You are on page 1of 20

‫المنهج الوظيفي عند الدكتور أحمد المتوكل‪.

‬‬

‫بقمم الدكتورة‪ :‬اسمهان ميزاب‬

‫جامعة حمه لخضر‪-‬وادي سوف‪ -‬الجزائر‪.‬‬

‫ممخص‪:‬‬

‫يعد الدكتور أحمد المتوكؿ رائد المنحى الوظيفي العربي؛ حيث تكفؿ بالتطبيؽ عمى قضايا‬
‫المغة العربية‪ ،‬و مسائميا الداللية‪ -‬التداولية‪ ،‬والصرفية‪ -‬التركيبية‪.‬‬

‫وقد جعؿ مف أىداؼ مشروع المنحى المّساني الوظيفي العربي وضع منيجية عممية لقراءة‬
‫التراث واستثماره‪.‬‬

‫مقومات مركزية ثالثة ذكرىا في مقدمة‬


‫ومف المقومات التي أقاـ عمييا المنيجية التي اقترحيا ّ‬
‫كتابو "مسائؿ النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي" ىي‪:‬‬

‫أووّال‪ :‬تحكيـ النظريات المّسانية ذات التوجو الوظيفي؛ حديثة كانت أـ قديمة (ومف ضمنيا التراث‬
‫سماىا " النظرية الوظيفية المثمى" تحكيما يكفؿ اإلقساط‬
‫المّغوي العربي) إلى ميتانظرية عامة ّ‬
‫وتالفي اإلسقاط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رفع مفيوـ " القطيعة المعرفية" عف عالقة المّسانيات الحديثة بالفكر المّغوي القديـ‪ ،‬واعتبار‬
‫المنحى الوظيفي العربي الحديث امتدادا طبيعيا لمدراسات البالغية واألصولية والنحوية العربية‬
‫القديمة‪.‬‬

‫الدرس المّساني الوظيفي الحديث والفكر المّغوي العربي القديـ عمى أساس‬
‫ثالثا‪ :‬إقامة الحوار بيف ّ‬
‫ّأنو تاريخ ومرجع ُيحتكـ إليو حيف الحجاج لورود مقاربة ظواىر لغوية عربية معينة ومصدر ُيمتح‬

‫‪1‬‬
‫منو عند االحتياج إلى مفاىيـ أو تحميالت مناسبة يمكف أف تغني المقاربة الوظيفية لقضايا المّغة‬
‫العربية عمى الخصوص‪ ،‬وقضايا المّغات الطبيعية بوجو عاـ‪.‬‬

‫و إف كانت المقاربة الوظيفية لمختمؼ أعمالو تتبدى في نقاط عديدة ومتنوعة فإني في ىاتو‬
‫الورقة سأركز عمى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪1‬ػ المبادئ النظرية الوظيفية؛ حيث ركز عمى الوظيفة األساسية لمغات الطبيعية‪ ،‬وىي وظيفة‬
‫التواصؿ‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ البنية في النحو الوظيفي؛ حيث جعؿ مف البنية الوظيفية نوعا مف البنيات‪.‬‬

‫‪ 3‬ػ الوظائؼ في نظرية النحو الوظيفي؛ حيث وزعيا عمى ثالثة مستويات وظيفية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوظائؼ الداللية‬

‫ب‪ -‬الوظائؼ التركيبية‬

‫ج‪ -‬الوظائؼ التداولية‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعنى االتجاه الوظيفي بكيفية استخداـ المغة‪ ،‬و بقيمتيا االتصالية‪ ،‬و منو فيو يستند عمى‬
‫البعد التداولي لمغة‪ ،‬باعتبارىا وسيمة تواصؿ‪.‬‬

‫و مما ال شؾ فيو أف الدكتور أحمد المتوكؿ‪ ،‬يعد صاحب نظرية وظيفية في األساس‪ ،‬وىي‬
‫(‪)1‬‬
‫عاـ ‪ 1978‬مف‬ ‫نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬التي تعود جذورىا األولى لمساني اليولندي سيموف ديؾ‬
‫خالؿ كتابو " النحو الوظيفي " (‪)Funcional Grammar‬‬

‫ويعد النحو الوظيفي النظرية الوظيفية التداولية األكثر استجابة لشروط التنظير مف جية‪،‬‬
‫ولمقتضيات النمذجة لمظواىر المّغوية مف جية أخرى‪ ،‬كما يمتاز عمى غيره مف النظريات‬
‫التداولية بنوعية مصادره‪ ،‬فيو محاولة لصير بعض مف مقترحات نظريات لغوية كالنحو‬
‫العالقي‪ ،‬ونظريات فمسفية كنظرية األفعاؿ المّغوية‪ ،‬التي أثبتت قيمتيا في نموذج صوري مصوغ‬
‫(‪)2‬‬
‫حسب مقتضيات النمذجة في التنظير المّساني الحديث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و بناء عمى ذلؾ فإف المقاربة الوظيفية لمختمؼ أعمالو‪ ،‬تتبدى في نقاط عديدة ومتنوعة‪،‬‬
‫باعتباره صاحب نظرية وظيفية‪ ،‬إالّ أني سأركز عمى النقاط التالية‪:‬‬

‫أوو‪ :‬مبادئ النظرية الوظيفية‪ :‬لخص المتوكؿ المبادئ المنيجية األساسية المعتمدة في النحو‬
‫(‪)3‬‬
‫الوظيفي فيما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬وظيفة المّغات الطبيعية األساسية ىي وظيفة التواصؿ ‪.‬‬


‫‪- 2‬موضوع الدرس المساني ىو وصؼ القدرة التواصمية لممتكمـ – المخاطب‪.‬‬
‫‪- 3‬النحو الوظيفي نظرية لمتركيب والداللة منظو ار إلييما مف وجية نظر تداولية‪.‬‬
‫‪- 4‬يجب أف يسعى الوصؼ المّغوي الطامح إلى الكفاية إلى تحقيؽ أنواع ثالثة مف‬
‫الكفاية‪:‬‬
‫أ ‪-‬الكفاية النفسية‪.‬‬
‫ب ‪-‬الكفاية التداولية‪.‬‬

‫ج‪ -‬الكفاية النمطية‪.‬‬

‫أي لغة طبيعية‪ ،‬اليدؼ األساس منيا ىو التواصؿ‪ ،‬وىو ما‬


‫أف ّ‬
‫ومنو نتبيف مف المبدأ األوؿ ّ‬
‫أف التواصؿ «عممية ذات أبعاد مختمفة‪ :‬بعد " عالقي" وبعد " توجييي"‬
‫ذىب إليو سيموف ديؾ مف ّ‬
‫» (‪)4‬‬
‫وبعد " إخباري" وبعد " تعبيري" وبعد " استثاري" تتكامؿ كميا لتأدية وظيفة التواصؿ‪.‬‬

‫وكذلؾ البد لمّساني أف يصؼ القدرة التواصمية‪ ،‬وىو ما يمثؿ المبدأ الثاني‪ ،‬وىو مبدأ حاوؿ‬
‫أف القدرة‬
‫مف خاللو "سيموف ديؾ" أف يعيد النظر في مفيوـ القدرة‪ ،‬فإف كاف تشومسكي يرى ّ‬
‫بأنيا ما يم ّكف مستعممي المّغة‬
‫فإف ديؾ يرى ّ‬
‫قدرتاف‪ ":‬قدرة نحوية" صرؼ و " قدرة تداولية " ّ‬
‫الطبيعية مف التواصؿ فيما بينيـ بواسطة العبارات المّغوية‪ ،‬أي ما يمكنيـ مف التفاىـ والتأثير في‬
‫مدخرىـ المعموماتي‪ ،‬والتأثير حتى في سموكيـ الفعمي عف طريؽ المّغة‪.‬‬

