Professional Documents
Culture Documents
AR
AR
مقدمة
إن النحو يعد جزًءا أساسًيا في دراسة اللغة ،حيث يساهم في فهم بنية الجمل وتحليلها بدقة .يسرنا أن نقدم لكم هذا العرض الذي يستعرض
خصائص النظرية اللسانية العامة والنظرية الخاصة بالنحو ،وكيفية تطبيقها في تحليل اللغة وفهمها بشكل أعمق .سيتم التركيز خالل
العرض على مفاهيم مهمة مثل الكفاية التفسيرية وشروط البساطة في اختيار النحاء ،مما سيساعد الحضور على فهم أسس النحو وأهميته
في تحليل اللغة بشكل دقيق ومنهجي .نحن واثقون من أن هذا العرض سيوفر للحضور معلومات قيمة وموضوعية تساعدهم على تطبيق
.مفاهيم النحو بشكل شامل وفعال
النظرية وخصائصها
تتطلب دراسة اللغة وتحليلها تحلياًل علمًيا توجيًها دقيًقا ومنهجًيا ،يستند إلى إطار نظري محدد ومنهجية متقنة تساعد في فهم
.الظواهر اللغوية بشكل شامل ودقيق
فمن المهم تحديد اإلطار النظري والمنهجي ألي دراسة للغة ،حيث يجب أن تتضمن مقاربة علمية ومنهجية تحديًدا دقيًقا للفرضيات
.والمفاهيم األساسية واألدوات المستخدمة
أوًال ،يتعين تحديد مجال البحث االستقصائي الذي يتناوله الدراسة ،بما في ذلك تحديد طبيعته وحدوده .هذا يساعد على تحديد نطاق
.الدراسة وضبطه لتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية
ثانيًا ،يجب دراسة المجال المحدد من وجهة نظرية معينة ،باستخدام منهجية نوعية ومحددة تساعد على تحليل الظواهر اللغوية
.بعمق وفهمها بشكل أفضل .هذا يشمل استخدام أدوات بحثية مناسبة للمجال المدروس وتطبيقها بشكل صحيح ومناسب
ثالثًا ،ينبغي التسليم بصحة بعض المفاهيم األولية والمسلمات األساسية التي ترتكز عليها الدراسة ،مما يساعد في بناء النموذج
.النظري الالزم لفهم الظواهر اللغوية بشكل شامل ودقيق
ا لنظرية العلمية نسق من المعرفة المعممة التي تسعى إلى تفسير مختلف الجوانب الغامضة ،أو غير المدركة عقليا في الواقع
.المادي
:وتتكون من جزأين
جزء الموضوعي
يمكن وصفه على أنه مسعى لتفسير الظواهر المعقدة في العالم باستخدام إطار فلسفي .يعتمد على تجميع مقوالت ومبادئ فلسفية
عامة تمثل مفاهيم محددة حول الحقيقة والواقع .يهدف هذا الجزء إلى فهم أعمق للظواهر وإلقاء الضوء على جوانبها الروحية
والفلسفية ،مما يساهم في تقديم تفسيرات شاملة تعكس وجهات نظر معينة حول الواقع والحياة
جزء صوري
ُيعَر ف بوجود مجموعة من المعادالت الرياضية وتجمع من القواعد المجردة والرموز المنطقيةُ .يستخدم هذا الجزء للتعبير عن
العالقات الرياضية والمنطقية بين العناصر المختلفة .يهدف إلى توفير إطار لتحليل األنماط والتنبؤات باستخدام الرموز والمعادالت،
.مما يمكن من فهم أفضل للظواهر والعالقات البينية بين العناصر المختلفة
ُيفهم الجزء الصوري على أنه يعتمد على التعبير عن الظواهر المدروسة بشكل رمزي ،حيث ُيمثل كل رمز قيمة محددة وثابتة ُتحدد
بواسطة القواعد المحددة التي تسيطر عليه وتحدد استخدامه .يتمثل الهدف في إيجاد تعريف واضح لكل رمز يمكنه أن يكون
.مستقًر ا وثابًتا وُيعبر عنه بوضوح من خالل القواعد التي تحكمه
يعني وضوح النظرية ربط الظواهر المدروسة بشكل صارم وميكانيكي ،مما يتيح استخالص االستنتاجات بناًء على القواعد
.المعروضة ،ويمنع أي تفسير يتجاوز القواعد المحددة بالنظرية نفسها
.تكون النظرية شاملة عندما تستطيع تفسير جميع الجوانب المختلفة للموضوع المدروس باستخدام أقل قدر ممكن من القواعد
:يمكن الحكم على نظرية ما بالرجوع إلى مجموعة من الخصائص التي ينبغي توفرها في كل نظرية ومنها
تتمثل القيمة التفسيرية للنظرية في قدرتها على تقديم تفسير شامل للظواهر المدروسة ،مما يسمح لها بالتنبؤ باألحداث المشابهة في
المستقبل
االلتحام الداخلي
البساطة
الرشاقة
إمكانية الدحض ،إذ تعد كل نظرية تدعي الحقيقة المطلقة ،أو اليقين التام نظرية مرفوضة جملة وتفصيال
إن النظريات العلمية تقدم فقط حقائق نسبية ومؤقتة ،وتظل مقبولة حتى يتم إثبات عدم صحتها من خالل التجارب العملية أو ظهور
.نظريات جديدة توضح عدم مالءمتها
النحو نسق يستقبل في دخله معلومات وصفية بشأن متتاليات من اللسان فيولد جمال تستجيب لهذه االوصاف
