Professional Documents
Culture Documents
عقد الامتیاز في التشریع الجزائري
عقد الامتیاز في التشریع الجزائري
اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ2015-2014:
اﻹھــداء
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﺎن اﻟﺮﺣﻴﻢ
أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻋﻤﻠﻲ و ﻣﺠﻬﻮدي إﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ وﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﻫﻦ ورﺑﺘﻨﻲ
وأﺣﺴﻨﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻲ ،إﻟﻰ اﻟﺘﻴﺴﻬﺮت وﻣﺰاﻟﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺐ
اﻟﻤﺸﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.
ﺳﻤﯿــــــــــــﺮ
ﺷﻛــــر وﻋرﻓــﺎن
أوﻻ وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء أﺷﻜﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي وﻓﻘﻨﻲ وﻳﺴﺮ ﻟﻲ
أﻣﺮي ﺑﺈﻧﻬﺎء دراﺳﺘﻲ ﺧﺎﺗﻤﺘﻬﺎ إﻧﺠﺎزي ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة .
ﻣﻘدﻣـــــــﺔ
ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻘﻬﺎ وﺗﺷرﯾﻌﺎ ﻫو إﺗﻔﺎق ﯾﺑرم ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن
أو أﻛﺛر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻪ أو ﻧﻘل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ .
واﻟﻌﻘد أﺻﻼ ﯾﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ أو ﺑﯾن أﺷﺧﺎص ﻣﻌﻧوﯾﺔ وأﺧري طﺑﯾﻌﯾﺔ ،
وﻫذا اﻟﺻﻧف اﻻﺧﯾر ﯾﻛون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوﯾﻔﯾﻪ ﺷﺧص ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص) Droit
(Priveأو ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ) ، (DROIT PUBLICوﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ
اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم )اﻻدارات( ﺗﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻻﺧﯾرة ﻛﺷﺧص ﯾﺧﺿﻊ
ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺗﺻرف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺻﺎﺣﺑﺔ
ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺧذ اﻻدارة أﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻏﯾر
ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﻫذﻩ اﻻﺳﺎﻟﯾب ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺧﺻﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻧظﯾم ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﺗﺣت
ﻋﻧوان ﻣﻌﯾن ﻣﺛل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ ﺗرك ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺗﻔرﻗﺔ
ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺗرﻏب اﻻدارة ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺗﻪ ﻟﻸﻓراد ﻋن طرﯾق اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري وﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺈﺳﺗﻣرار ٕواطراد واﻟﻌﺟز اﻟذي ﻗد ﺗﻌرﻓﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻟﺗطور ،ﺟﻌل أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
ﺗﺗﻐﯾر وﺗﺗطور ﺑﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻟﻬذا ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﺑﺄن ﺗظﻬر
أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﻹدارة وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺗطور ﻗﺻد ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻓﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠطﻔرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺑﻼد ﻣﻧذ 1989أﺿﺣﻰ ﻣن أﻫم ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﺣول
اﻟﺳﻌﻲ وراء اﻟﺣد ﻣن اﻟﻌﺟز اﻟذي ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ﻣن
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل إﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣرﯾر
أ
ﻣﻘــﺪﻣ ـ ـ ــﺔ
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﺷراك اﻟﺧواص ﻓﯾﻬﺎ ٕوازاﻟﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور
اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص .
اﻷﻣر اﻟذي أودى ﺑﺎﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام آﻟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري
وﻣن ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻻﻟﯾﺎت اﺳﺗﺧدامأﺳﻠوب اﻻﻣﺗﯾﺎزاﻟذي ﯾﻌد آﻟﯾﺔ ﻣـــرﻧــﺔوﺳﻬﻠﺔاﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺳﺗﺧدام ،
وﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻛل ﻧﺷﺎط ﻣن أﻧﺷطﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻊ ﻛل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت .
ذﻟك ﻷن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻋﻘد ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻣر وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻧﻔﺗﺎح
اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﻛﺳﻠطﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم
ٕواطراد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .
ورﻏم اﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﻏﯾﺎب ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺣدد ﺑدﻗﺔ
اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻋدى ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾﻧواﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت .
وﯾﻌود ﺳﺑبإﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﻛون أن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻪ ﺿﻣن ﻣﻘرر اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري أﺛﻧﺎء
اﻟﻣﺳﺎر اﻟدراﺳﻲ ﻛﺎﻧت دراﺳﺔ ﻋﺎﺑرة دون ﺗﻌﻣق ،اﻷﻣر اﻟذي زاد ﻣن اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣوﺿوع ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ أﺣﻛﺎم وﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻻدارة .
وﻣن ﺧﻼل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻧطرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔاﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻣﺎ ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟﺿﻣﺎن
ﺗﺣﻘﯾق اﻻﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﻣن وراء اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؟
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ أﻋددﻧﺎﻫﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻓﻲ
ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺟﺎﻟوﺻﻔﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾوﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺎس ﻗﺳﻣﻧﺎ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن.
ب
ﻣﻘــﺪﻣ ـ ـ ــﺔ
*ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻻول ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟذي ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻻول( ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( أرﻛﺎن وﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻣﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( ﻓﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ اﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن
ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ .
* أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق اﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ
ﻛذﻟك اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(آﻟﯾﺎت ﺗﻛوﯾن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث
اﻟﺛﺎﻧﻲ( اﻟﻰ آﺛﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد أﻣﺎ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( ﻓﺧﺻﺻﻧﺎﻩ ﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود .
ج
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﺗﺑرم اﻹدارة أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ
وﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ورد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧص ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ.
وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو أﺣد اﻷﻧواع اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻹدارة ،وﻫو ﻣﻧﺎﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة ﻟم ﯾوﻟﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ وﻟم ﯾﺧﺻﻪ ﺑﻧﺻوص واﺿﺣﺔ وﻣﺣددة ﯾوﺿﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻌﻘد
وﻗواﻋدﻩ.
وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺧﻼل ﺿﺑط ﻣﻔﻬوﻣﻬﻔﻲ
اﻟﻣﺑﺣث اﻻوﻟوﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وأرﻛﺎﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺛم ﺳﻧﺣﺎول ﺗﺑﯾﺎن ﺗﻛﯾﯾف ﻋﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث .
5
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
إن دراﺳﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز) (acte de concessionﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب أن ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻋدة ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﺎﻣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋطﺎء
ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌرﯾﻔﻪ وﺗﺣدﯾد ﺗطورﻩ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ .
ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن اﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻣﺎة واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻟم ﯾﻌطﻬﺎ ﻗﺎﻧون
ﺧﺎص وواﺿﺢ ﯾﺑﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود.
اﻟﻔرﻋﺎﻷول:اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ.
ﻋرف اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔً :ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻘد إدارﯾﯾﺗم ﺑﯾن ﺷﺧص
ﻣﻌﻧوي ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم وأﺣد أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص )اﻟﻔرد أواﻟﺷرﻛﺔ( ﯾﺗﻌﻬد
ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﻟﻣﻠﺗزم )اﻟﻔرد أو اﻟﺷرﻛﺔ ( ،ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ وﺗﺣت ِ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺑﺄداءﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻟﻠﺟﻣﻬور طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﻪ ،ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺷروع ﻟﻣدة ﻣﺣددة ﻣن اﻟزﻣن
واﺳﺗﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ،وﯾﻛون اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﺑﺗﺣﺻﯾل رﺳم أو أﺟر ﻣن
اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن).(1
ً
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ﻋﻘد اﻟﺗزام اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم " :ﻫو ﻣن طرق
إدارة وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺗﻔﺎق اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أو
اﻟﻣﻠﺗزﻣﺔ ﻣﻊ ﺷﺧص ﺧﺎص ﻋﺎدة ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﻠﺗزم ،ﺑﺈدارة وﺗﺳﯾﯾر وﺗﺷﻐﯾل أﺣد اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣدة
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻣﻊ ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر ذﻟك
رﺑﺣﺎ أو ﺧﺳﺎرة).(2
)(1
ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔ ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر ،ﻣﺻر ، 2007 ،ص.15
)(2ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2006 ،ص .15
6
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻧﺟد اﻟدﻛﺗور ﻋزري اﻟزﯾن ﻋرﻓﻪ ً :ﻫو ﻋﻘد ﺗﻣﻧﺢ ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ﻣﺎﻧﺣﺔ
اﻻﻣﺗﯾﺎز ( ﻟﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي )ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ( ﺣق ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻟﻣدة ﻣﺣددة
ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﻠﻎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻫذا اﻟﻣرﻓق وﯾﺗم
ﺗﺣدﯾد ﻫذا اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز).(1
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ً :ﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أن ﺗﻌﻬد اﻹدارة )اﻟدوﻟﺔ أو
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ أو اﻟﻣدﯾﻧﺔ ( إﻟﻰ أﺣد اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺈدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم اﻗﺗﺻﺎدﯾواﺳﺗﻐﻼﻟﻬﻠﻣدة
ﻣﺣددة ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻋﻣﺎل وأﻣوال ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم وﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﻣن
اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﻬذا اﻟﻣرﻓق). (2
وﻋرﻓﻪ إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي "ﻫو ﻋﻘد اداري ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗزم )ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ ( ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ وﻋﻠﻰ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم اﻗﺗﺻﺎدي واﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ،ﻣﻊ
ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻠﻘواﻋد اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ
")( 3
. اﻻدارة
ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 09ﻣﺎرس اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
2004ﻗﺿﯾﺔ رﻗم 11950ﻓﻬرس رﻗم 11952ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ً:أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ
ﻫو ﻋﻘد إداري ﺗﻣﻧﺢ ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﻣﺳﺗﻐل ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣؤﻗت ﻟﻌﻘﺎر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﺑﻬدف ﻣﺣدد وﻣﺗواﺻل ﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ إﺗﺎوة وﻟﻛﻧﻪ ﻣؤﻗت وﻗﺎﺑل ﻟﻠرﺟوع
ﻓﯾﻪ).(4
)(1ﻋزري اﻟزﯾن ،اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ وﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ،ﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺧﺑر اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﺑﺳﻛرة 2010 ،
ص . 15
)(2اﻟطﻣﺎوي ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر ، 2007 ،ص.ص . 453-452
)(3إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي ،ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ، B.O.Tﻣؤﺳﺳﺔ اﻟطوﺑﺟﻲ ،ﻣﺻر ، 2003 ،ص . 15
) (4ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 09ﻣﺎرس 2004ﻗﺿﯾﺔ رﻗم 11950ﻓﻬرس رﻗم . 11952
7
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻋرف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 17-83ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 21
ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰً ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺗﻛﻠف ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻹدارة ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﻗﺻد
ﺿﻣﺎن أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ،واﻟذي ﻻ ﯾﺗم ﻣﻧﺣﻪ إﻻ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ).(2
)(1اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ، 842/94.3اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 07ﺳﺑﺗﻣﺑر ، 1994اﻟﺻﺎدرة ﻋن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻌﻧوان اﻣﺗﯾﺎز
اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ .
)(2اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 17-83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﯾوﻧﯾو ، 1983اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 37اﻟﻣﺎدة ، 21
ص . 04
8
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺗﻌود ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﺗﺟﻬﯾز ﻣﺣل ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق
اﻻﻣﺗﯾﺎز").(1
وﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 05ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم 322-94ﺑﺄﻧﻪ "اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﺧول
ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻘطﻌﺔ أرﺿﯾﺔ ﻣﺗوﻓرة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺷﺧﺻﺎ
طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻣﻘﯾم أو ﻏﯾر ﻣﻘﯾم أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
)(3
. ﻟﺗﺳﺗﻌﻣل ﺗﻠك اﻷرض أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ"
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ان ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧت
ﻗﺑل ﺳﻧﺔ ، 1989ﺗﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻛﺎﻧت ﺑﻌد ﺳﻧﺔ . 1989
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟﯾد اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،إﻻ أﻧﻪ أﺳﺗﻌﻣل
ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼﻹﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ،ﻟﻛن ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ
)(4
. اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟذي ﺗﺄﺛر ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر
)(1اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 14-08اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ، 30 – 90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﯾوﻧﯾو ،2008ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 44ص ،04اﻟﻣﺎدة . 64
)(2اﻷﻣر رﻗم ، 13 – 96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 15ﺟوان ، 1996اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 37اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
15ﺟوان ، 1996اﻟﻣﺎدة . 04
)(3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ، 322 - 94اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17أﻛﺗوﺑر ، 1994ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز أرﺿﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد، 67ص ص . 26.25
)(4ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر ، 2010،ص . 170
9
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
أﺳﺗﻌﻣل اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻣﯾﻣﺎﺗواﺳﺗﻌﻣل ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛت ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻧﺷﺎطﺎت أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣؤﻣﻣﺔ وأﺳﺗﻌﻣل ﻛذﻟك
ﻟﺗﺄطﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ) اﻟﺑﻠدﯾﺔ ( ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻣﺗﯾﺎز ﻗﺎﻋﺎت
)(1
،واﻷﻣﻼك ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص اﻟﻣرﺳوم رﻗم 53-67
اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ وﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم .(2) 16 – 68
ﺛم ﺗﻘﻬﻘر ﻫذا اﻷﺳﻠوب وﺗﺧﻠت ﻋﻧﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت
وﺗﻛرﯾﺳﻪ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1967وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 220ﻣﻧﻪ ،وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
1969وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 136ﻣﻧﻪ .