‫وتتكوف القدرة التواصمية مف خمس ممكات عمى األقؿ وىي‪ :‬الممكة المّغوية‪ ،‬والممكة المنطقية‬
‫(‪)5‬‬
‫والممكة المعرفية والممكة اإلدراكية والممكة االجتماعية‬
‫(‪)6‬‬
‫وتقوـ كؿ مف ىذه الممكات بدورىا في عممية التواصؿ عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫تمكف الممكة المّغوية مستعمؿ المّغة الطبيعية مف أف ينتج ويؤوؿ إنتاجا وتأويال صحيحيف عبارات‬
‫لغوية ذات بنيات متنوعة جدا ومعقدة جدا في عدد كبير مف المواقؼ التواصمية المختمفة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وبفضؿ الممكة المنطقية يستطيع مستعمؿ المّغة الطبيعية‪ ،‬باعتباره مزودا بمعارؼ معينة‪ ،‬أف‬
‫يشتؽ معارؼ أخرى بواسطة قواعد استدالؿ تحكميا مبادئ المنطؽ االستنباطي والمنطؽ‬
‫االحتمالي‪.‬‬

‫ج‪ -‬وتم ّكف الممكة المعرفية مستعمؿ المّغة الطبيعية مف تكويف رصيد مف المعارؼ المنظمة‪،‬‬
‫وبفضميا يستطيع أف يشتؽ معارؼ مف العبارات المّغوية‪ ،‬كما يستطيع أف يختزف ىذه المعارؼ‬
‫في الشكؿ المطموب‪ ،‬وأف يستحضرىا الستعماليا في تأويؿ العبارات المّغوية‪.‬‬

‫د – ويتمكف مستعمؿ المّغة الطبيعية‪ ،‬بواسطة الممكة اإلدراكية مف أف يدرؾ محيطو‪ ،‬وأف يشتؽ‬
‫مف ىذا اإلدراؾ معارؼ يستطيع استخداميا في إنتاج العبارات المّغوية وتأويميا‪.‬‬

‫أما الممكة االجتماعية‪ ،‬فييا يتوسؿ مستعمؿ المّغة الطبيعية لمعرفة وضبط الكيفية التي ينبغي‬
‫ىػ‪ّ -‬‬
‫معينا في موقؼ تواصمي معيف قصد تحقيؽ أىداؼ تواصمية معينة‪.‬‬
‫طبا ّ‬‫أف يخاطب بيا مخا َ‬

‫فإنو يعد استثما ار حقيقيا لحقؿ التداولية‪ ،‬حيث أضيؼ ىذا العمـ إلى الجوانب‬
‫أما المبدأ الثالث‪ّ ،‬‬
‫وّ‬
‫التركيبية والداللية قصد تحقيؽ أىداؼ تواصمية محددة‪ ،‬وىذا في إطار السعي إلى تحقيؽ الكفاية‬
‫التداولية باإلضافة إلى الكفايتيف النفسية والنمطية‪.‬‬

‫أف النظريات الوظيفية‪،‬‬


‫ومنو يبدو لنا جميا المنحى الوظيفي‪ ،‬مف خالؿ ىذا العنصر باعتبار ّ‬
‫تعد المّغة وسيمة لمتواصؿ االجتماعي‪ ،‬أي نسقا رمزيا يؤدي مجموعة مف الوظائؼ أىميا وظيفة‬
‫التواصؿ‪.‬‬

‫وزع المتوكؿ الوظائؼ في نظرية النحو الوظيفي‬


‫ثانيا‪ :‬الوظائف في نظرية النحو الوظيفي‪ّ :‬‬
‫عمى ثالثة مستويات وظيفية ىي‪:‬‬

‫أ ‪-‬الوظائؼ الداللية‪ ،‬ب‪ -‬الوظائؼ التركيبية ( ِ‬


‫الوجيية)‪ ،‬جػ‪ -‬الوظائؼ التداولية‪،‬‬
‫وتختمؼ ىذه الوظائؼ ال مف حيث طبيعتيا فحسب‪ ،‬بؿ كذلؾ مف حيث مجاليا ومسطرة‬
‫إسنادىا ودورىا في الخطاب‪.‬‬
‫أ ‪-‬الوظائف الدولية‪ :‬ىي وظائؼ ناتجة عف البنية الحممية المتكونة مف محموالت دالة‬
‫عمى واقعة ما ( عمؿ‪ ،‬حدث‪ ،‬وضع‪ ،‬حالة) وحدود تدؿ عمى المشاركيف في ىذه‬
‫(‪)7‬‬
‫الواقعة‪ ،‬كما يتبيف مف التمثيؿ العاـ التالي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ب [‪ ( -‬محموؿ)‪( ،‬حد‪ ،1‬حد‪....،2‬حد ف) ]‬

‫مشػاركوف‬ ‫واقعة‬
‫«‬
‫إما "منفذ" أو‬
‫الداؿ عمييا المحموؿ‪ .‬فيو ّ‬
‫وتتحدد وظيفة كؿ حد طبقا لنوع مشاركتو في الواقعة ّ‬
‫"متقبؿ" أو " مستقبؿ" حيث تكوف الواقعة " عمال" كما في الجممة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أعطى خالد (منفذ) عميا ( مستقبؿ) كتابا (متقبؿ)‬


‫وىو قوة إذا كانت الواقعة حدثا‪.‬‬
‫دوى الرعد (قوة)‬
‫‪ّ -‬‬
‫و" متموضع" و " حائؿ" حيف تكوف الواقعة " وضعا" أو " حالة"‬

‫‪ -‬جمس خالد (متموضع)‪.‬‬


‫‪ -‬ىند (حائؿ) فرحة‪.‬‬

‫أما الحدود المواحؽ فإنيا تأخذ وظائؼ داللية ظرفية‬


‫ىذا بالنظر إلى الحدود الواردة موضوعات‪ّ ،‬‬
‫كوظائؼ " الزماف" و " المكاف" و " األداة" و " الحاؿ" و" العمة" وغيرىا مف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫أ ‪-‬قابمني خالد مبتسما‪( .‬حاؿ)‬


‫ب ‪-‬رأيت ىند البارحة (زماف) في الشارع (مكاف)‬

‫جػ‪ -‬قطّعت ىند المحـ بالسكيف (أداة)‬


‫(‪)8‬‬
‫د‪ -‬أُخرجت ىند مف القاعة عقابا ليا ( عمة)‬

‫وبناء عمى ما سبؽ نستنبط أف الحدود قسماف‪ :‬حدود موضوعات‪ ،‬وحدود لواحؽ‪.‬الحدود‬
‫الموضوعات يمكف أف تسند إلييا الوظائؼ الداللية األربع التالية‪ " :‬المنفذ" إذا كاف المحموؿ داال‬
‫عمى عمؿ و " القوة" إذا كاف المحموؿ داال عمى حدث و "المتموضع" إذا كاف المحموؿ داال عمى‬
‫أما الحدود المواحؽ يقتصر دورىا عمى‬
‫وضع ‪ ،‬و" الحائؿ" إذا كاف المحموؿ داال عمى حالة‪َّ ،‬‬
‫تخصيص الظروؼ (المكانية‪ ،‬الزمانية‪ )...،‬المحيطة بالواقعة الداؿ عمييا المحموؿ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوظائف التركيبية (الوجهية)‪ « :‬ىي الوظائؼ التي تسند إلى الحدود بالنظر إلى " ِ‬
‫الوجية"‬
‫»(‪)9‬‬
‫التي ينطمؽ منيا المتكمـ لتقديـ فحوى خطابو‪ ،‬لمواقعة التي يتضمنيا الخطاب عمى الخصوص‬
‫«‬
‫إما "منظو ار رئيسيا"‬
‫بحيث تقدـ الواقعة انطالقا مف " وجية" معينة فتُنتَقى بعض الحدود لتكوف ّ‬

‫‪5‬‬
‫الحداف " الوجيياف" َّ‬
‫حداف اثناف‬ ‫أو "منظو ار ثانويا" وتظؿ الحدود األخرى خارج مجاؿ ِ‬
‫الوجية‪ّ .‬‬
‫» (‪)10‬‬
‫الحد المتخذ " منظو ار رئيسيا" والحد المتخذ " منظو ار ثانويا ‪.‬‬

