You are on page 1of 18

308 - 291 ‫ ص‬،)2023( 02 :‫ العػػػدد‬/ 23‫المجمد‬ ‫مجمة العموـ اإلنسانية‬

"‫تراسؿ الحواس في األعماؿ الشعرية لػ "محمد جربوعة‬


The synaesthesia in the Poetic Works of "Mohammed Jarboua"

‫حاتم أقطي‬
،)‫ مخبر أبحاث في المغة واألدب الجزائري (الجزائر‬،‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬
hatem.agti@univ-biskra.dz

2023/12/31 :‫تاريخ النشر‬ 2023/12/31 :‫تاريخ القبول‬ 2023/07/13 :‫تاريخ االستالم‬

Abstract: :‫الممخػػص‬
The research aims to show the usage of ‫ييدف البحث إلى استعراض استعمال األنماط‬
various pattrens of synaesthesia at
'‫المتنوعة لمتراسل الحسي في شعر 'محمد جربوعة‬
'Mohammed Jarboua' poetry, through
focusing on six poetry collections. .‫بالتركيز عمى ستة دواوين شعرية لو‬
The researche based on descriptive and
analytical approaches. It found that the .‫اعتمد البحث المنيجين الوصفي والتحميمي‬
main synaesthesia pattren used by the ‫وتوصل إلى أن أكثر أنماط التراسل الحسي‬
poet is visual/auditory synaesthesia
especially the external type, in addition to ‫استخدامات عند الشاعر ىو التراسل البصري‬
‫ إضافة إلى عدة‬،‫السمعي خاصة الخارجي منو‬
several other synaesthesia pattrens with
different purposes in term of building
image of social reality or riligious event, ‫ باختالف أغراض استخدامو بين‬،‫أنماط أخرى‬
or creativity in describing his poetry
purposes. ‫إيصال صورة واقع اجتماعي أو حدث ديني أو‬
Key wo rds: Synaesthesia, Semantic, .‫اإلبداع في وصف شعره ومقاصده‬
Mohammed Jarboua poetry.
‫ شعر‬،‫ داللة‬،‫ تراسل حسي‬:‫الكممات المفتاحية‬
.‫محمد جربوعة‬

__________________________________________
hatem.agti@univ-biskra.dz :‫ اإليميؿ‬،‫ حاتم أقطي‬:‫المؤلؼ المرسؿ‬

291
‫حاتم أقطي‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫قد نجد فجوة كبيرة يصعب تجاىميا بين ما يقدمو الشاعر الجزائري المعاصر ومتمقيو‪،‬‬
‫ربما يعود ذلك إلى تعقد القصيدة المعاصرة وبنائيا الفني المركب‪ .‬فتأتي فكرة ىذا العمل‬
‫البحثي لتركز عمى أحد أسس بناء القصيدة الذي قد يعمق الفجوة إذا لم يستوعب القارئ‬
‫فنياتو‪ ،‬بينما قد يعالج عقبات الفيم والتأويل لدى المتمقي بعد وعيو بدوره وتقنياتو‪.‬‬
‫تركز الدراسة الحالية عمى البحث في استخدام 'تراسل الحواس' في الشعر العربي‬
‫المعاصر بالتركيز عمى األعمال الشعرية لـ 'محمد جربوعة'‪ ،‬عل ذلك يساىم في تقريب‬
‫مخالج الشاعر وازدحام مدلوالت القصيدة إلى المتمقي غير المتخصص‪ ،‬ويفتح آفاقا لمبحث‬
‫والتأويل لمقارئ المتخصص‪.‬‬
‫إن المتأمل في شعر 'محمد جربوعة' يممس إبداعا واسعا مستنبط من تنوع وزخم‬
‫مشاعره قا دتو إلى رسم لوحة فنية عميقة المعنى‪ ،‬متعددة المشاىد‪ ،‬ذات أصول عربية‬
‫إسالمية تتبنى تقمبات المحيط االجتماعي في حاضره ويقظة لمستقبمو‪ ،‬ىو شعر يسحب‬
‫قارئو ويفتح شيية الناقد والدارس والباحث‪.‬‬
‫ورغم تناول بعض الدراسات ألعمال محمد جربوعة أو لمتراسل الحسي باعتباره أحد‬
‫مظاىر الصورة الشعرية نذكر منيا دراسة (العياضي‪ )2020 ،‬التي تناولت الصورة الحسية‬
‫القائمة عمى تراسل الحواس في ديوان "أناشيد العمم واألمل" لناصر معماش‪ .‬كذلك دراسة‬
‫(أقطي‪ ،‬تراسل الحواس في ديوان صحوة الغيم لـ عبد اهلل العشي‪ )2021 ،‬التي قامت بتحميل‬
‫أنماط تراسل الحواس وتحديد أكثرىا ىيمنة في الديوان‪ .‬كذلك ىدفت دراسة (زروقي‪)2021 ،‬‬
‫مركز‬
‫ا‬ ‫إلى استعراض تقنية تراسل الحواس في شعر "محمد خمار" من خالل نماذج مختارة‬
‫عمى أبعادىا الداللية والجمالية‪ .‬وأقرب الدراسة إلى دراستنا ىو ما قدمو (زروالي‪)2020 ،‬‬
‫الذي تتبع البحث في ظاىرة تراسل الحواس في الشعر الجزائري السبعيني‪ .‬كما توجد دراسات‬
‫سابقة ركزت عمى شعر 'محمد جربوعة' منيا دراسة (رىيوي و حاجي‪ )2017 ،‬بعنوان‬
‫حوارية النصوص الغائبة في ديونا "الساعر" لمحمد جربوعة‪ ،‬والتي حاولت رصد جماليات‬
‫التناص والوقوف عمى كيفية استحضار الشاعر لمنصوص الغائبة وطريقة توظيفيا في‬
‫النصوص الحاضرة‪ .‬كما تناولت دراسة (بن حميمة و سعد اهلل‪ )2019 ،‬بعنوان أشكال‬
‫الصورة الشعرية في المديح النبوي المعاصر‪ :‬قصيدة "قدر حبو" لمحمد جربوعة أنموذجا‪ ،‬كل‬

