Professional Documents
Culture Documents
الإدارة الرقمية
الإدارة الرقمية
والبوابات اإللكترونية لتيسير الحصول على الوثائق المطلوبة إلنجاز المساطر اإلدارية ،ولالستفادة من الخدمات
العمومية األساسية في المجاالت االجتماعية؛ كالتعليم والتكوين المهني والصحة والرعاية والتصدي لإلقصاء
االجتماعي ،واالقتصادية كإنعاش الشغل واالستثمار وتحصيل الضرائب وحوكمة التدبير المالي .وأسفرت
مختلف االستراتيجيات المتخذة عن تسريع التحول التنظيمي للمرافق العمومية وتزايد وتيرة رقمنة المساطر
.اإلدارية ونزع الصفة المادية عنها
لكن في مقابل ذلك ،ثمة تأثيرات "جانبية" ال ُت رى بمنظار المؤشرات الكمية ،بتكريس حاالت متفاوتة من
"البيروقراطية الرقمية" ،تتجلى في صعوبة الولوج إلى الخدمات الرقمية نتاج التفاوت في تملك تكنولوجيا
المعلومات ،ومحدودية تمُّث ل عدد كبير من مسؤولي اإلدارة لرهانات وآليات المرفق العمومي اإللكتروني ،كما
أن المؤشرات الرسمية لتقييم اإلدارة اإللكترونية قد تخلق "انطباعات وهمية" ،باالرتكاز في عملية تقييم التحول
الرقمي على مؤشرات كمية وانتقائية ال تعكس فعالية وجودة الخدمات المقدمة ،كمعدل زيارات المواقع وعدد
.ردود المجيب اآللي وحجم الخدمات والملفات المتاحة ،بغض النظر عن استجابتها للحاجيات الفعلية للمرتفقين
في ضوء هذه المفارقات ،يبرز الحقل االستفهامي اآلتي :ما هي سياقات تبلور اإلدارة اإللكترونية ،وكيف تطور
استعمال تكنولوجيا المعلومات في القطاع العام بالمغرب؟ وإلى أي حد ساهم في مواكبة مشاريع إصالح
وتحديث اإلدارة العمومية؟ وما هي المداخل الممكنة لتجاوز التأثيرات السلبية للبيروقراطية الرقمية ولرفع
التحديات الجديدة للتدبير العمومي؟
سنناقش الموضوع في محورين :المحور األول سنخصصه الستعراض مكاسب التحول الرقمي في اإلدارة
المغربية في ضوء تقارير المؤسسات الوطنية والدولية .أما المحور الثاني فسنقف فيه على االستحقاقات الجديدة
لتوجيه هذا التحول لخدمة الرهانات الجديدة لإلصالح اإلداري ،ولجعل الرقميات مدخًال أساسيًا لتحديث اإلدارة
العمومية ورفع فعالية أدائها ،ولتعزيز فرص الولوج المتكافئ إلى الخدمات العمومية وتمكين المرتفقين من
.االستفادة منها على الوجه المطلوب
خالل السنوات األولى لأللفية الثانية ،تسارعت وتيرة التحول الرقمي بوضع البرنامج الوطني األول لإلدارة
اإللكترونية الذي تمخضت عنه بعض بوادر رقمنة المرافق العمومية ،كمرفق العدالة ،بالشروع في تجهيز
المحاكم في األنظمة والبنيات المعلوماتية ،وإنشاء مواقع إلكترونية لتيسير الحصول على الخدمات القضائية
وفي 2005شرعت الحكومة في تنفيذ مخطط (mahakim.ma).2كموقع وزارة العدل وبوابة محاكم
عبر العديد من العمليات ،كإرساء النظام الوطني لإلدارة (E-Maroc)،المغرب اإللكتروني في أفق 2010
وموقع المعلومات (service-public.ma)،اإللكترونية "إدارتي" الذي شمل إحداث بوابة الخدمات العمومية
لتحديد أماكن تواجد وجهات االتصال في المرافق العمومية ،بما ) (maps.service-public.maالمكانية
التي خّصصت لتتّبع ) (chikaya.maيمّك ن من تيسير اإلجراءات اإلدارية ،والبوابة الوطنية للشكايات
ومعالجة تظلمات المرتفقين ،وتلّق ي االقتراحات الكفيلة بتحسين جودة الخدمات اإلدارية .إضافة إلى إنشاء وزارة
االقتصاد والمالية لعدة مواقع متخصصة في رقمنة بعض المعامالت منذ ،2007كإيداع التصاريح واألداءات
(marchespublics.ma).والتدبير اإللكتروني للصفقات العمومية (tax.gov.ma)،الضريبية
أعقب ذلك صياغة مخطط المغرب الرقمي ( )2013-2009من طرف وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا
الحديثة من أجل تقريــب اإلدارة مـن حاجيـات المتعـاملين ،عبر برنامج طمـوح للحكومـة إاللكترونيــة تضمن
ليسفر تنفيذه إلى 89 (CIGOV)،مشروعًاُ 3،ك ِّلفت باإلشراف عليه اللجنة بين-الوزارية للحكومة اإللكترونية
حدود شتنبر/أيلول 2012عن إطالق 377موقعًا إلكترونيًا ،ووضع 547خدمة عمومية على شبكة اإلنترنت،
في إطار تفعيل اإلصدار الثاني لمنظومة "إدارتي" .وفي المحصلة فقد ارتفعت الخدمات المتعلقة بالحصول على
اإلجراءات اإلدارية عن بعد بنسبة 4 18% .هذه الحصيلة ستحّفز على وضع مخطط جديد للمغرب الرقمي
