You are on page 1of 68

‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمي‬

‫جامعة الشهيد الشيخ العربي ‪-‬تبسة‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قســـم الحقـــوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر (نظام ل‪.‬م‪.‬د)‬

‫التخصص‪ :‬قانون إداري‬

‫العنوان‪:‬‬

‫حوافز وضمانات جلب االستثمار الوطني في الجزائر‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫كي ـ ـ ـران لميـ ــاء‬ ‫* صالحي عبد الر ازق‬ ‫•‬

‫* عمارة عبد العزيز‬ ‫•‬

‫لجنـــــــــة المناقشـــــــة‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة األصلية‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫األستاذ‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة الشيخ العربي التبسي‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫بوخاتم معمر‬

‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة الشيخ العربي التبسي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫عزاز هدى‬

‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة الشيخ العربي التبسي‬ ‫أستاذ مساعد –أ‪-‬‬ ‫كيران لمياء‬

‫السنــــة الجامعيـــــة‪2023/2022:‬‬
‫شكر وعرفان ‪:‬‬

‫احلمد هلل محدا كثيا طيبا مباركا فيه على توفيقه وإحسانه لنا‬

‫والصالة والسالم على النيب املصطفى سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‬

‫نتوجه جبزيل الشكر والعرفان إىل األستاذة املشرفة "كيان ملياء" اليت أفادتنا بتوجيهاهتا العلمية واليت ساعدتنا كثيا يف‬
‫إمتام هذا العمل كما نتوجه جبزيل الشكر إىل كل أساتذة الكلية وإىل كل من مد لنا يد املساعدة من قريب أو من بعيد‬
‫إلجناز هذه املذكرة‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫ج ر ج ج‪ :‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫ص‪ :‬الصفحة‪.‬‬

‫ع‪ :‬العدد‬

‫ج‪ :‬الجزء‪.‬‬

‫ق إ م إ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫ط‪ :‬الطبعة‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫ورثت اجلزائر بعد االستقالل اقتصادا هشا نتيجة لآلاثر السلبية اليت خلفها االستعمار على االقتصاد الوطين بنهب الثروات‬
‫الطبيعية اليت تزخر هبا اجلزائر‪ ،‬ونظرا ألن هذه األخرية كانت حديثة االستقالل‪ ،‬فإهنا اختارت يف البداية تبىن النظام االشرتاكي‬
‫كباقي دول العامل الثالث املبين على احتكار الدولة لالقتصاد الوطين‪ ،‬لكن تغريت األمور بعد أزمة النفط اليت عرفتها اجلزائر‬
‫خالل سنوات الثمانينات‪ ،‬أين وجدت اجلزائر نفسها ملزمة ابملبادرة ابإلصالحات االقتصادية يف شىت اجملاالت االقتصادية من‬
‫خالل تكريس سياسة االنفتاح االقتصادي‪.‬‬
‫إن اجلزائر ضمن سعيها لتحسني فرص منو اقتصادها‪ ،‬قد خطت خطوات مهمة وملموسة يف جمال توفري متطلبات البيئة اجلاذبة‬
‫لالستثمار يف ظل عامل يتسم ابملنافسة احلادة‪ ،‬فهي على غرار الدول النامية حتتاج إىل رؤوس أموال لتلبية حاجياهتا للتنمية‬
‫االقتصادية عن طريق االستثمارات لكوهنا القناة الرئيسية اليت يتدفق منها رأس املال واخلربة الفنية الالزمة وفق نظام قانوين يعمل‬
‫على تشجيعها ومحايتها لضمان استمرارية تدفقها‪ ،‬فتلك االستثمارات اليت كانت تعتربها الدولة خالل فرتة السبعينات‬
‫والثمانينات شكال من أشكال اهليمنة واالستغالل واملساس ابلسيادة الوطنية‪ ،‬أعيد هلا االعتبار لكي تصبح من ضروب حتقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫شهدت اجلزائر أواخر الثمانينات أزمة اقتصادية خانقة دفعت ابملشرع اجلزائري إىل البحث عن وسيلة للخروج من األزمة‬
‫االقتصادية وذلك بتكريسه جملموعة من النصوص القانونية اليت تركز على املستثمر األجنيب يف بعض احلاالت ويف أخرى على‬
‫املستثمر الوطين‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة للقانون رقم ‪ 25-88‬املتعلق بتوجيه االستثمارات االقتصادية اخلاصة الوطنية‪ ،‬امللغي‬
‫للقانون رقم ‪ ،11-82‬وقد كان هذا القانون موجه للمستثمر الوطين دون األجنيب‪ ،‬لكن بشرط أن ال يكون املشروع‬
‫االستثماري ضمن النشاطات اإلسرتاتيجية املتعلقة بتسيري األمالك الوطنية‪.‬‬
‫ابلعودة إىل أحكام هذا القانون جند أبنه يتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد اجملاالت املفتوحة أمام املستثمر الوطين اخلاص‪ :‬حيث ميكن للمستثمر الوطين اخلاص االستثمار يف النشاطات‬
‫االقتصادية ذات األولوية سواء تعلق األمر ابلنشاطات الصناعية أو اخلدمات لكن مينع عليه ممارسة النشاطات‬
‫اإلسرتاتيجية املتمثلة يف سبيل املثال يف‪ :‬القطاع املصريف التأمينات‪ ،‬املناجم‪ ،‬احملروقات‪ ،‬النقل البحري واجلوري‪ ،‬الصناعة‬
‫القاعدية للحديد والصلب وكل النشاطات ذات الصلة بتسيري األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬األهداف اليت تنتظر الدولة حتقيقها من املستثمر الوطين اخلاص‪ :‬حددت املادة ‪ 07‬من القانون املتعلق بتوجيه‬
‫االستثمارات االقتصادية اخلاصة الوطنية جمموعة من األهداف اليت جيب على املستثمر الوطين اخلاص حتقيقها من خالل‬
‫ممارستها للنشاطات الصناعية وتلك املنجزة يف القطاعات ذات األولوية ابلنسبة لالقتصاد الوطين كتوفري مناصب الشغل‪،‬‬
‫استبدال الواردات وحتقيق التكامل االقتصادي الوطين‪...‬اخل‪.‬‬
‫ولقد حاولت اجلزائر توفري أرض خصبة لتحفيز االستثمار الوطين من خالل سن جمموعة من القوانني ونصوصها اليت تتضمن‬
‫عدة ضماانت وحوافز ترمي إىل تشجيع وجذب خمتلف أنواع االستثمار‪ ،‬بداية بقانون ‪ ،10-90‬واملرسوم التشريعي ‪-16‬‬
‫‪ 09‬وصوال إىل آخر قانون وهو القانون رقم ‪ ،18-22‬ويف كل مرة تتضمن هذه القوانني أحكاما توحي أبهنا هتدف إىل ترقية‬
‫وتطوير االستثمار مراعية خصوصية التزامات اجلزائر الدولية ابلدرجة األوىل‪ ،‬األمر الذي مل يسمح للقوانني السابقة أبن حتقق‬
‫األهداف املسطرة ابلنظر إىل عدم تالئمها مع الواقع االقتصادي اجلزائري‪ ،‬ذلك ما جعل السلطات يف اجلزائر بواسطة السلطة‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫التشريعية سن القانون األخري ‪ 18-22‬من أجل عدم الوقوع يف نفس الصعوابت اليت اكتنفتها القوانني السابقة عنه‪ ،‬وهو ما‬
‫يفسر تضمينه عدة أحكام‪.‬‬
‫ورغبة من املشرع اجلزائري يف تعميق اإلصالحات وهتيئة املناخ االستثماري ليكون أكثر جذاب وفعالية لالستثمار قام إبلغاء‬
‫وتعديل قوانني وفقا ملا تتطلبه السوق العاملية وتضمنت هذه اإلصالحات ضرورة احتوائها على ضماانت وحوافز أكثر فعالية‬
‫وجاهزية الستقطاب االستثمار الوطين واالهتمام به وتفعيله‪ ،‬وأيضا تشجيع وجلب االستثمار األجنيب للرقي ابلسوق اجلزائرية‬
‫الوطنية منها والعاملية‪ ،‬ولقد ترمجت سياسة اجلزائر يف جلب وتبين االستثمارات من خالل تقرير مجلة من الضماانت اليت‬
‫احتوهتا قوانني االستثمار املتعاقبة‪ ،‬كون أن املشرع اجلزائري يسعى لتوفري األمان والضمان للمستثمر مبنحه محاية قانونية وحوافز‬
‫أكثر فعالية لتشجيعه على اختاذ قراره االستثماري‪.‬‬
‫❖ اإلشكالية‪:‬‬
‫لسرب أغوار البحث ميكننا االنطالق من إشكالية حناول من خالهلا أن خنلص إىل إجابة على موضوعنا واليت ميكن‬
‫إجيازها فيما يلي‪:‬‬
‫ما هي حوافز وضماانت جلب االستثمار الوطين يف اجلزائر؟‬
‫مما سبق ميكننا طرح جمموعة من التساؤالت‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود ابالستثمار وأشكاله؟ وما هي دوافعه وآاثره االقتصادية؟‬
‫‪ -‬ما هي االمتيازات واحلوافز اليت مت منحها من طرف املشرع اجلزائري يف إطار االستثمار؟‬
‫‪ -‬ما هي الضماانت القانونية اليت كرسها املشرع اجلزائري لتنظيم االستثمار؟‬
‫‪ -‬ما هي الضماانت املالية واإلدارية والقضائية يف اإلطار املؤسسايت اليت جسدها املشرع يف كل القوانني اليت هلا عالقة‬
‫ابالستثمار؟‬
‫❖ أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫إن الولوج يف موضوع حوافز وضماانت االستثمار يف التشريع اجلزائري كان وراءه جمموع من الدوافع واألسباب تتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫• ابلنسبة للدوافع الذاتية فهي‪:‬‬
‫‪ -‬ميلنا الشخصي للخوض يف هذا املوضوع ورغبة منا يف زايدة التحصيل املعريف يف هذا اجملال‪ ،‬وللجانب املهين عالقة هبذا‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫• أما ابلنسبة للدوافع املوضوعية فهي‪:‬‬
‫‪ -‬إثبات أن جلب االستثمارات الوطنية واألجنبية إىل اجلزائر يرتبط ارتباطا وثيقا وجوهراي ابالمتيازات واحلوافز اليت تقدمها‬
‫الدولة للمستثمر الوطين واألجنيب‪.‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف إثراء موضوع الدراسة خاصة وأن الدراسات والبحوث اليت تناولت حوافز وضماانت االستثمار يف اجلزائر قليلة‬
‫جدا‪.‬‬
‫❖ أهداف الدراسة‪:‬‬
‫إن اهلدف من دراستنا هو إبراز ضرورة جلب االستثمارات وتفعليها يف اجلزائر مبا حتققه من تنمية اقتصادية شاملة‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫تسليط الضوء على خمتلف احلوافز واالمتيازات مع الرتكيز على الضماانت اليت أقرها وكرسها املشرع اجلزائري يف النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية اليت هلا عالقة ابالستثمار ومدى فعاليتها يف جذب رؤوس األموال األجنبية وتشجيع االستثمار الوطين يف‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫❖ املنهج املتبع‪:‬‬
‫اتبعنا يف دراسة هذا املوضوع املنهج التحليلي القائم على املعاجلة والتدقيق يف عناصر املوضوع‪ ،‬إىل جانب اعتماد املنهج‬
‫الوصفي‪.‬‬
‫وقصد اإلملام الشامل جبوانب املوضوع‪ ،‬والوصول إىل اإلجابة على اإلشكالية والتساؤالت الفرعية املطروحة ارأتينا تقسيم‬
‫الدراسة إىل فصلني ففي الفصل األول تطرقنا للجانب التأصيلي والنظري لالستثمار واحلوافز املمنوحة له يف التشريع اجلزائري‪،‬‬
‫يف حني تعرضنا يف الفصل الثاين إىل ضماانت االستثمار الوطين يف اجلزائر واإلطار املؤسسايت له‪.‬‬
‫❖ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫• دراسة‪ :‬اندية وايل (‪ :)2015‬النظام القانوين اجلزائري لالستثمار ومدى فاعلية استقطاب االستثمارات األجنبية –‬
‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف العلوم‪ -‬ختصص قانون‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪.‬‬
‫• دراسة‪ :‬وليد لعماري (‪ :)2011‬احلوافز واحلواجز القانونية لالستثمار األجنيب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاجستري يف القانون –فرع قانون أعمال‪ -‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪.01‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه في التشريع‬
‫الجزائري‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه في التشريع الجزائري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن عملية جذب االستثمارات مرتبطة مبدى توفر املناخ االستثماري املالئم‪ ،‬وكذا توفي الدولة لالستثمارات جملموعة من‬
‫الضماانت واملزاي واحلوافز‪ ،‬وقبل التطرق لتلك املزاي ارأتينا أنه البد من التعرف على مدلول االستثمار وأشكاله‪.‬‬
‫فمنذ صدور التشريع املتعلق برتقية االستثمار واملشرع اجلزائري يشجع االستثمار من خالل النص‬
‫على جمموعة من االمتيازات والضماانت اليت حتفز وتشجع املستثمرين على إنشاء مشاريع اقتصادية‪ ،‬وهذا ما سنبينه يف‬
‫هذا الفصل من خالل املبحث االول الذي أوردان فيه االستثمار وأشكاله واملبحث الثاين الذي تطرقنا فيه إىل احلوافز‬
‫املمنوحة لالستثمار يف القانون اجلزائري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫المبحث األول‪ :‬االستثمار وأشكاله‬

‫سنتطرق يف هذا املبحث إىل مدلول االستثمار من الناحية اللغوية ث إعطاء تعريف اقتصادي وقانوين له‪ ،‬حبيث نعرض وجهة‬
‫نظر رجال االقتصاد والقانون حول موضوع االستثمار (املطلب األول)‪ ،‬كما سنجد أشكاال متعددة له ختتلف وتتنوع حبسب‬
‫املعيار الذي يصنف من خالله االستثمار (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود باالستثمار‬

‫سوف نتعرف يف هذا املطلب على الداللة اللغوية ملصطلح االستثمار (الفرع األول) وكذلك التعريف االقتصادي (الفرع‬
‫الثاين)‪ ،‬ث التعريف القانوين (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعنى اللغوي لالستثمار‬

‫كلمة االستثمار مصدر لفعل استثمر يستثمر وهو مشتق من الثمر‪ ،‬وقد وردت يف لسان العرب مبعىن‪ :‬الثمر وهو محل الشجر‬
‫والثمر هو أنواع املال‪ ،‬وهو أيضا الذهب والفضة‪.1‬‬
‫ويف قوله تعإىل‪{ :‬وكان له مثر فقال لصاحبه وهو حياوره أان أكثر منك ماال وأعز نفرا}‪. .2‬فما كان يف القرآن من مثر (فتح‬
‫الثاء) فهو مال وما كان من ُمثر (ضم الثاء) فهو من الثمار‪،‬‬
‫ومثر ماله‪ :‬منماه‪ ،‬ويقال مثر هللا مالك‪ :‬أي كثره‪ ،‬وأمثر الرجل‪ :‬أي أمثر ماله‪ ،‬وجاء يف قاموس احمليط الثمر مبعىن‪ :‬محل الشجر‬
‫وأنواع املال‪ ،‬ومثر الرجل متول‪.‬‬
‫فاالستثمار لغة يراد به طلب الثمر‪ ،‬وأما استثمار املال لغة فرياد به طلب مثر املال وهو مناؤه ونتاجه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االقتصادي لالستثمار‬

‫ذهب بعض فقهاء االقتصاد يف تعريفه لالستثمار أبنه‪ :‬قيام املستثمر األجنيب بتحويل كمية من املوارد املالية التكنولوجية واخلربة‬
‫الفنية يف مجيع اجملاالت إىل الدول املضيفة‪.3‬‬
‫كما ميكن تعريف االستثمار أبنه‪ :‬التعامل ابألموال أو استخدامها من أجل احلصول على األرابح ومن خالل التخلي عن‬
‫األموال اآلن وحتمل املخاطر لغرض احلصول على عوائد يف املستقبل‪ ،4‬وهو ارتباط مايل هبدف حتقيق مكاسب يتوقع احلصول‬

‫‪ - 1‬جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور ‪:‬معجم لسان العرب‪ ،‬املجلد الرابع‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ - 2‬سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.34 :‬‬
‫‪ - 3‬محمد عماد بساس ي‪ :‬دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار املحلي ‪-‬دراسة حالة البنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬فرع ورقلة‪-‬‬
‫مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.06-05‬‬
‫‪ - 4‬سهام بجاوية‪ :‬االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي العربي‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غيرمنشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫عليها على مدى مدة طويلة يف املستقبل‪ ،1‬وسوف نتعرض إىل عملية االستثمار يف نقاط قد يساعد جمملها على تكوين فكرة‬
‫عن تلك العملية‪ ،‬منها عناصر االستثمار املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬املسامهة (‪:)L’apport‬‬
‫وهي احلصة اليت يقدمها املستثمر يف املشروع االستثماري سواء كانت عينية أو نقدية‪ ،‬وقد تكون احلصة‬
‫العينية مادية أو معنوية‪ ،‬وقد يكون املستثمر (املصدر)‪ ،‬إما شخصا طبيعيا أو معنواي‪ ،‬خاصا أو عموميا‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬احلصول على الربح (‪:)Le but lucratif‬‬
‫إن املستثمر يهدف من خالل عملية االستثمار إىل احلصول على أرابح أو فوائد وإال فال تعد العملية استثمارا‪.‬‬
‫اثلثا‪ -‬املخاطرة أو اجملازفة (‪:)le risque‬‬
‫إن نية احلصول على الربح ال تعين بداهة التحقيق الفعلي لذلك الربح‪ ،‬فاملسامهة خماطر هبا‪ ،‬فقد حيقق املستثمر أرابحا كبرية أو‬
‫صغرية وقد يتحمل قد ار من اخلسارة مناسبا لقيمة مسامهته‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عامل الزمن (‪:)Le temps‬‬
‫وهو الفرتة الزمنية اليت ينتظر من خالهلا املستثمر مثرة استثماره‪ ،‬فهو ال حيقق الربح فورا بشكل عام‪ ،‬ذلك أن مسار اإلنتاج‬
‫الذي ترتبط به القيمة املستحدثة من عملية االستثمار يستغرق وقتا طويال‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستثمار قانونا‪:‬‬

‫مل يتمكن فقهاء االقتصاد والقانون من الوصول إىل تعريف مالئم ودقيق لالستثمار ويقتضي ذلك عرض تعريف له يف بعض‬
‫االتفاقيات الدولية املتعلقة ابالستثمار (أوال) والتشريع الوطين (اثنيا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬االستثمار يف االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫من أهم مصادر القانون الدويل يف هذا املنحى اتفاقيات محاية وتشجيع االستثمار الثنائية واجلماعية‪ ،‬ويف هذا اخلصوص نصت‬
‫اتفاقية انتقال رؤوس األموال بني الدول العربية لسنة ‪2000‬على أنه يقصد ابصطالح االستثمارات أو املال املستثمر يف هذه‬
‫االتفاقية كافة أنواع األموال املستثمرة واليت تتعلق ابألنشطة االقتصادية ويقوم هبا مستثمر اتبع إلحدى الدول العربية املتعاقدة‬
‫يف أراضي دولة متعاقدة أخرى واليت تقام وفقا للقوانني واألنظمة اخلاصة ابلدول املتعاقدة األخرى ويشمل على وجه اخلصوص‪:‬‬
‫امللكيات املنقولة وغري املنقولة وكذلك أية حقوق عينية أخرى مثل الرهن وضمان الدين وامتيازات الدين وكافة احلقوق‬
‫املماثلة‪ ،3‬ومن االتفاقيات الثنائية اليت عرفت االستثمار االتفاقية املربمة بني اجلزائر وتونس حول التشجيع واحلماية املتبادلة‬
‫لالستثمارات‪ ،‬طبقا للمرسوم الرائسي رقم ‪ 404-06‬فحسب نص املادة األوىل جند أبن االستثمار هو‪( :‬مجيع أصناف‬

‫‪ - 1‬محمد الجوهري‪ ،‬دورالدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ - 2‬عبد العزيز قادري‪ ،‬االستثمارات الدولية ‪-‬التحكيم التجاري الدولي ضمان االستثمارات‪ -‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪.12-11‬‬
‫‪ -‬معاوية عثمان حداد‪ ،‬القواعد القانونية املنظمة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.36‬‬


‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫األصول اليت تستثمر من قبل أحد الطرفني املتعاقدين يف إقليم الطرف املتعاقد اآلخر‪ ،‬طبقا لقوانينه ويشمل على سبيل‬
‫اخلصوص ال احلصر‪:‬‬
‫‪ .1‬األمالك املنقولة والعقارية وكذلك احلقوق العينية األخرى كالرهن‪ ،‬واالمتيازات والرهون احليازية‪ ،‬وحق االنتفاع‪ ،‬واحلقوق‬
‫املماثلة األخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬األسهم وحصص الشركاء وأشكال أخرى من املسامهة يف األموال الذاتية للشركات‪.‬‬
‫‪ .3‬السندات والديون واحلقوق املتعلقة خبدمات هلا قيمة اقتصادية‪.‬‬
‫‪ .4‬حقوق امللكية الفكرية كحقوق التأليف وحقوق أخرى مرتبطة هبا وبراءات االخرتاع والرتاخيص واألشكال والنماذج‬
‫والعالمات التجارية واألساليب التقنية واملهارات واحلرفاء‪.‬‬
‫‪ .5‬االمتيازات املمنوحة مبوجب قانون أو عقد وخاصة االمتيازات املتعلقة ابلتنقيب عن املوارد الطبيعية واستخراجها‬
‫واستغالهلا)‪.1‬‬
‫اثنيا‪ -‬االستثمار يف التشريع اجلزائري‪:‬‬
‫وقد جاء تعريف االستثمار يف القوانني املتعلقة برتقية وتطوير االستثمار‪ ،‬فقد عرفه األمر رقم ‪ 01-03‬امللغى املتعلق بتطوير‬
‫االستثمار املعدل واملتمم من خالل املادة الثانية منه على أنه‪( :‬يقصد ابالستثمار يف مفهوم هذا األمر ما أييت‪:‬‬

‫‪ .1‬اقتناء أصول تندرج يف إطار استحدا نشاطات جديدة‪ ،‬أو توسيع قد ارت اإلنتاج‪ ،‬أو إعادة التأهيل أو إعادة اهليكلة ‪.‬‬
‫‪ .2‬املسامهة يف رأس مال مؤسسة يف شكل مسامهات نقدية أو عينية‪.‬‬
‫‪ .3‬استعادة النشاطات يف إطار خوصصة جزئية أو كلية‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫واملالحظ من التعريف أن املشرع قد عدد جماالت االستثمار وهي‪ :‬توسيع نشاط املؤسسة ابملسامهة يف‬
‫استحدا نشاطات جديدة أو حتسني قدرات اإلنتاج أي جعل املؤسسة أكثر‬
‫فعالية أو إعادة التأهيل مبعىن اسرتجاع بعض املؤسسات اليت تعاين من صعوابت يف التسيري‬
‫والتنظيم واملعرضة للزوال أو إعادة اهليكلة وتشمل املؤسسات اليت حتتاج إىل مراجعة يف‬
‫قواعد تسيريها وتنظيمها‪ ،‬كذلك املسامهة يف رأمسال املؤسسة أي املسامهة اجلزئية يف حتسني‬
‫الوضعية املالية ملؤسسة من خالل رفع أ رمساهلا وقد تكون عينية أو نقدية‪ ،‬وكذا اكتساب‬
‫مؤسسات بشكل كلي أو جزئي يف إطار عملية اخلوصصة‪ ،‬فقد ركز املشرع اجلزائري على اجلانب االقتصادي‪ ،‬حبي أن هذا‬
‫التعريف جاء خاليا من الدقة القانونية‪ ،‬حبي جنده قد وسع‬

‫‪ - 1‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ ،404-06‬املؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬يتضمن التصديق على االتفاق بين حكومة الجزائر وحكومة‬
‫تونس حول التشجيع والحماية املتبادلة لالستثمارات‪ ،‬املوقع بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ ،73‬الصادرة في‬
‫‪ 16‬نوفمبر ‪.2006‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 03-01‬املؤرخ في ‪20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم‪ 47‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪22‬أوت ‪ 2001‬املعدل واملتمم باألمر رقم‪ 08-06‬املؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ 47،‬الصادرة في ‪ 2006‬ص‬
‫‪.05‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫من جمال النشاط ليشمل كل القطاعات االقتصادية مبا فيها تلك اليت تعترب حيوية لالقتصاد‬
‫‪1‬‬
‫الوطين بشرط احلصول على رخصة من السلطات املعنية‪.‬‬
‫وابلتايل فإنه من الصعب إجياد مفهوم دقيق لالستثمار يتسم ابجلمود والثبات‪ ،‬كون أن ذلك‬
‫ال يتالءم مع املفهوم املتغري واملتطور لالستثمار حسب مستجدات العصر خصوصا االقتصادية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أشكال االستثمار‬
‫تتعدد أشكال االستثمار وختتلف حسب معايري معينة‪ ،‬هلذا مت تقسيمها إىل أشكال تقليدية‬
‫تتمثل يف االستثمار األجنيب املباشر وغري مباشر‪ ،‬ابلنظر إىل انسياب رؤوس األموال اخلاصة هلا إىل الدول النامية ونتطرق من‬
‫خالل الفرع األول‪ ،‬وهناك األشكال احلديثة ندرجها من خالل الفرع الثاين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األشكال التقليدية لالستثمار‬