‫‪292‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫من الصورة االستعارية والتشبيو والكناية وبعض المحسنات البديعية خاصة المقابمة‪ .‬وفي‬
‫ذات المنحى والسياق ركزت دراسة (دردوخ‪ ،‬د ت) عمى الشكل واإليقاع في قصائد المديح‬
‫النبوي بالتركيز عمى قصيدة "قدر حبو" بغرض استنتاج الممسات الجمالية والتجديدية‪ .‬في‬
‫حين ذىبت دراسة (جالوجي‪ )2022 ،‬إلى تحميل ثنائية اليدم والبناء مرك از عمى تجمي ذلك‬
‫في العتبة‪ ،‬ثم المعجم‪ ،‬ثم التخييل‪ ،‬ثم متن ديوان "ظل المطر" لمحمد جربوعة‪ .‬وفي دراسة‬
‫أخرى لو ذىب إلى تسريد الشعر في أعمال محمد جربوعة (جالوجي‪ ،‬تسريد الشعر في‬
‫تجربة محمد جربوعة بين القصصية وآليات السرد‪ .)2021 ،‬كذلك تناولت دراسة (أقطي‪،‬‬
‫‪ )2020‬عالقة الذات باآلخر في ديوان "ممن وقع ىذا الزر األحمر؟ لمحمد جربوعة‪.‬‬
‫في ديوان‬ ‫وركزت دراسة (طاىري‪ )2020 ،‬عمى البنية الزمنية في الخطاب الشعري‬
‫"الساعر" لمحمد جربوعة‪ .‬كما درست بناء قصيدة السرد في ديواني "الساعر" و"حيزية"‬
‫(طاىري و زاغز‪ ،‬أليات بناء قصيدة السرد الحديثة ومرجعياتيا في ديواني "الساعر" و‬
‫"حيزية" لمشاعر محمد جربوعة‪ )2020 ،‬كذلك عالجت دراسة (بوغاغة و مدور‪)2022 ،‬‬
‫ظاىرة التناص الشعري عند محمد جربوعة بالوقوف عمى ظاىرة الشيقة بأبعادىا وخمفياتيا‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى ليما رك از عمى دراسة المعرب في شعر محمد جربوعة (بوغاغة و مدور‪،‬‬
‫المعرب في شعر محمد جربوعة‪ .)2022 ،‬وأعطي لمتناص حظ أوفر من البحث أيضا في‬
‫دراسة (جالوجي‪ ،‬شعرية التناص في شعر محمد جربوعة‪ :‬الحضور‪ ،‬األشكال‪ ،‬والوظائف‪،‬‬
‫‪ .)2021‬بينما ىدف دراسة (بكوش‪ )2021 ،‬إلى اختبار الدور الجمالي لمفواتح والخواتم في‬
‫ديوان "الموح" لمحمد جربوعة‪.‬‬
‫إال أن أغمب ىذه الدراسات السابقة لم تدرس تراسل الحواس في شعر محمد جربوعة‬
‫أو تناولتو كجزء‪ ،‬فمم تعطيو اىتماما كافيا‪ ،‬لذلك فإن الدراسة الحالية اختارت ستة دواوين‬
‫شعرية قد تمثل جزء ميما من األعمال الشعرية لمشاعر وىي كل من ديوان "الموح"‪" ،‬قدر‬
‫حبة" "ثم سكت !!"‪" ،‬مم ن وقع ىذا الزر األحمر؟ "‪" ،‬مطر يتأمل قطة من نافذتو" ‪،‬‬
‫و"وعيناىا‪ ، "..‬من شأن ذلك أن يعطي صورة متكاممة عن توظيف التراسل الحسي عنده‬
‫بأنماطو المختمفة‪ .‬وىذا ما يدفعنا إلى التساؤل اآلتي‪:‬‬

‫‪293‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫ما ىي أىم أنماط التراسل الحسي اعتمادا في األعمال الشعرية لـ 'محمد جربوعة'؟‬
‫وماذا قدمت من دالالت وابداع؟‬
‫ولإلجابة عمى اإلشكالية تعتمد الدراسة الحالية المنيجين الوصفي والتحميمي بغرض‬
‫الشرح والتوضيح أوال ثم التفكيك واالستنتاج ثانيا من أجل تقريب مقاصد ودالالت القصيدة‬
‫لممتمقي‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلطار النظري لتراسؿ الحواس‪:‬‬
‫أشار (زروالي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ )136‬إلى أن تراسل الحواس "أحد المفيومات التي‬
‫تميزت بيا المدرسة الرمزية وأطمؽ عميو مفيوـ ‪ correspondance‬وترجـ إلى عدة‬
‫مصطمحات منيا "تراسؿ الحواس"‪" ،‬ت زامف الحواس"‪" ،‬توافؽ الحواس"‪" ،‬الت وافؽ" وترجـ‬
‫ودرس "التمازج في التفاعؿ الحسي"‪ ،‬وأفضؿ مف تحدث‬ ‫حسبو حتى بػ "نظرية العالقات" ُ‬
‫عف تجربة تراسؿ الحواس ىو األديب والمؤلؼ الموسيقي األلماني 'ىوفماف' ( ‪E. T. A.‬‬
‫‪ )Hoffmann‬في معرض حديثو عف موسيقى بيتيوفف ( ‪Ludwig van‬‬
‫‪.")Beethoven‬‬
‫اعتمد الشاعر منذ القدم التحام المدركات الحسية ليصنع منيا إبداعا ناتجا عن‬
‫انصيار سمات وظائف الحواس‪ ،‬فتصبح في مدرك واحد ألن "عممية تبادؿ مدركات الحواس‬
‫عممية تشكيؿ الحواس في الصياغة الشعرية‪ ،‬وىذه العممية تشبو الذوباف الذي تتعرض لو‬
‫قطعة جميدية بتأثير ح اررة الشمس حتى تتحوؿ إلى سائؿ ذات سمات واحدة‪ ،‬وىذا ما‬
‫يحدث لمحواس عندما تتبادؿ وكؿ حاسة تؤدي وظيفة الحاسة األخرى" (الوصيفي‪،2003 ،‬‬
‫صفحة ‪.)47‬‬
‫واىتم أصحاب المدرسة الرمزية بصور التراسل الحسي‪ ،‬إذ "انتقمت عف طريقيـ إلى‬
‫اآلداب العالمية‪ ،‬بما فييا أدبنا العربي الحديث" (زايد‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ ،)78‬واستمر‬
‫اعتماد ظاهرة تراسل الحواس في الشعر العربي لتكون أكثر توظيفا في الشعر المعاصر‪،‬‬
‫فظهر بأنماط متنوعة وبدالالت مختمفة‪.‬‬
‫إن تمازج الحواس هو بمثابة لعبة يمتمكها الشاعر‪ ،‬تنقمه من حاسة إلى أخرى‬
‫»فتذوب الفواصل‪ ،‬وتلغى الح واجز فيما بينها بقناعات يوفرها الشاعر؛ ليقربها من ذائقة‬