استهدف إتاحة 50%من الخدمات العمومية عبر اإلنترنت بحلول عام . 5 2020ألجل ذلك انخرط المغرب
منذ سنة 2013في عدة شراكات دولية لتدعيم البنية المعلوماتية ،كالشراكة مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي
لتقوية بنيات االستقبال اإللكتروني في 31إدارة عمومية بنهاية 2021على رأسها المركز )(PNUD
االستشفائي محمد الخامس ،ومركز تسجيل السيارات في الرباط . 6ومع بداية ُ 2017أطلقت المنصة الحكومية
لتمكين المرتفقين من الوثائق الالزمة إلنجاز بعض الخدمات ) (Gouvernementale Gatewayللتكامل
.كالبيانات المتعلقة بسجل بطاقة التعريف الوطنية ،والسجل التجاري ،والسجل العدلي
خالل الفترة الفاصلة بين 2018و 2020نّف ذت الحكومة عدة مخططات إجرائية ،كالمخطط التوجيهي للتحول
الرقمي في اإلدارة العمومية في 2018لتمكينها من توفير خدمات إلكترونية ذات جودة وتسهيل تبادل
المعطيات بينها ، 7والمخطط األول للحكومة المنفتحة 2020-2018الذي بلغت نسبة تنفيذه 84%عبر عدة
مشاريع لتحسين مؤشرات الولوج إلى البيانات العمومية وشفافية الميزانية وتخليق المرافق اإلدارية وتجويد
8
الخدمات العمومية.
انطالقًا من سنة 2020شرع القطاع الوزاري المكلف بإصالح اإلدارة في تنفيذ استراتيجية التنمية الرقمية
بغية جعل المغرب ضمن المراتب الثالث األولى في مجال الخدمات (Maroc Digital 2020-2025)،
عبر العديد من المشاريع لجعل الوسائل (Pays MEA)،العمومية الرقمية في منطقة الشرق األوسط وإفريقيا
التكنولوجية رافعة لمواكبة التحول االقتصادي واالجتماعي 9،ضمن ثالثة محاور استراتيجية تتمثل في محور
اإلدارة الرقمية لتجميع مختلف المبادرات الرامية إلى تطوير التحول الرقمي لإلدارة المغربية ،ومحور االبتكار
لتسريع االقتصاد الرقمي ،ومحور محاربة اإلقصاء االجتماعي وتحفيز التنمية البشرية الذي استهدف تحسين
10
جودة حياة المواطنين عبر الرقمنة.
في ظل إغالق المجال العام بعد تفشي وباء "كوفيد "19برزت قيمة التراكم الحاصل في توفير المعدات
والتطبيقات اإللكترونية في االنتقال إلى العمل عن بعد في عدة قطاعات ،كالتعليم من خالل بوابة الموارد الرقمية
إضافة (soutiensco.men.gov.ma)،وبوابة الدعم الدراسي والتعلم اإللكتروني )(taalimtice.ma
إلى قطاعات الصحة والعدل وغيرها .لكن في المقابل حَّت مت تداعيات األزمة الوبائية تذليل الصعوبات التي تحد
من سرعة التحول الرقمي للخدمات العمومية 11،حيث سيدعو التقرير العام للنموذج التنموي الجديد 12إلى تعزيز
ثقة المستعملين في المعامالت اإللكترونية ،وتأهيل البنية التحتية الرقمية ،في إطار استراتيجية للتحول الرقمي
ُيعهد بإدارتها إلى أعلى مستوى 13.في ضوء ذلك ستضع الحكومة االستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي
حددت سنة 2030كسقف زمني للرقمنة التامة للمعامالت اإلدارية ،وربط 100%من البنيات المعنية
بمسارات المرتفقين بالواجهة الموحدة للخدمات العمومية واعتماد التوقيع اإللكتروني داخل اإلدارات
(One stop Shop).14والمؤسسات العمومية
أسفرت التدخالت السابقة عن تحسن تدريجي في ترتيب المغرب في اإلحصاءات الدولية حول اإلدارة
اإللكترونية ،حيث احتل المرتبة الرابعة في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ضمن تقرير االلتزام الرقمي
كما تحّسن تصنيف المغرب في مؤشر (DEI).والمرتبة الثانية إفريقيًا ضمن تصنيف التطور الرقمي (DR)،
حيث انتقل من المرتبة 140في سنة (EGDI)، )40.29( 2008األمم المتحدة حول الحكومة اإللكترونية
إلى المرتبة 101في سنة 15،)0.591( 2022وذلك بفضل التطور الملحوظ في معدل الخدمات المتاحة على
الذي انتقل خالل نفس الفترة من 0.207إلى ،0.472نفس التحسن طال المعدالت األخرى التي ) (OSIالخط
(HCI).والرأسمال البشري ) (TIIتدخل ضمن احتساب مؤشر الحكومة اإللكترونية كالبنية التحتية لالتصاالت
بغض النظر عن التذبذب الحاصل في تطور مؤشرات اإلدارة اإللكترونية ،فإن مجمل مستويات الرقمنة تمكن
من تحقيق العديد من األهداف النوعية التي تصب في مسار اإلصالح اإلداري ،والرفع من الفعالية التدبيرية
16
لإلدارة العمومية في المغرب وتعزيز قدرتها على االستجابة للتحديات االقتصادية واالجتماعية الراهنة.