‫تنقسم األشكال التقليدية إىل نوعني رئيسيني ومها كاآليت‪:‬‬
‫أوال‪ -‬االستثمار األجنيب املباشر‪: IDE‬‬
‫يتمثل يف تلك املشروعات اليت يقيمها وميلكها ويديرها املستثمر األجنيب إما بسبب ملكيته‬
‫‪2‬‬
‫الكاملة للمشروع أو اشرتاكه يف رأمسال املشروع بنصيب مينح له حق اإلدارة‪.‬‬
‫كما يعرفه صندوق النقد الدويل أبنه‪( :‬جمموعة العمليات املختلفة املوجهة للتأثري يف السوق وتسيري‬
‫املؤسسة املتوطنة يف دولة خمالفة لدولة املؤسسة األم)‪ ،‬ووفقا للمعيار الذي‬
‫وضعه صندوق النقد الدويل يكون االستثمار مباشرا حني ميتلك املستثمر األجنيب ‪ % 10‬أو‬
‫أكثر من أسهم رأس مال إحدى مؤسسات األعمال‪ ،‬ومن عدد األصوات فيها‪ ،‬وتكون هذه‬
‫احلصة كافية إلعطاء املستثمر رأاي يف إدارة املؤسسة‪ 3،‬حبي يرتتب على االستثمار املباشر متلك املستثمر جزء من االستثمارات‪،‬‬
‫أو كلها يف مشروع معني‪ ،‬كما يعترب مصدرا مهما من مصادر التمويل يف الدولة املضيفة من خالل دفع عجلة التنمية‬
‫‪4‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عيبوط محند وعلي ‪:‬االستثمارات األجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ 2013، ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ - 2‬هدى عبدو‪ ،‬آثار العوملة املالية على االستثمار األجنبي املباشر" دراسة حالة الجزائر ودراسة قياسية " خالل الفترة ‪"2006-،‬‬
‫‪1970‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 2008 ،‬ص ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ - 3‬بالل مومو‪ ،‬أثر االستثمار األجنبي املباشر واالستثمار املحلي على النمو االقتصادي‪ -‬دراسة حالة الجزائر للفترة " ‪"2011-،‬‬
‫‪1990‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ص ‪.03-02‬‬
‫‪ - 4‬أحمد سمير أبو الفتوح‪ ،‬دورالقوانين والتشريعات في جذب االستثمارفي الجزائر‪ ،‬املكتب العربي للمعارف‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مصر‪ 2015 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.10-11‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫مما سبق نستنتج أن االستثمار املباشر يبع يف نفس املستثمر األجنيب الشعور ابالطمئنان والرضا‪ ،‬كما أنه حيقق للدولة‬
‫املستقطبة له بعض املزااي من بينها احلصول على اخلربة الفنية والتكنولوجية واإلدارية وفن اإلنتاج املتقدم‪ ،‬إضافة إىل حاجتها‬
‫املاسة إىل رؤوس األموال‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬االستثمار األجنيب غري املباشر‪: IIE‬‬
‫ويعرف ابستثمار احملفظة‪ ،‬أي استثمار األوراق املالية عن طريق شراء السندات اخلاصة ألسهم احلصص أو سندات الدين أو‬
‫سندات الدولة من األسواق املالية‪ ،‬كما ميكن أن يكون يف شكل قروض تقدم للدولة من أجل مساعدهتا يف اقتناء السلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬أو على شكل تسهيالت مصرفية لتغطية العجز يف النقد األجنيب‪ ،‬وهنا املستثمر ال ميارس أي نوع من الرقابة أو‬
‫املشاركة يف تنظيم وادارة املشروع‪ ،‬وهو استثمار قصري األجل مقارنة ابالستثمار املباشر‪.1‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬األشكال احلديثة لالستثمار‬
‫ظهرت هذه األشكال يف السبعينات وتشمل العديد من نشاطات املؤسسات الدولية‪ ،‬وما مييزها عن ابقي‬
‫االستثمارات أهنا تسمح للمستثمر مبمارسة رقابة فعلية دون اكتساب األغلبية يف رأمساهلا االجتماعي‪ ،‬وهي كاآليت‪:‬‬
‫أوال‪ -‬عقد اإلجازة أو الرتخيص‪:‬‬
‫وهو العقد الذي مينح مبوجبه املتعامل األجنيب للطرف احمللي احلصول على التكنولوجيا أو املعرفة مقابل مثن‬
‫معني يدفعه الطرف احمللي‪ ،‬وعادة ما تنص هذه العقود على وجوب إعالم الطرف املتنازل عن التحسينات التقنية اليت يدخلها‬
‫‪2‬‬
‫املستفيد على الطرق التكنولوجية موضوع اإلجازة‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬عقود االمتياز البرتويل ‪: Les contrats de concession‬‬
‫وميكن تعريف عقود االمتياز أهنا‪ :‬ذلك التصرف الذي متنح الدولة مبقتضاه الشركة األجنبية‬
‫احلق املطلق يف البحث والتنقيب عن املوارد البرتولية الكائنة فوق إقليمها أو يف جزء منه واستغالل هذه املوارد والتصرف فيها‬
‫خالل فرتة زمنية مقابل حصول هذه الدولة على حصص مالية معينة)‪ ،‬ومن األمثلة الشهرية على ذلك أول عقد امتياز برتويل‬
‫‪3‬‬
‫مت إبرامه يف منطقة الشرق األوسط‪.‬‬
‫اثلثا‪ -‬عقد التسيري ‪: Le contrat de gestion‬‬
‫هو عقد يتعهد من خالله املتعامل األجنيب بتسيري املشروع أو الشركة للبلد النامي مع القيام‬
‫بتكوين العمال احملليني يف جماالت التسيري ونقل سلطة التسيري إىل الشريك يف البلد النامي‬
‫بعد فرتة حمددة اتفاقيا‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬عقد الفرنشايز ‪: Le contrat de franchise‬‬

‫‪-1‬المية الصغير‪ ،‬االستثماراألجنبي في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة املدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة السادسة عشر‪،‬‬
‫املدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪ 2008 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.11-10‬‬
‫‪ - 2‬الجياللي بوضراف‪ ،‬التجديد ونقل التكنولوجيا‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪2011،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 3‬محمد عبد الكريم عدلي‪ ،‬النظام القانوني للعقود املبرمة بين الدول واألشخاص و األشخاص األجنبية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪2011، ،‬ص‪ ،‬ص ‪.39-37‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫هو عقد يتكفل مبوجبه شخص يدعى املانح بتقدمي املعرفة العملية واليت تشمل نقل املعرفة‬
‫الفنية وتقدمي املساعدة التقنية لشخص آخر يدعى املمنوح له وختويله استعمال عالمته التجارية وتزويده ابلسلع‪ 1،‬وتقدمي كل‬
‫‪2‬‬
‫ما يعينه على ممارسة النشاط موضوع العقد حسب تعليمات وشروط مانح االمتياز بصفة دورية‪ ،‬نظري مقابل مايل‪.‬‬
‫وقد أجاز املشرع اجلزائري الرتخيص ابستعمال العالمة التجارية‪ ،‬حي تنص املادة ‪16‬من األمر رقم‬
‫‪ 06-03‬املتعلق ابلعالمات على‪ :‬ميكن أن تكون احلقوق املرتبطة ابلعالمة موضوع رخصة استغالل واحدة أو استثمارية أو‬
‫غري استثمارية‪ ،‬لكل أو جزء من السلع أو اخلدمات اليت مت إيداع أو تسجيل العالمة بشأهنا‪.3‬‬
‫ملبحث الثاين‪ :‬احلوافز املمنوحة لالستثمار يف القانون اجلزائري‬
‫عمد املشرع اجلزائري إىل تقرير عدة أنواع من املزااي متمثلة يف مساعدات وإعفاءات من الدولة اجلزائرية إىل‬
‫املستثمرين وقد جاء ذلك يف إطار قانون االستثمار رقم ‪ 09-16‬النصوص التنظيمية املكملة له و كذلك من خالل‬
‫االتفاقيات الدولية اليت أبرمتها اجلزائر يف جمال االستثمار‪.‬‬
‫وميكن تعريف حوافز االستثمار أبهنا ‪ :‬جمموعة من اإلجراءات والرتتيبات ذات قيم اقتصادية قابلة للتقومي ‪,‬‬
‫متنحها الدولة للمستثمرين سواء املواطنني أو األجانب لتحقيق أهداف حمددة (كإغراء األفراد أو الشركات للقيام بعملية‬
‫االستثمار أو توجيهه حنو قطاعات غري مستثمر فيها أو حتقيق التوازن اجلهوي لالستثمار من خالل تركيز منح حوافز استثمارية‬
‫حنو املناطق املرغوبة فيها‪.4‬‬
‫وميكن تلخيص أنواع احلوافز املمنوحة لالستثمار يف اجلزائر وهي ثالثة‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحوافز الضريبية‪:‬‬

‫منح املشرع اجلزائري يف قانون االستثمار ‪ 09-16‬عددا من املزااي ذات الطابع الضرييب أو اجلمركي كما‬
‫تبىن عددا منها يف نصوص االتفاقيات الدولية اليت أبرمتها اجلزائر يف أطار تشجيع االستثمار وميكن تعريف حوافز االستثمار‬
‫أبهنا ‪ :‬جمموعة من االجراءات ونقصد هبا تلك احلوافز اليت وردت يف إطار القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار وخمتلف‬
‫نصوصه التنظيمية‪ ,‬وتلك اليت نص عليها القانون العام (القانون اجلنائي والقانون املتعلق ابملالية املختلفة)‪.‬‬

‫‪ - 1‬دعاء طارق بكر البشتاوي‪ ،‬عقد الفرنشايز وآثاره‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ -‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2008 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 2‬طالل زغبة‪ ،‬عبد الحميد برحومة‪ ،‬األشكال الجديدة لتدفقات االستثمار األجنبي غير القائم على املساهمة في رأس املال‬
‫وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬املسيلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.174‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ 16‬من األمر رقم ‪ 06-03‬املؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬املتعلق بالعالمات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة في ‪23‬‬
‫جويلية ‪ ،2003‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 4‬طالبي محمد‪ ،‬أثر الحوافز الضريبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار األجنبي املباشر في الجزائر‪ ,‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد السادس ‪ ,‬مخبر العوملة واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ,‬جامعة الشلف‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫وتعد حوافز جبائية يف هذا املفهوم‪ :‬خمتلف األحكام التشريعية ذات الطابع الضرييب واجلمركي اليت منحها‬
‫املشرع اجلزائري ملختلف أنواع االستثمار بنص القانون ‪ 09-16‬وميكن تقسيم أنواع املزااي اجلبائية الواردة يف القانون أعاله إىل‬
‫أربع أنواع وهي أربعة فروع‪:‬‬
‫‪ .1‬املزااي املشرتكة لكل االستثمارات القابلة لالستفادة (وهي اليت كانت تدعي مبزااي النظام العام يف نصوص وقوانني‬
‫االستثمار السابقة)‪.‬‬
‫‪ .2‬املزااي اإلضافية لفائدة النشاطات ذات االمتياز أو املنشئة ملناصب الشغل‪.‬‬
‫‪ .3‬املزااي االستثنائية لفائدة االستثمارات ذات األمهية اخلاصة لالقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ .4‬جمموعة من املزااي االستثنائية للمناطق اليت تتطلب تنميتها مسامهة خاصة من قبل الدولة‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املزااي املشرتكة لكل االستثمارات القابلة لالستفادة‬
‫زايدة على التحفيزات اجلبائية واجلمركية املنصوص عليها يف القانون العام‪ ,‬تستفيد مجيع أنواع االستثمارات‬
‫الداخلية يف مفهوم القانون ‪ 09-16‬املتعلق ابالستثمار‪.‬‬
‫بينما ورد النوع األخري من املزااي يف نص إعادة ‪ 13‬من نفس القانون احملدد بنص املادتني ‪ 02‬و‪ 05‬من عدد املزااي اجلبائية‬
‫واجلمركية وقد ذكرت يف نص املادة ‪ 12‬من القانون جاءت عموما يف صورة إعفاءات ضربية يستفيد منها كل مستثمر على‬
‫مرحلتني‪:‬‬
‫• مرحلة اإلجناز‪ :‬ويشري القانون ‪ 09-16‬املذكور أعاله يف املادة ‪ 01/20‬منه‪ ,‬أبن حتديد أجل اإلجناز خيضع‬
‫التفاق مسبق بني املستثمر والوكالة ويبدأ سراينه قانونيا من اتريخ تسجيل االستثمار على مستواها ودون يف شهادة‬
‫التسجيل اليت متنح املستثمر من طرفها‪.2‬‬
‫وللمستثمر متديد األجل لإلجناز بتقدمي طلب الوكالة يف مدة ادانها ثالثة أشهر قبل انقضاء األجل املتفق‬
‫عليه وأقصاها ستة أشهر بعد هذا التاريخ (املادة ‪ 18‬فقرة ‪ 01‬و‪ 02‬من املرسوم التنفيذي ‪ 102-17‬الذي حيدد كيفيات‬
‫تسجيل االستثمارات وكذلك شكل ونتائج الشهادة املتعلقة هبا‪ .‬فإذا مل يفعل تسقط اآلجال بعدها ‪ ,‬و يعترب قد ختلى عن‬
‫حقه يف التسديد ما مل يربر هذا التأخري بواثئق مثبتة‪.‬‬
‫وفيما عدا ذلك من احلاالت يتم إلزاميتها يف الشروع يف إعداد معاينة الدخول يف مرحلة االستغالل‪.‬‬
‫على أنه يستفيد من أحكام هذا الفصل‪ ,‬استثمارات اإلنشاء وتوسيع قدرات اإلنتاج أو إعادة التأهيل‬
‫املتعلقة ابلنشاطات والسلع اليت ليست حمل استثناء من املزااي‪ ،3‬املادة ‪ 02/20‬من القانون أعاله ويف نفس اإلطار جاء نص‬

‫‪ - 1‬وردت األنواع الثالثة األولى من املزايا في نص املادتين ‪ 07‬من القانون ‪ 09-16‬الصادر في ‪ 29‬شوال ‪1437‬ه املوافق لـ ‪ 03‬غشت‬
‫‪ ،2016‬ج ر ج ج‪ ،‬العدد ‪ ،.46‬معدل ومتمم بالقانون ‪ 18-22‬املتعلق بترقية االستثمار ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،50‬صادرة بتاريخ‪ 29 :‬ذي الحجة‬
‫‪1443‬ه‪ ،‬املوافق لـ ‪ 28‬يوليو ‪.2022‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 05‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر‪ :‬املادة ‪ 03/18‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫املادة ‪ 02/17‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-17‬مؤرخ يف ‪ 06‬مجادى األوىل عام ‪ 1938‬موافق ‪ 05‬مارس ‪2017‬‬
‫حيدد كيفيات تسجيل االستثمارات وكذا شكل ونتائج الشهادة املتعلقة هبا ‪.‬‬
‫• مرحلة االستغالل‪ :‬حدد املشرع اجلزائري هنا مدة االستفادة من اإلعفاءات بثالثة سنوات‪ ,‬بعد معاينة املشروع يف‬
‫مرحلة االستغالل مبوجب حمضر هذه املصال اجلبائية بطلب من املستثمر‪.1‬‬
‫• مرحلة اإلجناز‪ :‬تستفيد االستثمارات خالل مرحلة اإلجناز بني املزااي التالية‪:2‬‬
‫‪ .1‬اإلعفاء من احلقوق اجلمركية بني بعض السلع املستوردة اليت تدخل مباشرة يف أجناز املشروع‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة ‪ TVA‬فيما خيص السلع و اخلدمات املستوردة أو املقتناة حمليا‪ ,‬و تدخل‬
‫مباشرة يف إجناز االستثمار ‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلعفاء من دفع حق نقل امللكية ورسم اإلشهار العقاري عن حد املقتنيات العقارية اليت تتم يف إطار االستثمار‬
‫املعين‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلعفاء من حقوق التسجيل والرسم على اإلشهار العقاري ومبالغ األمالك الوطنية على حقوق االمتياز يف العقارات‬
‫املبنية والغري املبنية املوجهة الستثمار املعين‬
‫‪ .5‬ختفيض بنسبة ‪ ‰90‬من مبلغ اإلاتوة اإلجيارية السنوية احملدد من قبل املصال ألمالك الدولة خالل فرتة اإلجناز‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلعفاء ملدة (‪ )10‬سنوات من الرسم العقاري على امللكيات العقارية اليت تدخل يف إجناز االستثمار ابتداءً من‬
‫اتريخ االقتناء‬
‫‪ .7‬اإلعفاء من حقوق التسجيل املتعلقة ابحلقوق التأسيسية للشركات والزايدة يف رأس املال‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املزااي املمنوحة يف مناطق اجلنوب واهلضاب العليا‬
‫يتم حتديد هذه املناطق وفقا ملعايري منها معيار احلالة االجتماعية واالقتصادية واملالية ويكون بذلك املشرع‬
‫قد وجه املستثمر خاصة األجنيب بطريقة غري مباشرة لالستثمار يف املناطق اليت توليها الدولة أمهية خاصة وأولوية لتطويرها أو‬
‫تنميتها أو تشغيل اليد العاملة‪.3‬‬
‫وبعد استقرائها للمادة ‪ 13‬من قانون ‪ 09-16‬يتعلق برتقية االستثمار تستفيد االستثمارات املنجزة يف‬
‫مناطق اجلنوب واهلضاب العليا و كذلك املناطق اليت تتطلب تنميتها مسامهة خاصة من طرف الدولة سواء يف مرحلة االجناز‬
‫أو مرحلة االستغالل‪.‬‬
‫• مرحلة اإلجناز‪ :‬زايدة على املزااي املذكورة يف الفقرة االوىل البنود أ‪ .‬ب‪ .‬ج‪ .‬د‪ .‬و‪ .‬ز من املادة ‪ :13‬أعاله مما أييت‬
‫‪:‬‬

‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ 08-06‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 03-01‬املتعلق بتطوير االستثمار املؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬ج ر عدد ‪ 47‬صادر في‬
‫‪ 19‬يوليو ‪ 2006‬وتم تعديلها بموجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬لتصبح ‪ 5‬سنوات ثم عاد املشرع الجزائري ليعتمد ‪ 3‬سنوات في‬
‫القانون ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار‪.‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 02/12‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار الصادر في ‪ 29‬شوال عام ‪ 1437‬املوافق لـ‪ 3‬غشت ‪.2016‬‬
‫‪ - 3‬عبد الكريم عبد هللا‪ ،‬ضمانات االستثمارات األجنبية ضد املخاطر التجارية املؤتمرات العلمية لجامعة بيروت الجديد في‬
‫مجال التأمين والضمان في العالم العربي منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ج ‪ ،01‬ط ‪ .2007 ،01‬ص ‪.211‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫التخفيض من مبلغ اإلاتوة اإلجيارية السنوية احملددة من قبل مصال أمالك الدولة بعنوان منح األراضي عن طريق‬
‫االمتياز من أجل مشاريع استثمارية‪.‬‬
‫ابلدينار الرمزي للمرت املربع (م‪ )2‬خالل فرتة عشر سنوات وترتفع بعد هذه الفرتة إىل ‪ % 50‬من مبلغ ااتوة‬
‫أمالك الدولة ابلنسبة للمشاريع االستثمارية املقامة يف املناطق التابعة للهضاب العليا وكذلك املناطق االخرى اليت‬
‫تتطلب تنميتها مسامهة خاصة من قبل الدولة‪.‬‬
‫ابلدينار الرمزي املرت املربع ( م‪ )2‬لفرتة (‪ )15‬عشرة سنة وترفع بعد هذه الفرتة إىل ‪ % 50‬من مبلغ إاتوة أمالك‬
‫الدولة ابلنسبة للمشاريع االستثمارية املقامة يف والايت اجلنوب الكبري‪.1‬‬
‫اثنيا‪ -‬مرحلة االستغالل‪:‬‬
‫نصت عليها املادة ‪ 13‬فقرة ‪ 02‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار ما يلي ‪:‬‬
‫من املزااي املنصوص عليها يف الفقرة ‪ 02‬البندان أ‪ .‬ب‪ .‬من املادة ‪ 12‬أعاله ملدة عشرة ‪10‬سنوات‬
‫ابتداءا من اتريخ الشروع يف مرحلة االستغالل واحملدد يف حمضر املعاينة اليت تعده املصال اجلبائية بناء على طلب املستثمر‪،2‬‬
‫ابلرجوع إىل املادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 02‬البندان أ‪ .‬ب جند أن هذه املزااي تتمثل يف ‪:‬‬
‫✓ االعفاء من الضريبة على أرابح الشركة ( ‪)ibs‬‬
‫✓ االعفاء من الرسم على النشاط املهين (‪.3)tap‬‬
‫واهلدف من إضافة هذا النوع من املزااي هو ادراك املشرع اجلزائري بضرورة التنمية بكل أبعادها السيما االقتصادية منها ملناطق‬
‫اهلضاب العليا واجلنوب وكل املناطق اليت تتطلب مسامهة الدولة للنهوض مبعدالت التنمية‪ ،‬وضعت عدة تدابري لدعم النشاط‬
‫االقتصادي يف هذه املناطق‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المزايا االضافية لفائدة النشاطات ذات االمتياز‬

‫املزااي االضافية هي االمتيازات اجلبائية واملالية اليت متنح لنوعني من املشاريع االستثمارية امتيازات لفائدة‬
‫النشاطات ذات االمتياز والنشاطات املنشأة ملناصب الشغل‬
‫أوال‪ -‬املزااي االضافية لفائدة النشاطات ذات االمتياز ‪:‬‬
‫متنح لفائدة االستثمارات ذات االمتياز طبقا لنص املادة ‪ 15‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار حيث ورد فيها‬
‫ما يلي‪" :‬ال تلغى املزااي احملددة يف املادتني ‪ 12.13‬أعاله التجهيزات اجلبائية واملالية اخلاصة املنشأة بوجب التشريع املعمول‬
‫به لفائدة النشاطات السياحية والنشاطات الصناعية والنشاطات الفالحية كما ال يؤدي وجود عدة مزااي من نفس الطبيعة‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 01‬من القانون ‪ ،09-16‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪ - 2‬انظر‪ :‬املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 09-16‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر‪ :‬املادة ‪ 02-12‬من القانون رقم ‪ 09-16‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 4‬شنتوفي عبد الحميد‪ ،‬التجهيزات الجبائية وفعاليتها في جلب االستثمارات بالجزائر‪ ،‬املجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬مجلد ‪ ،16‬عدد ‪ ،2017, 02‬ص ‪.32‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫سواء تلك املنشأة مبوجب التشريع كما ال يؤدي وجود عدة مزااي املعمول به و تلك املنصوص عليها يف هذا القانون إىل‬
‫تطبيقها معا‪ ،‬ويف هذه احلالة سيستفيد املستثمر من التحفيز األفضل‪.1‬‬
‫ابستقراء املادة أعاله تبني املادة أن النشاطات السياحية والصناعية والفالحية تستفيد من نفس التجهيزات اجلبائية املذكورة‬
‫على املستوى األول مع العلم أن هذه املزااي ال ميكن مجعها مع تلك املنصوص عليها يف منظومة قانون االستثمار‪ ,‬ويف هذه‬
‫احلالة يتم تطبيق التجهيز األكثر تشجيعا‪.2‬‬
‫اثنيا‪ -‬مزااي منشأة مناصب الشغل‪:‬‬
‫نص املشرع يف املادة ‪ 16‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار على أن مزااي االستغالل املمنوحة لفائدة االستثمارات‬
‫املنجزة خارج املناطق الواجب ترقيتها من ثالث (‪ )3‬سنوات إىل (‪ )5‬سنوات عندما تنشئ أكثر من مئة (‪ )100‬منصب‬
‫شغل دائم خالل الفرتة املمتدة من اتريخ تسجيل االستثمار إىل غاية هناية السنة األوىل من مرحلة االستغالل على األكثر‪.3‬‬
‫وابلرجوع اىل املادة ‪,04‬من املرسوم ‪ 105-17‬جند أن املشرع اجلزائري حدد شروط لالستفادة من هذه املزااي وهذا بنصها‬
‫على ما يلي ‪ :‬جيب أن تكون مناصب الشغل اليت تؤخذ بعني االعتبار يف حساب املزااي املنصوص عليها يف املادة ‪( 2‬الفقرة‬
‫‪ )3‬أعاله مباشرة ودائمة ومستوفية للشروط االتية ‪.‬‬
‫• جيب أن يتم العمال منخرطني يف التأمينات االجتماعية‬
‫• جيب أن يتم توظيف املستخدمني عن طريق الوكالة الوطنية للتشغيل أو هيئات التنصيب اخلاصة املعتمدة طبقا‬
‫ألحكام القانون رقم ‪ 19-04‬املؤرخ يف ‪ 13‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬املوافق ‪ 25‬ديسمرب سنة ‪ 2004‬واملذكور‬
‫أعاله‪.4‬‬