‫إلى ىذيف الحديف تسند الوظيفتاف التركيبيتاف " الفاعؿ" و " المفعوؿ"‪.‬‬
‫<<‬
‫تسند الوظيفة الفاعؿ إلى الحد الذي يشكؿ المنظور الرئيسي لموجية التي‬ ‫أ ‪-‬الفاعل‪:‬‬
‫>> ( ‪)11‬‬
‫ومف خصائص المكوف‬ ‫الداؿ عمييا محموؿ الحمؿ ‪.‬‬ ‫قدـ انطالقا منيا الواقعة ّ‬
‫تُ ّ‬
‫أف الجمؿ التي مف‬
‫فاعؿ الجممة الفعمية في المغة العربية ّأنو ال يتقدـ عمى فعمو‪ ،‬إذ ّ‬
‫قبيؿ – الطالبات‪ ،‬نجحف – ال يمكف أف تفيـ إالَّ عمى أساس أنيا جمؿ معقدة تتكوف‬
‫(‪)12‬‬
‫مف " مبتدأ" و "حمؿ" يتضمف فعال و الصقة فاعال يربطيا إحاليا المكوف المبتدأ‬
‫ويأخذ المكوف "الفاعؿ" الحالة اإلعرابية الرفع‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫ويحدد الدكتور أحمد المتوكؿ سممية إسناد الفاعؿ كما يمي‪:‬‬

‫مؾ‬ ‫منؼ‬

‫زـ‬ ‫قو > مستؽ > متؽ >‬

‫حد‬ ‫متض‬

‫حا‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫فا‬

‫مفاد ىذه السممية أف الحدود التي يمكف أف تسند إلييا وظيفة الفاعؿ ىي الحدود الحاممة لألدوار‬
‫الداللية" المنفذ" و األدوار المحاقمة لو " القوة" و " المتموضع" و " الحائؿ" و" الحدث"‬
‫(‪)14‬‬
‫و" المستقبؿ" و" المتقبؿ" و" المكاف" و" الزماف" كما يتبيف مف الجمؿ التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬كتب زيد (منؼ فا) مقاال‪.‬‬


‫‪- 2‬حطـ الرعد ( قو فا) الدار‪.‬‬
‫‪- 3‬وقؼ زيد (متض فا) بباب الحجرة‪.‬‬
‫‪- 4‬خالد (حا فا) فرح‪.‬‬
‫‪ُ- 5‬حزف حزف (حد فا) شديد عمى ذىاب زيد‪.‬‬
‫‪- 6‬انتُقد زيد ( متؼ فا)‪.‬‬
‫‪- 7‬أعطي عمرو ( مستؼ فا) حقيبة‬

‫‪6‬‬
‫‪ُ- 8‬خرج مف الدار (مؾ فا)‪.‬‬
‫يوـ الجمعة (زـ فا)‬
‫‪- 9‬صيـ ُ‬
‫أما الحدود التي ال يمكف أف تسند إلييا وظيفة الفاعؿ فيي الحدود الحاممة لألدوار الداللية‬
‫ّ‬
‫(‪)15‬‬
‫"المستفيد" و "الحاؿ" و "العمة" و" المصاحب" كما يدؿ عمى ذلؾ لحف الجمؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪- 1‬اشترى لزيد (مستؼ فا) حقيبة‪( .‬بنصب حقيبة‪).‬‬


‫ت‪ُ-‬وقِّؼ ممؿ ( عؿ فا)‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬جيء راكب (حاؿ فا)‬ ‫‪3‬‬
‫‪ِ-‬س َير و ِّ‬
‫النيؿ (مصا فا)‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬المفعول‪ « :‬تسند الوظيفة المفعوؿ إلى الحد الذي يشكؿ المنظور الثانوي لموجية‬ ‫ب‬
‫(‪)16‬‬
‫التي تُ َّ‬
‫قدـ انطالقا منيا الواقعة الداؿ عمييا محموؿ الحمؿ»‪.‬‬

‫ومف خصائص المكوف " المفعوؿ" أنو يحتؿ الموقع الموالي لموقع الفاعؿ في الجمؿ الفعمية‪،‬‬
‫والموقع الموالي لموقع المحموؿ غير الفعمي في الجمؿ االسمية و الرابطية كما يتبيف مف الجمؿ‬
‫(‪)17‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬أعطيت خالدا باقة ورد‪.‬‬


‫‪- 2‬قابمت ىندا‪.‬‬
‫‪- 3‬سار القوـ فرسخيف‪.‬‬
‫أ‬
‫‪- 4‬صاـ عمرو يوـ االثنيف‬
‫‪- 5‬سرت سي ار حثيثا‪.‬‬
‫‪- 1‬خالد عاشؽ ىندا‬
‫‪- 2‬كاف خالد عاشقا ىندا‬ ‫ب‬
‫‪- 3‬ما زاؿ خالد عاشقا ىندا‬

‫ويأخذ المكوف المفعوؿ الحالة اإلعرابية " النصب"‬


‫(‪)18‬‬
‫ويحدد المتوكؿ سممية إسناد المفعوؿ كما يمي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫مؾ‬

‫رـ‬ ‫>‬ ‫متؽ‬ ‫>‬ ‫مستؽ‬

‫حد‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مؼ‬

‫مفاد ىذه السممية َّ‬


‫أف الوظيفة " المفعوؿ" يجوز إسنادىا حسب درجات األولوية إلى الحد‬
‫المستقبؿ‪ ،‬والحد المتقبؿ‪ ،‬وأحد الحدود الحاممة لموظائؼ الداللية " المكاف" و" الزماف" و" الحدث"‬
‫(‪)19‬‬
‫كما يتبيف مف الجمؿ التالية‪:‬‬

‫أ ‪-‬أعطيت خالدا باقة ورد‪.‬‬


‫ب ‪-‬قابمت ىندا‪.‬‬

‫جػ‪ -‬سار القوـ فرسخيف‪.‬‬

‫دػ صاـ عمرو يوـ االثنيف‪.‬‬

‫ىػ‪ -‬سرت سي ار حثيثا‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة ىنا إلى مساىمة كؿ مف الوظيفتيف التركيبيتيف " الفاعؿ" و" المفعوؿ" في الربط‬
‫المكونية (البنية الصرفية – التركيبية)‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬ ‫بيف البنية الحممية (بنية الوظائؼ الداللية) والبنية‬
‫(‪)20‬‬
‫تحدداف إعراب وموقع المكونيف المذيف تسنداف إلييما‪.‬‬

‫مع العمـ أف الوظائؼ التركيبية مفاىيـ غير كمية‪ ،‬بخالؼ الوظائؼ الداللية والتداولية‪ ،‬بمعنى‬
‫أف استخداميا غير وارد في وصؼ جميع المغات الطبيعية‪ ،‬إذ َّ‬
‫أف ىناؾ لغات متعددة ال يحتاج‬
‫في وصؼ خصائصيا الوصؼ الكافي الستعماؿ مفيوـ " الفاعؿ" ومفيوـ " المفعوؿ"‪ ،‬تمتاز ىذه‬
‫بأف الوظيفة " الفاعؿ" ال يمكف إسنادىا إالَّ إلى الموضوع " المنفذ" بحيث ال نجد في ىذه‬
‫المغات َّ‬
‫أف الوظيفة " المفعوؿ" ال يمكف إسنادىا إالَّ إلى الموضوع‬
‫المغات تراكيب مبنية لممجيوؿ‪ ،‬و َّ‬
‫(‪)21‬‬
‫"المتقبؿ"‪ ،‬بحيث ال نجد فييا ما يقابؿ التراكيب التي مف قبيؿ‪ :‬أعطى خالد بك ار قمما‪.‬‬

‫الوظائف التداولية‪ :‬تتميز الوظائؼ التداولية بكوف إسنادىا يرتبط بالسياؽ في بعديو المقامي‬
‫والمقالي‪ ،‬وبالتحديد بعالقة التخابر بيف المتكمـ والمخاطب في موقؼ تواصمي معيف‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ويتضمف المقاـ التواصمي معارؼ المتكمـ والمخاطب‪ ،‬ومعتقداتيما‪ ،‬وافتراضاتيما أثناء قياميما‬
‫بإنتاج الكالـ أو فيمو‪ ،‬وتعرؼ ىذه المجموعة مف المعارؼ والمعتقدات واالفتراضات "بالمعمومات‬
‫(‪)22‬‬
‫التداولية"‬

