You are on page 1of 39

‫فتوى أحد كبار علماء السعودية‬

‫اختصار التراويح من عشرين إلى عشرة‬


‫ُ‬
‫نتيجته الحرمان والضياع والخسارة‬

‫لفضيلة الشيخ‬
‫عبد اهلل بن سليمان المنيع حفظه اهلل‬
‫عضو هيئة كبار العلماء‬
‫ومستشار الديوان الملكي السعودي‬

‫اعتنى به‬
‫تحميد المولى‬

‫الناشر‬
‫المؤسسة العلمية بنغالديش‬
‫للدعوة والتعليم ونشر الثقافة اإلسالمية‬
:‫النشر اإللكتروني‬
‫ م‬2024 ‫ مارس‬/‫ هـ‬1445 ‫رمضان‬

‫شر‬
‫النا ر‬

‫للدعوة والتعليم ونشر الثقافة اإلسالمية‬


‫ر‬

Ikhtisarut taraweeh min ishreen ila ashara


By: Abdullah al manee
Published by Muassasa Ilmiyah Bangladesh
Website: mibd.org Whatsapp:+8801871746798
Email: muassasailmiyahbd@gmail.com
‫ر‬
‫ر‬
‫يرهذهرالرسال رة ر‬
‫خالصةرمارحتت رو ر‬
‫• خلفية هذه الفتوى‪ :‬أصدر الشيخ عبد اهلل بن سليمان المنيع هذه‬
‫الفتوى عندما كانت التراويح في الحرمين الشريفين عشرين ركعة‪،‬‬
‫منذ أكثر من ألف وثالث مئة سنة‪ ،‬ولكن بعض الناس تقدموا‬
‫باقتراحهم الفاسد إلى الحكومة إلى اختصار التراويح‪ ،‬فكانت فتواه‬
‫ردا قويا عليهم‪ ،‬وتأييدا لوالة األمور أن ال يقبلوها منهم‪.‬‬‫ًّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫• تحديد ركعاتها بعشرين ركعة مشروع بسن ِة الخليفة الراشد المهدي‬
‫عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬وقد أ ُ ْ‬
‫مرنا باتباع سن َّ ِته‪ ،‬باعتباره‬
‫َ‬
‫أحد الخلفاء الراشدين المهديين‪ ،‬وقد وقع عليه اإلجماع‬
‫السكوتي‪ ،‬وال عبرة بما قيل‪ :‬إن التراويح كان ثمان ركعات في زمن‬
‫عمر رضي اهلل عنه؛ ألنه شاذ مخالف للمشهور‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫• وأول من أفتى باختصار التراويح بعد ألف وثالث مئة سنة الشيخ‬
‫عبد العزيز بن باز رحمه اهلل تعالى‪ ،‬وكانت هذه الفتوى خطأ ظاهرا‬
‫ً‬
‫ومعارضة لسنة الخلفاء الراشدين‪ ،‬ولكن اآلفة أن غالب مساجد‬
‫ً‬
‫المملكة أخذوا بفتواه ناقصا‪ ،‬وتركوا نصف الصالة والركوع‬
‫والسجود والتالوة‪ ،‬ومنهم من يقضي أوقاته في الغيبة‪ ،‬أو النميمة‪،‬‬
‫أو مشاهدة المسلسالت الفضائية‪ ،‬وقال‪> :‬وال يجوز لنا أن نحتج‬
‫بتوجيه سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز‪ ،‬وهو بشر معرض‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫للخطأ<‪ .‬وأكاد أقسم باهلل أن شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ‪ -‬وهو‬

‫‪4‬‬
‫حامل لواء الدعوة إلى التخفيض ‪ -‬لو رأى ما آل إليه األمر من وضع‬
‫تخفيض إلى النصف‪ ،‬مع تسابق بين األئمة أيهم‬ ‫ٌ‬ ‫صالة التراويح‬
‫ُ‬
‫أسرع في أدائها وإنهائها‪ ،‬لو رأى ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬ما آلت إليه دعوته‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫لسارع إلى الرجوع عنها‪ ،‬فواهلل لم يُرد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬إضاعة الخير‬
‫على المسلمين‪ ،‬وإنما أراد التوجيه إلى حسن العمل دون عدد‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشكر الجزيل لوالة األمور على رفضهم اقتراح بعض الناس‬ ‫• و‬
‫َّ ُ‬
‫باختصار التراويح بكل حزم‪ ،‬والدعاء ُ لهم بالخير الكثير‪ ،‬ويتقدم‬
‫ُ‬
‫الشيخ إلى الوالة بطلب من جميع المسلمين أن ال يلتفتوا إليهم‪،‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ونأمل أن يستمر والة أمورنا في رفض األخذ بفتوى الشيخ‬ ‫وقال‪> :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الجازم‬ ‫الرفض‬ ‫ابن باز في اختصار التراويح‪ ،‬وأن ينال ذلك االقتراح‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الحازم‪ ،‬نصحا للمسلمين وبقاءً على سنة الفاروق رضي اهلل عنه<‪.‬‬
‫أهم عامل من عوامل الدعوة‬ ‫ط على ِّ‬
‫وإضاعة وتسل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫حرمان‬
‫ٍ‬ ‫فهو اقتراح‬
‫ٍ‬
‫إبراز‬
‫ِ‬ ‫الجهود في‬
‫ِ‬ ‫تقوية الرابطة برب العالمين‪ ،‬ومضاعف ِة‬
‫ِ‬ ‫العلمية إلى‬
‫روحانية اإلسالم في حرم اهلل لمن كان في المسجد الحرام‪ ،‬أم كان‬
‫َ‬
‫خارجه‪ ،‬داخل المملكة أو خارجها‪.‬‬
‫• ودعاء ُ أئمة المساجد في المملكة وغيرها أن يرجعوا إلى ما كان عليه‬
‫ُ‬
‫والطلب من المفتي العام حينذاك أن يعمل إلعادة‬ ‫السلف الصالح‪،‬‬
‫الناس إلى ما كان عليه سلفهم الصالح من آبائهم وأجدادهم‪ ،‬ومن‬
‫سبقهم من أهل الخير والفضل والصالح واستباق الخيرات‪.‬‬
‫***‬

‫‪5‬‬
‫كلامترمهمةرتتعلقربالفتوىر ر‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األنبياء‬
‫والمرسلين‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫بعض المنتسبين إلى العلم من غالة غير المقلدين ‪-‬في‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫ُّ‬
‫ديارنا بنغالديش‪ -‬يقولون‪ :‬إن السنة في التروايح ال بد أن تكون‬
‫إحدى عشرة ركعة‪ ،‬وكانوا ينكرون ثبوت العشرين في زمن عمر‬
‫َ ْ‬
‫ومن بعده منذ مئات السنين‪ ،‬ويستدلون بما في‬ ‫رضي اهلل عنه‪،‬‬
‫غالب مساجد المملكة العربية السعودية اليوم أنهم يصلون ثمان‬
‫ركعات‪.‬‬
‫ُ‬
‫فإن قيل لهم‪ :‬فما بال أهل الحرمين الشريفين يصلون عشرين‬
‫ركعة؟ يقولون في الجواب‪ :‬إن أئمة الحرمين ال يصلون عشرين‬
‫ركعة‪ ،‬إنما تقام هناك جماعتان‪ ،‬فإمام يصلي عشر ركعات‬
‫ويذهب‪ ،‬هذه جماعة‪ ،‬ثم يأتي إمام آخر ويصلي بهم عشر‬
‫ركعات‪ ،‬وهي جماعة ثانية للتراويح‪ ،‬مع أن اإلمام في الحرمين ال‬
‫ٌ‬ ‫يخرج من المسجد‪ ،‬بل أحيانا كان ٌ‬
‫إمام واحد يصلي عشرين ركعة‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬
‫وحده‪ ،‬فالصالة إذا حسب قولهم كانت عشرة وعشرة‪ ،‬ولم تكن‬
‫ثمانية وثمانية كما يقولونه‪ ،‬وأن الوتر مرة واحدة فقط‪ ،‬فكان‬
‫عدم‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫ُ‬
‫أتعجب‬ ‫ال‬ ‫كنت‬ ‫ولكني‬ ‫واضح‪،‬‬ ‫جهل‬ ‫على‬ ‫هم‬‫جوابُ‬
‫ِ‬
‫وعدم رجوعهم إلى أئمة الحرمين وإلى من بيده أمر‬
‫ِ‬ ‫قرائتهم للتاريخ‬

