You are on page 1of 288

‫ما ال يسع املسلمة جهله‬

‫{‬
‫‪A‬‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪1438‬هـ ‪2017 -‬مـ‬

‫ش عمر بن عبد العزيز ‪ -‬خلف مديرية الزراعة ‪ -‬طنطا‬


‫ت‪0113575995 - 0104977142 - 0403274021 :‬‬
‫‪E-mail: elmagdbook@yahoo.com‬‬
‫ما ال يسع املسلمة جهله‬

‫جمع وترتيب‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل خري الربية أمجعني‪.‬‬
‫أما بعد‪،،،‬‬ ‫ ‬
‫‪5‬‬ ‫نظرا ملا نمر به يف عرصنا هذا من فتن‬
‫أخي املسلم ‪ ..‬أختي املسلمة ‪ً ..‬‬
‫وابتالءات فقد طرأ إىل فكرنا أن نقدم هذا املضمون وبه نبذات خمترصة عن‬
‫املرأة املسلمة وقيمتها وتكريمها يف اإلسالم رغم ما يزعم البعض أن املرأة‬
‫املسلمة ليس هلا قيمة يف املجتمع املسلم وأهنا جمرد خادمة لزوجها وفقط‪..‬‬
‫ومن خالل هذا املجلد نربز القيمة احلقيقية التي حبا هبا اإلسالم املرأة‬
‫املسلمة وكيف كرمها و دورها املهم والبارز يف صالح املجتمع‪ ،‬فلدينا الكثري‬
‫من أمهات العظامء لدى التاريخ اإلسالمي كانت داللة واضحة عىل أن املرأة‬
‫املسلمة هي نقطة البداية والنهاية للرتبية وإخراج النشء الالزم لصالح أمتنا‪،‬‬
‫ونقدم حلرضاتكم أحكام الطهارة والوضوء والغسل واحليض والصالة‬
‫والصيام واجلنائز والزكاة واحلج وحق الزوج وأخطاء تقع فيها كثري من‬
‫النساء وكيف تريب املسلمة أوالدها تربية إسالمية صحيحة وأسباب فساد‬
‫األوالد وفتاوى مهمة تتعلق باملرأة يف اليوم والليلة التي من خالهلا تعيننا عىل‬
‫مسرية احلياة واطمئنان القلب والتقرب عن طريقها هلل ‪.‬‬
‫وهذا وباهلل التوفيق وبه نستعني‪،،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪6‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أهمية املرأة‬
‫إن دور املرأة عظيم يف املجتمع؛ فصالح املرأة صالح للمجتمع‪،‬‬
‫فهي األم‪ ،‬وهي األخت‪ ،‬وهي الزوجة‪ ،‬وهي البنت‪ ،‬وقد قال رسول اهلل‬
‫ُّ ْ َ ْ َ َ ُ َّ َ ُ‬ ‫اع َو َخ ُ‬
‫ُّ َ َ ٌ‬
‫‪7‬‬ ‫[رواه مسلم]‬ ‫حل ِة»‪.‬‬ ‫ري َم َت ِ‬
‫اع ادلنيا المرأة الصا‬ ‫‪« :H‬ادلنيا مت‬
‫َْ ّ ُُ َ ٌ َ‬
‫ئل ‪ H‬عن أي املال خري؟ فنتخذه‪ ،‬فقال‪« :‬أفضله ل ِسان ذاك ٌِر‪،‬‬ ‫وس َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫لَىَ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫َ َ ُْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫[رواه الرتمذي‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫َوقل ٌب شاك ٌِر‪َ ،‬وزوجة مؤمِنة ت ِعينه ع إِيمان ِ ِه»‪.‬‬
‫َ اَ ٌ َ َّ َ َ َ َ اَ ٌ َ َّ َ َ َ‬
‫اوة ِ‪ ،‬ف ِم َن‬ ‫وقال النبي ‪« :H‬ثلث مِن السعادة ِ‪ ،‬وثلث مِن الشق‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ لَىَ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َّ ُ َ ُ ُ َ َّ ً‬
‫جبك‪ ،‬وت ِغيب فتأمنها ع نف ِسها‪ ،‬ومال ِك‪ ،‬وادلابة تكون وطِية‬ ‫السعادة ِ‪ :‬المرأة تراها تع ِ‬
‫َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ ُ ُ َ َ ً َ َ َ ْ َ‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫رية الم َراف ِِق»‪.‬‬ ‫حقك بِأصحابِك‪ ،‬وادلار تكون وا ِسعة كثِ‬ ‫فتل ِ‬
‫[رواه احلاكم‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َ مَ َ َ‬ ‫ُْ َ ُ َ َُ َ َ َ‬
‫وقال ‪« :H‬تنكح الم ْرأة أل ِ ْرب ٍع‪ :‬ل ِمالهِا َولحِ َسبِها َوجال ِها َولدِ ِينِها‪ ،‬فاظف ْر‬
‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫اك»‪ .‬‬ ‫ين‪ ،‬ت ِربت يد‬
‫ات ادل ِ‬
‫بِذ ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ ُ مَ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ت المرأة خسها وصامت شهرها وحصنت فرجها‬ ‫وقال ‪« :H‬إِذا صل ِ‬
‫[رواه ابن حبان‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬
‫جْ َ ّ َ َ ْ‬
‫اءت»‪.‬‬ ‫اب الن ِة ش‬ ‫ت م ِْن َأ ِّي َأبْ َ‬
‫و‬
‫ََ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬
‫وأطاعت بعلها دخل‬
‫ِ‬

‫فدور املرأة يف املجتمع كاألعمدة للبيت التي حتمله‪ ،‬فاملرأة هي التي‬


‫تخُ َّرج األجيال واألبطال‪ِّ ،‬‬
‫وخترج العظامء‪ ،‬كام قال الشاعر‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫أع��ددت شعب ا طيب األع �راق‬ ‫األم م��درس��ة إذا أع ��ددت ��ه ��ا‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فمقولة‪ :‬وراء كل رجل عظيم امرأة‪ ،‬ليست فقط الزوجة‪ ،‬ولكن باملقام‬
‫األول هي األم‪ ،‬فهي التي أخرجت ور َّب ْت هذا العظيم‪.‬‬
‫ولقد علم أعداؤنا كيف يوقعون األمة اإلسالمية العظيمة‪ ،‬ووجدوا‬
‫َّ‬
‫أن السبيل إىل إسقاط هذه األمة هو املرأة‪ ،‬فقال أحد أكابر اليهود‪« :‬كأس‬
‫‪8‬‬
‫وغانية يفعالن باألمة املحمدية ما ال يفعله ألف مدفع»‪.‬‬

‫وقالت ا ُمل َب رِّ َ‬


‫شة آن ميليغان‪:‬‬

‫بنات آباؤهن باشوات‬


‫«لقد استطعنا أن جنمع يف صفوف لكية ابلنات يف القاهرة ٍ‬
‫وبكوات‪ ،‬وال يوجد ماكن آخر يمكن أن جيتمع فيه مثل هذا العدد من ابلنات‬

‫املسلمات حتت انلفوذ املسييح‪ ،‬وباتلايل ليس هناك من طريق أقرب إىل تقويض حصن‬

‫[قادة الغرب يقولون دمروا اإلسالم أبيدوا أهله]‬ ‫اإلسالم من هذه املدرسة»‪.‬‬
‫وأعاهنم عىل ذلك املنافقون الذين يعيشون مع املسلمني‪ ،‬الذين‬
‫يتكلمون باسم اإلسالم‪ ،‬ويبطنون كيدهم وحقدهم للمسلمني فقلوهبم‬
‫قلوب شياطني يف ُج ْثماَ ن إنس‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أمهات العظماء‬
‫هذه أم اإلمام سفيان الثوري أمري املؤمنني يف علم احلديث‪ ،‬الفقيه‬
‫العابد الزاهد‪ ،‬فعن اإلمام أمحد بن حنبل عن وكي ٍع قال‪ :‬قالت أم سفيان‪« :‬يا‬

‫‪9‬‬ ‫ُب يَ َّ‬


‫ن‪ ،‬اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزيل»‪ ،‬فاكنت تعمل‪ ،‬وتقدم هل‪ ،‬يلتفرغ للعلم»‪.‬‬
‫وكانت تتخوله باملوعظة والنصيحة‪ ،‬قالت له ذات مرة‪« :‬يا ُب يَ َّ‬
‫ن‪ ،‬إذا‬
‫َ‬
‫كتبت عرشة أحرف‪ ،‬فانظر‪ :‬هل ترى يف نفسك زيادة يف خشيتك وحلمك ووقارك‪،‬‬

‫[صفة الصفوة]‬ ‫فإن لم تر ذلك‪ ،‬فاعلم أنها ترضك وال تنفعك»‪.‬‬

‫العلم؟ فقالت‪:‬‬
‫َ‬ ‫وقال مطرف‪ :‬قال مالك‪ :‬قلت ألمي‪ :‬أذهب فأكتب‬
‫َ‬
‫تعال فال َب ْس ثياب العلم‪ ،‬فألبستني مسمرة‪ ،‬ووضعت الطويلة عىل رأيس‪،‬‬
‫وعممتني فوقها‪ ،‬ثم قالت‪ :‬اذهب فاكتب اآلن‪.‬‬
‫وكانت تقول‪ :‬اذهب إىل ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه‪.‬‬
‫وفقها وعبا ًدة‪ ،‬فقد مات‬
‫ً‬ ‫وهذا اإلمام الشافعي الذي مأل األرض علماً‬
‫أبوه وهو جنني أو رضيع‪ ،‬فتولته أمه بعنايتها وأرشقت عليه بحكمتها‪،‬‬
‫وكانت أم الشافعي باتفاق النقلة من العابدات القانتات‪ ،‬ومن أزكى اخللق‬
‫فطرة‪.‬‬
‫وهذه أم اإلمام ربيعة الرأي‪ ،‬انظر ماذا فعلت بابنها العاملِ املجتهد‪:‬‬
‫قال عبد الوهاب بن عطاء اخلفاف‪ :‬حدثني مشايخ أهل املدينة أن‬
‫فروخا أبا عبد الرمحن بن ربيعة خرج يف البعوث إىل خرسان أيام بني أمية‬ ‫ً‬
‫غاز ًيا‪ ،‬وربيع ُة حمْ ٌل يف بطن أمه‪ ،‬وخلف عند زوجته أم ربيعة ثالثني سنة وهو‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فرسا‪ ،‬ويف يده رمح‪ ،‬فنزل ودفع الباب برحمه‪ ،‬فخرج ربيعة‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫راكب ً‬
‫ب كل واحد منهام بصاحبه‬
‫عدو اهلل‪ ،‬أنت دخلت عىل حرمي‪ ،‬فتواثبا وتل َّب َ‬
‫حتى اجتمع اجلريان‪ ،‬فبلغ مالك بن أنس واملشيخة فأتوا يعينون ربيعة‪،‬‬
‫فجعل ربيعة يقول‪ :‬واهلل ال فارقتك إال عند السلطان‪ ،‬وجعل فروخ يقول‪:‬‬
‫واهلل ال فارقتك إال بالسلطان وأنت مع امرأيت؛ وكثر الضجيج‪ ،‬فلام أبرصوا‬ ‫‪10‬‬

‫باملك سكتوا‪ ،‬فقال مالك‪ :‬أهيا الشيخ‪ ،‬لك سعة يف غري هذه الدار‪ ،‬فقال‬
‫الشيخ‪ :‬هي داري وأنا فروخ‪ ،‬فسمعت امرأته كالمه فخرجت وقالت‪ :‬هذا‬
‫زوجي‪ ،‬وهذا ابني الذي خلفه وأنا حامل به‪ ،‬فاعتنقا مجي ًعا وبك ًيا‪ .‬فدخل‬
‫فروخ املنزل وقال‪ :‬هذا ابني؟ فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أخرجي املال الذي يل عندك‬
‫وهذه معي أربعة آالف دينار‪ ،‬قالت‪ :‬قد دفنته‪ ،‬وأنا أخرجه بعد أيام‪ ،‬ثم خرج‬
‫عيل‬ ‫ٍ‬ ‫ربيعة إىل املسجد وجلس يف حلقته‪ ،‬فأتاه ٌ‬
‫مالك‪ ،‬واحلس ُن ب ُن زيد‪ ،‬واب ُن ًّ‬
‫وأرشاف أهل املدينة‪ ،‬وأحدق الناس به‪ ،‬فقالت امرأته‬
‫ُ‬ ‫اللهيب واملساحقي‪،‬‬
‫فصل يف مسجد رسول اهلل ‪ ،H‬فخرج فنظر‬ ‫لزوجها فروخ‪ :‬اخرج ِّ‬
‫ال فنكس ربيع ُة َ‬
‫رأسه يومهه أنه‬ ‫إىل حلقة وافرة فأتاها فوقف‪ ،‬فأفرجوا له قلي ً‬
‫مل َي َر ُه‪ ،‬فشك أبوه فيه‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا الرجل؟ فقالوا‪ :‬هذا ربيعة بن أيب عبد‬
‫رأيت‬
‫الرمحن‪ ،‬فقال‪ :‬فقد رفع اهللُ ابني‪ ،‬ورجع إىل منزله‪ ،‬وقال لوالدته‪ :‬لقد ُ‬
‫ولدك عىل حالة ما رأيت أحدً ا من أهل العلم والفقه عليها‪ ،‬فقالت أمه‪ :‬فأ ُّيام‬
‫أحب إليك ثالثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه؟ فقال‪ :‬ال واهلل‪ ،‬بل هذا‪،‬‬
‫عليه‪ ،‬قال‪ :‬فو اهللِ ما َض ِ‬
‫املال ُك َّله ِ‬
‫يعته‪.‬‬ ‫أنفقت َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فقالت‪ :‬فإين‬
‫وهذه أم حممد الفاتح كانت تأخذه وهو طفل صغري وقت صالة الفجر‬
‫لرتيه أسوار القسطنطينية‪ ،‬وتقول‪ :‬أنت يا حممد تفتح هذه األسوار‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫والطفل الصغري يقول‪ :‬كيف يا أمي أفتح هذه املدينة الكبرية؟ فكانت‬
‫تقول له‪ :‬بالقرآن والسلطان والسالح وحب الناس‪.‬‬
‫وكـذلـك قامـت برتبيـة هذا الطـفل حتى بلغ عمره ‪ 22‬سنة ومات‬
‫أبو السلطان مراد الثاين‪ ،‬دخلت أمه عليه وهو يبكي عىل أبيه‪ ،‬فقالت له‪ :‬أنت‬
‫‪11‬‬
‫تبكي؟ فامذا تفعل النساء؟ قم‪ ،‬القسطنطينية بانتظارك‪ ،‬وأعداء أبيك يف كل‬
‫مكان‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫تكريم املرأة يف اإلسالم‬
‫مكرم ًة يف العامل هذا‬
‫لقد كرم اإلسال ُم املرأة غاية التكريم‪ ،‬فال جتد امرأ ًة َّ‬
‫التكريم إال يف دين اإلسالم‪ ،‬فاإلسالم جعل املرأة يف عنان السامء وحفظها‬
‫من أيدي اخلبثاء‪ ،‬فجعلها كاجلوهرة املصونة‪ ،‬وكاللؤلؤة املكنونة‪ ،‬فحافظ‬ ‫‪12‬‬
‫متس ِكها بدين اهلل واقتدائها بأمهات املؤمنني‪،‬‬
‫عىل عفتها وطهارهتا يف ظل ُّ‬
‫ونساء الصحابة األطهار‪.‬‬
‫وقد جعل اهلل النساء يف األحكام الرشعية مثل الرجال‪ ،‬ما مل ِ‬
‫يأت‬
‫ِّ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ ُ‬
‫التخصيص‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن النساء شقائ ِق الرج ِ‬
‫ال»‪.‬‬
‫[رواه الرتمذي‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫وأمر اهلل تعاىل نبيه ‪ H‬أن يستغفر للمؤمنني واملؤمنات مجي ًعا‪،‬‬
‫فقال ‪[ :D‬ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓﰔ ﰕ‬
‫[حممد‪]19:‬‬ ‫ ‬
‫ﰖ ﰗ ﰘ]‪.‬‬
‫ني َوال ْ ُم ْؤم َِنات َك َت َب ُ‬
‫اهلل‬ ‫اس َت ْغ َف َر ل ِلْ ُم ْؤمن َ‬
‫َ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬م ِن‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُْ َ َ َ ًَ‬ ‫ُ ِّ ُ ْ‬ ‫لهَ‬
‫[رواه الطرباين‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ُ بِكل مؤم ٍِن َومؤمِن ٍة حسنة»‪.‬‬
‫ ‬
‫وساوى اهلل تعاىل بينهم يف اجلزاء يف اآلخرة‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫[انلحل‪]97:‬‬ ‫ ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ]‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫[النساء‪]124:‬‬ ‫ ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وقد كرم اإلسال ُم األ َّم‪ ،‬فقال تعاىل‪[ :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬


‫[لقمان‪]14:‬‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ]‪.‬‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬


‫ﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱ‬
‫‪13‬‬
‫ ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ]‪.‬‬
‫[اإلرساء‪]24-23:‬‬ ‫ ‬

‫َ‬ ‫ََ‬ ‫وعن أيب هريرة ‪ I‬قال‪َ :‬جاء ر ُج ٌل إِ َلى رس ِ‬


‫ول ‪ H‬فقال‪ :‬يا‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َ َ ُ َّ َ ْ َ َ ُ َّ ُُّ‬ ‫َ َ ُُّ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُّ‬ ‫ُ َ‬
‫اس حِبُس ِن صحابيت؟ قال‪« :‬أمك»‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪« :‬ثم أمك»‪،‬‬ ‫َرسول اهلل‪ ،‬من أحق انلَّ ِ‬
‫َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َُ َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َ َ ُ ُ ُّ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫قال‪ :‬ث َّم من؟ قال‪« :‬ث َّم أمك»‪ ،‬قال‪ :‬ث َّم من؟ قال‪« :‬ث َّم أبوك»‪.‬‬
‫ُ ُ َّ َ ُ َ َ ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وصيك ْم بِأمهات ِك ْم ثالثا‪ ،‬إِن اهلل‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِن اهلل ي ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ ْ َّ‬ ‫ُ‬
‫وصيك ْم بِاألق َر ِب فاألق َر ِب»‪.‬‬
‫وصيكم بآبائ ِكم‪ ،‬إِن اهلل ي ِ‬ ‫ي ِ‬

‫[رواه ابن ماجة‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ْ َ يَ َّ ُ يِّ َ َ ُ شرْ َ ٌ‬
‫ول اهلل‬
‫ه م ِ كة ِيف عه ِد رس ِ‬ ‫وعن أسامء ‪ J‬قالت‪« :‬قدِمت عل أم و يِ‬
‫ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ََْْ ُ ُ َ‬
‫ه َراغِبة‪:‬‬ ‫ت َع يَ َّ‬
‫ل أ يِّم َو يِ َ‬ ‫‪ ،H‬فاستفتيت َرسول اللهَّ ‪ ،H‬قلت‪ :،‬قدِم‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َََ ُ ُ‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫أفأ ِصل أ يِّم؟ قال‪« :‬ن َع ْم ِص ِيل أ َّم ِك»‪.‬‬
‫[رواه ابلخاري]‬

‫ِّ َ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫وكرمها اإلسالم زوج ًة‪ :‬فقال رسول اهلل ‪« :H‬است ْوصوا بِالنساءِ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫ِّ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ رَ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ْ‬
‫سته ‪ ،‬وإِن‬ ‫ت م ِْن ِضلَ ٍع ‪َ ،‬وإ َّن أ ْع َو َج يَ ْ‬
‫ش ٍء يف الضلعِ أعاله ‪ ،‬فإِن ذهبت ت ِقيمه ك‬ ‫فإِن المرأة خلِق‬
‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ت َرك َت ُه ل ْم يَ َزل أع َو َج ‪ ،‬فاس َت ْو ُصوا بِالن َساءِ»‪ .‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ َ يرْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ يرْ ُ َ يرْ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬خ ُ ك ْم خ ُ ك ْم أل ِهلِ ِه َوأنا خ ُ ك ْم‬
‫َْ‬
‫[رواه الرتمذي‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫أل ِه يِل»‪.‬‬
‫َْ َ‬ ‫يِّ ُ َ ِّ ُ َ َّ َّ َ ينْ ليْ‬
‫يم َوالم ْرأة ِ»‪.‬‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِن أحرج حق الض ِعيف ِ ‪ :‬ا َتِ ِ‬
‫[حسنه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫‪14‬‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬


‫[النساء‪]19 :‬‬ ‫ ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ]‪.‬‬
‫[ابلقرة‪]229 :‬‬ ‫وقال تعاىل‪ [ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﯺ ]‪.‬‬
‫َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ ْ َ َ ً‬
‫ِ‬ ‫هلل‬‫ا‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ع‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل ‪ I‬قال‪« :‬تزوجت امرأة فيِ‬
‫ُْ ُ ََ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ب ‪ ،H‬فقال‪« :‬يا جاب ِ ُر ت َز َّوجت؟» قلت‪ :‬نع ْم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫يت انلَّ َّ‬
‫يِ‬ ‫‪ ،H‬فل ِق‬
‫ْ ُ اَ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ِّ ٌ ُ ْ ُ َ ِّ ٌ َ َ َ َ اَّ‬
‫«بِك ٌر‪ ،‬أم ثيب؟» قلت‪ :‬ثيب‪ ،‬قال‪« :‬فهل بِك ًرا تلعِبها وتالعبك؟»‪[ .‬رواه ابلخاري]‬

‫عن أحب الناس إليه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪H‬‬ ‫وعندما سئل رسول اهلل‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫«اعئشة»‪ .‬‬
‫َ ً َ َ‬ ‫َ رَ َ َ ُ ُ‬
‫ضب َرسول اهلل ‪ H‬شيئا بي ِده ِ قط‪َ ،‬وال‬ ‫وقالت عائشة ‪« :J‬ما‬
‫َ َ ً لاَ َ ً‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫امرأة َو خادِما»‪.‬‬
‫ ‬
‫َ َ َ َضرْ ُ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ َ َ َّ ُ َ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬عالم ي ِب أحدك ُم ام َرأته َولعله أن‬
‫َّ ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ َ ََ ْ‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ار أ ْو آخ ِِر اللي ِل»‪.‬‬
‫جعها مِن آخ ِِر انله ِ‬
‫يضا ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫سألت عائش َة ‪ :J‬ما كان يصنع النبي ‪H‬‬


‫ُ‬ ‫وعن األسود قال‪:‬‬
‫يف أهله؟ فقالت‪« :‬اكن يكون يف مهنة أهله فإذا حرضت الصالة قام إىل الصالة»‪.‬‬

‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫َ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ خَ ْ ُ َ ْ َ ُ ُ ِّ ُ َ َ ُ‬
‫ويف رواية قالت‪ :‬كما يصنع أحدك ْم ي ِصف نعله َوي َرقع ث ْوبه»‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬

‫َْ ُ ُ‬ ‫ْ َشرَ َ ْ َ ْ َ ُ حَ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َشرَ‬ ‫كاَ َ‬


‫ويف رواية قالت‪« :‬ما ن إال ب ً ا م َِن الب ِ ي ِفيل ثوبه‪َ ،‬و يل ُب شاته‪َ ،‬و خيدم‬
‫َْ َ ُ‬
‫[رواه ابن حبان‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫نفسه»‪.‬‬
‫َ ْ كاَ َ لهَ َ َ ُ‬
‫وكرم اإلسالم ُ البنات‪ :‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬من ن ُ ثالث‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِجابًا م َِن انلَّ‬ ‫لهَ‬
‫ُ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َ رَ َ َ ْ َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ ْ َ‬
‫َ‬
‫ار‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫د‬ ‫ج‬
‫ات فصب علي ِهن‪ ،‬وأطعمهن‪ ،‬وسقاهن‪ ،‬وكساهن مِن ِ‬ ‫بن ٍ‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫[رواه ابن ماجة‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ي ْوم ال ِقيامةِ»‪.‬‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ْ كاَ َ لهَ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫ات‪ ،‬أ ِو‬ ‫ات‪ ،‬أو ثالث أخو ٍ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من ن ثالث بن ٍ‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ َّ َ َّ ىَ‬ ‫ََْ َْ ُ ْ َ‬
‫ِيهن دخل اجلنة»‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬فأحسن صحبتهن‪ ،‬واتق اهلل ف ِ‬ ‫ان‪ ،‬أو أخت ِ‬ ‫ابنت ِ‬

‫[رواه ابن حبان‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫ليَ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ْ ُ لهَ ُ ْ َ َ َ ُ ْ‬
‫ان‪ ،‬فيح ِس ُن إ ِ ْ ِهما ما‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ما مِن رج ٍل تد ِرك ابنت ِ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ جْ َ َّ َ‬ ‫َ ََ ُ َْ َ ََُ‬
‫[رواه ابن ماجة‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫النة»‪.‬‬ ‫حبهما‪ ،‬إال أدخلتاه‬
‫حبتاه‪ ،‬أو ص ِ‬
‫ص ِ‬

‫وخص اهللًُ تعاىل النساء بخصائص دون الرجال‪ ،‬مثل لبس احلرير‪،‬‬
‫َّ‬
‫والذهب يف الدنيا‪ ،‬وحرمهام عىل الرجال‪ ،‬وهنى النبي ‪ H‬عن قتل‬
‫[أحاكم النساء البن اجلوزي‪ ،‬وعودة احلجاب بترصيف]‬ ‫النساء واألطفال يف احلروب‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫جعل نفقة البنت واجبة عىل من يعوهلا‪ ،‬وإذا انعدم وجب عىل السلطان‬
‫إعانتها فهو ويل من ال ويل له‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ H‬يف حجة الوداع‪:‬‬
‫ْ ْ‬
‫ُ ْ ْ ُ َّ َ َ ُ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ِسوتهن بِالمع ُر ِ‬
‫وف»‪ .‬‬ ‫«له َّن عليكم ِرزقهن وك‬

‫إذا بلغت سن الزواج هلا حرية اختيار زوجها‪ ،‬وذلك وفق الضوابط‬
‫‪16‬‬
‫الو ِيل‪ ،‬وحضور الشهود‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫الرشعية‪ ،‬من رضا َ‬
‫إذا تزوجت كان هلا من احلقوق عىل زوجها‪ ،‬مثل الذي عليها‪ ،‬قال‬
‫[ابلقرة‪]228 :‬‬ ‫تعاىل‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ]‪.‬‬
‫ ‬

‫املرأة متتلك املال‪ ،‬وهلا حريتها يف الترصف به‪ ،‬وهلا حق املرياث بعد أن‬
‫كانت تورث كاملتاع‪ ،‬وأباح هلا العمل وفق الضوابط الرشعية‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫[النساء‪]32 :‬‬ ‫[ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ]‪.‬‬

‫حق املرأة يف شكاية زوجها إذا أساء عرشهتا‪ ،‬فجعل هلا احلق يف شكاية‬
‫الزوج إذا أساء عرشهتا؛ فعن إياس بن عبد اهلل بن أيب ذباب قال‪ :‬قال‬
‫ُ‬
‫بوا إم َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ َضرْ ُ‬
‫اء اهلل»‪ ،‬فجاء عمر إىل رسول اهلل ‪H‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫رسول اهلل ‪ « :H‬ت‬
‫ُ‬
‫النساء ىلع أزواجهن‪ ،‬فرخص يف رضبهن‪ ،‬فأطاف بآل رسول اهلل ‪H‬‬ ‫فقال‪ :‬ذئرن‬
‫حُ َ‬
‫م َّمد ن َِس ٌ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫اء‬ ‫ٍ‬ ‫نساء كثري يشكون أزواجهن‪ ،‬فقال انليب ‪« : H‬لقد طاف ب ِ ِ‬
‫آل‬
‫َ ٌ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ُ ئَ َ َ ُ‬
‫ارك ْم»‪.‬‬
‫كثِري‪ ،‬يشكون أزواجهن ليس أول ِك خِبِي ِ‬

‫وعن أيب سعيد اخلدري ‪ I‬قال‪ :‬جاءت امرأة صفوان بن املعطل‬


‫إىل النبي ‪ H‬ونحن عنده‪ .‬فقالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن زوجي صفوان‬
‫بن املعطل يرضبني إذا صليت‪ ،‬ويفطرين إذا صمت‪ ،‬وال يصيل صالة الفجر‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫حتى تطلع الشمس‪ ،‬قال‪ :‬وصفوان عنده‪ ،‬قال‪ :‬فسأله عام قالت فقال‪ :‬يا‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أما قوهلا‪ ،‬يرضبني إذا صليت‪ ،‬فإهنا تقرأ سورتني‪ ،‬فقد هنيتها‬
‫عنها‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬لو كانت سورة واحدة لكفت الناس‪ .‬وأما قوهلا‪ :‬يفطرين‪.‬‬
‫‪H‬‬ ‫فإهنا تصوم وأنا رجل شاب‪ ،‬فال أصرب‪ .‬قال‪ :‬فقال رسول اهلل‬
‫ْ‬ ‫َ ٌ لاَّ‬ ‫لاَ َ‬
‫‪17‬‬
‫وم َّن ْام َرأة إ ِ بِإِذ ِن َز ْو ِج َها»‪ .‬قال‪ :‬وأما قوهلا‪ :‬بأين ال أصيل حتى‬
‫ُ َ‬
‫يومئذ‪ « :‬تص‬
‫تطلع الشمس‪ ،‬فإنَّا أهل بيت قد عرف لنا ذاك‪ ،‬ال نكاد نستيقظ حتى تطلع‬
‫الشمس‪ .‬قال «فإذا استيقظت فصل»‪.‬‬

‫يف هذين احلديثني حق املرأة يف شكاية زوجها إذا أساء عرشهتا سواء‬
‫كان ذلك بالرضب أو بغريه مما يتسبب هلا يف اإليذاء النفيس أو البدين‪ ،‬ولكن‬
‫يسريا‪ ،‬فتكثر‬
‫ينبغي أن يعلم أن بعض النساء تشتكي من كل يشء وإن كان ً‬
‫الشكوى من ال يشء وقد تكون هي الظاملة يف ذلك فلينتبه هلذا‪ ،‬وألن احلياة‬
‫ال تستقيم بني الزوجني إال بتقديم بعض التنازالت من الزوج والزوجة‪،‬‬
‫وإال لو كانت كل مشكلة ُي ْش َتكَى منها هلدمت البيوت وكثر التفكك يف‬
‫األرس‪ ،‬نسأل اهلل اهلداية والتوفيق ملا يرضيه‪.‬‬
‫املحافظة عىل كرامة املرأة وعدم إهانتها‪ ،‬فال يتلفظ الزوج عليها باأللفاظ‬
‫النابية التي ال تليق بمسلم‪ ،‬فاملرأة هلا حقوق وعليها حقوق‪ ،‬ومن حقوقها أن‬
‫تصان كرامتها فال هتان‪ ،‬بل جيب احرتامها وتقديرها‪ ،‬فهي سواء كانت أ ًّما‬
‫زوجة فإنه جيب احرتامها وإكرامها‪ ،‬فاإلسالم حيث عىل ذلك مع‬
‫أو أختًا أو ً‬
‫األباعد فكيف بأقرب الناس وهم األهل من الزوجات والبنات وغريهن؟‬
‫فإهنن أوىل باالحرتام والتكريم من األباعد‪ ،‬من ذلك قوله ‪:H‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫لاَ ُ َ ِّ‬ ‫لبْ ْ‬ ‫لاَّ‬ ‫لاَ ُ َ ِّ لاَ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لاَ َضرْ‬
‫«و ت ِ َب ال َو ْج َه َو تقب ْح َو ته ُج ْر إ ِ فيِ ا َي ِت»‪ ،‬قال أبو داود‪َ « :‬و تقب ْح» أن‬
‫ِ‬
‫قبحك اهلل‪.‬‬ ‫تقول‪:‬‬
‫فيجب عىل الزوج املعارشة باملعروف من غري رضب إال إذا اقتضت‬
‫أيضا عدم سبها وشتمها وإهانتها ألن‬
‫الرضورة التي ال بد منها‪ ،‬وكذلك ً‬
‫‪18‬‬
‫ذلك يزرع البغض بني الرجل وزوجته وخاصة إذا كان السب أمام األوالد‬
‫أو يسمعه أحد من اخلارج؛ بل عىل الزوج والزوجة أن يتلطف أحدمها إىل‬
‫‪H‬‬ ‫اآلخر من أجل استمرار األلفة واملودة بينهام‪ ،‬فقد كان النبي‬
‫حسن العرشة ألهله‪ ،‬وكذلك كان أصحابه ‪ ،M‬فعىل املسلم أن يتقي اهلل‬
‫أيضا‬
‫يف أهله وأن يعاملهم بام جيلب السعادة والطمأنينة يف البيت‪ ،‬وكذلك ً‬
‫جيب عىل املرأة احرتام زوجها ملا جعله اهلل له من املكانة والتفضيل عليها فال‬
‫تسلط لساهنا عليه بسب أو غري ذلك‪ ،‬ألن بعض النساء تكون سليطة اللسان‬
‫فتكون هي السبب يف إهانة الرجل هلا وسبها ‪ ،‬فيجب عىل الرجل واملرأة أن‬
‫[عودة احلجاب]‬ ‫يكون بينهام احرتام وتقدير ومعارشة باملعروف‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫إهانة املرأة يف اجلاهلية‬


‫كانت النساء يف اجلاهلية ليس هلن قيمة‪ ،‬فكانوا ُيتاجرون بأعراضهن‬
‫حرر املرأة‬
‫وجيربوهنن عىل الزنا‪ ،‬وهذا أمر معروف عندهم‪ ،‬حتى جاء اإلسالم َّ‬
‫‪19‬‬
‫من عبودية املخلوقني إىل عبودية اخلالق ‪ D‬ومن َج ْور العادات واجلاهليات‬
‫يغتمون‬
‫إىل عدل اإلسالم‪ ،‬ومن ضيق الدنيا إىل سعة الدنيا واآلخرة‪ ،‬فكانوا ُّ‬
‫أحد ِهم ُأنثى‪ ،‬كام قال تعاىل‪[ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ويتشاءمون إذا ولدت امرأ ُة ِ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ] [انلحل‪ ،]59-58 :‬بل كانوا يدفنوهنا يف الرتاب‬
‫وهي طفلة رضيعة‪ ،‬كام قال تعاىل‪[ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ]‪.‬‬
‫ [اتلكوير‪]9-8 :‬‬ ‫ ‬

‫وكانت املرأة إذا حاضت ال يأكلون معها‪ ،‬وال يرشبون معها‪ ،‬وال متسك‬
‫أي يشء بيدها حتى تطهر من احليض‪ ،‬أما يف اإلسالم فيجوز هلا املرور يف‬
‫ول اهلل ‪:H‬‬ ‫املسجد من غري تلويث له‪ ،‬فعن َع ِائ َش َة َقا َل ْت‪َ :‬ق َال ليِ َر ُس ُ‬
‫َّ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ يِّ َ ٌ َ َ َ‬ ‫خْ ُ ْ َ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك ليست‬ ‫جدِ»‪ .‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬إن حائ ِض!‪ ،‬فقال‪« :‬إِن حيضت ِ‬
‫اوليِ يِن المرة مِن المس ِ‬
‫«ن ِ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ِيف يَدكِ »‪ .‬‬
‫وشرُ ع للزوج أن ُيباشرِ زوجته وهي حائض‪ ،‬ويفعل كل يشء إال‬
‫كنت أرشب وأنا حائض ثم أناوله النبي ‪H‬‬
‫اجلامع‪ ،‬وقالت عائشة‪ُ :‬‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫«فيضع فاه ىلع موضع ِّ‬
‫يف فيرشب»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫املرأة يف األمم السابقة‬
‫ففي اليونان‪ :‬يف َّأول دولتهم‪ ،‬كيف كانوا يمتهنون املرأة ويعدُّ وهنا من‬
‫سقط املتاع حتى َلتُباع البنت والزوجة و ُتشترَ ى يف األسواق‪ ،‬وكيف كانوا‬
‫يسلبوهنا الكرامة واحلرية‪ ،‬ويمنعوهنا من حقوقها املدنية واملالية‪ ،‬وحيدثنا‬
‫‪20‬‬
‫التاريخ عن الرومان يف مقتبل دولتهم وإدبارها بمثل ما َحدَ ث يف اليونان‪.‬‬
‫وحيدِّ ُثنا التاريخ عن اهلند ً‬
‫أيضا كيف كانوا يمتهنون املرأة وال سيام‬
‫بعد موت زوجها‪ ،‬فإهنم ُيلقوهنا معه يف بئر‪ ،‬حيث مل يبق هلذه الزوجة سبب‬
‫للعيش بعد زوجها‪ ،‬ولذلك تجُ عل معه حتى يأتيها املوت‪ ،‬وإىل عهد قريب‬
‫كان اهلنود اهلندوس حيرقون الزوجة مع زوجها بعد موته للسبب نفسه‪،‬‬
‫وما ُرفع احليف عن املرأة اهلندية إال بحكم اإلسالم فيهم‪ ،‬الذي كان حيكم‬
‫عموم اهلند‪ ،‬حتى احت َّلها اإلنجليز‪ ،‬وفعلوا ما فعلوا بأهلها وباملسلمني منهم‬
‫[اتلمايز العادل بني الرجل واملرأة يف اإلسالم]‬ ‫خاصة‪ .‬‬
‫فعند الرومان‪ :‬نص قانوهنم عىل انعدام شخصية املرأة حتى أصبحت‬
‫األنوثة سب ًبا من أسباب انعدام األهلية كاجلنون وحداثة السن‪ ،‬بل إذا حتولت‬
‫املرأة إىل بيت زوجها ذابت يف أرسته انقطعت بأرسهتا السابقة؛ وكان من حق‬
‫الزوج أن حياكم املرأة إذا اهتمت ويصدر عليها من األحكام ما شاء حتى‬
‫اإلعدام‪.‬‬
‫أما عند اليهود‪ :‬فكانوا يرون املرأة لعنة وال تستحق املرياث مع إخوة‬
‫ذكور‪ ،‬بل جعلت أساطريهم حواء‪ :‬العني التي تنشق منها اآلالم والشدائد‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وأما النصارى‪ :‬فقد بالغوا وتطرفوا يف شأن املرأة؛ فمن تعاليم الكنيسة‪:‬‬
‫أن املرأة مدخل الشيطان إىل نفس اإلنسان؛ بل عندهم أن الشيطان مولع‬
‫بالظهور يف شكل األنثى‪ ،‬ومل تكن الكنيسة تعرتف بإنسانية املرأة‪ ،‬ويرون أهنا‬
‫تقرب إىل النار والرش ويفضلون العزوبة عىل النكاح‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫عيد األم املبتدع‬


‫نشأ هذا العيد يف دول أوروبا ألهنم إذا تزوج الشاب ترك أمه ال يسأل‬
‫عليها‪ ،‬وال يكلمها وهيملها غاية اإلمهال‪ ،‬فاحتفلوا بيوم لألم مرة يف السنة‬
‫ويعطوهنا اهلدايا‪ ،‬وأخذ كثري من املسلمني هذا العيد منهم‪ ،‬حتى إن بعض‬
‫الناس هيجر أمه طوال العام‪ ،‬بل قد يس ُّبها ويرضهبا‪ ،‬ثم يأيت يف هذا اليوم‬
‫فيهدي إليها اهلدايا‪ ،‬وهذا من جهلهم بحق األم يف اإلسالم‪.‬‬
‫واملسلمون ليس هلم إال عيد الفطر وعيد األضحى؛ ألن األعياد من‬
‫رشائع اهلل‪ ،‬ال جيوز ألحد أن يبتدع عيدً ا من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫إن كل يوم؛ بل كل حلظة متر جيب عىل اإلنسان أن يرب أ َّمه لتكون‬ ‫ثان ًيا‪َّ :‬‬
‫عنه راضية‪ ،‬وأمرنا اهلل أن نربمها‪ ،‬وال نفضل أحدً ا عىل األبوين‪ ،‬ال زوج ًة وال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ ِّ‬
‫الر ِّب يف َسخ ِط ِه َما»‪.‬‬ ‫َ‬
‫وسخ ُط َّ‬ ‫ضا َ‬
‫الوالدِ َ ي ِن‪،‬‬ ‫الرب يف ر‬ ‫أوال ًدا‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ِ :‬‬
‫«رضا‬
‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫هؤالء أعداء املرأة‬
‫الذين أخرجوا املرأة من خدرها‪ ،‬ونزعوا عنها حياءها‪ ،‬وأفسدوها‬
‫عىل زوجها‪ ،‬الذين نادوا بتحرير املرأة‪ ،‬واملساواة بينها وبني الرجل‪ ،‬فال هي‬
‫ٍ‬
‫صارت رجالً‪ ،‬وال ظ َّل ْت امرأ ًة كام كانت‪ ،‬فمن أي يشء َّ‬
‫حر ُروها؟!‬ ‫‪22‬‬
‫حرروها من دينها‪ ،‬فهم ال يريدون إال إشباع غرائزهم وشهواهتم‬
‫لقد َّ‬
‫الدنيئة‪ ،‬فهم يريدون أن يتمتعوا بالنساء كالسيجارة ثم يطؤوهنا باحلذاء‪،‬‬
‫وكام جيعلوهنا كالوردة يشموهنا ثم يرموهنا عىل األرض‪ ،‬وأصبحت املرأة‬
‫هي الضحية‪ ،‬كام قال تعاىل‪ [ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫[النساء‪]27:‬‬ ‫ ‬
‫ﭝ]‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن جرير‪ :‬معنى ذلك‪ :‬ويريد الذين يتبعون شهوات أنفسهم‬
‫من أهل الباطل وطالب الزنا ونكاح األخوات من اآلباء وغري ذلك مما حرم‬
‫اهلل [ﭚ ﭛ] عن احلق‪ ،‬وعام أذن اهلل لكم فيه‪ ،‬فتجوروا عن طاعته إىل‬
‫معصيته‪ ،‬وتكونوا أمثاهلم يف اتباع شهوات أنفسكم فيام حرم اهلل وترك طاعته‬
‫[ ﭜ ﭝ] ‪ ،‬وقال تعاىل‪ [ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬
‫[انلور‪]19:‬‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ]‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫طريق النجاة‬
‫أختي املسلمة‪ ،‬ليس لإلنسان طريق غري عبادة اهلل‪ ،‬فهو ليس ً‬
‫أمرا‬
‫اختيار ًّيا؛ بل هو فرض عىل مجيع البرش‪ ،‬فقد قال تعاىل‪[ :‬ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫‪23‬‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ] [اذلاريات‪ ،]56:‬فام خلق اهلل تعاىل اخللق‪ ،‬وال أنزل الكتب‪،‬‬
‫وما أرسل الرسل‪ ،‬وال أقام الساموات واألرض إال من أجل عبادته‪ ،‬ولذلك‬
‫ووحده‪ ،‬وأطاع أمره‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯖ ﯗ‬
‫خلق اهلل اجلنة ملن عبده‪َّ ،‬‬
‫ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ] [النساء‪ ،]13:‬وخلق النار ملن عصاه‬
‫وأرشك يف عبادته‪ ،‬قال تعاىل‪ [ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫[النساء‪]14:‬‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ]‪.‬‬
‫ِ‬
‫أردت السعادة والنجاة فهي‬ ‫الطريق‪ ،‬إذا‬
‫ُ‬ ‫فيا أختي املسلمة‪ ،‬أمامك‬
‫يف عبودية اهلل تعاىل‪ ،‬واالستسالم لرشعه واالنقياد بالطاعة وترك املعصية‪،‬‬
‫عر َفها شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬اسم جامع لكل ما حيبه اهلل‬ ‫َّ‬
‫وإن العبادة كام َّ‬
‫ويرضاه من األقوال واألعامل الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫والعبادات الظاهرة‪ :‬مثل الصالة والصيام‪ ،‬والزكاة‪ ،‬واحلج‪ ،‬والطواف‬
‫بالبيت‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وصلة األرحام‪ ،‬واألمر باملعروف‪ ،‬والنهي عن املنكر‪،‬‬
‫واإلحسان إىل اجلريان‪ ،‬وطلب العلم والدعوة إىل اهلل‪ ،‬واجلهاد‪ ،‬والنذر‪،‬‬
‫والذبح‪ ،‬والدعاء‪ ،‬والذكر‪ ،‬وغري ذلك من العبادات الظاهرة‪.‬‬
‫والعبادات الباطنة‪ :‬وهي العبادات القلبية‪ ،‬مثل‪ :‬اخلوف من اهلل‪،‬‬
‫والرجاء يف اهلل‪ ،‬والتوكل عىل اهلل‪ ،‬واإلخالص هلل‪ ،‬والرضا‪ ،‬واإلخبات‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫واإلنابة‪ ،‬والصرب‪ ،‬واإلقرار بواحدانية اهلل تعاىل‪ ،‬واإليامن بكتبه ورسله‬
‫واليوم اآلخر‪ ،‬والقضاء والقدر خريه ورشه‪.‬‬
‫وال جيوز رصف أي عبادة ظاهرة أو باطنة لغري اهلل‪ ،‬فهذ رشك أكرب‪،‬‬
‫خُي ِرج العبدَ من امللة‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫طريق اهلالك‬
‫فقد ُخلق اإلنسان ليكون عبدً ا هلل‪ ،‬فإن مل يكن عبدً ا هلل صار عبدً ا لغري‬
‫اهلل‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيطان‬
‫ِ‬ ‫انلفس و‬
‫ِ‬ ‫�رق‬ ‫ف ب ل وا ب ِ� ِ‬ ‫هرب وا من الرق اذلي خ لِق وا هل‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫احلرمان‬
‫ِ‬ ‫فقد ارتض وا ب��اذلل و‬ ‫ال ترض ما اختاروهم نلفوسهم‬

‫قال تعاىل‪[ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ‬


‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ] [يس‪ ،]61-60:‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫[ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ] [الفرقان‪ ،]43:‬فكثري‬
‫من الناس إهله هواه‪ ،‬فالغفلة مركبه‪ ،‬والشيطان قائده‪ ،‬والشهوات غذاؤه‪،‬‬
‫والشبهات دواؤه‪ ،‬واملعايص إمامه‪ ،‬فإذا أحب َف ِلهواه‪ ،‬وإذا أبغض ِ‬
‫فلهواه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وإن أعطى هلواه‪ ،‬وإن منع منع هلواه‪ُ ،‬ينادى إىل اهلل والدار اآلخرة من مكان‬
‫الناصح األمني‪ ،‬وهؤالء قال اهلل تعاىل عنهم‪[ :‬ﯫ ﯬ‬ ‫يب‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫بعيد فال يجُ ُ‬
‫ﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷ‬
‫ﯸ] [النساء‪ ،]14:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ] [الكهف‪ ،]104-103:‬وقال تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ‬
‫[الروم‪]16:‬‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫الوصايا األوىل‬
‫للمرأة الصاحلة‬
‫َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ ُ مَ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ت الم ْرأة خسها‪َ ،‬وصامت شه َرها‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا صل ِ‬
‫ت»‪.‬‬
‫جْ َ َّ ْ‬ ‫جْ َ َّ َ ْ َ ِّ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ََ ْ ُ‬
‫الن ِة ِشئ ِ‬ ‫اب‬
‫وح ِفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها قِيل لها‪ :‬ادخ يِل النة مِن أي أبو ِ‬ ‫‪26‬‬
‫[أخرجه ابن حبان وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫املحافظة على �صالتها‪:‬‬
‫ف�ضائل ال�صالة‬
‫التي ضيعها كثري من النساء إال من رمحها اهلل تعاىل؛ فالصالة فضلها‬
‫عظيم؛ وال يفرط فيها إال مستهرت؛ فهي الركن الثاين من أركان الدين‪ ،‬وهي‬
‫عمود الدين وهي السبب يف الثبات عىل الرصاط املستقيم‪ ،‬وهي أنس العابد‪،‬‬
‫وقرة عني املحبني‪ ،‬وهي القرب من رب العاملني‪ ،‬وهي مالذ اخلائفني‪ ،‬وهي‬
‫سامت الصاحلني‪ ،‬وهي الصلة برب العاملني‪ ،‬وفضائلها كثرية؛ ومن هذه‬
‫الفضائل‪:‬‬

‫‪ -1‬الفالح يف الدنيا والآخرة‪:‬‬


‫قال تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ]‪.‬‬
‫ [املؤمنون‪]2-1:‬‬

‫‪� -2‬سبب دخول الفردو�س‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ‬
‫[املؤمنون‪]11-9:‬‬ ‫ ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ع اَلْ ِع َبادِ‪َ ،‬م ْن َج َ‬


‫َ َ َ ُ َّ َ ُ لَىَ‬ ‫مَ ْ ُ َ َ َ‬
‫اء‬ ‫ات كتبهن اهلل‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬خس صلو ٍ‬
‫َ ْ ٌ َ ْ ُ ْ َ ُ جْ َ َّ َ‬ ‫ّ َ َ ُ َ ِّ ْ ْ ُ َ ْ ً ْ ْ َ ً ِّ كاَ َ لهَ ْ َ‬
‫‪،‬ول ْم يضيع مِنه َّن شيئا استِخفافا حِبَق ِه َّن ن ُ عِند اهللِ عهد أن يدخِله النة»‪.‬‬ ‫ب ِ ِهن‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪27‬‬ ‫‪ -3‬عالمة على الإميان‪:‬‬


‫قال تعاىل‪ [ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ‬
‫ ‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ]‪.‬‬
‫[النساء‪]103:‬‬ ‫ ‬

‫‪ -4‬تنهى عن الفح�شاء واملنكر‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ‬
‫[العنكبوت‪]45:‬‬ ‫ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ]‪.‬‬
‫ ‬
‫‪� -5‬أول ما يحا�سب عليه العبد يوم القيامة‪:‬‬
‫َّ اَ ُ‬ ‫َُْْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ حُ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬أ َّول ما يَاس ُب ب ِ ِه العبد ي ْوم ال ِقيام ِة الصلة‪،‬‬

‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫فإن صلحت صلح سائر عمله»‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫عقوبات تارك الصالة‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ ‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ]‪.‬‬
‫[مريم‪]60-59:‬‬ ‫ ‬
‫‪28‬‬
‫قال سعيد بن املسيب إمام التابعني‪« :‬اليغ وا ٍد يف جهنم بعيد قعره‪ ،‬خبيث‬

‫طعمه »‪.‬‬

‫وليس معنى أضاعوها أي تركوها بالكلية ولكنهم أخروا الصالة عن‬


‫وقتها بال عذر رشعي‪.‬‬
‫ ‬ ‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ]‪.‬‬
‫[املاعون‪]5-4:‬‬ ‫ ‬
‫الويل هو شدة العذاب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو ٍ‬
‫واد يف جهنم لو سريت فيه جبال‬
‫الدنيا لذابت من شدة حره‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪[ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ‬
‫ﰓﰔ ﰕﰖﰗ ﰘﰙ ﰚﰛﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠﰡﰢﰣﰤ‬
‫ﰥﰦﰧﰨ ﰩ ﰪﰫﰬﰭ ﰮ ﰯﰰﰱﰲ ﰳ ﭑﭒ‬
‫[املدثر‪]48-38:‬‬ ‫ﭓ ﭔ]‪ .‬‬
‫فسمى اهلل تعاىل الذين تركوا الصالة جمرمني‪ ،‬وأهنم سيدخلون جهنم‪،‬‬
‫وأن من أسباب دخوهلم ترك الصالة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َّ اَ ُ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ لذَّ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬العهد ا ِي بيننا َوبينه ُم الصلة‪ ،‬فمن ت َركها‬
‫ََ ْ ََ‬
‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬ ‫فقد كف َر»‪.‬‬
‫ْ ُ ْ لاَّ َ ُ‬ ‫شرِّ‬ ‫َ َينْ َ َّ ُ‬
‫الرج ِل َوال ْ كِ َوالكف ِر إ ِ ت ْرك‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ما ب‬
‫َّ اَ‬
‫‪29‬‬ ‫الصلة ِ»‪.‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ اَ َ ْ َ رْ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫ص فقد حبِط عمله»‪.‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من ترك صلة الع ِ‬

‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫لاَ َ َ َ ْ ً‬ ‫كاَ َ َ ْ َ ُ‬
‫وقال عبد اهلل بن شقيق ‪ « :I‬ن أصحاب ‪ H‬ي َر ْون شيئا‬
‫َ لأْ َ ْ َ َ ُ ُ ُ ْ َ يرْ َّ اَ‬
‫ال ت ْركه كف ٌر غ َ الصلة ِ»‪.‬‬
‫مِن ا عم ِ‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫سنن اخلالء‬
‫‪ -1‬الب�سملة واال�ستعاذة قبل الدخول‬
‫رْ ُ َ َينْ َ جْ ِّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ات ب يِن آدم إِذا دخل‬
‫الن وعور ِ‬
‫ِ‬ ‫لقول رسول اهلل ‪ِ « :H‬ست ما ب‬
‫َ َ ُ ُ خْ َ اَ َ ْ َ ُ َ‬
‫[صحيح ابن ماجة]‬ ‫ ‬ ‫أحده ُم الل َء أن يقول‪ِ :‬مْسِب اهللِ»‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫ُ َّ يِّ َ ُ ُ َ َ ُ ُ‬
‫ث‬ ‫وكان ‪ H‬إذا دخل اخلالء قال‪« :‬اللهم إِن أعوذ بِك مِن اخلب ِ‬
‫ََ‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬ ‫َواخلبائ ِِث»‪.‬‬

‫الرجل الي�سرى‬
‫الرجل الي�سرى يف الدخول‪ ،‬واليمنى يف اخلروج‪ ،‬وتقدمي ِّ‬
‫‪ -2‬تقدمي ِّ‬
‫يف كل ما هو غري �شريف‪ ،‬بعك�س امل�سجد والبيت‪.‬‬

‫‪ -3‬بعد اخلروج تقول‪« :‬غفرانك»‪:‬‬


‫كان إذا خرج من الغائط قال‪:‬‬ ‫‪H‬‬ ‫فعن عائشة أن النبي‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫ ‬‫«غفرانك»‪.‬‬

‫ما يكره عند ق�ضاء احلاجة‪:‬‬


‫‪ -1‬الكالم أثناء قضاء احلاجة؛ حلديث ابن عمر‪« :‬مر رجل ىلع انليب‬
‫َّ‬
‫‪ H‬وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه»‪[ .‬حسن رواه أبو داود]‪ ،‬فلم يرد عليه‬
‫بالسالم أو بأي كالم‪.‬‬
‫مهب الريح؛ حتى ال يرجع رذاذ البول عىل جسده وثيابه‪.‬‬
‫‪ -2‬البول يف ِّ‬
‫‪ -3‬استصحاب ما فيه ذكر اهلل ‪‬؛ لتعظيم اسم اهلل تعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫[الحج‪]32 :‬‬ ‫ ‬
‫[ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َ َ َ َ َ ُ ُ َ اَ‬
‫‪ -4‬االستنجاء باليمني‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا بال أحدك ْم فل‬
‫َ َ ُّ َ َ َ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫يمس ذك َرهُ بِي ِمينِ ِه‪ ،‬وإذا أىت اخلالء فال يمسح بيمينه»‪.‬‬

‫ما يحرم عند ق�ضاء احلاجة‪:‬‬


‫‪ -1‬استقبال القبلة واستدبارها بال حائل؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫‪31‬‬
‫ْ رَ ُ َ ْ َ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ لاَ َ ْ َ ْ‬ ‫لاَ َ ْ َ ْ ُ‬
‫« تستقبِلوا ال ِقبلة‪َ ،‬و تستدب ِ ُروها ل ِغائ ٍِط أو بو ٍل‪َ ،‬ول ِ‬
‫كن ِّ‬
‫شقوا أو غربوا»‪[ .‬صحيح‬

‫النسايئ]‪ ،‬ولكن ثبت عن النبي ‪ H‬أنه كان يقيض حاجته يف البيت‬


‫بيت املقدس‪.‬‬
‫ال َ‬‫مستقب ً‬
‫‪ -2‬قضاء احلاجة يف قارعة الطريق‪ ،‬والظل‪ ،‬وموارد الناس؛ لقول‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬اتقوا املالعن اثلالثة‪ :‬الرباز يف املوارد وقارعة الطريق‬

‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬


‫والظل»‪.‬‬

‫‪-3‬قضاء احلاجة وسط القبور؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬وما أبايل‬

‫أوسط القبور قضيت حاجيت أو وسط السوق» [صحيح ابن ماجة]‪ ،‬فكام أنه حيرم‬
‫عليك قضاء احلاجة وسط السوق؛ كذلك حيرم عليك وسط القبور‪.‬‬
‫‪ -4‬قضاء احلاجة يف املاء الراكد؛ ألن رسول اهلل ‪ H‬هنى عن‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫البول يف املاء الراكد‪.‬‬
‫�أوقات ت�أكد ا�ستحباب ال�سواك‪:‬‬
‫َ ْ لاَ َ ْ َ ُ َّ لَىَ ُ َّ‬
‫‪ -1‬عند الوضوء؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬لو أن أشق ع أ تيِ‬
‫م‬
‫ََ ْ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫لأَ َ َ ُ ُ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫م ْرته ْم بِالس َواكِ مع ال ُوضو ٍءِ»‪.‬‬
‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ ْ لاَ َ ْ َ ُ َّ لَىَ ُ َّ‬
‫‪ -2‬عند الصالة؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬فلو أن أشق ع أ تيِ‬
‫م‬
‫ْ َ لُ ِّ َ اَ‬ ‫لأَ َ َ ُ ُ ْ ِّ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫م ْرتهم بِالس َواكِ عِند ك صل ٍة»‪.‬‬
‫ ‬
‫‪ -3‬عند االنتباه من النوم؛ فعن حذيفة كان رسول اهلل ‪ H‬إذا‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬
‫قام من الليل يشوص فاه بالسواك‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪ -4‬عند تالوة القرآن؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬فطهروا أفواهكم‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬
‫للقرآن»‪.‬‬

‫‪ -5‬عند دخول املنزل؛ فعن رشيح بن هانئ قال‪ :‬قلت لعائشة‪ :‬بأي يشء‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫كان يبدأ النبي ‪ H‬إذا دخل بيته؟ قالت‪ :‬بالسواك‪.‬‬
‫ِّ ُ َ ْ َ ٌ‬
‫‪ -6‬عند تغري رائحة الفم؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬الس َواك مطه َرة‬
‫ٌ‬ ‫َْ‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ل ِلف ِم َم ْر َضاة ل َِّلر ِّب»‪ .‬‬

‫خ�صال الفطرة‪:‬‬
‫َ ْ ُ لإْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُّ‬ ‫مَ ْ ٌ‬
‫ار ِب‪َ ،‬ونتف ا ِ ب ِط‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ص‬ ‫ق‬ ‫ِ‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫س‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬خ‬
‫ْ ْ َ ُ خْ َ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ لأْ َ ْ َ‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬ ‫ار‪َ ،‬والاِ ستِحداد‪َ ،‬وال ِتان»‪.‬‬
‫وتقلِيم ا ظ ِ‬
‫ف‬
‫التوقيت يف ذلك‪:‬‬
‫عن أنس قال‪ :‬وقت لنا رسول اهلل ‪ H‬يف قص الشارب وتقليم األظافر‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫وحلق العانة ونتف اإلبط أن ال نرتك أكثر من أربعني يو ًما‪.‬‬
‫واالستحداد‪ :‬هو حلق العانة‪ ،‬وهو الشعر الذي فوق الفرج‪ ،‬ويكون‬
‫بآلة حادة‪ ،‬مثل املوسى‪.‬‬
‫ونتف اإلبط يكون باليد‪ ،‬فإن كان فيه مشقة ووجع؛ فيجوز أن يكون‬
‫باملوسى أو كريم‪ ،‬أو ما يقوم مقامه‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أو ًال ـ فضائل الوضوء‬


‫حمبة اهلل‬
‫[ابلقرة‪]222 :‬‬ ‫قال تعاىل‪ [ :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ]‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫معرفة الر�سول ‪ H‬ب�آثار الو�ضوء‪:‬‬


‫َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ‬
‫عن زر عن عبد اهلل ‪ I‬أهنم قالوا‪« :‬كيف تع ِرف من لم تر مِن أمتِك؟‬
‫َ َ ُ ٌّ حُ َ َّ ُ َ ْ َ ْ ُ‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬ ‫ار ال ُوضوءِ»‪.‬‬
‫قال‪ :‬غر مجلون مِن آث ِ‬
‫مغفرة الذنوب‬
‫َ َ َ َّ َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا توضأ العبد المسلِم أوِ المؤمِن فغسل‬
‫َْ َْ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ْ ْ لُ ُّ َ َ َ َ ليَ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫َوجهه خ َرج مِن َوج ِه ِه ك خ ِطيئ ٍة‪ ،‬نظ َر إ ِ ْها بِعيني ِه مع الماءِ‪ ،‬أ ْو مع آخ ِِر قط ِر الماءِ‪،‬فإِذا‬
‫َْ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ لُ ُّ َ َ كاَ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫غسل يدي ِه خ َرج مِن يدي ِه ك خ ِطيئ ٍة ن بطشتها يداهُ مع الماءِ‪ ،‬أ ْو مع آخ ِِر قط ِر الماءِ‪،‬‬
‫َ ىَّ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ لُ ُّ َ َ َ َ ْ َ ْ اَ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫فإِذا غسل ِرجلي ِه خ َرجت ك خ ِطيئ ٍة مشتها ِرجلهُ مع الماءِ أ ْو مع آخ ِِر قط ِر الماءِ‪ ،‬حت‬
‫خَ ْ ُ َ َ ًّ َ ُّ ُ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫وب»‪ .‬‬ ‫يرج ن ِقيا مِن اذلن ِ‬
‫ن�صف الإميان‬
‫ُّ ُ ُ َ ْ ُ لإْ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬الطهور شطر ا ِ يم ِ‬
‫ان»‪.‬‬

‫ال حيافظ عىل الوضوء إال مؤمن‪:‬‬


‫َ َ ْ حُ َ لَىَ ْ ُ لاَّ ُ ْ‬
‫«ولن يَاف ِظ ع ال ُوضوءِ إ ِ مؤم ٌِن»‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫رفع الدرجات‬
‫َ َ ُ ُّ ُ لَىَ َ‬
‫عن أيب هريرة ‪ I‬قال‪:‬قال رسول اهلل ‪ « :H‬أال أدلك ْم ع ما‬
‫َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ ىَ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫خْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ات؟ قالوا‪ :‬بِل يا َرسول اهللِ‪ ،‬قال‪ :‬إِسباغ ال ُوضوءِ‬
‫يمحو اهلل ب ِ ِه الطايا‪ ،‬ويرفع ب ِ ِه ادلرج ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ ْ َ ُ َّ اَ َ ْ َ َّ اَ َ َ ُ ُ ِّ َ ُ‬ ‫َ َ رْ َ ُ خْ ُ َ لىَ ْ َ َ‬ ‫لَىَ ْ َ كاَ‬
‫الرباط‬ ‫جدِ‪ ،‬وانتِظار الصلة ِ بعد الصلة ِ فذل ِكم‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ِ‪،‬‬ ‫ه‬‫ر‬
‫ع الم ِ‬
‫َ َ ُ ُ ِّ َ ُ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الرباط»‪.‬‬ ‫فذل ِكم‬

‫ف�ضائل الدعاء امل�أثور بعد الو�ضوء‬


‫ْ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ما مِنك ْم مِن أح ٍد يت َوضأ فيبلِغ أ ْو فيسبِغ‬ ‫‪34‬‬
‫ُ َ َ َّ حُ َ َّ ً َ ْ ُ ُ َ َ ُ لهُ ُ لاَّ ُ َ ْ لهَ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ ُ ُ َ ُ َّ َ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ْ لاَ لهَ َ لاَّ‬
‫الوضوء‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أشهد أن إ ِ إ ِ اهلل‪ ،‬وأن ممدا عبده ورسو ‪ ،‬إ ِ فتِحت أبواب‬
‫َ ِّ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫جْ َ َّ َّ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫اثل َمان َِية يَ ْدخل م ِْن أي َها ش َاء»‪ .‬‬ ‫الن ِة‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من ت َوضأ فقال‪ :‬سبحانك الله َّم‪َ ،‬و حِبَمدِك‬
‫َ ٍّ ُ َّ َ َ َ َ ْ ُ ْ رَ ْ لىَ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ لاَ لهَ لاَّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ ُ ليَ َ ُ‬
‫أشهد أن إ ِ َ إ ِ أنت‪ ،‬أستغ ِف ُرك َوأتوب إ ِ ْك‪ ،‬كتِ َب فيِ رق ثم يف طاب ٍع فلم يكس ِإ‬
‫َ ْ َ َ‬
‫[صحيح الرتغيب ‪]220‬‬ ‫ ‬ ‫ي ْو ِم ال ِقيامةِ»‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ثان ًيا‪ :‬واجب الوضوء التسمية فقط لقول رسول اهلل ‪H‬‬

‫«ال وضوء ملن مل يذكر اهلل عليه» حسنه األبلاين‬

‫فرو�ض الو�ضوء �ستة‪:‬‬


‫‪35‬‬ ‫‪ -1‬غ�سل الوجه ومنه امل�ضم�ضة واال�ستن�شاق‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫[املائدة‪]6:‬‬ ‫ﭙ]‪.‬‬
‫ ‬
‫ُ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ََ ْ‬
‫«وبال ِغ يف االستِنشاق أال أن تكون‬ ‫وقال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ‬‫ً‬
‫[ابن ماجة (‪ )406‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫صائ ِما»‪.‬‬
‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ُ‬
‫‪« :H‬إِذا توضأت‪ ،‬فمضمض» [أبو داود (‪)140‬‬ ‫وقال رسول اهلل‬
‫صحيح]‪ ،‬وأن رسول اهلل ‪ H‬يف وضوئه مل يرتك املضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫‪ -2‬غ�سل اليدين مع املرفقني وتخليل الأ�صابع‪:‬‬
‫[املائدة‪]6:‬‬ ‫قال تعاىل‪[ :‬ﭚ ﭛ ﭜ]‪.‬‬
‫ ‬

‫َ َ ِّ ْ َينْ لأْ َ َ‬
‫«وخلل ب َ ا صابِعِ »‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫[النسايئ (‪ )114‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫‪-3‬م�سح الر�أ�س ومنه الأذنان‪:‬‬
‫[املائدة‪]6:‬‬ ‫قال تعاىل‪ [ :‬ﭝ ﭞ]‪ .‬‬
‫َ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬الأْ ُ ُذنَان مِن َّ‬
‫الرأ ِس»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫[ابن ماجة (‪ )443‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -4‬غ�سل الرجلني مع الكعبني وتخليل �أ�صابعهم‪:‬‬
‫[املائدة‪]6:‬‬ ‫قال تعاىل‪[ :‬ﭟ ﭠ ﭡ]‪.‬‬
‫ ‬
‫فخلل‬ ‫‪H‬‬ ‫وعن املستورد بن شداد قال‪ :‬توضأ رسول اهلل‬
‫[ابن ماجة (‪ )446‬وصححه األبلاين]‬ ‫أصابع رجليه بخنرصه‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -5‬الرتتيب‪:‬‬
‫كام رتبها اهلل تعاىل يف اآلية‪ ،‬وأن رسول اهلل ‪ H‬يف وضوئه كان‬
‫يرتبه كام جاء يف اآلية‪.‬‬

‫‪ -6‬املواالة‪:‬‬
‫هي املتابعة بني العضو والعضو الذي بعده‪.‬‬

‫شروط الوضوء سبعة‬


‫‪ -1‬النية‪:‬‬
‫َّ َ لأْ َ ْ َ ُ ِّ َّ‬
‫والنية حملها القلب؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِنما ا عمال بِانلي ِ‬
‫ات‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ لُ ِّ‬
‫َوإِن َما ل ِك ْام ِر ٍئ َما ن َوى»‪[ .‬رواه ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وال جيوز التلفظ هبا؛ ألن الرسول‬
‫‪ H‬مل يتلفظ هبا‪.‬‬
‫‪ -2‬الإ�سالم‪:‬‬
‫ألن العبادة ال تقبل من كافر؛ لقول اهلل تعاىل‪ [ :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫[الزمر‪]65:‬‬ ‫ﯚ]‪ .‬‬
‫‪-3‬العقل‪:‬‬
‫َ ىَّ َ ْ‬ ‫َ َ َْ ْ ُ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ اَ َ‬
‫لقول رسول ‪« :H‬رف ِع القلم عن ثلث ٍة‪000‬وع ِن المجن ِ‬
‫ون حت ي ِفيق»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -4‬التمييز‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الص َّ‬
‫ب‬ ‫يِ‬ ‫َو َحدُّ التمييز سبع سنوات؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬م ُرو‬
‫رش س َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫نني فارضبوه عليها»‪.‬‬ ‫بالصالة ِ إذا بلغ سبع ِسنني‪ ،‬واذا بلغ ع َ ِ‬
‫[أبو داود وصححه األبلاين]‬
‫‪37‬‬ ‫‪� -5‬إزالة ما مينع و�صوله كاملُنكري والبويات وال�شحم‪.‬‬
‫‪-6‬املاء الطهور‪ :‬وهو الباقي على خلقته‪.‬‬
‫‪ -7‬انقطاع ما يوجبه مثل‪ :‬البول‪ ،‬والغائط‪ ،‬واحلي�ض‪ ،‬والنفا�س‪.‬‬
‫�سنن الو�ضوء‬
‫‪-1‬السواك ‪ :‬للحديث املتقدم يف السواك‪.‬‬
‫‪-2‬غسل الكفني‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تبدأ باملضمضة واالستنشاق قبل غسل الوجه‪.‬‬
‫‪ -4‬املبالغة يف االستنشاق ما مل تكن صائماً ‪.‬‬
‫‪-5‬الزيادة يف ماء الوجه حتى يصل املاء يف مجيع الوجه واألماكن‬
‫املنخفضة‪.‬‬
‫‪ -6‬ختليل اللحية الكثيفة‪ :‬والتخليل هو تفريق الشعر إليصال املاء‬
‫واللحية الكثيفة هي التي ال تصف البرشة‪.‬‬
‫خُ َ ِّ ُ َ َ ُ‬
‫عن عامر بن يارس قال‪ :‬رأيت رسول اهلل ‪« :H‬يلل لحِ ْيته»‪.‬‬

‫[ابن ماجة (‪ )429‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -7‬تقديم اليمنى عىل اليرسى‪ :‬عن عائشة ‪« :J‬أن رسول اهلل‬

‫‪ H‬اكن حيب اتليامن يف الطهور إذا تطهر»‪.‬‬

‫[ابن ماجة (‪ )401‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫‪ -8‬جماوزة حمل الفرض‪ :‬حتى تتأكد من إسباغ الوضوء وتزيد يف احللية‬ ‫‪38‬‬
‫والغرة‪.‬‬
‫‪ -9‬الغسلة الثانية والثالثة يف الوضوء‪ :‬ألنه ثبت عن رسول اهلل‬
‫أنه توضأ مرة مرة‪ ،‬يف غسل األعضاء‪ ،‬وتوضأ مرتني مرتني‬ ‫‪H‬‬

‫فرضا‪ ،‬ومرتني وثالثة سنة‪.‬‬


‫وتوضأ ثالثة ثالثة‪ .‬فيكون غسل العضو مرة ً‬
‫‪ -10‬دلك األعضاء‪ :‬حتى تسبغ الوضوء‪.‬‬
‫َ ْ ُ ْ َ َ َّ ُ‬
‫‪ -11‬الدعاء بعده؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬ما مِن مسل ٍِم يت َوضأ‪،‬‬
‫ُ َ َ ْ َ ُ َ َّ حُ َ َّ ً َ ْ ُ ُ َ َ ُ لهُ ُ لاَّ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ ُ ُ َ ُ َ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ْ لاَ لهَ لاَّ‬
‫وء‪ ،‬ث َّم يقول أشهد أن إ ِ َ إ ِ اهلل‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسو ‪ِ ،‬إ‬ ‫فيح ِسن الوض‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لهَ ُ َث َمان َِي ُة أبْ َواب جْ َ‬
‫ال َّنةِ‪ ،‬يَ ْد ُخ ُل م ِْن أ ِّي َها َش َ‬
‫اء»‪.‬‬
‫ُ َ ْ‬
‫فتِح‬
‫ِ‬

‫[ابن ماجة وصححه األبلاين‪ ،‬م(‪])219‬‬ ‫ ‬

‫�صفة و�ضوء النبي ‪:H‬‬


‫عن عبد خري قال‪ :‬شهدت عل ًّيا دعا بكريس‪ ،‬فقعد عليه ثم دعا بامء‬
‫يف تور‪ ،‬فغسل يديه ثال ًثا‪ ،‬ثم مضمض واستنشق بكف واحد ثال ًثا‪ ،‬ثم غسل‬
‫وجهه ثال ًثا ويديه ثال ًثا‪ ،‬ثم غمس يده يف اإلناء فمسح برأسه‪ ،‬ثم غسل‬
‫رجليه ثال ًثا ثال ًثا‪ ،‬ثم قال‪ :‬من رسه أن ينظر إىل وضوء رسول ‪H‬‬

‫[النسايئ (‪])94‬‬ ‫هذا وضوؤه»‪ .‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫باب املسح على اخلفني أو الشراب‬


‫�أو ًال‪� :‬شروط امل�سح على اخلفني‪:‬‬
‫‪ -1‬لبسهام بعد كامل الطهارة املائية‪ .‬عن عروة بن املغرية عن أبيه قال‪:‬‬
‫َ‬
‫‪39‬‬ ‫كنا مع رسول اهلل ‪ H‬أهويت إىل اخلفني ألنزعهام‪ ،‬فقال يل‪« :‬د ِع‬
‫الق َد َمني اخلُ َّفني وهما طاه َ‬
‫َ ُ َ‬ ‫يِّ‬ ‫ُ َّ‬
‫تان»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لت‬‫أدخ‬ ‫فإن‬ ‫اخلفني‪،‬‬

‫[أبو داود (‪ ،)151‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫‪ -2‬سرتمها لغالب حمل الفرض بأن يكون اخل َّفان ساترين لغالب‬
‫القدمني إىل الكعبني‪.‬‬
‫وجيوز املسح عىل اخلف املقطوع؛ ألن الصحابة كان أكثرهم فقراء‬
‫وكانت ثياهبم مقطعة وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬طهارة عينهام بأن يكون اخل َّفان طاهرين‪.‬‬
‫مبطالت املسح عىل اخلفني ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬احلدث األكرب‪ :‬قال صفوان بن عسال‪ :‬كان رسول اهلل ‪H‬‬

‫«يأمرنا إذا كنا مسافرين أن نمسح ىلع خفافنا‪ ،‬وأال نزنعها ثالثة أيام من اغئط وبول‬

‫[النسايئ (‪ ،)127‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ونوم إال من جنابة»‪.‬‬

‫‪ -2‬انقضاء املدة‪ :‬أي إذا انقضت مدة املسح عىل اخلفني بطل املسح‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬خلع املمسوح عليه‪ :‬أي إذا خلعت اخلفني بطل املسح‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ما هي املدة التي مت�سح بها على اخلفني؟‬
‫يمسح املقيم يو ًما وليلة‪ ،‬واملسافر ثالثة أيام ولياهلن‪.‬‬
‫َ اَ َ َ َ َّ‬ ‫ُْ َ‬
‫عن عيل ‪ I‬قال‪« :‬جعل رسول اهلل ‪ H‬ل ِلمساف ِِر ثلثة أيامٍ‬
‫ليَ ُ َّ َ ْ ً ليَ َ ً ْ ُ‬
‫[النسايئ (‪ ،)128‬وصححه األبلاين]‬ ‫َو َاليِ َهن‪َ ،‬ويوما َو ْلة ل ِلم ِق ِ‬
‫يم»‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫ً‬
‫عيل ‪« :I‬اكن رسول اهلل ‪ H‬يأمرنا أن يمسح املقيم يوما‬ ‫وعن َّ‬
‫ً‬
‫[م(‪])160/1‬‬ ‫ ‬ ‫ويللة‪ ،‬واملسافر ثالثا»‪.‬‬

‫امل�سح على اخلفني يكون على ظاهر القدمني‪:‬‬


‫لقول عيل بن أيب طالب ‪« :I‬لو اكن ادلين بالرأي لاكن أسفل اخلف أوىل‬

‫باملسح من أعاله وقد رأيت رسول اهلل ‪ H‬يمسح ىلع ظاهر خفيه»‪.‬‬
‫[أبو داود (‪ ،)162‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬

‫جيوز املسح عىل النعلني واجلوربني‪:‬‬


‫عن املغرية بن شعبة أن رسول اهلل ‪ H‬توضأ ومسح عىل اجلوربني‬
‫[ابن ماجة (‪ ،)559‬وصححه األبلاين]‬ ‫والنعلني ‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫نواقض الوضوء‬
‫‪ -1‬اخلارج من ال�سبيلني‬
‫سواء كان معتا ًدا كالبول أو غري معتاد كالدود واحلىص وكل خارج‬
‫[النساء‪]43 :‬‬ ‫ينقض الوضوء؛ لقوله تعاىل‪ [ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ]‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -2‬زوال العقل �أو تغطيته ب�إغماء �أو نوم م�ستغرق‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬العني واكء السه فمن نام فليتوضأ»‪[ .‬ابن ماجة‬

‫(‪ )477‬وحسنه األبلاين]‪ ،‬وكاء السه‪ :‬الوكاء هو ما ُي َشدُّ به رأس القربة ونحوها‪،‬‬
‫والسه‪ :‬من أسامء الدبر‪.‬‬

‫‪ -3‬م�سح الفرج بباطن الكف‬


‫َ َ َّ َ َ ُ ُ َ َ َ‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا مس أحدك ْم ذك َرهُ فعليه الوضوء»‪.‬‬

‫[ابن ماجة(‪ )479‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫َ ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من مس ف ْرجه فليت َوضأ»‪.‬‬

‫[ابن ماجة(‪ )481‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬

‫‪� -4‬أكل حلم الإبل‪:‬‬


‫عن الرباء بن عازب قال ُسئل رسول اهلل ‪ H‬عن الوضوء من‬
‫[ابن ماجة(‪ )425‬وصححه األبلاين]‬ ‫حلوم اإلبل؟ فقال‪« :‬توضوؤا منها»‪.‬‬

‫َ لتْ َ ىَ خْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫‪ -5‬التقاء اخلتانني‪:‬‬


‫ان‪ ،‬فقد وجب الغسل»‪.‬‬ ‫لقول رسول اهلل ‪« : H‬إِذا ا ق ال ِتان ِ‬
‫[ابن ماجة (‪ )608‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪-6‬ال َّردة عن الإ�سالم‪:‬‬
‫[الزمر‪]65:‬‬ ‫لقول اهلل تعاىل‪ [ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ]‪ .‬‬

‫ما يحرم على املحدث حد ًثا �أ�صغر ثالثة‪:‬‬

‫‪-1‬ال�صالة‪:‬‬
‫‪42‬‬
‫َي ُط ُه ٍ‬
‫ور»‪.‬‬ ‫«ل َي ْق َب ُل اهللُ َص اَل ًة بِغ رْ ِ‬
‫لقول رسول اهلل ‪ :H‬اَ‬

‫[ابن ماجة (‪ ،)274‬وصححه األلباين]‬ ‫ ‬

‫‪ -2‬الطواف‪:‬‬
‫ِ‬
‫الص اَلة إِ اَّل َأ َّنك ُْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف بِا ْل َب ْيت م ْث ُل َّ‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬ال َّط َو ُ‬
‫[صحيح اجلامع (‪])3955‬‬ ‫ ‬ ‫ون فِ ِيه»‪.‬‬
‫َت َت َك َّل ُم َ‬

‫‪ -3‬م�س امل�صحف‪:‬‬
‫لقول اهلل تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫[الواقعة‪]79-77:‬‬ ‫ ‬
‫ﭜ]‪.‬‬
‫لاَ َ َ َّ ْ ُ َ لاَّ َ‬
‫ولقول رسول اهلل ‪ « :H‬يمس الق ْرآن إ ِ طاه ٌِر»‪.‬‬

‫[صحيح بطرقه]‬ ‫ ‬
‫وقول كثري من الصحابة ومل يعرف هلم خمالف وقول األئمة األربعة‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى الطهارة والوضوء‬


‫‪-1‬ما هو املذي والودي‪:‬‬
‫املذي‪ :‬ماء شفاف رقيق لزج خيرج عن شهوة‪ ،‬كاملداعبة‪ ،‬أو تذكر اجلامع‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫أو إرادته‪ ،‬وال يكون متدف ًقا‪ ،‬وال يعقبه فتور‪ ،‬وربام ال َي ْش ُع ُر بخروجه‪ ،‬وهو‬
‫عند النساء أكثر من الرجال‪.‬‬
‫أما الودي‪ :‬فهو ماء أبيض ثخني‪ ،‬خيرج عقب االنتهاء من البول‪.‬‬

‫‪ -2‬ما حكم املذي والودي؟‬


‫مها نجسان بإمجاع العلامء‪ ،‬وينقضان الوضوء ولذا أمر النبي ‪H‬‬

‫بغسل الفرج منه والوضوء‪.‬‬

‫‪ -3‬ما حكم الإفرازات التي تخرج من فرج املر�أة؟‬


‫القول الراجح‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬التفصيل؛ فإذا كانت هذه اإلفرازات‬
‫خترج من املرأة عند مالعبة الزوج هلا أو إرادهتا اجلامع ونحوه‪ ،‬فهذا هو‬
‫املذي‪ ،‬وهو نجس جيب غسل الفرج منه‪ ،‬وهو ناقض للوضوء‪.‬‬
‫أما إذا كانت هذه اإلفرازات خترج من فرج املرأة يف غالب األوقات‪،‬‬
‫وتزداد أثناء احلمل‪ ،‬وعند بذل املجهود‪ ،‬أو امليش الكثري؛ فهذه طاهرة عىل‬
‫األصل؛ لعدم الدليل عىل نجاستها‪.‬‬

‫‪ -4‬هل خروج الهواء من ُق ُب ِل املر�أة ينق�ض الو�ضوء؟‬


‫ال ينقض الوضوء‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -5‬كيف ُي َط َّهر الثوب من املذي؟‬
‫يرش الثوب باملاء يف مكان املذي؛ حلديث سهل بن حنيف أنه كان يلقى‬
‫من املذي شدة وعناء‪ ،‬فقال للنبي ‪ H‬كيف بام يصيب ثوبه منه؟ قال‪:‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ ًّ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ‬
‫ ‬ ‫«يك ِفيك أن تأخذ كفا مِن ما ٍء فتنضح ب ِ ِه ث ْوبك حيث ت َرى أنه أصاب مِنه»‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫[رواه أبو داود‪ ،‬وإسناده حسن]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫جن�س؟‬
‫طاهر �أم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -6‬هل املني‬
‫الراجح أن املني طاهر؛ حلديث عائشة يف املني قالت‪« :‬كنت أفركه من‬

‫[رواه مسلم‪ ،‬وأحاديث أخرى]‬ ‫ ‬


‫ثوب رسول اهلل ‪.»H‬‬

‫‪ -7‬ما حكم الدم الذي يخرج من الإن�سان؟‬


‫دم اإلنسان طاهر؛ ألنه مل يرد دليل عن النبي ‪ H‬بنجاسته‪ ،‬وقد‬
‫ناقضا‬
‫صىل عمر بن اخلطاب ‪ I‬يوم مقتله وجرحه ينزف د ًما؛ فلو كان الدم ً‬
‫للوضوء لبينه رسول اهلل ‪.H‬‬

‫‪ -8‬ما حكم م�س الفرج بدون حائل؟‬


‫مس الفرج بدون حائل ينقض الوضوء؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫«أيما ام َرأ ٍة مست ف ْرجها فلتت َوضأ»‪[ .‬صحيح‪ ،‬رواه أمحد]‪ ،‬وقالت عائشة‪« :‬إذا مست‬

‫املرأة فرجها توضأت»‪.‬‬

‫‪ -9‬ما حكم م�س عورة الطفل؟‬


‫ن يف عهد رسول اهلل ‪H‬‬
‫ال ينقض الوضوء؛ وذلك ألن النسوة ك َّ‬
‫باآلالف‪ ،‬وكن يغسلن أجسام أطفاهلن‪ ،‬ومل يرد ما يدل عىل أن املرأة إذا مست‬
‫عورة طفلها انتقض وضوؤها‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -10‬هل ينق�ض م�س املر�أة فرج زوجها؟‬


‫قال مجهور العلامء‪ :‬ينقض الوضوء‪.‬‬

‫‪ -11‬م�س املر�أة دبرها؟‬


‫ال ينقض الوضوء؛ لعدم الدليل‪ ،‬واألصل الرباءة؛ ألن الدبر ال يسمى‬
‫‪45‬‬
‫فرجا‪ ،‬وال يصح القياس عليه؛ لعدم العلة اجلامعة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -12‬حكم م�س الفرج من فوق املالب�س؟‬
‫ال ينقض الوضوء‪.‬‬

