You are on page 1of 20

‫السياسة األمنية األمريكية‬

‫بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر عام ‪ 2001‬م‬

‫م‪ .‬د‪ .‬محمود عبد الرحمن خمف‬


‫عضو الهيئة التدريسية‬
‫كمية العموم لمبنات ‪ -‬جامعة بغداد‬

‫م‪ .‬م‪ .‬وسام خميل إبراهيم‬


‫عضو الهيئة التدريسية‬
‫كمية العموم لمبنات ‪ -‬جامعة بغداد‬
‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪- 118 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫الممخص‪:‬‬

‫يتضح مف البحث أف منظومة سياسات األمف القومي األمريكي لف تعود لما‬


‫كانت عميو قبؿ أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪2001‬؛ ألف األحداث والحرب عمى (اإلرىاب)‬
‫أحدثت ثورة في التفكير حوؿ األمف القومي األمريكي‪ ،‬وولدت نظريات جديدة‪،‬‬
‫طا جديدة في العمؿ‪ ،‬وفي عبلقات القوى بيف األجيزة‪.‬‬
‫واستحدثت أجيزة جديدة‪ ،‬وأنما ً‬
‫وتغيير بيئة عبلقات القوى القائمة عمى صنع ق اررات األمف القومي األمريكي‪ ،‬ويمكف‬
‫افتراض أنو بعد أحػ ػػداث (‪ 11‬سبتمبر) تـ رسـ إستراتيجية عامة لؤلمف القومي في‬
‫ظؿ أحواؿ أح ػػداث (‪ 11‬سبتمبر)‪ ،‬ومف ثـ تأثرت اإلستراتيجية‪ ،‬وقامت كرد فعؿ عمى‬
‫(اإلرىاب)‪ ،‬ولكف حيف تعرضت اإلستراتيجية لمواقع نزلت عمى الكثير مف مقتضيات‬
‫الواقع الدولي والداخمي‪.‬‬

‫وىناؾ جانب كبير مما يتسـ بالديناميكية في مفيوـ األمف القومي األمريكي‬
‫بعػ ػ ػ ػ ػػد (‪ 11‬سبتمبر) والحرب عمى (العراؽ)‪ ،‬فإف التحوالت التي شيدتيا إستراتيجية‬
‫تغيير في اإلستراتيجيات المرحمية‬
‫ًا‬ ‫إدارة (بوش) بشأف األمف القومي األمريكي تمثؿ‬
‫أخير يمكف تصور أنو في األمد‬‫والخطط الموضوعة لتنفيذ اإلستراتيجية األكبر؛ و ًا‬
‫القصير سوؼ تتبنى اإلدارات األمريكية المتوالية في الحكـ سياسات بيف االستم اررية‬
‫والتغيير‪ ،‬أي إف اإلدارات لف تتخمى عف السياسات والمفاىيـ التي طرحتيا بعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػد‬
‫وخصوصا الحروب االستباقية‪ ،‬ومبادرة اإلصبلح‬
‫ً‬ ‫(‪ 11‬سبتمبر) وحرب (العراؽ)‪،‬‬
‫السياسي والديمقراطية‪ ،‬مع استمرار تفوؽ وانفراد الدور األمريكي في صياغة القرار‬
‫الدولي وتغيير األنظمة بالقوة‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

Abstract:
It is clear that the US national security policy system will not
return to what it was before the events of September 11. 2001 because
the events and the war on (terrorism) revolutionized the thinking about
American national security, new theories were born, and introduced
new devices and new patterns of work and power relations between
devices. There was a change the environment of power relations based
on national security decisions; it can be assumed that after the events
of September 11, a general national security strategy was drawn up
under the circumstances of the events of September 11th, The strategy
was influenced by and reacted to (terrorism), but when the strategy,
came to reality came down to many of the requirements of
international reality and internal. There is a large part of the dynamic
in the concept of US national security after 9/11th and the war on Iraq.
The shifts in Bush administration's national security strategy
represented a change in the interim strategies and plans for
implementing the larger strategy. Finally, it is conceivable that in the
short term successive US administrations will adopt policies between
continuity and change. That is, administrations will not abandon the
policies and concepts they put forward after September 11 and the war
of Iraq, especially proactive wars, and the initiative of political reform
and democracy, with the continued superiority and unilateral role of
the United States in the formulation of the international decision and
changing of governments by force.

- 120 -
‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫دفعت أحداث ‪11‬سبتمبر ‪2001‬ـ الواليات المتحدة األمريكية إلى مراجعة‬


‫منظومة األمف القومي األمريكي سواء عمى المستوى الداخمي أو الخارجي‪ ،‬السيما في‬
‫عيد الرئيس األمريكي األسبؽ(جورج دبميو ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوش) (‪،)George W. Bush‬‬
‫(‪ ،)2009 – 2001‬وعمؿ عمى عولمة الحرب عمى (اإلرىاب) والتصدي ألخطار‬
‫(اإلرىاب)‪ ،‬التي أدت إلى نشوب حروب في العاميف ‪ 2002‬و‪ 2003‬كوسيمة لنيج‬
‫سياسة الحروب الوقائية أو االستباقية‪ ،‬وتمكنت أمريكا مف تحقيؽ أىدافيا بدعوى‬
‫القضاء عمى أخطار (اإلرىاب) المحتممة أو المتوقعة‪ ،‬ونعتمد في بحثنا ىذا عمى‬
‫ثبلثة محاور وىي‪:‬‬

‫‪.1‬األمف الداخمي‪ :‬لمحد مف التيديدات اإلستراتيجية‪ ،‬التي شمت الحياة السياسية‬


‫واالقتصادية بالداخؿ وىو يمثؿ انقبلباً في الفكر األمني واالستراتيجي‪.‬‬

‫‪ .2‬سياسة األمف الخارجي‪ :‬بعد أحداث (‪11‬سبتمبر) تـ إعادة نمط السياسة الخارجية‬
‫األمريكية‪ ،‬وتوجياتيا‪ ،‬ونظرتيا إلى العالـ‪ ،‬ولترتيب أولوياتيا‪ ،‬وكذلؾ تصنيفيا‬
‫لقوائـ الحمفاء واألعداء‪.‬‬

‫‪ .3‬الفوضى الخبلقة والسياسة األمريكية بعد ‪ 11‬سبتمبر‪ :‬سنرى أف الواليات المتحدة‬