‫‪294‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫المتلقي ويقنعه بتقريب حاستين منفصمتيف‪ ،‬على الرغم من تباعدهما الواقعي » (حميد عبد‬
‫اهلل‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)19‬‬
‫وتنوعت آراء الباحثين والنقاد حول توظيف التراسل الحسي بين من رآه "ترفا زائدا‬
‫وخروجا عمى نظام المغة وعرفيا" (شراد‪ ،1998 ،‬صفحة ‪ )196‬فيو أمر عاد ال يثير‬
‫الدىشة‪ ،‬وبين من عده جزءا مسمما بو ال يتج أز من المغة‪ ،‬إذ ذىب تشارل بودلير ( ‪Charles‬‬
‫‪ )Baudelaire‬إلى القول‪ :‬إن تراسل الحواس "أمر مقرر يمكن إثباتو ابتداء بدون أي تحميل‬
‫أو مقارنة" (زايد‪ ،2002 ،‬صفحة ‪.)78‬‬
‫كثير من اإلبداع‪ ،‬ألنو يقدم العديد‬
‫ومن األدباء من رأى في استخدام التراسل الحسي ًا‬
‫من اإلضافات لكل من الشاعر والقارئ وحتى المغة‪ ،‬فيو "يعطي لمشاعر فرصة استثمار‬
‫إيحاء في حاستيف أو أكثر وبذلؾ يكثؼ مشاعره ويركزىا في االتجاه الذي ينشده‪ ،‬يضاؼ‬
‫إلى ىذا أف تراسؿ الحواس مما يثري المغة وينمييا؛ ألنو يعني ضمنا أف ينأى الشاعر عف‬
‫السياؽ المألوؼ لممفردة المعبرة عف حاسة ما‪ ،‬فينقؿ إلييا مفردات حاسة أخرى‪ ،‬وبذلؾ‬
‫تتنوع أساليب التعبير عف الحاسة الواحدة"" (الصائغ‪ ،1997 ،‬صفحة ‪ ،)36‬وىذا يعني أن‬
‫ىذا الثراء المغوي الذي يضفيو التراسل الحسي مع امتزاجو بكثافة وتنوع مقاصد الشاعر‬
‫يعطي لمقارئ مجاال رحبا لمتفسير والتأويل ثم االستمتاع بالحيرة والغموض‪.‬‬
‫‪ .3‬التراسؿ الحسي في شعر 'محمد جربوعة'‬
‫وقد انقسم التراسل الحسي المستخدم في شعر 'محمد جربوعة' إلى نوعين‪ :‬تراسالت‬
‫الحاسة‬
‫ّ‬ ‫داخمية (متالزمة) وىي‪" :‬ت راسالت تتـ بيف الحواس الخمس ال غير‪ ،‬أي تمتزـ فييا‬
‫الواحدة بالعالقات المباشرة مع صاحبتيا في الجوار‪ ،‬فتأخذ ال واحدة منيا وظيفة جارتيا‬
‫تتذوؽ أو تشـ‪ ،‬أنؼ يرى‪( ")...‬زروالي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪،)125‬‬
‫مباشرة (عيف تسمع‪ ،‬أذف ّ‬
‫وتراسالت خارجية (متعدية) "تتـ خارجيا بيف خمستيا أو بيف ما يرتبط بيا‪ ،‬دوف المرور‬
‫عمى بعضيا بعض‪ ،‬أي تتعدى فييا الحاسة الواحدة نحو ما تقع عميو وظائؼ كؿ واحدة‬
‫منيا" (زروالي‪ ،2020 ،‬صفحة ‪ ،)129‬وىو األكثر استخداما في قصائد 'محمد جربوعة'‪.‬‬
‫ونورد منو نوعين في األنماط اآلتية‪:‬‬

‫‪295‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫‪1.3‬الصورة البصرية‪/‬السمعية أو العكس‪:‬‬


‫لعل أول ما يعتمده الفرد في المالحظة واإلدراك ىو البصر لتتبعو باقي الحواس‪ ،‬رغم‬
‫أنو ليس كل ما يصل البصيرة يدرك بالعين‪ ،‬فقد تحل وظيفتيا األذن أو القمب ‪...‬الخ‪ ،‬لذلك‬
‫نجد في الشعر اعتماد تحويل حاسة البصر إلى حواس أخرى رغبة في الوصول إلى أعمق‬
‫الدالالت وأبمغ التصوير‪ ،‬حيث إن الصورة الشعرية تحاول "أف تستعيض مف خالؿ التعبير‬
‫بالصورة البصرية عف مبدأ التعبير بالصورة المفظية" (شمري و طبجوف‪ ،2021 ،‬صفحة‬
‫‪ )213‬لتجسد خياال أوسع لمقارئ‪.‬‬
‫ويؤكد نعيم اليافي أن "أغمب العالقات في الصورة المتجاوبة تكوف في اتجاىيف‬
‫اثنيف‪ :‬الموف المسموع والمحف الم رئي‪ ،‬وفييا تتجاوب األصوات واأللواف وتتداخؿ"‪( .‬اليافي‪،‬‬
‫‪ ،2017‬صفحة ‪)195‬‬
‫وقد استخدم 'محمد جربوعة' تحويالت حسية كثيرة‪ ،‬منيا ما ورد في قصيدة "قولي‬
‫لو"‪:‬‬
‫لـ تقؿ شيئا‬
‫ظنت صديقتُيا‬
‫وقد ْ‬
‫بأف كالميا الوردي أقنعيا‬
‫ّ‬
‫ومالت كي تداعبيا (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬وعيناىا‪ ،2014 ،..‬صفحة ‪)20‬‬
‫مزج الشاعر بين حاستي السمع والبصر فغير مدلول كل منيا في السياق الشعري‬
‫(كالميا الوردي)‪ ،‬كما ىو موضح في المخطط اآلتي‪:‬‬

‫الصوت‬
‫وردي‬ ‫كالم‬

‫تراسل‬
‫تبصر‬ ‫يسمع‬

‫أصبح الكالم يدرك بحاسة البصر بعدما كان يدرك بالسمع‪ ،‬فبفعل الخيال تداخمت‬
‫الحاستان وألفت صورة تراسمية بديعة‪ .‬أراد الشاعر عبرىا منح الكالم منزلة خارج نطاقو‬

‫‪296‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫المحسوس السمعي‪ ،‬فنقمو إلى نطاق آخر يمكنو من استفاء حقو في الجمال والروعة‪ ،‬معب ار‬
‫عن المغة الشعرية المحمقة التي استخدمتيا الصديقة إلقناع صديقتيا‪.‬‬
‫لقد أنتجت حاسة البصر صورة موحية لمون الوردي المعبر عن جمال (مختار‬
‫عمر‪ ،1997 ،‬صفحة ‪ )137‬ولغة شعرية تصل لمقمب وتخرق التوازن الفكري فتجعل المرء‬
‫أقل عقالنية‪ ،‬إذ يعجب بالمون الزىري من ىو غير ناضج (مختار عمر‪ ،1997 ،‬صفحة‬
‫‪.)185‬‬
‫فتح ىذا النمط التصوري التراسمي مجاال رحبا في متناول الشاعر‪ ،‬حيث انصيرت‬
‫حاسة السمع والبصر في النسق الشعري بشكل مكثف‪ ،‬فاستعاض عن كل حاسة بأخرى أو‬
‫العكس‪ ،‬مما أسيم في تحريك مخيمة القارئ واثارة دىشتو‪ ،‬فكان ليذه الصورة التراسمية قيمة‬
‫جمالية كسرت قواعد الصورة المألوفة‪.‬‬
‫واستخدم الشاعر التراسل الحسي أيضا في قصيدة "سافيس اإلرمية"‪ ،‬حين قال‪:‬‬
‫وضعت ُيمنى عمى فييا‬
‫ْ‬
‫العينيف كاليدىدِ‬
‫ِ‬ ‫وطارت صرخةُ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫ذعر شديد (جربوعة‪ ،‬ديوان الموح‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)178‬‬‫في ٍ‬
‫أضاف تراسل الحواس في ىذا النموذج إيحائية إلى الصورة التشبييية فارتقى بالداللة‬
‫من المستوى المغوي العادي إلى مستوى رمزي أرفع‪ ،‬حيث وظف الشاعر حاستي السمع‬
‫والبصر وغير مدلول كل منيما في السياق الشعري (صرخة العينين)‪ ،‬كما في المخطط‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫الصوت‬
‫العين‬ ‫صرخة‬