‫‪6‬‬
‫الحرمين الشريفين‪ ،‬لما أعرف من حالهم وصنيعهم‪ ،‬يرحمهم اهلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫وفي شهر رمضان عام ‪1439‬هـ الموافق ‪ 2018‬الميالدية كنت‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫قدم َّ‬
‫إلي األخ الفاضل‬ ‫في زيارة الحرمين الشريفين‪ ،‬فوافق لي أن‬
‫موالنا قمر اإلسالم ‪-‬المقيم في جدة‪ -‬كتاب >بحوث وفتاوى في‬
‫بعض مسائل الطهارة والصالة< للشيخ عبد اهلل بن سليمان المنيع‬
‫ً‬
‫حفظه اهلل تعالى ورعاه‪ ،‬وقد التقطه لقطة من جنب المسجد‪،‬‬
‫ُ‬
‫فحفظه أياما ثم أفادني به‪ ،‬وفيه هذه الفتوى القيمة التي أقدمها إلى‬
‫القراء‪ ،‬فجزاه اهلل تعالى عنا وعن جميع المسلمين خيرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫وكنت أعجبت به لما رأيت من المكانة العظيمة للمؤلف في‬
‫ٌ‬
‫علماء البالد‪ ،‬كما هو واضح من ترجمته‪ ،‬ولما في فتواه من‬
‫ًّ‬
‫الجواب الواضح عن جهلة المتعالمين في ديارنا‪ ،‬فكان مفيدا جدا‬
‫في بابه‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والشكر الجزيل للمؤلف حفظه‬
‫اهلل ولإلخوان المساعدين‪.‬‬
‫َ‬
‫ومنذ سنوات من عام الوباء فيروس >ك ُرونا< اختصروا التراويح‬
‫ُّ‬
‫في الحرمين الشريفين‪ ،‬ثم ما زالوا يصلونها هكذا باالختصار من‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وتخوفنا شرور‬ ‫عدة سنوات حتى عال صوتهم من جوانب‪،‬‬
‫العواقب‪ ،‬فإني أسمع غوغائهم بأن التراويح في الحرمين رجع إلى‬
‫َ ْ‬
‫فمن بعدهم من األئمة والعلماء كانوا على‬ ‫الصواب! وكأن الصحابة‬
‫خطإ!‬
‫ُ‬
‫وسمعت من بعض إخواننا في الجامعة اإلسالمية بالمدينة‬

‫‪7‬‬
‫المنورة يحكون عن مشايخهم أن اختصار التراويح في الحرمين من‬
‫باب التخفيف على الناس بسبب الزحام‪ ،‬ومنهم من يقول إنه ليس‬
‫من اختصار التراويح من عشرين إلى ثمان ركعات‪ ،‬بل هو من باب‬
‫الرخصة‪ ،‬فإنه ال تحديد لركعات التراويح‪ ،‬كذا يقولون!‬
‫ُ‬
‫غير أن هذا التغيير في أمر من أمور الصالة في الحرمين‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يقلق المسلمين ويُوقعهم في الحيرة‪ ،‬وخاصة إذ كان‬ ‫الشريفين‬
‫بدون أي بيان سابق من رئاسة الحرمين الشريفين أو غيرها من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الهيئات الدينية‪ ،‬لما أن للحرمين الشريفين مكانة عظيمة في قلوب‬
‫ُ‬
‫المسلمين كما نشاهده‪.‬‬
‫فأعدت النظر في فتوى الشيخ عبد اهلل بن سليمان المنيع حفظه‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اهلل‪ ،‬فرأيت كأن هذا الوقت المناسب لنشرها وإعادة طبعها؛ ألن‬
‫فيها بيان حقائق واضحة‪ ،‬بكلمات صريحة عن سنية صالة التراويح‬
‫جماعة في المسجد‪ ،‬وعن عدد ركعاتها‪ ،‬وأنها سنة الخلفاء مما ال‬
‫ٌ‬
‫يمكن أن نجتازها‪ ،‬وأن اختصارها خطأ ظاهر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫الط َ‬
‫القوي إلى والة األمور أن ال‬ ‫لب‬ ‫ومن أهم ما فيه تقديمه‬
‫يختصروا التراويح؛ لما فيه من الضياع والخسارة للمسلمين‪،‬‬
‫َّ‬
‫فقد ُ‬
‫رت في نفسي أن أنشرها بعد خدمتها تماما ضمن مشروعنا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخاص المتعلق بمسألة صالة التراويح‪ ،‬ولكن انشغالي بأمور حال‬
‫َّ‬
‫ففك ُ‬ ‫ُ‬
‫رت أن أنشرها كما هي بتقديم وتقييد كلمات‬ ‫دون أمنيتي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حتى َّ‬
‫يسر اهلل لي خدمة المشروع الذي آمله إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫َّ‬
‫ومن غرضنا بنشر هذه الفتوى في صورة رسالة‪ :‬أن نتقدم بلسان‬
‫المؤلف حفظه اهلل تعالى ‪ -‬مع ما له من مكانة سامية في علماء‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحازم إلى والة األمور في‬ ‫الطلب‬ ‫المملكة وعند والة األمور‪-‬‬
‫المملكة وإلى رئاسة الحرمين الشريفين مع تأييد من علماء العالم‬
‫في ديار المسلمين شرقا وغربا حتى ينظروا فيها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وليعلم طلبة العلم وعامة المسلمين‪ :‬أن هذا التغيير في أمر عدد‬
‫أمر حادث‪ ،‬ال عهد له من‬ ‫ركعات التراويح في الحرمين الشريفين ٌ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫قبل في تاريخ اإلسالم منذ البداية‪ ،‬وأن هذا مما ينبغي أن ي ُسجل‬
‫في التاريخ حتى ال يعلوه الكذب‪ ،‬وأن يحاولوا إلعادته إلى ما كان‬
‫عليه السلف الصالح‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد رأينا مقالة منشورة للشيخ المؤلف حفظه اهلل تعالى في‬
‫ُ‬
‫جريدة مشهورة بـ>الرياض< باسم >خطأ االجتهاد في ضياع‬
‫التراويح< في ‪ 23‬رمضان المبارك ‪1432‬هـ‪ ،‬ووجدناها عرضا‬
‫سهال واختصارا جميال للمسألة‪ ،‬فألحقناها بالرسالة لتكون إعادة‬
‫شاملة وواضحة للمسألة وشهادة تامة للقراء‪ ،‬فليقرأها من يرغب‬
‫فيها‪ ،‬وجزاكم اهلل خيرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وجعلت للفتوى عنوانا التقطته من مقولته‪ ،‬وهي‪> :‬اختصار‬
‫التراويح من عشرين إلى عشرة‪ :‬نتيجته الحرمان والضياع‬
‫والخسارة<‪.‬‬
‫ولما كان هذا باب صغير من كتابه >بحوث وفتاوى في بعض‬

