You are on page 1of 15

‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012

/‬‬

‫دعــــــــــوى‬
‫الغــاء القــرار اإلداري‬

‫∗‬
‫م‪.‬م‪.‬أﺑﻮذر ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺷﺎﻛﺮ‬
‫المستخلص‬
‫يھدف بحثنا ھذا إلى المحاولة في رسم الطريق الذي يتخذه الشخص الطبيعي أو المعنوي المتضرر‬
‫من صدور قرار معيب بعيوب المشروعية والذي أصاب مركزه القانوني أو مصلحته المادية بالضرر ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل معرفة السبل الكفيلة إلرجاع حقه المسلوب من اإلدارة عن طريق استخدام وسائل الطعن الممكنة‬
‫قانونا ً وأمام الجھة المعنية بسماع ھذا الطعن ممثلة بالقضاء اإلداري كونه الجھة المعنية برقابة مشروعية‬
‫القرار اإلداري المعيب سواء تم اآلمر بتعديله أو بإلغائه حاميا بذلك حقوق األفراد من أن تھدر‪ ،‬حفاظا ً على‬
‫نجاعة وسالمة النصوص القانونية ‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The aim of this research is to show the way to the‬‬
‫‪aggrieved person from a defect decision with callked a‬‬
‫‪(Legitimacy defects ) that afflict his legal position or‬‬
‫‪his wealth by knowing the methods to give back his right‬‬
‫‪from the management by using a possible legal methods of‬‬
‫‪( administrative appeal ) from the specialized office :-‬‬
‫‪( administrative Jurisdiction ) that office control the‬‬
‫‪defect of legitimacy of administrative decision‬‬
‫‪By :- amendment the decision or Cancel it to protect the‬‬
‫‪employee rights and to safe the legal taxt .‬‬
‫المقــدمــــة‬
‫طالما كان ھم الباحثين القانونيين ولم يزل مشغوالً بدور القضاء اإلداري في مدى مراقبته لإلعمال‬
‫القانونية التي تصدرھا اإلدارة في إحداث آثار قانونية باإلضافة أو اإللغاء أو التعديل‪.‬‬
‫إن اإلدارة وھي تباشر مھامھا بإصدار القرار اإلداري وفقا للتخويل القانوني ترتكب أخطاء منھا‬
‫عمديه وأخرى غير عمديه‪ ،‬مما يدعو إلى تفعيل دور القضاء ليقف على حقيقة تلكم القرارات وما إذا كانت قد‬
‫أصابت حقوق األفراد ومصالحھم بالضرر‪ .‬جاعال من نفسه حاميا لمصالح األفراد وذلك من خالل األحكام التي‬
‫يصدرھا بحق القرارات المعيبة سواء باإللغاء أو التعديل لتصبح ھذه األحكام ملزمة اإلتباع من قبل اإلدارة‬
‫دون إمكانية مناقشتھا لعيوب أصابت قراراتھا دعت بالقضاء إلى رعاية حقوق األفراد من جھة وللمحافظة‬
‫على مبدأ المشروعية الذي يجب الركون إليه في جميع القرارات التي تصدرھا اإلدارة من جھة ثانية‪.‬‬
‫مشكلة البحث‬
‫القرارات اإلدارية ھي األعمال القانونية التي تصدرھا اإلدارة مخاطبة بھا المراكز القانونية‬
‫لألشخاص سواء باإلضافة أو الحذف أو التعديل أو حتى اإللغاء‪ .‬لذا فان اإلدارة وھي بصدد إصدار تلكم‬
‫القرارات قد ترتكب أخطاء باالعتماد على مرتكزات غير قانونية تجعل من مراكز األشخاص عرضة للضرر‬
‫وھو ما يدعو القانون الى ضرورة تحقيق العدالة بإنصاف المتضررين من سياسة اإلدارة تلك‪.‬‬
‫لذا فال بد من بحث سبب لجوء اإلدارة إلى مثل ھكذا تصرفات بعيدة عن النھج القانوني السليم‪ .‬ھل‬
‫إن األمر يعود إلى غموض النصوص القانونية بالتالي تعثر عملية تفسيرھا التفسير السليم؟ ام انه العاملين‬

‫∗ الجامعة المستنصرية ‪ /‬كلية االدارة واالقتصاد‬

‫)‪(147‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫في اإلدارة يحاولون بطريقة أو بأخرى من التغالي والتعالي في تفسير النصوص بإيجاد وتفسيرات ال تستند‬
‫إلى أسس قانونية سليمة‪.‬‬
‫وعليه فال بد من وجود جھة تستطيع تكييف طبيعة تلكم التصرفات وتوجيھھا بصورة صحيحة حماية‬
‫لمصلحة األشخاص من الضرر ‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫التعريف بدعوى الغاء القرار االداري‬ ‫المطلب االول‬
‫التعريف من الناحية اللغوية‬ ‫الفرع االول‬
‫التعريف من الناحية االصطالحية‬ ‫الفرع الثاني‬
‫التعريف من الناحية القانونية‬ ‫الفرع الثالث‬
‫الشروط الالزمة لرفع دعوى االلغاء‬ ‫المطلب الثاني‬
‫الشروط المتعلقة برافع الدعوى‬ ‫الفرع االول‬
‫الشروط المتعلقة بالقرار المطعون فيه‬ ‫الفرع الثاني‬
‫الشروط المتعلقة بمعيار رفع الدعوى‬ ‫الفرع الثالث‬
‫اسباب قيام دعوى االلغاء‬ ‫المطلب الثالث‬
‫عيب مخالفة القانون‬ ‫الفرع االول‬
‫عيب الشكل‬ ‫الفرع الثاني‬
‫عيب السبب‬ ‫الفرع الثالث‬
‫عيب عدم االختصاص‬ ‫الفرع الرابع‬
‫عيب االنحراف في استعمال السلطة‬ ‫الفرع الخامس‬
‫اآلثار القانونية الناجمة عن دعوى الغاء القرار‬ ‫المطلب الرابع‬
‫االداري‪.‬‬
‫حجية الشيء المقضي به‬ ‫الفرع االول‬
‫تنفيذ الحكم الصادر باإللغاء‬ ‫الفرع الثاني‬
‫الخاتمة‬
‫أوالً ‪ :‬النتائج‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التوصيات‬
‫المصادر‬

‫المطلب األول‬
‫التعريف بدعوى إلغاء القرار اإلداري‬
‫سنحاول في ھذا المطلب بيان مفھوم دعوى اإللغاء في القرار اإلداري بتقسيمه إلى ثالثة فروع األول‬
‫نتكلم فيه عن تعريف دعوى اإللغاء لغة والثاني مخصص لبيان مفھوم دعوى اإللغاء قانونا‪ ،‬أما الثالث معني‬
‫بإيضاح معنى دعوى اإللغاء من الناحية االصطالحية‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف دعوى اإللغاء ً‬
‫لغة‬
‫لغة تعني اسم لما يدعى‪ ،‬فھي تجمع على دعاوى )بكسر الواو وفتحھا( وتطلق على معان‬ ‫الدعوى ً‬
‫)‪(2‬‬
‫يدعون( ‪ ،‬اذ‬ ‫ٌ‬ ‫فيھا َ ِ َ‬
‫فاكھة َ َ ُ‬
‫ولھم َّما َ َّ ُ َ‬ ‫لھم ِ َ‬
‫(‬‫‪1‬‬ ‫)‬
‫حقيقية كانت ام مجازية تفيد معنى الطلب والتمني ‪ ،‬حيث قال تعالى َ( ُ ْ‬
‫ھي تطلق على الزعم حقا او باطال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تعريف دعوى اإللغاء قانونا ً‬

‫)‪ (1‬اﺑن ﻣﻧظور‪-‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪-‬ج‪-5‬اﻟﻘﺎﻫرة‪-‬ﺑﻼ دار ﻧﺷر‪-1982-‬ص‪268-266‬‬


‫)‪ (2‬ﺳورة ﻳس اﻵﻳﺔ )‪.(57‬‬
‫)‪(148‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫ال توجد نصوص تعرف صراحة مفھوم دعوى اإللغاء في القرار اإلداري‪ .‬إذ إن معظم التشريعات اكتفت‬
‫ببيان الجھة المسؤولة عن نظر ھذه الدعوى وھو القضاء اإلداري‪ .‬فضالً عن التشريعات المعنية ببيان‬
‫مفاصل القضاء اإلداري ھي األخرى لم تحدد فحوى دعوى اإللغاء سوى إنھا تنصب على قرار معيب بعيوب‬
‫المشروعية لذا يكون للقضاء اإلداري القول الفيصل في إلغائه أو تعديله‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫تعريف دعوى اإللغاء اصطالحا ً‬
‫عرف جانب من فقه القانون اإلداري دعوى اإللغاء بأنھا ) دعوى قضائية ترفع إلى القضاء إلعدام‬
‫قرار إداري صدر بخالف ما يقضي به القانون ()‪،(1‬في حين عرفھا فريق آخر بأنھا ) الدعوى التي يطالب فيھا‬
‫األفراد بإلغاء قرار إداري مشوب بأحد عيوب عدم المشروعية( )‪.(2‬‬
‫كذلك تعرف بأنھا ) الدعوى التي يباشرھا القضاء اإلداري عن طريق الطعن في قرار إداري معين‬
‫يطلب إلغائه بسبب عدم مشروعيته ()‪.(3‬‬
‫ونحن من جانبنا نعرف دعوى اإللغاء بأنھا ‪:‬‬
‫) دعوى قضائية ينظرھا القضاء اإلداري يطالب األفراد بمقتضاھا بإلغاء قرار إداري صادر بخالف ما‬
‫تقضي به قواعد المشروعية (‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الشروط الالزمة لرفع دعوى اإللغاء‬
‫سنحاول في ھذا المطلب أن نبين أھم الشروط التي تستلزمھا دعوى اإللغاء المرفوعة أمام القضاء‬
‫اإلداري في فروع ثالث ‪ ،‬األول مخصص لبيان الشروط المتعلقة بالشخص رافع الدعوى ‪ ،‬و الثاني مكرس‬
‫إليضاح الشروط الخاصة بالقرار اإلداري المطعون فيه‪ .‬أما الثالث فھو للكالم عن الشروط المتعلقة بميعاد‬
‫رفع دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الشروط الخاصة برافع دعوى اإللغاء‬
‫يشترط لقبول دعوى اإللغاء أن تكون ھنالك مصلحة من قبل الشخص الذي أصابه الحيف من القرار‬
‫اإلداري )بمعنى أن يكون القرار قائما ومنتجا ألثاره وقت إقامة الدعوى( و إال فال تسمع دعوى اإللغاء دون‬
‫توافر المصلحة الشخصية فيھا)‪.(4‬‬
‫المصلحة في دعوى اإللغاء تختلف عن المصلحة المتوافرة في القضاء العادي‪ .‬إذ إن في األخير تكفي‬
‫أن توجد مصلحة حتمية ضرورية لرفع الدعوى‪،‬كما في الدعاوى المقامة بين المؤجر والمستأجر مثالً‪ .‬أما في‬
‫القضاء اإلداري وتحديداً في دعوى إلغاء القرار اإلداري المصلحة أوسع وأكثر شموالً اذ انه حتى وان كان‬
‫القرار اإلداري المعيب المطعون فيه لم يصيب المركز القانوني للطاعن حاال بل يكفي ان يكون للقرار اإلداري‬
‫تأثير على المصالح المستقبلية وھنا تبرز الموضوعية في دعوى اإللغاء والتي تؤكد توجه المشرع القانوني‬
‫في تعزيز حماية وصيانة القانون وسيادته‪ ،‬فدعوى اإللغاء تشمل بالحماية للمصالح كافة الحتمية منھا‬
‫)‪(5‬‬
‫والمحتملة‬
‫الفرع الثاني‬
‫الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري المطعون فيه‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬محسن خليل‪-‬قضاء اإللغاء‪-‬بيروت‪-‬دار المطبوعات الجامعية‪-1998-‬ص‪29‬‬


