You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم اإلسالمية‬
‫جامعة أحمد دراية ‪-‬أدرار‪-‬‬

‫قسم‪ :‬علوم انسانية‬


‫تخصص‪ :‬علم النفس‬
‫السنة‪ :‬ثانية ليسانس‬

‫‪ΟϣϭϧΩ‬‬
‫‪ϓ έϭϳΩ‬‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫‪ -‬بوقران‬ ‫حاج احمد زهراء‬ ‫‪-‬‬

‫الموسم الجامعي‪2023/2024 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬نبذة عن حياة سيجموند فرويد‬ ‫‪.I‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأته وحياته‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنطق الفلسفي لدى فرويد‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المسلمات والمنطلقات النظرية عند فرويد‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬لمحة عن مدرسة التحليل النفسي‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة مدرسة التحليل النفسي‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المفاهيم األساسية لنظرية مدرسة التحليل النفسي‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تطوير تقنيات االستقصاء والعالج في التحليل النفسي‬ ‫‪.3‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقد مدرسة التحليل النفسي‬ ‫‪.4‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‬
‫يمثل العالج النفسي عند فرويد أهمية كبيرة في مجاالت العالج النفسي‪ ،‬وذلك نظرا لسبقه التاريخي‪ ،‬وآلثاره‬
‫المعاصرة الواسعة على أساليب العالج النفسي المعاصر‪ .‬وينسب إلى فرويد أنه اكتشف الالشعور؛ وإن كان‬
‫هناك من يقول إن علماء آخرين اهتدوا إلى فكرة الالشعور قبل فرويد‪ .‬ويعود إلى فرويد الوصف الدقيق‬
‫والتفصيلي لمحتويات الالشعور‪ ،‬حيث وصفه بأنه خزان يغلي بالرغبات الجنسية التي لم تتحقق منذ الطفولة حتى‬
‫اآلن‪ .‬ولقد أقام فرويد نظريته األولى عن السلوك البشري نتيجة عمله في التنويم المغناطيسي‪ ،‬ثم بخبرته‬
‫بالتداعي الحر‪ ،‬وتحليل األحالم خاصة أحالمه هو وأحالم مرضاه‪ .‬لقد اهتم فرويد في أول األمر بعالج مرضى‬
‫الهستيريا‪ ،‬وهي عصاب نفسي يصيب األطراف والحواس بالشلل الذي ال يرجع إلى تلف أو خلل عضوي في‬
‫جسم المريض‪ ،‬ومنها الشلل الهستيري والصمم والعمى وحركات األحشاء‪ .‬ولقد أمكن عالج بعض مرضاه‬
‫بالتنويم المغناطيسي الذي يساعد على تفريغ المريض النفعاالته واإلفصاح عن آالمه‪ ،‬من هنا نطرح اشكالنا‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫من هو سيجموند فرويد؟ و ما هي اهم اعماله؟‬
‫المبحث األول‪ :‬نبذة عن حياة سيجموند فرويد‬ ‫‪.I‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأته وحياته‬ ‫‪.1‬‬
‫ولد سيجموند فرويد عام ‪ 1856‬ألبوين يهوديين في مدينة تسمى فرايوغ في(تشيكوسلوفاكيا) سابقا ‪,‬وكان فرويد‬
‫األخ األكبر لثمانية إخوة ‪ ,‬وكان أبوه يعمل في تجارة الصوف ‪,‬انتقل مع أبيه وأسرته إلى فينا وهو ابن الرابعة‬
‫من العمر‪ ,‬درس الطب في جامعة فينا وتخرج منها عام ‪ ,1881‬تأثر كثيرا بأفكار دارون التي في النشوء‬
‫االرتقاء والتي تقول أن أصل اإلنسان حيوان ‪,‬كان هدف فرويد أن يصبح عالما مشهورا لذلك لم يكن متحمسا‬
‫لمهنة الطب وفي فينا التقى فرويد بأستاذه الكبير (ارنست بروك) حيث عمل معه في مختبره وحصل على شهادة‬
‫الماجستير ‪,‬ثم سافر إلى فرنسا في بعثة دراسية ‪.‬‬
‫وعندما رحل فرويد إلى فرنسا من أجل الدراسة أصبح طالبا بإحدى مستشفياتها وقد التقى العالم (شاركو) الذي‬
‫تأثر به في مجال بحوثه عن الهستيريا ‪,‬وفي خريف ‪ 1886‬استقر به األمر في فينا كطبيب أخصائي في‬
‫األمراض النفسية ‪,‬وقد استخدم في ذلك الوقت العالج بالكهرباء والتنويم المغناطيسي‪ ,‬وفي عام ‪ 1891‬ظهرت‬
‫أول بحوث فرويد في الشلل الدماغي ‪,‬وشاركه في ذلك العالم (اوسكار) وقد تأثر فرويد بعلم الطبيعة وخاصة‬
‫الطاقة والديناميات ‪,‬وبفضل عبقريته فقد اثبت انه من الممكن تطبيق الديناميات على شخصية اإلنسان ‪,‬وعندها‬
‫بدأ يرسي دعائم علم النفس الدينامي والذي يدرس تحوالت الطاقة وتغييراتها المتبادلة في صميم الشخصية ‪,‬وقد‬
‫كان هذا العمل من أعظم انجازات فرويد وهو الحدث الجوهري في علم النفس ‪,‬وفي عام ‪1900‬اصدر كتابه‬
‫الشهير‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫(تفسير األحالم) ثم اصدر بعده عددا من الكتب الممتازة في فترة قصيرة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنطق الفلسفي لدى فرويد‬ ‫‪.2‬‬