‫األمريكية فرضت مفاىيـ جديدة عمى العالـ‪ ،‬في ظؿ سياسة العولمة والحرب عمى‬
‫(اإلرىاب)‪ ،‬لتغيير نظـ الحكـ في معظـ دوؿ منطقة الشرؽ األوسط‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫األمن الداخمي‪:‬‬

‫اتجيت الواليات المتحدة األمريكية نحو تكثيؼ آليات األمف الداخمي‪ ،‬بغية الحد‬
‫مف ىذه التيديدات اإلستراتيجية‪ ،‬التي شمت الحياة السياسية واالقتصادية بالداخؿ وىو‬
‫انقبلبا في الفكر األمني واالستراتيجي‪ ،‬وتطمب ذلؾ مراجعة المعاىدات والمواثيؽ‬
‫ً‬ ‫يمثؿ‬
‫الدولية كافة‪ ،‬التي صادقت عمييا وتجاوز كؿ مفاىيـ الشرعية والمشروعية‪ ،‬أو‬
‫باألحرى إصدار ق اررات مف مجمس األمف لتدعيـ ق ارراتيا لمكافحة (اإلرىاب)‪ ،‬وفرض‬
‫سياستيا‪ ،‬واالنتقاؿ إلى حالة التعاوف والمشاركة بيف القوى الكبرى مف أجؿ السبلـ‬
‫واعادة التوازف عمى نظاميا وقد تضمنت اإلجراءات اآلتية(‪:)1‬‬

‫‪ -‬إنشاء مكتب األمن الداخمي في ‪ 20‬سبتمبر ‪:2001‬‬

‫أعمف الرئيس األمريكي األسبؽ (جورج دبميو بوش) إنشاء مكتب تابع لمبيت‬
‫األبيض وعيف (توـ ريدج) (‪ )Tom Ridge‬مدي ار لممكتب‪ ،‬وقد احتوى األمر التنفيذي‬
‫الرئاسي ليذا المكتب بالميمات اآلتية(‪:)2‬‬
‫أوال‪ :‬التنسيؽ بيف المؤسسات المختمفة لمواجية (اإلرىاب)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطوير أجيزة وبرامج تدريسية لمكشؼ عف اليجمات السيكولوجية والكيماوية‬
‫والنووية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إعداد األجيزة الصحية (األدوية واألمصاؿ وزيادة الحماية لممستشفيات ولمبنية‬
‫التحتية وخطوط االتصاالت وشبكات الكمبيوتر وكؿ وسائؿ المواصبلت)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يقوـ المكتب الجديد بدور أساسي بتنسيؽ جيود ‪ 40‬وكالة بما فييا وكالة‬
‫المخابرات ومكتب المباحث الفيدرالي‪ ،‬وسوؼ يكوف دوره شبيو بدور مستشار‬
‫األمف القومي‪ ،‬ولكف مع التركيز عمى إنشاء المركز المتكامؿ لمواجية التيديد‬
‫اإلرىابي‪ ،‬الذي ميمتو التنسيؽ بيف األجيزة المركزية العاممة في مجاؿ‬
‫االستخبارات‪.‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫‪ -‬إصدار قوانين مكافحة اإلرهاب وأمن الطيران والقانون الوطني األمريكي لعام‬
‫‪:2001‬‬
‫قدمت اإلدارة األمريكية بيذا المشروع بعد وقت قميؿ مف أحداث (‪ 11‬سبتمبر)‬
‫ووافؽ عميو الكونجرس بأغمبية كثيرة وقد تضمف العديد مف المواد (‪:)3‬‬

‫أوال‪ :‬إعطاء المدعي العاـ األمريكي سمطة احتجاز األجانب المشكوؾ في قياىـ‬
‫بأنشطة إرىابية لمدة ‪ 7‬أياـ مف دوف توجيو االتياـ ليـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إعطاء السمطات الفيدرالية الحؽ في التنصت عمى أجيزة الياتؼ المختمفة التي‬
‫يستخدميا األفراد المشتبو فييـ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مف حؽ أجيزة البحت الجنائي وأجيزة المخابرات المشاركة في المعمومات‬


‫المتعمقة بػ(اإلرىابييف)‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تجميد األرصدة المالية التي يشتبو فييا أنيا تموؿ العمميات اإلرىابية‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء محاكم عسكرية لمحاكمة غير المواطنين المتهمين بـ(اإلرهاب)‪:‬‬

‫ار يقضي بإنشاء محاكـ‬


‫أصدر الرئيس األمريكي األسبؽ (جورج دبميو بوش) قرًا‬
‫عسكرية لمحاكمة غير المواطنيف المتيميف بػ(اإلرىاب)‪ ،‬وستكوف لو وحده‪ ،‬سمطة‬
‫تحديد مف يمثؿ أماـ ىذه المحاكـ‪ ،‬وتصدر المحكمة أحكاميا بأغمبية الثمثيف ويمكف‬
‫أف تصؿ أحكاميا إلى حد اإلعداـ‪ ،‬كما إف ق ارراتيا غير قابمة لبلستئناؼ(‪.)4‬‬

‫‪ -‬إعادة هيكمة مكتب وزارة العدل ومكتب المباحث الفيدرالية‪:‬‬

‫فضبل عف الدور التقميدي‬


‫ً‬ ‫إعادة ىيكمة مكتب و ازرة العدؿ ومكتب المباحث الفيدرالية‬
‫أيضا بمنع عمميات إرىابية في‬
‫لو ازرة العدؿ في التحقيؽ ومكافحة اإلرىاب‪ ،‬فقد اىتمت ً‬
‫المستقبؿ‪ ،‬كما أنشئت الو ازرة وحدة خاصة لتعقب (اإلرىابييف) ومنعيـ مف دخوؿ أمريكا‪،‬‬
‫والقبض عمى الموجوديف منيـ داخميا‪ ،‬وقد بدأت و ازرة العدؿ عمميا في مكافحة اإلرىاب‬

‫‪- 123 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫وبالتحقيؽ في أحدات سبتمبر عف طريؽ التعرؼ عمى الدوؿ التي جاء منيا مختطفو‬
‫الطائرات‪ ،‬والتعرؼ عمى تأريخيـ عف طريؽ معامبلتيـ المالية واالتصاالت التي قاموا بيا؛‬
‫ليصبح اليدؼ بعد ذلؾ محاولة الوصوؿ إلى األشخاص الذيف يحتمؿ أنيـ قدموا المساعدة‬
‫أو كانوا عمى عمـ بتمؾ العمميات أو عمميات أخرى في المستقبؿ(‪.)5‬‬

