Professional Documents
Culture Documents
com
الفصــل الرابــــــــع الفصل الوأل :التطور التدريجي في الشعر الحديث:
الشكل الجديــــد القســـــــم الوأل
الحركة الحإيائية:
من أهم خصائصها ،محاكاة القدامى ،وأالسير على خطاهم ،وأالنسج على منوالهم .وأأهم هذه الحركات:
وأجد الشاعر الحديث نإفسه ،وأهو يخوض تجربة شعرية جديدة وأبمضامين جديدة مرغما على إبداع تقنيات تعبيرية ل تمد بصلة إلى الوساائل التعبيرية الجمالية 1ـ التيار الحإيائي) :وأيسمى كذالك المدرساة الكلسايكية ،التيار المحافظ ،التيار التقليدي(.
للقصيدالتقليدية. وأكان من أهداف هذا التيار تنظيف القصيدة العربية من كل العوالق التي شوهت معالمها الجمالية طيلة فترة عصر النإحطاط وأبالتالي العودة بها إلى منابعها الصافي عند
وأإذا كانإت القصيدة التقليدية تخضع في بنائها الفني لشكل وأاحإد ،فإن التجربة الجديدة تقتضي ـ في نإظر الشعراء الجدد ـ أن تبدع كل قصيدة شكلها الخاص بها .وأنإتج عن شعراء العصر العباساي ،وأشعراء النإدلس ،وأذالك باقتفاء أثرهم ،في المعانإي ،وأالفكار .وأأرجع الباحإث الساباب كون أغلب شعراء هذا التيار لم يتصلوا بالثقافة الجنبية،
هذا الموقف تداعيين اثنين وأهما: مما جعل تأثرهم بها ضئيل ،وأأوأرد اسام الباروأدي كأحإد ممثلي هذا التجاه.
أوأل :تنقل الشعراء بين أشكال متنوعة لم يمنح لهذه الشكال وأقتا كافيا لتة ثبت ،وأتنموا وأتنضج. 2ـ التيار الذاتي:
ثانإيا :تعدد الشكال ينتج عنه غياب الهدف ،مما يوقع القصيدة في الغموض ،وأيعزل الشاعر على الجماهير. كان البحث عن الذات الفردية لدى الشاعر الحإيائي من أهم العوامل التي عمات على تغيير مسار الشعر العربي ،وأتجنيبه البقاء رهينة للقدماء .وأتبلور هذا التجاه عند
وأبقيت فكرة تعدد الشكال بتعدد القصائد محصورة في إطار ما هو نإظيري ،أما على مستوى التطبيق فلن تمارس ،بدليل أن أغلب شعراء الحداثة متقاربون في أسالوبهم، التيارات الشعرية التالية:
وأفي طريقة التعبير عن تجاربهم ،وأفي اساتخدام الصور البيانإية ،وأالرموز ،وأالسااطير ،وأبناء القصيدة العام . 2/1ـ جماعة الديوان:
كما أن شكل الشعر الحديث غير مكتمل ،فهو ينموا مع التجربة ،وأبطبيعة الحال ،ليس هناك زمن محدد ليكتمل هذا النمو .فالشكل" :ليس نإموذجا أوأ قانإونإا ،وأإنإما هو حإياة تشكلت من زمرة من الشعراء الذين أخذوأا على عاتقهم التبشير بقيم جديدة ،تتماشى وأالتطورات التي عرفها المجتمع المصري بعد ظهور الطبقة البورجوازية على
تتحرك أوأ تتغير ،فعالم الشكل هو كذالك عالم تغيرات") .أدوأنإيس ،مختارات من شعر السياب ،1966 ،ص .(6وأمع ذالك فقد تمكن الشعر الحديث بعد عشرين سانة من مسرح الحإداث .وأيمثل هذا التيار كل من :عبد الرحإمان شكري ،عباس محمود العقاد ،إبراهيم عبد القادر المازيني .انإطلق هؤلء من فكرة مفادها" :الشعر وأجدان" .ثم
ظهوره ،أن يتجاوأز الشكل القديم. اختلفوا في تفسير دللته:
وأ أهم القضايا المتعلقة بتطور عناصأر القصيدة الحديثة في ساياقها العام هي: ـ شكري فهمه على أنإه التأمل في أعناق الذات.
ـ المازيني رآه في كل ما تفيض به النفس من شعور وأعواطف وأإحإساساات .
.1تطوير اللغة: ـ العقاد اعتبره مزاجا من الفكر وأالشعور.
وأانإتهى أحإد أقطاب هذه الجماعة إلى القول أن الشاعر إذا لم تعرف حإياته من ديوانإه فما هو بشاعر وألو كان له عشرات الدوأاوأين .
اللغة جزء من الشكل ،تنمو بنموه ،لكن نإموها لم يتجه في اتجاه وأاحإد ،فبعضها يتعلق بشخصية كل الشاعر على حإدى ،وأالخر بالقليم الذي ينتمي إليه ،وأالعلقة التي وأأرجع الباحإث إيمان جماعة أبولو بقيمة العنصر الذاتي إلى عاملين:
تربطه بالثقافة الجنبية ،وأالتباين الواضح بين تجارب الشعراء .وأالخلصأة أنإه ليس هناك خاصأية وأاحإدة للغة بل خاصأيات عديدة ،وأأشار الناقد محمد النويهي إلى أن أهم الوأل :شخصية الفرد المصري التي تعانإي من انإهيار تام على مختلف الصأعدة مما تطلب منه رد العتبار إلى ذاته
ما يميز الشعر الحديث مسألتين" :مسألة اقترابه من لغة الكلم اليومي؛ وأثانإيهما خروأج شكله الجديد عن عادة القواعد العروأضية القديمة") .مقدمة من كتاب :قضية الثانإي :تشبع روأاد أبولو بالفكر الحر ،الذي بسط ظله على العقل الغربي في تلك الفترة من تاريخ المة العربية.
الشعر الجديد ،محمد النويهي ،ص .(5
.2الملمح الحقيقية للغة الشعر الحديث:
تتبع الباحإث اللغة في الشعر العربي الحديث ،وأاساتخلص مجموعة من الملمح: 2/2ـ تيار الرابطة القلمية:
تأساست هذه الرابطة من أدباء وأشعراء جمعتهم الغربة وأالبعد عن الوأطان .كان ذالك في أمريكا .وأانإطلق أقطاب هذا التيار ـ ميخائيل نإعيمة وأجبران خليل جبران ـ من
الملمح الوأل :النفس التقليدي في لغة الشعر الحديث. مفهوم موحإد للشعر باعتباره "وأجدان" ،وألكنه وأجدان ل يقف عند حإدوأد الذات ،بل يتجاوأزها ليشمل الحياة وأالكون .لقد آمنوا بوجود علقة خفية تربط الفرد بالكون،
وأيتضح ذالك من خلل اساتعمال شعراء هذا التجاه للعبارات الفخمة ،وأالسالوب المتين حإتى حإين يعالجون مواضع أكثر حإداثة ،كما الحال عند السياب الذي اساتعمل تعابير وأتقربه من الذات اللهية.
تقليدية مثل) :خيف النخل ـ العارض السحاح ـ الكثار من الصيغة الصرفية فعللة :هسهسة ـ تهزهز ـ تهدهد ـ لولوة ..وأمعاملة غير العاقل معاملة العاقل تشبها بأسااليب وألحإظ الباحإث أن أقوال هؤلء الشعراء تتناقض مع أفعالهم ،ذالك أن أغلبهم هربوا من الناس ،وأمن
العراب(. الواقع ،وأمن الحضارة ،وأغنوا أحإلمهم للغاب ،وأالخلء ،حإيث ـ من وأجهة نإظرهم ـ الصفاء ،وأالنقاء:
ـ جبران هرب إلى الطبيعة يناجيها وأيبث لها أحإلمه.
الملمح الثانإي :البعد عن لغة الحديث اليومي. ـ ميخائيل نإعيمة هرب إلى ذاته يتأملها.
من المعلوم أن لغة الحديث اليومي هي لغة نإفعية ،مرتبطة بحياتنا اليومية ،في حإين تميل اللغة ـ إيليا أبو ماض اعتصم بالخيال.
الشعرية الحديثة إلى المثالية ،فاساتشراف شعراء الحداثة إلى التغيير ،وأالمستقبل جعل هذه اللغة تبتعد عن وأينتهي الباحإث إلى خلصأة مؤداها أن ما في شعر هؤلء من هيام بالطبيعة ،وأالحنين إلى الصبا ،وأاللهو في ساوريا ،وأفي لبنان ،ليس ساوى لون من ألوان الهروأب التي
اليومي ،وأربط الشعراء بين الكلمات بروأابط غير متوقعة مما يدهش المتلقي لهذا الشعر ،نإجد مثل هذه يلجأ إليها الشاعر الوجدانإي عندما يحتمي بذاته الفردية كشكل من أشكال المواسااة ،وأتعويض عن قطعه الصلة بينه وأبين الحياة.
اللغة حإاضرة في شعر عفيفي مطر ،أدوأنإيس ،وأصألح عبد الصبور) :القمر الجائع ـ يخيط جرح الماء(... 3/3ـ جماعة أبولو:
اع تتبر أحإمد زكي أبو شادي بمثابة الب الروأحإي لهذه الجماعة التي تأساست سانة 1932م .وأانإطلقت من اعتبار ذات الشاعر هي المصدر الرئيسي لكل ما ينتجه من شعر.
الملمح الثالث :السياق الدرامي للغة الشعر الحديث . وأمن أقطاب هذه الجماعة ،وأما تفرد به كل وأاحإد منهما ،وأميز شعره ذكر الباحإث:
عندما كان الشاعر التقليدي يبدع قصيدته ،فهو غالبا ما يوجهها ،وأيخاطب بها غيره ،أما الشاعر الحداثي ،فيهتم أكثر بمخاطبة ذاته ،فيما يشبه حإوارات ذاتية ،أوأ ـ إبراهيم نإاجي :دار أغلب شعره حإول المرأة ،وأالحب.
المناجاة الداخلية /الجوانإية ،فتكثر في قصائده اليماءات ،وأالشارات ،وأالهمسات ،وأالصور المقتضبة .وأتتبع الباحإث هذه الخاصأية من خلل شعر محمد الفيتوري، ـ أبو القاسام الشابي :هام بالجمال ،وأعشق الحرية.
وأقصيدته" :معزوأفة لدروأيش متجول". ـ عبد المعطي الهمشري :وألع بالطبيعة ،وأاساتشراف ما وأراء الحياة ،من خلل الحياة.
ـ علي محمود طه :شعره حإافل بمظاهر البهجة وأالمسرة ،منغمس في متع الدنإيا ،وأملذاتها.
الملمح الرابع :التعبير بالصورة في الشعر الحديث. ـ أحإمد زكي أبو شادي :كان حإتى في شعره الموضوعي ذاتيا.