‫إن نظرية فرويد لم تكن متفائلة للطبيعة البشرية فهي تنظر إلى اإلنسان في تشاؤم على انه شهواني وعدواني‪...‬‬
‫ويوضح فرويد أن التحليل النفسي هو إجراء قائم بذاته مستقل بنوعه وشيء غريب في بابه ال يمكن فهمه إال عن‬
‫طريق التسليم بفروض ونظريات علمية جديدة ‪,‬والتحليل النفسي يقوم على أساس التسليم بنظرية العقل الباطن‬
‫والتي تفرض تقسيم الحياة العقلية إلى الشعور والالشعور وان تفكيرنا الظاهر وتصرفاتنا الشعورية ما هي إال‬
‫نتيجة للعمليات الالشعورية التي تحدث في العقل الباطن ‪,‬وتكون مستقلة عن إرادتنا والعقل الباطن يمكن التدليل‬
‫عليه بإجراء التحليل كما ويمكن التدليل على وجوده بظواهر التنويم المغناطيسي واألحالم ‪ ,‬ويمكن أن يعرف‬
‫التحليل النفسي بأنه ( فن دراسة العقل الباطن ‪ ,‬وهذه الدراسة تقوم على أسلوب فني خاص يسمى أسلوب التداعي‬
‫الحر لسبر أعماق الالشعور وكشف ما يحتويه من غرائز وميول فطرية أو شهوات مكبوتة يجهلها الفرد ولكنها‬
‫ذات أثر فعال في حياته الشعورية‪.‬‬
‫ان اإلطار الفلسفي الذي انطلق منه فرويد كان من أسس بيولوجية وذلك من خالل طبيعة عمله كطبيب ‪,‬وفسر‬
‫الحياة النظرية لكل فرد على اتجاهين ‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬يتمثل في البناء الجسمي والعضوي لإلنسان وذلك من خالل الجهاز العصبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬يتعلق باألفعال الشعورية لدى األفراد وأما ما يكون فهو مجهول في منطقة الالشعور‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويذكر الخواجا أن وجهة نظر فرويد في الطبيعة اإلنسانية هي أن اإلنسان غير مخير‪ ،‬ثم انه أيضا ليس خيرا أو‬