وﯾﻘول اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﺑوﺳﻣﺎحأن ﺳﺑب ﺗﻘﻬﻘر اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻻﺳﺗﺑدال اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔت ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ).(3
وﻗد ﻋﺎد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﯾﻛرس ﻧظﺎم اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﺑﻧﻬﺞ ﺟدﯾد ﻛوﺳﯾﻠﺔ
ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻛرس ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻟﺳﻧﺔ ) 1983اﻟﻘﺎﻧون (17 – 83
اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻛرﺳﺗﻪ ﻛﺗوﺟﻪ ﺟدﯾد ،وﻛذا اﻟﻣرﺳوم رﻗم . 260- 85
ﺑﻌد 1989وﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﻬﺞ ﻣن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔإﻟﻰ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟذي ﻛرﺳﺗﻪ ﻋدة ﻧﺻوص ،أﺻﺑﺢ
ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺄﺧذ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣرﻣوﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﺳوم 308– 96
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز اﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص ﻋﻛس اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث أﺳﺗﻌﻣل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن
)(1اﻟﻣرﺳوم رﻗم 53- 67اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﻣﺎرس ، 1967اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﻌرض اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد . 26
)(2اﻟﻣرﺳوم رﻗم 16 – 67اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 03ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 1967اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣﻧﺢ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣق اﺳﺗﻐﻼل
ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻘﻬﺎ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد. 08
)(3ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .171
10
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎﺣﺎﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺟزاﺋر أﻧذك ،ﻣﻣﺎ
اﺿطرﻫﺎإﻟﻰ اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ٕواﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن اﻟﻣﺗزاﯾدة
وﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻠذﻟك ﻧﻘول أن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻼزﻣﺎ ﻟﻠﻌﺟز اﻟذي ﺗﻌرﻓﻪ
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق ﻣﺛل ﻣرﻓق اﻟﻧﻘل وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾﺎﻩ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ،وﻫذا ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد
ﺧوﺻﺻﺔ ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ
اﻷﻣر 13 – 96اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻣﻌدل ﻟﻠﻘﺎﻧون 17 – 83واﻟذي ﻣﻛن اﻟﺧواص
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات ،وﺑﻬذا ﺑدأ اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺗﺳﻊ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ،دون أن ﺗﺗﺧﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟطرﯾق
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻋن طرﯾق ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﺔ ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك
ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬذا اﻷﻣر وﺳﻌت ﻣن ﻧطﺎق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم
اﻟﺧواص ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت دون اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ و اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ).(1
إن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻋﻘد إداري ﺗﺑرﻣﻪ
اﻹدارة ﻣﻊ اﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﺳواء ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق
ﻋﻣوﻣﻲ ،ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ،ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن
اﻟﻣرﻓق ﻋﻠﻰ ﺷﻛل رﺳوم.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗد ﺗطور وﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗوﺟﻬﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا.
إن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود ﻟﻪ ﻣﯾزات وﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﻠوا ﻣن اﻷرﻛﺎن اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن) ﻣﺣل ،ورﺿﺎ ،وﺳﺑب ( إﻻ
أن رﻛن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ ﺟﻠﯾﺎ ﻟﻛوﻧﻪ ﻫو اﻟﻘﺎﻟب اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث .
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﯾﺎﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠص اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎزﻛﻣﺎﯾﻠﻲ:
إن اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻫو ﻋﻣل إداري ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎم
،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧري ،واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﺗﺷﻐﯾل
).(1
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑدﻻت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ،وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ
وﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘد ﻋن اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﺑﺣق ﺗﻌدﯾل اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
،ﻷن وﺟود اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،وﻣﺎ ﺣق اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻣن طرف
واﺣد إﻻ أﺣد اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫذا اﻟﺣق
ﻟﯾس ﻗﺎﺻ ار ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﺑل ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﺿﻣن
اﻟﺿواﺑط واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد .
ﻛﻣﺎ أن ﻟﻌﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺻﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻋﻘد ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﺗﺷﻐﯾل
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ،وﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣﺎة ،وأﻛد ﻣﺟﻠس
)(1ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ،طرق ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻟﺑﻧﺎن ،2009ص
.80
12
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣرﻓق ﻋﺎم
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻣدى ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺑﻧود اﻟﺧﺎرﻗﺔ).(1
إن ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم واﺳﺗﻐﻼل وﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣرﻓق وﻛذا اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ،ﻓﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻ ﯾﻘﺗﺻر دورﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑل
ﯾﺗﻌداﻩ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺛم إدارﺗﻪ و اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﺗﺣﺻﯾل ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء ،أي
ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
وأﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻷن ﺗﻛون ﻣﺣل اﻣﺗﯾﺎز ﻓﻘدﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ)اﻟﻣﺎدة 146و (149وﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ)اﻟﻣﺎدة 155و (149وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
)اﻟﺗزوﯾد ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷرب وﺻرف اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ،اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ واﻟﻔﺿﻼت اﻷﺧرى
،ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟطرﻗﺎت ٕواﺷﺎرات اﻟﻣرور ،اﻹﻧﺎرة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻷﺳواق اﻟﻣﻐطﺎة واﻷﺳواق واﻟﻣوازﯾن
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟﺣظﺎﺋر وﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺗوﻗف ،اﻟﻣﺣﺎﺷر ،اﻟﻧﻘل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣذاﺑﺢ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋزﯾﺔ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑر وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑر اﻟﺷﻬداء ،اﻟﻔﺿﺎءات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ ،ﻓﺿﺎءات اﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ ،اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧﺿراء(
إن ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻛﻠف ﺑﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻪ ،ﻣﺗﺣﻣﻼ أﯾﺿﺎ
ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺳﯾﯾر ،وﺑﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ أﺟ ار ﻓﻲ اﻷﻏﻠب ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠون ،ﻓﺈن اﻗﺗﺿﻰ
اﻷﻣر أن ﺗدﻓﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺑﻠﻐﺎ إﺿﺎﻓﯾﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون ذﻟك دﻋﻣﺎ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ،ﻻ
)(2
ﯾدﻓﻊ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن إﻻ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﻲ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق .
وﯾﺷﻛل ﺣﺻول ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺑدﻻت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن أﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز
ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود،ﻓﻣﺛﻼاﻣﺗﯾﺎز اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﯾﻐطﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻫد
اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎم .
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻟﺗزام ﻛل أﻋﺑﺎء ﺑﻧﺎء وﺗﺟﻬﯾز واﺳﺗﻐﻼل وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
وﻫذا ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻬو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻧﺟﺢ ﻟﺗﺟﻧب
ﺗﺣﻣﯾل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺿﺧﻣﺔ ﺗوﺟﻪ ﻹﻧﺷﺎء وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق
(1).
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
إن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻣﺗدﻫو اﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن ﺟوﻫرﯾﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻘﺎس ﺑﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ) ﻣﻘﺗرﻧﺔ داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟزﻣن ( ،وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن ﻣن ﻋﻘد إﻟﻰ آﺧر ،ﻓﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز
ﯾﺗﻣﯾز ﺑطول اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﯾث ﻧص دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻣﻧﺢ
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻣدة أدﻧﺎﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ وﺛﻼﺛون ) (33ﺳﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرﺗﯾن وأﻗﺻﺎﻫﺎ ﺗﺳﻌﺔ وﺗﺳﻌون
)(2
" ) (99ﺳﻧﺔ.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾراﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺷروع واﻟﺳﻣﺎح
ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﺑﻘدر ﻣﻌﻘول ﻣن اﻟرﺑﺢ وﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﻠﺗزم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺣﯾث اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻣرﻛز
اﺣﺗﻛﺎري ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣدد اﻟﺣداﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠرﺳوم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ وذﻟك ﻟﻛﻲ
ﻻ ﺗﺗرك اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺗﺣت ﺳﻠطﺗﻪ وﺗﺣﻛﻣﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺗوي ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷروط وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣن اﻟﻌﻘد
)(3
ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﺷروط ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺟﻣﻬوراﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن .
وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم 54-08ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ، 04اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻣدة اﻟﻘﺻوى
) . (1
ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ب 30ﺳﻧﺔ
)(2
ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 53-08ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣدة واﻟﺗﻲ ﻫﻲ 30ﺳﻧﺔ .
ٕواذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻷﻣر ، 11-09ﯾﺣدد ﺷروط و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ
اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ )( 5ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻋﺷرﯾن 20ﺳﻧﺔ ﻛﺣد أدﻧﻰ.
وﻗد ﻧﺻﺗﺎﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم 842 /94.03اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و
).( 1
ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ،ﺑﺣد أدﻧﯨﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ 30ﺳﻧﺔ وﺣد أﻗﺻﻰ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز 50ﺳﻧﺔ
)(1اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 54-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﻓﯾﻔري ، 2008ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر
ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺷرب وﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد. 08
)(2اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 53-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09ﻓﯾﻔري ، 2008ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز
ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗطﻬﯾر وﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 08اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 13ﻓﯾﻔري 2008
)(3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 26-10اﻟﻣؤرخ ف 23دﯾﺳﻣﺑر 2010ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷراﺿﻲ
اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ، 79اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29دﯾﺳﻣﺑر ، 2010اﻟﻣﺎدة . 13
)(4اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 28أﻓرﯾل ، 2005ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ، 50اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29
أﻓرﯾل ، 2005اﻟﻣﺎدة 71
)(5اﻷﻣر رﻗم ، 11-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30أوت ، 2006ﯾﺣدد ﺷروط و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻸﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 53اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 30اوت 2006
اﻟﻣﺎدة . 04
15
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﻣن ﺗواﻓق إرادﺗﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﻠﺗزم ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ
ذﻟك ﺷﺄن اﻟﻌﻘد اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﺑﺗواﻓق اﻹرادﺗﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﺎدل اﻹﯾﺟﺎب
واﻟﻘﺑول ﻣن اﻟطرﻓﯾن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ ﻣﺷروﻋﺎ وﺳﺑب إﻧﺷﺎﺋﻪ ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأن ﯾﺻب ﻓﻲ
ﺷﻛل ﻣﻌﯾن وذﻟك ﺣﺳب ﻣﺎ رﺳﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ،وﻋﻠﯾﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﻘوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر
اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻘد أي أرﻛﺎﻧﻪ وﻫﻲ )اﻟرﺿﺎ واﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب واﻟﺷﻛل( .
إن ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻛون أن أﺣد أطراﻓﻪ اﻹدارة ) اﻟدوﻟﺔ ( ﻛﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎري ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻬﺎ
ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﻘدرةاﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذﻟك ﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾون ﺑل
إن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣن طرف ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﻋﻠﻰ ﻫرم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ أﺳﻔﻠﻪ ﺣﺳب
اﻻﺧﺗﺻﺎص ) رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ووزراء ،وﻣدراء اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﯾن ،رؤﺳﺎء ( ،ﻛل ﺣﺳب اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ .
وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟدﻛﺗور ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ذﻛر ﺑﺄن اﻟﺗراﺿﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟرﺿﺎ ،
) (2
ﻓﺎﻟﺗراﺿﻲ ﯾﻛون ﻋﻧد اﻗﺗران اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول وﻫو رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻧﻌﻘﺎد أي ﻋﻘد.