‫‪ -13‬كيف ُي َط َّهر الثوب من بول الر�ضيع؟‬


‫قال رسول اهلل ‪« :H‬يغسل من بول اجلارية‪ ،‬ويرش من بول الغالم»‬
‫[صحيح‪ ،‬رواه أبو داود]‪ ،‬وهذا يف حالة رضاعته‪ ،‬أما حني يشتهي الصبي األكل‪،‬‬
‫ويكون الغالب عنده األكل عن الرضاعة؛ فإنه ُيغسل من بوله‪.‬‬

‫‪ -14‬كيف يطهر ذيل ثوب املر�أة؟‬


‫إذا تنجس ذيل ثوب املرأة فإنه يطهر بمالمسته لألرض الطاهرة‪ ،‬فقد‬
‫سألت امرأة أ َّم سلمة ‪ J‬فقالت‪ :‬إين امرأة أطيل ذييل وأميش يف املكان‬
‫القذر؟ فقالت أم سلمة‪ :‬قال النبي ‪« :H‬يطهره ما بعده»‪.‬‬
‫[صحيح‪ ،‬رواه أبو داود]‬ ‫ ‬

‫‪ -15‬كيف يطهر الثوب من دم احلي�ض؟‬


‫يطهر بفركه ودلكه بأطراف األصابع ليتحلل وخيرج‪ ،‬ثم ُيغسل؛ فقد‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إحدانا يصيب ثوهبا‬ ‫جاءت امرأة إىل النبي ‪H‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫من دم احليض كيف تصنع؟ قال‪« :‬حتته ثم تقرصه باملاء ثم تنضحه ثم تصيل فيه»‪.‬‬

‫‪ -16‬هل القُبلة تنق�ض الو�ضوء؟‬


‫‪H‬‬ ‫ال تنقض الوضوء طاملا كانت بغري شهوة؛ فقد كان النبي‬
‫ُيق ِّبل بعض أزواجه وهو ذاهب إىل الصالة‪ ،‬أما إن كانت بشهوة فقد انتقض‬
‫‪46‬‬
‫الوضوء‪.‬‬

‫‪ -17‬هل مل�س الرجل املر�أة ينق�ض الو�ضوء؟‬


‫ُْ ُ‬
‫ال ينقض الوضوء طاملا كان بغري شهوة‪ ،‬حلديث عائشة قالت‪« :‬كنت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ل فيِ ق ِْبلتِ ِه‪ ،‬فإِذا َس َج َد‪ ،‬غ َم َز يِن‪ ،‬ف َق َب ْض ُت ِر ْج يَ َّ‬
‫ول اهللِ ‪َ H‬و ِر ْج يَ َّ‬ ‫َ َ ُ َينْ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫أنام ب يدي رس ِ‬
‫َ َ َ ََ ْ ُُ‬
‫َوإِذا قام‪ ،‬بسطتها» [صحيح‪ ،‬رواه أبو داود]‪ ،‬وإذا اكن املس أو اللمس بشهوة؛ فإنه ينقض‬
‫لأَ َ ْ‬
‫الوضوء‪ ،‬وحيرم إن اكنت املرأة أجنبية عن الرجل؛ حلديث انليب ‪ « :H‬ن‬
‫َ ً لاَ تحَ ُّ لهَ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ لهَ‬ ‫ُ ْ َ َ َْ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫ِيد خيرْ ٌ ُ م ِْن أن َي َم َّس ْام َرأة ِل ُ»‪ .‬‬ ‫ْ َ‬
‫يطعن فيِ رأ ِس أحدِكم ب ِ ِمخي ٍط مِن حد ٍ‬
‫[الصحيحة]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪� -18‬إذا جفت النجا�سة على الثوب بال�شم�س والهواء؟‬


‫فقد طهر الثوب؛ ألن النجاسة إذا زالت طهر املحل‪ ،‬والدليل حديث‬
‫ابن عمر قال‪« :‬كنت أنام يف املسجد يف عهد رسول اهلل ‪ ،H‬وكنت‬
‫شا ًّبا‪ ،‬وكانت الكالب تبول‪ ،‬وتقبل‪ ،‬وتدبر‪ ،‬فلم يكونوا يرشون من ذلك‬
‫فورا‪.‬‬
‫شي ًئا»؛ فلو كانت النجاسة باقية لوجب غسل املكان ً‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -19‬هل القيء ينق�ض الو�ضوء؟‬


‫ال ينقض الوضوء‪ ،‬ويستحب الوضوء كام فعل ذلك رسول اهلل‬
‫‪.H‬‬

‫‪ -20‬هل احلناء متنع و�صول املاء يف الغ�سل �أو الو�ضوء؟‬


‫‪47‬‬
‫أي مكان كانت من وصول املاء يف الغسل أو الوضوء‪.‬‬
‫ال متنع احلناء يف ِّ‬
‫‪ -21‬هل مت�سح الر�أ�س كام ًال يف الو�ضوء؟‬
‫الراجح أن املرأة متسح رأسها كام ً‬
‫ال كالرجل‪.‬‬

‫‪ -22‬كيف مت�سح على اخلمار؟‬


‫قال شيخ اإلسالم‪« :‬إن خافت املرأة من الربد وحنوه؛ مسحت ىلع مخارها‪ ،‬فإن‬

‫أم سلمة اكنت تمسح ىلع مخارها‪ ،‬وينبيغ أن تمسح مع هذا بعض شعرها وأما إذا لم‬

‫يكن بها حاجة إىل ذلك؛ ففيه خالف بني العلماء»‪ ،‬والراجح جوازه إن شاء اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫باب الغسل‬
‫موجبات الغ�سل‪:‬‬
‫َْ‬ ‫‪ -1‬خروج املني؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬ال ْ َم ُ‬
‫اء م َِن الماءِ»‪.‬‬

‫[ابن ماجة (‪ ،)607‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫‪48‬‬


‫خْ َ َ‬ ‫َ لتْ َ ىَ‬
‫‪ -2‬التقاء اخلتانني؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا ا ق ال ِتان ِ‬
‫ان‬
‫ُْ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ لحْ َ َ ُ َ‬
‫[ابن ماجة (‪ ،)611‬وصححه األبلاين]‬ ‫ت ا َشفة َوج َب الغسل»‪.‬‬‫وتوار ِ‬

‫لزينب بنت‬ ‫‪H‬‬ ‫‪-3‬خروج دم احليض؛ لقول رسول اهلل‬


‫َّ َ َ يِّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َْ َ ُ ََ‬ ‫َ َََْ‬
‫ادلم َوصل»‪.‬‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫ِ يِ‬ ‫اغ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫د‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫الص‬ ‫ع‬‫يِ‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫احل‬ ‫جحش‪« :‬إِذا أقبل ِ‬
‫ت‬
‫[ابن ماجة (‪ ،)621‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬خروج دم النفاس؛ ألن النفاس نوع من أنواع احليض‪.‬‬
‫‪ -5‬إسالم الكافر‪ :‬وجوب اغتسال الكافر عىل الراجح؛ لقول‬
‫رسول اهلل ‪ H‬أنه أمر قيس بن عاصم أن يغتسل‪ ،‬ويف قصة إسالم‬
‫َُ َ ْ ََْ َ‬ ‫َ ُ اَ‬ ‫لىَ َ‬ ‫ْ َُ‬
‫ثاممة قال ‪« :H‬اذهبوا ب ِ ِه إ ِ حائ ِِط ب يِن فل ٍن‪ ،‬فم ُروهُ أن يغت ِسل»‪.‬‬

‫[صحيح أمحد (‪])9879‬‬ ‫ ‬

‫�شروط �صحة الغ�سل‪:‬‬


‫‪ -1‬انقطاع ما يوجبه مثل احليض والنفاس‪.‬‬
‫‪ -2‬النية‪ :‬للحديث السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلسالم‪ :‬ألنه ال يقبل من كافر‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -4‬العقل‪ :‬ألنه ال يقبل من جمنون‪.‬‬


‫‪ -5‬التمييز‪ :‬سن سبع سنوات‪.‬‬
‫‪ -6‬املاء الطهور‪ :‬الذي باقي عىل خلقته الذي ُأنزل من السامء أو ُأخرج‬
‫من األرض‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -7‬إزالة ما يمنع وصوله كاملنكري والشحم والبويات‪.‬‬
‫سنن الغسل أو صفة غسل رسول اهلل ‪:H‬‬
‫‪ -1‬إزالة ما َل َّوثه من أذى‪.‬‬
‫‪ -2‬الوضوء قبله وترك الرجلني ملا بعد الغسل‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل األعضاء ثال ًثا‪.‬‬
‫‪ -4‬التيامن‪.‬‬
‫‪ -5‬املواالة‪ :‬بأن ال يرتك فرتة زمنية بني العضو والعضو حتى ال ينشف‪.‬‬
‫‪ -6‬الدلك‪ :‬بأن يدلك جسده وهو يغسل‪.‬‬
‫‪ -7‬غسل الرجلني بمكان آخر‪:‬‬
‫ُ ْ اً‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ‬
‫ول اهللِ ‪H‬غسل‪،‬‬ ‫حلديث أم املؤمنني ميمونة قالت‪« :‬وضعت ل ِرس ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ جْ َ َ َ َ َ ْ َ َ لإْ َ َ َ ُ َّ رَ َ َ َ‬
‫ضب بِي ِده ِ األرض فغسلها ثم تمضمض‬ ‫فاغتسل مِن النابةِ‪ ،‬فأكفأ ا ِ ناء ب ِ ِشمالهِ ِ ثم‬
‫ُ َ َ ىَّ َ َ ً َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫لَىَ ْ‬ ‫ْ َْ َ َ َ َ َ ْ َُ ََْ ُ َ‬
‫َواستنشق َوغسل َوجهه َويدي ِه ث َّم ص َّب ع َرأ ِس ِه َوجس ِده ِ ث َّم تنح ناحِية فغسل‬
‫ْ َْ‬
‫[أبو داود(‪ )245‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ِرجلي ِه»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫األغسال املستحبة‬
‫‪-1‬غ�سل اجلمعة‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ ُ َّ َتىَ جْ ُ ُ َ َ َ َ َ‬
‫المعة ‪ ،‬فدنا‬ ‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬من توضأ فأحسن الوضوء ‪ ،‬ثم أ‬
‫َ َ ُ َ اَ َ َ َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ لهَ ُ َ َ ْ َ ُ َ َينْ َ جْ ُ ُ َ لأْ ُ ْ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫المع ِة ا خ َرى َو ِزيادة ثلث ِة أيامٍ »‪.‬‬ ‫وأنصت واستمع ‪ ،‬غ ِفر ما بينه وب‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -2‬للعيدين‪:‬‬
‫سأل رجل عل ًّيا ‪ I‬عن الغسل الذي هو الغسل أي الذي فيه أجر؟‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ َ َ ََ َ َ ْ ْ‬ ‫كاَ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ جْ ُ ُ َ‬
‫المعةِ‪َ ،‬وي ْوم ع َرفة‪َ ،‬وي ْوم ال ِفط ِر‪َ ،‬وي ْوم انلَّح ِر»‪.‬‬ ‫عيل‪ « :‬ن يغت ِسل يوم‬‫فقال ّ‬
‫[صحيح أخرجه الشافيع (‪ )114‬مسنده ]‬ ‫ ‬

‫‪ -3‬الإغماء واجلنون‪:‬‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ألن الرسول ‪ H‬اغتسل من اإلغامء‪ ،‬وهو مريض‪.‬‬

‫‪ -4‬امل�ستحا�ضة لكل �صالة‪:‬‬


‫أن أم حبيبة استحاضت سبع سنني فسألت رسول اهلل ‪ H‬عن‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬
‫ذلك فأمرها أن تغتسل‪.‬‬

‫‪ -5‬للإحرام‪:‬‬
‫حلديث زيد بن ثابت أنه رأى النبي ‪ H‬جترد إلهالله واغتسل‪.‬‬
‫[حسن اإلرواء (‪])149‬‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -6‬لدخول مكة‪:‬‬
‫حلديث ابن عمر أنه كان ال يقدم مكة إال بات بذي طوى حتى يصبح‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫هنارا‪ ،‬ويذكر عن النبي ‪ H‬أنه فعله‪.‬‬
‫ويغتسل ثم يدخل مكة ً‬
‫‪ -7‬للوقوف بعرفة‪:‬‬
‫‪51‬‬
‫الرجل الذي يسأل عل ًّيا ‪ I‬عن الغسل الذي فيه أجر فذكر منها‪« :‬يوم‬

‫[صحيح فقه السنة ىلع املذاهب األربعة]‬ ‫عرفة»‪ .‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫باب التيمم‬
‫�شروط �صحة التيمم‪:‬‬
‫‪ -1‬النية‪ :‬كام يف احلديث السابق‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلسالم‪ :‬فال يقبل من كافر‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -3‬العقل‪ :‬ألنه ال يقبل من جمنون؛ ألنه مرفوع عنه القلم‪.‬‬


‫‪ -4‬التمييز‪ :‬سن سبع سنوات‪.‬‬
‫‪ -5‬انعدام املاء أو تعذر استعامله‪:‬‬
‫انعدام املاء أي‪ :‬ال جتد ما ًء‪ ،‬وأما تعذر استعامله كمرض واملاء يرض‬
‫املريض‪.‬‬

‫فرو�ض التيمم �أربعة‪:‬‬


‫‪ -1‬مسح الوجه‪.‬‬
‫َّ َ كاَ َ‬
‫‪ -2‬مسح اليدين إىل الرسغني؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِنما ن‬
‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َضرْ َ َ َ ْ َ لأْ َ‬
‫يك ِفيك أن ت ِب بِيديك ا ْر ِض‪ ،‬فتمسح ب ِ ِهما َوجهك َوكفيك»‪.‬‬

‫[أبو داود وصححه األبلاين (‪])326‬‬ ‫ ‬


‫‪ -3‬الرتتيب‪ :‬مثل الوضوء فتمسح الوجه ثم كفيك‪.‬‬
‫كثريا بني مسح الوجه ومسح الكفني‪.‬‬
‫‪ -4‬املواالة‪ :‬أي ال ترتك وقتًا ً‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫نواق�ض التيمم‪:‬‬
‫‪ -1‬نواقض الوضوء هي نواقض التيمم‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود املاء‪ ،‬فإذا وجد املاء بطل التيمم‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ -3‬زوال املبيح‪ :‬أي زوال العذر مثل املرض الذي تيمم بسببه‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى الغسل واحليض‬
‫�أحكام الغ�سل واجلنابة‪:‬‬

‫‪ -1‬ما احلكم �إذا احتلمت املر�أة؟‬


‫قالت ‪ :‬جاءت أم سليم امرأة أيب طلحة إىل‬ ‫‪J‬‬ ‫عن أم سلمة‬ ‫‪54‬‬
‫رسول اهلل ‪ H‬فقالت‪ :‬يا رسول اهلل إن اهلل ال يستحي من احلق‪ ،‬هل‬
‫َ ََ‬
‫عىل املرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا رأ ِ‬
‫ت‬
‫ْ‬
‫ال َم َاء» [متفق عليه]؛ فهذا احلديث يدل عىل أنه ال يشرتط للغسل من االحتالم‬
‫أن خيرج بشهوة ودفق‪ ،‬بل إذا رأت املني يف ثوهبا وجب الغسل‪ ،‬وإال فال‬
‫غسل عليها حتى وإن تذكرت أهنا احتلمت؛ حلديث عائشة ‪ J‬قالت‪:‬‬
‫سئل رسول اهلل ‪ H‬عن الرجـل جيد البلل وال يذكر احتال ًما‪َ ،‬ق َال‪:‬‬
‫اح َت َل َم َوالَ يجَ ِدُ ا ْل َب َل َل؛ قال‪« :‬لاَ ُغ ْس َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َي ْغتَس ُل »‪َ ،‬و َع ِن َّ‬
‫الر ُج ِل َي َرى َأ َّن ُه َقد ْ‬
‫[صحيح‪ ،‬رواه الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫َع َل ْي ِه»‪.‬‬

‫‪ -2‬هل يجب الغ�سل من اجلماع ولو من غري �إنزال؟‬


‫نعم‪ ،‬جيب إذا غابت حشفة الرجل يف فرج املرأة‪ ،‬أنزال أو مل ينزال؛‬
‫َ َ َ َ َينْ ُ َ َ لأْ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا جلس ب َ شعبِها ا ْربعِ ث َّم جهدها‪ ،‬فقد َوج َب‬
‫ُْ ْ ُ‬
‫الغسل»‪[.‬متفق عليه]‪ ،‬ويف لفظ‪« :‬وإن لم يزنل»‪.‬‬

‫‪� -3‬إذا م�س ذكر الرجل فرج املر�أة دون الإدخال؟‬


‫ليس عليها غسل باتفاق العلامء‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -4‬ما احلكم �إذا با�شر الرجل زوجته و�أدخل ما دون احل�شفة فنزل منيه يف فرجها‬
‫ومل تنزل هي؟‬
‫قال اإلمام النووي‪ :‬إذا استدخلت املرأة َّ‬
‫املني يف فرجها‪ ،‬أو دبرها‪ ،‬ثم‬
‫خرج منها؛ مل يلزمها الغسل‪ ،‬هذا هو الصواب الذي قطع به اجلمهور‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -5‬ما احلكم �إذا جامع الرجل زوجته ثم اغت�سلت وبعد ذلك خرج من فرجها ماء الرجل؟‬
‫قال مجهور العلامء‪ :‬ال تغتسل مرة أخرى ولكن عليها الوضوء‪.‬‬

‫‪ -6‬كيف تغت�سل املر�أة من اجلنابة؟‬


‫غسل املرأة من اجلنابة كغسل الرجل متا ًما‪ ،‬وال يلزم املرأة إذا كان هلا‬
‫ضفرية أن حتل ضفائرها‪ ،‬لكن عليها أن توصل املاء إىل أصول شعرها؛‬
‫حلديث ميمونة ‪ J‬قالت‪ :‬يا رسول اهلل إين امرأة أشد ضفر رأيس فأنقضه‬
‫َ اَ َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ْ تحُ ْ لَىَ َ ْ‬ ‫لاَ َّ َ َ ْ‬
‫ات ث َّم‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫ح‬ ‫ث‬‫ل‬ ‫ث‬ ‫ك‬
‫يك مِن ذل ِك أن يِث ع ر ِ ِ‬
‫س‬ ‫أ‬ ‫لغسل اجلنابة؟ قال‪ « :‬إِنما يك ِف ِ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫ك ال ْ َم َ‬
‫اء َف َت ْط ُهر َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫يضني علي ِ‬
‫ُ‬
‫ت ِف ِ‬
‫ِ‬

‫‪ -7‬كيف تغت�سل احلائ�ض والنف�ساء؟‬


‫‪ -1‬استعامل الصابون ونحوه؛ لقول النبي ‪ H‬ألسامء ملا سألته‬
‫ْ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْ َ ُ َّ َ َ َ‬
‫اءها َو ِسد َرتها فتطه ُر‪ ،‬فتح ِس ُن‬ ‫عن غسل املحيض‪ ،‬قال‪« :‬تأخذ إِحداكن م‬

‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ور»‪ .‬‬ ‫الط ُه َ‬


‫ُّ‬

‫‪ -2‬وجوب حل ضفائرها حتى تتأكد من وصول املاء إىل أصول الشعر‪،‬‬


‫حائضا‪« :‬انقيض‬
‫ً‬ ‫فعن عائشة ‪ J‬أن النبي ‪ H‬قال هلا ‪-‬وقد كانت‪-‬‬
‫شعرك واغتسيل»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -3‬يستحب هلا بعد انتهاء الغسل أن تأيت بقطعة قامش عليها مسك‬
‫أو رائحة؛ فتتبع هبا أثر الدم حتى تزول الرائحة؛ فعن عائشة ‪ ،J‬أن‬
‫امرأة سألت النبي ‪ H‬عن غسلها من املحيض؛ فأمرها كيف تغتسل‪،‬‬
‫قال‪« :‬خذي فرصة من مسك‪ ،‬فتطهري بها»‪ ،‬قالت‪ :‬كيف أتطهر؟ قال‪« :‬تطهري‬
‫‪56‬‬
‫بها»‪ ،‬قالت‪« :‬كيف؟» قال‪« :‬سبحان اهلل! تطهري»‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فاجتذبتها إ َّىل‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬تتبعي هبا أثر الدم‪.‬‬

‫‪ -8‬هل يجوز ق�ص الأظافر وال�شعر للجنب؟‬


‫ِ‬
‫وأنت عىل جنابة‪ ،‬طاملا مل يدخل‬ ‫نعم جيوز‪ ،‬وجيوز اخلروج إىل األسواق‬
‫وقت الصالة‪.‬‬

‫‪ -9‬هل يجوز ت�أخري الغ�سل؟‬


‫نعم جيوز تأخري الغسل من اجلنابة‪ ،‬فإن التعجيل إنام هو للصالة‬
‫بالدرجة األوىل؛ فقد كان رسول اهلل ‪ H‬يف بعض األحيان ينام قبل‬
‫أن يغتسل‪.‬‬

‫‪ -10‬هل يجوز �أن تغت�سل املر�أة باملاء املتبقي من زوجها؟‬


‫جيوز لكل من املرأة والرجل أن يغتسل بام تبقى من املاء الذي اغتسل‬
‫منه اآلخر؛ حلديث ابن عباس ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬كان يغتسل‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫بفضل ميمونة ‪.J‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -11‬هل يجوز االغت�سال مع الزوج؟‬


‫نعم جيوز االغتسال مع الزوج؛ حلديث عائشة ‪ J‬قالت‪ :‬وكنت‬
‫أغتسل أنا والنبي ‪ H‬من إناء واحد‪ ،‬فيبادرين‪ ،‬حتى أقول‪ :‬دع يل دع‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫يل‪ ،‬كالنا جنب‪ .‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -12‬ما احلكم �إذا اجتمع موجبان للغ�سل؟‬
‫جيزىء عنهام غسل واحد إذا نوهتام م ًعا‪ ،‬وهو قول أكثر العلامء‪.‬‬

‫‪� -13‬إذا �أجنبت املر�أة ثم حا�ضت قبل �أن تغت�سل؟‬


‫ال يلزمها أن تغتسل من اجلنابة‪ ،‬وإنام يلزمها إذا طهرت من احليض أن‬
‫تغتسل للجنابة واحليض م ًعا‪ ،‬وتنوهيام مجي ًعا‪.‬‬

‫‪ -14‬هل يجوز للجنب واحلائ�ض قراءة القر�آن؟‬


‫جيوز للجنب واحلائض أن تقرأ القرآن من حفظها؛ حلديث كان النبي‬
‫‪ H‬يذكر اهلل يف كل أحيانه‪[ .‬رواه مسلم]‪ ،‬وهو قول ابن عباس‪.‬‬

‫‪ -15‬ما حكم مل�س امل�صحف؟‬


‫ال جيوز للحائض ملس املصحف عند مجهور العلامء؛ لقول رسول اهلل‬
‫لاَّ‬‫ْ َ‬‫ُْ‬ ‫لاَ‬
‫َ َ َّ‬
‫[صحيح اإلرواء]‬ ‫آن إ ِ َطاه ٌِر»‪.‬‬
‫ ‬ ‫‪ « :H‬يمس القر‬

‫‪ -16‬ما حكم دخول احلائ�ض امل�سجد؟‬


‫حيرم عىل املرأة احلائض اجللوس يف املسجد وهذا قول مجهور العلامء‪،‬‬
‫منهم‪ :‬عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬واألئمة األربعة‪ ،‬واستدلوا بقول‬
‫اهلل تعاىل‪[ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ] [النساء‪ ،]43:‬واملعنى‪ :‬ال تقربوا املساجد‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وأنتم جنب حتى تغتسلوا من اجلنابة إال إذا كان دخولكم إياها عىل وجه‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ ال بأس به‪ ،‬واحلائض تأخذ حكم اجلنب‪ ،‬وحديث‬ ‫االجتياز واملرور؛‬
‫حل َّيض‬
‫أم عطية أن النبي ‪ H‬أمر بإخراج العواتق وذوات اخلدور وا ُ‬
‫يف صالة العيد؛ ليشهدن اخلري ودعوة املسلمني‪ ،‬وأمر احلُ َّيض أن يعتزلن‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬
‫املصىل‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪ -17‬هل يجوز قراءة التف�سري للحائ�ض؟‬


‫خصوصا الكتب التي فيها‬
‫ً‬ ‫جيوز للحائض أن تقرأ يف كتب التفاسري‬
‫التفسري أكثر من اآليات‪.‬‬

‫‪ -18‬ما حكم م�س امل�صحف للمحدث حد ًثا � ً‬


‫أ�صغر؟‬
‫احلدث األصغر كالبول والغائط والريح‪ ،‬وال جيوز له مس املصحف؛‬
‫َ‬ ‫لاَّ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ‬
‫َ َ َّ‬ ‫لاَ‬
‫لقول رسول ‪ « :H‬يمس القرآن إ ِ طاه ٌِر»‪َّ ،‬‬
‫وجوزه بعض أهل العلم‬
‫يف حالة التعليم‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪ -19‬ما هو دم احلي�ض؟‬
‫هو دم طبيعي يصيب املرأة يف أيام معلومة إذا بلغت‪ ،‬وهو دم كتبه اهلل‬
‫عىل بنات آدم‪.‬‬

‫‪ -20‬ما هو دم النفا�س؟‬
‫هو دم خيرج من املرأة عند الوالدة‪ ،‬وال حد له‪ ،‬فإذا أرادت املرأة الطهر‪،‬‬
‫ولو بعد يوم من الوالدة؛ فإهنا تصيل وتصوم‪ ،‬وأما حديث أم سلمة‪ :‬كانت‬
‫[حديث ضعيف‬ ‫النفساء عىل عهد النبي ‪ H‬جتلس أربعني يو ًما؛ فهذا‬
‫ضعفه اإلمام انلووي واإلمام ابن حجر]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -21‬ما هو دم اال�ستحا�ضة؟‬
‫هذا الدم يسميه األطباء دم النزيف‪ ،‬ويسميه الفقهاء دم االستحاضة‪،‬‬
‫وهو عرق ينفجر يف الرحم‪ ،‬سواء كان يف أوقات احليض أو غريها‪،‬‬
‫واملستحاضة تصيل وتصوم وجيامعها زوجها؛ ألهنا يف حكم الطاهرات‪،‬‬
‫‪59‬‬ ‫والدليل حديث فاطمة بنت أيب حبيش قالت‪ :‬يا رسول اهلل إين أستحاض‪،‬‬
‫َ َََْ‬
‫ت‬‫فال أطهر؛ أفأدع الصالة؟ قال‪« :‬ال إن ذلك عرق‪ ،‬وليس باحليضة‪ ،‬إِذا أقبل ِ‬
‫يِّ‬ ‫اغسل َع ْنك َّ‬ ‫َّ اَ َ َ َ َ ْ َ َ لحْ َ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫لحْ ْ َ ُ َ َ‬
‫ادل َم َو َصل» [متفق عليه]‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ا يضة ف ِ يِ‬ ‫ا َيضة فد يِع الصلة‪ ،‬فإِذا أدبر ِ‬
‫فاملستحاضة تغسل فرجها‪ ،‬وجتعل يف املخرج قطنًا أو نحوه يمنع اخلارج‪،‬‬
‫وتشد عليه ما يمسكه من السقوط كاحلفاضات الصحية‪ ،‬ثم تتوضأ عند‬
‫دخول وقت الصالة‪ ،‬وتصيل‪.‬‬

‫‪ -22‬ما الفرق بني احلي�ض والنزيف؟‬


‫دم احليض؛ أسود اللون أو بني قاتم‪ ،‬غليظ‪ ،‬منتن الرائحة‪ ،‬ال يتجلط‪.‬‬
‫أم دم االستحاضة‪ ،‬وهو النزيف؛ أمحر اللون‪ ،‬رقيق‪ ،‬ال رائحة له‪،‬‬
‫ويتجلط‪.‬‬

‫‪ -23‬ما هي �أنواع الن�ساء يف متييز احلي�ض والنزيف؟‬


‫أ‪ -‬املستحاضة املعتادة‪ :‬وهي التي هلا عادة تعرفها‪ ،‬وكانت تأتيها العادة‬
‫الشهرية مث ً‬
‫ال يف أول كل شهر مخسة أيام‪ ،‬ثم جاءهتا االستحاضة؛ فأصبح‬
‫الدم ينزل عليها غالب الشهر؛ فهذه جتلس قدر عادهتا أي‪ :‬اخلمسة أيام من‬
‫أول كل شهر‪ ،‬ثم تغتسل وتصيل‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ب‪ -‬املستحاضة املميزة‪ :‬وهي التي ال تعرف عادهتا‪ ،‬ولكنها تستطيع‬
‫أن متيز بني دم احليض األسود الغليظ وبني دم االستحاضة األمحر الرقيق‬
‫فهذه ترتك الصالة والصيام يف أيام الدم األسود‪ ،‬وتغتسل وتصيل يف أيام‬
‫الدم األمحر؛ حلديث عائشة ‪ J‬قالت لفاطمة بنت أيب حبيش‪ :‬إذا كان دم‬
‫احليض؛ فإنه أسود يعرف‪ ،‬فأمسكي عن الصالة‪ ،‬فإذا كان اآلخر؛ فتوضئي‬ ‫‪60‬‬

‫وصيل؛ إنام هو عرق‪.‬‬


‫ج‪ -‬املستحاضة املتحرية‪ :‬وهي التي ال تعرف عادهتا‪ ،‬أو ال عادة هلا‪،‬‬
‫وال تستطيع أن متيز بني الدم األسود والدم األمحر؛ كأن يأيت يو ًما أمحر‪ ،‬ويو ًما‬
‫وشهرا سبعة أيام‪،‬‬
‫ً‬ ‫شهرا مخسة أيام‪،‬‬
‫أسود أو نسيت عادهتا‪ ،‬وكانت حتيض ً‬
‫وشهرا تسعة أيام وهكذا‪ ،‬فعليها أن جتلس يف كل شهر هجري ستة أيام أو‬
‫ً‬
‫سبعة‪ ،‬ثم تغتسل وتصيل بقية الشهر‪ ،‬حلديث محنة بنت جحش‪ ،‬وفيه قال‬
‫هلا النبي ‪ :H‬فتحييض ستة أيام أو سبعة أيام يف علم اهلل‪ ،‬ثم اغتسيل‬
‫ِ‬
‫واستنقأت‪ ،‬فصيل أرب ًعا وعرشين ليلة‪ ،‬أو ثال ًثا‬ ‫ِ‬
‫طهرت‬ ‫فإذا رأيت أنك قد‬
‫وعرشين ليلة وأيامها‪ ،‬وصومي وصيل؛ فإن ذلك جيزئك‪....‬احلديث‪ .‬‬
‫[حسن الرتمذي]‬ ‫ ‬

‫‪ -24‬ما هي عالمات انقطاع الدم؟‬


‫‪ -1‬القصة البيضاء‪ :‬ماء أبيض رقيق تعرفه النساء‪ ،‬وبه يعرفن انقطاع‬
‫الدم‪ ،‬وليست كل النساء يرى هذه القصة البيضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬اجلفوف‪ :‬وهو أن تدخل املرأة القطنة يف موضع خروج الدم‪،‬‬
‫فتخرج نقي ًة‪ ،‬ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -25‬ما هي ال�صفرة والكدرة؟‬


‫هي املاء الذي تراه املرأة كالصديد‪ ،‬ويعلوه اصفرار‪.‬‬

‫‪ -26‬ما حكم ال�صفرة والكدرة بعد الطهر؟‬


‫حيضا‪ ،‬وهي‬
‫إذا رأهتا املرأة بعد انقطاع الدم أو بعد اجلفوف فال يعد ً‬
‫‪61‬‬
‫طاهرة؛ فتصيل‪ ،‬وتصوم‪ ،‬ويأتيها زوجها؛ حلديث أم عطية ‪ J‬قالت‪ :‬كنا‬
‫[رواه النسايئ]‬ ‫ال نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شي ًئا‪ .‬‬
‫‪� -27‬إذا كان الدم يف �أيام العادة ال�شهرية ي�أتي يومني م ًثال ثم ينقطع يف الثالث ثم‬
‫ي�أتي يف الرابع وهكذا؟‬
‫حيضا‪ ،‬وال عربة‬
‫الصواب أن انقطاع الدم يف أيام احليض املعروفة يعد ً‬
‫بانقطاع الدم‪ ،‬وإنام العربة برؤية عالمة الطهر‪ ،‬وهي القصة البيضاء التي‬
‫تعرفها النساء‪.‬‬

‫‪ -28‬هل احلامل حتي�ض؟‬


‫قال الشيخ ابن عثيمني‪ :‬الغالب الكثري أن املرأة إذا محلت انقطع الدم‬
‫َ‬
‫احلمل بانقطاع الدم»‪ ،‬وإذا رأت‬ ‫عنها‪ ،‬قال اإلمام أمحد‪« :‬إنام تعرف النسا ُء‬
‫احلامل الدم؛ فإن كل قبل الوضع بزمن يسري كاليومني أو الثالثة ومعه طلق‬
‫فهو نفاس‪ ،‬وإن كان قبل الوضع بزمن كثري أو قبل الوضع بزمن يسري لكن‬
‫حيضا تثبت له أحكام احليض؟‬
‫ليس معه طلق فليس بنفاس‪ ،‬لكن هل يكون ًَ‬
‫أو يكون دم فساد ال حيكم له بأحكام احليض؟‬
‫يف هذا خالف بني أهل العلم‪ ،‬والصواب أنه حيض إذا كان عىل الوجه‬
‫املعتاد يف حيضها؛ ألن األصل فيام يصيب املرأة من الدم أنه حيض‪ ،‬إذا مل‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫حيضا‪ ،‬وليس يف الكتاب والسنة ما يمنع حيض‬
‫يكن له سبب يمنعه من كونه ً‬
‫احلامل‪.‬‬

‫‪� -29‬إذا طهرت املر�أة من احلي�ض فمتى يجوز لزوجها �أن يجامعها؟‬
‫ال جيامعها زوجها حتى تغتسل‪ ،‬ألن اهلل تعاىل قال‪ [ :‬ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫‪62‬‬
‫ﮯ] [ابلقرة‪ ،]222:‬أي‪ :‬من الدم‪ ،‬ثم قال تعاىل‪[ :‬ﮱ ﯓ] أي‪ :‬اغتسلن‬
‫[ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ]‪ ،‬أي‪ :‬اجلامع‪.‬‬
‫ماء تغت�سل به‪ ،‬هل لزوجها �أن يجامعها‬
‫‪� -30‬إذا طهرت املر�أة من احلي�ض ومل جتد ً‬
‫قبل الغ�سل؟‬
‫إذا مل جتد املرأة ما ًء وكانت غري قادرة عىل إجياده؛ فإهنا تتيمم‪ ،‬وهو قول‬
‫مجهور العلامء‪.‬‬

‫‪� -31‬إذا طهرت النف�ساء ومل تغت�سل هل يجوز جماعها قبل الغ�سل؟‬
‫ال جيوز مجاعها؛ كاحلائض‪ ،‬فإن عدمت املاء‪ ،‬أو خافت الرضر باستعامل‬
‫املاء ملرض أو نحوه؛ تيممت‪.‬‬

‫‪ -32‬ما حكم جماع احلائ�ض‪ ،‬وجماع املر�أة يف دبرها؟‬


‫لاَ‬
‫حيرم اجلامع يف الدبر وأيام احليض؛ فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َّ لىَ‬ ‫َي ْن ُظ ُر ُ‬
‫اهلل َع َّز َو َجل إ ِ َر ُج ٍل يَأ يِت ْام َرأت ُه فيِ ُدبُ ِر َها» [صحيح النسايئ]‪ ،‬وقال رسول اهلل‬
‫ُ ْ َ لَىَ حُ َ‬ ‫َ ْ َتىَ ْ َ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫كف َر ب ِ َما أن ِزل ع م َّم ٍد»‪ .‬‬ ‫‪« :H‬من أ امرأته فيِ دب ِرها‪ ،‬فقد‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -33‬ماذا لو �أجربها زوجها على اجلماع وهي حائ�ض؟‬


‫عىل احلائض أن متتنع من زوجها إذا أراد مجاعها وهي حائض‪ ،‬وعليها‬
‫أن تذكره باهلل‪ ،‬وأن هذا الفعل حمرم؛ فإذا ُغلبت عىل أمرها؛ فال يشء عليها‪،‬‬
‫وتستغفر اهلل تعاىل‪ ،‬ويكون األثم عليه وحده‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -34‬ما هي كفارة من جامع احلائ�ض؟‬
‫عن ابن عباس عن النبي ‪ H‬يف الذي يأيت امرأته وهي حائض‬
‫َ‬
‫نصف د َِينار» [حسن أصحاب السنن]‪ ،‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫قال‪ « :‬يتصدق بِدِينار أو ب ِ‬
‫يتصدق بدينار إذا كان اجلامع يف أول احليض والدم غزير‪ ،‬ويتصدق بنصف‬
‫دينار إذا كان يف آخر احليض‪.‬‬

‫‪ -35‬ما يجوز للزوج من زوجته وهي حائ�ض �أو نف�ساء؟‬


‫جيوز له االستمتاع بزوجته ما عدا اجلامع‪ ،‬فعن بعض أزواج النبي‬
‫‪ H‬قالت‪ :‬إن النبي ‪ H‬كان إذا أراد من احلائض شي ًئا ألقى‬
‫عىل فرجها شي ًئا ثم صنع ما أراد‪ .‬وعن عائشة ‪ J‬قالت‪ :‬كان رسول اهلل‬
‫حائضا أن تتزر‪ ،‬ثم يبارشها‪.‬‬
‫ً‬ ‫يأمر إحدانا إذا كانت‬ ‫‪H‬‬

‫‪� -36‬إذا طهرت املر�أة قبل غروب ال�شم�س فهل عليها �أن ت�صلي الظهر والع�صر؟‬
‫يلزمها أن تصيل الظهر والعرص مجي ًعا‪ ،‬وإذا طهرت قبل الفجر؛‬
‫فيلزمها أن تصيل املغرب والعشاء مجي ًعا‪ ،‬وهذا قول بعض الصحابة‪،‬‬
‫ومجهور العلامء ومالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأمحد‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -37‬ما احلكم �إذا انقطع الدم بعد يومني فهل للمر�أة �أن ت�صوم وت�صلي؟‬
‫إذا حاضت يومني أو يو ًما ثم انقطع دمها ورأت الطهر فإهنا تغتسل‬
‫وتصيل وتصوم فهي طاهرة‪.‬‬
‫‪ -38‬ما احلكم �إذا اغت�سلت املر�أة من احلي�ض ثم بعد انتهائها وجدت قل ًيال من الدم‪،‬‬
‫�أو وجدت هذا الدم بعد يوم من اغت�سالها؟‬ ‫‪64‬‬
‫ال تلتفت إليه طاملا عرفت طهرها‪ ،‬فطهرها صحيح‪ ،‬وصالهتا‬
‫صحيحة‪ ،‬وعليها أن تتوضأ لكل صالة بعد دخول الوقت إذا استمر معها؛‬
‫ألنه يعترب دم استحاضة ال دم حيض‪.‬‬
‫‪ -39‬ما احلكم �إذا انقطعت العادة ال�شهرية عدة �أ�شهر ومل تظهر نتيجة احلمل‬
‫بالتحاليل‪ ،‬وو�صف لها الطبيب حبو ًبا جللب العادة ال�شهرية فهل ت�أخذها؟‬
‫رضرا أكثر من‬
‫ً‬ ‫جيوز أن تأخذ هذه احلبوب‪ ،‬برشط أال حتدث هلا‬
‫املصلحة أو مساو ًيا هلا‪.‬‬
‫‪ -40‬ما احلكم دم املر�أة بعد بلوغها �سن الي�أ�س؟‬
‫قد حدد بعض أهل العلم سن اليأس بخمس ومخسني سنة‪ ،‬وبعضهم‬
‫بخمسني سنة‪ ،‬وبعضهم بخمس وأربعني سنة‪ ،‬والرأي الراجح ‪ -‬واهلل‬
‫أعلم ‪ -‬أن املرأة إذا رأت الدم بلونه املعروف وصفته دم حيض‪ ،‬وهذه‬
‫فتوى الشيخ العثيمني ‪.‬‬
‫‪� -41‬إذا ولدت املر�أة بعملية جراحية وخرج املولود عن طريق غري الفرج فما‬
‫حكمها يف النفا�س؟‬
‫حكمها حكم النفساء؛ إن رأت د ًما جلست حتى تطهر‪ ،‬وإن مل تر‬
‫د ًما؛ فإهنا تصوم وتصيل كسائر الطاهرات‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -42‬ما احلكم �إذا و�ضعت املر�أة ومل يخرج دم فهل يجوز لزوجها �أن يجامعها؟ وهل‬
‫ت�صلي وت�صوم؟‬
‫وجب عليها الغسل‪ ،‬والصوم‪ ،‬ولزوجها أن جيامعها بعد الغسل؛ ألن‬
‫الغالب يف الوالدة خروج دم ولو قليل مع املولود أو عقبه‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ -43‬هل هناك حد معني ملدة احلي�ض؟‬
‫ليس ألقل احليض أو ألكثره حد باأليام‪ ،‬قال ابن عثيمني‪ :‬وهو‬
‫اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وهو الصواب؛ ألنه يدل عليه الكتاب‬
‫والسنة واالعتبار‪.‬‬

‫‪ -44‬هل هناك �سن معني لبدء احلي�ض؟‬


‫الراجح أنه ليس هناك سن معني‪ ،‬وذلك ألنه خيتلف من امرأة ألخرى‬
‫بحسب طبيعتها وبيئتها التي تعيش فيها‪.‬‬

‫‪ -45‬كيف تعرف الفتاة �أنها بلغت؟‬


‫أ‪-‬إنزال املني‪ ،‬باحتالم أو غريه؛ لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫[انلور‪]59:‬‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ]‪.‬‬
‫ب‪-‬إنبات شعر العانة‪ ،‬وهو الشعر اخلشن الذي ينبت حول الفرج؛‬
‫لقول عطية القرظي‪ُ :‬ع ِرضنا عىل النبي ‪ H‬يوم قريظة؛ فمن كان‬
‫حمتلماً أو نبتت عانته ُقتِ َل‪ ،‬ومن ال ت ُِر َك‪.‬‬
‫ج‪ -‬متام مخسة عرش سنة؛ حلديث عبد اهلل بن عمر أنه عرض نفسه‬
‫يوم أحد وهو ابن أربعة عرش سنة؛ فلم جيزه للقتال‪ ،‬قال‪ :‬ومل يرن بلغت‪،‬‬
‫و ُع ِرضت عليه يوم اخلندق وأنا ابن مخسة عرش فأجازين‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫د‪ -‬نزول احليض‪ ،‬وهو خاص باملرأة‪.‬‬

‫‪ -46‬ما احلكم �إذا ر�أت املر�أة يف وقت طهرها نقطة دم غري مت�صلة؟‬
‫ال تلتفت إليها‪ ،‬وال تعدها شي ًئا‪ ،‬فقد حيدث ذلك نتيجة إرهاق‪ ،‬أو محل‬
‫يشء ثقيل‪ ،‬أو مرض‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫‪� -47‬إذا �سقطت املر�أة احلامل؟‬
‫إذا سقطت املرأة جنينًا من بطنها ومل يكن قد تبني خلقه؛ فال يعترب هذا‬
‫نفاسا‪ ،‬وال ترتك ألجله الصالة والصيام‪ ،‬وإن نزل الدم‪ ،‬وحكم هذا الدم‬
‫ً‬
‫أنه استحاضة‪ ،‬أما إذا أسقطت سق ًطا ظهر فيه ما يشبه خلق اإلنسان؛ مثل‪:‬‬
‫الرأس‪ ،‬أو الرجل‪ ،‬أو نحو ذلك؛ فهو نفاس‪ ،‬ومتنع من الصالة والصيام‬
‫ ‬
‫حتى ينقطع الدم‪ ،‬أو يمر أربعون يو ًما‪.‬‬

‫‪ -48‬ما حكم الإجها�ض؟‬


‫اإلجهاض عمل حمرم‪ ،‬وإذا كان احلمل قد نفخت فيه الروح ومات‬
‫بسبب اإلجهاض؛ فإن ذلك يعترب قت ً‬
‫ال للنفس التي حرم اهلل قتلها بغري حق‪،‬‬
‫ورتب عىل ذلك أحكام املسئولية اجلنائية من حيث وجوب الدِّ ية عىل تفصيل‬
‫مقدارها‪ ،‬ومن حيث وجوب الكفارة عند بعض األئمة‪ ،‬وهي‪ :‬عتق رقبة‬
‫مؤمنة‪ ،‬فمن مل جيد فصيام شهرين متتابعني‪ ،‬وقد سمى بعض العلامء هذا‬
‫ﭱﭲ ﭳ]‪ .‬‬
‫ﭰ ‬
‫ﭯ ‬
‫ﭮ ‬
‫ ‬ ‫العمل بالوأد األصغر‪ ،‬كام قال تعاىل‪ [ :‬‬
‫ﭭ‬
‫[اتلكوير‪]9-8:‬‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -49‬ما هو التف�صيل يف الإجها�ض؟‬


‫‪ -1‬ال جيوز إسقاط احلمل يف خمتلف مراحله إال ملربر رشعي ويف حدود‬
‫ضيقة جدًّ ا‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان احلمل يف مدة األربعني‪ ،‬وكان يف إسقاطه يف هذه املدة خشية‬
‫‪67‬‬
‫املشقة يف تربية األوالد خو ًفا من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو‬
‫من أجل مستقبلهم‪ ،‬أو اكتفاء بام لدى الزوجني من األوالد فيحرم‪.‬‬
‫‪ -3‬حيرم إسقاط احلمل إذا كان علقة‪ ،‬أو مضغة أو بعد إكامل أربعة‬
‫أشهر‪ ،‬حتى تقرر جلنة طبية موثقة أن استمراره خطر عىل سالمة أمه؛ بأن‬
‫خيشى علىها اهلالك أو بقاء اجلنني يف بطن أمه يسبب موهتا؛ فإنه جيوز إسقاطه‬
‫بعد استنفاذ كافة الوسائل لتاليف األخطار وإنام رخص يف اإلقدام عىل‬
‫إسقاطه هبذه الرشوط دف ًعا ألعظم الرضرين‪ ،‬وجل ًبا لعظمى املصلحتني‪.‬‬
‫‪ -50‬هل للحائ�ض �أن تقول �أذكا ًرا؟‬
‫نعم جيوز هلا أن تذكر اهلل يف أي وقت‪ ،‬وأن تقول األذكار املوظفة‪.‬‬

‫‪ -51‬هل للحائ�ض �أن ت�سجد �إذا �سمعت �آية �سجدة؟‬


‫‪H‬‬ ‫نعم جيوز هلا ذلك‪ ،‬كام ثبت يف «صحيح ابلخاري» أن النبي‬
‫تال سورة النجم فسجد فيها‪ ،‬وسجد معه املسلمون‪ ،‬واملرشكون‪ ،‬واجلن‪،‬‬
‫واإلنس‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -52‬هل للحائ�ض �أن ت�شهد العيد؟‬
‫نعم جيوز هلا أن تشهد العيد‪ ،‬ولكن تعتزل املصىل؛ لقول رسول اهلل‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َيرْ‬ ‫َ ُ َّ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫خَ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫احليض‪َ ،‬وليشهدن اخل َ ‪َ ،‬ودع َوة‬ ‫‪« :H‬يرج العوات ِق وذوات اخلد ِ‬
‫ور‪ ،‬و‬
‫ُ ْ َ َ َ ْ زَ ُ ُ َّ ُ ُ ىَّ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫الم َصل»‪ .‬‬ ‫تل احليض‬ ‫المؤ ِمنِني‪ ،‬ويع ِ‬
‫‪68‬‬
‫‪ -53‬هل تنام احلائ�ض مع زوجها يف حلاف واحد؟‬
‫جيوز هلا ذلك‪ ،‬فعن أم سلمة قالت‪ :‬بينا أنا مع النبي ‪ H‬مضطج ًعا‬
‫يف مخيلة إذ حضت‪ ،‬فانسللت‪ ،‬فأخذت ثياب حيضتي‪ ،‬قال‪«:‬أنفست؟»‪،‬‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فدعاين؛ فاضطجعت معه يف اخلميلة‪.‬‬

‫‪ -54‬هل ت�أكل احلائ�ض وت�شرب مع زوجها؟‬


‫ُ‬
‫نعم تأكل وترشب‪ ،‬وتعد له الطعام‪ ،‬فعن عائشة ‪ J‬قالت‪« :‬كنت‬
‫َََ ُ َْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ لَىَ َ ْ‬ ‫َ رْ َ ُ َ َ َ َ ٌ َ ُ َ لهُ‬
‫ضعِ فيِ َّ ‪َ ،‬وأتع َّرق الع ْرق‪،‬‬
‫ب ‪ H‬فيضع فاه ع مو ِ‬ ‫او ُ انلَّ َّ‬
‫يِ‬ ‫أشب وأنا حائ ِض‪ ،‬فأن ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َ ُ َ لهُ ُ َ َ َ ُ َ ُ لَىَ َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫وأنا حائ ِض‪ ،‬فأناوِ فيضع فاه ع مو ِضعِ فيِ »‪ .‬‬
‫ ‬
‫‪ -55‬هل ي�صح �أن ت�صلي املر�أة امل�ستحا�ضة �صالة ال�ضحى بو�ضوء الفجر؟‬
‫ال يصح ذلك؛ ألن صالة الضحى مؤقتة‪ ،‬فال بد من الوضوء هلا بعد‬
‫دخول وقتها؛ ألن النبي ‪ H‬أمر املستحاضة أن تتوضأ لكل صالة‪.‬‬
‫‪ -56‬هل اجلنب واحلائ�ض مي�س �شريط القر�آن؟‬
‫جيوز محل أو ملس الرشيط املسجل عليه القرآن ملن كان عليه جنابة‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -56‬ما �صفة الغ�سل من اجلنابة �أو احلي�ض؟‬


‫أن تنوي رفع اجلنابة أو الطهارة من احليض بقلبك‪ ،‬ثم تسمني‪،‬‬
‫وتغسلني كفيك ثال ًثا‪ ،‬ثم تغسلني فرجك وما عىل البدن من أثر املني أو‬
‫غريه‪ ،‬ثم تتوضئني وضو ًءا كامالً‪ ،‬ثم تبدئني يف الغسل؛ فتغسلني رأسك‬
‫‪69‬‬ ‫ثال ًثا‪ ،‬وتبالغني يف غسل أصول الشعر‪ ،‬ثم تغسلني بقية جسدك‪ ،‬فتبدئني‬
‫بش ِّقك األيمن‪ ،‬ثم األيرس‪ ،‬وتدلكينه‪ ،‬ومتررين يدك عىل ما تستطيعني من‬
‫جسدك‪.‬‬
‫‪ -58‬ما يحرم على احلائ�ض والنف�ساء؟‬
‫حيرم عليها الصالة والصيام‪ ،‬واجلامع يف الفرج‪ ،‬والطواف‪ ،‬ومس‬
‫املصحف بدون حائل‪.‬‬
‫‪ -59‬هل يجوز للم�ستحا�ضة �أن تعتكف؟‬
‫نعم جيوز هلا أن تعتكف يف املسجد؛ فعن عائشة قالت‪ :‬اعتكف مع‬
‫رسول اهلل امرأة من أزواجه‪ ،‬فكانت ترى الدم‪ ،‬والصفرة‪ ،‬والطست حتتها‬
‫وهي تصيل‪[ .‬رواه ابلخاري]‪ ،‬وأمجع العلامء عىل أن املستحاضة يف االعتكاف‬
‫كالطاهرة‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫الصالة‬
‫�شروط �صحة ال�صالة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪ :‬فال تصح من كافر‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل‪ :‬ألن املجنون مرفوع عنه القلم‪.‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪ -3‬التمييز‪ :‬وحدّ التمييز سبع سنوات؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ُ‬
‫[أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫«م ًروا الصيب بالصالة إذا بلغ سبع سنني»‪.‬‬
‫‪ -4‬الطهارة مع القدرة؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬لاَ َي ْق َب ُل ُ‬
‫اهلل‬
‫َ اَ ً َ يرْ ُ ُ‬
‫ور» [رواه مسلم]‪ ،‬مع القدرة حتى خيرج أصحاب األعذار من‬
‫صلة بِغ ِ ط ٍ‬
‫ه‬
‫املريض والذين يفقدون املاء‪.‬‬
‫[ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ] [اإلرساء‪:‬‬ ‫‪ -5‬دخول الوقت؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫‪ ،]78‬قال ابن عباس‪« :‬دلوكها إذا فاء اليفء» أي‪ :‬الظل‪ ،‬فال تصح الصالة قبل‬
‫دخول الوقت‪.‬‬
‫‪ -6‬سرت العورة مع القدرة بيشء ال يصف البرشة؛ لقول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫لاَ َ ْ َ ُ ُ َ اَ َ‬
‫اهلل صلة‬ ‫[ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ] [األعراف‪ ،]31 :‬وقال ‪ « :H‬يقبل‬
‫لاَّ َ‬ ‫َ‬
‫[أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫ار»‪ .‬‬ ‫حائ ٍِض إ ِ خِب ٍ‬
‫ِم‬

‫َ َينْ َ رُّ َّ َ ُّ ْ َ‬
‫الركب ِة‬ ‫وعورة الرجل من الرسة إىل الركبة‪ ،‬للحديث‪« :‬ما ب السة ِ و‬
‫ٌ‬
‫[صححه األبلاين (اإلرواء) رقم (‪])271‬‬ ‫َع ْو َرة»‪ .‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وعورة املرأة يف الصالة كلها إال الوجه ورشط يف فرض الرجل البالغ‬
‫لاَ ُ َ ِّ‬
‫سرت أحد كتفيه بيشء من اللباس؛ لقول رسول اهلل ‪ « :H‬يصل‬
‫َ ْ َ لَىَ‬
‫ع عاَ ت ِ ِق ِه م ِْن ُه يَ ْ‬ ‫َّ ُ ُ َ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ش ٌء»‪.‬‬ ‫الرجل فيِ ث ْو ٍب َواح ٍِد ليس‬

‫‪ -7‬اجتناب النجاسة لبدنه وثوبه ومكانه مع القدرة؛ لقوله تعاىل‪ :‬‬


‫‪71‬‬ ‫لبْ‬
‫َ َّ‬ ‫َنزَ ُ‬
‫[ﯖ ﯗ] [املدثر‪ ،]4:‬وقول رسول اهلل ‪« :H‬ت َّهوا م َِن ا َ ْو ِل فإِن‬
‫ْ َ رْ ْ ُ‬ ‫عاَ َّ َ َ َ‬
‫[صححه األبلاين (اإلرواء) رقم (‪])280‬‬ ‫ب مِنه»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫مة ع‬

‫‪ -8‬استقبال القبلة‪ :‬قال تعاىل‪ [ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ]‬


‫وضوء‪َّ ،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ لىَ َّ اَ‬
‫ثم‬ ‫[ابلقرة‪ ،]144:‬وقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا قمت إ ِ الصلة فأسبغ ال‬
‫ْ َْ‬ ‫ْ ْ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬‫استقبل القبلة»‪.‬‬
‫َّ َ لُ ِّ‬ ‫َّ َ لأْ َ ْ َ ُ لنْ َ‬
‫ات َوإِنما ل ِك‬ ‫‪ -9‬النية؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِنما ا عمال بِا ِي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ام َرى ٍء ما ن َوى»‪.‬‬

‫والنية حملها القلب‪ ،‬والتلفظ بدعة؛ ألنه مل يرد عن رسول اهلل‬


‫‪.H‬‬
‫ومل يأمر به فهو مردود عىل‬ ‫‪H‬‬ ‫فأي عمل مل يفعله الرسول‬
‫ً‬
‫صاحبه؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو‬

‫[م]‬ ‫ ‬
‫رد»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫�شروط وجوب ال�صالة‪:‬‬
‫�أي متى تكون ال�صالة واجبة على امل�سلم؟‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪ :‬فال جتب عىل الكافر‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل‪ :‬فال جتب عىل املجنون‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -3‬البلوغ‪ :‬فال جتب عىل الصبي‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم احليض والنفاس‪ :‬ألهنا ال جتب عىل املرأة احلائض والنفساء‬
‫حتى يتطهرن‪.‬‬
‫�أركان ال�صالة‪:‬‬
‫جهال‪.‬‬
‫سهوا‪ ،‬وال ً‬
‫أربعة عرش ركنًا ال تسقط عمدً ا‪ ،‬وال ً‬
‫‪ -1‬القيام يف الفرض عىل القادر منتص ًبا؛ لقول رسول اهلل ‪H‬‬
‫َ ِّ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ىَ َ ْ‬
‫لعمران بن حصني‪« :‬صل قائ ِما فإِن لم تست ِطع فقاعِدا‪ ،‬فإِن لم تست ِطع فعل ج ٍ‬
‫ب»‪.‬‬ ‫ن‬

‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬تكبرية اإلحرام‪ ،‬وهي اهلل أكرب‪ ،‬لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫[أبو داود وصححه األبلاين]‬
‫ري َوتحَ ْلِيلُ َها التَّ ْسل ُ‬
‫ِيم»‪ .‬‬ ‫تحَ ْ ُ‬
‫يم َها اتلَّ ْكب ُ‬ ‫« ِر‬
‫ِ‬
‫لاَ َ اَ‬
‫‪ -3‬قراءة الفاحتة مرتبة؛ لقول رسول اهلل ‪ « :H‬صلة ملن لم‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫يق َرأ بِفاتحِ َة الكتاب»‪.‬‬

‫‪ -4‬الركوع؛ لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬


‫ً‬ ‫ﮙ] [احلج‪ ،]77:‬وقال للميسء صالته‪ َ ْ َ ْ َّ ُ :‬ىَّ َ ْ َ َّ‬
‫ئ َراك ِعا»‪.‬‬ ‫«ثم اركع حت تطم نِ‬
‫[أيب داود (‪ )856‬وصححه األبلاين]‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -5‬الرفع من الركوع‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -6‬االعتدال قائماً ؛ لقول رسول اهلل ‪ H‬للميسء صالته‪« :‬ث َّم‬
‫ْ َ ْ َ ىَّ َ ْ َ َ َ ً‬
‫[املصدر السابق]‬ ‫ ‬ ‫ارفع حت تعتدِل قائ ِما»‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪ -7‬السجود؛ لقوله تعاىل‪[ :‬ﮙ] [احلج‪ ،]77:‬وقال رسول اهلل‬


‫ُ َّ ْ ُ ْ َ ىَّ َ ْ َ َّ َ ً‬
‫‪ H‬للميسء صالته‪« :‬ثم اسجد حت تطم نِئ سا ِ‬
‫جدا»‪.‬‬

‫‪ -8‬الرفع من السجود‪.‬‬
‫للميسء‬ ‫‪H‬‬ ‫‪ -9‬اجللوس بني السجدتني؛ لقول رسول اهلل‬
‫ُ َّ ْ َ ْ َ ىَّ َ ْ َ َّ َ ً‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫ئ جال ِسا»‪.‬‬‫صالته‪« :‬ثم ارفع حت تطم نِ‬
‫‪ -10‬الطمأنينة‪ :‬وهي السكون يف كل ركن فعيل؛ ألمر رسول اهلل‬
‫‪ H‬للميسء صالته أن يطمئن يف كل ركن‪.‬‬
‫‪ -11‬التشهد األخري؛ لقول ابن مسعود‪ :‬كنا نقول قبل أن يفرض علينا‬
‫َّ اَ ُ‬ ‫لاَ َ ُ ُ‬
‫التشهد‪ :‬السالم عىل اهلل من عباده‪ ،‬فقال النبي ‪ « :H‬تقولوا‪ :‬السلم‬
‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ََ ْ ُ ُ‬ ‫لَىَ‬
‫حيات هلل»‪[.‬صححه األبلاين يف (اإلرواء) (‪ ،)319‬ورواه النسايئ]‬‫كن قولوا‪ :‬اتل ِ‬
‫ع اهللِ‪ ،‬ول ِ‬

‫جالسا‬
‫ً‬ ‫‪ -12‬اجللوس للتشهد‪ :‬فلو تشهد غري جالس أو سلم األوىل‬
‫والثانية غري جالس مل تصح‪.‬‬
‫تحَ ْ ُ َ‬
‫‪ -13‬التسليمة األوىل؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬و لِيلها‬

‫[صححه األبلاين (اإلرواء) (‪])325‬‬ ‫ ‬ ‫التَّ ْسل ُ‬


‫ِيم»‬

‫‪ -14‬ترتيب األركان حسب ما ذكرت فلو غري ركن مكان ركن بطلت‬
‫وال تصح‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫واجبات ال�صالة تبطل ال�صالة برتكها عمدً ا وت�سقط �سه ًوا وج ًهال ويجربها �سجود‬
‫ال�سهو‪:‬‬
‫قال‪ :‬رأيت رسول اهلل‬ ‫‪I‬‬ ‫‪ -1‬تكبري االنتقال‪ :‬عن ابن مسعود‬
‫‪ H‬يكرب يف كل رفع‪ ،‬وخفض‪ ،‬وقيام‪ ،‬وقعود‪ .‬‬
‫[النسايئ وصححه األبلاين يف (اإلرواء) (‪])330‬‬ ‫ ‬ ‫‪74‬‬

‫‪ -2‬قول سمع اهلل ملن محده لإلمام واملنفرد‪.‬‬


‫حلديث أيب هريرة ‪ :I‬كان رسول اهلل ‪ H‬يكرب حني يقوم‬
‫مَ‬ ‫َ‬
‫اهلل ل ِ ِم ْن ح َِدهُ»‪ ،‬حني يرفع صلبه‬
‫«سم َع ُ‬
‫إىل الصالة ثم يكرب حني يركع ثم يقول‪ِ :‬‬
‫َ َّ َ َ َ لحْ ْ ُ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫«ربنا ولك ا َمد»‪.‬‬ ‫من الركعة‪ ،‬ثم يقول وهو قائم‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ لحْ ْ ُ‬
‫«ربنا ولك ا َمد»؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬وإذا قال‪ :‬س ِمع‬ ‫‪ -3‬قول‬
‫ُ َّ َ َ َ لحْ ْ ُ‬ ‫ُ ْ مَ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫اهلل ل ِ ِمن حِده‪ ،‬فقول الله َّم َربنا لك ا َمد»‪.‬‬
‫ ‬

‫‪ -4‬قول سبحان ريب العظيم مرة يف الركوع وسبحان ريب األعىل مرة يف‬
‫ُ ْ َ َ يِّ ْ َ‬
‫السجود؛ حلديث حذيفة‪ :‬فكان ‪-‬يعني النبي‪ -‬يقول يف ركوعه‪« :‬سبحان َرب الع ِظيم»‪،‬‬
‫ُ ْ َ َ يِّ لأْ َ لْىَ‬
‫[رواه اخلمسة وصححه األبلاين (اإلرواء) رقم (‪])333‬‬ ‫ويف سجوده‪« :‬سبحان َرب ا ع»‪.‬‬

‫‪« -5‬رب اغفر يل رب اغفر يل» بني السجدتني؛ حلديث حذيفة أن النبي‬
‫كان يقول بني السجدتني‪«:‬رب اغفر يل رب اغفر يل»‪.‬‬

‫[رواه النسايئ‪ ،‬وصححه األبلاين (اإلرواء) رقم (‪])335‬‬ ‫ ‬


‫سهوا فيتبع اإلمام لوجوب‬
‫‪ -6‬التشهد األوسط عىل غري من قام إمامه ً‬
‫متابعته‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -7‬واجللوس للتشهد؛ لقول رسول اهلل ‪ H‬لرفاعة بن رافع‪:‬‬


‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬
‫«فإذا جلست يف وسط الصالة فاطمنئ»‪.‬‬

‫�سنن ال�صالة القولية‪:‬‬


‫‪ -1‬دعاء االستفتاح‪ :‬كان رسول اهلل ‪ H‬يستفتح الصالة بأدعية‬
‫‪75‬‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ ْ َ َينْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َينْ ْ َ شرْ‬
‫اي كما باعدت ب َ الم ِ ِق َوالمغ ِر ِب‪ ،‬الله َّم نق يِن‬ ‫منها‪« :‬اللهم باعِد بي يِن وب خطاي‬
‫ْ َ َ َ َ َْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫خْ َ َ َ َ َ ُ َ ىَّ َّ ُ لأْ ْ َ ُ‬
‫اي بِالماءِ‬ ‫ادلن ِس‪ ،‬الله َّم اغ ِسل يِن مِن خطاي‬ ‫م َِن الطايا كما ينق اثل ْوب ا بيض مِن‬
‫َّ ْ‬ ‫َوالْ رَ َ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫ب ِد َواثلل ِج»‪.‬‬
‫ُ َ‬
‫«اهلل أ ْك رَ ُ‬
‫ب‬ ‫ال استفتح صالته بقول‪:‬‬ ‫وسمع رسول اهلل ‪ H‬رج ً‬
‫ُ ْ ً َ اً‬ ‫َ ً ُْ َ َ‬ ‫َ ً لحْ ْ ُ‬
‫ريا‪َ ،‬وسبحان اهللِ بك َرة َوأ ِصيل‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪:H‬‬ ‫ريا‪َ ،‬وا َمد للِهَِّ كثِ‬ ‫كبِ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫جبت لها فتِحت لها أب َواب السماءِ»‪.‬‬ ‫«ع ِ‬
‫َ َّ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫‪ -2‬التعوذ‪ :‬كان رسول اهلل ‪ H‬يقول‪« :‬أعوذ بِاهللِ مِن الشيط ِ‬
‫ان‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َّ‬
‫[أبو داود بسند صحيح]‬ ‫ ‬ ‫يم مِن هم ِزه ِ َونف ِخ ِه َونفثِ ِه»‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫الر ِ‬

‫‪ -3‬آمني‪ :‬كان رسول اهلل ‪ H‬إذا انتهى من قراءة الفاحتة قال‪:‬‬


‫[أبو داود ‪ ،‬صحيح]‬ ‫ ‬
‫«آمني» جيهر ويمد هبا صوته‪.‬‬
‫‪ -4‬قراءة السورة‪ :‬كان رسول اهلل ‪ H‬يقرأ سورة بعد الفاحتة يف‬
‫الركعتني األوليني‪.‬‬
‫‪ -5‬اجلهر يف اجلهرية‪ :‬أي جيهر بالقراءة يف الصالة اجلهرية‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلرسار يف الصالة الرسية‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -7‬الزيادة عىل ربنا ولك احلمد‪ ،‬ومن هذه األذكار قال رجل كان يصيل‬
‫مَ‬ ‫َ‬
‫اهلل ل ِ ِم ْن ح َِدهُ»‪ ،‬فقال الرجل ‪:‬‬
‫«سم َع ُ‬
‫خلف رسول اهلل ‪ H‬بعد أن قال‪ِ :‬‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫كاً‬
‫طيبا مبار فيه»‪ ،‬فلام انرصف رسول اهلل ‪ H‬قال‬ ‫«احلمد هلل محدا كثريا‬
‫َ َ َ ُّ ُ َ ْ ُ ُ َ َ لاً‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ً َ َ اَ َ َ َكاً َ ْ َ‬
‫ِني مل يبتد ُِرونها أيه ْم يكتبها أ َّو »‪.‬‬ ‫هلذا الرجل‪« :‬لقد رأيت بِضعة وثلث‬
‫‪76‬‬
‫[أبو داود ‪ ،‬صحيح]‬ ‫ ‬
‫‪ -8‬الزيادة عىل تسبيحة الركوع‪.‬‬
‫يِّ ْ‬ ‫ْ‬
‫ان َرب ال َع ِظيم» ثالث‬
‫ُ َ َ‬
‫فكان رسول اهلل ‪ H‬يقول يف ركوعه‪« :‬سبح‬
‫[أمحد بسند صحيح]‬ ‫ ‬
‫مرات‪.‬‬
‫ُ ُّ ٌ ُ ُّ ٌ َ ُّ ْ َ اَ َ‬
‫ِك ِة َو ُّ‬
‫ ‬ ‫الر ِ‬
‫وح»‪.‬‬ ‫وكان يقول‪ :‬يف ركوعه‪« :‬سبوح قدوس رب الملئ‬
‫[النسايئ بسند صحيح]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‪ -9‬الزيادة عىل تسبيحة السجود‪.‬‬
‫يِّ لأْ َ لْىَ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ان َرب ا ع» ثالث‬ ‫كان رسول اهلل ‪ H‬يقول يف السجود‪« :‬سبح‬
‫[أمحد بسند صحيح]‬ ‫ ‬
‫مرات‪.‬‬

‫وت‪،‬‬
‫َ َْ َ ُ‬
‫وت والملك ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ان ذِي جْ َ‬
‫ال رَ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫وكان يقول ‪ H‬يف ركوعه‪« :‬سبح‬
‫ََْ َ‬ ‫َ ْ رْ َ‬
‫[النسايئ بسند صحيح]‬ ‫ ‬‫ِبياءِ َوالعظمةِ»‪.‬‬
‫والك ِ‬

‫‪ -10‬الزيادة عىل «رب اغفر يل» بني السجدتني‪.‬‬


‫ُ ْ‬
‫وكان يقول ‪ H‬يف ركوعه‪« :‬الله َّم اغ ِفر يل وارمحين واجربين واهدين‬

‫[الرتمذي بسند حسن]‬ ‫ ‬ ‫وارزقين»‪ .‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -11‬التعوذ من أربع بعد التشهد األخري‪.‬‬


‫ََََْ ْ‬ ‫َّ َ ُّ آْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ ْ‬
‫كان ‪ H‬يقول‪« :‬إِذا ف َرغ أحدكم م َِن التشه ِد الخ ِِر‪ ،‬فليتع َّوذ بِاهللِ‬
‫ات‪َ ،‬وم ِْن رَ ِّ‬ ‫ْ َ رْ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ ََْ‬
‫ش‬ ‫ب‪ ،‬ومِن ف ِتن ِة المحيا والمم ِ‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬‫ج‬ ‫اب‬
‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬‫ع‬‫ٍ‬ ‫ب‬‫مِن أر‬
‫َّ َّ‬ ‫َْ‬
‫ال»‪.‬‬
‫الم ِسيحِ ادلج ِ‬
‫‪77‬‬
‫[مسلم‪ُّ ،‬‬
‫السنن القويلة من كتاب صفة صالة انليب ‪ ،) H‬للشيخ ‪ /‬حممود املرصي]‬

‫‪H‬‬ ‫�صفة �صالة النبي‬


‫َ َ ْ ُ ُ ُ َ يِّ‬ ‫َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫قال ‪« : H‬صلوا كما َرأيتموين أصل»‪.‬‬

‫كان رسول اهلل إذا قام للصالة استقبل الكعبة قائماً قري ًبا من السرتة‪،‬‬
‫وينوي بقلبه وال يتلفظ بالنية‪ ،‬ثم يستفتح الصالة بقوله‪« :‬اهلل أكرب» وكان‬
‫يرفع يديه بحذو منكبيه أو شحمة أذنه بالتكبري‪ ،‬ثم يضع يده اليمنى عىل يده‬
‫اليرسى فوق صدره‪ ،‬ثم يرمي ببرصه نحو األرض‪ ،‬ثم رفع يديه وكرب وركع‬
‫وكان يضع كفيه عىل ركبتيه ويفرج بني أصابعه‪ ،‬وكان يبعد يده عىل جنبيه‬
‫وهو راكع‪ ،‬ويبسط ظهره ويسويه حتى لو صببت عىل ظهره املاء الستقر‬
‫«س ِم َع‬
‫فوق ظهره‪ ،‬وكان يطمئن يف ركوعه‪ ،‬ثم يرفع صلبه من الركوع قائالً‪َ :‬‬
‫اهلل لمِِ ْن حمَ ِدَ ُه»‪ ،‬وكان يرفع يديه عند هذا االعتدال وكان يطمئن يف وقوفه‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬
‫يكرب وهيوي ساجدً ا‪ ،‬ويضع يديه عىل األرض قبل ركبتيه‪.‬‬
‫وكان إذا سجد مكن أنفه وجبهته من األرض وكان يضم أصابع يديه‬
‫وهو ساجد متجهتني نحو القبلة وكان يبعد ذراعيه عن جنبه واألرض وهو‬
‫ساجد وكان يقول‪ :‬أمرت أن أسجد عىل سبعة أعظم وكان يقول‪ :‬ال صالة‬
‫ملن ال يصيب أنفه من األرض ما يصيب اجلبني‪ ،‬وكان يطمئن يف سجوده‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ثم يرفع رأسه من السجود األول‪ ،‬ثم يفرش رجله اليرسى ويقعد عليها‪،‬‬
‫وكان ينصب رجله اليمني‪ ،‬ثم يكرب للسجود الثاين‪ ،‬ثم يكرب ويرفع رأسه‬
‫من السجود‪ ،‬ثم يرفع إىل الركعة الثانية ويفعل ما فعله يف الركعة األوىل‪ ،‬ثم‬
‫كان جيلس يف التشهد األوسط من الصالة الثالثية والرباعية‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫وكان إذا جلس للتشهد وضع كفه اليمنى عىل فخذه اليمنى‪ .‬وكان‬
‫يبسط اليرسى ويقبض اليمنى ويشري بالسبابة وينظر إىل السبابة ببرصه وكان‬
‫حيرك أصبعه ويدعو ثم يسلم عن يمينه وعن يساره‪.‬‬
‫[صفة صالة انليب ‪( ،H‬الوجزي) د‪/‬عبد العظيم بن بدوي]‬ ‫ ‬

‫مكروهات ال�صالة‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك سنة عمدً ا‪ ،‬ألنه يقلل من أجر الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتفات بال حاجة؛ لقول رسول اهلل ‪ H‬لعائشة ‪:J‬‬
‫ْ اَ ٌ خَ ْ َ ُ ُ َّ ْ َ ُ ْ َ اَ ْ َ ْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫«اختِلس يتلِسه الشيطان مِن صلة ِ العبدِ»‪.‬‬

‫‪ -3‬افرتاش ذراعيه باألرض وهو ساجد؛ حلديث أنس مرفو ًعا‪:‬‬


‫َ لاَ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ لَ ْ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ب»‪.‬‬
‫«اعتدِلوا فيِ السجودِ‪ ،‬و يبسط أحدكم ذِراعي ِه انبِساط الك ِ‬

‫‪ -4‬العبث‪ :‬وهو كثرة احلركة‪.‬‬


‫‪ -5‬التخرص؛ حلديث أيب هريرة ‪ :‬هنى النبي ‪ H‬أن يصيل‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫متخرصا‪ .‬‬
‫ً‬ ‫الرجل‬
‫‪ -6‬تشبيك األصابع‪ :‬قال ابن عمر عن تشبيك األصابع يف الصالة‬
‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫تلك صالة املغضوب عليهم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -7‬لبس ثوب مقلم (خمطط)‪ :‬حتى ال تشغله عن صالته‪.‬‬


‫عن عائشة ‪ J‬قالت‪ :‬قام رسول اهلل ‪ H‬يصيل يف مخيصة‬
‫خْ َ َ لىَ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ َُ َ‬
‫ذات أعالم فلام قىض صالته قال‪« :‬اذهبوا بِه ِذه ِ ال ِميص ِة إ ِ أ يِب جه ٍم‪ ،‬وائ يِ‬
‫ون‬ ‫ِت‬
‫َ ْ َ َّ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بِأنبِجانِي ٍة»‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫قال العز بن عبد السالم‪« :‬تكره الصالة ىلع السجادة املزخرفة»‪.‬‬

‫‪ -8‬استقبال صورة‪.‬‬
‫‪ -9‬ووجه اإلنسان‪ :‬لعدم االنشغال يف الصالة‪.‬‬
‫‪ -10‬الصالة إىل نار‪ :‬لعدم التشبه باملجوس‪.‬‬
‫‪ -11‬فرقعة األصابع‪ :‬قال ابن عباس ‪ ‬ملواله وهو يفرقع أصابعه‬
‫[الرتمذي بسند صحيح ]‬ ‫يف الصالة‪ :‬ال أ َّم لك‪ ،‬أتفرقع أصابعك يف الصالة؟‪.‬‬
‫‪ -12‬االستناد عىل يشء بال حاجة وال رضورة‪.‬‬
‫‪ -13‬كف الثوب أو الشعر‪.‬‬
‫ُ ُ َ ْ‬
‫أي تشمري الثوب قبل الدخول يف الصالة‪ .‬قال ‪« :H‬أم ِْرت أن‬
‫َ ً‬ ‫َ ُ َّ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ لَىَ َ ْ َ‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫أسجد ع سبع ٍة‪َ ،‬وال أكف شع ًرا‪َ ،‬وال ث ْوبا»‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ -14‬مسح أثر السجود قبل الفراغ من الصالة‪ .‬قال ابن مسعود‪« :‬إِن‬
‫ْ َ اَ‬ ‫ََْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ جْ َ َ َ َّ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫الر ُجل َم ْس َح َجب َهتِ ِه قبل الف َر ِ‬
‫اغ مِن صلت ِ ِه»‪.‬‬ ‫مِن الفاءِ أن يك رِث‬

‫[صححه األبلاين يف (اإلرواء) (‪])97/1‬‬ ‫ ‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫لاَ َ اَ َ‬
‫‪ -15‬وبحرضة الطعام ومدافعة األخبثني‪ :‬قال ‪ « :H‬صلة‬
‫َضرْ َ َّ َ َ لاَ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ ْ َ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ان»‪.‬‬
‫ام‪ ،‬و وهو يداف ِعه األخبث ِ‬ ‫حِب ة ِ الطع ِ‬

‫‪ -16‬الصالة لغري سرتة لإلمام واملنفرد؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬


‫َ َ ىَّ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ ِّ لىَ ُ رْ َ ليْ ْ ُ ْ َ لاَ َ َ ُ َ َ ً َ ُ َينْ َ َ ْ َ َّ َ ىَ‬
‫ت ٍة‪َ ،‬و َدن مِنها َو يدع أحدا يم ُّر ب َ يدي ِه‪ ،‬فإِن أب‬ ‫«إِذا صل أحدكم فليصل إ ِ س‬ ‫‪80‬‬
‫َ ْ ُ َ ْ ُ َ َّ َ ُ َ َ ْ َ ٌ‬
‫[أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫ان»‪ .‬‬ ‫فليقات ِله فإِنما هو شيط‬
‫َ ىَ‬
‫‪ -17‬السدل؛ حلديث أيب هريرة‪« :‬نه رسول اهلل ‪ H‬عن السدل‬
‫َّ ُ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫َّ اَ‬
‫[أبو داود بسند حسن]‬ ‫الرجل فاهُ»‪.‬‬ ‫فيِ الصلة ِ‪َ ،‬وأن يغط َي‬

‫وقيل يف اإلسدال أن يرسل ثوبه إىل األرض وقيل أن يصيل الرجل يف‬
‫ثوب واحد ويدخل يده داخل الثوب‪.‬‬
‫‪ -18‬البصاق إىل جهة القبلة أو عن يمينه‪ :‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َْ ُ ْ ََ ْ‬ ‫َ كاَ َ َ َ ُ ُ ْ ُ َ يِّ َ َّ َ َ َ لىَ َ َ ْ‬
‫اهلل تعا ق ِبل َوج ِهه ‪ ِ،‬فال يبصق ق ِبل َوج ِه ِه ‪َ ،‬وال عن ي ِمينِ ِه ‪،‬‬ ‫«إِذا ن أحدكم يصل ‪ ،‬فإِن‬
‫ت ر ْجلِ ِه الْيُ رْ َ‬ ‫َ ليْ َ ْ ُ ْ تحَ ْ َ‬
‫سى» ثم طوى ثوبه بعضه عىل بعض‪[ .‬مسلم (‪])3008‬‬ ‫ِ‬ ‫و ب صق‬
‫ليَ ْ َ ينَ ّ َ َ ٌ‬
‫‪ -19‬رفع البرص إىل السامء‪ :‬قال ‪َ « :H‬نت ِه أقوام عن رفعِ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫[مسلم ]‬ ‫بص َار ُهم»‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بصارهم إىل السماءِ فيِ الصالة ِ أو يلخ ِطفن اهلل أ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬

‫‪ -20‬قراءة القرآن يف الركوع والسجود؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬


‫َلاَ يِّ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ ً‬
‫جدا»‪.‬‬
‫« أ إِن ن ِهيت أن أقرأ راك ِعا أو سا ِ‬
‫َ َ ىَّ‬
‫‪ -21‬النزول بالركبة قبل اليدين؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا صل‬
‫َ َ ُ ُ ْ َ اَ َ رْ ُ ْ َ َ َ رْ ُ ُ لبْ َ ُ ليْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ري‪َ ،‬و َضع يدي ِه قبل ركبتي ِه»[أبو داود سند صحيح]‬ ‫أحدكم‪ ،‬فل يبك كما يبك ا ِع‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -22‬اإلشارة باليدين إىل اجلانبني عند التسليم (من رشح الشيخ‪/‬‬


‫عبد اهلل سند عىل بداية املتفقه)‪.‬‬
‫مبطالت الصالة ثامنية‪:‬‬
‫‪ -1‬ترك رشط أو ركن عمدً ا بال عذر‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫الرشب عمدً ا غري ٍ‬
‫ناس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -2‬األكل أو‬
‫َّ اَ َ لاَ َ ْ ُ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫‪ -3‬الكالم عمدً ا؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِن ه ِذه ِ الصلة يصلح‬
‫َ ْ َ اَ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫فِيها مِن كل ِم انلَّ ِ‬
‫اس»‪.‬‬

‫‪ -4‬الضحك (القهقهة)؛ ألن الضحك أشد من الكالم وأقرب للهزل‬


‫ويشبه اللعب‪.‬‬
‫‪ -5‬العمل الكثري من غري جنسها‪ ،‬وتبطل الصالة ما خرجت باملصيل‬
‫عن هيئة الصالة يف العرف إال إذا كانت ملقصود رشعي كمن يقتل ثعبانًا‪،‬‬
‫وكان النبي ‪ H‬معه أمامة بنت زينب فكان حيملها يف صالته ويرتكها‬
‫إذا سجد‪.‬‬

‫احلركات التي تبطل ال�صالة من غري حاجة‪:‬‬


‫أ‪ -‬أن ال تكون حلاجة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون كثرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تكون متوالية‪.‬‬
‫‪ -6‬تعمد زيادة ركن فعيل‪ ،‬كأنك تأيت بركوع زيادة أو سجود زيادة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -7‬مرور املرأة البالغة أو احلامر أو الكلب األسود دون موضع السجود؛‬
‫َ َ ْ َ ُ ْ َينْ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ اَ َ َّ ُ‬
‫الرج ِل‪ ،‬إِذا لم يكن ب َ يدي ِه كآخ َِرة ِ‬ ‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬يقطع صلة‬
‫َ‬
‫ْ لَ ْ ُ لأْ ْ َ ُ َ ْ َ ٌ‬ ‫َ لحْ َ ُ ْ لَ ْ لأْ َ ْ ُ‬ ‫َّ ْ ْ َ َ ُ‬
‫ان»‪ .‬‬ ‫ار َوالك ُب ا س َود» وقال‪« :‬الكب ا سود شيط‬ ‫الرح ِل‪ :‬الم ْرأة احلائض وا ِم‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫‪82‬‬
‫‪ -8‬االئتامم بمن ال تصح إمامته‪ :‬املجنون واملرأة للرجال‪[ .‬املصدر السابق]‬

‫�أحكام �سجود ال�سهو‬

‫يف م�شروعية �سجود ال�سهو و�أ�سبابه‪:‬‬


‫[مسلم]‬ ‫قال ‪« :H‬إذا نىس أحدكم فليسجد سجدتني»‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا قام ومل جيلس للتشهد األوسط ناس ًيا‪.‬‬


‫وهذا واجب من واجبات الصالة‪ .‬عن عبد اهلل بن بحينة أنه قال‪ :‬صىل‬
‫بنا رسول اهلل ‪ H‬ركعتني من بعض الصلوات‪ ،‬ثم قام فلم جيلس‪،‬‬
‫فقام الناس معه‪ .‬فلام قىض صالته وانتظرنا تسليمه كبرّ قبل التسليم فسجد‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫سجدتني وهو جالس‪ ،‬ثم سلم‪ .‬‬
‫َ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ َّ ْ َ َينْ َ َ َ ْ َ‬
‫الركعت ِ فل ْم يستتِ َّم‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا قام أحدكم مِن‬
‫َّ ْ‬ ‫َ ً َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ً َ اَ يجَ ْ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫قائ ِما فليجلِس‪ ،‬فإِذا استت َّم قائ ِما فل لِس َويسجد سجدتني للسه ِو»‪.‬‬