‫إن اهلدف من هذه اإلجراءات واضح ابعتبار أن اجلزائر أحدى أهم الدول اليت تعاين من ارتفاع نسبة‬
‫البطالة الذي يعد أحد أهم انشغاالت برامج التنمية االقتصادية‪ ،5‬والعمل على حث املستثمرين على تشغيل أكرب عدد ممكن‬
‫من اليد العاملة‪.6‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬املزااي االستثنائية لفائدة االستثمارات ذات األمهية اخلاصة‬

‫‪ - 1‬انظر‪ :‬املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬زينات أسماء‪ ،‬دور التحفيزات الجبائية في تعزيز فرص االستثمار في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ,‬العدد ‪،17‬‬
‫السداس ي الثاني‪ ,2017 ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ - 3‬انظر املادة ‪ 16‬من القانون ‪ ،09-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 4‬انظر‪ :‬املادة ‪ 04‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 105-17‬مؤرخ في ‪ 2017/03/05‬يحدد كيفيات تطبيق املزايا اإلضافية لالستغالل‬
‫املمنوحة الستثمارات املنشأة األكثر من ‪ 100‬منصب شغل ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ 16‬صادرة في ‪.2017/03/08‬‬
‫‪ - 5‬لعماري وليد‪ ,‬الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار األجنبي في الجزائر ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون فرع قانون‬
‫أعمال ‪ ,‬كلية الحقوق جامعة الجزائر‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 6‬بركان عبد الغاني‪ ،‬الحوافز الجبائية في مجال االستثمار‪ ،‬املجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬جامعة بجاية‪ ,‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬املجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،2017 ،1‬ص ‪.223‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫يرتتب على هذه االستثمارات إبرام اتفاقية متفاوض عليها بني املستثمر والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار واهلدف من أبرام‬
‫هذه االتفاقيات وخاصة الدولية هو تفادي ومنع االزدواج الضرييب الذي ينجم عنه قيام الدولة املصدرة لرأس املال بفرض‬
‫الضريبة مرة أخرى على فوائد االستثمار رغم سبق فرضه من قبل الدولة املستقطبة له‪.‬‬
‫حيث اهتم املشرع الوطين سواء الدولة املصدرة لراس املال أو املستقبطة له أن تربمهما الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار حلساب الدولة بعد موافقة اجمللس الوطين لالستثمار‪ ،1‬حيث نص املشرع على كيفية أبرام هذه االتفاقية يف‬
‫نص املادة ‪ 17‬من القانون ‪ ،209-16‬املتعلق برتقية االستثمار ومضمون املزااي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬ابرام اتفاقية االستثمار و شروط صحتها‪:‬‬
‫نصت املادة ‪ 17‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار تستفيد من املزااي االستثنائية االستثمارات اليت متثل أمهية‬
‫خاصة لالقتصاد الوطين واملعدة على اساس اتفاقية متفاوض عليها بني املستثمر والوكالة اليت تتصرف ابسم الدولة ميكن‬
‫االشارة إىل عامة ومطلقه يرجع أمر حتديدها وتقديرها إىل اجمللس الوطين لالستثمار‪.3‬‬
‫‪ .1‬ابرام اتفاقية االستثمار‪ :‬تربم اتفاقية االستثمار بني املستثمر والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار من بينها نذكر على‬
‫سبيل املثال اتفاقيات االستثمار املربمة مع كل من (‪ )4‬الشركة اجلزائرية لالمسنت (‪ )ACC)(5‬واتصاالت اجلزائر‬
‫للهاتف النقال موبيليس (‪. )ATM)(6‬‬
‫‪ .2‬شروط اتفاقية االستثمار‪ :‬لصحة إبرام اتفاقية االستثمار ال بد من ضرورة توفر شروط شكلية (أ) وشروط موضوعية‬
‫(ب )‬
‫أ‪ -‬شروط شكلية‪ :‬أن اتفاقية االستثمار عبارة عن عقد دويل خيضع ألحكام القانون الدويل اخلاص ويطلق على هذا‬
‫النوع من االتفاقية اسم عقود الدولة حيث يتم التفاوض حول شروط وكيفيات االستثمار يف اجلزائر وكذا املزااي‬
‫اجلبائية اليت متنحها الوكالة واليت يستفيد منها املستثمر إذا كان مستثمرا أجنبيا كما ميكن أن يتناول هذه االتفاقية‬
‫حتديد القانون الواجب التطبيق يف حالة نشوب نزاع‬
‫ب‪ -‬الشروط املوضوعية‪ :‬ابستقرائنا للمادة ‪ 02/17‬من القانون املتعلق برتقية االستثمار يتبني أن املشاريع االستثمارية‬
‫اليت تكون حمل اتفاقية االستثمار ‪,‬هي اليت تشكل أمهية خاصة ابلنسبة لالقتصاد الوطين ونصت املادة ‪ 02/17‬من‬
‫القانون رقم ‪ 09-16‬على أن اجمللس الوطين لالستثمار هو الذي ميلك سلطة املوافقة على إبرام الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار على هذه االتفاقيات والفصل يف االتفاقية دون ذكر ما إذا يتم نشرها يف اجلريدة الرمسية من‬
‫عدمه‪.4‬‬
‫اثنيا‪ -‬مضمون املزااي‪:‬‬

‫‪ - 1‬معيفي لعزيز‪ ،‬الوسائل القانونية لتمثيل االستثمارات األجنبية في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص‬
‫قانون كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2015 ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ - 2‬كمال عليوش قربوع‪ ،‬قانون االستثمارات في الجزائر‪ ,‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 3‬انظر‪ :‬املادة ‪ 17‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 09-16‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ - 4‬شنتوفي عبد الحميد‪ ,‬املعاملة اإلدارية والضريبية لالستثمارات في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫تضمنت املادة ‪ 18‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق بتطوير االستثمار جمموعة من االمتيازات االستثنائية اليت متنح املشاريع اليت‬
‫تضمنتها املادة ‪ 17‬من نفس القانون وهي االستثمارات اليت متثل أمهية خاصة لالقتصاد الوطين وهذه املزااي كالتايل‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة اإلجناز‪:‬‬
‫كل املزااي املتعلقة مبرحلة اإلجناز منح إعفاءات أو ختفيض طبقا للتشريع املعمول به للحقوق اجلمركية واجلبائية والرسوم وغريها‬
‫من القطاعات االخرى ذات الطابع اجلبائي واإلعاانت أو املساعدات و كذا كل التسهيالت اليت قد متنح بعنوان مرحلة االجناز‬
‫للمدة املتفق عليها حسب أحكام املادة ‪ 20‬أدانه‪ ،‬وميكن أن تكون مزااي اإلجناز بعد موافقة اجمللس الوطين لالستثمار حمل‬
‫حتويل للمتعاقدين مع املستثمر املستفيد وللمكلفني إبجناز االستثمار حلساب هذا األخري‪.1‬‬
‫‪ .2‬مرحلة االستغالل‪:‬‬
‫متديد مدة مزااي االستغالل املذكورة يف املادة ‪ 12‬من القانون ‪ 209-16‬إىل عشر (‪ )10‬سنوات وابلرجوع إىل نص املادة‬
‫فنجد أن هذه املزااي تتمثل يف‪:‬‬
‫• االعفاء من الضريبة على أرابح الشركات‬
‫• االعفاء من الرسم على النشاط املهين‬
‫تستفيد من الرسم على القيمة املضافة املطبق على اسعار السلع املنتجة اليت تدخل يف أطار األنشطة الصناعية الناشئة ملدة ال‬
‫تتجاوز مخس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة اىل ان هذا االمتياز ملغى مبوجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2018‬ابإلضافة إىل‬
‫االستفادة بنظام الشراء من االعفاء من الرسوم ‪ ,‬املواد‪ ,‬واملكوانت اليت تدخل يف إنتاج السلع املستفيدة من اإلعفاءات من‬
‫الرسم على القيمة املضافة (ملغى) مبوجب املادة ‪ 05‬من قانون املالية التكميلي لسنة ‪.32018‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬احملفزات املالية التمويلية‬
‫نقصد ابحلوافز التمويلية يف هذا اإلطار خمتلف الوسائل واملساعدات املالية اليت متنح للمستثمر من اجل دعم أجناز و حتقيق‬
‫استثماره وخاصة مصاريف البنية التحتية الالزمة إلجناز االستثمار ودخل ذلك يف العقارات واألراضي الالزمة إلجناز املشاريع‬
‫ورغم ضعف اجلانب التمويلي يف القانون اجلزائري وعدم إعطاءه أمهية كبرية يف جذب املستثمر إال اننا‬
‫سنتطرق اىل أهم احلوافز ذات الطبيعة التمويلية املشجعة لالستثمار يف اجلزائر سواء تلك اليت جاء هبا قانون االستثمار وتلك‬
‫القوانني املكملة له أو ما مت االتفاق عليه مع الدول األخرى أي التمثيل اخلارجي املقدم من طرف مؤسسات الدولة حيث مت‬
‫وضع فرعني (الفرع األول ) احلوافز الداخلية و(الفرع الثاين) احلوافز الدولية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬احلوافز التمويلية الداخلية‬

‫‪ - 1‬انظر‪ :‬املادة ‪17‬و ‪ 18‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬مرجع السابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬املادة ‪ 12‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬انظر املادة ‪ 05‬من القانون ‪ 13-18‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2018‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ 42‬صادر في ‪ 15‬جويلية‬
‫‪( 2018‬ملغى)‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫كمالحظة أوىل ميكن أن نستنتج أن موضوع احلوافز التمويلية يف جمال االستثمار مل يعط أمهية كبرية من طرف املشرع مل ينصف‬
‫إىل هذا النوع احلوافز إال يف إطار ما نص عليه نص املادة ‪ 13‬فقرة ‪ ،101‬واليت تتعلق ابملزااي االستثنائية لالستثمارات املنجزة‬
‫يف املناطق اليت تتطلب تنميتها مسامهة خاصة من الدولة مبا يف تلك التابعة للجنوب واهلضاب العليا وجاء فيها‪ :‬تتكفل الدولة‬
‫جزئيا بنفقات األشغال املتعلقة ابملشات األساسية إلنشاء االستثمار ‪.‬‬
‫وقد وضع املشرع اجلزائري االستفادة هبذا التحفيز شرطا يتعلق بضرورة تقيم هذه النفقات من طرف الوكالة أوال املادة ‪ 03‬فقرة‬
‫‪ 01‬من القانون ‪ ،09-16‬وعلى الضرورة ان حتديد كيفيات تطبيق هذه األحكام عن طريق التنظيم‪.2‬‬
‫فتجد يف نص املادة ‪ 13‬فقرة ‪ 01‬الذي يتعلق بتخفيض مبلغ األاتوة اإلجيارية السنوية احملددة من قبل مصال أمالك الدولة‬
‫ابلنسبة للمستثمر الذي يستفيد من امتياز على قطعة أرض اتبعة للدولة بغرض إجناز مشروع استثماري‪ ,‬وهذه املدة مقررة بـ‬
‫‪ 10‬سنوات ابلنسبة للمشاريع االستثمارية املقاومة يف املناطق التابعة للهضاب العليا مدة ‪ 15‬سنة للمناطق املقامة يف الغرب‬
‫ابلنسبة للمشاريع االستثمارية املقامة يف اجلنوب الكبري ابلرجوع إىل أحكام االمر رقم ‪ 08-06‬الذي حيدد شروط وكيفيات‬
‫منح االمتياز على األراضي التابعة ألمالك اخلاصة للدولة املوجهة إلجناز املشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫وذلك مبنح االمتياز يف إطار مزاد علين أو ابلرتاضي يف مقابل دفع إاتوة إجيارية سنوية تندرج هذه‬
‫التسهيالت يف إطار السعي حلل املشكل العقاري املخصص إلجناز املشاريع االستثمارية أي الذي ظل يشكل حاجز كبري‬
‫أمام املستثمرين يف اجلزائر وطبق للمادتني ‪18‬و ‪ 19‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،3152-09‬عند إمتام البياانت املقررة يف‬
‫املشروع االستثماري تعرض ملكيتها من طرف املستثمر ابمتيازها مببادرة منه بعقد موثق وهذا بعد معاينتها قانوان بناءا على‬
‫شهادة املطابقة ويتوىل التكفل هبذه املسامهة صندوق دعم االستثمار الذي أنشأ مبوجب املادة ‪ 28‬من القانون ‪،409-16‬‬
‫لتمويل التكفل مبسامهة الدولة يف كلفة املزااي املمنوحة لالستثمارات أما املناطق اليت تستفيد من هذه املسامهة فيتوىل حتديدها‬
‫اجمللس الوطين لالستثمار‪.‬‬
‫حيث اكتفى املشرع اجلزائري ابلتكفل ابلنفقات الالزمة للمنشآت الضرورية إلجناز االستثمارات اليت يتوىل‬
‫اعداد جدوهلا اجمللس الوطين لالستثمار ويكون ذلك يف شكل مسامهة البنية االساسية إلجناز املشروع فقط وليس يف شكل‬
‫منحة مشارة للمشرع ذاته‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬احلوافز التمويلية الدولية‪:‬‬
‫إضافة للحوافز التمويلية الداخلية كما سبق وراينا أهنا ضعيفة و مل تكن يف املستوى للطموحات املرجوة‬
‫هناك أيضا حوافز متويلية ذات صبغة دولية من شأهنا أن تساهم يف تطوير وجذب االستثمارات األجنبية اليت سواءً أسست‬
‫مبوجب اتفاقيات دولية بني اجلزائر ودول أخرى أو تلك اليت تقوم هبا مؤسسات دولية مهمتها متويل الوطين ونذكر من ذ لك‪.‬‬

‫‪ - 1‬نقار فتيحة‪ ،‬الحوافز املتعلقة باالستثمار في ظل التطور التشريعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ,‬جامعة الوادي‪ ،2022 ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 09-16‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬املؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ 2009‬املوافق لـ ‪ 07‬جمادى األول عام ‪ 1430‬الذي يحدد شروط كيفيات‬
‫منح االمتياز على األراض ي التابعة لألمالك الدولة واملوجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪.2009 ،27‬‬
‫‪ - 4‬املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 09-16‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫أوال‪ -:‬اتفاقية املصرف املغاريب لالستثمار والتجارة اخلارجية بني دول احتاد املغرب العريب‪:‬‬
‫مت التوقيع على هذه االتفاقية من طرف دول احتاد املغرب العريب ابجلماهريية الليبية االشرتاكية مبدينة رأس‬
‫النوف بتاريخ ‪ 09‬و‪ 10‬مارس ‪ ،11991‬وهي اتفاقية تنظيم أعمال املصرف املغاريب املتخصص يف تشجيع االستثمارات‬
‫األجنبية املتبادلة بني دول املغرب العريب عن طريق مشاريع ذات األمهية القصوى للحصول على التنمية املشرتكة يف هذه الدول‬
‫يعترب إنشاء هذا املصرف خطوة نوعية من طرف دول احتاد املغرب العريب ابعتباره مصرف متخصص‪.‬‬
‫املصرف املغاريب لالستثمار والتجارة اخلارجية بني دول احتاد املغرب العريب املوقع يف مدينة رأس النوف (ليبيا) بتاريخ ‪ 09‬و‬
‫‪ ,1991/03/ 10‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ 45‬بتاريخ ‪ ،1992/06/14‬مت إنشاءه خصيصا لالستثمار الدويل والتجارة‬
‫اخلارجية بني الدول األعضاء‪ ,‬فاهلدف األساسي هو تشجيع االستثمار األجنيب املتبادل بني دول االحتاد عن طريق املسامهة يف‬
‫متويل املشاريع ذات األمهية احليوية‬
‫و لتحقيق هذه األغراض وطبقا للمادة ‪ 04‬يساهم املصرف يف متويل االستثمارات عن طريق عدة عمليات تذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫• متويل املشاريع اإلنتاجية ذات املصلحة املشرتكة مع اعتبار مردودها املايل و جدواها االقتصادية‬
‫• استقطاب مسامهات أجنبية هبدف متويل املشروع‬
‫• متويل التجارة اخلارجية لدول االحتاد‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬متويل االستثمار يف إطار اتفاق شراكة األورو املتوسطية‪:‬‬
‫أنشأ مبوجب اتفاقية روما عام ‪ 1958‬و هو اهليئة املالية اخلاصة ابالحتاد األوريب و يعمل على متويل املشاريع اليت جاءت يف‬
‫إطار الشراكة مع الدول البحر املتوسط (شراكة األورو متوسطية)‪.‬‬
‫ومن هذه الدول اليت ابرمت اتفاق شراكة مع اجملموعة األورو متوسطية يف ‪ 2002‬و ابلتايل أصبحت من بني الدول اليت‬
‫حتظى ابهتمام بنك االستثمار األوريب الذي يعد فاعال رئيسيا يف التنمية االقتصادية يف املنطقة املتوسطية‪.2‬‬
‫ويف إطار أهداف التعاون االقتصادي واملايل الذي نص عليها اتفاق الشراكة مع اجلزائر يعمل البنك على دعم االستثمار من‬
‫خالل تقدمي العروض ملشروعات االستثمار لرؤوس األموال الضخمة اليت ختدم مصال االحتاد األوريب داخل وخارج أورواب‬
‫وعلى الرغم من أنه يقوم ابإلقراض أيضا للقطاع العام أال أنه يتجه حنو توفري التمويل املباشر للشركات التابعة للقطاع اخلاص‬
‫خاصة اليت تتخذ مقر هلا‪ ,‬وذلك لصال االستثمار‪.‬‬
‫اثلثا‪ -‬مؤسسة التمويل الدولية ودورها يف متويل االستثمار‪:‬‬
‫هي عبارة عن مؤسسة متويلية دولية اتبعة للبنك الدويل لإلنشاء و التعمري أنشأت عام ‪ 1956‬حيث تعمل على متويل‬
‫املشاريع يف القطاع اخلاص يف الدول النامية بواسطة القروض واملسامهة يف رأس املال املشاريع اخلاصة يف هاته البلدان النامية‬
‫مثل اجلزائر‪ ,‬وتساعدها على تقوية اقتصادها وخلق فرص العمل كما تلعب دورا حمفزا لبقية املستثمرين من املؤسسات الناشئة‬
‫ميكن أن تكون انجحة ومرحية وابعتبارها املؤسسة املالية التابعة جملموعة البنك الدويل اليت تعترب اجلزائر عضوا فيها فهي تعمل‬

‫‪ - 1‬مرسوم رئاس ي رقم ‪ 247/92‬مؤرخ في ‪ 1992/05/26‬املتضمن التصديق على اتفاقية إنشاء‪.‬‬


‫‪ - 2‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 159-05‬املؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪ 2005‬املتضمن املصادقة على االتفاق األوربي املتوسطة لتأسيس بين‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة واملجموعة األوربية والدول األعضاء فيها من جهة أخرى فاملوقع بفاالنسيا يوم ‪22‬‬
‫ابريل ‪ 2002‬عدد ‪ 31‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫على دعم االستثمار من خالل متويل املشاريع االستثمارية اخلاصة سواء مبنح قروض أو املسامهة ابحلصص هلذا فيعد عامال‬
‫مشجعا يف االستثمار يف اجلزائر وللحصول على دعم هذه املؤسسة سوى تقدمي طلب إليها احلصول على القروض أو املسامهة‬
‫يف املشروع‪.1‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬احملفزات التنظيمية‬
‫ألجل تفادي جممل اإلجراءات البريوقراطية اليت متتاز هبا اإلدارة عموما وحىت يستفيد املستثمر من مجيع التحفيزات واملزااي‬
‫الضريبية والتمويلية اليت وفرهتا الدولة قامت إبنشاء هيئات إدارية هتدف اىل تطوير وترقية االستثمار وذلك إبنشاء الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار مبوجب األمر ‪( 01/03‬ملغى) وأيضا اجمللس الوطين لالستثمار املستحدث وزارة الصناعة و املناجم‬
‫وهذا ما ستتناوله أدانه‪ .‬من خالل الفرعني‪( ،‬الفرع األول) تبسيط اإلجراءات اإلدارية (الفرع الثاين) اإلجراءات اجلمركية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪:‬‬
‫تتجلى رغبة وإرادة املشرع اجلزائري يف جلب االستثمار وفق قانون ‪ 09-16‬الذي مبوجبه مت استحداث لدى الوكالة الوطنية‬
‫لالستثمار أربع مراكز تضع كل املصال املختصة لتقدمي اخلدمات املطلوبة إلنشاء املؤسسات و مساعدهتا وتطويرها أن جند‬
‫لشباك الوحيد يضم املراكز األربعة‪:‬‬
‫‪ .1‬مرونة اجراءات قبول االستثمار‪:‬‬
‫تفاداي للبريوقراطية اليت تؤدي اىل بطء اإلجراءات اإلدارية و تعددها وتعقيدها فقد اعتمد املشرع اجلزائري مبوجب ‪09-16‬‬
‫ألية تسجيل االستثمارات لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،2‬عكس ما كان سابقا وطبقا لألمر ‪( 01-03‬ملغى)‬
‫يعتمد على التصريح والتوضيح كيفية التسجيل صدور املرسوم التنفيذي املتعلق هبذه العملية كما مت إلغاء شرط الدراسة السابقة‬
‫لالستثمار مبوجب القانون ‪( 01-03‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .2‬حق املستثمر يف الطعن‪:‬‬
‫حىت وإن رأى املستثمر أنه ظلم من طرف اإلدارة أو أي هيئة أخرى تسهر على تطبيق القانون ‪ 09-16‬خبصوص االستفادة‬
‫من املزااي أو يف حالة جتريده من حقوقه املمنوحة له وفقا للقانون إبمكانه الطعن امام حتديد تشكيلتها و سريها عن طريق‬
‫التنظيم دون إغفال حقه يف اللجوء اىل اجلهات القضائية املختصة دون حتديد أجال الطعن و كذلك مدة الفصل فيه عكس ما‬
‫جاء يف املادة ‪ 7‬مكرر من األمر ‪( 03-01‬امللغى)‪.‬‬

‫‪ .3‬إنشاء تقدمي للخدمات "اجناز املشاريع"‪:‬‬


‫لتدارك العجز املالحظ يف توجيه و تشجيع االستثمار على املستوى احمللي وسهولة وضمان عملية االستثمار انشأ املشرع‬
‫اجلزائري مبوجب املادة ‪ 27‬من قانون االستثمار ‪ 09-16‬أربع مراكز تضم املصال املؤهلة ختتص بتقدمي اخلدمات الضرورية‬

‫‪ - 1‬ونوغي نبيل نظام املزايا والتسهيالت املمنوحة لالستثمار في القانون الجزائري مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬املجلد الثاني‬
‫عشر‪ ،‬العدد الثالث‪( ،‬نوفمبر‪ ،)2009‬ص ‪..116-115‬‬
‫‪ - 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-17‬مؤرخ في ‪ 2017/03/05‬املحدد لكيفيات االستثمار وكذا تشكل النتائج املتعلقة به الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 16‬بتاريخ ‪.2017/03/08‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫إلنشاء املؤسسات وجتسيدها وأيضا لتجسيد املشاريع وحتفظ وظيفة كل مركز عن األخر ومت تنظيمها مبوجب الرسوم التنفيذي‬
‫‪ 356-06‬وتتمثل هذه املراكز‪.1‬‬
‫أ‪ -‬مركز تسري املزااي‪:‬‬
‫يف النظام الذي مت إدراجه يف كل من املادتني ‪ 25-24‬من الرسوم التنفيذي ‪ ،2100-17‬الذي يتضمن صالحيات الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها‪ ,‬حيث نصت املادة ‪ 24‬من الرسوم ‪ 100-17‬يكلف مركز تسري املزااي ابستثناء‬
‫احلاالت املنصوص عليها يف املادة ‪ 35‬من القانون ‪ 09-16‬فهو يسري املزااي والتحفيزات املختلفة املوضوع وهذا لفائدة‬
‫االستثمار مبوجب التشريع املعمول به ويقوم مركز تسري املزااي مبا يلي‪:‬‬
‫• يتوىل معاجلة املتطلبات‪.‬‬
‫• قائمة السلع واخلدمات القابلة لالستفادة من املزااي واليت يؤشر عليها أجل عدم تعدي مثان وأربعون (‪ )48‬ساعة‪.‬‬
‫• يعد حمضر معينة الدخول يف االستغالل لعرض االستفادة من املزااي اجلبائية‪.3‬‬
‫• يعاجل ابالتصال مع إدارة اجلمارك طلبات عدم رفض قابلية حتويل السلع وذلك يف ظل الشروط التفصيلية‪.‬‬
‫• يعد حمضر معاينة الدخول يف االستغالل لعرض االستفادة من املزااي أو االكتفاء لإلقفال النهائي مللف االستثمار‪.‬‬
‫• يرخص حسب الشروط املنصوص عليها يف التنظيم املتخذ تطبيقا لقانون ‪.409-16‬‬
‫ب‪ -‬مركز استفاء اإلجراءات‪:‬‬
‫تقوم هذه املرحلة بتقدمي اخلدمات املرتبطة إجراءات إنشاء املؤسسات وإجناز املشاريع ويضم جمموعة من املصال اليت تقوم هبذه‬
‫املهام وإضافة إىل املرسوم التنفيذي القدمي ‪ 356-06‬الذي أشار إىل هذه املثال متثل يف ‪:‬‬
‫• ممثل الوكالة‪ :‬حيث يسجل ممثل الوكالة االستثمارات ويبلغ شهادات التسجيل بدراسة كل الطلبات املتعلقة بتعديل‬
‫شهادة تسجيل االستثمار ومتديد اآلجال‪.‬‬
‫• ممثل املركز الوطين للسجل التجاري‪ :‬يتعني عليه تسليم يف نفس اليوم شهادة عدم سبق التسمية‪.5‬‬
‫• ممثل التعمري‪ :‬يقوم مبساعدة التهيئة اإلقليمية‪ ،‬والبيئية حيث يقوم إبعالم املستثمر عن اخلريطة اجلهوية لتهيئة اإلقليم‬
‫ودراسة األثر واإلبالغ عن املخاطر الكربى وإضافة للممول على الرتاخيص املطلوب يف مجاعة البيئة‪.‬‬