‫‪ -‬تقوم وزارة الخارجية إبطاء عممية إعطاء تأشيرات سفر لمواليات المتحدة‪:‬‬

‫عمى و ازرة الخارجية األمريكية إبطاء عممية إعطاء تأشيرات سفر لمواليات‬
‫المتحدة مف الذكور مف العرب المسمميف ما بيف سف (‪ ،)45 - 16‬قامت السمطات‬
‫األمريكية‪ ،‬بزيادة دوريات الشرطة حوؿ البتروؿ والغاز والطرؽ الرئيسة‪ ،‬التي قد تكوف‬
‫عرضة ليجمات إرىابية‪ ،‬وحظرت اإلدارة األمريكية الطيراف فوؽ المفاعبلت النووية‬
‫وتدعيـ اإلجراءات األمنية حوليا(‪.)6‬‬

‫‪ .1‬سياسة األمن الخارجي‪:‬‬

‫تركت ىجمات أحداث (‪ 11‬سبتمبر) بصمات واضحة عمى نمط السياسة‬


‫الخارجية األمريكية‪ ،‬وتوجياتيا‪ ،‬ونظرتيا إلى العالـ‪ ،‬وترتيب أولوياتيا‪ ،‬وكذلؾ‬
‫تصنيفيا لقوائـ الحمفاء واألعداء‪ ،‬ومف أىـ تداعيات أحداث سبتمبر عمى سياسة األمف‬
‫القومي الخارجي مف خبلؿ مراجعة المعمومات االستخباراتية وسياسة الدفاع األمريكي‪.‬‬

‫‪ -‬المعمومات االستخباراتية‪ ,‬بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر مباشرةً بدأ الكونجرس بمراجعة‬


‫أنشطة المخابرات األمريكية‪ ،‬وقامت لجنة المخابرات التابعة لمجمس األمف القومي‬
‫ير في ديسمبر (‪،)2001‬‬‫األمريكي‪ ،‬بالدور الرائد في ىذا المجاؿ إذ أصدرت تقر ًا‬
‫وقد دعا ىذا التقرير إلى إنشاء ىيئة تكوف مستقمة عف الرئيس وقادة الكونجرس‪،‬‬
‫وضع بعض أعضاء الكونجرس إلى إنشاء ىيئة تكوف مسؤولة عف جيود التجسس‬
‫البشري‪ ،‬مثؿ تجنيد العمبلء وتنظـ عمميـ‪ ،‬وتقوـ بعد ذلؾ بنقؿ المعمومات إلى‬
‫أجيزة االستخبارات‪ ،‬مثؿ وكالة المخابرات المركزية(‪.)7‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫‪ -‬سياسة الدفاع األمريكية‪.‬‬

‫تعرضت سياسة الدفاع لنوع مف المراجعة بعد أحداث (‪11‬سبتمبر)‪ ،‬وتحدث‬


‫تغير في‬
‫الخبراء عمى إف الحرب ضد (اإلرىاب)‪ ،‬ىي حرب مف نوع جديد تتطمب ًا‬
‫طبيعة القوات العسكرية‪ ،‬والتكتيكات التي تستخدميا‪ ،‬كما إنيا تتطمب زيادة في ميزانية‬
‫الدفاع والتدريب المتخصص‪ ،‬في مواجية (اإلرىاب)‪ ،‬وكذلؾ إعطاء حرية أكبر لمقادة‬
‫العسكرييف‪ ،‬وتحدث بعضيـ عف إنشاء قوة خاصة لمواجية العمميات اإلرىابية‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫أيضا عممت و ازرة الدفاع األمريكية إلى تحديد ثبلثة أىداؼ تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬
‫و ً‬
‫أوال‪ :‬إعادة التوازف لقدرات القوات المسمحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمؿ عمى بناء القدرات البلزمة لمتعامؿ مع حروب المستقبؿ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬زيادة اإلنفاؽ العسكري‪.‬‬

‫ازداد اإلنفاؽ األمريكي عمى مشتريات األسمحة مف ‪ 62‬مميار دوالر عاـ‬


‫‪ 2001‬إلى ‪ 72‬مميار دوالر عاـ ‪ ،2006‬كما ازداد اإلنفاؽ عمى البحث والتطوير مف‬
‫‪ 46‬مميار دوالر عاـ ‪ 2001‬إلى ‪ 72‬مميار دوالر في السنة المالية ‪ ،2006‬في حيف‬
‫(‪)9‬‬
‫استحوذت أمريكا عمى ما يقرب مف ‪ % 43‬مف حجـ اإلنفاؽ العسكري العالمي‪.‬‬

‫وتقدر نسبة الزيادة المتوسطة في اإلنفاؽ العسكري األمريكي بػ ‪ % 4,5‬بيف‬


‫عاميف ‪ ،2009- 2001‬وارتفعت نسبة اإلنفاؽ ‪ % 0,3‬عاـ ‪ ،2011‬وازداد اإلنفاؽ‬
‫العسكري لمواليات المتحدة األمريكية لعاـ ‪ 2015‬إذ بمغ ‪ 577.1‬مميار دوالر؛ ليصبح‬
‫حجـ اإلنفاؽ العسكري العالمي لمواليات المتحدة األمريكية ىو ‪ ،%43‬وعمى أف تقؿ‬
‫نفقات اإلنفاؽ العسكري‪ ،‬بسبب انسحاب القوات األمريكية مف العراؽ وأفغانستاف(‪.)10‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪ .2‬الفوضى الخالقة والسياسة األمريكية بعد ‪ 11‬سبتمبر‪:‬‬


‫اف عالـ ما بعد (‪ 11‬سبتمبر) قد أفرز أىدافًا أمريكية جديدة في المنطقة تخدـ‬
‫األمف القومي األمريكي‪ ،‬فأدى ذلؾ إلى التغيير في الوسائؿ واألىداؼ اإلستراتيجية‬
‫األمريكية في الشرؽ األوسط نحو االستخداـ المباشر لمقوة العسكرية‪ ،‬ولحماية ىذه‬
‫األىداؼ والحفاظ عمييا أو لتحقيؽ أىداؼ جديدة‪ ،‬وفرضت مفاىيـ جديدة عمى العالـ‬
‫في ظؿ سياسة العولمة والحرب عمى (اإلرىاب)‪ ،‬متّخذة مف الشرؽ األوسط األوسع‬
‫مسرحا لتجاربيا في تطبيؽ نظرية الفوضى‪ ،‬وتغيير نظـ الحكـ في معظـ دوؿ‬ ‫ً‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫واف الفوضى ىي العقيدة السرية اإلستراتيجية لمرؤساء األمريكاف بعد أح ػ ػ ػ ػػداث‬