‫[صححه األبلاين يف (اإلرواء) (‪])109/2‬‬ ‫ ‬


‫مخسا (إذا أتى بزيادة)‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا صىل ً‬
‫مخسا‪ ،‬فقيل له‪:‬‬
‫عن عبد اهلل ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬صىل ً‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫أزيد يف الصالة؟ فقال‪ :‬فسجد سجدتني بعد ما سلم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ٍ‬
‫ثالث أو ترك ركنًا‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا سلم يف ركعتني أو‬
‫عن أيب هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬انرصف يف اثنتني‪،‬‬
‫فقال له ذو اليدين‪ :‬أقرصت الصالة أم نسيت يا رسول اهلل؟ قال‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬أصدق ذو ايلدين؟» فقال الناس‪ :‬نعم‪ .‬فقام رسول اهلل‬
‫‪83‬‬
‫‪ ،H‬فصىل اثنتني أخريني‪ ،‬ثم سلم‪ ،‬ثم كبرّ فسجد مثل سجوده أو‬
‫[خ‪ ،‬م]‬ ‫ ‬ ‫أطول ثم رفع‪.‬‬
‫وعن عمران بن حصني أن رسول اهلل ‪ H‬صىل العرص فسلم‬
‫يف ثالث ركعات‪ ،‬ثم دخل منزله‪ ،‬فقام إليه رجل يقال له اخلرباق‪ ،‬وكان يف‬
‫يديه طول‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬فذكر له صنيعه‪ ،‬وخرج غضبان جير رداءه‬
‫حتى انتهي إىل الناس‪ ،‬فقال‪« :‬أصدق هذا؟» قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فصىل ركعة‪ ،‬ثم سلم‪،‬‬
‫[مسلم‪( ،‬الوجزي) د‪/‬عبد العظيم ابلدوي ]‬ ‫ثم سجد سجدتني‪ ،‬ثم سلم‪.‬‬

‫حمل �سجود ال�سهو‪:‬‬


‫‪ -1‬إن كان عن نقص؛ أي إذا نسى شي ًئا مثل التشهد أو نيس واج ًَبا من‬
‫واجبات الصالة فتسجد للسهو قبل السالم؛ لفعل رسول اهلل ‪.H‬‬
‫‪ -2‬وإن كان عن زيادة؛ أي أنك أتيت بزيادة يف الصالة مثل ركعة‬
‫أو ركن ولو قدر جلسة االسرتاحة‪ ،‬فتسجد للسهو بعد الصالة؛ لفعل‬
‫رسول اهلل ‪.H‬‬
‫يدر كم صىل؛ أي أنك شككت يف صالتك أنك‬‫‪ -3‬إن شك يف صالته ومل ِ‬
‫صليت ثال ًثا أم أرب ًعا ومل تتيقن أنك صليت أرب ًعا‪ ،‬فتبني عىل ثالث ركعات‬
‫وهذا هو اليقني وتسجد للسهو قبل السالم‪ ،‬لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َّ َّ َ ليْ َ نْ‬ ‫َ ْ َ ىَّ َ اَ ً َ ْ َ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ‬ ‫ََْ َْ‬ ‫َ اَ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ ُ ْ‬
‫«إِذا شك أحدكم فيِ صلت ِ ِه‪ ،‬فلم يد ِر كم صل ثلثا أم أربعا‪ ،‬فليطر ِح الشك‪ ،‬و ِ‬
‫ب‬
‫َ‬ ‫لَىَ َ ْ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َينْ َ ْ َ َ ْ ُ َ ِّ‬
‫[مسلم]‬ ‫ع ما استيقن‪ ،‬ثم يسجد سجدت ِ قبل أن يسلم»‪.‬‬

‫وأما إذا شك وتيقن أنه صىل أرب ًعا فيبني عىل اليقني‪ ،‬ويسجد للسهو بعد‬
‫فليتحر الصواب‪،‬ثم‬
‫َّ‬ ‫السالم؛ لقول رسول اهلل ‪ H‬فيمن شك وتردد‬ ‫‪84‬‬
‫ليتم عليه ليسلم‪ ،‬ثم ليسجد سجدتني بعد أن يسلم‪.‬‬
‫[مسلم من كتاب الفقه امليرس]‬ ‫ ‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى األذان والصالة‬


‫‪ -1‬ما حكم الإقامة للن�ساء؟‬
‫إن أقمن الصالة فال بأس‪ ،‬وإن تركن اإلقامة فال حرج عليهن؛ ألن‬

‫‪85‬‬
‫األذان واإلقامة إنام مها واجبان عىل الرجال‪.‬‬

‫‪ -2‬ما يجب على املر�أة �سرته يف ال�صالة؟‬


‫عىل املرأة يف الصالة أن تغطي جسدها كله عدا الوجه والكفني؛ لقول‬
‫َ‬ ‫لاَّ‬ ‫ُ َ اَ َ َ‬ ‫لاَ َ ْ َ ُ‬
‫ار»‪[ ،‬صححه األبلاين]‪ ،‬وقال‬
‫ٍ‬ ‫ِم‬ ‫ب‬
‫خِ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِض‬
‫ٍ‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫اهلل‬ ‫ل‬ ‫النبي ‪ « :H‬يقب‬

‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫رسول اهلل ‪« :H‬ال ْ َم ْر َأة َع َ‬


‫ورة»‪.‬‬

‫‪ -3‬ما حد عورة املر�أة يف ال�صالة بح�ضرة الأجانب؟‬


‫أ‪ -‬إذا صلت املرأة يف حرضة األجانب فعليها أن تسرت مجيع بدهنا‪ ،‬كام‬
‫جيب سرته خارج الصالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا أظهرت من جسدها شي ًئا مما جيب سرته بحرضة األجانب فهي‬
‫آثمة‪ ،‬وال تبطل صالهتا عىل الصحيح من أقوال العلامء إذ ال دليل عىل بطالن‬
‫الصالة بذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬ما حكم تغطية القدمني يف ال�صالة؟‬


‫اختلف العلامء يف ذلك؛ فمنهم من قال‪ :‬إن تغطية القدمني واجب‪،‬‬
‫وهو قول اإلمام مالك واإلمام أمحد‪ .‬ومنهم من قال‪ :‬جائز للمرأة أن تصيل‬
‫وظاهر القدم مكشوف‪ ،‬وهو قول اإلمام أيب حنيفة واإلمام الشافعي‪ .‬وأما‬
‫حديث‪« :‬إذا كان الدرع ساب ًغا يغطي قدميها يف الصالة»؛ فحديث ضعيف‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ضعفه العالمة األلباين‪ ،‬والراجح إن شاء اهلل تعاىل أنه جيوز للمرأة أن تصيل‬
‫كاشفة القدمني‪ ،‬لكن األحوط سرتمها‪.‬‬

‫‪ -5‬ما يجب �سرته على البنت ال�صغرية يف ال�صالة؟‬


‫ال جيب عليها االختامر؛ أي‪ :‬تغطية الشعر يف الصالة طاملا أهنا مل تبلغ‪.‬‬ ‫‪86‬‬
‫‪ -6‬ماذا لو كنت ت�صلني بدون حجاب لأنك مل تكوين على علم بوجوب احلجاب‪ ،‬هل‬
‫جتب الإعادة؟‬
‫إذا كنت كام تقولني من جهلك بام جيب سرته يف الصالة؛ فال إعادة‬
‫ِ‬
‫عليك لصالة املدة املاضية‪ ،‬وعليك التوبة إىل اهلل ‪ ‬من ذلك‪.‬‬

‫‪ -7‬هل ي�ستحب لب�س �أح�سن الثياب يف ال�صالة؟‬


‫نعم يستحب فعل ذلك‪ ،‬بل هو مأمور به؛ فقد قال اهلل ‪:‬‬
‫[ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﱪ [األعراف‪ ،]31:‬أي‪ :‬عند كل صالة‪ ،‬وقال‬
‫َ َ ىَّ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ُّ َ ْ ُ ِّ‬
‫اهلل أحق من ت ِزي َن‬ ‫رسول اهلل ‪ « :H‬إِذا صل أحدكم فليلبس ثوبي ِه فإِن‬
‫لهَ‬
‫[رواه ابليهيق‪ ،‬ورجاهل لكهم ثقات]‬ ‫ ‬ ‫ُ»‪.‬‬

‫‪ -8‬ما حكم حمل الطفل يف ال�صالة؟‬


‫جيوز؛ فقد كان النبي ‪ H‬حيمل أمامة بنت زينب ابنته يف الصالة‪،‬‬
‫فإذا سجد وضعها‪ ،‬وإذا قام محلها‪.‬‬

‫‪ -9‬ما حكم حمل الطفل وبه جنا�سة؟‬


‫أذى ال حتملينها‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫قال الشيخ ابن باز ‪ :‬إذا كان فيها ً‬
‫نظيفة فال بأس‪ ،‬فقد ثبت عنه ‪ H‬أنه صىل وهو حامل أمامة بنت‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫زينب ‪-‬بنت بنته‪ -‬يصيل هبا‪ ،‬والناس ينظرون‪ ،‬فإذا سجد وضعها‪ ،‬وإذا‬
‫قام محلها ‪ ،H‬وقد محل العلامء ذلك عىل أهنا كانت نظيفة طاهرة؛‬
‫فاألحوط لك أال تفعلني هذا إال إذا كنت تعرفني أهنا طاهرة‪.‬‬
‫وهنا يطرح سؤال نفسه‪ :‬ما حكم الصالة التي صلتها يف هذه احلالة؟‬
‫‪87‬‬
‫قال الشيخ ابن باز‪ :‬نرجو أال إعادة عليها إن شاء اهلل‪ ،‬لكن يف املستقبل حتتاط‪.‬‬

‫‪ -10‬كيف ت�سجد وتركع املر�أة؟‬


‫ذكر اإلمام ابن قدامة يف «املغني» أن املرأة جتمع نفسها يف الركوع‬
‫والسجود بدالً من التجايف‪ ،‬وجتلس مرتبعة‪ ،‬أو تسدل رجليها وجتعلهام يف‬
‫جانب يمينها بدالً من التورك واالفرتاش؛ ألنه أسرت هلا‪.‬‬

‫‪ -11‬ما حكم ذهاب املر�أة للم�سجد؟‬


‫لاَ َ ْ َ ُ‬
‫يباح للنساء الصالة يف املساجد‪ ،‬فقد قال النبي ‪ « :H‬تمنعوا‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫جد اهللِ»‪.‬‬
‫إِماء اهللِ مسا ِ‬

‫‪ -12‬ما هي الآداب التي ينبغي �أن تفعلها امل�سلمة �إذا ذهبت للم�سجد؟‬
‫‪-1‬أن تكون مسترتة باحلجاب الكامل‪ ،‬قالت عائشة ‪ :J‬كان‬
‫النساء يصلني مع رسول اهلل ‪ ،‬ثم ينرصفن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من‬
‫[متفق عليه]‬ ‫الغلس‪ .‬‬
‫َ ُّ َ‬
‫‪ -2‬ال خترج متعطرة متطيبة؛ فقد قال رسول اهلل ‪« : H‬أيما‬
‫َ‬ ‫ْ َ آْ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ْ خَ ُ ً َ اَ َ ْ‬
‫ورا‪ ،‬فل تش َه َد َّن َم َع َنا ال ِعش َاء الخ َِرة» [متفق عليه]‪ ،‬وعن ابن مسعود‪:‬‬ ‫امرأ ٍة أصابت ب‬
‫ًَ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ‬
‫إحداكن املسجد‪ ،‬فال تمس طيبا»‪.‬‬ ‫«إذا ش ِهدت‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -3‬ال خترج متزينة بالثياب‪ ،‬واحليل‪ ،‬فقد قالت أم املؤمنني عائشة‬
‫َ ِّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ َّ َ ُ َ‬
‫‪« :J‬لو أن رسول اهللِ ‪ H‬رأى مِن النساءِ ما رأينا‪ ،‬لمنعهن مِن المسا ِ‬
‫جدِ‪،‬‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ ُ رْ َ َ‬
‫سائ ِيل ن َِس َاء َها» [متفق عليه]‪ ،‬فام بالكن لو رأى رسول اهلل‬ ‫كما منعت بنو إ ِ‬
‫‪ H‬نساء األمة اليوم؟‬
‫‪88‬‬
‫‪ -13‬متى مينع الرجل امر�أته من الذهاب �إىل امل�سجد؟‬
‫إذا خاف عليها من أرشار يتعرضون هلا يف الطريق‪ ،‬أو كونه يف حاجة‬
‫يومئذ جلامعها من غري تضييع الفريضة ال عليه وال عليها‪ ،‬أو كونه يعلم من‬
‫زوجته فسا ًدا وكذ ًبا‪ ،‬وأهنا إنام خترج للعبث والفساد وتضييع ما هي مسؤولة‬
‫عنه من رعاية يف بيت زوجها ونحو ذلك‪.‬‬

‫‪� -14‬أيهما �أف�ضل للمر�أة ال�صالة يف البيت �أم امل�سجد؟‬


‫الصالة يف بيتها أفضل من الصالة يف املسجد لقول رسول اهلل‬
‫خَ ْ َ َ‬ ‫ُ ْ َ َ اَ ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ اَ َ‬ ‫َ اَ ُ ْ َ َ‬
‫‪« :H‬صلة الم ْرأة ِ فيِ بيتِها أفضل مِن صلت ِها فيِ حج َرت ِها َوصلتها فيِ مدعِها‬
‫اَ‬ ‫َْ ُ‬
‫أف َضل م ِْن َصلت َِها فيِ بَيْتِ َها» [رواه أبو داود وصححه األبلاين]‪ ،‬وخمدعها‪ :‬أي البيت‬
‫الصغري الذي يكون داخل البيت الكبري يحُ فظ فيه األمتعة النفيسة‪.‬‬

‫‪ -15‬ما حكم �إمامة املر�أة للن�ساء؟‬


‫هذه املسألة اختلف فيها العلامء‪ ،‬فمنهم من منع ذلك ومنهم من أجازه‪،‬‬
‫وروي أن ذلك مستحب وممن روي عنه ذلك‪ :‬عائشة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬وعطاء‪،‬‬
‫والثوري‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪ .‬وروي عن أمحد أن‬
‫ذلك غري مستحب‪ ،‬وكرهه أصحاب الرأي‪ ،‬وعليه؛ فإن كان بإمكان املرأة‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أن تؤم النساء يف الصالة لثبوت ذلك عن عائشة وأم سلمة ‪ ‬جاز هلا‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ -16‬من �أحق بالأمامة منهن؟‬


‫أقرؤهن لكتاب اهلل‪ ،‬فإن كانوا يف القراءة سواء؛ فأعلمهن بالسنة‪ ،‬وإن‬
‫‪89‬‬
‫كانوا يف بيت إحداهن فإن صاحبة البيت هي أحقهن باإلمامة إال أن تأذن‬
‫لغريها؛ كام جاءت بذلك األحاديث‪.‬‬

‫‪� -17‬أين تقف املر�أة يف حال �إمامتها للن�ساء؟‬


‫تقف يف وسطهن وليس أمامهن؛ فعن ربطة احلنفية قال‪ :‬أ َّمتنا عائشة‬
‫‪ J‬يف الصالة؛ فقامت وسطنا‪ .‬وهذا قول أكثر السلف‪.‬‬

‫‪-18‬هل جتهر املر�أة يف �صالتها بالن�ساء؟‬


‫نعم جتهر املرأة يف صالة اجلهر‪ ،‬وإن كان َث َّم رجال؛ فال جتهر‪ ،‬إال أن‬
‫يكونوا من حمارمها؛ فال بأس‪.‬‬

‫‪ -19‬كيف ت�صلي املر�أة مع زوجها؟‬


‫تصيل خلفه وهو أمامها‪.‬‬

‫‪ -20‬هل يجوز �صالة املر�أة مع �أحد حمارمها؟‬


‫جيوز‪ ،‬وتصيل خلفه‪.‬‬
‫‪ -20‬هل يجوز �أن ت�صلي املر�أة مع رجل �أجنبي؟‬
‫لاَ خَ ْ ُ َ َّ َ ُ ٌ ْ َ َ َ َّ َ َ ُ َ‬
‫ال جيوز؛ لقول رسول اهلل ‪ « :H‬يلون رجل بِامرأ ٍة‪ ،‬فإِن ثالثِ هما‬
‫َّ ْ َ ُ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫الشيطان»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪� -21‬إذا كان مع الإمام رجل وامر�أة ف�أين يقفان؟‬
‫يقف اإلمام وبجانبه الرجل‪ ،‬وتصيل املرأة خلفهام‪ ،‬كام ورد عن النبي‬
‫‪ ،H‬وإذا كان ثالث رجال وامرأة وقف الرجالن خلف اإلمام‪،‬‬
‫وتقف املرأة خلف الرجلني‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -22‬هل جتوز ال�سرتة بني الرجال والن�ساء يف �صالة الرتاويح وغريها؟‬
‫ال بأس بوضع سرتة من القامش أو نحوه بني الرجال والنساء يف صالة‬
‫الرتاويح وغريها‪ ،‬ولو ص َّلينْ َ صفو ًفا خلف صفوف الرجال بال سرتة؛‬
‫فذلك جائز‪ ،‬وعليهن باحلجاب يف هذه احلالة‪ ،‬وهو ما كان عليه العمل يف‬
‫عهد النبي ‪ H‬وأصحابه ‪.‬‬

‫‪ -23‬هل ت�صلي املر�أة املدخول بها ليلة زفافها؟‬


‫جيب عليها أن تصيل الصلوات املفروضة‪ ،‬وال تعذر يف تركها للصالة‪.‬‬

‫‪ -24‬هل يجوز للمر�أة �أن ت�ؤم الرجل؟‬


‫ال جيوز للمرأة أن تؤم الرجل‪ ،‬حتى وإن كان من املحارم‪ ،‬وإن فعلت‬
‫فالصالة تكون باطلة‪.‬‬

‫‪ -25‬ما حكم �إمامة املر�أة لل�صبيان؟‬


‫ال جيوز أن تكون املرأة إما ًما للصبي‪ ،‬ولكن يؤمها الصبي املميز؛ الذي‬
‫يعلم كيفية الصالة‪ ،‬فقد كان عمر بن سلمة ‪ ‬يؤم قومه وهو ابن سبع‬
‫[صحيح مسلم]‬ ‫ ‬
‫سنني‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪� -26‬إذا انقطع �صوت الإمام عن الن�ساء ماذا يفعلن؟‬


‫تصيل كل امرأة بمفردها حتى تكمل صالهتا‪.‬‬

‫‪ -27‬ما حكم املر�أة التي ت�صلي مبالب�س �شفافة حتى يظهر لون اجللد؟‬
‫صالهتا باطلة‪ ،‬وتعيد الصالة بمالبس ال تشف عماَّ حتتها‪ ،‬وال تكون‬
‫‪91‬‬
‫ضيقة مما يصف العورة وحيددها‪.‬‬

‫‪ -28‬ما حكم املر�أة التي ت�صلي منفردة خلف ال�صف؟‬


‫صالهتا باطلة؛ فعن وابصة بن معبد أن رج ً‬
‫ال صىل خلف الصف‬
‫وحده؛ فأمره النبي ‪ H‬أن يعيد الصالة‪[ ،‬صحيح الرتمذي]‪ ،‬ولكن إذا مل‬
‫يكن هناك مكان يف الصف؛ جاز هلا أن تصيل خلفه‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى اجلنائز‬
‫‪ -1‬ما هي الآداب التي ينبغي فعلها عند املحت�ضرة؟‬
‫‪ -1‬تذكريها بالوصية؛ بأن تكتب ما عليها؛ وما هلا‪ ،‬وأن تويص بعمل‬
‫صدقة جارية‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪ -2‬تعاهد َب ِّل حلقها وشفتيها؛ ليسهل عليها النطق بالشهادتني عند‬
‫تلقينها‪.‬‬
‫‪ -3‬تلقينها الشهادتني؛ فإن قالتها ال تتكلم بعدها بكالم حتى يكون‬
‫آخر كالمها‪« :‬ال إله إال اهلل»‪.‬‬
‫‪ -4‬تغميض عينيها بعد املوت‪.‬‬
‫‪-5‬ربط حلييها (فكيها) برباط من حتت ذقنها وفوق رأسها‪ ،‬وتليني‬
‫مفاصلها حتى يسهل عىل املغسلة تغسيلها‪.‬‬
‫‪ -6‬جتريدها من الثياب مع سرت العورة وتغطيتها بثوب أو قطعة قامش‬
‫تعدُّ هلذا الغرض‪.‬‬
‫‪ -7‬توجيهها إىل القبلة‪.‬‬
‫‪-8‬التعجيل بتجهيزها ودفنها‪.‬‬

‫‪ -2‬ما هي عورة املر�أة يف الغ�سل؟‬


‫املرأة كلها عورة إال مواضع الزينة‪ ،‬فاملرأة تغطى إال الوجه والرقبة‬
‫والقدمني وبعض من الساقني واليدين‪ ،‬وهذا قول اإلمام الشافعي‪ ،‬ورواية‬
‫عن اإلمام أمحد ‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -3‬هل يجوز للزوجة تغ�سيل زوجها؟‬


‫َ رَ َّ َ ِّ‬
‫ضكِ ل ْو مِت‬ ‫نعم جيوز؛ حلديث عائشة أن النبي ‪ H‬قال هلا‪« :‬ما‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َْ ََ ْ‬
‫قب يِل‪ ،‬فغ َّسل ُت ِك َوكفن ُت ِك‪ ،‬ث َّم َصلي ُت َعلي ِك‪َ ،‬و َدفن ُت ِك» [صحيح أمحد]‪ ،‬وقالت عائشة‪:‬‬
‫إال‬ ‫‪H‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‬ ‫لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما َغ َّسل‬
‫‪93‬‬
‫ ‬ ‫نساؤه‪ .‬وقد غسل أبو بكر الصديق ‪ ‬أزواجه‪.‬‬
‫‪ -4‬هل يجوز للن�ساء تغ�سيل ال�صبي؟‬
‫أمجع العلامء عىل أن للمرأة أن تغسل الصبي الصغري‪ ،‬ولكن إذا كان‬
‫الصبي قد بلغ حدًّ ا ُي ْشت ََهى فيه؛ فال جيوز تغسيله‪.‬‬

‫‪ -5‬ما حكم املغ�سلة التي تف�شي �أ�سرار الأموات؟‬


‫وح ِرمت من األجر؛ لقول رسول اهلل‬
‫هذه امرأة آثمة‪ ،‬وغري مأمونة ُ‬
‫‪َ « :H‬م ْن َغ َّس َل َم ِّي ًتا َف َك َت َم َعلَ ْيه ُغف َر لهَ ُ َأ ْر َبع َ‬
‫ني َم َّرةً‪َ ،‬و َم ْن َك َّف َن َم ِّي ًتا َك َساهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫جْ َ َّ‬ ‫اهلل م ِْن ُس ْن ُد ِس َوإ ْستَ رْ َ‬ ‫ُ‬
‫النةِ»‪[ ،‬رواه احلاكم‪ ،‬وإسناده حسن]‪ ،‬وقال ‪:H‬‬ ‫ب ِق‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ت ُم ْسل ًِما َس رَ َ‬
‫«م ْن َس رَ َ‬
‫اهلل يَ ْو ِم ال ِق َي َامةِ»‪[ ،‬رواه ابلخاري]‪ ،‬فاألفضل أن يكون الذي‬ ‫تهُ ُ‬ ‫َ‬

‫يتوىل الغسل هم أهل الصالح والتقوى‪.‬‬

‫‪-6‬كيف يفعل ب�شعر امليتة؟‬


‫يضفر شعرها ثالث ضفريات؛ لقول أم عطية وهي تغسل زينب بنت‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ اَ َ َ َ ْ اَ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫اص َي َت َها»‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫النبي ‪« :H‬فضفرنا شع َرها ثلثة أثل ٍث‪ ،‬قرنيها َون ِ‬

‫‪-7‬هل يغ�سل ال�سقط؟‬


‫إذا أسقطت املرأة ولدها ألكثر من أربعة أشهر ُغ ِّسل‪ُ ،‬‬
‫وصليِّ َ عليه‪ ،‬فإن‬
‫مل يكن له أربعة أشهر؛ فإنه ال يغسل وال يصىل عليه‪ ،‬ويلف يف قطعة من‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫قامش ويدفن؛ وذلك ألنه تنفخ فيه الروح بعد أربعة أشهر‪ ،‬أما قبل ذلك فال‬
‫يكون نسمة؛ فال يصىل عليه كاجلامدات والدم‪.‬‬

‫تغ�سل امليتة؟‬
‫‪ -8‬هل يجوز للمر�أة احلائ�ض �أن ِّ‬
‫نعم جيوز للمرأة احلائض والنفساء أن تغسل امليتة؛ لعدم الدليل عىل‬
‫َّ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫‪94‬‬
‫ك ليست بِيدِكِ »‪.‬‬‫املنع‪ ،‬ولقول رسول اهلل ‪« : H‬إِن حيضت ِ‬

‫‪ -9‬هل املر�أة احلامل تع�صر بطنها عند الغ�سل؟‬


‫قال بعض العلامء‪ :‬ال يعرص بطن احلبىل يف الغسل‪.‬‬

‫‪ -10‬ما حكم �إن ماتت ويف بطنها جنني حي؟‬


‫إن كانت ترجى حياته؛ فإنه جيب شق بطنها إلخراجه‪ ،‬وإن مل ترج‬
‫حياته ال تشق بطنها‪.‬‬

‫تغ�سل غ�س ًال واحدً ا �أم �أكرث؟‬


‫‪� -11‬إذا ماتت املر�أة وهي حائ�ض �أو جنب هل َّ‬
‫املرأة إذا ماتت خرجت من أحكام التكليف‪ ،‬ومل يبق عليها عبادة‬
‫واجبة‪ ،‬وإنام تغسل غس ً‬
‫ال واحدً ا تعبدً ا؛ وهو غسل املوت‪.‬‬

‫‪ -12‬هل كفن املر�أة كالرجل؟‬


‫الراجح أن كفن املرأة كالرجل؛ تكفن يف ثالثة أثواب‪ ،‬وما جاء يف‬
‫احلديث أن ابنة النبي ‪ H‬ك ِّفنت يف مخسة أثواب؛ فهو حديث ضعيف‪،‬‬
‫وقد ضعفه العالمة األلباين‪.‬‬

‫‪ -13‬هل كفن ال�صبي كالرجل؟‬


‫يكفن الصبي يف ثوب واحد‪ ،‬ولو كفن يف ثالث فال بأس‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -14‬من ُي ْد ِخ ُل املر�أ َة قربهَ ا؟‬


‫األوىل أن يدْ ِخ َلها زوجها‪ ،‬فإن مل يطق ذلك ي ِ‬
‫دخلها حمارمها؛ حلديث‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عمر بن اخلطاب أنه صىل عىل أم املؤمنني زينب بنت جحش‪ ،‬ثم أرسل إىل‬
‫أزواج النبي ‪ H‬من يدخل قربها؟ فقلن‪ :‬من كان يدخل عليها يف‬
‫‪95‬‬
‫حياهتا‪.‬‬

‫ويشرتط فيمن يدفن امليت أال يكون قد جامع زوجته يف تلك الليلة كام‬
‫يف احلديث‪.‬‬

‫‪ -15‬ما حكم زيارة املر�أة للقبور؟‬


‫حرم‪ ،‬ومنهم من قال‪:‬‬
‫اختلف العلامء يف زيارة املرأة للقبور؛ فمنهم من َّ‬
‫مكروه‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬مباح‪ ،‬وأعدل هذه األقوال‪ :‬أن الزيارة تكون برشوط‬
‫االلتزام بالزي الرشعي وال خترج متربجة وال متعطرة‪ ،‬وأن تصطحب بعض‬
‫‪J‬‬ ‫حمارمها‪ ،‬وأال تكثر من الزيارة‪ ،‬والدليل عىل ذلك حديث عائشة‬
‫َّ اَ ُ‬
‫قالت‪ :‬كيف أقول هلم يا رسول اهلل؟ ‪-‬تعني أهل البقيع‪ ،-‬قال‪ :‬قويل‪« :‬السلم‬
‫اهلل ال ْ ُم ْس َت ْقدم َ‬
‫ِني منا َوإنَّا إن َش َ‬
‫اء‬ ‫ني َوال ْ ُم ْسلم َ‬
‫ني‪َ ،‬ويَ ْر َح ُم ُ‬
‫ِ‬ ‫ع َأ ْهل ِّ‬
‫ادليَار م َِن ال ْ ُم ْؤمن َ‬ ‫لَىَ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل بكم الحقون»‪[ ،‬رواه مسلم]‪ ،‬وحلديث‪ :‬أن النبي ‪ H‬مر بامرأة عند‬
‫قرب وهي تبكي‪ ،‬فقال هلا‪ :‬اتقي اهلل واصربي‪ ،‬والشاهد أن النبي ‪H‬‬

‫أقرها‪ ،‬ومل ينكر عليها قعودها عند القرب‪ ،‬وتقريره ‪ H‬حجة‪.‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪� -16‬أين يقف الإمام يف ال�صالة على املر�أة؟‬
‫َ َّ ْ ُ‬
‫يقف عند وسطها؛ حلديث جندب قال‪« :‬صليت خلف انليب ‪H‬‬
‫َّ اَ َ َ ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َُ َ ُ ََ َ ُ ُ‬ ‫لَىَ ُ ِّ َ ْ‬
‫اء‪ ،‬فقام َرسول اهللِ ‪َ H‬وسل َم ل ِلصلة ِ عليها‬ ‫ب‪ ،‬ماتت و يِه نفس‬
‫ع أم ك ٍ‬
‫ع‬
‫َ َ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫َوسطها»‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ -17‬ما حكم اتباع املر�أة للجنازة؟‬
‫عن أم عطية قالت‪ :‬هنانا رسول اهلل ‪ H‬عن اتباع اجلنائز‪ ،‬ومل‬
‫يعزم علينا [رواه ابلخاري]‪ ،‬وهذا يدل عىل أن النهي إنام هو هني تنزيه فقط‪،‬‬
‫وليس للتحريم‪ ،‬وبه قال مجهور أهل العلم‪.‬‬

‫‪ -18‬هل يجوز للمر�أة �أن تكفن يف احلرير؟‬


‫جيوز؛ ألنه جيوز لبسه يف احلياة‪ ،‬ولكن يكره؛ ملا فيه من إرساف املال‬
‫وإضاعته‪.‬‬

‫‪ -19‬هل للن�ساء حمل اجلنازة؟‬


‫جْ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت النازة‬ ‫ال حيملن اجلنازة؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا ُو ِضع ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ِّ َ ُ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫الرجال»‪ .‬‬ ‫واحتملها‬

‫‪ -20‬هل يجوز �أن ت�صلي املر�أة على اجلنازة؟‬


‫جيوز هلا أن تصيل عىل اجلنازة؛ فقد ثبت عن أم املؤمنني عائشة ‪J‬‬

‫أهنا أمرت أن يؤتى بسعد بن أيب وقاص؛ لتصيل عليه‪.‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -21‬ما حكم النائحة؟‬


‫النائحة آثمة‪ ،‬وعليها التوبة واالستغفار‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫جْ َ َّ‬ ‫َ عاَ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ خْ ُ ُ َ َ ْ َ َّ جْ ُ ُ َ‬
‫الا ِهلِيةِ»‪[ ،‬رواه ابلخاري]‪،‬‬ ‫اليوب‪َ ،‬و د بِدع َوى‬ ‫«ليس مِنا من لطم الدود‪ ،‬أو شق‬
‫َّ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ائَة إِذا ل ْم تتب قبل م ْوت ِها تقام ي ْوم ال ِقيام ِة عليها‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬انل حِ‬
‫‪97‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫س َبال م ِْن ق ِط َر ٍان ‪َ ,‬ود ِْرع م ِْن َج َر ٍب»‪ .‬‬‫رِ‬

‫‪ -22‬ما حكم البكاء من غري نياحة؟‬


‫البكاء من غري نياحة وال لطم ال بأس به؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َلاَ َ ْ َ ُ َ َّ َ لاَ ُ َ ِّ ُ َ ْ ْ َينْ َ لاَ ُ ْ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ ِّ ُ ُكاَ َ ْ‬
‫كن يعذب بِب ءِ أهلِ ِه‬ ‫ب ول ِ‬
‫«أ تسمعون ‪ ,‬إِن اهلل يعذب بِدمعِ الع ِ و حِبز ِن القل ِ‬
‫َْ‬
‫َعلي ِه » [متفق عليه]‪ ،‬وقد بكى رسول اهلل ‪ H‬عىل ابنه إبراهيم‪.‬‬

‫‪ -23‬ما الواجب على املر�أة التي مات عنها زوجها؟‬


‫أن ال خترج من بيت زوجها إال حلاجة؛ كالذهاب إىل الطبيبة‪ ،‬ونحو‬
‫ذلك‪ ،‬وال تلبس الثياب امللونة‪ ،‬وال تتعطر‪ ،‬وال تلبس الذهب مدة أربعة‬
‫أشهر وعرشة أيام؛ وفا ًء هلذا الزوج‪ ،‬فعن أم عطية ‪ J‬قالت‪ :‬كنا ننهى أن‬
‫وعرشا‪ ،‬وال نكتحل‪،‬‬
‫ً‬ ‫نحد عىل ميت فوق ثالث‪ ،‬إال عىل الزوج أربعة أشهر‬
‫[متفق عليه]‬ ‫وال نتطيب‪ ،‬وال نلبس ثو ًبا مصبو ًغا‪.‬‬
‫ْ ُ َ ىَّ َ ْ َ َ ُ َ لاَ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬المت َوف عنها ز ْوجها تلبس المعصف َر م َِن‬
‫لاَ َ ْ َ ُ‬ ‫َ لاَ ْ ُ َ َّ َ َ َ لاَ لحْ ُ َّ لاَ خَ ْ َ‬ ‫ِّ َ‬
‫ل‪َ ،‬و تت ِض ُب‪َ ،‬و تكت ِحل»‪ ،‬وقال تعاىل‪[ :‬ﭑ‬ ‫اب‪ ،‬و الممشقة‪ ،‬و ا يِ‬ ‫اثلي ِ‬
‫[ابلقرة‪]234:‬‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ]‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى الزكاة‬
‫‪-1‬هل جتب الزكاة على ذهب الزينة؟‬
‫ملبوسا‬
‫ً‬ ‫القول الراجح جيب إخراج الزكاة عىل ذهب الزينة سواء كان‬
‫مدخرا‪ ،‬فعن عمرو بن العاص أن امرأة أتت رسول اهلل ‪ H‬ومعها‬
‫ً‬ ‫أو‬ ‫‪98‬‬
‫َ ُ ْ َ َ كاَ َ َ َ‬
‫ني ز ة هذا؟»‬ ‫ابنة هلا ويف يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب‪ ،‬فقال هلا‪« :‬أتع ِط‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ َّ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫سكِ َأ ْن ي ُ َس ِّو َ‬ ‫َ َ ْ لاَ َ َ َ‬
‫ار» قال‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ار‬‫و‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ج‬‫و‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫اهلل‬ ‫كِ‬‫ر‬ ‫ال‪« :‬أي َ رُ ُّ‬ ‫قالت‪ ، :‬ق‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫فخلعتهام فألقتهام إىل النبي ‪ ،H‬وقالت‪ :‬مها هلل ‪ ‬ولرسوله‪ .‬وقال‬
‫رسول اهلل ‪ :H‬ما من صاحب ذهب وال فضة ال يؤدي منها حقها‬
‫إال إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأمحي عليها يف نار جهنم‬
‫فيكوى هبا جنبه وظهره‪ ،‬كلام بردت أعيدت عليه‪ ،‬يف يوم كان مقداره مخسني‬
‫ألف سنة‪ ،‬حتى يقىض بني العباد‪ ،‬فريى سبيله‪ ،‬إما إىل اجلنة وإما إىل النار‪.‬‬

‫‪ -2‬هل على اجلنني يف بطن �أمه زكاة فطر؟‬


‫يستحب إخراجها عنه؛ لفعل عثامن بن عفان ‪ ،‬وال جتب عليه؛‬
‫لعدم الدليل عىل ذلك‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫الصيام‬
‫تعريف ال�صيام‪:‬‬
‫هو التعبد هلل تعاىل باإلمساك عن املفطرات من طلوع الفجر الثاين إىل‬

‫‪99‬‬
‫[فتاوى الشيخ ابن عثيمني]‬ ‫غروب الشمس‪ .‬‬
‫ف�ضائل ال�صيام‪:‬‬
‫أجرا‪:‬‬ ‫َّ‬
‫إن اهلل مل حيدد له ً‬
‫َّ لُ ُّ َ َ ْ َ َ لهَ ُ لاَّ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬قال اهلل عز وجل‪ :‬ك عم ِل اب ِن آدم ‪ ،‬إ ِ‬
‫ِّ َ َ ِّ َ ُ َ َ َ َ ْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫الصيام‪ ،‬الصيام ليِ وأنا أج ِزي ب ِ ِه»‪.‬‬

‫خلوفه أفضل من ريح املسك‪:‬‬


‫خَ ُ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ لذَّ َ ْ ُ حُ َ َّ َ‬
‫«وا ِي نفس مم ٍد بِي ِده ِ‪ ،‬للوف ف ِم الصائ ِِم‬ ‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ُ َْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫ك »‪.‬‬
‫أطيب عِند اهللِ مِن ِريحِ ال ِمس ِ‬

‫فرح الصائم يوم القيامة‪:‬‬


‫َ َ ٌ َْ‬ ‫َ َ ٌ َْ ْ‬ ‫َْ ََ‬ ‫َّ‬
‫ان‪ :‬ف ْرحة عِند ف ِط ِره ِ‪َ ،‬وف ْرحة عِند‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ل ِلصائ ِِم فرحت ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬ ‫ل ِقاءِ َرب ِه»‪.‬‬

‫حصول التقوى‪:‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫[ابلقرة‪]183:‬‬ ‫ ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ] ‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫الوقاية من النار‪:‬‬
‫لاَّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ُ َْ ً‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ما مِن عب ٍد يصوم يوما فيِ سبِ ِ‬
‫يل اهللِ‪ ،‬إ ِ باعد‬
‫َّ َ ْ َ َ ً‬ ‫ُ َ َ ليْ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ني خ ِريفا» (أي سبعني سنة)‪.‬‬ ‫اهلل‪ ،‬بِذل ِك ا و ِم وجهه ع ِن انل ِ‬
‫ار سب ِع‬

‫مغفرة الذنوب‪:‬‬
‫‪100‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ َ ً ْ َ ً ُ لهَ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من صام َرمضان إِيمانا َواحتِسابا‪ ،‬غ ِف َر ُ ما‬
‫َْ‬ ‫ََ‬
‫تق َّد َم م ِْن ذنبِ ِه»‪( ،‬إيامنًا واحتسا ًبا‪ :‬إيام ًنَا باهلل تعاىل واحتسا ًبا لألجر عند اهلل)‪.‬‬
‫[ابلخاري]‬

‫تدخل اجلنة من باب الريان‪:‬‬


‫جْ َ َّ َ ً ُ َ ُ لهَ ُ َّ َّ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫الريان يدخل مِنه‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن فيِ الن ِة بابا يقال‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ لاَ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ٌ َ يرْ ُ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ َ‬
‫الصائ ِمون يوم ال ِقيامةِ‪ ،‬يدخل مِنه أحد غ هم‪ ،‬يقال‪ :‬أين الصائ ِمون؟ فيقومون‪،‬‬
‫ُ ُ ْ َ ََ َْ ُ ْ ُْ َ َ ٌ‬ ‫ََْ ُ ُ َ ُْ َ َ َ َ َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫فيدخلون مِنه‪ ،‬فإِذا دخل آخ ُِره ْم أغلِق‪ ،‬فل ْم يدخل مِنه أحد»‪.‬‬

‫يشفع لك يوم القيامة‪:‬‬


‫َ َ ْ َ َ‬ ‫ِّ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫ان للعبد ي ْوم ال ِقيامةِ»‪.‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬الصيام والقرآن يشفع ِ‬
‫[صحيح الرتغيب]‬

‫تكون من الصديقني والشهداء‪:‬‬


‫ََ َ َ ُ َ‬
‫عن عمرو بن مرة قال‪« :‬جاء رجل إىل رسول اهلل ‪ H‬فقال‪ :‬يا َرسول‬
‫خْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َّ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ لاَ لهَ َ لاَّ‬
‫ات المس‪،‬‬ ‫اهللِ أرأيت إِن ش ِهدت أن إ ِ إ ِ اهلل‪ ،‬وأنك رسول اهللِ‪ ،‬وصليت الصلو ِ‬
‫َ ْ َ َ لَىَ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ َّ كاَ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫الز ة؟‪ ،‬فقال َرسول اهللِ ‪« :H‬من مات ع‬ ‫وصمت رمضان وقمته وآتيت‬
‫َ َ كاَ َ َ ِّ ِّ َ ُّ‬
‫[ الرتغيب والرتهيب]‬ ‫ني َوالش َه َداءِ»‪ .‬حسن‬ ‫هذا ن مِن الصدي ِق‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫�شروط وجوب ال�صوم‪:‬‬


‫‪ -1‬اإلسالم‪:‬‬
‫فال تقبل أي عبادة من كافر قال تعاىل‪[ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫[الزمر ‪]65:‬‬ ‫ ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ]‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ -2‬العقل‪:‬‬
‫َ‬ ‫لقوله ‪ُ :H‬‬
‫«رفع القلم عن ثالث وذكر منهم املجنون حىت يفيق»‬
‫[ صحيح اجلامع]‬ ‫واملجنون‪ :‬أي الغلوب عىل عقله حتى يربأ‪.‬‬
‫‪ -3‬البلوغ‪:‬‬
‫«رفع القلم عن ثالث‪ :‬وذكر منهم عن الصيب َح ىَّت حيتلم»‪،‬‬
‫لقوله ‪ُ :H‬‬

‫[ صحيح اجلامع]‪ ،‬ولكن ُيدرب الصبي عىل الصوم و ُيلهى باللعب وغريه حتى‬
‫يتعود عىل ذلك كام كان يفعل الصحابة ‪.‬‬

‫عالمات البلوغ‪:‬‬
‫‪ -1‬إنزال املني باحتالم أو بغري احتالم‪.‬‬
‫‪ -2‬إنبات شعر العانة‪.‬‬
‫‪ -3‬متام مخسة عرشة سنة‪.‬‬
‫‪ -4‬وتزيد األنثى بنزول دم احليض‪.‬‬
‫‪ -5‬القدرة عىل الصيام واإلقامة‪:‬‬
‫فال جتب عىل املريض الذي ال يرجى برؤه وال عىل كبري السن الذي ال‬
‫يستطيع الصيام ويطعامن عن كل يوم مسكينًا لقوله تعاىل‪[ :‬ﭳﭴ ﭵ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ] [ ابلقرة ‪ ،]184:‬وكذلك ال جيب الصوم عىل املسافر‪.‬‬
‫‪ -6‬دخول الشهر‪:‬‬
‫[ ابلقرة ‪]185:‬‬ ‫قال تعاىل‪ [ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ] ‪ .‬‬
‫‪102‬‬
‫�شروط �صحة ال�صوم‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل‪.‬‬
‫‪ -3‬التمييز‪ :‬وحد الصبي املميز بسبع سنوات لقول رسول اهلل‬
‫‪« :H‬علموا أوالدكم الصالة لسبع»‪.‬‬
‫َّ َ لأْ َ ْ َ ُ‬
‫‪ -4‬النية‪ :‬فال بد من نية لكل عمل لقوله ‪« :H‬إِنما ا عمال‬
‫َ ْ َ‬ ‫ِّ َّ‬
‫ات»‪[ ،‬ابلخاري]‪ ،‬ويشرتط تبييت النية لكل ليلة لقوله ‪« :H‬من ل ْم‬ ‫بِانلي ِ‬
‫لهَ‬ ‫َ اَ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫وع الف ْج ِر‪ ،‬فل ِص َي َام ُ»‪[ ،‬صحيح اجلامع]‪ ،‬والنية حملها القلب‬
‫ام قبل ُطل ِ‬ ‫ت الصي‬‫يبي ِ‬
‫والتلفظ هبا بدعة فتنوي الصيام بقلبك‪.‬‬

‫‪ -5‬انقطاع دم احليض والنفاس‪ :‬لقوله ‪« :H‬أليس إحداكن إذا‬


‫ّ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫تصل ولم تصم»‪ .‬‬ ‫ِ‬ ‫حاضت لم‬

‫�سنن ال�صوم‪:‬‬
‫ُ َيرْ َ َ َّ ُ ْ ْ‬ ‫لاَ َ ُ‬
‫‪ -1‬تعجيل الفطر‪ :‬لقوله ‪ « :H‬ي َزال انلَّاس خِب ٍ ما عجلوا ال ِفط َر‬
‫َ َّ ليْ ُ َ ُ َ ِّ َ‬
‫[صحيح ابن ماجة]‬ ‫ ‬ ‫فإِن ا َهود يؤخ ُرون»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َ َ َّ َ‬
‫‪ -2‬تأخري السحور‪ :‬عن أنس عن زيد بن ثابت ‪ ‬قال‪« :‬تسح ْرنا‬
‫َ ْ كاَ َ َينْ َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َّ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َّ َ َ لىَ‬
‫َم َع انلَّ ِّ‬
‫ور؟‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫الس‬‫و‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫ذ‬‫األ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫الص‬ ‫ب ‪ ،H‬ثم قام إ ِ‬ ‫يِ‬
‫َ َ َ ْ ُ مَ ْ َ َ ً‬
‫" قال‪ :‬قدر خ ِسني آية»‪[ ،‬ابلخاري ومسلم]‪ ،‬أي قدر قراءة مخسني آية‪ ،‬وقال‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬السحور لكه بركة ولو أن جيرع أحدكم جرعة من ماء فإن‬
‫‪103‬‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫اهلل ومالئكته يصلون ىلع املتسحرين»‪.‬‬

‫كان رسول اهلل‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬الزيادة يف عمل اخلري‪ :‬عن ابن عباس‬
‫‪« :H‬أجود انلاس باخلري واكن أجود ما يكون يف رمضان حني يلقاه‬

‫جربيل واكن جربيل عليه السالم يلقاه لك يللة يف رمضان حىت ينسلخ يعرض عليه‬

‫انليب ‪ H‬القرآن فإذا لقيه جربيل عليه السالم اكن أجود باخلري من الريح‬

‫[ابلخاري]‬ ‫املرسلة»‪ .‬‬


‫َ كاَ َ َ ُ‬
‫‪ -4‬قوله إذا شتم (إين صائم)‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا ن ي ْوم‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ ُ ْ يِّ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ لاَ يجَ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ اَ‬
‫ِك ْم فل يَ ْرفث‪َ ،‬و ْ َهل‪َ ،‬وإِن َج ِهل َعلي ِه أ َح ٌد فل َيقل‪ :‬إِن ْام ُرؤ َصائ ٌِم »‪،‬‬‫صو ِم أحد‬
‫[صحيح ابن ماجة]‪ ،‬ويرفث‪ :‬أي ال يفحش يف القول‪.‬‬
‫‪ -5‬الدعاء عند الفطر‪ :‬عن ابن عمر ‪ ‬أن رسول اهلل ‪H‬‬
‫َ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ َّ ْ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ‬
‫ ‬ ‫اء ُ‬
‫اهلل»‪.‬‬ ‫ت الأْ ْج ُر إ ْن َش َ‬ ‫إذا أفطر قال‪« :‬ذهب الظمأ‪ ،‬وابتل ِ‬
‫ت العروق‪ ،‬وثب‬
‫ِ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬
‫‪ -6‬الفطر عىل رطب‪ :‬عن أنس ‪ : ‬كان رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ُ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ يِّ لَىَ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫وات‬
‫ات فإِن لم يكن حثا ح ٍ‬
‫ث‬ ‫«يف ِطر قبل أن يصل ع رطب‪ ،‬فإِن لم يكن فعىل تمر ٍ‬
‫ْ َ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫مِن ما ٍء»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫املفطرات �سبعة‪:‬‬
‫‪ -1‬األكل أو الرشب عمدً ا‪ :‬لقوله تعاىل‪[ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫[ابلقرة‪]187 :‬‬ ‫ ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ] ‪.‬‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ َ ْ ً َ َ َ َ َ رَ َ َ ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫شب‪ ،‬فليتِ َّم ص ْومه‪،‬‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ك‬ ‫د‬‫ح‬ ‫أ‬ ‫ىس‬ ‫ولقوله ‪« :H‬إِذا ن‬
‫َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫‪104‬‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫اهلل َوسقاهُ»‪.‬‬ ‫فإِنما أطعمه‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ٌ‬
‫عند ِّ‬
‫انليب‬ ‫حنن جلوس‬ ‫‪ -2‬اجلامع عمدً ا‪ :‬عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪« :‬بينما‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫جاءهُ رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل! هلكت‪ .‬فقال "ما لك؟"‪ .‬قال‪ :‬وقعت‬ ‫‪ H‬إذ َ‬
‫ْ جَ ُ َ ً ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫تد َرقبة تعتِقها؟"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫"هل‬ ‫‪H‬‬ ‫اهلل‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬ ‫‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫صائم‬ ‫وأنا‬ ‫رمضان‬ ‫يف‬ ‫يت‬ ‫رأ‬ ‫ىلع ام‬
‫إطعام ستَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫شهرين؟"‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪" :‬فهل جتد‬
‫ِ‬ ‫تصوم‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫تطيع‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫"هل‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫ال‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫ً‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫مِسكينا؟‪ .‬قال‪ :‬ال»‪.‬‬

‫�شروط الكفارة‪:‬‬
‫‪ -1‬أال يكون هناك مسقط للصوم يف حقه كالسفر أو املرض‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اجلامع يف هنار رمضان‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون ممن يلزمه الصوم (مسلم‪/‬بالغ‪/‬عاقل ‪/‬قادر عىل الصوم‬
‫مقيم غري مسافر)‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون عا ًملا باحلكم واحلال أي يعلم أن اجلامع يف هنار رمضان‬
‫حمرم‪.‬‬
‫ذاكرا غري ٍ‬
‫ناس‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن يكون ً‬
‫ٍ‬
‫مكره‪.‬‬ ‫‪ -6‬أن يكون غري‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ما هي الآثار املرتتبة على اجلماع يف نهار رم�ضان؟‬


‫‪ -1‬يأثم فاعله‪.‬‬
‫‪ -2‬فساد ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ -3‬وجوب اإلمساك بقية اليوم حلرمة الشهر‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -4‬الكفارة عىل الرتتيب وليس التخيري‪.‬‬
‫‪ -5‬عليه التوبة من ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬قضاء ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ -3‬االستمناء‪ :‬عن أيب هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬قال‪:‬‬
‫َّ َ َ رْ ُ ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫لُ ُّ َ َ ْ َ َ لهَ لاَّ ِّ َ َ َ ُ‬
‫تك‬ ‫قال اهلل ‪« :‬ك عم ِل اب ِن آدم ُ‪ ،‬إ ِ الصيام‪ ،‬فه َو ليِ ‪َ ،‬وأنا أج ِزي ب ِ ِه‪ ،‬إِنما ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ام ُه َو رَ َ‬
‫شابَ ُه َوشهوت ُه م ِْن أ ْج يِل‪ ،‬ف ِص َي ُام ُه ليِ » وعىل هذا ُيعترب الذي استمنى مل يدع‬ ‫َ َ َ‬
‫طع‬
‫[قول األئمة األربعة]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫شهوته فبذلك يفسد صيامه‪.‬‬
‫‪ -4‬العزم عىل الفطر‪ :‬لقطع النية املأمور باصطحاهبا إىل آخر العبادة‬
‫َّ َ‬
‫(الصوم) حلديث عمر بن اخلطاب ‪ ‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِنما‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫لأْ َ ْ َ ُ ِّ َّ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ات‪َ ،‬وإِنما لاِ م ِر ٍئ ما ن َوى»‪.‬‬
‫ا عمال بِانلي ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪ -5‬القيء عمدً ا‪ :‬فعن أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ H‬يقول‪« :‬من‬
‫َ َ َ ُ يَ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ٌ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ ْ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫اء عمدا فليق ِض»‪.‬‬ ‫ذرعه القء‪ ،‬فليس علي ِه قضاء‪ ،‬ومن استق‬

‫‪ -6‬احليض والنفاس‪ :‬لقول رسول اهلل ‪« :H‬أليست إحداكن‬


‫ّ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫تصل؟ فذلك نقصان دينها»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إذا حاضت لم تصم ولم‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -7‬الردة عن اإلسالم‪ :‬فإن الردة حتبط مجيع األعامل لقول اهلل‬
‫‪[ :‬ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫[الزمر ‪]65 :‬‬ ‫ ‬‫ﯝ]‪.‬‬

‫الأيام امل�ستحب �صيامها‪:‬‬


‫َ َ ُّ ِّ َ‬ ‫‪106‬‬
‫الصي ِ‬
‫ام‬ ‫‪ -1‬صيام يوم وإفطار يوم‪ :‬لقول رسول اهلل ‪« :H‬أحب‬
‫َ اَ ُ َ ُ َ كاَ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ ُ‬ ‫َّ اَ لىَ‬ ‫َ ُ َ َُ َ َ‬ ‫لىَ‬
‫اود‪ ،‬ن ينام ن ِصفه‪َ ،‬ويقوم ثلثه‪،‬‬ ‫اود‪َ ،‬وأح ُّب الصلة ِ إ ِ اهللِ صلة د‬ ‫إ ِ اهللِ ِصيام د‬
‫َ َ ُ ُ ُ َ ُ كاَ َ َ ُ ُ َ ً ُ ْ َ ً‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫َوينام سدسه‪َ ،‬و ن يصوم ي ْوما َويف ِط ُر ي ْوما»‪.‬‬
‫َ ُ َ َ ََ‬
‫«صيام ي ْو ِم ع َرفة‬
‫‪ -2‬يوم عرفة لغري احلاج‪ :‬لقول رسول اهلل ‪ِ :H‬‬
‫َّ َ َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َّ َ َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫يِّ َ ْ َ ُ لَىَ‬
‫سب ع اهللِ أن يكف َر السنة التيِ قبلها َوالسنة التيِ بعدها»‪[ .‬صحيح الرتمذي]‬ ‫إِن أحت ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫«صيام ي ْو ِم‬
‫‪ -3‬يوم تاسوعاء وعاشوراء‪ :‬لقول رسول اهلل ‪ِ :H‬‬
‫َّ َ َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫لَىَ‬ ‫َ يِّ َ ْ َ‬ ‫عاَ‬
‫أيضا‪ :‬فإن كان‬ ‫شوراء إِن أحت ِس ُب ع اهللِ أن يكف َر السنة التيِ قبله »‪ ،‬وقال ً‬
‫العام املقبل صمت يوم التاسع‪.‬‬
‫ُ ْ ُ لأْ َ ْ َ ُ لَىَ‬
‫‪ -4‬يومي االثنني واخلميس‪ :‬لقوله ‪« :H‬تع َرض ا عمال ع اهللِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫يس وأحب أن يرفع عميل وأنا صائم»‪.‬‬ ‫يو يِم االثنني واخل ِم ٍ‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ ًّ‬
‫‪ -5‬ستة أيام من شوال‪ :‬لقوله ‪« :H‬من صام َرمضان‪ ،‬ث َّم أتبعه ِستا‬
‫ْ َ َّ كاَ َ َ َ ُ َّ ْ‬
‫[مسلم]‬ ‫ادله ِر»‪ .‬‬ ‫ال‪ ،‬ن ك ِصيام‬ ‫مِن شو ٍ‬
‫ْ لُ ِّ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ اَ َ َ َّ‬
‫‪ -6‬األيام البيض‪ :‬لقوله ‪« :H‬صوم ثلث ِة أيامٍ مِن ك شه ٍر ص ْوم‬
‫َّ ْ كلُ ِّ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ادله ِر ِه»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -7‬العرشة األوائل من ذي احلجة‪ :‬فعن بعض أزواج النبي ‪H‬‬


‫لحْ َّ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ‬ ‫كاَ َ ُ ُ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫قالت‪ « :‬ن َرسول اهللِ ‪ H‬يصوم ت ِسع ذِي ا ِجةِ»‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -8‬غالب شهر املحرم‪ :‬لقوله ‪« :H‬أفضل الص ْوم بعد َرمضان شهر‬
‫لمْ‬
‫‪107‬‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫اهلل ا حرم»‪.‬‬

‫‪ -9‬غالب شعبان‪ :‬قال أنس ‪ : ‬إن رسول اهلل ‪« :H‬اكن أحب‬

‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫الصوم إيله يف شعبان»‪.‬‬

‫شهرا أكثر‬
‫وعن عائشة ‪ :J‬كان رسول اهلل ‪ H‬ال يصوم ً‬
‫من شعبان‪.‬‬
‫َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫وعن أسامة بن زيد ‪ ‬قال‪« :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ال أ َراك تصوم مِن شه ٍر‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُّ ُ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ٌ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ ْ ُ َينْ َ َ َ‬
‫ب َو َرمضان ‪،‬‬ ‫ور ما تصوم مِن شعبان؟ قال‪ :‬ذاك شهر يغفل انلاس عنه ب رج ٍ‬ ‫مِن الشه ِ‬
‫لأْ َ ْ َ ُ لىَ َ ِّ ْ َ َ َ ُ ُّ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ ٌ‬ ‫َُ َ ْ َُْ ُ‬
‫َوهو شه ٌر ترفع فِي ِه ا عمال إ ِ رب العال ِمني‪َ ،‬وأحِب أن يرفع عم يِل َوأنا صائ ِم»‪ .‬‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬

‫الأيام املنهي عن �صيامها‪:‬‬


‫‪ -1‬يومي العيدين ( عيد الفطر وعيد األضحى)‪.‬‬
‫‪ -2‬أيام الترشيق الثالثة وهي ( أيام احلادي عرش والثاين عرش والثالث‬
‫عرش من ذي احلجة)‪.‬‬
‫‪ -3‬يوم الشك وهو يوم (الثالثني من شعبان إن غم فيه رؤية اهلالل)‪.‬‬
‫‪ -4‬يوم اجلمعة منفر ًدا (ألنه يوم عيد املسلمني)‪.‬‬
‫‪ -5‬يوم السبت منفر ًدا (ألنه يوم تعظمه اليهود)‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -6‬صوم الدهر (لقوله‪ :‬ال صام من صام الدهر)‪.‬‬
‫‪ -7‬صوم املرأة وزوجها حارض بغري إذنه (يف غري رمضان)‪.‬‬

‫***‬ ‫‪108‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى الصيام‬
‫‪ -1‬ما على احلامل واملر�ضع �إذا �أفطرتا؟‬
‫الراجح أن احلامل إذا خافت عىل نفسها واملرضع إذا خافت عىل نفسها‬

‫‪109‬‬
‫قياسا عىل املريض الذي يرجى شفاؤه‪ ،‬واملسافر‬
‫وطفلها فعليهام القضاء ً‬
‫بعد عودته من السفر‪ ،‬وهو قول اجلمهور‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫[ابلقرة ‪]185:‬‬ ‫ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ]‪.‬‬

‫‪ -2‬حكم املري�ضة التي ال يرجى �شفا�ؤها وكبريات ال�سن؟‬


‫الذي عليهام اإلطعام؛ عن كل يوم مسكينًا‪ ،‬قال اهلل تعال‪[ :‬ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ] [ابلقرة ‪ ،]184:‬قال ابن عباس ‪ ‬نزلت‬
‫رخصة للشيخ الكبري‪.‬‬

‫‪ -3‬ما هو مقدار الفدية؟‬


‫األفضل أن يطعم املساكني من أوسط ما يطعم أهله‪ ،‬وجيوز أن يصنع‬
‫طعا ًما ويدعو إليه بعدد أيام فطره؛ كام صنع أنس ‪.‬‬

‫‪ -4‬حكم املر�أة لو �شفيت �أو طهرت يف نهار رم�ضان؟‬


‫ال جيب عليها اإلمساك بقية اليوم‪ ،‬وعليها قضاء هذا اليوم وما سبقه‪،‬‬
‫وهو مذهب مالك والشافعي‪ ،‬واستحب بعض العلامء اإلمساك بقية اليوم‬
‫الحرتام اليوم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -5‬ما احلكم لو عاد امل�سافر يف نهار رم�ضان ووجد امراته احلائ�ض قد طهرت هل له‬
‫�أن يجامعها؟‬
‫له أن جيامعها‪ ،‬وال يشء عليه؛ ألن الصوم ليس يف حقه وال يف حقها‬
‫واج ًبا‪ ،‬وهو قول الشيخ حممد بن صالح العثيمني ‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫‪ -6‬ماذا على املر�أة �إذا طهرت قبل �أذان الفجر؟‬
‫تصوم املرأة وتغتسل‪ ،‬قالت السيدة عائشة ‪« : J‬اكن رسول اهلل‬

‫يصبح وهو جنب فيغتسل بعد أذان الفجر»‪ .‬ولكن تعجل بالغسل‬ ‫‪H‬‬

‫لكل تصيل الصبح يف وقته‪.‬‬

‫‪ -7‬ماذا على املر�أة �إذا حا�ضت يف نهار رم�ضان؟‬


‫تفطر هذا اليوم وتقضيه‪ ،‬وتأثم إذا أكملت اليوم بالصيام؛ لقوله‬
‫‪« :H‬أليست إحداكن إذا حاضت لم تصم؟»‪.‬‬

‫‪ -8‬ما حكم القُبلة واملبا�شرة؟‬


‫اختلف أهل العلم يف ال ُقبلة‪ ،‬فرخصوها للشيخ الكبري‪ ،‬ومل يرخصوها‬
‫للشباب؛ خمافة أال يسلم صومه‪ ،‬واملبارشة عندهم أرش؛ فعن أيب هريرة‬
‫أن رج ً‬
‫ال سأل النبي ‪ H‬عن املبارشة للصائم؟ فرخص له‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫[صحيح ابن ماجة]‬ ‫ ‬


‫وأتاه آخر فسأله فنهاه‪.‬‬

‫‪ -9‬ما حكم من جامع زوجته يف نهار رم�ضان؟‬


‫‪H‬‬ ‫النبي‬
‫ِّ‬ ‫لوس عندَ‬
‫عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪« :‬بينام نح ُن ُج ٌ‬
‫وقعت‬
‫ُ‬ ‫ْت‪ .‬فقال‪ :‬ما َل َك؟‪ .‬قال‪:‬‬
‫رسول اهلل! َه َلك ُ‬
‫َ‬ ‫إذ جا َء ُه ٌ‬
‫رجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫ْ جَ ُ َ ً‬
‫تد َرقبة‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬هل ِ‬ ‫صائم‪ .‬فقال‬
‫ٌ‬ ‫عىل ا ْمر َأيت يف رمضان وأنا‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ‬


‫شهرين متتابعني؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فهل جتد‬
‫ِ‬ ‫تصوم‬ ‫ن‬ ‫تعتِقها؟‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬فقال‪ :‬هل تستطيع أ‬
‫ً‬ ‫إطعام ستَ َ‬
‫َ‬
‫[مسلم]‬ ‫ني مِسكينا؟‪ .‬قال‪ :‬ال»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪ -10‬ما حكم املر�أة التي جومعت يف نهار رم�ضان؟‬


‫‪111‬‬
‫إذا كانت مكرهة؛ فال يشء عليها‪ ،‬أما إذا كانت مطاوعة للزوج؛ فعليها‬
‫الكفارة‪ ،‬مثل الزوج؛ ألن األصل يف األحكام الرشعية املساواة بني الرجل‬
‫واملرأة‪ ،‬وال فرق بينهام إال بدليل‪.‬‬

‫‪ -11‬هل الكفارة على الرتتيب �أم ال؟‬


‫نعم الكفارة عىل الرتتيب‪ ،‬فإن وجد رقبة يعتقها؛ أعتقها‪ ،‬فإن مل جيد‬
‫صام إن استطاع الصوم‪ ،‬فإن مل يستطع أطعم‪.‬‬

‫‪ -12‬هل تتعدد الكفارة بتكرار اجلماع؟‬


‫ٍ‬
‫واحد؛ فالكفارة واحدة بإمجاع املسلمني‪ ،‬وإن كان‬ ‫إذا كان اجلامع يف يو ِم‬
‫اجلامع يف أيام متعددة؛ فتتعدد الكفارة بتعدد األيام؛ لكل يوم كفارته‪.‬‬

‫‪ -13‬هل يجوز للمر�أة ت�أخري ق�ضاء رم�ضان؟‬


‫نعم جيوز التأخري إن كان هناك مانع من القضاء كاملشقة‪ ،‬ونحو ذلك‪،‬‬
‫عيل الصوم من رمضان‪ ،‬فام أستطيع أن‬
‫لقول عائشة ‪ :J‬إن كان ليكون َّ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫أقضيه حتى يأيت شعبان‪ .‬‬

‫تق�ض ما عليها من رم�ضان و�أتى عليها رم�ضان جديد؟‬


‫‪ -14‬حكم من مل ِ‬
‫عليها أن تقيض األيام التي عليها بعد رمضان مبارشة‪ ،‬وليس عليها‬
‫كفارة‪ ،‬ويستحسن للمرأة أن تقيض ما عليها عقب رمضان مبارشة؛ ألهنا‬
‫تكون قد تعودت عىل الصيام‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪� -15‬إذا ر�أت الدم قبل غروب ال�شم�س بدقائق؟‬
‫صومها ذلك اليوم غري تام‪ ،‬وعليها قضاؤه‪.‬‬

‫‪�-16‬إذا �أتاها احلي�ض بعد غروب ال�شم�س؟‬


‫صيامها صحيح‪ ،‬وال قضاء عليها‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -17‬املر�أة امل�ستحا�ضة التي عليها نزيف عليها �صيام؟‬
‫نعم عليها الصيام والصالة بإمجاع العلامء‪.‬‬

‫‪ -18‬ما حكم الدواء ملنع احلي�ض يف رم�ضان؟‬


‫جيوز أن تستعمل املرأة أدوية يف رمضان ملنع احليض إذا قرر أهل اخلربة‬
‫األمناء من األطباء ومن يف حكمهم أن ذلك ال يرضها‪ ،‬وال يؤثر عىل جهاز‬
‫محلها‪ ،‬وخري هلا أن تكف عن ذلك‪ ،‬وقد جعل اهلل هلا رخصة يف الفطر إذا‬
‫جاءها احليض يف رمضان‪ ،‬ورشع هلا قضاء األيام التي أفطرهتا‪ ،‬وريض هلا‬
‫بذلك دينًا‪.‬‬

‫‪� -19‬إذا �أجربها زوجها على الفطر يف �صوم التطوع؟‬


‫جيوز للزوج إذا احتاج جلامع زوجته أن جيرب زوجته عىل الفطر؛ لورود‬
‫هني املرأة أن تصوم تطو ًعا وزوجها حارض إال بإذنه‪.‬‬

‫‪ -20‬ما حكم املبا�شرة فيما دون الفرج؟‬


‫‪ -1‬إن بارش ومل ينزل؛ فال يشء عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬إن أنزل؛ فعليه القضاء‪ ،‬وال كفارة عليه‪ ،‬وهو قول الشافعي وأيب‬
‫حنيفة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪� -21‬إذا احتلمت املر�أة يف نهار رم�ضان؟‬


‫صيامها صحيح‪ ،‬فتغتسل وتكمل صومها‪.‬‬

‫‪ -22‬ما حكم ا�ستعمال الدهون والكرميات؟‬


‫جيوز استعامهلا سواء للشعر أو الوجه‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ -23‬هل يجوز و�ضع احلناء على ال�شعر �أثناء ال�صوم؟‬
‫نعم جيوز وضع احلناء أثناء الصيام‪.‬‬

‫‪ -24‬ما حكم الكحل لل�صائمة؟‬


‫جيوز للصائمة أن تكتحل؛ إذ ليس هناك دليل يمنعها من االكتحال‪.‬‬

‫‪ -25‬ما حكم تذوق الطعام؟‬


‫جيوز هلا أن تتذوق الطعام ما مل يصل يشء منه إىل جوفها؛ كام قال ابن‬
‫عباس ‪ ،‬فتتذوق بلساهنا؛ فتعرف أمالح هو أم ليس باملح‪.‬‬

‫‪ -26‬هل يجوز �أن ي�ستعمل البخور والعطر؟‬


‫جيوز استعامهلا؛ فقد كان البخور والعطر موجودين يف زمن الرسول‬
‫‪ ،H‬ومل ينه عن يشء من ذلك‪.‬‬

‫‪ -27‬ما احلكم �إذا ماتت املر�أة وعليها �صيام؟‬


‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يصوم عنها أبناؤها؛ لقول النبي ‪« :H‬من مات وعليه صيام صام‬
‫ُ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬‫عنه وليِ ُّه»‪.‬‬

‫‪ -28‬ماذا لو �صامت املر�أة وهي حائ�ض جاهلة باحلكم؟‬


‫تعيد صيام تلك األيام‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -29‬هل يجوز اعتكاف الن�ساء؟‬
‫‪H‬‬ ‫جيوز اعتكاف النساء؛ فعن عائشة ‪ J‬أن رسول اهلل‬
‫كان يعتكف العرش األواخر من رمضان حتى توفاه اهلل تعاىل‪ ،‬ثم اعتكف‬
‫أزواجه من بعده‪[ .‬رواه ابلخاري]‪ ،‬ولكن برشطني‪:‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -1‬إذن زوجها؛ ألهنا ال خترج من بيتها إال بإذنه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تأمن الفتنة‪ ،‬وجيوز هلا اخلروج من االعتكاف إذا أراد زوجها‬
‫أن خترج‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى احلج والعمرة‬


‫‪ -1‬هل ت�سافر املر�أة بغري حمرم؟‬
‫ْ َ َ ُ لاَّ َ َ‬ ‫لاَ ُ َ‬
‫ال جيوز هلا ذلك؛ لقول النبي ‪ « :H‬تساف ِِر الم ْرأة إ ِ مع ذِي‬
‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ً ْ ُ ْ ُ‬ ‫حَ ْ َ َ َ َ َ ُ ٌ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫‪115‬‬ ‫ين اكتتِبت فيِ غ ْز َوة ِ كذا َوكذا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫اج‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫مرمٍ فقام رجل فقال‪ :‬إن امرأ يِت خر‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫فا ِنطلِق فحج مع ام َرأت ِك»‪.‬‬

‫‪ -2‬هل ي�شرتط �إذن الزوج يف حج النافلة؟‬


‫نعم يشرتط إذنه يف حج النافلة؛ ألنه يفوت به حقه عليها‪.‬‬

‫‪ -3‬هل ت�صح نيابة املر�أة عن الرجل يف احلج والعمرة؟‬


‫جيوز أن حتج عن الرجل‪ ،‬وهذا قول مجهور العلامء‪.‬‬

‫‪ -4‬ما احلكم �إذا حا�ضت املر�أة قبل الإحرام؟‬


‫تحُ ِرم كغريها من النساء الطاهرات‪ ،‬وتبدأ بالغسل؛ ألن اإلحرام ال‬
‫ُّ َ َ ُ لحْ ُ َ َ َ َ لَىَ ْ َ ْ‬
‫اء وا َائ ِض إِذا أتيا ع الوق ِ‬
‫ت‬ ‫يشرتط له الطهر‪ ،‬وقد قال النبي ‪َ« :H‬انلفس‬
‫لبْ ْ‬ ‫تحُ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ كلُ َّ َ َ يرْ َّ‬
‫اف بِا َي ِت»‪[ ،‬رواه أبو داود]‪ ،‬وقد أمر النبي‬‫ان المنا ِسك ها غ َ الط َو ِ‬ ‫ان وتق ِضي ِ‬
‫ِرم ِ‬
‫‪ H‬أسامء بنت عميس وهي نفساء باالغتسال‪[ .‬رواه مسلم]‪ ،‬واحلكمة‬
‫من اغتسال احلائض والنفساء لإلحرام؛ التنظيف وختفيف النجاسة‪ ،‬وإن‬
‫نفست أو حاضت بعد اإلحرام فال يؤثر ذلك عىل اإلحرام‪ ،‬فتبقيان حمرمتني‪،‬‬
‫وجتتنب حمظورات اإلحرام‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -5‬هل تلب�س النقاب �إذا كانت حمرمة؟‬
‫ََْ‬
‫ال تلبس النقاب يف احلج والعمرة؛ لقول النبي ‪َ« :H‬ال تنت ِق ُب‬
‫ُ‬ ‫ْ َُ ْ‬
‫ال َم ْرأة ال ُم ْح ِر َمة» [رواه ابلخاري]‪ ،‬ولكن تسدل شي ًئا من حجاهبا عىل وجهها عند‬
‫القرب من الرجال‪ ،‬كام فعل الصحابيات يف احلج مع رسول اهلل ‪.H‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ -6‬ما هو لب�س املر�أة يف الإحرام؟‬
‫تلبس مجيع املالبس‪ ،‬عدا املالبس التي فيها زينة‪ ،‬وال تشبه مالبس‬
‫الرجال‪ ،‬وغري ضيقة مما يصف حجم أعضائها‪ ،‬غري شفافة‪ ،‬وال تشبه لباس‬
‫مبخرا مطي ًبا‪ ،‬وال يكون ثوب شهرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكافرات‪ ،‬وال يكون‬

‫‪ -7‬ما على احلائ�ض من منا�سك احلج؟‬


‫تفعل كل مناسك احلج ما عدا الطواف بالبيت‪ ،‬كام قال رسول اهلل‬
‫ْ َ َ َ ْ َ ُ لحْ َ ُّ َ يرْ َ َ ْ َ ُ‬
‫‪ H‬لعائشة ‪ J‬وهي حائض‪« :‬افع يِل ما يفعل ا اج غ أن ال ت فيِ‬
‫و‬ ‫ط‬
‫لبْ َ ْ َ ىَّ َ َّ َّ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ت حت تطه ِري »‬ ‫بِا ي ِ‬

‫‪ -8‬ما احلكم �إذا حا�ضت بعد طواف الإفا�ضة؟‬


‫تسافر متى أرادت‪ ،‬ويسقط عنها طواف الوداع؛ حلديث عائشة ‪‬‬

‫قالت‪ :‬حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت فقال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫«أحابستنا يه؟»‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ألنها أفاضت وطافت بابليت‪ ،‬ثم حاضت بعد‬
‫ً‬
‫[متفق عليه]‬ ‫اإلفاضة‪ ،‬قال‪« :‬فلتنفر إذا»‪ .‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫الصفة الثالثة‪ :‬وحفظت فرجها‬


‫ف�ضائل العفاف‬

‫‪� -1‬سبب الفالح‪:‬‬


‫‪117‬‬ ‫قال تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ‬
‫[املؤمنون‪]7-1:‬‬ ‫ ‬ ‫ﭺ ﭻ ﭼ]‪.‬‬

‫‪ -2‬العفة عنوان ال�صالح‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ] ‪.‬‬

‫[النساء‪]34:‬‬ ‫ ‬

‫قال ابن عباس وغريه من املفرسين [ﭠ]‪.‬أي النساء‬


‫[ﭡ] يعني مطيعات ألزواجهن [ﭢ ﭣ] قال السدي‪:‬‬
‫وغريه‪ :‬أي حتفظ زوجها يف غيبته يف نفسها وماله وقوله تعاىل [ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦ] أي املحفوظ من حفظه اهلل‪.‬‬

‫‪ -3‬العفة �سبب املغفرة‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫[األحزاب‪]35:‬‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فبني اهلل ‪ ‬يف اآلية أن حفظ الفرج وصيانته عن احلرام من مجلة‬
‫أسباب املغفرة واألجر العظيم يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -4‬العفة تلبية لنداء الرحمن‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ]‪.‬‬ ‫‪118‬‬
‫[انلور‪]31:‬‬ ‫ ‬

‫‪ -5‬العفة �سبب كل خري‪:‬‬


‫[انلور‪]60:‬‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ]‪.‬‬
‫ ‬

‫‪ -6‬العفة كملت مرمي‪:‬‬


‫فلام ذكر اهلل تعاىل مريم امتدحها بالعفة فقال‪ :‬ﱫ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫[اتلحريم‪]12:‬‬ ‫ﯶ ] ‬

‫‪ -7‬العفة خمالفة لطريق الهالكني‪:‬‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫[النساء‪]28-26:‬‬ ‫ ‬ ‫ﭧ]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال ابن كثري‪« :‬خيرب اهلل تعاىل أنه يريد أن يبني لكم أيها املؤمنون ما أحل‬

‫لكم وحرم عليكم مما تقدم ذكره يف هذه السورة وغريها [ﯩ ﯪ ﯫ‬


‫ﯬ ﯭ] يعين طرائقهم احلميدة واتباع رشائعه اليت حيبها ويرضاها [ﯮ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ﯯ] أي من اإلثم واملحارم وقوهل [ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬


‫ﭝ] أي يريد أتباع الشياطني من ايلهود وانلصارى والزناة أن تميلوا عن احلق إىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ابلاطل ميال عظيما»‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪ -8‬العفة مفتاح اجلنة‪:‬‬


‫ُ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫ًّ ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬اضمنوا ليِ ِستا مِن أنف ِسك ْم أضمن لك ُم‬
‫ْ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫جْ َ َّ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ْ ُ َ ُ َ َ ْ ُ َ ُّ َ ْ ُ ْ ُ‬
‫النة‪ :‬اصدقوا إِذا حدثت ْم‪َ ،‬وأ ْوفوا إِذا َوعدت ْم‪َ ،‬وأدوا إِذا اؤت ِمنت ْم‪َ ،‬واحفظوا ف ُروجك ْم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ُّ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ُّ َ ْ َ ُ‬
‫[حسنه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫وغضوا أبصاركم‪ ،‬وكفوا أيدِيكم»‪.‬‬

‫‪ -9‬العفة تاج على الر�ؤو�س‪:‬‬


‫ومن الذي يذكر هذه احلقيقة؟ قال ابن القيم ‪« :‬لم يزل انلاس‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يفتخرون بالعفاف قديما وحديثا‪ ،‬وقال ابراهيم بن أيب بكر بن عياش‪ :‬شهدت أيب‬

‫عند املوت فبكيت فقال‪ :‬يا بين‪ :‬ما يبكيك؟ فما أىت أبوك فاحشة قط»‪ .‬فهذا الرجل‬
‫يفتخر وهو عىل فراش املوت بأنه عاش عفي ًفا طوال عمره فأي افتخار هذا‪.‬‬
‫[نداء إىل العفيفات دار الوطن]‬ ‫ ‬

‫�أ�سباب الوقاية من الزنا‪:‬‬


‫‪ -1‬الدعاء‪:‬‬
‫قال تعاىل عن أكرم الناس سيدنا يوسف ‪[ :‬ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫وهذا هو معنى ال حول وال قوة‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ] [يوسف‪،]33:‬‬

‫إال باهلل أي ال حتول من معصية اهلل إىل طاعته إال بحول اهلل وقوته‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -2‬اإلخالص هلل‪:‬‬
‫قال تعاىل عن نبيه يوسف ‪ ‬أن سبب نجاته من الفحشاء هو‬
‫اإلخالص‪[ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ]‪.‬‬

‫[يوسف‪]24:‬‬ ‫ ‬ ‫‪120‬‬
‫‪ -3‬الزواج‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ لبْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْشرَ َ َّ َ‬
‫اءة‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬يا مع الشب ِ‬
‫اب‪ ،‬م ِن استطاع مِنكم ا‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ زَ َ َّ ْ َ َّ ُ َ َ ُّ ْ َ رَ َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ص َوأ ْح َص ُن ل ِلف ْر ِج»‪ .‬‬
‫فليتوج؛ فإِنه أغض ل ِلب ِ‬

‫‪ -4‬الصوم‪:‬‬
‫الص ْو ِم؛ َفإنَّ ُه لهَ ُ و َج ٌ‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َْ َْ َ ْ َ َ َْ‬
‫اء»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ومن لم يست ِطع فعلي ِه ب ِ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬

‫‪ -5‬اإلكثار من األعامل الصاحلة‪:‬‬


‫فإن األعامل الصاحة تزيد اإليامن كام أن املعايص تنقص اإليامن‪.‬‬
‫‪ -6‬البعد عن مواطن الفتن‪:‬‬
‫فإن القلوب ضعيفة والفتن خطافة‪.‬‬
‫‪ -7‬غض البرص‪:‬‬
‫ﮊﮋ ‬
‫ﮈ ‬
‫ﮇ ﮉ‬
‫ﮆ ‬
‫ﮄ ‬
‫ ﮅ‬ ‫ﮃ‬
‫ ‬ ‫ﮂ‬
‫ ‬ ‫ﮁ‬
‫ﮀ ‬
‫ ‬ ‫ﭿ‬
‫ ‬ ‫قال تعاىل‪ [:‬‬
‫ﭾ‬
‫ ‬ ‫ﮔﮕ ﮖ]‪.‬‬
‫ ‬ ‫ﮓ‬
‫ﮒ ‬
‫ ‬ ‫ﮑ‬
‫ ‬ ‫ﮐ‬
‫ﮏ ‬
‫ﮎ ‬
‫ ‬ ‫ﮍ‬
‫ﮌ ‬
‫ ‬
‫[انلور‪]31-30:‬‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -8‬الصحبة الصاحلة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫لاَ ُ َ‬
‫التي تعينك عىل طاعة اهلل وهذه وصية الرسول ‪ « :H‬تصاحِب‬
‫لاَّ ُ ْ ً َ لاَ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ لاَّ‬
‫ق»‪ ،‬فالصاحب ساحب إما يسحب صاحبه إىل اجلنة‬ ‫ك إ ِ تَ يِ ٌّ‬ ‫إ ِ مؤمِنا‪ ،‬و يأكل طعام‬
‫ََْْ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ لَىَ‬
‫ِين خلِيلِ ِه ‪ ،‬فلينظ ْر أحدك ْم‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫أو إىل انلار وذللك قال رسول اهلل ‪« H‬المرء‬
‫‪121‬‬ ‫َ ْ خُ َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫من يال ِل»‪.‬‬

‫من الذي كان سب ًبا يف هالك أيب طالب عند املوت؟ أليس صاحبه أبا‬
‫جهل؟ فاحذري شياطني اإلنس‪ ،‬فشيطان اجلن إذا ِ‬
‫قلت‪ :‬أعوذ باهلل من‬
‫الشيطان الرجيم ذهب مدبرا‪ ،‬ولكن لو ِ‬
‫قرأت عىل شيطان اإلنس القرآن كام ً‬
‫ال‬ ‫ً‬
‫يرتكك‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿ‬
‫ﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌﮍ‬
‫[الزخرف‪]39-36:‬‬ ‫ ‬‫ﮎ]‪.‬‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬


‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ‬
‫[الفرقان‪]29-27:‬‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ]‪ .‬‬
‫‪ -9‬اخلوف من سوء اخلامتة‪:‬‬
‫بأن خياف الذي يفعل هذه الكبرية أن يموت عليها‪ ،‬وقد قال‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬من مات ىلع يشء بعث عليه»‪ ،‬وحيذر موت الفجأة فقد‬
‫أخرب رسول اهلل ‪ H‬أن من أرشاط الساعة موت الفجأة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -10‬ارتداء النقاب‪:‬‬
‫فإذا انترش النقاب قلت الفواحش وتيرس غض البرص‪.‬‬

‫ف�ضائل النقاب‪:‬‬
‫‪ -1‬احلجاب طاعة هلل ورسوله‪:‬‬
‫‪122‬‬
‫لقد أمر اهلل يف القرآن الكريم باحلجاب‪ ،‬فقال تعاىل‪[ :‬ﮐ ﮑ ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ‬
‫[انلور‪]31:‬‬ ‫ ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ]‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ َُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ال َم ْرأة َع ْو َرة» [الرتمذي]‪ ،‬والعورة واجبة‬
‫السرت‪ ،‬فيجب عىل املرأة أن تسرت جسمها عن أعني الرجال األجانب‪.‬‬
‫‪ -2‬احلجاب طهارة للقلب‪:‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ‬
‫[األحزاب‪]53:‬‬ ‫ ‬‫ﯩ ﯪ]‪.‬‬

‫‪ -3‬احلجاب عفة‪:‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭻﭽﭾﭿ]‪.‬‬
‫ﭼ‬ ‫ﭶﭸﭹﭺ‬
‫ﭷ‬ ‫ﭲﭳﭴﭵ‬
‫[انلور‪]60:‬‬ ‫ ‬
‫وأن يستعفف النساء الكبريات يف السن بإبقاء احلجاب عىل وجوههن‬
‫ألنه عفة‪ ،‬خري هلن‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -4‬احلجاب سرت‪:‬‬
‫رْ‬ ‫حُ‬
‫ٌ ُّ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫إ َّن َ‬
‫اهلل َح ٌّ‬
‫الس َت»‪[ ،‬رواه أبو داود]‪،‬‬ ‫ي ِستري يِب‬ ‫يِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪ِ « : H‬‬
‫فاملرأة التي سرتت نفسها َح ِي َّية يحُ ُّبها اهلل‪.‬‬
‫‪ -5‬احلجاب إيامن‪:‬‬
‫‪123‬‬
‫فاهلل مل خياطب إال املؤمنات‪ ،‬فقد قال سبحانه [ﮐ ﮑ] [انلور‪،]31:‬‬

