Professional Documents
Culture Documents
تاريخ الفلسفة الإسلامية
تاريخ الفلسفة الإسلامية
اإلس--المية ذلك اإلنت--اج الفك--ري لعل--وم ال--دين من فقه وأص--ول الفقه وغيرهما
فق -- - -ط ،وإ نما ك -- - -ذلك التأمل في الخلق والخ -- - -الق ومظ -- - -اهر الوج -- - -ود والحي -- - -اة
والمصير واإلنسان ،ويعني أيضا بوجه اخص التوفيق بين متطلبات ال--وحي
ومتطلب --ات العق --ل ،وما يقتض --يه ذلك من اجته --اد وت---دبر وتفك---ير في العقي --دة
وال --دفاع عنها بالحجة والبره--ان ،وبتعب --ير أش --مل إن الفلس--فة اإلس --المية ت --دل
1
على منظومة متكاملة من اإلنت --اج الفك-- -ري ،تعكس اهتم-- -ام أس---الفنا بالعقي --دة
وال--دفاع عنه--ا ،وحب معرفة الك--ون والنفس البش--رية ،أي كل أبع--اد اإلنس--ان
الروحية والحضارية.
محاولة حل المشكلة
ب -العبقرية اليونانية :لقد ك --ان للحض --ارة اليونانية األثر البليغ على الفكر
اإلس --المي ،خاصة ت --أثير الحكيم --ان أرس --طو وأفالط---ون وال---تراث اليون --اني
بص -- -فة عامة على المس -- -لمين ،ومحاولة فهمه وش -- -رحه ،ونلمس ذلك الت -- -أثير
من خالل ما ألفه بعض --هم من ش --روح وإ ض --افات أمث --ال :الكن --دي والف --ارابي
حوار أفقي مفتوح
وأبن س-- -ينا وإ خ-- -وان الص-- -فا في المش-- -رق اإلس-- -المي ،وبن الطفيل وبن باجة
وبن رشد في المغرب اإلسالمي. أسئلة
وإ ن المس -- - - -ألة الجوهرية واإلش -- - - -كالية المركزية ال -- - - -تي حركة فكر فالس -- - - -فة
اإلس-- - -الم أم-- - -دا طوي-- - -ل ،هي دائما التوفيق بين العقل والنق-- - -ل ،بين ال-- - -وحي المؤشر
والفلس-- - -فة ،الش-- - -ريعة والحكم-- - -ة .وهي مس-- - -ألة يعرض-- - -ها ابن رشد في كتابه X أجاب عن السؤال
"فصل المق--ال فيما بين الش--ريعة والحكمة من أتص--ال" أين نلمس قمة التالقح أغلبية التالميذ
بين الفلس --فة اليونانية ال --تي تأسست على العقل (اللوغ --وس التفك --ير العقالني)
البعض
والعقيدة اإلسالمية.
ج-عبقرية العربية لغة القرآن الكريم: قلة منهم
تعت--بر اللغة العربية الرافد المش--ترك لت--أليف ال--تراث الفلس--في عند المس--لمين،
كونها الواس --طة ال --تي ق --امت بحمل ال --تراث اإلنس --اني واإلس --المي وحمته من
الضياع ،وقامت بتوحيد المسلمين على تنوع أعراقهم كالفارابي التركي أبن عرض وضعية مشكلة
طبيعة اإلجابات
س -- -ينا فارس -- -ي ،أين ص -- -بت كل األجن -- -اس عص -- -ارة فكرها في بوتقة واح -- -دة
حملت هذا التنوع ،لكن دون أن تفقد هذه اللغة رغم طابعها العالمي ،روحها
األص--لية المتمثلة في كونها لغة الق--رآن الك--ريم ،وق--دمت اللغة العربية الق--درة
واإلمكانية على التفلس --ف ،والتعب --ير بق --وة عن التفك --ير الفلس --في ،بل ق --دم من
خاللها مف-- -اهيم جدي-- -دة ،وع-- -برة عن أفك-- -ار موغلة في التجريد بمص-- -طلحات
دقيقة.
-02مظاهر الفلسفة اإلسالمية :علم الكالم .