عمل شعراء الحداثة على التخلص من تسلط التراث البيانإي التقليدي ،وأفتحوا آفاقا جديدة وأرحإبة ،وأتوسايع أفق الصورة البيانإية لتتسع لكبر الحإتمالت الدللية، القسم الثانإـــــــــــــي
وأالمتصلة بأعماق التجربة الشعرية كما هو الشأن في قصيدة" :بويب" لبدر شاكر السياب .كما لجأ الشاعر الحداثي أحإيانإا إلى الحد من جموح الصورة الشعرية،
وأالتقليل من إمكانإيات التمدد وأالتوساع بربطها بسائر صأور القصيدة. نإحو شكل جديد
وأتتمتع الصورة البيانإية بالخصوبة ـ خصوصأا ـ عندما ترتبط بتجربة الشاعر .كما تستمد الصورة الجديدة حإيويتها من ثقافة الشاعر ،فتصبح قناعاته ترفد المضمون،
وأتنعكس على الشكل بفيض عاطفي يجعل الصور توغل في الغرابة ،مما أبعد تجرب الشعراء الشعرية عن أذوأاق الناس.
كما أوأرد الباحإث عوامل أخرى كانإت وأراء نإفور الناس من الشعر الجديد ،وأهو الطار الموسايقي: فرضت المضامين الجديدة التي نإحت منحى جديدا على الشاعر العربي الحديث إعادة النظر في الموروأث الشكلي للشعر العربي ،فكان لزاما عليه أن يتوسال للتعبير عن
تجربته الذاتية ،بأشكال مختلفة من الصيغ التعبيرية ،وأالصور الفنية ،وأاليقاعات الموسايقية.وأترتب على ذالك أن جاءت القصيدة الوجدانإية ،أكثر يسرا وأساهولة من
.1تطور الساس الموسايقية للشعر الحديث: القصيدة الحإيائية المتأثرة بالتراث القديم كما نإلمسه في القاموس الشعري لدى محمود ساامي الباروأدي المثقل بمفردات البيئة الصحراوأية البدوأية) :القطا ـ الكاسارات ـ
الذئاب ـ أساماء النباتات .(...
إن لجوء الشاعر الحديث إلى القوالب الموسايقية التقليدية بأشطره المتساوأية ،وأقوافيه الموحإدة ل يمكن اعتباره إخلل بالقاعدة المتعلقة بتطور المضمون وأالشكل في القصيدة الحداثية أصأبحت أكثر قربا من الحديث اليومي للناس ،وأتجلت هذه الظاهرة أكثر في اللغة ،عند كل من عباس محمود العقاد ،في ديوانإه" :عابر سابيل" .وأفي
القصيدة الحديثة فهو لم يشأ أن ينسف الصأول إل بمقدار ما يسمح بالتعبير عن عواطفه وأأفكاره دوأن عوائق ،فارتفعت أصأوات تنادي بجعل التفعيلة أسااساا لعروأض شعر إيليا أبو ماض .كما أن الشاعر الحديث وأظف الصور البيانإية بربطها بتجربته الشعرية ربطا وأثيقا لشرح عواطفه ،وأبيان حإاله ،كما عند إبراهيم نإاجي في ديوانإه:
جديد ،وأالتصرف في عدد التفعيلت في السطر الشعري ،مع اللتزام بالتفعيلة الواحإدة . "ديوان نإاجي" ،وأليست مجرد وأساائل للزينة .كما أن القافية لم تعد فقط وأقفة عروأضية شكلية ،وأإنإما ارتبطت بأفكار الشاعر ،وأعواطفه .وأينبهنا الباحإث أن هذه
المكتسبات لم تتحقق إل لقلة من الشعراء المتميزين.
.2الساس الموسايقية للشعر الجديد: وأمع ذالك فقد ظلت المحاوألت التجديدية محتشمة ،وأمحبوساة في حإيز ضيق ،وأيرجع الساباب إلى الحملة العنيفة التي شنها النقاد المحافظون على هذه الحركة .فهم
ينطلقون من مفهوم محدد للغة باعتبارها موجود مقدس ،وأأي مساس بها يعتبر مساساا بالمقدس ،وأمن هؤلء النقاد :مصطفى صأادق الرافعي ،طه حإسين ،وأكذالك العقاد
فرضت الوأزان الشعرية نإفسها على ذائقة الجمهور وأالناس بسبب جماليتها طيلة خمسة عشر قرنإا ،وأكل المحاوألت التي ساعت إلى كسر النظام التقليدي كالموشحات، الذي تحامل على لغة الحركة التجديدية في بعض مقالته ،وأإن تراجع/ارتد عن آراءه في آخر المطاف .وأيكمن السر في تراجع هؤلء النقاد عن مواقفهم أنإهم لم يعثروأا
وأالرباعيات ،وأالخماسايات ،لم تكن ساوى تنويعات على هذا النظام .وأقد عمل الشعراء ـ وأفي كل العصور ـ على إحإداث نإوع من المروأنإة في هذا الطار الموسايقي بلجوئهم على حإجج قوية تقف في وأجه التطور وأالتجديد.
إلى الزحإافات وأالعلل لتكسير وأحإدات اليقاع ،وأالتخفيف من صأرامته ،كما أفادت من في إطار اليقاع الداخلي من موسايقى الحروأف اللينة وأالحروأف الصلبة لتشخيص وأتحامل النقاد المحافظون أيضا على التجارب الشعرية التي مزجت بين الوأزان المختلفة في قصيدة وأاحإدة ،الشيء الذي ل تستسيغه الذن التي تعودت على ساماع الشعر
العواطف وأالفكار .كقول الخنساء: التقليدي ،كما فعل إيليا أبو ماض في قصيدته" :المجنون" ،التي هاجمها طه حإسين ،وأاعتبرها ضرب من الجنون.
لقد حإققت حإملة المحافظين غاياتها ،وأأثرت كثيرا في مسار الحركة التجديدية ،فتراجع بعض الشعراء عن طموحإاتهم التجديدية ،في حإين توقف البعض نإهائيا عن نإظم
الشعر كما فعل صأالح جودت بعد صأدوأر ديوانإه الوأل ،حإيث قال" :عزيز علي وأا أن أوأدع الشعر ،وأأساكب آخر قطراته من قلبي ،وأأقف موقف الجندي الذي يطمع في
رفيع العماد ،طويل النجـــاد وأسااد عشيرته أمـــــــردا النإتصار ،فيلقي السلح ،وأينتحر") .مجلة أبولو /المجلد الثانإي ص .(269
وأانإتهت هذه التيارات التجديدية نإهاية محزنإة ـ على حإد تعبير الباحإث ـ فالمضمون بقي مرتبطا بنغمة الكآبة ،وأالنإين ،وأالتوجع ،وأالشكوى .كما أن الشكل فشل في الوصأول
كما اعتمدوأا التضمين لكسر صألبة الوزن ،وأالتخلص من حإصر معانإي القصيدة في وأحإدات متساوأية) .وأالتضمين في البيت هو أل يتم معنى قافية إل بالبيت الذي يليه(. إلى صأورة تعبيرية ذات مقومات مكتملة ،وأنإاضجة ،وأذالك بسبب تحامل المحافظين عليها ،هذا التيار المحافظ هو من سايتراجع ،وأيستسلم بعد هزيمة 1948م ،وأانإتصار
وأمع ذالك لم يتمكن الشعراء من تحويل الذوأق العام عن النظام الصارم للشكل التقليدي ،بل أضافوا قيودا أخرى اختاروأها بأنإفسهم مثل :لزوأم ما ل يلزم ـ القوافي الكيان الصهيونإي .وأمع ذالك فقد عاوأد الشعر العربي محاوألة التجديد متسلحا بالحرية التي أصأبح الشاعر الحديث يمتلكها ،ليخوض تجربة أخرى رائدة برؤية قوامها:
الداخلية ...وألم يتطور الطار الموسايقي للشعر العربي إل في أوأاخر الخمسينات من القرن العشرين . اليمان بالنإسان وأالمجتمع.
.3مميزات الطار الموسايقي الجديد:
إن تفتيت الطار الشعري القديم ذي الشطرين المتوازيين بدأ بالبحث عن تسمية بديل لوحإدة البيت التقليدي .فنازك الملئكة سامته :الشطر .أما عز الرين إساماعيل فسماه: الفصـــل الثانإــــــــــــي
البيت .وأهناك اختلف بين البيت الشعري الحداثي وأالبيت الشعري التقليدي ،يتمثل ذالك في: تجربة الغربة وأالضياع.
أ ـ البيت الشعري الحداثي ل يعتبر وأحإدة موسايقية ذات أصأول تابثة ،فطوله وأقصره مرتبط بالنسق الشعوري وأالفكري للشاعر. .1حإركة الشعر الحديث تجربة الغربة وأالضياع:
ب ـ عدد البحور الشعرية في الشعر الحديث أقل منه في الشعر القديم )ينظم الشعر الحديث على ساتة بحور ،وأتسمى البحور الصافية) :الهزج ـ الرجز ـ الرمل ـ الكامل ـ التمهيـــــــــــد:
المتقارب ـ المتدارك( ،لكن بإمكان الشاعر أن يستخلص من البحر الواحإد عددا ل يحصى من التشكيلت الموسايقية .كما اساتعمل البعض منهم في بعض قصائدهم البحور تحدث الباحإث العوامل التاريخية ،وأالسياساية التي أدت إلى خلخلة المنظومة الجتماعية ،وأالفكرية التقليدية السائدة بعد هزيمة الجيوش العربية سانة 1948م ،وأما رافق
المختلطة كأدوأنإيس .وأيرجع الباحإث سابب عدم اساتغلل شعراء الحداثة لهذه البحور المختلطة إلى عوامل عدة وأهي: ذالك من إعادة مساءلة التبنى الثقافية التي كانإت مهيمنة على العقلية العربية ،هذه العقلية التي انإفتحت في جزء منها على التيارات الفكرية الغربية ،كالفلسفة ،الدب،
1ـ مسألة الزحإاف :اساتعمال الزحإاف في البحور المختلطة بغية كسر إيقاع الوزن التقليدي. النقد..فراحإت تبحث عن الجوبة وأراء الهزيمة ،وأبالخص الشاعر الذي كان وأقع الهزيمة قاسايا عليه ،وأآمن أن الخلص ) التقدم وأالتحضر( ،يكمن في اللمام بكل أنإواع
2ـ تنويع الضرب :إدخال الزحإاف وأالعلل ،وأإن كانإت غير مقبولة في نإظر العروأضيين القدماء ،مثل مستفعلن يجعلونإها مستفعلن .بهدف تنويع إيقاع البحور الصافية. المعارف النإسانإية .وأإذا ما تتبعنا الروأافد التي اساتقى منه الشاعر الحديث ثقافته وأجدنإاه متنوعة المشارب:
3ـ إدماج البحور المتشابهة في قصيدة وأاحإدة :كالمزج بين بحر الرمل ،وأبحر الرجز ،وأهو شيء غير مألوف في الشعر القديم .ف "فاعلن" ،تصير "فاعتل" .كقول 1.1ـ روأافد ثقافية معرفية :الفلسفة ،علم النفس ،التاريخ...
نإازك الملئكة: 2.1ـ روأافد شرقية روأحإية :الديانإات الهندية ،الدينات الفرساية ،وأتأثروأا بالشاعر الهندي طاغور ،وأالشعر الصوفي ،عند جلل الدين الروأمي ،وأالجامي ...