الخدمات اإلخبارية :أسفرت التدخالت السابقة عن خلق فضاءات افتراضية لتيسير الحصول على البيانات-
والوثائق .وأصبحت بوابة الخدمات العمومية تحتضن أكثر من 800مسطرة إدارية موزعة حسب 14
موضوعًا (الوثائق الشخصية ،التشغيل ،الضرائب ،األسرة )...وأكثر من 170خدمة إلكترونية 17،وبوابة
التشغيل العمومي التي نشرت ما يقارب 50ألف مباراة بين 2012و ،2022وبوابة البيانات المكانية التي تتيح
الحصول على معلومات االتصال بأكثر من 17500مرفق عمومي 18.هذا المسار سيعرف قفزة نوعية مع
إطالق النسخة الثانية للبوابة الوطنية للمعطيات المفتوحة ،التي أصبحت تشتمل إلى حدود دجنبر/كانون األول
2022على أكثر من 32ألف ملف وعلى 457مصدرًا و 34منتجًا للمعطيات 19.وبفضل التقدم التدريجي في
باحتالله المرتبة (ODIN) 41نشر البيانات العمومية ،فقد تقدم ترتيب المغرب في سلم البيانات المفتوحة
ًا 20
عالميًا واألولى إفريقيًا والثانية عربي .
الخدمات التفاعلية :تحسن مستوى التواصل بين اإلدارة والمتعاملين معها بفضل بعض الحلول التفاعلية-،
التي استقبلت حتى اآلن أكثر من 1.2مليون شكاية مع تحسن نسبي ) (Chikayaكالبوابة الوطنية للشكايات
في معدل التجاوب مع تظلمات المرتفقين ،بالنظر إلى تطور وتيرة الرد على الشكايات وتقلص المدة الزمنية
المخصصة لفحصها ،حيث قاربت نسبة الشكايات التي تمت معالجتها %59.13من مجموع الشكايات
حيث تجاوزت نسبة االستجابة للطلبات المقدمة (Chafafiya)،الُموَد عة 21،وبوابة الحصول على المعلومات
التي مكنت حتى اآلن من نشر 2700مسطرة بعد تدوينها وتبسيطها مع ) ،56% (Idaratiوبوابة إدارتي
.السير الحثيث نحو رقمنتها بشكل كامل أو جزئي في أفق 2025
الخدمات شبه المعامالتية :تشمل المواقع التي تمكن من بدء معاملة إدارية على الخط مع الحصول على الخدمة-
الذي ) (watiqa.maالنهائية عبر البريد العادي أو الحضور الشخصي ،كالشباك اإللكتروني للوثائق اإلدارية
أتاح تلبية ما يزيد عن 700ألف طلب عقد ازدياد 22،وموقع جواز السفر "البيومتري" الذي يمّك ن من تعبئة
االستمارة وتتبع الطلب بكيفية إلكترونية مع االحتفاظ بالطابع المادي لمراحل اإليداع والسحب
والنظام اإللكتروني للحالة المدنية ،حيث عرف مسار رقمنة رسوم الحالة المدنية تقدمًا (passeport.ma)،
ملحوظًا منذ تجريبه سنة 2008في أفق بناء قاعدة معطيات إلكترونية تخّز ن حوالي 45مليون رسم منذ
للتدبير اإللكتروني لطلبات الترخيص في مجال التعمير واألنشطة ) ،1915 (rokhas.maومنصة رخص
.االقتصادية
الخدمات المعامالتية :أسفر التحول الرقمي عن رقمنة كاملة لبعض الخدمات ،كتخصيص بوابة لنشر طلبات-
العروض ولتتبع عمليات تفويت الصفقات العمومية للمتعهدين 23،ومنصة مكتب الصرف التي تتيح الحصول
على خدمات التراخيص والتصاريح عن بعد ،والتدبير اإللكتروني للمخصصات التكميلية للسياحة ،إضافة إلى
العشرات من المواقع المخصصة إليداع التصاريح االجتماعية وتأدية الفواتير وأداء الرسوم والضرائب والتدبير
اإللكتروني لإلجراءات الجمركية ،وبعض تطبيقات القضاء الرقمي كالسجل العدلي اإللكتروني واألداء
اإللكتروني لغرامات مخالفات السير مع تهيئة شروط التحول نحو التقاضي عن بعد ،إضافة إلى تقدم التدبير
"MASSAR".اإللكتروني لمنظومة التربية والتكوين عبر منظومة مسار
الخدمات المندمجة :ساعدت الرقمنة على توسيع مجاالت التعاضد والتعاون في القطاع العام عبر عدة-
) (SIRH-APمبادرات ،كوضع النظام المعلوماتي المشترك لتدبير الموارد البشرية في اإلدارات العمومية
الذي انطلق منذ 2019في 16قطاعًا وزاريًا بهدف استغالل اإلمكانات التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات
واالتصال لضمان التدبير األمثل والفعال للموارد البشرية 24،وتصميم بوابات متخصصة في تقديم خدمات
عمومية مشتركة بين عدة إدارات ،وخاصة في ما يتعلق برقمنة مسار المستثمر ،كمنصة دعم الشركات الناشئة،
والمقاول الذاتي الرقمي ،مع الشروع في تطوير وإطالق منصة رقمية خاصة بالتبادل والربط البيني لنظم
25
معلومات اإلدارات العمومية في أفق توسيع مجال استعمالها من طرف اإلدارات المعنية.