‫‪9‬‬
‫مسائل الطهارة والصالة< مثل خمس صفحات‪ ،‬ولم ي ُصرح بحفظ‬
‫حقوق كل جزء منه كما يصرحون هذه األزمان‪ ،‬مع أنه تم نشر جل‬
‫هذه الفتوى في جريدة >الرياض< المتوفر لكل أحد في الشبكة‪،‬‬
‫عرفنا أنه ال بأس باقتباسه لالستفادة واإلفادة‪ ،‬خاصة باستخدامه‬
‫فيما يوافق غرض المؤلف‪ ،‬فأردنا بالتقديم والتعليق عليه تعميم‬
‫الفائدة التي كان يرجوها المؤلف حفظه اهلل وبارك فيه‪.‬‬
‫وساعدني في نشر هذه الرسالة إخواننا في >المؤسسة العلمية‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫بنغالديش<‪ ،‬خاصة األخ الفاضل عبد اهلل صهيب ‪ -‬خريج دار‬
‫العلوم ديوبند‪ ،‬واألخ شهاب ثاقب ‪-‬متخرج من قسم التخصص‬
‫في علوم الحديث الشريف بمركز الدعوة اإلسالمية داكا‪ ،‬فجزاهم‬
‫اهلل خيرا كثيرا‪ ،‬وتقبل اهلل >المؤسسة العلمية بنغالديش< التي تم‬
‫تأسيسها للدعوة والتعليم ونشر الثقافة اإلسالمية‪ ،‬واإلخوان الذين‬
‫يعملون فيها ويؤيدونها‪.‬‬
‫العبد‪ :‬تحميد المولى عفي عنه‬
‫المؤسسة العلمية بنغالديش‬
‫يوم االثنين صباحا‬
‫‪ 14‬رمضان المبارك ‪1445‬هـ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ر‬
‫ر‬
‫تعريفرباملؤلفرومكانتهرالعلمي رة ر‬
‫الشيخ عبد اهلل بن سليمان المنيع‪:‬‬
‫من مواليد ‪1349‬هـ‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء منذ ‪1971‬م‪،‬‬
‫ُ‬
‫والمستشار بالديوان الملكي السعودي‪ ،‬كلف بإلقاء خطبة عرفة عام‬
‫‪1441‬هـ الموافق ‪2020‬م‪ ،‬وهو عضو مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫الدولي التابع لمنظمة التعاوني اإلسالمي‪ ،‬وهيئة المحاسبة‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في البحرين‪ ،‬كما أنه‬
‫رئيس هيئة الرقابة الشرعية في البنك األول وشركة األول‬
‫لالستثمار‪.‬‬
‫نسبه وحياته‬
‫عبد اهلل بن سليمان بن محمد المنيع من فخذ آل حرقوص أحد‬
‫فخوذ قبيلة بني زيد المتواجده في حاضرة الوشم وعالية نجد‪ .‬ولد‬
‫في وطنه ووطن آبائه وأجداده محافظة شقراء عاصمة إقليم الوشم‬
‫من أقاليم نجد‪.‬‬
‫دراسته‬
‫درس دراسته األولية في مدرسة شقراء االبتدائية سنة ‪ 1365‬هـ‬
‫وبعد ذلك مارس التجارة في األحساء‪ ،‬ثم التحق بالسلك التعليمي‬

‫‪11‬‬
‫ً‬
‫مدرسا في المدرسة االبتدائية في شقراء‪ ،‬ثم التحق بالمعهد العلمي‬
‫الذي هو الركيزة األولى لجامعة اإلمام محمد بن سعود‪ ،‬ثم واصل‬
‫دراسته حتى حصل على الشهادة الجامعية من جامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود سنة ‪ 1377‬هـ‪.‬‬
‫شيوخه‬
‫‪ -1‬الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ‪ ،‬مفتي المملكة العربية‬
‫السعودية األول‪.‬‬
‫‪ -2‬الشيخ عبد العزيز بن باز‪ ،‬مفتي المملكة العربية السعودية‬
‫الثاني‪.‬‬
‫‪ -3‬الشيخ محمد األمين الشنقيطي‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء‪.‬‬
‫‪ -4‬الشيخ عبد الرزاق عفيفي‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء‪.‬‬
‫‪ -5‬الشيخ عبد اهلل بن حميد‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء‪.‬‬
‫‪ -6‬الشيخ عبد العزيز الرشيد‪.‬‬
‫مسيرته‬
‫في عام ‪ 1377‬هـ تعين عضو إفتاء تحت رئاسة مفتي عام‬
‫المملكة العربية السعودية‪ :‬الشيخ محمد بن إبراهيم‪ ،‬ومكث معه‬
‫في العمل اإلفتائي والقضائي حتى توفي الشيخ محمد بن إبراهيم‬
‫سنة ‪ 1389‬هـ‪ ،‬وبعد وفاته شكلت لجنة قضائية للقيام بإنهاء‬
‫األعمال القضائية التي في مكاتب سماحته‪ ،‬فعين الشيخ عبد اهلل‬
‫ً‬
‫عضوا في هذه الهيئة‪ ،‬وبعد سنتين تحول اسم هذه الهيئة إلى اسم‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الهيئة القضائية العليا واستمرت عضويته في هذه الهيئة ثالث‬
‫سنوات‪.‬‬
‫وفي عام ‪1391‬هـ صدر مرسوم ملكي بتشكيل مجلس هيئة‬
‫ً‬
‫كبار العلماء وتعين الشيخ عبد اهلل عضوا في هذا اجمللس‪ ،‬وال‬
‫يزال في عضويته للهيئة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وفي عام ‪ 1395‬هـ تعين نائبا عاما للمفتي الشيخ عبد العزيز بن‬
‫باز في الشؤون الشرعية واإلدارية والمالية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1397‬هـ تعين قاضي تمييز في محكمة التمييز في‬
‫المنطقة الغربية في مكة المكرمة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1417‬هـ تعين رئيس محكمة تمييز‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1421‬هـ أحيل للتقاعد استجابة لرغبته‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي عام ‪ 1429‬هـ صدرت اإلرادة الملكية بتعيينه مستشارا‬
‫ً‬
‫شرعيا في الديوان الملكي السعودي‪ ،‬وال يزال في عمله‬
‫االستشاري‪.‬‬
‫والشيخ عبد اهلل بن سليمان المنيع عضو في مجموعة من‬
‫مجالس وهيئات شرعية خاصة وعامة‪ ،‬وغالبها هيئات شرعية‬
‫لمؤسسات مالية‪ ،‬وهو في انتمائه إليها ما بين رئيس ونائب رئيس‬
‫وعضو‪ ،‬وتقدر هذه الهيئات بما ال يقل عن سبعين هيئة‪ ،‬وللشيخ‬
‫عبد اهلل نشاطه في الوسائل اإلعالمية في التلفزيون واإلذاعة‬
‫والصحافة ومنابر الدعوة ومواقع اإلنترنت‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مؤلفاته‬
‫له العديد من المؤلفات منها‪:‬‬
‫• الورق النقدي‪ :‬حقيقته‪ ،‬تاريخه‪ ،‬قيمته‪ ،‬حكمه‬
‫• حوار مع المالكي في رد ضالالته ومنكراته‬
‫• العقد الفريد في نسب الحراقيص من بني زيد‬
‫• أحاديثي في اإلذاعة‬
‫• مجموع بحوث وفتاوى (‪ 4‬مجلدات)‬
‫• بحوث في االقتصاد اإلسالمي‬
‫• رسالة في زكاة عروض التجارة‬
‫• نافذة على اجملتمع (‪ 3‬مجلدات)‬
‫• حوار مع االشتراكيين في ضوء الشريعة اإلسالمية‬
‫• القول اليسر في جواز ذبح هدي التمتع قبل يوم النحر‬
‫• مناقشة النظرية براءة المتهم حتى يدان‬
‫• فتاوى رمضان‬
‫• فتاوى الحج‬
‫• التأمين وحكمه في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ولسماحته العديد من المشاركات اإلعالمية من صحافة وإذاعة‬
‫وتلفزة‪ ،‬كما له العديد من المشاركات في مناقشة الرسائل العلمية‬
‫(‪)1‬‬
‫لمرحلة الماجستير والدكتوره‪.‬‬

‫(‪ )1‬ترجمته مأخوذة من موقعه الرسمي‪al-manee.com :‬‬

‫‪14‬‬
‫اختصار التراويح من عشرين إلى عشرة‬
‫ُ‬
‫نتيجته الحرمان والضياع والخسارة‬

‫‪15‬‬

16
‫المبحث الثاني في‬
‫حر‬
‫مرشوعيةرصالةرالرتاوي ر‬

‫الحمد هلل وصلى اهلل وسلم على رسول اهلل محمد وعلى آله‬
‫وأصحابه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫سؤال من بعض اإلخوان أن أحد المواطنين تقدم للمقام‬ ‫َو َردني‬
‫ؤمر أئمة الحرمين الشريفين باألخذ بفتوى‬‫السامي باقتراح أن ي ُ َ‬
‫سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬في اختصار التراويح‬
‫من عشرين ركعة إلى عشر ركعات ‪-‬خمس تسليمات‪ -‬كما أخذ بها‬
‫ُ‬
‫غالب أئمة المساجد في المملكة‪ ،‬ويطلب مني هؤالء اإلخوة إبداء‬
‫رأيي في ذلك‪ ،‬فأجبتهم بما يلي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬ال يخفى أن التراويح مشروعة على سبيل االستحباب‬
‫بفعل رسول اهلل ‘ حيث ثبت أنه صالها أربع تسليمات وخمس‬
‫تسليمات وأكثر من ذلك(‪ ، )1‬وهذا يدل على أنه لم يكن من رسول‬
‫َّ‬
‫(‪ )1‬اعلم أنه ثبت أن النبي صلى اهلل عليه وسلم رغب في قيام رمضان ‪-‬وهي‬
‫صالة التراويح‪ -‬أيَّما ترغيب‪ ،‬وقد صلى بهم بالجماعة أياما‪ ،‬وهذا مما قد فرغوا‬
‫ُ‬
‫عنه‪ ،‬وأما عدد الركعات التي صالها النبي صلى اهلل عليه وسلم في تلك الليالي ففيه‬
‫=‬