يع -- -رف ابن خل -- -دون علم الكالم على أنه «علم يتض -- -من الحج -- -اج عن العقائد
الدينية -ب -- -الحجج العقلية وال -- -رد على المبتدعة والمنح -- -رفين في االعتق -- -اد عن
م --ذهب الس --لف الص --الح وأهل الس --نة » ينطلق علم الكالم من مس --لمات دينية
ويستعمل الحجة العقلية للدفاع عن العقيدة وأهم فرقه :المعتزلة واألشاعرة،
المرجئة ،الشيعة ،والماتردية.
عرض الوضعية المشكلة الثانية:
األس--باب الداخلية لظه--ور علم الكالم :ك--ان سياس--يا بس--بب الخالف--ات الحزبية مناظرة األشعري ص .130
بين السنة والشيعة والخوارج والمرجئة والج--دل ال--ذي دار بين كل فريق في
محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم.
بعنى أن الصراع إنتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي.
األس-- -باب الخارجية لظه-- -ور علم الكالم :الج-- -دل الكالمي(أالهوتي-- -ات) ال-- -ذي
دار مع أهل الكت-- - -اب من المس-- - -يحيين واليه-- - -ود ،وال-- - -رد على المش-- - -ركين من
2
ال-- -ديانات المزدكية الزرادش-- -تية ال-- -دهريون المانوي-- -ة..الخ ،وإ فح-- -ام الزنادقة
والمبتدعة -الذين يشككون في الدين.
الفرق بين علم الكالم والفلسفة:
-01علم الكالم يتناول قضايا عقلية ،ويطرحها داخل إطار عقائدي ،فيما
المحاورة ص .132حول القضاء
تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا ال يخضع ألية سلطة. والقدر.
-02غاية علم الكالم ال-- - - -دفاع عن العقي-- - - -دة ضد المش-- - - -ككين -،في حين غاية
الفلسفة إدراك الحقيقة.
مالحظ -- -ة :تن -- -وع الط -- -رح الفلس -- -في عند المس -- -لمين بين علم الكالم والفلس -- -فة
المتش--بعة باألفك--ار الديني--ة ،وطرح--ات أخ-رى تتق-اطع فيها الفلس-فة بالتص--وف
مثل ابن عربي وأحيانا الكالم بالتصوف مثل الغزالي .وه--ذا ال--زخم وال--ثراء
ي -- - -دل على أن اإلب-- - - -داع الفلس -- - -في ال يرتبط بع-- - - -رق من األع-- - - -راق كما ادعى
"أرنست رينان"
كما ال يمكن إنك-- -ار إس-- -هام المس-- -لمين في القض-- -ايا العالمية اإلنس-- -انية ب-- -روح
اآلية والنص الحديث للتفكر في الكون
إسالمية فيه الكثير من االبتكار.
ص.135
ثانيا -خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون اإلسالميون:
-01التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المحتوى:
ج-اء الق--رآن الك--ريم لي-أمر بطلب العلم والتفقه في أمر ال-دين وال-دنيا وه-ذا ال الوضعية المشكلة الثانية ص
يتم إال بالعقل ،وله --ذا نجد أن معظم آي --ات الق --رآن الك --ريم موجهة إلى العقل .136التوفيق بينهما.
ت -- - -دعوه إلى النظر والبحث والتأمل في كل المخلوق -- - -ات ،ومعرفة الظ -- - -واهر
ال --تي تحيط باإلنس --ان ،فهي دع --وى ص --ريحة للتفلسف وجهت إلى العقل ذاته
لقوله تع -- -الى ﴿فلينظر اإلنس-- -ان مما خلق﴾ وال يمكن لإلنس-- -ان التفس -- -ير إال
باستخدام العق-ل .و قد ذكر الق--رآن العق-ل س-بع وأربعين م-رة ،و قد أخض-عت
الظواهر الكونية ألحكام العقل بلفظ ( تعقل-ون) 24م-رة ،له-ذا يق-ول العالمة
ابن رشد « لقد خلق اهلل لنا كت--ابين ،كت--اب محس--وس وكت--اب مق--روء نق--رأ في
هذا ما نقرأ في ذاك»
-02التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المبادئ:
نجد في الفلس -- - -فة اإلس -- - -المية مح -- - -اوالت متواص -- - -لة للتق -- - -ريب بين المب -- - -ادئ
العقائدية والتأمل الفلس-- - - - - -في ،وذلك الش-- - - - - -تراكهما في ال-- - - - - -دوافع الفكري-- - - - - -ة،
والتشريعية ،والضرورات الحضارية.