‫تراسل‬
‫تبصر‬ ‫يسمع‬

‫‪297‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫ومن ىنا أصبح الصراخ يدرك بحاسة البصر بعد أن كان يدرك بالسمع‪ ،‬وذلك‬
‫لمتعبير عن حالة استثنائية تجسد الواقع بشكل دقيق وتصف لغة العيون التواصمية‪ ،‬فصراخ‬
‫العين نممسه في انشدادها وبروزها داللة عمى الدهشة والخوف‪.‬‬
‫كما اعتمد الشاعر تراسل الحواس في قصيدة "(شو بدك)؟‪ ..‬إنو قنديل آمنة"‪:‬‬
‫نت‬‫(ست الحسف) إف حز ْ‬
‫ّ‬ ‫ماذا أقوؿ لػ‬
‫يرفرؼ في أشفارىا الكُ ُح ُؿ‬
‫َ‬ ‫لكي‬
‫ْ‬
‫ِّ‬
‫بالشؾ تحصرني‬ ‫وما أقوؿ لمف‬
‫في (خانة الي ّؾ )‪..‬طوؿ الوقت تتص ُؿ؟ (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬قدر حبو‪،2014 ،‬‬
‫صفحة ‪)91‬‬
‫حدث تبادل لمجاالت اإلدراك وتراسل بين حاسة البصر (الكحل) وحاسة السمع‬
‫(الرفرفة) التي إن أدركت دلت عن الفرحة‪.‬‬
‫وقد انشغل الشاعر في حزنو وألمو بحال نبينا وزوجو أم المؤمنين التي طعنت في‬
‫شرفيا‪ ،‬فما وجد من كالم يفييا حقيا المحفوظ فبقي في حيرة يبحث عما يعيد بو الفرحة‬
‫إلييا‪ ،‬حتى إنو أصبح محطم ِ‬
‫القمب حز ًينا يتألم لحادثة اإلفك التي عطمت آلة اإلبداع لديو‪،‬‬ ‫َ‬
‫فعمقت متأثرة بما مس سيد الخمق وزوجو‪.‬‬
‫وعجزت لغة الشاعر عن استيعاب شغف قارئ متطمع إلى جديد القول الشعري يقتمو‬
‫الشك عبر قراءة كل لفظ وفق سمم االحتمال‪.‬‬
‫‪ 2.3‬صورة لمسية‪/‬بصرية أو العكس‪:‬‬
‫قد يصبح المعنى أوضح إذ انتقل من المجرد إلى المحسوس البصري في آن واحد‪،‬‬
‫وربما يعطي لمقارئ مجاال واسعا ليسرح في مدلوالتو المبتكرة لو تم تبادل لألدوار المرئي‬
‫والممموس‪ ،‬وىو ما استطاع الشاعر تحقيقو في قصيدة "غزالة" بقولو‪:‬‬
‫خطير‬
‫ٌ‬ ‫ليا جيدٌ إذا لتفتت‬
‫سف في الغز ِ‬
‫الف جيدُ‬ ‫الح ْ‬
‫ونصؼ ُ‬
‫وتجرح حيف تنظر دوف ٍ‬
‫قصد‬ ‫ُ‬
‫(جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬ثم سكت‪،2014 ،‬‬ ‫يحيد‬
‫ُ‬ ‫أو‬ ‫ييرب‬
‫ُ‬ ‫ء‬
‫ُ‬‫المر‬ ‫وميما‬
‫صفحة ‪)8‬‬

‫‪298‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫تجمى التداخل الحسي بين الممس والبصر في عبارة (تجرح حين تنظر) داللة عمى‬
‫قوة تأثير العيون وقد كان لتشكل الصورة التراسمية دور في زيادة فاعمية األداء األدبي‪ ،‬حين‬
‫أراد الشاعر وصف براءة الريم (تجرح دون قصد)‪ ،‬الذي تستدعي نظراته قصة األلم التي‬
‫يعيشها لكونه دائما هو الضحية‪.‬‬
‫ولعل الريم هو رمز لكل فرد برئ يقع فريسة طاغية أو ظالم أو طامع‪ ،‬فاختزلت‬
‫الصورة الحسية الرواية المفصمة لحال ال يمكن تجاهمه ولواقع ال يمكن الهروب منه‪.‬‬
‫ووردت صورة تراسل الحواس أيضا في قصيدة "سؤال خطير حول قبيمة بني عذرة"‪:‬‬
‫في سوريا‬
‫ظ وصايا‬
‫احف ْ‬
‫تغار عمي َؾ‪:‬‬
‫جدة كانت ُ‬
‫ِ‬
‫((خبئ نصؼ قمب َؾ‬
‫ِ‬
‫الشاـ‬ ‫عف بنات‬
‫ال تنظر إلى أشفارىف‬
‫تيس ر في البآبئ مف نصا ْؿ)) (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬ثم سكت‪ ،2014 ،‬الصفحات ‪-84‬‬
‫وما ّ‬
‫‪)85‬‬
‫عمد الشاعر إلى تحويل وظائف حاستين‪ ،‬حينما وصل لفظتي البآبئ والنصال جامعا‬
‫بين البصري والممسي المتمثل في فعل التقطيع والتشريح‪ ،‬مشي ار إلى قوة تأثير لغة العيون‬
‫الجارحة اآلسرة‪ ،‬فكانت الصورة األنسب لمتغزل بعيون بنات الشام القادرة عمى بتر كل ناظر‬
‫إلييا‪.‬‬
‫ويرد التراسل الحسي في قول الشاعر من قصيدة "الحكيمة" أيضا‪:‬‬
‫اء فاتن ًة‬
‫لكف دكتورًة حور َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الخمسيف‪..‬كالقمر‬ ‫ِ‬
‫الشكؿ‪..‬في‬ ‫أنيقة‬
‫دت‪..‬وىي تمقي لي بنظرتيا‬
‫تني ْ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫عمى حياء‪..‬وترميني عمى ِ‬
‫حذر (جربوعة‪ ،‬ديوان ممن وقع ىذا الزر‬
‫األحمر؟‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)61‬‬