‫وقال ‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫[األحزاب‪]59:‬‬ ‫ ‬‫ﮧ]‪.‬‬

‫‪ -6‬حفظ العرض‪:‬‬
‫احلجاب حراسة رشعية حلفظ األعراض ودفع ألسباب الريبة والفتنة‬
‫والفساد‪.‬‬
‫‪ -7‬قطع األطامع واخلواطر الشيطانية‪:‬‬
‫احلجاب وقاية اجتامعية من األذى وأمراض قلوب الرجال‪ ،‬فيقطع‬
‫األطامع الفاجرة‪ ،‬ويكف األعني اخلائنة‪ ،‬ويدفع أذى الرجال يف عرضه‪،‬‬
‫ووقاية من رمي املحصنات بالفواحش‪.‬‬
‫‪ -8‬حفظ احلياء‪:‬‬
‫وهو مأخوذ من احلياة‪ ،‬فال حياة بدونه‪ ،‬وهو خلق يودعه اهلل يف‬
‫النفوس التي أراد سبحانه تكريمها‪ ،‬فيبعث عىل الفضائل‪ ،‬ويدفع يف وجوه‬
‫وخ ُلق اإلسالم‪.‬‬
‫الرذائل‪ ،‬وهو من خصائص اإلنسان‪ ،‬وخصال الفطرة‪ُ ،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -9‬احلجاب حصانة ضد الزنا‪:‬‬
‫[حراسة الفضيلة وعودة احلجاب]‬ ‫واإلباحة جتعل املرأة إنا ًء لكل والِغٍ‪.‬‬
‫األدلة عىل تغطية وجه املرأة من القرآن‪:‬‬
‫‪ -1‬قال تعاىل‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫‪124‬‬
‫ ‬ ‫ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ]‪.‬‬
‫[األحزاب‪]59:‬‬ ‫ ‬

‫وقال املفرسون‪ :‬هذه اآلية لوجوب سرت الوجه والكفني‪ .‬قال ابن‬
‫سريين‪ :‬تغطي رأسها ووجهها‪ ،‬وإبراز ثوهبا عن إحدى عينيها‪.‬‬
‫قال اإلمام الطربي‪ :‬يغطني وجوههن فال يبدين إال عينًا واحدةً‪.‬‬
‫وقال اإلمام أبو بكر الرازي‪ :‬هذه اآلية داللة عىل أن املرأة مأمورة بسرت‬
‫وجهها عن األجانب‪ ،‬وإظهارها السرت و العفاف عند اخلروج لئال يطمع‬
‫أهل الريب فيهن‪.‬‬
‫قال اإلمام السيوطي‪ :‬هذه آية احلجاب يف حق سائر النساء ففيها‬
‫وجوب سرت الرأس والوجه عليهن‪.‬‬
‫ ‬ ‫‪ -2‬قال تعاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ]‪.‬‬
‫[األحزاب‪]53:‬‬ ‫ ‬

‫وهذه آية احلجاب نزلت يف ذي القعدة سنة مخس من اهلجرة‪ ،‬وهي‬


‫تعم بإطالقها حجاب مجيع األعضاء بام فيها الوجه والكفان‪ ،‬وهذا املعنى‬
‫هو الذي يشهد له عمل أمهات املؤمنني ‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -3‬قال تعاىل‪[:‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻﭼ ﭽ] ‪.‬‬


‫[األحزاب‪ ،]33:‬فأمر اهلل ‪ ‬املؤمنات بعدم التربج‪.‬‬
‫[انلور‪]31:‬‬ ‫‪ -3‬قال تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ]‪.‬‬

‫ذهب ابن مسعود ‪ ‬وغريه إىل أن الزينة الظاهرة من املرأة هي‬


‫‪125‬‬
‫الثياب‪.‬‬
‫[انلور‪]31:‬‬ ‫‪ -4‬قال تعاىل‪[ :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ]‪.‬‬

‫قال املفرسون‪ :‬أمر اهلل ‪ ‬املرأة بتغطية الرأس‪ ،‬فقال‪[ :‬ﮟ ‬


‫ﮠ] يعني الرأس وأعايل الوجه [ﮡ ﮢ] يعني الصدور حتى تكون‬
‫حفظت الرأس وما حوهلا‪ ،‬وال يكون تغطية الرأس عىل الصدر إال بتغطية‬
‫َ‬
‫العقل أي تغ ِّطيه‪.‬‬ ‫الوجه والرقبة‪ .‬واخلَ ْم ُر ُس ِّم َي ْت بذلك ألهنا تخُ َِّم ُر‬

‫الأدلة على تغطية وجه املر�أة من الأحاديث النبوية‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫ْ َُ‬
‫‪ -1‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ال َم ْرأة َع ْو َرة» [الرتمذي]‪ ،‬قال العلامء‪:‬‬
‫والعورة واجبة السرت فيجب عىل املرأة أن تسرت جسمها عن أعني الرجال‬
‫األجانب‪ ،‬قال اإلمام مالك واإلمام أمحد‪ :‬كل يشء منها عورة حتى ظفرها‪.‬‬
‫َْ َُ ُْ ْ َ ُ‬ ‫ََْ‬
‫‪ -2‬عن ابن عمر ‪ ‬أن النبي ‪« :H‬ال تنت ِق ُب الم ْرأة المح ِرمة‪،‬‬
‫ْ ُ َّ ْ‬ ‫َْ‬
‫َوال تلبَ ُس القف َازي ِن» [رواه ابلخاري]‪ ،‬قال العلامء‪ :‬بعد نزول آيات احلجاب صار‬
‫لبس النساء مجي ًعا يف عهد رسول اهلل ‪ H‬النقاب‪ ،‬فال خيرجن إال‬
‫بالنقاب‪ ،‬وإنام تسرت وجهها بجزء من لباسها إذا أحرمت‪ ،‬وهذا فعل نسائه‬
‫كاَ َ ُّ ْ َ ُ َ ُ َ َ نحَ ْ‬
‫الركبان يم ُّرون بِنا‪َ ،‬و ُن‬ ‫‪ H‬يف اإلحرام‪ ،‬قالت عائشة ‪ « :J‬ن‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ لَىَ‬ ‫حُ ْ َ ٌ َ َ َ ُ‬
‫جلبابها مِن َرأ ِسها ع‬ ‫ول ‪ ،H‬فإِذا حاذوا بِنا‪ ،‬سدلت إِحدانا ِ‬ ‫م ِرمات مع رس ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َْ‬
‫اوزوا كشفنا»‪.‬‬ ‫وج ِهها‪ ،‬فإِذا ج‬
‫ْ َ ْ َ َ لَىَ َّ َ ْ َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ‬
‫‪ -3‬عن عائشة ‪ J‬قالت‪« :‬إِن أفلح أخا أ يِب قعي ٍس‪ ،‬استأذن ع بعد‬
‫َ َ‬ ‫ْ ََْ َ ُ َ‬ ‫َ َ لهَ‬ ‫َ َ ّ َ لحْ َ َُ‬
‫ما ن َزل ا ِجاب‪ ،‬فقلت‪ :‬واهلل ال آذن ُ حىت استأذن َرسول اهللِ ‪ H‬فإِن‬ ‫‪126‬‬
‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َْ ْ َُ َ‬ ‫َْ َ َُ َْ َ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫الق َعيْس‪ ،‬فدخل ع َّ‬
‫يل‬ ‫كن أ ْرضعت يِن امرأة أ يِب‬ ‫أخا أ يِب القعي ٍس ليس هو أرضع يِن‪ ،‬ول ِ‬
‫َْ َ ُ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َُ ْ ُ‬
‫رسول اهلل ‪ H‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إِن الرجل ليس ه َو أ ْرضع يِن‪ ،‬ولكن‬
‫ْ َ لهَ ُ َ َّ ُ َ ُّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ْ ََ ُ ُ َ َ‬
‫ك» فبذلك اكنت اعئشة تقول‪:‬‬ ‫ك ت ِربت ي ِمين ِ‬ ‫أرضعت يِن امرأته؟ قال‪ " :‬ائذ يِن فإِنه عم ِ‬
‫َ َّ َ َ َ حَ ْ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ ِّ ُ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫سب»‪.‬‬ ‫«حرموا مِن الرضاع ِة ما يرم مِن الن ِ‬
‫َََْ ََ‬
‫‪ -4‬ويف حديث اإلفك أن أم املؤمنني عائشة ‪ J‬قالت‪« :‬فبينا أنا‬
‫ُّ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ىَّ َ ْ َ ْ ُ كاَ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ َ ٌ َ نزْ‬
‫م‬ ‫السل يِ ُّ‬ ‫اي فنِمت حت أصبحت‪َ ،‬و ن صف َوان ب ُن المعط ِل‬ ‫جال ِسة فيِ م ِليِ غلبت يِن عين‬
‫َ ََ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫جْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ان َق ْد َع َّر َس م ِْن َو َ‬ ‫ُّ‬ ‫اذل ْك َ‬
‫ُ َّ َّ‬
‫ان نائ ٍِم‬ ‫س‬
‫ِ ٍ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫اد‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫ف‬ ‫ِي‪،‬‬ ‫د‬ ‫ِن‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫اد‬ ‫ف‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫يِ‬ ‫و‬ ‫ثم‬
‫َ َ ْ كاَ َ َ َ ْ َ َ ْ ُضرْ َ َ َ يَ لحْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ لاَّ‬ ‫َ َ‬ ‫َََ َ َ َ َ‬
‫ل ا ِجاب‪ ،‬فما استيقظت إ ِ‬ ‫آن قبل أن ي ب ع َّ‬ ‫آن وقد ن ر يِ‬ ‫فأت يِان فعرف يِن حِني ر يِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫بلب يِاب»‪.‬‬ ‫بِاس رِتجا ِع ِه‪ ،‬حِني عرف يِن فخمرت وج يِه جِ ِ‬

‫‪ -5‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن ا ُمل ِغ َري َة ْب َن ُش ْع َب َة َأ َرا َد ْ‬


‫أن َيت ََز َّو َج ا ْم َر َأةً‪َ ،‬ف َ‬
‫قال‬
‫َ ْ ُْ َ َ ََْ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ُ ليَ َ َ َّ ُ َ ْ‬
‫َل ُه النَّبِ ّي ‪« :H‬اذهب فانظ ْر إ ِ ْها؛ فإِنه أح َرى أن يؤدم بينكما»‪.‬‬

‫[رواه ابن ماجة‪ ،‬وصححه األبلاين (عودة احلجاب)]‬ ‫ ‬


‫‪ -6‬عن عبد اهلل بن عمر ‪ ُ‬قال‪ :‬ملا اجتىل النَّبِ ّي ‪ H‬صفية‪،‬‬
‫[جلباب املرأة املسلمة]‬ ‫وسط الن ِ‬
‫َّاس‪ ،‬فعر َفها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ر َأى عائش َة ِ‬
‫منتقب ًة‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ت ِ‬
‫وه َي‬ ‫عائ َش َة طا َف ْت بالبي ِ‬
‫رأيت ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -7‬عن صفية بنت شيبة قالت‪:‬‬
‫ّ‬
‫[جلباب املرأة املسلمة]‬ ‫ ‬ ‫ُمنْت َِق َب ٌة‪.‬‬

‫�شروط احلجاب ال�شرعي ال�صحيح‪:‬‬


‫مواصفات احلجاب الرشعي والرشوط الواجب توفرها حتى يكون‬
‫‪127‬‬
‫احلجاب رشع ًّيا‪.‬‬
‫األول‪ :‬سرت مجيع بدن املرأة عىل الراجح‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫[األحزاب‪]59:‬‬ ‫ ‬ ‫ﮧ]‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أن ال يكون احلجاب يف نفسه زينة؛ قال تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ‬


‫[انلور‪]31:‬‬ ‫ ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ]‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن يكون صفي ًقا ثخينًا ال يشف‪.‬‬


‫فضفاضا واس ًعا غري ضيق‪ ،‬ال يصف شي ًئا من جسمها‪.‬‬
‫ً‬ ‫الرابع‪ :‬أ ن يكون‬
‫لُ ُّ‬
‫مبخرا مطي ًبا‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ك‬ ‫ً‬ ‫اخلامس‪ :‬أن ال يكون‬
‫َ َ َ َ َ َ َْ َ ًَ‬ ‫َ ينْ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ه كذا َوكذا»‪ ،‬يع يِن زانِية‪ .‬‬‫ع ٍ زانِية‪ ،‬والمرأة إِذا استعطرت فمرت بِالم ِ يِ‬
‫ف‬ ‫ِس‬ ‫ل‬‫ج‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫السادس‪ :‬أن ال يشبه مالبس الكافرات‪ :‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫«لَيْ َس م َِّنا َم ْن ت َ َش َّب َه ب َغ نَا‪ ،‬الَ ت َ َش َّب ُهوا ب َ‬
‫ايل ُهو ِد َوالَ بانلَّ َص َ‬
‫ارى»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ يرِ ِ‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ‬
‫وقال النبي ‪« :H‬من تشبه بِقومٍ فه َو مِنهم»‪.‬‬
‫[رواه أبوداود‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ْ َ‬ ‫َّ َ‬
‫وقال النبي ‪ H‬لعبد اهلل بن عمرو بن العاص‪« :‬إِن هذِه م ِِن ثِي ِ‬
‫اب‬
‫ْ ُ َّ َ اَ َ ْ َ ْ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫الكفارِ‪ ،‬فل تلبسها»‪.‬‬
‫َ ََ‬ ‫بن َع َّب ٍ‬‫السابع‪ :‬أن ال يشبه مالبس الرجال‪َ :‬ع ِن ْا ِ‬
‫ال‪« :‬لع َن‬ ‫اس ‪َ ‬ق‬
‫ِّ َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ ْ ُ َ َ ِّ َ َ ِّ َ‬
‫ات مِن النساءِ بِالرج ِ‬
‫ال»‪.‬‬ ‫ال بِالنساءِ‪ ،‬والمتشبه ِ‬
‫اهلل المتشب ِهني مِن الرج ِ‬ ‫‪128‬‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬

‫الثامن‪ :‬أن ال يقصد به الشهرة بني الناس‪ :‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ‬
‫«من لبِس ثوب شهر ٍة ‪ ،‬ألبسه اهلل يوم ال ِقيام ِة ثوب مذل ٍة»‪.‬‬

‫[رواه ابن ماجة وحسنه األبلاين (عودة احلجاب)‪( ،‬اثلمار ايلانعة يف اخلطب اجلامعة)]‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى علماء األزهر الشريف‬


‫حول النقاب‬
‫العالمة جالل الدين املحيل من أئمة األزهر‪ :‬قال ‪ ‬عند تفسريه‬
‫لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫‪129‬‬
‫[األحزاب‪]59:‬‬ ‫ﮧ] ‪.‬‬
‫ ‬

‫مجع جلباب‪ ،‬وهي املالءة التي تشتمل هبا املرأة‪ ،‬أي‪ُ :‬يرخني بعضها‬
‫عىل الوجوه إذا خرجن حلاجتهن‪ ،‬إال عينًا واحد ًة [ﮩ ﮪ] أقرب إىل [ﮫ‬
‫ﮬ] بأهنن حرائر [ﮭ ﮮ] بالتعرض هلن‪ ،‬بخالف اإلماء‪ ،‬فال يغطني‬
‫وجههن‪ ،‬فكان املنافقون يتعرضون هلن‪[ ،‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ] ملا سلف‬
‫منهن من ترك السرت [ﯔ] هبن إذ سرتهن‪.‬‬
‫اإلمام جالل السيوطي من أئمة األزهر‪:‬‬
‫قال عن تفسريه لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫[األحزاب‪]59:‬‬ ‫ ‬ ‫ﯔ]‪.‬‬
‫هذه آية احلجاب يف حق النساء‪ ،‬ففيها وجوب سرت الرأس والوجه‬
‫عليهن‪ ،‬ومل يوجب ذلك عىل اإلماء‪.‬‬

‫أخرج ابن أيب حاتم عن ابن عباس ‪ ‬يف اآلية قال‪« :‬أمر اهلل النساء‬

‫املؤمنات إذا خرجن من بيوتهن يف حاجة أن يغطني من فوق رؤوسهن باجلالبيب‪،‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫[اإللكيل يف استنباط اتلزنيل]‬ ‫ويبدين عينا واحدة»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫العالمة أمحد الدردير من أئمة األزهر‪:‬‬
‫قال عند كالمه عن حمظورات اإلحرام عىل املرأة‪« :‬وسرت وج ٍه أو بعضه إال‬

‫[الرشح الكبري]‬ ‫سرت عن أعني انلاس فال حيرم‪ ،‬بل جيب إن ظنت الفتنة بها»‪.‬‬
‫اإلمام عبد اهلل الرشقاوي شيخ األزهر ساب ًقا‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫قال ‪« :‬أما عورتها خارج الصالة بالنسبة نلظر األجنيب إيلها فجميع بدنها‬

‫حىت الوجه والكفني‪ ،‬ولو عند أمن الفتنة‪ ،‬فيحرم عليه أن ينظر إىل يشء من بدنها‪ ،‬ولو‬

‫[الرشح الكبري]‬ ‫قالمة ظفر منفصلة منها»‬

‫العالمة إبراهيم الباجوري شيخ األزهر‪:‬‬


‫قال ‪ ‬عند كالمه عىل حكم نظر الرجل إىل املرأة األجنبية‪« :‬قوهل‬
‫حَ‬
‫إىل أجنبية أي‪ :‬إىل يشء من امرأة أجنبية‪ ،‬أي‪ :‬غري م َرمٍ ولو أمة‪ ،‬وشمل ذلك وجهها‬

‫وكفيها‪ ،‬فيحرم انلظر إيلهما‪ ،‬ولو من غري شهوة أو خوف فتنة ىلع الصحيح»‪.‬‬

‫العالمة يوسف الدجوي عضو هيئة كبار علامء األزهر‪:‬‬


‫قال ‪« :‬إن احلكم الرشيع يف هذا حتريم هذا اتلبذل‪ ،‬وذلك السفور‪ ،‬حىت‬

‫أن من يبيح كشف الوجه والكفني من العلماء جيب أن يقول باتلحريم ملا يفعله النساء‬

‫اآلن ألنهن ال يقترصن ىلع كشف الوجه والكفني كما هو معروف‪ ،‬ال بد عند ذلك‬
‫القائل من أمن الفتنة‪ ،‬والفتنة اآلن غري مأمونة»‪.‬‬

‫فضيلة الشيخ حممد متويل الشعراوي‪:‬‬


‫وقد أبدى غضبه وسخطه عىل من هيامجون النقاب‬ ‫‪‬‬ ‫قال‬
‫ً‬
‫واحلجاب‪« :‬وعجيب أيضا وغريب أمر هؤالء‪ ،‬وهم يف رفضهم للحجاب وانلقاب‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫يرفعون شعار احلرية الشخصية‪ ،‬وحنن نسأهلم‪ :‬أهناك حرية بال ضوابط تمنع اجلنوح‬

‫بها إىل غري الطريق الصحيح؟ وأية حرية تلك اليت يعارضون بها ترشيعات السماء؟‬
‫ويه احلرية اليت تضيق اخلناق ىلع املحجبات‪ ،‬وترتك احلبل ىلع الغارب للسافرات‬
‫ً‬
‫فيحرضن ىلع اجلريمة بعد االفتتان‪ ،‬وحسبنا من ذلك ديلال ىلع حكمة اهلل ابلالغة‬
‫‪131‬‬
‫فيما رشع من سرت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إن هؤالء حياولون اتلدخل يف صميم عمل اهلل‪ ،‬ويريدون أن ِّ‬
‫ترشع األرض‬
‫ُ‬
‫[حوار مع صحيفة األخبار املرصية بتاريخ ‪]1994/4/1‬‬ ‫للسماءِ‪ ،‬وخسئوا وخاب سعيهم»‪.‬‬

‫وسئل الشيخ عطية صقر رئيس جلنة الفتوى باألزهر عن حديث أسامء‬
‫يف ظهور الكفني والوجه فقال‪:‬‬

‫حديث السيدة عائشة رواه أبو داود والبيهقي عن خالد بن دريك عنها‪،‬‬
‫وهو أن أسامء بنت أيب بكر دخلت عىل رسول اهلل ‪ H‬وعليها ثياب‬
‫َ َ ْ َ ُ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫رقاق‪ ،‬فأعرض عنها رسول اهلل ‪ H‬وقال‪« :‬يا أسماء‪ ،‬إِن المرأة إِذا بلغ ِ‬
‫ت‬
‫َ َّ ْ‬ ‫ْ َ لاَّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ لىَ ْ‬ ‫َْ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ‬
‫ار إ ِ َوج ِه ِه َوكفي ِه»‪.‬‬ ‫حيض ل ْم يصلح أن ي َرى مِنها إ ِ هذا‪ ،‬وهذا " وأش‬‫الم ِ‬

‫يقول اإلمام املنذري يف «الرتغيب والرتهيب» هذا مرسل‪ ،‬وخالد بن‬


‫دريك مل يدرك عائشة‪.‬‬

‫وذكره اإلمام القرطبي يف تفسريه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه منقطع‪ ،‬وقال ابن قدامة يف‬
‫صح هذا احلديث فيكون قبل نزول احلجاب‪.‬‬
‫«املغين»‪ :‬إن َّ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وبناء عىل هذا ال يوجد دليل يستثني وجه املرأة وكفيها من وجوب‬
‫سرتمها‪ ،‬ويؤكد ذلك الشوكاين بأن املسلمني من قديم الزمان عىل ذلك‪،‬‬
‫ويميل إىل هذا يف زمن يكثر فيه الفساق‪.‬‬
‫[فتاوى كبار علماء األزهر الرشيف حول انلقاب]‬ ‫ ‬
‫‪132‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أسباب الوقوع يف الزنا‬


‫‪ -1‬قلة الدين‪:‬‬
‫فالذي يزين انتفى عنه اخلوف الواجب من اهلل الذي يمنعه من الوقوع‬
‫ُ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ِني ي ْز يِن َوه َو مؤم ٌِن»‪.‬‬ ‫يف الزنا‪ ،‬لذلك قال رسول اهلل ‪« :H‬لاَ يَ ْزن َّ‬
‫الز يِان ح‬
‫‪133‬‬ ‫يِ‬

‫‪ -2‬عدم الرتبية الإ�سالمية‪:‬‬


‫فكل من وقع يف الزنا مل َيترَ َ َّب تربية إسالمية عىل القرآن والصالة‬
‫واخلوف من اهلل واألعامل الصاحلة واآلداب واألخالق اإلسالمية‪.‬‬

‫‪� -3‬إطالق الب�صر ب�شهوة‪:‬‬


‫َّ ْ َ ُ َ ْ ٌ َ ْ ُ ٌ ْ َ ْ َ‬
‫ِيس»‪ ،‬وقال‬ ‫قال عبد اهلل بن مسعود‪« :‬انلظرة سهم مسموم مِن ِسه ِ‬
‫ام إِبل‬
‫ُ‬
‫ْ َ ْ َ َ َّ َ َ لأْ لىَ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُّ لاَ ُ ْ‬
‫ل تتبِعِ انلَّظ َرة انلَّظ َرة؛ فإِن لك ا و َوليست لك‬ ‫رسول اهلل ‪« :H‬يا ع يِ‬
‫ُ‬ ‫آْ‬
‫الخ َِرة»‪ ،‬وسئل رسول اهلل ‪ H‬عن نظرة الفجأة فقال «ارصف نظرك» ‪.‬‬
‫[صحيح الرتغيب]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ -4‬االختالط بني الرجال والن�ساء‪:‬‬


‫فاالختالط سبب كل بلية وكل رذيلة وأصل كل رش‪ ،‬أمر اهلل النساء‬
‫بلزوم البيت وعدم اخلروج منه إال لرضورة فقال تعاىل‪[:‬ﭶ ﭷ ﭸ]‬
‫[األحزاب‪ ،]33:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﯟ ﯠﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ‬
‫[األحزاب‪]53:‬‬ ‫ ‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ]‪.‬‬
‫َّ ُ ْ َ ُّ ُ َ لَىَ‬
‫ادلخول ع‬ ‫وعن عقبة بن عامر أن رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬إِياكم و‬
‫ْ‬ ‫َ َ لحْ‬ ‫َ َ َ ْ لحْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ َ َ َ َ ُ ٌ َ لأْ َ ْ َ‬
‫ار‪ :‬يَا َر ُسول اهللِ‪ ،‬أف َرأي َت ا َ ْم َو؟ قال‪ :‬ا َ ْم ُو ال َم ْو ُت»‪ .‬واحلمو‪:‬‬
‫النساءِ‪ ،‬فقال رجل مِن ا ن ِ‬
‫ص‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫أخو الزوج أو عمه أو قريبه وكذلك أقارب الزوجة كابن عمها وابن خاهلا‬
‫ونحوهم من األقارب‪.‬‬

‫‪ -5‬اخللوة مع الرجل‪:‬‬
‫َ َ اَ َ ُ ٌ َ َ ْ َ َ لاَّ‬ ‫َ‬ ‫َ لذَّ َ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬وا ِي نف يِس بِي ِده ِ‪ ،‬ما خل رجل مع امرأ ٍة إ ِ‬
‫‪134‬‬
‫َ َ َ َّ ْ َ ُ‬
‫[صحيح الطرباين]‬ ‫ان بَيْ َن ُه َما» ‬ ‫دخل الشيط‬

‫‪ -6‬عدم الزواج‪.‬‬

‫‪ -7‬عدم ا�ستجابة املر�أة لزوجها يف الفرا�ش‪.‬‬


‫ْ كاَ َ ْ‬ ‫َ ََْْ‬ ‫َ َ عاَ َّ ُ ُ َ َ َ ُ‬
‫الرجل ز ْوجته لحِ َاجتِ ِه فلتأت ِ ِه‪َ ،‬وإِن نت‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا د‬
‫لَىَ َّ ُّ‬
‫ور» [صحيح الرتمذي]‪ ،‬والتنور هو الفرن فهذا أمر من النبي ‪H‬‬ ‫ع اتلن ِ‬
‫للمرأة املؤمنة التي تستجيب ألمر اهلل وأمر رسول اهلل ‪ H‬أهنا لو‬
‫كانت أمام التنور امليلء بالنار أن ترتكه وتستجيب لزوجها حتى يطفئ نار‬
‫َ َ عاَ َّ ُ ُ ْ َ َ ُ لىَ‬
‫الرجل ام َرأته إ ِ ف َِرا ِش ِه‪،‬‬ ‫الشهوة‪ ،‬ولذلك قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا د‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ اَ َ ُ َ ىَّ ُ ْ َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫فأبت علي ِه‪ ،‬فبات َوه َو غضبان‪ ،‬لعنتها الملئ ِكة حت تصبِح»‪.‬‬

‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬واذلي نفيس بيده ما من رجل يدعو امرأته‬


‫ً‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫إىل فراشها ساخطا عليها حىت يرىض عنها»‪.‬‬

‫‪� -8‬صحبة ال�سوء‪:‬‬


‫فإن من أعظم أسباب إفساد العبد هو مصاحبة الفاسدين فكم من فتاة‬
‫عفيفة صارت من البغايا بسبب الصحبة‪.‬‬

‫‪ -9‬التربج وال�سفور‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫خطورة التربج‬
‫‪ -1‬التربج مع�صية هلل ور�سوله‪:‬‬
‫ومن يعص اهلل ورسوله فإنه ال يرض إال نفسه ولن يرض اهلل شي ًئا‪ ،‬وكام‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ ىَ َ ُ َ‬ ‫لُ ُّ ُ ّ َ ْ ُ ُ َ َّ َ‬
‫‪135‬‬ ‫يف احلديث قال ‪« :H‬ك أميت يدخلون اجلنة إال من أب "قالوا‪ :‬يا َرسول اهلل!‬
‫ََ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ىَ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫اجلنة‪َ ،‬ومن عص يِان فقد أب»‪.‬‬ ‫ومن يأب؟ قال‪" :‬من أطاعين دخل‬

‫‪ -2‬التربج كبرية من كبائر الذنوب املوبقة‪:‬‬


‫فقد روي اإلمام أمحد بسند صحيح‪ ،‬أن أميمة بنت رقيقة جاءت إىل‬
‫لَىَ َ ْ لاَ‬
‫ُشرْ‬ ‫َُ ُ‬
‫ت ِ يِك‬ ‫ك ع أن‬ ‫رسول اهلل ‪ H‬تبايعه عىل اإلسالم‪ ،‬فقال‪« :‬أبايِع ِ‬
‫ََْ‬ ‫َ لاَ َ ْ َ لاَ َ ْ ُ َ لدَ َ َ لاَ َ ْ ُ ْ َ َ ْ رَ َ‬
‫ين ُه بَينْ َ‬ ‫َ ْ ً َ لاَ َ رْ‬
‫ك‬‫يدي ِ‬ ‫ت‬
‫ان تف ِ‬‫س يِق و تز يِن‪ ،‬و تقت يِل و كِ ‪ ،‬و تأ يِت بِبهت ٍ‬ ‫بِاهللِ شيئا‪ ،‬و ت ِ‬
‫َ رَ ُّ َ جْ َ َّ لأْ ُ‬ ‫وح‪َ ،‬ولاَ َت رَ َّ‬ ‫لاَ َ ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫الا ِهلِي ِة ا ول»‪ ،‬فتأملوا كيف قرن النبي‬ ‫ب يِج تبج‬ ‫ك‪َ ،‬و تن يِ‬ ‫َو ِرجلي ِ‬
‫التربج اجلاهيل بأكرب الكبائر كالرشك والزنا وغريه‪.‬‬

‫‪ -3‬التربج يجلب اللعن والطرد من رحمة اهلل‪:‬‬


‫أن‬ ‫‪‬‬ ‫فقد أخر ج احلاكم يف مستدركه عن عبد اهلل بن عمر‬
‫ََْ َ‬ ‫ع رُّ ُ‬‫َ ٌ َ ْ َ ُ َ لَىَ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫وج كأشباه ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬سيكون فيِ آخ ِِر أمتيِ ِرجال يركبون‬
‫ْ َ َ ْ َ لبْ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ كاَ َ ٌ عاَ َ ٌ لَىَ ُ‬ ‫ِّ َ َ نزْ ُ َ لَىَ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ت‬ ‫ج ِد ن ِساؤهم ِسيات ِريات ع ر ُءو ِس ِهم كأسنِم ِة ا ُخ ِ‬ ‫اب المس ِ‬ ‫ال ي ِلون ع أبو ِ‬ ‫الرج ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ْ َ ُ ُ َّ َ َّ ُ َّ َ ْ ُ َ ٌ َ ْ كاَ َ ْ َ َ َ ُ ْ َّ ٌ ْ لأْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫اءه ْم‬ ‫اف العنوهن فإِنهن ملعونات لو نت وراءكم أمة مِن ا م ِم َخدمن ن ِساؤكم ن ِس‬ ‫ال ِعج ِ‬
‫َ َ خَ ْ ْ َ ُ ْ َ ُ لأْ ُ َ َ ْ َ ُ‬
‫ك ْم»‪ ،‬هذا حديث صحيح عىل رشط الشيخني ومل‬ ‫كما يدِمنكم ن ِساء ا م ِم قبل‬
‫خيرجاه‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -4‬التربج من �صفات �أهل النار‪:‬‬
‫ار‬ ‫عن أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬ص ْن َفان م ِْن َأ ْهل انلَّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ٌ َ َ ُ ْ َ ٌ َ َ ْ َ لبْ َ َ َضرْ ُ َ َ َّ َ َ َ ٌ كاَ َ ٌ عاَ َ ٌ‬
‫اء ِسيات ِريات‬ ‫اب ا ق ِر ي ِ بون بِها انلاس‪ ،‬ون ِس‬
‫لم أرهما‪ :‬قوم معهم ِسياط كأذن ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ لاَ َ ْ ُ ْ َ جْ َ َّ َ لاَ يجَ ْ َ‬ ‫ُ اَ ٌ ُ ُ ُ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ لبْ ْ‬
‫النة َو ِدن ِر حيَها‪َ ،‬وإِن‬ ‫ت المائ ِلةِ‪ ،‬يدخلن‬ ‫ال أسنِم ِة ا ُخ ِ‬‫م ِميلت رءوسهن كأمث ِ‬
‫َ لتَ َ ُ ْ َ َ َ َ‬ ‫‪136‬‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ِر حيَها ُوجد مِن كذا َوكذا»‪.‬‬

‫كاسيات عاريات‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسرت بعض جسمها دون بعض‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تسرته بيشء شفاف‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن تسرته بيشء ضيق‪.‬‬
‫‪ -5‬التربج نفاق و�سواد وظلمة يوم القيامة‪:‬‬
‫وروي البيهقي عن أيب أذنية الصديف أن رسول اهلل ‪ H‬قال‪:‬‬
‫ُ ُ ْ ُ َ رَ ِّ َ ُ‬ ‫َ َ َ رَ ُّ َ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َ َّ َ ينْ‬ ‫َ يرْ َ‬
‫بجات‬ ‫ش ن ِسائ ِكم المت‬ ‫اهلل‪ ،‬و‬ ‫«خ ُ ن ِسائ ِكم الودود الولود‪ ،‬المواتِية الموا ِسية إِذا اتق‬
‫ْ ُ ْ ُ َ لأْ َ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ ِّ اَ ُ َ ُ َّ ْ ُ َ َ ُ لاَ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ ْ ُ َّ لاَّ‬
‫اب ا ع َص ِم»‪ .‬‬ ‫مِثل الغر ِ‬ ‫المتخيلت‪ ،‬وهن المناف ِقات‪ ،‬يدخل النة مِنهن إ ِ‬
‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ -6‬التربج تهتك وف�ضيحة يف الأ�سرة واملجتمع‪:‬‬


‫َ اَ َ ٌ لاَ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ُ ٌ َ َ َ‬
‫وقد ورد عن النبي ‪ H‬قال‪« :‬ثلثة تسأل عنهم‪ :‬رجل فارق‬
‫ْ َ ٌ غاَ َ‬ ‫جْ َ َ َ َ َ ىَ َ َ ُ َ َ َ عاَ ً َ َ ٌ َ َ ْ ٌ َ َ َ ْ َ ِّ َ َ َ‬
‫الماعة‪َ ،‬وعص إِمامه فمات ِصيا‪َ ،‬وأمة أ ْو عبد أبق مِن سي ِده ِ فمات‪َ ،‬وام َرأة ب‬
‫ْ‬ ‫ْ َ اَ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ُّ ْ َ‬
‫ادلن َيا ف َت رَ َّب َج ْت َبع َدهُ فل ت َسأل َعن ُه ْم»‪.‬‬ ‫عنها زوجها وقد كفاها مؤونة‬

‫[رواه ابلخاري يف األدب املفرد وهو حديث صحيح]‬ ‫ ‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ويف هذا احلديث أن هذه املرأة اخلائنة احتاجت إىل غياب زوجها‬
‫فتربجت لآلخرين ومل تكن تتزين لزوجها‪ ،‬فام عسانا أن نقول يف نساء اليوم‬
‫الالئي ال حيتجن إىل ذلك‪ ،‬بل يرتكبن أقبح أنواع التربج وأفحشه عىل مرأى‬
‫ومسمع؛ بل وإقرار ورىض من أزواجهن وأولياء أمورهن‪ ،‬فإىل اهلل املشتكى‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫َ يرْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ُّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫جها‪،‬‬
‫ت زو ِ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬أيما ام َرأ ٍة َوضعت ثِيابها فيِ غ ِ بي ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َ ْ رْ َ َ َ ْ َ َ َينْ‬
‫[رواه ابن ماجة وصححه األبلاين]‬ ‫ت ما بينها َوب َ اهللِ»‪.‬‬ ‫فقد هتكت ِس‬

‫‪ -7‬التربج �سنة �إبلي�س‪:‬‬


‫وكام أن احلشمة واحلجاب سنة نبوية‪ ،‬فالتربج والسفور سنة إبليس‪،‬‬
‫فإبليس هو رائد الدعوة إىل كشف العورات‪ ،‬وهو مؤسس الدعوة إىل التربج‬
‫بدرجاته املتفاوتة؛ بل هو الزعيم األول لشياطني اإلنس واجلن الداعني إىل‬
‫سفور املرأة وخروجها من قيد السرت والصيانة والعفاف‪ ،‬وهو كام وصفه اهلل‬
‫يف قوله‪[ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫[األعراف‪]17-16:‬‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ]‪.‬‬

‫وقصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو اهلل عىل‬
‫كشف السوءات وهتك األستار وإشاعة الفاحشة وأن هذا هدف مقصود‬
‫له ثم حذرنا اهلل من هذه الفتنة خاصة فقال ‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫[األعراف‪]27:‬‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -8‬التربج مقدمة لف�سق املر�أة ثم الزنا‪:‬‬
‫إن من نتائج هذا االنحراف أن كثر الفسق وانترش الزنا وابتعد الناس‬
‫عن الزواج‪ ،‬واهندم كيان األرسة‪ ،‬وأمهلت الواجبات الدينية وانعدمت الغرية‬
‫واضمحل احلياء‪ ،‬وتركت العناية باألطفال‪ ،‬وأصبح احلرام أيرس حصوال من‬
‫احلالل‪ ،‬وكثرت اجلرائم‪ ،‬وفسدت أخالق الرجال خاصة الشباب املراهقني‪،‬‬ ‫‪138‬‬

‫وأصبحت املتاجرة باملرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه يف جماالت التجارة وغريها‪،‬‬


‫َ َْ َ َْ َ ُ‬
‫وكثرت األمراض التي مل تكن يف السابق‪ ،‬قال ‪« :H‬ل ْم تظه ِر الفاحِشة‬
‫ُ َّ ُ ُ َ لأْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ُّ َ ىَّ ُ ْ ُ َ لاَّ َ َ‬
‫ِيهم الطاعون وا وجاع التيِ لم تكن مضت فيِ‬ ‫فيِ قومٍ قط‪ ،‬حت يعلِنوا بِها‪ ،‬إ ِ فشا ف ِ‬
‫َ ْ اَ ُ لذَّ َ َ َ‬
‫[رواه ابن ماجة وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ِين مض ْوا»‪.‬‬ ‫أسلف ِِهم ا‬

‫‪ -9‬التربج مقدمة لإنزال العقوبة الإلهية‪:‬‬


‫ومن أعظم العقوبات التي هي قط ًعا أخطر من القنابل الذرية وغريها‪،‬‬
‫هي استحقاق نزول العقاب اإلهلي‪[ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫[اإلرساء‪]16:‬‬ ‫ ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ]‪.‬‬

‫وعن أيب بكر الصديق سمع رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬إِن انلَّاس إِذا‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ ُ َ يرِّ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ ُ ُ‬
‫رأ ُوا المنكر ال يغ ونه‪ ،‬أوشك أن يعمهم اهلل بِعقابه»‪[ .‬رواه ابن ماجة ‪ ،‬وصححه األبلاين]‬

‫وأكرب دليل عىل هذا ما نسمع ونشاهد من الزالزل والكوارث الكبرية‬


‫التي جتتاح الدول باجلملة‪ ،‬فقد أدى هذا التهتك إىل انحالل األخالق وتدمري‬
‫اآلداب التي اصطلح عليها الناس يف مجيع املذاهب والرشائع‪ ،‬وقد بلغ هذا‬
‫االنحراف حدًّ ا مل يكن خيطر عىل بال مسلم‪ ،‬فاتقوا اهلل أهيا املسلمون‪ ،‬وتوبوا‬
‫إليه واستغفروه‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫حمجبات متربجات‪:‬‬
‫وهناك مالبس عىل املرأة املؤمنة أن تتجنبها ألهنا من التربج كام قال‬
‫العلامء‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬الربقع السعودي الذي ُي ِ‬
‫ظهر العينني‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫‪ -2‬العباءة املزخرفة‪.‬‬
‫‪ -3‬الكاب اللبناين الذي حيجم جسم املرأة‪.‬‬
‫‪ -4‬الكعب العايل‪.‬‬
‫‪ -5‬الربقع اخلليجي الذي يظهر نصف الوجه‪.‬‬
‫‪ -6‬إظهار الذهب والقرط‪.‬‬
‫‪ -7‬العباءة املفتوحة‪.‬‬
‫‪ -8‬اخلامر املزخرف (املطرز)‪.‬‬
‫‪ -9‬اجليبة والبلوزة‪.‬‬
‫‪ -10‬األلوان امللفتة‪.‬‬
‫‪ -11‬ظهور القدمني‪ :‬ومن العجيب أن ترى امرأة غطت وجهها‬
‫وكفيها وتركت قدميها عاريتني‪.‬‬
‫فيا أختي املسلمة؛ أمجع العلامء عىل أن ظهور َقدَ َم ْي املرأة عورة جيب‬
‫[اثلمار ايلانعة يف اخلطب اجلامعة]‬ ‫عىل املرأة تغطيتها عن الرجال األجانب‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫�شبهة والرد عليها‪:‬‬
‫أن أسامء بنت أيب بكر دخلت عىل رسول اهلل‬ ‫‪J‬‬ ‫عن عائشة‬
‫‪ H‬وعليها ثياب رقاق‪ ،‬فأعرض عنها رسول اهلل ‪ H‬وقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لاَّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ َ ََ‬ ‫َ ْ‬
‫يض ل ْم ت ْصل ْح أن يُ َرى مِن َها إ ِ َهذا‪َ ،‬و َهذا»‪ ،‬وأشار‬
‫َ َ‬
‫ح‬
‫ت الم ِ‬
‫َ‬ ‫«يَا أس َم ُ َّ َ ْ‬
‫اء؟ إِن المرأة إِذا بلغ ِ‬
‫‪140‬‬
‫إىل وجهه وكفيه‪.‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫‪ -1‬احلديث مرسل‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬هذا مرسل‪ ،‬خالد بن ُدريك مل ُيدرك‬
‫عائشة ‪.J‬‬
‫‪ -2‬يف إسناد هذا احلديث سعيد بن بشري‪ ،‬قال ابن حجر عنه‪( :‬فيه‬
‫ضعف)‪.‬‬
‫‪ -3‬يف إسناده قتادة هو مدلس‪ ،‬وقد عنعن ومل يرصح بالسامع‪.‬‬
‫‪ -4‬وفيه الوليد بن مسلم قال فيه احلافظ‪( :‬ثقة‪ ،‬لكنه كثري التدليس‬
‫والتسوية‪ ،‬وقد عنعن)‪.‬‬
‫قال بعض أهل العلم‪ :‬إن صح هذا احلديث فهو قبل األمر باحلجاب‪.‬‬
‫[عودة احلجاب]‬ ‫ ‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫بداية املؤامرة‬
‫قال العالمة الشيخ بكر بن عبد اهلل أبو زيد يف كتابه (حراسة الفضيلة)‪:‬‬
‫وكانت أول رشارة ُقدحت لرضب األمة اإلسالمية هي يف سفور‬
‫‪141‬‬ ‫نسائهم يف وجوههن‪ ،‬وذلك عىل أرض الكنانة‪ ،‬يف مرص‪ ،‬حني بعث وايل‬
‫مرص حممد عيل باشا البعوث إىل فرنسا للتعليم‪ ،‬وكان فيهم واعظ البعوث‪:‬‬
‫رفاعة الطهطاوي‪ ،‬وبعد عودته إىل مرص‪ ،‬بذر البذرة األوىل للدعوة إىل حترير‬
‫املرأة‪ ،‬ثم تتابع عىل هذا العمل عدد من املفتونني املستغربني ومن الكفرة‬
‫النصارى؛ منهم الصليبي النرصاين مرقس فهمي اهلالك سنة ‪1374‬هـ يف‬
‫كتابه‪( :‬املرأة يف الرشق) الذي هدف فيه إىل نزع احلجاب‪ ،‬وإباحة االختالط‪.‬‬
‫وأمحد لطفي السيد‪ ،‬اهلالك سنة ‪ 1382‬هـ ‪ ،‬وهو أول من أدخل‬
‫الفتيات املرصيات يف اجلامعات خمتلطات بالطالب‪ ،‬سافرات الوجوه‪ ،‬ألول‬
‫مرة يف تاريخ مرص‪ ،‬ينارصه يف هذا عميد الفجور العريب‪ :‬طه حسني‪ :‬اهلالك‬
‫سنة ‪ 1393‬هـ‪.‬‬
‫وقد توىل كرب هذه الفتنة داعية السفور‪ :‬قاسم أمني‪ ،‬اهلالك سنة‬
‫‪1362‬هـ الذي ألف كتابه‪ :‬حترير املرأة‪ ،‬وقد صدرت ضده معارضات‬
‫العلامء‪ ،‬وحكم بعضهم بردته‪ ،‬بمرص‪ ،‬والشام‪ ،‬والعراق‪ ،‬ثم حصلت له‬
‫أحوال ألف عىل إثرها كتابه‪ :‬املرأة اجلديدة‪ ،‬أي‪ :‬حتويل املسلمة إىل أوربية‪.‬‬
‫وساعد عىل هذا التوجه من البالط األمرية نازيل مصطفى فاضل‪،‬‬
‫وهذه قد تنرصت وارتدت عن اإلسالم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ثم منفذ فكرة قاسم أمني داعية السفور‪ :‬سعد زغلول‪ ،‬اهلالك سنة‬
‫‪ 1346‬هـ‪ ،‬وشقيقه أمحد فتحي زغلول اهلالك سنة ‪ 1332‬هـ‪.‬‬
‫ثم ظهرت احلركة النسائية بالقاهرة لتحرير املرأة عام ‪1919‬م برئاسة‬
‫هدى شعراوي‪ ،‬اهلالكة سنة ‪ 1367‬هـ‪ ،‬وكان أول اجتامع هلن يف الكنيسة‬
‫‪142‬‬
‫املرقصية بمرص سنة ‪1920‬م‪ ،‬وكانت هدى شعراوي أول مرصية مسلمة‬
‫رفعت احلجاب ‪ -‬نعوذ باهلل من الشقاء ‪ -‬يف قصة متتلئ النفوس منها حرسة‬
‫وأسى‪ ،‬ذلك أن سعد زغلول ملا عاد من بريطانيا ُم َصنِّ ًعا مقومات اإلفساد‬
‫يف اإلسالم‪ُ ،‬صنِع الستقباله رسادقان‪ ،‬رسادق للرجال‪ ،‬ورسادق للنساء‪،‬‬
‫فلام نزل من الطائرة عمد إىل رسادق النساء املتحجبات‪ ،‬واستقبلته هدى‬
‫شعراوي بحجاهبا لينزعه‪ ،‬فمد يده ‪ -‬يا ويلها ‪ -‬فنزع احلجاب عن وجهها‪،‬‬
‫فصفق اجلميع ونزعن احلجاب‪.‬‬
‫واليوم احلزين الثاين‪ :‬أن صفية بنت مصطفى فهمي زوجة سعد غلول‪،‬‬
‫سامها بعد زواجه هبا‪ :‬صفية هانم سعد زغلول‪ ،‬عىل طريقة األوربيني يف‬
‫نسبة زوجاهتم إليهم‪ ،‬كانت يف وسط مظاهرة نسائية يف القاهرة أمام قرص‬
‫النيل‪ ،‬فخلعت احلجاب مع من خلعنه‪ ،‬و ُد ْسنَه حتت األقدام‪ ،‬ثم أشعلن به‬
‫النار‪ ،‬ولذا ُسمي هذا امليدان باسم‪ :‬ميدان التحرير‪.‬‬
‫وهكذا تتابع أشقياء الكنانة‪ :‬إحسان عبد القدوس‪ ،‬ومصطفى أمني‪،‬‬
‫ونجيب حمفوظ‪ ،‬وطه حسني‪ ،‬ومن النصارى‪ :‬شبيل شميل‪ ،‬وفرح أنطون ‪-‬‬
‫نعوذ باهلل من الشقاء وأهله ‪-‬؛ يؤازرهم يف هذه املكيدة لإلسالم واملسلمني‬
‫الصحافة‪ ،‬إذ كانت هي أوىل وسائل نرش هذه الفتنة‪ ،‬حتى ُأ ْص ِد َرت جملة‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫املجانون بمقاالهتم‬
‫باسم‪ :‬جملة السفور نحو سنة ‪1900‬م‪ ،‬وهرول الكُتاب َّ‬
‫القائمة عىل املطالبة بام ُيسند السفور والفساد‪ ،‬وهيجم عىل الفضائل واألخالق‬
‫من خالل وسائل اإلفساد اآلتية‪:‬‬
‫نرش صور النساء الفاضحة‪ ،‬والدمج بني املرأة والرجل يف احلوار‬
‫‪143‬‬
‫واملناقشة‪ ،‬والرتكيز عىل املقولة املحدَ َثة الوافدة‪( :‬املرأة رشيكة الرجل)‬
‫أي‪ :‬الدعوة إىل املساواة بينهام‪ ،‬وتسفيه قيام الرجل عىل املرأة‪ ،‬وإغراؤها‬
‫بنرش اجلديد يف األزياء اخلليعة وحمالت الكوافري‪ ،‬وبرك السباحة النسائية‬
‫واملختلطة‪ ،‬واألندية الرتفيهية‪ ،‬واملقاهي‪ ،‬ونرش احلوادث املخلة بالعرض‪،‬‬
‫ومتجيد املمثالت واملغنيات ورائدات الفن والفنون اجلميلة‪..‬‬
‫ثم وصل السفور والتربج إىل كثري من الدول املسلمة مثل تركيا‪،‬‬
‫[حراسة اتلوحيد‪ ..‬بترصيف]‬ ‫واجلزائر‪ ،‬وتونس‪ ،‬والعراق‪ ،‬وأفغانستان‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫هؤالء كيف سيلقون اهلل تعاىل؟‬


‫الذين بدلوا وغريوا يف دين اهلل‪ ،‬وأضلوا املسلمني‪ ،‬وكانوا عمالء‬
‫لليهود والنصارى ليفسدوا أمة اإلسالم وينرشوا الفواحش والرذائل‪ ،‬وقد‬
‫قال اهلل‪ :‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫[انلور‪]19:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﱪ‪.‬‬
‫وأخربنا رسول اهلل ‪ H‬أنه يوم القيامة الذي مقداره مخسون‬
‫ألف سنة والناس حفاة عراة كام ولدهتم أمهاهتم‪ ،‬والشمس قد دنت من‬
‫الرؤوس مقدار ميل‪ ،‬وقد غرق الناس يف عرقهم عىل قدر ذنوهبم حتى إن‬
‫منهم من يلجمه العرق إجلا ًما‪ ،‬والنبي ‪ H‬قد سبق أمته عىل احلوض‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ليسقيهم منه‪ ،‬فمن رشب منه ال يظمأ بعدها أبدً ا‪ ،‬فيرسع الناس إىل حوض‬
‫الكوثر طامعني يف الرشب منه‪ ،‬إال أن املالئكة تُبعد ُأ ً‬
‫ناسا منهم فتأخذ ذات‬
‫َ‬ ‫َّ َ لاَ َ ْ‬ ‫ُ َّ ُ َّ‬
‫الشامل‪ ،‬فيقول النبي ‪« :H‬أمتيِ أمت»‪ ،‬فتقول املالئكة‪« :‬إِنك تد ِري ما‬
‫ُ ْ ً ُ ْ ً‬ ‫َ ْ َُ َْ َ َ‬
‫أحدثوا بعدك» ‪ .‬فيقول ‪« : H‬سحقا سحقا»‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫بع�ض عقوبات الزنا‪:‬‬
‫‪ -1‬املعيشة الضنك‪:‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫[طه‪]124:‬‬ ‫ﯽ ﯾﱪ‬

‫‪ -2‬الذل‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬وجعلت اذلل واملهانة ىلع من خالف أمري»‬

‫[رواه أمحد‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وق ���د ي���ورث اذلل إدم ��ان ��ه ��ا‬ ‫رأي��ت اذلن��وب تميت القلوب‬
‫ُ‬
‫وخ �ي�ر نلفسك عصيان ها‬ ‫وت��رك اذلن ���وب حياة القلوب‬

‫‪ -3‬يسلب الزاين أحسن األسامء‪:‬‬


‫وهي العفة والرب واألمانة ويسمي بالفاجر والفاسق والزاين واخلائن‪.‬‬
‫‪ -4‬األمراض التي ليس هلا عالج‪:‬‬
‫مثل اإليدز الذي يدمر جهاز املناعة ومرض السيالن وغريها من‬
‫األمراض‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪-5‬جيلب العار ألهله‪.‬‬


‫‪ -6‬هذه اجلريمة متثل دم من ارتكبها‪:‬‬
‫فقد رشع اهلل تعاىل ملن فعل هذه الكبرية إذا كان أعزب مائة جلدة‬
‫متزوجا وحتى لو ماتت زوجته فيوضع يف حفرة‬
‫ً‬ ‫ويغرب سنة‪ ،‬وإن كان‬
‫‪145‬‬
‫ويرجم باحلجارة حتى املوت‪.‬‬
‫وقد رجم رسول اهلل ‪ H‬من زنى وكذلك اخللفاء من بعده‪.‬‬
‫‪ -7‬سبب النتشار األمراض يف األمة‪:‬‬
‫َ ىَّ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ َْ َ َْ َ ُ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ل ْم تظه ِر الفاحِشة فيِ ق ْومٍ ‪ ،‬حت يعلِنوا بِها‪،‬‬
‫َ ْ اَ‬ ‫ُ َّ ُ ُ َ لأْ َ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫لاَّ َ َ‬
‫ك ْن َم َض ْت فيِ أسلف ِِه ُم»‪ .‬‬ ‫ِيهم الطاعون‪ ،‬وا وجاع التيِ لم ت‬
‫إ ِ فشا ف ِ‬
‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬
‫‪ -8‬سبب املوت‪:‬‬
‫«ولاَ َظ َه َرت الْ َفاح َِش ُة َق ْوم‪ ،‬إلاَّ َسلَّ َط ُ‬
‫اهلل‬ ‫قال رسول اهلل ‪َ :،H‬‬
‫ِ‬ ‫فيِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ َْ َ‬
‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬ ‫ ‬‫علي ِه ُم الم ْوت»‪.‬‬

‫‪ -9‬املؤمن ال يزين‪:‬‬
‫ُ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ِني ي ْز يِن َوه َو مؤم ٌِن»‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬لاَ يَ ْزن َّ‬
‫الز يِان ح‬ ‫يِ‬

‫‪-10‬يعم العذاب عىل الناس‪:‬‬


‫بيرْ َما ل َ ْم َي ْف ُش فِيه ْم َولدَ ُ‬
‫َ‬ ‫لاَ َ َ ُ ُ َّ‬
‫ِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬تزال أ تيِ خِ ٍ‬
‫م‬
‫ك َأ ْن َي ُع َّم ُه ُم ُ‬
‫اهلل بِعذاب»‪.‬‬
‫ْ َ لدَ ُ ِّ َ َ ُ ُ‬
‫ِيهم و الزنا‪ ،‬فيو ِش‬
‫ِّ َ َ َ َ َ‬
‫[رواه أمحد]‬ ‫الزنا‪ ،‬فإِذا فشا ف ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪-11‬احلذر من اهلل‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫«واهللِ َما أ َحد أ ْغيرَ ُ م َِن اهللِ‪ ،‬أ ْن يَ ْز َ‬
‫ن َع ْب ُده‪ُ،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪َ :H‬‬
‫يِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ُ َ ُ َّ َ حُ َ َّ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ لبَ َ ْ َ‬
‫ون َما أعل ُم‪َ ،‬كي ُت ْم كثِ ًريا‪َ ،‬ول َض ِحك ُت ْم قلِيل»‪ .‬‬ ‫أو تز يِن أمته‪ .‬يا أمة مم ٍد‪ ،‬لو تعلم‬
‫[رواه أمحد]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‪146‬‬
‫‪-12‬عذاب القرب‪:‬‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬ ‫َّ ُ َ َ‬
‫ان‪َ ،‬وإِنهما ابتعث يِان َوإِنهما‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ت‬ ‫آ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫الل‬ ‫ان‬
‫يِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :،H‬إِنه أت‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ٌ َ ْ ٌ َ َّ َ ْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ لَىَ ْ َّ ُّ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ور فإِذا فِي ِه لغط َوأص َوات فاطلعنا فِي ِه فإِذا‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اتل‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ِث‬
‫م‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ت‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ان‬‫ف‬ ‫ِق‬ ‫ل‬‫ط‬ ‫ان‬ ‫‪:‬‬ ‫ليِ‬ ‫قاال‬
‫الع َراةُ الذَّ َ‬
‫َ َّ ِّ َ ُ َ ِّ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ ْ َُ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ِين‬ ‫أتاه ْم ذل ِك الله ُب ض ْوض ُووا‪ ،‬قلت‪ :‬من هؤالءِ؟ قاال ليِ ‪ :‬وأما الرجال والنساء‬

‫[رواه ابلخاري]‬ ‫الز َوان»‪.‬‬ ‫م ِْثل ب َناءِ اتلَّ ُّنور‪َ ،‬فإ َّن ُه ُم ُّ‬
‫الزنَاةُ َو َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فيِ‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫الوصية الرابعة وأطاعت زوجها‬


‫تعظيم حق الزوج‪:‬‬
‫جاءت فتاة إىل رسول اهلل ‪ ،H‬وقالت له‪ :‬أريد أن أعرف‬
‫‪147‬‬ ‫ع َز ْو َجته َأ ْن ل َ ْو كاَ َن به قُ ْر َح ٌة َفلَ َح َس ْت َها‪َ ،‬أو ْاب َت َدرَ‬ ‫َ ُّ َّ ْ لَىَ‬
‫حق الزوج؟ فقال‪« :‬حق الزو ِج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ِّ لاَ‬ ‫لحْ‬ ‫َََ َ‬ ‫َ ً َ َ ً ُ لحَ َ ْ ُ َ َّ ْ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ لذَّ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫منخ َِراهُ صدِيدا أ ْو دما‪ ،‬ث َّم َسته ما أدت حقه» قال‪ :‬فقالت‪َ :‬وا ِي بعثك بِا ق‬
‫َ َ َ َّ ُ َ َ ً َ َ َ َ َ لاَ ُ ْ ُ ُ َّ لاَّ ْ َّ‬
‫[النسايئ]‬ ‫أتزوج أبدا قال‪ :‬فقال‪ « :‬تنكِحوهن إ ِ بِإِذن ِِهن»‪ .‬‬

‫حتذير للن�ساء‪:‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ َ كاَليْ َ ْ ِ َ ُّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ورأيت انلار‪ ،‬فلم أر وم قط أفظع‪ ،‬ورأيت‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ ْ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ْ رَ َ َ ْ َ ِّ َ َ َ ُ‬
‫اء"‪ ،‬قالوا‪ :‬ب ِ َم يا َرسول اهللِ؟ قال‪" :‬بكف ِره َِّن"‪ ،‬قِيل‪ :‬أيكف ْرن بِاهللِ؟ قال‪:‬‬ ‫أكث أهلِها النس‬
‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ لإْ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ لىَ ْ َ ُ َّ َّ ْ كلُ َّ ُ ُ َ ْ‬
‫ادله َر ه‪ ،‬ث َّم َرأت‬ ‫"يكفرن الع ِشري‪ ،‬ويكفرن ا ِحسان‪ ،‬لو أحسنت إ ِ إِحداهن‬
‫ْ َ َ ْ ً َ َ ْ َ َ ْ ُ َ يرْ َ ُّ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫مِنك شيئا‪ ،‬قالت‪ :‬ما َرأيت خ ًا قط»‪.‬‬
‫ْ ُ َ َّ َ ُ َ َ َّ ُ‬ ‫َْ َ َْ‬ ‫َ ُْ‬
‫ك‬ ‫ت مِنه ‪ ،‬فإِنما هو جنت ِ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪ H‬المرأة‪« :‬فانظ ِري أين أن ِ‬
‫[صحيح أمحد]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫َونَ ُ‬
‫اركِ »‪.‬‬

‫ويروى أن أمري الدولة العباسية قالت زوجته‪ :‬أريد أن أميش يف الطني‬


‫فأتى بنشارة خشب ناعمة ومسك وزعفران وفرش هلا القرص وكانت متيش‬
‫خريا قط‪ ،‬قال هلا‪ :‬وال يوم الطني؟‪.‬‬
‫عليه فقالت له مرة‪ :‬ما رأيت منك ً‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َُ‬ ‫يرْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ُّ َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫الصالحِ َة»‪ .‬‬ ‫«ادلنيا متاع َوخ ُ متاعِها الم ْرأة‬ ‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ ُّ ْ َ َ يرْ خَّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ ً‬
‫ال خ ٌ اتذناهُ فقال‪« :‬أفضله ل ِسانا‬ ‫سئل رسول اهلل ‪« :H‬عن أي الم ِ‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ُ َ لَىَ‬ ‫َ َ ً ُ ْ َ ً ُ ُ ُ لَىَ َ‬ ‫ًَْ َ‬ ‫َ‬
‫ذاك ًِرا‪َ ،‬وقلبا شاك ًِرا‪َ ،‬وز ْوجة مؤمِنة ت ِعينه ع إِيمان ِ ِه»‪[ .‬صحيح الرتغيب]‪« ،‬فتأمنها ع‬
‫َْ َ َ َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫نف ِسها‪َ ،‬ومال ِك»‪.‬‬
‫ُ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫لمال ِها‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬تنكح المرأة لأِ رب ٍع ل ِمال ِها ولحِ ِسابِها و جِ‬ ‫‪148‬‬
‫ِّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬ ‫َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫اك»‪ .‬‬ ‫ين ت ِربت يد‬
‫ات ادل ِ‬
‫ولدِ ِينِها فاظفر بِذ ِ‬
‫َ َ َّ ُ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ود» [صحيح الرتغيب]‪ ،‬التي‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬تزوجوا الودود الول‬
‫تتكلم بكالم عذب مجيل كله حب وحنان‪.‬‬

‫�أ�سرار احلياة الزوجية‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫[الروم‪]21:‬‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ]‪.‬‬

‫فاحلياة الزوجية مبنية عىل املودة والرمحة ومها احلب واحلنان‬


‫والعطف واإلحسان وحتمل األذى من الطرفني‪ ،‬واللذان مها سبب‬
‫سعادة الزوجني‪ ،‬وتأميل أختي املسلمة قول اهلل تعاىل‪[ :‬ﮑ ﮒ]‪،‬‬
‫فجعل قلب املرأة سكنًا للرجل سكنًا لقلبه وروحه‪ ،‬فكيف يكون حال‬
‫اإلنسان بدون سكن؟ فكذلك إذا كانت املرأة كثرية الشكوى كثرية‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يكون الزوج كاإلنسان الذي ليس له سكن‪.‬‬ ‫النكر كثرية املطالب‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫حقوق الزوج‬
‫‪ -1‬طاعته �إال يف مع�صية اهلل‪:‬‬
‫َْ‬
‫ان ال تتجاوز صالتهم رؤوسهما‪ ،‬وذكر‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬اث ِ‬
‫ن‬
‫ْ ٌَ َ َ ْ َ َ َ‬
‫‪149‬‬ ‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬ ‫منهم‪ :‬ام َرأة عصت ز ْوجها حىت ترجع»‪.‬‬
‫َ َ ً َ ْ َ ْ ُ َ َ َ لأَ َ َ ُ‬ ‫َْ ُ ْ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬لو كنت آم ًِرا أحدا أن يسجد لأِ ح ٍد‪ ،‬م ْرت‬
‫ْ َ َْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ‬
‫[صحيح ابن حبان]‬ ‫جها‪ ،‬ملا عظم اهلل من حقه عليها»‪.‬‬ ‫المرأة أن تسجد ل ِزو ِ‬
‫َ رُ ُّ َ َ َ‬ ‫َ يرْ َ َ لذَّ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫سهُ إِذا نظ َر‪،‬‬ ‫وسئل رسول اهلل ‪« :H‬أ ُّي النساءِ خ ٌ ؟ قال‪« :‬ا ِي ت‬
‫َ ُ ُ ُ َ َ َ َ َ لاَ خُ َ ُ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫[صحيح أمحد]‬ ‫لهِ‬
‫وت ِطيعه إِذا أمر‪ ،‬و تال ِفه فِيما يكره فيِ نف ِسها وما ِ»‬
‫َْ َ‬ ‫لاَ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫وال تطيعه يف معصية اهلل لقوله ‪ « :H‬طاعة ل ِمخل ٍ‬
‫وق فيِ مع ِصي ِة‬
‫خْ َ‬
‫الال ِِق»‪.‬‬

‫فال تطيعه يف التربج والسفور واالختالط مع الرجال وال تطيعه يف أن‬


‫َ ْ َتىَ َ ً َ‬
‫يجُ امعها يف دبرها أو يف احليض لقول رسول اهلل ‪« :H‬من أ حائ ِضا‪ ،‬أ ِو‬
‫ْ َ َ ً ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ لَىَ حُ َ َّ‬
‫[صحيح ابن ماجة]‬ ‫امرأة فيِ دب ِرها‪ ،‬فقد كفر بِما أن ِزل ع مم ٍد»‬

‫‪�-2‬إذا دعاها �إىل الفرا�ش ال متتنع‪:‬‬


‫َ ْ ُ ْ َ َ لىَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ لذَّ َ‬
‫فس بِي ِده ِ ما من رجل يدعو امرأته ِإ‬‫«وا ِي ن يِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ََْ‬ ‫ً َ َ ْ َ َ ىَّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ لاَّ كاَ َ لذَّ‬
‫فراشها فتأىب علي ِه إ ِ ن ا ِي فيِ السماء ساخطا عليها حت يرىض عنها»‪.‬‬
‫[صحيح]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ْ‬ ‫َ ََْْ‬ ‫َ َ عاَ َّ ُ ُ َ َ َ ُ‬
‫الرجل ز ْوجته لحِ َاجتِ ِه فلتأت ِ ِه‪َ ،‬وإِن‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا د‬
‫كاَ َ ْ لَىَ ُّ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫نت ع اتلَّنورِ»‪.‬‬
‫َََ ْ َ َْ‬ ‫َ َ عاَ َّ ُ ُ ْ َ َ ُ لىَ‬
‫الرجل ام َرأته إ ِ ف َِرا ِش ِه‪ ،‬فأبت علي ِه‪،‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إذا د‬
‫َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ اَ َ ُ َ ىَّ ُ ْ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫فبات َوه َو غضبان‪ ،‬لعنتها الملئ ِكة حت تصبِح»‪.‬‬ ‫‪150‬‬
‫ُّ ْ َ لاَّ َ َ ْ‬ ‫ْ ََ ٌ َ ْ َ َ‬ ‫لاَ ُ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪ « :H‬تؤذِي امرأة زوجها فيِ ادلنيا إ ِ قالت‬
‫ُ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ ٌ ُ ُ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫لاَ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َ لحْ ُ ْ‬
‫ك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق‬‫ار‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ِيل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫كِ‬ ‫د‬ ‫ِن‬
‫ع‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫؛‬ ‫اهلل‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ات‬‫ق‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ذ‬ ‫ؤ‬ ‫ت‬ ‫‪:‬‬ ‫ني‬
‫ور ال ِ ِ‬
‫ع‬ ‫زوجته مِن ا ِ‬
‫ليَ َ‬
‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬ ‫إ ِ ْنا»‪.‬‬

‫‪-3‬ال ت�صوم �صوم تطوع �إال ب�إذنه‪:‬‬


‫لاَ حَ ُّ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ ٌ لاَّ‬
‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬يِل لاِ مرأ ٍة أن تصوم وزوجها شاهِد إ ِ‬
‫ْ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫بِإِذن ِ ِه»‪.‬‬

‫‪-4‬ال ت�أذن لأحد يف بيته �إال ب�إذنه‪:‬‬


‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ لاَّ ْ‬
‫[مسلم]‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬وال تأذن فيِ بيتِ ِه إ ِ بِإِذن ِ ِه»‪.‬‬

‫فال تأذن لدخول امرأة اجلريان والقريبات والزميالت وله أن يمنع من‬
‫دخول بيته أم الزوجة أو أختها أو خالتها أو عمتها إذا كان يقع بسببه َّن رضر‬
‫عليه وعىل زوجته ولكن ال يمنع زوجته من زيارهت َّن‪.‬‬

‫‪�-5‬أن ال تفرط يف ماله‪:‬‬


‫شحيحا فتأخذ باملعروف عىل قدر احلاجة كام قال‬
‫ً‬ ‫ولكن إن كان بخي ً‬
‫ال‬
‫رسول اهلل ‪ H‬لزوجة أيب سفيان ‪ ‬عندما قالت‪ :‬إن أبا سفيان‬
‫رجل شحيح قال هلا‪ :‬خذي ِ‬
‫أنت وولدك باملعروف‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -6‬القناعة‪:‬‬
‫وترىض بحياته وال تنظر إىل من هو أعىل منها يف الدنيا حتى ال تزدري نعمة‬
‫ْ ُ ُ لىَ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ لاَ‬
‫اهلل عليها‪ ،‬وهذه نصيحته ‪ H‬فقد قال‪« :‬انظروا إ ِ من هو أسفل مِنكم و‬
‫َ َْ ُ ْ‬ ‫َ ْ ُ لىَ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َلاَّ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫تنظ ُروا إ ِ من هو فوقكم ‪ ,‬فإِنه أجدر أ تزدروا ن ِعمة اهللِ عليكم» ‪[ .‬صحيح الرتمذي]‬
‫‪151‬‬
‫وكانت نساء السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج من البيت‪ :‬إياك‬
‫وكسب احلرام فإنا نصرب عىل اجلوع وال نصرب عىل النار‪.‬‬
‫َ‬
‫وكان رسول اهلل ‪ H‬هو وأزواجه ‪ ‬يمر عليهم ثالثة‬
‫أشهر هو وأهله ال يأكلون فيها إال التمر واملاء وال يوقد هلم نار وكان له‬
‫وسادة حشوها ليف وما شبع يومني من خبز الشعري ألن املؤمن املتصل باهلل‬
‫يعلم أن الدنيا دار ابتالء وامتحان واختبار‪ ،‬وأن اآلخرة هي دار القرار إما إىل‬
‫اجلنة وإما إىل النار‪ ،‬فهو دائماً يسعى إىل رضا اهلل وجنته‪.‬‬

‫‪ -7‬وال تخرج �إىل امل�سجد �إال ب�إذنه‪:‬‬


‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ ََ ُ ُ َ ْ َْ َ ْ َ ْ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا استأذنت أحدكم امرأته أن تأ يِت المس ِ‬
‫جد‪،‬‬
‫َ اَ َ ْ َ ْ َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫فل يمنعها»‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬
‫وقال رسول اهلل ‪ « :H‬تمنعوا إِماء اهلل مسا ِ‬
‫جد اهلل»‪.‬‬

‫‪ -8‬ال تف�شي �سره لأي خملوق‪:‬‬


‫َْ‬ ‫َ‬
‫اس عِند‬ ‫ولو كانت أمها فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إ َّن م ِْن أ رَ ِّ‬
‫ش انلَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫لىَ ْ َ‬ ‫َ نزْ َ ً َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ام َرأت ِ ِه‪َ ،‬و ُت ْفضيِ إليَ ْ ِه‪ُ ،‬ث َّم يَنْشرُ ُ رِ َّ‬ ‫َّ ُ َ ُ ْ‬
‫س صاحبه»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اهللِ م ِلة يوم ال ِقيامةِ‪ ،‬الرجل يفضيِ إ ِ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وأعظم األرسار الزوجية الفراش‪ ،‬فعن أسامء بنت زيد قالت‪ :‬كنت عند‬
‫ً‬
‫النبي ‪ H‬الرجال والنساء قعود فقال‪« :‬لعل رجال يقول ما يفعل بأهله‬
‫ولعل امرأة خترب بام فعلت مع زوجها؟ فقلت‪ :‬أي واهلل يا رسول اهلل إهنن‬
‫يلفعلن وإنهم يلفعلون‪ ،‬فقال‪ :‬فال تفعلوا فإنما مثل ذلك كمثل شيطان لىق شيطانة يف‬
‫‪152‬‬
‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫طريق فغشيها وانلاس ينظرون»‪.‬‬

‫‪ -9‬تعليم �أوالده الدين‪:‬‬


‫ٌَ‬ ‫َ َْ َُ‬
‫«والم ْرأة َراعِية‬ ‫وتأديبهم بآداب اإلسالم لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫لَىَ َ ْ َ ْ َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫جها»‪ .‬‬ ‫ت زو ِ‬
‫ع بي ِ‬

‫‪� -10‬أن تتزين له‪:‬‬


‫َ يرْ ُ ِّ َ َ ْ َ رُ ُّ َ َ َ ْ رَ ْ َ‬
‫صت»‪.‬‬ ‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬خ النساءِ من تسك إِذا أب‬
‫[صححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫فعىل الزوجة الصاحلة أن تتزين لزوجها وتتجمل له وال تعبس يف‬
‫كثريا من النساء‬
‫وجهه وال تبدو يف صورة يكرهها‪ ،‬ومن العجب أن ترى ً‬
‫هيملن التزين بأفضل ما يكون حتى صدق فيها قول القائل‪ :‬قر ٌد يف البيت‬
‫وغزال يف الشارع‪ ،‬ولكنها ال تتزين بمحرم كنمص احلاجبني والواشمة‬
‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫َ َ َ ُ َْ َ‬
‫ات‪،‬‬
‫ات والمتوشم ِ‬ ‫وتفلج األسنان؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬لعن اهلل الوا ِشم ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ ُ َ يرِّ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬
‫ات خل َق اهللِ»‪[ .‬ابلخاري]‪ ،‬واللعنة هي‬ ‫ات ل ِلحس ِن‪ ،‬المغ َ ِ‬
‫ات‪ ،‬والمتفلج ِ‬ ‫والمتنمص ِ‬
‫الطرد من رمحة اهلل‪ ،‬وال تتزين بلبس الربوكة لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ َْ ََ ُْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫اصلة‪َ ،‬والم ِ‬
‫توصلة»‪.‬‬ ‫«لعن اهلل الو ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وال تتزين بالتشبه بالرجال لقول أيب هريرة ‪ ‬وقول رسول اهلل‬
‫َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َّ ُ‬
‫ ‬ ‫الرج ِل» ‪.‬‬ ‫‪« :H‬لعن الرجل يلبس لبسة المرأة ِ‪ ،‬والمرأة تلبس لبسة‬
‫[رواه أبو داود‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫وعن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬لعن رسول اهلل ‪« :H‬ال ْ ُمتَ َش ِّبه َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫‪153‬‬
‫ِّ َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ ِّ َ‬
‫ ‬ ‫ ‬ ‫ات مِن النساءِ بِالرج ِ‬
‫ال»‬ ‫ال بِالنساءِ‪ ،‬ولعن المتشبه ِ‬ ‫مِن الرج ِ‬
‫[رواه الرتمذي‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫وال تتشبه بالكافرات حلديث عبد اهلل بن مسعود أن رسول اهلل‬
‫َ ُ ْ ُ َّ لاَ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ H‬رأى عليه ثوبني معصفرين قال‪« :‬ه ِذه ِ ثِياب الكفارِ تلبسها» ‪.‬‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ -11‬ت�صونه يف عر�ضها وماله‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ]‪ .‬‬
‫[النساء‪]34:‬‬ ‫ ‬
‫ََ َ ُْ ُ َ‬ ‫ْ َ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ اَ‬
‫جبك‪،‬‬‫تراها تع ِ‬ ‫ولقوله ‪« :H‬ثلث م َِن السعادة ِ‪ ،‬وذك َر مِنهم‪ :‬المرأة‬
‫لَىَ َ ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َوتَغ ُ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫أم ُن َها ع نف ِس َها ومالك»‪ .‬‬ ‫يب عنها فت‬ ‫ِ‬

‫‪ -12‬ال تخرج من بيته �إال ب�إذنه‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﭶ ﭷ ﭸ] [األحزاب‪ ،]33:‬وهذا أمر من اهلل لنساء‬
‫النبي ولنساء األمة بعدهن بأن يلزمن البيوت وال خيرجن إال حلاجة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪� -13‬أن حت�سن �إىل والديه و�أقاربه‪:‬‬
‫فاملرأة الصاحلة الوفية هي التي تحُ سن إىل أم زوجها وأبيه فهام السبب‬
‫يف وجوده ومها اللذان ربياه وعلامه وأدباه فهل جزاء اإلحسان إال اإلحسان‪،‬‬
‫خري ألحد وهو‬
‫وال تُعصيه عليهام‪ ،‬فالذي ليس فيه خري لوالديه ليس فيه ٌ‬
‫معرض لسخط اهلل وعقابه يف الدنيا قبل اآلخرة فليست أحسنت لزوجها‬ ‫‪154‬‬

‫من أساءت لوالديه‪ ،‬فاتقي اهلل يف والديه وأقاربه‪ ،‬واعلمي الذي تفعلينه‬
‫رشا فرش‪.‬‬
‫خريا فخري وإن كان ً‬
‫س ُيفعل بك إن كان ً‬
‫مالك‪:‬‬ ‫‪ -14‬ال تمَ ُ ِنّي عليه مبا � ِ‬
‫أنفقت عليه من ِ‬
‫فاملرأة التي متن عىل زوجها دليل عىل ضعف إيامهنا وقلة دينها وعدم‬
‫أصلها‪ ،‬واملن يبطل األجر لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫[ابلقرة‪]264:‬‬ ‫ ‬ ‫ﯦ ﯧ ‬
‫ﯨ]‪.‬‬
‫َ اَ ٌ لاَ ُ َ ِّ ُ ُ ُ ُ َ َ ْ َ َ لاَ َ ْ ُ‬
‫اهلل ي ْوم ال ِقيامةِ‪َ ،‬و ينظ ُر‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ثلث يكلمهم‬
‫َ ْ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ َ ِّ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َُ َ َ ٌ َ‬ ‫ليَ ْ ْ َ لاَ ُ َ ِّ‬
‫ارهُ‪َ ،‬والمنفق ِسلعته‬ ‫يه ْم َوله ْم عذاب أليِ ٌم المنان؛ بِما أعطى‪ ،‬والمسبِل إِز‬
‫إ ِ ِهم‪ ،‬و يز ِ‬
‫ك‬
‫ْكاَ‬ ‫لحْ‬
‫بِا َل ِِف ال ذ ِِب»‪ .‬‬
‫لاَ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ عاَ ٌّ لاَ َ َّ ٌ لاَ ُ ْ‬
‫النة ق‪َ ،‬و منان َو مدم ُِن‬ ‫وقال رسول اهلل ‪ « :H‬يدخل‬
‫َ ِّ‬ ‫مَ ْ‬
‫خ ٍر‪ ،‬وال ُمكذ ٌب بالقدر»‪ .‬‬

‫وقد مدح اهلل تعاىل الذين ال يمنون عىل ما أنفقوا‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫[ابلقرة‪]262:‬‬ ‫ ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -15‬ال تنفق من ماله �إال ب�إذنه‪:‬‬


‫لاَ ُ ْ ُ ْ َ َ ٌ َ ْ ً ْ َ ْ َ ْ َ لاَّ ْ‬
‫جها إ ِ بِإِذ ِن‬ ‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬تن ِفق امرأة شيئا مِن بي ِ‬
‫ت زو ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫ ‬
‫جها»‪.‬‬
‫زو ِ‬
‫[الرتغيب والرتهيب‪ ،‬منهاج القاصدين‪ ،‬رشح رياض الصاحلني‪ ،‬الوجزي يف فقه الكتاب العزيز]‬
‫‪155‬‬
‫اجلائزة هلذه املرأة الصاحلة‬
‫َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ ُ مَ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ت الم ْرأة خسها‪َ ،‬وصامت شه َرها‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا صل ِ‬
‫جْ َ َّ ْ‬
‫الن ِة ِشئ ِت»‪.‬‬ ‫اب‬ ‫ال َّن َة م ِْن َأ ِّي َأبْ َ‬
‫و‬ ‫اد ُخل جْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ََ ْ‬
‫وح ِفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها قِيل لها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫يِ‬
‫[أخرجه ابن حبان‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وصف املؤمنات يف اجلنة‬
‫جْ َ َّ َّ َ َ ْ ْ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ً ْ َ َ ْ‬
‫الن ِة اطلعت مِن‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ل ْو أن ام َرأة مِن ن ِساءِ أه ِل‬
‫َُ‬ ‫خْ َ َ ينْ لنَ‬ ‫َ َ ْ َينْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫السماءِ‪ ،‬لسد ض ْوؤها ض ْو َء الشم ِس‪َ ،‬ول َوجد ِر حيَها من ب َ الاف ِق ِ ‪َ ،‬و َ ِصيفها م َِن‬
‫ُّ ْ َ َ َ‬
‫ ‬ ‫ادلنيا َوما فِيها»‪.‬‬ ‫‪156‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ لذَّ‬
‫«وا ِي نف يِس بِي ِده ِ‪ ،‬ل ْو‬ ‫ويف رواية أخرى‪ :‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫جْ َ َّ لَىَ َ ْ لأْ َ ْ لأَ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َ أَ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ْ ْ َ ٌ ْ َ َ ْ‬
‫اءت ما بينهما‪َ ،‬ولملت ما‬ ‫اطلعت ام َرأة مِن ن ِساءِ أه ِل الن ِة ع أه ِل ا ر ِض‪ ،‬ض‬
‫َ َ لنَ َ ُ َ لَىَ َ ْ َ َ يرْ ٌ َ ُّ ْ َ َ َ‬ ‫ََُْ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ادلنيا َوما فِيها»‪.‬‬ ‫بينهما ب ِ ِر حيِها‪ ،‬و ِصيفها ع رأ ِسها خ مِن‬
‫َّ َ َّ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ لَىَ ُ َ ْ َ َ‬
‫ورة ِ القم ِر‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِن أول زمر ٍة تدخل النة ع ص‬
‫ُْْ َ ْ ََ‬ ‫لُ ِّ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ع َأ ْض َوإ َك ْو َك ُ ِّ ٍّ‬ ‫ليَ ْ َ َ لبْ َ ْ َ َّ َ َ لَىَ‬
‫ان‬ ‫ب دري فيِ السماءِ‪ ،‬ل ِك ام ِر ٍئ مِنهم زوجت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لة ا د ِر‪ ،‬والتيِ تلِيها‬
‫َ‬
‫جْ َ َّ ْ َ ُ‬ ‫َّ ْ َ َ‬ ‫اث ِنْ َت ُ َ ُ ُّ َ َ ْ َ َ‬
‫الن ِة أعزب»‪[ .‬رواه ابلخاري‪ ،‬ومسلم]‬ ‫ان‪ ،‬يرى مخ ساق ِِهما مِن وراءِ اللح ِم‪ ،‬وما فيِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ َ ْ‬
‫وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن الم ْرأة مِن‬
‫خُ ُّ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َّ َيرُ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َّ ً َ ىَّ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ني حلة حت ي َرى مها‪َ ،‬وذل ِك بِأن‬ ‫ن ِساءِ أه ِل اجلن ِة ل ى بياض ساق ِها مِن وراءِ سب ِع‬
‫َ ُ ُ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ايلاقوت فإِنه حج ٌر ل ْو‬ ‫اهلل تعاىل َيقول‪[ :‬ﯖ ﯗ ﯘ] [الرمحن‪ ،]58:‬فأ َّما‬ ‫َ‬
‫ْكاً ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ لأَ ُ َ ُ ْ‬ ‫َْ َ ْ َ‬
‫[صحيح ابن حبان والرتمذي]‬ ‫أدخلت فِي ِه ِسل ث َّم استصفيته ِريته مِن َو َرائ ِه»‪.‬‬

‫وعن ابن عباس ‪ ‬قال‪« :‬لو أن امرأة من نساء أهل اجلنة بصقت يف‬

‫سبعة أحبر لاكنت تلك األحبر أحىل من العسل»‪.‬‬

‫امل�ؤمنة �أف�ضل �أم احلور العني؟‬


‫قال العلامء‪« :‬املؤمنة التي دخلت اجلنة أفضل وأمجل من حور العني‪،‬‬
‫بل هي سيدة حور العني‪ ،‬ألن املؤمنة التقية جاهدت نفسها يف الدنيا يف رضا‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫رهبا‪ ،‬وأطاعته بصالهتا وصيامها وحجاهبا وصدقاهتا وغريها من الطاعات‪،‬‬


‫وجاهدت نفسها يف مواجهة الذنوب واملعايص‪ ،‬وصربت عىل االبتالءات‬
‫ٍ‬
‫بيشء من هذا‪ ،‬ولذلك قال العلامء‪:‬‬ ‫واملحن‪ ،‬بخالف حور العني مل تخُ رب‬
‫املؤمنون يف اجلنة أفضل من املالئكة؛ ألن املالئكة تكون يف خدمة املؤمنني»‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫وقال عيل بن أيب طالب ‪ ‬قال‪« :‬املؤمنة يف اجلنة أفضل من سبعني من‬

