Professional Documents
Culture Documents
المثالية
المثالية
➢ المقدمة
➢ خاتمة
كان االنسان منذ العصور الغابرة ضئيل التفكير لكنه بدأ بقضايا كبرى الزالت حتي يومنا هذا
قيد البحث والتفكير ومن بينها مصطلح المثالية الذى يعد من احد المواضيع الذى دار حولها
نقاش كبير داخل األوساط الفكرية عامة والفلسفية خاصة وذلك الن المثالية ترتبط عند
الكثيرين بالجوانب الروحية واالتجاهات الغير واقعية ولذلك نقوم بطرح التساؤل التالي :
ماذا نقصد بمصطلح المثالية ؟
وماهي امداداته وتجلياته عبر التاريخ ؟
وماهي أوجه النقد التي يمكن ان تقدم لمصطلح المثالية ؟
المبحث األول :الداللة المعجمية واالصطالحية للمفهوم
• المطلب األول :الداللة اللغوية :
:فالمثل يعني المثل األعلى المطلق وهو هللا سبحانه و المثل األعلى التطبيقي هو الرسول صلي هللا عليه وسلم . اما في فقه المسلم
األجنبي :المثل يعني األعلى ـ األعظم . اما غي المعجم
• المطلب الثاني :الداللة االصطالحية :
المثالية :هي الوصول الي درجة االجادة واالتقان فكرا وعمال ،والمثالي هو الرجل الكامل {}1
نستخلص مما سبق ان مفهوم المثالية هي مجموعة من الفلسفات الميتافيزيقية التي تؤكد علي ان الواقع بطريقة او باخري ال يمكن
تميزه او فصله عن الفهم او االدراك البشري ألنه بشكل ما مجبول في العقل او مرتبط ارتباط وثيقا باألفكار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ }1محمد كيشانة ،المثالية ،ص19
كانت أثينا خالل القرن 15ق م تعيش حياة تزخر بالثقافة والتأمل الفلسفي ،حيث يقال ان الفلسفة هبطت من الماء الى األرض علي يد
سقراط والسفسطائين وانشغل ااألثينيون في غمرة هذا العصر الزاهي بالديموقراطية السياسية وحرية الفكر بالجدل بين طبيعة المعرفة و
السبيل المؤدي باليقين منها ومن هنا ضرب افالطون مثال عن أوهام الحس بأسطورة الكهف الذي اكد علي ان عالم الحس هو عالم
الضالل اما عالم العقل فهو الحقيقة و الحرية ،وهذه الفكرة استقاها من بارمنيدس ابي الفلسفة المثالية }4{ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ { }3ـيوسف حامد الشين ،الفلسفة المثالية ،ص18
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ }5ـ محمد كيشانة ،المرجع السابق ص 29ـ30
تقوم الفلسفة المثالية عاي مجموعة من المبادئ وهي علي النحو التالي :
1ـ تقسيم المثالية الي عالمين عالم المثل وعالم المادة .
2ـ تعلق المثالية علي وجود المادة علي وجود العقل الذي يدركها .
4ـ الحقائق في الفكر المثالي ال توجد في العلم المادي وانما توجد في عالم الروح واألفكار .
1ـوصول الفرد للكمال :حيث تعتبر أفعال الفرد هي ما تحدد مصيره ،ولهذا لضبط سلوكياته في كل ما يرتبط باالخالق والفضيلة و
بما يصب في مصلحته ومصلحة المجتمع الذي جزء مهما منه .
2ـ تعزيز الجانب الروحي عند الفرد :ان االنسان يستطيع الوصول الي الحقيقة ،ويستطيع تجنب الرذائل عندما تطغي عليه سيطرة
الروح اكثر من سيطرة المادة
3ـ غرس االحترام في المجتمع :إشاعة االحترام في المجتمعات ويتخذ هذا االحترام شكلين احدهما يشمل احترام الناس لبعضهم البعض
،اما االخر فيشمل احترام الشخص لنفسه .
4ـ تركيز في بناء شخصية نموذجية التي تؤمن بالقيم الروحية .
المثالية الواقعية :تؤكد هذه النظرية علي وجود عالم بذاته مثل المثل يقع خارج فكر البشر واالشياء ،وهذا العالم هو عالم األفكار
الخالدة والثابتة وهو مصدر كل ما هو موجود في العلم المادي .