)(1اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ ، 842/3-94اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
)(2ﺑﻠﻛﻌﯾﺑﺎت ﻣراد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .62
16
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻛﻣﺎ أن ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﺑﺎﻟﺻﻔﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ،ﻋﻘود اﻟﺗورﯾد ....إﻟﺦ.
ﻋﻛس ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 59ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾن ﻧﺻت " ﯾﺗم اﻟﻌﻘد
)(1
ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺗﺑﺎدل اﻟطرﻓﯾن إرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ".
وﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد إﻣﺿﺎءﻩ ﻣن طرف اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑذﻟك و إﻻ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ
ﺑطﻼن ﻣطﻠﻘﺎ.
ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﺣﻛﻣﻪ ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ وﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻘوم اﻹدارة ﻗﺑل اﻹﻓﺻﺎح
ﻋن رﺿﺎﻫﺎ ﺑﺄن ﺗﻌد دﻓﺗ ار ﻟﻠﺷروط ﺗﺿﻊ ﻓﯾﻪ ﺷروطﻬﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟطرف اﻵﺧر وﺑﻬذا ﻻ ﯾﺗم
اﻟﺗراﺿﻲ إﻻ ﺑﻌد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﺛل ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ دﻓﺗر اﻟﺷروط
اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 152-09ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ 23اﻟﺗﻲ ﺗﻘظﻲ ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ﯾﻌﻠن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺄﻧﻪ اطﻠﻊ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط وأﻧﻪ ﯾﺗﺧذﻩ ﻣرﺟﻌﺎ ﻟﻪ).(2
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن ﺻﺣﺔ اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم ﻣﺎ ﺗﺻﺢ ﺑﻪ
اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن أﻫﻠﯾﺔ وﺧﻠوﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﯾوب .
ٕوان ﻛﺎﻧت اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻟﺻﺣﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻠوغ
اﻟﺷﺧص ﺳن 19ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺄﻫﻠﯾﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎم اﻟذي
ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﻘﺑل
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣﺛل اﻟواﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺔ ،رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟﺑﻠدﯾﺔ .
)(1اﻷﻣر رﻗم 58 – 75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 05-07اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
13ﻣﺎي ، 2007اﻟﻣﺎدة .59
)(2ﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 152-09اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 02ﻣﺎي ، 2009ﯾﺣدد ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻻراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد، 27اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 06ﻣﺎي . 2009
17
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﺗﺗﻣرﻛز اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ إﺑراﻣﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ وﺳطﺔ ﺑﯾن
اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻋﻘود اﻹذﻋﺎن إذ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺳﻧﺎد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري إﻟﻰ ﻓﻛرة ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن
ﺑﻌﻧﺎﺻرﻫﺎ وﺿواﺑطﻬﺎ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت ﺣﯾﻧﻪ اﺣﺗواء ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﯾﺣول دون اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘدا رﺿﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﻟﺻﺎ).(1
ﻛﻣﺎ ﻧﻧوﻩ وﻧﺷﯾر أن اﻟﻐﻠط واﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻛراﻩ ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وذﻟك
ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﻋرف اﻟﻣﺣل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑوﺻﻔﻪ وﺷروطﻪ ﻻ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ) أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل
)(2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻓﺈن اﻟﻣﺣل ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم ، ﻣوﺟودا وﻣﻣﻛﻧﺎ وﻣﻌﯾﻧﺎ (
)(3
ﻓﻼ ﯾﺗﺻور أن ﺗﻌﻬد اﻹدارة ﻷﺣد اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ
)(4
ﻋﺎم أو ﻣرﻓق دﺳﺗوري ) ﻣرﻓق اﻟﺷرطﺔ ،اﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﺟﯾش (..... ،ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن إداري
ﺧطورة ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎم ،وﻟﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق ﻻ
ﺗﺳﺗﻬدف اﻟرﺑﺢ ﻣن وراء ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ،وأن ﯾﻘﺗﺻر ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إدارة و اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﻻ ﻧﻘل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣرﻓق ،
ﺣﯾث ﺗﺣﺗﻔظ اﻹدارة ﺑﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،وﻣﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم إﻻ ﺣق اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻣدة ﻣﺣددة ).(5
)(1
أﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ،www.ummto.dz,pdf,aklinaima. ،ﺗم ﻓﺣص اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ، 2015/03/12ص.40
)(2
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ، ،ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،اﻟﻣﺎدة . 94
)(3
ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت ﺧﯾر اﻟدﯾن اﻟﺧﯾري ،ﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،
، 2012ص 170
)(4ﺑوﺿﯾﺎف ﻋﻣﺎر ،ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ودورﻩ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻣﻧﺗدﯾﺎت اﻟﺟﻠﻔﺔ ،
، http..//www.djelfa.nfo/vb/showthread.phﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻔﺣص . 2015/04/13
)(5آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.54
18
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟداﻓﻊ واﻟﺑﺎﻋث ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ،وﻓﻲ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﺗﺑررﻩ اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣن
ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر وﺗﻘدﯾم ٕواﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﺎﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻣﺳﯾرة ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﺻورة اﻣﺗﯾﺎز ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب واﺿﺣﺎ وﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﺧواص ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﻠﻐرض اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﺎﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﻣﺎرس 1967اﻟﺟرﯾدة
اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 26وﻛذا دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣرﺳوم رﻗم .(1) 308 – 96
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻣﻠﺗزم أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻫو واﺿﺢ و ﺟﻠﻲ ﻓﻬو ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ
)(2
ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻻ ﻏﯾر ﻟﻛوﻧﻪ ﻣن اﻟﺧواص .
أﺻﻼ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﯾﺗطﻠب ﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ) اﻟﺗراﺿﻲ (،
ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻌﻘد وﯾرﺗب آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗﺑﺎدل أطراﻓﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن ﻣﺎﻟم
ﯾﻔرض اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌض اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت و إﻓراﻏﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻣﻌﯾن.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ رﻛن اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘود وﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻛﻣﺎ
ﻫو اﻟﺷﺄن ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻋﻘود ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣﺎ ﺗﺳﺗﻠزﻣﻪ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻹﺷﻬﺎر.
)(1اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 308 – 96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 8دﯾﺳﻣﺑر ، 1996اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز اﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟر ﺳﻣﯾﺔ
.55 اﻟﻌدد رﻗم
)(2آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 16
19
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺷﻔﺎﻫﻪ ،وﻫو إﺟﺑﺎري ﻛﻣﺎ ﯾرى
اﻷﺳﺗﺎذ أﻧدري دي ﻟوﺑﺎدﯾرأن اﻟﺷﻛل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﻣﺗﯾﺎز ﻫو إﺟﺑﺎري ﻷﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ دﻓﺗر
)(1
ﺷروط ،ﻣوﺿوع ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة وﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق و اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن.
ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى اﻷﺳﺗﺎذ ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي أن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﺷﺗرطﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﺈﻧﻪ ﻣن
اﻟﻌﺳﯾر ﺗﺻور ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز دون وﺛﯾﻘﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﺗﺣدد ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻠﺗزم وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻻﻣﺗﯾﺎز ،واﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﻛون ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻏﯾر ﻣﻛﺗوب ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن
)(2
. ﺿﻣﺎن اﻟطرﻓﯾن ﻣن أي إﺧﻼل أﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ
ٕواذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 152 –09ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ
" ﯾﻛرس اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﻣرﺳوم وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻷﻣر 04– 08
، ...ﺑﻌﻘد إداري ﺗﻌدﻩ إدارة أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑدﻓﺗر ﺷروط ﻣﻌد طﺑﻘﺎ ﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻬذا
)(3
اﻟﻣرﺳوم وﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻛذا دﻓﺗر ﺷروط ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز".
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ اﻟﺗزام إﻻ ﺑﻣوﺟب دﻓﺗر ﺷروط ﺗﺣدد ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺳﻠﻔﺎ ﺳﺎﺋر اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
)(4
. ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻫﺎ ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ .
إن اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﯾﺗﺿﻣﻧﻬذا اﻟﻌﻘد ﺑﻧود ﺗﻘظﻲ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت
ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ ﺑﻧود ﺗﻣﻠك اﻹدارة ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ )(1وﻫذا ﻣﺎ ﻧوﺿﺣﻪ ﻓﻲ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﻟﺑس ﺑﯾن ﻋﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻓﻲ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( .
ﻋﻧد ﺗﻛﯾﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺣﯾث اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﺳﻛﺗت ﻋن ﺗﻛﯾﯾف اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﺻرﺣت ﻧﺻوص أﺧرى ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ،ﻋﻘدا
إدارﯾﺎ ،ووﺻﻔﺗﻪ طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻧﺻوص ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘد وﻛﻔﻰ ،أﻣﺎ ﻧﺻوص أﺧرى ﻓﺎﻛﺗﻔت
ﺑوﺻﻔﻪ ﻧﻣط ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟﺗﺳﯾﯾر دون ﺗﻔﺎﺻﯾل أﺧرى ).(2وﺳوف ﻧوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ
ﯾﻠﻲ
ﻓﺣوى اﻟﻧظرﯾﺔ أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﯾس ﺑﻌﻘد أو اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ
) اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ( ﺑل ﻫو ﺗﻧظﯾم ﯾﺳﺗﻠزم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﺑﯾن أطراف
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ) ،(3وﺣﺗﻰ أن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف ﺗﺗﻌﺎرض ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﺗﻘدم اﻹدارة ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﺳﻬﯾﻼ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ .
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرأي اﻟذي ﯾﻧﻛر اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد .ﺑﺄن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ ،إﻧﻣﺎ ﺗرﺗﺑط ﻓﻲ وﺟودﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﯾن اﻹدارة و ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز .
وذﻫب ﻓرﯾق ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو وﻟﯾد أﻣر اﻧﻔرادي ﺗﺻدرﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ وﯾرﺿﺦ ﻟﻪ اﻟﻣﻠﺗزم اﺧﺗﯾﺎ ار ﻟﻘﺑوﻟﻪ ﺷروط اﻻﻟﺗزام .وﯾﻌود ﻣﺻدر ﻫذﻩ
اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ).(1
واﻟﻧﻘد اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أﻧﻪ ٕوان ﻛﺎن ﯾﺣﺗﻔظ ﻟﻺدارة ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛم وﺗﻌدﯾل ﻗواﻋد
اﻹﻣﺗﯾﺎز ٕواﻟﻐﺎﺋﻬﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟرﺿﺎ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ إﻏﻔﺎل ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣب
اﻹﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،وﻗد ﯾؤدي ﻫذﻩ اﻟرأي إﻟﻰ ﺗﻬرب اﻟﺧواص ﻣن إﺑرام ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻷﻧﻬﺎ
ﻏﯾر ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن إرادﺗﻬم وﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم).(2
وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻫﺟرة ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻣﻬد ﻟظﻬور ﻧظرﯾﺔ أﺧرى ﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ .
ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن 19وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن 20وﻣﺿﻣون اﻟﻧظرﯾﺔ
أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف "ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ" واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻗﺎﻋدة "اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن"،
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺗواﻓق إرادة اﻹدارة ﻣﻊ إرادة اﻟﻣﻠﺗزم ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻻﻟﺗزام
واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻻ ﺗﺗﻌدى ذﻟك ﻟﺗﺷﻣل أﺳﻠوب ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ).(3
وﺑرر أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ،اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ان اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﻣﻌدة ﻣن أﺟل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة ،ﻗد ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﻲ دﻓﺗر
اﻟﺷروط اﻟذي ﯾﺗﺣول ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻣﺟرد رﺿﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﻣﺎ ورد ﻓﯾﻪ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
ﻗﺎﻣواﺑﺎﺳﺗﻌﺎرة ﻓﻛرة اﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾن ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻹدارة ﺣﯾن إﺑراﻣﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري اﺷﺗرطت ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ
)(4
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون دورﻫﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دور اﻟوﻋد.
ﺗﻌرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎدات ﺣﺎدة ﻣن ﻗﺑل ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري أﻣﺛﺎل " دوﺟﻲ "
"ﻫوﯾرو" ،ﻣن زاوﯾﺔ أن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﯾﺣول دون ﺗدﺧل اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط
اﻻﻟﺗزام وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرﻗل اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺑل ﻓﻛرة أن ﻋﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﻌﻘد ﻣدﻧﻲ ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎدي وﻟﻬذا أﺻﺑﺣت اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻓﻛرة ﻣرﻓوﺿﺔ ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء ﻟرﻓض ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز .
أﺳﺎس ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷﺳﺗﺎذ ﻫوﯾوراﻟذي اﻋﺗﺑر أن ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺟﻣﻊ
واﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ،وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﻷن ﻫﻧﺎك ﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻣﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي
ﯾﺷﻐل وﯾدﯾر اﻟﻣرﻓق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻧد اﻟرﺑط ﺑﯾن :
ﻓﺣوى ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻛن ﻋﻘد ،ﻓﻬذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﻟﯾس ﻛذﻟك ﻓﻲ
ﻛل ﺷروطﻪ ،وﺗﺗﻣﺛل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻛون ﺑﻌض ﺷروطﻪ ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﺑﻌض اﻵﺧر طﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻷن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺗﯾن
ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾن وﻫﻣﺎ ،اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ) ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم ،واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب
ﺗوﻓﯾرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ وﯾﺗم ذﻟك ﺑوﺿﻊ ﻗواﻋد ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ( ،وﻣﺻﻠﺣﺔ
)(1
. ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ) ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ (
وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺻﺎﺣب اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻫو ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ
ﻣﺧﺗﻠطﺔ ،ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻻ ﯾﺳﺗﻧد ﻓﺣﺳب إﻟﻰ ﺷروط دﻓﺗر
اﻷﻋﺑﺎء ﺑل إﻟﻰ ﺷروط اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﺗﺿﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﻣس ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻻﻣر ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻟﻛن ﯾﺗﺣدد ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻠواﺋﺢ ،ﻟﻬذا ﻓﺈن
ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻘﻊ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺷرﻋﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠواﺋﺢ ).(2
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻ ﯾﺧﻠو ﻋن ﻛوﻧﻪ ﻣن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم إﻻ اﻧﻪ اﻧﻔرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﯾزات ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل
واﻟﺷروط واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺗﻣﯾ از ﻋن ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ .وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف
ﻧوﺿﺣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻵﺗﯾﺔ.
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺑوت » ﻣﺷروع ﺗﻌﻬد ﺑﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻟﻰ أﺣد اﻟﺷرﻛﺎت وطﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو أﺟﻧﺑﯾﺔ ،
وﺳواء ﻛﺎﻧت ﺷرﻛﺔ ﻣن ﺷرﻛﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ) ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷروع( وذﻟك ﻹﻧﺷﺎء
)(3
ﻣرﻓق ﻋﺎم وﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺛم ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ «
ٕواﺻطﻼح اﻟﺑوت ) (B.O.Tﻫو اﺧﺗﺻﺎر ﻟﺛﻼث ﻛﻠﻣﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ وﺗﻌﻧﻲ ) (build
اﻟﺑﻧﺎء او اﻻﻧﺷﺎء ) (Operateاﻟﺗﺷﻐﯾل (Transfer) ،ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،وﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
وﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﺑوت وﻣﻌرﻓﺗﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻧﺟد ان اﻟﻌﻘدﯾن ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ وﺟﻬﯾن ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ،ﺣﯾث اﻧﻪ أﻋﺗﺑر ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻟﺑوت ﻫو ﻋﻘد إداري
وﺻورة ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻷن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر واﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق ﻋﻣوﻣﻲ وﻟﻛن
رﻏم ﻫذا اﻟﺗﻘﺎرب واﻟﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﻌﻘدﯾن إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزواﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻧد ﻣﺳﺄﻟﺔ إدارة
اﻟﻣرﻓق اﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص :ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗظل ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن ).(2
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻔق اﻟطﺎﺋﻔﺗﺎن ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ارﺗﺑﺎط اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل
ﺣﯾث ان اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳم ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون
ﻣن اﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن .
رﻏم ﻛل اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﻟذي
ﯾﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻛون اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺳﻠم ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﺎﻫز أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
ﻣﻛﺗﻣل اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷﺟل ﺗﺳﯾﯾرﻩ وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺟﻣﻬور ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك ﻓﺈن ﻧظﺎم
اﻟﺑوت ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻠﺗزم ﻫو ﻣن ﯾﺗﻛﻔل ﻣﺎدﯾﺎ وﻓﻧﯾﺎ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ وﺗﺳﯾﯾرﻩ
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد طﯾﻠﺔ اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﯾﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز،
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻟﺑوت ُﯾﻠﺟﺄ اﻟﯾﻪ ﻋﺎدة ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺑﻧﺎء واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
)(1ﺑﻧﻣﺣﯾﺎوي ﺻﺎرة ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،
ﻟﺣﻘوق ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ، 2013 ،ص-ص .22-21
)(2
آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ، 87ص. 88
25
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻟﻘد ﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﻘﺎﻧون ﺧﺎص وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون
01/89واﻟذي ﻧص ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻻوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ » اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻠﺗزم
أو ﺷرﻛﺔ ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣﺗﻌﺎﻣل ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺷﻬرة ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻣﺳﯾر إازء ﻣؤﺳﺳﺔ
ﻣﺧﺗﻠطﺔاﻹﻗﺗﺻﺎدﺑﺗﺳﯾﯾر ﻛل أﻣواﻟﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ وﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ،ﻓﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺗﻪ
ﺣﺳب ﻣﻘﺎﯾﯾﺳﻪ وﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ و ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺷﺑﻛﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺗروﯾﺞ «.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺟد ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻻداري ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻫﻲ
ﺗﺳﯾﯾر أﻣوال ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،إﻻ ان ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻌﻘدﯾن ،اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-ﺗﻛون اﻹدارة داﺋﻣﺎ طرﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﻲ
ﺣﯾن أن أﺣد اطراف ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﯾﺗﻣﺣور أو ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺷرﻛﺎت ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد)(2اﻟﻣﺧﺗﻠط اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺷرﻛﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻫﯾﺋﺎت
إدارﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺻدر اﻷﻣوال .
-ﻣﺻدر اﻷﻣوال ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻻداري ﯾﻌود إﻟﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر
أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺗﺳﯾﯾر أﻣوال
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .
-اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾدﯾرﻩ اﻟﻣﺷروع ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺷﻛل
ﻣﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن رﺳوم ﺑﻬﺎﻣش رﺑﺢ ﻣﺣدد ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﺈن اﻟرﺑﺢ ﻫو ﻋﺑﺎرة
ﻋن اﺗﻔﺎﻗﻣﺳﺑق ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﺳﯾر ﺣول اﻷﺗﻌﺎب.
-ﻧﺟد أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﻛون ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺗﻛون ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻻدارة .
ﻟﻛﻲ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧظم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
236-10وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺟدر ﺑﻧﺎ اﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ واﻟﺗﻲ
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ ":اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،ﺗﺑرم وﻓق
اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻗﺻد إﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل و اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻠوازم واﻟﺧدﻣﺎت
واﻟدراﺳﺎت ،ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ".أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟوارد ﻓﻲ
)(1
" ...وﻫو اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم 842/03. 94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ
ﻋﻘد ﺗﻛﻠف ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم و اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ
ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﻣن ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎل و أﻣوال ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺻﺎﺣب ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ) اﻟﻣﻠﺗزم( ﻋﻠﻰ
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي
ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣرﻓق".
أن ﻛل ﻣن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻣﺎ ﻋﻘدﯾن إدارﯾﯾن ﻣﻛﺗوﺑﯾن ﯾﺧﺿﻌﺎن
ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻏﯾر أن ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣدد ﻣﺟﺎﻟﻪ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل و
إﻗﺗﻧﺎء اﻟﻠوازم واﻟﺧدﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت ) ،(2ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ إدارة واﺳﺗﻐﻼل
ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻣن طرف ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﺎم أو ﺧﺎص أو ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾدﻓﻌﻬﺎ
اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺄﻣوال ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﯾﺧرج
ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟطرﻓﯾن ﻣﺳﺑﻘﺎ ،وﺑﻬذا ﺗﻛون
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﻠزم ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣوﺿوع
اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت و اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﺗﻠزم اﻻدارة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ).(1
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ
236-10اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﺧﺿﻊ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻷﺣﻛﺎم وﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،
واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠﻔﺑﺎﺧﺗﻼﻓﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣدة ﻓﺈن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز
اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗورﯾد أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣدة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون طوﯾﻠﺔ وذﻟك
ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن أﻋﻼﻩ أن ﻋﻘود اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻣﺳﻣﺎة
ﺑﻧﺎءﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 04ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 236-10ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر
ﻣﺳﻣﺎة ﺗرﻛﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو وذﻟك راﺟﻊ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﺗﻧظﻣﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود
).(2
)(1
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ، 842/03. 94ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .
)(2ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2010 ،ص .41
28
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﻣﺎة ،واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ﯾﻧظﻣﻬﺎ وﯾوﺿﺢ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ،ﻻﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻣﻧﺻب ﻣوﺿوﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎط
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻟﻛون ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣرﻓق اﻟﻰ آﺧر ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب اﯾﺟﺎد إطﺎر
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺛﺎﺑت وﺟﺎﻣﻊ وﻣوﺣد ﻟذﻟك.
اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺳﺗﻘﻲ اﻻﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻣن ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ )إﻣﺎ ﻟﻠﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز أو اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق ﻛﺎﻟﻣراﺳﯾم واﻟﻌﻘود ودﻓﺎﺗر اﻟﺷروط واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد.
30
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﻌﻘود
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر اﻻرﻛﺎن وﺗﺣﻘق ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻻﻧﻌﻘﺎد ﺑﺎﻧﻌدام ﻋﯾوب اﻟرﺿﺎ وﻋﯾوب
ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣل او اﻟﺳﺑب ،إﻻ اﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﯾﻧﺻب ﻋﻠﯨﺈدارة واﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق ﻋﻣوﻣﻲ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﻛون ﻏرض إﺑراﻣﻪ ﻫو اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،واﻟذي ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻹدارة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣراﻋﺎت ﺑﻌض اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺷﺧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺿوع اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﺷروط ،واﻟﻌﻘد
ﻟوﺛﺎﺋق ٕواﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻔﺻﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠﺑﯾن اﻻﺛﻧﯾن .
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻻﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣن اﻹدارة
أن ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻣن ﺟراء إﺑرام ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣراﻋﺎت اﻋﺗﺑﺎرات ﺟﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻟدى ﺻﺎﺣب
اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟﻬذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق إﻋداد دﻓﺗر ﺷروط ﻣﻌﯾن ﯾذﻛر ﻓﯾﻪ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣواﺻﻔﺎت وﻫذا ﻣﺎ
ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر وﺳوف ﻧوﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﺗﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﻣرﺷﺣﯾن دون أن
ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﯾﻬﺎ ،وﺗﻌﻬد اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣﺣل
اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻰ اﻟﻣرﺷﺢ اﻟذي ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ) ،(1وﯾﻌد ﻫذا اﻻﺳﻠوب ﻣن اﻻﺳﺎﻟﯾب
اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ إﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب
31
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻻﻣﺗﯾﺎز وظل اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺻدور ﻗﺎﻧون رﻗم 122-93اﻟذي ﺧﻠق ﻧوع ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ
واﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﺣر ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻻﻣﺗﯾﺎز وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﻧﻬﺎ
) )(1ﻛﺎﻟﺗراﺿﻲ أو اﻟﻣزاﯾدة اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﻠوب اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
أواﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ (
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد ﺣذت اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﺣذو اﻻدارةاﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺻدور
اﻋﺗﻣدت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ) .842/03.94اﻣﺗﯾﺎز و إﯾﺟﺎر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ( و اﻟﺗﻲ
إﺟراءات ﺟدﯾدة ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن طرﯾق اﻟﻣزاﯾدات واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن
ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻻدارة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ) أﺳس ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘﻧﯾﺔ ،
وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ( وﻫذا ﺿﻣﺎﻧﺎﻟﺣﺳﯾن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .(2).
ﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺎﻹﺟراءات أو اﻟطرق اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﻟم ﯾﺑﻘﻰ ﺳوى
اﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﺛم
32
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ إﺑرام ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗرار اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﺻوص
ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ) اﻟﻌﻘد ( .