‫حور العني»‪.‬‬

‫ور ِوي عن أم سلمة ‪ J‬أهنا سألت رسول اهلل ‪« :H‬بَ ْل ن َِس ُ‬


‫اء‬ ‫ُ َ‬
‫َ َ‬ ‫ُْ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ِّ َ َ لَىَ لبْ َ َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ْ َ َ ْ َ ُ َ لحْ‬
‫ني كفض ِل الظهارة ِ ع ا ِطانةِ» ‪ .‬قلت‪ :‬يا رسول اهللِ وبِما‬ ‫ادلنيا أفضل مِن ا ورِ ال ِع ِ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫وه ُه َّن انلُّ َ‬ ‫َ‬
‫َ اَ َّ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ور‪َ ،‬وأجساده َّن‬ ‫اهلل ألبس اهلل وج‬ ‫ذاك؟‪ ،‬قال‪ " :‬بِصلت ِِهن و ِصيام ِِهن وعِبادت ِِهن‬
‫َّ َ‬ ‫َ ْ َ َ لحْ ُ ِّ جَ َ ُ ُ َّ ُّ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫ُ ضرْ َ ِّ َ‬ ‫يض الأْ َل ْ َ‬‫َ‬ ‫الحْ َر َ‬
‫ادل ُّر َوأمشاطه َّن اذله ُب‬ ‫اب صفراء ا يِل مامِرهن‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫اثل‬ ‫خ‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫ِ ِ‬ ‫ير‬
‫ْ‬ ‫نحَ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َُْ ُ ًَ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫نحَ‬ ‫لاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َُ ُ ًَ‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خْ‬ ‫َ ُ ْ َ َلاَ ْ‬
‫نحَ‬
‫ُن الالدِ َ ات فل نموت أبدا‪ ،‬أ َو ُن انلَّاعِمات فل نبؤس أبدا‪ ،‬أ َو ُن‬ ‫يقلن‪ :‬أ‬
‫َ‬
‫ْ ُ َ ُ َ اَ َ ْ َ ُ َ ً لاَ َ نحَ ْ ُ َّ َ ُ َ اَ َ ْ َ ُ َ ً ُ ىَ َ ْ ُ َّ لهَ كاَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اضيات فل نسخط أبدا‪ ،‬طوب ل ِمن كنا ُ َو ن‬ ‫الم ِقيمات فل نظعن أبدا‪ ،‬أ و ن الر ِ‬
‫لنَ‬
‫[املعجم الوجزي]‬ ‫ ‬ ‫َا»‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫[الواقعة‪]38-35:‬‬ ‫ﮬ]‪ .‬‬

‫عن احلسن قال‪« :‬أتت عجوز فقالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ادع اهلل تعاىل أن يدخلين‬
‫َّ جْ َ َّ َ لاَ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ٌ َ َ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َّ َ‬ ‫َ ُ َّ ُ اَ‬
‫بوها أنها‬ ‫رِ‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫ال‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫يِ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ت‬‫ل‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫"‪،‬‬ ‫وز‬‫ج‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ل‬‫خ‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ن‬‫اجلنة‪ ،‬فقال‪« :‬يا أم ف ٍ ِ‬
‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫لاَ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ ٌ َّ َ َ َ لىَ َ ُ ُ‬
‫اهلل تعا يقول‪[ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫تدخلها و يِه عجوز إِن‬
‫[الواقعة‪]38-35:‬‬ ‫ ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ]»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫عن جماهد‪ ،‬قال‪ :‬دخل النبي ‪ H‬عىل عائشة وعندها عجوز‬
‫فقال‪« :‬من هذه؟» قالت‪ :‬إحدى خااليت‪ ،‬قال‪« :‬أما إنه ال يدخل اجلنة العجز»‬
‫ً‬
‫العجوز من ذلك ما شاء اهلل فقال النبي ‪« :H‬إنا أنشأناهن خلقا‬
‫َ‬ ‫فدخل‬
‫[رواه ابليهيق يف ابلعث والنشور]‬ ‫آخر»‪ .‬‬
‫‪158‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﮨ ﮩ]عر ًبا‪ :‬مجع عروب‪ ،‬وهن املتحببات إىل أزواجهن‪.‬‬
‫قال ابن األعرايب‪ :‬العروب من النساء املطيعة لزوجها‪ ،‬املتحببة إليه‪.‬‬
‫وقال أبو عبيدة‪( :‬العروب) احلسنة التبعل‪.‬‬
‫وقال املربد‪ :‬هي العاشقة لزوجها‪.‬‬
‫وقوله‪[ :‬ﮩ] عىل ميالد واحد يف االستواء‪ ،‬وسن واحدة ثالث‬
‫وثالثني سنة‪ ،‬وكانت العرب متيل إىل من جاوزت حد الصبا من النساء‬
‫وانحطت عن الكرب‪.‬‬
‫وقال السدّ ي‪ :‬أتراب يف األخالق ال تباغض بينهن وال حتاسد‪.‬‬
‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ] [انلبأ‪،]33-31:‬‬

‫فالكواعب‪ :‬مجع كاعب‪ ،‬وهي الناهد‪.‬‬


‫وقال املفرسون‪ :‬هن املفلكات اللوايت تكعبت ثدهين‪ ،‬نواهد كالرمان‬
‫ليست متدلية إىل أسفل‪ ،‬ويمسني نواهد‪.‬‬
‫[ابلقرة‪]25:‬‬ ‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ]‪.‬‬
‫ ‬

‫وهن الاليت طهرن من احليض والنفاس واألذى والبول والغائط‬


‫والنخام والبصاق واملني والولد‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫�إذا تزوجت املر�أة �أكرث من مرة فمع من تكون يف اجلنة؟‬


‫الرأي الراجح ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬أهنا آلخر أزواجها‪ ،‬ملا رواه البيهقي يف‬
‫شئت تكونني معي يف اجلنة فال تزوجي‬‫(سنن)‪ :‬أن حذيفة قال لزوجته‪« :‬إن ِ‬
‫حرم اهلل عىل‬
‫بعدي‪ ،‬فإن املرأة يف اجلنة آلخر أزواجها يف الدنيا»؛ فلذلك َّ‬
‫‪159‬‬ ‫أزواج النبي ‪ H‬أن ينكحن بعده؛ ألهنن أزواجه يف اجلنة‪.‬‬
‫خطب أم الدرداء‪ ،‬فأبت أن‬ ‫‪‬‬ ‫وصح يف احلديث أن معاوية‬
‫َّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ‬
‫جها»‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ز‬ ‫أ‬ ‫ِر‬
‫ِ‬ ‫خ‬‫ل‬‫آِ‬ ‫ة‬ ‫تتزوجه‪ ،‬وقالت‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ H‬يقول‪« :‬المرأ‬
‫ولست أريد بأيب الدرداء بدالً‪.‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ ُ فيِّ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫ويف رواية‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬أيما ام َرأ ٍة ت ُو َ عنها ز ْوجها‬
‫َ‬
‫[رواه ابليهيق]‬ ‫ت َب ْع َدهُ َف يِ َ‬
‫ه آِلخ ِِر أ ْز َوا ِج َها»‪ .‬‬ ‫َ زَ َ َّ َ ْ‬
‫فتوج‬

‫وأما يف حديث أم حبيبة عندما سألت رسول اهلل ‪« :H‬يا رسول‬

‫اهلل‪ ،‬املرأة يكون هلا الزوجان يف ادلنيا‪ ،‬ثم يموتون وجيتمعون يف اجلنة‪ ،‬فأليهما تكون؟‬
‫ً‬
‫فقال رسول اهلل ‪ :H‬ألحسنهما خلقا اكن عندها يف ادلنيا»‪.‬‬
‫[فهو حديث ضعيف ضعفه ابن عدي وابلخاري]‬

‫�إذا ماتت املر�أة ومل تتزوج‪:‬‬


‫قيل‪ :‬ختتار ما حتب يف اجلنة من الرجال؛ لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﭭ ﭮ‬
‫[فصلت‪]31:‬‬ ‫ ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ]‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬تتزوج برجل مل يتزوج يف الدنيا‪ ،‬وكثري من الصاحلني مل يتزوجوا‬


‫يف الدنيا مثل‪( :‬شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬واإلمام النووي)‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وقيل‪ :‬تتزوج من أي رجال اجلنة سواء كانوا متزوجني أو كانوا ُعزا ًبا؛‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُْْ َ ْ ََ‬ ‫لُ ِّ ْ‬
‫ان اثنتان ي َرى ُمخ سوق ِهما من َو َراءِ‬
‫لقوله ‪« :H‬ل ِك ام ِرى ٍء مِنهم زوجت ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اللح ِم» ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬ولكن ال بد هلا من الزواج؛ لقول انليب ‪« :H‬وما فيِ‬
‫جْ َ َّ َ ْ ُ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬‫الن ِة أع َزب»‪.‬‬
‫‪160‬‬
‫�إذا مل يكن لها ذرية يف الدنيا؟‬
‫كثري من النساء يف بداية سلكها لطريق االلتزام واالستقامة‪ ،‬وقبل أن‬
‫ٌ‬
‫يرزقها اهلل ‪ ‬بالذرية‪ ،‬أو بعض النساء الاليت مل يمن اهلل تعاىل عليهن‬
‫باألوالد؛ تكون يف غاية اجلد واالجتهاد يف أداء الطاعات والفرائض‪،‬‬
‫وبمجرد أن ترزق األبناء جتدها تُقرص يف العبادات‪ ،‬وتقلل من النوافل‬
‫والقربات‪ ،‬بل وترتك الفرائض وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫أما املرأة التقية هي التي تعلم أن قضاء اهلل ‪ ‬كله خري؛ لقول‬
‫َّ َ ْ َ ْ ُ ْ كلُ َّ ُ َ يرْ ٌ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ً َْ ُْ ْ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬عجبا لأِ م ِر المؤم ِِن‪ ،‬إِن أمر المؤم ِِن ه خ ‪ ،‬وليس ذل ِك‬
‫ْ َ َ َ ْ ُ رَ َّ ُ َ َ َ َ َكاَ َ َ يرْ ً َ ْ َ َ َ ْ ُ رَ َّ ُ َ َ رَ َ كاَ َ‬ ‫َ َ لاَّ ْ ُ ْ‬
‫ب‪ ،‬ن‬ ‫لأِ ح ٍد إ ِ ل ِلمؤم ِِن إِن أصابته ساء فشكر ف ن خ ا‪ ،‬وإِن أصابته ضاء فص‬
‫َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫خيرْ ًا»‪ .‬‬
‫وإنام األوالد واألبناء هم عطية من اهلل ‪ ‬يف الدنيا حيث قال‬
‫سبحانه‪[ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬
‫[الشورى‪]50-49:‬‬ ‫ﯶ]‪ .‬‬
‫واملال والبنون هبة ومنحة ويف ذات احلال فتنة؛ لقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﮝ‬
‫[اتلغابن‪]15:‬‬ ‫ ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فاملرأة الصاحلة املؤمنة هي التي ترىض بقضاء اهلل وتقبل بقدره‪،‬‬


‫وتستثمر أوقات فراغها يف بذل الطاعات‪ ،‬واإلكثار من القربات لرب‬
‫العطيات‪ ،‬فتستغل أوقات فراغها يف العبادة‪ ،‬وطلب العلم‪ ،‬والدعوة إىل‬
‫اهلل‪ ،‬والتفقه وحفظ القرآن‪ ،‬وغريها من القربات النافعة التي تقرهبا إىل اهلل‬
‫‪161‬‬ ‫خريا مما ُح ِرمت منه‪.‬‬
‫‪ ،‬وتعوضها ً‬
‫واهلل ‪ ‬جواد كريم ال يمنع يف الدنيا نعماً إال حلكمة‪ ،‬فيجب‬
‫أن تكون ثقتك باهلل أكرب‪ ،‬فاهلل ‪ ‬إذا حرم ومنع يف الدنيا‪ ،‬فإنه‬
‫يعطي وهيب يف اجلنة الكثري‪ ،‬فإذا دخلت املرأة اجلنة واشتهت الولد سوف‬
‫يكون هلا هذا بإذن اهلل؛ مصدا ًقا لقوله تعاىل‪[ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫َّ ْ ُ ْ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ] [فصلت‪ ،]31:‬ولقول رسول اهلل ‪« :H‬إِن المؤم َِن‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ ُ ُ ُّ ُ‬ ‫جْ َ َّ كاَ َ مَ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ َ ىَ ْ َ لدَ َ‬
‫اع ٍة ك َما اش َته»‪ .‬‬ ‫النةِ‪ ،‬ن حله َو َوضعه َو ِسنه فيِ س‬ ‫إِذا اشته الو فيِ‬
‫[صححه األبلاين يف صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫مَ ُ‬ ‫كاَ‬
‫«و َوض ُع ُه َو ِسن ُه» أي‪ :‬كامل سنه وهو الثالثون‬
‫حل ُه» أي‪ :‬محل الولد‪َ ،‬‬‫َ ْ‬
‫« ن‬
‫ََ ْ َ‬
‫ذكرا أو أنثى أو نحو ذلك‪ .‬وعىل هذا القول‬ ‫سنة‪« ،‬كما اشته» من أن يكون ً‬
‫كثري من أهل العلم‪.‬‬
‫حلُ ُه َوف َِصالهُ ُ‬‫َّ َّ ُ َ ْ َ ْ جْ َ َّ ليَ ُ لدَ ُ لهَ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ مَ ْ‬
‫كما يشت يِه يكون‬ ‫ويف رواية‪« :‬إِن الرجل مِن أه ِل الن ِة و‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫[أخرجه ابن ماجة والرتمذي]‬ ‫ ‬‫َوشبابه فيِ ساع ٍة َواحِد ٍة»‪.‬‬
‫َ ُ لدَ ُ َ ْ جْ َ َّ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫النةِ‪،‬‬ ‫ال‪« :‬قِيل‪ :‬يا َرسول اهللِ‪ ،‬أيو لأِ ه ِل‬ ‫ويف رواية عن أيب سعيد اخلدري َق َ‬
‫َ ُ لاَّ َ َ ْ َ َ َ َ ىَّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ لذَّ َ ْ‬ ‫َفإ َّن ال ْ َولدَ َ م ِْن َت َم ِ رُّ ُ‬
‫ور؟ فقال‪ :‬نع ْم‪َ ،‬وا ِي نف يِس بِي ِده ِ‪ ،‬ما ه َو إ ِ كقد ِر ما يتمن‬ ‫ام الس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ َ َ َُ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ُ مَ ْ ُ ُ‬
‫[مسند اإلمام أمحد]‬ ‫أحدكم‪ ،‬فيكون حله َو َرضاعه‪َ ،‬وشبابه»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى متنوعة للمرأة املسلمة‬
‫‪ -1‬ما حكم لب�س البنطلون للمر�أة؟‬
‫ال جيوز ألنه تشبه بالرجال؛ فقد لعن رسول اهلل ‪ H‬املتشبهات‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫بالرجال من النساء واملتشبهني بالنساء من الرجال‪.‬‬ ‫‪162‬‬
‫‪ -2‬ما هي عورة املر�أة �أمام املر�أة؟‬
‫تظهر الرأس والرقبة والذراعني‪ ،‬ولكن كلام كانت أسرت؛ فهو أنفع هلا‬
‫بإذن اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ -3‬رجل يعار�ض زوجته يف ارتداء الزي ال�شرعي؟‬


‫لاَ َ َ َ‬
‫تنصحه املرأة‪ ،‬وال تطيعه؛ كام قال رسول اهلل ‪ « :H‬طاعة‬
‫َ ْ َ خْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫وق فيِ مع ِصي ِة الال ِِق»‪.‬‬
‫ل ِمخل ٍ‬

‫‪ 4‬ـ ما حكم لب�س املر�أة املالب�س ال�ضيقة �أمام الن�ساء؟‬


‫ال شك أن لبس املرأة لليشء الضيق الذي يبني مفاتن جسمها ال جيوز‬
‫إال عند زوجها فقط‪ ،‬فال جيوز ولو بحرضة النساء‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ما حد عورة املر�أة �أمام حمارمها؟‬


‫هلا أن تكشف أمامهم الوجه‪ ،‬والرأس‪ ،‬والرقبة‪ ،‬والكفني‪ ،‬والذراعني‪،‬‬
‫والقدمني‪ ،‬والساقني‪ ،‬وتسرت ما سوى ذلك‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ ما حكم ق�ص ال�شعر للن�ساء؟‬


‫قصا ال يصل إىل هذا احلد؛‬
‫إن قصه كالرجال حرام‪ ،‬أما قصه ًّ‬
‫فإن فيه خال ًفا بني أهل العلم‪ ،‬واملشهور من مذهب اإلمام أمحد‪:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أنه مكروه‪ ،‬سواء كان من املقدمة أو املؤخرة‪ ،‬وكذلك إذا قصته‬


‫عىل وجه يشبه رءوس الكافرات؛ فإنه حرام؛ لقول رسول اهلل‬
‫‪« :H‬من تشبه بقوم فهو منهم»‪ ،‬ولكن إذا قصته لتخفيف شعرها‪ ،‬أو‬
‫حتقي ًقا لرغبة زوجها؛ فال مانع من ذلك‪ ،‬ولو شق عليها متشيطه؛ جاز تقصريه‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫‪ 7‬ـ ما حكم �صبغة ال�شعر للمر�أة؟‬
‫جيوز؛ فقد سألت امرأة عائشة عن خضاب احلناء فقالت‪« :‬ال بأس به»‪.‬‬
‫ولكن يكره الصبغة السوداء؛ فقد هنى النبي ‪ H‬عن الصبغ بالسواد‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ ما حكم لب�س الباروكة؟‬


‫ال جيوز؛ فقد لعن رسول اهلل ‪ H‬الواصلة واملستوصلة‪.‬‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬

‫‪ 9‬ـ ما حكم تخ�ضيب اليدين باحلناء؟‬


‫خصوصا لو كانت تتزين‬
‫ً‬ ‫جيوز هلا‪ ،‬سواء كان يف يدهيا‪ ،‬أو األظافر؛‬
‫لزوجها‪ ،‬واحلناء ال متنع وصول املاء أثناء الوضوء‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ هل يجوز للمر�أة و�صل �ضفائرها بقطعة قما�ش؟‬


‫نعم جيوز هلا ذلك‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ ما هو النم�ص؟‬
‫النمص هو‪ :‬األخذ من شعر احلاجبني‪ .‬وهو حمرم؛ فقد لعن رسول اهلل‬
‫‪ H‬النامصة واملتنمصة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ 12‬ـ حكم �إزالة �شعر الذقن وال�ساقني واليدين للمر�أة؟‬
‫جيوز للمرأة أن تزيل ما قد ينبت هلا من حلية‪ ،‬أو شارب‪ ،‬أو شعر‬
‫ساقيها‪ ،‬أو يدهيا؛ بل هي مأمورة به تز ُّينًا لزوجها‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ ما حكم نتف ال�شعر الذي بني احلاجبني؟‬


‫‪164‬‬
‫جيوز نتفه ألنه ليس من احلاجبني‪.‬‬

‫‪ -14‬ما حكم �أحمر ال�شفاه واملكياج للمر�أة؟‬


‫جيوز استعامهلا تز ُّينًا للزوج‪ ،‬أو أمام النساء‪ ،‬وحيرم عليها أن خترج به‬
‫ويراها الرجال‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ ما حكم الو�شم؟‬


‫حيرم عىل املرأة أن تضع الوشم؛ فقد لعن النبي ‪ H‬الواشمة‬
‫واملستوشمة‪.‬‬

‫‪-16‬ما حكم عمليات التجميل وت�صغري وتكبري ال�شفاه وجتميل ال�صدر؟‬


‫ال جيوز؛ ألنه تغري خللق اهلل عز وجل‪ ،‬اللهم إال إن كان هناك عيب‬
‫يترضر الزوج منه؛ فإنه جيوز‪.‬‬

‫‪17‬ـ ما حكم لب�س العد�سات الال�صقة امللونة؟‬


‫إذا كانت تلبسها لتضلل اخلُ َّطاب؛ فال جيوز‪ ،‬وإذا لبستها لزوجها؛ فال بأس‪،‬‬
‫رضرا بالعني من التهابات ونحو ذلك‪.‬‬
‫خصوصا إذا كانت حتدث ً‬
‫ً‬ ‫وتركها أوىل؛‬

‫‪18‬ـ ما حكم �إزالة الأ�سنان الزائدة؟‬


‫تشوه املنظر‪ ،‬وكذلك جيوز تسويتها بمربد أو نحوه‪ ،‬وال‬
‫جيوز؛ ألهنا ِّ‬
‫جيوز التفليج‪ ،‬وال الورش؛ لنهي النبي ‪ H‬عن ذلك‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪19‬ـ ما حكم عمليات تقومي الأ�سنان؟‬


‫اهلل ‪H‬‬ ‫إذا كان غرضها التجميل؛ فال جيوز‪ ،‬فقد لعن رسول‬
‫املتفلجات للحسن املغريات خللق اهلل‪ ،‬أما إذا كان تقويمها لعيب؛ فال بأس‬
‫بذلك فيها‪ ،‬فإن بعض الناس قد يربز يشء من أسنانه إما الثنايا أو غريها‬
‫‪165‬‬ ‫بروزا مشينًا بحيث يستقبحه من يراه؛ ألن يف هذا إزالة عيب وليس املقصود‬
‫ً‬
‫زيادة جتمل‪.‬‬
‫‪20‬ـ هل يجوز للرجل �أن يقبل ابنته البالغة؟‬
‫ال حرج يف تقبيل الرجل ابنته الكبرية والصغرية بدون شهوة‪ ،‬عىل أن‬
‫يكون التقبيل يف خدِّ ها إذا كانت كبرية؛ فقد ق َّبل أبو بكر ابنته عائشة يف خدِّ ها‪.‬‬

‫‪21‬ـ ما حكم تقبيل املحارم؟‬


‫خصوصا إذا كان التحريم بالرضاع أو‬
‫ً‬ ‫جيوز إذا كان بغري شهوة‬
‫املصاهرة‪ ،‬فإذا أثار الشهوة؛ فإنه حيرم‪.‬‬

‫‪22‬ـ ما حكم ذهاب املر�أة للطبيب؟‬


‫إذا وجدت طبيبة يف التخصص املراد؛ فإنه حيرم عىل املرأة الذهاب إىل‬
‫الطبيب‪ ،‬ولكن يف حالة عدم وجود طبيبة؛ فال بأس‪ ،‬ولكن ال تظهر إال ما‬
‫حيتاج الطبيب إىل النظر إليه‪ ،‬وال بد أن يكون معها حمرم‪.‬‬

‫‪ 23‬ـ ما حكم ركوب املر�أة وحدها مع �سائق �أجنبي؟‬


‫لاَ خَ ْ ُ َّ‬
‫ال جيوز؛ ألن هذا من اخللوة‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪ « :H‬يل َون‬
‫ُ حَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫َر ُجل ب ِ ْام َرأ ٍة‪ ،‬إِال َو َم َع َها ذو م َرمٍ »‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪24‬ـ هل تك�شف املر�أة عن وجهها �أمام �أقارب زوجها؟‬
‫ال جيوز أن تكشفه أمامهم؛ فهم كغريهم من الرجال األجانب‪.‬‬

‫‪25‬ـ ما حكم االختالط بني الرجال والن�ساء يف العمل؟‬


‫ال جيوز؛ فقد هنى اهلل تعاىل عن االختالط بني الرجال والنساء‪ ،‬قال‬
‫‪166‬‬
‫تعاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ] [األحزاب ‪ ،]53 :‬وقد خرج النبي ‪ H‬ذات يوم من املسجد‬
‫وقد اختلط النساء مع الرجال يف الطريق‪ ،‬فقال النبي ‪« :H‬استأخرن‬

‫فإنه ليس لكن أن حتققن الطريق‪ ،‬عليكن حبافات الطريق»‪ ،‬فكانت املرأة تلتصق‬
‫[رواه أبو داود]‬ ‫باجلدار حتى إن ثوهبا ليتعلق باجلدار من لصوقها به‪.‬‬

‫‪26‬ـ هل يجوز للمر�أة �أن حت�ضر درو�س العلم؟‬


‫نعم جيوز هلا ذلك؛ حتى تتعلم أمور دينها‪ ،‬فقد خصص رسول اهلل‬
‫‪ H‬يو ًما للنساء ليتعلمن أمور دينهن‪.‬‬

‫‪27‬ـ ما حكم النظر �إىل الرجال؟‬


‫إذا كان بشهوة؛ فإنه حيرم سواء كان يف التلفاز أو غريه‪ ،‬أما إن كان بغري‬
‫شهوة فهو جائز؛ ألن عائشة ‪ J‬كانت تنظر إىل احلبشة وهم يلعبون‪،‬‬
‫وكان النبي ‪ H‬يسرتها عنهم‪ ،‬وأقرها عىل ذلك‪.‬‬

‫‪28‬ـ ما حكم مكاملة املر�أة للرجل يف الهاتف؟‬


‫إذا كان الكالم مما يثري الشهوة؛ كاملغازلة والتغنج واخلضوع بالقول؛‬
‫فهو حمرم‪ ،‬أما إن كان حلاجة؛ فال بأس به إذا سلم من املفسدة‪ ،‬ويكون بقدر‬
‫الرضورة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪29‬ـ هل يجوز �أن ت�سلم املر�أة على الرجل؟‬


‫نعم جيوز إذا أمنت الفتنة‪ ،‬فقد سلمت أم هانئ عىل النبي ‪H‬‬

‫يف عام الفتح‪.‬‬

‫‪30‬ـ هل يجوز �أن ت�صافح املر�أ ُة الرجل؟‬


‫‪167‬‬
‫حيرم ذلك؛ لقول النبي ‪« :H‬لنئ يطعن يف رأس أحدكم بمخيط‬

‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫من حديد خري هل من أن يمس امرأة ال حتل هل»‪.‬‬

‫‪31‬ـ هل يجوز للمر�أة عيادة الرجل املري�ض؟‬


‫نعم جيوز ذلك إذا أمنت الفتنة‪ ،‬فعائشة ‪ J‬عادت أبا بكر الصديق‪،‬‬
‫وباللاً يف مرضهام‪.‬‬

‫‪31‬ـ ما هي املواطن التي يباح فيها النظر �إىل املر�أة؟‬


‫أ‪ -‬اخلطبة‪.‬‬
‫ب‪-‬النظر للعالج‪.‬‬
‫ج‪ -‬النظر من القايض‪.‬‬
‫د‪ -‬النظر للمعاملة كالبيع والرشاء‪.‬‬

‫‪- 32‬ما حكم الت�شقري؟‬


‫وهو تصفري احلاجب بلون اجللد‪ ،‬والرأي الراجح واهلل أعلم جيوز‬
‫التشقري وليس من النمص وهو قول الشيخ ابن عثيمني‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -33‬ما حكم تركيب الرمو�ش؟‬
‫الرأي الراجح واهلل أعلم أنه ال جيوز ألنه يدخل يف قول رسول اهلل‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫ستوصلة»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اصلة‪َ ،‬والم‬
‫‪« :H‬لعن اهلل الو ِ‬

‫هذه الفتاوى من شيخ اإلسالم ابن تيمية وفتاوى العالمة ابن باز‬
‫‪168‬‬
‫والعالمة ابن عثيمني والعالمة بكر أبو زيد والعالمة الفوزان وغريهم ومن‬
‫كتاب صحيح فقه السنة وفقه السنة للمرأة املسلمة‪ ،‬وكتاب فتاوى البلد‬
‫احلرام‪ ،‬وكتاب فتاوى كبار علامء األمة‪ ،‬واللجنة الدائمة‪ ،‬وغريهم من كتب‬
‫أهل العلم‪.‬‬
‫�أخطاء يقع فيها كثري من الن�ساء‪:‬‬
‫‪-1‬معاملة الزوج معاملة الند والرد عليه إذا كان مغض ًبا‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم اهتامم الزوجة بنظافة البيت‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم اهتامم الزوجة بنظافة األوالد فتسبب له احلرج أمام ضيوفه‪.‬‬
‫‪ -4‬الغرية املذمومة‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك أهنم قالوا‪ :‬يا رسول اهلل أال تتزوج من نساء‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫األنصار؟ قال ‪« :H‬إن فيهن لغرية شديدة»‪.‬‬
‫والغرية املحمودة التي ال تصل إىل شك والتي ال تسبب مشاكل‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تتحرى ما يريض زوجها فتفعله وال حتفظ عليه حواسه وشعوره‪.‬‬
‫واسمعي أختي املسلمة هذه الوصية اجلامعة‪ ،‬روي أن أسامء بنت‬
‫ُ ِّ‬
‫خرجت من العش اذلي فيه‬
‫ِ‬ ‫«إنك‬
‫ِ‬ ‫خارجة الفزاري قالت البنتها عند التزوج‪:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ً‬
‫لك سماء‪،‬‬
‫فرصت إىل فراش لم تعرفيه وقرين لم تألفيه‪ ،‬فكوين هل أرضا يكن ِ‬ ‫ِ‬ ‫درجت‪،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لك عبدا‪ ،‬ال تلحيف به فيقالك‪،‬‬
‫لك عمادا‪ ،‬وكوين هل أمة‪ ،‬يكن ِ‬ ‫وكوين هل مهادا‪ ،‬يكن ِ‬
‫منك فاقريب منه‪ ،‬وإن نأى‬
‫ليح عليه فيكرهك‪ ،‬وال تباعدي عنه فينساكِ ‪ ،‬إن دنا ِ‬ ‫وال تُ ِّ‬
‫ً‬
‫منك إال طيبا وال يسمع‬
‫عنك فابعدي عنه‪ ،‬واحفظي أنفه وسمعه وعينه‪ ،‬فال يشمن ِ‬ ‫ِ‬
‫‪169‬‬
‫ً‬
‫حسنا وال ينظر إال مجيال»‪.‬‬ ‫منك إال‬
‫ِ‬

‫‪ -6‬انتقاصها آلراء الزوج أمام األوالد مما جيعل شخصيته هتتز أمام‬
‫األوالد‪.‬‬
‫‪ -7‬مساعدة األوالد عىل معصية اهلل والتسرت عليهم‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم اختيار الوقت املناسب عند الشكوى لزوجها‪.‬‬
‫‪ -9‬حماولة الزوجة أن تثبت وجودها وشخصيتها أمام الزوج‪.‬‬
‫‪ -10‬كثرة تدخل املرأة يف خصوصيات زوجها يف عمله‪.‬‬
‫‪ -11‬استامع املرأة لكل من يزعم النصح هلا مع عدم وجود أي مشكلة‬
‫مع زوجها فيخببها عىل زوجها‪.‬‬
‫‪ -12‬عناد الزوجة لزوجها وتعمد يف الفتنة‪.‬‬
‫‪ -13‬خروج املرأة إىل بيت أهلها عند أدنى مشكلة‪.‬‬
‫‪ -14‬ثناء املرأة عىل بعض الرجال أمام زوجها واملقارنة بينه وبني زوجها‪.‬‬
‫ً‬
‫[‪ 80‬حال للمشالك الزوجية]‬ ‫ ‬

‫‪ -15‬ترك بعض الفروض‪.‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ ْ َ َ َ اَ ً َ ْ ُ َ ً ُ َ َ ِّ ً َ َ ْ َ َ ْ ْ ُ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من ت َرك صلة مكتوبة متعمدا فقد ب ِرئت مِنه‬
‫َّ ُ‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وحسنه األبلاين]‬ ‫ذِمة اهللِ»‪ .‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ اَ َ ْ َ رْ ُ َ َ ِّ ً َ َ ْ َ َ‬
‫ص متعمدا فقد حبِط‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من ترك صلة الع ِ‬
‫َ َ ُُ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬
‫عمله»‪.‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪ -16‬الغيبة‪:‬‬
‫فكثري من النساء حيافظن عىل الصالة والصدقات وكثري من األعامل‬
‫أمر معروف‬
‫الصاحلة‪ ،‬ولكن ال يسلمن من الغيبة إال من رحم اهلل وهذا ٌ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْشرَ َ ْ َ‬
‫والغيبة من الكبائر وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬يا مع َ من آم َن بِلِسان ِ ِه‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬
‫ني َوال تتبعوا ع َو َرات ِِه ْم فإِنه من تتبع ع َو َرات ِِه ْم‬ ‫ان َقلْ َب ُه لاَ َت ْغ َتابُوا ال ْ ُم ْسلم َ‬‫َ ُ‬
‫اإليم‬
‫ََْ َْ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ولم يدخ ِل ِ‬
‫َ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ ُ َ ْ‬
‫تتبع اهلل عورته َومن تتبع اهلل عورته يفضحه فيِ بيتِ ِه»‪[ .‬رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬

‫َ يِّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ٌ ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫ار مِن‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬لما ع َرج يِب رب مررت بِقومٍ لهم أظف‬
‫ال‪َ :‬ه ُؤلاَ ءِ الذَّ َ‬
‫ِين‬
‫خَ ْ ُ ُ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ ُ لاَ َ رْ ُ َ َ‬
‫بيل؟ ق‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ؤ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ور‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ون‬ ‫ش‬ ‫م‬‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫اس‬ ‫نحُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َََ ُ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ لحُ ُ َ‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫اض ِهم»‪.‬‬ ‫اس‪ ،‬ويقعون فيِ أعر ِ‬ ‫يأكلون وم انل ِ‬
‫ََْ َ َ‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬أتد ُرون ما‬
‫َ َ َ َ ْ َ ْ كاَ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫ُ ُ لهُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ َُ َ ُ‬
‫اهلل َو َرسو ُ أعل ُم‪ ،‬قال‪« :‬ذِك ُرك أخاك بِما يك َرهُ» قِيل‪ :‬أف َرأيت إِن ن فيِ أ يِخ‬ ‫ال ِغيبة» ؟ قالوا‪:‬‬
‫َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َّ ُ‬ ‫َ َُ ُ ََ ْ ََُْ ْ َْ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ْ كاَ َ‬
‫ما أقول؟ قال‪« :‬إِن ن فِي ِه ما تقول فق ِد اغتبته ‪َ ،‬وإِن لم يكن فِي ِه ما تقول فقد بهته»‪[ .‬مسلم]‬

‫حترمي �سماع الغيبة‪:‬‬


‫إن املستمع للغيبة كالذي يغتاب‪ ،‬فهو رشيك إال أن ينكر بلسانه‪ ،‬فإن مل‬
‫يقدر ترك املجلس‪ ،‬أو قطع الكالم بكالم آخر‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َ ُ ُ َ َ َ ُ ليَ‬ ‫َ ْ َ ُْ ً ْ َُ‬
‫اهلل إ ِ ْ ِه‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من ح ىَم مؤمِنا مِن مناف ٍِق ي ِعيبه‪ ،‬بعث‬
‫َ َكاً حَ ْ لحَ َ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫ ‬ ‫مل ي يِم ْمه ي ْوم ال ِقيامةِ»‪.‬‬

‫عزا يف الزنا قال رجل لصاحبه‪ :‬هذا‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ‪ H‬ما ً‬ ‫وملا رجم‬
‫‪171‬‬ ‫ُرجم َرجم الكلب‪ ،‬فمر رسول اهلل ‪ H‬ومها معه بجيفة فقال‪« :‬انهشا‬

‫منها»‪ ،‬فقاال‪ :‬ننهش جيفة؟ فقال‪« :‬ما أصبتما من أخيكما أننت من هذه»‪.‬‬
‫[النسايئ السند صحيح]‬

‫والشاهد قوله‪« :‬ما أصبتما»‪ ،‬فحكم عىل املستمع أنه إن مل يدفع الغيبة‬
‫عن أخيه فهو واملغتاب يف الوزر سواء‪.‬‬
‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين احلقوق اإلسالمية للشيخ حممود املرصي]‬

‫جيب الرد عن عرض املسلم‪:‬‬


‫قال اهلل تعاىل عن املؤمنني‪[ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ]‪[ .‬القصص‪]55:‬‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ‬


‫[األنعام‪]68:‬‬ ‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ] ‪.‬‬
‫«م ْن َر َّد َع ْن ع ِْرض َأخِيه َر َّد ُ‬
‫اهلل َع ْن َو ْجهه انلَّارَ‬ ‫َ‬
‫وقال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫[صحيح اجلامع] [انظر‪ :‬رشح رياض الصاحلني للشيخ ابن عثيمني]‬ ‫يَ ْو َم ال ِق َي َامةِ»‪.‬‬
‫عقوبة الذي يغتاب‪:‬‬
‫َ يِّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ٌ ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫ار مِن‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬لما ع َرج يِب رب مررت بِقومٍ لهم أظف‬
‫ال‪َ :‬ه ُؤلاَ ءِ الذَّ َ‬
‫خَ ْ ُ ُ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ ُ لاَ َ رْ ُ َ َ‬ ‫نحُ َ‬
‫ِين‬ ‫بيل؟ ق‬ ‫اس‪ ،‬يمشون وجوههم وصدورهم‪ .‬فقلت‪ :‬من هؤ ءِ يا ِ‬
‫ج ِ‬ ‫ٍ‬
‫ََ ُ َ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ لحُ َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫اض ِه ْم»‪ .‬‬ ‫يأكلون ُوم انلَّ ِ‬
‫اس‪َ ،‬ويقعون فيِ أع َر ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫الأ�سباب الباعثة على الغيبة‪:‬‬
‫السبب األول‪ :‬تشفي الغيظ؛ بأن جيري من إنسان يف حق آخر سبب‬
‫يوجب غيظه‪ ،‬فكلام هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه‪.‬‬
‫السبب الثاين‪ :‬موافقة األقران وجماملة الرفقاء ومساعدهتم‪ ،‬فإهنم إذا‬
‫‪172‬‬
‫كانوا يتفكهون يف األعراض رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كالمهم‬
‫استثقلوه ونفروا عنه فيساعدهم‪ ،‬ويرى ذلك من حسن املعارشة‪.‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬إرادة رفع نفسه بتنقيص غريه‪ ،‬فيقول‪ :‬فالن جاهل‪،‬‬
‫وفهمه ركيك‪ ،‬ونحو ذلك‪ .‬وكذلك احلسد يف ثناء الناس عىل شخص‬
‫وحبهم له وإكرامهم‪ ،‬فيقدح فيه ليقصد زوال ذلك‪.‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬اللعب واهلزل‪ ،‬فيذكر غريه بام يضحك الناس به عىل‬
‫سبيل املحاكاة‪ .‬حتى إن بعض الناس يكون كسبه من هذا‪[ .‬انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬

‫عالج الغيبة‪:‬‬
‫فليعلم املغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط اهلل تعاىل ومشقته‪ ،‬وأن‬
‫حسناته تنقل إىل من يغتابه‪ ،‬وإن مل يكن له حسنات نقل إليه من سيئات‬
‫خصمه‪ ،‬فمن استحرض ذلك مل يطلق لسانه بالغيبة‪.‬‬
‫وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر يف عيوب نفسه‪ ،‬ويشتغل‬
‫بإصالحها‪ ،‬ويستحيي أن يعيب وهو معاب‪ ،‬كام قال بعضهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ً‬
‫انلاس م ن هو أعور‬
‫فكيف يعيب ِ‬ ‫فإن عبت قوم ا باذلي فِيك مث ل ه‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫أكرب‬ ‫فذلك عند اهلل وانلَّ��اس‬ ‫وإن عبت قوم ا باذلي ليس فيهم‬

‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫الأعذار املرخ�صة يف الغيبة‪:‬‬


‫األول‪ :‬التظلم‪ ،‬فإن للمظلوم أن يذكر الظامل إذا استعداه إىل من يستويف‬
‫حقه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬االستعانة عىل تغيري املنكر ورد العايص إىل منهاج الصالح‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫الثالث‪ :‬االستفتاء‪ ،‬مثل أن يقول للمفتي‪ :‬ظلمني فالن أو أخذ حقي‬
‫فكيف طريقي يف اخلالص‪.‬‬
‫والدليل عىل إباحة التعيني حديث هند بنت عتبة حني قالت‪ :‬إن أبا‬
‫سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إال ما أخذت منه وهو‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ال يعلم؟ فقال النبي ‪« :H‬خذي ما يك ِفيك وودلك بِالمع ُر ِ‬
‫وف»‪[ ،‬متفق‬

‫عليه]‪ ،‬فلم ينكر عليها الرسول ‪ H‬قوهلا‪« :‬رجل شحيح»‪.‬‬


‫وكذلك إذا ُسئلت عن رجل يريد أن يتقدم المرأة وتعلم سوء ُخلقه‪،‬‬
‫وكذلك املرأة التي يريد خطبتها فتأثم إذا كتمت شي ًئا يرض أحد الطرفني‪،‬‬
‫فعن فاطمة بنت قيس ‪ J‬قالت‪ :‬أتيت النبي ‪ H‬فقلت‪ :‬إن أبا‬
‫اجلهم ومعاوية خطباين؟ فقال رسول ‪« :H‬أما معاوية فصعلوك ال مال‬

‫[رواه ابلخاري]‬ ‫هل‪ ،‬وأما أبو اجلهم فال يضع العصا عن اعتقه»‪.‬‬

‫ويف رواية ملسلم‪« :‬وأما أبو اجلهم فرضاب للنساء»‪.‬‬


‫الرابع‪ :‬حتذير املسلمني من مبتدع ينرش البدع يف املسلمني فيفسد عليهم‬
‫دينهم‪ ،‬أو من فاسق‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫اخلامس‪ :‬أن يكون معرو ًفا بلقب كاألعرج أو األعمش‪ ،‬فال إثم عىل‬
‫من يذكره به‪.‬‬
‫جماهرا بالفسق ومصادرة الناس‪ ،‬وكان ممن يتظاهر‬
‫ً‬ ‫السادس‪ :‬أن يكون‬
‫به فال إثم‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫وقد قيل للحسن‪ :‬الفاجر املعلن بفجوره ِذكْري له بام فيه غيبة؟ قال‪:‬‬
‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬ ‫ ‬
‫ال‪ ،‬وال كرامة‪.‬‬
‫وقد مجع هذه األحوال الستة قول الشاعر‪:‬‬
‫م��ت ��ظ ��ل ��م وم���ع ���رف وحم ���ذر‬ ‫القدح ليس بغيبة يف ستة‬
‫ً‬
‫طلب اإلاعن��ة يف إزال��ة منكر‬ ‫وجماهر فسق ا ومستفت ومن‬

‫كفارة الغيبة‬
‫أعلم أن املغتاب قد جنى جنايتني‪:‬‬
‫إحدامها‪ :‬يف حق اهلل تعاىل؛ إذ فعل ما هناه عنه‪ ،‬فكفارة ذلك التوبة‬
‫والندم‪.‬‬
‫واجلناية الثانية‪ :‬يف عرض املخلوق‪ ،‬فإن كانت الغيبة قد بلغت الرجل‬
‫جاء إليه وحتلله وأظهر له الندم عىل فعله‪.‬‬
‫ت لهَ ُ‬
‫َ ْ كاَ َ ْ‬
‫وقد روى أبو هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ H‬أنه قال‪« :‬من ن‬
‫َ لاَ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ٌَ ْ َ‬
‫ِني يكون‬ ‫مظلِمة مِن أخِي ِه مِن ع ِْر ِض ِه أ ْو مالهِ ِ فليتحلله مِن قب ِل أن يؤخذ مِنه ح‬
‫َ ٌ َ لاَ ْ َ ٌ َ ْ كاَ َ لهَ ُ َ َ ٌ َ ٌ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ لاَّ ُ َ ْ َ ِّ َ‬
‫ات‬
‫دِينار و دِرهم فإِن ن عمل صال ِح أخِذ مِنه بِقد ِر مظلمتِ ِه وإ ِ أخِذ مِن سيئ ِ‬
‫َ ُ َ ْ َ َْ‬ ‫َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫حبِ ِه فح ِملت علي ِه»‪.‬‬‫صا ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وإن كانت الغيبة مل تبلغ الرجل جعل مكان استحالله االستغفار له؛‬
‫لئال خيربه بام ال يعلمه فيوغر صدره‪.‬‬

‫قال جماهد‪« :‬كفارة أكلك حلم أخيك أن تثين عليه‪ ،‬وتدعو هل خبري‪ ،‬وكذلك إن‬

‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬ ‫ ‬


‫اكن قد مات»‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫وقال عبد اهلل بن املبارك وشيخ اإلسالم يف كفارة الغيبة‪ :‬ال ختربه حتى‬
‫ال تؤذه مرتني؛ مرة عندما اغتبته ومرة عندما تقول له إنك اغتبته‪ ،‬ولكن‬
‫تتصدق له بصدقات وتستغفر له وتدعو له وتثني عليه يف املكان الذي اغتبته‪.‬‬
‫‪ -17‬النميمة‪:‬‬
‫جْ َّ َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫لاَ‬
‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬يَ ْدخل َ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫النة ن َّم ٌام»‪.‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬مر بقربين فقال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫فاكن ال يَستَ ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ ُ ُ َّ‬
‫ول‪ ،‬وأما هذا فاكن‬
‫زنه من ابل ٍ‬
‫ِ‬ ‫كبري‪ ،‬أما هذا‬
‫ٍ‬ ‫«إنهما يعذبان‪ ،‬وما يعذبان يف‬

‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫يميش بانلَّميمة»‪.‬‬


‫ ‬
‫َّ‬
‫وقوله‪« :‬وما يُعذبان يف كبري» أي ليس بكبري تركه‪.‬‬
‫واملرأة الناممة‪ :‬هي التي تنقل الكالم من شخص إىل آخر حتى ِ‬
‫توق َع‬
‫صحيحا صارت فاسقة‪ ،‬قال‬
‫ً‬ ‫العداوة والبغضاء بينهام وإن مل يكن هذا الكالم‬
‫تعاىل‪[ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫[احلجرات‪]6:‬‬ ‫ ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫كيف تتعامل مع النمام؟‬
‫األول‪ :‬أن ال تصدقه؛ ألن النامم فاسق مردود الشهادة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن تنهاه عن ذلك وتنصحه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن تبغضه يف اهلل‪ ،‬فإنه بغيض عند اهلل‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫الرابع‪ :‬أن ال تظن بأخيك الغائب السوء‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬أن ال حيملك ما حكى لك عىل التجسس والبحث لقوله‬
‫[احلجرات‪]12:‬‬ ‫ ‬
‫تعاىل ‪[ :‬ﭝ ﭞ]‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن ال ترىض لنفسك ما هنيت النامم عنه‪ ،‬فال ِ‬
‫حتك نميمته‪.‬‬
‫ويروى أن سليامن بن عبد امللك قال لرجل‪ :‬بلغني أنك وقعت َّيف وقلت‬
‫كذا وكذا‪ .‬فقال الرجل‪ :‬ما فعلت‪ ،‬فقال سليامن‪ :‬إن الذي أخربين صادق‪،‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬ال يكون النامم صاد ًقا‪ ،‬فقال سليامن ‪ :‬صدقت‪ ،‬اذهب بسالم ‪.‬‬
‫ ‬ ‫وقال حييى بن كثري‪« :‬يفسد انلمام يف ساعة ما ال يفسد الساحر يف شهر»‪.‬‬
‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬ ‫ ‬

‫ق�صة عجيبة‪:‬‬
‫وقد حكي أن رجلاً اشرتى عبدً ا‪ ،‬فجعل العبد يقول ملواله‪ :‬إن امرأتك‬
‫تبغي وتفعل‪ ،‬وإهنا تريد أن تقتلك‪ ،‬ويقول للمرأة‪ :‬إن زوجك يريد أن يتزوج‬
‫عليك ويترسى‪ ،‬فإن أردت أن أعطفه عليك فال يتزوج وال يترسى فخذي‬
‫املوسى واحلقي شعرة من حلقه إذا نام‪ ،‬وقال للزوج‪ :‬إهنا تريد أن تقتلك إذا‬
‫نمت‪ .‬قال‪ :‬فذهب فتناوم هلا فجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه‪ ،‬فأخذ‬
‫[انظر‪ :‬منهاج القاصدين]‬ ‫بيدها فقتلها‪ ،‬فجاء أهلها فاستعدوا عليه فقتلوه‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ق�صة خميفة‪:‬‬
‫حيكي الشيخ حممد الصاوي حفظه اهلل قصة عن فتاة كانت عاصية هلل‪،‬‬
‫وخترجت يف الثانوية فامتت هذه الفتاة‪ ،‬وجاءت املغسلة لتغسلها فوجدت‬
‫جسدها أسو َد‪ ،‬وعندما بدأت الغسل وجدت غائ ًطا خيرج من فمها‪ ،‬فكلام‬
‫‪177‬‬ ‫غسلت الغائط نزل غريه حتى وضعت قطنًا لتسد فمها‪ ،‬فسألت املغسلة‬
‫إحدى صحيباهتا عن هذه امليتة‪ :‬هل كانت تشتهر بمعصية معينة؟ قالت هلا‪:‬‬
‫[من رشيط اللحظات األخرية]‬ ‫ ‬
‫نعم كانت تشتهر بالنميمة بني الناس‪.‬‬
‫‪ -18‬عقوق الوالدين‪:‬‬
‫أخرب الرسول ‪ H‬أن من عالمات القيامة أن ت ُعق البنت أ َّمها‬
‫َ ْ َ لأْ َ ُ َّ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫فقال‪« :‬أن ت دِ َل ا َمة َرب َت َها»‪ .‬‬
‫البنت مع أ ِّمها كالسيدة مع األ َم ِة‪ ،‬أي‬
‫ُ‬ ‫قال بعض أهل العلم‪ :‬أن تكون‬
‫من كثرة العقوق‪ ،‬وذلك يك ُثر عند ُقرب القيامة حيث تتغيرَّ ُ األمور‪.‬‬
‫قال‪ :‬قال‬ ‫‪‬‬ ‫وعقوق الوالدين من أكـرب الكـبائر‪ ،‬عن أيب بكرة‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ىَ َ ُ َ‬ ‫َلاَ ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ْ رَ ْ َ َ‬
‫ب الكبائ ِِر؟"‪ ،‬فقلنا‪ :‬بل يا َرسول اهللِ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫رسول اهلل ‪« :H‬أ أنبئكم بِأك ِ‬
‫ُُ ُ ْ ْ‬ ‫لإْ رْ َ ُ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫شاك بِاهللِ‪َ ،‬وعقوق ال َوالدِ َ ي ِن»‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫َ اَ َ لاَ َ ْ ُ‬
‫وعن ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ثلثة ينظ ُر‬
‫ْ‬ ‫ُ ليَ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ‬
‫اهلل إ ِ ْ ِه ْم ي ْوم ال ِقيامةِ‪ :‬العاق ل َِوالدِ َ ي ِه»‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ اَ َ ٌ لاَ َ ْ ُ ُ َ جْ َ َّ َ ْ َ ُّ‬
‫النة‪ :‬العاق ل َِوالدِ َ ي ِه»‪.‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬ثلثة يدخلون‬
‫[صحيح النسايئ]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ٌّ‬ ‫جْ َّ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪ « :H‬يَ ْدخل َ‬‫لاَ‬
‫النة اعق»‪.‬‬
‫[رواه أمحد وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫وقال رسول اهلل ‪ِ :H‬‬
‫«رضا اهلل يف ِرضا الوادل‪ ،‬وسخط اهلل يف سخ ِط‬

‫[رواه أمحد وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬


‫الوادل»‪.‬‬ ‫‪178‬‬

‫‪ -19‬قطيعة الرحم‪:‬‬
‫لاَ‬
‫وقطيعة الرحم من الكبائر‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬‬
‫َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫النة قاط ُِع َرح ٍِم»‪.‬‬ ‫يدخل‬
‫َ ْ َْ َ ْ َ‬
‫ب أجد ُر‬ ‫وعن أيب بكرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ما مِن ذن ٍ‬
‫ُّ ْ َ َ َ َ َ ِّ ُ لهَ ُ آْ َ َ لبْ َغيْ َ َ َ‬
‫يع ِة َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ ُ َ‬
‫الرح ِِم»‪.‬‬ ‫حبِ ِه فيِ ادلنيا مع ما يدخِر فيِ الخِرة ِ مِن ا ِ ‪ ،‬وق ِط‬
‫أن يعجل اهلل ل ِ‬
‫ا‬ ‫ِص‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‪ -20‬أذى اجلريان‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ ُ اَ َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ رْ َ َ اَ َ‬
‫ثة ِ صلت ِها‪َ ،‬و ِصيامِها‪،‬‬ ‫عن أيب هريرة ‪« :‬إِن فلنة يذكر مِن ك‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ يرْ َ َ َّ َ ُ ْ‬
‫ار»‪ ،‬قال‪ :‬يا َرسول اهللِ‪ ،‬فإِن‬ ‫ِ‬
‫«ه انلَّ‬
‫فيِ‬ ‫ال‪ :‬يِ َ‬ ‫ق‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ِه‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ِس‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ان‬ ‫ري‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫ذ‬ ‫ؤ‬ ‫وصدقتِها‪ ،‬غ أنها ت‬
‫َ لاَ‬ ‫لأْ َ‬ ‫فُ اَلنَ َة يُ ْذ َك ُر م ِْن ق ِلَّ ِة ص َيام َِها‪َ ،‬و َص َد َقت َها‪َ ،‬و َص اَلت َِها‪َ ،‬وإ َّن َها تَ َص َّد ُق بالأْ َثْ َ‬
‫ار م َِن ا ق ِِط‪ ،‬و‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّجْ‬ ‫َ ََ َ َ َ َ‬ ‫ُْ‬
‫[رواه أمحد وصححه األبلاين]‬ ‫«ه فيِ النةِ»‪.‬‬ ‫ال‪ :‬يِ َ‬ ‫جريانها بِلِسان ِها‪ ،‬ق‬ ‫تؤذِي ِ‬

‫‪ -21‬الكذب‪:‬‬
‫جور َوإ َّن الْ ُف ُج َ‬
‫ور‬
‫لىَ ْ ُ ُ‬
‫ف‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ِي‬ ‫د‬‫ه‬
‫َ َّ ْ َ َ َ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬وإِن الكذِب ي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ لىَ َ َّ ً‬ ‫َّ َّ ُ َ ليَ ْ ُ َ ىَّ ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫لىَ َّ‬ ‫َْ‬
‫يهدِي إ ِ انلارِ َوإِن الرجل َكذِب حت يكتب عِند اهللِ تعا كذابا»‪[ .‬رواه ابلخاري]‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫حك ب ِ ِه الق ْوم‬
‫ِيث ليِ ض ِ‬ ‫«و ْي ٌل ل ذَِّلِي حُيَ ِّد ُث ب َ‬
‫احلد ِ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪َ :H‬‬
‫ِ‬
‫ْ ٌ لهَ ْ ٌ لهَ‬ ‫َ ْ‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ف َيكذ ُِب‪َ ،‬ويل ُ َويل ُ»‪ .‬‬
‫‪ -22‬طلب الطالق بغري عذر‪:‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َّ اَ َ ْ َ يرْ َ ْ‬
‫‪179‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬أيما ام َرأ ٍة سألت ز ْوجها الطلق مِن غ ِ بأ ٍس‬
‫َ َ َ ٌ َ َ ْ َ َ َ ُ جْ َ َّ‬
‫[رواه أمحد وصححه األبلاين]‬ ‫النةِ»‪ .‬‬ ‫ائة‬‫فحرام عليها ر حِ‬
‫ُْ ْ َ َ ُ ُ َُْ َ ُ‬
‫ ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬المختلِعات ه َّن المناف ِقات»‪.‬‬
‫[رواه أمحد وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫‪ -23‬دخول غري املحارم البيت يف غياب الزوج‪:‬‬
‫وهذا حرام ال جيوز‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ]‪.‬‬
‫[األحزاب‪]53:‬‬

‫قال العالمة الشنقيطي‪« :‬ويفهم من مفهوم املخالفة أن االختالط وعدم‬

‫االحتجاب أجنس وأقذر لقلوبكم وقلوبهن»‪.‬‬


‫وقد خرج النبي ‪ H‬ذات يوم من املسجد وقد اختلط النساء‬
‫َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫مع الرجال يف الطريق‪ ،‬فقال النبي ‪« :H‬استأخ ِْرن‪ ،‬فإِنه ليس لك َّن أن‬
‫َ ىَّ َّ َ َ َ‬ ‫َكاَ َ ْ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ جْ َ‬ ‫َّ‬ ‫تحَ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ َ َّ‬
‫الدار‪ ،‬حت إِن ث ْوبها‬
‫يق‪ ،‬ف نت المرأة تلت ِصق ب ِ ِ‬ ‫ات الط ِر ِ‬
‫ققن الط ِريق‪ ،‬عليكن حِباف ِ‬
‫ُ‬ ‫ليَ َ َ َ َّ ُ جْ َ‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ار م ِْن ل ُصوق َِها ب ِ ِه»‪.‬‬
‫ال ِ‬
‫د‬ ‫تعلق ب ِ ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َّ ُ‬
‫وعن عقبة بن عامر ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬إِياك ْم‬
‫َ َ َ َ ْ َ لحْ َ ْ َ َ َ‬
‫ال‪:‬الحْ َ ْموُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ٌ َ لأْ َ ْ َ‬ ‫َ ُّ ُ َ لَىَ ِّ َ‬
‫ادلخول ع النساءِ‪ ،‬فقال رجل مِن ا نصارِ‪ :‬يا رسول اهللِ‪ ،‬أفرأيت ا مو؟ ق‬ ‫و‬
‫َْ ُ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الم ْوت»‪.‬‬

‫واحلمو هو قريب الزوج أو قريب الزوجة من غري حمارمها‪ ،‬فاملوت‬ ‫‪180‬‬


‫أهون عىل املرأة من دخول غري املحارم عليها‪ ،‬وهذا احلفاظ عىل األعراض‬
‫واألنفس‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن القيم ‪« :‬ال ريب أن تمكني النساء من اختالطهم‬

‫بالرجال‪ ،‬أصل لك بلية ورش‪ ،‬وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة واخلاصة‪،‬‬

‫واختالط الرجال بالنساء سبب لكرثة الفواحش والزنا‪ ،‬وهو من أسباب املوت العام‬

‫والطواعني املتصلة»‪.‬‬

‫‪ -24‬السفر بغري حمرم‪:‬‬


‫َُ‬ ‫آْ‬ ‫ليْ‬ ‫لاَ حَ ُّ ْ َ ُ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬يِل لاِ م َرأ ٍة تؤم ُِن بِاهللِ َوا َ ْو ِم الخ ِِر تساف ُِر‬
‫حَ ْ‬ ‫َ ً ليَ َ ً لاَّ َ َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ي ْوما َو ْلة إ ِ مع ذِي م َرمٍ »‪.‬‬

‫حتى ولو كان للحج والعمرة‪ ،‬فعن ابن عباس ‪ ‬قال‪ :‬سمعت‬
‫لاَّ َ َ َ‬ ‫لاَ خَ ْ ُ َّ ُ ٌ ْ َ لاَ حَ ُّ ْ َ َ ْ ُ َ‬
‫رسول اهلل ‪ « :H‬يل َون َرجل بِام َرأ ٍة َو يِل لاِ م َرأ ٍة أن تساف َِر إ ِ َومعها‬
‫َ َ َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫يِّ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫ٌُ ََ َ َ ُ َ‬ ‫ُ حَ ْ َ َ َ ليَ‬
‫ذو م َرم‪ ،‬فقام إ ِ ْ ِه َرجل فقال‪ :‬يا َرسول اهللِ إِن اكتتبت فيِ غ ْز َوة ِ كذا َوكذا َوإِن ام َرأ يِت‬
‫َْ ْ َ ْ ُ ْ ََ ْ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َّ ً َ َ َ‬
‫ال انلَّ ُّ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ب ‪ :H‬انطلِق فاحجج مع ام َرأت ِك»‪.‬‬ ‫يِ‬ ‫انطلقت حاجة فق‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -25‬تنعيم الصوت‪:‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫[األحزاب ‪]32:‬‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ]‪.‬‬

‫آمرا أطهر نساء العاملني وهن أزواج النبي‬


‫فهذا خطاب من اهلل تعاىل ً‬
‫‪181‬‬
‫بعدم ترقيق الكالم إذا خاطبن الرجال [ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ] مرض شهوة‬
‫الزنا‪ ،‬ولكن إذا كلمت املرأة الرجل‪ ،‬عىل قدر احلاجة كالرشاء ونحوه بعدم‬
‫ترقيق للصوت فليس عليها حرج‪.‬‬‫ٍ‬

‫‪ -26‬إفساد الزوجة عىل زوجها‪:‬‬


‫َ ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ ً لَىَ َ ْ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ليس مِنا من خبب امرأة ع زو ِ‬
‫جها»‪.‬‬

‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‬


‫َ َ َ ُ لاَ َ ُ ُ‬ ‫َينْ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ‬
‫احلال ِقة‪ ،‬أقول‬ ‫ابل ِ يِه‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬فإِن فساد ذ ِ‬
‫ات‬
‫الش َع َر‪َ ،‬ولَك ْن تحَ ْل ُِق ِّ‬
‫ادل َ‬
‫ين»‪.‬‬
‫تحَ ْ ُ َّ‬
‫لِق‬
‫[رواه الرتمذي وصححه األبلاين]‬ ‫ِ‬

‫ويروى أن امرأة أفسدت زوجة أيب مسلم اخلوالين ذات يوم فدعا‬
‫عليها بأن يعمي اهلل تعاىل برصها ف َع ِم َي ْت‪.‬‬
‫‪ -27‬تصف املرأ ُة املرأ َة لزوجها‪:‬‬
‫ْ َ ْ َ َ َ ىَّ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َْ ُ‬ ‫لاَ ُ َ‬
‫جها‪،‬‬
‫المرأة‪ ،‬حت ت ِصفها ل ِزو ِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬تب رِ ِ‬
‫اش المرأة‬
‫َ َ َّ َ َ ْ ُ ليَ َ‬
‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫كأنما ينظ ُر إ ِ ْها»‪.‬‬

‫قال اإلمام ابن اجلوزي ‪« :‬واعلم أنه إنما نىه عن هذا ألن الرجل إذا‬

‫سمع وصف املرأة حتركت همته واشتعل قلبه‪ ،‬وانلفس مولعة بطلب املوصوف باحلسن‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ‬
‫فربما اكنت الصفة داعية إىل تطلب املوصوف باحلسن وربما وقع يف اله ِ ّم بالطلب‬

‫[أحاكم النساء]‬ ‫ذللك ما يقارب العشق»‪ .‬‬


‫‪ -28‬العمل بغري رضورة‪:‬‬
‫فكثري من النساء حتب الوظيفة والعمل‪ ،‬ولو كانت غري حمتاجة إليه‪،‬‬ ‫‪182‬‬
‫فضيقت عىل الشباب فرص العمل‪ ،‬كام أن خروجها للعمل يؤثر ‪ -‬وال شك‬
‫‪ -‬بالسلب يف حق رهبا‪ ،‬وحق زوجها‪ ،‬وحق أوالدها‪ ،‬وتكون املصيبة أعظم‬
‫إذا خرجت متربجة أو اختلطت بالرجال‪ ،‬ولكن إذا كانت املرأة ليس أحد‬
‫دخ ٌل جاز هلا العمل بالرشوط الرشعية وعدم املخالفات‪.‬‬
‫يعوهلا وليس هلا ْ‬
‫‪ -29‬التباهي‪:‬‬
‫بأن جتلس مع النساء وتقول‪ :‬زوجي اشرتى يل ذه ًبا وهدايا ومالبس‪،‬‬
‫واشرتى يل كذا وكذا‪ ،‬فتكون سب ًبا لكرس قلوب الفقريات‪ ،‬وحتذر كل‬
‫احلذر بأن تقع يف العجب فإنه سبب اهلالك‪ ،‬أين هي من قارون وماله؟ قال‬
‫ُ َّ ٌ ُ ٌّ ُ َ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ اَ ٌ ُ ْ كاَ ٌ َ َ َّ ْ ُ ْ كاَ‬
‫ت‪ :‬فه ًوى متبِع‪َ ،‬وشح مطاع‪،‬‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬وثلث مهلِ ت‪ :‬وأما المهلِ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ َ ُ َْ َْ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫ه أش ُّد ُه َّن»‪.‬‬ ‫َوإِعجاب الم ْرءِ بِنف ِس ِه‪ ،‬و يِ‬

‫‪ -30‬عدم مراعاة مشاعر اآلخرين‪:‬‬


‫وهذا أمر معروف عند كثري من النساء إذا وجدن فتاة مل تتزوج‪ ،‬قلن هلا‪:‬‬
‫كربت يف الس ِّن؟ فهل هذا بيدها؟! أم هو قدر اهلل؟ وإذا‬ ‫ِ‬ ‫مل َ مل ْ تتزوجي وقد‬
‫جارحا أو العبوا األوالد أمامها‬
‫ً‬ ‫رأوا امرأة ال تنجب أوال ًدا كلموها كال ًما‬
‫أو أخذوهم من يدهيا‪ ،‬ولكن املرأة الصاحلة التي ختاف عىل مشاعر اآلخرين‬
‫تدعو ألخواهتا اللوايت مل ينجبن أو مل يتزوجن‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -31‬تزيني العينني حتت النقاب‪:‬‬


‫كثري من النساء تلبس النقاب‪ ،‬وتُظهر العينني وتزينهام بالكحل‬
‫واملكياج‪ ،‬فمن فعلت ذلك فهي متربجة‪ ،‬وهي سبب يف فتنة الرجال‪ ،‬فاتقي‬
‫‪H‬‬ ‫اهلل وال تظهري عينيك‪ ،‬وال تزينيهام‪ ،‬بل كوين مثل نساء النبي‬
‫‪183‬‬ ‫ونساء الصحابة واملؤمنات الطاهرات املطيعات لرب الربيات‪.‬‬
‫‪ -32‬عدم احرتام النقاب‪:‬‬
‫فبعض النساء ال حيرتمن النقاب‪ ،‬بل و ُي ِس ْئ َن له وللمنقبات‪ ،‬مثل أن‬
‫تتكلم مع الرجال‪ ،‬أو تكون سيئة اخل ُلق مع اجلريان‪ ،‬أو تكون مقصرِّ ة يف‬
‫الصلوات‪ ،‬وغري ذلك من املخالفات املنهي عنها‪.‬‬
‫‪ -33‬كشف النقاب أمام الرجال غري املحارم‪:‬‬
‫عمه‪ ،‬وهذا ال جيوز‬
‫مثل إخوة زوجها وأقاربه الرجال كخال الزوج أو ِّ‬
‫ألهنم كغريهم من الرجال‪.‬‬
‫‪ -34‬املرأة املرتجلة‪:‬‬
‫ْ ُ َ َّ َ َ ِّ َ‬
‫ن النَّبِ ُّي ‪« :H‬المخنثِني مِن الر ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫ج‬ ‫عن ابن عباس‪ ،‬قال‪َ :‬ل َع َ‬
‫ََ َ َ ْ ُ ُْ ْ ُُ ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ ْ ُ رَ َ ِّ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ِك ْم»‪.‬‬ ‫الت م َِن النساءِ‪ ،‬وقال‪« :‬أخ ِرجوهم مِن بيوت‬
‫تج ِ‬ ‫والم‬

‫‪ -35‬املصافحة باليد‪:‬‬
‫ْ َ‬ ‫لأَ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫ِيد‬
‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬ن يطعن فيِ رأ ِس أحدِكم ب ِ ِمخ ٍ‬
‫ط‬ ‫ي‬
‫َ ً لاَ تحَ ُّ لهَ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ لهَ‬
‫[رواه الطرباين وصححه األبلاين]‬ ‫خيرْ ٌ ُ م ِْن أن َي َم َّس ْام َرأة ِل ُ»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪-36‬ال ُف ْجر يف اخلصومة‪:‬‬
‫إذا خاصمت إحدى النساء أخرجت كل عيوهبا‪ ،‬بل وافرتت عيو ًبا‬
‫ليست فيها‪ ،‬وهذا من صفات املنافقني‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ َّ ٌ‬ ‫َ َّ ٌ ْ ُ كاَ َ ْ‬ ‫َ ْ كاَ َ ْ‬ ‫كاَ َ ُ َ ً َ ً‬ ‫َ ٌَ َ ْ ُ‬
‫«أ ْربع من ك َّن فِي ِه ن مناف ِقا خال ِصا‪َ ،‬ومن نت فِي ِه خلة مِنه َّن نت فِي ِه خلة م َِن‬
‫َ َ َ‬ ‫َ عاَ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ىَّ َ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫‪184‬‬
‫اق حت يدعها‪ :‬إِذا اؤت ِم َن خان ‪ ،‬وإِذا حدث كذب ‪َ ،‬وإِذا هد غد َر ‪َ ،‬وإِذا خاص َم‬ ‫انلف ِ‬
‫َ‬
‫[رواه البخاري]‬ ‫ ‬ ‫ف َج َر»‪.‬‬
‫وقال أحد السلف‪« :‬املؤمن يسرت واملنافق يفضح»‪ ،‬أما املؤمن يصرب‬
‫عىل أذى الناس‪.‬‬
‫خُ َ ُ َّ َ َ َ ْ ُ لَىَ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ ْ ُ لذَّ‬
‫ب ع أذاه ْم‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬المؤمِن ا ِي يال ِط انلاس‪ ،‬ويص رِ‬
‫ْ‬ ‫َ لاَ َ ْ ُ لَىَ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫خُ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ ً َ ْ ُ ْ لذَّ‬
‫أعظم أجرا مِن المؤم ِِن ا ِي ال يال ِط انل ٍاس و يص رِب ع أذاهم»‪.‬‬
‫[رواه ابن ماجة وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫‪ -37‬الزواج العريف‪:‬‬
‫َ َ لاَّ‬ ‫لاَ‬
‫اح إ ِ ب ِ َوليِ ٍّ »‪.‬‬ ‫وهذا ليس بزواج إنام هو زنا‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ « :H‬ن ِك‬
‫[رواه الرتمذي وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ يرْ ْ َ َ َ كاَ ُ َ َ ٌ‬
‫كحت بِغ ِ إِذ ِن م َواليِ ها‪ ،‬فنِ حها باطِل»‪،‬‬
‫وقال النبي ‪« :H‬أيما امرأ ٍة ن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُّ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َْ ْ ََ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ََ َ‬ ‫َ اَ َ َ َّ‬
‫ات «فإِن دخل بِها فالمه ُر لها بِما أصاب مِنها‪ ،‬فإِن تشاج ُروا فالسلطان َوليِ ُّ من‬
‫ثلث مر ٍ‬
‫لهَ‬ ‫لاَ‬
‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫َوليِ َّ ُ»‪ .‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -38‬الذهاب إىل السحرة والعرافني‪:‬‬


‫كاللوايت يذهبن لعمل حجاب أو لفك سحر‪ ،‬قال رسول اهلل‬
‫َ ْ َتىَ َ َّ ً َ َ َلهَ ُ َ ْ يَ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ لهَ ُ َ اَ ُ َ ْ َ َ ليَ َ ً‬
‫ني ْلة»‪ .‬‬ ‫‪« :H‬من أ عرافا فسأ عن ش ٍء‪ ،‬لم تقبل صلة أرب ِع‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬
‫‪185‬‬
‫َ ْ َتىَ كاَ ً َ َ ً َ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من أ هِنا أ ْو ع َّرافا‪ ،‬فصدقه بِما يقول‪ ،‬فقد‬
‫َ َ َ ُ ْ َ لَىَ حُ َ َّ‬
‫[رواه أمحد‪ ،‬وصححه األبلاين]‬ ‫كف َر بِما أن ِزل ع مم ٍد»‪.‬‬
‫ََ َ‬
‫‪ -39‬عدم صالة العيد يف املصىل‪:‬عن أم عطية ‪ J‬قالت‪« :‬أم َرنا‬
‫ْ َ َ َ َ لحْ َّ َ َ َ َ‬ ‫ْ ْ َ لأْ َ ْ ىَ‬ ‫َ ْ خُ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ات‬‫رسول اهللِ ‪ ،H‬أن ن ِرجهن فيِ ال ِفط ِر وا ضح‪ ،‬العوات ِق‪ ،‬وا ُيض‪ ،‬وذو ِ‬
‫َ ُْ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ُْ ْ‬ ‫َّ اَ َ َ ْ َ ْ َ خْ َيرْ‬ ‫َ َ َّ لحْ ُ َّ ُ َ َ ْ زَ ْ‬ ‫خْ ُ ُ‬
‫ني‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬ ‫تل َن الصلة‪َ ،‬ويشهدن ال َ ‪َ ،‬ودع َوة المسلِ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ور‬
‫ال ِ‬‫د‬
‫ُ‬
‫ْ َ َ لاَ َ ُ ُ َ َ ْ َ ٌ َ َ ُ ْ ْ َ ْ ُ َ ْ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫جلبابِها»‪[ .‬رواه مسلم]‬ ‫جلباب‪ ،‬قال‪« :‬لتِ لبِسها أختها مِن ِ‬ ‫رسول اهللِ إِحدانا يكون لها ِ‬

‫‪ -40‬اخلروج إىل صالة العيد يف تربجها‪:‬‬


‫وهذا أمر معروف‪ ،‬فخري هلؤالء النسوة أن يتقني اهلل يف املسلمني‪،‬‬
‫زي املؤمنات‪ ،‬ولتحذر املرأة املسلمة من التربج يف‬
‫الرشعي‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫الزي‬
‫ويلتزمن َّ‬
‫طرقات املسلمني فإهنا فتنة هلا ولغريها‪.‬‬
‫‪ -41‬ذهاب املرأة إىل الطبيب الرجل مع وجود الطبيبة الكفؤ‪:‬‬
‫سئل الشيخ ابن عثيمني عن حكم ذهاب املرأة للطبيب للرضورة عند‬
‫عدم وجود طبيبة؟ وما جيوز هلا أن تكشفه؟ فأجاب بقوله‪ :‬إن ذهاب املرأة إىل‬
‫الطبيب عند عدم وجود الطبيبة ال بأس به‪ ،‬كام ذكر ذلك أهل العلم‪ ،‬وجيوز‬
‫أن تكشف للطبيب كل ما حيتاج إىل النظر إليه‪ ،‬إال أنه ال بد وأن يكون معها‬
‫حمرم ودون خلوة من الطبيب هبا‪ ،‬ألن اخللوة حمرمة وهذا من باب احلاجة‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وقد ذكر أهل العلم أنه إنام أبيح هذا ألنه حمرم حتريم الوسائل‪ ،‬وما كان‬
‫حتريمه حتريم الوسائل فإنه جيوز عند احلاجة إليه‪.‬‬
‫‪ -42‬الذهاب إىل الطبيب النرصاين‪:‬‬
‫ُسئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء عن حكم‪ :‬إنسانة‬
‫‪186‬‬
‫تذهب إىل طبيب نساء ووالدة‪ ،‬وهو مسيحي الديانة‪ ،‬فهل جيوز هلا هذا مع‬
‫وجود طبيب مسلم يف نفس االختصاص؟‬
‫وكانت اإلجابة‪ :‬األصل َّ‬
‫أن املرأة تذهب إىل طبيبة نساء مسلمة إذا‬
‫وجدت‪ ،‬وإال فمسيحية‪ ،‬وإذا تعذر وجود امرأة واضطرت إىل طبيب فإهنا‬
‫تذهب إىل طبيب مسلم ومعها َو ِّل ُيها‪ ،‬وإِ ْن َّ‬
‫تعذ َر وجود طبيب مسلم وشق‬
‫احلصول عليه جاز الذهاب إىل الطبيب املسيحي‪.‬‬
‫‪ -43‬الذهاب إىل طبيب بغري حمرم‪:‬‬
‫َ اَ خَ ْ ُ َّ‬ ‫آْ‬ ‫ليْ‬ ‫َ ْ كاَ َ ُ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من ن يؤم ُِن بِاهللِ َوا َ ْو ِم الخ ِِر‪ ،‬فل يل َون‬
‫ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ حَ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ َ َّ ْ َ ُ‬
‫[رواه أمحد]‬ ‫ان »‪ .‬‬ ‫بِامرأ ٍة ليس معها ذو مرمٍ مِنها‪ ،‬فإِن ثالثِ هما الشيط‬

‫‪ -44‬اخللوة باملخطوبة‪:‬‬
‫أي أحكام‪ ،‬واخلاطب كغريه من‬ ‫ِ‬
‫اخلطبة وعد بالزواج ال يرتتب عليها ُّ‬
‫الرجال ال حيل له أن ينظر إىل املخطوبة إال عند إرادة اخلطِبة فقط‪ ،‬فعن أيب‬
‫ال ذكر لرسول اهلل ‪ H‬أنَّه خطب امرأةً‪ ،‬فقال له‬ ‫أن رج ً‬‫هريرة ‪ّ ‬‬
‫َ ْ ُ ليَ‬ ‫لاَ َ َ ْ‬ ‫ليَ‬ ‫َََ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫‪« :H‬أنظ ْر َت إ ِ ْ َها؟ قال‪ ، :‬قال‪ :‬اذ َه ْب فانظ ْر إ ِ ْ َها»‪.‬‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ لىَ‬
‫ولقوله ‪« :H‬إِذا خطب أحدكم المرأة ‪ ،‬فإِن استطاع أن ينظر مِنها إ ِ‬
‫َْ ْ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ لىَ‬
‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ِكاح َِها‪ ،‬فل َيف َعل»‪.‬‬
‫َ‬
‫ما يدعوهُ إ ِ ن‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فإذا نظر إليها وخطبها فال حيل له اخللوة هبا‪ ،‬وال اخلروج معها بغري‬
‫حمرم‪.‬‬
‫‪ -45‬السفر مع املخطوبة‪:‬‬
‫وكذلك السفر مع املخطوبة فال حيل له اخللوة هبا‪ ،‬وال اخلروج معها‬
‫‪187‬‬
‫بغري حمرم‪.‬‬
‫‪ -46‬دبلة اخلطوبة‪:‬‬
‫سئل أحد العلامء عن الدليل عىل حرمة لبس الدبلة للرجل واملرأة؟‬
‫وما هو وصف اخلاتم اإلسالمي الذي نص عليه النبي يف قوله ‪:H‬‬
‫ً ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫لتْ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬
‫ِيد»‪.‬‬
‫«ا ِمس ولو خاتما مِن حد ٍ‬

‫اجلواب‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل رسول اهلل‪ ،‬أما بعد‪ ،‬فالنهي‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫عن دبلة الزواج داخل يف عموم قوله ‪« :H‬من تشبه بِق ْومٍ فه َو مِنه ْم»‬
‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‪ ،‬وعادة النصارى وضع خاتم للزواج يف اإلصبع‬
‫البنرص؛ إما ألن القس كان يقول يف تزوجيه إياهم باسم «األب واألبن والروح‬

‫القدس» عىل كل إصبع من اإلهبام والسبابة والوسطى‪ ،‬ثم يقول عىل البنرص‬
‫«هلإ واحد» ويضع احللقة يف هذا اإلصبع! وإما ألهنم يعتقدون أن هذا اإلصبع‬
‫يتضمن عر ًقا متص ً‬
‫ال بالقلب فال يزول احلب بني قلبيهام ما بقيت احللقة يف‬
‫هذا اإلصبع‪.‬‬
‫ولذا كان عالمة فك اخلطبة أو إهناء العالقة بني الزوجني هو أن تخُ لع‬
‫رشك‪ ،‬وطاملا أن أصل الفعل مأخوذ عن الكفار حتى‬ ‫الدبلة‪ ،‬وكال االعتقا َدان ٌ‬
‫ولو كان لغرض آخر يف نفس الفاعل فهو تشبه فقد دخل يف عموم النهي‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫والسنة أن ُيل ْب َس يف‬
‫فص منه أو من غريه‪ُّ ،‬‬
‫وأما اخلاتم فهو حلقة هلا ٌ‬
‫اخلنرص؛ هذا للرجل‪ ،‬وللمرأة أن تلبسه يف أي إصبع‪ ،‬لكن ال يرتبط بالزواج‪.‬‬
‫وقال فضيلة الشيخ حممد بن صالح العثيمني ‪ ‬يف حكم لبس دبلة‬
‫اخلطوبة‪ :‬إذا كانت مصحوبة باعتقاد‪ ،‬فهي حرام بال شك‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫وعالمة كوهنا مصحوبة باعتقاد‪ :‬أن بعض الناس يكتب اسم الزوج‬
‫عىل دبلة الزوج‪ ،‬وهذا يدل عىل أن هناك عقيدة‪ ،‬وأن كون اسم زوجته بيده‬
‫واسمه بيد زوجته‪ ،‬معناه‪ :‬االقرتان‪ ،‬وهلذا إذا قلنا لبعض الناس الذين عليهم‬
‫دبل الذهب‪ :‬هذا حرام‪ ،‬وجيب خلعها‪ ،‬قالوا‪ :‬إين إذا خلعته تزعل الزوجة‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬هذا يدل عىل أن هناك عقيدة‪.‬‬
‫فإذا كان لبسها مصحو ًبا بعقيدة‪ ،‬فال شك أنه حرام‪.‬‬
‫وإذا مل يكن به عقيدة فقد يقال‪ :‬إنه حرام؛ ألن أصله من النصارى‪،‬‬
‫حمر ًما‪ ،‬وفيه ت ََش ُّبه‪.‬‬
‫فيكون منشؤه منشأ َّ‬
‫وقد يقال‪ :‬إنه ملا شاع بني املسلمني صار غري خاص بالنصارى‪ ،‬فيكون‬
‫من جنس األلبسة التي تكون أصلها عند غري املسلمني‪ ،‬ثم تشيع فيهم ويف‬
‫املسلمني‪ ،‬فيزول الت ََّش ُّبه‪ .‬وال شك أن عدمها أوىل فيام أرى‪.‬‬
‫لاَ‬ ‫ليْ‬ ‫لاَ َ َ َّ‬
‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬تشب ُهوا بِا َ ُهو ِد َو انلَّ َص َارى»‪ .‬‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -47‬تعليق الصور‪:‬‬
‫كلَ ْ ٌ َ ُ َ ٌ‬ ‫َ ُ ًَْ‬ ‫لاَ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ورة»‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪ « :H‬تدخل المالئ ِكة بيتا فِي ِه ب وال ص‬

‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ -48‬النياحة ولطم الوجوه وشق اجليوب‪:‬‬


‫‪189‬‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ خْ ُ ُ َ َ َ َّ جْ ُ ُ َ َ َ عاَ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ليس مِنا من لطم الدود‪ ،‬وشق اليوب‪ ،‬ود‬
‫ُ عاَ َ ْ جْ َ َّ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫الا ِهلِيةِ»‪ .‬‬ ‫بِد ءِ أه ِل‬
‫َّ َ‬ ‫وعن أيب موسى األشعري أن رسول اهلل ‪« :H‬بَر َ‬
‫يء م َِن الصال ِقةِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ َّ‬ ‫لحْ َ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫َوا َال ِقةِ‪َ ،‬والشاقةِ»‪.‬‬

‫والصالقة‪ :‬التي ترفع صوهتا بالنياحة‪.‬‬


‫واحلالقة‪ :‬التي حتلق شعرها وتنتفه عند املصيبة‪.‬‬
‫والشاقة‪ :‬التي تشق ثياهبا عند املصيبة‪ .‬وكل هذا حرام باتفاق العلامء‪.‬‬
‫وكذلك حيرم لطم اخلدود والدعاء بالويل والثبور‪ ،‬فقد قال رسول اهلل‬
‫َّ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ رَ َ ُ‬
‫يل م ِْن َق ِط َ‬
‫ان‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫‪« :H‬انل حِ‬
‫ائة إِذا لم تتب قبل موت ِها تقام يوم ال ِقيام ِة عليها ساب ِ‬
‫ٌ ْ َ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫َود ِْرع مِن ج َر ٍب»‪.‬‬
‫ ‬
‫أما إذا بكت من غري نياحة أو لطم فليس عليها يشء‪ ،‬قال النبي‬
‫َ ْ‬ ‫َلاَ َ ْ َ ُ َ َّ َ لاَ ُ َ َّ ُ َ ْ ْ َينْ َ لاَ ُ ْ ْ َ ْ‬
‫ب ‪َ ,‬ولكن‬
‫‪« :H‬أ تسمعون إِن اهلل يعذب بِدمعِ الع ِ و حِبز ِن القل ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ لىَ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ُي َعذ ُب ب ِ َهذا ‪َ -‬وأش َار إ ِ ل َِسان ِ ِه ‪-‬أ ْو يَ ْر َح ُم‪ ،‬وإن امليت يعذب بباكء أهله عليه»‪ .‬‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وقد بكى النبي ‪ H‬عىل ابنه ابراهيم ‪ ،‬فعن أنس ‪‬‬
‫ْ َ ينْ َ كاَ َ رْ ً ْ‬ ‫لَىَ َ َ ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ ُ‬
‫ِئا ِإلب َراهيم ‪‬‬ ‫يب سي ٍف الق ِ و ن ظ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫‪H‬‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫قال‪« :‬دخلنا مع ر‬
‫ِيم ‪َ ،‬ف َق َّبلَ ُه ‪َ ،‬و َش َّم ُه ‪ُ ،‬ث َّم َد َخلْ َنا َعلَ ْيه َب ْع َد َذل َِك َوإبْ َراه ُ‬
‫ول اهللِ ‪ H‬إبْ َراه َ‬ ‫ََ َ َ َ ُ ُ‬
‫ِيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فأخذ رس‬
‫َ َ َ لهَ ُ َ ْ ُ َّ مْ َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ََ ْ ََْ َ ُ‬ ‫يجَ ُ ُ َ ْ‬
‫الرح ِن ب ُن‬ ‫ان‪ ،‬فقال عبد‬ ‫ول اهللِ ‪ H‬تذ ِرف ِ‬ ‫ود بِنف ِس ِه‪ ،‬فجعلت عينا رس ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َّ َ مْ َ ٌ ُ َ ْ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ََ َ َ ْ َ‬ ‫َْ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫‪190‬‬
‫ع ْو ٍف ‪َ :‬وأنت يا َرسول اهللِ؟ فقال‪« :‬يا اب َن ع ْو ٍف‪ ،‬إِنها َرحة»‪ ،‬ث َّم أتبعها بِأخ َرى‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َينْ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ حَ ْ َ ُ َ َ َ ُ ُ لاَّ َ َ ْ ضىَ ُّ َ‬
‫َربنا‪َ ،‬وإِنا ب ِ ِف َراق ِك‬ ‫‪« :H‬إِن الع تدمع‪ ،‬والقلب يزن‪ ،‬وال نقول إ ِ ما ير‬
‫َ َْ ُ ََ ْ ُ ُ َ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫ون»‪ .‬‬ ‫يا إِبراهِيم لمحزون‬
‫َّ ْ َ ِّ َ ُ َ َّ ُ ُكاَ َ ْ َ َ ْ‬
‫أما قول رسول اهلل ‪« :H‬إِن الميت يعذب بِب ءِ أهلِ ِه علي ِه»‪[ ،‬رواه‬