‫)‪ (2‬عبد ﷲ حداد‪ -‬القانون اإلداري المغربي‪ -‬على ضوء القانون المحدث للمح اكم اإلداري ة‪ -‬ال دار البي ضاء‪ -‬ب ال‬
‫دار نشر‪-‬بال سنة طبع‪ -‬ص‪4‬‬
‫‪(3)www.omano.net‬‬
‫)‪ (4‬د‪ -‬محمد عبد السالم مخلص‪ -‬نظرية المصلحة في دعوى االلغاء‪ -‬القاھرة‪ -‬بال دار ن شر‪ -1981 -‬ص‪-79‬‬
‫‪.80‬‬
‫)‪ (5‬ينص البند)د( من الفقرة )ثانيا( من المادة )‪ (7‬من قانون ش ورى الدول ة رق م )‪ (106‬ل سنة ‪ 1989‬المع دل‬
‫عل ى ) تخ تص محكم ة الق ضاء االداري ب النظر ف ي ص حة االوام ر والق رارات االداري ة الت ي ت صدر م ن‬
‫الموظفين والھيئات في دوائر الدولة والقطاع العام بعد نفاذ ھذا القانون التي لم يعين مرج ع للطع ن فيھ ا‪ ،‬بن اء‬
‫على طعن من ذي مصلحة معلومة وحالة وممكنة‪ ،‬ومع ذلك فالمصلحة المحتملة تكفي ان كان ھناك م ا ي دعو‬
‫الى التخوف من الحاق الضرر بذوي الشأن ( ‪.‬‬
‫)‪(149‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫ھناك أربع حاالت تندرج ضمن ھذا الوصف والتي نتناولھا تباعا‬
‫أوالً ‪ :‬أن يتعلق الطعن بقرار إداري‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬إن‬ ‫كي تقبل دعوى اإللغاء يجب أن ينصب الطعن على قرار إداري معيب في عدم مشروعيته‬
‫القرار اإلداري عمل قانوني وھو بذلك يختلف عن المادي في حاالت ثالث ھي‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم جواز الطعن باإللغاء على األعمال المادية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم جواز الطعن في األعمال التمھيدية السابقة على صدور القرار اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم جواز الطعن باإللغاء على األعمال الالحقة على القرار اإلداري الھادفة إلى تفسير القرار‬
‫وتنفيذه‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن يكون القرار اإلداري نھائيا ً صادراً بإرادة اإلدارة المنفردة‬
‫يراد بذلك إن اإلدارة وھي بصدد مباشرة اختصاصھا القانوني في إصدار القرارات أن تنشئ أو‬
‫تلغي مركزاً قانونيا ً معينا ً وسواء كان القرار صريحا ً أم ضمنيا ً ‪ ،‬ال تحتاج إلى مصادقة سلطة إدارية أعلى‪ .‬فإذا‬
‫ما حصل و كان القرار يحتاج إلى موافقة جھة إدارية أخرى‪ ،‬عندئذ إمكانية الطعن فيه باإللغاء تكون‬
‫مستحيلة)‪.(2‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن يصدر القرار اإلداري من سلطة إدارية وطنية‬
‫أي أن تكون قادرة على إحداث اثر قانوني معين بالتالي يصدر القرار من سلطة إدارية دورھا‬
‫إداري )تنفيذي( ال تشريعي‪ ،‬بالتالي فمن غير المعقول من الناحية القانونية أن يتم الطعن باإللغاء في‬
‫القرارات الصادرة عن الھيئات والبعثات األجنبية والمنظمات الدولية‪ ،‬إذ إن الطعن يشمل فقط المؤسسات‬
‫والھيئات اإلدارية الوطنية التي لھا القدرة من الناحية القانونية في إحداث أو إضافة اثر قانوني معين يتناسب‬
‫وحجم الصالحيات الممنوحة لھا قانونا ً‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬أن يكون القرار اإلداري خاضعا ً للوالية القضائية‬
‫خرج المشرع العراقي عن القواعد العامة الوارد ذكرھا في أحكام القانون في خضوع األحكام‬
‫بالطعن أمام القضاء حيث افرد بعض التشريعات بنصوص تشير صراحة إلى عدم خضوع القرارات بالطعن‬
‫أمام المحاكم وعلى سبيل المثال ال الحصر نجد حكم الفقرة)‪ (1‬من المادة )‪ (38‬من قانون وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي رقم )‪ ( 40‬لسنة ‪ 1988‬المعدل أشارت إلى عدم والية المحاكم بالنظر في القضايا التي تقام‬
‫على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو الجامعة أو الھيئة أو الكلية أو المعھد في كل ما يتعلق بالقرارات‬
‫الخاصة بالقبول أو االنتقال أو االمتحانات أو العقوبات االنضباطية التي تفرض على الطلبة والفصل وترقين‬
‫القيد وغيره ‪ ،‬ويكون للوزارة وللجامعة وللھيئة وحدھا حق البت في الشكاوى التي تنشأ عن ھذه األمور ‪.‬‬
‫إن حكم المادة أعاله نجده يتعارض مع قواعد العدالة في مسألة الطعن بالقرارات اإلدارية سالفة الذكر السيما‬
‫إن ما ورد في أعاله يتعارض مع حكم المادة )‪ (100‬من دستور جمھورية العراق النافذ لسنة ‪ 2005‬والتي‬
‫أشارت إلى )يحظر النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من الطعن ( ‪.‬‬
‫ونحن نرى إن حكم المادة )‪ (38‬سالفة الذكر في أعاله ال يمكن تطبيقه في الواقع العملي وذلك ألن حكم المادة‬
‫)‪ (100‬من الدستور أشارت إلى والية القضاء في النظر في كافة القضايا المعروضة أمامه وحيث إن ھذا‬
‫الحكم قد ورد في قمة الھرم القانوني للتشريعات والمتمثلة بالدستور لذا نجد إن من الواجب على وزارة‬
‫التعليم أن تبادر إلى االستعجال في تقديم مشروع تعديل حكم ھذه المادة بما يتناسب و أحكام الدستور ھذا من‬
‫جانب ‪.‬‬
‫ومن جانب آخر كيف يمكن أن نجعل والية الطعن على القرارات الوارد ذكرھا في أعاله بذات الجھة‬
‫التي أصدرتھا فھل يعقل أن تكون الجھة ھي الخصم والحكم في آن واحد ؟ إذ إن بذلك إھدار للقاعدة القانونية‬
‫) القضاء سلطة ال سلطان عليه ( ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الشروط المتعلقة بميعاد رفع الدعوى‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺟواد‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ -‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬دار اﻟﻌﺎﺗك ﻟﻠﻧﺷر‪ -‬ﺑﻼ ﺳﻧﺔ طﺑﻊ‪ -‬ص‪.55-54‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬ﺳﻠﻳﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ -‬اﻟﻧظرﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ‪ -‬ط‪ -3‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ -1966-‬ص‪.328‬‬
‫)‪(150‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫بعد أن بينا ماھية الشروط التي تستلزمھا دعوى اإللغاء بحق كل من الشخص الذي له مصلحة من‬
‫رفع الدعوى أو تلك الشروط المتعلقة بالقرار المطعون فيه‪ ،‬بقي حريا علينا بيان أھم الشروط التي تتطلبھا‬
‫دعوى اإللغاء والتي تتعلق بميعاد رفع الدعوى‪.‬‬
‫اوالً‪ :‬بدء ميعاد الطعن باإللغاء‬
‫اختلفت مواقف التشريعات العراقية الصادرة بھذا الشأن و ھي كما يلي ‪:‬‬
‫‪ _1‬قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل‬
‫يشترط قبل تقديم الطعن أمام مجلس االنضباط العام حول القرار اإلداري الصادر بفرض العقوبة‬
‫المنصوص عليھا بأحكام المادة)‪ (8‬من القانون المذكور أن يقدم التظلم من القرار لدى الجھة التي‬
‫أصدرته وخالل فترة )‪ 30‬يوم( من تاريخ تبلغه بالقرار المذكور ويعتبر عدم االستجابة خالل المدة‬
‫المذكورة من قبل اإلدارة رفضا ً حكميا ً للتظلم ويشترط أن يقدم الطعن لدى مجلس االنضباط العام خالل‬
‫فترة )‪ 30‬يوما ً( من تاريخ تبلغه برفض التظلم صراحة أو حكما ً‪ ،1‬ونرى إن ما سار عليه المشرع‬
‫العراقي يجعل من تقديم الطعن بالقرار اإلداري المعيب أمام الجھة التي أصدرته من الشروط الشكلية قبل‬
‫تحريك الدعوى أمام مجلس االنضباط العام ‪ ،‬وھذا النھج الذي اعتمده المشرع يختلف عن اآللية التي‬
‫اعتمدھا في إجراءات الطعن على القرارات اإلدارية األخرى التي نبينھا في الفقرة التالية ‪.‬‬
‫‪ _2‬الطعن بالقرارات الصادرة وفقا ً ألحكام قانون الخدمة المدنية رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‬
‫لقد بين القانون المذكور وضمن أحكام المادة )‪ (59‬منه إلى إمكانية الطعن بالقرار الصادر عن اإلدارة‬
‫أمام مجلس االنضباط العام خالل مدة )‪ 30‬يوم( من تبلغ صاحب الشأن ودون حاجة الى تقديمه التظلم‬
‫لدى الجھة مصدرة القرار المطعون فيه‪.2‬‬
‫ويتضح ان المشرع العراقي قد أعطى خصوصيــــة بالطعن على القرارات اإلداريـــــة الصادرة وفق‬
‫أحكـــــام قانــــــون الخدمة المدنيــة رقــــم )‪ (24‬لسنـــــة ‪ 1960‬المعدل وال نعلم ما الغاية من اللجوء‬