‫‪17‬‬
‫اهلل ‘ تحديد لعددها؛ ال بقول وال فعل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪:‬صالة التراويح جماعة وفي المسجد بعد صالة العشاء‬

‫بعض إبهام عند بعضهم فاختلفوا‪ ،‬وأقواها وأرجحها عند الجمهور هي التي جرى‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫بعده مباشرة من غير‬
‫عليها الخلفاء الراشدون في مسجده صلى اهلل عليه وسلم من ِ‬
‫خالف‪ ،‬وهي عشرون ركعة كما هو معروف عند كثير من العلماء‪ ،‬من غير إبهام‬
‫واختالف؛ فإنه واضح عندهم‪ ،‬ألن الخلفاء لم يحددوا هذا العدد من عند أنفسهم‪،‬‬
‫ولكنه كان توقيفا من النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد أوضحه اإلمام أبو حنيفة‬
‫رحمه اهلل تعالى‪ ،‬فقال مجد الدين الموصلى (‪683‬هـ) في >االختيار لتعليل‬
‫المختار< (‪ : )69/1‬وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال‪ :‬سألت أبا حنيفة عن‬
‫التراويح وما فعله عمر؟ فقال‪ :‬التراويح سنة مؤكدة ولم يتخرصه عمر من تلقاء نفسه‬
‫ولم يكن فيه مبتدعا‪ ،‬ولم يأمر به إال عن أصل لديه وعهد من رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ ،-‬ولقد سن عمر هذا وجمع الناس على أبي بن كعب فصالها جماعة‬
‫والصحابة متوافرون انتهى‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫المؤلف أيضا ممن يقول أن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫بعضهم يظن أن الشيخ‬ ‫ولعل‬
‫وسلم كان يصلى التراويح عشر ركعات أو ثمان ركعات بالتحديد‪ ،‬فلينظر إلى ما‬
‫سنة قولية أو‬‫بعد‪> :‬ونظراً إلى أن عدد ركعات التراويح لم يُنقل بتحديده ُ‬ ‫ُ‬
‫قاله الشيخ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فعلية عن رسول اهلل ‘‪ .‬وقد جاء تحديد العدد ممن أمرنا باتباع سنته‪ ،‬وهو عمر بن‬
‫الخطاب رضي اهلل عنه<‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫فقوله‪> :‬أو فعلية< يدل على أنه يعتقد عدم ثبوت العدد الخاص عن النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ولكن الشيخ حفظه اهلل ربما يختلط عليه بعض األمور من صالة التراويح‬
‫والتهجد‪ ،‬ولكن ال أريد إطالة البحث هنا لئال يفوت الغرض األصلي‪ ،‬فله موضع‬
‫نتحدث عنه تفصيال إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ليالي رمضان مشروعة على سبيل االستحباب بفعله ‘ حيث أداها‬
‫جماعة بإمامته أربع ليال(‪ ،)1‬وقيل‪ :‬أكثر من ذلك‪ ،‬وذلك في‬
‫َّ‬
‫المسجد‪ ،‬ثم صار يصليها في بيته‪ ،‬وقد علل ذلك بخشيته أن‬
‫ُ‬
‫تفرض على أمته فيشق عليها ذلك‪ .‬ثم بعد أن توفي رسول اهلل ‘‬
‫وانقطع الوحي وخلفه من بعده أبو بكر ثم عمر رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫وفي خالفة عمر رضي اهلل عنه في أول رمضان من واليته دخل‬
‫ً ُ َ ُّ‬ ‫َ‬
‫صلون الواحد وليس معه أحد‬ ‫المسجد فوجد الناس أوزاعا؛ ي‬
‫واآلخر ومعه الرجل أو الرجالن أو أكثر‪ ،‬فجمع الناس للصالة‬
‫ً‬ ‫أبي َ‬
‫وراءَ إمام واحد‪ ،‬وعيَّن َّ‬
‫بن كعب إماما لهم‪ ،‬وقال بعد ذلك‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأمرهم أن يصلوا التراويح عشرين ركعة ثم‬ ‫نعمت البدعة هذه‪.‬‬
‫الشفع والوتر‪ ،‬فصاروا يصلون ثالثا و عشرين ركعة‪.‬‬
‫ولم يوجد من فقهاء الصحابة من اعترض على ذلك أو‬
‫ًّ‬
‫استنكره‪ ،‬فصار إجماعًا سكوتيا‪ .‬وهذا هو المشهور لدى أكثر أهل‬
‫العلم‪ ،‬من أهل الحديث والفقه‪ ،‬وقد أخذ بهذا الحنفية و الشافعية‬
‫ست وثالثون ركعة‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫والحنابلة‪ .‬وأما المالكية فالتراويح عندهم‬
‫ويتبعها الشفع و الوتر ثالث ركعات‪ ،‬فيكون مجموع التراويح‬
‫عندهم ومعها الشفع والوتر ً‬
‫تسعا و ثالثين ركعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجماعة في التراويح وكونها في المسجد وسنيتها واستحبابها أمر بين‪،‬‬


‫َّ‬
‫كما قاله الشيخ إال من شذ‪ ،‬وأما لفظ االستحباب فاألمر سهل عند الفقهاء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫سنة قولية‬‫ونظرا إلى أن عدد ركعات التراويح لم يُنقل بتحديده ُ‬
‫ً‬
‫أو فعلية عن رسول اهلل ‘‪ .‬وقد جاء تحديد العدد ممن أ ُ ْ‬
‫مرنا‬
‫باتباع سنته‪ ،‬وهو عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬فهو أحد‬
‫الخلفاء الراشدين‪ ،‬وقد قال رسولنا محمد ‘‪> :‬عليكم بسنتي‬
‫وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي‪ ،‬تمسكوا بها وعضوا‬
‫عليها بالنواجذ<(‪.)1‬‬
‫فصالة التراويح مشروعة على سبيل االستحباب‪ ،‬وفعلها‬
‫ً‬
‫جماعة في المسجد مشروع على سبيل االستحباب‪ ،‬وذلك بفعل‬
‫ٌ‬
‫رسول اهلل ‘‪ .‬وتحديد ركعاتها بعشرين ركعة مشروع بسنة الخليفة‬
‫الراشد المهدي عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ .‬وقد أ ُ ْ‬
‫مرنا باتباع‬
‫(‪)2‬‬
‫سنته باعتباره أحد الخلفاء الراشدين المهديين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ ،)4607‬والترمذي (‪ ،)2676‬وابن عبد البر في >جامع‬


‫بيان العلم< (ص‪ ،)483- 482 :‬وقال‪ :‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬وقال أبو نعيم ‪ -‬فيما نقله ابن رجب‬
‫في >جامع العلوم والحكم< ص‪ :-)28( 581 :‬هو حديث جيد‪ ،‬من صحيح‬
‫حديث الشاميين‪ ،‬ولم يتركه البخاري ومسلم من جهة إنكار منهما له‪ ...‬انتهى‪ .‬وقال‬
‫ابن تيمية رحمه اهلل تعالى في >مجموع الفتاوى< (‪ :)309/20‬وقد ثبت في الحديث‬
‫الصحيح حديث العرباض بن سارية‪ ،...‬وقال في (‪ :)319/21‬وقد قال صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن وصححه الترمذي وغيره‪ ،... :‬انتهى‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )2‬وقال ابن تيمية في >مجموع الفتاوى< (‪ :)157/3‬ثم من طريقة أهل السنة‬
‫والجماعة‪ :‬اتباع آثار رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم باطنا وظاهرا‪ ،‬واتباع سبيل‬
‫=‬