بغض النظر عن التفاوت بين طبيعة ومدى الخدمات العمومية الرقمية ،فإن الدينامية المتسارعة في توظيف
تكنولوجيا االتصال والمعلومات أسهمت في تحسين مؤشرات الشفافية والفعالية واالبتكار والجودة في القطاع
:العام 26،وما لذلك من تأثيرات إيجابية على أداء اإلدارة العمومية وعلى عالقتها بمحيطها الداخلي والخارجي
بناء عالقة جديدة بين المرتفق واإلدارة تستند إلى أسس موضوعية تفيد في التخفيف من نزعات الشخصنة-،
بفضل تقليص الضغط الممارس على الطاقم اإلداري من جهة ،وبالنظر إلى شفافية المساطر وانكشافها وتعدد
.وتنوع طرق الطعن من جهة أخرى
حيث فرضت تحديات الرقمنة إحداث تحول " (débureaucratisation)،تفكيك "التقاليد البيروقراطية-
تنظيمي في الجسم اإلداري ،يقوم على تفتيت المسؤوليات وتأطير جديد لكيفيات وآليات ممارسة السلطة
.اإلدارية
تسهيل استفادة المرتفقين من الخدمات العمومية ،في ضوء التأثير الناعم ألدوات الرقمنة التي تقوم على-
أو للحصول (mawiidi.ma)،التواصل والتعاون ،كأخذ المواعيد عبر اإلنترنت للولوج إلى الخدمات الطبية
.على الوثائق من مصالح األمن والقضاء وغيرها
تحسين درجة النزاهة والحد من بعض ممارسات الفساد اإلداري ،التي كانت تنتعش في ظل أجواء الغموض-،
و"احتكار المعلومة" ،ومحدودية ثقافة المرفق العام لدى المواطنين وضعف مشاركتهم في تدبير الشؤون العامة.
27
عقلنة تدبير الموارد البشرية :ساهمت الحلول الرقمية في التحكم بموظفي اإلدارات العمومية بالتقليل من ظاهرة-
األشباح في ظل تواتر عمليات اإلحصاء ،وبتثمين المهن الرقمية التي ال تتطلب معدالت تشغيل عالية ،حيث
تشير منظمة التعاون والتنمية االقتصادية إلى أن 14%من مناصب الشغل في المغرب ستكون معرضة لألتمتة
إضافة إلى ذلك ،تمكن الحلول اإلدارية الرقمية من رفع األداء الوظيفي للعاملين (L'automatisation).28
.وتقليص هامش الخطأ الناجم عن المعالجة البشرية للمعطيات
اختالل منظومة القيادة :من تجليات ذلك نشير إلى محدودية التكامل بين البرامج .فمثال لم ُتراَع مآالت مخطط-
المغرب اإللكتروني 2010عند وضع استراتيجية المغرب الرقمي ،2013وكذا ضعف التحكم في تنزيل
المشاريع ،حيث لم تسفر حصيلة المغرب الرقمي عن إنجاز سوى 42خدمة بدل 89كما كان مبرمجًا 29.األمر
نفسه بالنسبة لتقييم جودة الخدمات ،حيث ما زالت أغلب اإلدارات ُترِّك ز على عدد الخدمات بغض النظر عن
جاهزيتها وتلبيتها لحاجات المرتفق ،كما تحدد ذلك المرجعيات الرسمية كالدليل المرجعي للخدمات اإلدارية
الرقمية لسنة ، 201830وتقرير تقييم نضج الخدمات اإللكترونية لسنة .2019إضافة إلى التعثر الذي اعترض
عمل بنيات القيادة ،كما حصل مع المجلس الوطني لتكنولوجيا اإلعالم واالقتصاد الرقمي ،الذي لم يضطلع
بالمهام المرتبطة بمتابعة تنفيذ استراتيجية المغرب الرقمي ،حيث لم يعقد خالل فترة 2013-2009سوى ثالثة
اجتماعات بدل اجتماعين سنويين على األقل 31.وترتبط معضلة الحكامة بعوامل متعددة على رأسها غياب آلية
حكومية مشتركة لإلشراف على مختلف الورش المرتبطة باالنتقال الرقمي ،مقارنة بالتجارب الدولية التي
بلورت بنيات دائمة للقيادة مثل فرنسا بإحداث المندوبية البين-وزارية للرقمنة وألنظمة اإلعالم واالتصال
التي لعبت دورًا مهمًا في توحيد الجهود ذات الصلة برقمنة الخدمات العمومية .مع توضيح )(DINSIC