‫‪ -‬ﺗـﻧص اﻟﻣــﺎدة )‪ (15‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻧــﺿﺑﺎط ﻣــوظﻔﻲ اﻟدوﻟــﺔ واﻟﻘطــﺎع اﻟﻌــﺎم رﻗــم )‪ (14‬ﻟــﺳﻧﺔ ‪ 1991‬اﻟﻣﻌــدﻝ ﻋﻠــﻰ ‪) :‬ﻳﺧــﺗص اﻟﻣﺟﻠــس ﺑﻣــﺎ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻳﺄﺗﻲ‪:‬أوﻻً‪ -‬اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻻﻋﺗراﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻗـ اررات ﻓـرض اﻟﻌﻘوﺑـﺎت اﻟﻣﻧـﺻوص ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة )‪ (8‬ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون ﺑﻌـد اﻟـﺗظﻠم ﻣﻧﻬـﺎ وﻓـق ﻣـﺎ‬
‫ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة )ﺛﺎﻧﻳﺎً( ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ‪ ،‬وﻟﻪ أن ﻳﻘرر اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار أو ﺗﺧﻔﻳض اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳــﺎً‪ -‬ﻳــﺷﺗرط ﻗﺑــﻝ ﺗﻘــدﻳم اﻟطﻌــن ﻟــدى ﻣﺟﻠــس اﻻﻧــﺿﺑﺎط اﻟﻌــﺎم ﻋﻠــﻰ اﻟﻘ ـرار اﻟــﺻﺎدر ﺑﻔــرض اﻟﻌﻘوﺑــﺔ اﻟــﺗظﻠم ﻣــن اﻟﻘ ـرار ﻟــدى اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫أﺻدرﺗﻪ ‪ ،‬وذﻟك ﺧﻼﻝ )‪ (30‬ﺛﻼﺛون ﻳوﻣـﺎ ﻣـن ﺗـﺎرﻳﺦ ﺗﺑﻠﻳـﻎ اﻟﻣوظـف ﺑﻘـرار ﻓـرض اﻟﻌﻘوﺑـﺔ وﻋﻠـﻰ اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﻣـذﻛورة اﻟﺑـت ﺑﻬـذا اﻟـﺗظﻠم ﺧـﻼﻝ‬
‫)‪ (30‬ﺛﻼﺛﻳن ﻳوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻘدﻳﻣﻪ وﻋﻧد ﻋدم اﻟﺑت ﻓﻳﻪ رﻏم اﻧﺗﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻳﻌد ذﻟك رﻓﺿﺎ ﻟﻠﺗظﻠم ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ -‬ﻳﺷﺗرط أن ﻳﻘدم اﻟطﻌن ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌﺎم ﺧﻼﻝ )‪ (30‬ﻳوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺑﻠﻳﻎ اﻟﻣوظف ﺑرﻓض اﻟﺗظﻠم ﺣﻘﻳﻘﺔ أو ﺣﻛﻣﺎ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً‪-‬أ‪ -‬ﻳﻌد اﻟﻘرار ﻏﻳر اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ ﺧﻼﻝ اﻟﻣدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرﺗﻳن )ﺛﺎﻧﻳﺎً( و )ﺛﺎﻟﺛﺎُ( ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑﺎﺗﺎ ‪.‬‬
‫بﻳﺟوز اﻟطﻌن ﺑﻘرار ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌـﺎم ﻟـدى اﻟﻬﻳﺋـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻣﺟﻠـس ﺷـورى اﻟدوﻟـﺔ ﺧـﻼﻝ )‪ (30‬ﻳوﻣـﺎ ﻣـن ﺗـﺎرﻳﺦ اﻟﺗﺑﻠـﻎ ﺑـﻪ أو اﻋﺗﺑـﺎرﻩ‬
‫ﻣﺑﻠﻐﺎ ‪ ،‬وﻳﻛون ﻗرار اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺻﺎدر ﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟطﻌن ﺑﺎﺗﺎ وﻣﻠزﻣﺎ ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪ -‬ﻳراﻋﻲ ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌﺎم ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌن أﺣﻛـﺎم ﻗـﺎﻧون أﺻـوﻝ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣـﺎت اﻟﺟزاﺋﻳـﺔ وﺑﻣـﺎ ﻳـﺗﻼءم وأﺣﻛـﺎم ﻫـذا اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫وﺗﻛون ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ ﺳرﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً‪ -‬ﺗﻣﺎرس اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﺷورى اﻟدوﻟﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون أﺻوﻝ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت اﻟﺟزاﺋﻳﺔ‬
‫ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣﻘدم ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌﺎم وﺑﻣﺎ ﻳﺗﻼءم وأﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (59‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ رﻗم )‪ (24‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1960‬ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫)‪ -1‬ﻻ ﺗﺳﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﻳﻘﻳﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣوظف أو اﻟﻣﺳﺗﺧدم اﻟذي ﻳدﻋﻲ ﺑﺣﻘوق ﻧﺷﺄت ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أو ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﺑت ﻓﻲ ﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ وﻣﺎ ﻳﺗﻔرغ ﻋﻧﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻧون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ رﻗم )‪ (55‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1956‬وﺗﻌدﻳﻼﺗﻪ أو أي ﻧظﺎم ﺻدر ﺑﻣوﺟﺑﻬﻣﺎ ﺑﻝ ﻳﻛون ّ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻻﻧـﺿﺑﺎط اﻟﻌـﺎم ‪ -2‬ﻳـﺳﺗوﻓﻰ ﻣـن اﻟﻣوظـف أو اﻟﻣـﺳﺗﺧدم رﺳـم ﻗـدرﻩ ﺛﻼﺛـﺔ دﻧـﺎﻧﻳر ﻋﻧـد إﻗﺎﻣـﺔ اﻟـدﻋوى وﻓـق اﻟﻔﻘـرة )‪ (1‬ﻣـن ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻣ ـ ــﺎدة ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻳﻌ ـ ــﺎد إﻟﻳ ـ ــﻪ اﻟرﺳ ـ ــم ﺟﻣﻳﻌ ـ ــﻪ أو ﻗ ـ ــﺳم ﻣﻧ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﺳﺑﻣﺎ ﻳﻘ ـ ــررﻩ اﻟﻣﺟﻠ ـ ــس ﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ ﻳ ـ ــﺻدر ﻣﻧ ـ ــﻪ ﺣﻛ ـ ــم ﻧﻬ ـ ــﺎﺋﻲ ﻟ ـ ــﺻﺎﻟﺣﻪ‪.‬‬
‫‪-3‬ﻻ ﺗــﺳﻣﻊ اﻟــدﻋوى اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﺎم ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﺑﻌــد ﺛﻼﺛــﻳن ﻳوﻣــﺎ ﻣــن ﺗــﺎرﻳﺦ ﺗﺑﻠﻳــﻎ اﻟﻣوظــف أو اﻟﻣــﺳﺗﺧدم ﺑــﺎﻷﻣر اﻟﻣﻌﺗــرض ﻋﻠﻳــﻪ إذا ﻛــﺎن‬
‫داﺧﻝ اﻟﻌراق وﺳﺗﻳن ﻳوﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺧﺎرﺟﻪ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻳﺟوز اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌﺎم ﻟدى اﻟﻬﻳﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺧﻼﻝ ﻣدة ﺛﻼﺛﻳن ﻳوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺗﺑﻠـﻎ ﺑـﻪ‪ ،‬وﻳﻌﺗﺑـر‬
‫ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻣﻳﻳز اﻟﺻﺎدر ﺑﻧﺗﻳﺟﺔ اﻟطﻌن وﻗرار ﻣﺟﻠس اﻻﻧﺿﺑﺎط اﻟﻌﺎم ﻏﻳر اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ ﺧﻼﻝ ﺗﻠك اﻟﻣدة ﻧﻬﺎﺋﻳﺎ وﻣﻠزﻣﺎ( ‪.‬‬
‫)‪(151‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫مباشرة إلى مجلس االنضباط المذكور حيث نرى انه ال ضير من اللجوء بالطعن إلى اإلدارة قبل اللجوء إلى‬
‫المحكمة السيما إننا نجد في الواقع العملي إن كثيراً من القرارات اإلدارية تتم إلغائھا بعد تقديم تظلم إلى‬
‫رئيس التشكيل دون اللجوء إلى مجلس االنضباط العام ‪ ،‬إذ إن اللجوء مباشرة إلى القضاء قــــد يؤدي إلـــــى‬
‫سلب سلطــــة اإلدارة بإعــــــادة الوضـــــع القانونـــــــي السليـــــــــــم للواقعـــــــــة المطعــــــون بھــــــــــا‬
‫دون الحاجـــــــــــة باللجــــــــــــــوء إلى القضـــــاء ‪ .‬وھــــــــنا نتســـأل ھـــل إن نص المادة المذكورة في‬
‫أعاله قد قوض صالحية اإلدارة في إعادة النظر في القرار المطعون ؟‬
‫إن الواقع العملي يثبت إمكانية اإلدارة بإعادة النظر في القرارات اإلدارية الصادرة عنھا بعد تقديم التظلم من‬
‫قبل الجھة المتضررة دون الحاجة للجوء إلى القضاء فنجد إن تطبيق أحكام المادة أعاله يكاد أن يكون من‬
‫ُ‬
‫النزر اليسير ‪.‬‬
‫‪ _3‬الطعن بالقرارات الصادرة وفقا ً ألحكام قانون التضمين رقم ‪ 12‬لسنة ‪2006‬‬
‫نجد ھذا القانون قد نص على إن الطعن بالقرارات يكون أمام محاكم البداءة باعتبار إن موضوع الطعن‬
‫يتعلق بالجانب المالي المفروض على الموظف العمومي ونجد إن األسباب الموجبة لصدور ھذا القانون‬
‫كون القوانين المتعلقة بالخدمة المدنية لم تبين حكم مسألة كيفية تضمين الموظف مبالغ مالية عن‬
‫اإلضرار التي أصابت المال العام ‪.‬‬
‫إن المشرع العراقي أجاز الطعن في القرارات اإلدارية الصادرة بموجب أحكام القانون المذكور أمام‬
‫محاكم البداءة لما لھا من صالحية في انتداب خبراء مختصين لتقدير قيمة التعويض الذي يتحمله‬
‫الموظف العمومي نتيجة إضراره بالمال العام‪ ،‬ولعل العلة في ذلك تكمن في قيمة التضمين وتسلط اإلدارة‬
‫في تقديره السيما إن الواقع العملي يشير إلى إن تشكيل لجان التضمين من موظفي اإلدارة ذاتھا والذي‬
‫يعاب عليھم عدم الخبرة والتخصص في تقدير قيمة المال المتضرر من جراء عمل الموظف العمومي ‪.‬‬
‫ونحن نرى انه باإلمكان إناطة ھذه المھمة إلى مجلس االنضباط العام في مسألة النظر بالطعون المقدمة‬
‫على القرارات اإلدارية الصادرة بموجب أحكام ھذا القانون السيما انه ال يوجد مانع قانوني في أن يقوم‬