‫‪ - 1‬هواري رميلة‪ ,‬بوشامة منال‪ ,‬محفزات االستثمار األجنبي في الجزائر في ظل قانون ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار ‪ ,‬مذكرة‬
‫تدخل ضمن متطلبات الحصول على ماستر أكاديمي في الحقوق‪ ,‬تخصص قانون األعمال‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪ -‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 100-17‬املؤرخ في ‪ 06‬جمادى الثانية عام ‪ 1438‬املوافق لـ‪ 05‬مارس ‪ 2017‬معدل ومتمم باملرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 356-06‬املؤرخ في ‪ 09‬أكتوبر ‪ 2006‬واملتضمن صالحيات الوكالة الوطنية بتطوير االستثمار وتنظيمها وسيرها الجريدة الرسمية‪,‬‬
‫العدد ‪ ،16‬سنة ‪.2017‬‬
‫‪ - 3‬هواري ميلة‪ ،‬بوشامة منال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ 09-16‬املؤرخ في ‪ 2016/08/03‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 5‬املادة ‪ 07‬املعدلة ألحكام املواد ‪ 28-24‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-0617‬املؤرخ في ‪ 2017/03/05‬املتمم للمرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 356-06‬واملتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها وسيرها الجريدة الرسمية العدد ‪ 16‬بتاريخ‬
‫‪.2017/03/08‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫• ممثل التشغيل‪ :‬إعالم املستثمرين التشريع والتنظيم اخلاصني ابلعمل حيث يتوىل االتصال مع اهليئة املكلفة بتسليم‬
‫رخصة العمل‬
‫• ممثل مأمور من اجمللس الشعيب البلدي‪ :‬التصديق على الواثئق الضرورية لتكوين ملف االستثمار وفق التشريع املعمول‬
‫به‪.‬‬
‫• ممثل هيئات الضمان االجتماعي‪ :‬تسليم شهادات املستخدم وتغيري املوظفني وتسجيل اإلجراءات يف نفس اجللسة‪.1‬‬
‫ت‪ -‬مركز دعم وإنشاء املؤسسات‪:‬‬
‫حيث يكلف يف هذه املرحلة مبساعدة ودعم إنشاء املؤسسات نصت املادة ‪ 28‬مكرر ‪ 01‬وهي‪:‬‬
‫• إعطاء فرص وإمكانيات يف كل القطاعات الشاملة لالقتصاد احمللي من خالل وضع بنك معطيات للمستثمرين‪.‬‬
‫• مسك وضبط املعطيات ابالتصال مع االدارات واهليئات املعنية ‪.‬‬
‫• استحداث حمفز لالستثمار ابختاذ قرارات مبنية على معطيات مطابقة للواقع االقليم املعين‪.‬‬
‫• اقرتاح على السلطات احمللية على مستوى الوالية املعنية مبخطط ترقية االستثمار بعد حتديد صالحيات تنظيم وسري‬
‫هذه املراكز يكون عن طريق التنظيم كون املشرع مينح قرارات لألعضاء أمام اإلدارات‪.2‬‬
‫ث‪ -‬جلنة اليقظة املكلفة مبتابعة وتطوير االستثمار ‪:‬‬
‫حترص اللجنة يف اطار ممارسة مهامها على مجع كل املعلومات املتعلقة‪ ,‬املواد العقارية يف كل الوالايت ومتويل املشاريع من‬
‫طرف البنوك ومشاريع االستثمار اليت هي بصدد اإلجناز‪ ,‬واملشاريع اليت مل يتم البدء يف اجنازها كما تسهر على اعداد تقارير‬
‫دورية حتليلية عن وضعية االستثمار وسبل تطويرها ألجل تفادي كل العراقيل اليت ميكن أن تقف يف وجه تطور االستثمار‬
‫وترقيته مستقبال‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تبسيط االجراءات الجمركية‬

‫ساهم قطاع اجلمارك بشكل فعال يف تطوير االستثمار وترقيته ‪,‬فقد عرف بدوره بعض التعديالت والتغيريات اهليكلية‬
‫والتنظيمية‪ ,‬وذلك هبدف تسيري إجراءات املبادالت التجارية احلديثة وخاصة ما يتماشى مع سياسة الدولة اجلزائرية ألجل‬
‫النهوض ابلقطاع ودعمه بغرض إجياد مداخيل أخرى ومهمة إىل جانب قطاع احملروقات وخارجها تدرجييا ‪:‬‬
‫حيث وضعت إدارة اجلمارك بعض التسهيالت واإلصالحات ما يلي‪:‬‬
‫أقرت املصال مجلة من التسهيالت اجلمركية ملعاجلة تدفقا للبضائع تسهيالت لفائدة املتعاملني من أجل‬
‫ضمان توفري املواد األولية الداعمة إلنتاج املؤسسات اجلزائرية أبقل تكاليف وزايدة تنافس املنتجات اجلزائرية يف األسواق‬
‫اجلزائرية اخلارجية وختفيض آجال عبور البضائع يف املوانئ‪.3‬‬
‫ومن بني االجراءات املمنوحة نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬هواري رميلة‪ ،‬بوشاشة منال‪. ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬


‫‪ - 2‬املادة ‪ 8‬املتضمنة املواد ‪ 28‬مكرر ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 28‬مكرر ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 100-17‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي‬
‫‪.356-06‬‬
‫‪ - 3‬هواري رميلة‪ ،‬بوشامة منال ‪ ,‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52-51‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه‬

‫‪ .1‬تسهيل الدخول املؤقت مع ختفيف الرسوم والضرائب على االسترياد بشروط معدات تلزم األطراف املعتمدين وتوخي‬
‫مرونة يف تطبيق إجراءات األمن اجلمركي ‪.‬‬
‫‪ .2‬السماح ابلشروع يف إجراءات التخليص اجلمركي قبل وصول البضائع ‪ ,‬كلما أمكن ذلك حىت يتسىن اإلفراج عنها مباشرة‬
‫عن الوصول إىل البالد ومنع حدوث اختناقات يف الدخول‪.‬‬
‫‪ .3‬تسهيل تقدمي مجلة من اإلجراءات اليت من شأهنا أن تضفي مزيدا من الفعالية واملرونة على معاجلة اجلمركية مبا يتماشى مع‬
‫التوجيهات االقتصادية املبنية أساسا على ترقية الصادرات خارج قطاع احملروقات ابإلضافة إىل أتمني املعامالت االقتصادية‬
‫اخلارجية ‪.‬‬
‫‪ .4‬السماح أبمناط مرنة يف أداء املدفوعات تقوم املصال بتدعيم وجتسيد هذه اآلليات أبطر تواصل دائمة وتفاعلية بغرض‬
‫االطالع آليا على املعلومة اجلمركية اهلادفة وترقية نظامها أملعلومايت وجتسيد برانمج رقمنة جهاز اجلمارك اجلزائرية من‬
‫تسهيالت واجراءات رقابية ابلتنسيق مع خمتلف املصال املختصة حلماية االقتصاد الوطين من أشكال التهريب‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلسهام الفعلي يف جتسيد التوجه االسرتاتيجي االقتصادي اجلديد مبختلف أبعاده مبا يف ذلك التجسيد امليداين لكل‬
‫األطر احملدثة لإلجراءات اجلمركية‪.‬‬
‫إضافة اىل بعض التصرحيات اليت جتسدت يف التصريح املؤقت واجلمركة يف احملل يف قطاع اجلمارك‪ ,‬حيث يساهم بشكل كبري‬
‫يف جلب االستثمار الوطين واملستثمرين األجانب‪ ,‬ذلك أن التحفيزات اجلمركية‪ ,‬مما يؤثر إجيااب‪ .‬ومن بني اإلجراءات املمنوحة‬
‫كذلك‬
‫اهتم القانون رقم ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار مبوضوع املزااي واملعاملة الضريبية لالستثمار‪ ,‬حيث خصص هلا ‪ 16‬مادة‬
‫كاملة أدخل من خالهلا العديد من التعديالت على التنازالت املالية واجلبائية اليت تقدمها الدولة لالستثمار الوطين على حد‬
‫سواء‪ ,1‬حيث أُلغي التمييز بني السلع املستوردة وتلك املنتجة احمللية‪ ,‬وجعل االستثمارات تستفيد خالل مرحلة االجناز االعفاء‬
‫من الرسم على القيمة املضافة على السلع املستوردة ‪ ,‬وتلك املنتجة حمليا كذلك وضع حد للتدخالت املباشر للمجلس‬
‫الوطين لالستثمار يف منح املزااي االستثنائية فألغي إمكانية هذا األخري منح اإلعفاءات والتخفيضات للحقوق أو الضرائب أو‬
‫الرسوم على أسعار السلع املنتجة اليت تدخل يف إطار األنشطة الصناعية الناشئة‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 09-16‬املؤرخ في ‪ 2016/08/03‬يتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪23‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬ضماانت االستثمار الوطين يف اجلزائر واإلطار‬
‫املؤسسايت له‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار في الجزائر واالطار المؤسساتي له‬


‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫تمهيد‬

‫المطلب األول‪ :‬الضمانات الموضوعية‬

‫يقصد ابلضمان قانوان أبنه تقدمي الوسائل الكفيلة بتحقيق أمان قانوين ملن تقرر له ‪,‬وهذا لكي يقدم على العمل وهو الضمان‬
‫لنتائجها من منطلق هذا التعريف فقد اعطى املشرع اجلزائري اهتماما ابلغا لالستثمار االجنيب كغريه من التشريعات ‪ ,‬فعمل‬
‫على اطر قانونية تقوم على محاية االستثمار االجنيب يف اجلزائري‪ ،‬وأقر العديد من الضماانت املوضوعية املتمثلة يف جمموعة من‬
‫اآلليات واملبادئ املمنوحة للمستثمر األجنيب‪ ,‬قصد استقطابه وتشجيعه على ممارسة النشاط االستثماري على اراضيها وعلى‬
‫مستوى اقليمها ‪,‬وهذا ما حأول املشرع اجلزائري التأكيد عليه من خالل اصدار عدة قوانني متعلقة لالستثمار الوطين ‪ ,‬حيث‬
‫سامهت هذه القوانني يف توسيع الضماانت املمنوحة للمستثمرين االجانب‪.3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضمانات االتفاقية لضمان تشجيع االستثمار‬

‫تعد االتفاقيات الدولية والثنائية هي الوسيلة الوحيدة حلماية االستثمارات مقابل احلصول على رؤوس االموال االجنبية ولقد‬
‫زاد االهتمام هبذه االتفاقية‪ ،‬نظرا ملا تضمنه من توازن بني املصال املتعارضة بني الدول املضيفة واملستثمرين األجانب وسنحاول‬
‫توضيح ذلك على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬املركز الدويل للفصل يف منازعات االستثمار ‪:cirdi:‬‬
‫يعترب املركز الدويل للفصل يف املنازعات االستثمارية أول ضمانة على املستوى الدويل حيث أنشئ هذا األخري مبقتضى اتفاقية‬
‫واشنطن ‪ 18‬مارس ‪ 1965‬يف إطار اجلهود اليت قام هبا البنك الدويل لإلنشاء والتعمري وكان الغرض من إنشائه هو توفري‬
‫وسائل الصلح والتحكيم يف اخلالفات النامجة عن االستثمارات بني الدول املتعاقدة ورعااي الدول األخرى‪.4‬‬
‫ولقد صادقت اجلزائر على هذه االتفاقية مبوجب املرسوم الرائسي ‪ ،5346-95‬أن يلزم هذا املركز أطراف النزاع بتطبيق‬
‫القواعد اإلجرائية للتحكيم اليت تضمنتها اتفاقية تسوية املنازعات االستثمارية‪ ,‬وهذا ما كرسه القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية‬
‫االستثمار الذي منح ضمانة قضائية تتمثل يف إمكانية تسوية منازعات االستثمار مبوجب قواعد التحكيم التجاري الدويل‪.‬‬
‫‪ .2‬اتفاقية سيول الوكالة الدولية لضمان االستثمار‪:‬‬
‫أنشئت هذه الوكالة حتت رعاية البنك الدويل لإلنشاء والتعمري مبوجب اتفاقية سيول املربمة يف ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1985‬ولقد‬
‫صادقت عليها اجلزائر لتسهيل االستثمار االجنيب مبوجب املرسوم الرائسي ‪ 345-95‬ولقد أنشأت هذه الوكالة من أجل أن‬

‫‪ - 3‬بندير خديجة الضمانات القانونية لالستثمار االجنبي في الجزائر ‪,‬مذكرة ماستر تخصص قانون االعمال ‪ .‬جامعة احمد دراية‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق ‪ 2019-2018‬ص ‪.05‬‬
‫‪ - 4‬سارة عزوز‪ ،‬ضمانات االستثمار االجنبي في ظل القانون رقم ‪ 09-16‬جامعة باتنة ‪ , 01‬الجزائر محله الباحث للدراسات (‬
‫االكاديمية ‪ ,‬املجلد ‪ 80‬العدد (‪ )1‬سنة ‪ 2021‬ص ‪.582-581‬‬
‫‪ - 5‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 346-95‬املؤرخ في ‪ 06‬جويلية جمادى الثانية املوافق ‪ 1416‬املوافق ل‪ 30 :‬أكتوبر ‪ 1995‬املتضمن‬
‫املصادقة على اتفاقية تسوية املنازعات املتعلقة باالستثمارات ‪ ,‬جريدة رسمية عدد ‪66‬الصادرة في ‪ 05‬نوفمبر ‪.1995‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫تتحمل التوابع املالية النامجة عن املخاطر التجارية الالحقة ابملستثمر األجنيب يف الدولة العضو عن طريق ابرام عقود أتمينات‬
‫إعادة التامني مع الدول االعضاء فيها‪.6‬‬
‫وعليه ميكن القول ابن الوكالة الدولية لضمان االستثمار له أتسيس كمرافق للدول النامية من أجل تشجيع وأتمني االستثمارات‬
‫اليت حتدث على مستواها وامنا يف احلقيقة اسست لضمان استثمارات الشركات املتعددة اجلنسيات يف هذه الدول‪ ,‬وهبذا‬
‫فالوكالة تعد مؤسسة مالية دولية مستعدة دوما لتقدمي كل ضماانت التامني املمكنة اليت تساعد املستثمر األجنيب يف تصدي‬
‫جلميع املخاطر السياسية وغري التجارية اليت تواجه االستثمارات األجنبية املباشرة اخلاصة به واملوجودة يف البلدان النامية طبقا‬
‫لعقود الضمان املربمة وفقا لالتفاقية‪.7‬‬
‫كما تلعب دورا استثنائيا هاما يف تقدمي استثمارات ونصائح للدول النامية ملساعدهتا على هتيئة بيئة االستثمار وزايدة التدفقات‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫‪ .3‬االتفاقيات الثنائية واإلقليمية لضمان االستثمار األجنيب‪:‬‬
‫يف ظل غياب اتفاقية عالية يف جمال االستثمار الدويل أصبحت االتفاقية تشجيعا لضمان الثنائية وتعد الوسيلة األساسية‬
‫لتشجيع وضمان االستثمارات األجنبية ضد املخاطر التجارية خاصة يف الدول النامية نظرا ملا تتضمنه من مبادئ وقواعد‬
‫واضحة وحمددة وما يرتتب عنها مسؤولية دولية يف حالة عدم إلزامها هبا وقد أبرمت اجلزائر عدة اتفاقيات ثنائية جمال‬
‫االستثمار وذاك على سبيل املثال‪ :‬املصادقة على االتفاق والربوتكول االضايف بني حكومة اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشبيعة ومجهورية املانيا االحتادية املتعلقان ابلتشجيع واحلماية املتبادلة لالستثمارات املوقعني يف اجلزائر مبوجب املرسوم الرائسي‬
‫رقم ‪.8280-2000‬‬
‫وتركز االتفاق والربوتوكول (اإلضايف بني حكومة) على تدعيم التعأون االتفاقي بني دولة أملانيا االحتادية والدولة اجلزائرية وكذلك‬
‫خلق ظروف مالئمة الستثمارات مواطين‪ ،‬وشركات إحدى الدولتني على إقليم الدولة االخرى اعرتافا أبن التشجيع واحلماية‬
‫املتبادلة هلذه االستثمارات مواطين وشركات إحدى الدولتني على إقليم الدولة األخرى اعرتافا أبن التشجيع واحلماية املتبادلة‬
‫هلذه االستثمارات‪ ,‬سجت املبادرة االقتصادية اخلاصة للمواطنني والشركات ويزيد يف رفاهية الشعبني‪.9‬‬
‫أما ابلنسبة لالتفاقيات االقليمية فأهم هذه االتفاقيات املؤسسة العربية املتعاقدة لضمان االستثمار اليت انشأت يف ‪ 01‬أفريل‬
‫‪ 1972‬ابلكويت‪.‬‬

‫‪ - 6‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 345-95‬الذي يتضمن املصادقة على االتفاقية املنظمة إلنشاء الوكالة الدولية لضمان االستثمار‪،‬‬
‫جريدة رقم ‪ ،07‬عدد ‪.66‬‬
‫‪ - 7‬سارة عزوز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.583- 582‬‬
‫‪ - 8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 280-2000‬املؤرخ في ‪ 09‬رجب ‪ 1991‬املوافق ل‪:‬ـ ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2000‬املتضمن التصديق على االتفاق‬
‫والبروتوكول اإلضافي بين حكومة الجمهورية الجزائرية وجمهورية أملانيا االتحادية املتعلق بالتشجيع والحماية املتبادلة االستثمارات‬
‫املوقعين في الجزائر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 19996‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 58‬الصادر في ‪ 08‬أكتوبر ‪.2000‬‬
‫‪ - 9‬انظر‪ :‬ديباجة االتفاق على البروتوكول اإلضافي بين الحكومة الجزائرية وجمهورية أملانيا االتحادية من املرسوم رقم ‪-2000‬‬
‫‪ ،280‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القانونية‬

‫تعترب الضماانت املقدمة من طرف الدولة املستقبلة لالستثمار عامال مهما يف املستثمرين الدين يركزون على مدى وجود‬
‫االستقرار واحلماية الالزمة لضمان رؤوس األموال اخلاصة هبم‪ ,10‬ومنه تسع معظم الدول الراغبني يف استقطاب االستثمارات‬
‫إىل توفري القدر الكايف من هذه الضماانت مبوجب قانوهنا الداخلي أو االتفاقيات واملعاهدات الدولية املصادق عليها وهو ما‬
‫جاء به قانون االستثمار ‪ ،1109-16‬ضمن الفصل الرابع منه حيث تضمن عدة ضماانت قانونية أقرها املشرع لفائدة‬
‫املستثمرين األجانب لتوفري مناخ استثمار مناسب وجعلهم أكثر أرحيية وطمأنينة يف استثمار رؤوس أمواهلم واليت نراها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضمان املسأواة بني املستثمرين‪:‬‬
‫نصت عليه املادة ‪ 21‬من الفصل الرابع املتعلق ابلضماانت املمنوحة لالستثمارات كما يلي‪ :‬مع مراعاة أحكام االتفاقية الثنائية‬
‫واجلهوية واملتعددة االطراف من املسأواة بينن املستثمرين املوقعة من قبل الدولة اجلزائرية تلقي االشخاص الطبيعيون واملعنيون‬
‫االجانب معاملة منصفة وعادلة فيما خيص احلقوق والواجبات املرتبطة ابستثماراهتم‪.12‬‬
‫واملقصود بذلك أن تستفيد املستثمرين االجانب من معاملة قوامها املسأواة والعدل واإلنصاف يف جانب احلقوق والواجبات‪,‬‬
‫حيث استمد املشرع اجلزائري هذا املبدأ أو الضمان من االتفاقيات الدولية اليت نصت على ذلك تشجيع االستثمار وقد أقر‬
‫املشرع اجلزائري هذا املبدأ يف قوانني االستثمار السابقة ملنع الطمأنينة للمستثمرين األجانب لكي يكونوا سواسية أمام القانون‬
‫اجلزائري والتشريع املعمول به من حيث حقوقهم وواجباهتم املرتتبة على استثماراهتم امام القانون اجلزائري سواءً كانوا أشخاص‬
‫طبيعيني أو معنويني وابلنظر إىل نص املادة ‪ 21‬املذكورة أعاله جند أن املشرع اجلزائري ذكر ما يتعلق أبحكام االتفاقيات‬
‫الثنائية واجلهوية واملتعددة األطراف واليت قد متلي على الدولة منح امتيازات أو ضماانت اضافية للمستثمرين إدا كان حيمل‬
‫اجلنسية من الدول األعضاء يف هذه االتفاقية مع اجلزائرية وهذا ما متليه أحكام القانون الدويل العام يف االتفاقيات واملعاهدات‬
‫الدولية وهو استثناء ملبدأ تطبيق مبدأ املساواة ‪.‬‬
‫حيث من املمكن أن تقوم اجلزائر إببرام اتفاقية دولية مع دولة أو عدة دول تقضي مبنح امتيازات اضافية متبادلة ملستثمريها‪.‬‬
‫كما عزز املشرع عدم التمييز بني املستثمر الوطين واالجنيب من خالل اعتماده معيار املقيم بدال من معيار جنسية املستثمر‬
‫واملقيم طبقا لنص املادة ‪ 125‬من االمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض هو كل شخص طبيعي أو معنوي يكون املركز‬
‫الرئيسي لنشاطاته االقتصادية يف اجلزائر‪.13‬‬
‫ب‪ -‬ضمان عدم نزع امللكية‪:‬‬

‫‪ - 10‬األمر رقم ‪ 16-72‬املؤرخ في ‪ 25‬ربيع الثاني ‪ 1392‬املوافق لـ ‪ 07‬جوان ‪ 1972‬يتضمن املصادقة على االتفاقية املتعلقة بإنشاء‬
‫املؤسسة العربية لضمان االستثمار ج‪ .‬ر عدد ‪ 53‬الصادرة في ‪ 04‬جويلية ‪.1972‬‬
‫‪ - 11‬املادة الثانية من اتفاقية إلنشاء املؤسسة العربية لضمان االستثمار‪..‬‬
‫‪ - 12‬القانون رقم ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 13‬انظر املادة ‪ 125‬من االمر ‪ 11-03‬املتعلق بالنقد والقرض املؤرخ ‪ , 2003/08/26‬ج‪ .‬ر ج ج عدد ‪ 52‬الصادر في‬
‫‪2003/08/27‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫تعد ملكية االستثمار من اهم املواضيع اليت يرتكز عليها اهتمام املستثمرين وابخلصوص املستثمر االجنيب حيث ان اجتاهه‬
‫لالستثمار يف بلد معني قد يتوقف على مدى الضماانت واحلماية اليت يقدمها هذا البلد للملكية وأن أي إخالل هبا قد جيعله‬
‫يعرض عن االستثمار مهما توفرت فرص حتقيق الربح لذلك كان من الالزم اعطاء امهية هلا ضمن السياسة القانونية لتحفيز‬
‫االستثمارات واحاطتها بضماانت حتدد وتنزيل خماوف املستثمر االجنيب من خطر نزع ملكية االستثمار وجتعله يبقل على‬
‫االستثمار دون تردد‪.‬‬
‫لقد أقرت معظم التشريعات على اعتبار اجراءات نوع امللكية للمنفعة العامة حقا مقررا للدولة‪ ،14‬ونزع امللكية للمنفعة العامة‬
‫هو اجراء ومظهر من مظاهر السيادة اليت تباشرها السلطة العمومية يف حدود اختصاصاهتا اإلقليمي لذا فانه يسرى على‬
‫الوطنيني االجانب دون متييز مقابل تعويض عادل ومناسب طبقا للقواعد النافدة يف الدولة املضيفة اليت تتخذها يف اطار‬
‫ممارستها لسيادهتا و تصبو من وراء نزع امللكية وانشاء مرافق عامة كإنشاء الطرقات والسكك احلديدية‪.15‬‬
‫املشرع اجلزائري كرس هذا احلق ومحايته يف كل من الدستور وهذا ما ورد يف نص املادة ‪ 60‬الفقرة ‪ 02‬كما يلي‪ ":‬ال تنزع‬
‫امللكية اال يف اطار القانون وبتعويض عادلو منصف‪.16‬‬
‫كما كرس هذا املبدأ يف القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار حيث ضمن املشرع عدم التعرض للمستثمر بنزع امللكية‬
‫اليت يقيم عليها مشروعه االستثماري أو االستيالء عليها اال يف حاالت خاصة واليت يقيم عليها مشروعة االستثماري أو‬
‫االستيالء عليها اال يف حاالت خاصة واليت يرتتب عليها تعويض عادل ومنصف وذلك يف نص املادة ‪ 23‬منه‪ ,‬زايدة على‬
‫القواعد اليت حتكم نزع امللكية ال ميكن ان تكون االستثمارات املنجزة موضوع استيالء اال يف احلاالت املنصوص عليها يف‬
‫التشريع املعمول به‪.17‬‬
‫يرتتب على هذا االستيالء ونزع امللكية تعويض عادل ومنصف ‪،‬وبذلك فقد ضمن املشرع اجلزائري للمستثمر عند حصول اي‬
‫نزع للملكية اال يف اطار ما نص عليه املعمول به وهو القانون ‪.1811-95‬‬
‫كما يعترب هذا االجراء انفرادي من طرف سلطات الدولة اليت قد ترى يف ذلك فائدة للمنفعة العامة مقابل تعويض للمستثمر‬
‫تعويض عادل حسب ما تنص عليها التشريعات‪.‬‬
‫ويعترب االلتزام ابلتعويض ضمان مهم من ضماانت االستثمار االجنيب تقدمه الدولة املضيفة ألنه حىت ولو كانت الدولة متلك‬
‫السيادة على إقليمها وأراضيها وهلا احلق يف االستيالء على املشاريع املقامة عليها ابستخدام الطرق القانونية فإهنا ملزمة من‬
‫جهة اخرى جيرب الضرر الذي يلحق صاحب امللكية املنزوعة منه وابلتايل هذا ما يتوقف عليه رغبة املستثمرين يف حتقيق‬
‫مشروعاهتم يف دولة ما كما مت إقرار هذا احلق يف اغلب االتفاقيات الثنائية وكمثال على ذلك املادة الرابعة من االتفاقية اجلزائرية‬
‫الدامناركية اليت تنص على ما يلي‪" :‬ال ميكن ان تكون ملكية استثمارات مستثمري كل طرف متعاقد على اقليم الطرف اآلخر‬