‫‪299‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫شكل التصوير اإلستعاري صورة تراسمية في ىذا المقطع الشعري‪ ،‬حيث إن لمفعمين‬
‫(تمقي وترميني) خاصية لمسية‪ ،‬و(النظرة) ذات بعد بصري مرئي‪ ،‬واستخدام لفظ اإللقاء‬
‫يوحي بتمام وقوع األمر كمو بشكل فجائي سريع‪ ،‬كما يدل عمى مدى تأثير ىذه الحوراء‬
‫الفاتنة وحذرىا الواشي بحيائيا ورفعتيا‪.‬‬
‫‪ 3.3‬صورة سمعية‪/‬ذوقية‪:‬‬
‫اجتمع السمعي مع الذوقي في أحد أنماط التراسل الحسي الخارجي حينما قال "محمد‬
‫جربوعة" ‪:‬‬
‫المر في أُ ْذَني لـ ِ‬
‫يزؿ‬ ‫ِ‬
‫كالمؾ ُّ‬
‫(جربوعة‪ ،‬ديوان ممن وقع ىذا الزر‬ ‫فكيؼ ف ّك ِ‬
‫رت في رقمي لتتّصمي؟‬ ‫َ‬
‫األحمر؟‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)163‬‬
‫أسيم نقل الدوال من مستواىا المألوف إلى مستوى العدول بتراسل حاستي السمع‬
‫والذوق في تكثيف الداللة‪ ،‬حيث انتقل دال الكالم وىو صوت يدرك بالسمع إلى مستوى‬
‫يدرك بالذوق ((المر) معمقا حالة التأسف واأللم التي حزت في نفس الشاعر عندما لم تدرك‬
‫أىمية كتاباتو‪.‬‬
‫وانتقال الكالم من خاصية السمع إلى خاصية الذوق ليزيد من قوة اإلحساس‪ ،‬فالذوق‬
‫أكثر صدقا ومدلوال من السمع‪ ،‬وبيذا نجح التراسل في تصوير الحالة الشعورية‪ ،‬وكشف عن‬
‫عمق الحزن الذي لم يكن ليدرك لو بقي في دائرة السمع المتالشى‪ ،‬لكنو صار مذاقا يزعج‬
‫حمق الشاعر ويشعره بغصة تخنقو كمما أراد النطق‪.‬‬
‫وعادة ما يحيد التراسل الحسي عن الطبيعة "فال يشترط في العالقات الحسية أف‬
‫تخضع لممنطقية" (الرويمي‪ ،2022 ،‬صفحة ‪ ،)234‬وورد ىذا في قول الشاعر في قصيدة‬
‫"محاولة لشرح امرأة"‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالعيوف وتشتيي‬ ‫ويقاؿ تأك ُؿ‬
‫تشرب (جربوعة‪ ،‬ديوان ممن وقع ىذا الزر‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األذنيف فيو‬ ‫وِبرّق ِة‬
‫األحمر؟‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)191‬‬

‫‪300‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫َّ‬
‫أدى تراسل الحواس ىنا دورا في تعميق الداللة‪ ،‬حيث تبادلت الحواس وظائفيا في‬
‫عممية اإلدراك فانتقل األثر الشعري من دائرة الحس السمعي إلى حيز حاسة الذوق‪ ،‬مما‬
‫يوقع المتمقي في حمقة الحيرة (فالعيون ال تأكل واألذنان ال يشربان)‪.‬‬
‫وبرقة األذنين تحمل دالالت عمى التعطش إلى سماع الكالم الجميل الرقيق‪ ،‬إذ‬
‫عدلت ىذه الداللة إلى مستوى حسي آخر‪ ،‬وىو الذوق الذي تشير إليو كممة (الشرب)‪ ،‬كون‬
‫سماع الكالم المبق يعيد لمروح نشاطيا كأنما ارتوت بماء عذب زالل‪.‬‬
‫‪ 4.3‬صورة ذوقية‪/‬لمسية‪:‬‬
‫لم يوظف الشاعر ىذا النوع من التراسل كثي ار فقد يكون لمذوق مستوى داللي أعمق‬
‫في الغالب من الممس‪.‬‬
‫وفي القميل مما ورد يقول الشاعر في قصيدة "قمب أخير لسيدة القمب األخير"‪:‬‬
‫مخض ٍ‬
‫بة‬ ‫وما تنعـ في ٍ‬
‫أيد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫بممس فيو يمتث ُؿ (جربوعة‪ ،‬ديوان ممن وقع ىذا الزر األحمر؟‪،‬‬ ‫تو‬
‫وأسك ر ُ‬
‫‪ ،2014‬صفحة ‪)76‬‬
‫انتقل الممس بتراسل الحواس إلى اإلدراك بحاسة الذوق (السكر)‪ ،‬ليحول إلى صورة‬
‫ذوقية تمنح مشيد النشوة وغياب العقل تعبي ار عن األثر الذي يخمفو القرب من الحبيب عكس‬
‫ما يتركو الرحيل واالبتعاد من م اررة الطعم‪.‬‬
‫‪ 5.3‬صورة سمعية‪/‬لمسية‪:‬‬
‫يقول الشاعر في التداخل بين الصوت والحركة من قصيدة "تخمينات حول قطة‬
‫القصيدة"‪:‬‬
‫أف ربي تعالى‬
‫فأخبرتيا ّ‬
‫فكفّي‬
‫يقوؿ‪( :‬يقولوف ما ال ‪ُ ،))...‬‬
‫أحرؾ لحنا‬
‫شاعر‪ ،‬ال ّ‬
‫ٌ‬ ‫أنا‬
‫ِ‬
‫بدوف أصابع أنثى لعزفي (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬مطر يتأمل القطة من نافذتو‪،‬‬
‫‪ ،2014‬صفحة ‪)210‬‬