‫والوظائؼ التداولية تحدد وضع المكونات داخؿ البنية اإلخبارية وىي تصنؼ بالنظر إلى وضعيا‬
‫بالنسبة لمحمؿ إلى صنفيف‪ :‬وظيفتاف داخميتاف تنتمياف إلى الحمؿ وىما المحور والبورة‪ ،‬ووظائؼ‬
‫تداولية خارجية ال تنتمي إلى الحمؿ وىي‪( :‬المبتدأ‪ ،‬الذيؿ والمنادى)‪.‬‬

‫‪- 1‬الوظائف الداخمية‪:‬‬


‫<<‬
‫تسند الوظيفة المحور إلى المكوف الداؿ عمى الذات التي تشكؿ محط‬ ‫أ ‪-‬المحور‪:‬‬
‫>>(‪)23‬‬
‫كما ىو الحاؿ بالنسبة لممكوف " ىند" الذي يشكؿ محط‬ ‫الحديث داخؿ الحمؿ‬
‫الحديث‪ ،‬أي َّ‬
‫أف الحديث يتّجو نحوه في الحوار التالي‪:‬‬
‫أ ‪-‬ماذا شربت ىند؟‬
‫ب ‪-‬شربت ىند فنجاف قيوة‬
‫<<‬
‫وتسند وظيفة المحور‪ ،‬إلى أحد موضوعات البنية الحممية الحامؿ لوظيفة داللية‪ " :‬منفذ‪،‬‬
‫متقبؿ‪ ،‬مستقبؿ‪ ،‬مستفيد‪ ،‬زماف‪ ،‬مكاف‪ "...‬والمسندة إليو أحيانا إحدى الوظيفتيف التركيبيتيف‬
‫>> (‪)24‬‬
‫(الفاعؿ والمفعوؿ) ‪.‬‬

‫ومنو فجميع ىاتو المكونات يمكف إسناد وظيفة المحور إلييا شريطة أف تكوف دالة عمى‬

‫"الـ تحدث عنو"؛ إالَّ َّ‬


‫أف المكوف " الفاعؿ" يستأثر حيف وروده بيذه الوظيفة‪.‬‬
‫(‪)25‬‬
‫وعميو يقترح د‪ /‬المتوكؿ سممية إسناد وظيفة المحور اآلتية‪:‬‬

‫مفعوؿ‬

‫مستقبؿ‬

‫متقبؿ‬

‫فاعؿ أداة‬

‫زماف‬

‫مكاف‬

‫‪9‬‬
‫و تسند إلى المكوف " المحور"‪ ،‬باعتباره مكونا داخميا الحالة اإلعرابية المجردة التي‬
‫(‪)26‬‬
‫تقتضييا وظيفتو الداللية أو وظيفتو التركيبية وفقا لممبدأ اآلتي‪:‬‬

‫فإنو يأخذ‬
‫‪- 1‬إذا كاف المكوف حامال لوظيفة داللية فقط (متقبؿ‪ ،‬مستفيد‪ ،‬زماف‪ ،‬مكاف‪ّ )...‬‬
‫الحالة اإلعرابية التي تخولو إياىا ىذه الوظيفة (الحالة اإلعرابية النصب إذا لـ يكف‬
‫داخال عمى المكوف حرؼ جر)‪.‬‬
‫‪- 2‬إذا كاف المحموؿ حامال‪ ،‬باإلضافة إلى وظيفتو الداللية‪ ،‬إحدى الوظيفتيف التركيبيتيف‬
‫فإنو يأخذ الحالة اإلعرابية التي تقتضييا وظيفتو التركيبية ( الرفع‬
‫(الفاعؿ والمفعوؿ)‪ّ ،‬‬
‫بالنسبة لموظيفة الفاعؿ والنصب بالنسبة لموظيفة المفعوؿ‪).‬‬

‫أف المحاور في أدبيات النحو الوظيفي أربعة أصناؼ‪ :‬أ‪ -‬محور جديد‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة ىنا ّ‬

‫ب‪ -‬محور معطى‪ ،‬ج‪ -‬محور فرعي‪ ،‬د‪ -‬محور معاد‪ ،‬يوضح ىذه األصناؼ األربعة مف‬
‫(‪)27‬‬
‫المحاور الرسـ التالي‪:‬‬

‫محور‬

‫محور جديد محور معطى محور فرعي محور ُمعاد‬


‫<<‬
‫يعد " محو ار جديدا" المحور الذي يدرج ألوؿ مرة في الخطاب وحيف يعاد إدراج‬ ‫بحيث‬
‫فإنو يصبح " محو ار معطى"‪ ،‬وفي حالة مكوث ىذا المحور محطا‬
‫نفس ىذا المحور في الخطاب ّ‬
‫إما بطريقة مباشرة أو بواسطة أحد متعمقاتو أو توابعو‪.‬في الحالة‬
‫فإنو يعاد ذكره ويتـ ذلؾ ّ‬
‫لمخطاب ّ‬
‫>> (‪)28‬‬
‫األولى‪ ،‬تكوف أماـ " محور معاد" وفي الحالة الثانية تكوف أماـ " محور فرعي ‪.‬‬

‫أف المّغة العربية ال تختمؼ عف غيرىا مف المّغات في كونيا تنزع‬


‫وقد الحظ المتوكؿ ّ‬
‫كغيرىا إلى تجميع وظيفة المنفذ ووظيفة الفاعؿ‪ ،‬ووظيفة المحور في مكوف واحد‪ ،‬وىو ما يطمؽ‬
‫(‪)29‬‬
‫كما ىو الحاؿ في جممة‪:‬‬ ‫عميو في أدبيات المسانيات النمطية مصطمح " الفاعؿ النموذجي"‬

‫ىند فنجاف قيوة‪.‬‬ ‫شربت‬

‫فالمكوف" ىند" يجمع بيف وظيفة المنفذ والفاعؿ والمحور‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫<<‬
‫الوظيفة التي تسند إلى المكوف الحامؿ لممعمومة األكثر‬ ‫بأنيا‬
‫يعرؼ ديؾ البؤرة ّ‬‫ب ‪-‬البؤرة‪ّ :‬‬
‫>> (‪)30‬‬
‫أىمية أو األكثر برو از في الجممة‪.‬‬

‫فإف الموقؼ التواصمي ال يخمو مف المعمومة البؤرية التي يعتقد المتكمـ ّأنيا أحرى بأف‬
‫ومنو ّ‬
‫تدرج في مخزوف معمومات المخاطب‪.‬‬

‫قسـ اؿمتوكؿ البؤرة مف حيث وظيفتيا إلى قسميف‪:‬بؤرة الجديد وبؤرة المقابمة‪.‬‬
‫وقد ّ‬
‫بأنيا البؤرة المسندة إلى المكوف الحامؿ لممعمومة التي‬
‫عرؼ بؤرة الجديد ّ‬
‫‪- 1‬بؤرة الجديد‪ :‬تُ ّ‬
‫يجيميا المخاطب ( المعمومة التي ال تدخؿ في القاسـ اإلخباري المشترؾ بيف المتكمـ‬
‫(‪)31‬‬
‫والمخاطب‪).‬‬
‫(‪)32‬‬
‫ينطبؽ ىذا التعريؼ عمى المكونيف " متى" و "غدا" في الجممتيف التاليتيف‪:‬‬

‫أ ‪-‬متى سألقاؾ؟‬
‫ب ‪-‬سألقاؾ غدا‪.‬‬

‫ويقسـ المتوكؿ ىذا الضرب مف البؤرة إلى قسميف‪:‬‬

‫أ ‪ -‬بؤرة طمب ب‪ -‬بؤرة تتميـ‪.‬‬


‫ألف المتكمـ يطمب مف المخاطب أف يمده بمعمومة‬
‫أ ‪-‬بؤرة طمب‪ :‬وقد سميت بيذا االسـ؛ ّ‬
‫ال تتوافر في مخزونو‪.‬‬
‫ألف المكوف المعني باألمر يحمؿ معمومة تُتَ ِّمـ مخزوف‬
‫ب ‪-‬بؤرة تتميم‪ :‬سميت بيذا االسـ‪ّ ،‬‬
‫(‪)33‬‬
‫المتكمـ‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس يكوف اسـ االستفياـ " متى" في الجممة السابقة بؤرة طمب‪ ،‬في حيف‬
‫يكوف المكوف " غدا" بؤرة تتميـ في الجممة الواردة جوابا ليا‪.‬‬
‫<<‬
‫ىي البؤرة التي تسند إلى المكوف الحامؿ لممعمومة التي يشؾ‬ ‫‪ -2‬بؤرة المقابمة‪:‬‬
‫>> (‪)34‬‬
‫المخاطب في ورودىا‪ ،‬أو المعمومة التي ُينكر المخاطب ورودىا ‪.‬‬

