد ‪ :‬فنيات التحرير الصحفي ‪،‬دار ابن خالدون لمنشر والتوزيع ‪،‬طبعة جديدة ومنقحة ‪،‬الجزائر ‪ ،2006،‬ص‬
‫‪.174-173‬‬
‫‪28‬‬
‫محمد العقاب ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪29‬عبد الوىاب الرامي ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪145‬‬
‫‪30‬‬
‫نصر الدين لعياضي ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪.192‬‬
‫‪31‬‬
‫عبد الوىاب الرامي ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪146‬‬
‫‪32‬‬
‫عبد الوىاب الرامي ‪ :‬األجناس الصحفية مفتاح اإلعالم الميني ‪ ،‬منشورات المنظمة اإلسالمية لمتربية والعموم‬
‫والثقافة إيسيسكو ‪ ،2011 ،‬ص ‪143‬‬
‫‪33‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪147‬‬
‫‪34‬حمد العقاب ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.183-175‬‬
‫‪35‬‬
‫محمد العقاب ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.177/176‬‬
‫‪36‬‬
‫نصر الدين لعياضي ‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪.188-187‬‬
‫‪37‬‬
‫فاروق ابو زيد ‪ :‬فن التحديد الصحفي ‪،‬القاىرة ‪،2000،‬ص ‪.216‬‬
‫‪38‬‬
‫فاروق أبو زيد ‪ :‬فن التحرير الصحفي ‪،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.217‬‬

You might also like