‫(‪ 11‬سبتمبر)‪ ،‬والقائمة عمى شعار أف النظاـ ينبثؽ مف الفوضى‪ ،‬وىو ما يبنى عمى‬
‫إف األزمة تقود إلى الفوضة‪ ،‬أو كما يقوؿ (تكسي مارس)(‪( :)Taxy Mars‬إنيـ‬
‫طا لدى البشر‪ ،‬وىكذا فيـ يستفيدوف مف حاجة‬
‫غضبا واحبا ً‬
‫ً‬ ‫يعمموف فوضى ليولدوا‬
‫الناس الماسة إلى النظاـ)(‪.)11‬‬

‫ويبدو إف أمريكا بدأت تقرر استخداـ سموؾ وسبؿ أخرى‪ ،‬خاصة في منطقة‬
‫لياما لتحقيؽ (مشروع النظاـ‬
‫(الشرؽ األوسط) كنقطة البدء واألساس والمفتاح‪ ،‬إ ً‬
‫العالمي الجديد) خاصة بعد التعثر السياسي عمى المستوى العالمي‪ ،‬وتمثؿ ىذه السبؿ‬
‫(‪)12‬‬
‫أدوات ووسائؿ لسياسة الفوضى الخبلقة وتجسد ذلؾ عبر استخداميا‪:‬‬

‫‪ ‬األعماؿ العسكرية المباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬األعماؿ العسكرية غير المباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬الضغوط السياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬إحداث تغييرات جذرية في مناىج التعميـ والثقافة‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫فسادا في العقوؿ‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬استخداـ (اإلعبلـ) كديكتاتور أكبر‪ ،‬يجمؿ وحشيتو‪ ،‬ويعيث‬
‫ويضع (التشابؾ والفوضى والتفكيؾ)‪ ،‬كحالة عقمية وفكرية ونفسية أماـ الشعوب‪.‬‬

‫‪ ‬دعـ وتزعـ معظـ حركات المجتمع المدني ولو مف وراء ستار أو ظيور أو إشعار‬
‫بوجود أمريكا‪ ،‬أو حتى بشكؿ مباشر وواضح وصريح وداعـ في تبنييا لحركات‬
‫(حرصا منيا عمى ىذه المجتمعات)(‪.)13‬‬
‫ً‬ ‫اإلصبلح في المجتمعات‪،‬‬
‫(‪)14‬‬
‫واف الجانب الفكري لمفوضى الخبلقة األمريكية تقوـ عمى المرتكزات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬استعادة واقعية المصمحة (نظرية المؤامرة)(‪.)Conspiracy theory‬‬

‫‪ ‬العمؿ الذي ال يحتاج التسويغ أو االعتذار لنظرية الجمع بيف المتناقضات‪.‬‬

‫‪ ‬االتجاه األحادي لمجانب االنفرادي (نظرية المراقبة)( ‪.)Surveillance theory‬‬

‫‪ ‬تكثيؼ األفكار في المجاىؿ (نظرية المراحؿ) (‪.)Stages theory‬‬

‫‪ ‬الخط األحم ػ ػ ػ ػ ػر لبػ ػ ػ ػ ػروز قوى منافسػ ػ ػ ػة واف كانت حميفة (نظرية العالـ ممؾ خاص)‬

‫( ‪.)The theory of world is a private preopety‬‬

‫لذلؾ فإف عالـ تسوده الفوضى‪ ،‬يجعؿ مف الواليات المتحدة األمريكية الطامح‬
‫األكبر لتسمـ القيادة؛ لكف في الوقت نفسو ليس ىناؾ دوؿ أخرى تحاوؿ االضطبلع‬
‫(‪)15‬‬
‫خاصة واننا ندرؾ اإلمكانات المتاحة لمواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التي‬ ‫بيذا الدور‪،‬‬
‫(‪)16‬‬
‫تتيح ليا االستناد لتطبيؽ الفوضى الخبلقة‪ ،‬التي تتـ عبر المراحؿ األربعة الآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬استيداؼ خمخمة حالة الجمود والتصمب غير المرغوب في النظاـ‬


‫المستيدؼ‪.‬‬

‫‪ ‬السعي لموصوؿ إلى حالة مف الحراؾ والفوضى المربكة والمقمقة لذلؾ النظاـ‪.‬‬

‫‪ ‬االىتماـ بتوجيو تمؾ الفوضى وادارتيا لموصوؿ إلى الوضع المرغوب فيو‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪ ‬استخداـ مدخبلت إلنتاج الفوضى ال ضامف ليا‪ ،‬وتثبيت الوضع الجديد‬


‫بشكمو النيائي‪ ،‬إلى جانب االطمئناف لترسانة القوة العسكرية‪ ،‬واألساطيؿ‬
‫األمريكية في المنطقة‪ ،‬وىي أىـ عناصر المعادلة التي تستند إلييا الفوضى‪.‬‬

‫إف الفوضى تشجع الدوؿ عمى التصرؼ مف منطؽ دفاعي لصيانة النظاـ‬
‫السياسي الدولي القائـ‪ ،‬والحفاظ عمى التوازف بدالً مف اإلخبلؿ بو(‪.)17‬‬

‫وتعمد الواليات المتحدة عمى استخداـ سبؿ ووسائؿ سياسية تتجسد بخمؽ‬
‫تحالفات دولية جديدة‪ ،‬ومنع أي تقاربات بيف األقطاب الدولية‪ ،‬لتكريس ىيمنتيا‬
‫العالمية‪ ،‬فضبلً عف استخداميا لييئة األمـ المتحدة بعد فشميا بأف تكوف ىيئة أممية‬
‫محايدة وأخبلقية وقانونية عادلة‪ ،‬كمؤسسة معبرة عف الرغبات والتصرفات األمريكية‪،‬‬
‫وأيضاً استخداـ الوسائؿ االقتصادية‪ ،‬التي تقؼ في مقدمتيا العولمة واإلدارة المركزية‬
‫لبلقتصاد العالمي‪ ،‬عبر مؤسساتو الثبلثة (صندوؽ النقد الدولي والبنؾ الدولي ومنظمة‬
‫التجارة العالمية)‪ ،‬ناىيؾ عف الوسائؿ العسكرية واألمنية التي ترتكز عمى ضماف‬
‫التفوؽ العسكري األمريكي العالمي(‪.)18‬‬