ﻗﺑل أن ﯾﺻﺎغ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺷﻛل وﺛﯾﻘﺔ ،ﻻﺑد ﻣن ﻗرار ﺗﺗﺧذﻩ اﻹدارة وﯾﺧﺗﻠف ﻫذا
اﻟﻘرار ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﻪ وطرﯾﻘﺔ إﺻدارﻩ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻩ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻠﯾﺔ أو
ﻣرﻛزﯾﺔ .
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﺗﻛون ﺑﻌد أن ﯾﻘرر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي أو اﻟوﻻﺋﻲ ﺣﺳب
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣداوﻟﺔ اﻋﺗﻣﺎد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛطرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻠﯾﻪ ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،واﻟذي ﯾﻌرض ﺑدورﻩ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻣﺟﻠس ﺛم
)(1
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗرار وﺑﻬذا ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد
ﻓﺈن اﻧﻌﻘﺎد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻓﻲ أﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎن ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑذﻟك ﻓﻣﺛﻼ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطرق
اﻟﺳرﯾﻌﺔ وﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻓﻲ ﺷﻛل إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻻ ﯾﺗم ﻫذا اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
)(2
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ﯾﺗﺧذ ﻣن طرف ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ .
)(1اﻟﻣواد 54و 149ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 21ﻓﺑراﯾر ، 2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد 21
،اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29ﻓﺑراﯾر ، 2012وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 10-11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 149و . 155
)(2اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ، 308 -96ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،اﻟﻣﺎدة 2و 3اﻟﺻﻔﺣﺔ .9
33
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘد :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎغ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت وواﺟﺑﺎت اﻷطراف ) اﻟﺳﻠطﺔ -1
اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز وﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز( ﺑﺻﻔﺔ دﻗﯾﻘﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻟﻰ اﻟوﺛﯾﻘﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ) دﻓﺗر اﻟﺷروط ( وﺑﻧودﻫﺎ ،ﻓﯾﺗﻌرض ﻓﯾﻪ إﻟﻰ طرق اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ٕواﻟﻰ اﻟﺗزاﻣﺎت
اﻹدارة .
ﻓﯾﻛون ﺷﻛﻠﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻣﻘدﻣﺔ وﻣواد ﯾذﻛر ﻓﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز )
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔوض ﻹﻣﺿﺎء ﻫذا اﻟﻌﻘد ( ،و اﺳم اﻟطرف اﻵﺧر اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ اﻻﻟﺗزام ﺑﺻﻔﺗﻪ
)ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي( ﻣﺛﻼ ) ﺷرﻛﺔ ،أو ﻣﻘﺎول ( ،وﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻣﺿﺎء اﻷطراف
) اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطرق ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،دون اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ
)(1
اﻟﺷروط واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرك ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط (.
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﻫو ﺗﻠك اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻛل اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﻧظم اﻟﺗزاﻣﺎت اﻷطراف وﯾﻌﺗﺑر دﻓﺗر اﻟﺷروط أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻫو ﺟزء ﻻ
ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ودﻓﺗر اﻟﺷروط ﻫذا ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣرﺳوم أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫو ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ .
34
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 54ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-01اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘل اﻟﺑري أن"
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻣﺣل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ودﻓﺗر ﺷروط ﯾﺣددان ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز وﯾﺟب أن
ﺗﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﺣل اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﺗﺣدد ﺷروط
وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم").(2
وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن )اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ،وﺻﺎﺣب
اﻻﻣﺗﯾﺎز ( وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل :
-ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز
-اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
-اﻻﻣﺗﯾﺎزات .
)(1
اﻟﻘﺎﻧون ، 02-03اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﻓﺑراﯾر ، 2003ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل و اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﯾن ﻟﻠﺷواطﺊ ،
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 11اﻟﻣﻧﺷورة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 19ﻓﺑراﯾر ، 2003اﻟﻣﺎدة ، 04ص.08
)(2
ﻗﺎﻧون رﻗم 13-01اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘل اﻟﺑري ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 44اﻟﻣﻧﺷورة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08ﻏﺷت ، 2001
اﻟﻣﺎدة ، 24ص.07
35
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن ﻟﻪ طرﻓﯾن وﯾرﺗب آﺛﺎر
ﻟﻬذﯾن اﻟطرﻓﯾن إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻘدﻧﺟد اﻵﺛﺎر ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ أطراف أﺧرى ﻫم اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدون ﻣن
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻫذﻩ ﻣن ﻣﯾزات ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻠﺧﯾص ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻟﻘد ﺳﺑق اﻟﻘول أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾرﺗب آﺛﺎر ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أطراف وﻫم ) اﻹدارة
ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﻣرﻓق ( وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ
ﺛﻼث ﻓروع .
وﻫذا اﻟﺣق ﻣﺳﺗﻣد ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ
) ،(2وﻫو ﺷرط ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﺣق ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ
دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻷن اﻻدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻋن ﺿﻣﺎن اﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫو واﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹدارة
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ أن ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻌدم وﺟود اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﺑﻬذا ﯾﻛون ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ اﻹﺷراف
)(1
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ، 308-96 ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،اﻟﻣﺎدة ، 31ص.16
)(2
ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .241
36
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز أﺛﻧﺎء ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺎ أن ﺗﺟﺑرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ
دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻟﻬﺎ أن ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟزاء إذا أﺧل ﺑﻬذﻩ اﻟﺷروط دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ،ﻷن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣرﻓق ﯾﺳﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،و ﻛذا ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻬدف اﻟذي اﻧﺷﺊ ﻣن اﺟﻠﻪ ﻻ ﻏﯾر ،ﻣﺛﺎل ﻫذا
اﻟﺣق ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 308-96ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة " ﯾﺗم
ﺿﻣﺎن اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﻛﺑرى ﻣن طرف
)(1
اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻣن طرف ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز "
ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻻدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫو ﯾﻌﺑر ﻋن وﺟﻬﺔ
ﻣن أوﺟﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﺣﯾث ﻫو وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻬدﯾد ٕواﻧذار ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﻲء ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن طرف اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫذﻩ
اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻣﺎرس ﻣن طرف اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ اﻧﻔرادﯾﺔ ﺑﻌد أن ﺗوﺟﻪ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻧذارات و
اﻋذارات)(2ﻟﻛﻲ ﯾﺗدارك أﺧطﺎءﻩ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ رﻏم ﻗﯾﺎم اﻟﻧزاع ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻹدارة ﻟﻐﺎﯾﺔ أن ﯾﺑت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ذﻟك ) ،(3وﻫذا
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد .
وﻻ ﺗﺧرج ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﺟزاءات ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻗﺻرﯾﺔ أو ﻓﺳﺦ اﻻﻣﺗﯾﺎز.
أ -اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻹدارة
ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻋﻧد اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣد ﺑﻧود اﻟﻌﻘد أو دﻓﺗر اﻟﺷروط ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
)(4
ﯾﻛون ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط أو اﻟﻌﻘد
37
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺗﻛب ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرﻩ ﻟﻠﻣرﻓق ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﺛﺑﺗﻪ
اﻹدارة ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻬﻧﺎ اﻻدارة ﻟﻬﺎ ﺣق اﻟﺣﻠول ﻣﺣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
ﺑواﺳطﺔ أﻣواﻟﻪ وﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ) (la mise sous séquestre)(1وﯾﻌد ﻫذا أﺷد ﺟزاء ﺗوﻗﻌﻪ
اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز .
و ﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻔﺳﺦ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ وﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف.
وﻗد ﯾﻛون ﻣن طرف اﻻدارة ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة إذا ﻻﺣظت ﺗﻘﺻﯾر ﻣن طرف ﺻﺎﺣب
اﻻﻣﺗﯾﺎز وﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ أﺧطﺎر ﺟﺳﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ ﺑﻌد إﻋذارﻩ أن ﺗﻘوم
ﺑﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق .
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم (2) 152-09ﺣﯾث ﺟﺎءت
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟﺗﻧظﯾم أﺣﻛﺎم اﻷﻣر رﻗم 04-08ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12ﻓﻘرة 01ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻛل إﺧﻼل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول وﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣن أﺟل إﺳﻘﺎط ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻟدى اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
)(3
. اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن ﻣدﯾر أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ «
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﻺدارة أن ﺗﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺈ اردﺗﻬﺎ وﺗﺳﺗرﺟﻊ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم إذا رأت أن ﻫذا اﻟﻣرﻓق ﻟم
ﯾﻌد ﯾﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟذي أﻧﺷﺊ ﻣن أﺟﻠﻪ وﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺣق ﺑﺄن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اذا ﻟم
ﺗﺗم ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز.
38
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻗد ﺗﻔرض ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻹدارة اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء
اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻌوض اﻟﻣﻠﺗزم ﻛل اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ وﻟﯾس
ﻟﻠﻣﻠﺗزم أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻔﻛرة اﻟﺣق اﻟﻣﻛﺗﺳب أو اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد).(2
وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻛذا اﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
)(1اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ، 308 -96اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﻣﻠﺣق اﻷول ،اﻟﻣﺎدة 06و ، 03ص .12
)(2ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺳﺎرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.37
)(3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ، 308-96اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﻣﺎدة ، 13اﻟﻔﻘرة .03
39
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود أﻧﻬﺎ ﻋوﺿﯾﻪ )ﺑﻣﻘﺎﺑل ( ﻏﯾر اﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻌوض ﻓﯾﻪ ﻫو
ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳم )(1وﻗد ﺗﺣددﻩ اﻹدارة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ،ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ رﻓﻌﻪ أو
ﺗﺧﻔﯾﺿﻪ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﻌﺎﻗد ﻣن
أﺟﻠﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ 842/03 .94ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻟت "
)(2
ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت"
ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣزاﯾﺎ ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻹﻋﺎﻧﺎت أو اﻟﻘروض وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك أو اﻟﺣق ﻓﻲ اﺣﺗﻛﺎر ﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
إذا اﺧﺗل اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟطﺎرئ ﻣن اﻟطوارئ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗوﻗﻌﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن دﻓﻊ
وﻗوﻋﻪ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻹﻣﺗﯾﺎز أن ﻻ ﯾﺗﺣﻣل وﺣدة اﻋﺑﺎء ﻫذا
اﻟطﺎرئ و ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ أو ﻓﻌل
اﻷﻣﯾر .
وﺗﻌﻧﻲ ﻛل إﺟراء ﺗﻣﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد .
40
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض أﻋﺑﺎء إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،أن ﺗﻛون ذات طﺎﺑﻊ
ﻋﺎم أو ﺧﺎص ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎم )زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ،رﺳوم
اﻟﺟﻣﺎرك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق( ،وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺧﺎص
) إﻏﻼق طرﯾق ﻟﻠﺳﯾر ﺑﺣﯾث ﺗﺿطر اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻘطﻊ ﻣﺳﺎﻓﺔ أطول وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ(
إن ﻣن ﺷﺄن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات زﯾﺎدة ﺷروط ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﺛﻘﯾل ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﺑرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻬﺎ أو إﯾﻘﺎف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻟﻛن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﻻت أن ﯾطﻠب ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ،ورﻏم أن اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﻘﺎش ،ﻓﺈﻧﻬﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﺷرطﯾن ﻫﻣﺎ:
-أن ﯾﻧﺗﺞ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر ﻣن إﺟراء أﻣﻠﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة :
-أن ﺗﻛون اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر وﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗوﻗﻊ أﺛﻧﺎء
إﺑرام اﻟﻌﻘد .
-2ﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻟطﺎرئ:
ﻓﻲ ﺣﯾن أن) ﻓﻌل اﻷﻣﯾر( ﯾﻧﺗﺞ ﻋن إرادة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﺗﻌﺗﺑر اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن إرادة أطراف اﻟﻌﻘد ،ﻓﻘد ﯾﺣﺻل أن ﺗﺳﺗﺟد ﺧﻼل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أﻋﺑﺎء ﺑﺎﻫظﺔ وﻣدﻣرة ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻓﺗرة ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر
اﻟﺷدﯾد أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا ﺑﺎﻟطﺎرئ اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظروف وﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻋﺎﺋد ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﯾﻛون اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾطﻠب ﻣن ﺷرﯾﻛﻪ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻛرس ﺑﺎﻟﻣﺎدة 106
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ) ،1إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﻔرض اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .إﻻ
أﻧﻪ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 107اﻟﻔﻘرة » :3ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺑﺎﻫظﺎ
ﺟدا ،دون أن ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﺣداث طﺎرﺋﺔ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻛﺑد اﻟﻣدﯾن
41
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺧﺳﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ ،ﯾﺧﻔض اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺑﻘدر ﻣﻌﻘول وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف وﺑﻌد أن ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن ،اﻻﻟﺗزام اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﻔرطﺎ « .وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ وﺿﻊ
أﻓﺿل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎﻛﻌﻘد إداري اذ أﻧﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻟﻧظرﯾﺔ
)(1
اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود أﺻﻠﻬﺎ ﻟﻘرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
-اﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ) ﻣﺑدأ ﺳﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺈﻧﺗظﺎم و إطراد) ،(2ﻣﺳﺎواة اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ،اﻟﺗﻛﯾﯾف (.
-ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ)(3ﻟﯾﺳر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
-ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ ﻧﻔس ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻌن اﻟذي ﻗد ﯾﻘدﻣﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق .
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺳﺗﻣدون ﺣﻘوﻗﺎ ﻣﺑﺎﺷرة
ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﺣﺳب ﺑل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة أﯾﺿﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن
ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘون اﻟﺧدﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﻋﻘد ﺧﺎص ﺑﯾﻧﻬم و ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم و أن ﻫذا اﻟﻌﻘد وﺛﯾق اﻟﺻﻠﺔ
ﺑﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ذﻟك أن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗرد ﺑﻪ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻋﻘد
)(4
. اﻻﻣﺗﯾﺎز
42
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
و ﻫﻲ إﻣﺎ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺣﯾث ﺗﺗﺣدد ﺣﻘوق ﻛل طرف و ﻓﻘﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻌﻘد ،و إﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻘد و ﻣن ﺛم ﯾﺣق ﻟﻛل ﻣن اﺳﺗوﻓﻰ ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق أن
ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻠﺗزم ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع و إﻻ أﺟﺑر ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻹدارة أو اﻟﻘﺿﺎء
اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻧﺻوص ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺣﻘوق
اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻫﻲ :
إن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻧﺗﻔﺎﻋﻬم ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق ﯾدﺧﻠون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘدﯾﺔ ﻣﻊ
اﻟﻣﻠﺗزم وﺗظﻬر ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻘود ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ ،رﻏم أن اﻟﻣﻠﺗزم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾرﻓض ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻟﻣن
ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﯾرﺑطﻪ ﺑﺎﻹدارة ،و ذﻟك ﻷن اﻟﻣﻠﺗزم
)(1
. ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ أﺟ ار ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﯾﻘدم ﻟﻪ ﻣن ﺧدﻣﺎت و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﺳوم
ﯾﺣق ﻟﻸﻓراد ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗدﺧل و ذﻟك ﻹﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ إذا ﻣﺎ
ﻗﺻر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ أداء اﻟﺧدﻣﺔ أو ﻋدم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد ،وﻫذا اﻟﺣق ﺛﺎﺑت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻊ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻓﻣن واﺟب اﻟﻣﻠﺗزم أن ﯾﻘدم
ﺧدﻣﺎﺗﻌﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻘررﻫﺎ اﻹدارة ،ﻓﺈذا ﻣﺎ أﺧل اﻟﻣﻠﺗزم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ
ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن أن ﯾطﻠﺑوا ﻣن اﻹدارة اﻟﺗدﺧل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ،و ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻋﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز داﺋﻣﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺷروط
ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺧروج أي ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋن ﺗﻠك
)(1ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،ﻣﺻر ،1993 ،ص . 234
43
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺷروط ﻻ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺟرد إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﺷﺧﺻﻲ ﻣرﺟﻌﻪ اﻟﻌﻘد و إﻧﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻟﻘﺎﻋدة ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﺈن اﻟطﻌون ﺗﻛون ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻹدارة و
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟطﻌون ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل و ﻟﯾس ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء .
وﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﺣﻘﻬم ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة ﺑﺈﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋل ﺗﻧﻔﯾذ أو اﺣﺗرام
ﺷروط ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﻛﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أو اﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﺟﺎل و ﻣﻛﺎن و ﻣواﻋﯾد و
ﺷروط أداء اﻟﺧدﻣﺎت ،و ﻛذﻟك اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻣن ﯾطﻠﺑﻬﺎ ﻣﻣن
)(1
اﺳﺗوﻓت ﻓﯾﻬم ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق و ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن
إن اﻟﻌﻘد و ﺑﺣﻛم اﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﻧﺷﺎط اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾؤدي أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻓرض أﻋﺑﺎء ﻋﻠﻰ
أﺷﺧﺎص ﻟﯾﺳوا أطراﻓﺎ ﻓﯾﻪ و ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻋﺑﺎء ﻣﺛﻼ :
●ﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد و ﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻔرض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت و
اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻧظﯾر ﺗﻠﻘﯾﻬم ﻟﻠﺧدﻣﺔ أو ﻟﻘﺎء اﻧﺗﻔﺎﻋﻬم ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدﯾرﻩ و
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾش اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن و اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧﻠون ﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧﻠون
. اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟذي ﯾدﯾرﻩ ﻛﺎﻟدﺧول ﻟﺣداﺋق اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ أو اﻟﺷواطﺊ.
●ﻓﯾﺣﺎﻟﺔاﻧﺗﻬﺎءاﻟﻌﻘدﻷﯾﺳﺑﺑﻣﻧﺎﻷﺳﺑﺎﺑﯾﺗﺣﻣﻼﻟﻣﺳﺗﻔﯾداﻵﺛﺎراﻟﻣﺗرﺗﺑﺔﻋﻠﯨﺎﻟﻌﻘداﻟﺟدﯾدﺑﺄﻧﯾﺗﺣﻣﻠﻔرﻗﺎﻟﺳﻌ ارﻟﺟدﯾد
ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﻘدﯾم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز .
إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗد ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف طرف اﻟﻧزاع
وﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع و ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻛذﻟك اﻟﺑﻧد أو اﻟﺷرط اﻟذي ﺳﯾﻛون ﻣﺣل ﻧزاع ﻣن اﻟﻌﻘد
44
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أو ﻣن دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻟﻬذا ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﻣن اﻟﻧزاع ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻧزاع اﻟذي ﻗد ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم وﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻧزاع اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزﻣﯾن واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و
اﻟﺛﺎﻟث ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺣﺎﻻت ﻧﺟد اﺧﺗﻼف ﻛذﻟك ﺣول
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻓض اﻟﻧزاع وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ.:
ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻧزاع ﯾدور ﺣول اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻹدارة
ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط اﻟﻌﻘد أو ﻓﺳﺧﻪ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻘد ﺣدد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻬﺔ
)(1
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫذا طﺑق ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 800
اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أوﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ
إدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد
أﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ ﻛذﻟك اﻋﺗراف ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004/03/09اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻣﻠف رﻗم
11950ﻗﺿﯾﺔ ﺷرﻛﺔ ﻧﻘل اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﺿد رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ وﻫران ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
)(2
ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز.
وﻛذﻟك اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ 842/03-94ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﻓﺻﻠت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث ﺟﻌﻠت
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑﯾن ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﻠﺗزم ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري إي اﻟﻣﺣﺎﻛم
)(3
. اﻻدارﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ
ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﯾطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات اﻹدارة ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط اﻟﻌﻘد و إﺣدى ﺑﻧودﻩ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑل أﻧﻪ ﯾرﻓﻊ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء
.
اﻟﻛﺎﻣل ﻣن أﺟل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض
)(1
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 09-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ ، 2008ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ 21
ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 2008. 04-23اﻟﻣﺎدة 800
)(2ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺳﺎرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.42
)(3اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔاﻟو ازرﯾﺔ ،842/03.94ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق .
45
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺑﻣﺎ ان ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻬذا ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻻدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ
و اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧزاع ﻣوﺿوﻋﻪ اﺣﺗرام
ﺷروط وﻗواﻋد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
46
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
إن ﺷرط اﻟﻣدة ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق
ﻋﺎم ﻣﺛﻼ ،ﻓﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗرﺟﺎع اﻷﻣوال
اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗراﺧﯾص ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻬﻲ ﻣؤﻗﺗﺔ
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺗﻣﻧﺢ ﻵﺟﺎل ﻗﺻﯾرة و ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد و ﯾﺣق ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻟﺗرﺧﯾص أن
)(1
،و ﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠب ﺗﻠﻐﯾﻪ ﻓﻲ أي وﻗت
أول ،و ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ ﻏﯾر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎن وﺗﺻﻔﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎﻟث.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟزﻣن ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻌﻘود
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﺣل ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﻧﻔﯾذﻩ ،و ﺑﻣﺎ أن ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق
ﻋﻣوﻣﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ زﻣن ﻏﯾر ﻣﺣدد و ﻗد ﺣددت أﻗﺻﻰ ﻣدة ﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن 30إﻟﻰ 50ﺳﻧﺔ و ﺗﺣدد اﻟﻣدة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد ذاﺗﻪ أي أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣؤﺑدة،
وﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻷن ﯾﻐطﻲ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن ﻣﺻﺎرﯾف ﻓﻲ ﺗﺟﻬﯾز
اﻟﻣرﻓق و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن أرﺑﺎح )،(2وﺗﺧﺗﻠف ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﺳب ﻛل
ﻣرﻓق .
وﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن اﻟﻣدة ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد و ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻣن
ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،و ﻟﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة ﻻ ﯾﺣول دون ﺗﺟدﯾد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز
ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺟدﯾد ﺑﻌﻘد ﺟدﯾد و ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻣدﯾد ﻣدة اﻟﻌﻘد اﻟﻘدﯾم
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ إذا اﻧﻘﺿﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻠﺗزم أن ﯾﺗﻘدم ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣرة أﺧرى و
ﻟﻣدة ﺟدﯾدة و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد ﺟدﯾد ،و اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻘد و اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
)(1ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ-دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .. 770
)(2اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ، 842/94.03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
47
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ و ﻟﻛن ﺑﺷرط أن ﺗﻛون اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ أﻗل ﻣن ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ
و ﻫﻧﺎ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن ﺗﻣدد ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
وﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد أو ﺑﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻘد ﻟﻔﺗرة أﺧرى ﻓﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻧﯾﺔ اﻟطرﻓﯾن
واﺿﺣﺔ ،و ﯾﺟب أن ﯾﺻدر اﻟﺗﺟدﯾد أو اﻟﺗﻣدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺑرام اﻟﻌﻘد اﻷول أو
اﻷﺻﻠﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ إﺑراﻣﻪ).(1
ﯾﻣﻛن رد أﺳﺑﺎب ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺑﺎب و ﻫﻲ اﻹﺳﻘﺎط و
اﻻﺳﺗرداد و اﻟﻔﺳﺦ ﻷﺳﺑﺎب أﺧرى.
وﻫو ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻠﺗزم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺄﻩ ،ﺑل ﻫو ﺟزاء ﺗوﻗﻌﻪ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟراء أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻓﻲ إدارﺗﻪ ﻟﻠﻣرﻓق ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻣن
اﻟﻣﺗﻌذر اﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣرﻓق و ﺗﺳﯾﯾرﻩ ،و ﯾﻛون إﺳﻘﺎط اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺎﺣﺗرام
اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أن ﯾﻛون اﻟﻣﻠﺗزم ﻗد ﺛﺑت ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﺧطﺄ ﺟﺳﯾم ﻓﻲ إدارﺗﻪ ﻟﻠﻣرﻓق و اﻟذي ﻻ ﺗﺟدي ﻧﻔﻌﺎ
وﺳﺎﺋل اﻟﺿﻐط اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻣﻌﻪ اﻹدارة و ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻫﻣﺎل اﻟﻔﺎدح ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻠﺗزم
ﻛﻌﺟزﻩ ﻋن ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق أو أداﺋﻪ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أو ﻋدم وﻓﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ
اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز.
إﻋذار اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻧد ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،وﻫذا اﻹﻋذار ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاء
اﻟﻔﺳﺦ و ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻹﻋذار ﻣﺛﺎل ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ
)(1ﻗرارﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣت رﻗم 11950اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ – 2004/03/09ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋدد ، 05ﺳﻧﺔ .2005
48
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 44أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﯾﻌذر
اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻣن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺧﺎﻟف
ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ.
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻺﻋذار اﻷول اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻫﺧﻼل
أﺳﺑوع ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻋذار ،ﯾﻌذر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و إذا ﻟم ﯾوف ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ دﻓﺗر
اﻟﺷروطﯾﺗم ﺳﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺻﺎﺣﺑﻪ دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ.