‫المجلس المذكور بانتداب خبراء لتقدير قيمة التعويض ھذا‪ ،‬من حيث النظر في نتيجة القرار‪ .‬فضال عن‬
‫واليتھا في النظر في األركان األخرى للقرار المطعون والمتمثلة بالشكلية والسبب ‪.‬‬
‫ھذا ويالحظ ان القانون المذكور اناط صالحية تقسيط مبلغ التضمين بموافقة الوزير المختص لمدة ال‬
‫تزيد على خمس سنوات بعد تقديم كفالة عقارية من قبل الموظف المكلف بدفع قيمة االضرار الناشئة عن‬
‫فعله‪ ،1‬ھذا وإن تم اللجوء بالطعن امام محكمة البداءة عمالً بأحكام المادة)‪ (4‬من قانون التضمين‬
‫المذكور فإن تنفيذ قرار المحكمة سيكون من قبل الجھات التنفيذية والتي لھا الصالحية بتقسيط المبلغ بما‬
‫ال يتجاوز خمـــــس الراتب عمالً بأحكام المـــادة )‪ (82‬من قانون التنفيذ رقم )‪ (45‬لسنة ‪1980‬‬
‫المعدل‪ ،2‬دون التقيد بمدة الخمـــس سنوات وتقديم الكفالة العقارية الوارد ذكرھا ضمن أحكام قانون‬
‫التضمين ‪ ،‬وھو ما ُيظھر للعيان ان المادة المذكورة قد تعطلت عن العمل ) لألسباب سالفة الذكر( في‬
‫حين انه لوتم إناطة النظر بالطعون أمام مجلس االنضباط لما حدث ھذا التضارب في تطبيق النصوص‬
‫القانونية ‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬انتھاء الميعاد القانوني للطعن دون إقامة دعوى اإللغاء‬
‫األصل ان ميعاد رفع الدعوى يعتبر من النظام العام‪ ،‬لذا يجب التقيد به وإال فال تسمع الدعوى ‪ ،‬إال إن‬
‫االستثناء الوارد في ھذا المقام يتمثل في القوة القاھرة وھي الظروف واألحوال التي من شأنھا ان تعيق إقامة‬
‫الدعوى في ميعادھا القانوني باعتبار ان ھذا الظرف حدث رغم إرادة صاحب الشأن )الطاعن(‪.‬‬
‫لذا فان حالة القوة القاھرة من شأنھا أن تسھم في قطع المدة القانونية عن االحتساب إلى حين زوالھا‪،‬‬
‫ثم بعدئذ تستكمل عملية احتساب المدد القانونية من التاريخ الذي حدثت فيه القوة القاھرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧص اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة )‪ (4‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺿﻣﻳن رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم )‪ (12‬ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺳﻧﺔ ‪ 2006‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ )‬
‫يسدد الموظف أو المكل ف بخدم ة عام ة أو ال شركة أو المق اول مبل غ الت ضمين ص فقة واح دة و لل وزير المخ تص أو رئ يس الجھ ة غي ر‬
‫مرتبطة بوزارة الموافقة على تقسيطه لمدة ال تزيد على )‪ (5‬خمسة سنوات و لقاء كفالة عقارية ضامنة(‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﺗﻧص اﻟﻔﻘرة أوﻻً ﻣن اﻟﻣﺎدة )‪ (82‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻧﻔﻳذ رﻗم ) ‪ ( 45‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1980‬اﻟﻣﻌدﻝ ﻋﻠﻰ )ﻳﺟوز ﺣﺟز راﺗب وﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣوظـف‬
‫واﻟﻌـﺳﻛري ورﺟـﻝ اﻟـﺷرطﺔ واﻟﻌﺎﻣــﻝ وذوي اﻟرواﺗـب اﻟﺗﻘﺎﻋدﻳـﺔ‪ ،‬وﻛـﻝ ﻣــن ﻳﺗﻘﺎﺿـﻰ راﺗﺑـﺎ او أﺟــو ار ﻣـن اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬ﺑﻧـﺳﺑﺔ ﻻ ﺗزﻳــد ﻋﻠـﻰ ﺧﻣـس ﻣــﺎ‬
‫ﻳﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻣن راﺗب وﻣﺧﺻﺻﺎت‪ ،‬وﺑﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺧﺻﺻﺎت ﻏﻼء اﻟﻣﻌﻳﺷﺔ ( ‪.‬‬
‫)‪(152‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫كذلك يالحظ إن مسألة اعتبار الظرف أو الحدث الذي أدى إلى انقطاع احتساب المدة القانونية الالزمة‬
‫لرفع دعوى اإللغاء مسألة متروك تقديرھا لسلطة المحكمة المعنية بنظر الطعن)‪.(1‬‬
‫إن من األمور التي ال تقل شأنا ً عن القوة القاھرة في انقطاع المدة القانونية عدم اختصاص المحكمة في‬
‫نظر الطعن بإلغاء القرار اإلداري‪ .‬ھذا األمر بدوره يقطع الميعاد الالزم لرفع الدعوى لحين البت بعدم‬
‫اختصاص المحكمة وإحالة األمر إلى محكمة مختصة بنظر الطعون في القرارات اإلدارية المعيبة بعدم‬
‫المشروعية‪ ،‬مع التأكيد إن ھذا األمر ال يتحقق إال إذا باشر الطاعن بإجراءات الطعن خالل مدة الـ)‪ 30‬يوم(‬
‫المحددة قانونا بعد انتھاء مدة الـ)‪ 30‬يوم( المخصصة للطعن بالقرار أمام الجھة مصدرة القرار المعيب)‪. (2‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫أسبــاب قيــام دعـــوى اإللغـــاء‬
‫في ھذا المطلب سنحاول تسليط الضوء على األسباب الكامنة وراء قيام دعوى اإللغاء وذلك في فروع‬
‫خمس ھي ‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫عيب مخالفة القانون‬
‫كما ھو معلوم إن القرار اإلداري ھو عمل قانوني بالتالي فالبد أن يكون محل ھذا القرار منسجما ً‬
‫ومتناغما ً مع قواعد القانون‪.‬‬
‫لذا فإن القرار اإلداري يكون معيبا من الناحية الموضوعية إذا جاء مخالفا ً للقانون كونه يشكل مصدر‬
‫تھديد لألوضاع القانونية التي يخاطبھا ومن شأنھا األضرار بمصالح األفراد‪.‬‬
‫إن مضمون القرار اإلداري )محل القرار اإلداري( والذي تتجه إرادة اإلدارة إلى تحديده تارة أو‬
‫تارة أخرى)‪ .(3‬يكون خاضعا لشروط البد من توافرھا وال مناص من تخلفھا وھذه الشروط ھي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫إحداثه‬
‫أوالً ‪ :‬أن يكون محل القرار ممكننا ً‬
‫ومعنى ھذا أن يكون محل القرار اإلداري متاحا من الناحية القانونية والواقعية‪ ،‬فال يمكن لإلدارة أن‬
‫تصدر قرار على محل مستحيل تحقيقه‪ ،‬كما لو أصدرت اإلدارة قراراً بھدم دار آيلة للسقوط واتضح إن الدار‬
‫سقط بالفعل‪ .‬بالتالي يكون محل القرار )عملية الھدم( قد استحال تنفيذھا ھذا من الناحية المادية‪.‬‬
‫أما من الناحية القانونية فقد تعمد اإلدارة إلى إصدار قرار بتعيين موظف بدرجة وظيفية ما ‪ ،‬ووجد‬
‫عدم توفر الدرجة الوظيفية فضال عن عدم توفر التخصيص المالي الذي يؤھل االدارة اتخاذ مثل ھكذا قرار‪،‬‬
‫فيكون محل القرار شيء ال يمكن تحققه وھو إحداث مركز قانوني معين)‪.(4‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن يكون محل القرار جائزاً )مشــــروعـــــا ً(‬
‫يراد بذلك إن ترتيب األثر القانوني الناشئ عن القرار يجب أن يكون مشروعا أي غير مخالف إلحكام‬
‫القواعد القانونية النافذة وقت صدور القرار أما إذا كان محل القرار غير مشروع وقت صدور القرار فيكون‬
‫عندئذ من المستحيل تحقيقه‪ ،‬كما لو صدر قرار من اإلدارة وكان األثر المترتب عليه يتعارض مع القواعد‬
‫القانونية أو احد المبادئ القانونية العامة كأن يتعارض مع المبادئ الدستورية التي تقضي بضرورة احترام‬
‫الحريات العامة أو حق التعبير عن الرأي‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎﻝ اﻟدﻳن‪ -‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﻳﺔ‪ -‬ﻣﺻر‪ -‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر‪ -1984 -‬ص‪199‬‬
‫)‪(2‬‬
‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺟواد‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص ‪69-68‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﻳوﻧﻲ‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري )ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء(‪ -‬اﻹﺳﻛﻧدرﻳﺔ‪ -‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻌﺎرف‪ -1997 -‬ص‪232‬‬
‫)‪ (4‬ﻋﺑد اﻟﻌزﻳز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ -‬اﻟﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ -‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ -2007 -‬ص‪148‬‬
‫)‪(153‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫لذلك فإذا ما صدر القرار اإلداري وكان معيبا بعيب المحل المخالف للقواعد القانونية يكون وقت ذاك‬
‫مدعاة لإللغاء)‪.(1‬‬
‫وبعد أن تم بيان الشروط الواجب توافرھا كي تنأى اإلدارة بنفسھا عند إيراد محل قرار مخالف للقانون‬
‫يكون حريا باإللغاء‪ .‬أضحى لزاما علينا بيان أھم العيوب التي يظھر فيھا محل القرار اإلداري والتي من شأنھا‬
‫تعريضه لإللغاء وھي بحسب الصور اآلتية ‪-:‬‬
‫الصـــــورة األولـــــى ‪ :‬المخالفة المباشرة للقاعدة القانونية‬
‫تتحقق ھذه الصورة في قيام اإلدارة بالتجاھل التام إلحكام القانون بإصدارھا قرارات ال تستند إلى‬
‫مسوغ قانوني سليم بصورة كلية أم جزئية وذلك بإيرادھا لفعل ممنوع قانونا ً‪ ،‬وسواء كانت المخالفة بصورتھا‬
‫االيجابية وذلك بإتباع فعل ممنوع قانونا أو االمتناع عن فعل أمر به القانون‪.‬‬
‫الصورة الثانيـــــــة ‪ :‬المخالفة غير المباشرة للقانون‬
‫وتظھر في عنوانين رئيسين ھما‪:‬‬