المثالية االمادية :هي نوع من المثالية ترفض وجود العالم المادي ،وتري هذه النظرية ان كل ما هو موجود هو نتاج للفكر البشري
،ويعتقد جون لوك احد ابرز الفالسفة المثالية االمادية ان كل ما نعرفه عن العالم هو نتاج حواسنا .ويقول" نحن ال نعرف العالم كما هو
بل كما يبدو لنا "
المثالية المتعالية :هي نوع من المثالية تؤكد علي ان كل ما نعرفه عن العالم هو انتاج محض للفكر ،وتري هذه النظرية ان العقل
البشري هو الذي يشكل العالم من خالل مفاهيمه و حدوسه ،و يعتقد امينوال كانط ان مؤسس المثالية المتعالية ان العقل البشري يفرض
على العالم نظاما من المفاهيم األساسية مثل السبب والغاية والزمان والمكان ويقول " العقل هو الذي يصنع العالم " .
المثالية الذاتية :هي نوع من المثالية تجعل من المثال مبدا الوجود ،وتري هذه النظرية ان المثال هو األساس الذى تقوم عليه الواقع
،ويعتقد امينوال فيشته مؤسس الفلسفة المثالية الذاتية ان الذات األخالقية المطلقة هي مصدر كل شيء ،ويقول " الذات هي الواقع" .
المثالية الموضوعية :هي نوع من المثالية يرد كل الظواهر المتعلقة بالوعي الي نظام مطلق سابق علي وجود االنسان ،وتري
هذه النظرية ان هذا النظام هو الذي يخلق الوعي ،ويعتقد فريدرك شلنغ مؤسس المثالية الموضوعية ان العقل المطلق هو الذى يخلق
الوعي ويقول " العقل هو الذى يفكر في نفسه " .
المثالية المطلقة :هي نوع من المثالية يعتقد ان الفكر والواقع هما وجهان لعملة واحدة ،وترى هذه النظرية ان الواقع هو نتاج للفكر
وان الفكر هو تعبير عن الواقع ،ويعتقد جورج هيقل ،مؤسس الفلسفة المثالية المطلقة ان العقل يتطور عبر مراحل متتالية وكل مرحلة
من هذه المراحل هي تعبير عن الواقع ويقول " الفكر هو الواقع " .
• فلسفته :
جاء افالطون بعد سقراط ليقدم تصورا فلسفيا مثاليا ألنه اعطي األولوية للفكر والعقل والمثال بينما المحسوس ال وجود له في فلسفته ،
وله نسق فلسفي متكامل يضم تصورات متماسكة حول الوجود والمعرفة والقيم و تتمثل فلسفته في نظرية المثل وهي عصب الفلسفة
االفالطونية ألنها جوهر الوجود وقد ميزها بعدة خصائص منها :
1ـالمثال هو الجوهر الثابت للشيء .
وقد قسم العالم الى عالم مثالي وعالم مادى وهذا األخير هو متغير ونسبي ومحسوس و المعرفة فيه نسبية تقريبية جزئية و سطحية و قد
اس تشهد بأسطورة الكهف اما األول فهو عالم حقيقي الذى يوجد فيه الخير االسمي و الذى يمكن ادراكه عن طريق التأمل العقلي والتفلسف
ويحتوي علي حقائق مطلقة ويقينية وكلية ،وهنا فالمعرفة عند افالطون تذكر والجهل نسيان {}8
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ }8ـ نادية عبد الهادي عبد السالم ،المثالية المطلقة في الفكر الفلسفي الحديث
قائمة المراجع:
1ـ عبد الحليم محمود ،التفكير الفلسفي في اإلسالم ،دار المعارف ،ط2007، 2
2ـ محمد كيشانة ،المثالية :مفهومها وانواعها وفالسفتها ،المركز اإلسالمي للدراسات االستراتيجية
العتبة العباسية المقدسة ،ط . 2018 1
3ـ نادية عبد الهادي عبد السالم ،المثالية المطلقة في الفكر الفلسفي الحديث ،كلية الدراسات اإلسالمية
والعربية ،مجلة كلية البنات االزهرية ،العدد األول 2016،
3ـ يوسف حامد الشين ،الفلسفة المثالية قراء ة جديدة لنشأتها وتطورها وغاياتها ،منشورات جامعة
قاريونس ،ط. 1998 ، 1