You are on page 1of 7

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/350063567

‫ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ‬

Article · March 2021

CITATIONS READS

0 72,669

1 author:

Mahmoud Q. Mubdir
University of Kerbala
10 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Mahmoud Q. Mubdir on 15 March 2021.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫محاضرة مختصرة لنظرية التحليل النفسي لغير المتخصصين‬

‫إعداد‪ :‬م‪.‬م محمود قحطان‬

‫ماجستير علم نفس تربوي‪/‬جامعة كربالء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تعود نظرية التحليل النفسي لـ سيجموند فرويد (‪ ،)1939_1856‬وهي أول نظرية منهجية في تحليل‬
‫الشخصية سنتعرف في هذا المقال بشكل موجز عن أبرز ما قدمهُ فرويد في تحليله للشخصية‪-:‬‬

‫حياته‪:‬‬

‫ولد في تشيكوسلوفاكيا من عائلة يهودية‪ ،‬وانتقل بعد أربع سنوات إلى فينا (عاصمة النمسا حالياً) كان‬
‫والده قليل التواجد في البيت بسبب انشغاله في العمل كتاجر أصواف كثير الترحال كما ان والده لم‬
‫يكن موفقاً في عمله وكان قاسياً في تعامله مع عائلته وفرويد هو من زوجته الثانية التي تصغرهُ ب‬
‫كثير كونها تحبه وتحميه وتوفر كل متطلباته‬
‫(‪ )20‬عاماً‪ ،‬وألن والده غير متواجد تعلق فرويد بأمه ًا‬
‫وربما هذه الظروف التي عاشها فرويد كانت سبباً في حديثه عن (عقدة أوديب) التي سنتعرف عليها‬
‫في بنود أخرى من هذه المحاضرة‪ ،‬فرويد متفوقاً في دراسته حتى أنه التحق بالمدرسة الثانوية بعمر‬
‫أصغر من باقي زمالئه‪ ،‬تخرج من الثانوية بتفوق واختار أن يكون طبيباً في رغبة منهُ للحصول على‬
‫فرص للبحث العلمي‪ ،‬بعد تخرجه من كلية الطب ُرِفض طلب تعيينه كمعيد في الجامعة بسبب ديانته‬

‫اليهودية وربما يكون هذا الموقف سبباً في طرحه (غريزة العدوان) توفى فرويد في عام ‪ 1939‬مخلفاً‬
‫وراءه ثروة معرفية للباحثين في علم النفس ونظريات كثيرة اعتمدت مسلماته وأساليب بحثه‪.‬‬

‫ُبنية الشخصية لدى فرويد‪:‬‬

‫شبه فرويد الشخصية بالجبل الجليدي‪ ،‬الجزء الذي يطفو من الجبل الجليدي اسماه فرويد (الشعور)‬
‫وهو الجزء الذي يراهُ الجميع‪ ،‬وهو ليس ذا تأثير كبير في الشخصية بقدر التأثير الذي يتركهُ (الالشعور)‬
‫من وجهة نظر فرويد فاألخير هو جوهر ما قدمهُ في نظريته التحليل النفسية‪ .‬فالشعور إذن يتضمن‬
‫صغير فقط من أفكارنا وأحاسيسنا وذكرياتنا أما الجزء الغاطس الذي ال يمكن مشاهدته من الجبل‬
‫ًا‬ ‫جزًء‬
‫يضم كل رغباتنا وغرائزنا والخبرات المكبوتة التي توجه وتحدد سلوكنا‪ ،‬طرح أيضاً مصطلح ما قبل‬
‫الشعور ويقصد به تلك الخبرات التي ال تكون حاضرة في الشعور إال أنه يمكن استرجاعها بشيء من‬
‫الجهد وأيضاً الخبرات التي في طريقها إلى الكبت‪ .‬إليك الشكل التالي للتوضيح‪-:‬‬

‫مكونات الشخصية عند فرويد‪:‬‬

‫يرى فرويد أن الشخصية تتكون من ثالث مكونات وهي (الهو‪ ،‬األنا‪ ،‬األنا العليا) واليك شرح موجز‬
‫عن كل مكون‪- :‬‬