‫‪1‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬أحمد شوقي‪ ،‬نظرية فرويد في العالج بالتحليل النفسي‪ .‬مجلة الوعي اإلسالمي ‪-‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪.1981 ,‬‬
‫شريرا‪ ،‬وان السلوك اإلنساني محكوم بدوافع الشعورية وبيولوجية وغريزية جنسية خالل السنوات األولى من‬
‫‪2‬‬
‫حياة اإلنسان‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المسلمات والمنطلقات النظرية عند فرويد‬ ‫‪.3‬‬

‫مسلمات النظرية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫الغريزة الجنسية هي األساس ألكثر العمليات العقلية عند الفرد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل أنواع السلوك التي تصدر عن الفرد تعود لألعماق وتعمل على توجيه السلوك والتفكير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السنوات الخمس في حياة الطفل ذو أهمية كبيرة في حياة الفرد النفسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حتمية السلوك قد يكون ظاهر أو مخفي‪ ،‬منطقي أو غير منطقي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرق بين السوي وغير السوي فرق في الدرجة فقط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحلم ليس حالة من العماء إنما حقيقة واقعية منطقية ولغة رمزية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المنطلقات النظرية عند فرويد‬ ‫‪‬‬


‫التحليل النفسي الكالسيكي الذي طوره فرويد (‪ )1939-1856‬يؤكد االفتراضات التالية فيما يتعلق بالسلوك‬
‫والشخصية هي‪:‬‬
‫الشخصية مكونة من ثالثة أجهزة وهي الهو ‪ ،id‬واالنا ‪ ،ego‬واالنا األعلى ‪super ego‬‬ ‫‪‬‬
‫السنوات الخمس األولى من نمو الفرد في الطفولة تعتبر حرجة‪ ،‬وتقرر إلى حد بعيد سلوكه كراشد في‬ ‫‪‬‬
‫المستقبل سواء أكان سويا أم شاذا‪.‬‬
‫النزعات الجنسية تعتبر محددات لسلوك الفرد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫معظم سلوك الفرد محكوم بمحددات ال شعورية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .II‬المبحث الثاني‪ :‬لمحة عن مدرسة التحليل النفسي‬


‫المطلب األول‪ :‬نشأة مدرسة التحليل النفسي‬ ‫‪.1‬‬
‫نشأت مدرسة التحليل النفسي على يد الطبيب النمساوي سيجموند فرويد‪ ،‬الذي قّسم الذات إلى ثالثة أجزاء؛ األنا‬
‫التي تتمثل بالذات والشخصية‪ ،‬والهو المتمثلة بالغرائز‪ ،‬األنا األعلى وهي الضمير والنفس األمارة بالخير‪،‬‬
‫ويعتبر أول من وصف الالوعي اإلنساني الذي يتحكم بسلوك األفراد بشكل ال شعورّي ؛ بسبب امتالئه بذكريات‬
‫الطفولة وما تعّر ض له المرء خالل مسيرة حياته من أحداث وظروف ومشاعر‪ ،‬وما يحمله من دوافع ورغبات‬
‫ومخاوف‪ .‬ويتجلى الالوعي في أحالم اإلنسان وما تحمله من رمزيات يمكن فهم رغبات اإلنسان ومخاوفه من‬
‫خاللها‪ ،‬لقد توّص ل فرويد إلى كل تحليالته ونظرياته في علم النفس من خالل مالحظاته السريرية على المرضى‬
‫الذين أشرف عليهم خالل مسيرته المهنية‪ ،‬ولقد تركت مالحظاته أثًرا هاّم ا في تحليل السلوك البشري واألبعاد‬
‫النفسية له‪.‬‬
‫قّسم فرويد الغرائز األساسية عند اإلنسان إلى قسمين؛ غريزة الموت المتمثلة بالعدوان‪ ،‬وغريزة الحياة المتمثلة‬
‫بالجنس‪ ،‬ووصل به األمر ‪-‬على ما وصفه منتقديه‪-‬إلى المبالغة في تحليل الالوعي والجنس لدى األفراد‪ ،‬لكّن‬
‫نظرياته التي وصفت بكونها غير تجريبية بمعنى أّنها ليست دقيقة وثابتة قد ساهمت في التطور التجريبي لعلم‬