3.1ـ روأافد شعرية التزمت بقضايا النإسان :أوأوأدن ،نإيروأدا ،إيلوار ..
4.1ـ الثقافة الشعبية :سايرة عنترة ،أبي زيد الهللي ،سايف بن ذي يزن ،ألف ليلة وأليلة..
كأن المغرب لون ذبيح. 5.5ـ التراث )الشعر العربي القديم ،وأالقرآن( :اساتمد منهما المهارات اللغوية.
تفاعل الشاعر الحديث مع كل هذه الروأافد ،وأنإجح في المزج بينها ،فخرج برؤية جديدة للشعر.يقول أدوأنإيس":البداع الشعري وأسايلة لكتشاف النإسان ،وأالعالم ،وأأنإه
فعالية جوهرية تتصل بوضع النإسان وأمستقبله إلى المدى القصى") .أدوأنإيس /تجربتي في الشعر ،مجلة الداب ،مارس 1962م ،ص .(196
.2علقة الشكل بالمضمون:
فاعلن فاعتل فاعتل فعلن . إن المضامين الجديدة التي دخلت الشعر العربي الحديث ،جعلت من هذه التجربة تتسم بالخصوبة ،وأالتفرد ،فكريا وأشعوريا ،فكان لزاما عليها أن تفجر الشكل القديم الذي
لم يعد يلءم لتجربتهم الشعرية ،بل يحد من انإطلقتها ،وأبعد محاوألت ،وأتجارب عدة انإتهى شعراء الحداثة إلى شكل جديد يقوم على أسااس موسايقى هو :التفعيلة،
4ـ مسألة التدوأير :فإذا كان البيت الشعري في الشعر الحديث ل ينضبط في عدد التفعيلت إل للدفقة الشعورية وأالفكرية ،فإن هذه الدفقة قد تتجاوأز حإدوأد الشطر الشعري وأاساتقر هذا الشكل عند كل من بدر شاكر السياب ،وأعبد الوهاب البياتي ،وأصألح عبد الصبور .وأاعتبر الباحإث أن الشكل تابع للمضمون ،ذالك أن المضامين الخصبة وأ
أوأ البيت الشعري بمفهومهما التقليدي مما يترتب عليه أمرين: المتطور في الشعر هي وأحإدها القادرة على على تحقيق الوساائل الفنية الجديدة ،وأتبرير وأجودها.
الوأل :التعبير عن الدفقة الشعورية وأالفكرية دوأن اللجوء إلى التدوأير ،أي تفعيلة خماساية. وأتتبع الباحإث أهم المضامين الجديدة التي ارتبطت بالحركة الشعرية الحديثة ،وأحإددها في اتجاهين:
الثانإي :الوقوع في التدوأير وأإشراك ساطر البيت في كلمة وأاحإدة ،بأن يكون بعضها في الشطر الوأل ،وأبعضها في الشطر الثانإي .وأقد فتح التدوأير آفاقا أخرى للشاعر الوأل :تجربة الضياع وأالغربة:
الحديث لكي يتخلص من صأرامة البيت ذي الشطرين ،وأمن انإتظامه في نإسق هندساي رتيب. حإصر الباحإث أساباب هذه الظاهرة الملفتة للنإتباه في الشعر الحديث في:
أ ـ التأثر ببعض شعراء الغرب ،مثل :توماس إليوت ،خصوصأا في قصيدته الرض الخراب.
.4نإظام القافية في الشعر الحديث: ب ـ أعمال بعض الروأائيين الجدد مثل :جان بول ساارتر ،ألبير كامو .وأالنقاد الذين ترجمت أعمالهم إلى اللغة العربية ،مثل :كوين ،وأوأيلسن .
ج ـ العامل المعرفي ،فاصأطدام الفكار المثالية بالواقع ،تنعكس على النفس ،فتصاب بالحإباط ،وأالنإكسار
عمل شعراء الحركة الذاتية قبل الشعر الحديث على التنويع في القوافي ،فربطوها بالمعانإي الجزئية داخل القصيدة الواحإدة ،وأظل اجتهادهم محصور في هذا الطار .لكن وأأهم ممثلي هذه التجربة :أدوأنإيس ،وأصألح عبد الصبور ،وأعبد المعطي حإجازي.
شعراء الحداثة ،وأموازاة مع ما أحإدثوه من تغيير في نإظام البيت الشعري ،فقد انإعكس ذالك على نإظام القافية باعتبارها جزء من البناء العام للنص .وأساجل الباحإث أحإمد كما تتبع الباحإث المظاهر التي تجلت فيها ألوان الغربة ،وأالتي تمثلت في:
المعداوأي ثلث ملحإظات في هذا الطار: أ ـ الغربة في الكون:
الوألى :ميل الشاعر الحداثي إلى التعامل مع القافية بصفتها نإظاما إيقاعيا يتكون من عدة أحإرف مع الحد من بروأز حإرف الروأي ،لن بروأزه من شأنإه أن يحد من حإركة هي نإتاج نإكبة فلسطين ،وأضياع أمجاد التاريخ ،وأالشعور بالذل ،وأالمهانإة ،فاعتزل الشاعر الحياة ،وأجرب وأحإدته ،وأغرق في غربته .ظهر هذا في شعر صألح عبد
تدفق المعانإي ،وأالمشاعر وأيربكها .وأتطلب هذا من الشاعر أن يتوفر على ثروأة لغوية كان الشاعر التقليدي يعلق عليها أهمية بالغة. الصبور ،وأأدوأنإيس ،وأيوساف الخال....
الثانإية :الربط بين نإظام قوافي الضرب المتنوعة وأالقافية،اعتقادا من الشاعر أنإه من شأن اختلف الضرب أن يحدث إخلل في نإظام القافية. ب ـ الغربة في المدينة:
الثالثة :علقة نإظام القافية في الشعر الحديث بالجملة الشعرية وأالتي تتحد في نإظر الباحإث في نإقطتين: أحإس الشاعر العربي الحديث أن هندساة ،وأوأاقع مدينته قد تغير وأإلى البد ،بفعل غزوأ المدن الوأروأبية لها ،وأأصأبحت ل تناساب وأاقع العرب المهزوأم ،فجاء شعره تعبيرا
الوألى :تتعلق بالجملة الموسايقية المسرفة الطول ،وأالتي تمتد فيها الدفقة الشعورية امتدادا يغني بتدفقه عن الوقفات المنتظمة التي تحتاج إليها البيات الشعرية عن هذا الحإساس بالغربة ،فالمدينة قاساية ،وأمفرغة من كل إنإسانإية ،وأما يزيدها قسوة وأعنفا عدم قدرة الشاعر على الهروأب منها ،فهي تحاصأره ،وأتخنقه .عبر عن هذا
القصيرة. كل من :أحإمد عبد المعطي حإجازي ،بدر شاكر السياب ...
ج ـ الغربة في الحب:
الثانإية تخص الجملة الموسايقية المتوساطة الطول الواقعة بين الجمل الطويلة ،وأاعتاد الشعراء في مثل هذه الجمل أن يعوضوا عن القافية المتواترة وأالمترادفة في آخر يرى الباحإث أن الشاعر الحديث فشل في خلق علقة حإميمة مع المرأة ،فالحب تحول إلى مرارة مميتة ،فل وأجود لمرأة تحقق للشاعر ذاته ،وأتعيد له توازنإه المنشود.
البت بقافية ذات نإبر بارز يختمون بها جملهم المتوساطة . وأتمثل هذا الفشل المريع في أشعار خليل حإاوأي ،وأالسياب ،وأصألح عبد الصبور .ألم يقل عبد المعطي حإجازي" :إن وأقت الحب قد فات").قصيدة نإهاية ،من ديوان" :لم
وأأهم ما يميز نإظام القافية في الشعر الحديث هو المروأنإة التي تستمدها من قوة المشاعر وأالفكار . يتبق إل العتراف ،ط ،1/ص 75ـ .(76
د ـ الغربة في الكلمة:
إيمان الشاعر الحديث بأن الكلمة بمقدوأرها أن تغير ،وأاكتشافه للحقيقة المرة ،وأهي أن الكلمة عاجزة على الفعل وأالحركة ،وألن تستطيع تلبية طموحإاته ،جعلت يدخل حإالة
من اليأس قادته إلى الغتراب ،كما هو الحال عند صألح عبد الصبور ،وأعبد الباساط الصوفي..
ذ ـ وأمن خلل تحليله لقصيدة" :فارس النحاس" ،لعبد الوهاب البياتي اكتشف الباحإث ألوان أخرى من الغربة) :ديوان سافر الفقر وأالثورة ،ص ،(41وأهي كالتالي:
أ ـ الغربة في المكان :الدمان على التنقل وأالسفر ،لعل الشاعر يجد ذاته .
ب ـ الغربة في الزمان :عجزه على التواصأل مع الماضي ،أوأ المستقبل.
ج ـ إحإساساه بالعجز :ل يملك المكانإيات وأل القدرة على خوض غمار الحياة.
ح ـ تشبثه بالحياة :فهو عاجز على نإيل شرف الشهادة.
خ ـ الشعور بالموت :عجزه على الكشف عن تناقضات وأاقعه.
ذ ـ الحإتماء بالصمت :لم يتبق له غير الصمت يلوذ به ما دامت الكلمة عاجزة عن إحإداث التغيير المنشود.
كل هذا يكشف عن التمزق النفسي وأالوجدانإي للشاعر الحداثي ،وأالتمزق الروأحإي للنإسان العربي.
الفصـــــل الثالـــــــــث
تجربة الحياة وأالموت
كانإت لهزيمة 1948م ،وأنإكبة فلسطين ،وأالحركات وأالتغييرات الهائلة التي عرفها المجتمع العربي أثره الكبير في تشكيل رؤية الشاعر العربي وأالتي طبعها اليأس،
وأالضياع ،وأالقلق ،وأالحإساس بالغربة ،التي أثمرت تجربة الموت .إل أنإه وأساط هذا الدمار الشامل ،وأالحإساس بالانإتماء ،لم يفقد الشاعر الحداثي المل في المستقبل،
فظل يحلم بالتجديد ،وأالبعث :بعث المجتمع العربي من موته .
هكذا تراوأحإت تجربة الشاعر الحديث بين المل ،وأاليأس .لم يستسلم للواقع المهزوأم ،بل كان إيمانإه بالبعث ،ل تفارق فكره وأإحإساساه ،وأانإتهى بعد صأراع طويل مع ذاته
إلى تبني نإظرة أكثر وأاقعية ،وأارتهنت تجربته الشعرية بمدى إيمانإه بجدلية الحياة وأالموت.