و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن ﺗﻘرر إﻋﺎدة اﻷﻣﺎﻛن إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟف.
دون اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول
ﺑﻪ.
ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ و ﻫﻲ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔرد ﺑﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ
ﺧﻼف اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ دون ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻠﺟوء
ﻟﻠﻘﺿﺎء.
49
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﻬﺎء اﻹدارة ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ دون ﺧطﺄ ﻣن ﺟﺎﻧب
اﻟﻣﻠﺗزم ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ ،و ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺈن اﻻﺳﺗرداد ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻣﺟرد ﻓﺳﺦ ﻟﻌﻘد
اﻻﻣﺗﯾﺎز اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣن اﻹدارة ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و دون ﺧطﺄ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وذﻟك
ﻟدواﻋﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﯾﻛون اﻻﺳﺗرداد ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
وﻫو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز و اﻟﻧﺻوص اﻟواردة ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻫﻲ ﻧﺻوص
ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺣﺗراﻣﻬﺎ ،و ﺗﺗﺿﻣن ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﺎدة ﺣدا أدﻧﻰ ﻣن
اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن ﺗﺳﺗرد اﻟﻣرﻓق ﺧﻼﻟﻬﺎ و ﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺣﺗرام ﻫذا اﻟﺷرط أي
ﺑﺣﻠول اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺧﺗﺎرﻩ اﻹدارة ﻓﻼ ﺗﻛون
ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻬﺎ ،ﻟذا ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗرداد ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد،
و إذا ﺷﺎءت اﻹدارة اﻻﺳﺗرداد ﻗﺑل اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗدﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ
ﻟﻠﻣﻠﺗزم ،أﻣﺎ إذا اﺳﺗرﺟﻌت اﻹدارة اﻟﻣرﻓق و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ .
وﻗد ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد أﺳﺑﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺳﺗرداد و ﺣﯾﻧﻬﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ
اﻹدارة أن ﺗﺣﺗرم ﻫذا اﻟﺷرط ،أﻣﺎ إذا ﺧﻼ اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﺈن اﻹدارة ﻻ
ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻠﺟﺄ ﻟﻼﺳﺗرداد إﻻ ﻷﺳﺑﺎب ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا
اﻟﺷرط ﻋﺎم ﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة ،ﻓﺈذ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑذﻟك
ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﺳﺗرداد ).(1
آﺛﺎر اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ:
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺗرداد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﺗزم رد اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ
ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗرداد و اﻷﺻل أن ﯾﻧﺻب اﻻﺳﺗرداد ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻓق ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ﺑﺣﯾث ﻻ
50
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻹدارة أن ﺗﺳﺗرد ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﻘط ،وﻟﻛن ﻣﺎ ﻣوﻗف اﻹدارة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر؟ ﻗد ﯾﺗوﻟﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘد أي ﺑﺣﻠول اﻹدارة
ﻣﺣل اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﺎن اﻹدارة ﺗﺗﺣﻣل
ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ إدارة اﻟﻣرﻓق و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻬدﻫﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر ،و أﻫم اﺛر
ﻫﻧﺎ ﻫو ﺣق اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض و ﯾﻛون إﻣﺎ ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﺗزم أو
ﺑطرﯾق أﻗﺳﺎط ﺳﻧوﯾﺔ ﻣﺣددة.
اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ:
و ﯾراﻋﻰ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾرﻩ أن ﯾﺷﻣل ﻋﻧﺻرﯾن :اﻟﻌﻧﺻر اﻷول ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﺗﻐطﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل و اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺳﻬم و اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ رأس اﻟﻣﺎل ،و ﻛل ﻣﺎ
أﻧﻔق ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻬﯾز اﻟﻣرﻓق و إﻋدادﻩ وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ،و اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎ ﯾﻔﻘدﻩ اﻟﻣﻠﺗزم ﻣن أرﺑﺎح ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻗﺑل ﻣﯾﻌﺎدﻩ اﻟطﺑﯾﻌﻲ و ﯾﻘدر
ﻋﺎدة و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﺗوﺳط أرﺑﺎح اﻟﻣﻠﺗزم ﻣن ﺧﻼل رﻗم ﯾﺣددﻩ اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻻﺳﺗرداد
ﻣﺑﺎﺷرة.
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﺗرد اﻟﻣرﻓق ﻓﯾﻧﻘﺿﻲ اﻻﻟﺗزام أو ﺗﻐﯾر ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟطرق اﻷﺧرى
ﻛﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﻷﻧﻪ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن ﻟﻺدارة داﺋﻣﺎ ﺣق إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود
اﻹدارﯾﺔ ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﺎ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدار
ﺑطرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻻ ﻣن ﻗﺑﯾل ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ.
)(1
. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻔﺳـﺦ ﻷﺳﺑـﺎب أﺧـرى
ﻗد ﯾﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻣدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب أﺧرى ﻣﻧﻬﺎ:
-1اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ:
وﻫو اﻟذي ﯾﺗم ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻹدارة و ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﺧﺗﻠط ﺑطرﯾﻘﺔ
اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ و ﻟﻛن اﻟطرﯾﻘﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن :إن ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻫو ﺣق ﺛﺎﺑت
ﺳواء ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد أو ﻟم ﯾﻧص ،أﻣﺎ اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﯾﺗم ﻋن ﺗراﺿﻲ ﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻹدارة و
ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز.
وأوﺿﺢ ﻣﺛﺎل ﻟﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗدﻣﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدار
ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،و ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13/83
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻐﯾر اﻻﻣﺗﯾﺎز أو ﯾﺧﻔض أو ﯾﺑطل ﻓﻲ أي وﻗت ﺑدون ﺗﻌوﯾض
و ذﻟك إﻣﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و إﻣﺎ ﻻﺗﻘﺎء اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت أو إﯾﻘﺎﻓﻬﺎ و إﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻣراﻋﺎة
اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﻣﺗﯾﺎز
) (1
أﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ﻋﯾﺎد ،ظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر1990 ،
52
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻋداد اﻟﻣرﻓق ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻷﻣوال
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻌﻘﺎرات ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﻣﺣطﺎت اﻟوﻗود و اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ و ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻧﻘوﻻت
ﻛﺎﻟﺳﯾﺎرات و اﻟﺣﺎﻓﻼت ،و ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﯾﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم و ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻗد ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻟﻪ
اﻹدارة ،ﻛﺄن ﺗﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ أﺟزاء ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﻛﺎﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ
ﺑﺷﻐل ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟطرﯾق أو ﻣد أﺳﻼك ﻓوﻗﻪ أو ﺣﻔر أﻧﻔﺎق ﺗﺣﺗﻪ ،ﻓﻣﺎ ﻣﺻﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻋﻧد
اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻘد؟ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﺎن وﺛﯾﻘﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﯾر ﺗﻠك اﻷﻣوال
ﻋﻧد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣدد ﻣﺻﯾر ﺗﻠك اﻷﻣوال و ﺑﺎﻟذات ﻟﯾس ﻫﻧﺎك
ﻗﺎﻋدة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﺗؤول ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣﺟﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻘب ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﻫذﻩ ﻣﺳﺄﻟﺔ
ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﯾﺗﻌﯾن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز و اﻟﻣﻠﺗزم .
ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗؤول إﻟﻰ اﻹدارة
ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة ،ﻓﺎن ﻛل ﻣﺎ ﻟم ﯾدرﺟﻪ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟطﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻷﻣوال ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ،و ﺗﺣدﯾد
ﻫذﻩ اﻟطﺎﺋﻔﺔ ﯾﻛون ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﯾؤول ﻟﻺدارة ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ،وﻻ ﺗﻧص ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ
ﺗﻠك اﻷﻣوال ،و ﻟﻛن ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻼ ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﺗﻌود ﻟﻺدارة و ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻣرﻓق و ﻣﻧﻔﺻﻼ ﻋﻧﻪ
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤول ﻟﻠﻣﻠﺗزم.
ص. 322 )(1ﻋﺑد ﯾد ﻓﯾﺎض ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺟزاءات ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر،1985 ،
53
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻫﻲ ﺗﺷﻣل اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﻛﺎﻷراﺿﻲ و اﻟطرق و اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ) ،(1ﻓﺈذا
ﻛﺎن اﻷﺻل أن ﺗؤول ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ﻓﻘد
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻧﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹدارة اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﻲ ﺗرك ﺑﻌض اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﯾن ﻋﻧد اﻧﻘﺿﺎء
اﻟﻌﻘد أﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﻓﺗﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻣﺟﺎﻧﺎ وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل.
)(1ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﺎﻟطﻣﺎوي ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ-دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص. 778
54
ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ
ﺧــــﺎﺗﻣــــﺔ :
إن ﺧﺎﺗﻣﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺗﺣﺗﻣﻧﺎ إﻟﻰ ﺳرد اﻟﺧﻼﺻﺔ واﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟذي وﺻﻠﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﻌد ﻋﻧﺎء وﺟﻬد
ﻛﺑﯾر ﻟﻧﻘص اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺷﺑﻪ
ﻣﻧﻌدﻣﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺈﺳﻬﺎب ،ﻟﻛون أن أﺳﻠوب
اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو أﺳﻠوب ﻗدﯾم وﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟ ﱠﻣﺎ ﻋﺟزت اﻟدوﻟﺔ ﻋن
ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق وﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﺷﺄة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻻ
ﺗرﺗﻛز ﻓﻲ أﺳﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾن أو ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻧظﻣﻬﺎ وﺗﻧظم إﺟراءاﺗﻬﺎ .
وﺑﻬذا ﻧﻘول ﺑﺄن ﻫذا اﻻﺳﻠوب آﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن إزدﯾﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣرﻓق وﻣن ﻫﻧﺎ
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻟﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻدارة اﻟﻣرﻧﺔ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻻدارة ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .
وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺧول ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻻدارة ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺎن اﻹدارة وﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟﻠﯾﺎ وواﺿﺣﺎ ،
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﺟﺑرﯾﺔ إذﻋﺎﻧﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرف اﻻﺧر ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﺣرر ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ واﻟروﺗﯾن اﻻداري ،ﻻﻋﺗﺑﺎر أن
اﻟطرف اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو طرف ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻌﻣل أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص ٕواﺟراءات اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن ﺑﺄداء ﺟﯾد
وﺑﻧوﻋﯾﺔ ﺟﯾدة .
وأن اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻠﺗزم ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺛﻣرة
ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ،ﺑﺄن ﺗﻛون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻬم ذات ﻧوﻋﯾﺔ وﺟودة ﺟﯾدة ﺑﺄﺳﻠوب ﻣرن
ﺧﺎل ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات واﻻﺟراءات اﻟﻣﺿﯾﻌﺔ ﻟﻠوﻗت ،ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﯾﻌﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻋﺑﺎء
واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
56
ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ
وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻛﺎن اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻻﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ وﻟﯾدة اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي اﻧﺗﻬﺟﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1989ﻏﯾر أﻧﻪ وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻻﺣظﻧﺎ اﻧﻌدام ﻗﺎﻧون أﺳﺎﺳﻲ ﯾﻧظم ﻫذا اﻷﺳﻠوب وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود .
ﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ أن ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﺟد ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻻ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،وﻻﺣظﻧﺎ ﻛذﻟك ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ،وﻟﻌل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ ﺧﯾر دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ ذﻟﻛظل ﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز ﻫذا اﻟطرﯾق ﺣﺑ ار ﻋﻠﻰ ورق وﻟم ﯾﺗﻘدم إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺧواص ﻟﻛون أن
اﻟرﺳوم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣدروﺳﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻻ ﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻪ .
ﻛﻣﺎ أن إﺟراءات ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻزاﻟت ﺗﻔﺗﻘد إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ وﺗﺿﻣن
اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻫذا ﻻﻋﺗﺑﺎر
أن ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻزال ﯾدار ﺑﺎﻟطرق اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ
ﻣﻧﺣﻪ ﻟﻣن ﺗرﯾد دون ﺿواﺑط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ٕ ،واﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺣﺗوى ﻧص اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم 842/03 .94اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺗﺧص اﻟﻣراﻓق اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻛﻠﻣت ﻋن إﺟراءات
اﻟﻣﻧﺢ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋرﺿﯾﺔ وأﻋطت ﺣق اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟواﻟﻲ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻹدارة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
وﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﯾﯾﻣﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺟدﯾد ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺣددت ﻓﻘط ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق
اﻻﻣﺗﯾﺎز دون اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ وﺗﻛرﯾﺳﻪ ،ﺑل ﺟﺎء ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺎدﺗﻪ 155وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ، 149وﻟﺗﺣﻔﯾز اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺟز ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ وﺗﻛﻠﻔﻬﺎ أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻏﻧﺎ ﻋﻧﻬﺎ .