32
اختصاصات الهيئات المتخصصة وتمكينها من الموارد البشرية والمادية،
اإلطار التنظيمي لقيادة ورش االنتقال الرقمي في المغرب ،تركيب شخصي
استمرار الفجوة الرقمية :فتباين سرعات الرقمنة يكرس التفاوت بين المواطنين في الولوج إلى المرافق-
" (Whiteالعمومية ،ويأخذ هذا التفاوت عدة أشكال ،كالتفاوت المجالي في ظل استمرار "البقع البيضاء
التي ينعدم أو يقل فيها صبيب اإلنترنت ،مع استئثار اإلدارات المركزية بجّل المعدات والحلول )areas
المعلوماتية مقابل ضعف رقمنة اإلدارات المحلية بسبب محدودية الموارد وضعف المواكبة . 33على الصعيد
السوسيوثقافي ،تحتمل الخدمات المرقمنة بعض المخاطر على المساواة بين المواطنين في االستفادة من المرافق
العمومية ،إذ بالرغم من التطور الذي يعرفه سوق تكنولوجيا المعلومات -نتاج الجهود الحكومية والخاصة -فإن
فئات اجتماعية عريضة تجد نفسها عاجزة عن تمُّلك أو امتالك الوسائل والتقنيات الضرورية للوصول إلى
.الخدمات الرقمية نتاج الدخل المحدود أو تدني الثقافة المعلوماتية
تبعًا لطبيعة ) (e-Readinessمن الناحية االقتصادية ،يوجد تفاوت واضح في مؤشر النضج اإللكتروني
الخدمات ونوعية المستفيدين منها ،في ظل ضعف نضج الخدمات الموجهة لعموم المرتفقين ،مقابل جاهزية
المنصات المخصصة الستخالص الفواتير والرسوم والضرائب 34،مع وجود نوع من التمييز في طبيعة
الخدمات الموجهة إلى كل من المرتفقين والمهنيين ،فحوالي % 60من الخدمات اإللكترونية المقدمة للمواطن
ذات طابع إخباري يقتصر على إتاحة المعلومات ،وفي المقابل ،فالخدمات المرقمنة بشكل كامل الموضوعة
35
رهن إشارة المقاوالت تقارب % 42مقارنة بـ % 32بالنسبة للمرتفقين.
مستوى النضج
مواطنون مهنيون آخرون المجموع
اإللكتروني
اإلخبار 106 58 15 179
مجموع الخدمات
177 155 59 391
اإللكترونية
.حصر الخدمات اإللكترونية وتقييم نضجها ،وزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية2020 ،
تفاقم البيروقراطية الرقمية :في الوقت الذي كان ُيعَّو ل فيه على أدوات الرقمنة لجعل المرفق العام أكثر -
التي تقوم على التخصص والفعالية وعلى )" (wébérienاستجابة لمتطلبات البيروقراطية بمفهومها "الفيبري
وجود قواعد تدبيرية مستقرة واضحة ،فإن الواقع العملي يؤشر إلى تشُّك ل أنماط سلبية لبيروقراطية رقمية تحد
:من إسهام الوسائل الحديثة في تجويد الخدمات العمومية .من مظاهر ذلك نذكر
تقادم "البروفايل" اإلداري :وجود عدد كبير من الموظفين غير قادرين على مسايرة التحول الرقمي ،حيث ال -
تتجاوز نسبة الموظفين العاملين في تكنولوجيا المعلومات واالتصال %1.19مقارنة بالمعدل الدولي الذي
وصل في 2022إلى .%3وهو واقع يجعل الجيل القديم من الموظفين في الغالب األعم "أسيرًا" لثقافة تدبيرية
.ورقية و"مقاومًا" لديناميات التحول الرقمي
غياب تحديد واضح للخدمة اإللكترونية يجعلها تشمل حتى مجرد الحصول على وثائق أو معلومات بسيطة ال-
ُت لبي بأي وجه مطالب المرتفقين ،كما أن العديد من البوابات االفتراضية لإلدارات العمومية تفتقد إلى التحيين
الالزم وإلى تطوير حلول رقمية تفاعلية ومندمجة ،ما يجعلها عائقًا أمام استقطاب المواطنين لالعتماد على
36
اإلنترنت في الخدمات اإلدارية.