‫‪ -1‬الخطأ في تفسير القاعدة القانونية‬


‫منح القانون الحق لإلدارة في تفسير النصوص القانونية الغامضة منھا وھي تعمل في إصدار القرار‬
‫اإلداري المراد إسناد القرار اليھا شريطة االلتزام بالمبادئ العامة في تفسير النصوص التشريعية‪ .‬إذ قد تباشر‬
‫عملية التفسير خالفا للمفھوم أو المعنى الذي قصده المشرع‪ .‬بالتالي تكون سببا ً في إھدار حقوق األفراد)‪،(2‬‬
‫كما لو قامت اإلدارة بزيادة أو مضاعفة عقوبات )جزاءات( تأديبية إلى تلكم الجزاءات المنصوص عليھا‬
‫قانونا‪ ،‬فھنا ينھض عيب المحل ويكون سببا ً مباشراً لإللغاء انطالقا من مبدأ عدم تناسب العقوبة االنضباطية‬
‫مع الفعل المنسوب بحق الموظف المخالف ‪.‬‬
‫‪ -2‬الخطأ في تطبيق القاعدة القانونية‬
‫يكون القرار اإلداري مھددا باإللغاء إذا ما بادرت اإلدارة إلى الخطأ في تطبيق النص القانوني معتمدة‬
‫على وقائع ھي في حقيقة األمر غير موجودة‪ .‬وھنا يبرز دور القضاء في مراقبة الوقائع التي يستند إليھا‬
‫القرار اإلداري)‪ .(3‬كما لو عھدت اإلدارة إلى معاقبة موظف بناء على توصية مجلس تأديبي بحق الموظف‬
‫واتضح إن ھذا المجلس لم يشكل وفق األسس القانونية السليمة المعتمدة في عملية تشكيله ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫عيب الشكل‬
‫مستوف للشكليات واإلجراءات المنصوص عليھا‬ ‫ٍ‬ ‫يتحقق ھذا العيب عندما يصدر القرار عن اإلدارة غير‬
‫ضمن القواعد القانونية‪ .‬والشكل ھو المظھر الخارجي للقرار اإلداري لذا فان عدم احترام القواعد اإلجرائية‬
‫والشكلية تجعل القرار اإلداري معيبا في شكله ويكون عندئذ معرضا لإللغاء‪.‬‬
‫إن تقيد اإلدارة في إتباع القواعد الشكلية المنصوص عليھا سواء ضمن القواعد القانونية أو ضمن‬
‫األنظمة والتعليمات يجنبھا االستعجال والسرعة في إصدار قرارات غير مدروسة ينعكس سلبا ً على أداء‬
‫واجبھا بأحسن وجه ممكن باتخاذھا للقرارات سواء كانت قرارات تنظيمية كانت أم فردية‪.‬‬
‫وتأسيسا على ذلك ھنالك من اإلجراءات والشكليات التي تعدم القرار اإلداري لتعلقھا بمسائل جوھرية‬
‫ماسة بمصالح األفراد ‪ ،‬وشكليات غير جوھرية فھي في حقيقة األمر ال تؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري ألنه ال‬
‫يترتب على إھدارھا مساس وضياع لمصالح األفراد وھو ما نتناوله تباعا‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الشكل الجوھري الذي يؤثر في مشروعية القرار اإلداري‬


‫ويتجلى ھذا األمر في عدة صور أھمھا ‪:‬‬
‫‪ -1‬شكل القـــرار‬

‫د‪ .‬ﻋﻠــﻲ ﻣﺣﻣــد ﺑــدﻳر و د‪ .‬ﻋــﺻﺎم اﻟﺑرزﻧﺟــﻲ و د‪ .‬ﻣﻬــدي ﻳﺎﺳــﻳن اﻟــﺳﻼﻣﻲ‪ -‬ﻣﺑــﺎدئ وأﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري‪ -،‬ﺑﻐــداد‪-‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺳﻧﻬوري ﻟﻠﻧﺷر‪ -2009 -‬ص‪439‬‬