‫‪2‬‬
‫سيغموند فرويد ‪ ،‬الموجز في التحليل النفسي ‪ ،‬تر ‪ :‬محمود علي ‪ ،‬د‪ :‬ط ‪ ،‬د‪ :‬ت‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سيغموند فرويد‪ ،‬خمسة دروس في التحليل النفسي تر ‪ :‬جورج طرابيشي دار الطليعة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪:‬ط ‪.1989‬‬
‫‪4‬‬
‫النفسي‪ ،‬وقدمت تحليالت قامت نظريات اجتماعية عليها‪ ،‬كنظرية المراحل النفسية االجتماعية إلريكسون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المفاهيم األساسية لنظرية مدرسة التحليل النفسي‬


‫تعتمد تلك المدرسة على مجموعة من المفاهيم‪ ،‬وسنوضحها فيما يلي‪:‬‬
‫المحاور الثالثة الرئيسية لمدرسة التحليل النفسي هي الطفولة‪ ،‬والجنس‪ ،‬والكبت‪ ،‬وعن طريق هذه‬ ‫‪‬‬
‫المحاور يمكن القيام بالتحليل النفسي للمرضى‪.‬‬
‫شخصية اإلنسان‪ :‬في ظل مدرسة التحليل النفسي فإن شخصية اإلنسان تتشَّك ل نتيجة الصراع بين ثالث‬ ‫‪‬‬
‫من القوى‪ ،‬وهي‪ :‬الضمير‪ ،‬والدوافع الغريزية‪ ،‬والواقع الُم حيط‪.‬‬
‫الكبت‪ :‬تقضي (نظرية الكبت) في ظل ما يقوله فرويد بأن مراحل الطفولة الُم بِّك رة يتعَّرض فيها اإلنسان‬ ‫‪‬‬
‫لهجمات من وحي خياله‪ ،‬والغرض منها نسيان عشقه لذاته‪ ،‬وفي ظل ذلك تظهر الشهوة الجنسية‪ ،‬ومن‬
‫بين الدالئل التي ساقها فرويد على ذلك قيام األطفال بتحريك أيديهم وأرجلهم بشكل دائم‪ ،‬وكذلك مُّص‬
‫أصابعهم ُم ستمتعين جنسًّيا بذلك‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للتبُّو ل والتغُّو ط؛ حيث ينتاب األطفال نشوة جنسية‬
‫جَّراء ذلك‪.‬‬
‫الطاقة الجنسية هي المحرك‪ :‬يقول "فرويد" بأن الدافع الجنسي الشهواني هو المحرك الرئيسي لإلنسان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واصطلح على ذلك بمصطلح (اللبيدو)‪ ،‬أو (الطاقة الجنسية)‪ ،‬وهو ما يربط اإلنسان بالُم تعة‪ ،‬وجميع ما‬
‫يطرح أمام الفرد يمكن ترجمته بشكل جنسي‪.‬‬
‫الدوافع البشرية‪ :‬تقضي مدرسة التحليل النفسي لفرويد إلى أن كل فعل بشري أًّيا كانت ُك نهه‪ ،‬وراءه‬ ‫‪‬‬
‫دافع‪ ،‬وحتى وإن كان الفعل عرضًّيا‪ ،‬فعلى سبيل المثال ُيَع ُّد النسيان على الرغم من أن تفسيره عرضي‪،‬‬
‫ودون إرادة للفرد؛ فإن نظرية مدرسة التحليل النفسي لفرويد تقضي بأن له دافًعا‪ ،‬وهو الرغبة الدفينة‬
‫لدى الفرد في استبعاد ذلك الشيء‪ ،‬وكذلك في حالة حدوث الشلل أو العمى؛ فإن مدرسة التحليل النفسي‬
‫ُتفِّسر حدوث ذلك نتاج الَّرغبة في الهروب من الواقع‪.‬‬
‫حدوث األحالم‪ :‬األحالم في المدرسة الفرويدية عبارة عن تعبير عن الرغبات المكبوتة‪ ،‬وتظهر في الال‬ ‫‪‬‬
‫شعور‪ ،‬وُتحاول الخروج على صورة حلم أثناء النوم‪.‬‬
‫الال شعور اإلنساني‪ :‬إن فكرة الشعور اإلنساني في نظرية فرويد تقضي بأنه ليس مجرد مكان تختلط فيه‬ ‫‪‬‬
‫الذكريات واألفكار‪ ،‬بل إنه عبارة عن خزينة لدوافع البشر الجنسية الشهوانية‪ ،‬وكذلك الحاجات‬
‫والرغبات االنفعالية الكامنة‪ ،‬وتظهر على فترات ُم تفاوتة عبر الهفوات‪ ،‬وعثرات اللسان‪.‬‬
‫الـ(هي)‪ُ :‬تمِّثل الـ(هي) في مدرسة التحليل النفسي عديًدا من دوافع الغريزة‪ ،‬والتي تتأَّصل عند األطفال‬ ‫‪‬‬
‫بمجرد خروجهم للحياة‪ ،‬ويشترك جميع بني البشر في ذلك‪ ،‬وتنتج من األنا‪ ،‬إال أنها تظُّل في األعماق‪،‬‬
‫وُيطلق عليها (األنا الال شعورية)‪.‬‬
‫الـ (أنا)‪ :‬وتتشَّك ل الـ(أنا) لدى الطفل بعد فترة عندما ُيدرك ما ُيحيطه؛ حيث تنفصل مجموعة من دوافع‬ ‫‪‬‬
‫الـ(هي) لتمثل الذات‪ ،‬وُتساعد اإلنسان على اختيار واقعه؛ من خالل السلوك المنظم‪ ،‬وفي دائرة الحقائق‬
‫الُم حيطة‪.‬‬