‫الهو‪ :‬هو مستودع الطاقة الغريزية وهو كل فعل غريزي يسعى لإلشباع المباشر دون النظر إلى الواقع‬
‫أو مراعاته (هل يصح فعل هذا السلوك؟ هل السلوك أخالقي؟ هدفه اإلنسان من ذلك هو تحقيق لذة‬
‫اب أم خطأ‪ ،‬والهو ال شعوري وفقاً لفرويد ويرى فرويد أن هذا‬
‫ما فقط دون أي اعتبار هل هو صو ٌ‬
‫المكون يستمر من الميالد إلى عامين‪ ،‬حيث ينشأ المكون الثاني األنا‪.‬‬

‫األنا‪ :‬وتُعد السيد العاقل للشخصية وتتمثل بالواقع وقدرة الفرد على إدراك البيئة بطريقة عقالنية وواقعية‪،‬‬
‫وينشأ هذا المكون عند الطفل من عمر (‪ )4_2‬سنوات وفيه يمكن مثالً أن يؤجل الطفل فعل التبول‬
‫إلى أن يذهب إلى المرحاض‪ ،‬أخي اًر أن هذا المكون هو شعور وفيه يشبع الطفل حاجاته وفقاً للواقع‬
‫والبيئة المحيطة‪.‬‬

‫األنا العليا‪ :‬ويمثل هذا المكون الجانب األخالقي(الضمير) الذي يبدأ بالتشكل لدى الطفل من عمر ‪5‬‬
‫أو ‪ 6‬سنوات من خالل قواعد السلوك التي يضعها الوالدان عندما يعاقبون الطفل على سلوك خاطئ‬
‫أو يثيبونه على سلوك صحيح فسيعرف ما الصواب وما الخطأ ويستمر تشكيل الضمير من خالل‬
‫المدرسة والمجتمع الخ‪.‬‬

‫تتصارع المكونات الثالثة مع بعضها قد يرفض الضمير (األنا العليا) فعل غريزي ينطلق من (الهو)‬
‫وقد ترى األنا (الواقع) أنهُ مقبول وفق متطلبات الواقع فيظهر للعيان‪ ،‬فالسلوكيات التي يقوم بها الناس‬
‫تنطلق وتمر وفق فرويد بهذه المعادلة‪.‬إليك الشكل اآلتي للتوضيح‪- :‬‬

‫مراحل التطور الجنسي عند فرويد‪:‬‬

‫يرى فرويد أن الخمس سنوات األولى مهمة وهي التي تشكل شخصية األفراد في المستقبل‪ ،‬ومن خالل‬
‫التطور الجنسي تحدث أن اللذة الجنسية تمر بمراحل حتى تستقر في النهاية باألعضاء التناسلية‬
‫وأثناء انتقال اللذة من مرحلة إلى أخرى يجب أن تُشبع بشكل سليم ويجب أن ينتهي الصراع المرحلي‬
‫للذة بشكل مرضي أما إذا لم ُيحل الصراع بسبب قلة اإلشباع فإن جزًءا من الطاقة النفسية(الليبدو)‬
‫متمركز في تلك المنطقة ُمحدثاً ما يسمى ب (التثبيت) على المرحلة‪ ،‬وقد فسر فرويد باالستناد‬
‫ًا‬ ‫سيبقى‬
‫كثير من سمات الشخصية وسنرى ذلك في بنود أخرى من هذه المحاضرة‪ .‬إليك اآلن‬
‫إلى التثبيت ًا‬
‫مراحل النمو الجنسي‪-:‬‬

‫‪ .1‬المرحلة الفمية‪ :‬تمتد هذه المرحلة من الوالدة حتى بداية الثانية تقريباً وخالل هذه الفترة يكون الفم‬
‫هو مصدر اللذة الرئيسي إذ يحصل الطفل على اللذة من خالل اللمس والعض والتهام األشياء الغريبة‪.‬‬
‫وهناك صيغتين لهذه المرحلة‪-:‬‬