‫)‪ (2‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﻳوﻧﻲ – ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق – ص ‪627‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺟواد‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪87‬‬
‫)‪(154‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫ال توجد قواعد خاصة بالصورة التي يظھر فيھا القرار اإلداري فقد يصدر بصورة غير مكتوبة كأن‬
‫يصدر بصورة شفھية أو قد تستلزم الضرورة بأن يتطلب القانون اشتراط صدور القرار بصورة مكتوبة)‪،(1‬‬
‫حماية وصيانة لحقوق األفراد من جھة‪ ،‬وتجنبا ً لإلدارة من إصدار قرارات معيبة من جھة ثانية‪ .‬لذا فان نص‬
‫القانون على كتابة القرار اإلداري وامتناع اإلدارة عن إتباع ذلك يجعل القرار معيبا ً في شكله ويصح عندئذ‬
‫المطالبة بإلغائه‪.‬‬
‫‪ -2‬تسبيب القـــــرار‬
‫يقصد به إن على اإلدارة اإلفصاح عن األسباب التي دعتھا إلى إصدار مثل ھكذا قرار و التسبيب‬
‫يختلف عن السبب في القرار اإلداري‪ ،‬فاألول يعتبر شرط شكلي لصحة القرار اإلداري أما الثاني )السبب( فھو‬
‫ركن أساسي في القرار اإلداري فإذا تخلف عد القرار معيبا بعدم مشروعيته‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجراءات السابقة على اتخاذ القرار اإلداري‬
‫قد يوجب القانون ضرورة إتباع إجراءات تمھيدية وتحضيرية تسبق عملية إصدار القرار اإلداري ھذه‬
‫اإلجراءات تصبح جوھرية‪ ،‬إذ يترتب على إغفالھا بطالن القرار اإلداري ‪ ،‬مثال ذلك الموظف المحال إلى لجنة‬
‫تحقيقيه إلخالله بواجبات الوظيفة العامة ‪ ،‬فال يمكن بأي حال إصدار التوصية بمعاقبته دون إتباع إجراءات‬
‫التحقيق اإلداري معه ‪.‬‬
‫‪ -4‬الشكليات المتعلقة باللجان‬
‫يفرض المشرع عادة إجراءات معينة في عملية تشكيل اللجان ويظھر األمر جليا في تحديد اللجان الخاصة‬
‫بتأديب الموظفين عند إخاللھم بواجبات الوظيفية العامة)‪ .(2‬لذا فان القرارات الصادرة عن ھذه اللجان والتي‬
‫ً‬
‫عرضة لإللغاء ‪.‬‬ ‫ً‬
‫معيبة في شكلھا و‬ ‫لم تتبع اإلجراءات المنصوص عليھا قانونا ً تكون‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الشكل غـيـر الجوھري الذي ال يؤثر في مشروعية القرار اإلداري‬
‫اتجه جانب من الفقه والقضاء اإلداريين إلى إن تغاضي اإلدارة عن إتباع بعض اإلجراءات أو الشكليات‬
‫في القرار اإلداري ال يسلب القرار اإلداري مشروعيته كما لو اتجھت اإلدارة إلى عدم بيان صفات أعضاء‬
‫اللجان اإلدارية ذات االختصاص القضائي في متن القرار الصادر عنھا)‪.(3‬‬
‫إذ إن ھذا األمر ال يعد مخالفة تستحق اإللغاء كونه معيبا ً بعيب الشكل مستندين في ذلك إلى إن اإلطار العام‬
‫الذي تعمل من خالله اإلدارة يسير نحو التقليل من الشكليات التي تضر بعمل اإلدارة وھي بصدد تحقيق‬
‫الصالح العام)‪.(4‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫عيب السبب‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑدﻳر و د‪ .‬ﻋﺻﺎم اﻟﺑرزﻧﺟﻲ و د‪ .‬ﻣﻬدي ﻳﺎﺳﻳن اﻟﺳﻼﻣﻲ‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪430‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (10‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻧﺿﺑﺎط ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم رﻗم )‪ (14‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1991‬اﻟﻣﻌـدﻝ ﻋﻠـﻰ) أوﻻ‪ :‬ﻋﻠـﻰ اﻟـوزﻳر أو رﺋـﻳس‬
‫اﻟداﺋرة ﺗﺄﻟﻳف ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺣﻘﻳﻘﻳﻪ ﻣن رﺋﻳس وﻋﺿوﻳن ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة ﻋﻠﻰ أن ﻳﻛون اﺣدﻫم ﺣﺎﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﺟﺎﻣﻌﻳﺔ أوﻟﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻳــﺎ‪ :‬ﺗﺗــوﻟﻰ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﺗﺣﻘﻳــق ﺗﺣرﻳرﻳــﺎً ﻣــﻊ اﻟﻣوظــف اﻟﻣﺧــﺎﻟف اﻟﻣﺣــﺎﻝ ﻋﻠﻳﻬــﺎ وﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ أداء ﻣﻬﻣﺗﻬــﺎ ﺳــﻣﺎع وﺗــدوﻳن أﻗ ـواﻝ اﻟﻣوظــف‬
‫واﻟــﺷﻬود واﻻطــﻼع ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﻳــﻊ اﻟﻣــﺳﺗﻧدات واﻟﺑﻳﺎﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗــرى ﺿــرورة اﻻطــﻼع ﻋﻠﻳﻬــﺎ‪ ،‬وﺗﺟــرر ﻣﺣــﺿ ار ﺗﺛﺑــت ﻓﻳــﻪ ﻣــﺎ اﺗﺧذﺗــﻪ ﻣــن‬
‫إﺟـ ـراءات وﻣ ــﺎ ﺳ ــﻣﻌﺗﻪ ﻣ ــن أﻗـ ـواﻝ ﻣ ــﻊ ﺗوﺻ ــﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣ ــﺳﺑﺑﺔ‪ ،‬أﻣ ــﺎ ﺑﻌ ــدم ﻣ ــﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻣوظ ــف وﻏﻠ ــق اﻟﺗﺣﻘﻳ ــق أو ﺑﻔ ــرض إﺣ ــدى اﻟﻌﻘوﺑ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﺗرﻓﻊ ﻛﻝ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت اﻟﻣوظف إﻟﻳﻬم( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﻳﻧﻳن‪ -‬دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ -‬اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ -‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬ﺑﻼ دار ﻧﺷر‪ -2007 -‬ص‪139‬‬
‫)‪ (4‬وﻧﺣن ﻣن ﺟﺎﻧب ﻧرى ﺑﺎن إﻧﺎطﺔ اﻷﻣر ﺑﺎﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻘدﻳر ﻣﺎ ﻳﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺷﻛﻠﻳﺎت واﺟﺑﺔ اﻷﺧذ ﺿﻣن اﻟﻘرار اﻹداري ﻳﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻌﺳﻔﻬﺎ‬
‫ﻓـﻲ اﺳـﺗﻌﻣﺎﻝ ﻫـذا اﻟﺣــق ﻣدﻋﻳـﺔ ﺑـﺎن اﻏﻠـب ﺗﻠﻛــم اﻟـﺷﻛﻠﻳﺎت ﻓـﻲ ﺣﻘﻳﻘﺗﻬــﺎ ﻻ ﺗـؤﺛر ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـرار اﻹداري ﻛوﻧﻬــﺎ ﺗﺗﻌـﺎرض ﻣـﻊ ﻣــﺻﺎﻟﺣﻬﺎ و‬
‫ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺟوﻫرﻳﺔ أم ﻏﻳر ﺟوﻫرﻳﺔ‪.‬‬
‫)‪(155‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫ال يكفي أن يصدر القرار اإلداري مستوفيا ً لإلجراءات والشكليات القانونية بل البد أن يكون مبنيا ً على‬
‫أسباب مشروعة و إال كان حريا ً لإللغاء‪.‬‬
‫السبب ھو الباعث الدافع والمبرر على اتخاذ القرار وھو بذلك يعتبر عنصر البدء في وجود القرار‪،‬‬
‫لذلك اتجه الفقه القانوني إلى تعريفه بأنه ) الحالة الواقعية أو القانونية السابقة على القرار والتي تدفع اإلدارة‬
‫إلى التدخل واتخاذ القرار ()‪.(1‬‬
‫إن تخلف السبب يكون كافيا إللغاء القرار اإلداري‪ ،‬األمر الذي دعا بالفقه والقضاء إلى ضرورة توافر‬
‫شروط في السبب إذا ما تخلف أيا ً من ھذه الشروط فان للقضاء اإلداري إصدار قراره بإلغاء القرار اإلداري‬
‫وھذه الشروط تتمثل في اآلتي‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أن يكون السبب مشروعـــــــا ً‬
‫ھذا يعني أن يكون الدافع على صدور القرار اإلداري مشروعا ً من الناحية القانونية فإذا ما جاء‬
‫السبب مخالفا للقواعد القانونية كان القرار اإلداري الصادر باالستناد إليه حريا ً باإللغاء‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن يكون السبب قائما ً وموجوداً وقت صدور القرار اإلداري‬
‫يعتبر السبب من الوقائع الفعلية التي يستند إليھا القرار وسابقة على صدوره وتظل باقية حتى ساعة‬
‫صدور القرار اإلداري‪ ،‬ھذا يعني إن أساس تحديد مشروعية القرار اإلداري من عدمھا تتجسد في وقت صدور‬
‫القرار)‪.(2‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن يكون السبب مبنيا ً على تكييف قانوني سليم‬
‫معنى ذلك إن القاضي اإلداري عليه أن يراقب عمل اإلدارة وھي بصدد تكييف الوقائع التي تصدر‬
‫بشأنھا القرارات اإلدارية‪ ،‬فإذا عمدت اإلدارة مثالً إلى معاقبة الموظف لتغيبه عن العمل لمدة اسبوع )مثال(‬
‫فلكي يكون القرار سليما يجب إثبات واقعة التغيب‪،‬ومما تجدر اإلشارة إليه ھو وجوب أن توصف تلك الواقعة‬
‫)واقعة التغيب( بأنھا خطأ وظيفي‪ .‬فإذا كان سبب التغيب يعود لعذر مشروع أضحى القرار معيبا ً مستحقا ً‬
‫لإللغاء‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬أن يكون السبب الذي يبنى عليه القرار اإلداري حقيقيا ً‬
‫ھذا يعني وجوب أن يكون السبب له وجود مادي وفعلي أي انه يستند إلى أصول ثابتة وتحديد األسباب‬
‫من قبل المشرع القانوني يجعل اإلدارة ملزمة بإتباعھا ومقيدة بإدراجھا ضمن قراراتھا‪ .‬أما إذا كانت تلكم‬
‫األسباب غير صحيحة من ناحية الواقع أو إنھا تنطوي على مخالفة صريحة ألحكام القانون عد القرار وقت‬
‫حري بالقضاء إلغائه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ذلك معيبا‬
‫الفرع الرابع‬
‫عيب عدم اإلختصاص‬
‫ويقصد به القدرة القانونية التي يتمتع بھا القرار سواء كان عضوا أو ھيئة أخرى في إصدار قرار‬
‫إداري)‪ .(3‬فإذا ما باشرت إحدى اإلدارات إصدار قرار يعود إلدارة اخرى كان قرارھا معيبا بعيب عدم‬
‫االختصاص و أصبح عندئذ القرار مدعاة لإللغاء‪ ،‬باعتبار إن قواعد االختصاص تعتبر جزء من النظام‬
‫العام)‪ ،(4‬وتم األمر بمباشرة صالحيات اختصاص سلطة أخرى‪ .‬عليه فان لعيب عدم االختصاص ثالثة صور‬
‫رئيسة ھـــــي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬عـدم االختصاص الموضوعـــــي‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬ﺳﻠﻳﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ -‬اﻟﻧظرﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﻳﺔ‪ -‬ط‪ -3‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ -1966 -‬ص‪194‬‬
‫)‪(2‬‬
‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺟواد‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪83‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو‪ -‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ -‬اﻟﻘﺎﻫرة‪-‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ‪ -1994 -‬ص‪518‬‬
‫)‪ (4‬إن اﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟﻣرﺟﻊ ﻟﻘواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟذﻟك ﻧﺟد ان اﻟﻣﺎدة )‪ (47‬ﻣن دﺳﺗور ﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﻌراق ﻟﺳﻧﺔ ‪ 2005‬ﺗﻧص ﻋﻠـﻰ )ﺗﺗﻛـون‬
‫اﻟ ــﺳﻠطﺎت اﻻﺗﺣﺎدﻳ ــﺔ ﻣ ــن اﻟ ــﺳﻠطﺔ اﻟﺗ ــﺷرﻳﻌﻳﺔ واﻟﺗﻧﻔﻳذﻳ ــﺔ واﻟﻘ ــﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻣ ــﺎرس اﺧﺗ ــﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ وﻣﻬﻣﺎﺗﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﻣﺑ ــدأ اﻟﻔ ــﺻﻝ ﺑ ــﻳن‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت(‪.‬‬
‫)‪(156‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫تحقق ھذه الصورة عند قيام إحدى اإلدارات بإصدار قرار ھو خارج عن اختصاصھا والذي يصطلح‬
‫عليه )بعدم االختصاص االيجابي(‪ ،‬أو إنھا تباشر برفض إصدار قرار يقع ضمن االختصاص الموكل اليھا‬
‫فعملية الرفض ھذه تسمى )بعدم االختصاص السلبي عن طريق االمتناع(‪.‬‬
‫ھذا وقد تباشر اإلدارة بإصدار قرار يقع ضمن صالحيات إدارة أخرى ھي أدنى أو أعلى منھا درجة بحسب‬
‫طبيعة الحال ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬عـدم االختصاص المكانــــي‬
‫تتضح ھذه الصورة في مباشرة اإلدارة بإصدار قرارھا خارج النطاق الجغرافي أو اإلقليمي الذي تعمل‬
‫ضمنه الجھة المعنية إصدار القرار اإلداري‪ ،‬ولعل ابرز مثال يطرح في ھذا المقام اختصاص اإلدارات المحلية‬
‫في المحافظات عندما يبادر احد المحافظين )مثال( بالتجاوز على الحدود اإلدارية لمحافظته بإصدار قرار‬