‫فتغيير اإلستراتيجية األمريكية القائمة عمى الحفاظ عمى األنظمة واألوضاع‬


‫القائمة‪ ،‬إلى إستراتيجية أخرى قائمة عمى الحرب االستباقية وترمي لتحقيؽ ىدفيف‬
‫(‪)19‬‬
‫ىما‪:‬‬

‫‪ ‬كسب الحرب عمى (اإلرىاب)‪ ،‬بمنازلة اإلرىابييف في عقر دارىـ ومبلحقتيـ‬


‫وقطع مصادر تمويميـ‪.‬‬

‫‪ ‬السعي إلى بسط الديمقراطية ومحاولة تغيير البيئة السياسية لممنطقة عبر‬
‫الشراكة مع حكوماتيا أو بالضغط عمييا أو استخداـ القوة ضدىا‪ .‬لتبني‬
‫إصبلحات شاممة لتغيير البيئة الحاضنة (لئلرىاب)‪.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫وعمبل لحماية األمف القومي األمريكي مف األعماؿ اإلرىابية‪ ،‬ومف خبلؿ‬


‫ً‬
‫أيضا شكؿ آخر مف أشكاؿ الفوضى العالمية الجديدة‪ ،‬الذي‬
‫حروب الييمنة‪ ،‬وىو ً‬
‫فضبل عف نشر الديمقراطية بدالالت الفوضى غير‬
‫ً‬ ‫تتآكؿ فكرة السيادة الوطنية فيو‪،‬‬
‫المنظمة في العالـ العربي(‪.)20‬‬

‫وفي ىذا السياؽ‪ ،‬فإف مكانة الواليات المتحدة األمريكية كقوة أولى في العالـ ال‬
‫متحد بمفرده‪ ،‬وليس ىناؾ دولة ُيحتمؿ أف تماثؿ الواليات‬ ‫ٍ‬ ‫يحتمؿ أف يجارييا أي‬
‫المتحدة في األبعاد الرئيسة لمقوة (البعد العسكري واالقتصادي والتكنولوجي والثقافي)‪،‬‬
‫حاسما‪ ،‬واف كانت الواليات المتحدة األمريكية‬
‫ً‬ ‫جميعا نفوًذا سياسيا عالميا‬
‫ً‬ ‫التي تولد‬
‫قادرة عمى التنازؿ عف مكانتيا سواء بصورة مقصودة أو غير مقصودة‪ ،‬فإف البديؿ‬
‫(‪)21‬‬
‫ويؤثر ذلؾ في صورة الواليات‬ ‫الحقيقي لمقيادة األمريكية لمعالـ ىو الفوضى الدولية‪،‬‬
‫المتحدة األمريكية التي يراىا العالـ‪ ،‬مما يعزز أو يقيد الدور الذي تستطيع أف تمارسو‬
‫كمؤثر في التغيير لمنظاـ السياسي الدولي(‪.)22‬‬

‫عددا مف التفاعبلت‪ ،‬التي أدت الستجابة سمبية‬


‫وبذلؾ شيدت العبلقات الدولية ً‬
‫انعكست في نوع مف التحوؿ النسبي لمسياسة الخارجية لمدوؿ الكبرى‪ ،‬مثؿ روسيا‬
‫والصيف واالتحاد األوروبي تجاه الواليات المتحدة‪ ،‬باتجاه معارضة السموؾ االنفرادي‬
‫الذي تنتيجو الواليات المتحدة في العديد مف الق اررات الدولية‪ ،‬ومف ىنا وجدت الواليات‬
‫المتحدة نفسيا في كثير مف القضايا في مواجية العديد مف القوى العالمية‪ ،‬مثؿ أوروبا‬
‫والصيف وروسيا‪ ،‬وحتى بعض الدوؿ المتوسطة التي رأت أف الواليات المتحدة قوى‬
‫كبرى مارقة تمارس سياسة أُحادية‪ ،‬عمى مستوى العالـ لتحقيؽ مصالحيا دونما أدنى‬
‫التفات لمصالح الدوؿ األخرى(‪.)23‬‬

‫اتسمت بعسكرة السياسة الخارجية األمريكية تجاه منطقة الشرؽ األوسط‪ ،‬التي‬
‫توصؼ بالشراسة‪ ،‬تمؾ المرحمة مف الشراسة األمريكية تجاه منطقة الشرؽ األوسط بات‬
‫أمر بعيد المناؿ‪ ،‬حتى بالنسبة لئلدارة األمريكية البلحقة‪ ،‬التي ال تستطيع‬
‫التراجع عنيا ًا‬

‫‪- 129 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫قدما في تنفيذىا عمى الرغـ مف كؿ تصريحاتيا الناعمة‪ ،‬وعميو فترجيح‬


‫إال أف تسير ً‬
‫ترشيحا في ظؿ‬
‫ً‬ ‫ضربة عسكرية قريبة لردع أحد محاور الشر “إيراف” يكوف أكثر‬
‫تصريحات الواليات المتحدة حادة الميجة وأفعاليا الشرسة ضد ما تنعتو بػ(اإلرىاب) في‬
‫محاور شريرة أخرى حتى واف خفضت إيراف مف ليجتيا أو قمصت مف نشاطاتيا‬
‫النووية؛ ألنيا تبقى الياجس الوحيد والعائؽ األخير‪ ،‬أماـ الرسـ األمريكي لخريطة منطقة‬
‫الشرؽ األوسط‪ ،‬فقد تبمورت استراتيجية الواليات المتحدة فيو نتيجة مجموعة مف العوامؿ‬
‫(‪)24‬‬
‫السياسية واالقتصادية واألمنية التي تمثمت في‪:‬‬
‫‪ ‬حماية منابع النفط وضماف وصولو إلى الواليات المتحدة والغرب و ُّ‬
‫التحكـ في‬
‫أسعاره‪.‬‬

‫‪ ‬محاربة ما ُيسمى بػ (اإلرىاب اإلسبلمي)‪.‬‬

‫وخصوصا (المارقة) منيا (حسب التصنيؼ األمريكي أو‬


‫ً‬ ‫‪ ‬منع دوؿ المنطقة‬
‫الجماعات الراديكالية) مف امتبلؾ أسمحة الدمار الشامؿ‪.‬‬