فالشاعر الحديث يؤمن بأن "عظمة الشاعر وأقوته ،تكمنان في قدرته على تحمل النبذ ،وأالغربة ،وأالوحإشة ،وأالصمت ،في عالم حإكمت عليه فيه اللهة بهذا العذاب ،لنإه
سارق منها النار اللهية لخوته البشر") .عبد الوهاب البياتي ،تجربتي الشعرية1868 ،م ،ص .(71
أما أدوأنإيس ،فآمن بأن "النإسان هو جدال بين حإياته ،وأموته ،بين بدايته ،وأنإهايته ،بين ما هو ،وأما سايكون").أدوأنإيس ،تجربتي الشعرية1966 ،م ،ص ،( 196هذه
الجدلية هي التي من شأنإها أن تخلق الشاعر الثوري ،وأهي الثورة المطلقة ،ليست محددة بزمان أوأ مكان.
وأتجربة الحياة وأالموت باعتبارها مشدوأدة إلى المستقبل ،وأمرتبطة بالحاضر ،هي نإوع من المعانإاة المتضمنة للموت ،وأحإافز مفعم بالحياة وأالتجدد مستقبل ،وأاعتبر
الباحإث هذه التجربة في الشعر العربي فريدة من نإوعها في تاريخه ،باساتثناء بعض محاوألت الشعراء المهجريين التي عبرت عن فكرة تناساخ الروأاح ،كما تجلت في
أقصوصأة" :رماد الجيال وأالنار الخالد ،لجبران) .عرائس المروأج ،المجموعة الكاملة لجبران ،ج1/ن ص .(47وأعند ميخائيل نإعيمة ،في قصيدته" :أوأراق الخريف".
)همس الجفون ،ص .(47لكن تجربة المهجريين بقيت في حإدوأد ضيقة ،وأتفتقد التماساك ،باساتثناءات قليلة.
وأتبقى فكرة الحياة وأالموت في الشعر الحديث ،أقرب إلى فكرة الفداء عند المسيحيين ،وأمن ثمة كانإت رساالة الشاعر الحديث أن يحيل إحإساسانا بالموت ،إلى إحإساس
بالحياة .وأليقنع بهذا التصور الجديد ،راح يضمن أشعاره رموزا مستقاة من السااطير الوثنية ،وأالبابلية ،وأالفينيقية ،وأالمسيحية ،وأالتراث العربي السالمي ،وأالفكر
النإسانإي ،وأمن التاريخ النإسانإي .وأبالتالي ترددت في أشعارهم أساماء أساطورية ،رمزية مثل :تموز ،عشتار ،أوأرفيوس ،أوأريديس ،العنقاء ،طائر الفينيق ،مهيار،
السندباد ،الخيام وأمعشقته عائشة ،الحلج...وأالهدف من توظيف هذه الرموز تقديم التجربة الشعرية بشكل يتفاعل فيها الحإساس بالفكر .وأمن أهم الشعراء الذين تبلورت
في أشعارهم تجربة الموت وأالحياة:
تحت عنوان" :التحول عبر الحياة وأالموت" ،تتبع الباحإث تجربة أدوأنإيس الذي ربط الصلة بين جدلية الموت وأالحياة منذ مطلع تجربته الشعرية ،فقد ارتبطت ذات الشاعر
بأمته العربية ،وأقرن موتها وأحإياتها ،بموته وأحإياته ،وأاعتمد الباحإث في رصأد تجربة أدوأنإيس على ديوانإين شعريين" :أوأراق الريح" ،وأ"كتاب التحولت وأالهجرة في
أقاليم الليل وأالنهار" .وأخلص إلى الساتنتاجات التالية:
ـ تجربة أدوأنإيس مع الحياة وأالموت ،تصدر عن ذات مليئة بالتاريخ العربي إبان عظمته ،وأزهوه ،في الوقت الذي أصأبح فيه اليوم مخذوأل.
ـ العتزاز بالحضارة العربية في أبهى مراحإلها ،وأقبل أن تتعرض للغزوأ وأالساتعمار.
لكن أدوأنإيس يؤمن بأن الشاعر قادر على إعادة الحياة إلى هذا الواقع الميت .وأعموما ،فقد ساارت تجربة الشاعر في مسارين:
الوأل :ينطلق من الحيرة ،وأالبحث عن وأساائل البعث.
الثانإي :محاوألة الكشف عن مفهوم التحول ،للدفع بالواقع العربي نإحو البعث وأالتجدد.
لقد آمن أدوأنإيس بأن التحول ،ممكن ،وأالبعث ممكن ،وأحإاوأل إقناعنا بهذا التصور،وأحإالفه الحظ في بعض القصائد ،وأخانإه في بعضها الخر .وأهذا هو موقف الباحإث .
خليل حإاوأي:
حإاوأل الباحإث أن يرصأد تجربة خليل حإاوأي من خلل ما ساماه " :معانإاة الحياة وأالموت" .فقد انإطلق الشاعر من منطلق مختلف تماما عن منطلق أدوأنإيس ،فهو يرفض
مبدأ" :التحول" ،وأيستبدله بمبدأ" :المعانإاة" .وأمن خلل دراساة الباحإث لدوأاوأين الشاعر ،يستنتج أن معانإاته ،هي معانإاة حإقيقية للخراب ،وأالدمار ،وأالجفاف ،وأالعقم،
وأالبعث نإفسه.
ففي وأاقع يتسم بتفسخ القيم ،ساواء في ذات الشاعر ،أوأ في الواقع المنظور ،ساعى الشاعر أن يبعث شعلة المل في النفوس المنكسرة ،وأالمهزوأمة ،في غد مشرق جميل،
لكن ساطوة الواقع المتفسخ ،وأقف سادا منيعا أمام تحقيق المال ،فبقي الشاعر يحترق بصعوبة التحول ،وأبالتالي معانإاة القحط ،وأالموت ،وأالدمار ،وأفي نإفس الن الحياة.
وأعندا يلتفت الشاعر إلى وأاقعه ،وأيبحث عن الساباب الكامنة وأراء هذا الموت الذي يخيم عليه ،تتكشف له الحقيقة المتمثلة في جانإب حإضاري مهم ،وأهي العلقة بين
الجنسين التي تدهورت بفعل انإهيار كيان الفرد ،وأالسارة ،وأبالتالي انإهيار المجتمع انإهيارا حإضاريا شامل) :قصائد :نإعش السكارى ـ جحيم بارد ـ بل عنوان( .وأكما عاش
الشاعر الموت في هذه القصائد ،فقد عاش الحياة كذالك وأالموت مجتمعين) :قصائد بعد الجليد ـ حإب وأجلجلة ـ المجوس في أوأروأبا(.
إن التحول الذي ينشده الشاعر ل يتجه نإحو التجدد وأالبعث ،بل نإحو السكون وأالموت ،فيتجمد الشاعر لنإه غير قادر على الفعل في انإتظار ما يأتي به المستقبل .إل أنإه ل
يعقد كبير المال على الجيال القادمة في رحإم الغد ،لبعث المة من الموت ،وأمع ذالك فالشاعر يتابع هذا البعث وأيواكبه بقصائده ،وأشعره ،بإزالة أكداس المتعة العتيقة،
وأالمفاهيم الرثة عن هذه المة ،وأإعدادها لمعاينة إشراقة النإبعاث ،على حإد تعبير الباحإث.
وأفي كثير من القصائد نإلمس امتلء الشاعر بروأح اليأس من البعث ،وأذالك بعد معانإاة فريدة له مع الموت) :ديوان نإهر الرماد(.
شكلت المعانإاة إذا البؤرة التي انإصهرت فيها بشكل متواز إيقاعات المل وأاليأس ،وأكانإت للظروأف التاريخية دخل في ما كتبه الشاعر في هذه المرحإلة ،فالقطر المصري
يعيش فترة مظلمة ،وألكن بوادر المل بدأت تلوح مع الثورة المصرية ،إل أن خليل حإاوأي اجتهد في التوفيق بين الواقع الحالك المخيف ،وأرؤاه الذاتية التي تسعى إلى
تخطي هذا الواقع.
وأتمكن السياب من أن يعمق معانإي الموت كفداء من أجل النهوض وأالبعث في كثير من نإصوصأه الشعرية موظفا الساطورة لحإداث التأثير المرغوب فيه ،كما في قصيدة:
"المسيح بعد الصلب" .فرغم أن المسيح /رمز البطولة ،كان يعانإي الموت إل أنإه جوارحإه كلها مرتبطة بالحياة فهو ):يسمع صأوت الريح ،ينصت لصوت العاصأير.(..
إنإها أصأوات الطبيعة تعلن اساتمرار الحياة .وأيوحإد الشاعر بين المسيح ،وأبعث المة العربية ،مؤكدا أن حإياة المسيح ،ساتكون خصبة ،وأعظيمة بعد موته .إن الفداء هو
الطريق النإسب لحياة المة.
وألكن انإكسار الشاعر وأيأساه من البعث ،وأالتجدد يشبه اليقين ،فالنإسان ل يكون إنإسانإا إل حإين يقتل الماضي فيه .يقول الشاعر:
وأيخلص الباحإث إلى القول بأن السياب نإجح في توظيف جدلية الموت وأالحياة ،بشكل متفرد ،وأمتميز ساواء على المستوى الذاتي ،أوأ المستوى الحضاري.
عبد الوهاب البياتي:
يميز الباحإث وأهو يدرس تجربة البياتي بين مرحإلتين في حإياة هذا الشاعر ،قبل ديوانإه" :الذي يأتي أوأ ل يأتي" حإيث وأجد نإفسه أمام حإقيقتين:
الوألى :قدرة الشاعر للكشف على وأاقع النإهيار وأالسقوط الذي انإتهى إلية الواقع العربي.
الثانإي :سايطرة النزعة المتفائلة على المضمون العاطفي لعماله.
أما المعالم العامة لتجربة الحياة وأالموت في شعر البياتي ،فقد ساارت في منحنيات ثلث:
1ـ انإتصار الحياة على الموت :وأذالك في دوأاوأينه التالية) :الكلمات ل تموت ـ النار وأالكلمات ـ سافر الفقر وأالثورة(.
2ـ تكافؤ بين كفتي الحياة وأالموت) :ديوان الذي يأتي أوأ ل يأتي(.
3ـ انإتصار الموت على الحياة) :ديوان الموت في الحياة(.
وأتناوأل الباحإث هذه المناحإي بتفصيل أكثر ،محلل ،وأمعلل:
المنحى الوأل :منحى المل.
تتخلى في رحإلة الفنان المناضل الذي يفتح أبواب المعركة ،وأخلل مساره لم يبصر فيه غير الدمار ،وأالخراب ،لكن هذا المسار يحمل بين طياته بذوأر المل ،فقابل بين
الحياة وأالموت في مواجهة شرساة وأانإتهى المر بقتل ،صأرع الموت .تبدى هذا في ديوانإه" :النار وأالكلمات" .وألم تنصرت الحياة على الموت إل بفضل النضال المستمر،
وأالوعي المتجدد .وأللساف ،وأمع مروأر الزمن ،لم يتحقق هذا النضال.
المنحى الثانإي :منحى النإتظار.