‫ينصب على محافظة أخرى‪ .‬إذ إن ھذا الخرق لقواعد االختصاص المكاني وحده يكون كافيا ً إللغاء القرار‬
‫اإلداري)‪.(1‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬عـدم االختصاص الزمانــــي‬
‫إن اإلدارة ملزمة باتخاذ قرارھا خالل الميعاد المقرر قانونا‪ .‬فإذا حدث وان صدر القرار بعد ذلك‬
‫الميعاد عد عيبا يستحق اإللغاء‪ ،‬ومثال ذلك إذا ما باشرت االدارة حقھا بالنظر في الطعن بأحد القرارات التي‬
‫اصدرتھا والحقت ضررا بالغير بعد مرور فترة ال )‪ (30‬يوم الممنوحة لھا قانونا للنظر في صحة تلكم‬
‫الطعون‪.‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫االنحراف في استعمال السلطة‬
‫إن اإلدارة وھي تسير نحو تحقيق الصالح العام قد تلجأ إلى المغاالة استخدام سلطتھا الممنوحة قانونا ً‬
‫بغية تحقيق أھداف وغايات بعيدة عن تلك التي حددھا لھا القانون‪ ،‬غير مبالية بالشكل و اإلجراءات التي‬
‫فرضھا القانون)‪.(2‬‬
‫لـــــــذلك سار فقھاء القــــــانون اإلداري إلى تعـــــــريف االنحراف بأنه ) استعمـــــــال رجــــل‬
‫اإلدارة لسلطتـــــه التقديريـــــة لتحقيـــــق غـــــرض غيــــــر معتــــــرف لــه بــــــه ()‪ ،(3‬كذلك يعرف بأنه‬
‫) استخدام الموظف العام لسلطاته لتحقيق ھدف غير ذلك الھدف الذي من اجل تحقيقه انيطت به تلك‬
‫الصالحيات ()‪.(4‬‬
‫لذا فإن إنحراف اإلدارة في استخدام الصالحيات المنوطة بھا ما ھو إال تعبير قانوني عن نية اإلدارة‬
‫باالبتعاد عن األھداف التي حددھا القانون‪ ،‬ھذا االبتعاد قد يكون نتيجة لخطأ في فھم غاية المشرع أو قد يكون‬
‫متعمداً ترنو من ورائه تحقيق مصالح شخصية بالتالي التأثير على المصلحة العامة‪.‬‬
‫ولإلنحراف صور عدة أھمھــــــــا ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬استھداف المصلحة العامة‬
‫تتجلى ھذه الحالة في ان من يملك الحق في إصدار القرار اإلداري يحاول تقويض المصحلة العامة‬
‫كما لو اتبعت اإلدارة المحلية إلحدى المحافظات مثال بمنع مظاھرة ليس بقصد الحد من الحريات العامة أو‬
‫تكميم األفواه من خالل التأثير على حرية التعبير عن الرأي المكفولة بموجب الدستور بل بحجة انھا تھدف‬
‫الى المحافظة على النظام العام أو قد يكون المنع ذات بعد سياسي او غايته االنتقام‪.‬‬
‫عليه نقول ال سبيل لإلدارة وھي تصدر قراراتھا سوى تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬و إال كان قرارھا عرضة‬
‫لإللغاء من قبل القضاء اإلداري‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬االنحراف عن قاعدة تخصيص األھداف‬
‫على اإلدارة وھي تصدر قراراتھا التقيد باألھداف التي حددھا القانون و إال كان مصيره اإللغاء‬
‫إلصابته بعيب االنحراف في استعمال الصالحيات والحقوق‪ ،‬مثالھا القرارات التي تصدرھا اإلدارة في مجال‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑدﻳر و د‪ .‬ﻋﺻﺎم اﻟﺑرزﻧﺟﻲ و د‪ .‬ﻣﻬدي اﻟﺳﻼﻣﻲ‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪428‬‬
‫)‪ (2‬ﺣﺳﻳن ﻋﺎﻣر‪ -‬اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﺣﻘوق‪ -‬ط‪ -2‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬ﺑﻼ دار ﻧﺷر‪ -1988 -‬ص‪469‬‬
‫)‪(3‬‬
‫د‪ .‬ﺳﻠﻳﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ -‬ط‪ -5‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ -‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ -1976 -‬ص‪839‬‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎوي‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻷردﻧﻲ‪ -‬ﻋﻣﺎن‪ -‬ﻣطﺑﻌﺔ ك ﻧﻌﺎن‪ -1995 -‬ص‪628‬‬
‫)‪(157‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫الضبط اإلداري التي يجب أن ال تحيد فيھا عن المحافظة على النظام العام والتي تتمثل في ) األمن العام‬
‫والصحة العامة والسكينة العامة ()‪.(1‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬االنحراف في استعمال اإلجراءات المقررة قانونا ً‬
‫تتضح ھذه الصورة في قيام اإلدارة في إتباع أسھل اإلجراءات غير مبالية بالضرر الذي قد يصيب‬
‫األفراد وحقوقھم نتيجة لذلك‪ ،‬كما لو قامت اإلدارة باالستيالء على أمالك الغير دون إتباع اإلجراءات القانونية‬
‫الخاصة بنزع الملكية للمنفعة العامة ‪ .‬إذ إن مثل ھذا القرار يصور لنا عدم مباالة اإلدارة في إتباع اإلجراءات‬
‫المنصوص عليھا قانونا ويثبت مدى تعسفھا في مباشرة الصالحيات المنوطة بھا قانونا ً)‪.(2‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫اآلثار القانونية الناجمة عن دعوى إلغاء القرار اإلداري‬
‫الحكم القضائي ھو القرار أو العمل الذي تقوم المحكمة بإصداره حسما منھا للمشكلة المعروضة‬
‫أمامھا‪ ،‬ھذا الحكم من شأنه أن يتفق مع حقيقة مراكز الخصوم القانونية‪.‬‬
‫بناء عليه فإن من اآلثار التي تنجم عن الحكم بدعوى إلغاء القرار اإلداري المعيب أثرين مھمين‬ ‫ً‬
‫نتناولھما في فرعين رئيسين األول نتكلم فيه عن حجية الشيء المقضي به‪ .‬أما الثاني فھو لبيان الكيفية التي‬
‫يتم فيھا تنفيذ الحكم الصادر باإللغاء‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫حـجـيــة الشــيء المقضــي به‬
‫يراد بذلك إن أي قضية تطرح للنظر من قبل القضاء اإلداري ويصدر حكما فيھا يكون من غير الممكن‬
‫النظر فيھا ثانية ألي طرف من أطرافھا وان تم ذلك فمن حق الطرف الثاني في الدعوى الطعن بحجية الشيء‬
‫المقضي به‪ ،‬أي إن الحكم الذي صدر من المحكمة ھو عنوان للحقيقة‪.‬‬
‫إن األحكام القضائية الصادرة عن القضاء اإلداري ھي بمجموعھا تمتاز بأنھا أحكام قطعية أي ليس لھا‬
‫الحق في الرجوع عنھا أو تعديلھا)‪ .(3‬وھذا يعني إن مضمون ھذه األحكام تعتبر قرينة قانونية غير قابلة‬
‫إلثبات العكس‪ .‬وھو ما عبر عنه قانون مجلس شورى الدولة رقم ‪ 106‬لسنة ‪ 1989‬المعدل بالقول )‪...‬يكون‬
‫قرار المحكمة غير المطعون فيه وقرار الھيئة العامة لمجلس شورى الدولة الصادر نتيجة الطعن باتا ً‬
‫وملزما ً()‪.(4‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تنفيــذ الحكـــم الصــادر باإللغــــاء‬
‫يقع على عاتق اإلدارة ضرورة التقيد بتنفيذ الحكم الصادر بإلغاء قرارھا المعيب و إال فان تقاعسھا عن‬
‫أداء ھذا الواجب يثير المسؤولية التقصيرية بحقھا ‪ ،‬فضال عن المسؤولية الجنائية للموظف الذي يمتنع عن‬
‫تنفيذ الحكم الصادر باإللغاء‪.‬‬
‫عليه فاإلدارة ملزمة بضرورة إعادة الوضع إلى ما كان عليه ما قبل صدور القرار اإلداري وھو جزء‬
‫من واجبھا االيجابي باتجاه محو جميع اآلثار القانونية والمادية التي ترتبت عن القرار المعيب وذلك بأثر‬
‫رجعي‪ ،‬من خالل سعيھا إلى إزالة جميع اآلثار القانونية التي رتبھا القرار الملغي انطالقا ً من النتيجة الحتمية‬
‫لحكم اإللغاء ھذا من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية ثانية إن على اإلدارة االمتناع عن مخالفة حكم اإللغاء باعتبار إن‬
‫األخير يحوز قوة الشيء المقضي به فعليھا عندئذ االمتناع عن إصدار أي قرار من شأنه مخالفة القرار‬
‫الملغي)‪.(5‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬ﻋﻣرو ﻋدﻧﺎن‪ -‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻔﻠﺳطﻳﻧﻲ‪ -‬رام اﷲ‪ -‬ﺑﻼ دار ﻧﺷر‪ -2000 -‬ص‪40-31‬‬
‫)‪(2‬‬
‫د‪ .‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺟواد‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪91-90‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﻳوﻧﻲ‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري )ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء(‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪316‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اﻧظر‪ -‬اﻟﺑﻧد )ط( ﻣن اﻟﻔﻘرة )ﺛﺎﻧﻳﺎ( ﻣن اﻟﻣﺎدة )‪ (7‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻣﺟﻠس ﺷورى اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌراﻗﻲ رﻗم )‪ (106‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1989‬اﻟﻣﻌدﻝ‪.‬‬
‫)‪ (5‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﻳوﻧﻲ‪ -‬ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق‪ -‬ص‪708‬‬
‫)‪(158‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫الخـــاتــمـــة‬
‫بعد ما تم ذكره آنفا عن ماھية دعوى إلغاء القرار اإلداري وكيفية إجراءات التقاضي أمام المحكمة‬
‫المخولة بنظر دعوى إلغاء القرار اإلداري المعيب نخلص إلى جملة من أھم النتائج والتوصيات ھي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬النتائج‬
‫ال يجوز الطعن بالقرار اإلداري في المراحل التحضيرية إلعداده ) وھي المرحلة التي تسبق صدور‬ ‫‪-1‬‬
‫القرار اإلداري ( إذ البد أن يصدر في صورته النھائية التي من شأنھا إحداث تغيير في المراكز القانوني‬
‫لألشخاص سواء بالحذف أو اإلضافة أو اإللغاء‪.‬‬
‫ال يمكن التوجه الى محكمة القضاء اإلداري للطعن بإلغاء قرار غير صادر عن جھة إدارية وطنية فإذا‬ ‫‪-2‬‬
‫تم مثل ھكذا تصرف فال تسمع ھذه الدعوى كون القضاء اإلداري العراقي معني بفحص مشروعية‬
‫القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطة التنفيذية العراقية دون سواھا‪.‬‬
‫اختالف إلغاء القرار اإلداري عن سحب القرار اإلداري فاألول يعني إقامة دعوى بحق القرار اإلداري‬ ‫‪-3‬‬
‫المعيب باإللغاء وھو ما يعني ضرورة صدوره من جھة قضائية يعتبر حكمھا باتا ً لوجود خرق لمبدأ‬
‫المشروعية‪ .‬أما سحب القرار فيحق للجھة المصدرة للقرار الرجوع عن قرارھا دون إمكانية اللجوء‬
‫للقضاء‪.‬‬
‫يستوجب في رفع دعوى اإللغاء وجود مصلحة حتمية أو حتى مستقبلية محتملة مادام ان ھناك‬ ‫‪-4‬‬
‫مصلحة قد تضررت أو من الممكن أن تتضرر فمن حق صاحب الشأن المباشرة بإجراءات رفع دعوى‬
‫اإللغاء أمام القضاء اإلداري كونه الجھة المسؤولة عن رقابة مشروعية القرارات اإلدارية والتأكد من‬
‫مدى مراعاتھا لمبدأ المشروعية‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التوصيات‬
‫‪ -1‬نوصي المشرع العراقي بضرورة سن تشريع يھتم بتنظيم و إيضاح إجراءات التقاضي أمام محكمة‬
‫القضاء اإلداري واالبتعاد عن الرجوع الى القواعد العامة في الترافع في ظل قانون المرافعات المدنية‬
‫تسھيالً لصاحب الشأن من معرفة تلكم اإلجراءات من جھة‪ ،‬ولعدم ھدر الوقت أمامه في اإلسراع‬
‫بالمطالبة بإلغاء القرار الذي أصاب مركزه القانوني بالضرر والحيف من جھة ثانية ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأكيد بضرورة تقيد اإلدارة في اإلسراع بتنفيذ الحكم القضائي الصادر في دعوى اإللغاء سواء كان‬
‫الحكم في صالحھا أم يدينھا و إال تعرض من تعمد التأخير إلى عقوبات شديدة حفاظا على مصالح‬
‫األفراد وترسيخھا لمبدأ الدولة القوية في ردع المخالفات‪.‬‬
‫‪ -3‬التوعية المستمرة بإقامة الندوات والدورات التدريبية للموظفين )بجميع درجاتھم الوظيفية( ترشدھم‬
‫إلى تالفي األخطاء في مراحل إعداد القرار اإلداري تحسبا لعدم خروجه بصورة تضع مراكز األشخاص‬
‫ومصالحھم في خطر وعدم المبالغة في تفسير األنظمة والتعليمات أو ابتداع تعليمات ال أساس قانوني‬
‫لوجودھا‪.‬‬
‫‪-4‬إعادة النظر في أحكام المادة )‪ (38‬من قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم )‪ (40‬لسنة‬
‫‪ 1988‬كونھا تمثل مخالفة صريحة لقواعد العدالة و أحكام الدستور العراقي‪ ،‬ھذا األخير لم يستثن أي‬
‫قرار من الطعن ومھما كانت الجھة المصدرة له ‪.‬‬