‫وخصوصا شركات إنتاج‬


‫ً‬ ‫‪ ‬تأميف وصوؿ الشركات والبضائع األمريكية‬
‫األسمحة‪.‬‬

‫‪ ‬حماية حمفاء الواليات المتحدة في المنطقة‪ ،‬وضماف أمف (إسرائيؿ) الحميؼ‬


‫االستراتيجي‪ ،‬وتفوقيا في المجاؿ العسكري واالقتصادي والسياسي في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫وأف انتياء حرب الييمنة ما ىو إال بداية لدورة أخرى مف النمو والتوسع‬
‫واالنحدار في نياية المطاؼ‪ ،‬ويواصؿ قانوف النمو غير المتكافئ إعادة توزيع القوى‬
‫ومف ثـ تقويض الوضع الراىف فيحؿ انعداـ التوازف محؿ التوازف وينتقؿ العالـ لجولة‬
‫جديدة مف الصراع عمى الييمنة‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫وفي ىذا اإلطار‪ ،‬أشارت مستشارة األمف القومي األمريكي السابقة (كوندولي از‬
‫رايس) (‪ )Condoleezza Rice‬قائمة‪( :‬في إطار سعينا لتحقيؽ تمؾ األىداؼ وغيرىا‬
‫مف األىداؼ فضمت أمريكا في أحياف كثيرة تحقيؽ تفوؽ في القوى يؤازر قيمنا عمى‬
‫أبدا بأننا ال‬
‫توازف القوى ال يخدـ تمؾ القيـ‪ .‬وتعاممنا والعالـ كما ىو‪ ،‬مف دوف أف نقبؿ ً‬
‫نممؾ القوة لتغييره‪ .‬وأثبتنا أنو مف خبلؿ الجمع بأف القوة والقيـ األمريكية‪ ،‬يمكننا أف‬
‫اقعيا في ذلؾ‬
‫نساعد أصدقاءنا وحمفائنا عمى توسيع حدود ما كاف يعده معظـ الناس و ً‬
‫الحيف)(‪.)25‬‬

‫ولقد صاغ مجموعة المحافظيف الجدد ما يعرؼ بمشروع القرف األمريكي‬


‫الجديد‪ ،‬وىـ الذيف دفعوا اإلدارة األمريكية باتجاه التغيير مف خبلؿ العمؿ العسكري‪،‬‬
‫الذي كاف يحتاج(مف وجية نظرىـ)‪ ،‬حتى يكوف مقبوًال عمى الصعيد المحمي والعالمي‪،‬‬
‫لحدث كارثي محفز كواقعة (بيرؿ ىاربر)(‪ ،)Pearl Harbor‬إف ىذا الح ػ ػ ػ ػ ػ ػدث‬
‫لتحقيؽ مشروعيـ التغييري التوسع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي‪ ،‬جاءى ػ ػ ػ ػ ػ ػـ إث ػ ػ ػ ػ ػ ػر أح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػداث (‪11‬‬
‫سبتمبر‪ ،)2001‬التي سمحت ليـ بالشروع في استكماؿ الييمنة األمريكية عمى‬
‫المناطؽ ذات األىمية اإلستراتيجية(‪.)26‬‬
‫(‪)27‬‬
‫ومف ىنا‪ ،‬يمكننا أف نبلحظ أف الحرب عمى (اإلرىاب) ليا ثبلثة أسباب‪:‬‬

‫األول‪ :‬بعد قيادي‪ ،‬فيي حرب تخوضيا الواليات المتحدة األمريكية بشراسة كبيرة مف‬
‫أجؿ قيادة العالـ عمى أساس الزعامة األمريكية األحادية‪.‬‬

‫الثاني‪ُ :‬بعد ثقافي‪ ،‬فيي حرب تنطوي عمى االنتقاـ األمريكي لممذلة واليواف الناتجيف‬
‫عف أحداث (‪ 11‬سبتمبر ‪.)2001‬‬

‫الثالث‪ :‬بعد وقائي‪ ،‬فيي حرب تحوؿ المواجية في أفغانستاف ضد تنظيـ القاعدة إلى‬
‫حرب استباقية أو وقائية‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫إف ما سبؽ ذكره يؤكد ثبات المضاميف والتوجيات األساسية في اإلستراتيجية‬