‫‪ - 14‬صالح آزاد شكور‪ ،‬تشجيع االستثمار وتطبيقاتها في مجال االستثمار السياحي‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪,‬‬
‫مصر‪ 2013 ,‬ص ‪.106‬‬
‫‪ - 15‬هشام خالد عقد ضمان االستثمار ‪-‬دراسة قانونية‪ -‬مؤسسة شباب االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 16‬انظر املادة ‪ 60‬من الدستور الجزائري ‪.‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج ج‪ ,‬عدد ‪ 82‬الصادر في‪.2020/12/30 :‬‬
‫‪ - 17‬انظر املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪.09-16‬‬
‫‪ - 18‬القانون رقم ‪ 11-91‬املتعلق بالقواعد العامة لنزع امللكية من أجل منفعة عامة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫موضوع نزع ملكية أو أتميم أو ختضع لتدابري ذات آاثر مماثلة للتأميم أو نزع ملكية إال لغرض املنفعة العامة ‪ ,‬وعلى اساس غري‬
‫متييزي وبناء على االجراء القانوين املطلوب ومقابل تعويض سريع ومناسب وفعلي‪.19‬‬
‫ت‪ -‬ضمان االستقرار التشريعي‪:‬‬
‫يعرف كذلك بضمان الثبات التشريعي وهو ثبات القانون املعمول به الذي مت على اساسه ابرام عقد االستثمار واملتضمن‬
‫الضماانت واحلوافز املمنوحة للمستثمر إذ ال يعقل ان تربم الدولة عقد مع مستثمر اجنيب يسري على مجيع مراحل االستثمار‬
‫وبعد ذلك تعدل أو تلغي هذا القانون وجتربه على اخلضوع للقانون اجلديد‪ ،‬وقد ادرج املشرع اجلزائري هذا املبدأ يف قانون‬
‫االستثمار ‪ 09-16‬مبوجب املادة ‪ 22‬واليت تنص على‪" :‬ال تسري اآلاثر النامجة عن مراجعة والغاء هذا القانون اليت قد تطرأ‬
‫مستقبال على االستثمار املنجز يف اطار هذا القانون إال إذا طلب املستثمر ذلك صراحة ويعد هذا الضمان يف حد ذاته تنازال‬
‫وتعهد صريح من طرف الدولة ألنه يقيد سلطتها من انحية اخرى التشريع‪ ,‬وابلتايل جند ان هذا الضمان حيقق توازن بني‬
‫الدولة واملستثمر من انحية هذا املبدأ اىل محاية املستثمر اجتاه الدولة املضيفة من خالل التعديالت القانون الساري العمل به‪,‬‬
‫ويسعى هذا املبدأ اىل محاية املستثمر اجتاه الدولة املضيفة من خالل التعديالت القانونية الالحقة يف قانوهنا الداخلي اال اذا‬
‫طلب املستثمر ذلك صراحة‪.20‬‬
‫ويعرف االستقرار التشريعي على أنه‪" :‬الشرط اهلادف إىل جتميد دور الدولة كسلطة تشريعية وطرف يف العقد يف تعديل‬
‫القواعد القانونية النافدة بينها وبني املستثمر االجنيب وقت ابرام هذا العقد على حنو قد خيل التوازن العقدي أو االقتصادي بني‬
‫طريف الرابطة العقدية ويظهر من خالل التعريف أن الثبات التشريعي هو جتميد القانون الذي مت مبوجبه ابرام العقد االستثماري‬
‫بني الدولة واملستثمر األجنيب وهذا الضمان متنحه الدولة للمستثمر والذي جيعلها غري قادرة على إجراء أي تعديل او اضافة‬
‫للقانون األول ‪,‬كما جند ان بعض أحكام وقرارات التحكيم الدويل نصت على ذلك من خالل اجبار بعض الدول على جتميد‬
‫قوانينها الالحقة إلبرام العقد االستثماري بني الدولة واملستثمر األجنيب‪.21‬‬
‫وهذا الضمان متنحه الدولة للمستثمر والذي جيعلها غري قادرة على اجراء تعديل او اضافة للقانون االول جند بعض أحكام‬
‫وقرارات التحكيم الدويل الذي نصت على ذلك من خالل اجبار بعض الدول على جتميل قوانينها الالحقة إلبرام العقد‬
‫االستثماري والذي يسرى عليه القانون املنفق عليه وقت إبرامه والذي يعترب مبثابة حق مكتسب للمستثمر يف خضم‬
‫التحويالت والتطورات االقتصادية واالتفاقيات والتعهدات الدولة الناجتة عنها واليت جترب الدول على قوانينها الداخلية ملسايرهتا‬
‫وهذا مبنح اخليار دائما للمستثمر األجنيب اذ قد يطل بتطبيق القانون اجلديد إذا رأى فيه حتفيزات أو تنازالت جديدة لصاحلة‬
‫من طرف الدولة املضيفة‪.‬‬
‫ابلنظر اىل امهية جانب االستقرار القانوين والذي يتطلع اليه املستثمرون االجانب ويشرتطونه قبل االقدام على استثماراهتم‬
‫فانه كفيل جبلب رؤوس اموال جديدة واعطاء ديناميكية وحركية كبريتني لالقتصاد الوطين‪.22‬‬

‫‪ - 19‬انظر املادة ‪ 04‬من االتفاق املبرم بين الجمهورية الجزائرية والحكومة الدنماركية حول الترقية والحماية االستثمارات املوقع في‬
‫الجزائر ما بين ‪ 25‬و ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2002‬املصادق عليه بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪.525-03‬‬
‫‪ - 20‬القانون ‪ 09-16‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 21‬زروق يوسف‪ ،‬رقاب عبد القادر‪ ،‬ضمانات وحوافز االستثمار في الجزائر‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،08‬ص ‪.103-102‬‬
‫‪ - 22‬زروق يوسف‪ ،‬رقاب عبد القادر‪ ,‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫ث‪ -‬ضمان حتويل رؤوس االموال والعائدات‪:‬‬


‫لقد كرس املشرع اجلزائري هذا املبدأ يف قانون االستثمار ‪ 09-16‬مبوجب املادة ‪ 25‬منه‪ :‬اليت نصت على ما يلي‪" :‬تستفيد‬
‫من ضمان حتويل رأس مال يف شكل حصص نقدية عن طريق املصريف ومدونة بعملة حرة التحويل بسعرها بنك اجلزائر ابنتظام‬
‫ويتم التنازل عنها لصاحله واليت تساوي قيمتها او تفوق االسقف الدنيا احملددة حسب التكلفة الكلية للمشروع"‪ ،‬وفق‬
‫الكيفيات احملددة عن طريق التنظيم املعمول به‪.‬‬
‫ويتضمن ضمان التحويل املداخيل احلقيقية الصافية الناجتة عن التنازل وتصفية االستثمارات ذات املصدر اجنيب حىت وان كان‬
‫تبلغهما يفوق الرمسال املستثمر يف البداية وقد عوض املشرع اجلزائري املادة ‪ 31‬من االمر ‪ 03-01‬اين منح حرية اكرب‬
‫واسهل للمستثمر يف التحويالت املالية يف اخلارج عن الطريق املصريف ابلعملة الصعبة القابلة للتحويل يف أطر ينظمها بنك‬
‫اجلزائر موازاة التكلفة االولية لالستثمار‪.‬‬
‫ويظهر جوهر االختالف ان املشرع اجلزائري اعترب ضمان حرية حتويل رؤوس االموال والنواتج ضمن الضماانت املمنوحة‬
‫لالستثمار يف القانون ‪ 09-16‬خبالف االمر ‪ 03-01‬السابق‪ ,‬ومن بني االحكام املختلفة وهنا يظهر ان هذا الضمان‬
‫اصبح حق جوهراي منصوص عليه صراحة يف قانون االستثمار كما مشل حرية التحويل كذلك احلصص العينية اليت يكون‬
‫مصدرها اخلارج اليت جلبها املستثمر االجنيب قبل بدايته مشروعه اضافة اىل ذلك املداخيل احلقيقية الصافية الناجتة عن التنازل‬
‫يف حالة حصوله او تصفية االستثمار ذات املصدر االجنيب حىت وان كانت تفوق االموال املستثمرة يف البداية ومن هنا يظهر‬
‫ان هذا العامل مهم جدا كذلك تشجيع االستثمار االجنيب ونرى أبن الضمان منح املستثمرين االجانب رؤوس االموال‬
‫واالصل فيها املتعلقة ابالستثمار واملداخيل احلقيقية الصافية الناجتة عنه يف حدود التكلفة االولية‪.23‬‬
‫واالستثناء هو حتويل النواتج عن التنازل او التصفية حىت وان كانت تزيد عن القيمة االولية لالستثمار يف املقابل منح تنظيم كل‬
‫هذه العمليات املالية لبنك اجلزائر الذي يؤطر هذه العملية ومينح الرتخيص بذلك وفق ما تقتضيه التنظيمات والسياسة املالية‬
‫للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضمانات المالية‬

‫جاء املشرع جبزء هام من النصوص القانونية يف جمال االستثمار ليبني طبيعة ونوعية وحتفيزه ابلضماانت اليت حتتويها الدولة ‪.‬‬
‫والقانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار الصادر سنة ‪ 20-16‬نص العديد من الضماانت املالية اليت يستفيد منها‬
‫املستثمر واليت تعترب احد واهم عنصر يف العملية االستثمارية وهذه الضماانت املالية تنقسم اىل نوعني‪:‬‬
‫العنصر االول (مضمون مبدأ حتويل رؤوس االموال) والعنصر الثاين ( تكريسه)‬
‫أ‪ -‬مضمون مبدأ حتويل رؤوس االموال‪:‬‬

‫‪ - 23‬القانون ‪ 09-16‬املتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫يعد احلق يف حتويل رؤوس االموال من اهم الضماانت اليت متنحها الدولة املضيفة االستثمار كما يعد شرط أساسيا جللب‬
‫رؤوس االموال الوطنية واالجنبية ويف هذا الصدد يرى االستاذ نور الدين تركي‪" :‬ال ميكن للشركات االجنبية ان تقبل االستثمار‬
‫يف اي بلد كان اذا كانت غري قادرة على حتويل ولو جزء من ارابحها وكذلك املبالغ املتأنية من التصفية"‪.24‬‬
‫ويعد ضمان حتويل رؤوس حتويل رؤوس االموال من اهم العوامل أتثريا على قرار املستثمر يف استثمار أمواله ابلدولة املضيفة ‪,‬‬
‫فال ميكن تصور مناخ استثماري مالئم لالستثمار االجنيب دون ان يكون هناك قواعد قانونية تتيح للمستثمر االجنيب ضماانت‬
‫لرأمساله خاصة وان املستثمر االجنيب ال يقوم ابالستثمار يف اقليم دولة غري دولته اليت ينتمي اليها اال اذا كانت الظروف‬
‫والتشريعات يف الدولة املضيفة مالئمة تسمح له بذلك‪.25‬‬
‫واملقصود حبرية حتويل رؤوس االموال خروج رؤوس االموال خروج رؤوس االموال من اجلزائر اىل اخلارج وهذه االموال هي‬
‫عبارة عن انتج لالستثمار الذي سبق متويله بواسطة رؤوس اموال مستوردة من اخلارج والرأمسال االصلي للمستثمر‪.26‬‬
‫ب‪ -‬تكريس ضمانة حتويل رؤوس االموال‪:‬‬
‫كرس املشرع اجلزائري هذه الضمانة يف قانون النقد والقرض لسنة ‪ 1990‬وذلك لغري املقيمني بتحويل أمواهلم للخارج ث جاء‬
‫املرسوم التشريعي ‪)3( 12-93‬ليؤكد على هذا الضمان يف املادة ‪ 02‬منه ث ابقى عليها يف االمر ‪ 03-01‬املتعلق برتقية‬
‫االستثمار ‪ ,‬مبوجب املادة ‪ 31‬منه وعلى خالف قانون االستثمار امللغى الذي ادرج ضمانة حتويل رأس املال ضمن االحكام‬
‫اخلتامية عقد االستثمارات املنجزة انطالقا من املسامهات اليت يقدمها املستثمر االجنيب يف شكل رأس مال بواسطة عملة حرة‬
‫التحويل‪ ,‬قانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار هذه الضمانة إىل موضعها احلقيقي فأدرجها ضمن الضماانت املمنوحة‬
‫لالستثمارات وهذا بتكريس املشرع اجلزائري هلذا املبدأ مبوجب املادة ‪ 25‬منه حيث تضمنت على أنه يتمتع املستثمر االجنيب‬
‫بضمان حرية حتويل رأس املال والعائدات النامجة عنه اىل اخلارج واليت تكون يف حصص نقدية مستوردة عن الطريق املصريف‬
‫ابلعملية الصعبة القابلة للتحويل ختضع لتدابري صارمة يفرضها بنك اجلزائر ويتم التنازل عنها لصاحله ‪ ,‬واحلصول احلق اشرتط‬
‫أن تكون مساوية لقيمتها أو تفوق االسقف الدنيا وتكون حمددة طبقا للتشريع املعمول به أن حتويل فوائد االستثمار تكون‬
‫ابلتناسب مع حجم االموال املستثمرة واليت تساوي قيمتها أو تفوق االسقف الدنيا احملددة حسب التكلفة الكلية للمشروع‬
‫ووفق الكيفيات احملددة عن طريق التنظيم وهذا تفاداي لتقدمي ميزان فائض من العملية الصعبة للمستثمرين االجانب يف الدولة‬
‫وكذلك الزامية االعالم حول حركة القيم املنقولة من قبل الشركات االجنبية أو تلك املتضمنة مسامهة أجنبية ‪.‬‬
‫كما أضاف املشرع يف الفرتة الثانية من نفس املادة ‪ 25‬السالفة الذكر أن التحويل يشمل كذلك احلصص العينية وفقا للقانون‬
‫‪ ,‬كما اشرتط أن يكون مصدرها خارجي‪.27‬‬
‫ويشمل ضمان التحويل كذلك املداخيل احلقيقية الصافية الناجتة عن التنازل وتصفية االستثمارات ذات مصدر أجنيب حىت وان‬
‫كان مبلغها أكرب من رأس املال اخلاص ابملستثمر يف البداية وابلتايل فان انتج عملية التنازل أو تصفية املشرع يتسع بنفس‬

‫‪ - 24‬والي نادية‪ ,‬النظام القانوني الجزائري لالستثمار‪ ,‬أطروحة لنيل شهادة تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪,‬جامعة مولود معمري‪. ،‬تيزي وزو‪ 2015 ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ - 25‬بن اوديع‪ ،‬النظام القانوني لحركة رؤوس من وإلى الجزائر في مجال االستثمار‪ ،‬مذكرة لتيل شهادة املاجستير في الحقوق‪,‬‬
‫قانون أعمال كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2010 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ - 26‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 27‬انظر املادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫الضمان حىت ولو كان أثر من رأس مال املستثمر وهذا يعد مبثابة تشجيع كبري لالستثمار وهذا ما يستنتج من الفقرة االخرية‬
‫من املادة ‪ 25‬السالفة الذكر من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار‪.‬‬
‫كما أكد بنك اجلزائر ذلك يف النظام ‪ 01-07‬املؤرخ يف ‪ 03‬فيفري ‪ 2007‬املتعلق ابلقواعد املطبقة على املعامالت‬
‫التجارية مع اخلارج واحلساابت ابلعملة الصعبة ‪,‬على حرية حتويل العائدات واالرادات اخلاصة ابالستثمار املنجزة يف اجلزائر‪.28‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضماانت االجرائية‬
‫قد يستفيد املستثمر االجنيب من مجيع الضماانت املوضوعية املنصوص عليها قانوان اال أن ذلك من غري جدوى إذا ما صادفت‬
‫عرقلة من طرف اجلهات االدارية املشرفة على املشروع االستثماري من حيث تقدمي املعلومات والتوجيهات الالزمة بغرض تسيري‬
‫االجراءات االدارية الواجب استنفاذها وكذلك التخلص من البريوقراطية اليت تعرفها اهليئات اإلدارية ‪.‬‬
‫كما أن جناح االستثمارات يف البلد املضيف مرتبط مبدى احلماية املمنوحة له ‪ ,‬وذلك بتوفري مناخ استثماري يشعر من خالله‬
‫املستثمر ابلثقة واألمان‪ ,‬وال يكون ذلك اال من خالل توفري أجهزة فضائية ختتصر ابلنظر يف املنازعات اليت تكون بني املستثمر‬
‫االجنيب وبني الدولة املضيفة‪ ،‬ولذلك تضمنت قوانني االستثمار اىل جانب الضماانت املوضوعية ضماانت اجرائية لتسيري قيام‬
‫املستثمر مبشروعه ابطمئنان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضماانت االدارية‬
‫يعترب اجلانب االداري مهم يف حتقيق اجنازات اقتصادية مميزة ومحاية االستثمارات واستقطاب املستثمرين االجانب‪ ,‬اذ أن‬
‫االجراءات االدارية تلعب دورا هاما يف حتفيز االستثمار سواءً وطنيا او أجنبيا فكلما االجراءات معقدة كلما زادت من ختوف‬
‫املستثمر االجنيب الذي يبحث دائما عن األمان كافة التسهيالت االدارية‪.‬‬
‫حيث تضمنت تبعات االستثمار يف اجلزائر العديد من املزااي والتسهيالت إلجناز االستثمارات االجنبية إدراكا منها أن النظام‬
‫اجلديد لالستثمار يتطلب تقدمي تسهيالت ادارية والغاء املعوقات وحتسني االجراءات االدارية للمستثمرين االجانب وال أييت‬
‫ذلك اال إبنشاء هيئات يكون هلا مهام التوجيه واالرشاد واملرافقة للمشاريع االستثمارية‪.29‬‬
‫‪ .1‬حتسني االجراءات االدارية‬
‫اهتم القانون أبن ييسر للمستثمر األجنيب سبل التعامل مع اجلهات املكلفة ابالستثمار‪ ,‬وهو تعامل كت خيضع يف االصل‬
‫لقيود كثرية أثرت سلبا على االستثمارات بشكل عام وذلك من خالل الرقابة االدارية اليت كانت متارس عليها ‪.‬‬
‫وقد حاول املشرع اجلزائري من خالل قوانني االستثمار التخفيف من عبء هذه الرقابة‪ ,‬وذلك ابلتخلي عن نظام االعتماد‬
‫واحداث نظام التصريح ‪.‬‬
‫أ‪ -‬إلغاء نظام االعتماد‪:‬‬
‫اعتمدت اجلزائر نظام الرقابة على االستثمارات من خالل تكريس آلية االعتماد املسبق هلا‪ ,‬واليت تعترب استبعاد احلرية يف اجناز‬
‫االستثمارات حيث يعرف االعتماد أبنه املوافقة اليت يتحصل عليها من االدارة واليت مبوجبها ميكن لألشخاص حتقيق املشاريع‬
‫االقتصادية واستفادهتم من نظام مايل أو ضرييب ممتاز‪ ,‬ومنه فاالعتماد تصرف اداري من فرد من قبل االدارة متنح من خالله‬

‫‪ - 28‬النظام رقم ‪ 01-07‬املؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ 2007‬املتعلق بالقواعد املطبقة على معامالت التجارية مع الخارج والحسابات‬
‫بالعملة الصعبة ‪ ,‬العدد ‪ 31‬الصادر بتاريخ ‪.2007-07-13‬‬
‫‪ - 29‬بندير خديجة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫رخصة ممارسة نشاط استثماري معني وخيضع للسلطة التقديرية للهيئة املخولة هلا منحة ‪ ,‬حبيث يتماشى مع أولوايت املخطط‬
‫الوطين للتنمية وأهدافه وتقديراته يف ظل قانون رقم ‪ 10-90‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.30‬‬
‫ابإلضافة اىل منح صالحية اعتماد االستثمارات االجنبية‪ ,‬اجمللس النقد والقرض عن طريق اصداره للرأي ابملطابقة وابلرجوع اىل‬
‫‪ 185‬من القانون املنظم له حيث نستنتج أنه ال مينح هذا للمستثمر اال بعد التثبت من مطابقة ألحكام قانون النقد والقرض‬
‫الذي يتطلب للحصول على االعتماد ان يقدم املستثمر االجنيب طلب مرفق بواثئق ختص معلومات عنه ابإلضافة لتقدمي‬
‫دراسة تقنية اقتصادية حول املشروع االستثماري وبعد ذلك يتخذ قرار املوافقة أو الرفض يف أجل شهرين من اتريخ تقدمي‬
‫الطلب‪.‬‬
‫ويتمتع اجمللس سلطة تقديرية ال مقيدة حيث أن القرار الذي يصدره ال ميكن اعتباره رأي املطابقة وامنا أيخذ شكل اعتمادا‬
‫وترخيص مسبق لالستثمار يف اجلزائر ذلك الن صالحيات اجمللس ال تتوقف على فحص مدى مشروعية االستثمار بل تتعداه‬
‫لشمل دراسة مالئمة االستثمار ابلنظر إلجيابيات وسلبيات مشروع االستثمار املقدم سرعان ما ختلى املشرع هذه االجراءات‬
‫املعقدة إبجراءات أكثر مرونة وليونة حبيث أصبح االستثمار ينجز وينشأ حرا دون أدن قيد ‪ ,‬وجاء نظام مغاير وجديد وهو ما‬
‫يسمى بنظام للتصريح ابالستثمار ‪.31‬‬
‫‪ .1‬إحداث نظام التصريح‪:‬‬
‫من اجل تفادي العراقيل االدارية اليت هتدد فعالية االستثمارات فقد احدث املشرع اجلزائري تعديالت يف هذا اجملال ‪ ,‬حبيث‬
‫الغى االعتماد وعوضه إبجراء آخر بنظام يساهم يف تبسيط االجراءات وتفاداي لتعقيدات ‪ ,‬ويتعلق االمر بنظام التصريح‬
‫حيث تنص املادة ‪ 03‬الفقرة الثانية من املرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬املتعلق بتطوير االستثمار ما يلي‪ :‬وتكون‬
‫االستثمارات قبل اجنازها موضوع تصريح ابالستثمار لدى الوكالة املختصة‪ .‬ولقد عرفته املادة الثانية من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 98-08‬املتعلق بشكل التصريح ابالستثمار وطلب مقرر املزااي وكيفيات ذلك‪.32‬‬
‫على أنه التصريح ابالستثمار يعترب هو االجراء الشكلي الذي يبدي من خالهلا املستثمر رغبته يف اجناز استثمار يف نشاط‬
‫اقتصادي إلنتاج السلع واخلدمات يف جمال تطبيق االمر رقم ‪ ،03-01‬حيث أن املشرع اجلزائري يف إطار األمر رقم ‪-01‬‬
‫‪ 03‬املتعلق بتطوير االستثمار املعمل واملتمم أكد مبوجبه املادة ‪ 04‬الفقرة ‪ 03‬على خضوع االستثمارات اليت استفادت من‬
‫املزااي قبل اجنازها للتصريح ابالستثمار لدى الوكالة‪.33‬‬
‫حيث الزم املشرع املستثمر إبجراء التصريح كما أبدي رغبته يف االستفادة من املزااي اليت اقرها قانون االستثمار ‪ ,‬حيث اشرتط‬
‫املشرع اجراء التصريح ابالستثمار أمام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار واليت تغري امسها بصدور القانون اجلديد ‪18-22‬‬
‫املتعلق ترقية االستثمار‪ ،34‬إىل الوكالة اجلزائرية لتطوير االستثمار او احدى الشبابيك املوحدة الالمركزية التابعة هلا وبعد االجراء‬
‫الشكلي فقط ليمكن السلطات من إعداد إحصائيات لتعداد املشاريع وخمتلف اجملاالت ومعرفة املشاريع املنجزة فعال وعليه‬