إثقال كاهل المرتفقين ،حيث تقتصر الشبابيك اإللكترونية للوثائق اإلدارية على مجرد تقديم الطلب ،أما تسلمها -
فال زال يتطلب الحضور الفعلي لطالبها ،وفي حالة الرغبة في التوصل بها عبر البريد العادي يتوجب أداء مبالغ
37
ُمكِّلفة تجعل الخدمة في متناول أقلية من المواطنين.
ضعف الثقة في المعامالت اإللكترونية :غياب نظام موحد ومبسط لتحديد هوية المستعملين والموظفين- ،
وتباطؤ وتيرة تأمين الخدمات الرقمية يجعل العديد من المواطنين يتوَّج سون من التعامل مع المنصات اإللكترونية
38
خاصة تلك المرتبطة بالخدمات المالية.
تكريس الجمود اإلداري :الهندسة المعلوماتية للخدمات اإللكترونية تكتنفها صعوبات جمة تؤثر على فعاليتها- ،
فاالنقطاع المستمر جراء تواتر األعطاب التقنية وضعف عمليات الصيانة يؤثران على مصالح المرتفقين،
.ويجعالن من تلك األعطاب مطية للتملص من المسؤولية وإلبطاء وتيرة تقديم الخدمة المطلوبة
متاهة مسار المرتفق :استمرار التعقيدات التقنية التي تحد من المعامالت الرقمية كعدم إتاحة الوصل -
اإللكتروني وعدم االعتراف أحيانًا بالتوقيع اإللكتروني ،وصعوبة رفع الوثائق المطلوبة للحصول على الخدمة
كما أن محدودية تملك المهارات المعلوماتية يجعل العديد من المستعملين عاجزين عن ملء (upload)،
االستمارات اإللكترونية وإجراء المعامالت اإلدارية ،خاصة في ظل محدودية تناسب معظم مواقع اإلنترنت
39
الرسمية مع حاجيات المرتفقين.
هذا اإلشكال مطروح حتى في الدول التي قطعت أشواطًا في التحول الرقمي للخدمات ،حيث تبرز بعض
الدراسات أن أغلب المستعملين يعربون عن الحاجة إلى مواكبتهم في الولوج إلى الخدمات المتاحة عن بعد؛
كفرنسا بنسبة 71%وبريطانيا بنسبة 40،%78ولذلك يتم تطوير حلول مبتكرة لمرافقة مستعملي مواقع
اإلدارات العمومية ،وللحيلولة دون تحول الرقمنة إلى عائق أمام الولوج إلى الخدمات المتاحة على الخط ،كما
هو الحال بالنسبة للساكنة القروية ،حيث يواجه الكثير صعوبات جمة للتسجيل في المواقع اإللكترونية
.المخصصة للحصول على الوثائق أو لنيل الدعم أو لسلوك بعض المساطر اإلدارية
في ضوء ذلك ،ومع األخذ باالعتبار تفاوت الشروط الثقافية والمادية لإلدارة اإللكترونية في المغرب ،مقارنة
بالتجارب المذكورة ،يتعين تخصيص الوسائل والموارد المناسبة لالرتقاء بمستويات التواصل والتفاعل بين
المرتفقين وبوابات الخدمات العمومية ،وهي مسؤولية منوطة بالحكومة بالدرجة األولى ،وبالمنظمات غير
.الحكومية عبر عمليات التحسيس والترافع والتكوين لتنمية ثقافة المرفق العام الرقمي
مدخل العدالة الرقمية :بالرغم من الجهود المبذولة ،فإن الفجوة الرقمية ما فتئت تتسع في ظل التفاوتات على-
صعيد التزود بالمعدات المعلوماتية ذات الجودة والتغطية بشبكات اإلنترنت السريع ،األمر الذي يستوجب تعزيز
قدرة الفئات الهشة على الوصول إلى خدمات الحكومة اإللكترونية كاألفراد ذوي اإلعاقات ،واألكبر سنًا،
والنساء ،والشباب ،والفقراء 41،من خالل اتخاذ تدابير جديدة ِلتْج سير الهوة الرقمية كتعميم الولوج إلى اإلنترنت
ذي الصبيب العالي والعالي جدًا ،مع ضمان خدمة جيدة فـي هذا المجال 42،كما أن جعل الذكاء االصطناعي في
خدمة التنمية اإلدارية يتطلب وضع تطبيقات محمولة جذابة وُميَّس رة ونظم رقمية مبتكرة أكثر تأثيرًا على حياة
المرتفقين ،إضافة إلى تقوية البعد التفاعلي للمنصات العمومية بتوفير تقنيين ومستشارين متخصصين في
لزوار البوابات الوطنية مكلفين بمرافقة المتعاملين في مختلف ) (digital supportالمواكبة اإللكترونية