‫أولهما‪ :‬السلوك الفمي المندمج‪ :‬يحدث قبل طلوع األسنان إذا حدث الفطام في هذه المرحلة سيتصف‬
‫الطفل عند الكبر باإلفراط بالفعاليات الفمية كاألكل والشرب والتدخين والتقبيل إلخ‪ ...‬أما إذا شبع‬
‫بشكل مفرط هذا أيضاً سيؤدي إلى أن شخصيتهُ عرضة للتفاؤل واالعتماد على غيره‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬السلوك الفمي العدائي أو السادي‪ :‬يحدث عند طلوع األسنان فالرضيع الذي يفطم خالل هذه‬
‫أكثر عرضة للتشاؤم والكره والعداء كما يكون مولع بالجدال والتهكم ويعلق تعليقات‬
‫الفترة يكون مستقبالً ُ‬
‫ساخرة والذعة إلخ‪...‬‬

‫‪ .2‬المرحلة الشرجية‪ :‬تبدأ هذه المرحلة في السنة الثانية وفيها يطلب من الطفل التدريب على استعمال‬
‫المرحاض وتزويده بهذه الخبرة مهم في تطور شخصيته بالشكل الصحيح‪ ،‬واذا لم يتم تعليمه بشكل‬
‫صحيح أو أن الوالدين يقسون عليه فإنه ووفقاً لفرويد سيستجيب بطريقتين‪- :‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬قد يتبرز في مكان ممنوع من قبل الوالدين واذا استعمل هذه األسلوب بكثرة فأنه سيكون‬
‫في طريقه لتكوين شخصية عدائية وهي حسب فرويد أساس اتصاف الكبار بالقسوة والتخريب والغضب‬
‫وكل اشكال السلوك السادي (العدواني)‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬يستجيب الطفل في هذه الطريقة لخيبة األمل ويحتفظ في البراز ألثارة قلق الوالدين‬
‫وانتباههم إليه وهو في هذا سيكون في طريقه لتشكيل الشخصية المتحفظة الموصوفة بالعناد والبخل‬
‫واألناقة إلى درجة الهلوسة‪.‬‬
‫‪.3‬المرحلة االوديبية‪:‬‬

‫وهي المرحلة التي تمتد من بداية السنة الرابعة إلى نهاية الخامسة وفيها يواجه الطفل مشكالت تتعلق‬
‫بأعضائه التناسلية والصراع الرئيس في هذه المرحلة يتركز حول الحب الشديد لألم والرغبة لاللتصاق‬
‫بها ويرى االبن أن األب يشكل منافس له في حب األم وبسبب ذلك يصبح الطفل غيور وعدائي تجاه‬
‫والده وهذه الحالة اسماها فرويد (عقدة أوديب)‪ ،‬األمر ذاته ينطبق على الفتاة إذ تتجه نحو والدها‬
‫وتعتقد أن األم تنافسها على حب األب وهذه الحالة اسماها فرويد (عقدة الكترا) ويمكن حل الصراع‬
‫في هذه المرحلة بمحاولة تسيير الحب ليكون مقبوالً اجتماعيا وال يحمل أي رغبة جنسية حتى تنمو‬
‫األنا العليا لدى الطفل بشكل سليم‪.‬‬

‫‪ .4‬مرحلة الكمون‪:‬‬
‫تُعد هذه المرحلة فترة سبات للغريزة الجنسية إذ ينشغل الطفل في هذه المرحلة في المشاركة بالفعاليات‬
‫واألنشطة المدرسية المختلفة التي سيمارسها الطفل ذلك أن هذه المرحلة تمتد من دخول الطفل المدرسة‬
‫بعمر (‪ )6‬سنوات إلى تخرجه عند نهاية سن (‪.)11‬‬
‫‪ .5‬المرحلة التناسلية‪- :‬‬

‫تبدأ عادةً من بداية البلوغ الجنسي والصراع الذي يواجههُ المراهق في هذه المرحلة يكون أقل من‬
‫الصراع الذي واجههُ في المرحلتين الفمية والشرجية لكون أن المراهق في هذه المرحلة تحت تأثير‬
‫األنظمة والعادات والتقاليد االجتماعية التي تُحرم اإلفصاح والتعبير عن الطاقة الجنسية‪ ،‬لذا فهو‬
‫يحاول الحصول على اإلشباع عن طريق األعالء أو التسامي في محاوله لتحويل التعبير غير المقبول‬
‫عن هذه الغريزة إلى صيغ مقبولة اجتماعياً‪.‬‬