‫‪20‬‬
‫وما قيل بأنه جاء في >موطأ اإلمام مالك< بأن عمر بن الخطاب‬
‫ُ‬
‫رضي اهلل عنه حدد التراويح بعشر ركعات ال يقابل بما اشت ِهر لدى‬
‫(‪)1‬‬ ‫َّ‬
‫أهل العلم من أنه رضي اهلل عنه حدد عددها بعشرين ركعة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫في‬ ‫فقد ذكر الشوكاني رحمه اهلل في كتابه >نيل األوطار<‬
‫معرض شرحه ما جاء في >موطأ مالك< قال‪> :‬كان الناس في زمن‬
‫عمر يقومون في رمضان بثالث و عشرين ركعة<‪ .‬قال الشوكاني‪:‬‬
‫قوله‪> :‬بثالث و عشرين ركعة<؛ قال ابن إسحاق‪ :‬وهذا أثبت ما‬
‫سمعت في ذلك‪.‬‬

‫السابقين األولين من المهاجرين واألنصار واتباع وصية رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم حيث قال‪> :‬عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي‬
‫تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات األمور فإن كل محدثة بدعة‬
‫وكل بدعة ضاللة<‪ .‬انتهى‪ .‬وقال أيضا في (‪ :)209/24‬بعدما ذكر هذا الحديث‪:‬‬
‫فمن تمسك بسنة الخلفاء الراشدين فقد أطاع اهلل ورسوله‪ ...‬انتهى‪ .‬قلت‪ :‬فاتباع سنة‬
‫الخلفاء اتباع لسنته ‘‪.‬‬
‫(‪ )1‬هذا هو الحق‪ ،‬وليراجع للتفصيل كتاب >تصحيح حديث صالة التراويح‬
‫عشرين ركعة< للشيخ إسماعيل األنصاري و >ركعات تراويح< للمحدث الكبير‬
‫س الحرم المدني‬ ‫ُ‬
‫العالمة حبيب الرحمن األعظمي رحمهما اهلل تعالى‪ ،‬وكتاب مدر ِ‬
‫‪ -‬طوال سنين ‪ -‬الشيخ عطية سالم رحمه اهلل تعالى >التراويح أكثر من ألف عام في‬
‫ُ‬
‫مسجد النبي صلى اهلل عليه وسلم< أكبر شاهد وأظهر دليل لما قال الشيخ المؤلف‪،‬‬
‫ُ‬
‫والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى‪ ،‬وجزى اهلل المؤل ِفين رحمهم اهلل عنا وعن‬
‫ُ‬
‫األمة اإلسالمية جميعا‪.‬‬
‫(‪> )2‬نيل األوطار< (‪ ،)65/3‬باب صالة التراويح‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وقال الشوكاني‪ :‬وروى محمد بن نصر من طريق عطاء قال‪:‬‬
‫ُ َ ُّ‬
‫صلون عشرين ركعة وثالث ركعات الوتر<‪،‬‬ ‫>أدركتهم في رمضان ي‬
‫قال الحافظ‪ :‬الجمع بين هذه الروايات ممكن باختالف األحوال‪،‬‬
‫ويحتمل أن ذلك االختالف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في معرض كالمه عن التراويح‬ ‫وقال ابن قدامة في >المغني<‬
‫وفضلها وعددها قال‪ :‬والمختار عند أبي عبد اهلل ‪-‬يقصد اإلمام‬
‫أحمد رحمه اهلل تعالى‪ -‬فيها عشرون ركعة‪ .‬وبهذا قال الثوري وأبو‬
‫حنيفة و الشافعي‪ ،... ،‬وقال رحمه اهلل في موضع آخر‪ :‬وروى‬
‫مالك عن يزيد بن رومان قال‪ :‬كان الناس يقومون في زمن عمر في‬
‫رمضان بثالث و عشرين ركعة‪ .‬وعن ّ‬
‫علي أنه أمر رجال يصلي بهم‬
‫في رمضان عشرين ركعة‪ ،‬وهذا كاإلجماع‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من المعلوم لدى الجميع بأن الذي عليه أهل العلم من‬
‫أسالفنا منذ عهد مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه‬
‫اهلل إلى وقتنا الحالي وصالة التراويح عشرون ركعة‪ ،‬ويتبعها الشفع‬
‫والوتر ثالث ركعات‪ ،‬حتى صدرت الفتاوى من سماحة الشيخ عبد‬
‫العزيز بن باز ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬باختصارها إلى عشر ركعات يتبعها‬
‫الشفع والوتر ثالث ركعات‪.‬‬

‫(‪> )1‬المغني< (‪.)604/2‬‬

‫‪22‬‬
‫فأضاعت هذه الفتاوى على المسلمين نصف صالة التراويح‪،‬‬
‫وضاع من ذلك تالوة ما يتيسر من القرآن‪ ،‬والكثير من الركوع‬
‫والسجود والذكر والحمد واالستغفار وتمجيد الرب والصالة على‬
‫رسول اهلل وآله والدعاء‪ ،‬وذلك في شهر كريم؛ َمن تق َّرب فيه‬
‫(‪)1‬‬
‫بخصلة من الخير كان كمن أ َّدى فريضة فيما سواه‪.‬‬
‫ٍ‬