في ديوانإه" :الذي يأتي أوأ ل يأتي" ،تغيب صأورة انإتصار الحياة على الموت ،فتتحول القصائد إلى فضاء تتشتت فيه المتناقضات ،وأتتفاعل الرموز ،لتعيق أي حإركة
جدلية ،فتبقى المور وأالشياء سااكنة .وأتتبع الباحإث مضمون هذا الديوان بغية الكشف على هذا التصور الجديد الذي يطرحإه الشاعر في علقته بالحياة وأالموت ،من خلل
أربعة مسارات/خطوط:
1ـ خط الحياة :في هذا المسار يحكم الشاعر على البطل ) الذي سايغير أوأ الحالم بالتغيير( ،بأن يعيش الحياة دوأن أن يكون له خيار ،وأهذه الديمومة يستمدها من طبيعته
الثورية ،وأقدرته على تحمل العذاب البدي ..كما يصطبغ هذا الخط بدم الشهادة ،وأالنإفعال العاطفي القوي بسبب طول النإتظار .
2ـ خط الموت :نإظر الشاعر إلى الموت باعتبارها عبورا نإحو الحياة الحقة ،وأقام بذالك بشكلين:
الوأل :في ديوانإه" :الذي يأتي أوأ ل يأتي" ،تجسد فيه ما ساماه الباحإث بنفي الوساط الساطوري .فالمدن التاريخية ،وأالتي تحولت بفعل الساطورة إلى رموز إنإسانإية
عظيمة تدمر الواحإدة بعد الخرى:
ـ نإيسابور :تنهشها النسور.
ـ إرم ذات العماد :يسلخ جلدها وأتشوى فيه .
ـ بابل :تحاصأر وأتجوع.
الثانإي :في الشعر الحديث ،غالبا ما يقوم البطال بأعمال خارقة ،فيبعثون من الرماد ،ل أحإد يمكن أن ينتصر عليه....أما عند البياتي ،فالبطل فريسة ساهلة للموت بعد طول
النإتظار ،وأبعد أن أنإهكت القيم التي يرمزوأن إليها) .يموت تموز ـ تقتل عشتروأت ـ وأيموت الحب بموت عائشة(.
3ـ خط الساتفهام:وأهو خط التساؤل وأالحيرة وأالتي قصد بها الشاعر تفكيك طرفي جدلية الحياة وأالموت ،وأهو يتبع خط الموت السابق:موت الوساط الساطوري ،يرتبط
بموت الحقيقة وأالعدل.
موت عائشة ،وأبقاء عشيقها ،الخيام ،في حإزن دائم.
موت شهريار الذي أحإس بالذنإب ،وأبموته انإتهت التوبة ،وأبقي الحكام يمارساون الظلم
4ـ خط الرجاء وأالتمني :وأيتمثل في انإتقال الفعل من وأاقع النضال إلى وأاقع الحلم ،وأتصبح كل الرغبات وأالنإتظارات ،مرتبطة بخط الرجاء /المل /التمني .وأنإجح الحلم في
إيجاد نإوع من التوقع الذي يفتقد إلى الساتمرارة وأالديمومة ،وأرغم بقاء المسافة ثابتة بين الموت وأالحياة ،فإن الشاعر انإتهى في آخر المطاف إلى الموت ،كما تجسد ذالك
في مجموعته الشعرية" :الموت في الحياة".
5ـ خط الشك:
انإطلقا من ديوانإه" :الموت في الحياة" ،يكشف لنا الشاعر القيم المهترئة وأالميتة التي يروأج لها أشباه الرجال ،وأالشعراء المرتزقة ،وأينادي بالقيم الحية المنبثقة من
قوة النضال .وألتتحقق هذه القيم النبيلة فقد عمل على فضح زيف النضال العربي لنإه ل موت بل نإضال ،وأل بعث بل موت .فإن حإدث بعث بل نإضال أوأ موت ،فهو بعث
مزيف ،أوأ موت في الحياة.
وأتبقى قدرة البياتي على الكشف عن الواقع ،هو مصدر قوة شعره فتتساوأق رؤيته إلى الموت ،برؤيته للحياة ،وأيحكمهما معا رؤية القلق وأالنإتظار.
اللص وأالكلب
ب-منظور الثانإي :تقويم القوى الفاعلة تقديم :
-1جرد القوى الفاعلة :القوى الفاعلة ل لقد كثر الهتمام في الوأنإة الخيرة بالنصوص الموازية ،أوأ ما يسمى بعتبات الكتابة،
تنحصر في الشخصيات بل تشمل كذلك المؤساسات وأالفكار وأالقيم وأالمشاعر ،وأكل ما يساهم في إطار نإظرية التلقي التي تركز بالدرجة الوألى على الهتمام بالمتلقي باعتباره أحإد
في تحريك الحإداث ،وأبالعودة إلى روأاية اللص وأالكلب أمكننا جرد القوى الفاعلة الركان السااساية للحديث عن التلقي ،فكما ل يمكن أن نإتصور إبداعا بدوأن مؤلف ،كذلك
كالتالي : ل يمكن تصور تلقي بدوأن وأجود شخص يستهدفه المبدع بإبداعه ،وألتسهيل عملية التلقي
أ -الشخصيات :تنقسم شخصيات اللص وأالكلب إلى رئيسية وأثانإوية وأعابرة، هذه ،وألتوجيه القارئ وأجهة التلقي السليمة وأفرت له نإصوص موازية توازي النص الجوهر،
سانحاوأل تقديم خصائصها وأمواصأفاتها بالعتماد على الجدوأل الثالي بدء بالرئيسية وأظيفتها إعطاء فكرة مسبقة عن النص قبل الشروأع في تلقيه ،وأمن بين هذه النصوص نإذكر
وأانإتهاء بالعابرة . اسام المؤلف ،وأنإص العنوان ،فما هي نإقط تقاطع حإياة نإجيب محفوظ وأالعنوان" اللص
الشخصيات وأالكلب" مع نإص المؤلف؟
خصائصها وأصأفاتها أ – اسام المؤلف نإجيب محفوظ :
ساعيد مهران نإجيب محفوظ
شاب مصري مثقف، كاتب مصري معروأف وألد سانة 1912م ،بحي الجمالية في القاهرة وأهي منطقة شعبية وأصأفها في
تحمل مسؤوألية أسارته منذ الصغر ،توفي أبوه وأبعده أمه ،مؤمن بمبادئ المساوأاة وأالعدل الكثير من روأاياته ،منها " خان خليلي" نإشأ في أسارة متوساطة درس الفلسفة بكلية الداب
وأالكرامة وأالنإصاف ،مناصأر للمظلومين وأالكادحإين ،نإاضل من أجل تحقيق مبادئ الشتراكية وأتخرج منها سانة 1934م ،وأحإصل على جائزة نإوبل للداب سانة 1988م بسبب دوأره الرائد في
على الواقع،حإريص على النإتقام من نإبوية وأعليش اللذان غدرا به وأأدخله السجن،وأمن ازدهار الفن الروأائي العربي بصفة خاصأة وأالعالمي بصفة عامة ،وأقد ترجمت قصصه وأروأاياته
رؤوأف الذي تنكر لمبادئ الحزب وأالنضال ،يعانإي من فراغ روأحإي وأقلق وأجودي وأغربة وأضياع، إلى العديد من اللغات ،وأمن أشهر أعماله الروأائية نإذكر" همس الجنون ،كفاح طيبة،
أساير الحقد وأالكره وأالنإتقام.رمز للكادحإين وأالفقراء المناضلين من أجل بداية وأنإهاية،قصر الشوك ،ثرثرة فوق النيل،خمارة القط الساود ،حإكاية بل بداية
القيم . وأنإهاية،أوألد حإارتنا ......
رؤوأف علوان وأ ما يهمنا أكتر في حإياته هو أنإه عايش ثورة مصر سانة
طالب قروأي ،مناضل مؤمن بالتغير ،له قدرة على التأثير 1952م وأاساتوعب التحولت الجتماعية وأالسياساية وأأثرها على نإفسية الشعب المصري،
بأسالوبه في محاوأريه ،أكمل دراساته ثم تحول إلى صأحفي نإاجح ،انإتهز الظروأف السياساية وأالروأاية قيد التحليل روأاية وأاقعية ينتقد من خللها نإجيب محفوظ وأاقع مصر الجديد بعد
الجديدة فتحول إلى قلم برجوازي مأجور ،تنكر لصأوله الكادحإة،وألطبقته،متطلع بشغف ثورة مصر 1952م .
لحياة الرساتقراطية،أكل وأملبسا وأمسكنا ،يشوه الحقائق وأيكلب الرأي العام ضد ساعيد ب – عنوان المؤلف" اللص وأالكلب "
وأيصوره مجرما خطيرا .رمز للبرجوازية القاساية على الفقراء . العنوان هو أوأل خطاب
عليش لفظي يواجه القارئ ،وأيوجه أفق انإتظاره للنص ،بل يلخصه له في أحإيان كثيرة ،لذا كان
غريم ساعيد من البد أن نإقف على عنوان المؤلف" اللص وأالكلب" وأقفة تجعلنا نإقتحم النص بفرضيات
مهران – المستفيد من ساجنه وأالمستولي على زوأجته وأابنته وأجميع ممتلكاته – متحايل كبير سانتأكد من صأوابها .
– انإتهازي خائف على مصيره الشخصي وأمتخذ لجميع الحإتياطات حإتى ل ينال منه خصمه ساعيد يتألف عنوان النص تركيبيا من لفظتين هما "اللص" وأ"الكلب "
مهران.رمز لخيانإة الصداقة . بينهما حإرف عطف الواوأ ،الذي يؤكد وأجود علقة بينهما،أما دلليا فتوحإي لفظة اللص إلى
الشيخ علي الجنيدي ذلك الشخص الخارج عن القانإون وأالمستولي على ممتلكات الغير ،وأالذي جرمته كل الديانإات
زاهد متصوف ،له انإشغالت روأحإية السماوأية وأأصأدرت ضده عقوبات متفاوأتة ،وأالذي يرمز خلفا للكلب للخيانإة وأالغدر،
بعيدة عن الواقع المعيش ،يحاوأل تبرير الواقع بالغيبيات لنإه مستفيد من الوضع بينما الكلب ترمز للخلص وأالمانإة وأالوفاء لدرجة ربط الوفاء بهذا الحيوان الليف
السياساي السائد – يشكل نإوعا من الطمئنان النفسي وأالروأحإي لسعيد مهران – يلجأ إليه فهل يعكس لص الروأاية وأكلب الروأاية هذه الدللت؟
دائما وأقت الشدة .رمز للتصوف وأالفكر الديني . إذا ما نإحن حإاوألنا ربط العنوان
نإـــــــــور بأحإداث الروأاية أمكن لنا اساتنتاج أن لص العنوان هو ساعيد مهران ،لكن بصفات الوفاء
عنصر مساعد وأالخلص لنإه أخلص لمبادئ الثورة ،أما الكلب فهي إشارة إلى كلب إنإسانإية ،مجسدة
للشخصية الرئيسة ساعيد مهران – مومس – قست عليها الحياة الجتماعية – متوساطة الجمال في شخص كل من نإبوية ،وأعليش ،وأساعيد مهران ،لكن بصفات الغدر وأالخيانإة ،لن كل هذه
– مستسلمة لرغبات الزبناء – مغرمة بسعيد مهران وأترغب في زوأاجه – وأفرت له الطعام الشخصيات قد مارسات الغدر وأالخيانإة في وأجه ساعيد مهران ،الشيء الذي جعل أحإداث الروأاية
وأالمسكن وأالجرائد وأالسيارة .رمز للباحإية وأالقيم المفقودة . تميل إلى التراجيديا أوأ إلى دراما الروأايات البوليسية .