‫أساليب البحث والعالج‪ :‬اعتمد فرويد أسلوبين للبحث وهما‪- :‬‬

‫‪ .1‬التداعي الحر‪ :‬تحدثنا مسبقاً عن هذا األسلوب وقلنا إن فرويد كان يطلب من مريضه أن يجلس‬
‫أبدا حتى لو كان حديثهُ تافهاً‪ ،‬إذ يرى‬
‫على أريكه ويتحدث عن كل ما يجول في خاطره دون مقاطعته ً‬
‫فرويد أن إعادة األفكار المكبوتة (الالشعورية) إلى (الشعور) فيها انعتاق وتحرر لالنفعاالت لكونها‬
‫مصدر الحالة النفسية‪.‬‬
‫تعبير رمزياً عن األفكار العدوانية والرغبات الجنسية‬
‫ًا‬ ‫‪ .2‬تحليل األحالم‪ :‬يرى فرويد أن األحالم تمثل‬
‫غير المشروعة التي في كثير من األحيان ال يمكن أن تظهر إال من خالل النوم وقد ميز فرويد بين‬
‫(المحتوى الظاهر) أي األحداث الحقيقية في الحلم و(المحتوى الكامن) وهو يشير إلى المعنى الرمزي‬
‫للحلم‪ .‬مثالً‪ :‬فتاة رأت اختها تدخل تابوت (محتوى ظاهر) وقد أظهر التحليل أن هذه الفتاة تكره اختها‬
‫وكانت رغبتها المكبوتة هي أن تراها ميتة (محتوى كامن)‪.‬‬

‫يمكن أن ُيفاد المرشد من نظرية فرويد باالعتماد على بعض األفكار أبرزها‪:‬‬

‫‪.1‬أهمية األفكار الالشعورية التي تُحرك السلوك‪ :‬قلنا أن فرويد اهتم بالخبرات الالشعورية وأوضح أن‬
‫باإلمكان الوصول لهذه الخبرات من خالل اعتماد أسلوبي (التداعي الحر) و (تفسير األحالم)‪.‬‬

‫‪ .2‬أهمية السنوات الخمس األولى من عمر الفرد‪ُ :‬قلنا أيضاً إن الخمسة سنوات األولى من ُعمر الفرد‬
‫هي التي تُشكل الشخصية المستقبلية لهُ‪ ،‬فعلى المرشد أن يتعرف على طبيعة الصراعات التي واجهها‬
‫الفرد وهو في هذا العمر‪.‬‬

‫‪ .3‬دور اآلليات الدفاعية في حل الصراعات أو تطورها‪ :‬يبرر كل األفراد ويحرفون ويدافعون عن‬
‫أنفسهم باستخدام آليات ال شعورية طرحها فرويد وسنتعرف عليها في بنود أخرى من هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪.4‬عقدة النقص‪ :‬طرح ادلر مفهوم عقدة النقص ويقصد به‪ :‬أن األشخاص الذين يعانون من عاهة‬
‫جسمية أو اجتماعية أو معرفية سيقومون بتعويض ذلك بأساليب كثيرة ويشكلون بذلك كما أطلق عليها‬
‫ادلر ((أسلوب حياة)) بعد أن يعتادوا عليها‪ .‬ويرى ادلر أن هناك ثالثة مصادر أساسية للمعلومات‬
‫وهي (الترتيب الوالدي‪ ،‬ذكريات الفرد‪ ،‬األحالم)‪.‬‬

‫‪.5‬دور القوى االجتماعية في السلوك‪ :‬ترى (كارين هورني) وكل من (أريك فروم)و (هاري سوليفان)‬
‫أن للقوى االجتماعية تأثير كبير في السلوك فهم يعزون أسباب األمراض النفسية نتيجة لطبيعة القوى‬
‫االجتماعية المؤثرة ويختلفون عن فرويد ببعض الطروحات‪ ،‬فعلى المرشد أن يكون ملماً بالظروف‬
‫االجتماعية التي يعيشها األفراد من أجل التوصل لفهم حاالتهم‪.‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like