Professional Documents
Culture Documents
March 2021: Article
March 2021: Article
net/publication/350063567
CITATIONS READS
0 72,669
1 author:
Mahmoud Q. Mubdir
University of Kerbala
10 PUBLICATIONS 0 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Mahmoud Q. Mubdir on 15 March 2021.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعود نظرية التحليل النفسي لـ سيجموند فرويد ( ،)1939_1856وهي أول نظرية منهجية في تحليل
الشخصية سنتعرف في هذا المقال بشكل موجز عن أبرز ما قدمهُ فرويد في تحليله للشخصية-:
حياته:
ولد في تشيكوسلوفاكيا من عائلة يهودية ،وانتقل بعد أربع سنوات إلى فينا (عاصمة النمسا حالياً) كان
والده قليل التواجد في البيت بسبب انشغاله في العمل كتاجر أصواف كثير الترحال كما ان والده لم
يكن موفقاً في عمله وكان قاسياً في تعامله مع عائلته وفرويد هو من زوجته الثانية التي تصغرهُ ب
كثير كونها تحبه وتحميه وتوفر كل متطلباته
( )20عاماً ،وألن والده غير متواجد تعلق فرويد بأمه ًا
وربما هذه الظروف التي عاشها فرويد كانت سبباً في حديثه عن (عقدة أوديب) التي سنتعرف عليها
في بنود أخرى من هذه المحاضرة ،فرويد متفوقاً في دراسته حتى أنه التحق بالمدرسة الثانوية بعمر
أصغر من باقي زمالئه ،تخرج من الثانوية بتفوق واختار أن يكون طبيباً في رغبة منهُ للحصول على
فرص للبحث العلمي ،بعد تخرجه من كلية الطب ُرِفض طلب تعيينه كمعيد في الجامعة بسبب ديانته
اليهودية وربما يكون هذا الموقف سبباً في طرحه (غريزة العدوان) توفى فرويد في عام 1939مخلفاً
وراءه ثروة معرفية للباحثين في علم النفس ونظريات كثيرة اعتمدت مسلماته وأساليب بحثه.
شبه فرويد الشخصية بالجبل الجليدي ،الجزء الذي يطفو من الجبل الجليدي اسماه فرويد (الشعور)
وهو الجزء الذي يراهُ الجميع ،وهو ليس ذا تأثير كبير في الشخصية بقدر التأثير الذي يتركهُ (الالشعور)
من وجهة نظر فرويد فاألخير هو جوهر ما قدمهُ في نظريته التحليل النفسية .فالشعور إذن يتضمن
صغير فقط من أفكارنا وأحاسيسنا وذكرياتنا أما الجزء الغاطس الذي ال يمكن مشاهدته من الجبل
ًا جزًء
يضم كل رغباتنا وغرائزنا والخبرات المكبوتة التي توجه وتحدد سلوكنا ،طرح أيضاً مصطلح ما قبل
الشعور ويقصد به تلك الخبرات التي ال تكون حاضرة في الشعور إال أنه يمكن استرجاعها بشيء من
الجهد وأيضاً الخبرات التي في طريقها إلى الكبت .إليك الشكل التالي للتوضيح-:
يرى فرويد أن الشخصية تتكون من ثالث مكونات وهي (الهو ،األنا ،األنا العليا) واليك شرح موجز
عن كل مكون- :
الهو :هو مستودع الطاقة الغريزية وهو كل فعل غريزي يسعى لإلشباع المباشر دون النظر إلى الواقع
أو مراعاته (هل يصح فعل هذا السلوك؟ هل السلوك أخالقي؟ هدفه اإلنسان من ذلك هو تحقيق لذة
اب أم خطأ ،والهو ال شعوري وفقاً لفرويد ويرى فرويد أن هذا
ما فقط دون أي اعتبار هل هو صو ٌ
المكون يستمر من الميالد إلى عامين ،حيث ينشأ المكون الثاني األنا.
األنا :وتُعد السيد العاقل للشخصية وتتمثل بالواقع وقدرة الفرد على إدراك البيئة بطريقة عقالنية وواقعية،
وينشأ هذا المكون عند الطفل من عمر ( )4_2سنوات وفيه يمكن مثالً أن يؤجل الطفل فعل التبول
إلى أن يذهب إلى المرحاض ،أخي اًر أن هذا المكون هو شعور وفيه يشبع الطفل حاجاته وفقاً للواقع
والبيئة المحيطة.