‫‪ - 30‬املادة ‪ 185‬من القانون رقم ‪ 10-90‬املتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬


‫‪ - 31‬بندير خديجة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 32‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-08‬املؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ 2008‬املتعلق بشكل التصريح باالستثمار وطلب مقرر املزايا وكيفيات‬
‫ذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر رقم ‪.16‬‬
‫‪ - 33‬املادة ‪ 04‬الفقرة ‪ ،03‬من األمر ‪ 03-01‬املتعلق بتطوير االستثمار (ملغي)‪.‬‬
‫‪ - 34‬القانون ‪ 18-22‬املتعلق بترقية االستثمار ‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫يعترب التصريح إجراء سابق للشروع يف اجناز املشروع ‪,‬واجراء أويل ضروري للحصول على املزااي‪ ,‬وشرط االستفادة من‬
‫اخلدمات العديدة اليت تقدمها الشبابيك املوحدة الالمركزية التابعة هلا‪ ,‬وبعد اإلجراء الشكلي فقط ليمكن السلطات من اعداد‬
‫احصائيات لتعداد املشاريع وخمتلف اجملاالت ومعرفة املشاريع املنجزة فعال‪ ,‬وعليه يعترب التصريح اجراء سابق للشروع يف اجناز‬
‫املشروع واجراء أويل ضروري للحصول على املزااي‪ ,‬وشرط االستفادة من اخلدمات العديدة اليت تقدمها الشبابيك الالمركزية‬
‫للمستثمرين ويتضمن التصريح ابالستثمار جمموعة من العناصر تتمثل يف حالة النشاط‪ ,‬حتديد املواقع‪ ،‬مناصب الشغل اليت‬
‫حتدث‪ ,‬التكنولوجيا املزمع استعماهلا خمططات االستثمار والتمويل وكذلك التقومي املايل للمشروع‪ ,‬شروط احلفاظ على البيئة‬
‫املدة التقديرية إلجناز املشروع االستثماري ‪ ,‬االلتزامات املرتبطة إبجناز االستثمار‪.35‬‬
‫غري أن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬عند اضافة املادة ‪ 04‬مكرر‪ 36‬غري القيمة القانونية للتصريح ابالستثمارات وحتول‬
‫من اجراء الزامي للمستثمرين الدين مل يستفيدوا من االمتيازات وطنيني أو اجانب اىل اجراء الزامي للمستثمرين االجانب يف‬
‫كل االحوال‪ ,‬سواء حصلوا على مزااي او مل حيصلوا‪ ,‬وهو ما أوقع املشرع يف تناقص مع نص ذلك املادة الثانية من املرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 98-08‬املذكورة سابقا‪ ,‬مما يقضي على اعادة النظر يف ذلك وتوضيح أبن القيمة القانونية للتصريح ابالستثمار‬
‫االجنيب غري تلك القيمة القانونية للتصريح ابالستثمار االجنيب غري تلك القيمة للتصريح ابالستثمارات الوطنية‪.37‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القضائية‬

‫رغم وجود عدة ضماانت قانونية واليت أقرها املشرع اجلزائري لتشجيع االستثمارات خاصة االجنبية‪ ,‬اال اهنا غري كافية فيقي‬
‫اخلوف من سبط سيادة الدولة بشكل اهلاجس االكرب لدى املستثمرين وهو ما اوجب توفري ضماانت قضائية جلعلهم أكثر‬
‫ارحيية طمأنينة يف استثمار أمواهلم حبيث تضمن هلم اللجوء للقضاء الوطين أو اىل الطرق البديلة االخرى املتفق عليها يف حل‬
‫املنازعات اخلاصة ابالستثمار االجنيب كالتحكيم والوساطة الدوليني او لتحكيم خاص يف حال االتفاق مسبقا‪,‬هذا ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 09-16‬املتعلق برتقية االستثمار‪ ،38‬ومن هذا يظهر الضمان حيتوى على شقني (أوال ) يتعلق‬
‫بضمان اللجوء اىل القضاء الوطين وهي تسوية داخلية و(اثنيا) يتعلق ابللجوء اىل التحكيم والوساطة وهي تسوية دولية‪.39‬‬
‫أوال‪ -‬ضمان اللجوء اىل القضاء الوطين‪:‬‬
‫جند مبدأ اخضاع كل املنازعات لوالية القضاء الوطين أساسه يف ميثاق االمم املتخذة وقرارات اجلمعية العامة لنفس املنظمة‪.‬‬
‫كما يعد حق اللجوء اىل القضاء لطلب احلماية مبدأ هام من املبادئ والضماانت اليت أقرئها معظم الدول من بينهم اجلزائر‬
‫‪ ,‬ونصت عليها العديد من االتفاقيات الدولية واملتعددة االطراف‪.‬‬
‫وابلتايل جند ان هذه الدول املضيفة تريد االحتفاظ حبقها يف تسوية املنازعات اليت بينها وببني املستثمرين وفقا ملبدأ السيادة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫‪ - 35‬بندير خديجة‪ ,‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ - 36‬املادة ‪ 04‬من األمر‪ ,‬رقم ‪ 01-09‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ - 37‬بندير خديجة‪ ,‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 38‬انظر املادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ ،09-16‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 39‬مبروك عبد النور‪ ،‬الضمانات املمنوحة لالستثمار في التشريع الجزائري‪ ،‬محاضرات لطلبة السنة الثانية ماستر‪ ,‬تخصص‬
‫قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ,‬املسيلة‪ -2019-2018 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫ولذلك حتيل قوانني النزاعات ابلدرجة األوىل على القضاء الوطين متاشيا مع مبدأ رسخ يف القانون الدويل مفاده استنفاد وسائل‬
‫التقاضي الداخلية قبل اللجوء اىل تسوية أخرى‪.‬‬
‫وقد كرس املشرع اجلزائري ضمانة اللجوء اىل القضاء الوطين من خالل احالة قانون االستثمار ‪ 09-16‬النزاعات اليت قد‬
‫تنشأ بني الدولة واملستثمر االجنيب اىل القضاء ‪,‬هذا ما ورد يف نص املادة ‪ 24‬منه‪ :‬خيضع كل خالف بني املستثمر االجنيب‬
‫والدولة اجلزائرية يتسبب فيه املستثمر أو يكون بسبب إجراء اختذته الدولة اجلزائرية يف حقه للجهات القضائية اجلزائرية املختصة‬
‫اقليميا‪ ,‬وهي بذلك تسند اىل القاعدة العامة يف االختصاص القضائي من خالله نص املادة ‪ 41‬من قانون االجراءات املدنية‬
‫واالدارية ‪ 09-08‬معدل ومتمم ابلقانون ‪13-22‬اليت نصت على ما يلي‪ :‬ال جيوز أن يكلف ابحلضور كل أجنيب حىت مل‬
‫يكن مقيم يف اجلزائر أمام اجلهات القضائية اجلزائرية لتنفيذ االلتزامات اليت تعاقد عليها يف اجلزائر مع جزائري كما جيوز أيضا‬
‫تكليف ابحلضور أمام اجلهات القضائية اجلزائرية بشأن التزامات تعاقد عليها يف بلد أجنيب مع جزائريني‪.40‬‬
‫من خالل نص املادة ‪ 24‬من قانون االستثمار يف قانون ‪ 09-16‬وكذلك نصت املادة ‪ 41‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية ‪ 09-08‬السالف ذكرمها‪ ،41‬نرى تشبت الدولة اجلزائرية مببدأ السيادة الوطنية على إقليمها بتطبيق القانون الداخلي‬
‫على كل املنازعات اليت قد تنشأ بينها وبني املستثمرين األجانب وحسب نص املادتني دائما فإن القضاء اجلزائري هو املختص‬
‫االول بتسوية منازعات االستثمار اليت قد تثور بني املستثمر األجنيب والدولة اجلزائرية املستقبلية له‪ ,‬وهذا تطبيقا ملبدأ سيادة‬
‫الدولة على األشخاص واألموال املوجودة على إقليمها مامل يوجد بند متفق عليه مسبقا‪.‬‬
‫إن الضمان احلقيقي يف الواقع للمستثمر هو الضمان القضائي الداخلي شريطة ان يكون القضاء عادال ومنصفا يف حقوقهم‬
‫حبيث يساعد على توفري البيئة القانونية املناسبة لالستثمار ويطمئن املستثمر على انه عند حدوث اي نزاع سوف ينصف‬
‫القضاء ويف مدة حمددة ومعقولة ‪,‬غري إن املستثمرين األجانب مازالوا يتخوفون من القضاء الداخلي ويشرتطون أثناء إبرامهم‬
‫العقود أو االتفاقيات للجوء إىل التحكيم الدويل مباشرة دون املرور ابحملاكم الداخلية‪.42‬‬
‫اثنيا‪ -‬الضماانت القضائية الدولية‪:‬‬
‫توجد العديد من الوسائل القضائية ذات الطابع الدويل يفصل املستثمر األجنيب اللجوء إليها لفض النزاع القائم بينه وبني الدولة‬
‫املضيفة ‪ ,‬وتتمثل هذه الوسائل يف القضاء الدويل‪" :‬حمكمة العدل الدولية‪ ,‬وحمكمة التحكيم الدائمة‪" .‬والقضاء االقليمي"‬
‫حمكمة االستثمار العربية "واالتفاقيات الدولية اخلاصة بتسوية املنازعات االستثمارية "املركز الدويل لتسوية منازعات االستثمار"‬
‫واجمللس العريب لتسوية منازعات االستثمار"‪.‬‬
‫وأهم ضمان دويل كرس املشرع اجلزائري يف العديد من االتفاقيات املتعلقة بتشجيع االستثمار هو امكانية اللجوء إىل التحكيم‬
‫الدويل‪.43‬‬
‫‪ .1‬مضمون اللجوء إىل التحكيم‪:‬‬

‫‪ - 40‬قانون رقم ‪ 09-08‬مؤرخ في ‪ 2008/02/25‬املتعلق باإلجراءات املدنية واالدارية ‪ ,‬املادة ‪ .41‬معدل ومتمم بالقانون ‪.13-22‬‬
‫‪ - 41‬القانون رقم ‪ .09-16‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 42‬زروق يوسف‪ ،‬رقاب عبد القادر‪ ،‬املرجع السابق ‪ ,‬ص ‪107-106‬‬
‫‪ - 43‬مصطفاوي ليندة‪ ,‬محفزات االستثمار األجنبي في الجزائر في ظل القانون ‪ ،09-16‬املتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬مدكرة لنيل‬
‫شهادة املاستر‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،2018-2017 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫يعد ضمان اللجوء اىل التحكيم التجاري الدويل يف حل منازعات االستثمار االجنيب من اهم وأكرب الضماانت اليت يشرتطها‬
‫املستثمر االجنيب وهذا املا يتميز به نظام التحكيم من سرعة ونزاهة وكفاءة يف حل املنازعات وملبدأ الصياد وهو ما يبعث‬
‫الطمأنينة لدى املستثمر االجنيب الذي حيرص على أن يتم االتفاق على اللجوء اىل التحكيم مع الدولة املصنفة قبل توقيع‬
‫العقد‪.‬‬
‫وتعرض خمتلف النزاعات املتعلقة بعقود االستثمار أوال على القضاء الوطين اال ان ختوف املستثمر األجنيب من بسط سيادة‬
‫الدولة وطبيعة قضائها الداخلي جتعله ال يثق فيها ابلتايل يسعى للحصول على الضماانت والوسائل االخرى أكثر قوة ونزاهة‬
‫وهي الضماانت الدولية املتمثلة يف الطرق البديلة كالتحكيم والوساطة الدوليني لفك املنازعات‪.44‬‬
‫وبعد ادراج املشرع اجلزائري كآلية لتسوية منازعات االستثمار نتيجة الظروف االقتصادية اليت منحت التحكيم الدويل مكانة‬
‫هامة يف عقود االستثمار وجعلت معظم الدول تصادق على اتفاقيات بشأنه فقد أصبح مبدأ اللجوء اىل التحكيم كآلية قانونية‬
‫معرتف هبا دوليا‪.‬‬
‫وتندرج املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 09-16‬يف اطار مساعي اجلزائر الرامية لتذليل العقبات اليت تتعرض االستثمار االجنيب ومن‬
‫هذه العقبات اللجوء اىل التحكيم لذلك أقرت هبذا احلق ولكن جعلته على غرار النص امللغى استثناء الختصاص القضاء‬
‫الوطين ويف حاالت حمددة من خالل نصها على ما يلي‪" :‬خيضع كل خالف بني املستثمر االجنيب والدولة اجلزائرية يتسبب فيه‬
‫املستثمر أو ميون سبب اجراء اختذته الدولة اجلزائرية يف حقه للجهات القضائية اجلزائرية املختصة اقليميا اال يف حالة وجود‬
‫اتفاقيات ثنائية او تعدد االطراف ابرمتها الدولة اجلزائرية تتعلق ابملصاحلة والتحكيم او يف حالة وجود اتفاق مع املستثمر ينص‬
‫على بند تسوية يسمح للطرفني ابالتفاق على حتكيم خاص‪.‬‬
‫رغم تشابه هذا النص مع املادة ‪ 17‬من قانون االستثمار امللغى اال ان نطاق استفادة املستثمرين االجانب من حق اللجوء اىل‬
‫التحكيم حاليا سيكون اوسع الن نطاق هذا االستثناء سيكون اكرب من القاعدة العامل نفسها وسيسمح ابللجوء اىل الوسائل‬
‫البديلة يف كل حالة يكون فيها اتفاقية ثنائية او متعددة االطراف ابرمتها اجلزائر مع الدولة اليت ينتمي اليها املستثمر ونظرا‬
‫للعدد الكبري من االتفاقيات اليت انضمت اليها اجلزائر واملكرسة بطريقة مباشرة او غري مباشرة حلق اللجوء اىل التحكم وهبدف‬
‫زايدة حجم االستثمارات االجنبية اليت تنتمي اىل دول ال تربط اجلزائر هبا اتفاقية استثمار ‪,‬فتح اجملال للمستثمر ان يدرج هذا‬
‫الشرط يف عقد االستثمار املربم‪ ,‬مما يسمح ابنتزاع اختصاص تسوية املنازعات اليت تثار بني الطرفني من القضاء الوطين‬
‫واسنادها اىل حتكيم خاص‪.45‬‬
‫حيث تتوقف مدى فعالية التحكيم يف قدرة على تفيد احلكم التحكيمي فهذا االخري لن يكون له قيمة اذ مل يتم تنفيذه كما‬
‫نص املشرع اجلزائري على ذلك يف قانون االجراءات املدنية واالدارية ‪ 09-08‬يف ابب التحكيم التجاري الدويل يف القسم‬
‫الثالث للفرع اخلاص إبحكام التحكيم التجاري الدويل يف املادة ‪ 1051‬اليت نصت على أنه "يتم االعرتاف أبحكام التحكيم‬
‫الدويل يف اجلزائر اذ أثبت من متسك هبا وجوده وكان هذا االعرتاف غري خمالف للنظام العام الدويل وتعترب قابلة للتنفيذ‬
‫ابجلزائر وبنفس الشروط أبمر صادر عن رئيس احملكمة"‪ ،46‬اليت صدرت احكام التحكيم يف دائرة اختصاصها او حمكمة حمل‬
‫التنفيد اذا كان مقر حمكمة التحكيم خارج االقليم الوطين ‪.‬‬

‫‪ - 44‬زروق يوسف رقاب عبد القادر املرجع السابق ص ‪107‬‬


‫‪ - 45‬أوباية مليكة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 46‬انظر املادة ‪ 1051‬من القانون ‪ 09-08‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫ويتضح من خالل نص املادة ان املشرع اجلزائري وضع ضوابط معينة يف االعرتاف حبكم التحكيم‪ ,‬كأن ال يكون خمالف للنظام‬
‫العام الدويل واثبات من متسك به وجوده ووضح طرق تنفيذه أبمر من رئيس احملكمة املختصة اقليما يف اجلزائر أو حمكمة حممل‬
‫التنفيذ خارج اجلزائر‪ ,‬ومن أجل منح مزيد من الضماانت للمستثمر االجنيب وتنظيم التحكيم الدويل يف اطر قانونية كوسيلة‬
‫وأداة حلل النزاعات مع املستثمرين‪.47‬‬
‫‪ .1‬تكريس ضمان اللجوء اىل التحكيم‪:‬‬
‫اجلزائر من بني الدول اليت رفضت اللجوء اىل التحكيم ابعتباره بشكل اهم منازع للمحاكم الوطنية غري اهنا غريت موقفها اجتاه‬
‫التحكيم التجاري الدويل‪ ،48‬حيث توضيح موقفها الرمسي بشكل هنائي من خالل انضمامها اىل اتفاقية نيويورك لسنة ‪1958‬‬
‫حيث بدأت اجلزائر بتغيري نظامها القانوين الن استقطاب االستثمارات يستدعي وضع آليات هتدف اىل ضماهنا ‪.‬‬
‫كرست اجلزائر التحكيم التجاري الدويل صراحة‪ ,‬طبقا لنص املادة ‪ 1039‬من قانون االجراءات املدنية واالدارية ومن‬
‫مربرات تبين اجلزائر للتحكيم الدويل كوسيلة لتسوية النزاعات‬
‫االستثمارية التحول الذي شهدته من النظام االشرتاكي اىل نظام اقتصاد السوق واحلرية التعاقدية وهذا راجع اىل ظروف‬
‫تكييف اقتصادها مع التغريات االقتصادية والتجارة الدولية‬
‫حيث ادت سياسة االصالحات اىل جتديد يف جمال التحكيم ملسايرة ومواصلة وثرية االستثمار ابإلضافة إىل ذلك العالقة‬
‫الوطيدة اخلاصة ابملنظومة التشريعية للسياسة االقتصادية للمؤسسة على سلطان االدارة واحلرية التعاقدية واليت جتسدت يف احلرية‬
‫املمنوحة لألطراف ابللجوء اىل حتكيم وكون اجلزائر دولة مستيقظة ومستعجلة لالستثمارات فقد ادركت امهية وجود نظام قانوين‬
‫لتسوية املنازعات حيظى بقول املستثمر ويبعث الطمأنينة يف حالة نشوب نزاع بينه وبني الدول املضيفة ‪,‬فاالعرتاف بتنفيذ‬
‫أحكام التحكيم التجاري الدويل من شأنه أن يساهم يف تدفق االستثمارات‪.49‬‬

‫‪ - 47‬زروق يوسف‪ ،‬رقاب عبد القادر ‪ ,‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪108‬‬


‫‪ - 48‬كمال عليوش قربوع‪ ,‬املرجع السابق ص ‪02‬‬
‫‪ - 49‬مباركة التهامي‪,‬طرق تنفيد أحكام التحكيم التجاري الدولي في التشريع الجزائري‪ ,‬أبحاث ومقاالت مجلة املحضر القضائي‪,‬‬
‫مجلة علمية مهنية شاملة صادرة عن الخوف الوطنـ ــية للمحضرين القض ــائيين مرتين في السنــة ‪ ,‬عدد السداس ــي االول ‪ 2015‬ص ‪.16-15‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أجهزة االستثمار ودورها في ترقيته (االطار المؤسساتي)‬

‫من أجل جتسيد احلوافز والضماانت املقررة يف قانون االستثمار املشار إليه سابقا وتطبيقها على املشاريع االستثمارية ‪ ,‬عمل‬
‫املشرع اجلزائري على استحداث أجهزة ذات تطابع تنظيمي مهمتها األساسية هي ترقية وتطوير االستثمارات الوطنية واألجنبية‬
‫‪ ,‬ودعم املستثمرين وتبسيط اإلجراءات اإلدارية اليت يتطلبها اجناز املشروع االستثماري وتتمثل هذه األجهزة املكلفة بتسهيل‬
‫ومتابعة وتقييم االستثمار يف اجمللس الوطين لالستثمار ( املطلب األول ) والوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار ( املطلب الثاين)‬

‫المطلب األول‪ :‬المجلس الوطني لالستثمار‪:‬‬

‫ث إنشاء اجمللس الوطين لالستثمار مبوجب املادة ‪ 18‬اليت بقيت سارية املفعول من األمر رقم ‪ 03-01‬املتعلق برتقية‬
‫االستثمار (امللغى) واليت تنص على أنه‪ :‬ينشأ لدى الوزير املكلف برتقية االستثمارات جملس وطين لالستثمارات يدعى يف‬
‫طلب النص اجمللس ‪ ,‬يوضع حتت سلطة ورائسة احلكومة ويكلف اجمللس ابملسائل املتصلة ابسرتاتيجية االمتيازات وسياسة‬
‫دعمها ومبوافقة على االتفاقيات املنصوص عليها يف املادة ‪ 12‬أعاله وبصفة عامة بكل املسائل املتصلة بتنفيذ أحكام هذا‬
‫األمر وحيدد املرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-22‬تشكيلة اجمللس الوطين لالستثمار وسريه‪.50‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عيوب المجلس الوطني لالستثمار‬

‫فرغم كل املزااي السالفة الذكر اال ان تشكيلة اجللس الوطين لالستثمار تتضمن من النقائص والسلبيات من بينها نذكر على‬
‫سبيل املثال ما يلي‪:‬‬
‫✓ عدم االستقرار يف أعضاء اجمللس الوطين لالستثمار اذ يتغري االعضاء يف كل مرة يتم فيها احداث تعديالت على‬
‫الطاقم احلكومي مما سيؤثر سلبا على اجللس ‪.‬‬
‫✓ عدم ادراج بعض الوزارات رغم وجود عالقة وثيقة بينها وقطاع االستثمارات ومن بني هذه الوزارات نذكر منها وزير‬
‫املكلف ابلعدل رغم دوره يف تفعيل عملية االستثمار اذ يرتتب عليها حدوث نزاعات قضائية سواء بني املستثمرين‬
‫فيها بينهم او املستثمرين االدارية املكلفة ابالشراف عملية ترقية االستثمار هلذا فوجود وزير العدل ضمن تشكيلة‬
‫اجمللس الوطين لالستثمار يسمح له على النزاعات اليت يعرفها قطاع االستثمارات ‪.‬‬
‫✓ عدم متتع أعضاء اجمللس ابالستقالل العضوي اذ يعني هؤالء الوزراء من طرف رئيس اجلمهورية بعد استشارة الوزير‬
‫االول وكذا لعدم حتديد ظروف انتهاء عضوين الرئيس واالعضاء لكن ابلعودة للواقع العملي جند أبن عضوية‬
‫االعضاء تنتهي مبجرد إحداث تعديل وزاري وعدم ورود امسائهم يف التشكيلة اجلديدة للمجموعة‪.51‬‬

‫‪ - 50‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-22‬املؤرخ في ‪11‬صفر ‪ 1444‬املوافق لـ ‪ 8‬سبتمبر ‪ 2022‬يحدد تشكيلة املجلس الوطني لالستثمار‬
‫ويسره الجريدة الرسمية عدد ‪ 60‬الصادر في ‪ 18‬سبتمبر ‪.2022‬‬
‫‪ - 51‬عجة الجياللي‪ ,‬الكامل في القانون الجزائري لالستثمار‪ ,‬األنشطة العادية وقطاع املحروقات‪ ,‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع ‪,‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.681‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات واجتماعات المجلس الوطني لالستثمار‬

‫أوال‪ -‬صالحيات اجمللس الوطين لالستثمار‪:‬‬


‫ويكلف اجمللس الوطين لالستثمار ابقرتاح اسرتاتيجية الدولة يف جمال االستثمار والسهر على تناسقها الشامل وتقييم تنفيذها ‪.‬‬
‫كما يعد اجمللس الوطين لالستثمار تقريرا سنواي يرفعه إىل رئيس اجلمهورية وابلرجوع إىل نص املادة ‪ 18‬من األمر ‪03-01‬‬
‫املتعلق بتطوير االستثمار امللغى واملذكور أعاله نستخلص أن اجمللس الوطين يكلف ابملسائل املتصلة ابسرتاتيجية االستثمارات‬
‫وسياسة دعم االستثمارات وابملرافقة على االتفاقيات اليت تربمها الوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار مع املستثمرين وبصفة عامة‬
‫بكل املسائل املتصلة بتنفيذ أحكام قانون االستثمار‪.52‬‬
‫فضال عن الصالحيات املمنوحة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-22‬املتضمن حتديد تشكيلة اجمللس الوطين لالستثمار‬
‫واملتمثلة يف‪:‬‬
‫✓ اقرتاح اسرتاتيجية الدولة يف جمال االستثمار والسهر على تناسقها الشامل وتقييم تنفيذها‬
‫✓ إعداد تقرير سنوي ورفعه إىل رئيس اجلمهورية‬
‫✓ هذا ما يقوم الوزير املكلف ابالستثمار الذي أوكلت له أمانة اجمللس بضبط جدول أعمال اجللسات‬
‫✓ تبليغ أعضاء اجمللس واإلدارات املعنية آبراء وتوصيات اجمللس‬
‫✓ يضع حتت تصرف اجمللس كل املعلومات والتقارير حول االستثمار‪.53‬‬
‫اثنيا‪ -‬اجتماعات اجمللس الوطين لالستثمار‪:‬‬
‫جيتمع اجمللس مرة واحدة على األقل يف كل سداسي من أجل الوقوف على مدى تنفيذ القرارات املتخذة وتقييم فعاليتها وأيضا‬
‫من أجل التنسيق املتبادل بني خمتلف القطاعات الوزارية وميكن أن جيتمع عند احلاجة بناء على استدعائه من رئيسه وتتوج‬
‫أعمال اجمللس آبراء وتوصيات‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلراء‪ :‬يصدر اجمللس رأيه بعد تقييمه للقروض الضرورية لتغطية الربانمج الوطين لالستثمار وال حتوز أرائه أية قوة إلزامية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التوصيات‪ :‬مبا أن اجمللس ذو طابع اسرتاتيجي يتوىل إعداد سياسة الدولة يف جمال االستثمارات الوطنية واألجنبية فإنه‬
‫يقدم توصيات للحكومة تتعلق بتشجيع االستثمار أو إنشاء مؤسسات مالية لتمويل االستثمار وغريها‬
‫وهذه التوصيات ليست هلا قوة إلزامية‪.54‬‬