‫ُ‬
‫(‪ )1‬الحديث بطوله أخرجه ابن خزيمة في >صحيحه< (‪ ،)1887‬وقال‪ :‬إن صح‬
‫الخبر‪ ،‬والبيهقي في >شعب اإليمان< (‪ ،)3336‬وضعفوه لعلي بن زيد بن جدعان‪.‬‬
‫ُ‬
‫قلت‪ :‬ومع ضعفه أخرجه أيضا ابن أبي الدنيا في >فضائل شهر رمضان< (‪،)41‬‬
‫ُ‬
‫وكذا ابن شاهين في >فضائل شهر رمضان< (‪ ،)15‬وعبد الغني النابلسي في >فضائل‬
‫شهر رمضان< (‪ ،)24‬والبيهقي في >فضائل األوقات< (‪ ،)37‬والمنذري في‬
‫>الترغيب والترهيب<‪ ،‬وكأن هذا مما يُقبل ويُروى في فضائل األعمال عند بعض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سمعت ‪ -‬وأنا في المدينة المنورة‪ -‬األستاذ الدكتور الشيخ علي بن‬ ‫دون بعض‪ ،‬وقد‬
‫المسجد النبوي الشريف‬
‫ِ‬ ‫عبد الرحمن الحذيفي حفظه اهلل تعالى ‪ -‬إمام وخطيب‬
‫ُ‬
‫وأستاذ الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة منذ خمسين سنة تقريبا ‪ -‬يُذكر بهذا‬
‫الحديث بكل بشاشة وقوة في خطبته للجمعة المباركة في المسجد النبوي الشريف‬
‫ِ‬
‫من هذا العام في اليوم ‪ 20‬من شهر شعبان ‪1445‬هـ‪ ،‬وهذا رابطه‪:‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Kt7dG-lWheM‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بعضهم هذا الحديث من حيث المعنى من أنه يعارض الحديث‬ ‫وما علل به‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫سهل أيضا بالجمع بينهما على طريقة الفقهاء‪.‬‬ ‫فالمخرج منه‬ ‫الصحيح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لست ممن يتعصب لهذا الحديث‪ ،‬بل أنكر على شدة إنكار من‬ ‫قلت‪ :‬ولكني‬
‫أنكر عليه‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ُ‬
‫وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬يقصد بذلك‬
‫تم األخذ بفتواه في غالب‬
‫بسنة رسولنا محمد ‘‪ 1 .‬وقد َّ‬
‫( )‬
‫ِ‬ ‫األخذ‬
‫ً‬
‫مساجد المملكة كمَّ ا ال كيفا! حيث كان ‘ يصلي الخمس‬
‫َّ‬
‫مطولة يقرأ في الركعة بالمائتي آية من آيات‬ ‫التسليمات بقراءة‬
‫القرآن‪ ،‬وقد كان سجوده وركوعه مثل قيامه طوال‪ ،‬فأخذ الناس‬
‫بفتوى الشيخ من حيث الكم ‪-‬العدد‪ -‬دون الكيف‪.‬‬
‫ُ‬
‫وكم حمدنا اهلل على أن والة أمورنا ‪-‬أثابهم اهلل وأدام توفيقهم‪-‬‬
‫َ‬
‫رفضوا رغبة بعض الناس في األخذ بفتوى عبد العزيز بن باز‬
‫وتطبيقها في الحرمين الشريفين‪ ،‬وأكدوا على ضرورة البقاء على ما‬
‫كان عليه العمل في التراويح منذ مئات السنين‪ .‬وهو ثالث‬
‫وعشرون ركعة بما في ذلك الشفع والوتر‪ .‬جعل اهلل ذلك في‬
‫موازين حسناتهم وضاعف لهم األجر والمثوبة‪ .‬فقد حفظوا‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫للمصلين في الحرمين الشريفين عماًل صالحا في التراويح‪ ،‬أضاعته‬
‫شيخنا عبد العزيز بن باز في المساجد الكثيرة في المملكة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فتوى‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ونأمل أن يستمر والة أمورنا في رفض األخذ بفتوى الشيخ ابن‬
‫َ‬
‫الجازم‬ ‫َ‬
‫الرفض‬ ‫باز في اختصار التراويح‪ ،‬وأن ينال ذلك االقتراح‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الحازم نصحا للمسلمين وبقاءً على سنة الفاروق رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫ُ‬
‫(‪ )1‬أي‪ :‬على ما فهمه ابن باز وهذا المؤلف رحمها اهلل تعالى! ونتحدث عنه‬
‫في موضعه إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أهم عامل من عوامل‬
‫ِّ‬ ‫ط على‬ ‫وإضاعة وتسل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫حرمان‬
‫ٍ‬ ‫فهو اقتراح‬
‫ٍ‬
‫الجهود‬
‫ِ‬ ‫ومضاعفة‬
‫ِ‬ ‫تقوية الرابطة برب العالمين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الدعوة العلمية إلى‬
‫إبراز روحانية اإلسالم في حرم اهلل لمن كان في المسجد الحرام‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫َ‬
‫أم كان خارجه‪ ،‬داخل المملكة أو خارجها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ونحن نحسن الظن بأهل االقتراح‪ ،‬ونؤكد ضرورة رفضه‪.‬‬
‫والتأكيد على أئمة المساجد الذين أخذوا بفتوى اختصار التراويح‬
‫إلى األخذ بسنة الرسول ‘ من الجانب الكيفي‪ ،‬حيث إنه ‘ كان‬
‫يقرأ في الركعة بالمئتين من اآليات و يطيل الركوع و السجود بمثل‬
‫طول قيامه للقراءة‪ .‬فإن لم يستطيعوا فعليهم الرجوع إلى ما كان‬
‫الم َ‬
‫ض ِّيعة للخير‪.‬‬ ‫عليه أسالفهم قبل هذه الفتاوى ُ‬
‫َ‬
‫اقتراح اختصار التراويح في حال األخذ به ي ُ َ‬
‫ض ِّيع‬ ‫وال شك أن‬
‫نصف العمل الصالح من‬ ‫َ‬ ‫على من يصلي التراويح في الحرمين‬
‫وقت كان يقضي‬
‫ٍ‬ ‫إضاعة‬
‫ِ‬ ‫مناجاة رب العالمين‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫الصالة‪ ،‬ومن‬
‫ُ‬
‫غالب‬ ‫َ‬
‫مجالس‬ ‫في مناجاة رب العالمين‪ ،‬فصار يقضي بعد ذلك في‬
‫االشتغال فيها بالغيبة و النميمة أو مشاهدة المسلسالت الفضائية أو‬
‫غير ذلك مما ال خير فيه‪.‬‬
‫فباسم إخواني المسلمين في مكة والمدينة وفي غيرهما من‬
‫أتقدم إلى والة أمورنا‪ :‬أال يلتفتوا إلى هذا االقتراح‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أرض اهلل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فنتيجته الحرمان والضياع والخسارة والتأثير على هويَّ ِتنا اإلسالمية‪،‬‬
‫ال سيما فيما يتعلق بعالقة العباد بربهم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ٌ‬
‫ودعوة األخذ بسنة رسول اهلل ‘ في اختصار التراويح دعوة إلى‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫باجتهاد يَظهر ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬خطؤه‪ ،‬وإن كان قد صدرت به‬
‫ٍ‬ ‫األخذ‬
‫فتوى شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز‪ ،‬فهو ‪ -‬رحمه اهلل ‪ٌ -‬‬
‫بشر‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫معرض للخطأ والصواب‪ .‬و هى فتوى معارضة لسنة أحد الخلفاء‬
‫ول َما‬ ‫(‪)1‬‬
‫الراشدين وللمذاهب الثالثة ‪-‬الحنفية والشافعية والحنابلة‪ِ -‬‬
‫ُ‬
‫غالب المسلمين منذ مئات السنين‪.‬‬ ‫عليه‬
‫وقد َّ‬
‫تم في صالة التراويح وعددها اإلجماع السكوتي من‬
‫الصحابة من عهد عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ .‬ولقد أضعنا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والكيف‬ ‫بتطبيق هذه الفتاوى الك ّم مما عليه أصحاب رسول اهلل ‘‬
‫مما هو سنة رسولنا محمد ‘‪ ،‬أسأل اهلل سبحانه أن يحفظ لنا والة‬
‫(‪)2‬‬ ‫أمورنا وأن ي ُ َّ‬
‫عز بهم دينه وأن يعزهم بحفظ دينه‪ .‬واهلل المستعان‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )1‬قلت‪ :‬بل والمالكية أيضا كما هو ظاهر‪.‬‬


‫(‪> )2‬بحوث وفتاوى في بعض مسائل الطهارة والصالة<‪( ،‬ص‪ )43-40‬دار‬
‫ُ‬
‫عالم الكتب بالرياض‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1435‬هـ‪ 2014/‬م‪ ،‬وقد نقله عنه شيخنا‬
‫محدث ديار بنغالديش فضيلة الشيخ عبد المتين حفظه اهلل تعالى ورعاه في كتابه‬
‫العظيم >كفاية المغتذي في شرح جامع الترمذي< المطبوع من المؤسسة العلمية‬
‫بنغالديش (‪.)61-58/6‬‬

‫‪26‬‬
‫ُ‬
‫خطأ االجتهاد في ضياع التراويح‬

‫‪27‬‬
‫مقالة منشورة في جريدة >الرياض<‬
‫حر‬
‫خطأراالجتهادريفرضياعرالرتاوي ر‬

‫صالة التراويح من سمات شهر رمضان المبارك‪ ،‬وهي صالة‬


‫مشروعة على سبيل االستحباب‪ ،‬ثبت أن رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم صالها جماعة في المسجد‪ .‬صالها أول ليلة من رمضان‬
‫ومعه بعض أصحابه‪ ،‬وصالها الليلة الثانية ومعه العدد الكثير من‬
‫أصحابه‪ ،‬وصالها الليلة الثالثة وقد امتأل المسجد بالمصلين معه‪،‬‬
‫وصالها الليلة الرابعة وقد ضاقت الطرقات المحيطة بالمسجد بعد‬
‫امتالئه‪ ،‬ثم صار يصليها في بيته‪ ،‬وعلل ذلك صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بأنه خشي أن تفرض فتعجز أمته عن أدائها‪ ،‬وهذا يدل على أمور‬
‫منها‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬صالة التراويح سنة صالها صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولم ينقل‬
‫عنه أنه أمر بصالتها على سبيل الوجوب‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬السنة في أدائها أن تكون جماعة وفي المسجد‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يُنقل عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم تحديد لعدد‬
‫صالة التراويح حيث صالها أربع تسليمات وخمس تسليمات‪ .‬وفي‬

‫‪28‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رواية‪ :‬ست تسليمات والوتر‪.‬‬
‫‪ -4‬حرص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على أمته بالرأفة‬
‫‪ٞ‬‬ ‫ٓ ُ‬ ‫ََ‬
‫ورفع الحرج ودفع العنت قال تعالى‪ :‬ﵟلق ۡد َجا َءك ۡم َر ُسول م ِّۡن‬
‫ُۡ ۡ َ َُ ‪ٞ‬‬ ‫ُ ۡ َ ٌ َ َ ۡ َ َ ُّ ۡ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫وف َّرح ‪ٞ‬‬
‫ِّيم‬ ‫يص عل ۡيكم بِّٱلمؤ ِّمنِّين رء‬ ‫أنفسِّكم ع ِّزيز عليهِّ ما عنِّتم ح ِّر‬
‫‪١٢٨‬ﵞ [التوبة‪.]128 :‬‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يصلي صالته على أحسن هيئة‪،‬‬
‫َ‬
‫فكان يطيل قيامه بقراءة‪َ ،‬ورد أن الركعة قد تزيد القراءة فيها على‬
‫أربعة أجزاء‪ ،‬وكان ركوعه وسجوده قدر قيامه‪.‬‬
‫ثم بعد وفاته صلى اهلل عليه وسلم اتبع أصحابه رضي اهلل عنهم‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫سنته في صالة التراويح جماعة وفي المسجد‪ ،‬وفي عهد أمير‬
‫بترتيب صالة‬
‫ِ‬ ‫المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قام‬
‫َ‬
‫التراويح‪ ،‬حيث دخل مسجد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫ً‬
‫رمضان‪ ،‬فوجد الناس يصلون التراويح أوزاعا‪ ،‬هذا يصلي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحده‪ ،...‬وهذا يصلي ومعه الرجل أو الرجالن‪ ،‬وهذا يصلي ومعه‬
‫ُ‬
‫الرهط وهكذا‪.‬‬

