You are on page 1of 67

‫ﺟـﺎﻣـﻌــﺔ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺧـﯿـﻀــﺮ‪ -‬ﺑـﺴـﻜــﺮة‬

‫ﻛــﻠﯿــﺔ اﻟﺤــﻘــﻮق و اﻟـﻌــﻠــﻮم اﻟـﺴﯿــﺎﺳـﯿـﺔ‬


‫ﻗــﺴـــﻢ اﻟــﺤــﻘـــﻮق‬

‫ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﯿﺎز ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‬

‫ﻣﺬﻛﺮةﻣﻜﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق‪.‬‬


‫ﺗﺨﺼﺺ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن إداري‪.‬‬

‫إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذة‪:‬‬ ‫إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬


‫أﻗﻮﺟﯿﻞ ﻧﺒﯿﻠﺔ‬ ‫ﻣﻜﯿﺪ ﺳﻤﯿﺮ‬

‫اﻟﻤﻮﺳﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪2015-2014:‬‬
‫اﻹھــداء‬
‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﺎن اﻟﺮﺣﻴﻢ‬

‫أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﻋﻤﻠﻲ و ﻣﺠﻬﻮدي إﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ وﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﻫﻦ ورﺑﺘﻨﻲ‬

‫وأﺣﺴﻨﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻲ ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺘﻴﺴﻬﺮت وﻣﺰاﻟﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺐ‬

‫ﻓﻲ وﺻﻮﻟﻲ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى أﻣﻲ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔأﻃﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﺳﻨﺪي وأﺻﻞ وﺟﻮدي ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة أﺑﻲ اﻟﻐﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫إﻟﻰ إﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘـﺎﺳﻤﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ أوﻗـﺎت اﻟﻔﺮح‪ ،‬اﻟﺤﺰن و‬

‫اﻟﻤﺸﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﺻﺪﻗـﺎء اﻟﻠﺬﻳﻦ راﻓﻘﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻮاري اﻟﺪراﺳﻲ‬

‫واﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪوﻧﻲ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻛﻞ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪﻧﻴﺎ‬

‫ﺳﻤﯿــــــــــــﺮ‬
‫ﺷﻛــــر وﻋرﻓــﺎن‬

‫أوﻻ وﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء أﺷﻜﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي وﻓﻘﻨﻲ وﻳﺴﺮ ﻟﻲ‬
‫أﻣﺮي ﺑﺈﻧﻬﺎء دراﺳﺘﻲ ﺧﺎﺗﻤﺘﻬﺎ إﻧﺠﺎزي ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺬﻛﺮة ‪.‬‬

‫وأﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ إﻟﻰ أﺳﺘﺎذﺗﻲ اﻟﻤﺸﺮﻓﺔ‪:‬‬


‫"أﻗﻮﺟﻴﻞ ﻧﺒﻴﻠﺔ"‬

‫وﻛﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮي وودي إﻟﻰ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻷﻓـﺎﺿﻞ أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺬﻳﻦ‬


‫ﺷﺮﻓﻮﻧﻲ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﺟﺰء ﻣﻦ وﻗﺘﻬﻢ ﻟﺪراﺳﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺈﻣﻌﺎن وﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ‬

‫وأﺷﻜﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪم ﻟﻲ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ‪.‬‬


‫ﻣﻘــﺪﻣ ـ ـ ــﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣـــــــﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻘﻬﺎ وﺗﺷرﯾﻌﺎ ﻫو إﺗﻔﺎق ﯾﺑرم ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن