You are on page 1of 5

‫المــدة‪:‬‬ ‫األستاذ‪:‬‬

‫التاريخ‪:‬ـ‬ ‫درس نظري‪.‬‬ ‫الحصة‪:‬‬


‫الشعب‪.02 :‬آداب وفلسفة‪.‬‬ ‫الفلسفة بين الوحدة والتعدد عبر التاريخ‪.‬‬ ‫اإلشكالية الثالثة‪:‬‬
‫المراجع‪:‬‬ ‫تاريخ الفلسفة اإلسالمية‪.‬‬ ‫المشكلة الثانية‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب إشكاليات فلسفية أو كتاب نصوص‪.‬‬ ‫تاريخ الفلسفة اإلسالمية‪.‬‬ ‫الدرس‪:‬‬
‫‪ -‬معاجم فلسفية وتراجم الفالسفة‪.‬‬ ‫شفوي‪ ،‬كتابي‪ ،‬مرحلي‪ ،‬ختامي‪ ،‬ذاتي‪.‬‬ ‫التقويم‪ :‬‬
‫‪ -‬وثائق مكتوبة وصور ذات صلة بموضوع الدرس‪.‬‬ ‫الكفاءة المستهدفة‪:‬‬
‫تقدير التأمل والمعتقد‪.‬‬
‫الكفاءة الكفاءات‬
‫الــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية‬ ‫الختامية الحورية‬
‫الـجــانـب المنهجي‬ ‫والخاصة‪.‬‬

‫المكتسبات القبلية المفترضة‪:‬‬ ‫األسئلة التشخيصية لبداية الدرس‬


‫‪ $‬والكتابة‪.‬‬‫‪ $‬لغوية للتعبير والتواصل‪،‬‬‫‪ -‬كفاءات وقدرات‬ ‫الكفاءة الكفاءة‬
‫‪ -‬كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية‬ ‫ما هي الفكرة الجوهرية التي‬ ‫الختامية المحورية‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ثالثا‪:‬‬
‫القديمة‪ ،‬والحضارة اإلسالمية الوسيطة والحضارة الغربية‬ ‫دارت حولها الفلسفة اليونان؟‬
‫يسعى التعبير عن‬
‫ما هي الحضارة التي حملت‬
‫الحديثة والمعاصرة‪.‬‬ ‫المتعلم المعرفة في‬
‫‪ -‬معارف علمية وتاريخية سابقة‪.‬‬ ‫مشعل الفلسفة بعد اليونان؟‬ ‫إلى‬
‫روح‬
‫‪ -‬الكفاءات المكتسبة من المشكلة الثانية تاريخ الفلسفة‬ ‫التحكم شمولية‪.‬‬
‫اليونانية‪.‬‬ ‫المجال التساؤلي لإلشكالية‬ ‫في آليات‬
‫المشكلة الثانية‪ :‬تاريخ الفلسفة اإلسالمية‬ ‫الثالثة‪:‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫الفكر‬
‫كيف قدر للفكر اإلسالمي القائم على اإليمان بعقيدة التوحيد إنتاج فلسفة‬
‫كيف يمكن للفكر الفلسفي أن‬ ‫النسقي‪ .‬الخاصة‪:‬‬
‫‪ $‬في آن‬
‫يكون متعددا وواحد‬ ‫‪ -09‬تقدير‬
‫قائمة على العقل وتحقيق التق‪-- - - -‬ارب بين العقل واإليم‪-- - - -‬ان (التوفيق بين العقل‬
‫واحد؟‬ ‫التأمل‬
‫والنقل) ؟‬
‫المجال التساؤلي للمشكلة‬ ‫والمعتقد‪.‬‬
‫مقدمة طرح المشكلة‪ :‬هل لمفكري اإلسالم فلسفة على شاكلة اليون‪--‬ان؟ وإ ن‬
‫الثانية‪:‬‬
‫كانت فما هي خصائصها ؟‬
‫كما أن هن‪-- - -‬اك ص‪-- - -‬عوبة في تعريف الفلس‪-- - -‬فة اإلس‪-- - -‬المية‪ ،‬هل نق‪-- - -‬ول فلس‪-- - -‬فة‬ ‫كيف قدر للفكر اإلسالمي‬
‫– القائم على اإليمان بعقيدة‬
‫أس ‪--‬المية أو فكر ع ‪--‬ربي‪ ،‬أم هو اج ‪--‬ترار للفكر اليون ‪--‬اني وش ‪--‬رح ل ‪--‬ه‪ ،‬وما هو‬
‫التوحيد‬
‫دور اللغة العربية في صياغة هذا الفكر؟‪.‬‬ ‫–إنتاج فلسفة قائمة على العقل‪،‬‬
‫أوال‪ -‬م اذا عن الفلس فة االس المية كفكر دي ني‪ ،‬أم ام ال تراث الفلس في‬ ‫وتحقيق التقارب بين هذا‬
‫اليوناني العالمي‪.‬‬ ‫اإليمان‪ ،‬هذا العقل‪ ،‬في شكل‬
‫‪ -01‬الفلس فة اإلس المية كتش كل بين العبقري ات الثالث‪ :‬أ‪ -‬اإلس المية‪،‬‬
‫توفيقي وتكاملي بينهما؟‬
‫عرض الوضعية المشكلة األولى‪ :‬ب‪ -‬واليونانية‪ ،‬ج‪ -‬اللغة العربية‪.‬‬
‫أ‪ -‬العبقرية اإلسالمية‪ :‬اإلس‪--‬الم ك‪--‬دين‪ -،‬والق‪--‬رآن ككت‪--‬اب مرك‪--‬زي في الثقافة‬
‫اإلس ‪-- -‬المية‪ ،‬أساس ‪-- -‬ان لتك ‪-- -‬وين الفلس ‪-- -‬فة اإلس‪-- - -‬المية‪ ،‬وال نقصد بلفظ الفلس ‪-- -‬فة‬ ‫عربية‪ ،‬إسالمية‪ ،‬يونانية‬

‫اإلس‪--‬المية ذلك اإلنت‪--‬اج الفك‪--‬ري لعل‪--‬وم ال‪--‬دين من فقه وأص‪--‬ول الفقه وغيرهما‬
‫فق ‪-- - -‬ط‪ ،‬وإ نما ك ‪-- - -‬ذلك التأمل في الخلق والخ ‪-- - -‬الق ومظ ‪-- - -‬اهر الوج ‪-- - -‬ود والحي ‪-- - -‬اة‬
‫والمصير واإلنسان‪ ،‬ويعني أيضا بوجه اخص التوفيق بين متطلبات ال‪--‬وحي‬
‫ومتطلب ‪--‬ات العق ‪--‬ل‪ ،‬وما يقتض ‪--‬يه ذلك من اجته ‪--‬اد وت‪---‬دبر وتفك‪---‬ير في العقي ‪--‬دة‬
‫وال ‪--‬دفاع عنها بالحجة والبره‪--‬ان‪ ،‬وبتعب ‪--‬ير أش ‪--‬مل إن الفلس‪--‬فة اإلس ‪--‬المية ت ‪--‬دل‬

‫‪1‬‬
‫على منظومة متكاملة من اإلنت ‪--‬اج الفك‪-- -‬ري‪ ،‬تعكس اهتم‪-- -‬ام أس‪---‬الفنا بالعقي ‪--‬دة‬
‫وال‪--‬دفاع عنه‪--‬ا‪ ،‬وحب معرفة الك‪--‬ون والنفس البش‪--‬رية‪ ،‬أي كل أبع‪--‬اد اإلنس‪--‬ان‬
‫الروحية والحضارية‪.‬‬
‫محاولة حل المشكلة‬
‫ب‪ -‬العبقرية اليونانية‪ :‬لقد ك ‪--‬ان للحض ‪--‬ارة اليونانية األثر البليغ على الفكر‬
‫اإلس ‪--‬المي‪ ،‬خاصة ت ‪--‬أثير الحكيم ‪--‬ان أرس ‪--‬طو وأفالط‪---‬ون وال‪---‬تراث اليون ‪--‬اني‬
‫بص ‪-- -‬فة عامة على المس ‪-- -‬لمين‪ ،‬ومحاولة فهمه وش ‪-- -‬رحه‪ ،‬ونلمس ذلك الت ‪-- -‬أثير‬
‫من خالل ما ألفه بعض ‪--‬هم من ش ‪--‬روح وإ ض ‪--‬افات أمث ‪--‬ال‪ :‬الكن ‪--‬دي والف ‪--‬ارابي‬
‫حوار أفقي مفتوح‬
‫وأبن س‪-- -‬ينا وإ خ‪-- -‬وان الص‪-- -‬فا في المش‪-- -‬رق اإلس‪-- -‬المي‪ ،‬وبن الطفيل وبن باجة‬
‫وبن رشد في المغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫أسئلة‬
‫وإ ن المس ‪-- - - -‬ألة الجوهرية واإلش ‪-- - - -‬كالية المركزية ال ‪-- - - -‬تي حركة فكر فالس ‪-- - - -‬فة‬
‫اإلس‪-- - -‬الم أم‪-- - -‬دا طوي‪-- - -‬ل‪ ،‬هي دائما التوفيق بين العقل والنق‪-- - -‬ل‪ ،‬بين ال‪-- - -‬وحي‬ ‫المؤشر‬
‫والفلس‪-- - -‬فة‪ ،‬الش‪-- - -‬ريعة والحكم‪-- - -‬ة‪ .‬وهي مس‪-- - -‬ألة يعرض‪-- - -‬ها ابن رشد في كتابه‬ ‫‪X‬‬ ‫أجاب عن السؤال‬

‫"فصل المق‪--‬ال فيما بين الش‪--‬ريعة والحكمة من أتص‪--‬ال" أين نلمس قمة التالقح‬ ‫أغلبية التالميذ‬
‫بين الفلس ‪--‬فة اليونانية ال ‪--‬تي تأسست على العقل (اللوغ ‪--‬وس التفك ‪--‬ير العقالني)‬
‫البعض‬
‫والعقيدة اإلسالمية‪.‬‬
‫ج‪-‬عبقرية العربية لغة القرآن الكريم‪:‬‬ ‫قلة منهم‬
‫تعت‪--‬بر اللغة العربية الرافد المش‪--‬ترك لت‪--‬أليف ال‪--‬تراث الفلس‪--‬في عند المس‪--‬لمين‪،‬‬
‫كونها الواس ‪--‬طة ال ‪--‬تي ق ‪--‬امت بحمل ال ‪--‬تراث اإلنس ‪--‬اني واإلس ‪--‬المي وحمته من‬
‫الضياع‪ ،‬وقامت بتوحيد المسلمين على تنوع أعراقهم كالفارابي التركي أبن‬ ‫عرض وضعية مشكلة‬
‫طبيعة اإلجابات‬
‫س ‪-- -‬ينا فارس ‪-- -‬ي‪ ،‬أين ص ‪-- -‬بت كل األجن ‪-- -‬اس عص ‪-- -‬ارة فكرها في بوتقة واح ‪-- -‬دة‬
‫حملت هذا التنوع‪ ،‬لكن دون أن تفقد هذه اللغة رغم طابعها العالمي‪ ،‬روحها‬
‫األص‪--‬لية المتمثلة في كونها لغة الق‪--‬رآن الك‪--‬ريم‪ ،‬وق‪--‬دمت اللغة العربية الق‪--‬درة‬
‫واإلمكانية على التفلس ‪--‬ف‪ ،‬والتعب ‪--‬ير بق ‪--‬وة عن التفك ‪--‬ير الفلس ‪--‬في‪ ،‬بل ق ‪--‬دم من‬
‫خاللها مف‪-- -‬اهيم جدي‪-- -‬دة‪ ،‬وع‪-- -‬برة عن أفك‪-- -‬ار موغلة في التجريد بمص‪-- -‬طلحات‬
‫دقيقة‪.‬‬
‫‪-02‬مظاهر الفلسفة اإلسالمية ‪ :‬علم الكالم ‪.‬‬
‫يع ‪-- -‬رف ابن خل ‪-- -‬دون علم الكالم على أنه «علم يتض ‪-- -‬من الحج ‪-- -‬اج عن العقائد‬
‫الدينية‪ -‬ب ‪-- -‬الحجج العقلية وال ‪-- -‬رد على المبتدعة والمنح ‪-- -‬رفين في االعتق ‪-- -‬اد عن‬
‫م ‪--‬ذهب الس ‪--‬لف الص ‪--‬الح وأهل الس ‪--‬نة » ينطلق علم الكالم من مس ‪--‬لمات دينية‬
‫ويستعمل الحجة العقلية للدفاع عن العقيدة وأهم فرقه‪ :‬المعتزلة واألشاعرة‪،‬‬
‫المرجئة‪ ،‬الشيعة‪ ،‬والماتردية‪.‬‬
‫عرض الوضعية المشكلة الثانية‪:‬‬
‫األس‪--‬باب الداخلية لظه‪--‬ور علم الكالم‪ :‬ك‪--‬ان سياس‪--‬يا بس‪--‬بب الخالف‪--‬ات الحزبية‬ ‫مناظرة األشعري ص ‪.130‬‬
‫بين السنة والشيعة والخوارج والمرجئة والج‪--‬دل ال‪--‬ذي دار بين كل فريق في‬
‫محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم‪.‬‬
‫بعنى أن الصراع إنتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي‪.‬‬
‫األس‪-- -‬باب الخارجية لظه‪-- -‬ور علم الكالم‪ :‬الج‪-- -‬دل الكالمي(أالهوتي‪-- -‬ات) ال‪-- -‬ذي‬
‫دار مع أهل الكت‪-- - -‬اب من المس‪-- - -‬يحيين واليه‪-- - -‬ود‪ ،‬وال‪-- - -‬رد على المش‪-- - -‬ركين من‬

‫‪2‬‬
‫ال‪-- -‬ديانات المزدكية الزرادش‪-- -‬تية ال‪-- -‬دهريون المانوي‪-- -‬ة‪..‬الخ ‪ ،‬وإ فح‪-- -‬ام الزنادقة‬
‫والمبتدعة‪ -‬الذين يشككون في الدين‪.‬‬
‫الفرق بين علم الكالم والفلسفة‪:‬‬
‫‪ -01‬علم الكالم يتناول قضايا عقلية‪ ،‬ويطرحها داخل إطار عقائدي‪ ،‬فيما‬
‫المحاورة ص ‪.132‬حول القضاء‬
‫تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا ال يخضع ألية سلطة‪.‬‬ ‫والقدر‪.‬‬
‫‪ -02‬غاية علم الكالم ال‪-- - - -‬دفاع عن العقي‪-- - - -‬دة ضد المش‪-- - - -‬ككين‪ -،‬في حين غاية‬
‫الفلسفة إدراك الحقيقة‪.‬‬
‫مالحظ ‪-- -‬ة‪ :‬تن ‪-- -‬وع الط ‪-- -‬رح الفلس ‪-- -‬في عند المس ‪-- -‬لمين بين علم الكالم والفلس ‪-- -‬فة‬
‫المتش‪--‬بعة باألفك‪--‬ار الديني‪--‬ة‪ ،‬وطرح‪--‬ات أخ‪-‬رى تتق‪-‬اطع فيها الفلس‪-‬فة بالتص‪--‬وف‬
‫مثل ابن عربي وأحيانا الكالم بالتصوف مثل الغزالي‪ .‬وه‪--‬ذا ال‪--‬زخم وال‪--‬ثراء‬
‫ي ‪-- - -‬دل على أن اإلب‪-- - - -‬داع الفلس ‪-- - -‬في ال يرتبط بع‪-- - - -‬رق من األع‪-- - - -‬راق كما ادعى‬
‫"أرنست رينان"‬
‫كما ال يمكن إنك‪-- -‬ار إس‪-- -‬هام المس‪-- -‬لمين في القض‪-- -‬ايا العالمية اإلنس‪-- -‬انية ب‪-- -‬روح‬
‫اآلية والنص الحديث للتفكر في الكون‬
‫إسالمية فيه الكثير من االبتكار‪.‬‬
‫ص‪.135‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون اإلسالميون‪:‬‬
‫‪ -01‬التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المحتوى‪:‬‬
‫ج‪-‬اء الق‪--‬رآن الك‪--‬ريم لي‪-‬أمر بطلب العلم والتفقه في أمر ال‪-‬دين وال‪-‬دنيا وه‪-‬ذا ال‬ ‫الوضعية المشكلة الثانية ص‬
‫يتم إال بالعقل ‪ ،‬وله ‪--‬ذا نجد أن معظم آي ‪--‬ات الق ‪--‬رآن الك ‪--‬ريم موجهة إلى العقل‬ ‫‪ .136‬التوفيق بينهما‪.‬‬
‫ت ‪-- - -‬دعوه إلى النظر والبحث والتأمل في كل المخلوق ‪-- - -‬ات‪ ،‬ومعرفة الظ ‪-- - -‬واهر‬
‫ال ‪--‬تي تحيط باإلنس ‪--‬ان‪ ،‬فهي دع ‪--‬وى ص ‪--‬ريحة للتفلسف وجهت إلى العقل ذاته‬
‫لقوله تع ‪-- -‬الى ﴿فلينظر اإلنس‪-- -‬ان مما خلق﴾ وال يمكن لإلنس‪-- -‬ان التفس ‪-- -‬ير إال‬
‫باستخدام العق‪-‬ل‪ .‬و قد ذكر الق‪--‬رآن العق‪-‬ل س‪-‬بع وأربعين م‪-‬رة‪ ،‬و قد أخض‪-‬عت‬
‫الظواهر الكونية ألحكام العقل بلفظ ( تعقل‪-‬ون) ‪ 24‬م‪-‬رة‪ ،‬له‪-‬ذا يق‪-‬ول العالمة‬
‫ابن رشد « لقد خلق اهلل لنا كت‪--‬ابين‪ ،‬كت‪--‬اب محس‪--‬وس وكت‪--‬اب مق‪--‬روء نق‪--‬رأ في‬
‫هذا ما نقرأ في ذاك»‬
‫‪ -02‬التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المبادئ‪:‬‬
‫نجد في الفلس ‪-- - -‬فة اإلس ‪-- - -‬المية مح ‪-- - -‬اوالت متواص ‪-- - -‬لة للتق ‪-- - -‬ريب بين المب ‪-- - -‬ادئ‬
‫العقائدية والتأمل الفلس‪-- - - - - -‬في‪ ،‬وذلك الش‪-- - - - - -‬تراكهما في ال‪-- - - - - -‬دوافع الفكري‪-- - - - - -‬ة‪،‬‬
‫والتشريعية‪ ،‬والضرورات الحضارية‪.‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬حدود استعمال العقل في النص‪:‬‬
‫إن الحجر األس‪--‬اس في اإلس‪--‬الم عقي‪--‬دة التوحيد كونها التس‪--‬ليم المطلق بوج‪--‬ود‬
‫أله واحد لهذا العالم خلقه وهو مدبره وإ ليه يعود‪ ،‬وهذا ش‪--‬يء ال يقبل التأويل‬
‫وال النق ‪-- -‬اش‪ ،‬إض ‪-- -‬افة إلى وج ‪-- -‬ود اهلل فإنه يصف نفسه ب ‪-- -‬الكثير من الص ‪-- -‬فات‬
‫كالع‪-- - - -‬ادل والعليم‪...‬الخ‪ ،‬كما ينسب اهلل لنفسه أفع‪-- - - -‬ال وص‪-- - - -‬فات كاالس‪-- - - -‬تواء‬
‫والس‪-- - - -‬مع والبص‪-- - - -‬ر‪ ،‬وجب تأويلها لتنزيهه س‪-- - - -‬بحانه وتع‪-- - - -‬الى عن كل نقص‬
‫وتجس ‪-- -‬يم‪ .‬ونع ‪-- -‬ني بالتأويل عملية عقلية تخ ‪-- -‬رج اللفظ من معن ‪-- -‬اه إلى مع ‪-- -‬نى‬
‫مج‪-- - -‬ازي‪ ،‬أو كما يق‪-- - -‬ول ابن رش‪-- - -‬د‪« :‬إخ‪-- - -‬راج اللفظ عن الداللة الحقيقية إلى‬

‫‪3‬‬
‫الداللة المجازي ‪-- -‬ة‪ ،‬من غ ‪-- -‬ير أن يخل ذلك بع ‪-- -‬ادة لس ‪-- -‬ان الع ‪-- -‬رب في التج ‪-- -‬وز‬
‫بتسمية الشيء بشبيهه أو سببه‪.»..‬‬
‫هناك أربع فرق مارست التأويل كضرورة اجتهادية‪ :‬الفقهاء وعلم‪--‬اء الكالم‬
‫والفالسفة ورجال الصوفية‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬حدود استعمال العقل في الغيبيات‪:‬‬
‫لم يتفق المس‪-- -‬لمون على درجة اس‪-- -‬تعمال العقل في النص كما لم يتفق‪-- -‬وا على‬
‫مدى تدخل العقل في الغيبي‪-‬ات‪ ،‬فلقد ص‪-‬رح أبو حام‪-‬د الغ‪-‬زالي بقص‪-‬ور العقل‬
‫وعج ‪-- -‬زه في أم ‪-- -‬ور الغيبي ‪-- -‬ات ال ‪-- -‬تي يجب التص ‪-- -‬ديق بها وحس ‪-- -‬ب‪ ،‬تماما كما‬
‫صنف ابن خل‪-‬دون« قض‪-‬ايا ك‪-‬اآلخرة وحقيقة النب‪-‬وة وحق‪-‬ائق الص‪-‬فات اإللهية‬
‫في نطاق فوق نطاقه»‪ ،‬أما من المفكرين اإلسالميين ال‪--‬ذين أعملوا العقل في‬
‫الغيبي‪--‬ات فنجد الفالس‪--‬فة وعلم‪--‬اء الكالم‪ ،‬لكن بمنهجي‪--‬تين‪ -‬مختلف‪--‬تين‪ ،‬ففي حين‬
‫ق ‪-- -‬ام المتكلم ‪-- -‬ون(المعتزلة واألش ‪-- -‬اعرة) ب ‪-- -‬النظر إلى ص ‪-- -‬فات اهلل وأفعاله من‬
‫حيث أنه "ص‪-- - -‬انع حكيم" ثم نظ‪-- - -‬روا في ذاته أخ‪-- - -‬يرا‪ ،‬ف‪-- - -‬إن الفالس‪-- - -‬فة س‪-- - -‬لموا‬
‫بقضية أنه "الموجود الواجب الوجود" وانصرفوا إلى آثار اهلل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬وماذا عن فرص التكامل بين الدين والتفكير الفلسفي؟‬
‫‪ -01‬التوفيق بين ال دين والفلس فة من حيث الغاية‪ :‬إن مح‪-- -‬اوالت الجمع‬