‫مسلم]‪ ،‬قال العلامء‪ :‬إذا أوىص بالنياحة‪ ،‬أو كان يعلم أن أهله من عادهتم‬
‫النياحة ومل ينههم عن ذلك قبل موته‪ ،‬أما إذا هناهم ولكنهم ناحوا عليه‪،‬‬
‫فليس عليه إثم وال ُيعذب بنياحهم‪ ،‬وهم الذين يتحملون اإلثم‪.‬‬
‫‪ -49‬عدم اإلحداد عىل الزوج‪:‬‬
‫لقد رشع اهلل تعاىل للمرأة املتوفيَّ عنها زوجها أن ال خترج من البيت‬
‫زوجها إال حلاجة كالذهاب إىل الطبيبة‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وال‬‫الذي مات فيه ُ‬
‫ٍ‬
‫أشهر وعرشة‬ ‫تلبس الثياب امللونة‪ ،‬وال تتعطر‪ ،‬وال تلبس الذهب‪ ،‬مد َة أربعة‬
‫أيام؛ وفا ًء هلذا الزوج‪.‬‬
‫ُ َّ ُ ْ ىَ َ ْ نحُ َّ لَىَ َ ِّ َ َ َ َ لاَّ لَىَ‬
‫فعن أم عطية ‪ J‬قالت‪« :‬كنا ننه أن ِد ع مي ٍت ف ْوق ثال ٍث‪ ،‬إ ِ ع‬
‫َ ََْ َ َ ً َ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َشرْ ً َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ‬
‫حل َوال نتطي َب َوال نلبس ث ْوبا مصبوغ»‪.‬‬ ‫زو ٍج أربعة أشه ٍر وع ا‪ ،‬وال نكت ِ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ْ ُ َ ىَّ َ ْ َ َ ُ َ لاَ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ‬
‫وعن أم سلمة ‪ J‬قالت‪« :‬المت َوف عنها ز ْوجها تلبس المعصف َر م َِن‬
‫َ لاَ ْ ُ َ َّ َ َ َ لاَ لحْ ُ َّ َ لاَ خَ ْ َ ُ َ لاَ َ ْ َ ُ‬ ‫ِّ َ‬
‫ ‬ ‫حل»‪.‬‬
‫اب‪ ،‬و الممشقة‪ ،‬و ا يِل‪ ،‬و تت ِضب‪ ،‬و تكت ِ‬ ‫اثلي ِ‬
‫[رواه أبو داود وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬
‫ٌ‬ ‫َّ ٌ‬
‫وف أزواج؛ نساؤهم حاجات أو معتمرات‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وعن سعيد بن املس َّيب قال‪« :‬تُ ىِّ َ‬
‫‪191‬‬
‫َ ْ‬ ‫فرد ُه َّن ُ‬
‫َّ‬
‫[رواه مالك يف املوطأ ورجاهل ثقات]‬ ‫يعتدِد َن يف بيوتهن»‪.‬‬ ‫عمر من ذي احلليفة‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫[ابلقرة‪]234:‬‬ ‫ ‬
‫ﭫ]‪.‬‬

‫‪ -50‬تدخل املرأة فيام ال يعنيها‪:‬‬


‫كثري من النساء يدخلن فيام ال يعنيهن‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ْ اَ ْ َ َ ُ ُ َ لاَ َ ْ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫[رواه الرتمذي وصححه األبلاين]‬ ‫«مِن حس ِن إِسل ِم الم ْرءِ ت ْركه ما يعنِي ِه»‪.‬‬

‫‪ -51‬كثرة الكالم بغري ذكر اهلل‪:‬‬


‫كثريا من النساء يتكلمن بالساعات الطويلة‪ ،‬وال يذكرن اهلل؛‬
‫فإنك جتد ً‬
‫بل يقعن يف املحرمات كالغيبة والنميمة والبهتان‪ ،‬وقد قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﭑ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ‬
‫[الزمر‪]22:‬‬ ‫ ‬
‫ﭥ ﭦ]‪.‬‬

‫‪ -52‬االهتامم بالدنيا ونسيان اآلخرة‪:‬‬


‫كثري من النساء ال يعملن إال للدنيا‪ ،‬وال يفكرن يف اآلخرة‪ ،‬وهذا من‬
‫يِّ َ َ َ لاَ‬
‫جهلهن بحقيقة زوال الدنيا‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن أرى ما‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ َْ ُ َْ ََْ‬ ‫َّ َ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ ُ َ لاَ َ ْ َ ُ َ َ َّ‬
‫اء َوحق لها أن تئِط‪َ ،‬وما فِيها مو ِضع قد ِر أربعِ‬ ‫ت السم‬ ‫ت َرون‪َ ،‬وأسمع ما تسمعون‪ ،‬أط ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ اً‬ ‫لاَّ َ َ َ ٌ َ ٌ َ ْ َ َ ُ َ ً‬ ‫َ َ‬
‫حكت ْم قلِيل‬ ‫جدا للِهَِّ‪َ ،‬واهللِ لو تعلمون ما أعلم لض ِ‬ ‫اضع جبهته سا ِ‬ ‫أصابِعِ ‪ ،‬إ ِ وملك و ِ‬
‫ِّ َ لَىَ ْ ُ‬ ‫َ لبَ َ َ ْ ُ ْ َ ً َ َ ذَ َّ ْ ُ‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬ ‫ريا‪َ ،‬وما تلذت ْم بِالنساءِ ع الف ُر ِش»‪.‬‬ ‫و كيتم كثِ‬

‫وقال تعاىل‪[ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫‪192‬‬


‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫[هود‪]16-15:‬‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ]‪.‬‬
‫ ‬

‫‪ -53‬قذف املحصنات بالزنا‪:‬‬


‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬ ﮭﮮ‬
‫[انلور‪]16-15:‬‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ]‪.‬‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َّ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ات‪ ،‬قِيل‪ :‬يا َرسول اهللِ‪،‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬اجتنِبوا السبع الموبِق ِ‬
‫َّ َ َّ َ ُ لاَّ لحْ َ ِّ َ َ ْ ُ ِّ َ‬ ‫َُْ ْ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫َ ُ َ َ شرِّ ُ‬
‫الربا‪،‬‬ ‫َوما ه َّن؟ قال‪« :‬ال ْ ك بِاهللِ َوالسح ُر‪َ ،‬وقتل انلَّف ِس التيِ حرم اهلل إ ِ بِا ق‪ ،‬وأكل‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫ْ َ اَ‬ ‫ََ ْ ُ ُْ ْ َ َ‬ ‫َ َّ َ ليِّ َ ْ َ َّ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ليْ‬
‫ات»‪ .‬‬
‫ت المؤمِن ِ‬ ‫ات الغاف ِل ِ‬ ‫يم‪ ،‬واتلو يوم الزح ِف‪ ،‬وقذف المحصن ِ‬ ‫ال ا َتِ ِ‬
‫وأكل م ِ‬
‫[متفق عليه]‬ ‫ ‬

‫‪ -54‬عدم الرمحة باحليوان‪:‬‬


‫َ َ َ ْ َ َ ىَّ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ََ ٌ‬ ‫ُ ِّ َ‬
‫سجنتها حت ماتت‪،‬‬ ‫ت امرأة فيِ هِر ٍة‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬عذب ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َْ ُ ُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َّ َ لاَ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ لاَ‬
‫ه ت َركتها تأكل مِن‬ ‫يِ‬ ‫فدخلت فِيها انلار‪ ،‬يِه أطعمتها وسقتها‪ ،‬إِذ يِه حبستها‪ ،‬و‬
‫لأْ َ‬ ‫َ َ‬
‫[رواه ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اش ا ْر ِض»‪.‬‬ ‫خش ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -55‬بدع السبوع‪:‬‬
‫مثل رش امللح‪ ،‬وقطع اخلبز‪ ،‬ورشها يف البيت‪ ،‬ثم يشعلون رقية عليها‬
‫متر األم وهي متخل ولدها عليها سبع مرات‪ ،‬ودق اهلون‪ ،‬ووضع‬
‫بخور‪ ،‬ثم ُّ‬
‫الطفل يف الغربال‪ ،‬وغري ذلك من املخالفات والبدع‪ ،‬مع ترك سنة النبي من‬
‫‪193‬‬ ‫عمل العقيقة للمولود‪ ،‬وحلق شعر الطفل َّ‬
‫الذكَر‪.‬‬
‫‪ -55‬إذن اجلزار‪:‬‬
‫كثري من النساء يعتقدن أنه ال جيوز هلن الذبح حتى تأيت اجلزار ويرى‬
‫ِ‬
‫أجزتك الذبح‪ ،‬وهذا كالم باطل‪.‬‬ ‫ذبحها‪ ،‬ثم يقول هلا‪:‬‬
‫أو االعتقاد بأن السكني جيب أن يكون فيها ثالثة مسامري حتى يصح‬
‫أيضا باطل‪ ،‬ألن رشط الذبح التسمية‪ ،‬وسن الشفرة‬ ‫الذبح هبا‪ ،‬وهذا ً‬
‫(السكني)‪ ،‬وقطع األْو َداج‪ ،‬وهي مجع َ‬
‫(و َدج) واملراد العروق األربعة‪ ،‬وهي‬
‫ِ‬
‫اللذان عىل جانبي‬ ‫احللقوم جمرى النَّ َفس‪ ،‬واملريء جمرى الطعام‪ِ ،‬‬
‫والعر َّق ِ‬
‫ان‬ ‫ِّ‬
‫العنق ومها جمرى الدم‪.‬‬
‫‪ -56‬االحتفال بعيد امليالد‪:‬‬
‫وهو تشبه بالنصارى‪ ،‬وقد أمرنا اهلل بعدم التشبه هبم‪ ،‬وقد قال‬
‫َ لاَ‬ ‫َ لاَ َ َ َّ ُ ليْ ُ‬‫ْ َ َ َّ َ َ يرْ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬
‫تشبهوا بِا َهو ِد و‬ ‫ِنا‪،‬‬‫رسول اهلل ‪« :H‬ليس مِنا مِن تشبه بِغ‬
‫[رواه الرتمذي وحسنه األبلاين]‬
‫بانلَّ َص َ‬
‫ارى»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫وهل العاقل حيتفل بعيد ميالده‪ ،‬وهو يعلم أن عمره قد نقص‪ ،‬وأنه‬
‫يقرتب من هناية حياته وحلول أجله؟ فاألوىل له أن يستعد ملا بعد املوت‬
‫ُّ ْ َ َ َ َّ َ َ ٌ َ ْ عاَ ُ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫تأس ًيا برسول اهلل ‪« :H‬كن فيِ ادلنيا كأنك غ ِريب‪ ،‬أو بِر ِ ٍ‬
‫يل»‪ ،‬واكن‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ ْ َ ْ َ اَ َ ْ َ ْ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ اَ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ ُ ْ‬
‫اء َوخذ‬ ‫ابن عمر‪ ،‬يقول‪« :‬إِذا أمسيت فل تنت ِظر الصباح‪ ،‬وإِذا أصبحت فل تنت ِظر المس‬
‫ْ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫مِن ِصحتِك ل ِم َر ِضك ‪َ ,‬ومِن حيات ِك ل ِم ْوت ِك»‪.‬‬

‫‪ -57‬عدم مسح الرأس يف الوضوء للعروسة‪:‬‬


‫كثري من العرائس إذا تزوجت وأرادت الوضوء أو الغسل ال متس‬ ‫‪194‬‬
‫كيسا بالستيك ًّيا حتى ال تفسد شعر رأسها بعد‬
‫شعرها باملاء أو لبست عليه ً‬
‫صحيحا وكذلك ال‬
‫ً‬ ‫«االستشوار»‪ .‬وهي إذا مل متسح رأسها فليس وضوؤها‬
‫يصح غسلها بدون غسل الشعر‪ ،‬وهي بذلك آثمة‪ ،‬وجيب عليها يف الغسل أن‬
‫تغسل شعرها‪ ،‬ويف الوضوء جيب أن متسح شعر رأسها كام جاءت األحاديث‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ -58‬منع احلائض من الدخول عىل املرضعة‪:‬‬
‫يزعمون أن احلائض إذا دخلت عىل املرأة حديثة الوالدة ُحبِ َس اللب ُن‪،‬‬
‫ومل ينزل‪ ،‬ويسموهنا‪« ،‬مكبوسة»‪ ،‬وهذا باطل وخرافات‪ ،‬وهذا كالم وفعل‬
‫خيالف العقيدة يف اهلل تعاىل‪ ،‬وجيب عىل من يعتقد ذلك أن يتوب إىل اهلل‪،‬‬
‫ويعلم أن الرض والنفع بيده اهلل وحده ال رشيك له‪.‬‬
‫‪ -59‬صيام ُ‬
‫احل َّيض إىل قبيل املغرب‪:‬‬
‫بعض النساء إذا جاءها احليض يف رمضان فإهنا تستحي أن تفطر‪،‬‬
‫وتظن أن الفطر حمرم حلرمة الشهر فتصوم وترشب ما ًء قلي ً‬
‫ال قبل املغرب‬
‫بقليل‪ ،‬وهذا خطأ إذ جيب عليها الفطر‪ ،‬ألن اهلل تعاىل أمرها بالفطر أثناء‬
‫احليض‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -60‬تناجي اثنتني دون الثالثة‪:‬‬


‫ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ َ َ ً َ َ َ َ َ ىَ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا كنت ْم ثالثة‪ ،‬فال يتناج َرجال ِن دون اآلخ ِر‬
‫َ ْ َ َ ْ حُ ْ َ‬ ‫َ ىَّ خَ ْ َ ُ‬
‫[رواه ابلخاري]‬ ‫اس‪ ،‬أجل أن ي ِزنه»‪.‬‬ ‫حت تتلِطوا بِانلَّ ِ‬

‫‪ -61‬عدم طلب العلم الرشعي‪:‬‬


‫‪195‬‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ ٌ لَىَ لُ ِّ ُ ْ‬
‫ ‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬طل ُب ال ِعل ِم ف ِريضة ع ك مسل ٍِم»‪.‬‬
‫[رواه ابن ماجة وصححه األبلاين]‬ ‫ ‬

‫فيجب عىل املرأة أن تتعلم عقيدهتا الصحيحة‪ ،‬وتتعلم العبادات‬


‫الواجبة عليها من الوضوء والغسل وأحكام احليض‪ ،‬والصالة والصيام‪،‬‬
‫وغري ذلك من أركان اإلسالم وواجباته‪.‬‬
‫‪ -62‬وضع املرأة صورها عىل املحمول‪:‬‬
‫بعض النساء يضعن صورهن عىل املحمول‪ ،‬وقد تكون صورهتا عىل‬
‫حالة ال حيل لألجانب رؤيتها‪ ،‬أو تكون بمالبس شفافة ونحو ذلك‪ ،‬فتفقد‬
‫املحمول فيقع يف يد شخص ضعيف اإليامن عديم املروءة فيحتفظ بصورها‪،‬‬
‫أو يرفعها عىل اإلنرتنت‪ ،‬أو يستعملها فيام حرم اهلل‪ ،‬وهذا أمر معروف‪.‬‬
‫‪ -63‬إحلاق األوالد باملدارس األجنبية والنرصانية‪:‬‬
‫مثل مدارس الفرانسيسكان‪ ،‬وسان مارك‪ ،‬وسان ميشيل‪ ،‬وسان جوزيف‪،‬‬
‫وغريها من املدارس التي تقوم عىل إدارهتا َمن ليسوا بمسلمني‪ ،‬وتكون النتيجة‬
‫ويترشب قل ُبه حم َّبت َُهم‪ ،‬وتنحرف عقيدته‬
‫َّ‬ ‫أن يصبح والؤه لغري أهل اإلسالم‪،‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬واملسلم والؤه ال يكون إال هلل تعاىل ولرسوله ‪ H‬وللمؤمنني‪،‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ﯳﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸﯹ ﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿ ﰀ ﰁﰂﰃﰄﰅ‬
‫ ‬ ‫ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ ﰏﰐﰑﰒﰓﰔ ﰕ ﰖ]‪.‬‬
‫[املائدة‪]57-55:‬‬ ‫ ‬
‫قال الشيخ حممد حسان‪ :‬أتى يل والد‪ ،‬وقال يل‪ :‬ابني يف مدرسة أجنبية‪،‬‬
‫‪196‬‬
‫ب بيده عىل وجهه وكتفيه كام يفعل‬ ‫ودخلت عليه الغرفة فوجدتُه ُي َص ِّل ُ‬
‫ُ‬
‫النصارى‪ ،‬ماذا أفعل؟ وكان يتأمل‪.‬‬
‫راح‪.‬‬ ‫نى ِ‬
‫اجل َ‬ ‫الش َ‬
‫وك َج َ‬ ‫قلت له‪ :‬من زرع َ‬
‫ُ‬
‫‪ -64‬اخلروج من املنزل متعطرة‪:‬‬
‫َ ُّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ َّ ْ لَىَ ْ َ ْ ِ َ ُ‬
‫جدوا‬‫قال رسول اهلل ‪« :H‬أيما امرأ ٍة استعطرت‪ ،‬ثم مرت ع القوم ليِ ِ‬
‫ََ َ َ َ ٌَ‬
‫[رواه أمحد وحسنه األبلاين]‬ ‫ ‬ ‫ه زانِية»‪.‬‬‫ِر حيها ف يِ‬

‫‪ -65‬سامع األغاين‪:‬‬
‫اعلمي أختي املسلمة أن الغناء سبب الفواحش؛ ألنه يمأل القلب‬
‫أسريا للشهوات؛ ثم بعد‬‫ً‬ ‫بالعشق‪ ،‬ويمرضه‪ ،‬ويملك القلب حتى يكون‬
‫ذلك يكون سب ًبا يف العالقات املحرمة‪ ،‬ثم الزنا‪ ،‬والفواحش عيا ًذا باهلل من‬
‫ذلك‪ ،‬وقد حرم اهلل تعاىل الغناء يف كتابه‪ ،‬وحرمه رسول اهلل ‪ H‬يف‬
‫سنته‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ [ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫[لقمان‪]6:‬‬ ‫ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ]‪.‬‬
‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫لهو احلديث هو الغناء‪:‬‬


‫قال تعاىل‪[ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ]‪.‬‬
‫[انلجم‪]61-59:‬‬ ‫ ‬

‫‪197‬‬
‫قال ابن عباس ‪« :‬سامدون‪ :‬مغنون»‪.‬‬
‫تقول العرب‪ :‬أسمد لنا أي‪ :‬غ ِّن لنا‪.‬‬
‫[اإلرساء‪]64:‬‬ ‫وقال تعاىل‪[ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ]‪.‬‬
‫قال جماهد‪ :‬صوت الشيطان هو الغناء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َينْ َ مْ َ َ ينْ َ ْ‬
‫ج َري ِن ‪ ,‬ص ْو ٍت‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬نهيت عن صوت ِ أحق ِ فا ِ‬
‫َ َ ِّ ُ ُ‬ ‫َْ ُ َ َْ ُ ُ‬ ‫ع ِْن َد َن ْع َمة ل َ ْهو َولَعب َو َم َزامِري َش ْي َط َ َ ْ‬
‫وب»‪.‬‬
‫ان وصو ٍت عِند م ِصيب ٍة لط ِم وجوهٍ ‪ ,‬وشق جي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ٍ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ليَ ُ َ َّ ْ ُ َّ َ ْ َ ٌ َ ْ َ ُّ َ لحْ‬
‫حلون ا َِر‪،‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪َ « :H‬كونن مِن أم ىِت أقوام يست ِ‬
‫ً‬ ‫َ لحْ َ َ َ خْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫[ابلخاري معلقا]‬ ‫ازف»‪.‬‬
‫وا ِرير‪ ،‬والمر‪ ،‬والمع ِ‬

‫ومعنى يستحلون أهنم يفعلون هذه املحرمات فعل املستحل هلا‪،‬‬


‫يكثرون منها‪ ،‬وال يتحرجون من فعلها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ ٌ َْ ٌ َ ْ ٌ َ‬ ‫ليَ ُ َ‬
‫وقال رسول اهلل ‪َ « :H‬كون فيِ أميت خسف َوقذف َومسخ قيل‪ :‬يا‬
‫خْ َ ْ‬ ‫َ َ ىَ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت الم ُر»‪[ .‬حسن الرتمذي]‬ ‫حل ِ‬‫ت القينات والمعازِف‪ ،‬واست ِ‬
‫رسول اهللِ‪ ،‬ومت؟ قال‪ :‬إِذا ظهر ِ‬

‫وقال أبو بكر الصديق‪« :‬الغناء مزمار الشيطان»‪.‬‬


‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وقال عثامن‪« :‬ال جيتمع قلب فيه القرآن والغناء‪ ،‬إما القرآن‪ ،‬وإما الغناء حىت‬

‫خيرج أحدهما من اآلخر»‪.‬‬

‫وقال اإلمام مالك عن الغناء‪« :‬الغناء ينبت انلفاق يف القلب»‪.‬‬


‫وسامه اإلمام الشافعي‪ :‬دياثة‪.‬‬ ‫‪198‬‬

‫وقال اإلمام أبو حنيفة‪« :‬سماع األاغين فسق واتلذلذ بها كفر»‪.‬‬

‫وقال عمر بن عبد العزيز‪« :‬الغناء مبدؤه من الشيطان‪ ،‬واعقبته سخط الرمحن»‪.‬‬

‫وحكى القرطبي‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬وابن رجب اإلمجاع عىل حرمة سامع‬
‫الغناء‪.‬‬

‫كيف تتخل�صني من الغناء؟‬


‫‪ -1‬الدعاء‪:‬‬
‫ِ‬
‫عليك من هذا‬ ‫بأن تلجئي وتترضعي وتتذليل بني يدي اهلل بأن يتوب‬
‫ِ‬
‫نفسك‬ ‫قلبك عىل طاعته‪ ،‬وأن ال َي ِك ْل ِك إىل‬
‫الذنب‪ ،‬وغريه‪ ،‬وتدعو أن يرصف ِ‬
‫طرفة عني‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تدمني سامع القرآن‪:‬‬
‫خصوصا باألصوات املؤثرة‪ ،‬فمن سمع القرآن وخالط قلبه وعظمه‬
‫ً‬
‫وحلمه ودمه ال يستطيع أن يسمع غريه‪.‬‬
‫كام قال عثامن بن عفان‪« :‬لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كالم ربكم»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وقد قال تعاىل‪ [ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬


‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ]‪.‬‬
‫[الشورى‪]52:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫روحا؛ ألنه غذاء الروح والقلوب‪ ،‬وسماَّ ه‬


‫فسمى اهلل تعاىل القرآن ً‬
‫‪199‬‬
‫وح ًيا؛ ألن اهلل حييي به القلوب‪ ،‬واألرواح امليتة؛ كام حييي األرض بعد موهتا؛‬
‫فالغناء ليس حياة الروح كام يزعمون؛ نعم هو غذاء أرواح شياطني اإلنس‬
‫واجلن؛ أما املؤمنون األتقياء الصاحلني فغذاء أرواحهم كالم رهبم‪.‬‬
‫‪ -3‬أهيام حتبني؟‬
‫أن يكون ِ‬
‫معك يف قربك القرآن أم الغناء؟ فاختاري لنفسك ما ينفعك‪.‬‬
‫‪ -4‬تذكري سوء اخلامتة ‪ ،‬وأنك متوتني عىل ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫ذكر اإلمام ابن القيم‪« :‬أن رجال اكن حيترض فقيل هل‪ :‬قل‪ :‬ال هلإ إال اهلل فجعل‬
‫ً‬
‫يردد أبياتا من الغناء حىت خرجت روحه من جسده وهو يلحن ويغين»‪.‬‬
‫ً‬
‫وذكر الشيخ حممد حسان قصة‪« :‬أن رجال اكن حيترض ودخل عليه جاره‬

‫فقال ألوالده‪ :‬أبوكم حيترض للموت وأنتم تفتحون الاكسيت ىلع األاغين فقالوا هل‪ :‬أطفئه‪،‬‬
‫ً‬
‫فأطفأه‪ ،‬فقال الرجل اذلي حيترض‪ :‬اتركه‪ :‬إن الغناء ينعش قليب‪ ،‬ومات ىلع ذلك عياذا‬
‫باهلل؛ فأرادوا أن يغسلوه فما وجدوا ً‬
‫ماء يف اليح‪ ،‬واكنت راحئته بشعة ال يتحملها أحد‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فأخذه عند مغسلة جبوار القبور‪ ،‬فلم جيدوا ً‬
‫ماء؛ فدفنوه من غري غسل عياذا باهلل»‪.‬‬

‫أختي الشابة هل حتبني أن متويت عىل الغناء وتدخيل القرب مع الغناء‪،‬‬


‫وتبعثي بني يدي اهلل عىل الغناء؟‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فإن من مات عىل يشء ُب ِع َث عليه‪.‬‬
‫‪ -66‬العشق‪:‬‬
‫أختي الشابة‪ ،‬احذري العشق؛ فإنه سبب فساد القلب‪ ،‬وشتات أمر‬
‫العبد‪ ،‬واعلمي أنه ال يكون احلب إال بني الزوج وزوجته؛ أما بينك وبني‬
‫‪200‬‬
‫شاب؛ فهذا حمرم‪.‬‬
‫فقد قال تعاىل‪[ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ‬
‫ [انلور‪]30:‬‬ ‫ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ]‪ .‬‬

‫فالذي حرم النظر؛ فمن باب أوىل حيرم العالقة بينهم‪.‬‬


‫َ‬ ‫ْنَ ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َينْ َّ َ ُ َ َ ِّ َ‬
‫ان الْ ِطق‪َ ،‬و ِزنا‬ ‫وقال رسول اهلل ‪ِ :H‬‬
‫«زنا العين ِ انلظر‪ ،‬و ِزنا اللس ِ‬
‫ليْ َ َ ْ لبْ َ ْ ُ َ َ ِّ َ‬
‫ ‬ ‫الر ْجلينْ ِ اخلُ َ‬
‫طى»‪.‬‬ ‫ا دي ِن ا طش‪ ،‬و ِزنا‬

‫فاعلمي أن النظر بينكام زنا‪ ،‬واللمس بينكام زنا‪ ،‬وامليش بينكام زنا‪.‬‬
‫َ اَ خَ ْ ُ َّ‬ ‫آْ‬ ‫ليْ‬ ‫َ ْ كاَ َ ُ ْ‬
‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬من ن يؤم ُِن بِاهللِ َوا َ ْو ِم الخ ِِر‪ ،‬فل يل َون‬
‫َْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َ َ ُ حَ ْ‬
‫[اإلمام أمحد]‬ ‫ ‬ ‫بِام َرأ ٍة ليس معها ذو م َرمٍ مِنها»‪.‬‬

‫�أ�ضرار الع�شق‪:‬‬
‫‪ -1‬سامه اهلل سو ًءا وفاحشة‪:‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ‬
‫[يوسف‪]24:‬‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ]‪.‬‬
‫‪ -2‬العاشق ينشغل بحب املخلوق عن حب الرب‪:‬‬
‫فال جيتمع حب الرب واحلب املحرم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وقد قال تعاىل عن عبادة املؤمنني‪[ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ]‪.‬‬


‫[ابلقرة‪]165:‬‬ ‫ ‬

‫قال اإلمام ابن القيم‪« :‬ليس فيه مصلحة دنيوية؛ بل مفسدته ادلينية‪،‬‬

‫‪201‬‬ ‫وادلنيوية أضعاف»‪.‬‬

‫‪ -3‬عذاب قلبه‪:‬‬
‫فإن من أحب شي ًئا غري اهلل ُعذب به وال بد كام قيل‪:‬‬
‫وإن وج ��د اهل��وى حلو امل ��ذاق‬ ‫ف��م��ا يف األرض م ���ن حمب‬
‫خم��اف��ة ف��رق��ة أو الش ��ت ��ي ��اق‬ ‫ت ����������راه يف لك ح�ين‬

‫‪ -4‬قلبه أسري يف قبضة غريه‪:‬‬


‫يسومه اهلوان‪ ،‬فقلبه كعصفور يف كف طفل‪ ،‬والطفل يلهو ويلعب‪ ،‬كام‬
‫قال بعضهم‪:‬‬
‫وأنت خيل ابلال تلهو؛ وتلعب‬ ‫ملكت ف ؤادي بالقطيعة واجلفا‬

‫‪ -5‬قلب العاشق بعيد عن اهلل‪:‬‬


‫وصار الشيطان مواله‪ ،‬واستوىل عىل قلبه؛ فلم يدع أذى يمكنه إيصاله‬
‫إليه إال أوصله‪ ،‬فام الظن بقلب متكن منه عدوه‪.‬‬
‫ن�صيحة �إىل كل عا�شق‪:‬‬
‫خنت أهلك‪ ،‬ثم ِ‬
‫خنت زوجك إذا‬ ‫خنت اهلل ِ‬
‫أنك ِ‬ ‫اعلمي أيتها املسلمة ِ‬
‫ِ‬
‫تزوجت‪ ،‬فوالدك يقول‪ :‬بنتي بامئة رجل‪ ،‬وبنتي يف العفة مثل مريم‪ ،‬وأنت‬
‫ِ‬
‫وضعت وجهه يف الطني والعار‪ ،‬واعلمي أن هذا الشاب ال يتزوجك أبدً ا‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ألنه يقول يف نفسه‪ :‬الذي جعلها متيش معي سوف متيش مع غريي‪ ،‬فهذه‬
‫ال تصلح للزواج‪ ،‬وهذا أمر معروف جدًّ ا وأنت الضحية‪ ،‬فالذي يميش مع‬
‫البنات إذا أراد أن يتزوج يقول‪ :‬أريد فتاة ليس هلا عالقة بأي شاب؛ ألنه‬
‫يعلم ماذا يفعل الشاب مع الفتاة إذا عشقته‪ ،‬وأنت ال متلكني إال سمعتك‪،‬‬
‫عليك هو وأصحابه يف كل مكان‪ ،‬حتى يبني هلم أنه‬ ‫ِ‬ ‫واعلمي أنه يتكلم‬ ‫‪202‬‬

‫دونجوان عرصه‪.‬‬
‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫تربية األوالد يف اإلسالم‬


‫أهمية التربية‬
‫إذا أرادت أمة من األمم أن تسود وتع ُلو مكانتها فعليها أن تقوم برتبية‬
‫جيل عىل ما هي تريد حتى تصل إىل ما تريد؛ ألن عصب األمة هم الشباب‪،‬‬
‫‪203‬‬
‫فالذي نرص الرسول ‪ H‬هم الشباب‪ ،‬والذي عاداه ‪ H‬هم‬
‫الشيوخ؛ ألن الشباب أقرب للفطرة‪ ،‬وهي اإلسالم الذي ُخلقوا عليه‪ ،‬ومل‬
‫هتلكهم العقائد الباطلة‪ ،‬وال العبادات الفاسدة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ] [الروم‪ ،]30 :‬وقال رسول اهلل ‪«:H‬ما من مولود إال ُ‬
‫يودل ىلع‬
‫َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫يمج َسانه»‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الفطرة‪ ،‬فأبواهُ يه ِّودانه أو ينرصان ِه أو‬

‫فكل طفل ولد عىل الفطرة التي هي اإلسالم‪ ،‬فالوالد يشكل الولد كام‬
‫تشكل العجينة يف يدك‪ ،‬وقد قيل‪« :‬التعليم يف الصغر كالنقش عىل احلجر»؛‬
‫ألن الطفل قلبه أبيض ليس فيه يشء‪ ،‬فكل يشء يدخله حي َف ُر فيه؛ إن ً‬
‫خريا‬
‫فرش‪.‬‬
‫رشا ٌّ‬
‫فخري‪ ،‬وإن ًّ‬
‫ٌ‬
‫وتأمل عندما أراد اهلل أن هيلك فرعون وهامان وجنودمها‪ ،‬وأن يمكن‬
‫للمستضعفني من بني إرسائيل‪ ،‬صنع هلم موسى ‪ ‬عىل عينه‪ ،‬فقال‬
‫تعاىل‪[ :‬ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯﯰﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ] [القصص‪ ،]7-5 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫[ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫‪204‬‬
‫[طه‪]41-37:‬‬ ‫ ‬‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ]‪.‬‬
‫أهيا األحباب الكرام ملا علم أعداؤنا أن الشباب هم عصب األمم‬
‫صاروا أهم يشء عندهم‪ ،‬فخططوا كيف يفسدوهنم‪ ،‬فقال أحدهم‪« :‬كأس‬
‫وغانية يفعالن باملسلمني ما ال يفعله ألف مدفع»‪ ،‬فأوقعوا شباب املسلمني‬
‫يف الشهوات‪ ،‬وغزوا شباب املسلمني بالغزو الفكري بأن يقللوا من كل ما‬
‫هو إسالمي‪ ،‬ويرفعوا من كل ما هو غريب‪ ،‬وساعدهم عىل ذلك املنافقون‪،‬‬
‫حتى فسد كثري من شباب املسلمني‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ف�ضائل الرتبية الإ�سالمية‪:‬‬


‫إن َّأول فضيلة للرتبية اإلسالمية هي هنضة األمة وعلو مكانتها بني‬
‫الصحابة ‪‬‬ ‫األمم‪ ،‬فإن األوالد إذا تر َّبوا عىل الكتاب والسنة كام تربى‬
‫سادت األمم‪ ،‬ال نريد األمة كلها علامء‪ ،‬وال أئمة منابر‪ ،‬ولكن يكون كلها‬
‫كام قال الشيخ حممد حسان‪ :‬أن يكون عىل منرب اإلسالم الطبيب يف عيادته‪،‬‬
‫واملهندس يف مهنته‪ ،‬والعامل يف عمله‪ ،‬والفالح يف حقله‪ ،‬واألستاذ يف‬
‫مدرسته‪ ،‬فكل واحد يعمل يف الدعوة من خالل مكانه يف عمله‪.‬‬
‫فيا أهيا اآلباء واألمهات‪ ،‬اعلموا أنكم إذا أنشأمتوه عىل هذه الرتبية‬
‫اإلسالمية صار طبي ًبا ملتز ًما هبدي اإلسالم‪ ،‬رحيماً باملسلمني‪ ،‬وكذلك إذا‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫مدرسا سي َع ِّلم التالميذ هدي اإلسالم‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وجتنون ثمرته يف الدنيا‬


‫ً‬ ‫كان‬
‫بربهم لكم يف الدنيا وبعد مماتكم‪ ،‬وينشأ وقد عرف فضلكم‪ ،‬وأنكم أخذتم‬
‫بيده إىل مرضات اهلل‪.‬‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ْ َ َ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا مات اب ُن آدم انقطع عمله إِال مِن ثال ٍث‪:‬‬
‫‪205‬‬ ‫َ ْ ُ ْ لهَ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ ْ ُ ْ َ َ ُ َ ْ لدَ َ‬
‫اري ٍة ‪ ،‬أو عِل ٍم ينتفع ب ِ ِه ‪ ،‬أو َو ٍ صال ٍِح يدعو ُ»‪[ .‬مسلم]‪ ،‬فذكر النبي ‪H‬‬
‫صدق ٍة ج ِ‬
‫رشط إجابة دعاء الولد أن يكون صاحلًا‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬إن‬
‫ََُ ُ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫جْ َ َّ َ َ ُ ُ َ َ ِّ َ ىَّ‬ ‫َّ‬ ‫َيرَ َ ُ َّ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫ار‬ ‫ف‬
‫ِ ِ ِ‬‫غ‬‫ت‬ ‫اس‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬ ‫ق‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫ِ؟‬ ‫ه‬ ‫اهلل ‪ ‬ل ْفع ادلرجة ل ِلعب ِد الصال ِحِ فيِ النةِ‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب‪ ،‬أ ليِ ِ‬
‫ذ‬‫ه‬ ‫ن‬
‫لدَ َ َ َ‬
‫َو ِك لك» [حسن رواه اإلمام أمحد]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪«:H‬إن أفضل ما أكل‬

‫العبد من كسبه وإن ودله من كسبه»‪ ،‬فكل عمل يعمله الولد من الصاحلات‬
‫فهو يف ميزان حسنات الوالد؛ ألن الوالد هو سبب وجوده‪ ،‬وهو الذي علمه‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫خْ‬ ‫ِّ لَىَ‬
‫اليرْ ِ كفا ِعلِ ِه»‪ ،‬وقال رسول‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪َّ :H‬‬
‫«ادلال ع‬
‫َ ْ َ عاَ لىَ ُ ً كاَ َ لهَ ُ َ لأْ َ ْ ْ ُ ُ ُ َ ْ َ َ ُ لاَ ُ ْ ُ َ َ‬
‫‪« :H‬من د إ ِ هدى ن مِن ا ج ِر مِثل أج ِ‬
‫ور من تبِعه‪ ،‬ين ِقص ذل ِك‬
‫َ‬ ‫ْ ُ ُ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫وره ِْم شيْ ًئا»‪ .‬‬
‫مِن أ ِ‬
‫ج‬

‫خطورة عدم الرتبية الإ�سالمية‪:‬‬


‫إن عدم الرتبية عىل املنهج اإلسالمي يكون سب ًبا هلزيمة األمة وذهلا‬
‫لألمم‪ ،‬وجتني ثمرة هذه الرتبية يف الدنيا بأن يكون الولد لك عا ًّقا يف حياتك‪،‬‬
‫ويصطنع كل يوم مشكلة مع زمالئه وجريانه‪ ،‬وال يعرف لك أي فضل وال‬
‫معروف‪ ،‬حتى يصبح سب ًبا لضياع أمه وإخوته‪ ،‬ويكون سب ًبا يف شقائك يف‬
‫لُ ُّ ُ‬ ‫كلُ ُّ ُ‬
‫اع‪َ ،‬وكك ْم‬‫الدنيا‪ ،‬والنار يف اآلخرة‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ « :H‬ك ْم َر ٍ‬
‫َ ْ ُ ٌ َ ْ َ َّ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ ْ َّ‬
‫الرجل َر ٍ‬
‫اع يف أه ِل بيتِ ِه‪ ،‬وهو مسئول عن رعِيتِ ِه»‪[ .‬صحيح اجلامع]‬ ‫مسئول عن َرعِيتِ ِه‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فأنت ست ُْس َألِ َ‬
‫ني يوم القيامة عن رعيتك فر ًدا فر ًدا‪ ،‬كيف ربيتيهم؟ فإذا‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫كنت قد ربيتيه عىل اإلسالم فإذا به يكون سب ًبا يف نجاتك‪ ،‬وإن مل تكوين قد‬
‫ربيتيه عىل اإلسالم وهديه كان سب ًبا يف هالكك‪ ،‬قال رسول اهلل صىل اهلل‬
‫ُ َ َّ ً َ ُ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ غاَ ٌّ َ َّ لاَّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ رَ ْ‬
‫‪« :H‬ما مِن عب ٍد يستعِي ِه اهلل رعِية‪ ،‬يموت يوم يموت‪ ،‬وهو ش ل ِرعِيتِ ِه‪ ،‬إ ِ‬
‫َ ْ ُ َ َْ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ْ جْ َ َّ َ‬ ‫‪206‬‬
‫النة» [مسلم]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬ما مِن َرج ٍل ي يِل أم َر‬ ‫حرم اهلل علي ِه‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ً لاَّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ ٌ لىَ ُ ُ َ َّ ُ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َشرَ‬
‫اء ي ْوم ال ِقيام ِة يدهُ مغلولة إ ِ عن ِق ِه فكه ب ِ ُّرهُ أ ْو‬ ‫ع َ ٍة م َِن المسلِ ِمني فصاعِدا إ ِ ج‬
‫َ َ َ ٌ ََْ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ ُ ُ َ َّ ُ َ َ اَ َ ٌ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ٌ‬
‫أوبقه إِثمه أولها ملمة َوأوسطها ندامة َوآخ ُِرها عذاب يوم ال ِقيامةِ»‪[ .‬صحيح اجلامع]‬

‫قال الشيخ أبو إسحاق احلويني ‪-‬حفظه اهلل‪ :-‬ابنك كالشجرة التي‬
‫تزرعها‪ ،‬فإذا زرعت شجرة مثلاً أمام البيت ماذا تفعل؟ هتيئ الرتبة‪ ،‬وتقتلع‬
‫منها احلشائش واآلفات‪ ،‬ثم تزرع الشجرة‪ ،‬وتقوم برعايتها باملاء واألسمدة‬
‫واألدوية‪ ،‬وتربط الشجرة بحبل حتى ال تنعوج؛ فتخرج الشجرة مستقيمة‬
‫قوية ليس فيها آفة‪ ،‬أما إذا تركت الشجرة‪ ،‬ومل تقتلع احلشائش‪ ،‬ومل تقم‬
‫برعايتها باألدوية ومل تربط الشجرة بحبل؛ خرجت الشجرة معوجة مريضة‪،‬‬
‫ويف الغالب إذا أردت أن تشد الشجرة بحبل حتى تستقيم انكرست هذه‬
‫الشجرة‪ ،‬فكذلك ابنك ‪.‬‬
‫عوامل الرتبية اإلسالمية‬

‫َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ ِّ ُ ُ لاَّ‬
‫‪ -1‬اختيار الزوج ال�صالح‪:‬‬
‫قال رسول اهلل َ‪« :H‬إِذا أتاكم من ترضون خلقه ودِينه فزوجوه‪ ،‬إ ِ‬
‫ََ َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ُ ْ ْ َ ٌ لأْ‬
‫يض» [السلسلة الصحيحة]‪ ،‬وقال رسول اهلل‬ ‫تفعلوا تكن ف ِتنة فيِ ا ْر ِض وفساد ع ِر‬
‫َ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ُ ًُ‬ ‫َ ً َ ْ َ ُُ‬ ‫‪«َ :H‬أ ْك َم ُل ال ْ ُم ْؤمن َ‬
‫ارك ْم‬ ‫ارك ْم خِي‬ ‫ني إِيمانا أحسنه ْم خلقا‪ ،‬وخِي‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫ِك ْم»‪.‬‬ ‫لِنِسائ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -2‬الدعاء بالذرية ال�صاحلة‪:‬‬


‫والدعاء هو سبب كل خري ورفع كل رض‪ ،‬وهو سالح األنبياء‬
‫واملؤمنني‪ ،‬وتأمل دعاء سيدنا إبراهيم ‪ O‬وقد قال اهلل تعاىل عىل‬
‫لسانه‪[ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ] [األنعام‪ ،]101-100:‬وقال‬
‫‪207‬‬ ‫أيضا‪[ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ‬
‫تعاىل عىل لسانه ً‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ]‪.‬‬
‫[ابراهيم‪]40:‬‬

‫وتأمل دعاء سيدنا زكريا ‪ O‬وقد قال اهلل تعاىل عىل لسانه‪:‬‬
‫[ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ‬
‫ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ‬
‫[مريم‪]7-2:‬‬ ‫ﮑ]‪ .‬‬
‫وتأمل دعاء عباد الرمحن وقد قال اهلل تعاىل عنهم‪[ :‬ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫[الفرقان‪]74:‬‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ]‪.‬‬

‫‪ -3‬و�ضع اليد على ر�أ�س الزوجة والدعاء لها ليلة البناء‪:‬‬


‫ً‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ُ ُ ُ ْ َ ً‬
‫امرأة أو اشرتى خادما‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا تزوج أحدكم‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َّ يِّ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ليْ َ ْ ُ ْ رَ َ َ َ ْ‬
‫اصيتِها‪ ،‬و دع بِالبك ِة فليقل‪ :‬اللهم إِن أسألك خريها وخري ما جبلتها علي ِه‪،‬‬ ‫فليأخذ بِن ِ‬
‫رَ‬ ‫َ ُ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫َوأعوذ بك من شها َورش ما جبلتها عليه»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪� -4‬صالة الزوجني م ًعا ليلة البناء‪:‬‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ِّ ْ َ َينْ ُ َ‬
‫عن ابن مسعود ‪ I‬قال‪« :‬إِذا دخل عليك أهلك فصل َركعت ِ ث َّم س ِل‬
‫ْ رَ ِّ ُ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ يرْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ‬
‫ ‬ ‫شه ِ‪ ،‬ث َّم شأنك َوشأن أهلِك»‪.‬‬ ‫اهلل مِن خ ِ ما دخل عليك‪ ،‬ث َّم تع َّوذ ب ِ ِه مِن‬

‫[صححه األبلاين يف آداب الزفاف]‬ ‫ ‬ ‫ ‬


‫‪208‬‬
‫‪ -5‬الدعاء عند كل جماع‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِّ‬
‫ان َما َر َزق َت َنا»‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ‬
‫يقول عند اجلامع‪ِ« :‬مْسِب اهللِ اللهم جنبنا الشيطان‪ ،‬وجن ِ‬
‫ب الشيط‬
‫ُ َ لدَ ً َ ْ َضرُ َّ ُ َّ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ َ ىَ‬
‫ان» [ابلخاري]‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬فإِن قض اهلل و ا‪ ،‬لم ي ه الشيط‬
‫َضرُ َّ ُ َّ ْ َ ُ‬
‫ان»‪ :‬أن هذا الطفل سوف يموت عىل اإليامن‪.‬‬ ‫ومعنى قوله‪َ« :‬ال ي ه الشيط‬

‫‪� -6‬آداب اجلماع‪:‬‬


‫َ ْ َتىَ‬
‫أن جيامع الزوجة من ال ُقبل‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬من أ‬
‫ُ ُ َ َ ْ كاَ ً َ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ لَىَ‬ ‫َ ً َ ْ ًَ‬
‫اهلل ع‬ ‫حائ ِضا‪ ،‬أ ْو ام َرأة فيِ دب ِرها‪ ،‬أو هِنا فصدقه بِما يقول‪ ،‬فقد كفر بِما أنزل‬
‫حُ َ َّ‬
‫مم ٍد»‪.‬‬

‫والوضوء إذا أراد أن يعاود اجلامع مرة بعد مرة‪ ،‬فقد قال رسول اهلل‬
‫َ اَ َ َّ ُ‬ ‫َ َتىَ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ ُ‬
‫وءهُ ل ِلصلة ِ‪ ،‬فإِنه‬
‫ض َ‬ ‫‪« :H‬إِذا أ أحدكم أهله ثم أراد أن يع ِود فليتوضأ و‬
‫ْ‬ ‫ََْ‬
‫أحب أن يغتسل إذا أراد أن يعاود اجلامع فهو‬ ‫َّ‬ ‫أنش ُط فيِ ال َع ْودِ» [مسلم]‪ ،‬وإن‬
‫أفضل حلديث أيب رافع أن النبي ‪ H‬طاف ذات يوم عىل نسائه يغتسل‬
‫عند هذه وعند هذه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا رسول اهلل أال جتعله غسلاً واحدً ا؟‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫قال‪« :‬هذا أزىك وأطيب وأطهر»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ُْ ُ َ ْ َ ُ ََ‬
‫وجيوز اغتسال الزوجني م ًعا؛ لقول عائشة ‪« :J‬كنت أغت ِسل أنا‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِينا فِي ِه‪ ،‬فيبادرين حىت أقول‪َ :‬دع يل»‪،‬‬
‫َو َرسول اهللِ ‪ H‬مِن إِنا ٍء َواح ٍِد ختتلف أيد‬
‫[ابلخاري‪ ،‬ومسلم]‬ ‫ ‬
‫قالت‪ :‬ومها جنبان‪.‬‬

‫‪209‬‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫‪J‬‬ ‫يتوضأ قبل النوم‪ ،‬فعن عائشة‬


‫َّ‬ ‫ويسن للجنب أن‬
‫َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ َْ ُ َ َ ََ َ ُ ُ ُ‬
‫«اكن الرسول اهلل ‪ H‬إِذا أ َراد أن يأكل أ ْو ينام َوه َو جن ٌب غسل ف ْرجه‬
‫َّ اَ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ ُ‬
‫ِلصلة ِ» [ابلخاري‪ ،‬ومسلم]‪ ،‬وإن مل يستطع الوضوء تيمم‪،‬‬ ‫وءهُ ل‬
‫ض َ‬ ‫وتوضأ و‬
‫حلديث عائشة ‪ J‬قالت‪« :‬اكن رسول اهلل ‪ H‬إذا أجنب فأراد‬

‫ابليهيق]‪ ،‬ولكن االغتسال أفضل قبل‬ ‫أن ينام توضأ أو تيمم» [حسن أخرجه‬

‫النوم‪ ،‬فعن عبد اهلل بن قيس قال‪« :‬سألت اعئشة قلت‪ :‬كيف اكن رسول اهلل‬

‫‪ H‬يصنع يف اجلنابة؟ أكان يغتسل قبل أن ينام أم ينام قبل أن يغتسل؟‬

‫قالت‪ :‬لك ذلك قد اكن يفعل؛ ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬احلمد هلل‬

‫[مسلم] [وانظر‪ :‬آداب الزفاف‪ ،‬للعالمة األبلاين]‬ ‫ ‬


‫اذلي جعل يف األمر سعة»‪.‬‬

‫‪ - 7‬التحنيك للمولود بعد الوالدة‪:‬‬


‫فسامه‬ ‫فعن أيب موسى قال‪ :‬ولد يل غالم فأتيت به إىل النبي ‪H‬‬

‫[ابلخاري]‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وحنكه بتمرة ودعا له بالربكة‪ .‬‬


‫عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬كان ابن أليب طلحة يشتكي فخرج‬
‫أبو طلحة فقبض الصبي فلام رجع أبو طلحة قال‪ :‬ما فعل ابني؟ قالت أم‬
‫سليم‪ :‬هو أسكن مما كان‪ ،‬فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها‪ ،‬فلام‬
‫فرغ قالت‪ :‬واروا الصبي‪ ،‬فلام أصبح أبو طلحة أتى رسول اهلل ‪H‬‬

‫فأخربه‪ ،‬فقال‪« :‬أعرستم الليلة؟» قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪« :‬امهلل بارك هلما»‪ ،‬فولدت‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫غال ًما فقال يل أبو طلحة‪ :‬امحله حتى تأيت به النبي ‪ H‬فأتى به النبي‬
‫‪ H‬وبع َث ْت معه بتمرات‪ ،‬فأخذه النبي ‪ H‬فقال‪« :‬أمعه يشء؟»‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬نعم؛ مترات‪ ،‬فأخذها النبي ‪ H‬فمضغها ثم أخذها من فيه‬
‫[مسلم]‬ ‫فجعلها يف ِّيف الصبي ثم حنكه‪ ،‬وسامه عبد اهلل‪.‬‬

‫كيف حتنك الطفل؟‬ ‫‪210‬‬


‫تأخذ مترة‪ ،‬ومتضغها ثم حتركها يف فم الطفل‪ ،‬وجتعله يمص يف التمرة‪.‬‬
‫[حتفة املولود]‬ ‫ ‬

‫‪ -8‬العقيقة يف اليوم ال�سابع‪:‬‬


‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫لُ ُّ ُ اَ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ك غلمٍ َره َِينة ب ِ َع ِقيقتِ ِه» [صحيح أيب داود]‪،‬‬
‫وعن عائشة ‪ J‬قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬عن الغالم شاتان‬

‫متاكفئتان‪ ،‬وعن اجلارية شاة» [صحح أبو داود]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪«:H‬عن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الغالم شاتان وعن األنىث واحدة‪ ،‬وال يرضكم ذكرانا كن أو إناثا» [صحيح أبو داود]‪،‬‬
‫وعن ابن عباس ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ H‬عق عن احلسن واحلسني‬
‫بكبشني كبشني‪[ .‬صحيح أبو داود]‪ ،‬والعقيقة أفضل من أن يتصدق بثمنها ولو‬
‫زاد؛ ألن العقيقة إحيا ٌء لسنة من سنن الرسول ‪ ،H‬ونسك َيتقرب به‬
‫العبد إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وألن رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬لك غالم رهني بعقيقته»‪،‬‬
‫ٌَ‬ ‫لُ ُّ ُ اَ‬
‫وتذبح العقيقة يف اليوم السابع؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬ك غلمٍ َرهِينة‬
‫َ َ َُُْ َُْ َ َ َ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫بِع ِقيقتِ ِه تذبح عنه ي ْوم ساب ِ ِع ِه»‪.‬‬

‫وإن مل يستطع الذبح يف السابع ففي أي وقت‪ ،‬أما حديث الرابع عرش‬
‫أو يف الواحد والعرشين فحديث ضعيف ضعفه الشيخ األلباين‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫وال جيزئ االشرتاك يف العقيقة‪ ،‬فكل طفل له عقيقة‪ ،‬فالولد له شاتان‬


‫متكافأتان‪ ،‬واألنثى هلا شاة واحدة‪ ،‬ويستحب أن تطبخ وال يكرس عظمها‪،‬‬
‫وأن ترسل إىل املساكني واجلريان مؤنة الطبخ وهو زيادة يف اإلحسان ويتمتع‬
‫اجلريان واألوالد واملساكني هبا هنيئة مكفية املؤنة‪ ،‬ويأكل منها وال جيزئ‬
‫‪211‬‬
‫يف العقيقة البقر واإلبل؛ لقول رسول اهلل ‪«:H‬عن الغالم شاتان وعن‬

‫اجلارية شاة»‪ ،‬وأنكرت السيدة عائشة عىل من أراد أن يعق بغري الغنم‪ ،‬وجيوز‬
‫للرجل أن يعق عن نفسه إن مل يعق عنه والده‪ ،‬وجيوز أن تبيع جلودها والرأس‬
‫[انظر‪ :‬حتفة املولود البن القيم]‬ ‫ ‬‫والسقط و ُيتصدق بثمنها‪.‬‬

‫‪ -9‬حلق ال�شعر يف ال�سابع‪:‬‬


‫ويستحب حلق شعر املولود يف اليوم السابع‪ ،‬ويتصدق بوزنه فضة‪،‬‬
‫ٌَ َ َ َُُْ َُْ َ َ َ‬ ‫لُ ُّ ُ اَ‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬ك غلمٍ َرهِينة بِع ِقيقتِ ِه تذبح عنه ي ْوم ساب ِ ِع ِه‬
‫حُ ْ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫َويس ىَّم فِي ِه‪َ ،‬و يلق»‪.‬‬
‫ ‬
‫َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ً َ ُ َ ْ ُ لأْ َ َ‬
‫ويقول رسول اهلل ‪« :H‬فأه ِريقوا عنه دما‪َ ،‬وأمِيطوا عنه ا ذى»‪.‬‬
‫[ابلخاري]‬

‫عيل قال‪« :‬عق رسول اهلل ‪ H‬عن احلسن واحلسني شاة‪،‬‬


‫وعن ٍّ‬
‫وقال‪« :‬يا فاطمة احليق رأسه وتصديق بوزن شعره فضة»‪ ،‬فوزناه فكان وزنه‬
‫[حسن رواه الرتمذي]‬ ‫ ‬
‫مها‪.‬‬
‫در ً‬
‫واألفضل احللق وأن تزن وتتصدق بمثل وزنه ما يوازي من الفضة‪،‬‬
‫ْ لأْ َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِيطوا َعن ُه ا ذى»‪،‬‬
‫ومن فوائد حلق الشعر أن رسول اهلل ‪ H‬قال‪« :‬وأم‬
‫وإزالة الشعر الضعيف ليخلفه شعر أقوى وأمكن منه وأنفع للرأس‪ ،‬ومع‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ما فيه من التخفيف عن الصبي وفتح مسام الرأس ليخرج البخار منها بيرس‬
‫[حتفة املولود البن القيم بترصف]‬ ‫وسهولة‪ ،‬ويف ذلك تقوية برصه وشمه وسمعه‪.‬‬
‫وقال أحد العلامء‪ :‬لعل احلكمة من حلق الشعر أن يفتح عليه من الذكاء‬
‫والفهم وغري ذلك‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪ -11‬ت�سمية املولود يف اليوم ال�سابع‪:‬‬
‫لُ ُّ‬
‫ويستحب تسمية املولود يف اليوم السابع؛ لقول رسول ‪« :H‬ك‬
‫َُ‬ ‫ٌَ َ َ َُُْ َُْ َ َ َ‬ ‫ُ اَ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫غلمٍ َرهِينة بِع ِقيقتِ ِه تذبح عنه ي ْوم ساب ِ ِع ِه َويس ىَّم فِي ِه»‪.‬‬

‫ولو ُس ِّم َي قبل اليوم السابع فال يشء حلديث أبى موسى ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ولد يل غالم فأتيت به إىل النبي ‪ H‬فسامه إبراهيم‪ ،‬وحنكه بتمرة‪.‬‬
‫ويستحب تسمية املولود بأسامء حسنة‪ ،‬ومنها قال رسول اهلل‬
‫َ َ ْ ُ َّ مْ َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ َ لأْ َ ْ َ لىَ‬
‫[أبوداود والرتمذي]‬ ‫ح ِن»‪.‬‬ ‫‪« :H‬أح َّب ا سماءِ إ ِ اهللِ عبد اهللِ وعبد الر‬

‫وكان رسول اهلل ‪ H‬يغري األسامء القبيحة‪ ،‬فعن عائشة ‪J‬‬

‫[صحيح اجلامع]‬ ‫أن رسول اهلل ‪ H‬كان ُيغري االسم القبيح‪.‬‬


‫غري اسم عاصية‬ ‫‪H‬‬ ‫روى مسلم يف صحيحه أن رسول اهلل‬
‫«أنت مجيلة»‪ .‬وأن نبتعد عن أسامء املدح‪.‬‬
‫قال‪ِ :‬‬

‫اسمها َب َّرة‪ ،‬فقيل‪:‬‬


‫وعن أيب هريرة ‪ ‬أن زينب بنت أيب مسلمة كان ُ‬
‫لاَ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‪ ،‬ويف رواية‪« :‬‬ ‫تُزكي نفسها‪ ،‬فسامها رسول اهلل ‪H‬‬
‫ُ َ ُّ َ ْ ُ َ ُ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ْ ْ ِّ ْ ُ َ ُ َ ُ َ ِّ َ َ َ َ ُّ َ َ ْ َ‬
‫ب مِنك ْم " قالوا‪ :‬ما نسميها؟ قال‪ :‬سموها زين َب»‪.‬‬
‫تزكوا أنفسكم‪ ،‬اهلل أعلم بِأه ِل ال رِ‬
‫[مسلم] [حتفة املولود والرتغيب والرتهيب]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ - 12‬اخلتان‬
‫واخلتان ليس له وقت معني‪ ،‬فيجوز أن خُيتتن الطفل يف أي عمر قبل‬
‫البلوغ؛ ألنه ال جيوز تأخري الصبي إىل بعد سن البلوغ؛ ألنه صار مكل ًفا‪،‬‬
‫واختلف أهل العلم يف االختتان يف اليوم السابع‪ِ ،‬‬
‫فم َّمن قال بالكراهة احلسن‬
‫‪213‬‬ ‫البرصي‪ ،‬ومالك بن أنس؛ ملخالفة اليهود يف ذلك‪ ،‬وممن استحب اخلتان يف‬
‫اليوم السابع وهب بن منبه‪ ،‬وقال يف اليوم السابع خلفته عىل الصبيان‪.‬‬
‫فمن اختتن يف اليوم السابع فال بأس‪ ،‬ومن اختتن بعد ذلك فال بأس؛‬
‫ألنه مل يرد دليل صحيح عن الرسول ‪ H‬يف وقت اخلتان‪.‬‬
‫الأدلة ال�شرعية على اخلتان‪:‬‬
‫ُْ ْ ُ‬ ‫َ لتْ َ ىَ خْ َ َ‬
‫ان َو َج َب الغسل»‪.‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا ا ق ال ِتان ِ‬

‫[رواه ابن ماجة]‬ ‫ ‬


‫وعن أم عطية أن امرأة كانت ختتن باملدينة‪ ،‬فقال هلا النبي ‪:H‬‬
‫خفضت فأشيم وال تنهيك؛ فإنه أنرض للوجه وأحظى عند الزوج»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«إذا‬

‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫ ‬
‫ْ ْ َ ُ‬ ‫خْ َ ُ‬ ‫ْ ْ ُ مَ ْ ٌ‬
‫وعن أيب هريرة أن النبي ‪« :H‬ال ِفط َرة خس‪ :‬ال ِتان َوالاِ ستِحداد‬
‫َ ْ ُ لإْ‬ ‫َ َ ْ ُ لأْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ار َونتف ا ِ ب ِ ِط»‪.‬‬‫ار ِب وتقلِيم ا ظ ِ‬
‫ف‬ ‫وقص الش ِ‬
‫ْ َتنَ َ ْ َ َ ُ َ ُ َّ مْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫الرح ِن بعدما أتت علي ِه‬ ‫وقال رسول اهلل ‪«:H‬اخت إِبراهِيم خلِيل‬
‫ََ ُ َ َ ًَ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ثمانون سنة»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫وقال اهلل تعاىل لنبيه ‪[ :H‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫[النحل‪]123:‬‬ ‫ﮌ]‪ .‬‬

‫وقال رسول اهلل ‪ H‬لرجل أسلم‪« :‬ألق عنك شعر الكفر‬

‫[أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫واختنت»‪ .‬‬ ‫‪214‬‬

‫ما حكم اخلتان؟‬


‫القول األول‪ :‬واجب يف حق الرجال والنساء‪ ،‬وهو قول اإلمام‬
‫الشافعي‪ ،‬واإلمام أمحد‪ ،‬ومجهور العلامء‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬واجب يف حق الرجال‪ ،‬وسنة يف حق النساء‪ ،‬وعندهم من‬
‫ترك السنة يأثم‪.‬‬
‫وقال اإلمام النووي يف كتاب (املجموع)‪ :‬املذهب الصحيح الذي عليه‬
‫الشافعي وقطع به مجهور العلامء أن اخلتان واجب يف حق الرجال والنساء‪.‬‬
‫[صحيح فقه السنة ىلع املذاهب األربعة أبو مالك]‬ ‫ ‬

‫ف�ضائل اخلتان‪:‬‬
‫من املعلوم أن اهلل احلكيم ال يأمر بيشء إال وفيه مصلحة للعبد تنفعه يف‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬فمن فضائل اخلتان ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬يقلل من شهوة املرأة‪ ،‬وهذه طلب كامل للمرأة‪.‬‬
‫‪ - 2‬اخلتان سبب كل فضيلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬حفظ العرض‪ ،‬فاخلتان حراسة رشعية حلفظ األعراض‪ ،‬ودافع‬
‫ألسباب الفتنة والفساد‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ب‪ -‬طهارة للمرأة‪.‬‬


‫جـ‪ -‬عفة للمرأة‪.‬‬
‫د‪ -‬حفظ احلياء الذي هو أمجل يشء يف املرأة‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫ملحوظة‪:‬‬
‫قال األستاذ حممود الربعي ‪-‬رئيس الرابطة اإلسالمية يف استكهومل‬
‫عاصمة السويد‪ -‬وذكر أن حمافظة مدينة استكهومل أعلنت عن جائزة ثمينة‬
‫لكل بنت فوق الرابعة عرشة حتتفظ بغشاء بكارهتا فأجرى األطباء عليهن‬
‫الكشوف حتى يأخذن اجلوائز فلم جيدوا بنتًا حتتفظ بغشاء بكارهتا‪.‬‬
‫[من حمارضة للشيخ وحيد عبد السالم]‬ ‫ ‬
‫واتصلت امرأة مسلمة تعيش يف أمريكا عىل قناة اخلليجية وطلبت من‬
‫الفتيات املسلامت الدخول عىل موقع البيت األبيض والتأكد من اخلرب اآليت‪:‬‬
‫(بوش يدعو الفتيات األمريكيات إىل االختتان للتقليل من جرائم الزنا‬
‫واالغتصاب والقتل؛ الذي أكثر سببه الزنا)‪.‬‬

‫‪� -13‬أمر الأبناء بال�صالة عند �سبع �سنني‪:‬‬


‫اء َس ْب سن َ‬ ‫ُ ْ ََْ‬ ‫ُ َ ْ لاَ َ ُ ْ َ اَ‬
‫ني ‪,‬‬‫قال رسول اهلل ‪« :H‬م ُروا أو دكم بِالصلة ِ َوهم أبن ُ عِ ِ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ َ ِّ ُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ رْ ُ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َشرْ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫جعِ »‪.‬‬‫اضبوهم عليها وهم أبناء ع ٍ ‪ ,‬وفرقوا بينهم فيِ المضا ِ‬ ‫و ِ‬

‫فهذه وصية رسول اهلل ‪ H‬لكل والد أن يأمر ولده بالصالة‬


‫فرق‬
‫عندما يبلغ الوالد سبع سنوات‪ ،‬ورضبه عليها يف سن عرش سنوات‪ ،‬وأن ُي َّ‬
‫بني األوالد يف املضاجع‪ ،‬فيكون لكل طفل رسير وغطاء واحد‪ ،‬واصطحب‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ولدك إىل املسجد معك‪ ،‬وأكثر الشباب املحافظني عىل الصالة يقول‪« :‬رحم‬
‫اهلل أيب كان هو الذي يصطحبني إىل املسجد حتى رصت ال أستطيع أن أترك‬
‫فهلاَّ كنت من أولئك الذين يرتحم عليهم أبناؤهم‪ ،‬فتصطحب‬
‫الصالة»‪َ ،‬‬
‫ولدك الصغري إىل املسجد؟‬
‫‪216‬‬
‫‪ -14‬حتفيظه القر�آن‪:‬‬
‫فكام هتتم بأن يذهب ولدك إىل الدروس التي تنفعه يف الدنيا وتعاقبه‬
‫إذا قرص فيها فكذلك عليك أن حترص عىل أن حيفظ القرآن طوال السنة‬
‫وتعاقبه عىل تقصريه‪ ،‬وفضائل حفظ القرآن للطفل عظيمة‪ ،‬منها‪ :‬أنه جيعله‬
‫ذكي العقل رطيب النفس طاهر القلب منرشح الصدر طيب األخالق؛‬
‫ألن القرآن يطبع يف قلب الطفل الطاهر ونفسه التي مل تعص اهلل‪ ،‬والطفل‬
‫حيفظ القرآن بسهولة ويرس أكثر ممن كبرُ سنه‪ ،‬ولكن جيب أن توفر لولدك‬
‫مرب هيتم باألوالد ويعلمهم‬
‫ٍّ‬ ‫مرب ًيا وليس حمف ًظا فقط‪ ،‬فال بد من حمفظ‬
‫سرية الرسول ‪ H‬واألنبياء عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وسري الصحابة‬
‫ِ‬
‫واألئمة األعالم‪ ،‬والسلف الصالح األخيار؛ حتى يقتدي ولدك‬ ‫األبرار‪،‬‬
‫حلا؛‬
‫مدرسا صا ً‬
‫ً‬ ‫حلا‪ ،‬أو‬
‫مهندسا صا ً‬
‫ً‬ ‫حلا‪ ،‬أو‬
‫هبؤالء الصاحلني فيكون طبي ًبا صا ً‬
‫مصلحا لغريه‪ ،‬وهتتم بشأنه‪ ،‬وتراجع له ما أخذه‬
‫ً‬ ‫حلا يف نفسه‬
‫فيكون صا ً‬
‫من القرآن حتى يثبت احلفظ عنده‪ ،‬وتسأل املحفظ يف كل فرتة عن حفظه‬
‫وأخالقه‪ ،‬وتعطيه جوائز إذا حفظ‪ ،‬أو لو كانت أخالقه حسنة إذا مل حيفظ‪،‬‬
‫خالصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مع حثه عىل العمل الصالح‪ ،‬وأن يكون هلل‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -15‬القدوة‪:‬‬
‫فال بد لألب واألم أن يكونا قدوة للطفل مثل أن يتميز بحسن اخللق؛‬
‫كالتواضع والرمحة والصدق وصلة الرحم واإلحسان للناس واجلريان‪ ،‬فال‬
‫تكن كذا ًبا خائنًا تسب‪ ،‬أو تكون عاص ًيا؛ ألن الطفل يقلد األبوين‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫يقول الشيخ عدنان حسن‪ :‬تعترب القدوة من أهم وسائل الرتبية إن مل‬
‫تكن هي أمهها عىل اإلطالق‪ ،‬وذلك لوجود تلك الغريزة الفطرية امللحة يف‬
‫كيان اإلنسان التي تدفعه نحو التقليد واملحاكاة‪ ،‬خاصة األطفال الصغار‪،‬‬
‫تأثرا بالقدوة‪ ،‬إذ يعتقد الطفل يف سنواته األوىل أن كل ما يفعله‬
‫فهم أكثر ً‬
‫الكبار صحيح‪ ،‬وأن آباءهم أكمل الناس وأفضلهم؛ هلذا فهم يقلدوهنم‬
‫ويقتدون هبم‪ ،‬ويبدأ التقليد عند األطفال عادة منذ السنة الثانية تقري ًبا‪ ،‬ويبلغ‬
‫التقليد غايته يف سن اخلامسة أو السادسة‪ ،‬ويستمر معتدلاً حتى الطفولة‬
‫املتأخرة‪ ،‬وال شك أن هذا التقليد دليل عىل حمبة األوالد آلبائهم وليس ناب ًعا‬
‫عن خوف أو خشية؛ بل هو ميل حقيقي قد امتلك واستهوى قلوب الصغار‬
‫نحو آبائهم‪.‬‬
‫واألطفال يتعلمون بالقدوة واملثل أكثر بكثري مما يظن ويتصور الوالد‪،‬‬
‫فالطفل يتأثر بنا ويقلد طريقتنا يف معاملتنا‪ ...‬وعالقتنا بجارنا وحديثنا عن‬
‫زمالئنا يف العمل دون أن نشعر نحن غال ًبا هبذا األمر‪ ،‬فاجتاهاتنا النفسية‬
‫تصبح كلها هي نفس اجتاهاته النفسية‪ ،‬وبناء عىل هذا يكون التعود عىل فعل‬
‫اخلري بالقدوة الصاحلة يف أول األمر هو املنهج الصحيح للرتبية اإلسالمية؛‬
‫إذ أن العقيدة اإلسالمية ال يكفي أن تكون يف قلب املسلم دون أن يكون‬
‫هلا واقعها العميل املرتجم يف السلوك اإلسالمي الصحيح يف مجيع جماالت‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫احلياة‪ ،‬فقد ذم اهلل سبحانه وتعاىل ومقت الذين ختالف أعامهلم أقواهلم فقال‬
‫‪[ :D‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ُ ْ ىَ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ىَ‬
‫الرج ِل ي ْوم ال ِقيام ِة فيلق‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ] [الصف‪ ،]3-2:‬وقال ‪« :O‬يؤت ب ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ُ لحْ َ ُ َّ ىَ َ َ ْ َ ُ ليَ ْ ْ ُ‬
‫فيِ انلارِ فتندل ِق أقتاب بطنِ ِه فيدور بِها كما يدور ا ِمار بِالرح فيجت ِمع إ ِ ِه أهل انلارِ‬ ‫‪218‬‬
‫َ ْ ىَ َ ْ ُ ْ َ َ َ ُ ُ َ ىَ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ اَ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫وف َوتنه ع ِن المنك ِر؟ فيقول‪ :‬بل؛‬ ‫فيقولون‪ :‬يا فلن‪ ،‬ما لك؟ ألم تكن تأم ُر بِالمع ُر ِ‬
‫َ ْ ىَ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫لاَ‬ ‫َْ ُْ ُ ُ َْ ْ‬
‫[رواه مسلم]‬ ‫وف َو آتِي ِه َوأنه ع ِن المنك ِر َوآتِي ِه»‪.‬‬‫قد كنت آم ُر بِالمع ُر ِ‬

‫السنة السادسة من عمره تقري ًبا يمكن أن حيدد مدى التزام أهله‬
‫بالتوجيهات التي يأمرونه هبا‪ ،‬فالتلقني ال يثمر مع الولد وإن استعملت معه‬
‫مجيع أنواع ووسائل الرتبية إن مل توجد القدوة الصاحلة التي تكون بمثابة‬
‫ترمجة عملية للمعاين‪ ،‬وإن الناظر يف أوضاع املجتمعات اإلسالمية اليوم جيد‬
‫أن عقيدتنا وأخالقنا وقيمنا تكون يف ناحية وحياتنا العملية يف ناحية أخرى؛‬
‫نقيضان ال يلتقيان‪ ،‬فكيف ينشأ مع هذا الوضع أطفال صاحلون يرون‬
‫ويشاهدون املتناقضات يف حياة األمة؟ إهنم مهام سمعوا من املربني فأهنم لن‬
‫يعملوا يف داخل أنفسهم سوى الصورة التي يروهنا أمامهم من أنواع وأنامط‬
‫رشا فرش‪.‬‬
‫خريا فخري‪ ،‬وإن ً‬
‫السلوك‪ ،‬إن ً‬
‫وقد تنبه السلف الصالح رضوان اهلل عليهم إىل هذا األمر وأمهيته‪،‬‬
‫فهذا عمرو بن عتبة يأتيه معلم ولده هلذا األمر فيقول‪ :‬ليكن أول إصالحك‬
‫لولدي إصالحك لنفسك‪ ،‬فإن عيوهنم معقودة بعينك‪ ،‬فاحلسن عندهم ما‬
‫صنعت‪ ،‬والقبيح عندهم ما تركت‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فاألطفال ال يدركون املعاين املجردة بسهولة‪ ،‬وال يقتنعون هبا بمجرد‬


‫سامعها من املريب؛ بل ال بد من املثال الواقعي املشاهد‪.‬‬
‫[مسؤويلة األب املسلم يف تربية الودل]‬ ‫ ‬
‫‪ -16‬الرحمة واحلب‪:‬‬
‫‪219‬‬
‫يكاد جيمع الرتبويون عىل أن احلب والعطف واحلنان من أهم دعائم‬
‫وأساسات الرتبية‪ ،‬فإن احلب يتمثل يف احلنو عىل الولد‪ ،‬وتقبيله واحتضانه‪،‬‬
‫صغريا ضعيف اإلدراك‬
‫ً‬ ‫وإظهار حمبته والعطف عليه‪ ،‬والطفل وإن كان‬
‫قليل الفهم إال أنه يعي البسمة احلانية‪ ،‬ويدرك الغضب‪ ،‬فال يمكن أن يتعلم‬
‫الطفل الرمحة واحلنان والعطف إذا كان والده يقسو عليه وال يرمحه‪ ،‬فإن‬
‫اآلباء ال يمكن أن يربوا أوالدهم بأسلوب الرهبة فقط؛ بل ال بد من احلب‬
‫الفياض الغامر املتدفق من قلوب اآلباء إىل أبنائهم‪ ،‬وبالتايل ينقلون هذا‬
‫احلب إىل غريهم‪ ،‬وقد استفاضت السنة املطهرة بروايات عديدة تظهر أمهية‬
‫هذا اجلانب يف الرتبية والتوجيه‪ ،‬فقد روى احلاكم يف املستدرك بسند صحيح‬
‫َ ْ َ َّ َ ْ َ‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو ‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ليس مِنا من ل ْم‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ ْ َ ََ‬
‫رينا َويعرف حق كبِرينا»‪.‬‬ ‫يرحم ص ِغ‬

‫وكان ‪ H‬يظهر حبه لألوالد وال خيفيه‪ ،‬فيقول عن أسامة بن‬


‫[ابلخاري]‬ ‫زيد واحلسن‪« :‬امهلل إين أحبهما»‪.‬‬

‫ويف احلديث الصحيح الذي أخرجه الرتمذي عن أيب هريرة‬


‫وهو يقبل احلسن‪ ،‬فأخرب‬ ‫‪H‬‬ ‫أن األقرع بن حابس رأى النبي‬
‫أن له عرشة من الولد مل يقبل أحدً ا منهم‪ ،‬فام كان من رسول اهلل‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َّ ُ َ ْ لاَ َ ْ َ ُ لاَ‬
‫دستورا للمربني عمو ًما فيقول‪« :‬إِنه من يرحم‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ H‬إال أن يعلنها‬
‫ُ َ‬
‫[الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫ي ْرح ُم»‪.‬‬

‫فاعترب تقبيل الصبيان من مظاهر الرمحة هبم‪ ،‬وقد كان ُيكثر من تقبيل‬
‫احلسن واحلسني حتى يقبلهام يف فمهام حمبة ورمحة هبام‪ ،‬وكان يقول ‪:H‬‬ ‫‪220‬‬
‫«رحيانتاي حسن وحسني»‪.‬‬

‫وقدم عليه مرة مجاعة من األعراب ينكرون تقبيل الصبيان فقال هلم‪:‬‬
‫ُ ُ َّ َ‬ ‫مْ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ِك إن َن ُ‬ ‫ْ كاَ‬ ‫َ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫الرحة»‪.‬‬ ‫اهلل ن َزع مِنكم‬ ‫«وأمل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َ ً كاَ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ويقول عنه أنس بن مالك‪« :‬ما رأيت أحدا ن أرحم بِال ِع ِ‬
‫ال مِن‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬
‫ول اهللِ ‪ ،»H‬ويروى أنه ‪ H‬كان خيرج لسانه للحسني‬
‫رس ِ‬
‫يداعبه ويالطفه رمحة به‪ ،‬فهذا الفعل من رسول اهلل ‪ H‬وإظهاره‬
‫للحب واحلنان لألوالد والعطف عليهم أمام أصحابه وزواره يشري إشارة‬
‫واضحة جلية أنه جانب مهم يف الرتبية‪ ،‬وال بد لألب املسلم أن ينتهجه‬
‫مقتد ًَيا برسول ‪H‬؛ فيفيض عىل أوالده من حمبته وحنانه‪ ،‬وال‬
‫يبخل عليهم بذلك خاصة وأن هذه القضية فطرية يف قلوب اآلباء‪ ،‬فليس‬
‫يف إظهارها تكلف؛ بل التكلف يف كبتها وكتامهنا‪ ،‬فإن نزعت هذه الرمحة‬
‫الفطرية من قلب األب فهو شقي منتكس الفطرة‪ ،‬وال ينفع أن يكون أ ًبا‪،‬‬
‫وال ينبغي أن يتوىل تربية األوالد؛ فينحرف هبم عن اجلادة بقسوته وغلظته‬
‫عليهم‪ ،‬فالطفل إن أحس ببغض والده له بعدم إظهاره احلب واملودة؛ فإنه‬
‫ينحرف قاصدً ا إزعاج والده وإتعاسه واالنتقام منه؛ إذ إنه يعرف أن انحرافه‬
‫يقلق والده ويزعجه‪ ،‬ومن أعجب ما يروى عن النبي ‪ H‬يف رمحته‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫باألوالد احلديث الذي ذكره اهليثمي يف جممع الزوائد عن أيب ليىل قال‪ :‬كنت‬
‫عند النبي ‪ H‬وعىل صدره أو بطنه احلسن أو احلسني ‪ ‬فبال‬
‫بني ال تفزعوه‬
‫فرأيت بوله أساريع (أي طرائق)‪ ،‬فقمت إليه‪ ،‬فقال‪« :‬دعوا َّ‬
‫حتى يقيض بوله ثم أتبعه املاء»‪ .‬ويف رواية‪« :‬ال تستعجلوه»‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫فهذا نموذج تربوي فريد‪ ،‬وقدوة واقعية ملن أراد أن يتمثل املنهج‬
‫الرتبوي الصحيح يف جمال تربية األوالد‪ ،‬والصرب عليهم‪ ،‬ومراعاة حاالهتم‪.‬‬
‫[املصدر السابق]‬ ‫ ‬

‫‪ - 17‬العدل‪:‬‬
‫جاءت الرشيعة اإلسالمية املباركة باألمر بالعدل بني األوالد والتسوية‬
‫بينهم وذلك تفاد ًيا من التحاسد والتحاقد بينهم‪ ،‬فقد حيقدون أحيانًا عىل أبيهم‬
‫نفسه‪ ،‬واألب مأمور بأن ال يتعاطى من األسباب ما يثري شيطان العقوق يف‬
‫نفس ولده‪ ،‬ومجهور علامء األمة عىل استحباب العدل والتسوية بني األوالد‪،‬‬
‫وكراهة التفضيل بينهم يف العطية؛ وذلك استنا ًدا ملا روي عن رسول اهلل‬
‫ْ َ َّ‬ ‫ْ ُ َينْ َ َ ُ‬
‫‪ H‬يف األمر بالعدل يف العطية فقال‪« :‬اعدِلوا ب َ أ ْوالدِك ْم ىِف الع ِطيةِ»‪.‬‬

‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬

‫بل كان يذهب إىل أبعد من ذلك فيأمر بالعدل حتى يف القبلة ويقول‬
‫ِك ْم َك َما حُي ُّب َأ ْن َت ْعدِلُوا بَينْ َ‬
‫َّ َ َ َ لىَ حُ ُّ َ ْ َ ْ ُ َينْ َ َ ْ لاَ ُ‬
‫أيضا‪« :‬إِن اهلل تعا يِب أن تعدِلوا ب أو د‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َُْ‬
‫[ادلار قطين]‬ ‫ ‬ ‫أنف ِسك ْم»‪.‬‬

‫وما جاءت هذه األوامر والتوجيهات من رسول اهلل ‪ H‬إال‬


‫ألمهية هذه القضية يف جمال الرتبية‪ ،‬ومن ًعا للحسد والتباغض بني اإلخوة‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فقد اتفق الباحثون عىل أن أشد العوامل إثارة للحسد يف نفوس األطفال هو‬
‫تفضيل أخ عىل أخيه‪ ،‬أو أخت عىل أختها‪ ،‬واملوازنة بني الواحد واآلخر أمام‬
‫عينيه‪ ،‬أو عىل مسمع منه؛ هلذا كان عىل األب املسلم أن يتجنب أسباب‬
‫التباغض والتحاسد بني أوالده بإقامة العدل بينهم‪ ،‬وتوزيع حمبته وحنانه‬
‫عليهم‪ ،‬وإن كان ذلك صع ًبا يف بعض األحيان للغفلة أو النسيان أو للميل‬ ‫‪222‬‬

‫الفطري إىل االبن األصغر مثلاً ‪ ،‬أو إىل املطيع منهم‪ ،‬ولكن ال بد للوالد أن‬
‫يالحظ ذلك من نفسه‪ ،‬وأن يتنبه له؛ فإن األطفال حيسون ذلك ويعونه‬
‫ويدركون مظاهر التقريب يف املعاملة‪ ،‬فإن مل يتدارك الوالد حتسني الوضع‬
‫ورد األمور إىل نصاهبا يف إقامة العدل بينهم؛ فإن الولد املظلوم ربام هنج‬
‫ب له‬
‫السلوك العدواين مع إخوانه انتقا ًما لنفسه‪ ،‬أو ربام أثر ذلك عليه‪ ،‬وس َّب َ‬
‫ضع ًفا يف التحكم يف إفرازاته‪ ،‬إىل غري ذلك من مظاهر سوء التوافق النفيس‬
‫[املصدر السابق]‬ ‫ ‬
‫الذي يمكن أن يصاب به الطفل املنبوذ‪.‬‬
‫‪ - 18‬املخالطة‪:‬‬
‫يميل األوالد خاصة بعد الثامنة من العمر إىل اجللوس واحلديث‬
‫إىل آبائهم‪ ،‬وحيلمون بأن يكونوا عىل شاكلتهم‪ ،‬فريغبون يف السامع إىل‬
‫توجيهاهتم‪ ،‬وينبغي لألب املسلم أن يستغل هذه الفرصة وهذا امليل من‬
‫الولد فيوجهه التوجيه الصحيح املثمر‪.‬‬
‫وال ينبغي االنشغال عن األوالد بالكلية بأي أمر كان‪ ،‬فإن‬
‫رسول اهلل ‪ H‬رغم انشغاله بأمور املسلمني واجلهاد وسياسة الدولة‬
‫مل يمنعه كل ذلك من خمالطة األوالد كام تقدم‪ ،‬فقد استفاضت كتب احلديث‬
‫والسرية بذكر منهجه وأسلوب حياته يف البيت مع األوالد‪ ،‬فقد روى عنه‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أصحابه ‪ ‬أهنم شاهدوه واحلسن واحلسني عىل بطنه أو صدره وربام‬