‫‪ - 52‬املادة ‪ 17‬من القانون ‪ 18-22‬املتعلق بترقية االستثمار‬


‫‪ - 53‬املادتين ‪ 02‬و‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-22‬الذي يحدد تشكيلة املجلس الوطني وتشكيله وسيره‬
‫‪ - 54‬معيفي لعزيز‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار كآلية جديدة لتفعيل االستثمارات في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص قانون اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار‬

‫رغبة الوكالة يف إنعاش االقتصاد الوطين والقضاء على االختالالت الداخلية واخلارجية قامت السلطات العمومية اجلزائرية جبملة‬
‫من اإلصالحات الشاملة اليت مست قطاع االستثمار (امللغى) والذي تضمن إنشاء الوكالة لرتقية ودعم متابعة االستثمار‪،55‬‬
‫وحددت صالحياهتا وسريها مبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 319-94‬وأنطلق نشاطها سنة ‪.561994‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التنظيم القانوني للوكالة الجزائرية لترقية االستثمار‬

‫حتت هذا العنوان سنتطرق اىل الطبعة القانونية للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والتنظيم اهليكلي للوكالة‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الطبيعة القانونية للوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار‪:‬‬
‫ابستقراء املادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 02‬من املرسوم رقم ‪ 298-22‬الذي حيدد تنظيم الوكالة أعاله وسريها يتضح لنا أن املشرع‬
‫اجلزائري قد اعترب الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري كما اعتربها شخص معنوي‪.57‬‬
‫الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪:‬‬
‫ويتضح ذلك جلبا من عبارة الوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار مؤسسة عمومية ذات طابع إداري من نص املادة الثانية من‬
‫املرسوم رقم‪ 298-22 :‬وهبذا الوصف ختضع الوكالة ملبدأين‪ :‬مبدأ اخلضوع للوصاية اإلدارية‪ ,‬ومبدأ التخصيص‪.‬‬
‫• مبدأ اخلضوع للوصاية اإلدارية‪:‬‬
‫ويقصد به احتفاظ السلطة املركزية حبق الرقابة على تصرفات وأعمال اهليئات الالمركزية التابعة هلا‪ ،58‬وهو ما جسده املشرع‬
‫اجلزائري أبن وضع الوكالة حتت وصاية الوزير األول‪.59‬‬
‫• مبدأ التخصيص‪:‬‬
‫ويقصد به ضرورة تقيد الشخص االعتباري عند ممارسته لنشاطه ابلغرض الذي وجد من أجله فهو ال يتمتع ابألهلية أو‬
‫الصالحية لكسب احلقوق وحتمل االلتزامات‪ ,‬إال ابلقدر الالزم لتحقيق الغرض الذي أنشأ ألجله‪.60‬‬
‫وحتديد صالحية الوكالة ترمسها املواد ‪ 18‬من القانون ‪ 18-22‬املتعلق ابالستثمار واملادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 298-22‬املتضمن الوكالة ‪.‬‬
‫• الوكالة شخص معنوي عام‪ :‬من عبارة "تتمتع ابلشخصية املعنوية ‪ ".....‬من نص املادة ‪ 02‬املرسوم التنفيذي ‪-22‬‬
‫‪.298‬‬
‫• التمتع ابمتيازات السلطة العامة‪ :‬ويظهر ذلك جليا من خالل‪:‬‬

‫‪ - 55‬املادة ‪ 08‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬املتعلق بترقية االستثمار (ملغى)‬


‫‪ - 56‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-94‬املؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1994‬يتضمن صالحيات وتنظيم وسير وكالة ترقية االستثمارات الجريدة‬
‫الرسمية عدد‪ 67‬الصادر في ‪ 19‬أكتوبر ‪( 1994‬ملغى)‬
‫‪ - 57‬املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املؤرخ في ‪ 08‬سبتمبر يحدد تنظيم الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها ‪,‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 60‬الصادر في ‪ 18‬سبتمبر ‪.2022‬‬
‫‪ - 58‬معيفي لعزيز‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 59‬املادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬الذي يحدد تنظيم الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها‪.‬‬
‫‪ - 60‬عبد املنعم فرج الصدة‪ ,‬أصول القانون دار النهضة العربية القاهرة ‪.1979‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫✓ منح أو عدم املزااي للمستثمر ‪.‬‬


‫✓ إصدار قرارات سحب املزااي من املزااي ‪.‬‬
‫✓ إصدار القرارات اإلدارية امللزمة إبرادهتا املنفردة وحق التنفيذ املباشر هلذه القرارات دون احلاجة للجوء إىل القضاء‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬خضوع الوكالة الختصاص القضاء اإلداري‪:‬‬
‫ابعتبار الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع فإن النزاع الذي يثور بينها وبني املستثمر يكون من اختصاص احملكمة اإلدارية‬
‫بوصفها جهة الوالية العامة يف املنازعات اإلدارية ختتص ابلفصل يف أول درجة حبكم قابل لالستئناف‪.61‬‬
‫‪ .1‬التنظيم اهليكلي للوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار‪:‬‬
‫ابلرجوع إىل نص املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتضمن تنظيم الوكالة حيث يتضح لنا أن الوكالة هلا هيكلني ‪:‬‬
‫هيكل مركزي وهياكل غري مركزية على مستوى احمللي ‪.‬‬
‫أ‪ -‬اهليكل املركزي للوكالة ‪ :‬مقره مدينة ويتكون من جهازين‪:‬‬
‫• جملس اإلدارة ويتشكل من ‪:‬‬
‫✓ ممثل الوزير األول‪.‬‬
‫✓ ممثل الوزير املكلف ابلشؤون اخلارجية‪.‬‬
‫✓ ممثل الوزير املكلف ابجلماعات احللية ‪.‬‬
‫✓ ممثل الوزير املكلف ابملالية‪.‬‬
‫✓ ممثل الوزير املكلف ابالستثمار ‪.‬‬
‫✓ ممثل الوزير املكلف ابلتجارة ‪.‬‬
‫✓ ممثل بنك اجلزائر‪.62‬‬
‫ويتداول جملس إدارة الوكالة على اخلصوص فيما أييت ‪:‬‬
‫✓ مشروع نظامها الداخلي‪.‬‬
‫✓ املصادقة على التنظيم الداخلي للوكالة‪.‬‬
‫✓ املصادقة على برانمج نشاطات الوكالة‬
‫• املدير العام ‪:‬‬
‫مسؤول عن سري الوكالة ومتارس إدارة مجيع مصال الوكالة ويتصرف ابمسها وميثلها أمام القضاء‪ ,‬ويف أعمال احلياة املدينة‪،‬‬
‫وميارس السلطة السلمية على مجيع مستخدمي الوكالة ويعني يف كل مناصب العمل اليت مل تتقرر كطريقة أخرى التعيني فيها كما‬
‫يكلف بتنفيذ قرارات جملس اإلدارة‪.63‬‬
‫يعد املدير العام تقرير كل ستة أشهر حول مجيع أعمال الوكالة ويرسله إىل السلطة الوصية وجملس اإلدارة‬
‫كما يعد ابلتنسيق مع املصال املختصة ابلوزارة املكلفة ابلشؤون اخلارجية واالتصال مع املمثلني الدبلوماسية والقنصلية تقريرا‬
‫كل ستة أشهر يوجه إىل اجمللس الوطين لالستثمار حول أنشطة ترقية االستثمار‪.‬‬

‫‪ - 61‬املادة ‪ 800‬من ‪ 09-08‬التضمن اإلجراءات املدينة واإلدارية‪.‬‬


‫‪ - 62‬املادة ‪ 07‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتضمن تنظيم الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها‪.‬‬
‫‪ - 63‬املادة ‪ 13‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتضمن تنظيم الوكالة لترقية االستثمار وسيرها‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫كما أن املدير العام هو األمر بصرف ميزانية الوكالة وهبذه الصفة يقوم مبا أييت‪.64‬‬
‫✓ يعد مشاريع ميزانية الوكالة ‪.‬‬
‫✓ يربم كل الصفقات واالتفاقيات املرتبطة مبهام الوكالة ‪.‬‬
‫✓ ميكنه إمضاء تفويض يف حدود صالحيته‪.65‬‬
‫كما ميكن للمدير العام تشكيل جمموعة عمل قد يكون إنشائها ضروراي لتحسني وتعزيز نشاط الوكالة‬
‫وميكنه عند احلاجة أن يستعني خبدمات مستشارين وخرباء وذلك بعد استشارة جملس إدارة الوكالة‪ ،‬ويتخذ مجيع التدابري اليت‬
‫تسمع حبسن سري الشبابيك الوحيد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشبابيك الوحيدة ( اهلياكل احمللية غري املركزية) ‪:‬‬
‫تنشأ لدى الوكالة شبابيك وحيدة على النحو التايل ‪:‬‬
‫الشباك الوحيد للمشاريع الكربى واالستثمار األجنيب ويتمتع ابختصاص وطين الشبابيك الوحيدة املركزية وتتمتع ابختصاص‬
‫حملي خبصوص االستثمارات غري تلك اليت تدخل يف اختصاص الشباك الوحيد للمشاريع الكربى واالستثمارات األجنبية‪.66‬‬
‫وتضطلع الشبابيك الوحيدة هبمة احملاور الوحيدة للمستثمر وتكلف هبذه الصفة ابستقبال املستثمر‬
‫وتسجل االستثمارات وكذا مرافقة املستثمرين لدى اإلدارات واهليئات املعنية‪.67‬‬
‫أما عن تشكيلة الشباك الوحيدة فيتكون من ممثل الوكالة املنوط ــة به والقيام ابلسه ــام التالية ‪ :‬تسجيل‬
‫االستثمارات وتبليغ شهادات التسجيل ويكلف بـ‪:‬‬
‫✓ معاجلة كل الطلبات التعديل شهادة تسجيل االستثمار‪.‬‬
‫✓ تقدمي اخلدمات املتصلة ابإلجراءات التأسيسية للمؤسسات وإبجناز املشاريع االستثمارية‬
‫✓ التأشري على قائمة السلع واخلدمات القابلة لالستفادة من املزااي وعند االقتضاء على مستخرج القائمة اليت تشكل‬
‫املسامهة العينية ‪.‬‬
‫✓ ضمان معاجلة طلبات تعديل قوائم السلع واخلدمات القابلة لالستفادة من املزااي ‪.‬‬
‫• الرتخيص ابلتنازل عن االستثمار وحتويل املزااي مباشرة ابلنسبة لالستثمارات التابعة الختصاصه وبناءا على اقرتاح من‬
‫ممثل إدارة الضرائب ‪.‬‬
‫حتديد مدة مزااي االستغالل من خالل شبكة التقييم‪.‬‬ ‫•‬
‫ابإلضافة إىل ممثل الوكالة جيمع الشباك الوحيد ممثلو اإلدارات واهليئات العمومية اآليت ذكرهم‪:‬‬
‫ممثل إدارة الضرائب‪.‬‬ ‫✓‬
‫ممثل إدارة اجلمارك ‪.‬‬ ‫✓‬
‫ممثل املركز الوطين للسجل التجاري ‪.‬‬ ‫✓‬
‫ممثل مصال التعمري ‪.‬‬ ‫✓‬

‫‪ - 64‬املادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذي نفسه‪.‬‬


‫‪ - 65‬املادة ‪ 15‬من املرسوم التنفيذي السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ - 66‬املادة ‪ 18‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتضمن تنظيم الوكالة الجزائرية لالستثمار‪.‬‬
‫‪ - 67‬املادة ‪ 19‬من املرسوم التنفيذي نفسه‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫✓ ممثلو للهيئات املكلفة مبنح العار املوجه لالستثمار‬


‫✓ ممثلو اهليئات املكلفة ابلعمل والتشغيل‬
‫✓ ممثلو هيئات الضمان االجتماعي للعمال األجراء وغري األجراء‪.68‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مهام الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار‬

‫مت حتديد مهام الوكالة مبوجب املادتني ‪ 18‬من القانون ‪ 18-22‬املتعلق االستثمار واملادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي ‪-22‬‬
‫‪ 298‬السالف الذر‪ ,‬وميكن تقسيم هذه املهام إىل حماالت ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬يف جمال اإلعالم ‪ :‬ضمان خدمة االستقبال واإلعالم لصال املستثمرين‬
‫• مجع الواثئق الضرورية اليت تسمح ابلتعرف األحسن على التشريعات ابالستثمار ومعاجلتها وإنتاجها ونشرها بواسطة‬
‫كل وسيلة مناسبة ‪.‬‬
‫• وضع أنظمة إعالمية متح للمستثمرين ابحلصول على كل املعطيات الضرورية لتحضري مشاريعهم‪.‬‬
‫• وضع بنوك بياانت تتعلق بفرض األعمال واملوارد الطاقات الكامنة على املستوى احمللي ‪.‬‬
‫• وضع قاعدة بياانت ابلتنسيق مع اإلدارات واهليئات املعينة عن توفر العقار املوجه لالستثمار‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬يف جمال التسهيل‪:‬‬
‫• وضع املنصة الرقمية للمستثمر وتسيريها‪.‬‬
‫• تقييم مناخ االستثمار واقرتاح التدابري من شأهنا حتسني ‪.‬‬
‫• تقدمي مجيع املعلومات الالزمة ‪,‬السيما حول فرص االستثمار يف اجلزائر والعرض العقاري واحلوافز واملزااي املتعلقة‬
‫ابالستثمار واإلجراءات ذات الصلة‪.69‬‬
‫اثلثا‪ -‬يف جمال ترقية االستثمار‪:‬‬
‫• املبادرة بكل نشاط مع اهليئات العمومية واخلاصة يف اجلزائر واخلارج ‪,‬هبدف ترقية االستثمار يف اجلزائر‪.‬‬
‫• إعداد واقرتاح خمطط لرتقية االستثمار على الصعيدين الوطين واحمللي وتصميم عمليات حشد رؤوس األموال الالزمة‬
‫إلجنازها وتنفيذها ‪.‬‬
‫• ضمان خدمة إقامة عالقات أعمال وتسهيل االتصاالت بني املستثمرين وتعزيز فرص االعمال الشركة ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬يف جمال مرافقة املستثمر‪:‬‬
‫• تنظيم مصلحة التوجيه والتكفل ابملستثمرين‪.‬‬
‫• وضع خدمة االستثمارات مع اللجوء اىل اخلربة اخلارجية عند احلاجة ‪.‬‬
‫• مرافقة املستثمرين لدى اإلدارات األخرى‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬يف جمال تسيري االمتيازات‪:‬‬
‫• إعداد شهادات تسجيل االستثمارات والقيام بتعديلها عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ - 68‬املادتين ‪20‬و ‪ 26‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتضمن الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها ‪.‬‬
‫‪ - 69‬املادة ‪ 27‬من املرسوم التفيذي رقم ‪ 298-22‬املتعلق بتنظيم الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار الوطني‬

‫• حتديد املشاريع اهليكلة ‪ ,‬إسنادا إىل املعايري والقواعد احملددة يف التنظيم املعمول به وإبرام االتفاقيات املقررة يف املادة‬
‫‪ 31‬من القانون ‪. 18-22‬‬
‫• التحقيق من قابلية االستفادة من املزااي ابلنسبة لالستثمارات املسجلة‬
‫• إصدار قرارات سحب املزااي‪.70‬‬
‫• حتديد حماضر معاينة الدخول يف مرحلة االستغالل وحتديد مدة مزااي االستغالل املمنوحة لالستثمار‬
‫• إعداد شهادات اإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة‬
‫سادسا‪ -‬يف جمال املتابعة‪:‬‬
‫• التأكد من احرتام االلتزام اليت تعد هبا املستثمرين عن طريق االتصال ابإلدارات‬
‫• معاجلة عرائض وشكاوي املستثمرين‬
‫• تطوير خدمة الرصد واإلصغاء واملتابعة لفائدة االستثمارات املسجلة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املنصة الرقمية للمستثمر‬
‫أنشأ املشرع اجلزائري مبوجب املادة ‪ 23‬من القانون ‪ 18-22‬املتعلق ابالستثمار منصة رقمية للمستثمر‪,‬‬
‫وأسند تسيريها إىل الوكالة اجلزائرية لرتقية االستثمار وتعترب املنصة الرقمية للمستثمر هي األداة االلكرتونية لتوجيه االستثمارات‬
‫ومرافقتها ومتابعتها مند تسجيلها فرتة استغالهلا ‪.‬‬
‫وتضمن هذه املنصة إزالة الطابع املادي جلميع اإلجراءات واستكماهلا املتعلقة ابالستثمار عرب االنرتنيت‬
‫وتسمح بتحديد اإلجراءات الواجب إتباعها حسب نوع الطلبات ‪ ,‬وتكون مرتابطة مع األنظمة املعلوماتية اخلاصة ابهليئات‬
‫واإلدارات ذات العالقة مع فعل االستثمار‪.71‬‬
‫وقد أنشأ املشرع اجلزائري املنصة الرقمية لالستثمار هبدف ‪:‬‬
‫• التكفل بعملية إنشاء الشركات واالستثمارات وتبسيطها وتسهيلها ‪.‬‬
‫• حتسني التواصل بني املستثمرين واإلدارة االقتصادية‪.‬‬
‫• ضمان شفافية اإلجراءات اليت يتعني القيام هبا وكيفية فحص معاجلة ملفات املستثمرين‬
‫• اإلسراع يف معاجلة ملفات املستثمرين مبتابعة تقدم ملفاهتم عن بعد ‪.‬‬
‫• حتسني اخلدمة العامة من حيث املواعيد ومردودية األعوان وجودة اخلدمة املقدمة ‪.‬‬
‫• حتسني أداء املرافق العامة وجعلها أكثر إاتحة وذلك ولوج أسهل ابلنسبة للمستثمرين ‪.‬‬
‫• تنظيم التعاون الفعال بني مصال اإلدارات املعنية بفعل االستثمار ‪.‬‬
‫• السماح ابلتبادل املباشر والفوري بني أعوان اإلدارات واهليئات املعنية‪.‬‬

‫‪ - 70‬املادة ‪ 27‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 298-22‬املتعلق بتنظيم الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها‬
‫‪ - 71‬املادة ‪ 27‬من املرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬املتعلق بتنظيم الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار وسيرها‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫اخلامتة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫إن الدولة الجزائرية بكل مجهوداتها سعت لتوفير الشروط الالزمة لالستثمار بهدف تحقيق التنمية‬
‫وتحسين الظروف االقتصادية للبالد‪ ,‬فعملت على تسهيل العملية االستثمارية على المستثمر عن طريق‬
‫انشاء اجهزة تكلف بذلك فنجد من الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والمجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬
‫حيث كال الجهازين لهما عالقة بينهما و ذلك باعتبار انهما مختصان في مجال االستثمار‪ ,‬كما تسعى‬
‫الى تسهيل االجراءات االدارية المتعلقة بتأسيس المشاريع االستثمارية وإقرار تحفيزات جبائية ومزايا‬
‫متعددة التي لها الفضل الكبير في جذب المستثمرين الجانب ورؤوس االموال اضافة الى الدور الفعال‬
‫الذي تلعبه المراكز الربعة الحديثة في مساندة و تفعيل العملية االستثمارية الذي تمثل الجديد الذي‬
‫اتى به قانون ‪ 16‬ـ ـ ‪ 09‬يتعلق بترقية االستثمار دون ان ننسى الضمانات التي منحت للمستثمر اثناء‬
‫تعرضه للغبن من قبل االدارة لمتمثل في طعن بشفيه امام لجنة الطعن االدارية القضاء الذي يساهم‬
‫في تشجيع المستثمر على مواصلة االستثماري بكل ثقة‪.‬‬

‫فلقد عملت الجزائر على تهيئة بيئة استثمارية مالئمة‪ ،‬وهذا بمنح حوافز وامتيازات و ضمانات متنوعة‬
‫لجذب االستثمارات اليها‪ ،‬للنهوض بعملية التنمية االقتصادية و ما يترتب عليها من نقل التكنولوجيا و‬
‫الخبرة الفنية واالدارية و التنظيمية‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫ومن خالل ما سبق دراسته في هذا الموضوع توصلنا الى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تكريس المشرع الجزائري لمجموعة من المبادئ االساسية المنظمة لالستثمار وهي‬


‫حرية االستثمار‪ ،‬المساواة في المعاملة‪ ،‬حرية تحويل رؤوس االموال واالرباح المحققة‬
‫عنها‪ ،‬الثبات التشريعي‪ ،‬وهذا بهدف طمأنة المستثمر التخاذ ق ارره االستثماري في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬ان الحافز واالمتيازات المقررة قانونا لتشجيع االستثمار في التشريع الجزائري‬


‫واالتفاقيات الدولية غير كافية ما لم تكن محاطة بسياج من االمان و الحماية‬

‫‪46‬‬
‫الخاتمة‬

‫االجرائية وكذا ال جدوى منها اذا صادف المستثمر الوطني و االجنبي عرقلة على‬
‫مستوى الجهات االدارية‪.‬‬

‫‪ .3‬محاولة الدولة الجزائرية بذل جهود كبيرة من اجل جذب وتشجيع االستثمارات الوطنية‬
‫واالجنبية من خالل وضع قواعد محددة لمعاملتها‪ ،‬وتقديم كل التسهيالت المالية‬
‫والضريبية واالدارية‪.‬‬

‫‪ .4‬حماية االستثمارات الوطنية و االجنبية من المخاطر السياسية واالجراءات االنفرادية‬


‫التي تتخذها الدولة ضد االستثمار من اجل تحقيق المصلحة العمومية‪ ،‬وضمان الحق‬
‫في تعويض المستثمر عنها تعويضا عادال ومنصفا‪ ،‬وكذا الوسائل القضائية الكفيلة‬
‫بالفصل في المنازعات الناشئة بين المستثمر والدولة‪.‬‬

‫بالرغم من الجهود المبذولة للدولة الجزائرية لتقديم وتهيئة المناخ االستثماري المالئم والمناسب لجذب‬
‫االستثمار‪ ،‬اال ان الواقع يدل على ان المستثمر سواء الوطني و االجنبي ال يزال مترددا في استثمار‬
‫امواله في الجزائر نظ ار لعدة مشاكل وعراقيل واجهته وعانى منها االقتصاد الوطني يمكن اجمالها في‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫• مشكلة الفساد االداري وانعدام الشفافية‪ :‬حيث يعاني االستثمار في الجزائر من التعقيدات‬
‫البيروقراطية والرشوة‪ ،‬ويظهر تأثير الفساد على االستثمار المحلي واالجنبي على حد سواء‪،‬‬
‫وكذلك عدم وجود نظام مصرفي قوي وشفاف يمنع القيام بالمعامالت المالية المشبوهة مثل‬
‫غسيل االموال والتحويالت غير القانونية والتي تعد سببا من اسباب الفساد‪.‬‬

‫• مشكل العقار الصناعي‪ :‬فقد اصبح هاجسا كبي ار امام المستثمرين لدرجة تصل الى تعطيل‬
‫المشاريع االستثمارية‪ ،‬وكذا ارتباطه بسوء استغالله وصعوبة الحصول عليه‪.‬‬

‫• عدم التنسيق الكافي والمجدي بين الهيئات المؤطرة لالستثمار مما ادى الى التداخل بين‬
‫صالحياتها‪.‬‬

‫• انتهاج الجزائر اسلوب االمتياز والحوافز في مجال االستثمار الصناعي من شانه تحقيق‬
‫سياسة استثمارية فعالة ومستمرة‪ ،‬كما ان المشرع منح جملة من الحوافز الجبائية والجمركية‬

‫‪47‬‬
‫الخاتمة‬

‫للمستثمر ضمن نظامين مختلفين عام وخاص لتحقيق اهداف التنمية الشاملة سواء كانت‬
‫اعفاءات او تخفيضات ضريبية‪ ،‬وكذلك تسهيل اجراءات الحصول على تلك الحوافز بحيث‬
‫يقدم المستثمر طلب للحصول على المزايا من الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫• انشاء الجزائر هياكل ادارية ترمي لمساندة وتطوير المشاريع االستثمارية كالوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار والمجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬

‫التوصيات المقترحة‪:‬‬

‫ومن اجل ترشيد السياسة االستثمارية في الجزائر لتدعيم التنمية االقتصادية ومواكبة التطورات‬
‫العالمية الراهنة‪ ،‬يمكن اقتراح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬توفير بيئة مالئمة من خالل القضاء على البيروقراطية و شتى صور الفساد المغرقلة لسير‬
‫االجراءات المتعلقة باالستثمار‪.‬‬