األنا العليا :ويمثل هذا المكون الجانب األخالقي(الضمير) الذي يبدأ بالتشكل لدى الطفل من عمر 5
أو 6سنوات من خالل قواعد السلوك التي يضعها الوالدان عندما يعاقبون الطفل على سلوك خاطئ
أو يثيبونه على سلوك صحيح فسيعرف ما الصواب وما الخطأ ويستمر تشكيل الضمير من خالل
المدرسة والمجتمع الخ.
تتصارع المكونات الثالثة مع بعضها قد يرفض الضمير (األنا العليا) فعل غريزي ينطلق من (الهو)
وقد ترى األنا (الواقع) أنهُ مقبول وفق متطلبات الواقع فيظهر للعيان ،فالسلوكيات التي يقوم بها الناس
تنطلق وتمر وفق فرويد بهذه المعادلة.إليك الشكل اآلتي للتوضيح- :
يرى فرويد أن الخمس سنوات األولى مهمة وهي التي تشكل شخصية األفراد في المستقبل ،ومن خالل
التطور الجنسي تحدث أن اللذة الجنسية تمر بمراحل حتى تستقر في النهاية باألعضاء التناسلية
وأثناء انتقال اللذة من مرحلة إلى أخرى يجب أن تُشبع بشكل سليم ويجب أن ينتهي الصراع المرحلي
للذة بشكل مرضي أما إذا لم ُيحل الصراع بسبب قلة اإلشباع فإن جزًءا من الطاقة النفسية(الليبدو)
متمركز في تلك المنطقة ُمحدثاً ما يسمى ب (التثبيت) على المرحلة ،وقد فسر فرويد باالستناد
ًا سيبقى
كثير من سمات الشخصية وسنرى ذلك في بنود أخرى من هذه المحاضرة .إليك اآلن
إلى التثبيت ًا
مراحل النمو الجنسي-:
.1المرحلة الفمية :تمتد هذه المرحلة من الوالدة حتى بداية الثانية تقريباً وخالل هذه الفترة يكون الفم
هو مصدر اللذة الرئيسي إذ يحصل الطفل على اللذة من خالل اللمس والعض والتهام األشياء الغريبة.
وهناك صيغتين لهذه المرحلة-:
أولهما :السلوك الفمي المندمج :يحدث قبل طلوع األسنان إذا حدث الفطام في هذه المرحلة سيتصف
الطفل عند الكبر باإلفراط بالفعاليات الفمية كاألكل والشرب والتدخين والتقبيل إلخ ...أما إذا شبع
بشكل مفرط هذا أيضاً سيؤدي إلى أن شخصيتهُ عرضة للتفاؤل واالعتماد على غيره.
ثانيهما :السلوك الفمي العدائي أو السادي :يحدث عند طلوع األسنان فالرضيع الذي يفطم خالل هذه
أكثر عرضة للتشاؤم والكره والعداء كما يكون مولع بالجدال والتهكم ويعلق تعليقات
الفترة يكون مستقبالً ُ
ساخرة والذعة إلخ...
.2المرحلة الشرجية :تبدأ هذه المرحلة في السنة الثانية وفيها يطلب من الطفل التدريب على استعمال
المرحاض وتزويده بهذه الخبرة مهم في تطور شخصيته بالشكل الصحيح ،واذا لم يتم تعليمه بشكل
صحيح أو أن الوالدين يقسون عليه فإنه ووفقاً لفرويد سيستجيب بطريقتين- :
الطريقة األولى :قد يتبرز في مكان ممنوع من قبل الوالدين واذا استعمل هذه األسلوب بكثرة فأنه سيكون
في طريقه لتكوين شخصية عدائية وهي حسب فرويد أساس اتصاف الكبار بالقسوة والتخريب والغضب
وكل اشكال السلوك السادي (العدواني).
الطريقة الثانية :يستجيب الطفل في هذه الطريقة لخيبة األمل ويحتفظ في البراز ألثارة قلق الوالدين
وانتباههم إليه وهو في هذا سيكون في طريقه لتشكيل الشخصية المتحفظة الموصوفة بالعناد والبخل
واألناقة إلى درجة الهلوسة.
.3المرحلة االوديبية:
وهي المرحلة التي تمتد من بداية السنة الرابعة إلى نهاية الخامسة وفيها يواجه الطفل مشكالت تتعلق
بأعضائه التناسلية والصراع الرئيس في هذه المرحلة يتركز حول الحب الشديد لألم والرغبة لاللتصاق
بها ويرى االبن أن األب يشكل منافس له في حب األم وبسبب ذلك يصبح الطفل غيور وعدائي تجاه
والده وهذه الحالة اسماها فرويد (عقدة أوديب) ،األمر ذاته ينطبق على الفتاة إذ تتجه نحو والدها
وتعتقد أن األم تنافسها على حب األب وهذه الحالة اسماها فرويد (عقدة الكترا) ويمكن حل الصراع
في هذه المرحلة بمحاولة تسيير الحب ليكون مقبوالً اجتماعيا وال يحمل أي رغبة جنسية حتى تنمو
األنا العليا لدى الطفل بشكل سليم.