‫‪301‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫تحول الكالم من السمع إلى الممس في تراسل لمحواس‪ ،‬حيث جعل الشاعر (المحن)‬
‫الذي يدرك بالسمع يتحرك ليمنحو وظيفة لمسية‪ ،‬فأكد‪ -‬رغم غموض مقصده‪ -‬أن ثمة حدثًا‬
‫خمف الكتابة يحفز الخيال ويحرك شغف االنفعال فيأتي ميالد القصيدة‪ ،‬ولذلك فقصائد‬
‫الشاعر تخفي خمف حروفيا خوفا أو استجابة لسيادة القصيدة أو تمتعا بالتخفي وراء أنثى‪.‬‬
‫واستخدم الشاعر صورة التراسل الحسي في قصيدة "ىروب شاعر نثري" ليظير أن‬
‫حضور القصيدة الموزونة يبطل الشعر النثري بطالن التيمم في حضور الماء‪:‬‬
‫سّنّيةٌ‪..‬‬
‫وأنا عمى آرائو ُ‬
‫ِ‬
‫بحضور ماء ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬ال أتي ّم ُـ (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬ثم سكت‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)146‬‬
‫حولت صورة التراسل الحسي الشعر الذي يمثل نسقا صوتيا يدرك بحاسة السمع‪ ،‬إلى‬
‫حاسة الممس بحيث صار الشعر المسموع ماء يتوضأ بو الشاعر‪ ،‬ليؤكد أىمية الوزن لكونو‬
‫أساس تحريك الوجدان‪ ،‬والقصيدة في رأييو ال تتخمى عن جرسيتيا اآلسرة؛ ألنيا بمثابة‬
‫الذكرى التي يحن ليا القارئ في كل مرة‪.‬‬
‫‪ 6.3‬صورة شمية‪/‬بصرية‪:‬‬
‫ويحضر ىذا النوع من التراسل الحسي في قصيدة "مطر ليمي"‪ ،‬وذلك في قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫صحيح‬
‫ٌ‬ ‫ىؿ‬
‫ِ‬
‫استنشقت وجيي‬ ‫أّن ِؾ‬
‫ات اخضر ٍ‬
‫ار‬ ‫كري ُ‬
‫وأف اآلف ّ‬
‫الدماء؟ (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬مطر يتأمل القطة من نافذتو‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)168‬‬
‫ْ‬ ‫مشرقات في‬
‫ٌ‬
‫تحول الوجو بفعل تراسل الحواس من معطى حسي لمسي بصري إلى معطى شمي‬
‫عطري بعناق لفظتين متباعدتين (وجو ‪-‬ىواء) عمى نحو غريب‪ ،‬لتوحي ىذه الصورة بحال‬
‫متقمب يأتي كل مرة فيحرك جميع أنواع المشاعر الغامضة المركبة التي تعجز الكممات عن‬
‫وصفيا‪.‬‬
‫‪ 7.3‬صورة سمعية‪/‬لمسية أو العكس‪:‬‬
‫ورد التبادل بين السمع والممس في قول الشاعر في قصيدة "رسائل اهلل إلى أمنا‬
‫األرض"‪:‬‬