.المراحل المتعلقة بالحصول على الخدمة العمومية الرقمية
مدخل الحكامة اإللكترونية :تيسير ولوج المتعاملين إلى الخدمات اإلدارية المتاحة على اإلنترنت من خالل -
تبسيط مسار المرتفقين ،باختصار المراحل الواجب المرور منها ،وحصر الوثائق المطلوبة للحصول على
الخدمة ،والتقليص من اإلدارات المتدخلة في إنجاز الخدمة ،إضافة إلى تطوير منصة التشغيل البيني للمعطيات
بما يمكن من الربط بين قواعد المعلومات لمختلف اإلدارات العمومية )(d’interopérabilité plateforme
ومن تبادل البيانات والوثائق .بالموازاة مع ذلك يتعين تحسين مؤشرات الشفافية والنضج والفعالية ،وتوفير
.شروط الولوج الُمؤَّمن إلى الخدمات الرقمية
مدخل الفعالية التدبيرية :تهيئة الشروط الكفيلة بتجسيد اإلدارة اإللكترونية ،وفي مقدمتها مراجعة الهندسة -
التنظيمية لتتماشى مع تحديات الرقمنة ،وإلحداث تغيير عميق للهياكل اإلدارية ،وليس مجرد إضفاء حالة من
التحديث السطحي على أجهزة عتيقة ،وذلك من خالل خلق مصالح إدارية متخصصة في عمليات التحليل
والمعالجة والبرمجة والصيانة ،وقادرة على التكّفل بمختلف األمور التقنية المتعلقة بتعميم المعلومات والتطبيقات
الرقمية 43.إلى جانب ذلك يتعين جعل المهارات المعلوماتية معيارًا أساسيًا في توظيف الموارد البشرية ،وتثمين
المهن الرقمية التي تتطلب مؤهالت خاصة ،كاألمن المعلوماتي والتصميم الذكي والحوسبة السحابية والهندسة
المعلوماتية وتحليل البيانات الضخمة ،بما يمكن من توافر كفاءات قادرة على تكييف التكنولوجيا الحديثة مع
44
متطلبات العمل اإلداري.
لرفع هذه التحديات ،يتوجب إقرار حزمة جديدة من اإلصالحات اإلدارية لتوفير الشروط السياسية والتشريعية
والمؤسساتية والمالية لعمليات التحول الرقمي لإلدارة ،ونزع الصفة المادية عن المساطر اإلدارية والخدمات
.العمومية
سياسيًا :بلورة استراتيجية مبتكرة للتحول الرقمي تستحضر الدروس المستفادة من التجارب السابقة ،وخاصة -
في ما يتعلق بتوحيد الرؤية وتسريع وتيرة التنزيل ،مع الحرص على تحقيق التكامل بين الحلول الرقمية لضمان
سير اإلدارات والمؤسسات العمومية بنفس السرعة في مسار االنتقال الرقمي ،والتأكيد على االرتقاء بآفاق
الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز مؤشرات االقتصاد الرقمي ،وتقوية التعاون بين الفاعلين العموميين من
خالل منظومة للتبادل البيني للمعطيات بين مختلف أصناف اإلدارات .كما أن الوعي بمتطلبات السيادة الرقمية
ُيحِّت م وضع لوحة قيادة لتتبع السياسات المتعلقة بنزع الصفة المادية عن الخدمات العمومية ،على غرار مؤشر
ولقياس كفاءة استعمال (OCDE)،في منطقة منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ) (DGIاإلدارة الرقمية
45
التكنولوجيا الرقمية في تفعيل استراتيجيات التحديث اإلداري.
تشريعيًا :تعزيز اإلطار التشريعي لالنتقال الرقمي للقطاع العام بإخراج مشروع القانون رقم 41.19المتعلق -
باإلدارة الرقمية إلزالة العوائق التي تحد من المعامالت اإللكترونية وتعزيز مستوى الرقمنة الكاملة للخدمات،
والمرسوم المتعلق بالتوقيع اإللكتروني لتأمين الوثائق اإلدارية وللرفع من منسوب الثقة والمصداقية في
التطبيقات الرقمية ،إلى جانب إصدار نصوص جديدة لتأطير عمليات مشاركة وتبادل المعطيات بين اإلدارات،
بما يمكن من إعفاء المرتفق من اإلدالء بوثائق هي متوفرة أصًال لدى اإلدارات العمومية كاإلدارة العامة لألمن
الوطني وصناديق التغطية الصحية والضمان االجتماعي ،والمديرية العامة للضرائب ووزارات العدل والتربية
46
الوطنية وغيرها.