المعلم أ -المنظور الوأل :تتبع الحدث
طرزان * المتن الحكائي للروأاية:
صأاحإب مقهى – صأديق ساعيد ،وأفر له المسدس وأأمده بمعلومات هامة سااعدته على تحكي روأاية اللص وأالكلب حإكاية مثقف بسيط يدعى ساعيد مهران ،دخل السجن وأخرج منه في عيد
الختفاء عن أنإظار الشرطة.رمز للصداقة الصادقة . الثورة ،بعد أن قضى فيه أربع سانوات غدرا ،دوأن أن يجد أحإدا في انإتظاره ،وأيقرر بعدها
نإبوية الذهاب إلى منزل عليش لساترجاع ابنته ساناء وأماله وأكتبه ،وأيفشل في ذلك وأتسود الدنإيا
زوأجة ساعيد في وأجهه أكثر عندما جفلت منه ابنته ساناء وأرفضت معانإقته لنإها ل تعرفه ،وأللتخفيف
السابقة ،وأأم ساناء أحإبها ساعيد بصدق وأظل يحلم بالساتقرار الدائم إلى جوارها مع ابنته من حإدة النإفعال وأإحإياء لبعض ذكريات ماضيه قرر الساتقرار مؤقتا برباط علي الجنيدي،
ساناء بعد خروأجه من السجن،لكنها تنكرت له وأارتبطت بعليش .رمز للخيانإة الزوأجية . الذي قضى عنده ليلته ،وألكن روأحإانإية المكان وأطقوساه الخاصأة وأأجوبة علي الجنيدي العامة
ساناء وأالمغرقة في الروأحإانإيات ،جعلت ساعيدا ل يرتاح كثيرا للقامة بهذا المكان المليء
موضوع صأراع بين الب الطبيعي ساعيد مهران وأ زوأج الم وأالمحتضن عليش ،لم بالمنشدين وأالمريدين ،لذلك قرر اللقاء بأساتاذه رؤوأف علوان ذلك الصحفي الناجح الذي
تتعرف على أبيها ،تبدوأ خائفة مضطربة أثناء اللقاء الذي جمعها بابيها الحقيقي ساعيد صأار من الغنياء قصد تشغيله معه في جريدة الزهرة ،فاتجه بداية إلى مقر جريدة
مهران .رمز للبراءة المغتصبة . الزهرة ،ثم بعد ذلك نإحو فيلته ،وأهناك سايفاجأ ساعيد مهران بفكر جديد لرؤوأف علوان يقدس
المعلم بياضة المال وأل يكترث للمبادئ وأالقيم النضالية ،كما سايفاجأ برغبته في إنإهاء علقته به
زميل ساابق لسعيد وأصأديق وأشريك خاصأة عندما رفض طلب تشغيله وأأعطاه مبلغا من المال ليدير شؤوأن حإياته بمفرده بعيدا
عليش ،خان صأديقه الوأل ،وأكاد أن يؤدي ثمن هذه الخيانإة أثناء لقائه بسعيد مهران عنه ،مما اضطر ساعيد مهران إلى التفكير في النإتقام منه ،فقرر العودة إلى فيلته في
الباحإث عن المكان الجديد الذي اساتقر به عليش . تلك الليلة لسرقتها لكنه وأجد رؤوأف علوان في انإتظاره لنإه عليم بأفكار تلميذه ،فهدده
ب -المؤساسات :في الروأاية بالسجن وأاساتعاد منه النقود وأطرده من البيت ،وأخرج ساعيد ليلتها مهزوأما وأمشاعر الحقد
عدة مؤساسات فاعلة في أحإداث الروأاية وأمؤثرة على شخصياتها نإذكر منها على سابيل المثال وأالنإتقام تغلي في دوأاخله ،فلقد اكتمل عقد الخيانإة وأباكتماله تبدأ رحإلة النإتقام،
ل الحصر :السجن باعتباره أوأل مكان يؤطر فضاء الروأاية ،أثناء تواجده به حإصلت وأتسود الدنإيا في وأجهه وأل يجد ملذا أفضل من مقهى المعلم طرزان ،الذي لم يتردد لحظة
الخيانإة ،وأتحققت أهداف النإتهازيين ،وأهناك الصحافة التي أثرت في جهاز الشرطة وأالرأي في إهدائه مسدساا سايكون له دوأر كبير في مسلسل النإتقام ،وأفي ذات المكان سايلتقي بنور
العام المنقسم إلى معارض أوأ مناصأر لسعيد مهران ،ثم هناك المدرساة وأالجامعة التي شكلت التي بدوأرها وألدافع حإبها الشديد له مذ كان حإارساا لعمارة الطلبة ،ساتوفر له المأوأى
نإعمة لرؤوأف علوان وأمصدر وأعي شقي لسعيد مهران . وأالطعام وأالشراب وأالجرائد وأالسيارة ،وألما توفرت له شروأط النإتقام " المسدس وأالسيارة"
ج -الجمادات :متنوعة بين الحارة ذهب مباشرة لقتل عليش في منزله لكنه أطلق النار على حإسين شعبان الرجل البريء الذي
وأالمقهى وأمنزل نإور وأ فيل رؤوأف علوان وأالجبل وأالمقبرة وأالشوارع وأعمارة ساكن الطلبة اكترى شقة عليش بعد رحإيله ،لكن ساعيد مهران لم ينتبه لذلك وألم يعرف خطأه حإتى اطلع
وأرباط الجنيدي ،وأالتي تركت آثارها القوية أوأ الضعيفة في نإفسيات شخصيات الروأاية ،فهي على الجرائد ،وأفي خضم هذه الحإداث اساتغلت جريدة الزهرة الوأضاع وأبدأت بقلم رؤوأف
تحتضن الذكريات حإلوها وأمرها ،لذلك تم اساترجاعها أحإيانإا ،أوأ محاوألة تناسايها كما هو علوان تبالغ في وأصأف جرائم ساعيد مهران وأتنعته بالمجرم الخطير الذي يقتل بدوأن وأعي،
الشأن بالنسبة لرؤوأف علوان وأ عليش المتنقل من منزل لخر خوفا على حإياته من انإتقام الشيء الذي سايشعل نإار الغضب في قلب ساعيد الذي سايقرر قتل رؤوأف خاصأة بعدما سااعدته نإور
ساعيد مهران . في الحصول على بذلة عسكرية ،فيستهل انإتقامه بالقبض على المعلم بياظة بهدف معرفة
د -القيم وأالمشاعر :تتنوع هذه القيم وأالمشاعر بين القناعة القامة الجديدة لعليش وأنإبوية لكن دوأن جدوأى فعاد إلى بيت نإور ثم ارتدى بذلته
وأالساتسلم للمر الواقع وأيمثلها علي الجنيدي ،وأالنإحراف وأالخروأج عن القوانإين، العسكرية ،وأاساتقل سايارة أجرة ثم اكترى قاربا صأغيرا ليتجه صأوب قصر رؤوأف علوان ،
وأيتجسد ذلك في شخصية المومس نإور وأالمتاجرين في الممنوعات من ذوأي السوابق كطرزان للنإتقام منه وأفور نإزوأله من سايارته أطلق ساعيد مهران عليه النار لكن رصأاصأات الحراس
وأغيره ،ثم الرغبة في الغنى وأالثراء على حإساب القيم الصألية وأالنإتماء الطبقي ،وأيبرز السريعة وأالكثيرة وأإصأابته بإحإداها جعلته يخطئ هدفه ،فأصأاب بوابا بريئا بدل غريمه،
ذلك جليا في التسلط الطبقي لرؤوأف علوان ،في مقابل اللتزام اليديولوجي وأاليمان وأأثناء اطلعه على الجرائد التي أمدته بها نإور تعرف على خطئه فشعر بندم شديد،
الصادق بالعنف الثوري المجسد في شخصية ساعيد مهران ،أما عليش فيمثل أعلى درجات وأاساودت الدنإيا في وأجهه مع اساتمرار جريدة الزهرة في تحريض الرأي العام ضده ،إلى أن
الشخصية النإتهازية التي لم تكتف بسرقة أموال الصديق بل ا اساتولت على زوأجته وأابنته انإتهت حإياته في مقبرة بعد أن حإاصأرته الشرطة وأأطلقت عليه الرصأاص من كل جانإب فاساتسلم
وأكل ممتلكاته ،مما جعل مسألة النإتقام منه وأنإبوية تحتل مركز الهتمام لدى ساعيد بل مبالة بل مبالة ،وأحإلت بالعالم حإال من الغرابة وأالدهشة .
مهران . * الحبكة :
وألعل أهم الشخصيات التي عاشت عدة مشاعر متناقصة وأمتضاربة وأجارفة هي شخصية الحبكة هي النسيج الذي يرصأد الحإداث في اتصالها وأانإفصالها وأاتجاهاتها ،وأتنقسم إلى
ساعيد مهران ،لنإه عاش خيانإة مزدوأجة ،الوألى اجتماعية من زوأجته وأصأديقه عليش، تقليدية تتوالى فيها الحإداث بشكل متسلسل ،وأأخرى مفككة ل تخضع لتسلسل منطقي ،وأيبدوأ
وأالثانإية إيديولوجية ثقافية من طرف أساتاذه وأموجهه رؤوأف علوان ،مما جعله يحس أن الحبكة المعتمدة في روأاية اللص وأالكلب ،تقليدية بدليل قيامها على الساباب
بالمهانإة وأالخزي وأالعار أمام أسارته وأأصأدقائه وأذاته ،فقرر النإتقام من جميع المؤدية إلى النتائج ،فكل حإدث فيها يؤدي إلى حإدث آخر وأهكذا تقوم الحإداث على مجموعة
الخونإة . من الساباب ،فالخيانإة التي تعرض لها ساعيد دفعته للنإتقام وأ اكتراء حإسين شعبان
وأهكذا يظل جرد القوى الفاعلة – شخصية كانإت أوأ مؤساسات أوأ جمادات أوأ لمنزل عليش جعلت الرصأاصأة تصيبه ،وأوأشاية عليش وأنإبوية جعلت ساعيدا يدخل السجن
حإيوانإات أوأ قيما وأمشاعر – الحاملة لحركة الفعل التي تمارساها الشخصيات في الروأاية * الرهان :ينقسم الرهان دائما إلى رهان المحتويات وأيتأساس حإول الشخصيات
أسااس وأالموضوعات المتنازع عليها ،وأرهان الخطاب وأيتأساس على علقة المؤلف مع المتلقي أوأ
ج-الكشف عن البعد النفسي : علقة النص مع المتلقي ،وأإذا عدنإا إلى مثن اللص وأالكلب وأجدنإا أن رهان المحتوى الذي
إن قراءتنا لروأاية اللص وأالكلب من المنظور النفسي، له علقة بالشخصيات يتراوأح بين الفشل وأالنجاح ،فسعيد مهران يفشل في تحقيق رهانإه
تنتهي بنا إلى إدراك ما تخفيه الشخصيات من مشاعر وأأحإاسايس وأعواطف متوترة ،نإستنتج الكلي المتمثل في تحقيق مشروأعه النضالي وأتحقيق العدالة الجتماعية ،وأيتراجع عن هذا
منها عمق الزمة النإسانإية النفسية التي يعانإي منها المجتمع المصري وأالعربي في الرهان إلى رهان آخر جزئي وأهو النإتقام من خصومه دوأن أن يحققه ،بخلف غريمه رؤوأف
خمسينيات وأساتينيات القرن ،20الذي قدر عليه أن يعيش في زمن غريب ل يأنإس له وأل يشعر علوان الذي اساتطاع تحقيق رهانإه المتجسد في الحصول على الثروأة وأإن كانإت الطريقة
معه بالطمئنان ،إن مؤلف اللص وأالكلب بهذا المعنى روأاية وأاقعية نإقدية رمزية تكشف وأصأولية انإتهازية .أما رهان الخطاب أوأ النص ككل فيمكن حإصرهفي كون المحاوألت الفردية
عن الحالة النفسية للمجتمع من خلل التعمق في شخصية ساعيد مهران الذي تعرض لخيانإات لتغير الواقع مآلها الفشل ،فل يمكن لفرد مهما أوأتي من ذكاء وأعزيمة وأإصأرار أن يغير
اجتماعية وأساياساية خلقت منه نإموذجا بشريا دائم القلق وأالحيرة ،فمن يكون ساعيد مهران وأاقع أمة مهما كان الواقع مأسااوأيا وأظالما ،فالتضحيات يجب أن تكون جماعية لكي ينتصر
نإفسيا؟ وأما علقته بالنإسان العربي؟ الخير على الشر ،وأالحق على الباطل ،وأالعدل على الظلم .