‫‪ .2‬التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بتاطير االستثمار في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .3‬القيام بتدابير كثيرة بما يضمن ترشيد االوعية العقارية المخصصة لحصة االستثمار‪.‬‬

‫‪ .4‬تسخير جميع االمكانيات المتوفرة واالنفاق لتهيئة البنى التحتية االساسية‪.‬‬

‫‪ .5‬العمل على تطبيق مختلف االتفاقيات المحفزة والمشجعة لالستثمار على احسن وجه بمي‬
‫يضمن للمستثمر الوطني واالجنبي جوا مستق ار مالئما لداء اعماله وحمايته من المخاطر التي‬
‫تهدد مشروعة االستثماري‪.‬‬

‫‪ .6‬صياغة منظومة متكاملة من الحواف الضريبية بالتنسيق مع العوامل االخرى المكونة للمناخ‬
‫االستثماري والتي تؤدي لجذل المستثمر في اطار سياية قانونية ومالية واقتصادية رشيدة‪.‬‬

‫‪ .7‬التعاون المشترك في المجال القانوني و االقتصادي مع باقي الدول وتشجيع المنافسة والتمويل‬
‫المشترك للمشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ .8‬العمل على وضع قاعدة بيانات شاملة ومتجددة بصفة دورية تحتوي على جميع الفرص‬
‫االستثمارية حسب القطاعات لتمكين المستثمرين من االطالع عليها واالستناد اليها في بناء‬
‫مشروعاتهم‪.‬‬

‫ما يمكننا قوله هو انه مهما كان التشريع مغريا في حوافزه وضماناته‪ ،‬اال انه يبقى مجرد حبر على‬
‫ورق اذا لم تتجسد على ارض الواقع‪ ،‬وكان االطار القانوني الذي يحتويها غير فعال لتشجيع‬
‫االستثمار في الجزائر‪ ،‬كما ان الوصول الى مناخ استثماري جيد يتطلب نظرة شاملة تندرج ضمن‬
‫المنظور العام لالصالحات الواجب القيام بها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المصادر‪:‬‬

‫القرآن الكريم‬

‫الدساتير‪:‬‬

‫الدستور الجزائري ‪.‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج ج‪ ,‬عدد ‪ 82‬الصادر في‪.2020/12/30 :‬‬ ‫‪-01‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫القوانين التشريعية‪:‬‬

‫القانون ‪ 13-18‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2018‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد‬ ‫‪-01‬‬
‫‪ 42‬صادر في ‪ 15‬جويلية ‪( 2018‬ملغى)‬

‫االتفاق المبرم بين الجمهورية الجزائرية والحكومة الدنماركية حول الترقية والحماية‬ ‫‪-02‬‬
‫االستثمارات الموقع في الجزائر ما بين ‪ 25‬و ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2002‬المصادق عليه بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪.525-03‬‬

‫القانون ‪ 09-16‬الصادر في ‪ 29‬شوال ‪1437‬ه الموافق لـ ‪ 03‬غشت ‪ ،2016‬ج ر‬ ‫‪-03‬‬


‫ج ج‪ ،‬العدد ‪ ،.46‬معدل ومتمم بالقانون ‪ 18-22‬المتعلق بترقية االستثمار ج ر ج ج‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،50‬صادرة بتاريخ‪ 29 :‬ذي الحجة ‪1443‬ه‪ ،‬الموافق لـ ‪ 28‬يوليو ‪.2022‬‬

‫قانون رقم ‪ 09-08‬مؤرخ في ‪ 2008/02/25‬المتعلق باإلجراءات المدنية واالدارية ‪,‬‬ ‫‪-04‬‬


‫المادة ‪ .41‬معدل ومتمم بالقانون ‪.13-22‬‬

‫النظام رقم ‪ 01-07‬المؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ 2007‬المتعلق بالقواعد المطبقة على‬ ‫‪-05‬‬


‫معامالت التجارية مع الخارج والحسابات بالعملة الصعبة ‪ ,‬العدد ‪ 31‬الصادر بتاريخ ‪-13‬‬
‫‪.2007-07‬‬

‫‪53‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫القانون ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار الصادر في ‪ 29‬شوال عام ‪ 1437‬الموافق‬ ‫‪-06‬‬


‫لـ‪ 3‬غشت ‪.2016‬‬

‫المر رقم ‪ 16-72‬المؤرخ في ‪ 25‬ربيع الثاني ‪ 1392‬الموافق لـ ‪ 07‬جوان ‪1972‬‬ ‫‪-07‬‬


‫يتضمن المصادقة على االتفاقية المتعلقة بإنشاء المؤسسة العربية لضمان االستثمار ج‪ .‬ر‬
‫عدد ‪ 53‬الصادرة في ‪ 04‬جويلية ‪.1972‬‬

‫االمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض المؤرخ ‪ , 2003/08/26‬ج‪ .‬ر ج ج عدد‬ ‫‪-08‬‬


‫‪ 52‬الصادر في ‪2003/08/27‬‬

‫المر رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪20‬أوت ‪ 2001‬المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪-09‬‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ 47‬الصادرة بتاريخ ‪22‬أوت ‪2001‬المعدل والمتمم بالمر رقم ‪-08‬‬
‫‪06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ 47،‬الصادرة ‪.2006‬‬

‫المر‪ ,‬رقم ‪ 01-09‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2009‬‬ ‫‪-10‬‬

‫المر رقم ‪ 08-06‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 03-01‬المتعلق بتطوير االستثمار‬ ‫‪-11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬ج ر عدد ‪ 47‬صادر في ‪ 19‬يوليو ‪ 2006‬وتم تعديلها بموجب‬
‫قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬لتصبح ‪ 5‬سنوات ثم عاد المشرع الجزائري ليعتمد ‪3‬‬
‫سنوات في القانون ‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار‪.‬‬

‫المر رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪-12‬‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة في ‪ 23‬جويلية ‪ ،2003‬ص ‪.25‬‬

‫النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 159-05‬المؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪ 2005‬المتضمن المصادقة‬ ‫‪-01‬‬


‫على االتفاق الوربي المتوسطة لتأسيس بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة‬
‫والمجموعة الوربية والدول العضاء فيها من جهة أخرى فالموقع بفاالنسيا يوم ‪ 22‬ابريل‬
‫‪ 2002‬عدد ‪ 31‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪54‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 346-95‬المؤرخ في ‪ 06‬جويلية جمادى الثانية الموافق ‪1416‬‬ ‫‪-02‬‬
‫الموافق ل‪ 30 :‬أكتوبر ‪ 1995‬المتضمن المصادقة على اتفاقية تسوية المنازعات المتعلقة‬
‫باالستثمارات ‪ ,‬جريدة رسمية عدد ‪66‬الصادرة في ‪ 05‬نوفمبر ‪.1995‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،404-06‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2006‬يتضمن التصديق‬ ‫‪-03‬‬


‫على االتفاق بين حكومة الجزائر وحكومة تونس حول التشجيع والحماية المتبادلة لالستثمارات‪،‬‬
‫الموقع بتونس في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية العدد رقم ‪ ،73‬الصادرة في ‪ 16‬نوفمبر‬
‫‪.2006‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-09‬المؤرخ في ‪ 02‬ماي ‪ 2009‬الموافق لـ ‪ 07‬جمادى‬ ‫‪-04‬‬


‫الول عام ‪ 1430‬الذي يحدد شروط كيفيات منح االمتياز على الراضي التابعة لألمالك‬
‫الدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ ،‬ج ‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪.2009 ،27‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-22‬المؤرخ في ‪11‬صفر ‪ 1444‬الموافق لـ ‪ 8‬سبتمبر‬ ‫‪-05‬‬


‫‪ 2022‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني لالستثمار ويسره الجريدة الرسمية عدد ‪ 60‬الصادر في‬
‫‪ 18‬سبتمبر ‪.2022‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 280-2000‬المؤرخ في ‪ 09‬رجب ‪ 1991‬الموافق لـ‪07 :‬‬ ‫‪-06‬‬


‫أكتوبر ‪ 2000‬المتضمن التصديق على االتفاق والبروتوكول اإلضافي بين حكومة الجمهورية‬
‫الجزائرية وجمهورية ألمانيا االتحادية المتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة االستثمارات الموقعين‬
‫في الجزائر بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 19996‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 58‬الصادر في ‪ 08‬أكتوبر ‪.2000‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-94‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1994‬يتضمن صالحيات‬ ‫‪-07‬‬


‫وتنظيم وسير وكالة ترقية االستثمارات الجريدة الرسمية عدد‪ 67‬الصادر في ‪ 19‬أكتوبر‬
‫‪( 1994‬ملغى)‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-08‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ 2008‬المتعلق بشكل التصريح‬ ‫‪-08‬‬


‫باالستثمار وطلب مقرر المزايا وكيفيات ذلك‪ ،‬ج‪ .‬ر رقم ‪.16‬‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫لمرسوم التنفيذي رقم ‪-06-17‬المؤرخ في ‪ 2017/03/05‬المتمم للمرسوم التنفيذي‬ ‫‪-09‬‬


‫‪ 356-06‬والمتضمن صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيمها وسيرها الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 16‬بتاريخ ‪.2017/03/08‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-17‬مؤرخ في ‪ 2017/03/05‬المحدد لكيفيات االستثمار‬ ‫‪-10‬‬


‫وكذا تشكل النتائج المتعلقة به الجريدة الرسمية العدد ‪ 16‬بتاريخ ‪.2017/03/08‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 105-17‬مؤرخ في ‪ 2017/03/05‬يحدد كيفيات تطبيق‬ ‫‪-11‬‬


‫المزايا اإلضافية لالستغالل الممنوحة الستثمارات المنشأة الكثر من ‪ 100‬منصب شغل ج‪.‬‬
‫ر‪ .‬ج‪ .‬ج عدد ‪ 16‬صادرة في ‪.2017/03/08‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 100-17‬المؤرخ في ‪ 06‬جمادى الثانية عام ‪ 1438‬الموافق لـ‪05‬‬ ‫‪-12‬‬
‫مارس ‪ 2017‬معدل ومتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ 09‬أكتوبر ‪2006‬‬
‫والمتضمن صالحيات الوكالة الوطنية بتطوير االستثمار وتنظيمها وسيرها الجريدة الرسمية‪,‬‬
‫العدد ‪ ،16‬سنة ‪.2017‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 298-22‬المؤرخ في ‪ 08‬سبتمبر يحدد تنظيم الوكالة الجزائرية‬ ‫‪-13‬‬


‫لترقية االستثمار وسيرها ‪,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 60‬الصادر في ‪ 18‬سبتمبر ‪.2022‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫أحمد سمير أبو الفتوح‪ ،‬دور القوانين والتشريعات في جذب االستثمار في الجزائر‪،‬‬ ‫‪-01‬‬
‫المكتب العربي للمعارف‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬مصر‪. 2015 ،‬‬

‫جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ :‬معجم لسان العرب‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار‬ ‫‪-02‬‬
‫صادر‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1990 ،‬‬

‫صالح آزاد شكور‪ ،‬تشجيع االستثمار وتطبيقاتها في مجال االستثمار السياحي‪ ،‬دراسة‬ ‫‪-03‬‬
‫تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ,‬مصر‪. 2013 ,‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد العزيز قادري‪ ،‬االستثمارات الدولية ‪-‬التحكيم التجاري الدولي ضمان‬ ‫‪-04‬‬
‫االستثمارات‪ -‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪. ،2004 ،‬‬

‫عبد الكريم عبد هللا‪ ،‬ضمانات االستثمارات الجنبية ضد المخاطر التجارية المؤتمرات‬ ‫‪-05‬‬
‫العلمية لجامعة بيروت الجديد في مجال التأمين والضمان في العالم العربي منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬ج ‪ ،01‬ط ‪. .2007 ،01‬‬

‫عجة الجياللي‪ ,‬الكامل في القانون الجزائري لالستثمار‪ ,‬النشطة العادية وقطاع‬ ‫‪-06‬‬
‫المحروقات‪ ,‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع ‪ ,‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫عيبوط محند وعلي‪ :‬االستثمارات الجنبية في القانون الجزائري‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪-07‬‬
‫‪. 2013،‬‬

‫كمال عليوش قربوع‪ ،‬قانون االستثمارات في الجزائر‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪-08‬‬
‫الجزائر‪.1999 ،‬‬

‫محمد الجوهري‪ ،‬دور الدولة في الرقابة على مشروعات االستثمار‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬ ‫‪-09‬‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫معاوية عثمان حداد‪ ،‬القواعد القانونية المنظمة لجذب االستثمار الجنبي‪ ،‬دار الجامعة‬ ‫‪-10‬‬
‫الجديدة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.36‬‬

‫هشام خالد عقد ضمان االستثمار ‪-‬دراسة قانونية‪ -‬مؤسسة شباب االسكندرية‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫مصر‪.1998 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬الطروحات والرسائل الجامعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫المية الصغير‪ ،‬االستثمار الجنبي في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬ ‫‪-01‬‬
‫للقضاء‪ ،‬الدفعة السادسة عشر‪ ،‬المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الجزائر‪. 2008 ،‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد عبد الكريم عدلي‪ ،‬النظام القانوني للعقود المبرمة بين الدول والشخاص و‬ ‫‪-02‬‬
‫الشخاص الجنبية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫معيفي لعزيز‪ ،‬الوسائل القانونية لتمثيل االستثمارات الجنبية في الجزائر‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪-03‬‬
‫لنيل درجة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص قانون كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو‪.2015 ،‬‬

‫والي نادية‪ ,‬النظام القانوني الجزائري لالستثمار‪ ,‬أطروحة لنيل شهادة تخصص قانون‪،‬‬ ‫‪-04‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬جامعة مولود معمري‪. ،‬تيزي وزو‪.2015 ،‬‬

‫ب‪ -‬رسائل الماجستير‪:‬‬

‫بن اوديع‪ ،‬النظام القانوني لحركة رؤوس من وإلى الجزائر في مجال االستثمار‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-05‬‬
‫لتيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ,‬قانون أعمال كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪.2010 ،‬‬

‫دعاء طارق بكر البشتاوي‪ ،‬عقد الفرنشايز وآثاره‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية‬ ‫‪-06‬‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ -‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪. ،2008 ،‬‬

‫سهام بجاوية‪ :‬االستثمارات العربية البينية ومساهمتها في تحقيق التكامل االقتصادي‬ ‫‪-07‬‬
‫العربي‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غيرمنشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪. ،2005‬‬

‫لعماري وليد‪ ,‬الحوافز والحواجز القانونية لالستثمار الجنبي في الجزائر ‪ ,‬مذكرة لنيل‬ ‫‪-08‬‬
‫شهادة الماجستير في القانون فرع قانون أعمال ‪ ,‬كلية الحقوق جامعة الجزائر‪ ،‬د س ن‪. ،‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫معيفي لعزيز‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار كآلية جديدة لتفعيل االستثمارات في‬ ‫‪-09‬‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستر في القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي‪ ،‬جيجل‪ ،‬الجزائر‪.،2006 ،‬‬

‫هدى عبدو‪ ،‬آثار العولمة المالية على االستثمار الجنبي المباشر" دراسة حالة الجزائر‬ ‫‪-10‬‬
‫ودراسة قياسية " خالل الفترة ‪1970-2006"،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ -‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪. 2008 ،‬‬

‫ت‪ -‬مذكرات الماستر‪:‬‬

‫بالل مومو‪ ،‬أثر االستثمار الجنبي المباشر واالستثمار المحلي على النمو‬ ‫‪-11‬‬
‫االقتصادي‪ -‬دراسة حالة الجزائر للفترة " ‪1990-2011"،‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.،2013 ،‬‬

‫بندير خديجة الضمانات القانونية لالستثمار االجنبي في الجزائر ‪,‬مذكرة ماستر‬ ‫‪-12‬‬
‫تخصص قانون االعمال ‪ .‬جامعة احمد دراية كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم الحقوق‬
‫‪. 2019-2018‬‬

‫رعاش الخنساء االستثمار االجنبي في ظل االمر ‪ 03-01‬مذكرة مقدمة الستكمال‬ ‫‪-13‬‬


‫متطلبات شهادة ماستر أكاديمي‪ ،‬قسم الحقوق تخصص عالقات دولية خاصة‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرياح‪ ،‬ورقلة‪.2015.2016 ،‬‬

‫محمد عماد بساسي‪ :‬دور البنوك التجارية في تحفيز االستثمار المحلي ‪-‬دراسة حالة‬ ‫‪-14‬‬
‫البنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬فرع ورقلة‪ -‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ -‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫مصطفاوي ليندة‪ ,‬محفزات االستثمار الجنبي في الجزائر في ظل القانون ‪،09-16‬‬ ‫‪-15‬‬


‫المتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬مدكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.2018-2017 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫نقار فتيحة‪ ،‬الحوافز المتعلقة باالستثمار في ظل التطور التشريعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-16‬‬
‫الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة الوادي‪.2022 ،‬‬

‫هواري رميلة‪ ,‬بوشامة منال‪ ,‬محفزات االستثمار الجنبي في الجزائر في ظل قانون‬ ‫‪-17‬‬
‫‪ 09-16‬المتعلق بترقية االستثمار ‪ ,‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات الحصول على ماستر‬
‫أكاديمي في الحقوق‪ ,‬تخصص قانون العمال‪ ,‬جامعة العربي بن مهيدي ‪-‬أم البواقي‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬المجالت والمقاالت العلمية والمحاضرات‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجالت والمقاالت العلمية‪:‬‬

‫بركان عبد الغاني‪ ،‬الحوافز الجبائية في مجال االستثمار‪ ،‬المجلة الكاديمية للبحث‬ ‫‪-01‬‬
‫القانوني‪ ،‬جامعة بجاية‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد ‪.2017 ،1‬‬

‫الجياللي بوضراف‪ ،‬التجديد ونقل التكنولوجيا‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد‬ ‫‪-02‬‬
‫التاسع‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2011،‬‬

‫زروق يوسف‪ ،‬رقاب عبد القادر‪ ،‬ضمانات وحوافز االستثمار في الجزائر‪ ،‬جامعة‬ ‫‪-03‬‬
‫زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪.08‬‬

‫زينات أسماء‪ ،‬دور التحفيزات الجبائية في تعزيز فرص االستثمار في الجزائر‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-04‬‬
‫اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ,‬العدد ‪ ،17‬السداسي الثاني‪.2017 ،‬‬

‫سارة عزوز‪ ،‬ضمانات االستثمار االجنبي في ظل القانون رقم ‪ 09-16‬جامعة باتنة‬ ‫‪-05‬‬
‫‪ , 01‬الجزائر محله الباحث للدراسات ( االكاديمية ‪ ,‬المجلد ‪ 80‬العدد (‪ )1‬سنة ‪. 2021‬‬

‫شنتوفي عبد الحميد‪ ،‬التجهيزات الجبائية وفعاليتها في جلب االستثمارات بالجزائر‪،‬‬ ‫‪-06‬‬
‫المجلة الكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬مجلد ‪،16‬‬
‫عدد ‪.2017, 02‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫طالبي محمد‪ ،‬أثر الحوافز الضريبية وسبل تفعيلها في جذب االستثمار الجنبي‬ ‫‪-07‬‬
‫المباشر في الجزائر‪ ,‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد السادس ‪ ,‬مخبر العولمة‬
‫واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ,‬جامعة الشلف‪ ،‬د س ن‪.‬‬

‫طالل زغبة‪ ،‬عبد الحميد برحومة‪ ،‬الشكال الجديدة لتدفقات االستثمار الجنبي غير‬ ‫‪-08‬‬
‫القائم على المساهمة في رأس المال وآثارها على التنمية االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫مباركة التهامي‪ ,‬طرق تنفيد أحكام التحكيم التجاري الدولي في التشريع الجزائري‪,‬‬ ‫‪-09‬‬
‫أبحاث ومقاالت مجلة المحضر القضائي‪ ,‬مجلة علمية مهنية شاملة صادرة عن الخوف‬
‫الوطن ـ ــية للمحضرين القض ــائيين مرتين في السنــة ‪ ,‬عدد السداسـ ــي االول ‪. 2015‬‬

‫ونوغي نبيل نظام المزايا والتسهيالت الممنوحة لالستثمار في القانون الجزائري مجلة‬ ‫‪-10‬‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬المجلد الثاني عشر‪ ،‬العدد الثالث‪( ،‬نوفمبر‪.)2009‬‬

‫ب‪ -‬محاضرات‪:‬‬

‫مبروك عبد النور‪ ،‬الضمانات الممنوحة لالستثمار في التشريع الجزائري‪ ،‬محاضرات‬ ‫‪-01‬‬
‫لطلبة السنة الثانية ماستر‪ ,‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪,‬‬
‫المسيلة‪.2019-2018 ،‬‬

‫‪61‬‬
‫الفهرس‬
‫فهرس‬
‫قائمة المختصرات‪4 ................................................................................................ :‬‬

‫مقدمة ‪ ..............................................................................................................‬أ‬

‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لالستثمار وحوافزه في التشريع الجزائري ‪4 ..........................................‬‬

‫تمهيد‪5 ............................................................................................................. :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االستثمار وأشكاله ‪6 ..................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود باالستثمار ‪6 ................................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعنى اللغوي لالستثمار‪6 ..............................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االقتصادي لالستثمار ‪6 ........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستثمار قانونا‪7 ..................................................................................... :‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحوافز الضريبية‪11 .................................................................................:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المزايا االضافية لفائدة النشاطات ذات االمتياز ‪14 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تبسيط االجراءات الجمركية ‪22 .........................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ضمانات االستثمار في الجزائر واالطار المؤسساتي له ‪24 ..............................................‬‬

‫تمهيد ‪25 .............................................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الضمانات الموضوعية‪25 .............................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضمانات االتفاقية لضمان تشجيع االستثمار‪25 ..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القانونية ‪27 ..................................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضمانات المالية ‪30 ...................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات القضائية ‪34 ..................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أجهزة االستثمار ودورها في ترقيته (االطار المؤسساتي) ‪38 ...........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المجلس الوطني لالستثمار‪38 ........................................................................ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عيوب المجلس الوطني لالستثمار ‪38 ....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات واجتماعات المجلس الوطني لالستثمار ‪39 ....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار ‪40 .................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التنظيم القانوني للوكالة الجزائرية لترقية االستثمار ‪40 ...................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مهام الوكالة الجزائرية لترقية االستثمار ‪43 ..............................................................‬‬


‫الخاتمة ‪46 ...........................................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪53 ..........................................................................................‬‬

‫الملخص‪56 ......................................................................................................... :‬‬


:‫الملخص‬

‫ رغبة الجزائر في االنفتاح‬,‫ املتعلق بترقية االستثمار‬18-22 ‫ املعدل واملتمم بالقانون‬09 ‫ ـ ـ‬16 ‫جسد القانون‬
‫ يعد االستثمار اهم محركات النمو االقتصادي لدول العالم سواء‬,‫على االستثمارات واعطائها ديناميكية وحركية‬
‫املقدمة منها او النامية فهو يساهم في تدفقات النقد االجنبي الى الدول املضيفة وتحسين اداء صادراتها ويعتبر‬
‫ ويتحقق هذا االخير عن طريق منح مجموعة من االمتيازات والحوافز التي تعتبر‬.‫بديال عن القروض الخارجية‬
‫ والتي تتضمن هذه املزايا تسهيالت مالية وقانونية‬,‫مجموعة االجراءات التي تعمل على تشجيع وجذب االستثمار‬
‫التي تهدف إلى إزالة أو تخفيف القيود و األعباء املالية واالجرائية التي قد تصادف املستثمر الوطني األجنبي عند‬
‫ إضافة إلى الضمانات املختلفة التي منحت للمستثمرين الوطنيين واألجانب من قبل‬,‫مباشرته لنشاطه االستثماري‬
‫ كما سعى املشرع الجزائري بكل املجهودات لتوفير‬.‫االدارة والتي تعد من العناصر املهمة الستقطاب استثماراتهم‬
‫الشروط الالزمة لالستثمار وتحسين الظروف االقتصادية فعملت على تسهيل العملية االستثمارية على املستثمر‬
‫ لتنظيم ومتابعة املشاريع االستثمارية من الوكالة الجزائرية‬,‫وتقديم املساعدة له عن طريق انشاء اجهزة ادارية‬
.‫لتطوير االستثمار واملجلس الوطني لالستثمار‬

Abstract:

Law 16-09, amended and supplemented by Law 22-18 related to investment


promotion, embodied Algeria’s desire to open up to investments and give
them dynamism and dynamism. An alternative to foreign loans. The latter
is achieved by granting a set of privileges and incentives that are considered
a set of procedures that encourage and attract investment, which include
these advantages financial and legal facilities that aim to remove or mitigate
the financial and procedural restrictions and burdens that may encounter the
foreign national investor when embarking on his investment activity, In
addition to the various guarantees granted to national and foreign investors
by the administration, which are among the important elements for attracting
their investments. The Algerian legislator also made every effort to provide
the necessary conditions for investment and improve economic conditions,
so it worked to facilitate the investment process for the investor and provide
assistance to him by establishing administrative bodies to organize and
follow up investment projects from the Algerian Agency for Investment
Development and the National Investment Council

You might also like