‫بال أحدمها عليه‪ ،‬أو ربام جلس هلم ‪ O‬كالفرس يمتطيان ظهره‬
‫الرشيف‪ ،‬وربام صىل وهو حامل أحد األوالد أو البنات‪ ،‬ويروى عنه أنه كان‬
‫يقبلهم يف أفواههم‪ ،‬ويشمهم‪ ،‬ويضمهم إليه‪ ،‬وربام خرج عىل أصحابه وهو‬
‫‪223‬‬ ‫حامل احلسن واحلسني عىل عاتقيه؛ فكان ‪ O‬مع جاللة قدره وعلو‬
‫منزلته يفعل ذلك ليقتدي به الناس؛ وألنه يعلم أمهية هذه املخالطة يف املجال‬
‫الرتبوي للطفل‪.‬‬
‫يامزحهم بام يعقلون‬ ‫‪O‬‬ ‫أما مع األطفال الكبار‪ ،‬فكان‬
‫مج أحدهم يف وجهه باملاء‬
‫ويدركون‪ ،‬فيقول ألحدهم‪« :‬يا ذا األذين»‪ ،‬وربام َّ‬
‫مداعبة له‪ ،‬وربام قال ألحدهم‪« :‬يا أبا عمري‪ ،‬ما فعل النُّغري؟»‪ ،‬وهذا كله‬
‫مل ينقص من جاللة قدره ‪ ،O‬فقد كان يعلم جيدً ا أن األطفال‬
‫ال يدركون الدنيا بعقوهلم وأفهامهم؛ بل يدركوهنا بعيوهنم‪ ،‬بام يشاهدونه‬
‫من املالطفة واحلب واملخالطة؛ هلذا كان ‪ O‬يأرس قلوب الصغار‬
‫والكبار عىل حد سواء‪.‬‬
‫مدعو لالقتداء بالنبي ‪ H‬يف هذا املجال اهلام‪ ،‬فإن مل‬
‫ٌّ‬ ‫فاألب‬
‫يتمكن من خمالطتهم دائماً خصص لذلك وقتًا معينًا يف اليوم والليلة جيلس‬
‫فيه مع األوالد يتحدث إليهم‪ ،‬وينبسط معهم ويداعبهم‪ ،‬ويدخل عليهم‬
‫الرسور مستعملاً يف ذلك الكلامت اجلميلة مع االهتامم بالسنوات األوىل؛‬
‫فإن السنوات األوىل من عمر الولد هلا أمهية بالغة‪ ،‬بل هي األساس الذي‬
‫سوف يكون عليه الولد بعد أن يكرب؛ هلذا كان استغالهلا وتوجيه الطفل فيها‬
‫إىل اخلري له دوره اهلام يف حياته املستقبلية‪ ،‬فإن مل يتمكن األب من اإلرشاف‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫املبارش عىل أوالده ومشاركتهم نشاطاهتم فإنه يمكنه أن يساعدهم يف بعض‬
‫األحيان عىل أن يبدءوا نشا ًطا ما؛ كأن يوجههم مثلاً إىل قراءة يف كتاب‬
‫معني‪ ،‬فيبدأ معهم ثم يرتكهم يكملون ويذهب هو ملهامه‪ ،‬أو جيلب إليهم‬
‫لعبة هادفة مسلية ثم يرتكهم يكملون ويذهب هو ملهامه دون أن يشعروا به‪،‬‬
‫وهبذا يكون أدرك شي ًئا من واجباته يف هذا املجال الرتبوي اهلام‪.‬‬ ‫‪224‬‬

‫ولكن يالحظ يف كل هذا أن األب هو صاحب السلطة واملهابة‪ ،‬فال‬


‫خيالط أوالده ‪-‬خاصة الكبار منهم‪ -‬خمالطة تزيل الكلفة بينه وبينهم فال‬
‫حيرتمونه وال هيابونه‪ ،‬فإن حدث هذا َف َقدَ األب وسيلة من أعظم الوسائل‬
‫الرتبوية مع األوالد وهى جانب السلطة والشخصية واملهابة‪ ،‬فإن من‬
‫صفات املؤمن أنه رزق حالوة ومهابة‪ ،‬ويكون عىل جانب من التوسط دون‬
‫إفراط أو تفريط‪.‬‬
‫‪ - 19‬احلكمة يف التوجيه‬
‫جاء األمر يف الرشيعة اإلسالمية عىل التيسري والتسهيل واملقاربة‪،‬‬
‫دون التعسري والتشديد‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦ‬
‫[ابلقرة‪]185 :‬‬ ‫ﯧ]‪.‬‬
‫ ‬
‫وقد جاءت السنة املطهرة مبينة ملقاصد الرشيعة من التسهيل والتيسري‬
‫َ ِّ ُ‬
‫وذم التنطع والتشديد يف العبادات‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬سددوا‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َُُْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫جْ‬ ‫يَ‬ ‫ْ‬


‫َ ُ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ل ِة َوالق ْص َد الق ْص َد تبلغوا» [ابلخاري]‪ ،‬وقال‬ ‫ش ٌء م َِن ُّ‬
‫ادل َ‬ ‫وحوا‪َ ،‬و ْ‬ ‫اربوا واغدوا‪ ،‬ور‬
‫وق ِ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬هلك املتنطعون»‪ ،‬وهم الغالون املجاوزون احلدود‬
‫يف أقواهلم وأفعاهلم‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫فإذا كان األمر كذلك مع العبادات فكيف بغريها من األمور؟ ال شك أن‬
‫غريها أهون منها وأحرى أن ينال من الرفق واللني والتيسري والتسهيل أكثر مما‬
‫نالته العبادة؛ فمن هذا املنطلق كانت تربية األوالد وتوجيههم بمنهج التوسيط‬
‫واملقاربة والسداد أوىل وأحرى وأكثر جدوى من التشديد والتعسري؛ فإن اهلل‬
‫كثريا‪ ،‬و يبغض العنف ويكرهه‪ ،‬يقول رسول اهلل‬
‫حيب الرفق ويجَ زي عليه جزا ًء ً‬
‫لَىَ ْ ُ ْ‬ ‫لَىَ ِّ ْ َ لاَ ُ ْ‬ ‫َّ َ َ ٌ حُ ُّ ِّ ْ َ ُ ْ‬
‫الرف ِق ما يع ِطي ع العن ِف»‪.‬‬ ‫الرفق َويع ِطي ع‬ ‫‪« :H‬إِن اهلل رفِيق يِب‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫فإن رأى الوالد الوقت املناسب للوعظ‪ ،‬اشتغل به دون إفراط أو إكثار‬
‫منه؛ فإن كثرة املواعظ مملة‪ ،‬وربام ضعف تأثري املوعظة‪ ،‬وكان رسو ل اهلل‬
‫يتخول أصحابه باملوعظة‪ ،‬وال يكثر عليهم رغم حب الصحابة‬ ‫‪H‬‬

‫‪ ‬لسامع املواعظ واإلرشادات‪ ،‬كام أن العقاب الكثري ضار بالولد فال‬


‫بأس يف بعض األحيان من التغافل عن بعض أخطاء الطفل خاصة العفوية‬
‫منها فتمر دون تعليق أو توجيه أو عقاب‪ ،‬فإن احتاج األب إىل التأديب‬
‫والتوبيخ جتنب االستبداد يف ذلك وتوسط‪.‬‬
‫منهجا قاصدً ا متوس ًطا حيفظ فيه‬
‫ً‬ ‫وعىل األب املسلم أن ينهج مع ولده‬
‫كرامته فال خيدشها وال يكثر من العنف الذي يؤدي بالولد إىل عدم احرتامه‬
‫واجلرأة عليه‪ ،‬وأن يمنحه شي ًئا من احلرية داخل إطار الرشع‪ ،‬ويو ِّطن نفسه‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫عىل االعتدال يف معاملة الطفل‪ ،‬فال يد ِّل ُلـه بإفراط فيشعر بالتسامي عىل‬
‫[املصدر السابق]‬ ‫غريه‪ ،‬وال حيتقره وهيينه ويذله فيعيش ذليلاً خاملاً ‪.‬‬

‫‪- 20‬الثواب والعقاب‪:‬‬


‫بأن تثيب الطفل إذا فعل فعلاً حسنًا؛ كالصدق واألمانة أو طاعة أوامرك‬
‫‪226‬‬
‫أو حفظ القرآن أو أدائه الصالة‪ ،‬أو نجح يف االمتحانات فتشجعه هبدية‪ ،‬أو ترفع‬
‫معنوياته بكلامت ثناء وتشجيع‪ ،‬وتعاقبه إذا فعل عكس ذلك‪ ،‬ولكن ال تزيد يف‬
‫تأثريا شديدً ا يف سلوكياته‪.‬‬
‫السب؛ ألن ذلك يؤثر عىل الطفل ً‬
‫َّ‬ ‫العقوبة‪ ،‬وجتنب‬
‫‪ - 21‬تعليمه العقيدة ال�صحيحة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ اَ َ‬ ‫َ ْ ُْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬أن تؤم َِن بِاهللِ‪َ ،‬وملئ ِكتِ ِه‪َ ،‬وكتبِ ِه‪َ ،‬و ُرسلِ ِه‪،‬‬

‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫َواليْ َ ْو ِم آْالخِر‪َ ،‬وتُ ْؤم َِن بالْ َق َدر َخيرْ ه ِ َو رَ ِّ‬
‫شه ِ»‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫واإليامن باهلل هو التصديق اجلازم من صميم القلب بوجود ذاته تعاىل‪،‬‬


‫وأنه ال إله غريه‪ ،‬وال رب سواه‪ ،‬ال يشاركه أحد يف ألوهيته وال ربوبيته وال‬
‫أسامئه وصفاته‪ ،‬وكل ما يعبد من دون اهلل فهو باطل‪.‬‬
‫توحيد الربوبية‪ :‬هو إفراد اهلل تعاىل باخللق والرزق والتدبري‪ ،‬واإلحياء‬
‫واإلماتة‪ ،‬والنفع والرض‪ ،‬وامللك التام‪ ،‬واألمر والنهي‪ ،‬السيادة‪ ،‬فهو سبحانه‬
‫وتعاىل ال يشاركه أحد يف هذه األفعال ال ملك مقرب‪ ،‬وال نبي مرسل‪ ،‬وال‬
‫ويل من أولياء اهلل؛ ألهنم كلهم خملوقون مفتقرون حمتاجون إىل اهلل تعاىل‪ ،‬ال‬
‫رضا وال نف ًعا‪ ،‬وال موتًا وال حياة وال ن ُُش ً‬
‫ورا‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫يملكون ألنفسهم ً‬
‫[ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ]‬
‫[األنعام‪ ،]17 :‬وقال تعاىل‪[ :‬ﭖﭗﭘﭙ] [الفاتحة‪ ،]2:‬أي رب العاملني‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫العلوي والسفيل منهم بجميع النعم الظاهرة والباطنة‪ ،‬وقال تعاىل‪[ :‬ﯥ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ] [الروم‪ ،]4:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫[لقمان‪]11:‬‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ]‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫توحيد األلوهية‪ :‬هو إفراد اهلل ‪ ‬بجميع أنواع العبادة الظاهرة‬
‫والباطنة قو لاً وعم لاً ‪ ،‬ونفي العبادة عن كل ما سوى اهلل كائ نًا من‬
‫كان‪ ،‬كام قال تعاىل‪[ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ] [طه‪ ، ]14:‬وقال‬
‫[النساء‪]26:‬‬ ‫تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ]‪ .‬‬

‫واإلله‪ :‬هو املعبود املطاع الذي تأهله القلوب ومتيل إليه وتشتاق إليه‬
‫[انظر‪ 200:‬سؤال وجواب يف العقيدة‪ ،‬وكتاب املنة]‬ ‫ ‬
‫وحتبه‪.‬‬
‫وتوحيد اهلل يف األسامء والصفات‪ :‬أن تؤمن بكل ما وصف اهلل به‬
‫نفسه ووصفه به رسوله ‪ H‬من غري حتريف وال تعطيل‪ ،‬ومن غري‬
‫متثيل وال تكييف‪ ،‬عملاً بقول اهلل تعاىل‪[ :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ] [الشورى‪ ،]11:‬فتثبت له ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله ‪،H‬‬
‫وتنفي ما نفاه اهلل تعاىل عن نفسه‪ ،‬وما نفاه عنه رسول اهلل ‪ ،H‬إثبات‬
‫بال متثيل‪ ،‬وتنزيه بال تعطيل‪ ،‬فأسامء اهلل كلها حسنى وصفاته كلها ُعليا‪ ،‬قال‬
‫تعاىل‪[ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ] [األعراف‪ ،]180:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ﮎ ﮏ] [اإلسراء‪ ،]110:‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِن هلل ت ِسعة َوت ِسعني‬
‫جْ َّ‬ ‫ْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫اسما من أحصاها دخل النة»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫اإليامن باملالئكة‪ :‬وهو االعتقاد اجلازم بوجود املالئكة‪ ،‬وأهنم خلقوا‬
‫من نور‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫[األنبياء‪]20-19:‬‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ]‪.‬‬

‫وجيب علينا أن نحبهم ألهنم يطيعون اهلل وال يعصونه‪ ،‬ويثبتون املؤمنني‬
‫‪228‬‬
‫عىل الدِّ ين كام أمرهم اهلل تعاىل‪ ،‬و ُيذكروهنم باهلل تعاىل‪ ،‬وحيفظوهنم من‬
‫الشياطني ومن الرش‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ونؤمن أن هلم وظائف‪ ،‬فجربيل ‪‬‬

‫املوكل بالوحي‪ ،‬وميكائيل ‪ ‬املوكل بالقطر‪ ،‬وإرسافيل ‪ ‬املوكل‬


‫بالنفخ يف الصور‪ ،‬وهناك الكرام الكاتبون املوكلون بكتابة أعامل العبد‪،‬‬
‫واحلفظة الذين حيفظون العبد وهم املعقبات‪ ،‬وهناك ملك املوت وأعوانه‬
‫املوكلون بقبض أروح العبد‪ ،‬وهناك منكر ونكري اللذان يسأالن العبد يف‬
‫القرب‪ ،‬وهناك محلة العرش‪ ،‬وخازن اجلنة ومن معه‪ ،‬وخازن النار ومن معه‪،‬‬
‫ومالئكة سائحون يف األرض يتتبعون جمالس العلم‪ ،‬ومالئكة قائمون إىل‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ومالئكة راكعون‪ ،‬ومالئكة ساجدون إىل يوم القيامة‪ ،‬ويدخل‬
‫البيت املعمور كل يوم سبعون ألف ملك ثم ال يعودون‪ ،‬ومنهم املوكل‬
‫[املدثر‪]31:‬‬ ‫بالنطف يف األرحام‪ ،‬وقد قال تعاىل‪[ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ]‪.‬‬

‫وأما اإليامن بالكتب‪ :‬هو االعتقاد اجلازم بأن مجيعها منزلة من عند‬
‫اهلل ‪ ،D‬وأن اهلل تعاىل تكلم هبا حقيقة؛ فمنها املسموع منه تعاىل من وراء‬
‫حجاب بدون واسطة‪ ،‬ومنها ما بلغه الرسول امللك إىل الرسول البرش‪،‬‬
‫ومنها ما كتبه اهلل تعاىل بيده‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ] [الشورى‪،]51:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫والقرآن الكريم مهيمن عىل الكتب السابقة كام قال تعاىل‪[ :‬ﭿ ﮀ‬
‫[المائدة‪]48:‬‬ ‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ]‪.‬‬

‫قال أهل التفسري‪[ :‬ﮉ ﮊ] مؤمتنًا وشاهدً ا عىل ما قبله من‬


‫الكتب‪[ ،‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ] يعنى يصدق ما فيها من‬
‫‪229‬‬
‫الصحيح‪ ،‬وينفي ما وقع فيها من حتريف وتبديل وتغيري‪ ،‬وحيكم عىل الكتب‬
‫السابقة بالنسخ أو بالتقرير؛ وهلذا خيضع له كل متمسك بالكتب املتقدمة‪،‬‬
‫قال تعاىل‪[ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫[القصص‪]53-52:‬‬ ‫ ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ]‪.‬‬

‫وجيب أن نؤمن بأن الكتب املوجودة بأيدي اليهود والنصارى حمرفة‪،‬‬


‫وال جيوز القراءة فيها إال لعامل ُير ُّد عىل شبههم؛ لقول النبي ‪ H‬عندما‬
‫رأى عمر بن اخلطاب ‪ ‬معه ورقة من التوراة‪« :‬أيف شك أنت يا ابن‬

‫اخلطاب؟ واهلل لو موىس بن عمران يح ما وسعه إال أن يتبعين»‪ ،‬وينبغي أن نعلم‬


‫أن القرآن كالم اهلل تعاىل قد تكلم به بصوت وحرف‪ ،‬أنزله عىل رسول اهلل‬
‫‪ H‬وح ًيا منه بدأ وإليه يعود‪ ،‬وهو متعبد بتالوته‪ ،‬ومعجزة النبي‬
‫‪ H‬اخلالدة التي حتدى هبا العرب وهم أفصح الناس وأبلغهم يف‬
‫الشعر والبالغة‪ ،‬والتحدي قائم إىل يوم القيامة عىل أن يأيت أحد بمثل سورة‬
‫كام قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷﯸﯹﯺ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ] [البقرة‪ ،]24-23:‬وقد‬
‫تكفل اهلل تعاىل بحفظ القرآن؛ فال يستطيع أحد أن ينقص منه أو يزيد عليه‬
‫ولو حر ًفا واحدً ا‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫[الحجر‪]9:‬‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ]‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫وأما اإليامن بالرسل‪ :‬هو التصديق اجلازم بأن اهلل تعاىل بعث يف كل أمة‬
‫رسولاً منهم يدعوا إىل عبادة اهلل تعاىل والكفر بام يعبد من دونه‪ ،‬وأن مجيعهم‬
‫صادقون مصدقون بارون راشدون كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون‪،‬‬
‫وأهنم مؤ َّيدون بالرباهني واآليات الباهرة من رهبم‪ ،‬وأهنم بلغوا مجيع ما‬
‫أرسلهم اهلل به‪ ،‬ومل يكتموا ومل يغريوا ومل يزيدوا فيه من عند أنفسهم حر ًفا‬
‫ينقصوا؛ ألن اهلل تعاىل قال ‪[ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ]‪[ .‬النحل‪]35:‬‬ ‫ومل‬
‫وينبغي أن نؤمن بأن اهلل اصطفاهم من اخللق كام قال تعاىل‪[ :‬ﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ] [الحج‪،]75:‬‬
‫وأن اهلل اصطفى من األنبياء الرسل‪ ،‬والفرق بني الرسول والنبي هو أن‬
‫الرسول أرسل برشيعة جديدة أما النبي فقد أرسل يف رشيعة من قبله‪،‬‬
‫أيضا بأن اهلل اصطفى من الرسل أويل العزم كام قال تعاىل‪:‬‬
‫وينبغي أن نؤمن ً‬
‫[ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ] [الشورى‪ ،]13:‬وأن اهلل اصطفى من أويل‬
‫العزم حممدً ا وإبراهيم ‪ ،‬واصطفى منهام حممدً ا ‪ ،H‬قال‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬أنا سيد ودل آدم وال فخر» [مسلم]‪ ،‬وختم اهلل تعاىل‬
‫به النبيني واملرسلني وهو صاحب لواء احلمد يوم القيامة‪ ،‬وصاحب‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫املقام املحمود‪ ،‬وهو الشفاعة العظمى‪ ،‬و ُبعث للناس كافة‪ ،‬وغريها من‬
‫ُص هبا‪.‬‬
‫اخلصوصيات التي اخت َّ‬
‫أما اإليامن باليوم اآلخر‪ :‬هو االعتقاد اجلازم بإتيانه ال حمالة‪ ،‬والعمل‬
‫بموجب ذلك‪ ،‬ويدخل يف ذلك اإليامن بعالمات الساعة الكربى والصغرى‪،‬‬
‫‪231‬‬
‫ومنها ما وقع‪ ،‬وهذا يدل عىل صدق النبي ‪ ،H‬ومنها ما مل يقع‬
‫وننتظره‪ ،‬ونؤمن باملوت وما بعده من فتنة القرب وعذابه ونعيمه‪ ،‬وبالنفخ‬
‫يف الصور‪ ،‬وخروج اخلالئق من القبور‪ ،‬وما يف موقف القيامة وأهواهلا‪،‬‬
‫وتفصيل املحرش‪ ،‬ونرش الصحف‪ ،‬ووضع املوازين‪ ،‬ونؤمن بالرصاط‪،‬‬
‫واحلوض‪ ،‬والشفاعة‪ ،‬وغريها‪ ،‬وباجلنة ونعيمها الذي أعاله النظر لوجه اهلل‬
‫الكريم‪ ،‬وبالنار وعذاهبا الذي أشده حجبهم عن رهبم ‪.D‬‬
‫وأما اإليامن بالقضاء والقدر‪ :‬هو أن تعتقد اعتقا ًدا جاز ًما من صميم‬
‫القلب أن كل ما جيري يف الكون بقضاء اهلل وقدره‪ ،‬وعلمه السابق بحكمته‬
‫البالغة‪ ،‬واهلل يعلم ما كان وما سيكون وما مل يكن لو كان كيف يكون‪،‬‬
‫َ خْ َ‬
‫اليرْ ُ‬ ‫ونعتقد أن قضاء اهلل وقدره كله خري كام قال رسول اهلل ‪«:H‬و‬
‫كلُ ُّ ُ َ َ ْ َ شرَّ َ ْ َ ليَ َ‬
‫[مسلم] [انظر‪200 :‬سؤال وجواب يف العقيدة]‬ ‫ه فيِ يديك‪َ ،‬وال ُّ ليس إ ِ ْك»‪.‬‬

‫‪ -22‬تعرف م�شاكله وتبحث عن حلولها‪:‬‬


‫بأن جتلس معه وتقول‪ :‬ملاذا أنت مهموم؟ هل أحد آذاك؟ أو فعل فيك‬
‫شي ًئا؟ هل لديك مشكلة نحلها سو ًّيا‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬أو تسأله أمه عن مشاكلهم‬
‫ألهنم حيكون لألم أكثر مما حيكون لألب‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -23‬عدم حل امل�شاكل �أمامهم‪:‬‬
‫ينبغي لألب واألم أن يحَ ُ لاَّ املشاكل التي بينهام بعيدً ا عن األوالد‪ ،‬ألهنا‬
‫تؤثر عىل سلوكهم‪ ،‬فإن احرتام األب لألم‪ ،‬واحرتام األم لألب سبب عظيم‬
‫من أسباب تربية األوالد تربية صحيحة سليمة خالية من العقد النفسية‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫‪ -24‬ت�سد عنهم �أبواب الف�ساد‪:‬‬
‫مثل اإلنرتنت واألفالم واألغاين واملسلسالت‪ ،‬وأن تبعده عن‬
‫أصحاب السوء‪ ،‬وكل يشء تشعر أنه سيكون سب ًبا يف إفساد ولدك فيجب‬
‫عليك أن تبعده عنه‪.‬‬

‫‪ -25‬قدوته‪:‬‬
‫أن جتعل قدوته الرسول ‪ ،H‬وتعرفه به وتعلمه سريته وسرية‬
‫األنبياء وسرية السلف الصالح حتى يقتدي هبم‪.‬‬

‫‪ُ -26‬ت َهيئ له ج ًّوا �إميان ًيا‪:‬‬


‫درسا عىل قناة إسالمية‪ ،‬أو تذهب به إىل جمالس‬
‫مثل أن تسمع معه ً‬
‫َ َ َ َ َ ٌ‬
‫العلم يف املسجد الذي أخرب عنها رسول ‪ H‬بقوله‪« :‬ما جلس ق ْوم‬
‫َّ َ ُ َ َّ ْ ُ ْ َ اَ َ ُ َ َ َّ ْ ُ‬ ‫لاَّ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫جَ ْ ً َ ْ ُ ُ َ‬
‫اهلل فِي ِه إ ِ َن َزلت علي ِه ُم السكِينة‪ ،‬وحفته ُم الملئ ِكة‪َ ،‬وتغشته ُم‬ ‫ملِسا يذكر‬
‫ْ‬ ‫َّ مْ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ‬
‫ِيم ْن عِن َدهُ»‪ ،‬أو تأخذه معك إىل عمرة ‪-‬خصوصا عمرة‬
‫ً‬ ‫الرحة‪ ،‬وذكرهم اهلل ف‬
‫رمضان‪ -‬أو تأخذه لزيارة املرىض حتى يصلح قلبه ويعلم نعمة اهلل عليه‪،‬‬
‫أو تأخذه معك إىل القبور وتذكره باآلخرة وفضل من عمل هلا وعقوبة من مل‬
‫يعمل هلا‪ ،‬وهذا يكون وهو يف سن يستوعب ذلك‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -27‬قراءة كتاب‪:‬‬
‫بأن جتعل مثلاً يوم ًّيا بعد صالة العشاء وقتًا حمدَّ ًدا تقرأ عليهم كتا ًبا مثل‬
‫رياض الصاحلني‪ ،‬أو الرتغيب والرتهيب‪ ،‬أو كتاب رقائق‪ ،‬أو كتاب أحكام‬
‫الوضوء والصالة‪ ،‬أو كتاب تفسري مبسط‪ ،‬أو كتاب إسالمي‪ ،‬وتسأهلم بعد‬
‫‪233‬‬ ‫كل درس عن ما استفادوه‪.‬‬
‫‪ -28‬تعليمهم الآداب الإ�سالمية‪:‬‬

‫�أولاً ‪ -‬الأدب مع اهلل تعاىل‪:‬‬


‫‪ -‬طاعة اهلل يف كل أمر ويف كل ما هنى‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ]‪.‬‬
‫[النور‪]51:‬‬ ‫ ‬

‫ظاهرا وباطنًا هلل تعاىل وحده‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﭳ ﭴ‬


‫ً‬ ‫رصف العبادة‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ] [اذلاريات‪ ،]56:‬والعبادة كام قال شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية‪« :‬اسم جامع لكل ما حيبه اهلل ويرتضيه من األقوال واألفعال الظاهرة‬
‫والباطنة»‪ .‬فالعبادات الظاهرة مثل‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وصلة‬
‫الرحم‪ ،‬واحلج‪ ،‬والنذر‪ ،‬والذبح‪ ،‬والطواف بالكعبة‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واالستغاثة‪،‬‬
‫وغريها‪ ،‬والعبادات الباطنة مثل‪ :‬اخلوف‪ ،‬واحلب‪ ،‬واإلخالص‪ ،‬والرجاء‪،‬‬
‫واإلخبات‪ ،‬وكل العبادات القلبية فال تُرصف إال هلل‪.‬‬
‫خدمة دين اهلل تعاىل‪ :‬تعلمه حب دين اهلل وكيف خيدم دين‬
‫اهلل تعاىل ويبذل ما استطاع لنرصة هذا الدين العظيم كام نرص الدي َن‬
‫رسول اهلل ‪ H‬وأصحابه ‪ ‬ومن بعدهم األئمة والعلامء الذين‬ ‫ُ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ماتوا ومل ينقطع أجرهم واجلزاء من جنس العمل‪ ،‬فكام عملوا هلل وخدمة‬
‫دينه وأخلصوا له؛ أحب اهلل أن يوصل هلم األجر بعد موهتم فهم أحياء‬
‫بعلمهم وما فعلوه من خدمة الدين واملسلمني‪.‬‬
‫إن الذي أنعم عليك هو اهلل‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ]‬
‫‪234‬‬
‫[النحل‪]53:‬‬ ‫ ‬

‫اإلخالص هلل‪ :‬أن ختلص العبادات كلها هلل تعاىل وحده‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫[الزمر‪]3:‬‬ ‫ ‬
‫[ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ] ‪.‬‬
‫أن ال تقول عىل اهلل بغري علم‪ :‬فالكالم عىل اهلل بغري علم من أكرب‬
‫الكبائر وقرنه اهلل تعاىل بالرشك‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق مع اهلل تعاىل‪ :‬يف األقوال واألحوال واألفعال‪.‬‬
‫‪ -‬الصرب عىل األقدار‪ :‬وعدم السخط‪ ،‬وأن البالء خري يل لو صربت‬
‫عليه‪ ،‬ألنه إما تكفري للسيئات أو رفع للدرجات‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِّ ُ َّ َ‬
‫يحة»‪ ،‬قلنا‪:‬‬ ‫‪ -‬النصح هلل ولكتابه‪ :‬قال رسول اهلل ‪«:H‬ادلين انل ِص‬
‫ملن يا رسول اهلل؟ قال‪« :‬هلل وكتابه ولرسوله وألئمة املسلمني وعامتهم»‪.‬‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬

‫ثان ًيا‪ -‬الأدب مع القر�آن‪:‬‬


‫فتعلمه أن يستحرض أنه ُيناجى اهلل تعاىل‪ ،‬وأن ما يقرأه هو كالم اهلل‬
‫تعاىل؛ فيعظم القرآن غاية التعظيم‪ ،‬وأن ينوي قراءة القرآن الكريم للتقرب‬
‫من رب العاملني ال ُليقال عنه أنه قارئ أو صوته حسن‪ ،‬وأن َّ‬
‫يتوضأ لذلك؛‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬ال يمس القرآن إال طاهر» [صحيح اجلامع]‪ ،‬وأن‬
‫ـي الذي يقرأ‬ ‫ِ‬
‫يتسوك لذلك؛ ألن العبد إذا قرأ القرآن يضع امللك فاه عىل ف ِّ‬
‫القارئ آية إال نزلت يف جوف امللك كام أخرب بذلك النبي‬ ‫ُ‬ ‫حتى ال يقرأ‬
‫جالسا‪ ،‬ويبدأ باالستعاذة من‬
‫ً‬ ‫‪ ،H‬وأن يتجه ناحية القبلة‪ ،‬وأن يكون‬
‫‪235‬‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ]‬
‫[النحل‪ ،]98:‬وينبغي أن تعلمه التدبر‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ﭷ] [ص‪ ،]29:‬وينبغي أن تعلمه القراءة يف بعض التفاسري حتى يستعني هبا‬
‫عىل فهم اآليات‪ ،‬وأن حتثه عىل ترديد اآلية للتدبر‪ ،‬قالت أم املؤمنني عائشة‬
‫‪ :J‬قام النبي ‪ H‬بآية من القرآن ليلة‪[ .‬صحيح الرتمذي]‪ ،‬وينبغي‬
‫أن حتثه عىل البكاء عند قراءة القرآن‪ ،‬فهو صفة العارفني وشعار عباد اهلل‬
‫الصاحلني‪ ،‬قال تعاىل‪ [ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ] [اإلرساء‪ ،]109-107:‬وينبغي أن تعلمه الرتتيل‪،‬‬
‫وهو جتويد القرآن‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭢ ﭣ ﭤ] [املزمل‪ ،]4 :‬وتغرس فيه روح‬
‫اخلشوع واالنكسار وعدم العبث عند تالوة كالم اهلل تعاىل؛ ألن اهلل تعاىل‬
‫قال‪[ :‬ﯞ ﯟ ﯠ] [األعراف‪ ،]204:‬وحتثه عىل حتسني الصوت بقراءة‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬زينوا القرآن بأصواتكم» ‪.‬‬
‫[صحيح النسايئ (اتلبيان يف آداب محلة القرآن)]‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ثال ًثا‪ -‬الأدب مع ر�سول اهلل ‪:H‬‬
‫فتعلمه أن‪:‬‬
‫‪ -‬طاعته املطلقة إذا أمر أو هنى‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ] [احلرش‪ ،]7:‬وقال تعاىل‪ [:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ] [النساء‪،]80:‬‬ ‫‪236‬‬
‫وأن ال يقدم قول أحد عىل قول الرسول ‪ H‬كام قال تعاىل‪[ :‬ﮎ ﮏ‬
‫[احلجرات‪]1:‬‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ]‪.‬‬
‫‪ -‬حتكيمه يف كل أمور الدين‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭ‬
‫[النساء‪]65:‬‬ ‫ ‬‫ﯮ]‪.‬‬
‫‪ -‬غض الصوت عند قربه‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬
‫[الحجرات‪]2 :‬‬ ‫ﯖ]‪.‬‬
‫ ‬

‫‪ -‬كثرة الصالة والسالم عليه‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬


‫[األحزاب‪]56:‬‬ ‫ﭾ ﭿ]‪ .‬‬

‫‪ -‬أن يكون قدوتك يف حياتك‪ :‬قال تعاىل‪[ :‬ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬


‫[األحزاب‪]21:‬‬ ‫ ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ]‪.‬‬

‫راب ًعا‪� -‬آداب امل�سجد‪:‬‬


‫أن تعلمه أنه إذا أراد أن يذهب إىل املسجد توضأ‪ ،‬ألن رسول اهلل‬
‫لاَ َ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ ْ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ ْ ُ ُ ُ َّ َ ْ ْ َ ْ َ‬
‫‪ H‬قال‪ « :‬يتوضأ أحدكم فيح ِسن وضوءه ويسبِغه‪ ،‬ثم يأ يِت المس ِ‬
‫جد‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ْ‬ ‫َُْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لاَّ َ ْ‬ ‫اَ َ‬ ‫لاَّ‬ ‫لاَ‬


‫اهلل ب ِ ِه‪ ،‬ك َما َي َتبَشبَ ُش أهل الغائ ِِب ب ِ َطل َعتِ ِه»‪.‬‬
‫الصلة فِيه‪ ،‬إ تبَشبَ َش ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ي ِريد إ ِ‬
‫[صحيح الرتغيب والرتهيب]‪ ،‬وأن يقول دعاء الذهاب إىل املسجد‪ ،‬فقد كان‬
‫ورا‪َ ،‬‬
‫و‬ ‫َقلْب نُ ً‬ ‫ُ َّ ْ َ ْ‬
‫ل‬ ‫رسول اهلل ‪ H‬يقول وهو يف الطريق‪« :‬اللهم اجع‬
‫فيِ‬ ‫يِ‬ ‫فيِ‬
‫ُ ً َ ََ‬ ‫ُ ً َ َ ْ ََ‬ ‫ُ ً َ َ ْ َ‬ ‫ُ ً َ َ ْ ُ ً َ َ رَ‬ ‫َ‬
‫‪237‬‬
‫ام‬ ‫اري نورا وأم يِ‬ ‫ين نورا وعن يس ِ‬ ‫صي نورا وعن ي ِم يِ‬ ‫ل ِس يِان نورا‪ ،‬وفيِ سم يِع نورا‪ ،‬وفيِ ب ِ‬
‫ورا»‪ ،‬وأن يقول دعاء دخول السجد‪ ،‬قال رسول اهلل‬ ‫ورا َو َخلْ نُ ً‬
‫ورا‪َ ،‬و َف ْوق نُ ً‬ ‫نُ ً‬
‫يِ‬ ‫فيِ‬
‫ُ‬
‫‪« :H‬إذا دخل أحدكم املسجد فليسلم ىلع انليب ‪ H‬ويلقل‪ :‬الله َّم‬
‫ُ َّ يِّ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َ َ مْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ‬
‫افتح ليِ أبواب رحتِك‪ ،‬وإِذا خرج‪ ،‬فليقل‪ :‬اللهم إِن أسألك مِن فضلِك» [مسلم]‪ ،‬وأن‬
‫َّ اَ ُ َ اَ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت الصلة فل‬ ‫يميش إىل املسجد يف وقار‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا أق ِ‬
‫ِيم‬
‫َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ َ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ ُّ َ َ َ ُ‬
‫تأتوها َوأنت ْم تسع ْون ‪ ،‬ائتوها َوأنت ْم تمشون ‪ ،‬عليك ُم السكِينة ‪ ،‬فما أد َركت ْم فصلوا‪َ ،‬وما فاتك ْم‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫فاقضوا» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وأن يردد األذان؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬إِذا‬
‫َ ْ ُ ُ ْ ُ َ ِّ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ُ ُ َّ َ ُّ َ يَ َّ َ َّ ُ َ ْ َ ىَّ َ يَ َّ َ اَ ً َ ىَّ‬
‫ل صلة؛ صل‬ ‫س ِمعتم المؤذن‪ ،‬فقولوا مِثل ما يقول‪ ،‬ثم صلوا عل‪ ،‬فإِنه من صل ع‬
‫جْ َ َّ لاَ َ ْ َ لاَّ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َ َ نزْ َ ٌ‬ ‫َ َ ْ َشرْ ً ُ َّ َ ُ‬
‫الن ِة تنبغيِ إ ِ ل ِعب ٍد‬ ‫اهلل علي ِه ع ا‪ ،‬ثم سلوا اهلل ليِ َ الو ِسيلة‪ ،‬فإِنها م ِلة فيِ‬
‫َّ َ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ُ َ ََ ُ َ َ ْ َ ََ‬ ‫ْ َ‬
‫مِن عِبا ِد اهللِ‪َ ،‬وأ ْرجو أن أكون أنا ه َو؛ فمن سأل ليِ ال َو ِسيلة؛ حلت علي ِه الشفاعة»‬

‫[مسلم]‪ ،‬وأن تعلمه املحافظة عىل النوافل (السنن)‪ ،‬قال رسول ‪:H‬‬
‫َ ىَّ ُ َّ ُ‬ ‫ليَ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫«قال اهلل تعاىل‪َ :‬و َما َزال َعبدِي َي َتق َّر ُب إ ِ َّ بِانلَّ َواف ِِل حت أحِبه» [ابلخاري]‪ ،‬وأن‬
‫ُّ عاَ‬
‫«ادل ُء‬ ‫تعلمه الدعاء بني األذان واإلقامة‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫لإْ َ ُ لاَ‬ ‫َينْ َ لأْ َ َ‬
‫ان َوا ِ ق َامة يُ َر ُّد» [صحيح الرتغيب]‪ ،‬وأن حترص أمامه عىل تنظيف‬
‫ب ا ِ‬
‫ذ‬
‫املسجد ليتعلم التواضع‪ ،‬فعن محزة بن حرب ‪ ‬قال‪ :‬أمرنا رسول اهلل‬
‫[صحيح الرتغيب‬ ‫أن نتخذ املساجد يف ديارنا وأمرنا أن ننظفها‬ ‫‪H‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫والرتهيب]‪ ،‬وأن حترص معه عىل الصالة يف الصف األول‪ ،‬فقد قال رسول اهلل‬
‫ِّ َ َ َّ ِّ لأْ َ َّ ُ َّ َ ْ يجَ ُ لاَّ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫‪« :H‬ل ْو يعل ُم انلَّاس ما فيِ انلداءِ والصف ا و ِل‪ ،‬ثم لم ِدوا إ ِ أن يست ِهموا‬
‫َْ‬ ‫َ ْ لاَ ْ‬
‫َعلي ِه‪ ،‬س َت َه ُموا َعلي ِه» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وكذلك من آداب املسجد التي ينبغي‬
‫أيضا عليها صالة حتية املسجد‪ ،‬فقد‬
‫أن حترص عليها وتعلمه احلرص هو ً‬ ‫‪238‬‬
‫َ اَ‬
‫ج َد فل يجَ ْل ِْس َح ىَّت يُ َص يِّ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َْ ْ‬
‫ل‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا دخل أحدكم المس ِ‬
‫ْ َ َينْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫َركعت ِ »‪ .‬‬

‫تنبيهات مهمة على �أخطائنا يف امل�ساجد‪:‬‬


‫‪ -1‬ترك دعاء الذهاب إىل املسجد ودعاء دخول املسجد واخلروج منه‪.‬‬
‫‪ -2‬دخول املسجد بالرجل ال ُيرسى‪.‬‬
‫‪ -3‬حضور املسجد باملالبس الرديئة‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫[األعراف‪]31:‬‬ ‫ ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ] ‪.‬‬
‫‪ -4‬اخلروج من املسجد بعد األذان‪ ،‬فقد خرج رجل من املسجد بعد‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األذان فقال أبو هريرة ‪ « :‬أما َهذا فقد عىص أبَا القا ِسم ‪ .»H‬‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬ترك حتية املسجد‪.‬‬
‫لبْ َ ُ‬
‫‪ -6‬البصاق يف املسجد‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬اا ُصاق فيِ‬
‫َ َ ٌ َ َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫ارتها دفنها»‪.‬‬ ‫ج ِد خ ِطيئة وكف‬
‫المس ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ً َْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪ -7‬إنشاد الضالة يف املسجد‪ ،‬فقد قال رسول اهلل‪« :‬من سمع رجال ينشد‬
‫املساجد لم ُت نْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َّ ً‬
‫ب ل َِهذا» [مسلم]‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫ضالة يف املسجدِ‪ ،‬فليقل‪ :‬ال َردها اهلل عليك‪ ،‬فإن‬
‫َّ ً‬ ‫ْ ُ‬
‫«يَنش ُد َضالة»‪ :‬أي ينادي عىل يشء مفقود‪.‬‬
‫َ َُْ‬
‫‪239‬‬ ‫‪ -8‬البيع والرشاء يف املسجد‪ :‬وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا َرأيت ْم‬
‫َ َُْ َ ْ َْ ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ لاَ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ َْ ََْ ُ‬
‫ارتك‪َ ،‬وإِذا َرأيت ْم من ينشد فِي ِه‬ ‫جدِ‪ ،‬فقولوا‪ :‬أربح اهلل جِت‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫الم‬ ‫من يبِيع أو يبت فيِ‬
‫اع‬
‫َ َّ ً َ ُ ُ لاَ َ َّ ُ َ ْ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫اهلل َعلي َك»‪.‬‬ ‫ضالة‪ ،‬فقولوا‪ :‬رد‬

‫‪ -9‬تعليق النتائج التي فيها إعالنات‪ :‬وكذلك تعليق اإلعالنات يف‬


‫املسجد‪.‬‬
‫‪ -10‬زخرفة املسجد‪ ،‬وهذا مما يلهي املصيل يف الصالة‪ ،‬و ُيذهب‬
‫لاَ َ ُ ُ َّ َ ُ َ ىَّ َ َ َ ىَ َّ ُ‬
‫اخلشوع‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪ « :H‬تقوم الساعة حت يتباه انلاس فيِ‬
‫َْ َ‬
‫[صحيح أبو داود]‬ ‫ ‬ ‫جدِ»‪.‬‬
‫المسا ِ‬

‫‪ -11‬استخدام أدوات املسجد يف أماكن أخرى‪.‬‬


‫‪ -12‬املرور من املسجد بدون صالة‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫«لاَ َت َّتخ ُِذوا ال ْ َم َساج َد ُط ُرقًا إلاَّ لذِ ِْكر َأ ْو َص اَل ٍة » [الصحيحة]‪ ،‬وقال‪ :‬إِ َّن ِمن َأشرْ اطِ‬
‫ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫يِّ‬ ‫لاَ‬ ‫ِ َ ْ َ ُ َّ َّ ُ ْ ْ‬
‫[السلسلة الصحيحة]‬ ‫الر ُجل بِال َمس ِجدِ‪ ،‬يُ َصل فِي ِه َرك َعتَينْ ِ »‪.‬‬ ‫السا َعة‪« :‬أن يمر‬ ‫َّ‬
‫‪ -13‬إغالق املساجد بعد الصلوات‪.‬‬
‫‪ -14‬دفن امليت يف املسجد‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪« :H‬لَ َع َن ُ‬
‫اهلل‬
‫ليْ َ ُ َ َ َّ َ َ خَّ َ ُ ُ ُ َ َ ْ‬
‫ور أنبِ َيائ ِِه ْم َم َسا ِج َد» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وقال رسول اهلل‬ ‫ا هود وانلصارى اتذوا قب‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ْ َ َ َ َلاَ‬ ‫َ َّ َ ْ كاَ َ َ ْ َ ُ ْ كاَ ُ َ َّ ُ َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫جد ‪ ،‬أ‬ ‫‪« :H‬إن من ن قبلكم نوا يتخِذون قبور أنبِيائ ِِهم وصالحِ ِ‬
‫ِيهم مسا ِ‬
‫َ‬ ‫َ اَ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ يِّ َ ْ َ ُ‬
‫[مسلم]‬ ‫اك ْم َع ْن ذل َِك»‪ .‬‬ ‫جد‪ ،‬فإِن أنه‬
‫فل تتخِذوا القبور مسا ِ‬

‫‪ -15‬أكل الثوم أو البصل أو الكراث ُقبيل الذهاب إىل املسجد‪ ،‬فقد قال‬
‫َ ْ َ َ َ ُ ً َ ْ َ َ اً َ ْ َ ْ زَ لنْ َ َ ْ َ ْ زَ ْ َ ْ َ َ‬
‫جدنا»‪.‬‬ ‫ت ا‪ ،‬أو ليِ ع ِ‬
‫تل مس ِ‬ ‫رسول اهلل ‪« :H‬من أكل ثوما أو بصل فليع ِ‬ ‫‪240‬‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬
‫‪ -16‬الصالة بغري سرتة‪ ،‬قال رسول اهلل ‪«:H‬ال تصل إال‬
‫[حسن] [انظر‪ :‬األخطاء الشائعة للشيخ وحيد بالـي]‬ ‫ ‬
‫بسرتة»‪.‬‬

‫خام�سا‪� -‬آداب بر الوالدين‪:‬‬


‫ً‬
‫قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﭑﭒﭓﭔ] [األحقاف‪ ،]51:‬وقال رسول اهلل‬
‫‪«:H‬رضاالربيفرضاالوادلينوسخطالربيفسخطالوادلين»[األدباملفرد]‪،‬وقال‬
‫ُ ُ ُ َْ َ ْ‬ ‫ْ ََ‬
‫ب الكبائ ِِر»‪ ،‬وذكر منها (عقوق الوالدِ ي ِن)‬
‫َلاَ ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ْ رَ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬أ أنبئكم بِأك ِ‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ‬
‫ب أجد ُر أن يعجل ل ِصا ِ‬
‫حبِ ِه‬ ‫[ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وقال رسول ‪« :H‬ما مِن ذن ٍ‬
‫ْ ُ ُ َ ُ َ َ َ ُ َّ َ ُ لهَ ُ َ لبْ َ ِّ َ َ َ‬
‫يع ِة َّ‬
‫[األدب املفرد]‬ ‫الرح ِِم»‪.‬‬ ‫العقوبة مع ما يدخر ‪ ،‬مِن ا غيِ وق ِط‬

‫كيف ترب والديك؟‬


‫أن تعرف أن طاعتهام يف كل يشء ما عدا معصية اهلل وما ال تقدر عليه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬
‫وق فيِ َمع ِص َي ِة اهللِ»‪ ،‬وإدخال الرسور‬ ‫َ َ َ‬
‫يقول رسول اهلل ‪ « :H‬طاعة ل ِمخل ٍ‬
‫عليها‪ ،‬وتفضيلهام عىل الزوجة واألوالد‪ ،‬وعدم إيذائهام ولو بالكلمة‪ ،‬كل‬
‫أيضا واجبة عليك‪.‬‬
‫ذلك واجب عليك‪ ،‬ونفقتهام ً‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫�ساد�سا‪� -‬آداب �صلة الرحم‬


‫ً‬
‫سهُ َأ ْن يُبْ َس َط لهَ ُ ر ْزق ِ ِه‪َ ،‬و َأ ْن يُنْ َسأَ لهَ ُ‬ ‫«م ْن رَ َّ‬
‫َ‬
‫قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫فيِ ِ‬
‫َّ اَ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ ََْ ْ‬
‫فيِ أث ِره ِ‪ ،‬فلي ِصل َر مِحه» [ابلخاري]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬أفشوا السلم‪،‬‬
‫َّ َ َ َ ُ لأْ َ ْ َ َ َ َ ُّ َ َّ ُ َ ٌ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ َ اَ‬ ‫َْ ُ‬
‫النة بِسلمٍ » [صحيح‬ ‫َوأط ِعموا الطعام‪ ،‬و ِصلوا ا رحام‪ ،‬وصلوا وانلاس نِيام تدخلوا‬
‫‪241‬‬ ‫َُ ُ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َ َّ َ ٌ ْ َ‬
‫«الرح ُِم معلقة بِالع ْر ِش‪ ،‬تقول‪ :‬من َوصل يِن‬ ‫اجلامع]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪َّ :H‬‬
‫لاَ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و َم ْن َق َط َعن َق َط َع ُه ُ‬ ‫َو َصلَ ُه ُ‬
‫النة‬ ‫اهلل»‪ ،‬وقال رسول اهلل‪ «:H‬يدخل‬ ‫يِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ‬ ‫َقاط ُِع َ‬
‫حبِ ِه‬ ‫ب أح َرى أن يعجل اهلل ل ِصا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫«م‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ومسلم]‬ ‫[ابلخاري‬ ‫»‬ ‫ِم‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫غيْ‬ ‫لبْ‬ ‫يع ِة َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫آْ‬ ‫ُّ ْ َ َ َ َ َ َّ لهَ‬ ‫ُُْ ََ‬
‫الرح ِِم َوا َ ِ » [ابلخاري]‪،‬‬ ‫ادلنيا‪ ،‬مع ما يدخ ُِر ُ فيِ الخ َِرة ِ‪ ،‬مِن ق ِط‬ ‫العقوبة فيِ‬
‫ع َق ْومٍ ف ْ َ ُ َ‬ ‫َّ َّ مْ َ َ لاَ َنزْ ُ لَىَ‬
‫ِيهم قاطِع رح ٍِم» [األدب‬ ‫ِ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِن الرحة ت ِل‬
‫َ َ َّ ْ َ َ لذَّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ْ ُ كاَ‬
‫اصل ا ِي‬ ‫كن الو ِ‬ ‫ِئ‪ ،‬ول ِ‬ ‫اصل بِالم ف ِ‬ ‫املفرد]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬ليس الو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫إِذا ق ِط َع ْت َر مِحُ ُه َو َصل َها»‪.‬‬

‫وجوب �صلة الرحم‪:‬‬


‫ُ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫قال صحايب‪ :‬يا رسول اهلل ‪ H‬من َأبِ ُّر؟ قال‪« :‬أمك َوأباك‪َ ،‬وأختك‬
‫ٌَ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ لاَ َ لذَّ‬
‫اك‪َ ،‬ح ٌّق َوا ِج ٌب‪َ ،‬و َرح ٌِم َم ْو ُصولة»‪ ،‬وقال رسول اهلل‬ ‫َوأخاك‪َ ،‬وم ْو ك ا ِي ي يِل ذ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ ُ َّ َ ُ ْ ُ َّ ُ‬ ‫ُ ْ ُ َّ َ ُ ْ ُ َّ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫وصيك ْم‬ ‫وصيكم بِأمهات ِكم‪ ،‬ثم ي ِ‬ ‫وصيكم بِأمهات ِكم‪ ،‬ثم ي ِ‬ ‫‪« :H‬إِن اهلل ي ِ‬
‫َ لأْ َ ْ‬ ‫ُ لأْ َ ْ‬ ‫َ ُ ْ ُ َّ ُ‬
‫[األدب املفرد]‬ ‫ ‬ ‫وصيك ْم بِا ق َر ِب فا ق َر ِب»‪.‬‬ ‫بِآبائ ِكم‪ ،‬ثم ي ِ‬

‫كيف ت�صل رحمك؟‬


‫تصلهم باالبتسامة وطالقة الوجه وبالكلمة احلسنة‪ ،‬وبالزيارات مع‬
‫ال ُبعد عن املعايص والذنوب واالختالط املحرم‪ ،‬وإن كانوا فقراء فهم أحق‬
‫ِني َص َد َق ٌة‪َ ،‬و يِ َ‬ ‫َ َ َ لَىَ ْ ْ‬
‫ه‬ ‫بالصدقات‪ ،‬لقول رسول اهلل ‪« :H‬الصدقة ع ال ِمسك ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫ٌَ‬ ‫ْ‬ ‫لَىَ‬
‫ان‪َ :‬ص َدقة‪َ ،‬و ِصلة» [صحيح اجلامع]‪ ،‬وحماولة حل مشاكلهم‪ ،‬فإن مل‬ ‫َّ‬
‫ع ذِي الرح ِِم ث ِنت ِ‬
‫تستطع فصلهم باهلاتف والسالم‪.‬‬

‫�ساب ًعا ‪ -‬الآداب مع اجلار‬


‫جْ َ َ ىَّ َ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ َ رْ ُ ُ‬
‫ار حت ظننت أنه سي َو ِّرثه»‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ين‬
‫يِ‬ ‫وص‬
‫ِ‬ ‫بيل ي‬
‫ج ِ‬‫قال رسول اهلل ‪« :H‬ما زال ِ‬ ‫‪242‬‬
‫ارهُ»‬‫«م ْن كاَ َن يُ ْؤم ُِن باهللِ َواليْ َ ْو ِم آْالخِر‪َ ،‬ف اَل يُ ْؤ ِذ َج َ‬
‫َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وقال ‪:H‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬
‫[ابلخاريومسلم]‪،‬وقالرسولاهلل ‪« :H‬واهللِاليؤم ُِن‪،‬واهللِاليؤم ُِن‪َ ،‬واهللِاليؤم ُِن"‪.‬‬
‫ْ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬
‫قال‪" :‬الذَّ ِي ال يأ َم ُن ُ‬
‫جارهُ بوائقه»‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫قيل‪ :‬من يا َرسول اهللِ؟‬

‫�أنواع اجلريان‪:‬‬
‫‪ -1‬جار قريب مسلم؛ فله حق اجلوار والقرابة واإلسالم‪.‬‬
‫‪ -2‬جار مسلم غري قريب؛ فله حق اجلوار واإلسالم‪.‬‬
‫أيضا‬
‫‪ -3‬جار كافر؛ فله حق اجلوار‪ ،‬وإن كان قري ًبا؛ فله حق القرابة ً‬
‫[انظر‪ :‬رشح رياض الصاحلني للشيخ ابن عثيمني]‬ ‫فهؤالء اجلريان هلم حقوق واجبة‪.‬‬

‫الآداب مع اجلريان‪:‬‬
‫‪ - 1‬عدم إيذائه ولو بكلمة‪.‬‬
‫‪ - 2‬حتمل إيذائه‪ ،‬وهذا هو الرب‪ ،‬وأن تعامله معاملة حسنة‪.‬‬
‫حمتاجا قدر املستطاع‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ - 3‬مساعدته باملال والنفس إن كان‬
‫‪ - 4‬إذا أتيت بطعام فاجعله يف أكياس سوداء قبل دخول البيت حتى‬
‫ال يروا ما فيها لئلاَّ يتأملوا إن كانوا فقراء ال يستطيعون رشاء ما تشرتيه‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ - 5‬إذا وسع اهلل عليك فتوسع عىل جارك وتعطيه مما تأكل وترشب؛‬
‫َْ ََ ََ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ٍّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫ث الم َرقة‪َ ،‬وتعاهد‬
‫لقول رسول اهلل ‪« :H‬يا أبا ذر‪ ،‬إِذا طبخت فأك ِرِ‬
‫َ َ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫ريانك»‪ .‬‬ ‫ج‬
‫ِ‬

‫‪ - 6‬مشاركته يف أحزانه وأفراحه ما مل يكن يف ذلك معصية‪.‬‬


‫‪243‬‬
‫‪ - 7‬النصح له‪ ،‬وإذا وجدته ال يصيل تدعوه إىل الصالة بالرفق واللني‪،‬‬
‫وأن تعطيه كت ًبا عن الصالة‪ ،‬وإذا وجدته يعيص اهلل تعاىل بمشاهدة األفالم‬
‫وسامع األغاين‪ ،‬أو وجدت نساءه متربجات فتعطيه كت ًبا حتذر من هذه املعايص‪.‬‬
‫‪ - 8‬زيارته إذا مرض‪.‬‬
‫‪ - 9‬السؤال عنه إذا افتقدته‪.‬‬

‫�أما اجلار الكافر فله �آداب �أخرى‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫‪ - 1‬أن ال تظلمه وال تؤذيه‪.‬‬
‫ليْ ُ َ‬
‫‪- 2‬أن ال تبدأه بسالم؛ لقول رسول اهلل ‪« :H‬ال تبدءوا ا َهود‬

‫بالسالم» [مسلم]‪ ،‬ألهنم يقولون‪ :‬السام عليكم‪ ،‬ومعنى (السام عليكم) أي‪:‬‬
‫َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫املوت واهلالك‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا سلم عليكم أهل الك ِ‬
‫اب‬ ‫ِت‬
‫َُ ُ َ َْ ُ‬
‫[ابلخاري‬ ‫فقولوا‪ :‬وعليك ْم»‪ .‬‬
‫ومسلم]‬

‫مريضا برشط أن تدعوه إىل اإلسالم كام فعل‬


‫ً‬ ‫‪ - 3‬أن تزوره إذا كان‬
‫رسول اهلل مع الغالم اليهودي وقد أسلم‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ - 4‬أن تعطيه هدايا برشط أن ال يكون عن حب ومودة؛ فهذا منهي‬
‫عنه لقول اهلل ‪[ :D‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ] [املمتحنة‪ ،]8:‬فتكون املعاملة بالرب والقسط ال باحلب‬
‫‪H‬‬ ‫واملودة؛ ألن اهلل ال حيب الكافرين‪ ،‬ولكن احلب هلل وللرسول‬
‫‪244‬‬
‫وللمؤمنني‪.‬‬

‫ثام ًنا‪ -‬الآداب مع امل�سلمني‪:‬‬


‫ويكون ذلك بام ييل‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫‪ -1‬عدم أذى املسلمني‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬المسل ُِم من‬
‫ُ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ىَ‬ ‫ََ َ ُْ َ‬ ‫َ َ ُْ ْ ُ َ ْ َ‬
‫اهلل َعن ُه» [ابلخاري ومسلم]‪،‬‬ ‫ج ُر من هج َر ما نه‬
‫سلِم المسلِمون مِن ل ِسان ِ ِه وي ِده ِ والمها ِ‬
‫َ لهُ ُ ْ‬ ‫َ ُ ُْ ْ ُ ُ ٌ‬
‫وقال رسول اهلل ‪ِ « :H‬سباب المسل ِِم فسوق‪َ ،‬وق ِتا ُ كف ٌر»‪.‬‬

‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬

‫‪ -2‬تعظيم حرمات املسلمني‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬


‫[الحج‪]30:‬‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ]‪ .‬‬
‫َ‬ ‫ْ حَ ْ‬ ‫شرَّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ب امرى ٍء م َِن ال ِّ أن ي ِق َر أخاهُ»‬
‫«بس ِ‬ ‫وقال رسول اهلل ‪ :H‬حِ‬
‫[مسلم]‪ ،‬وقال عبد اهلل بن عمر ذات مرة وهو يشري إىل الكعبة‪« :‬إين أعلم‬

‫حرمتك‪ ،‬وحرمتك عند اهلل عظيمة‪ ،‬وحرمة املسلم عند اهلل أعظم من حرمتك»‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُْ ْ‬
‫‪ -3‬قضاء حوائجهم‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬المسل ُِم أخو‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫كاَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ُ ْ لاَ َ ْ ُ ُ لاَ ُ ْ ُ ُ َ ْ كاَ َ‬
‫المسل ِِم‪ ،‬يظلِمه َو يسلِمه‪ ،‬من ن فيِ حاج ِة أخِي ِه‪ ،‬ن اهلل فيِ حاجتِ ِه‪َ ،‬ومن ف َّرج‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫َ ْ ُ َ ُ ْ َ ً ْ ُ َ َ ْ ِ ْ َ َ َ َ ْ َ رَ َ ُ ْ ً‬ ‫َع ْن ُم ْسلِم ُك ْر َب ًة‪َ ،‬ف َّر َج ُ‬


‫ت مسلِما‬ ‫اهلل ‪ ‬عنه بِها كربة مِن كر ِب يوم ال ِقيامةِ‪ ،‬ومن س‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬
‫َ رَ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ته اهلل يوم ال ِقيامةِ»‪ .‬‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬النصح للمسلمني‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ّ :H‬‬
‫«ادلين انلَّ ِصيحة»‬
‫ْ‬
‫‪245‬‬ ‫[مسلم]‬ ‫قلنا‪ :‬ملن؟ قال‪« :‬هلل َول َِر ُسولهِ ِ ولكتابه وألئمة ال ُمسلمني ولعامتهم»‪.‬‬
‫‪ -5‬الفرح لفرحهم واحلزن حلزهنم‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫اش َت ىَك م ِْن ُه يَ ْ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ِّ ْ َ َ َ مُ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ جْ َ َ‬ ‫«م َث ُل ال ْ ُم ْؤمن َ‬
‫َ‬
‫ش ٌء‪،‬‬ ‫السدِ‪ ،‬إِذا‬ ‫ني فيِ توادهِم‪ ،‬وتراح ِِهم‪ ،‬وتعاط ِف ِهم مثل‬ ‫ِِ‬
‫َّ َ لحْ ىَّ‬
‫الس ِد بِالسه ِر َوا ُم» [ابلخاري ومسلم]‪.‬‬
‫َ َ ىَ لهَ ُ َ ُ جْ َ َ‬
‫تداع سائ ِر‬
‫لاَ ُ ْ‬
‫‪ -6‬حتب هلم ما حتب لنفسك‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪ « :H‬يؤم ُِن‬
‫ْ‬ ‫َ حُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ىَّ حُ‬
‫أحدك ْم حت يِ َّب لأِ خِي ِه ما يِ ُّب لنِ َف ِس ِه»‪.‬‬

‫‪ -7‬تنرصه إن كان مظلو ًما‪ ،‬ومتنعه من ظلمه إن كان ظا ًملا؛ لقول‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬انرص أخاك ظالما أو مظلوما‪ ،‬إن اكن أخوك ظالما فانرصه ىلع‬
‫ً‬
‫من ظلمه‪ ،‬وإن اكن ظالما فرده عن الظلم»‪.‬‬

‫‪ -8‬أن تتعاون معهم عىل الرب والتقوى‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯭ ﯮ ﯯ‬


‫[المائدة‪]2:‬‬ ‫ ‬‫ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ]‪.‬‬
‫لاَ َ ْ رُ ُ َ ْ ٌ َ ْ ً‬
‫‪ -9‬سرت عوراهتم‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪ « :H‬يست عبد عبدا فيِ‬
‫ُّ ْ َ لاَّ َ رَ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫اهلل ي ْوم ال ِقيامةِ»‪.‬‬ ‫ادلنيا‪ ،‬إ ِ سته‬
‫لاَ‬
‫‪ -10‬عدم احلقد واحلسد والتباغض‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬‬
‫ْ ً‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫لاَ تحَ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ لاَ َ َ َ ُ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫تقاطعوا‪َ ،‬و تباغضوا‪َ ،‬و َاسدوا‪َ ،‬وكونوا عِباد اهللِ إِخ َوانا»‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -11‬عدم هجران املسلمني فوق ثالث؛ لقول رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ َ َ اَ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫لاَ حَ ُّ‬
‫« يِل ل ُِمسل ٍِم أن َيه ُج َر أخاهُ ف ْوق ثل ٍث» [ابلخاري]‪ ،‬ولكن إذا كنت ستهجره‬
‫بسبب معصيته هلل تعاىل حتى ينزجر ويرجع فيجوز هجره أكثر من ذلك إن‬
‫كان سينزعج من هجرانك‪ ،‬وقد ألف السيوطي ‪ ‬كتا ًبا يف ذلك وسامه‪:‬‬
‫‪246‬‬
‫«الزجر باهلجر»‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلصالح بني املسلمني‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡ] [احلجرات‪ ،]10:‬وقال تعاىل‪[ :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫َ ْ َ ْ َ َّ ُ لذَّ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ] [النساء‪ ،]114:‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬ليس الكذاب ا ِي‬
‫َ يرْ َ َ ُ ُ َ يرْ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ ْ ُ َينْ‬
‫[مسلم]‬ ‫يصلِح ب َ انلَّ ِ‬
‫اس فين يِم خ ًا أ ْو يقول خ ًا»‪ .‬‬

‫‪ -13‬اتباع جنازته‪ ،‬ورد السالم وزيارته إن مرض‪ ،‬قال رسول اهلل‬


‫َْ ُ‬ ‫َ َُ َْ‬ ‫مَ ْ ٌ َ ُّ َّ اَ‬ ‫لَىَ ْ ُ ْ‬ ‫َ ُّ ْ ُ ْ‬
‫يض‪َ ،‬وتش ِميت‬
‫‪« :H‬حق المسل ِِم ع المسل ِِم خس‪ :‬رد السل ِم‪َ ،‬وعِيادة الم ِر ِ‬
‫َ َ َ ُ َّ ْ‬ ‫َ ِّ َ ُ جْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ادلع َوة ِ»‪.‬‬ ‫النائ ِِز‪ ،‬وإِجابة‬ ‫العاط ِِس‪ ،‬واتباع‬

‫[ابلخاري ومسلم] [انظر‪ :‬رشح رياض الصاحلني للشيخ ابن عثيمني]‬ ‫ ‬

‫تا�س ًعا‪� -‬آداب اال�ستئذان‪:‬‬


‫قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ] [النور‪ ،]59:‬ومن آداب االستئذان التي علمناها عن رسول اهلل‬
‫‪ H‬ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تستأذن ثال ًثا‪ ،‬فإن مل يؤذن لك فارجع‪ ،‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ْ ْ َ ُ َ اَ ً َ ْ ُ َ َ َ َ لاَّ َ ْ ْ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫جع»‪.‬‬
‫«الاِ ستِئذان ثلثا‪ ،‬فإِن أذِن لك‪ ،‬وإ ِ فار ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -2‬أن ال تكون أمام الباب ونظرك يكون يف األرض‪ ،‬لقول رسول اهلل‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ ُ ْ َ ْ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫‪« :H‬إِنما ج ِعل الاِ ستِئذان مِن أج ِل انلَّظ ِر»‪.‬‬

‫‪ -3‬ال تدخل البيت حتى يؤذن لك‪ ،‬فقد ورد أن رجلاً من بني عامر‬
‫استأذن عىل النبي ‪ H‬وهو يف بيت فقال‪ :‬أألج؟ فقال رسول اهلل‬
‫‪247‬‬ ‫ْ ْ لىَ َ َ َ َ ِّ ْ ُ ْ ْ َ َ ُ ْ لهَ ُ‬
‫َّ اَ ُ َ َ ْ ُ‬
‫‪ H‬خلادمه‪« :‬اخ ُرج إ ِ هذا فعلمه الاِ ستِئذان‪َ ،‬وقل ُ‪ :‬ق ِل‪ :‬السلم عليك ْم‬
‫َ َ لهَ‬ ‫َّ اَ ُ َ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َّ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ََ ْ ُ ُ‬
‫ب‪H‬‬ ‫ك ْم أأ ْد ُخ ُل؟ فأذ َِن ُ انلَّ ُّ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫الس‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ع‬‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫"‬ ‫؟‬ ‫ل‬ ‫أأدخ‬
‫يِ‬
‫َّ َ َ َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫َو َسل َم ف َدخل»‪ .‬‬
‫‪ -4‬إن قيل لك‪ :‬ارجع‪ ،‬فارجع‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬
‫ﭢﭣﭤ] [انلور‪ ،]28 :‬فلعل صاحب البيت عنده ظروف‪ ،‬أو غري ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تتصل هاتف ًّيا قبل أن تذهب‪ ،‬حتى يستعد الستقبالك‪ ،‬أو‬
‫يعطيك ميعا ًدا ليستعد للقائك‪.‬‬
‫‪ -6‬اختيار األوقات املناسبة‪.‬‬
‫‪ -7‬البد لألطفال أن يستأذنوا ثالث مرات يف اليوم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫[ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫[النور‪]58:‬‬ ‫ ‬
‫ﯚ]‪.‬‬

‫أ‪ -‬قبل صالة الفجر‪.‬‬


‫ب‪ -‬حني تضعون ثيابكم من الظهرية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬من بعد صالة العشاء‪.‬‬
‫البسا ثيا ًبا ال جيوز أن يراه أحد هبا‪.‬‬
‫ألن اإلنسان يكون ً‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫عا�شرا‪� -‬آداب ال�ضيف‪:‬‬
‫ً‬
‫َُْ ْ ْ‬ ‫آْ‬ ‫ليْ‬ ‫َ ْ كاَ َ ُ ْ‬
‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من ن يؤم ُِن بِاهللِ َوا َ ْو ِم الخ ِِر فليك ِرم‬
‫َ َْ ُ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ضيفه»‪.‬‬

‫�أ ‪� -‬آداب امل�ست�ضاف‪:‬‬ ‫‪248‬‬


‫‪ -1‬أن يتصل هاتف ًّيا قبل الذهاب حتى يستعد من يريد زيارته والنزول‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يستأذن ثالث مرات‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يقف أمام الباب‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يغض برصه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال جيلس أمام الباب حتى ال يرى من يف البيت‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يأخذ ما يعطونه من طعام أو رشاب‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا خيرِّ بني طعامني أو رشابني خيتار أيرسمها‪.‬‬
‫‪ -9‬أن ال يطيل عليهم يف الزيارة‪.‬‬
‫‪ -10‬أن ال يذهب إليهم يف األوقات الثالثة التي سبق اإلشارة إليها‪.‬‬
‫َ ْ َْ َ ََ ْ َ ْ‬ ‫ُ َْ‬
‫‪ -11‬أن يدعو ملن أطعمه‪ ،‬مثل أن يقول‪« :‬الله َّم أط ِع ْم من أطعمنا َواس ِق من‬
‫َ َ‬
‫َسقانا»‪ ،‬فقد ورد ذلك عن رسول اهلل ‪.H‬‬
‫‪ -12‬أن يأمر باملعروف وينهى عن املنكر إذا وجد إىل ذلك سبيلاً‬
‫باحلكمة والرفق واللني‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫ب‪� -‬آداب امل�ست�ضيف‪:‬‬


‫‪ -1‬تعجيل الطعام فهذا من إكرام الضيف‪.‬‬
‫‪ -2‬تقدم شي ًئا للضيف يأكله حتى هيدأ جوعه‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم الفاكهة قبل الطعام‪ ،‬وذلك أصلح يف الطب‪ ،‬وقد قال تعاىل‪:‬‬
‫‪249‬‬
‫[الواقعة‪]21-20:‬‬ ‫ ‬
‫[ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ]‪.‬‬
‫‪ -4‬تقدم كل ما عندك من أنواع الطعام‪.‬‬
‫‪ -5‬تداعبه وتالطفه بالكالم حتى ال يستحي‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا وجدته مستح ًيا تقول له‪ :‬سأذهب إىل املطبخ حتى أحرض شي ًئا‪،‬‬
‫حتى يستطيع أن يأكل‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تقدم للضيف ما يكفيه من الطعام‪.‬‬
‫‪ -8‬تشعر الضيف بأنك سعيد بضيافته وتبتسم يف وجهه‪.‬‬
‫‪ -9‬أن تطيب له الكالم‪ ،‬وعند الدخول‪ ،‬وعند اخلروج‪ ،‬وعند الطعام‪،‬‬
‫وعند الرشاب‪.‬‬
‫ ‬ ‫‪ -10‬أن خترج مع ضيفك إىل خارج البيت لتوصيله‪.‬‬
‫[خمترص منهاج القاصدين]‬ ‫ ‬
‫احلادي ع�شر‪� -‬آداب الطعام وال�شراب‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تعلم أن اهلل تعاىل هو الذي أنعم عليك هبذه النعمة‪.‬‬
‫تسم َي اهلل‪ ،‬وتأكل بيمينك‪ ،‬وتأكل مما يليك‪ ،‬قال رسول اهلل‬
‫‪ -2‬أن ِّ‬
‫َ لُ ْ َّ‬ ‫لُ ْ َ‬ ‫‪ H‬لعمر بن أيب سلمة ‪« :‬يا غالم‪ِّ ،‬‬
‫سم اهلل‪ ،‬وك بِي ِمينِك‪َ ،‬وك مِما‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ‬
‫ِيك» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وإذا نسيت تقول «بسم اهلل أوهل وآخره»‪.‬‬ ‫يل‬

‫‪ -3‬أن تأكل من أسفل الصحفة‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إذا‬


‫ْ َ‬ ‫ً‬
‫أكل أحدكم طعاما فال يأكل من أىلع الصحفةِ‪ ،‬ولكن يلأكل من أسفلها‪ ،‬فإن الربكة‬

‫[صحيح أيب داود]‬ ‫تزنل من أعالها»‪ .‬‬ ‫‪250‬‬


‫‪ -4‬ال تتنفس يف اإلناء‪ ،‬فعن ابن عباس ‪ ‬أن النبي ‪ H‬هنى أن‬
‫[صحيح أيب داود]‬ ‫ ‬
‫يتنفس يف اإلناء أو ينفخ فيه‪.‬‬

‫‪ -5‬ال تأكل متك ًئا أو مضطج ًعا‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬أما أنا‬
‫ً‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫فال آكل متكئا»‪.‬‬
‫َ عاَ َ ُ ُ‬
‫‪ -6‬ال تعيب الطعام‪ ،‬فعن أيب هريرة ‪ ‬قال‪« :‬ما ب َرسول اهللِ‬
‫َ َ ً َ ُّ كاَ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫‪ H‬طعاما قط‪ ،‬ن إِذا اشتهاه أكله وإِن ك ِرهه تركه»‪.‬‬

‫‪ -7‬ال تأكل من وسط اإلناء‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬الربكة تنزل‬


‫[صحيح أبو داود]‬ ‫وسط الطعام فلكوا من حافتيه وال تأكلوا من وسطه»‪.‬‬

‫‪ -8‬استحباب األكل بثالثة أصابع‪ ،‬فعن كعب بن مالك ‪ ‬قال‪:‬‬


‫كاَ َ َ ْ ُ ُ َ اَ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫[مسلم]‬ ‫«رأيت الرسول اهلل ‪ H‬ن يأكل بِثلث ِة أصابِع ‪ ،‬فإِذا ف َرغ ل ِعقها»‪.‬‬
‫َ َ ََ‬
‫‪ -9‬لعق األصابع بعد األكل‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا أكل‬
‫َ ىَّ َ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ً َ اَ َ ْ َ ْ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫أحدك ْم طعاما‪ ،‬فل يمسح أصابعه حت يلعقها»‪.‬‬

‫‪ُ -10‬يستحب أخذ اللقمة إذا سقطت ثم مسحها وأكلها؛ فقد قال‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما اكن بها من‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أذى ويلأكلها وال يدعها للشيطان‪ ،‬وال يمسح يده باملنديل حىت يلعق أصابعه‪ ،‬فإنه ال‬

‫[مسلم]‬ ‫ ‬ ‫يدري يف أي طعامه الربكة»‪ .‬‬


‫َ َ ُ‬
‫‪ -11‬تكثري األيدي عىل الطعام‪ ،‬فقد قال رسول اهلل ‪« :H‬طعام‬
‫َّ اَ َ َ َ َ ُ َّ اَ َ َ ْ لأْ َ َ َ َ‬ ‫ْ َينْ َ ْ‬
‫‪251‬‬ ‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫الاِ ثن ِ يكفيِ اثللثة‪َ ،‬وطعام اثللث ِة يكفيِ ا ْربعة»‪.‬‬

‫‪ -12‬استحباب الرشب ثال ًثا‪ ،‬والتنفس خارج اإلناء؛ فعن أنس ‪‬‬

‫[ابلخاري]‬ ‫أن رسو ل اهلل ‪ H‬كان يتنفس يف الرشاب ثال ًثا‪.‬‬


‫ ‬
‫‪ -13‬كراهية النفخ يف الرشاب‪ ،‬فعن ابن عباس ‪ ‬أن النبي ‪H‬‬

‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬‫هنى أن يتنفس يف اإلناء أو ينفخ فيه‪.‬‬


‫‪ -14‬جواز الرشاب قائماً ‪ ،‬واألفضل الرشب قاعدً ا‪ ،‬فعن ابن عباس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫«سقي ُت انليب ‪ H‬م ِْن َز ْم َز َم‪ ،‬فشرَ ِ َب َو ُه َو قائ ٌِم» [ابلخاري]‪ ،‬وقال‬ ‫‪ ‬قال‪:‬‬
‫لاَ َشرْ َ َ َّ َ َ ٌ ْ ُ َ‬
‫ك ْم قائ ًِما»‪ ،‬والنهي ليس هني حتريم‪.‬‬ ‫رسول اهلل ‪ « :H‬ي بن أحد مِن‬

‫‪ُ -15‬يستحب لساقي القوم أن يرشب آخرهم‪ ،‬قال رسول اهلل‬


‫َْ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫«ساقيِ الق ْو ِم آخ ُِر ُه ْم»‪.‬‬
‫ ‬ ‫َ‬
‫‪:H‬‬
‫‪ -16‬حيرم األكل والرشب يف آنية الذهب والفضة‪ ،‬فقد قال‬
‫ْ َ َ َ ْ َّ َ َّ َ يجُ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ رَ َ‬
‫جر فيِ بطنِ ِه‬
‫ب أو ف ِض ٍة ‪ ,‬فإِنما ر ِ‬
‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫رسول اهلل ‪ « : H‬من ِ‬
‫شب فيِ إِن‬
‫َ َ َ َ َّ‬
‫[ابلخاري]‬ ‫ ‬ ‫ار جهن َم »‬ ‫ن‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫َ َ أَ َ َ‬
‫آد يَ ُّ‬
‫م‬ ‫‪ -17‬عدم اإلكثار من الطعام‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ما مل‬
‫َ ْ ُ ْ َ َ َ َ اَ ٌ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ َ ْ كاَ َ لاَ حَ َ َ َ َ ُ ُ ٌ‬ ‫عاَ ً رَ ًّ ْ َ ْ‬
‫شا مِن بط ٍن‪ ،‬حسب اب ِن آدم أكلت ي ِقمن صلبه‪ ،‬فإِن ن مالة‪ ،‬فثلث‬ ‫وِ ء‬
‫ُُ ٌ َ‬ ‫ُ ُ ٌ شرَ‬ ‫َ َ‬
‫ل ِطعا ِم ِه‪َ ،‬وثلث ل ِ َ اب ِ ِه‪َ ،‬وثلث لنِ َف ِس ِه»‪.‬‬

‫‪ -18‬أن حتمد اهلل تعاىل بعد الطعام والرشاب‪ ،‬قال رسول اهلل‬ ‫‪252‬‬
‫‪« :H‬إن اهلل تعاىل لريىض ىلع العبد يأكل األكلة فيحمده عليها ويرشب‬

‫[مسلم] [وانظر رشح رياض الصاحلني وخمترص منهاج القاصدين]‬ ‫الرشبة فيحمده عليها»‪.‬‬

‫الثاين ع�شر‪� -‬آداب زيارة املري�ض‪:‬‬


‫َ َ َّ‬ ‫َ ْ عاَ َ َ ً َ ْ َ َ َ ً لهَ‬
‫ار أخا ُ فيِ اهللِ ع َّز َوجل‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬من د م ِريضا أو ز‬
‫ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ َ َ جْ َ َّ َ نزْ لاً‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َُ‬
‫الس َماءِ‪ :‬طِبت‪ ،‬وطاب ممشاك‪ ،‬وتبوأت مِن الن ِة م ِ » [صحيح اجلامع]‪،‬‬ ‫ناداهُ منا ٍد مِن‬
‫ولزيارة املرىض آداب؛ من أمهها ما ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ختلص النية هلل يف عيادة املريض‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تتصل به هاتف ًّيا حتى يستعد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال تذهب إليه يف األوقات الثالثة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تنوي إدخال الرسور عىل املريض‪.‬‬
‫‪ -5‬ال تطيل يف الزيارة عىل املريض حتى ال تشق عليه إال إذا علمت‬
‫أنه حيب أن جتلس معه‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تدعو له باألدعية النبوية‪ ،‬مثل‪« :‬ال بأس‪ ،‬طهور إن شاء اهلل»‪ ،‬أو جتعل‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ً َ ُ ُ‬
‫املريض يضع يده ىلع موضع األلم ويقول‪« :‬بسم اهلل ‪ -‬ثالثا‪-‬أعوذ ب ِ ِع َّزة ِ اهللِ َوقد َرت ِ ِه مِن‬
‫رَ ِّ َ َ ُ ُ َ‬
‫جد َوأحاذ ُِر»‪.‬‬
‫ش ما أ ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -7‬تصرب املريض وتذكره برمحة اهلل وفضائل الصرب والرضا‪.‬‬


‫‪ -8‬أ ن ال تكون سب ًبا يف يأسه من احلياة‪ ،‬كأن تقول‪ :‬فالن مات هبذا‬
‫املرض‪ ،‬وغري ذلك؛ ألنك تؤمل املريض هبذا الكالم‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا كان املريض ال يصيل بحجة املرض وعدم الطهارة فتعلمه أن‬
‫‪253‬‬
‫ِّ‬
‫فليصل‪ ،‬ويتطهر‪ ،‬أو أن يتيمم‪ ،‬وأن يصيل‬ ‫األمر ُيرس‪ ،‬وعىل قدر استطاعته‬
‫حسب ما يستطيع‪.‬‬
‫‪ -10‬أن تستغل الفرصة بأن تذكره باهلل تعاىل وبالتوبة واالستغفار‬
‫ورد املظامل‪.‬‬
‫[انظر‪ :‬رشح رياض الصاحلني]‬ ‫‪ -11‬أن تتذكر نعمة اهلل تعاىل عليك‪.‬‬

‫الثالث ع�شر‪� -‬آداب ال�صحبة‪:‬‬


‫الصفات التي جيب أن تكون يف الصاحب‪:‬‬
‫ْ لاَّ ُ ْ ً‬ ‫لاَ ُ َ‬
‫‪ -1‬اإليامن والتقوى‪ ،‬قال رسول اهلل ‪ « :H‬تصاحِب إ ِ مؤمِنا‪،‬‬
‫َ لاَ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ لاَّ‬
‫ق»‪.‬‬‫ك إ ِ تَ يِ ٌّ‬ ‫و يأكل طعام‬

‫ِيس‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِيس الصال ِحِ َوجل ِ‬‫الل ِ‬‫«م َث ُل جْ َ‬
‫َ‬
‫‪ - 2‬الصالح‪ ،‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫ِري»‪.‬‬
‫ك‪ ،‬وناف ِخِ الك ِ‬ ‫السوءِ كحام ِِل ال ِمس ِ‬

‫‪ - 3‬الصحبة يف اهلل‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬قال اهلل تعاىل تبارك‬


‫ين َّ َوال ْ ُم َت َباذل َ‬
‫ِني فيِ َّ »‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ْ ُ زَ َ‬ ‫َ َ َ ْ حَ َ َّ ْ ُ َ َ ِّ َ َّ َ ْ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫او ِر فيِ‬
‫وتعاىل‪ :‬وجبت مبتيِ ل ِلمتحابني فيِ والمتجال ِِسني فيِ والمت ِ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫�آداب امل�سلم يف نف�سه‪:‬‬
‫‪ -1‬حسن اخللق‪ ،‬قال رسول اهلل ‪«:H‬إن من َأ ْك َمل ال ْ ُم ْؤمن َ‬
‫ني‬‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫حُ‬ ‫َ ً َ ْ َ ُُ ُ ًُ‬
‫إِيمانا أحسنه ْم خلقا» [صحيح اجلامع]‪ ،‬وقال ‪« :‬إن املؤمن يلدرك بسن اخللق درجات‬

‫قائم الليل وصائم وانلهار» [صحيح اجلامع]‪ ،‬وقال‪« :‬ما من يشء أثقل يف مزيان املؤمن‬
‫‪254‬‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫يوم القيامة من خلق حسن وإن اهلل يبغض الفاحش ابلذيء»‪.‬‬
‫جْ َ َّ‬ ‫لحْ َ َ ُ َ لإْ َ َ لإْ َ ُ‬
‫النةِ»‪،‬‬ ‫‪ -2‬احلياء‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ا ياء مِن ا ِ يم ِ‬
‫ان‪ ،‬وا ِ يم فيِ‬
‫ان‬
‫لحْ َ َ َ لاَ َ ْ لاَّ َيرْ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اء يأ يِت إ ِ خِب ٍ»‪.‬‬ ‫وقال‪ « :‬ا ي‬
‫َ ٌ حُ ُّ ِّ َ‬
‫الرفق»‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الرفق واللني‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إن اهلل رفِيق يِب‬
‫َ‬
‫‪ - 4‬طالقة الوجه‪ ،‬والكالم الطيب‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬ال‬
‫َ َ ُّ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫تحَ ْ َ‬
‫ِقرن مِن المعروف شيئا‪ ،‬ولو أن تلىق أخاك بوجه طليق» [مسلم]‪ ،‬وقال‪« :‬تبسمك فيِ‬
‫ْ َ َ َ َ ٌَ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ ‬ ‫َوج ِه أخِيك صدقة»‪.‬‬
‫َ‬
‫َرف َع ُه ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اهلل»‪.‬‬ ‫‪ -5‬التواضع‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬من ت َواضع للِهَِّ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الرابع ع�شر‪�:‬آداب الكالم‪:‬‬