لقد قدمت روأاية اللص وأالكلب شخصية ساعيد * دللت وأأبعاد الحدت :
مهران ذلك الشاب الفقير الذي تعرض لنإواع من الحرمان وأالقهر بمواصأفات نإفسية جعلت إن كل الشارات التاريخية التي وأردت داخل مؤلف اللص وأالكلب ،تشير إلى أن
منه نإموذجا إنإسانإيا عربيا يعانإي من توتر نإفسي وأعاطفي وأقلق وأغربة ساواء تجاه من الروأاية لها علقة بواقع مصر السياساي وأالجتماعي لما بعد الثورة المصرية سانة 1952م
خانإوه " نإبوية ،عليش ،رؤوأف" أوأ أحإبوه" نإور ،طرزان ،فئة الفقراء" أوأ إزاء الزمن وأمن هذا المنطلق أمكن لنا أن نإقول وأمن خلل الحإداث التي وأقعت لسعيد مهران وأالذي
الماضي وأالحاضر وأالمستقبل،فعن طريق اساترجاع شريط اللم " وأفاة وأالده ،أمه ،خيانإة وأجد نإفسه فجأة يعانإي من تفكك أساري وأحإزبي ،أن روأاية اللص وأالكلب روأاية تستهدف
الزوأجة الصديق ،الساتاذ "،نإفهم سار جنون ساعيد مهران ،فجنونإه أزمة نإفسية وألدها بأبعادها كشف وأاقع مصري يعانإي معانإاة اجتماعية وأنإفسية نإتيجة السلوك النإتهازي لبعض
النإسان الذي خان شعبه وأتنكر للمبادئ ،وأأزمة وألدها الصديق الذي خان الصداقة، الفراد الذين غيروأا قناعاتهم النضالية وأمواقفهم اساتجابة لمتغيرات نإهاية مرحإلة
وأوألدتها الزوأجة التي نإسيت الوفاء ،...لذلك ل غرابة أن يعيش ساعيد مهران فراغا الخمسينيات وأالستينيات وأنإتيجة لرضاء مآربهم الشخصية.
عاطفيا ،وأروأحإانإيا ،وأغربة ،وأضياعا ،وأقلقا ،وأتوترا ،وأهذه صأورة مصغرة لسار كثيرة تشارك
ساعيد هذه المعانإاة ساواء كان تواجدها داخل أم خارج المؤلف .
وأهي أزمة نإفسية ألقت
بثقلها على العلقات العاطفية بين الفراد ،بحيث أصأبحت أكثر مأسااوأية ،فعلقات الحب
التي يمثلها في المؤلف حإب ساعيد لبنته وأحإب نإور لسعيد ،تتراجع لتفسح المجال للكراهية
وأالحقد ،فتكون النتيجة قتل وأمطاردة وأرغبة في النإتقام ،كما أن علقة الوفاء التي
يجسدها في المؤلف وأفاء طرزان وأ نإور لسعيد ،قد تراجعت بدوأرها لتحل محلها الخيانإة
بأبعادها الجتماعية وأالسياساية .بل حإتى العلقة الروأحإانإية بين النإسان وأربه تأثرت
في وأساط هذا المجتمع المادي وأدليل ذلك علقة ساعيد برباط علي الجنيدي .
هكذا يبدوأ
العالم النفسي كئيبا وأما يزيد من كآبته حإضور تيمات الظلم وأالكره وأالخيانإة ،خيانإة
وأظلم وأكره أقرب وأأعز الناس إليك أوأ من كان من المفروأض أن يحبوا ،وأتيمة الحب كذلك
لكن بوجه جديد يسبب لصاحإبه الحإزان أكثر من الفراح ،حإب ساعيد لسناء الجريح ،وأحإب نإور
لسعيد الذي فات زمنه .
هكذا يبدوأ وأاضحا بأن نإجيب محفوظ قد تعمد التركيز على
نإفسية بطل هذه الروأاية لغاية كشف التحولت الصعبة التي يعيشها النإسان المصري
وأالعربي وأتداعياتها على نإفسية الفرد خاصأة الفقير الكادح .
د المنظور
الجتماعي :
اشتهر نإجيب محفوظ في مجمل روأاياته ،بتصوير الواقع المصري الجتماعي
تصويرا تظهر من خلله الصورة الحقيقية للبنية الجتماعية المصرية ،كما تبدوأ من
خلله معانإاة النإسان المصري الجتماعية ،فما هي طبيعة المجتمع الذي تتحدث عنه
روأاية اللص وأالكلب؟
تصور روأاية اللص وأالكلب وأاقعيا اجتماعيا متناقضا أفرزته
التحولت السياساية في خمسينيات القرن 20تختصره فئتان ،فئة الغنياء التي يمثلها
رؤوأف علوان وأالتي تمتلك كل شيء ،وأفئة الفقراء التي يمثلها ساعيد مهران وأالتي تفتقر
لبسط متطلبات العيش الكريم ،وأهو تناقض اجتماعي سايؤدي إلى ظهور أمراض اجتماعية
خطيرة ،كالسرقة التي اعتبرها ساعيد مهران وأسايلة لعادة حإق الفقراء ،فمن السارق وأمن
المسروأق؟ ،وأالمتاجرة في المخدرات وأالذي يمارس ذلك هو المعلم طرزان ،نإاهيك عن
الدعارة التي تمارساها نإور ،وأل تتوقف تداعيات هذا التناقض في ظهور أمراض اجتماعية
فقط ،بل في ممارساات أخرى أكتر تعقيدا كالخيانإة وأالنفاق وأالنإتهازية التي ذهب ضحيتها
ساعيد مهران .
هكذا يبدوأ وأاضحا أن روأاية اللص وأالكلب روأاية نإقدية تنتقد وأبشدة
الواقع الجتماعي الذي أفرزته الثورة وأالذي عمق من معانإاة الطبقة الفقيرة وأزاد من
همومها إلى درجة أن أسارا كثيرة قد تفككت علقاتها نإتيجة الفقر وأالحاجة ،وأاضطرت إلى
بيع شرفها وأمبادئها أوأ النضال من أجل تحققها إلى آخر أنإفاس الحياة ،فمن يتحمل
مسؤوألية هذا الواقع الجديد؟
ه -منظور البعد السالوبي :يتميز أسالوب نإجيب محفوظ في
روأاية اللص وأالكلب بالقتراب من لغة البساطة وأالوضوح وأالدقة في الوصأف دوأنإما اهتمام
بالمحسنات البديعية ،مراعاة للغة العصر التي تأثرت بلغة الصحافة وأالطباعة
وأبالمثاقفة ،كما تقترب من لغة الحياة اليومية من خلل اعتماد لغة حإية لها علقة
بالشارع المصري ،بهذا يؤساس نإجيب محفوظ لتجربة جديدة تمزج بين اللغة العربية الفصحى
وأاللغة العامية في محاوألة لصبر أغوار النإسان العربي وأكشف همومه النفسية
وأالجتماعية ،كما تتميز لغة الروأاية بتداخل خيوط السرد ،الذي يتداخل فيه صأوت الكاتب
بصوت السارد وأالشخصية ،الشيء الذي يؤكد بأن الكاتب قد سارد الحإداث بالعتماد على
وأضعيات ساردية متعددة ،من أجل الحإاطة بهموم الشخصية من كل جوانإبها ،كما تتميز اللغة
كذلك باعتماد حإقول معجمية كثيرة " حإقل الحرية ،حإقل الموت ،حإقل الدين ،حإقل الجسد،
حإقل السجن ".... ،وأباعتماد لغة الوصأف " وأصأف الشخصيات ،الماكن "..وأاعتماد الحوار
بنوعيه الخارجي وأالداخلي .
القراءة التركيبية :
لقد بات وأاضحا أن روأاية
اللص وأالكلب لنجيب محفوظ ،روأاية وأاقعية نإقدية تشخص بعمق مشاكل الفرد في مجتمع
تلشت فيه القيم النبيلة ،وأسااده الظلم وأالفساد .هذه الرؤية المأسااوأية التي يعبر
عنها نإجيب محفوظ في هذه الروأاية ،تستخلص من خلل مسار البطل الفردي .وألشك أن
الصأغاء لمشاكله وألمعانإاته مع الذين خانإوه ،يعكس بالملموس أزمته الداخلية ،وأهي أزمة
تخلع عليه سامة البطل الشكالي ،الذي يطمح إلى غرس القيم الجميلة في مجتمع يفتقد لكل
مظاهر القيم وأالمبادئ ،وأهذا ما يفسر تركيز الروأاية على شخصية البطل في حإين تحضر
الشخصيات الخرى في علقاتها بشخصية البطل
وأيبدأ تأزم العقدة مع الفصل الثالث عشر عندما عاوأد ساعيد زيارة طرزان الذي اخبره بتواجد
المعلم بياضة لعقد صأفقة،فاعترض ساعيد المعلم بياضة لمعرفة مكان عليش ،إل أنإه أخلى سابيله
بعد الفشل في جمع معلومات منه تفيد في معرفة مكان عليش وأهو المر الذي جعله يغير وأجهة
النإتقام إلى رءوأف ليشرع مع الفصل الرابع عشر في تنفيذ خطته بارتداء بذلة الضايط التنكرية
وأالتوجه نإحو بيت رءوأف حإيث باغته وأهو يهم بالخروأج من السيارة،ليفر ساعيد بعد تبادل
إطلق النار مع عناصأر الشرطة،وأتعود نإور للبيت متخوفة من ضياع ساعيد بعد تداوأل خبر
تعرض رءوأف لمحاوألة اغتيال .وأجاء الفصل الخامس عشر يحمل أخبار إخفاق ساعيد في قتل
رءوأف ،وأساقوط البواب ضحية جديدة لخطأ ساعيد ،فكانإت خيبته كبيرة وألم تزده إل إصأرارا على
معاوأدة المحاوألة مهما كلفه ذلك من ثمن .