-أ -حدود استعمال العقل في النص:
إن الحجر األس--اس في اإلس--الم عقي--دة التوحيد كونها التس--ليم المطلق بوج--ود
أله واحد لهذا العالم خلقه وهو مدبره وإ ليه يعود ،وهذا ش--يء ال يقبل التأويل
وال النق -- -اش ،إض -- -افة إلى وج -- -ود اهلل فإنه يصف نفسه ب -- -الكثير من الص -- -فات
كالع-- - - -ادل والعليم...الخ ،كما ينسب اهلل لنفسه أفع-- - - -ال وص-- - - -فات كاالس-- - - -تواء
والس-- - - -مع والبص-- - - -ر ،وجب تأويلها لتنزيهه س-- - - -بحانه وتع-- - - -الى عن كل نقص
وتجس -- -يم .ونع -- -ني بالتأويل عملية عقلية تخ -- -رج اللفظ من معن -- -اه إلى مع -- -نى
مج-- - -ازي ،أو كما يق-- - -ول ابن رش-- - -د« :إخ-- - -راج اللفظ عن الداللة الحقيقية إلى
3
الداللة المجازي -- -ة ،من غ -- -ير أن يخل ذلك بع -- -ادة لس -- -ان الع -- -رب في التج -- -وز
بتسمية الشيء بشبيهه أو سببه.»..
هناك أربع فرق مارست التأويل كضرورة اجتهادية :الفقهاء وعلم--اء الكالم
والفالسفة ورجال الصوفية.
-ب -حدود استعمال العقل في الغيبيات:
لم يتفق المس-- -لمون على درجة اس-- -تعمال العقل في النص كما لم يتفق-- -وا على
مدى تدخل العقل في الغيبي-ات ،فلقد ص-رح أبو حام-د الغ-زالي بقص-ور العقل
وعج -- -زه في أم -- -ور الغيبي -- -ات ال -- -تي يجب التص -- -ديق بها وحس -- -ب ،تماما كما
صنف ابن خل-دون« قض-ايا ك-اآلخرة وحقيقة النب-وة وحق-ائق الص-فات اإللهية
في نطاق فوق نطاقه» ،أما من المفكرين اإلسالميين ال--ذين أعملوا العقل في
الغيبي--ات فنجد الفالس--فة وعلم--اء الكالم ،لكن بمنهجي--تين -مختلف--تين ،ففي حين
ق -- -ام المتكلم -- -ون(المعتزلة واألش -- -اعرة) ب -- -النظر إلى ص -- -فات اهلل وأفعاله من
حيث أنه "ص-- - -انع حكيم" ثم نظ-- - -روا في ذاته أخ-- - -يرا ،ف-- - -إن الفالس-- - -فة س-- - -لموا
بقضية أنه "الموجود الواجب الوجود" وانصرفوا إلى آثار اهلل.
ثالثا -وماذا عن فرص التكامل بين الدين والتفكير الفلسفي؟
-01التوفيق بين ال دين والفلس فة من حيث الغاية :إن مح-- -اوالت الجمع
بين اإلس-- -الم كتش-- -ريع رب-- -اني ونظ-- -ام حي-- -اة مب-- -ني على التص-- -ديق واإليم-- -ان
ب--أمور غيبي--ة -،والفلس--فة اليونانية كنسق فك--ري إنس--اني مؤسس على المنطق
والبره -- -ان العقلي ال تحكمه أي س -- -لطة ديني -- -ة -،لض -- -رورة دفعتها الحاجة إلى
االنفتاح الحضاري والبحث عن الحقيقة.
أ -بين عقلنة الدين وديننة -العقل -01 :عقلنة الدين
أخوان الصفا :وهي فرقة سياسية س--رية أرادت تغي--ير النظ--ام السياسي ال--ذي
ك-- -ان يس-- -تند على الش-- -ريعة أين أص-- -بح ال-- -دين م-- -برر لسياسة القم-- -ع ،ف-- -أراود
تأس -- -يس مرجع مش -- -ترك يحكم في السياسة هو العق -- -ل ،وب -- -ذلك ي -- -رون ب -- -أن
الفلس--فة ف--وق الش--ريعة ،وأن الس--عادة عقلي--ة ،وال س--بيل إلى تطه--ير الش--ريعة
ال --تي "دنست بالجه --االت واختلطت بالض --الالت إال بالفلس --فة...ف --إذا انتظمت
الفلس--فة اليونانية والش--ريعة ،حصل الكم--ال" وب--ذالك تتم عقلنة ال--دين ،بمع--نى
أن الدين يصبح معقوال ،ال يستند فقط على القلب ،بل كذلك العقل.