‫األمريكية أىدافيا الرئيسة مف ناحية‪ ،‬مثمما يرسخ القناعة بأف التغيير يطاؿ المدى‬
‫الممكف تحقيقو منيا‪ ،‬وكيؼ يمكف تحقيؽ ذلؾ في أطار المرحمة التاريخية أو في‬
‫مسميات ومداخؿ الحركة فييا مف ناحية ثانية‪ ،‬وافراز الحرب عمى (اإلرىاب) كآلية‬
‫لمتغيير عمى مستوى النظاـ السياسي الدولي(‪)28‬؛ اذ قادت الحرب األمريكية عمى‬
‫أفغانستاف والعراؽ إلى تصعيد التوتر في الشرؽ األوسط‪ ،‬فمف أفغانستاف إلى‬
‫مرور بالعراؽ ولبناف‪ ،‬اذ غيرت الحرب عمى (اإلرىاب)‪ ،‬ىذه المنطقة برمتيا‬
‫الصوماؿ ًا‬
‫في األعماؽ‪ ،‬ولكف ليس كما حمـ بو مخططو واشنطف االستراتيجيوف‪ ،‬فما يشكؿ اليوـ‬
‫خصوصية في الشرؽ األوسط الكبير ىو إضعاؼ ىياكؿ الدوؿ‪ ،‬وتكاثر النزاعات‬
‫والتدخؿ المتزايد لمقوات العسكرية الغربية‪ ،‬ودور المجموعات المقاتمة(‪.)29‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫الهوامش‬
‫عبد الواحد الناصر‪ ،‬العبلقات الدولية الراىنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬المغرب ‪،2003‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ص‪.211‬‬
‫خميؿ حسيف‪ ،‬النظاـ العالمي الجديد والمتغيرات الدولية‪ ،‬مطبعة المنيؿ المبناني‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.129‬‬
‫عمرو عبد العاطي‪ ،‬تحوالت النظاـ الدولي ومستقبؿ الييمنة األمريكية‪ ،‬مجمة السياسة الدولية‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫العدد ‪ ،183‬يناير ‪ ،2011‬المجمد ‪ ،46‬ص‪.205‬‬
‫خميؿ حسيف‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.143‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪ )5‬عدناف السيد حسيف‪ ،‬قضايا دولية معاصرة‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪ )6‬عادؿ سميماف‪ ،‬الحممة األمريكية ضد اإلرىاب خارج أفغانستاف‪ ،‬السياسة الدولية العدد (‪،)148‬‬
‫أبريؿ‪ ،2002‬المصدر‪،‬الشبكة اإللكترونية‪ ،‬موقع ال اربط‪:‬‬
‫‪http://www.siyassa.org.eg/asiyassa/Ahram/2002/4/1‬‬
‫(‪ )7‬منير شفيؽ‪ ،‬اإلستراتيجية والتكتيؾ في فف عمـ الحرب‪ ،‬الدار العربية لمعموـ ناشروف‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ )8‬راندا موسى‪ ،‬النفط والسبلح‪ :‬تحديات وآفاؽ االقتصاد األمريكي‪ ،‬مجمة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪،191‬‬
‫يناير‪ ،‬مطابع األىراـ التجارية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص‪.131‬‬
‫(‪ )9‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫(‪ )10‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.131 – 130‬‬
‫(‪ )11‬وائؿ محمد إسماعيؿ‪ ،‬رقعة الشطرنج الشرؽ أوسطية‪ ،‬دار الرواد المزدىرة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص‬
‫‪.173‬‬
‫(‪ )12‬رمزي المنياوي‪ ،‬الفوضى الخبلقة‪ :‬السيناريو األمريكي لتفتيت الشرؽ األوسط والنظرية الصييونية التي‬
‫تبنتيا أمريكا لشرذمتو‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )13‬نفس المصدر والصفحة‪.‬‬
‫(‪ )14‬منير شفيؽ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ )15‬عبد اهلل حموده‪ ،‬أمريكا ستعجز عف قيادة العالـ باألسموب الذي اعتادتو‪ ،‬مركز اإلمارات لمدراسات‬
‫والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬مجمة آفاؽ المستقبؿ‪ ،‬العدد‪ ،1‬أبو ظبي‪ ،2009 ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ )16‬زيبغينو بريجينسكي‪ ،‬الفوضى‪ :‬االضطراب العالمي عمى مشارؼ القرف الحادي والعشريف‪ ،‬االىمية‬
‫لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬لبناف‪ ،1998 ،‬ص‪.102‬‬
‫(‪ )17‬نعوـ تشو مسكي‪ ،‬الييمنة أـ البقاء سعي أمريكا لمسيطرة عمى العالـ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العرب‪،2004 ،‬‬
‫ص‪.281‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫(‪ )18‬سياسة الفوضى الخبلقة األمريكية‪ ،‬موقع مركز الرافديف لمبحوث والدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬الشبكة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬موقع الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alrafedein.com/news.php?action=view&id=793, accessed on‬‬
‫‪(19/3/2015), 4:14pm.‬‬
‫(‪ )19‬عبد الحميد األنصاري‪ ،‬ما النظرية السياسية إلدارة أوباما بعد مرور سنة عمى واليتو‪ ،‬مركز اإلمارات‬
‫لمدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬مجمة آفاؽ المستقبؿ‪ ،‬الػع ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد ‪ ،4‬أبو ظبي‪ ،2010 ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )20‬وائؿ محمد إسماعيؿ‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪ )21‬زبيغنيو بريجنسكي‪ ،‬رقعة الشطرنج الكبرى‪ ،‬السيطرة األمريكية وما يتريب عمييا جيواستراتيجيا‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات العسكرية‪ ،‬ط‪ ،2‬دمشؽ‪ ،1999 ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )22‬خميؿ عرنوس سميماف سميـ‪ ،‬التحوالت في النظاـ الدولي واإلدارة األمريكية لبلزمات الدولية دراسة‬
‫حالة‪ :‬األزمة العراقية ‪ ،2004-2002‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية االقتصاد والعموـ السياسية‪،‬‬
‫قسـ العموـ السياسية‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪ )23‬بنجاميف ر‪ .‬باربر‪ ،‬إمبراطورية الخوؼ(الحرب واإلرىاب والديمقراطية)‪ ،‬ترجمة‪ :‬عمر األيوبي‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،2005 ،‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )24‬أحمد إبراىيـ محمود‪ ،‬اإلرىاب الجديد‪ :‬الشكؿ الرئيس لمصراع المسمح في الساحة الدولية‪ ،‬السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،147‬يناير‪ ،2002‬ص ‪.218‬‬
‫(‪ )25‬كوندلي از رايس‪ ،‬وقعنا في عدة أخطاء في العراؽ ينظر‪ :‬التصريح الكامؿ عمى الرابط‪:‬‬
‫‪ http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=201515‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ )26‬ديفيد ىارفي‪ ،‬االمبريالية الجديدة‪ ،‬تعريب‪ :‬وليد شحاذة‪ ،‬الحوار الثقافي‪ ،‬بيروت‪ ،2004 ،‬ص ‪.25‬‬
‫وينظر أيضاً‪ :‬عماد فوزي شعيبي‪ ،‬السياسة األمريكية وصياغة العالـ الجديد‪ :‬دراسة إستراتيجية‪ :‬اليميف‬
‫والمحافظوف الجدد مف التدخؿ االنتقائي إلى التدخؿ االستباقي‪ ،‬دار كنعاف‪ ،‬دمشؽ‪ ،2003 ،‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )27‬عبد الواحد الناصر‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )28‬سرمد أميف عبد الستار‪ ،‬الحممة الدولية لمكافحة (اإلرىاب) األىداؼ المعمنة والمصالح الحقيقية‪ ،‬مجمة‬
‫دراسات دولية‪ ،‬العدد‪ ،11‬مركز الدراسات اإلستراتيجية و الدولية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،2002 ،‬ص ‪.60‬‬
‫(‪ )29‬دوارد ب‪ .‬دجيريجياف الخطر والفرصة – رحمة سفير أمريكي في الشرؽ األوسط – ترجمة‪ :‬د‪.‬السيد‬
‫عميوه‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ -‬بيروت لبناف‪ ،2009 ،‬ص‪.301‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫م‪.‬د‪.‬محمود عبد الرحمن خمف & م‪.‬م‪.‬وسام خميل إبراهيم‬ ‫السياسة األمنية األمريكية بعد أحداث ‪11‬سبتمبر عام‪2001‬م‬