النحو نسق يولد الجمل النحوية والمبنينة .ويعد النحو في هذه الحالة نموذجا للقدرة التي يمتلكها الفرد المتكلم
فكيف يتم اختيار نحو معين يكون صالحا لوصف جمل لسان معين؟
يتم ذلك في إطار النظرية اللسانية العامة التي تمدنا بالمعلومات الالزمة والشروط الضرورية عن الصورة العامة التي ينبغي أن
.يكون عليها النحو العلمي الخاص بلسان معين
:فعندما نتحدث عن النحو في مفهومه التوليدي نتحدث عن قدرته التوليدية .وقدرة النحو نوعان
.قوة توليدية قوية :حين يكون النحو قادرا على تعداد الجمل النحوية ،وتقديم الوصف البنيوي المالئم
الوصف البنيوي هو عبارة عن مجموعة من المعلومات المتعلقة بالجمل موضوع الوصف من حيث طبيعة الوحدات المكونة للجمل،
وتنظيم الوحدات والعالقات الصورية القائمة بين الجمل ووحداتها
كفاية المالحظة :حين يستطيع النحو بناء على المالحظة ،والمعاينة المباشرة لجمل اللسان أن يعطي وصفا صحيحا للمعطيات
اللغوية االولية كالتمييز بين ما هو نحوي وما هو غير نحوي
كفاية الوصف :حين يقدم النحو وصفا تاما للقدرة اللغوية الكامنة وراء توليد الجمل النحوية في لسان معين .حيث يبلغ النحو الكفاية
.الوصفية إذا استطاع تخصيص السمات النحوية أي تستجيب لها البنيات النحوية في لسان ما ،وتوصل إلى بناء وصف الئق للجمل
الكفاية التفسيرية :تحقق الكفاية التفسيرية يعني أن النحو قادر على تفسير خصائص االلسن الطبيعية السيما ما يتعلق بالجانب
االبداعي أو الخلق اللغوي الذي تتميز به اللغة البشرية عند كل االفراد ،أي أن يكون النحو قادرا على تفسير المعرفة اللغوية عند
كل فرد متكلم انطالقا من مادة لغوية محدودة ،وقواعد محدودة في لسان ما وقدرته على أن ينتج ما ال حصر لم من الجمل النحوية،
.ويجب أيضا أن يكون قادرا على تفسير جانب االكتساب اللغوي عند الطفل
البد أن يخضع النحو لمجموعة من الشروط الداخلية والخارجية .أول شرط يتعين توفره في النحو ،أن تكون الجمل التي يولدها
.النحو آليا مطابقة للجمل التي يستعملها المتكلم السليقي
.أما الشروط الداخلية فأهمها شرط التعميم والبساطة
التعميم
النظرية اللسانية ليست ثابتة ،وكما هو الحال مع النحو الخاص بلسان معين ،فإنهما يتطوران باستمرار من خالل التجارب النظرية
والتطبيقية .كلما تم اكتشاف أحداث جديدة ذات صلة بالنحو الخاص ،يتعين علينا إعادة النظر في النظرية العامة .ينبغي وجود تفاعل
.مستمر بين النظرية العامة والتطبيقات الخاصة للوصول إلى نظرية أكثر فعالية وقوة في التعامل مع قضايا اللغة
تستطيع النظرية العامة اإلجابة عن األسئلة المتعلقة باالختالفات بين النظريات المقترحة ،وتحديد أفضل األساليب التي يجب
.اتباعها لتفسير ظواهر لغوية معينة عند وجود عدة تقاربات لتفسير الظاهرة نفسها
.إجراء اكتشافي :ويتعلق األمر بالنظرية التي تسعى إلى تقديم منهج وطريقة علمية لبناء نحو مالئم لمادة لغوية معينة
إجراء تقريري :حين تقدم النظرية طريقة عملية وآلية تسمح بتحديد ما إذا كان النحو المقترح لدراسة مادة لغوية معينة هو النحو
.األفضل أم ال
إجراء تقييمي :يتعلق بالدور الذي تقوم به النظرية حين تسعى إلى تحديد أفضل األنحاء التي تعالج مادة معينة والمقارنة بين نوعين
.مختلفين من األنحاء ،أو أكثر يدرسان المادة اللغوية نفسها
البساطة
شرط البساطة يتمثل في تجميع السمات الشكلية األساسية التي ينبغي أن تتميز بها النحاء التي يتم اختيار النحو المناسب من
.ضمنها .وتعني أيضا خلو النحو من أشكال التعقيد .وتحديد شرط البساطة من مهام النظرية اللسانية العامة
عدد العناصر
عدد القوانين
قوة القوانين
النظرية األمثل هي تلك التي تعتمد على أكبر عدد من الفرضيات العامة ،وتقلل إلى أدنى حد ممكن من الفرضيات الخاصة .يجب
فهم البساطة من الناحية الصورية باعتبارها القدرة على تحقيق أقصى درجات التجريد ،حيث تمثل البساطة القدرة على تفسير أكبر
قدر ممكن من المعطيات باستخدام أقل عدد ممكن من القواعد .معيار البساطة ال يزال غامًض ا سواًء من حيث طبيعته الصورية أو
.دوره ووظيفته في البناء النظري