‫بين اإلس‪-- -‬الم كتش‪-- -‬ريع رب‪-- -‬اني ونظ‪-- -‬ام حي‪-- -‬اة مب‪-- -‬ني على التص‪-- -‬ديق واإليم‪-- -‬ان‬
‫ب‪--‬أمور غيبي‪--‬ة‪ -،‬والفلس‪--‬فة اليونانية كنسق فك‪--‬ري إنس‪--‬اني مؤسس على المنطق‬
‫والبره ‪-- -‬ان العقلي ال تحكمه أي س ‪-- -‬لطة ديني ‪-- -‬ة‪ -،‬لض ‪-- -‬رورة دفعتها الحاجة إلى‬
‫االنفتاح الحضاري والبحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫أ‪ -‬بين عقلنة الدين وديننة‪ -‬العقل‪ -01 :‬عقلنة الدين‬
‫أخوان الصفا‪ :‬وهي فرقة سياسية س‪--‬رية أرادت تغي‪--‬ير النظ‪--‬ام السياسي ال‪--‬ذي‬
‫ك‪-- -‬ان يس‪-- -‬تند على الش‪-- -‬ريعة أين أص‪-- -‬بح ال‪-- -‬دين م‪-- -‬برر لسياسة القم‪-- -‬ع‪ ،‬ف‪-- -‬أراود‬
‫تأس ‪-- -‬يس مرجع مش ‪-- -‬ترك يحكم في السياسة هو العق ‪-- -‬ل‪ ،‬وب ‪-- -‬ذلك ي ‪-- -‬رون ب ‪-- -‬أن‬
‫الفلس‪--‬فة ف‪--‬وق الش‪--‬ريعة‪ ،‬وأن الس‪--‬عادة عقلي‪--‬ة‪ ،‬وال س‪--‬بيل إلى تطه‪--‬ير الش‪--‬ريعة‬
‫ال ‪--‬تي "دنست بالجه ‪--‬االت واختلطت بالض ‪--‬الالت إال بالفلس ‪--‬فة‪...‬ف ‪--‬إذا انتظمت‬
‫الفلس‪--‬فة اليونانية والش‪--‬ريعة‪ ،‬حصل الكم‪--‬ال" وب‪--‬ذالك تتم عقلنة ال‪--‬دين‪ ،‬بمع‪--‬نى‬
‫أن الدين يصبح معقوال‪ ،‬ال يستند فقط على القلب‪ ،‬بل كذلك العقل‪.‬‬
‫‪ -02‬وديننة العقل‪ :‬إن الخ‪-- - -‬وف من تص‪-- - -‬ادم العقل وال‪-- - -‬دين دفع إلى إلح‪-- - -‬اق‬
‫العقل بال ‪--‬دين وض ‪--‬بطه بح ‪--‬دود ص‪--‬ارمة في نط ‪--‬اق الش ‪--‬رع‪ ،‬مما س ‪--‬بب إغالق‬
‫أبواب االجتهاد‪.‬‬
‫‪ -2‬إمكانية التقريب بينهما من حيث الوصول إلى الحقيقة‪:‬‬
‫إن الص ‪-- - -‬راع الفك ‪-- - -‬ري ال ‪-- - -‬ذي ح ‪-- - -‬دث بين الفالس ‪-- - -‬فة الممثلين‪ -‬للتي ‪-- - -‬ار العقلي‪،‬‬
‫والفقه ‪--‬اء الممثلين للتي ‪--‬ار ال ‪--‬ديني طوي ‪--‬ل‪ ،‬ومس ‪--‬اندة النظ ‪--‬ام السياسي كل م ‪--‬رة‬
‫األحد الط‪-- -‬رفين وفق ما تمليه عليه المص ‪-- -‬لحة‪ ،‬دفع الفيلس‪-- -‬وف بن طفيل إلى‬
‫ت‪-- - -‬أليف قصة "حي بن يقض‪-- - -‬ان" حيث يع‪-- - -‬رض قض‪-- - -‬ية التكامل بين الفلس‪-- - -‬فة‬
‫وال ‪-- -‬دين‪ ،‬ووص‪-- -‬ول كالهما في النهاية إلى الحقيق‪-- -‬ة‪ ،‬وتس‪-- -‬تهدف القص‪-- -‬ة‪ ،‬في‬

‫‪4‬‬