ﻛﻣل ﻧﺟد ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺟﺎءت ﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﻏﯾر ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺑﻼد وﻫو
اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺣرر اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺧوﺻﺻﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺣث
اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرات اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﻣذﻛور
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 155ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺎدة 149ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ .
57
ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ
ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن ﻏﯾﺎﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺄطﯾرﯾﺔﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ
ﻟﻠﺗﻼﺷﻲ واﻻﻧدﺛﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛرﯾس اﻻدارة ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾدار ﺑﻪ
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ وأد ﻫذا اﻻﺳﻠوب وﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺈﺳﺗﻐﻼل اﻟﺷواطﺊ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺻﯾف ،ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟد أن وﻻﯾﺔ ﺗﯾﺑﺎزة وﺑﻠدﯾﺔ ﺗﯾﺑﺎزة أوﻗﻔت ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻟﺳﺑب اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻷﺟدر ﺑﻬﺎ ﻛﺎن أن ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑل ﺗﺗدﺧل ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺎت ﻣﻧﺣﻬﺎ إﯾﺎﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ .
وﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺑﻌض اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ إﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ :
*إﯾﺟﺎد ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺄطﯾرﯾﺔ وﻋﺎﻣﺔ ﺗﺣﻛم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻘطﺎﻋﺎت .
*ﺿﺑط اﺟراءات اﻟﻣﻧﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﻘد ﺑﻧﺻوص ﺗﺿﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﺣﺳن ﺳﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم .
*ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺿﺑط ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ ﻟﻛل ﻣن
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدﯾد رﺳم اﻻﻣﺗﯾﺎز ووﺿﻊ ﻗواﻋد ﻟﺗﺣﯾﯾﻧﻪ ان اﻗﺗﺿﻰ
اﻷﻣر ذﻟك ،وﻫذا ﻟﻛﻲ ﺗﺿﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟﺳﯾر ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى .
*ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻬﺎرات واﻟﻘدرات
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﺷﺄة اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺣﺳب ﺗﻧوع
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣت ﻓﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺳﯾﯾر.
58
ﻗﺎﺋــﻣــﺔ اﻟﻣراﺟـــــــﻊ .
ا/اﻟﻘواﻧﯾن .
ب/اﻟﻣراﺳﯾــــــم
*/اﻟﻣراﺳﯾﻣﺎﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
*/اﻟﻣراﺳﯾﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
61
-4اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾرﻗم 26-10اﻟﻣؤرﺧف 23دﯾﺳﻣﺑر 2010
ﯾﺣددﻛﯾﻔﯾﺎﺗﺗطﺑﯾﻘﺣﻘﺎﻻﻣﺗﯾﺎزواﻻﺳﺗﻐﻼﻻﻷراﺿﯾﺎﻟﻔﻼﺣﯾﺔاﻟﺗﺎﺑﻌﺔﻷﻣﻼﻛﺎﻟﺧﺎﺻﺔﻟﻠدوﻟﺔ،اﻟﺟرﯾد
ةاﻟرﺳﻣﯾﺔاﻟﻌدد ، 79اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ 29دﯾﺳﻣﺑر . 2010
ج/اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت .
/2اﻟﻛـﺗـب
62
-1إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي ،ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ، B.O.Tﻣؤﺳﺳﺔ اﻟطوﺑﺟﻲ ،
ﻣﺻر
-2أﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ﻋﯾﺎد ،ﻓﻲ ظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر. 1990 ،
-3ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ،ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ
،اﻟﺟزاﺋر . 2011 ،
-4ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ،أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ،ﻣﺻر ،
. 1993
-5ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ-دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ -دار اﻟﻔﻛر
اﻟﻌرﺑﻲ-ﻣﺻر-اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ. 2005 ،
-6ﺷرﯾﻔﻲ ﻧﺳرﯾن و آﺧرون ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر . 2014 ،
-7ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر
. 2010
-8اﻟطﻣﺎوي ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﺻر ،
. 2007
-9ﻋزري اﻟزﯾن ،اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ وﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ،ﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺧﺑر اﻹﺟﺗﻬﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،ﺑﺳﻛرة .2010 ،
-10ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،
ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر . 2010 ،
-11ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت ﺧﯾر اﻟدﯾن اﻟﺧﯾري ،ﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن . 2012 ،
-12ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر
. 2005،
63
-13ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد إﺳﻣﺎﻋﯾل ،ﻋﻘود اﻻﺷﻐﺎل اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ،
ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن . 2003 ،
-14ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔ ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر ،ﻣﺻر ،
. 2007
-15ﻣﺣﯾو أﺣﻣد ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدارﯾﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋرب
ﺻﺎﺻﻼ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر . 1996،
-16ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ،طرق ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻟﺑﻧﺎن . 2009،
/3اﻟرﺳﺎﺋل واﻟﻣذﻛرات.
-1ﺑﺎﻟﻛﻌﯾﺑﺎﺗﻣراد،ﻣﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎراﻟﺻﻧﺎﻋﯾﻔﯾﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎﻟﺟزاﺋر،رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﻘدﻣﺔﻟﻧﯾﻠدﻛﺗوراﻫﻔﯾﺎﻟﺣﻘوق،ﺟﺎﻣﻌﺔﻣﺣﻣدﺧﯾﺿرﺑﺳﻛرة.2011 ،
-2ﺑﻧﻣﺣﯾﺎوﯾﺻﺎرة،اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻓﯾﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎﻟﺟزاﺋري،ﻣذﻛرةﻣﻛﻣﻠﺔﻣﻧﻣﺗطﻠﺑﺎﺗ
ﻧﯾﻠﺷﻬﺎدةاﻟﻣﺎﺳﺗر،ﻟﺣﻘوﻗﺗﺧﺻﺻﻘﺎﻧوﻧﺈدارﯾﺟﺎﻣﻌﺔﻣﺣﻣدﺧﯾﺿرﺑﺳﻛرة. 2013 ،
-1أﻛﻠﯾﻧﻌﯾﻣﺔ،اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر،ﻣذﻛرةﻣﻧﺄﺟﻼﻟﺣﺻوﻟﻌﻠﯨﺷﻬﺎدةﻣﺎ
ﺟﯾﺳﺗﯾرﻓﯾﺎﻟﻘﺎﻧون،ﺟﺎﻣﻌﺔﻣوﻟودﻣﻌﻣرﯾﺗﯾزﯾوزو،
،www.ummto.dz,pdf,aklinaimaﺗﻣﻔﺣﺻﺎﻟﻣوﻗﻌﻔﻲ . 2015/03/12
-2ﺑوﺿﯾﺎﻓﻌﻣﺎر،ﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزودورﻫﻔﯾﺗطوﯾراﻟﻌﻼﻗﺔﺑﯾﻧﺎﻻدارةاﻟﻣﺣﻠﯾﺔواﻟﻘطﺎﻋﺎﻟﺧﺎص
،ﻣﻧﺗدﯾﺎﺗﺎﻟﺟﻠﻔﺔ،http..//www.djelfa.nfo/vb/showthread.ph،ﺗﺎرﯾﺧﺎ
ﻟﺗﻔﺣص . 2015/04/13
64
اﻟﻔﻬــــــــــــــــرس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان
ﻣﻘدﻣﺔ .............................................................................أ،ب،ج
اﻟﻔﺻﻼﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔﻋﻘدﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز04.....................................................
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻷول :ﻣﻔﻬوﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز06...................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :ﺗﻌرﯾﻔﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز06...................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻔﻘﻬﻲ06..........................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻘﺿﺎﺋﻲ07........................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ08........................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗطورﻣﻔﻬوﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز09.............................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :ﻣرﺣﻠﺔﻣﺎﻗﺑل 09....................................................1989
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣرﺣﻠﺔﻣﺎﺑﻌد 10...................................................1989
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋﺻﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوأرﻛﺎﻧﻪ12........................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :ﺧﺻﺎﺋﺻﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 12...............................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :ﻋﻘدإداري 12..............................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣوﺿوﻋﺎﻻﻣﺗﯾﺎز13.........................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :ﺣﺻوﻟﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻋﻠﯨﺑدﻻﺗﻣﻧﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن13......................
اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ :ﻋﻘدزﻣﻧﯾطوﯾﻼﻟﻣدة 14...................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز16....................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :اﻟرﺿﺎ16....................................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺣل18..................................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺳﺑب19...................................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ :اﻟﺷﻛل19....................................................................
67
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻟث :طﺑﯾﻌﺔﻋﻘداﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣرﻓﻘﺎﻟﻌﺎﻣوﺗﻣﯾﯾزﻫﻌﻧﺎﻟﻌﻘوداﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔﻟﻪ21......
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :طﺑﯾﻌﺔﻋﻘداﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣرﻓﻘﺎﻟﻌﺎم21.......................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔﻟﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزاﻹداري21...................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﻌﻘدﯾﺔﻟﻼﻣﺗﯾﺎز 22.................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘدﯾﺔ )اﻟﻣزدوﺟﺔ(ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز 23............................
اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ :اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﻣﺧﺗﻠطﺔﻟﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 23..........................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾزﻋﻘدﻋﻧﺎﻟﻌﻘوداﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔﻟﻪ 24.....................................
اﻟﻔرﻋﺎﻻول :ﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوﻋﻘداﻟﺑوت24........................................B.O.T
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾزﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻋﻧﻌﻘداﻟﺗﺳﯾﯾر 26.....................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﻣﯾﯾزﺑﯾﻧﺎﻟﺻﻔﻘﺎﺗﺎﻟﻌﻣوﻣﯾﺔوﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 27............................
اﻟﻔﺻﻼﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز29..........................................
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻷول :آﻟﯾﺎﺗﺗﻛوﯾﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 31............................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :اﺧﺗﯾﺎرﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز 31.............................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :ﻓﯾﻔرﻧﺳﺎ31...............................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر 32............................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺑراﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوﺗﻛوﯾﻧﻪ 32...........................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :ﻗراراﻧﻌﻘﺎداﻟﻌﻘد 33......................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :وﺛﺎﺋﻘﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 34...................................................
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :آﺛﺎرﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 36..................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :ﺗﻧﻔﯾذﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 36...................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :ﺣﻘوﻗوواﺟﺑﺎﺗﺎﻹدارةﻣﺎﻧﺣﺔاﻻﻣﺗﯾﺎز 36...................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﻘوﻗواﻟﺗزاﻣﺎﺗﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز39.......................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑـﺔﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾـﻧﻣـﻧﺧدﻣﺎﺗﺎﻟﻣـرﻓق42....................................
68
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﻋﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز 44.................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :اﻟﻧزاﻋﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺑﯾﻧﻣﺎﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزواﻟﻣﻠﺗزم44.................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﺑﯾﻧﺎﻟﻣﻠﺗزﻣواﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن 46.................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﺑﯾﻧﺎﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾﻧوﻣﺎﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎز 46..........................
اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻟث :ﻧﻬﺎﯾـﺔﻋﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎزﻓـﯾﺎﻟﻣراﻓـﻘﺎﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ47............................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول :اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔاﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔﻟﻌﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز47.........................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔﻏﯾـراﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔﻟﻌﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز48.....................................
اﻟﻔرﻋﺎﻷول :إﺳﻘـﺎطﺎﻻﻣﺗﯾـﺎز48...........................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧـﻲ :اﻻﺳﺗـرداد50...............................................................
اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻔﺳـﺧﻸﺳﺑـﺎﺑﺄﺧـرى 52................................................
اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻟث :ﺗﺻﻔﯾـﺔﻋﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز53................................................
ﺧﺎﺗﻣﺔ55...............................................................................
اﻟﻣﻼﺣق
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ59.................................................................
اﻟﻔﻬرس66.................................................................................
اﻟﻣﻠﺧص
69
ﻣﻠﺧــــــــــــــص