وأمع الفصل السادس عشر تبدأ الوضعية النهائية وأتظهر النتيجة من خلل تطورات مفاجئة
تسير عكس طموحإات ساعيد ،أوألها غياب نإور المفاجئ،وأ طرزان الذي زوأده بالكل وأحإذره من
المخبرين الذين يتربصون بالمقهى.وأتبدأ النهاية في القتراب مع الفصل السابع عشر عندما
تأتي صأاحإبة بيت نإور تهدد بالفراغ فأصأبح البيت يشكل خطرا عليه ،فقرر الهروأب إلى طريق
الجبل عند الشيخ علي ،حإيث ساتكون النهاية مع الفصل الثامن عشر عندما يستيقظ ساعيد من
نإوم عميق فيجد المنطقة محاصأرة بالشرطة وأيتحصن بالمقبرة حإيث كانإت نإهايته بعد مقاوأمة
يائسة
الجزء الثانإي
من خلل هذه المضامين يتبين أن القوى الفاعلة هي صأانإعة الحدث ،وأأوأل هذه القوى
الشخصيات وأالبداية كانإت مع ساعيد مهران بطل الروأاية ،ضحية مؤامرة الغدر وأالخيانإة خرج
من السجن ليثأر من الكلب ،بدأ في تنفيذ ما عزم عليه من انإتقام وأثأر ،محتميا مع كل وأاقعة
بنور حإتى تهدأ العاصأفة وأيسترجع أنإفاساه،وأيتحرك من جديد مع جريمة ثانإية ،إل أن الفشل
كان يلحإقه في كل مرة ،فيفقد التركيز وأالقدرة على التحرك بحرية مما عجل بنهايته .
وأيعتبر عليش صأبي ساعيد بطل المؤامرة ،أوأقع بسعيد في السجن ليظفر بالمال وأنإبوية الزوأجة
الخائنة التي تواطأت مع عليش للتخلص من ساعيد.أما رءوأف ،صأديق ساعيد الذي زرع فيه
مبادئ التمرد على المجتمع وأالطبقية وأتنكر لها وألصديقه ،تحول إلى عامل معاكس ،حإرض
الرأي العام وأشدد الخناق على ساعيد بمقالته الصحفية المبالغة في تضخيم الحدث ،وأيصبح
عامل موضوع عندما أصأبح مستهدفا في عملية النإتقام ليزداد قوة كعامل معاكس أحإبط خطة
ساعيد وأأزم وأضعيته.
وأتتوزع باقي الشخصيات بين شخصيات معارضة كالمخبر الذي لعب دوأر الوسايط بين ساعيد
وأعليش وأيقدم الدعم وأالحماية القانإونإية لعليش،وأ ساكان الحارة وأيرى فيهم ساعيد امتدادا
للخيانإة وأالغدر بقبولهم التعايش مع عليش وأخاصأة المعلم بياضة .أما الشخصيات المساعدة
فنجد طرزان صأاحإب المقهى ،يمد ساعيد بمساعدات تعينه على متابعة مخططه النإتقامي،وأ نإور
امرأة تمتهن الدعارة وأتقدم الدعم وأالعون لسعيد إلى حإد المخاطرة بحياتها ،فكانإت عامل
مساعدا تمثل الخلص المن لسعيد قبل أن تصبح عامل معاكسا بغيابها الذي عجل بنهاية ساعيد
،كما نإجد الشيخ على الجنيدي صأديق وأالد ساعيد ،وأيمثل الجانإب الروأحإي الغائب عن ساعيد،
فأصأبح ملذا لسعيد كلما ضاقت به السبل ،وأهناك شخصيات عارضة وأضعتها الصدفة في طريق
ساعيد وألم تسلم من شره كصاحإب السيارة غنيمة عرضية مكن ساعيد من انإجاز خطته النإتقامية
بكل ساهولة،وأ شعبان حإسن ثم البواب ضحية تقديرات ساعيد الخاطئة ،في حإين يبقى رجال
الشرطة عامل معاكسا ضيق الخناق على ساعيد إلى حإد القضاء عليه.
وأكانإت المواقع هي المجال الذي تستثمر فيه الشخصيات الحدث وأالبداية من ميدان القلعة ،
الحي الذي كان يقطنه ساعيد ،منه دبرت مؤامرة ساجنه ،وأإليه عاد للنإتقام،وأهو مسرح أوأل
جريمة يقترفها ،وأيعتبر طريق الجبل مأوأى ساعيد يلجأ إليه كلما ضاقت به السبل وأعز الصأحاب
كما مكنه من التخفي بعيدا عن أعين الشرطة ،وأ بيت رءوأف يعتبر شاهدا على تبدل القيم وأأوأل
نإقطة يباشر منها ساعيد انإتقامه وأهو أيضا مسرح الجريمة الثانإية الفاشلة،وأهناك مواقع مساعدة
كالمقهى الذي يمثل السند وأالحماية الخلفية لسعيد ،وأ بيت نإور عامل مساعد أيضا مكن ساعيد
من الشعور بالمان ،وأمتابعة تطورات جريمته عن بعد قبل أن يتحول إلى مصدر تهديد لسعيد
عند غياب نإور المفاجئ ،وأتمثل المقبرة النهاية الحتمية لخطاء ساعيد الطائشة.
من هنا كانإت الوقائع كلها تتمركز حإول أطوار عملية النإتقام التي باشرها ساعيد بعد خروأجه من
السجن ،حإيث تكونإت لديه معطيات مقنعة لتبرير عملياته النإتقامية ،وأالبداية كانإت مع صأديقه
رءوأف الذي أحإبط محاوألته ،ليشرع ساعيد في مباشرة خطة النإتقام بطريقة عملية وأمدروأساة،إل
أن الفشل كان حإليفه مرة أخرى،ليعاوأد عملية انإتقامية جديدة صأوبت نإحو رءوأف وأكانإت نإاجحة
على مستوى العداد وأفشلت بفعل التسرع وأالتهور .فضيق ساعيد الخناق على نإفسه حإيث تمت
محاصأرته من كل الجوانإب وأالقضاء عليه دوأن أن يظفر بشيء مما كان يخطط له .
ففصول الروأاية بكل تجلياتها تضعنا أمام وأضع اجتماعي منحرف يجمع بين الجريمة وأفساد
القيم ،مع ما توفره السلطة من حإماية وأتغطية تزيد من قوة المفسدين الكبار ،إضافة إلى ما
تكشف عنه الدعارة من مآساي إنإسانإية كارثيه ،وأ تجارة السلح التي تغذي عنصر الجريمة
وأما يتنج عنها من ضحايا أبرياء ل علقة لهم بالصراع.
وأأمام هذا الغليان الجتماعي ل يمكن إل أن نإجد بعدا نإفسيا يطبعه التوتر وأالتوجس كقاسام
مشترك بين كل الشخصيات وأإن اختلفت الساباب وأالدوأافع ،وأقد تطور إلى الغضب وأالحقد
وأالرغبة في النإتقام في ساادية وأاضحة تغمر ساعيد وأهو يقبل على النإتقام ،أوأ رءوأف وأهو يتلذذ
بمطاردة ساعيد للتخلص منه ،لتكون النهاية مثخنة بالحإباط وأالندم ثم الموت،بعد مشوار طويل
من القلق وأالضطراب وأالضياع.
وأنإجيب محفوظ كان بارعا في نإقل فصول وأأطوار العملية النإتقامية التي كرس لها ساعيد كل
جهوده ،حإيث أخضع الروأاية لبناء محكم يبدأ بالوضعية الوألية،ثم سايروأرة الحدث وأتطوراته،
وأانإتهاء بالوضعية النهائية التي تضعنا أمام نإهاية الحدث وأالنتيجة التي آل إليها ساعيد مهران.
وأيستند الكاتب في نإقل تفاصأيل روأاية "اللص وأالكلب" إلى الرؤية من الخلف وأاساتعمال ضمير
الغائب وأالسارد المحايد الموضوعي الذي ل يشارك في القصة كما في الرؤية من الداخل ،بل
يقف محايدا من الحإداث يصف وأيسرد الوقائع بكل موضوعية ،فهو يملك معرفة مطلقة عن
الشخصيات وأيعرف كل شيء عن شخصياته المرصأودة داخل المتن الروأائي خارجيا وأنإفسيا.
وأمن وأظائف السارد في الروأاية السرد وأالحكي ،وأهذه هي الوظيفة السااساية للسارد ،إضافة
إلى وأظيفة التنسيق بين الشخصيات ،وأوأظيفة الوصأف من خلل تشخيص الشخصيات وأوأصأف
المكنة وأالشياء ،وأوأظيفة النقد التي تتجلى في نإقد الواقع وأتشخيص عيوبه وأمساوأئه الكثيرة
وألسايما تفاوأته الجتماعي وأالطبقي.
وأهذا ما جعل الوصأف ينصب على الشخاص وأالمكنة وأالشياء وأالوساائل ،وأله وأظائف جمالية
وأدللية وأتوضيحية تفسيرية .وأيقوم الوصأف بتمثيل الموجود مسبقا وأمحاكاته من أجل اليهام
بوجوده الحقيقي وأالمرجعي )اليهام بالواقعية( .وأيهتم الوصأف في الروأاية الواقعية بتحديد
المجال العام الذي يتحرك فيه البطال .وأيعني هذا أن الوصأف يستخدم في تحديد الخطوط
العريضة لديكور الروأاية ،ثم ليضاح بعض العناصأر التي تتميز بشيء من الهمية.
وأمن العناصأر التي تم التركيز عليها وأصأفا وأتشخيصا وأتجسيدا تصوير الشخصيات فيزيولوجيا
وأاجتماعيا وأأخلقيا وأنإفسانإيا ،كوصأف ساناء التي أثارت أباها ساعيد مهران بوجودها الرائع؛
وأيصف الكاتب رءوأف علوان سااخرا من مبادئه الزائفة وأثورته الواهمة التي ذهب ضحيتها
كثير من البرياء وأالفقراء ،وأوأصأف عليش سادرة وأ زوأجته نإبوية وأخليلة ساعيد نإور في عدة
مواضع من الروأاية عبر مستويات خارجية وأاجتماعية وأأخلقية وأنإفسية تكشف لنا انإتهازية
عليش وأخيانإة رءوأف علوان وأمكر نإبوية وأاساتهتار نإور ،وأصأفاء الشيخ الجنيدي وأنإكران ساناء
لبيها الخارج من السجن .