‫‪ 4‬وطفة‪ ،‬علي أسعد‪ ،‬المضامين التربوية لسيكولوجيا فرويد في مجال الطفولة‪ :‬األنساق التربوية في نظرية التحليل النفسي‪ .‬مجلة الطفولة والتنمية‪ ،‬مصر‪,‬‬
‫‪.2003‬‬
‫األنا الُعليا‪ :‬وهي عبارة عن مخزون ال شعوري في غالبيته‪ ،‬ويمثله ضمير اإلنسان‪ ،‬الذي ُيساعد في‬ ‫‪‬‬
‫توجيه الفرد نحو سلوك أخالقي نتاج ألمر داخلي‪.‬‬
‫الحياة والموت عند فرويد‪ :‬من بين الفرضيات الُم همة التي اعتقدها فرويد أن غريزتي الحياة والموت‬ ‫‪‬‬
‫يؤثران في السلوك البشري بصورة مباشرة‪ ،‬فنجد أن الطاقة الجنسية (اللبيد)‪ ،‬وحب الذات ُم حِّر كان‬
‫لغريزة الحياة‪ ،‬بينما هدم الذات واالعتداء على اآلخرين هما الداعيان للموت‪.‬‬
‫الحروب البشرية‪ :‬تفسير حدوث الحروب في مدرسة التحليل النفسي يتمَّثل في حب البقاء‪ ،‬ومن ال‬ ‫‪‬‬
‫ُيحارب سيتعَّر ض للعدوان الداخلي‪ ،‬ومن هذا المنطلق يجب أن يقضي على غيره كأولوية للبقاء‪ ،‬وتوُّج ه‬
‫البعض لالنتحار هو تفسير لعدم ُقدرة الفرد على الُم حافظة على نفسه عن طريق إفناء الغير‪ ،‬وبالطبع‬
‫فإن تلك النظرية غير مقبولة بالمَّرة‪ ،‬وُتثير العداء بين الجميع‪ ،‬والُم تتِّبع لذلك يرى نهًجا صهيونًّيا صريًحا‬
‫في ُأُسس فرويد‪.‬‬
‫العالقة بين اللذة والواقع‪ :‬يقول "سيجموند فرويد" بأن اإلنسان يسعى للحصول على ُم تعته‪ ،‬غير أنه قد‬ ‫‪‬‬
‫يلحق به األذى جَّراء ذلك؛ لذا يمتنع عن الُم تعة أو اللذة‪ ،‬أو يقوم بعملية تأجيل لها‪ ،‬ويتحَّين الُفرصة‬
‫‪5‬‬
‫المناسبة؛ ليتحَّقق له ُم راده دون آالم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطوير تقنيات االستقصاء والعالج في التحليل النفسي‬ ‫‪.2‬‬