‫)‪(159‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫المـصــــادر‬
‫اوالً ‪ :‬القرآن الكريم‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المعاجم اللغوية‬
‫‪ _1‬ابن منظور _لسان العرب_ج‪_5‬القاھرة_بال دار نشر_‪. 1982‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الكتب‬
‫‪ _1‬د‪ .‬سامي جمال الدين _المنازعات اإلدارية _مصر_منشأة المعارف للنشر_‪1984‬‬
‫‪ _2‬د‪ .‬سليمان الطماوي _النظرية العامة للقرارات االدارية_ط‪_3‬القاھرة_دار الفكر العربي‬
‫للنشر_‪. 1966‬‬
‫‪ _3‬د‪ .‬سليمان الطماوي_القضاء االداري_ط‪_5‬القاھرة_دار الفكر العربي للنشر_‪. 1976‬‬
‫‪ _4‬عبد العزيز عبد المنعم_القرارات االدارية في الفقه وقضاء مجلس الدولة_القاھرة_دار الفكر العربي‬
‫للنشر_‪. 2007‬‬
‫‪ -4‬عبد الغني بسيوني_القضاءاالداري )قضاء االلغاء(_االسكندرية_منشورات المعارف_‪. 1997‬‬
‫‪ -5‬عبدﷲ حداد_القانون االداري المغربيعلى ضوء القانون المحدث للمحاكم االدارية_الدار البيضاء_بالدار‬
‫نشر_بالسنة طبع ‪.‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬علي خطار شطناوي_القضاء االداري االردني_عمان_مطبعة_كنعان_‪.1995‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬علي محمد بديرود‪.‬عصام البرزنجي ود‪.‬مھدي ياسين السالمي_مباديء واحكام القانون‬
‫االداري_بغداد_مكتبة السنھوري للنشر_‪. 2009‬‬
‫‪ -8‬د‪.‬عمروعدنان_القانون االداري الفلسطيني_رام ﷲ_بالدار نشر_‪. 2000‬‬
‫‪ -9‬د‪.‬ماجدراغب الحلو_القانون االداري_القاھرة_بالدار نشر_‪1994‬‬
‫‪ -10‬د‪.‬محسن خليل_قضاء االلغاء_بيروت_دارالمطبوعات الجامعية_‪199‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬محمد عبد السالم مخلص_نظرية المصلحة في دعوى االلغاء_القاھرة_بالدار نشر_‪. 1981‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬محمد علي جواد_القضاء االداري_القاھرة_دار العاتك للنشر_بالسنة طبع‬
‫‪ -13‬د‪ .‬محمد ماھر ابو العينيين_دعوى االلغاء امام القضاء االداري_الكتاب الثاني_القاھرة_بال دار‬
‫نشر_‪. 2007‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬الدساتير والقوانين‬
‫‪ _1‬دستور جمھورية العراق لسنة ‪. 2005‬‬
‫‪ _2‬قانون مجلس شورى الدولة العراقي رقم ) ‪ ( 106‬لسنة ‪. 1989‬‬
‫‪ _3‬قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام العراقي رقم ) ‪ ( 14‬لسنة ‪. 1991‬‬
‫‪-4‬قانون التنفيذ رقم )‪ (45‬لسنة ‪.1980‬‬
‫‪-5‬قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم )‪ ( 40‬لسنة ‪ 1988‬المعدل‬
‫‪-6‬قانون التضمين رقم )‪ (12‬لسنة ‪. 2006‬‬

‫خامسا ً‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫‪1_www.omano.net‬‬
‫‪2_www.startimes.com‬‬

‫‪.......................................................‬‬
‫‪.................................‬‬
‫‪...............‬‬

‫)‪(160‬‬
‫مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ The magazine of Economics & Administration /‬السنة الخامسة والثالثون – عدد ثالثة وتسعون ‪2012 /‬‬

‫)‪(161‬‬

You might also like