‫وينطبؽ ىذا التعريؼ عمى المكونيف المتصدريف في الجممتيف التاليتيف‪:‬‬

‫أ ‪-‬أقميصا اقتنت زينب‪.‬‬


‫ب ‪-‬معطفا اقتنت زينب‪.‬‬

‫والمكوف المفصوؿ في الجممتيف التاليتيف‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪-‬اقتنت زينب قميصا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الذي اقتنتو زينب معطؼ‬

‫والمكوف المستثنى في الجممة التالية‪:‬‬


‫(‪)35‬‬
‫‪ -‬ما اقتنت زينب إالّ معطفا‪.‬‬

‫ويقسميا الدكتور أحمد المتوكؿ إلى األقساـ التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬بؤرة جحود ‪ -2‬بؤرة توسيع ‪ -3‬بؤرة تعويض ‪ -4‬بؤرة حصر ‪ -5‬بؤرة انتقاء‪.‬‬
‫‪- 1‬بؤرة جحود‪ :‬تسند إلى المكوف الحامؿ لمعمومة مف معمومات مخزوف المخاطب يعدىا‬
‫المتكمـ غير واردة‪ ،‬وترد عامة في سياؽ النفي نحو‪:‬‬
‫أ ‪-‬ذىب خالد إلى تطواف‪.‬‬
‫ب ‪-‬ال‪ ،‬لـ يذىب خالد إلى تطواف ( بنبر تطواف)‪.‬‬
‫يعدىا المتكمـ واردة‪ ،‬لكف‬
‫‪- 2‬بؤرة توسيع‪ :‬قد تتوافر في مخزوف المخاطب معمومة ّ‬
‫ناقصة‪ ،‬فيضيؼ إلييا ما يكمميا نحو‪:‬‬
‫ال‪ ،‬لـ يذىب خالد إلى تطواف فحسب‪ ،‬بؿ كذلؾ إلى طنجة‪.‬‬
‫المكممة‪ ،‬حيث تتوارد البؤرتاف‪ :‬بؤرة‬
‫ّ‬ ‫‪- 3‬بؤرة تعويض‪ :‬تسند إلى المكوف الحامؿ لممعمومة‬
‫الجحود‪ ،‬وبؤرة التعويض في نفس الجممة نحو‪ " :‬ال‪ ،‬لـ يذىب خالد إلى تطواف بؿ‬
‫ذىب إلى طنجة"‪.‬‬
‫طب متضمنا لمعمومة‬
‫‪- 4‬بؤرة الحصر‪ :‬ترد في السياقات التي يكوف فييا مخزوف المخا َ‬
‫واردة ومعمومة يعدىا المتكمـ غير واردة نحو‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ال لـ يذىب خالد إلى تطواف وطنجة بؿ إلى طنجة فقط‪.‬‬
‫ب ‪-‬ال لـ يذىب خالد إالّ إلى طنجة‪.‬‬

‫ج‪ -‬ال‪ّ ،‬إنما ذىب خالد إلى طنجة‪.‬‬

‫‪- 5‬بؤرة انتقاء‪ :‬تسند إلى المكوف الذي يحمؿ معمومة ينتقييا المتكمـ مف بيف مجموعة مف‬
‫المعمومات يتردد المخاطب في ّأييا وارد‪.‬مثاؿ ذلؾ ما نجده في الحوار التالي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إلى طنجة ذىب خالد أـ إلى تطواف أـ إلى الرباط؟‬
‫(‪)36‬‬
‫ب ‪-‬إلى الرباط‪ ،‬ذىب خالد‪.‬‬

‫وتنقسـ البؤرة مف حيث مجاؿ الوظيفة إلى قسميف‪ " :‬بؤرة المكوف" و " بؤرة الجممة"‪ ،‬حيث‬
‫(‪)37‬‬
‫تسند كؿ مف بؤرة المقابمة وبؤرة الجديد إلى مكوف مف مكونات الجممة‪ ،‬أو إلى الجممة برمتيا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أف البؤرة ( بؤرة جديد وبؤرة‬
‫فالجمؿتاف التاليتاف تحتوياف عمى " بؤرة المكوف" باعتبار ّ‬
‫مقابمة) مسندة فيوـ ا إلى مكوف مف مكوناتوـ ا‪:‬‬

‫أ‪ -‬عاد زيد مف السفر البارحة‬

‫ب‪ -‬عف مقالتو حدثني عمرو البارحة ( ال عف كتابو)‬

‫أف‬
‫الجمؿ التالية‪ :‬أحضر الضيوؼ (أـ ال) ‪ ،‬تحتوي عمى " بؤرة جممة " باعتبار ّ‬
‫ة‬ ‫بيد أف‬
‫(‪)38‬‬
‫البؤرة مسندة فييا إلى الجممة برمتيا‪.‬‬

‫أف أداة االستفياـ " اليمزة " تدخؿ‬


‫ويشير أحمد المتوكؿ أثناء حديثو عف بؤرة الجممة إلى ّ‬
‫عمى الجمؿ المسندة إلييا بؤرة المقابمة‪ ،‬وال تدخؿ عمى الجمؿ المسندة إلييا بؤرة الجديد‪ ،‬وقد‬
‫تكوف مسندة إلى مكوف مف مكونات الجممة نحو‪ :‬أغدا ألقاؾ ( أـ بعد غد)؟ أو إلى الجممة برمتيا‬
‫فإنيا تدخؿ عمى الجمؿ‬
‫نحو‪ :‬أحضر الضيوؼ أـ ال؟ وىذا عمى عكس أداة االستفياـ " ىؿ" ّ‬
‫التي تكوف فييا البؤرة بؤرة جديد مف حيث نوعيا‪ ،‬وبؤرة جممة مف حيث مجاليا‪ ،‬فيذه األداة بعبارة‬
‫أخرى ال تدخؿ عمى الجمؿ التي تحتوي عمى مكوف مبأر‪ ،‬وال عمى الجمؿ التي تكوف البؤرة‬
‫(‪)39‬‬
‫المسندة فييا إلى الجممة برمتيا بؤرة مقابمة‪.‬‬

‫‪- 1‬الوظائف الخارجية‪:‬‬


‫يعرفو‬
‫أ ‪-‬المبتدأ‪ :‬يعتبر وظيفة تداولية متميزة عف الوظائؼ التركيبية‪ ،‬وعمى ىذا األساس ّ‬
‫<<‬
‫ىو ما يحدد مجاؿ الخطاب الذي يعتبر الحمؿ بالنسبة إليو‬ ‫سيموف ديؾ بقولو‪:‬‬
‫>> (‪)40‬‬
‫واردا ‪.‬‬

‫أف المبتدأ يحدد مجاؿ الخطاب بالنسبة لما يأتي بعده‪ ،‬ونورد المثاؿ التالي‬
‫أي ّ‬
‫(‪)41‬‬
‫لمتوضيح‪:‬‬

‫زيد قاـ أبوه‬

‫قاـ أبوه‬ ‫زيد‬

‫مجاؿ الخطاب خطاب‬

‫حمؿ‬ ‫مبتدأ‬

‫‪13‬‬
‫ويشترط في المبتدأ أف يكوف معرفا‪ ،‬وال يقصد ىنا المعيار التركيبي المعروؼ ( دخوؿ‬
‫األلؼ والالّـ‪ ،‬واإلضافة‪ )...‬بؿ المعيار التداولي وىو " إحالية المبتدأ" المرتبطة بالمقاـ‪ ،‬أو عمى‬
‫وجو التحديد بما يسمى بالوضع التخابري بيف المتكمـ والمخاطب‪ ،‬أي البد أف يكوف المخاطب‬
‫(‪)42‬‬
‫قاد ار عمى التعرؼ عمى ما تحيؿ عميو العبارة‪.‬‬