‫المصادر‬

‫‪ -1‬أحمد إبراىيـ محمود‪ ،‬اإلرىاب الجديد‪ :‬الشكؿ الرئيسي لمصراع المسمح في الساحة الدولية‪،‬‬
‫مجمة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،147‬يناير‪.2002‬‬
‫‪ -2‬بنجاميف ر‪ .‬باربر‪ ،‬إمبراطورية الخوؼ(الحرب واإلرىاب والديمقراطية)‪ ،‬ترجمة‪ :‬عمر األيوبي‪،‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.2005 ،‬‬
‫‪ -3‬خميؿ حسيف‪ ،‬النظاـ العالمي الجديد والمتغيرات الدولية‪ ،‬مطبعة المنيؿ المبناني بيروت‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -4‬خميؿ عرنوس سميماف سميـ‪ ،‬التحوالت في النظاـ الدولي واإلدارة األمريكية لبلزمات الدولية‬
‫دراسة حالة‪ :‬األزمة العراقية ‪ ،2004-2002‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية االقتصاد‬
‫والعموـ السياسية‪ ،‬قسـ العموـ السياسية‪ ،‬جامعة القاىرة‪.2010،‬‬
‫‪ -5‬دوارد ب‪ .‬دجيريجياف‪ ،‬الخطر والفرصة رحمة سفير أمريكي في الشرؽ األوسط‪ ،‬ترجمة‪ :‬السيد‬
‫عميوه‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -6‬ديفيد ىارفي‪ ،‬االمبريالية الجديدة‪ ،‬تعريب وليد شحاذة‪ ،‬الحوار الثقافي‪ ،‬بيروت‪.2004 ،‬‬
‫‪ -7‬راندا موسى‪ ،‬النفط والسبلح‪ :‬تحديات وآفاؽ االقتصاد األمريكي‪ ،‬مجمة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،191‬يناير‪ ،‬مطابع األىراـ التجارية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -8‬رمزي المنياوي‪ ،‬الفوضى الخبلقة‪ :‬السيناريو األمريكي لتفتيت الشرؽ األوسط والنظرية‬
‫الصييونية التي تبنتيا أمريكا لشرذمتو‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬دمشؽ‪.2012 ،‬‬
‫‪ -9‬سرمد أميف عبد الستار‪ ،‬الحممة الدولية لمكافحة (اإلرىاب) األىداؼ المعمنة والمصالح‬
‫الحقيقية‪ ،‬مجمة دراسات دولية‪ ،‬العدد‪ ،11‬مركز الدراسات اإلستراتيجية و الدولية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -10‬سياسة الفوضى الخبلقة األمريكية‪ ،‬موقع مركز الرافديف لمبحوث والدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬موقع‬
‫‪http://www.alrafedein.com/news.php?action=view&id=793,‬‬ ‫الرابط‪:‬‬
‫‪.accessed on (19/3/2015),4:14pm‬‬
‫‪ -11‬عادؿ سميماف‪ ،‬الحممة األمريكية ضد اإلرىاب خارج أفغانستاف‪ ،‬مجمة السياسة الدولية العدد‬
‫(‪ ،)148‬أبريؿ‪ ،2002‬المصدر‪ :‬الشبكة اإللكترونية‪ ،‬رابط الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.siyassa.org.eg/asiyassa/Ahram/2002/4/1 -12‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫العدد التاسع واألربعون‬ ‫مجمة بحوث الشرق األوسط‬

‫‪ -13‬عبد الحميد األنصاري‪ ،‬ما النظرية السياسية إلدارة أوباما بعد مرور سنة عمى واليتو‪ ،‬مركز‬
‫اإلمارات لمدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬مجمة آفاؽ المستقبؿ‪ ،‬العدد ‪ ،4‬أبو ظبي‪.2010 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد اهلل حموده‪ ،‬أمريكا ستعجز عف قيادة العالـ باألسموب الذي اعتادتو‪ ،‬مركز اإلمارات‬
‫لمدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬مجمة آفاؽ المستقبؿ‪ ،‬العدد‪ ،1‬أبو ظبي‪.2009 ،‬‬
‫‪ -15‬عبد الواحد الناصر‪ ،‬العبلقات الدولية الراىنة‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -16‬عدناف السيد حسيف‪ ،‬قضايا دولية معاصرة‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪.2010‬‬
‫‪ -17‬عماد فوزي شعيبي‪ ،‬السياسة األمريكية وصياغة العالـ الجديد‪ :‬دراسة إستراتيجية‪ :‬اليميف‬
‫والمحافظوف الجدد مف التدخؿ االنتقائي الى التدخؿ االستباقي‪ ،‬دار كنعاف‪ ،‬دمشؽ‪.2003 ،‬‬
‫‪ -18‬عمرو عبد العاطي‪ ،‬تحوالت النظاـ الدولي ومستقبؿ الييمنة األمريكية‪ ،‬مجمة السياسة الدولية‪،‬‬
‫العدد ‪ 183‬يناير ‪ ،2011‬المجمد ‪.46‬‬
‫‪ -19‬كوندلي از رايس‪ ،‬وقعنا في عدة أخطاء في العراؽ انظر التصريح الكامؿ عمى الرابط‪:‬‬
‫‪.http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=201515 -20‬‬
‫‪ -21‬منير شفيؽ‪ ،‬اإلستراتيجية والتكتيؾ في فف عمـ الحرب‪ ،‬الدار العربية لمعموـ ناشروف‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2008‬‬
‫‪ -22‬نعوـ تشو مسكي‪ ،‬الييمنة أـ البقاء سعي أمريكا لمسيطرة عمى العالـ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العرب‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -23‬زبيغنيو بريجنسكي‪ ،‬رقعة الشطرنج الكبرى‪ ،‬السيط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة األمريكية وما يتري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػب عميي ػ ػ ػ ػا‬
‫اتيجيا‪ ،‬مركز الدراسات العسكرية‪ ،‬ط‪ ،2‬دمشؽ‪.1999 ،‬‬
‫جيواستر ً‬
‫‪ -24‬وائؿ محمد إسماعيؿ‪ ،‬رقعة الشطرنج الشرؽ أوسطية‪ ،‬دار الرواد المزدىرة‪ ،‬ط‪ ،1‬بغداد‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪- 136 -‬‬

You might also like