‫اإليحاء أثناء اليقظة‪ :‬استخدم فرويد طريقة "التفريغ" أثناء التنويم التي اكتشفها بروبير ولكنه تفطن فيما‬ ‫‪‬‬
‫بعد لما في التنويم من عيوب‪ ،‬حيث الحظ أن بعض المرضى ال يمكن تنويمهم‪ ،‬كما اكتشف أن الشفاء‬
‫الناتج عن التنويم يقتصر فقط على إزالة األعراض المرضية‪ ،‬وال يصل إلى األسباب األساسية لهذه‬
‫األعراض‪ ،‬وهذا يعني أن الشفاء يكون وقتيا فقط ال يلبث أن يزول أثره بعد مدة معينة‪ .‬الشيء الذي جعل‬
‫فرويد يعدل عن استخدام التنويم‪ ،‬وحث مرضاه على تذكر الحوادث المؤلمة والتجارب الشخصية‬
‫الماضية عن طريق اإليحاء وهم في حالة يقظة‪ ،‬كما ألح على أهمية ودور الرابطة اإلنسانية في عملية‬
‫العالج والتي كانت غير ظاهرة بوضوح في التنويم المغناطيسي‪ ،‬واستمر فرويد في استخدام هذه‬
‫الطريقة لمدة اربعة سنوات‪.‬‬
‫التداعي الحر‪ :‬بعد تلك المدة ظهرت لفرويد عيوب طريقة اإليحاء أثناء اليقظة‪ ،‬حيث وجد مثال أن‬ ‫‪‬‬
‫استخدام اإليحاء وحده ال يدفع دائما المريض إلى تذكر الحوادث والتجارب الماضية المسببة للمرض‪،‬‬
‫إضافة إلى ما في هذه الطريقة من مشقة وإرهاق لكل من الطبيب والمريض األمر الذي جعله يفكر في‬
‫تعديل هذه الطريقة أيضا‪ .‬فعمد إلى طريقة "التداعي الحر" حيث يطلب فقط من مرضاها أن يطلقوا‬
‫العنان ألفكارهم تسترسل امن تلقاء نفسها دون قيد أو شرط‪ ،‬وبدون توجيهم منهم أو إشراف‪ ،‬المهم هو‬
‫أن يتفوهوا بكل ما يخطر ببالهم أثناء ذلك من أفكار وذكريات ومشاعر دون إخفاء أي شيء منها‪ ،‬مهما‬
‫كان تافها أو معيبا أو مؤلما‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة اكتشف فرويد حقائق هامة لم يكن من المستطاع الوصول إليها بواسطة الطرق السابقة‪ ،‬حقائق‬
‫‪6‬‬
‫صاغها فيما بعد في شكل مبادئ ونظريات لمدرسة التحليل النفسي‪.‬‬