‫لَ َ َ‬ ‫َّ َ ْ َ ليَ َ لَ َّ‬
‫خطورة اللسان‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن العبد َتك ُم بِالكِمةِ‪ ،‬ما‬
‫َّ َ ْ َ َ َّ َينْ َ َ شرْ‬ ‫َ َ َينَّ ُ َ َ ُّ َ‬
‫الم ِ ِق واملغرب» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وقال‬ ‫ار أبعد مِما ب‬
‫يتب فِيها‪ ،‬ي ِزل بِها فيِ انل ِ‬
‫َّ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َّ َّ َ‬
‫ار ىلع ُوجوه ِِه ْم إال حصائ ِد أل ِسنتِ ِه ْم؟»‬‫َّ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬وهل يكب انلاس فيِ انل ِ‬
‫[صحيح اجلامع]‪ ،‬وعن عقبة بن عامر قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل ما النجاة؟ قال‪:‬‬
‫َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ْ لَىَ َ َ َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ك ع خ ِطيئتِك»‬
‫«أم ِسك عليك ل ِسانك وليسعك بيتك واب ِ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫هذا و�إن من �آداب الكالم ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬تشغل لسانك بذكر اهلل‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬مثل اذلي‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يذكر ربه واذلي ال يذكر ربه كمثل اليح وامليت» [ابلخاري ومسلم]‪ ،‬وقال رسول اهلل‬
‫‪« :H‬سبق املفردون» قالوا‪ :‬وما املفردون يا رسول اهلل؟ قال‪« :‬اذلاكرون‬
‫‪255‬‬ ‫َ لاَّ ُ ْ َ ُ ْ َيرْ َ ْ َ ُ‬
‫كثريا» [مسلم]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬أ أنبِئكم خِب ِ أعمال ِك ْم‬ ‫ً‬ ‫اهلل‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ كاَ َ ْ َ‬
‫ب َوال َو َر ِق‪،‬‬
‫وأز ها عِند مليككم وأرفعها يف درجاتكم‪ ،‬وخري لكم من إِعطاءِ اذله ِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ ُ َ َضرْ ُ َ ْ َ َ ُ َضرْ ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ يرْ َ ُ‬
‫َوخ ٍ لك ْم مِن أن تلق ْوا عد َّوك ْم فت ِ بوا أعناقه ْم َوي ِ بوا أعناقك ْم؟»‪ ،‬قالوا‪ :‬بىل!‬

‫قال‪« :‬ذكر اهلل»‪.‬‬


‫َ ْ كاَ َ‬
‫‪ -2‬أن يتكلم بخري أو يصمت‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬من ن‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ يرْ َ‬ ‫آْ‬ ‫ليْ‬ ‫ُْ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫يؤم ُِن بِاهللِ َوا َ ْو ِم الخ ِِر فليقل خ ًا أ ْو ليِ َصمت»‪.‬‬
‫ْ ُ ْ‬
‫‪ - 3‬أال يتدخل املرء فيام ال يعنيه‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬مِن حس ِن‬
‫ْ اَ ْ َ َ ُ ُ َ لاَ َ ْ‬
‫[صحيح الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫إِسل ِم الم ْرءِ ت ْركه ما يعنِي ِه»‪.‬‬

‫اخلام�س ع�شر‪� -‬آداب ال�سالم‪:‬‬


‫قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ] [النساء‪،]86:‬‬
‫لاَ َ ْ ُ ُ جْ َ َّ َ َ ىَّ ُ ْ ُ لاَ ُ َ ِّ ُ َ ىَّ تحَ ُّ‬
‫النة حت تؤمِنوا َو تؤمنوا حت َابوا‪،‬‬ ‫وقال رسول اهلل ‪ « :H‬تدخلوا‬
‫َ‬
‫ك ْم»‪ ،‬وقال‪« :‬أ ْ‬ ‫َّ اَ َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ لاَ َ ُ ُّ ُ ْ لَىَ يَ ْ َ َ َ ْ ُ ُ تحَ َ ْ ُ‬
‫فشوا‬ ‫ش ٍء إِذا فعلتموهُ َاببت ْم؟ أفشوا السلم بين‬ ‫أو أدلكم ع‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ٌ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ‬
‫بسالم» [صحيح اجلامع]‪،‬‬ ‫السالم‪َ ،‬وأط ِعموا الطعام‪َ ،‬وصلوا َوانلّاس نِيام‪ ،‬تدخلوا اجلنة‬
‫ومن آداب السالم ما ييل‪:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -1‬أن السنة يف السالم أن تقول‪( :‬السالم عليك) إذا كان املسلم عليه‬
‫واحدً ا‪ ،‬وإذا كانوا مجاعة تقول (السالم عليكم)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن األفضل يف رد السالم أن يزيد اإلنسان مقولة‪( :‬ورمحة اهلل‬
‫وبركاته)؛ لآلية السابقة‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫‪ -3‬أن الرسول ‪ H‬أمر به‪ ،‬فعن الرباء بن عازب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫«أمرنا رسول اهلل ‪ H‬بسبع»‪ ،‬وذكر منها‪« :‬إفشاء السالم»‪[ .‬ابلخاري ومسلم]‬

‫‪ -4‬إلقاء السالم عىل من عرفت ومن مل تعرف من املسلمني‪ ،‬فقد سأل‬


‫َ‬
‫رسول اهلل ‪ H‬أي اإلسالم خري؟ قال‪« :‬تطعم الطعام وتقرأ السالم‬ ‫ٌ‬
‫رجل‬
‫ىلع من عرفت ومن لم تعرف»‪.‬‬

‫‪ -5‬تقول‪( :‬السالم عليكم ورمحة اهلل)‪ ،‬وال تقول‪( :‬سالم عليكم)‪.‬‬

‫‪ -6‬كيف تسلم عىل النائم؟ عن املقداد يف حديثه الطويل قال‪« :‬كنا نرفع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للنيب ‪ H‬نصيبه من اللنب فييجء من الليل فيسلم تسليما ال يوقظ نائما‬
‫[مسلم]‬ ‫ويسمع ايلقظان»‪ .‬‬
‫لَىَ‬ ‫‪ -7‬من يسلم عىل من؟ قال رسول اهلل ‪« :H‬ي ُ َسلِّ ُم َّ‬
‫الراك ُِب ع‬
‫َ ْ َ ُ لَىَ ْ َ‬ ‫لَىَ ْ َ‬ ‫ْ َ يِ َ ْ َ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫ري»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ِيل‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫يِ‬
‫اش‬ ‫م‬ ‫الماش‪ ،‬وال‬
‫ك ْم َأ َخاهُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫‪ -8‬تكرار السالم‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا ل يِق أحد‬
‫َ ْ ُ َ ِّ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ٌ َ ْ َ ٌ َ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ ُ َ ِّ َ َ ْ‬
‫ار‪ ،‬أ ْو حج ٌر‪ ،‬ث َّم ل ِقيه فليسل ْم علي ِه»‪.‬‬ ‫جد‬ ‫فليسلم علي ِه‪ ،‬فإِن حالت بينهما شجرة أو ِ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫ ‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪H‬‬ ‫‪ -9‬استحباب السالم إذا دخلت البيت‪ ،‬قال رسول اهلل‬


‫َ ُ يَ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ِّ ْ لَىَ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ً َ َ ْ َ‬
‫ألنس بن مالك‪« :‬يا بن‪ ،‬إِذا دخلت بيتك فسلم ع أه ِل بيتِك يكن بركة عليك‬
‫َْ‬
‫[حسنه الرتمذي]‬ ‫َو َعلي ِه ْم»‪ .‬‬

‫‪257‬‬ ‫‪ -10‬استحباب السالم إذا قام من املجلس‪ ،‬قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫َ ْ ُ َ ِّ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ ِّ ْ َ َ ْ َ لأْ ُ لىَ‬ ‫َ ْ َ ىَ َ َ ُ ُ ْ لىَ ْ َ ْ‬
‫تا و‬ ‫«إِذا انته أحدكم إ ِ المجل ِِس فليسلم‪ ،‬فإِذا أراد أن يقوم فليسلم‪ ،‬فليس ِ‬
‫آْ‬ ‫َ‬
‫[صحيح اجلامع]‬ ‫بِأ َح ِّق م َِن الخ َِرة ِ»‪ .‬‬
‫َ َّ ُ َ َّ لَىَ ْ َ‬
‫‪ -11‬يستحب السالم عىل الصبيان‪ ،‬عن أنس‪« :‬أنه مر ع ِصبي ٍ‬
‫ان‬
‫َ َ َّ َ َ ْ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫فسل َم علي ِه ْم وقال‪ :‬اكن رسول اهلل ‪ H‬يفعله»‬

‫‪ -12‬جيوز السالم عىل النساء برشوط؛ أن تأمن الفتنة عىل نفسك‪ ،‬وأن‬
‫تكون كبرية يف السن‪ ،‬واألفضل ي ُك َّن جمموعة‪ ،‬وأن يك َّن جريان ََك‪ ،‬فعن أسامء‬
‫َْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ب ‪ H‬فيِ ن ِس َو ٍة ف َسل َم َعلي َنا»‪[ .‬صحيح أيب داود]‪،‬‬
‫«م َّر َعلي َنا انلَّ ُّ‬
‫يِ‬
‫َ‬
‫بنت زيد قالت‪:‬‬
‫وعن أم هاشم ‪ J‬قالت‪«:‬أتيت النبي ‪ H‬يوم الفتح وهو يغتسل‬
‫[صحيح ابلخاري]‬ ‫وفاطمة تسرته بثوب فسلمت»‪ .‬‬
‫‪ -13‬حيرم السالم عىل املرأة باليد‪ ،‬قال تعاىل‪ [ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ‬
‫ﮁ ﮂ] [النور‪ ،]30:‬فاهلل تعاىل حرم إطالق البرص فمن باب أوىل ملس‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ َ‬
‫املرأة‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪«:H‬ألن يطعن يف رأس أحدِكم ب ِ ِمخي ٍط مِن‬
‫ُّ لهَ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َّ‬
‫امرأ ٍة ال حتل » [صحيح اجلامع]‪ ،‬وعن أم املؤمنني‬ ‫حديد ٌ‬
‫خري هل مِن أن يمس يد‬
‫عائشة ‪ J‬أنه قالت‪ :‬ما مس النبي ‪ H‬يد امرأة قط‪ ،‬وكان إذا بايع‬
‫النساء يقول‪« :‬ال أصافح النساء»‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫لاَ‬
‫‪ -14‬حيرم أن تبدأ الكافر بالسالم‪ ،‬قال رسول اهلل ‪« :H‬‬
‫َ‬ ‫َّ اَ‬ ‫َ ْ َ ُ ليْ َ ُ َ‬
‫ود َولاَ انلَّ َص َ‬
‫ارى بِالسل ِم» [مسلم]‪ ،‬وقال رسول اهلل ‪« :H‬إِذا‬ ‫تبدءوا ا ه‬
‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ‬
‫[ابلخاري ومسلم]‬ ‫اب فقولوا‪َ :‬وعليك ْم»‪.‬‬ ‫سلم عليكم أهل الكِت ِ‬
‫حكم ال�سالم على امل�سلمني‪:‬‬ ‫‪258‬‬
‫لتعلم أخي احلبيب أن إلقاء السالم سنة مؤكدة‪ ،‬وأن رد السالم واجب‪،‬‬
‫[انظر‪ :‬رشح رياض الصاحلني]‬ ‫ ‬‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫أسباب فساد األوالد‬


‫‪ -1‬عدم الرتبية اإلسالمية؛ ألنك إن مل تقم برتبيته تربية إسالمية فإن‬
‫الذي يريب ولدك الشارع وأصحاب السوء والتلفزيون واإلنرتنت‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫‪ -2‬عدم االهتامم باألوالد‪ ،‬وعدم االهتامم بمشاكلهم وعدم مراقبتهم‪.‬‬


‫‪ -3‬الصاحب السوء؛ فإن أعظم سبب يف فساد األوالد هو الصاحب‬
‫السوء‪ ،‬وكام قيل‪« :‬الصاحب ساحب» إما أن يسحب صاحبه إىل اهلالك‪،‬‬
‫وإما إىل النجاة؛ ألنه ُيزين له احلق أو الباطل‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ‪:H‬‬
‫ْ لاَّ ُ ْ ً‬ ‫لاَ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ ُ َ ْ خُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ لَىَ‬
‫ِين خلِيلِ ِه‪ ،‬فلينظ ْر أحدك ْم من يال ِل»‪ ،‬وقال‪ « :‬تصاحِب إ ِ مؤمِنا‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫«المرء‬
‫َ َ‬ ‫«م َث ُل جْ َ‬ ‫َ لاَ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ لاَّ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِيس الصال ِحِ َوجل ِ‬
‫ِيس السوءِ كحام ِِل‬ ‫الل ِ‬
‫َ‬ ‫ك إ ِ تَ يِ ٌّ‬
‫ق»‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫و يأكل طعام‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ال ِمس ِك‪َ ،‬وناف ِخِ الكِريِ»‪ ،‬وتأمل قصة الرجل الذي قتل مائة نفس وذهب إىل‬
‫العامل وقال له‪ :‬هل يل من توبة؟ قال العامل‪ :‬ومن حيول بينك وبني التوبة‪،‬‬
‫أناسا يعبدون‬
‫ولكن اترك القرية قرية السوء‪ ،‬واذهب إىل قرية كذا فإن فيها ً‬
‫اهلل‪ ،‬فاعبد اهلل معهم؛ فدله العامل عىل أعظم سبب يعينه عىل التوبة؛ وهو‬
‫مصاحبة الصاحلني‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم العدل بني األوالد؛ فتفضل ولدً ا عىل اآلخر؛ فهذا يسبب‬
‫عقدة نفسية عند الطفل‪ ،‬وجيعله يكرهك ويكره إخوته‪ ،‬وحيقد عليهم‪،‬‬
‫ويكون سب ًبا يف إفساد بقية األوالد‪.‬‬
‫ونبيها فتقول‪ :‬هذا‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬احذر هذه الكلامت‪ ،‬مثل أن جتد الطفل ذك ًّيا‬
‫الولد سيكون سار ًقا‪ ،‬فإذا كرب الولد وكان طبي ًبا صار سار ًقا ليس عنده ضمري‪،‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫مدرسا أو عاملاً ‪ ،‬وإذا وجد الطفل قليل الفهم‪،‬‬
‫ً‬ ‫مهندسا أو‬
‫ً‬ ‫وكذلك إذا صار‬
‫تقول‪ :‬هذا الولد متخلف أو جمنون‪ ،‬وغريها من الكلامت التي جتعل عند‬
‫الطفل عقدة نفسية‪ ،‬فال ينمي الطفل املواهب التي عنده‪ ،‬ألن صفات اإلنسان‬
‫صفات جبلية ومكتسبة‪ ،‬فاجلبلية‪ ،‬أي‪ :‬خلقه اهلل عليها‪ ،‬كام قال رسول اهلل‬
‫ُ لهُ لحْ ْ‬ ‫ِيك َخ ْصلَتَينْ حُي ُّب ُه َما ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫‪260‬‬
‫اهلل َو َرسو ُ‪ :‬ا ِل َم‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ H‬ألشج عبد القيس‪« :‬إِن ف‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َََ‬ ‫لأْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫َوا ناة»‪ ،‬فقال‪ :‬يا َرسول اهللِ أجبل يِن اهلل عليهما أم مكتسبتان؟ قال ‪« :H‬ب ِل‬
‫حُ ُّ ُ َ‬ ‫َ َ َ لَىَ‬ ‫لذَّ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ لحْ ْ ُ‬
‫اهلل جبلك علي ِهما قال‪ :‬ا َمد هلل ا ِي جبل يِن ع صفتني يِبهما»‪.‬‬

‫والصفات املكتسبة هي التي يكتسبها العبد بالتدرج والسعي‪ ،‬كام قال‬


‫ُّ‬ ‫ُّ لحْ ْ‬ ‫َّ ْ ْ‬
‫رسول اهلل ‪« :H‬إِن َما ال ِعل ُم بِاتلَّ َعل ِم َوا ِل ُم بِاتلَّ َحل ِم»‪ ،‬أو يقول األب أو‬
‫األم لالبن‪ :‬يا ريتك متوت‪ ،‬أو يا ليتني مل ألدك‪.‬‬
‫‪ -6‬وظيفة املرأة خارج البيت‪ ،‬فإن من أعظم فساد األوالد عمل املرأة؛‬
‫ألهنا ختلت عن أعظم وظيفة بعد العبودية هلل وهى وظيفة تربية األوالد‪،‬‬
‫فإذا تركت األم الطفل يف سن الطفولة ومل تر ِّب ِه وتعطِه احلنان والدفء الذي‬
‫حيتاجه يف هذا السن صار الولد قايس القلب‪ ،‬عا ًّقا هلا‪ ،‬وأكثر األوالد الفسدة‬
‫مل هيتم األب واألم برتبيتهم لكثرة انشغاهلم‪.‬‬
‫‪ -7‬املشاكل الزوجية‪ ،‬كأن حيل الزوج والزوجة املشاكل الزوجية‬
‫أمام األوالد‪ ،‬وقد يصل األمر إىل السب بينهام‪ ،‬أو املعايرة‪ ،‬وهذا يسبب‬
‫عقدً ا نفسية لألوالد‪ ،‬فيكرهون احلياة يف البيت‪ ،‬ويذهبون إىل حل آخر مثل‬
‫اجللوس عىل املقهى‪ ،‬والبحث عن صاحب السوء‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ - 8‬الطالق‪ ،‬فإن أعظم يشء يف فساد األوالد إذا طلق الرجل زوجته‪،‬‬
‫َّ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ لَىَ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ُ رَ َ َ‬
‫ساياهُ‪،‬‬ ‫قال رسول اهلل ‪« :H‬إِن إِبلِيس يضع عرشه ع الماءِ‪ ،‬ثم يبعث‬
‫َ َ ُ ُ ََُ ُ ََْ ُ َ َ َ َ ََُ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ ْ ُ َ نزْ َ ً َ ْ َ ُ ُ ْ َ ً َ‬
‫فأدناهم مِنه م ِلة أعظمه ْم ف ِتنة ‪ ..‬يجيِ ُء أحده ْم فيقول‪ :‬فعلت كذا َوكذا‪ ،‬فيقول‪ :‬ما‬
‫َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ ُ ُ َ ىَّ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َينْ ْ َ َ َ‬ ‫َ َْ َ َ ْ ً َ َ ُ َ‬
‫صنعت شيئا‪ ،‬قال‪ :‬ث َّم يجيِ ُء أحده ْم فيقول‪ :‬ما ت َركته حت ف َّرقت بينه َوب َ ام َرأت ِ ِه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫‪261‬‬ ‫ُ ُ ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف ُي ْدنِي ِه مِن ُه َويَقول‪ :‬ن ِع َم أن َت» [مسلم]‪ ،‬وتأمل أن إبليس عندما يأيت إليه جنوده‬
‫من الشياطني يقول أحدهم‪ :‬ما تركته حتى قتل‪ ،‬فيقول له‪ :‬ما صنعت شي ًئا‪،‬‬
‫ويقول اآلخر‪ :‬ما تركته حتى زنى‪ ،‬فيقول‪ :‬ما صنعت شي ًئا‪ ،‬إىل آخر الذنوب‪،‬‬
‫ويأيت شيطان يقول له‪ :‬ما تركته حتى فرقت بينه وبني زوجته‪ ،‬فيقول إبليس‪:‬‬
‫أنت‪ ،‬أنت‪ ،‬ويدنيه‪.‬‬

‫ملاذا الطالق �أحب �شيء �إىل �إبلي�س؟‬


‫يقول أحد العلامء‪ :‬ألن الرجل إذا طلق امرأته تزوج بامرأة أخرى‪،‬‬
‫وتزوجت املرأة برجل آخر‪ ،‬وصار األوالد احتياطيني إلبليس وأصبحوا‬
‫من جنوده وأعوانه‪ ،‬وهؤالء األوالد ال هيتم هبم أحد‪.‬‬
‫‪ - 9‬فعل املعايص والذنوب‪ ،‬أما األوالد فهذا جيرئ الطفل عىل معصية‬
‫اهلل‪ ،‬إذا كان األب بالدف ضار ًبا كان شيمة أهل البيت الرقص والغناء‪،‬‬
‫فكثري من اآلباء يقول‪ :‬ال يطلب ولدي شي ًئا إال أعطيت له هذا اليشء‪ ،‬وهذا‬
‫أكرب خطأ‪ ،‬والصواب أن تعطيه مرة‪ ،‬وأن متنعه مرة‪ ،‬حتى ال تتعود نفسه عىل‬
‫طلب كل يشء‪ ،‬وفعل كل يشء‪ ،‬فال يستطيع بعد ذلك أن جياهدها‪.‬‬
‫‪ -10‬الشدة فوق احلد‪ ،‬فكثرة الشدة إما أن تعقد الطفل‪ ،‬أو جتعله‬
‫يتعود عليها فال يتأثر برضب وال بكالم ‪ ،‬ولكن ينبغي التوسط بني الشدة‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫والرتفيه‪ ،‬والثواب والعقاب؛ حتى تستطيع أن تصلح ولدك‪.‬‬

‫‪ -11‬التلفزيون واإلنرتنت‪ ،‬إن التلفزيون من أعظم أسباب فساد‬


‫األرسة املسلمة؛ فهو يشيع الفاحشة يف الذين آمنوا‪ ،‬وقد قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫[ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ‬
‫‪262‬‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ] [النور‪ ،]19:‬فهذه األفالم املنكرة‪ ،‬واألغاين العاهرة‪،‬‬
‫واملسلسالت الفاجرة هي التي حترك الشهوة عند الشباب والفتيات‪ ،‬فامذا‬
‫يفعل الشباب؟‬

‫وإن التلفزيون ينرش عقائد اليهود والكفار والفكر الغريب حتى يتأثر‬
‫الشباب هبم ويمحو عقيدة الوالء والرباء التي هي أساس الدين‪ ،‬وأهنم‬
‫راقصا‪ ،‬ورجل الدين‬
‫ً‬ ‫يسيئون للدين‪ ،‬فتجد يف أفالمهم املأذون الرشعي‬
‫يرشب احلشيش واخلمر‪ ،‬ويصورون اإلسالم عىل أنه إرهاب وتطرف‪،‬‬
‫وختلف ورجعية‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ونجد يف األفالم األجنبية أن الرجل األمريكي‬
‫ال يغلب‪ ،‬مثل‪« :‬سوبرمان»‪ ،‬و الرجل األخرض‪.‬‬

‫فينبغي عىل املسلم أن خيرج هذه املنكرات من بيته‪ ،‬وأن يعلم أن النبي‬
‫ُّ ُ‬ ‫جْ َّ َ‬
‫النة»‪ ،‬وذكر منها َّ‬ ‫َ‬
‫ون َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ اَ َ ٌ لاَ‬
‫«ادليوث»‪ ،‬وهو الذي يرى‬ ‫‪ H‬قال‪« :‬ثلثة يدخل‬
‫ويقره‪ ،‬فيا أهيا األب املسلم كيف تسمح لزوجتك وابنتك‬ ‫اخلبث يف أهل بيته ُّ‬
‫تنظر إىل هذه األفالم الفاجرة واألغاين العاهرة‪ ،‬ات َِّق اهلل واعلم أنه لن‬
‫ينفعك أحد‪ ،‬إن أهل بيتك من زوجاتك وبناتك وأبنائك جيعلون الفاسقات‬
‫والفاسقني من املمثلني واملغنيني قدوة هلم‪ ،‬فهل حتب أن يكون قدوة‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫زوجاتك وأبنائك وبناتك هؤالء الفسقة‪ ،‬فيحرشون معهم يوم القيامة؟ فقد‬
‫قال ‪« :H‬حيرش املرء مع من أحب»‪.‬‬
‫وإهنم يعلمون الناس اجلرائم فيأتون بفيلم فيه جمرم وكيف خيطط‬
‫وكيف يرسق وكيف يقتل‪ ،‬ويظل كذلك طوال الفيلم ثم يقضون عليه آخر‬
‫‪263‬‬
‫الفيلم‪.‬‬
‫وإنه سبب يف اخليانة بني الرجل وامرأته‪ ،‬فتجد أكثر األفالم أن رجلاً وامرأة‬
‫متزوجني وبينهام مشاكل‪ ،‬وال يستطيعان الطالق من أجل األطفال‪ ،‬فتجد الرجل‬
‫يبحث عن عشيقة‪ ،‬واملرأة تبحث عن عشيق‪.‬‬
‫وإنه سبب يف املشاكل الزوجية‪ ،‬فتنظر املرأة يف الفيلم فتجدهم يأكلون‬
‫أطيب الطعام‪ ،‬ويركبون أفخم السيارات‪ ،‬ويسكنون البيوت الفاخرة‪ ،‬فتقول‬
‫املرأة لزوجها‪ :‬نريد أن نكون مثل هؤالء‪.‬‬
‫وإهنم يضلون الناس عن سبيل اهلل‪ ،‬قال تعاىل‪[ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ]‪.‬‬
‫[لقمان‪]6 :‬‬ ‫ ‬
‫وإنه سبب يف فساد الشباب‪ ،‬فهو يعلمهم احلب املحرم والعشق وغري‬
‫ذلك‪ ،‬ويعلم البنات التربج والسفور‪ ،‬وأنه سبب يف تضييع العمر يف معصية‬
‫اهلل‪ ،‬إنك لو حسبت كم ساعة جتلسها أمام (املفسديون) أي‪ :‬التلفزيون يف‬
‫السنة جتد أكثر من ألف ساعة‪ ،‬ماذا تقول لربك عنها؟ وهذا الصنف عند‬
‫املوت يقول كام قال اهلل تعاىل‪[ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ]‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫[المؤمنون‪ ،]100-99:‬فهذا عند املوت يتمنى أن يرجع إىل الدنيا ولو نصف ساعة‬
‫حلا‪ ،‬فكم تضيع من األوقات‪ ،‬فإنك ال تعلم قيمة هذا الوقت‬
‫حتى يعمل صا ً‬
‫إال عند املوت‪ ،‬فإذا ابتليت بالتلفزيون فتشفر قنوات األفالم واألغاين‬
‫واهلادمة اإلعالمية‪ ،‬وترتك القنوات اإلسالمية والصحيحة‪ ،‬والقنوات‬
‫‪264‬‬
‫اإلخبارية‪ ،‬والبناءة وليست اهلادمة‪.‬‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫بعض مشاكل األطفال الشائعة‬


‫الترصفات والسلوكيات الشاذة كثرية يف حياة األطفال‪ ،‬وهلا دوافعها‬
‫ومربراهتا‪ ،‬كام أن هلا عالجها‪ ،‬وهذه الترصفات قد تسبب بعض األذى‬

‫‪265‬‬
‫واملشاكل للوالدين‪ ،‬وكل ذلك ال ُيستغرب‪ ،‬فالطفل ينقصه العقل واإلدراك‬
‫والغالب عليه اجلهل والطيش‪ ،‬فكيف إذا فسد املجتمع من حوله عىل النحو‬
‫الذي بيناه وانطمست فطرة الطفل وتلوثت باالنحراف الذي يعيش يف‬
‫أجوائه‪ ،‬ومن مجلة هذه السلوكيات الشاذة‪:‬‬

‫‪ -1‬العدوانية �أو الطبع االنفجاري‪:‬‬


‫وهذا السلوك ينشأ نتيجة تكليف الطفل بعمل أكرب من طاقته‪ ،‬أو‬
‫حرمانه من رغباته‪ ،‬وإرغامه عىل اتباع بعض النظم والعادات بالقوة‪ ،‬فيظهر‬
‫الطفل غضبه من طريق استخدام الشتائم أو إلقاء األشياء وتدمريها أو‬
‫االمتناع عن األكل‪ ،‬ومع التامدي تظهر النوازع العدوانية االنفجارية كتعبري‬
‫هنائي عن شدة الغضب‪ ،‬والواجب يف هذه احلالة عدم تكلفة الطفل بعمل‬
‫أكرب من طاقته‪ ،‬والتدرج يف تعليمه العادات السليمة حتى يقبلها دون عناد‪،‬‬
‫وعدم القسوة يف العالج أو الرضب‪ ،‬واللني والرفق واستخدام أسلوب‬
‫الرتغيب والرتهيب باتزان مع وجود اهلدوء األرسي له أثره البالغ يف عالج‬
‫احلاالت العدوانية‪ ،‬كام ينبغي أمر الطفل بالتعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫وتوجيهه إىل الوضوء أو غسل وجهه أو اجللوس إن كان واق ًفا‪.‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -2‬ظاهرة ال�سرقة عند الأطفال‪:‬‬
‫قد ينشأ ذلك عند الطفل بسبب تقليد اآلخرين‪ ،‬أو بتوجيه منهم‪ ،‬ويف‬
‫الغالب يكون احلرمان هو الدافع للطفل عىل ذلك‪ ،‬مع نزعة حب التملك‬
‫ورؤيته لألطفال اآلخرين ومعهم اللعب أو السندوتشات أو األقالم ونحو‬
‫ذلك‪ ،‬والعالج يكمن يف ختويفه من عذاب اهلل‪ ،‬وهتذيبه بالوعظ‪ ،‬ووعده‬ ‫‪266‬‬

‫باهلدايا حتى ال يرسق‪ ،‬وإشعاره باحلنان مع مراقبته حتى ال ينحرف‪ ،‬وال‬


‫بأس يف النهاية بالعقاب التدرجيي‪.‬‬

‫‪ -3‬ظاهرة الكذب‪:‬‬
‫قد يلجأ الطفل لذلك دف ًعا ليشء يتهدده‪ ،‬أو رغبة يف احلصول عىل‬
‫أمر حيبه أو بسبب التقليد واملحاكاة للبيئة املحيطة به‪ ،‬فقد ُي َع ِّو ُد األب أوالده‬
‫الكذب حينام يأمرهم بأن يقولوا ملن سأل عنه‪ :‬أيب غري موجود‪ ،‬وهو موجود‬
‫بالفعل أو عندما يشاهدونه ي ِ‬
‫عد الوعد‪ .‬والواجب يف هذه احلالة ختويفه‬ ‫َ‬
‫من عذاب اهلل ومداومة ترقب حالته حتى يصدق‪ ،‬ومدح الصادقني أمامه‬
‫وتشجيعه عىل الصدق وتعويده عىل األسباب الداعية إليه متى استطاعا‪.‬‬

‫‪ -4‬الطفل اخلائف �أو اجلبان‪:‬‬


‫اخلوف عند األطفال قد ينشأ بسبب حكايات العفاريت واألشباح‬
‫واحلوادث واحليوانات‪ ،‬كام أن قسوة القلب وشدة الرضب تزيد اخلوف‪،‬‬
‫وقد يصل إىل حد اهل َ َلعِ‪ ،‬وقد لوحظ أن املشاكل بني الزوجني تسبب خوف‬
‫األطفال‪ ،‬وبكاءهم املستمر‪ ،‬واألطفال املرىض أكثر خو ًفا من األصحاء‪،‬‬
‫تعرضا للخوف من البنني‪ ،‬ويف هذه احلالة ال بد من السعي‬
‫ً‬ ‫والبنات أكثر‬
‫يف تقوية البدن والنفس‪ ،‬فاإليامن باهلل والتوكل عليه والثقة به سبحانه تبعث‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫يف نفوس الكبار والصغار معاين القوة‪ ،‬وال بد من تعويده الشجاعة وتزويده‬
‫بقصص الصحابة وإشعاره بأن اهلل معه ألنه يؤمن به وبقضائه وقدره‬
‫وإقناعه بأنه ال يمكن أن ُيصاب بأذى إال بإذن اهلل‪ ،‬وال بأس بالسري معه يف‬
‫الظالم ومواجهة األشخاص املخيفني بالنسبة له فالعادة تُذهب الرهبة‪ ،‬وال‬
‫‪267‬‬ ‫يصح نسيان املعاين اإليامنية كالتعوذ والبسملة وقراءة آية الكريس وخواتيم‬
‫سورة البقرة و[ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ] واملعوذتني وتعليم الطفل ذلك‪ ،‬وقد‬
‫كان رسول اهلل ‪ H‬يعوذ احلسن واحلسني‪ ،‬فالرقى الصاحلة نافعة‬
‫بإذن اهلل هلذا األمر وغريه‪.‬‬
‫‪ -5‬الأحالم املفزعة (الكابو�س)‪:‬‬
‫الرؤى ثالث‪ :‬رؤيا من اهلل‪ ،‬ورؤيا من الشيطان‪ ،‬ورؤيا مما يحُ دث املرء‬
‫كثريا ما يرون ما يفزعهم‬
‫نفسه‪ ،‬كام ورد يف األحاديث الصحيحة‪ ،‬واألطفال ً‬
‫أثناء نومهم‪ ،‬فينبغي تعويد األطفال النوم عىل الشق األيمن‪ ،‬وأن حيافظ عىل‬
‫أذكار النوم أو بعضها باإلضافة إىل ما سبق ذكره وال ينام عىل بطنه فذلك‬
‫وخصوصا قبل النوم‪ ،‬ومنع‬
‫ً‬ ‫نوم الشياطني‪ ،‬وعدم حكاية احلكايات املفزعة‬
‫وخصوصا أفالم العنف والرعب وما شابه‬‫ً‬ ‫األطفال من مشاهدة التليفزيون‬
‫ذلك‪ ،‬ولنعلم أن الشيطان ال يفتح با ًبا مغل ًقا وال يدخل البيت الذي تُقرأ فيه‬
‫سورة البقرة‪ ،‬ويستحل اليشء الذي ال ُيذكر اسم اهلل عليه‪ ،‬واجلن الذي‬
‫َيعرض للصبيان ُيطلق عليه اسم الروح‪.‬‬
‫وقد ورد يف سنن أيب داود والرتمذي وابن السني وغريهم عن عمرو‬
‫ابن شعيب عن أبيه عن جده‪ :‬أن رسول اهلل ‪ H‬كان يعلمهم من‬
‫ً‬
‫الفزع كلامت‪« :‬الرؤيا احلسنة من اهلل‪ ،‬واحللم من الشيطان‪ ،‬فمن رأى شيئا يكرهه‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فلينفث عن شماهل ثالثا ويلتعوذ من الشيطان‪ ،‬فإنه ال يرضه»‪[ .‬رواه ابلخاري ومسلم]‬

‫والنفث هو نفخ لطيف ال ريق معه‪ ،‬وقد ورد يف بعض الروايات‪:‬‬


‫َ ََ َ َ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫«ويلتحول عن جنبه اذلي اكن عليه » ويف احلديث‪« :‬إِذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها‪،‬‬
‫اَ حُ ْ َ َ َ ً‬
‫[رواه الرتمذي]‬ ‫ ‬ ‫فل يَدِث بِها أحدا‪ ،‬ويلقم فليصل»‪.‬‬ ‫‪268‬‬

‫‪ -6‬الغرية‪:‬‬
‫هذه الظاهرة موجودة عند الكبار والصغار‪ ،‬وحتتدم وتزيد بسبب‬
‫التطلع والتفريق يف املعاملة بني األبناء‪ ،‬كام حيدث عادة عند ميالد أخ جديد‬
‫يشغل األم عن طفلها األول‪ ،‬أو تفضيل الصبيان عىل البنات أو تدليل ولد‬
‫ِ‬
‫الغرية‬ ‫دون سائر إخوته‪ ،‬مما يرتتب عليه حقد وكراهية‪ ،‬وقد ينتج عن هذه‬
‫ُ‬
‫التبول الالإرادي أو األحال ُم املفزعة أو مص األصابع‪ ،‬أو الغضب‬ ‫التهته ُة أو‬
‫وعدم تلبية األوامر‪ ،‬ولذلك استحب السلف التسوية بني األوالد ولو يف‬
‫ال ُقبلة‪ ،‬وإشعار الكل بأنه موضع اهتامم وحمبة‪ ،‬وتعويد األطفال أو نحو ذلك‬
‫أثناء إرضاع الوليد‪.‬‬
‫‪ -7‬التبول الال�إرادي �أثناء النوم بعد �سن ‪� 3‬سنوات‪:‬‬
‫وهذه ظاهرة مرضية‪ ،‬قد يكون سببها عضو ًّيا كالتهاب احلوض واحلالب‬
‫واملستقيم أو نتيجة اإلصابة بالربد‪ ،‬وقد يكون سببها نفس ًّيا ولتشخيص احلالة‬
‫جيب الذهاب للطبيب‪ ،‬و ُينصح بمنع تناول كميات كبرية من السوائل أو‬
‫وخصوصا قبل النوم‪،‬‬
‫ً‬ ‫األطعمة التي تتطلب رشب املاء (املخلالت وامللوحة)‬

‫وإزالة األسباب النفسية كاخلوف والغرية عىل النحو الذي بيناه وعدم التهديد‬
‫عالجا هلذه احلالة‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫بالرضب واحلريق وغريها إذا تبول ثانية فهذا ليس‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫املمكن إيقاظ الطفل أثناء النوم ليتبول ولو كل ‪ 4‬ساعات‪ ،‬وحثه عىل عدم‬
‫اإلكثار من الشاي ونحوه من ُمدرات البول‪ ،‬وتعويده األذكار الرشعية‬
‫وخصوصا أذكار النوم [ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬ ‫ً‬
‫[الرعد‪]28:‬‬ ‫ ‬ ‫ﰒ ﰓ]‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫‪ -8‬التلفظ ب�ألفاظ قبيحة‪:‬‬
‫وخصوصا إذا كانوا من‬
‫ً‬ ‫وهذه الظاهرة تصيب اآلباء بخجل كبري‬
‫والسباب والشتائم قد ينطق هبا الطفل يف‬
‫أوساط اجتامعية راقية أو متدينة‪ِّ ،‬‬
‫حال الغضب واحيانًا دون معرفة بمعناها وقد يكون سمعها من الشارع أو‬
‫من أقرانه يف املدرسة أو من أغنية سوقية‪ ،‬وليس باحلتم واللزوم أن يكون‬
‫قد سمعها من والديه أو يف أرسته‪ ،‬وينبغي توضيح خطأ الشتائم وأن اهلل ال‬
‫ً‬
‫فاحشا بذي ًئا‪،‬‬ ‫حيب أهلها‪ ،‬وأن النبي ‪ H‬مل يكن سبا ًبا وال لعانًا وال‬
‫و ُيطلب من الطفل أن يستغفر اهلل وأن يتأسف للذي شتمه‪ ،‬وإن مل يستجب‬
‫للنصيحة ال بأس من التدرج يف عقابه‪ ،‬وأحيانًا يتطلب األمر التغايض وعدم‬
‫املباالة بام نطق الطفل‪ ،‬إذا كان لف ًظا حتى ال نثري انتباهه فيكرر اللفظ يف حالة‬
‫العناد والغضب‪.‬‬
‫‪ -9‬االنطواء �أو االكتئاب‪:‬‬
‫عادة األطفال االنطالق واملرح وامليل إىل اللهو واللعب‪ ،‬وهذا ال‬
‫ُيستغرب فشأن الطفل كشأن العصفور‪ ،‬فإذا حدث العكس فال بد من‬
‫البحث عن األسباب إلزالته وعالجه‪ ،‬وقد يكون من مجلة هذه األسباب‬
‫مكروها يف أرسته لسوء طبعه‪ ،‬ومل جيد التدليل‬
‫ً‬ ‫كون الطفل مدل ً‬
‫ال يف بيته أو‬
‫والعناية الكافية يف احلضانة أو املكان الذي انتقل إليه‪ ،‬ويف هذه احلالة ال بد‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫من إشعار الطفل باحلنان وإرشاكه مع من حيب يف اللعب وإتيانه بوسائل‬
‫التسلية املناسبة املباحة وال بد من تعويده املعاين اإليامنية واألذكار الرشعية‬
‫فهي نافعة للكبري والصغري بإذن اهلل‪ ،‬وال بأس بالرقى الصاحلة‪ ،‬وقد كان‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ اَ‬
‫رسول اهلل ‪ H‬إذا حزبه أمر قال‪« :‬أرحنا بها يا بِلل»‪ ،‬وقد روي‪« :‬من‬
‫خَ ْ َ ً َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ُ لاَ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ ُ لهَ ُ ْ لُ ِّ َ ٍّ َ َ ً َ ْ لُ ِّ‬ ‫‪270‬‬
‫يق مرجا‪ ،‬ورزقه مِن حيث‬ ‫ٍ‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل ِزم الاِ ستِغفار جعل اهلل مِن ك هم فرجا‪ ،‬ومِن‬
‫حَ ْ َ‬
‫يت ِس ُب»‪.‬‬
‫[حسنه العالمة أمحد شاكر] [عالج األخطاء الشائعة عند األطفال‪ ،‬د‪/‬سعيد عبد العظيم]‬

‫***‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪‬‬
‫أمهية املرأة ‪7...........................................................‬‬
‫‪271‬‬ ‫أمهات العظامء‪9.......................................................‬‬
‫تكريم املرأة يف اإلسالم ‪12.............................................‬‬
‫إهانة املرأة يف اجلاهلية‪19...............................................‬‬
‫املرأة يف األمم السابقة ‪20...............................................‬‬
‫عيد األم املبتدع ‪21.....................................................‬‬
‫هؤالء أعداء املرأة‪22...................................................‬‬
‫طريق النجاة ‪23........................................................‬‬
‫طريق اهلالك‪25........................................................‬‬
‫الوصايا األوىل للمرأة الصاحلة ‪26......................................‬‬
‫املحافظة عىل صالهتا‪26.............................................. :‬‬
‫فضائل الصالة‬
‫‪ -1‬الفالح يف الدنيا واآلخرة‪26..................................... :‬‬
‫‪ -2‬سبب دخول الفردوس‪26.......................................:‬‬
‫‪ -3‬عالمة عىل اإليامن‪27............................................:‬‬
‫‪ -4‬تنهى عن الفحشاء واملنكر‪27....................................:‬‬
‫‪ -5‬أول ما حياسب عليه العبد يوم القيامة‪27.........................:‬‬
‫عقوبات تارك الصالة ‪28..............................................‬‬
‫سنن اخلالء ‪30.........................................................‬‬
‫‪ -1‬البسملة واالستعاذة قبل الدخول‪30..............................‬‬
‫الرجل اليرسى يف الدخول‪ ،‬واليمنى يف اخلروج ‪30.........‬‬ ‫‪ -2‬تقديم ِّ‬
‫‪ -3‬بعد اخلروج تقول‪« :‬غفرانك»‪30................................:‬‬
‫ما يكره عند قضاء احلاجة‪30..........................................:‬‬
‫ما حيرم عند قضاء احلاجة‪31......................................... :‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫أوقات تأكد استحباب السواك‪31..................................... :‬‬
‫خصال الفطرة‪32..................................................... :‬‬
‫أوالً ـ فضائل الوضوء ‪33..............................................‬‬
‫حمبة اهلل ‪33.............................................................‬‬
‫معرفة الرسول ‪ H‬بآثار الوضوء‪33........................... :‬‬
‫مغفرة الذنوب ‪33......................................................‬‬ ‫‪272‬‬
‫نصف اإليامن ‪33.......................................................‬‬
‫رفع الدرجات ‪33....................................................‬‬
‫فضائل الدعاء املأثور بعد الوضوء ‪34...................................‬‬
‫ثان ًيا‪ -‬واجب الوضوء التسمية فقط لقول رسول اهلل ‪34...... H‬‬
‫فروض الوضوء ستة‪34............................................... :‬‬
‫‪ -1‬غسل الوجه ومنه املضمضة واالستنشاق‪35..................... :‬‬
‫‪ -2‬غسل اليدين مع املرفقني وختليل األصابع‪35.....................:‬‬
‫‪-3‬مسح الرأس ومنه األذنان‪35.....................................:‬‬
‫‪ -4‬غسل الرجلني مع الكعبني وختليل أصابعهم‪35.................. :‬‬
‫‪ -5‬الرتتيب‪36..................................................... :‬‬
‫‪ -6‬املواالة‪36.......................................................:‬‬
‫رشوط الوضوء سبعة ‪36...............................................‬‬
‫‪ -1‬النية‪36......................................................... :‬‬
‫‪ -2‬اإلسالم‪36..................................................... :‬‬
‫‪-3‬العقل‪36........................................................ :‬‬
‫‪ -4‬التمييز‪36.......................................................:‬‬
‫‪ -5‬إزالة ما يمنع وصوله كا ُملنكري والبويات والشحم‪37............. .‬‬
‫‪-6‬املاء الطهور‪ :‬وهو الباقي عىل خلقته‪37........................... .‬‬
‫‪ -7‬انقطاع ما يوجبه مثل‪ :‬البول‪ ،‬والغائط‪ ،‬واحليض‪ ،‬والنفاس‪37.....‬‬
‫سنن الوضوء ‪37.......................................................‬‬
‫صفة وضوء النبي ‪38...................................... :H‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫باب املسح عىل اخلفني أو الرشاب ‪39...................................‬‬


‫أوالً‪ -‬رشوط املسح عىل اخلفني‪39.................................... :‬‬
‫ما هي املدة التي متسح هبا عىل اخلفني؟‪40...............................‬‬
‫املسح عىل اخلفني يكون عىل ظاهر القدمني‪40..........................:‬‬
‫نواقض الوضوء ‪41....................................................‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪ -1‬اخلارج من السبيلني‪41...........................................‬‬
‫‪ -2‬زوال العقل أو تغطيته بإغامء أو نوم مستغرق ‪41..................‬‬
‫‪ -3‬مسح الفرج بباطن الكف ‪41.....................................‬‬
‫‪ -4‬أكل حلم اإلبل‪41............................................... :‬‬
‫‪ -5‬التقاء اخلتانني‪41................................................:‬‬
‫‪-6‬الردة عن اإلسالم‪42............................................ :‬‬
‫َّ‬
‫ما حيرم عىل املحدث حد ًثا أصغر ثالثة‪42..............................:‬‬
‫‪-1‬الصالة‪42.......................................................:‬‬
‫‪ -2‬الطواف‪42..................................................... :‬‬
‫‪ -3‬مس املصحف‪42............................................... :‬‬
‫فتاوى الطهارة والوضوء‬
‫‪-1‬ما هو املذي والودي‪43..........................................:‬‬
‫‪ -2‬ما حكم املذي والودي؟ ‪43......................................‬‬
‫‪ -3‬ما حكم اإلفرازات التي خترج من فرج املرأة؟‪43..................‬‬
‫‪ -4‬هل خروج اهلواء من ُق ُب ِل املرأة ينقض الوضوء؟ ‪43...............‬‬
‫‪ -5‬كيف ُي َط َّهر الثوب من املذي؟ ‪44.................................‬‬
‫نجس؟ ‪44.....................................‬‬‫طاهر أم ٌ‬‫ٌ‬ ‫‪ -6‬هل املني‬
‫‪ -7‬ما حكم الدم الذي خيرج من اإلنسان؟ ‪44........................‬‬
‫‪ -8‬ما حكم مس الفرج بدون حائل؟ ‪44.............................‬‬
‫‪ -9‬ما حكم مس عورة الطفل؟ ‪44...................................‬‬
‫‪ -10‬هل ينقض مس املرأة فرج زوجها؟ ‪45..........................‬‬
‫‪ -11‬مس املرأة دبرها؟ ‪45...........................................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -12‬حكم مس الفرج من فوق املالبس؟ ‪45.........................‬‬
‫‪ -13‬كيف ُي َط َّهر الثوب من بول الرضيع؟‪45.........................‬‬
‫‪ -14‬كيف يطهر ذيل ثوب املرأة؟ ‪45.................................‬‬
‫‪ -15‬كيف يطهر الثوب من دم احليض؟‪45...........................‬‬
‫‪ -16‬هل ال ُقبلة تنقض الوضوء؟ ‪46..................................‬‬
‫‪ -17‬هل ملس الرجل املرأة ينقض الوضوء؟ ‪46.......................‬‬ ‫‪274‬‬
‫‪ -18‬إذا جفت النجاسة عىل الثوب بالشمس واهلواء؟ ‪46.............‬‬
‫‪ -19‬هل القيء ينقض الوضوء؟‪47..................................‬‬
‫‪ -20‬هل احلناء متنع وصول املاء يف الغسل أو الوضوء؟ ‪47............‬‬
‫ال يف الوضوء؟ ‪47.........................‬‬‫‪ -21‬هل متسح الرأس كام ً‬
‫‪ -22‬كيف متسح عىل اخلامر؟ ‪47.....................................‬‬
‫باب الغسل‬
‫أوالً‪ -‬موجبات الغسل‪48.............................................:‬‬
‫رشوط صحة الغسل‪48............................................... :‬‬
‫األغسال املستحبة‪50...................................................‬‬
‫‪-1‬غسل اجلمعة‪50................................................. :‬‬
‫‪ -2‬للعيدين‪50..................................................... :‬‬
‫‪ -3‬اإلغامء واجلنون‪50..............................................:‬‬
‫‪ -4‬املستحاضة لكل صالة‪50....................................... :‬‬
‫‪ -5‬لإلحرام‪50..................................................... :‬‬
‫‪ -6‬لدخول مكة‪51................................................. :‬‬
‫‪ -7‬للوقوف بعرفة‪51...............................................:‬‬
‫باب التيمم ‪52.........................................................‬‬
‫رشوط صحة التيمم‪52............................................... :‬‬
‫فروض التيمم أربعة‪52............................................... :‬‬
‫نواقض التيمم‪53..................................................... :‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫فتاوى الغسل واحليض‬


‫أحكام الغسل واجلنابة‪54............................................. :‬‬
‫‪ -1‬ما احلكم إذا احتلمت املرأة؟ ‪54..................................‬‬
‫‪ -2‬هل جيب الغسل من اجلامع ولو من غري إنزال؟‪54.................‬‬
‫‪ -3‬إذا مس ذكر الرجل فرج املرأة دون اإلدخال؟‪54..................‬‬
‫‪275‬‬ ‫‪ -4‬ما احلكم إذا بارش الرجل زوجته وأدخل ما دون احلشفة فنزل منيه‬
‫يف فرجها ومل تنزل هي؟ ‪55...........................................‬‬
‫‪ -5‬ما احلكم إذا جامع الرجل زوجته ثم اغتسلت وبعد ذلك خرج من‬
‫فرجها ماء الرجل؟ ‪55...............................................‬‬
‫‪ -6‬كيف تغتسل املرأة من اجلنابة؟‪55.................................‬‬
‫‪ -7‬كيف تغتسل احلائض والنفساء؟‪55...............................‬‬
‫‪ -8‬هل جيوز قص األظافر والشعر للجنب؟‪56.......................‬‬
‫‪ -9‬هل جيوز تأخري الغسل؟‪56.......................................‬‬
‫‪ -10‬هل جيوز أن تغتسل املرأة باملاء املتبقي من زوجها؟‪56............‬‬
‫‪ -11‬هل جيوز االغتسال مع الزوج؟ ‪57..............................‬‬
‫‪ -12‬ما احلكم إذا اجتمع موجبان للغسل؟‪57........................‬‬
‫‪ -13‬إذا أجنبت املرأة ثم حاضت قبل أن تغتسل؟ ‪57.................‬‬
‫‪ -14‬هل جيوز للجنب واحلائض قراءة القرآن؟‪57....................‬‬
‫‪ -15‬ما حكم ملس املصحف؟‪57.....................................‬‬
‫‪ -16‬ما حكم دخول احلائض املسجد؟‪57............................‬‬
‫‪ -17‬هل جيوز قراءة التفسري للحائض؟ ‪58...........................‬‬
‫أصغر؟ ‪58..............‬‬
‫ً‬ ‫‪ -18‬ما حكم مس املصحف للمحدث حد ًثا‬
‫‪ -19‬ما هو دم احليض؟‪58...........................................‬‬
‫‪ -20‬ما هو دم النفاس؟‪58...........................................‬‬
‫‪ -21‬ما هو دم االستحاضة؟‪59......................................‬‬
‫‪ -22‬ما الفرق بني احليض والنزيف؟‪59..............................‬‬
‫‪ -23‬ما هي أنواع النساء يف متييز احليض والنزيف؟ ‪59................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -24‬ما هي عالمات انقطاع الدم؟‪60................................‬‬
‫‪ -25‬ما هي الصفرة والكدرة؟ ‪61....................................‬‬
‫‪ -26‬ما حكم الصفرة والكدرة بعد الطهر؟‪61........................‬‬
‫‪ -27‬إذا كان الدم يف أيام العادة الشهرية يأيت يومني م ًثال ثم ينقطع يف‬
‫الثالث ثم يأيت يف الرابع وهكذا؟‪61..................................‬‬
‫‪ -28‬هل احلامل حتيض؟ ‪61.........................................‬‬ ‫‪276‬‬
‫‪ -29‬إذا طهرت املرأة من احليض فمتى جيوز لزوجها أن جيامعها؟‪62..‬‬
‫‪ -30‬إذا طهرت املرأة من احليض ومل جتد ما ًء تغتسل به‪ ،‬هل لزوجها‬
‫أن جيامعها قبل الغسل؟ ‪62...........................................‬‬
‫‪ -31‬إذا طهرت النفساء ومل تغتسل هل جيوز مجاعها قبل الغسل؟ ‪62..‬‬
‫‪ -32‬ما حكم مجاع احلائض‪ ،‬ومجاع املرأة يف دبرها؟‪62................‬‬
‫‪ -33‬ماذا لو أجربها زوجها عىل اجلامع وهي حائض؟ ‪63.............‬‬
‫‪ -34‬ما هي كفارة من جامع احلائض؟ ‪63............................‬‬
‫‪ -35‬ما جيوز للزوج من زوجته وهي حائض أو نفساء؟ ‪63...........‬‬
‫‪ -36‬إذا طهرت املرأة قبل غروب الشمس فهل عليها أن تصيل الظهر‬
‫والعرص؟‪63.........................................................‬‬
‫‪ -37‬ما احلكم إذا انقطع الدم بعد يومني فهل للمرأة أن تصوم وتصيل؟ ‪64.‬‬
‫‪ -38‬ما احلكم إذا اغتسلت املرأة من احليض ثم بعد انتهائها وجدت‬
‫قل ًيال من الدم‪ ،‬أو وجدت هذا الدم بعد يوم من اغتساهلا؟‪64..........‬‬
‫‪ -39‬ما احلكم إذا انقطعت العادة الشهرية عدة أشهر ومل تظهر نتيجة احلمل‬
‫بالتحاليل‪ ،‬ووصف هلا الطبيب حبوًبا جللب العادة الشهرية فهل تأخذها؟‪64.....‬‬
‫‪ -40‬ما احلكم دم املرأة بعد بلوغها سن اليأس؟ ‪64...................‬‬
‫‪ -41‬إذا ولدت املرأة بعملية جراحية وخرج املولود عن طريق غريالفرج‬
‫فام حكمها يف النفاس؟ ‪64...........................................‬‬
‫‪ -42‬ما احلكم إذا وضعت املرأة ومل خيرج دم فهل جيوز لزوجهاأن‬
‫جيامعها؟ وهل تصيل وتصوم؟‪65....................................‬‬
‫‪ -43‬هل هناك حد معني ملدة احليض؟ ‪65............................‬‬
‫‪ -44‬هل هناك سن معني لبدء احليض؟ ‪65...........................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -45‬كيف تعرف الفتاة أهنا بلغت؟ ‪65...............................‬‬


‫‪ -46‬ما احلكم إذا رأت املرأة يف وقت طهرها نقطة دم غري متصلة؟ ‪66...‬‬
‫‪ -47‬إذا سقطت املرأة احلامل؟‪66....................................‬‬
‫‪ -48‬ما حكم اإلجهاض؟ ‪66........................................‬‬
‫‪ -49‬ما هو التفصيل يف اإلجهاض؟‪67...............................‬‬
‫‪277‬‬ ‫‪ -51‬هل للحائض أن تسجد إذا سمعت آية سجدة؟ ‪67..............‬‬
‫‪ -52‬هل للحائض أن تشهد العيد؟ ‪68...............................‬‬
‫‪ -53‬هل تنام احلائض مع زوجها يف حلاف واحد؟‪68.................‬‬
‫‪ -54‬هل تأكل احلائض وترشب مع زوجها؟ ‪68......................‬‬
‫‪ -56‬هل اجلنب واحلائض يمس رشيط القرآن؟ ‪68...................‬‬
‫‪ -56‬ما صفة الغسل من اجلنابة أو احليض؟ ‪69.......................‬‬
‫‪ -58‬ما حيرم عىل احلائض والنفساء؟‪69..............................‬‬
‫‪ -59‬هل جيوز للمستحاضة أن تعتكف؟ ‪69..........................‬‬
‫الصالة‬
‫رشوط صحة الصالة‪70.............................................. :‬‬
‫رشوط وجوب الصالة‪72.............................................:‬‬
‫أي متى تكون الصالة واجبة عىل املسلم؟‪72............................‬‬
‫أركان الصالة‪72......................................................:‬‬
‫واجبات الصالة ‪74....................................................‬‬
‫سنن الصالة القولية‪75................................................:‬‬
‫صفة صالة النبي ‪77........................................ H‬‬
‫مكروهات الصالة‪78................................................. :‬‬
‫احلركات التي تبطل الصالة من غري حاجة‪81..........................:‬‬
‫أحكام سجود السهو‪82................................................‬‬
‫يف مرشوعية سجود السهو وأسبابه‪82................................. :‬‬
‫حمل سجود السهو‪83................................................. :‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى األذان والصالة‬
‫‪ -1‬ما حكم اإلقامة للنساء؟ ‪85......................................‬‬
‫‪ -2‬ما جيب عىل املرأة سرته يف الصالة؟ ‪85............................‬‬
‫‪ -3‬ما حد عورة املرأة يف الصالة بحرضة األجانب؟ ‪85...............‬‬
‫‪ -4‬ما حكم تغطية القدمني يف الصالة؟‪85............................‬‬
‫‪ -5‬ما جيب سرته عىل البنت الصغرية يف الصالة؟ ‪86..................‬‬ ‫‪278‬‬
‫‪ -6‬ماذا لو كنت تصلني بدون حجاب ألنك مل تكوين عىل علم بوجوب‬
‫احلجاب‪ ،‬هل جتب اإلعادة؟‪86......................................‬‬
‫‪ -7‬هل يستحب لبس أحسن الثياب يف الصالة؟‪86...................‬‬
‫‪ -8‬ما حكم محل الطفل يف الصالة؟ ‪86..............................‬‬
‫‪ -9‬ما حكم محل الطفل وبه نجاسة؟ ‪86..............................‬‬
‫‪ -10‬كيف تسجد وتركع املرأة؟‪87...................................‬‬
‫‪ -11‬ما حكم ذهاب املرأة للمسجد؟‪87..............................‬‬
‫‪ -12‬ما هي اآلداب التي ينبغي أن تفعلها املسلمة إذا ذهبت للمسجد؟‪87..‬‬
‫‪ -13‬متى يمنع الرجل امرأته من الذهاب إىل املسجد؟‪88.............‬‬
‫‪ -14‬أهيام أفضل للمرأة الصالة يف البيت أم املسجد؟ ‪88..............‬‬
‫‪ -15‬ما حكم إمامة املرأة للنساء؟ ‪88.................................‬‬
‫‪ -16‬من أحق باألمامة منهن؟ ‪89....................................‬‬
‫‪ -17‬أين تقف املرأة يف حال إمامتها للنساء؟‪89.......................‬‬
‫‪-18‬هل جتهر املرأة يف صالهتا بالنساء؟‪89............................‬‬
‫‪ -19‬كيف تصيل املرأة مع زوجها؟‪89................................‬‬
‫‪ -20‬هل جيوز صالة املرأة مع أحد حمارمها؟‪89.......................‬‬
‫‪ -20‬هل جيوز أن تصيل املرأة مع رجل أجنبي؟ ‪89....................‬‬
‫‪ -21‬إذا كان مع اإلمام رجل وامرأة فأين يقفان؟ ‪90..................‬‬
‫‪ -22‬هل جتوز السرتة بني الرجال والنساء يف صالة الرتاويح وغريها؟ ‪90..‬‬
‫‪ -23‬هل تصيل املرأة املدخول هبا ليلة زفافها؟ ‪90.....................‬‬
‫‪ -24‬هل جيوز للمرأة أن تؤم الرجل؟ ‪90.............................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -25‬ما حكم إمامة املرأة للصبيان؟ ‪90...............................‬‬


‫‪ -26‬إذا انقطع صوت اإلمام عن النساء ماذا يفعلن؟ ‪91..............‬‬
‫‪ -27‬ما حكم املرأة التي تصيل بمالبس شفافة حتى يظهر لون اجللد؟ ‪91...‬‬
‫‪ -28‬ما حكم املرأة التي تصيل منفردة خلف الصف؟‪91..............‬‬
‫فتاوى اجلنائز‬
‫‪279‬‬ ‫‪ -1‬ما هي اآلداب التي ينبغي فعلها عند املحترضة؟‪92................‬‬
‫‪ -2‬ما هي عورة املرأة يف الغسل؟‪92..................................‬‬
‫‪ -3‬هل جيوز للزوجة تغسيل زوجها؟ ‪93.............................‬‬
‫‪ -5‬ما حكم املغسلة التي تفيش أرسار األموات؟‪93...................‬‬
‫‪-6‬كيف يفعل بشعر امليتة؟‪93........................................‬‬
‫‪-7‬هل يغسل السقط؟ ‪93............................................‬‬
‫تغسل امليتة؟ ‪94......................‬‬
‫‪ -8‬هل جيوز للمرأة احلائض أن ِّ‬
‫‪ -9‬هل املرأة احلامل تعرص بطنها عند الغسل؟‪94.....................‬‬
‫‪ -10‬ما حكم إن ماتت ويف بطنها جنني حي؟ ‪94.....................‬‬
‫تغسل غس ً‬
‫ال واحدً ا أم أكثر؟ ‪94.‬‬ ‫‪ -11‬إذا ماتت املرأة وهي حائض أو جنب هل َّ‬
‫‪ -12‬هل كفن املرأة كالرجل؟‪94.....................................‬‬
‫‪ -13‬هل كفن الصبي كالرجل؟‪94...................................‬‬
‫ِ‬
‫‪ -14‬من ُيدْ خ ُل املرأ َة َ‬
‫قربها؟ ‪95......................................‬‬
‫‪ -15‬ما حكم زيارة املرأة للقبور؟ ‪95.................................‬‬
‫‪ -16‬أين يقف اإلمام يف الصالة عىل املرأة؟‪96........................‬‬
‫‪ -17‬ما حكم اتباع املرأة للجنازة؟ ‪96................................‬‬
‫‪ -18‬هل جيوز للمرأة أن تكفن يف احلرير؟‪96.........................‬‬
‫‪ -19‬هل للنساء محل اجلنازة؟‪96.....................................‬‬
‫‪ -20‬هل جيوز أن تصيل املرأة عىل اجلنازة؟‪96.........................‬‬
‫‪ -21‬ما حكم النائحة؟ ‪97...........................................‬‬
‫‪ -22‬ما حكم البكاء من غري نياحة؟‪97...............................‬‬
‫‪ -23‬ما الواجب عىل املرأة التي مات عنها زوجها؟ ‪97................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫فتاوى الزكاة‬
‫‪-1‬هل جتب الزكاة عىل ذهب الزينة؟‪98..............................‬‬
‫‪ -2‬هل عىل اجلنني يف بطن أمه زكاة فطر؟‪98..........................‬‬
‫الصيام‬
‫تعريف الصيام‪99.................................................... :‬‬ ‫‪280‬‬
‫فضائل الصيام‪99..................................................... :‬‬
‫رشوط وجوب الصوم‪101........................................... :‬‬
‫عالمات البلوغ‪101.................................................. :‬‬
‫رشوط صحة الصوم‪102.............................................:‬‬
‫سنن الصوم‪102..................................................... :‬‬
‫املفطرات سبعة‪104.................................................. :‬‬
‫رشوط الكفارة‪104.................................................. :‬‬
‫ما هي اآلثار املرتتبة عىل اجلامع يف هنار رمضان؟‪105....................‬‬
‫األيام املستحب صيامها‪106.......................................... :‬‬
‫األيام املنهي عن صيامها‪107......................................... :‬‬
‫فتاوى الصيام‬
‫‪ -1‬ما عىل احلامل واملرضع إذا أفطرتا؟ ‪109.........................‬‬
‫‪ -2‬حكم املريضة التي ال يرجى شفاؤها وكبريات السن؟ ‪109.......‬‬
‫‪ -3‬ما هو مقدار الفدية؟‪109........................................‬‬
‫‪ -4‬حكم املرأة لو شفيت أو طهرت يف هنار رمضان؟‪109............‬‬
‫‪ -5‬ما احلكم لو عاد املسافر يف هنار رمضان ووجد امراته احلائض قد‬
‫طهرت هل له أن جيامعها؟ ‪110......................................‬‬
‫‪ -6‬ماذا عىل املرأة إذا طهرت قبل أذان الفجر؟‪110...................‬‬
‫‪ -7‬ماذا عىل املرأة إذا حاضت يف هنار رمضان؟ ‪110..................‬‬
‫‪ -8‬ما حكم ال ُقبلة واملبارشة؟ ‪110...................................‬‬
‫‪ -9‬ما حكم من جامع زوجته يف هنار رمضان؟ ‪110..................‬‬
‫‪ -10‬ما حكم املرأة التي جومعت يف هنار رمضان؟ ‪111..............‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -11‬هل الكفارة عىل الرتتيب أم ال؟‪111............................‬‬


‫‪ -12‬هل تتعدد الكفارة بتكرار اجلامع؟‪111..........................‬‬
‫‪ -13‬هل جيوز للمرأة تأخري قضاء رمضان؟ ‪111.....................‬‬
‫ِ‬
‫تقض ما عليها من رمضان وأتى عليها رمضان جديد؟‪111....‬‬ ‫‪ -14‬حكم من مل‬
‫‪ -15‬إذا رأت الدم قبل غروب الشمس بدقائق؟‪112.................‬‬
‫‪281‬‬ ‫‪-16‬إذا أتاها احليض بعد غروب الشمس؟‪112......................‬‬
‫‪ -17‬املرأة املستحاضة التي عليها نزيف عليها صيام؟‪112............‬‬
‫‪ -18‬ما حكم الدواء ملنع احليض يف رمضان؟‪112....................‬‬
‫‪ -19‬إذا أجربها زوجها عىل الفطر يف صوم التطوع؟‪112.............‬‬
‫‪ -20‬ما حكم املبارشة فيام دون الفرج؟‪112..........................‬‬
‫‪ -21‬إذا احتلمت املرأة يف هنار رمضان؟‪113.........................‬‬
‫‪ -22‬ما حكم استعامل الدهون والكريامت؟ ‪113.....................‬‬
‫‪ -23‬هل جيوز وضع احلناء عىل الشعر أثناء الصوم؟ ‪113.............‬‬
‫‪ -24‬ما حكم الكحل للصائمة؟ ‪113................................‬‬
‫‪ -25‬ما حكم تذوق الطعام؟ ‪113...................................‬‬
‫‪ -26‬هل جيوز أن يستعمل البخور والعطر؟ ‪113.....................‬‬
‫‪ -27‬ما احلكم إذا ماتت املرأة وعليها صيام؟ ‪113....................‬‬
‫‪ -28‬ماذا لو صامت املرأة وهي حائض جاهلة باحلكم؟ ‪113.........‬‬
‫‪ -29‬هل جيوز اعتكاف النساء؟‪114.................................‬‬
‫فتاوى احلج والعمرة‬
‫‪ -1‬هل تسافر املرأة بغري حمرم؟ ‪115..................................‬‬
‫‪ -2‬هل يشرتط إذن الزوج يف حج النافلة؟‪115.......................‬‬
‫‪ -3‬هل تصح نيابة املرأة عن الرجل يف احلج والعمرة؟ ‪115...........‬‬
‫‪ -4‬ما احلكم إذا حاضت املرأة قبل اإلحرام؟ ‪115....................‬‬
‫‪ -5‬هل تلبس النقاب إذا كانت حمرمة؟ ‪116..........................‬‬
‫‪ -6‬ما هو لبس املرأة يف اإلحرام؟‪116................................‬‬
‫‪ -7‬ما عىل احلائض من مناسك احلج؟‪116...........................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -8‬ما احلكم إذا حاضت بعد طواف اإلفاضة؟ ‪116..................‬‬
‫الصفة الثالثة‪ :‬وحفظت فرجه‬
‫فضائل العفاف ‪117...................................................‬‬
‫‪ -1‬سبب الفالح‪117.............................................. :‬‬
‫‪ -2‬العفة عنوان الصالح‪117...................................... :‬‬
‫‪ -3‬العفة سبب املغفرة‪117......................................... :‬‬ ‫‪282‬‬
‫‪ -4‬العفة تلبية لنداء الرمحن‪118.................................... :‬‬
‫‪ -5‬العفة سبب كل خري‪118....................................... :‬‬
‫‪ -6‬العفة كملت مريم‪118......................................... :‬‬
‫‪ -7‬العفة خمالفة لطريق اهلالكني‪118................................ :‬‬
‫‪ -8‬العفة مفتاح اجلنة‪119.......................................... :‬‬
‫‪ -9‬العفة تاج عىل الرؤوس‪119.................................... :‬‬
‫أسباب الوقاية من الزنا‪119...........................................:‬‬
‫األدلة عىل تغطية وجه املرأة من األحاديث النبوية‪125................:‬‬
‫رشوط احلجاب الرشعي الصحيح‪127............................... :‬‬
‫فتاوى علامء األزهر الرشيف حول النقاب‪129.........................‬‬
‫أسباب الوقوع يف الزنا ‪133............................................‬‬
‫‪ -1‬قلة الدين‪133................................................. :‬‬
‫‪ -2‬عدم الرتبية اإلسالمية‪133..................................... :‬‬
‫‪ -3‬إطالق البرص بشهوة‪133....................................... :‬‬
‫‪ -4‬االختالط بني الرجال والنساء‪133..............................:‬‬
‫‪ -5‬اخللوة مع الرجل‪134.......................................... :‬‬
‫‪ -6‬عدم الزواج‪134............................................... .‬‬
‫‪ -7‬عدم استجابة املرأة لزوجها يف الفراش‪134.......................‬‬
‫‪ -8‬صحبة السوء‪134.............................................. :‬‬
‫‪ -9‬التربج والسفور‪134.............................................‬‬
‫خطورة التربج ‪135....................................................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ -1‬التربج معصية هلل ورسوله‪135.................................. :‬‬


‫‪ -2‬التربج كبرية من كبائر الذنوب املوبقة‪135.......................:‬‬
‫‪ -3‬التربج جيلب اللعن والطرد من رمحة اهلل‪135.....................:‬‬
‫‪ -4‬التربج من صفات أهل النار‪136................................:‬‬
‫‪ -5‬التربج نفاق وسواد وظلمة يوم القيامة‪136......................:‬‬
‫‪283‬‬ ‫‪ -6‬التربج هتتك وفضيحة يف األرسة واملجتمع‪136..................:‬‬
‫‪ -7‬التربج سنة إبليس‪137..........................................:‬‬
‫‪ -8‬التربج مقدمة لفسق املرأة ثم الزنا‪138...........................:‬‬
‫‪ -9‬التربج مقدمة إلنزال العقوبة اإلهلية‪138.........................:‬‬
‫حمجبات متربجات‪139...............................................:‬‬
‫شبهة والرد عليها‪140................................................ :‬‬
‫بداية املؤامرة ‪141.....................................................‬‬
‫هؤالء كيف سيلقون اهلل تعاىل؟‪143....................................‬‬
‫بعض عقوبات الزنا‪144..............................................:‬‬
‫الوصية الرابعة وأطاعت زوجها‪147...................................‬‬
‫تعظيم حق الزوج‪147................................................:‬‬
‫حتذير للنساء‪147.....................................................:‬‬
‫أرسار احلياة الزوجية‪148.............................................:‬‬
‫حقوق الزوج ‪149.....................................................‬‬
‫‪ -1‬طاعته إال يف معصية اهلل‪149.................................... :‬‬
‫‪-2‬إذا دعاها إىل الفراش ال متتنع‪149................................:‬‬
‫‪-3‬ال تصوم صوم تطوع إال بإذنه‪150...............................:‬‬
‫‪-4‬ال تأذن ألحد يف بيته إال بإذنه‪150............................... :‬‬
‫‪-5‬أن ال تفرط يف ماله‪150..........................................:‬‬
‫‪ -6‬القناعة‪151.................................................... :‬‬
‫‪ -7‬وال خترج إىل املسجد إال بإذنه‪151.............................. :‬‬
‫‪ -8‬ال تفيش رسه ألي خملوق‪151...................................:‬‬
‫‪ -9‬تعليم أوالده الدين‪152.........................................:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫‪ -10‬أن تتزين له‪152.............................................. :‬‬
‫‪ -11‬تصونه يف عرضها وماله‪153.................................. :‬‬
‫‪ -12‬ال خترج من بيته إال بإذنه‪153................................. :‬‬
‫‪ -13‬أن حتسن إىل والديه وأقاربه‪154.............................. :‬‬
‫أنفقت عليه من ِ‬
‫مالك‪154..................... :‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -14‬ال تمَ ُنِّي عليه بام‬
‫‪ -15‬ال تنفق من ماله إال بإذنه‪155................................. :‬‬ ‫‪284‬‬
‫وصف املؤمنات يف اجلنة ‪156..........................................‬‬
‫املؤمنة أفضل أم احلور العني؟ ‪156.....................................‬‬
‫إذا تزوجت املرأة أكثر من مرة فمع من تكون يف اجلنة؟ ‪159.............‬‬
‫إذا ماتت املرأة ومل تتزوج‪159......................................... :‬‬
‫إذا مل يكن هلا ذرية يف الدنيا؟‪160.......................................‬‬
‫فتاوى متنوعة للمرأة املسلمة‬
‫‪ -1‬ما حكم لبس البنطلون للمرأة؟ ‪162.............................‬‬
‫‪ -2‬ما هي عورة املرأة أمام املرأة؟ ‪162...............................‬‬
‫‪ -3‬رجل يعارض زوجته يف ارتداء الزي الرشعي؟ ‪162..............‬‬
‫‪ 4‬ـ ما حكم لبس املرأة املالبس الضيقة أمام النساء؟ ‪162.............‬‬
‫‪ 5‬ـ ما حد عورة املرأة أمام حمارمها؟ ‪162.............................‬‬
‫‪ 6‬ـ ما حكم قص الشعر للنساء؟ ‪162................................‬‬
‫‪ 7‬ـ ما حكم صبغة الشعر للمرأة؟ ‪163...............................‬‬
‫‪ 8‬ـ ما حكم لبس الباروكة؟ ‪163.....................................‬‬
‫‪ 9‬ـ ما حكم ختضيب اليدين باحلناء؟‪163.............................‬‬
‫‪ 10‬ـ هل جيوز للمرأة وصل ضفائرها بقطعة قامش؟ ‪163.............‬‬
‫‪ 11‬ـ ما هو النمص؟‪163............................................‬‬
‫‪ 12‬ـ حكم إزالة شعر الذقن والساقني واليدين للمرأة؟ ‪164.........‬‬
‫‪ 13‬ـ ما حكم نتف الشعر الذي بني احلاجبني؟‪164...................‬‬
‫‪ -14‬ما حكم أمحر الشفاه واملكياج للمرأة؟‪164......................‬‬
‫‪ 15‬ـ ما حكم الوشم؟ ‪164..........................................‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪-16‬ما حكم عمليات التجميل وتصغري وتكبري الشفاه وجتميل الصدر؟‪164...‬‬


‫‪17‬ـ ما حكم لبس العدسات الالصقة امللونة؟‪164...................‬‬
‫‪18‬ـ ما حكم إزالة األسنان الزائدة؟‪164.............................‬‬
‫‪19‬ـ ما حكم عمليات تقويم األسنان؟ ‪165..........................‬‬
‫‪20‬ـ هل جيوز للرجل أن يقبل ابنته البالغة؟‪165......................‬‬
‫‪285‬‬ ‫‪21‬ـ ما حكم تقبيل املحارم؟ ‪165....................................‬‬
‫‪22‬ـ ما حكم ذهاب املرأة للطبيب؟ ‪165.............................‬‬
‫‪ 23‬ـ ما حكم ركوب املرأة وحدها مع سائق أجنبي؟ ‪165............‬‬
‫‪24‬ـ هل تكشف املرأة عن وجهها أمام أقارب زوجها؟ ‪166..........‬‬
‫‪25‬ـ ما حكم االختالط بني الرجال والنساء يف العمل؟ ‪166..........‬‬
‫‪26‬ـ هل جيوز للمرأة أن حترض دروس العلم؟ ‪166...................‬‬
‫‪27‬ـ ما حكم النظر إىل الرجال؟‪166.................................‬‬
‫‪28‬ـ ما حكم مكاملة املرأة للرجل يف اهلاتف؟‪166.....................‬‬
‫‪29‬ـ هل جيوز أن تسلم املرأة عىل الرجل؟ ‪167.......................‬‬
‫‪30‬ـ هل جيوز أن تصافح املرأ ُة الرجل؟‪167..........................‬‬
‫‪31‬ـ هل جيوز للمرأة عيادة الرجل املريض؟ ‪167.....................‬‬
‫‪31‬ـ ما هي املواطن التي يباح فيها النظر إىل املرأة؟ ‪167...............‬‬
‫‪-32‬ما حكم التشقري؟ ‪167.........................................‬‬
‫‪ -33‬ما حكم تركيب الرموش؟‪168.................................‬‬
‫أخطاء يقع فيها كثري من النساء‪168................................... :‬‬
‫حتريم سامع الغيبة‪170................................................ :‬‬
‫عقوبة الذي يغتاب‪171...............................................:‬‬
‫األسباب الباعثة عىل الغيبة‪172....................................... :‬‬
‫عالج الغيبة‪172......................................................:‬‬
‫األعذار املرخصة يف الغيبة‪173........................................:‬‬
‫كفارة الغيبة‪174.......................................................‬‬
‫كيف تتعامل مع النامم؟ ‪176...........................................‬‬
‫قصة عجيبة‪176......................................................:‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫قصة خميفة‪177....................................................... :‬‬
‫هلو احلديث هو الغناء‪197............................................ :‬‬
‫كيف تتخلصني من الغناء؟‪198........................................‬‬
‫أرضار العشق‪200....................................................:‬‬
‫نصيحة إىل كل عاشق‪201............................................ :‬‬
‫تربية األوالد يف اإلسالم أهمية التربية‬ ‫‪286‬‬
‫فضائل الرتبية اإلسالمية‪204......................................... :‬‬
‫خطورة عدم الرتبية اإلسالمية‪205....................................:‬‬
‫عوامل الرتبية اإلسالمية ‪206..........................................‬‬
‫‪ -1‬اختيار الزوج الصالح‪206...................................... :‬‬
‫‪ -2‬الدعاء بالذرية الصاحلة‪207.................................... :‬‬
‫‪ -3‬وضع اليد عىل رأس الزوجة والدعاء هلا ليلة البناء‪207.......... :‬‬
‫‪ -4‬صالة الزوجني م ًعا ليلة البناء‪208...............................:‬‬
‫‪ -5‬الدعاء عند كل مجاع‪208....................................... :‬‬
‫‪ -6‬آداب اجلامع‪208................................................:‬‬
‫‪ - 7‬التحنيك للمولود بعد الوالدة‪209............................. :‬‬
‫كيف حتنك الطفل؟ ‪210...............................................‬‬
‫‪ -8‬العقيقة يف اليوم السابع‪210.....................................:‬‬
‫‪ -9‬حلق الشعر يف السابع‪211...................................... :‬‬
‫‪ -11‬تسمية املولود يف اليوم السابع‪212.............................:‬‬
‫‪ - 12‬اخلتان‪213....................................................‬‬
‫األدلة الرشعية عىل اخلتان‪213........................................ :‬‬
‫ما حكم اخلتان؟ ‪214..................................................‬‬
‫فضائل اخلتان‪214................................................... :‬‬
‫‪ -13‬حتفيظه القرآن‪216............................................ :‬‬
‫‪ -14‬القدوة‪217................................................... :‬‬
‫‪ -15‬الرمحة واحلب‪219............................................ :‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬

‫‪ - 16‬العدل‪221...................................................:‬‬
‫‪ - 17‬املخالطة‪222.................................................:‬‬
‫‪ - 18‬احلكمة يف التوجيه‪224........................................‬‬
‫‪- 19‬الثواب والعقاب‪226......................................... :‬‬
‫‪ - 20‬تعليمه العقيدة الصحيحة‪226................................ :‬‬
‫‪287‬‬ ‫‪ -21‬تعرف مشاكله وتبحث عن حلوهلا‪231........................:‬‬
‫‪ -22‬عدم حل املشاكل أمامهم‪232................................ :‬‬
‫‪ -23‬تسد عنهم أبواب الفساد‪232................................. :‬‬
‫‪ -24‬قدوته‪232....................................................:‬‬
‫جوا إيامن ًيا‪232........................................ :‬‬
‫‪ -25‬تهُ َيئ له ًّ‬
‫‪ -26‬قراءة كتاب‪233..............................................:‬‬
‫‪ -27‬تعليمهم اآلداب اإلسالمية‪233...............................:‬‬
‫أولاً ‪ -‬األدب مع اهلل تعاىل‪233........................................:‬‬
‫ثان ًيا‪ -‬األدب مع القرآن‪234.......................................... :‬‬
‫ثال ًثا‪ -‬األدب مع رسول اهلل ‪236........................... :H‬‬
‫راب ًعا‪ -‬آداب املسجد‪236............................................. :‬‬
‫تنبيهات مهمة عىل أخطائنا يف املساجد‪238............................ :‬‬
‫خامسا‪ -‬آداب بر الوالدين‪240....................................... :‬‬ ‫ً‬
‫كيف ترب والديك؟‪240................................................‬‬
‫سادسا‪ -‬آداب صلة الرحم‪241........................................‬‬ ‫ً‬
‫وجوب صلة الرحم‪241............................................. :‬‬
‫كيف تصل رمحك؟ ‪241...............................................‬‬
‫ساب ًعا ‪ -‬اآلداب مع اجلار‪242..........................................‬‬
‫أنواع اجلريان‪242.................................................... :‬‬
‫اآلداب مع اجلريان‪242.............................................. :‬‬
‫أما اجلار الكافر فله آداب أخرى‪ ،‬وهي‪243........................... :‬‬
‫ثامنًا‪ -‬اآلداب مع املسلمني‪244.......................................:‬‬
‫تاس ًعا‪ -‬آداب االستئذان‪246......................................... :‬‬
‫ما ال ي�سع امل�سلمة جهله‬
‫عارشا‪ -‬آداب الضيف‪248........................................... :‬‬‫ً‬
‫أ ‪ -‬آداب املستضاف‪248............................................. :‬‬
‫ب‪ -‬آداب املستضيف‪249............................................:‬‬
‫احلادي عرش‪ -‬آداب الطعام والرشاب‪249............................ :‬‬
‫الثاين عرش‪ -‬آداب زيارة املريض‪252..................................:‬‬
‫الثالث عرش‪ -‬آداب الصحبة‪253..................................... :‬‬ ‫‪288‬‬
‫آداب املسلم يف نفسه‪254............................................. :‬‬
‫الرابع عرش‪ -‬آداب الكالم‪254....................................... :‬‬
‫هذا وإن من آداب الكالم ما ييل‪255.................................. :‬‬
‫اخلامس عرش‪ -‬آداب السالم‪255..................................... :‬‬
‫حكم السالم عىل املسلمني‪258....................................... :‬‬
‫أسباب فساد األوالد ‪259..............................................‬‬
‫ملاذا الطالق أحب يشء إىل إبليس؟‪261................................‬‬
‫بعض مشاكل األطفال الشائعة ‪265....................................‬‬
‫‪ -1‬العدوانية أو الطبع االنفجاري‪265..............................:‬‬
‫‪ -2‬ظاهرة الرسقة عند األطفال‪266................................ :‬‬
‫‪ -3‬ظاهرة الكذب‪266.............................................:‬‬
‫‪ -4‬الطفل اخلائف أو اجلبان‪266....................................:‬‬
‫‪ -5‬األحالم املفزعة (الكابوس)‪267................................:‬‬
‫‪ -6‬الغرية‪268..................................................... :‬‬
‫‪ -7‬التبول الالإرادي أثناء النوم بعد سن ‪ 3‬سنوات‪268............. :‬‬
‫‪ -8‬التلفظ بألفاظ قبيحة‪269....................................... :‬‬
‫‪ -9‬االنطواء أو االكتئاب‪269...................................... :‬‬

You might also like