‫يتسـ المبتدأ بخارجيتو باعتباره مستقال عف الجممة؛ أي ال يشكؿ موضوعا مف موضوعات‬


‫الفعؿ (أو ما يشابيو) باعتباره محموال‪ ،‬ومنو فيو ال يخضع لقيود االنتقاء التي يضعيا الفعؿ أو‬
‫ما يشبيو بالنسبة لموضوعاتو‪ .‬ففي الجممة‪ " :‬الكتاب‪ ،‬شرب مؤلفو شايا" نالحظ أف الفعؿ "شرب"‬
‫ولكنو ال ينتقي‬
‫ينتقي موضوعيو (الفاعؿ والمفعوؿ) بمقتضى قيدي [حي] و [سائؿ] عمى التوالي‪ّ ،‬‬
‫(‪)43‬‬
‫المبتدأ‪.‬‬

‫أف ىذا األمر ال يعني االستقاللية التامة التي تبيح أف تمي ّأية جممة أي مبتدأ نحو‪:‬‬
‫غير ّ‬

‫" السيارة تفتحت أكماميا "‪.‬‬

‫فمبدأ الورود المشترط في تعريؼ المبتدأ يحتـ أف تكوف بيف المبتدأ والجممة التي تميو‬
‫(‪)44‬‬
‫عالقة تجعؿ الجممة صالحة ألف تحمؿ عمى المبتدأ‪.‬‬

‫ويأخذ ىذا المكوف بحكـ وظيفتو التداولية الحالة اإلعرابية الرفع‪.‬‬


‫<<‬
‫المكوف الذي يوضح أو يعدؿ أو يصحح معمومة واردة في‬ ‫بأنو‬
‫يعرؼ الذيؿ ّ‬
‫ب ‪-‬الذيل‪ّ :‬‬
‫>> (‪)45‬‬
‫الحمؿ‪.‬‬

‫يميز المتوكؿ بيف ثالثة أنواع مف الذيوؿ‪ " :‬ذيؿ التوضيح" و‬


‫وانطالقا مف ىذا التعريؼ ّ‬
‫"ذيؿ التعديؿ" و"ذيؿ التصحيح"‪.‬‬

‫‪- 1‬ذيل التوضيح‪ :‬تتجمى ىاتو الوظيفة عندما يعطي المتكمـ معمومة‪ ،‬ثـ يالحظ ّأنيا‬
‫ليست واضحة فيضيؼ إلييا ما يزيؿ اإلبياـ‪ ،‬نحو جممة‪ " :‬أخوه مسافر‪ ،‬زيد" حيث‬
‫تضاؼ المعمومة التي يحمميا المكوف الذيؿ" زيد" إلزالة إبياـ الضمير في " أخوه"‪.‬‬
‫‪- 2‬ذيل التعديل‪ :‬وتظير ىذه الوظيفة عندما يعطي المتكمـ المعمومة‪ ،‬ثـ يالحظ ّأنيا‬
‫ليست بالضبط المعمومة المقصود إعطاؤىا‪ ،‬فيضيؼ المعمومة التي يحمميا المكوف "‬
‫نصفو" لتعديؿ المعمومة التي تعدليا‪ ،‬ففي جممة " قرأت الكتاب‪ ،‬نصفو" تضاؼ‬

‫‪14‬‬
‫المعمومة التي يحمميا المكوف " الكتاب" ويظير ذيؿ التعديؿ في البنيات البدلية‬
‫المتعارؼ عمييا عند النحاة القدامى‪.‬‬
‫‪- 3‬ذيل التصحيح‪ :‬تتجمى ىاتو الوظيفة عندما يعطي المتكمـ المعمومة غير المقصود‬
‫إعطاؤىا فيصححيا بمعمومة أخرى‪ ،‬ويستأثر ذيؿ التصحيح بالظيور في البنيات‬
‫اإلضرابية نحو‪ ":‬قابمت اليوـ زيدا‪ ،‬بؿ خالدا"‪ ،‬حيث تضاؼ المعمومة التي تحمميا‬
‫(‪)46‬‬
‫العبارة "خالدا" لتصحيح المعمومة التي تحمميا العبارة "زيدا"‪.‬‬

‫أف‬
‫ج‪ -‬المنادى‪ :‬ىي وظيفة اقترحيا الدكتور المتوكؿ في إطار النحو الوظيفي‪ ،‬باعتبار ّ‬
‫الوصؼ المّغوي الساعي إلى الكفاية ال يمكف أف يغفؿ المكوف " المنادى" لوروده في سائر المّغات‬
‫الطبيعية‪ ،‬ولغنى خصائصو في بعضيا كالمّغة العربية عمى سبيؿ المثاؿ‪.‬‬
‫<<‬
‫الداؿ عمى الكائف المنادى‬
‫المنادى وظيفة تسند إلى المكوف ّ‬ ‫ويعرؼ ىذه الوظيفة بقولو‪:‬‬
‫ّ‬
‫>> (‪)47‬‬
‫في مقاـ معيف‪.‬‬

‫يميز بيف النداء كفعؿ لغوي يحدد جية الجممة كاالستفياـ واألمر‬
‫وىو بيذا التعريؼ ّ‬
‫والوعيد‪ ،...‬والمنادى كوظيفة تسند إلى أحد مكونات الجممػة كالمكػوف زيد في جمػمة‪ :‬يا زيد‪،‬‬
‫أخوؾ مقبؿ‪ ،‬وىي مرتبطة بالمقاـ‪.‬‬

‫يشاطر المتوكؿ النحاة العرب في تمييزىـ بيف "المنادى" و" المندوب" و "المستغاث" إالّ ّأنو‬
‫يعتبرىا أنوعا ثالثة لنفس الوظيفة‪ ،‬وظيفة المنادى‪ ،‬ويصطمح عمى تسميتيا بػ " منادى النداء" و‬
‫(‪)48‬‬
‫" منادى الندبة " و " منادى االستغاثة"‪.‬‬

‫وتنعكس خارجية المكوف المنادى بالنسبة لمحمؿ مف إعرابو وموقعو داخؿ الجممة‪.‬‬

‫أف الحالة اإلعرابية التي‬


‫فإف المتوكؿ يوافؽ النحاة العرب في اعتبارىـ ّ‬
‫فيما يتعمؽ بإعرابو ّ‬
‫يأخذىا المنادى ىي النصب إذا كاف نكرة غير مقصودة أو مضافا‪ ،‬أو شبييا بالمضاؼ‪ ،‬ويبنى‬
‫أف المنادى يأخذ الحالة‬
‫عمى ما يرفع بو إذا كاف نكرة مقصودة أو معرفة‪ ،‬ويخالفيـ في ّأنو يعتبر ّ‬
‫اإلعرابية النصب ال بمقتضى تقدير فعؿ ناصب لو تقديره " أدعو" بؿ بمقتضى وظيفتو‬
‫(‪)49‬‬
‫التداولية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أف أىميا‪ّ ":‬أييا" و" يا" و" أ" حيث قمّص قائمة األدوات الواردة‬
‫النداء فيرى المتوكؿ ّ‬
‫أما أدوات ّ‬
‫ّ‬
‫وعد عبارة " ّأييا" أداة واحدة تدخؿ عمى المنادى كباقي أدوات النداء األخرى خالفا‬
‫في كتب النحو‪ّ ،‬‬
‫(‪)50‬‬
‫لمنحاة العرب الذيف يعتبرونيا مركبة مف الموصوؿ "أي" وأداة التنبيو " ىا"‬
‫(‪)51‬‬
‫فإنو ال يسبؽ بغيرىا‪.‬‬
‫صص باأللؼ والالّـ ّ‬
‫وىي ال تدخؿ عمى المنادى العمـ‪ ،‬واذا ُخ ّ‬
‫(‪)52‬‬
‫فإنو ال ُيسبؽ إالّ بأداة النداء " يا"‪.‬‬
‫واذا كاف المنادى غير مخصص باأللؼ والالّـ‪ّ ،‬‬

‫فإنو يمكف أف يشكؿ بمفرده جممة‬


‫أما فيما يتعمؽ بموقعو في الجممة باعتباره مكونا خارجيا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫قائمة الذات نحو‪ :‬يا خالد‪.‬‬

‫وفي حالة وروده مع الحمؿ‪ ،‬يمكف أف يتصدر الجممة‪ ،‬كما يمكف أف يقع في آخرىا نحو‪:‬‬