مؤسساتيًا :لمواكبة اإليقاع السريع لالنتقال الرقمي ،يتعين تأسيس سلطة عليا مكلفة بالتنسيق بين مختلف -
المتدخلين ،بإحداث فريق حكومي متخصص في شكل مندوبية وزارية مشتركة لقيادة هذه الورش المهيكلة
ولتدعيم العمل المشترك بين مجموع اإلدارات والهياكل المعنية 47،كوكالة التنمية الرقمية ،ولجنة الحصول على
المعلومات ،والوكالة الوطنية لتقنين المواصالت ،واللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية ،ولجنة القيادة
الوطنية للمعطيات المفتوحة ،مع إعادة النظر في الحكامة العامة للخدمات العمومية عبر اإلنترنت من خالل
تدقيق االختصاصات والعالقات بين القطاعات الوزارية المعنية وخاصة بين وزارة االنتقال الرقمي وإصالح
48
اإلدارة ووزارة الداخلية.
لكن ،على الرغم من أهمية هذه اإلصالحات ،فإنها ستظل قاصرة عن تجاوز اإلكراهات التي تعيق التحول
الرقمي لإلدارة العمومية إذا لم تتم ترجمتها ضمن حزمة متكاملة من التدابير لتحديث وعقلنة القطاع العام ،مع
الوعي بالمخاطر والتأثيرات الجانبية لرقمنة الخدمات العمومية على المبادئ األساسية للمرفق العام
كاالستمرارية والمساواة والمجانية ،تفاديًا لتحويل تطبيقات اإلدارة اإللكترونية إلى منفذ لتكريس نوع من
"الخصخصة التدبيرية" ولتفكيك الخدمة العمومية ،في ظل التعقيدات التقنية والمسطرية التي تحّد من إمكانية
وصول المرتفقين إليها ،وُتكِّر س فجوات مجالية واجتماعية تجعل قطاعات واسعة من المجتمع خارج دائرة
".االستفادة من "نعيم الرقمنة
خاتمة
أسهم توظيف تكنولوجيا المعلومات في تيسير المساطر اإلدارية والحصول على الخدمات العمومية بأقل تكلفة
ممكنة ،لكن عند التأمل في التأثيرات الفعلية ،يتبين أن الرقميات أصبحت تشكل بؤرة لتعميق الممارسات
البيروقراطية في ظل تباطؤ سيرورة اتخاذ القرار وتضخم اإلطار المؤسساتي وتعقد منظومة التواصل ،األمر
:الذي يفرض تهيئة الشروط الضرورية للرفع من جودة الخدمات العمومية الرقمية .ألجل ذلك نقترح اآلتي
تسريع التحول التنظيمي لإلدارة العمومية ،عبر مراجعة أطرها الهيكلية والوظيفية ،وكيفيات تدبير المسار -
.المهني للموارد البشرية وفق ما تقتضيه استحقاقات االنتقال الرقمي
إزالة التعقيدات التقنية التي تحول دون تعميم استفادة المرتفقين من الخدمات اإللكترونية ،مع تعزيز مؤشرات -
.المواكبة االفتراضية لمستعملي المنصات والبوابات الرسمية
التطوير الفوري لحلول رقمية كاملة بدل النهج التجريبي الذي أثبت فشله ،حيث تظل معظم الخدمات في -
المستوى اإلخباري أو التفاعلي المحدود دون االرتقاء نحو الرقمنة الجزئية أو التامة رغم مرور المهل الزمنية
.الكافية لالنتقال إلى الصيغة النهائية للخدمة الرقمية
تثمين دور المجتمع المدني في مواكبة التحول الرقمي لإلدارة العمومية ،من خالل تعزيز ثقافة المرفق العام -
.والتعريف بالخدمات اإللكترونية وتقييم جودة وفعالية المعامالت الرقمية
توفير متطلبات العدالة الرقمية ،عبر اإلنصاف في تغطية التراب الوطني بشبكة اإلنترنت السريع وتوفير -
األجهزة عالية الكفاءة في اإلدارات ،ناهيك عن تيسير تمُّلك األدوات والحلول اإللكترونية ،وتطوير الكفايات
.الرقمية لدى المستعملين والعاملين على حد سواء
تسريع سيرورة بناء منصة التشغيل البيني للمعطيات ،وتطوير القواعد المشتركة للمعلومات بين اإلدارات -
.العمومية ،وتعزيز الربط بين البوابات الرسمية المخصصة للخدمات اإللكترونية
التتبع المستمر لفعالية الخدمات المرقمنة عبر تقارير دورية وسنوية لقياس قدرتها على إشباع حاجيات -
المتعاملين ،في ضوء معايير موضوعية تتجاوز الجوانب الكمية ِلُت ركز على مؤشرات الولوجية والدقة والتجدد
.والعدالة والمالءمة
في المجمل يتعين جعل التكنولوجيا الرقمية عنصرًا مندمجًا في صلب الورش الجديدة للتدبير العمومي ،كتحفيز
االستثمار الجهوي ،وإصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية ،وتحديث المرافق العمومية واإلدارة المحلية،
كنظام معلوماتي لفرز من لهم أهلية االستفادة من برامج الدعم ) (RSUوإرساء السجل االجتماعي الموحد
االجتماعي ،في أفق جعل االنتقال الرقمي مرآة عاكسة لباقي أشكال االنتقال السياسي واالقتصادي واالجتماعي
.واإلداري
ا