‫‪302‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫تُرى ىؿ ستذكرهُ‬
‫في الغياب األصابعُ‬
‫تقبمو‬
‫كانت ّ‬
‫إذ تق ّمبو‬
‫ِ‬
‫بصفحاتو‬ ‫تمس‬
‫كي ّ‬
‫العطور؟ (جربوعة‪ ،‬ديوان الموح‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)29‬‬
‫ْ‬ ‫بعض سحر‬
‫حصل انتقال حاسة السمع لممس فأصبحت األصابع والمسامات الجمدية المختصة‬
‫بالتحسس والممس من خالل ىذا التحول تؤدي وظيفة السمع التي نستقييا من الكالم‬
‫(ستذكره)‪ ،‬وبفعل ىذا التبادل بين الحاستين الموظفتين في ىذا المقطع الشعري نقمنا الشاعر‬
‫إلى عالم البرزخ في حديث عن القبور ويوم البعث‪ ،‬حيث سينطق اهلل جميع أعضاء الجسد‬
‫لتشيد اليد بما بطشت والقدم بما سمكت من سبل خير أو شر والمسان بما نطق والجمد بما‬
‫تحسس ولمس‪.‬‬
‫وورد التراسل في قول الشاعر في قصيدة "لقطات تقول‪ :‬يا اهلل"‪:‬‬
‫أخبريني‬
‫َمف إذا القندي ُؿ في الشار ِع‬
‫الزيت‪..‬‬
‫َ‬ ‫أنيى‬
‫الحارس قد ناـ قميال‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ضياء؟ (جربوعة‪ ،‬ديوان الموح‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)79‬‬ ‫يرس ُؿ البدر ليأتينا بحفْ ِ‬
‫نات‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وقع تراسل بين خاصيتي الممس والبصر ليجمع الشاعر الضوء في الحفنات (حفنات‬
‫ضياء)‪ ،‬وورد التبادل في مجاالت اإلدراك في ىذا المقطع الشعري ليؤكد لنا عبقرية إيصال‬
‫أفكاره‪ .‬فميما ضاقت بنا الدنيا من ظمم وجور واسودت في أعيننا الحياة ثمة الخالق سبحانو‬
‫وتعالى يرسل لنا رحماتو من السماء فتقشع عن العين الظممة وتيتدي إلى مسمك التوفيق‬
‫واألمان‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫‪ 8.3‬صورة شمية‪/‬سمعية‪/‬بصرية‪:‬‬
‫يرى بودلير أن "الروائح واأللواف واألصوات تتجاوب في وحدة معتمة عميقة‪،‬‬
‫ويتعجب مف الذيف يروف أنو مف غير الممكف أف تتبادؿ الحواس معطياتيا‪ ،‬وأنو ال ينبغي‬
‫أف يكوف مثار دىشة ألحد ألف الذي يثير الدىشة بحؽ ىو أف ال يستطيع النغـ أف يوحي‬
‫بالموف‪ ،‬وأف تعجز األلواف عف إعطاء فكرة لحف ما" (زايد‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ ،)78‬فتبادل‬
‫الحواس حسبو ىو أمر مسمم بو يستدعيو التشابو الموجود في األشياء‪ .‬وان كان تراسل‬
‫الحواس أم ار ال بد منو فال يمكن نكران وظائفو الداللية والجمالية‪ ،‬ولعل ما يقدمو المقطع‬
‫الشعري اآلتي من قصيدة "إذا" خير مثال‪:‬‬
‫ِ‬
‫لمقصيدة‬ ‫إذا لـ تج ْد‬
‫أي ف ار ٍغ‬
‫يناسب ّ‬
‫ُ‬ ‫لفظا‬
‫محؿ مضاؼ ِ‬
‫إليو‬ ‫فضع زىرةً في ّ‬
‫ْ‬
‫ىور كالما (جربوعة‪ ،‬ديوان ممن وقع ىذا الزر األحمر؟‪،‬‬
‫ستعرؼ كيؼ تصير الز ُ‬
‫ُ‬
‫‪ ،2014‬صفحة ‪)126‬‬
‫تتحول الزىور وىي ذات معطيات تشير إلى حاستي الشم والبصر إلى الكالم الذي‬
‫يمثل حاسة السمع‪ ،‬فالمغة الرمزية التي يستخدميا الشاعر ىي لغة غير مألوفة يسعى عبرىا‬
‫إلى تكثيف المعنى‪ ،‬إذ يتصل جمال الكممة بجمال الطبيعة وتصبح القصيدة سنفونية يعزفيا‬
‫الوجود كمو‪ ،‬وحين ذاك ت منح المغة الشعرية نفحا طيبا لمستنشقييا‪.‬‬
‫كما ورد التراسل الحسي في قول الشاعر من قصيدة "(شوبدك)؟‪ ..‬إنو قنديل آمنة"‪:‬‬
‫القصائد كانت زينتي‪ ،‬وبيا‬
‫ُ‬ ‫أيف‬
‫أسير بيف الشمع أحتف ُؿ؟))‬
‫ُ‬ ‫في الميؿ‬
‫امتنعت‬
‫ْ‬ ‫الشعر يأبى‪ ..‬فما ذنبي إذا‬
‫ِ‬
‫العطر‪ ..‬أو قد رّدىا الخج ُؿ؟ (جربوعة‪ ،‬ديوان‪ :‬قدر‬ ‫قصائد‬
‫ُ‬
‫حبو‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)92‬‬
‫اشتركت أكثر من حاسة في ىذا المقطع الشعري (قصائد العطر) فالقصائد تدرك‬
‫بحاستي البصر والسمع‪ ،‬بينما العطر يدرك بحاسة الشم‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫وقد وظف الشاعر ىذا التراسل في الحواس بغرض الفخر واالعتزاز بقصائده‪،‬‬
‫فالمتعطش لشعره الذواق لقصائده يتساءل عن االنقطاع‪ ،‬فيجيبو الشاعر بمغة معبرة عن قمة‬
‫إبداعو حيث يزاوج حاسة الشم في القصائد (قصائد العطر)‪ ،‬لتجعميا مكتممة التناسق‬
‫واإلبداع في الروعة والجمال ال ينقصيا سوى رشة عطر لحضور حفل االستقبال الذي أعده‬
‫ليا جميورىا‪.‬‬
‫‪ .4‬تحميؿ النتائج‪:‬‬
‫أكثر أنماط التراسل الحسي اعتمادا عند 'محمد جربوعة' ىو التبادل الحسي‬
‫البصري‪/‬السمعي‪ ،‬عبرت عن تفاعل مشاعر متنوعة بين الشاعر وجميوره فيو يمومو لوم‬
‫العزيز الغيور إن لم ييتدي بنور جممو وعطر قافيتو‪ .‬كما أوصل التراسل الحسي‬
‫السمعي‪/‬الذوقي ألم الشاعر عندما لم تدرك أىمية كتاباتو‪.‬‬
‫ويصالح الشاعر جميوره فينقل لو تأويمو لصور أ حداث دينية عديدة فوصف صرخة‬
‫عيون فتاة قوم عاد فاستدعى التبادل الحسي بصري‪/‬سمعي‪ ،‬وخانتو كمماتو الشعرية فمم يجد‬
‫ما يعطي ألم المؤمنين حقيا من حادثة اإلفك وما استطاع أن يعيد فرحيا فيرفرف الكحل في‬
‫عينييا‪ ،‬فكان محطم القمب لما سما بسيد الخمق محمد صمى اهلل عميو وسمم‪.‬‬
‫وفي وصف الشاعر لرحمة اهلل تعالى بنا من خالل آياتو الكونية ممثمة في حفنات‬
‫ضياء البدر التي تمقى عمى كل يائس جاىل لطريقو‪ ،‬اعتمد التبادل البصري‪/‬الممسي‪.‬‬
‫وجو الشاعر المتمقي حتى يتمكن من فيم غموض شعره‪ ،‬فدلو أن لكل ميالد لمقصيدة‬
‫حدث حفز الخيال ف حرك لحن الكالم‪ ،‬واستدعى ذلك التبادل الحسي السمعي‪/‬الممسي‪ ،‬ىذا‬
‫األخير استعان بو الشاعر مرة أخرى لتأكيد قيمة الشعر الموزون‪ ،‬إذ بحضوره يبطل الشعر‬
‫النثري بطالن التيمم في حضور ماء الشعر‪.‬‬
‫نقل الشاعر الحس البصري أو السمعي إلى حس شمي حين كان في لحظة االفتخار‬
‫واالع تزاز بشعره الذي يتييأ لحفل االستقبال من قبل جميوره برشة عطر ىي لمسة أخيرة‬
‫ليكون في أبيى حممو‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫يتصل جمال الكممة بجمال الطبيعة ممثمة في زىورىا‪ ،‬فينصح الشاعر من خانتو‬
‫كمماتو إضافتيا لمقصيدة فتعطييا دائما مغزى ودالالت عديدة‪ ،‬فالزىور كالما متنوعا حسبو‪،‬‬
‫وبيذا ان تقل الحس البصري والشمي إلى حس سمعي‪.‬‬
‫رغب الشاعر في رسم صورة لحال كل ضحية برئ في مجتمع الطغاة فاستخدم‬
‫التراسل الحسي البصري‪/‬الممسي واختزل رواية الظمم في عبارة (تجرح حين تنظر‪ ،‬تجرح‬
‫دون قصد)‪.‬‬
‫لم ينأى غرض الغزل من اعتماد التراسل الحسي الذي اعتمد لوصف عيون بنات‬
‫الشام التي تقطع ناظرىا وما تيسر في البآبي من نصال‪ ،‬فكان لمتبادل الحسي‬
‫البصري‪/‬الممسي موعده‪.‬‬
‫لم يوظف الشاعر التراسل الحسي بين الذوق والممس كثيرا‪ ،‬فقد يكون لمذوق مستوى‬
‫داللي أعمق في الغالب من الممس‪ ،‬لكنو أث بت قدرتو عمى االرتقاء بالمعنى األدبي حينما أراد‬
‫الش اعر وصف قمة النشوة لقرب الحبيب فعبر عنيا بسكر الممس‪.‬‬
‫‪ .5‬خاتمة‪:‬‬
‫يستعين الشاعر بالتراسل الحسي في كل مرة يرغب فييا الحديث عن شعره أو التعبير‬
‫عن تموقعو ونظرتو لمشعر أو وصف التفاعل بين شعره وجميوره‪.‬‬
‫كما يستدعي التراسل الحسي في كثير من مقاصده لرسم الوقائع الدينية‪ ،‬أو لمتعبير‬
‫عن مشاعره المتنوعة‪.‬‬
‫يمكن التراسل الحسي من تفاعل جممة الحواس في بوتقة واحدة‪ ،‬فيعطي دقة تصورية‬
‫وارتقاء في المعنى فيضفي لمكالم جماال وابداعا‪ .‬وقد اعتمد الشاعر التراسل الحسي‬
‫الخارجي أكثر من الداخمي‪.‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬أمحد العياضي‪ .‬الرتاسل احلسي يف شعر األطفال‪ :‬ديوان "أناشيد العلم واألمل" لناصر معماش أمنوذجا‪ .‬رللة‬
‫حقائق للدراسات النفسية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد ‪ ،5‬العدد ‪.2020 ،104- 96 ، 19‬‬
‫‪ .2‬أمحد سلتار عمر‪ .‬اللغة واللون‪ .‬القاىرة‪ :‬عامل الكتب للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪.1997 ،2‬‬
‫‪ .3‬الزبري دردوخ‪ .‬ادلديح النبوي بني التقليد والتجديد‪ /‬دلسات مجالية وجتديدية يف قصيدة "قدر حبو" (للشاعر‬
‫اجلزائري زلمد جربوعة)‪ .‬قضايا األدب‪ ،‬اجمللد ‪ ،2‬العدد ‪.94- 75 ،2017،1‬‬
‫‪ .4‬أرلد محيد عبد اهلل‪ .‬نظرية تراسل احلواس‪ .‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان البصائر‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪306‬‬
‫تراسل الحواس في األعمال الشعرية لـ "محمد جربوعة"‬