‫‪ 5‬وطفة‪ ،‬علي أسعد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 6‬سيغموند فرويد ‪ ،‬تفسير األحالم ‪ ،‬تبسيط ‪ :‬نظمي لوقا ‪ ،‬دار الهالل ‪ ،‬وكالء دار الهالل ‪ :‬العراق الالذقية ‪ ،‬جدة ‪ ،‬البحرين ‪ ...‬د‪:‬ط ‪.1962 ،‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نقد مدرسة التحليل النفسي‬ ‫‪.3‬‬
‫لقيت نظرية فرويد في التحليل النفسي كثيرا من الذيوع واالنتشار‪ ،‬ولكن يهمنا أن نذكر المالحظات النقدية اآلتية‪:‬‬
‫كان فرويده طبيب أعصاب متخصص‪ ،‬وال عالقة لعلم األعصاب بعلم النفس وال حتى بالطب النفسي‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫لم يكن فرويده مدربا على أصول المنهج العلمي‪ :‬المالحظة الموضوعية والتجريب واستخدام الطرق‬ ‫‪)2‬‬
‫اإلحصائية في معالجة النتائج‪ .‬لقد كان طبيبا تهمه الحالة في العيادة فحسب‪.‬‬
‫االنتقال من الفروض إلى القوانين غير مسوغ‪ ،‬لقد بدت عظمته في أنه واضع نظرية تحمل عددا ضخما‬ ‫‪)3‬‬
‫من الفروض التي تحتاج إلى دراسات تجريبية كثيرة للتحقق منها‪ .‬واتضح ابتعاده عن المنهج‬
‫العلمي بجالء في نظرته إلى قروضه على أنها قوانين غير قابلة للجدل حولها وال للتحقق منها‬
‫بوساطة باحثين آخرين‪ ،‬ألنها هي هكذا في ذاتها واضحة الصدق (كما بين في بطاقة‬
‫بريدية أرسلها للباحث سول روزنزفايج)‪ ،‬وهذا يجافي الروح العلمية تماما‪.‬‬
‫اعتمد سيجموند فرويد على عدة مسلمات وفرضيات فيسيولوجية قد يعترض عليها معظم علماء األحياء‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫عقدة أوديب حجر الزاوية في العالج والنظرية التحليلية‪ ،‬وقد واجهت هذه العقدة نقدا شديدا‬ ‫‪)5‬‬
‫نتيجة للدراسات على البدائيين والمتحضرين على السواء‪.‬‬
‫استمد فرويد نظرياته من على (األريكة) التي كان يضطجع عليها مرضاه‪ ،‬وهم عينة صغيرة من طبقة‬ ‫‪)6‬‬
‫ذات مواصفات خاصة‪ ،‬ونقصد المرضى المترددين عليه في عبادته بفيينا‪ .‬ولقد رأى أن‬
‫يعمم نظرياته التي استمدها من مالحظاته في هذه الظروف الخاصة‪ ،‬على اإلنسان في كل زمان ومكان‪،‬‬
‫وهذا خطأ‪.‬‬
‫ينتمي التحليل النفسي إلى تاريخ الطب النفسي أكثر من ائتمانه إلى تيار علم النفس‬ ‫‪)7‬‬
‫األكاديمي (فونت مثال)‪ ،‬حيث كان هذا التيار األخير بمثـابة تمهيد التربة لعلم النفس الحديث الذي يدرس‬
‫موضوعاته بطريقة موضوعية تجريبية‪.‬‬
‫كان فرويد يرد على نقاده بأن ال يهمه إال أن المرضى يشفون بطريقته‪ ،‬ولكن اتضح أن العالج بالتحليل‬ ‫‪)8‬‬