‫إف الحر شديد‪.‬‬‫أ ‪-‬يا زيد‪ّ ،‬‬


‫إف الحر شديد‪ ،‬يا زيد‪.‬‬
‫ب ‪ّ-‬‬
‫كما يمكف أف يتقدـ عمى المبتدأ‪ ،‬ويتأخر عف الذيؿ نحو‪:‬‬

‫أ ‪-‬يا زيد‪ ،‬أخوؾ‪ ،‬ازره عمرو‪.‬‬


‫ب ‪-‬أعجبني صديقؾ‪ ،‬سموكو‪ ،‬يا خالد‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى ّأنو يحتؿ في غالب األحواؿ موقعا سابقا لموقع المبتدأ؛ باعتباره مقصودا‬
‫(‪)53‬‬
‫بو تنبيو المخاطب بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ي) ‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬البنية في النحو الوظيفي ( البنية الحممية‪ ،‬الوظيفية‪ ،‬المكونة‬

‫يرى المتوكؿ أف الجممة تشتؽ‪ ،‬بواسطة بنيات ثالث‪ ،‬ىي‪ :‬البنية الحممية الممثؿ فييا لمخصائص‬
‫المكونية محؿ التمثيؿ‬
‫ّ‬ ‫الداللية‪ ،‬والبنية الوظيفية الممثؿ فييا لمخصائص الوظيفية‪ ،‬والبنية‬
‫لمخصائص الصرفية – التركيبية‪.‬‬

‫أووّال‪ :‬البنية الحممية‪ :‬ويتـ بناؤىا عف طريؽ قاعدة األساس‪ ،‬ويشمؿ األساس مجموعتيف اثنتيف‬
‫مف القواعد تسيماف معا في بناء الجممة الحممية‪ :‬المعجـ‪ ،‬وقواعد تكويف المحموالت والحدود‪،‬‬
‫أف قواعد التكويف تقوـ‬
‫حيث يضطمع المعجـ بإعطاء األطر الحممية والحدود األصوؿ‪ ،‬في حيف ّ‬
‫(‪)54‬‬
‫باشتقاؽ األطر الحممية‪ ،‬والحدود غير األصوؿ كما يتبيف مف الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫أساس‬

‫معجم‬

‫حدود‬ ‫أطر حممية‬


‫تكوين‬ ‫تكوين‬
‫المحموالت‬ ‫مشتقة‬ ‫أصول‬ ‫أصول‬ ‫مشتقة‬ ‫المحموالت‬

‫وتتكوف ىاتو البنية مف بنيتيف متحدتيف‪ ،‬ىما‪ :‬بنية الحمؿ وبنية الداللة‪.‬‬
‫(‪)55‬‬
‫‪- 1‬بنية الحمل‪ :‬يمثؿ فييا لمحموؿ الجممة وحدوده التي يفرضيا‪.‬‬
‫‪- 2‬بنية الدولة‪ :‬يمثؿ فييا لداللة محموؿ الجممة‪ ،‬ولموظائؼ الداللية لمحدود التي يفرضيا‬
‫– فمحموؿ الجممة – الذي ينتمي تركيبيا إلى مقولة الفعؿ أو االسـ أو الصفة أو‬
‫الظرؼ يدؿ عمى واقعة‪ ،‬وتصنؼ في نظرية النحو الوظيفي في حقؿ األعماؿ أو‬
‫أما الحدود فتدؿ عمى المشاركيف في تحقيؽ‬
‫األحداث أو األوضاع‪ ،‬أو الحاالت‪ّ .‬‬
‫الواقعة‪ ،‬وىي بالنظر إلى أىميتيا في تحقيؽ الواقعة قد تكوف موضوعات أساسية‪،‬‬
‫كالذات المنفذة‪ ،‬والذات المتقبمة أو المستقبمة‪ ،‬وقد تكوف حدودا غير أساسية (لواحؽ)‬
‫يقتصر دورىا عمى اإلشارة لمظروؼ والمالبسات التي أحاطت بالواقعة‪ ،‬كأف تدؿ عمى‬
‫(‪)56‬‬
‫زمانيا أو مكانيا أو عمتيا‪.‬‬

‫وتعد البنية الحممية مدخال لمبنية الوظيفية بواسطة تطبيؽ قواعد إسناد الوظائؼ‪ ،‬ويتـ تطبيؽ ىذه‬
‫القواعد في مرحمتيف اثنتيف‪ :‬مرحمة إسناد الوظائؼ التركيبية‪ ،‬ومرحمة إسناد الوظائؼ التداولية‪.‬‬

‫‪ -2‬البنية الوظيفية‪ :‬تنقسـ ىذه البنية إلى قسميف متالزميف ىما‪:‬‬

‫أ ‪-‬البنية التركيبية‪ :‬ويتـ فييا إسناد وظيفتيف تركيبيتيف فقط ىما الفاعؿ والمفعوؿ المّتاف‬
‫تسنداف بالتوالي إلى الحد الذي يشكؿ المنظور الرئيسي لموجية المنطمؽ منيا في‬
‫(‪)57‬‬
‫تقديـ الواقعة والحد الذي يشكؿ" المنظور الثانوي" ليذه الوجية‪.‬‬
‫وتقسـ‬
‫ب ‪-‬البنية التداولية‪ :‬يتـ فييا إسناد الوظائؼ التداولية إلى مكونات الجممة‪ّ ،‬‬
‫بالنظر إلى وضعيا بالنسبة لمحمؿ إلي قسميف‪ :‬وظائؼ خارجية وىي (المبتدأ والذيؿ‬
‫والمنادى) وتسند إلى المكونات التي ال تنتمي إلى الحمؿ ذاتو‪ ،‬ووظيفتاف داخميتاف‬
‫ىما ( المحور والبؤرة) تسنداف إلى مكونات تعد عناصر مف عناصر الحمؿ ذاتو‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وتمتاز الوظائؼ التداولية بكونيا عالقات تقوـ بيف مكونات الجممة عمى أساس البنية اإلخبارية‬
‫المرتبطة بالمقاـ‪)58( .‬؛ أي ال بد مف مراعاة الطبقات المقامية التي تستمد مف السياؽ بكؿ أبعاده‬
‫االجتماعية والثقافية والحضارية والنفسية والمّغوية‪.‬‬

‫‪- 3‬البنية المكونية‪ :‬يقصد بالبنية المكونية البنية الصرفية التركيبية‪ ،‬ويتـ بناء ىذه البنية‬
‫تطبؽ طبقا لممعمومات المتوفرة في البنية‬
‫عف طريؽ إجراء قواعد التعبير التي ّ‬
‫(‪)59‬‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫(‪)60‬‬
‫وتشمؿ ىذه القواعد األنساؽ األساسية اآلتية‪:‬‬

‫‪-‬واعد صياغة المحموؿ‪.‬‬


‫‪ 1‬ق‬
‫‪-‬واعد صياغة الحدود‪.‬‬
‫‪ 2‬ق‬
‫‪-‬واعد إسناد الحاالت اإلعرابية‪.‬‬
‫‪ 3‬ق‬
‫‪-‬واعد إدماج مؤشر القوة اإلنجازية‪.‬‬
‫‪ 4‬ق‬
‫‪-‬واعد الموقعة‪.‬‬
‫‪ 5‬ق‬
‫‪-‬واعد إسناد النبر والتنغيـ‪.‬‬
‫‪ 6‬ق‬

‫تطبؽ بواسطة‬
‫و منو يمكننا القوؿ إ ّف الجممة تشتؽ عف طريؽ بناء بنيات ثالث‪ :‬بنية حممية ّ‬
‫مكونية تطبؽ بواسطة‬
‫قواعد األساس‪ ،‬وبنية وظيفية تبنى بواسطة قواعد إسناد الوظائؼ‪ ،‬وبنية ّ‬
‫قواعد التعبير‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إف المتوكؿ خير مف تجمت الوظيفية عمى يديو‪ ،‬مف خالؿ العديد مف القضايا‪،‬‬
‫وختاما أقوؿ ّ‬
‫كتركيزه عمى البعد التداولي لمغة باعتبارىا وسيمة تواصؿ‪ ،‬و تفسير الخصائص الصورية لمغات‬
‫الطبيعية بربط ىذه الخصائص و وظيفة المساف الطبيعي التواصمية مع مراعاة الطبقات السياقية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بعض تحميالتو المرتبطة بالجممة المركبة‪ ،‬وقضايا الرابط و الجية و الزمف‪ ،‬حيث‬
‫معجمييا و تركيبييا و تداولييا‪ ،‬وبذلؾ فقد قدـ قواعد‬
‫ّ‬ ‫قدـ تحميالت وظيفية لظواىر المغة العربية‪،‬‬
‫المغة العربية في بعض مسائميا بطريقة تداولية جديدة‪ ،‬قصد تسييؿ تدريس النحو العربي‪ ،‬و‬
‫إعطائو طرقا جديدة في تعميميتو‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫اليوامش و اإلحاالت‪:‬‬