‫(‪ )1‬قلت‪ :‬كذا قال حفظه اهلل تعالى!‪ ،‬ولكن هذا العدد كلها في التهجد‪ ،‬أما‬
‫التراويح فاألمر مختلف عنه تماما‪ ،‬والتفصيل في كتاب >ركعات التراويح<‬
‫للمحدث الكبير العالمة حبيب الرحمن األعظمي رحمه اهلل تعالى وغيره‪ ،‬فليراجع‬
‫هناك‪ ،‬وقوله ست تسليمات والوتر كما في رواية ابن عباس رضي اهلل عنه عند‬
‫البخاري في >صحيحه< (رقم ‪.)992‬‬

‫‪29‬‬
‫ُ‬
‫فجمع المصلين وراءَ إمام واحد ‪ -‬هو كعب بن أبي رضي اهلل‬
‫ووجه أن تكون عشرين ركعة‪ )1(،‬وثالث ركعات هي الشفع‬ ‫َّ‬ ‫عنه‪،‬‬
‫والوتر‪ ،‬فاستجاب أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لهذا‬
‫ْ‬
‫التوجيه‪ ،‬ولم ي ُنقل عن أحد منهم اعتراضه على ذلك‪ ،‬فكان هذا‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫من أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إجماعا سكوتيا‪ .‬وأهل‬
‫(‪)2‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫السكوتي من مصادر التشريع‪.‬‬ ‫العلم يعتبرون اإلجماع‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫غالب أهل العلم هذه السنة المباركة من عمر بن‬ ‫وقد تلقى‬
‫الخطاب رضي اهلل عنه ونصحوا بها‪ ،‬فأخذها العموم‪ ،‬وصارت‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫صالة التراويح على هذا المسلك ثالثا وعشرين ركعة‪ ،‬يُستكمل بها‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫في رمضان في الغالب قراءة كامل كتاب اهلل جهرا يسمعه كل‬

‫(‪ )1‬وقد أشرنا فيما سبق تعليقا أن عمر رضي اهلل عنه ممن جمعهم على إمام واحد‬
‫بعد أن كانوا يصلون بجماعات‪ ،‬ولم يقل عن عدد ركعات التراويح شيئا‪ ،‬حتى‬
‫أبي بن كعب في هذا ‪-‬أي طريقة أداء الصالة جماعة‪ -‬أول األمر‪ ،‬ثم لما‬ ‫خالفه ُّ‬
‫وافقه أبي رضي اهلل عنه ذهب ليصلي بالناس‪ ،‬فصلى عشرين ركعة‪ ،‬فظهر أنه كان‬
‫عدد الركعات توقيفا من النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬كما رواه الضياء المقدسي في‬
‫>المختارة< (‪ )1161‬بإسناده عن أحمد بن منيع به‪ ،‬عن ّ‬
‫أبي بن كعب رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫أن عمر أمر أبيا أن يصلي بالناس في رمضان‪ ،‬فقال‪ :‬إن الناس يصومون النهار وال‬
‫يحسنون أن يقرؤ وا‪ ،‬فلو قرأت القرآن عليهم بالليل‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين هذا‬
‫شيء لم يكن‪ ،‬فقال‪ :‬قد علمت‪ ،‬ولكنه أحسن‪ ،‬فصلى بهم عشرين ركعة‪ .‬وهو في‬
‫>إتحاف الخيرة المهرة< (‪.)1726‬‬
‫(‪ )2‬قلت‪ :‬وليس هذا من قبيل اإلجماع السكوتي فقط‪ ،‬بل اإلجماع العملي‬
‫الظاهر‪ ،‬ولكن ليس هذا موضع البسط والتفصيل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫المصلين من ذكور وإناث‪ ،...‬وفي عصرنا الحاضر ‪-‬ومع األسف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫الشديد على الضياع‪ -‬جاءت مناداة من علماء لهم ثقلهم ووزنهم‬
‫في مجال العلم والدراية إال أنهم غير معصومين من الخطأ‪ .‬نادوا‬
‫باالقتصار بالتراويح على خمس تسليمات اقتداءً برسول اهلل ‘ في‬
‫ً‬
‫صالته في قيام الليل مطلقا‪.‬‬
‫ُ‬
‫وسارع أهل األهواء باالستجابة لهذا النداء‪ ،‬واقتصروا في‬
‫صالتهم التراويح على خمس تسليمات والشفع والوتر‪ .‬فأخذوا‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالسنة في العدد دون أخذهم بالسنة بالكيف؛ حيث إن صالة‬
‫التراويح في غالب المساجد بعد االستجابة لهذا التخفيض ال‬
‫تتجاوز ثلث ساعة‪ ،‬وبعضها أقل من ذلك‪.‬‬
‫وقد حاول هؤالء الدعاة ‪-‬عفا اهلل عنهم وغفر لهم‪ -‬أن تستجيب‬
‫ُ‬
‫رئاسة الحرمين لهذا التخفيض‪ ،‬ولكن القائمين على شؤون‬
‫العليا رفضوا هذا النداءَ‪ ،‬واستمروا‬ ‫الحرمين وبتوجيه من قيادتنا ُ‬
‫ّ‬
‫على سنة الفاروق من حيث العدد والكيف المناسب للحال‪ .‬وقاموا‬
‫ً‬
‫جزاهم اهلل خيرا باختيار أئمة ذوي أصوات ندية في القراءة‬
‫مشجعة‪ ،‬فكانت التراويح في الحرمين متعة قلبية تهوى إلى‬
‫مئات األلوف من الحريصين على استباق‬ ‫ُ‬ ‫االستمتاع بها وصالتها‬
‫الخيرات‪.‬‬
‫َ‬
‫فيا أئمة مساجدنا في عموم بالدنا! أال ترون أنكم حرمتم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نصف أعمال صالحة كانوا يضيفونها إلى‬ ‫إخوانكم المصلين معكم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حسناتهم‪ ،‬وأضعتم بذلك عليهم سن َّة من أمرنا بسن َّ ِته من الخلفاء‬

‫‪31‬‬
‫الراشدين‪ ،‬وهو عمر بن الخطاب ‪-‬رضي اهلل عنه ‪ ،-‬فال نحن بهذه‬
‫ّ‬
‫االستجابة للتخفيض أخذنا بسنة رسولنا في كيفية الصالة استجابة‬
‫ٗ‬ ‫ۡ ُ ُ ۡ َ ُّ ُ َ‬
‫ك ۡم أ ۡح َس ُن َع َملا ۗ ﵞ [هود‪ ،]7 :‬وال نحن‬‫لقول اهلل تعالى‪ :‬ﵟل َِّيبل َوكم أي‬
‫ّ‬
‫أخذنا بسنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه في العدد‬
‫والكيف المناسب للحال‪.‬‬
‫وال يجوز لنا أن نحتج بتوجيه سماحة شيخنا الشيخ عبدالعزيز‬
‫ُ‬ ‫بن باز‪ ،‬فهو ‪ -‬رحمه اهلل ‪َّ -‬‬
‫وجه بالتخفيض وبشرط أن تكون هيئة‬
‫ً ّ‬
‫الصالة مقاربة لسنة رسولنا صلى اهلل عليه وسلم إن لم تكن وفقها‪.‬‬
‫ّ‬
‫فنحن بهذا التخفيض لم نأخذ بسنة رسول اهلل من حيث الكيف‪،‬‬
‫ّ‬
‫ولم نأخذ بسنة عمر رضي اهلل عنه من حيث العدد‪ ،‬ولم نأخذ‬
‫بالتخفيض من حيث الكيف استجابة لفتوى شيخنا الشيخ عبدالعزيز‬
‫بن باز‪ ،‬وإنما أخذنا بالضياع والحرمان‪ ،‬وال ي ُورد علينا ‪ -‬ونحن‬
‫ننادي بالعودة إلى ما كان عليه أسالفنا في التراويح ‪ -‬أن الناس‬
‫فباب المسجد مفتوح يصلي المأموم ما‬ ‫ُ‬ ‫يستثقلون العشرين ركعة‪،‬‬
‫أراده ثم ينصرف إن رغب‪ .‬وال يجوز أن تكون رغبته ورغبة أمثاله‬
‫ً‬
‫سببا لحرمان المسلمين من ذوي االستباق في الخير والرغبة في‬
‫االستزادة منه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأكاد أقسم باهلل أن شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز ‪ -‬وهو حامل‬
‫لواء الدعوة إلى التخفيض ‪ -‬لو رأى ما آل إليه األمر من وضع‬
‫تخفيض إلى النصف مع تسابق بين األئمة أيهم‬‫ٌ‬ ‫صالة التراويح‬
‫ُ‬
‫أسرع في أدائها وإنهائها‪ ،‬لو رأى ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬ما آلت إليه دعوته‬