-02وديننة العقل :إن الخ-- - -وف من تص-- - -ادم العقل وال-- - -دين دفع إلى إلح-- - -اق
العقل بال --دين وض --بطه بح --دود ص--ارمة في نط --اق الش --رع ،مما س --بب إغالق
أبواب االجتهاد.
-2إمكانية التقريب بينهما من حيث الوصول إلى الحقيقة:
إن الص -- - -راع الفك -- - -ري ال -- - -ذي ح -- - -دث بين الفالس -- - -فة الممثلين -للتي -- - -ار العقلي،
والفقه --اء الممثلين للتي --ار ال --ديني طوي --ل ،ومس --اندة النظ --ام السياسي كل م --رة
األحد الط-- -رفين وفق ما تمليه عليه المص -- -لحة ،دفع الفيلس-- -وف بن طفيل إلى
ت-- - -أليف قصة "حي بن يقض-- - -ان" حيث يع-- - -رض قض-- - -ية التكامل بين الفلس-- - -فة
وال -- -دين ،ووص-- -ول كالهما في النهاية إلى الحقيق-- -ة ،وتس-- -تهدف القص-- -ة ،في
4
النهاية تبس-- - -يط الفلس -- -فة وتعميمها وتبريرها ل-- - -ديهم مقابل موجة التكف-- - -ير من
ط--رف المح--افظين ،إلى ج--انب دفع حملت الفكر الفلس--في للع--ودة إلى اإليم--ان
.
-3إمكانية التقريب بينهما من حيث المنهج:
عن--دما ك--ان يش --تد الص--راع بين الفلس--فة وال --دين ويصل إلى درج--ات التكف--ير
والعن -- -ف ،ك -- -ان ي -- -أتي زمن على محاولة التق -- -ريب التوفيق والتكام -- -ل .حيث
لوحظ أن هناك تق-ارب في المنهج بينهم-ا -،فكالهما يق-وم على ض-رورة إقامة
الحجة والبرهان يقول تع--الى﴿ :ه--اتوا بره--انكم إن كنتم ص--ادقين﴾ ،رغم أن
مواضيعهما مختلفة ،فالشريعة تع--الج أم--ورا ال تتع--رض لها الفلس-فة ،وتع--الج
الفلس --فة أم --ورا ال تتع --رض لها الش --ريعة ،فال خالف بينهما في ذال --ك ،أما ما
تعالجه كلتاهما فيخضع األمرين :المسائل ال--تي يتفق--ان فيهما ال مش--كلة فيه--ا،
أما المس --ائل ال --تي تتعارض --ان فيهما فيجب تأويله --ا ،لغاية التوفي --ق ،ومن هنا
تتقارب --ان وتتك --امالن ،ف --إن ال --وحي ج --اء ليتمم العق --ل ،ويق --وم العقل بش --رح ما
جاء به الشرع.
خاتمة حل المش كلة :تعت --بر الفلس --فة اإلس --المية ج --زء ال يتج --زأ من ال --تراث
الفكري العالمي ،كونها انفتحت على اآلخر(الفلس--فة اليونانية كفكر ع--المي)،
وضلت محافظة على خصوصيتها من حيث أنها تتشرب من مص--در أص--يل
ل --ديها هو اإلس --الم كعقي --دة عالمية أيض --ا ،فتمكنت من م --زج ه --ذين الثق --افتين،
وأن تمثلهما وترعاهما ب-- - - -التوفيق والتق-- - - -ريب والتكام -- - - -ل ،وبما أن الفلس-- - - -فة
اإلس--المية ح--اولت اإلجابة بص--دق عن إش--كاليات عص--رها ،وهم--وم المجتمع
اإلسالمي ،فإنها بالمقابل تبقى قابلة لالستمرار.
5