‫النهاية تبس‪-- - -‬يط الفلس ‪-- -‬فة وتعميمها وتبريرها ل‪-- - -‬ديهم مقابل موجة التكف‪-- - -‬ير من‬
‫ط‪--‬رف المح‪--‬افظين‪ ،‬إلى ج‪--‬انب دفع حملت الفكر الفلس‪--‬في للع‪--‬ودة إلى اإليم‪--‬ان‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬إمكانية التقريب بينهما من حيث المنهج‪:‬‬
‫عن‪--‬دما ك‪--‬ان يش ‪--‬تد الص‪--‬راع بين الفلس‪--‬فة وال ‪--‬دين ويصل إلى درج‪--‬ات التكف‪--‬ير‬
‫والعن ‪-- -‬ف‪ ،‬ك ‪-- -‬ان ي ‪-- -‬أتي زمن على محاولة التق ‪-- -‬ريب التوفيق والتكام ‪-- -‬ل‪ .‬حيث‬
‫لوحظ أن هناك تق‪-‬ارب في المنهج بينهم‪-‬ا‪ -،‬فكالهما يق‪-‬وم على ض‪-‬رورة إقامة‬
‫الحجة والبرهان يقول تع‪--‬الى‪﴿ :‬ه‪--‬اتوا بره‪--‬انكم إن كنتم ص‪--‬ادقين﴾‪ ،‬رغم أن‬
‫مواضيعهما مختلفة‪ ،‬فالشريعة تع‪--‬الج أم‪--‬ورا ال تتع‪--‬رض لها الفلس‪-‬فة‪ ،‬وتع‪--‬الج‬
‫الفلس ‪--‬فة أم ‪--‬ورا ال تتع ‪--‬رض لها الش ‪--‬ريعة‪ ،‬فال خالف بينهما في ذال ‪--‬ك‪ ،‬أما ما‬
‫تعالجه كلتاهما فيخضع األمرين‪ :‬المسائل ال‪--‬تي يتفق‪--‬ان فيهما ال مش‪--‬كلة فيه‪--‬ا‪،‬‬
‫أما المس ‪--‬ائل ال ‪--‬تي تتعارض ‪--‬ان فيهما فيجب تأويله ‪--‬ا‪ ،‬لغاية التوفي ‪--‬ق‪ ،‬ومن هنا‬
‫تتقارب ‪--‬ان وتتك ‪--‬امالن‪ ،‬ف ‪--‬إن ال ‪--‬وحي ج ‪--‬اء ليتمم العق ‪--‬ل‪ ،‬ويق ‪--‬وم العقل بش ‪--‬رح ما‬
‫جاء به الشرع‪.‬‬
‫خاتمة حل المش كلة‪ :‬تعت ‪--‬بر الفلس ‪--‬فة اإلس ‪--‬المية ج ‪--‬زء ال يتج ‪--‬زأ من ال ‪--‬تراث‬
‫الفكري العالمي‪ ،‬كونها انفتحت على اآلخر(الفلس‪--‬فة اليونانية كفكر ع‪--‬المي)‪،‬‬
‫وضلت محافظة على خصوصيتها من حيث أنها تتشرب من مص‪--‬در أص‪--‬يل‬
‫ل ‪--‬ديها هو اإلس ‪--‬الم كعقي ‪--‬دة عالمية أيض ‪--‬ا‪ ،‬فتمكنت من م ‪--‬زج ه ‪--‬ذين الثق ‪--‬افتين‪،‬‬
‫وأن تمثلهما وترعاهما ب‪-- - - -‬التوفيق والتق‪-- - - -‬ريب والتكام ‪-- - - -‬ل‪ ،‬وبما أن الفلس‪-- - - -‬فة‬
‫اإلس‪--‬المية ح‪--‬اولت اإلجابة بص‪--‬دق عن إش‪--‬كاليات عص‪--‬رها‪ ،‬وهم‪--‬وم المجتمع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فإنها بالمقابل تبقى قابلة لالستمرار‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like