‫النفسي مستهلك للوقت (حوالي ثالث سنوات) والجهد والمال دون أن يحقق نسبًا مرتفعة‬
‫لشفاء االضطرابات النفسية (يشفى حوالي ‪ /٥٠‬من المرضى مقابل نسبة شفاء ‪ ٩١‬بطرق عالجية أحدث‬
‫وأقصر)‪.‬‬
‫يتعين النظر إلى نظريات فرويد بعد كل ذلك ‪-‬على أنها مجرد فروض لم تتأكد بعد‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫خاتمة‬
‫كانت نظرية التحليل النفسي بدايًة لوضع ُأُطر منهجية في تفسير السلوك اإلنساني‪ ،‬ويمكن عن طريق بعض‬
‫مبادئها ُم عالجة اإلشكاليات في ميدان علم النفس‪.‬‬
‫مَّهدت تلك النظرية الطريق لعلماء علم النفس لوضع ُأُطر أكثر صحة ومنطقية في تقويم السلوكيات والتوجهات‬
‫البشرية‪ ،‬ومن بين المدارس التي ظهرت بعدها‪ ،‬المدرسة البنائية‪ ،‬والمدرسة الوظيفية‪ ،‬ومدرسة هايدلبرج‪،‬‬
‫ومدرسة فيينا الوضعية‪ ،‬ومدرسة شارتر‪ ،‬ومدرس بادوفا‪ ،‬ومدرسة علم النفس اإلكلينيكي‪ ،‬ومدرسة الجشطلت‪،‬‬
‫ومدرسة ألبورت رويال‪ ،‬والمدرسة اإليبوقورية‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫يعتبر بعض الُخ براء أن مفاهيم مدرسة التحليل النفسي دعوة ضمنية نحو االنغماس في الملَّذ ات والشهوات‪ ،‬في‬
‫كثير من آراء سيجموند فرويد كانت هناك توُّج هات ُتخالف الشرائع السماوية بما تحمله من قيم أخالقية نبيلة‪،‬‬
‫يَّتضح في نظرية مدرسة التحليل النفسي دعوات تحُّر رية واضحة‪ ،‬وعلى أثر ذلك ظهرت كثير من النزعات‬
‫التي تدعو إلى عشق الذات ونبذ اآلخرين في أوروبا‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫إبراهيم‪ ،‬أحمد شوقي‪ ،‬نظرية فرويد في العالج بالتحليل النفسي‪ .‬مجلة الوعي اإلسالمي ‪-‬وزارة األوقاف‬ ‫‪)1‬‬
‫والشئون اإلسالمية – الكويت‪.1981 ,‬‬
‫وطفة‪ ،‬علي أسعد‪ ،‬المضامين التربوية لسيكولوجيا فرويد في مجال الطفولة‪ :‬األنساق التربوية في نظرية‬ ‫‪)2‬‬
‫التحليل النفسي‪ .‬مجلة الطفولة والتنمية‪ ،‬مصر‪.2003 ,‬‬
‫سيغموند فرويد ‪ ،‬الموجز في التحليل النفسي ‪ ،‬تر ‪ :‬محمود علي ‪ ،‬د‪ :‬ط ‪ ،‬د‪ :‬ت‬ ‫‪)3‬‬
‫سيغموند فرويد ‪ ،‬تفسير األحالم ‪ ،‬تبسيط ‪ :‬نظمي لوقا ‪ ،‬دار الهالل ‪ ،‬وكالء دار الهالل ‪ :‬العراق الالذقية ‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫جدة ‪ ،‬البحرين ‪ ...‬د‪:‬ط ‪.1962 ،‬‬
‫سيغموند فرويد‪ ،‬خمسة دروس في التحليل النفسي تر ‪ :‬جورج طرابيشي دار الطليعة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪:‬ط ‪.1989‬‬ ‫‪)5‬‬

You might also like