.4مرحلة الكمون:
تُعد هذه المرحلة فترة سبات للغريزة الجنسية إذ ينشغل الطفل في هذه المرحلة في المشاركة بالفعاليات
واألنشطة المدرسية المختلفة التي سيمارسها الطفل ذلك أن هذه المرحلة تمتد من دخول الطفل المدرسة
بعمر ( )6سنوات إلى تخرجه عند نهاية سن (.)11
.5المرحلة التناسلية- :
تبدأ عادةً من بداية البلوغ الجنسي والصراع الذي يواجههُ المراهق في هذه المرحلة يكون أقل من
الصراع الذي واجههُ في المرحلتين الفمية والشرجية لكون أن المراهق في هذه المرحلة تحت تأثير
األنظمة والعادات والتقاليد االجتماعية التي تُحرم اإلفصاح والتعبير عن الطاقة الجنسية ،لذا فهو
يحاول الحصول على اإلشباع عن طريق األعالء أو التسامي في محاوله لتحويل التعبير غير المقبول
عن هذه الغريزة إلى صيغ مقبولة اجتماعياً.
.1التداعي الحر :تحدثنا مسبقاً عن هذا األسلوب وقلنا إن فرويد كان يطلب من مريضه أن يجلس
أبدا حتى لو كان حديثهُ تافهاً ،إذ يرى
على أريكه ويتحدث عن كل ما يجول في خاطره دون مقاطعته ً
فرويد أن إعادة األفكار المكبوتة (الالشعورية) إلى (الشعور) فيها انعتاق وتحرر لالنفعاالت لكونها
مصدر الحالة النفسية.
تعبير رمزياً عن األفكار العدوانية والرغبات الجنسية
ًا .2تحليل األحالم :يرى فرويد أن األحالم تمثل
غير المشروعة التي في كثير من األحيان ال يمكن أن تظهر إال من خالل النوم وقد ميز فرويد بين
(المحتوى الظاهر) أي األحداث الحقيقية في الحلم و(المحتوى الكامن) وهو يشير إلى المعنى الرمزي
للحلم .مثالً :فتاة رأت اختها تدخل تابوت (محتوى ظاهر) وقد أظهر التحليل أن هذه الفتاة تكره اختها
وكانت رغبتها المكبوتة هي أن تراها ميتة (محتوى كامن).
يمكن أن ُيفاد المرشد من نظرية فرويد باالعتماد على بعض األفكار أبرزها:
.1أهمية األفكار الالشعورية التي تُحرك السلوك :قلنا أن فرويد اهتم بالخبرات الالشعورية وأوضح أن
باإلمكان الوصول لهذه الخبرات من خالل اعتماد أسلوبي (التداعي الحر) و (تفسير األحالم).
.2أهمية السنوات الخمس األولى من عمر الفردُ :قلنا أيضاً إن الخمسة سنوات األولى من ُعمر الفرد
هي التي تُشكل الشخصية المستقبلية لهُ ،فعلى المرشد أن يتعرف على طبيعة الصراعات التي واجهها
الفرد وهو في هذا العمر.
.3دور اآلليات الدفاعية في حل الصراعات أو تطورها :يبرر كل األفراد ويحرفون ويدافعون عن
أنفسهم باستخدام آليات ال شعورية طرحها فرويد وسنتعرف عليها في بنود أخرى من هذا الكتاب.
.4عقدة النقص :طرح ادلر مفهوم عقدة النقص ويقصد به :أن األشخاص الذين يعانون من عاهة
جسمية أو اجتماعية أو معرفية سيقومون بتعويض ذلك بأساليب كثيرة ويشكلون بذلك كما أطلق عليها
ادلر ((أسلوب حياة)) بعد أن يعتادوا عليها .ويرى ادلر أن هناك ثالثة مصادر أساسية للمعلومات
وهي (الترتيب الوالدي ،ذكريات الفرد ،األحالم).
.5دور القوى االجتماعية في السلوك :ترى (كارين هورني) وكل من (أريك فروم)و (هاري سوليفان)
أن للقوى االجتماعية تأثير كبير في السلوك فهم يعزون أسباب األمراض النفسية نتيجة لطبيعة القوى
االجتماعية المؤثرة ويختلفون عن فرويد ببعض الطروحات ،فعلى المرشد أن يكون ملماً بالظروف
االجتماعية التي يعيشها األفراد من أجل التوصل لفهم حاالتهم.