‫‪ .5‬جعفر زروايل‪ .‬تراسل حلواس يف الشعر السبعيين اجلزائري‪ .‬رللة امارات يف اللغة واألدب والنقد‪ ،‬اجمللد ‪،4‬‬
‫العدد ‪.2020 ،139- 123 ، 1‬‬
‫‪ .6‬حورية بكوش‪ .‬شعرية الفواتح واخلوامت يف الشعر اجلزائري ادلعاصر (ديوان اللوح حملمد جربوعة)‪ .‬جسور ادلعرفة‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،7‬العدد ‪.2021 ،167- 147 ، 3‬‬
‫‪ .7‬سليم رىيوي‪ ،‬و أمحد حاجي‪ .‬حوارية النصوص الغائبة يف ديونا "الساعر" حملمد جربوعة‪ .‬العالمة‪ ،‬دراسات‬
‫أدبية‪ ،‬العدد ‪.2017 ،410- 401 ، 4‬‬
‫‪ .8‬شلتاغ عبود شراد‪ .‬تطور الشعر العريب احلديث‪ .‬عمان‪ :‬دار رلدالوي للنشر والتوزيع‪.1998 ،‬‬
‫‪ .9‬عبد الرمحان زلمد الوصيفي‪ .‬تراسل احلواس يف الشعر العريب القدمي‪ .‬القاىرة‪ :‬مكتبة األدب‪.2003 ،‬‬
‫‪ .10‬عبد القادر علي زروقي‪ .‬تراسل احلواس يف شعر "زلمد مخار"‪ :‬دراسة التشكيل الداليل واجلمايل‪ .‬ادلدونة‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،8‬العدد ‪.2021 ،3800- 3779 ، 4‬‬
‫‪ .11‬عبد اهلل بن مرتوك بن مصيليخ الرويلي‪ .‬الصورة الشعرية يف شعر صاحل عودة‪ .‬رللة الذاكرة‪ ،‬اجمللد ‪،10‬‬
‫العدد ‪.2022 ،251- 222 ، 1‬‬
‫‪ .12‬عبلة بوغاغة‪ ،‬و عيسى مدور‪ .‬التناص الشعري عند زلمد جربوعة‪ .‬رللة اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،15‬العدد ‪.2022 ،344- 325 ، 1‬‬
‫‪ .13‬عبلة بوغاغة‪ ،‬و عيسى مدور‪ .‬ادلعرب يف شعر زلمد جربوعة‪ .‬رللة الن‪ ،،‬اجمللد ‪ ،8‬العدد ‪- 802 ، 1‬‬
‫‪.2022 ،818‬‬
‫‪ .14‬عز الدين بن حليمة‪ ،‬و أبو القاسم سعد اهلل‪ .‬أشكال الصورة الشعرية يف ادلديح النبوي ادلعاصر‪ :‬قصيدة‬
‫"قدر حبو" حملمد جربوعة أمنوذجا‪ .‬دراسات وأحباث اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد ‪،11‬‬
‫العدد ‪.2019 ،491- 475 ، 1‬‬
‫‪ .15‬عز الدين جالوجي‪ .‬االغرتاب واالحرتاب‪ :‬ثنائية اذلدم والبناء يف ديون "ظل مطر" حملمد جربوعة‪ .‬رللة‬
‫ادلعيار‪ ،‬اجمللد ‪ ،26‬العدد ‪.2022 ،714- 690 ، 4‬‬
‫‪ .16‬عز الدين جالوجي‪ .‬تسريد الشعر يف جتربة زلمد جربوعة بني القصصية وآليات السرد‪ .‬رللة الكلم‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،6‬العدد ‪.2021 ،582- 551 ، 1‬‬
‫‪ .17‬عز الدين جالوجي‪ .‬شعرية التناص يف شعر زلمد جربوعة‪ :‬احلضور‪ ،‬األشكال‪ ،‬والوظائف‪ .‬ادلدونة‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،8‬العدد ‪.2021 ،3554- 3523 ، 4‬‬
‫‪ .18‬علي عشريي زايد‪ .‬عن بناء القصيدة العربية احلديثة‪ .‬القاىرة‪ :‬مكتبة ابن سينا للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫والتصدير‪ ،‬ط ‪.2002 ،4‬‬
‫‪ .19‬زلمد ادلاكري‪ .‬الشكل واخلطاب‪ ،‬مدخل لتحليل ظاىرايت‪ .‬بريوت‪ :‬ادلركز الثقايف العريب‪1991 ،‬‬

‫‪307‬‬
‫حاتم أقطي‬

‫‪ .20‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان اللوح‪ .‬اجلزا ئر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .21‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان شلن وقع ىذا الزر األمحر؟ اجلزائر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .22‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان‪ :‬مث سكت!!‪ .‬اجلزا ئر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .23‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان‪ :‬قدر حبو‪ .‬اجلزا ئر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .24‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان‪ :‬مطر يتأمل القطة من نافذتو‪ .‬اجلزائر‪ :‬البدر الساطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .25‬زلمد جربوعة‪ .‬ديوان‪ :‬وعيناىا‪ ..‬اجلزائر ‪ :‬البدر السطع للطباعة والنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .26‬نعيم اليايف‪ .‬تطور الصورة الفنية يف الشعر العريب احلديث ‪ .‬منشورات احتاد الكتاب العرب‪.2017 ،‬‬
‫‪ .27‬نوال أقطي‪ .‬تراسل احلواس يف ديوان صحوة الغيم لـ عبد اهلل العشي‪ .‬رللة إشكاالت يف اللغة واألدب‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،10‬العدد ‪.2021 ،449- 433 ، 4‬‬
‫‪ .28‬نوال أقطي‪ .‬سلطة الذات وهتميش اآلخر يف ديوان (شلن وقع ىذا الزر األمحر؟) حملمد جربوعة‪ .‬رللة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ،20‬العدد ‪.2020 ،640- 619 ، 1‬‬
‫‪ .29‬ىجرية طاىري‪ .‬البنية الزمنية يف ا خلطاب الشعري‪ :‬ديوان "الساعر" حملمد جربوعة أمنوذجا‪ .‬رللة كلية اآلداب‬
‫والعلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪.2020 ،133- 115 ، 1‬‬
‫‪ .30‬ىجرية طاىري‪ ،‬و نزيهة زاغز‪ .‬أليات بناء قصيدة السرد احلديثة ومرجعياهتا يف ديواين "الساعر" و "حيزية"‬
‫للشاعر زلمد جربوعة ‪ .‬رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه علوم يف اآلداب واللغة العربية‪ ،‬جامعة زلمد خيضر‬
‫بسكرة‪.2020 ،‬‬
‫‪ .31‬وجدان عبد اإللو الصائغ‪ .‬الصورة البيانية يف شعر زلمد أبو ريشة‪ .‬بريوت‪ :‬دار مكتبة احلياة ‪-‬مؤسسة‬
‫اخلليل التجارية ‪.1997 ،-‬‬

‫‪308‬‬

You might also like