‫‪32‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫لسارع إلى الرجوع عنها‪ ،‬فواهلل لم يُرد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬إضاعة الخير‬
‫على المسلمين‪ ،‬وإنما أراد التوجيه إلى حسن العمل دون عدد‪.‬‬
‫ُ‬
‫وخالصة القول أدعو إخواني المسلمين وعلى رأسهم أئمة‬
‫المساجد‪ :‬أن يرجعوا بصالتهم التراويح إلى ما كان عليه سلفهم‬
‫الصالح‪ ،‬فنحن بهذا التخفيض ما اتبعنا سن َّة رسولنا صلى اهلل عليه‬
‫وسلم في الكيف‪ ،‬وال اتبعنا سن َّة الخليفة الراشد في العدد‪ ،‬وال‬
‫أخذنا بمناداة مشايخنا وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز ‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رحمه اهلل ‪ -‬في العناية بكيفية الصالة قياما وركوعا وسجودا وتالوة‬
‫للقرآن‪ ،‬وإنما أخذنا بمبدأ السباق أينا ينهي التراويح قبل اآلخر‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وجه القول إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز آل‬ ‫وفي ختام قولي أ ِّ‬
‫الشيخ ‪ -‬المفتي العام ‪ -‬أن يعمل إلعادة الناس إلى ما كان عليه‬
‫سلفهم الصالح من آبائهم وأجدادهم‪ ،‬ومن سبقهم من أهل الخير‬
‫والفضل والصالح واستباق الخيرات‪.‬‬
‫فتوجيه من سماحته ‪-‬بصفته المفتي العام للدولة‪ -‬سيكون‬
‫استجابة إن شاء اهلل ولو من بعض أئمة المساجد‪ ،‬ومن لم يستجب‬
‫ضغط أهل‬
‫ِ‬ ‫اآلن من األئمة فسيستجيب بعد ذلك إن شاء اهلل بحكم‬
‫المسجد عليه‪ .‬وفق اهلل الجميع لما فيه مرضاة اهلل وهداه واهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫المستعان‪.‬‬

‫(‪ )1‬وقد صدرت مقالته في جريدة >الرياض< (من الشبكة) الثالثاء ‪ 23‬رمضان‬
‫‪ 1432‬هـ ‪ 23 -‬اغسطس ‪2011‬م ‪ -‬العدد ‪ ،15765‬والرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alriyadh.com/661375‬‬

‫‪33‬‬
‫امللحق ر‪ :‬ر‬
‫رندا رءرجامع رةرداررالعلومرديوبن ردر ر‬

‫وقد أصدر نائب رئيس دار العلوم ديوبند ‪-‬أكبر وأعظم هيئة‬
‫تعليمية دينية في ديار الهند الكبرى‪ :-‬فضيلة الشيخ عبد الخالق‬
‫َ‬
‫المدراسي‪ ،‬بيانا صحفيا‪ ،‬أظهر فيها حيرتهم مما حدث في‬
‫الحرمين الشريفين من البقاء على تغيير واختصار التراويح من‬
‫َ‬
‫عشرين إلى العشر من بعد فيروس (الكرونا)‪ ،‬وأن هذا مما‬
‫يؤذي المسلمين عامة‪ ،‬وأكدوا على إعادتها إلى ما كان عليه‬
‫من زمن السلف‪ ،‬وقد أرسلوا رسالة إلى والة األمور بالمملكة‬
‫ُّ‬
‫السعودية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫نائب رئيس الجامعة من منظمات وهيئات‬ ‫وأكد وطلب‬
‫دينية وعلمية من مختلف البالد أن يقدموا هذا الطلب إلى‬
‫السفارة السعودية(‪.)1‬‬

‫‪307https://darululoom-deoband.com/news/?p= 1‬‬

‫‪34‬‬
‫نص نداء دار العلوم ديوبند باللغة األردية‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪‬‬
‫خالصة ما تحتوي هذه الرسالة ‪4 ....................‬‬
‫كلمات مهمة تتعلق بالفتوى ‪6 .....................‬‬
‫تعريف بالمؤلف ومكانته العلمية ‪11 ..................‬‬
‫نسبه وحياته ‪11 ...................................................‬‬
‫دراسته ‪11 ........................................................‬‬
‫شيوخه ‪12 ........................................................‬‬
‫مسيرته ‪12 ........................................................‬‬
‫مؤلفاته ‪14 ........................................................‬‬
‫نص الرسالة‪ :‬مشروعية صالة التراويح ‪17 ..............‬‬
‫مقالته‪ :‬خطأ االجتهاد في ضياع التراويح ‪28 .............‬‬
‫نداء جامعة دار العلوم ديوبند ‪34 ....................‬‬
‫***‬

‫‪36‬‬
‫من إصدارات‬

‫(‪< )1‬كفاية المغتذي في شرح جامع الترمذي>؛‬


‫(‪< )2‬الدرر الثمينة في مصطلح السنة> كالهما للمحدث الشيخ عبد‬
‫المتين حفظه اهلل تعالى ورعاه‪.‬‬
‫(‪< )3‬كلمات عن أخبار الشيخ محمد عبد المالك>‪ ،‬للشيخ أبو صائم‬
‫حفظه اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪< )4‬االعتبار بما ورد في ليلة النصف من شعبان> للشيخ تحميد‬
‫المولى حفظه اهلل‪.‬‬
‫(‪< )5‬علماء ديوبند‪ :‬نماذج من حياتهم الدينية والعلمية>‪ ،‬لشيخ‬
‫اإلسالم المفتي محمد تقي العثماني حفظه اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪ )6‬مقدمات النعماني‪ ،‬للعالمة المحدث الفقيه الشيخ عبد الرشيد‬
‫النعماني رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫= باللغة البنغالية‬
‫(‪< )1‬متطلبات اإليمان>؛‬
‫(‪< )2‬الدولة والسياسة في ضوء الكتاب والسنة والسيرة> كالهما‬
‫للشيخ أبو صابر عبد اهلل حفظه اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪< )3‬التعرف على الكتب> للشيخ عبد اهلل نجيب حفظه اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪< )4‬حياة األنبياء>؛‬
‫(‪< )5‬تراجم ثالثة أعالم>؛‬

‫‪37‬‬
‫(‪< )6‬تاريخ ميالد النبي ‘> الثالثة للشيخ تحميد المولى حفظه اهلل‪.‬‬
‫(‪< )7‬دليل الحج>؛‬
‫(‪< )8‬دليل العمرة> كالهما لألستاذ عبد اهلل صهيب حفظه اهلل‪.‬‬
‫(‪< )9‬دليل األضحية>‬
‫(‪< )10‬دليل الزكاة>‬
‫(‪ )11‬المذهب الحنفي للعالمة عبد الرشيد النعماني رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫ِّ‬
‫(مجموعة بعض المقدمات والمقاالت للعالمة عبد الرشيد النعماني‬
‫التي تتعلق بالمذهب الحنفي‪ ،‬ترجمه إلى البنغالية وعلق عليه موالنا‬
‫محسن الدين خان)‪.‬‬
‫(‪< )12‬محتويات القرآن الكريم‪ :‬لمحة واحدة>‪ ،‬للشيخ راشد‬
‫الرحمن‪.‬‬
‫****‬

‫‪38‬‬
39

You might also like