‫(‪ – )1‬سيموف ديؾ‪ :‬باحث ىولندي‪ ،‬ولد في ىولندا سنة ‪ ،1940‬درس في البداية المسانيات الالّتينية في جامعة‬
‫امسترداـ التي شغؿ فييا منصب عميد‪ ،‬ثـ النحو الوظيفي الذي يعد أوؿ مؤسس لنظريتو التي حممت ىذا‬
‫االسـ في كتابو األوؿ " ‪ "Functional Grammar‬سنة ‪ ،1978‬ثـ أصبحت معروفة باسـ نظرية‬
‫النحو الوظيفي منذ سنة ‪ 1988‬إلى اليوـ‪ ،‬توفي سنة ‪ 1955‬بمرض الزمو ثالث سنوات جعمو يستعيف‬
‫في نشر كتابو األخير بكيز ىنخفمد‪.‬‬
‫(‪ – )2‬ينظر‪ ،‬د‪ /‬أحمد المتوكؿ‪ ،‬الوظائؼ التداولية في المغة العربية – المقاربة المعيار – دار األماف – الرباط‪ –1‬ط‬
‫(‪2016‬ـ) ص ‪.14‬‬
‫(‪ – )3‬ينظر‪ :‬د‪ /‬أحمد المتوكؿ‪ ،‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ -‬الدار البيضاء‪-‬‬
‫ط‪ )1986(1‬ص ‪.9‬‬
‫ّ‬
‫(‪ – )4‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح‪ -‬مذخم وظري‪ -‬دار انكتاب انجذٌذ انمتحذج‪ -‬تٍروخ‪-‬نثىان‪-‬‬
‫ط‪ ،)2010(2‬ص ‪.56‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪ٌ – )5‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – انثىٍح انتحتٍح أو انتمثٍم انذالنً‬
‫انتذاونً – دار األمان – انرتاط‪-‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ٌ – )6‬ىظر‪ :‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.17 – 16‬‬
‫(‪ٌ – )7‬ىظر‪ ،‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انمكوواخ‪ ،‬أو انتمثٍم انصرفً‬
‫– انتركٍثً‪ ،‬دار األمان انرتاط‪ ،‬ص‪.195‬‬
‫(‪ – )8‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انمكوواخ أو انتمثٍم انصرفً –‬
‫انتركٍثً‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫(‪ – )9‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انخطاب مه انجمهح إنى انىص‪ -‬دار‬
‫األمان‪ -‬انرتاط‪ -‬ص ‪.107‬‬
‫(‪ – )10‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ – )11‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه انثىٍح انحمهٍح إنى انثىٍح انمكووٍح‪ -‬انوظٍفح انمفعول فً انهغح انعرتٍح‪ -‬دار انثقافح‪-‬‬
‫انذار انثٍضاء‪ -‬ط‪،)1987(1‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ٌ – )12‬ىظر د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه انثىٍح انحمهٍح إنى انثىٍح انمكووٍح‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫(‪ – )13‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‪ٌ – )14‬ىظر د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬دراساخ فً وحو انهغح انعرتٍح انوظٍفً‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ – )15‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬دراساخ فً وحو انهغح انعرتٍح انوظٍفً ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ – )16‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه انثىٍح انحمهٍح إنى انثىٍح انمكووٍح‪ ،‬ص ‪20-19‬‬
‫(‪ – )17‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ – )18‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه انثىٍح انحمهٍح إنى انثىٍح انمكووٍّح‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫(‪ – )19‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه انثىٍح انحمهٍح إنى انثىٍح انمكووٍّح‪ ،‬ص ‪.25 – 24‬‬
‫(‪ – )20‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫(‪ٌ – )21‬ىظر‪ ،‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ٌ.– )22‬ىظر‪ ،‬د‪ٌ /‬وسف تغزاوي‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح و استراتٍجٍاخ انتواصم انهغوي فً وظرٌح انىحو انوظٍفً‪،‬‬
‫عانم انكتة انحذٌث‪،‬إرتذ‪ -‬األردن‪ -‬ط‪ )2014(1‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ – )23‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫(‪ٌ – )24‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ – )25‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه قضاٌا انراتظ فً انهغح انعرتٍح‪ ،‬مىوراخ عكاظ‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪19‬‬
‫(‪ – )26‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهغح انعرتٍح ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ – )27‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهّغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انخطاب مه انجمهح إنى انىص –‬
‫ص ‪112‬‬
‫(‪ – )28‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ – )29‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انمىحى انوظٍفً فً انفكر انهّغوي انعرتً‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ – )30‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ – )31‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ – )32‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫(‪ – )33‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهّغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انخطاب مه انجمهح إنى انىص‪ ،‬ص‬
‫‪.119‬‬
‫(‪ – )34‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫(‪ٌ – )35‬ىظر‪:‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهّساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.155 – 154‬‬
‫(‪ٌ – )36‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬قضاٌا انهّغح انعرتٍح فً انهساوٍاخ انوظٍفٍح – تىٍح انخطاب مه انجمهح إنى‬
‫انىص‪ ،‬ص ‪.120 – 119‬‬
‫ّ‬
‫(‪ – )37‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ٌ – )38‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪ – )39‬انمرجع انساتق ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫(‪ – )40‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫(‪ – )41‬انمرجع انساتق ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫(‪ٌ – )42‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.114 – 113‬‬
‫(‪ٌ – )43‬ىظر انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ٌ – )44‬ىظر د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫(‪ – )45‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫(‪ٌ – )46‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫(‪ٌ – )47‬ىظر‪ :‬انمرجع انساتق ‪ ،‬ص ‪152‬‬
‫(‪ٌ – )48‬ىظر انمرجع انساتق‪ ،‬ص‪153‬‬
‫(‪ٌ – )49‬ىظر انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫(‪ٌ – )50‬ىظر‪:‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح فً انهّغح انعرتٍح ‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫(‪ – )51‬انمرجع انساتق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫(‪ – )52‬انمرجع انساتق ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪ٌ – )53‬ىظر‪ :‬انمرجع انساتق ‪ ،‬ص ‪.168 – 167‬‬
‫(‪ٌ – )54‬ىظر‪ :‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬دراساخ فً وحو انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ٌ – )55‬ىظر‪ :‬د‪ٌ /‬وسف تغزاوي‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح واستراتٍجٍاخ انتواصم انهغوي فً وظرٌح انىحو انوظٍفً‪،‬‬
‫ص ‪.101‬‬
‫(‪ٌ – )56‬ىظر‪ :‬د‪ٌ /‬وسف تغزاوي‪ ،‬انوظائف انتذاونٍح واستراتٍجٍاخ انتواصم انهغوي فً وظرٌح انىحو‬
‫انوظٍفً‪ ،‬ص ‪.102 – 101‬‬
‫ّ‬
‫(‪ٌ – )57‬ىظر‪ :‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه قضاٌا انراتظ فً انهغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ٌ – )58‬ىظر‪ :‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهّساوٍاخ انوظٍفٍح‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫(‪ٌ – )59‬ىظر‪ :‬د ‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬انهّساوٍاخ انوظٍفٍح ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫(‪ – )60‬د‪ /‬أحمذ انمتوكم‪ ،‬مه قضاٌا انراتظ فً انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص ‪ ،105‬ودراساخ فً وحو انهّغح انعرتٍح‪ ،‬ص‬
‫‪ 18‬وانهّساوٍاخ انوظٍفٍح ‪،‬ص ‪.160‬‬

‫‪20‬‬

You might also like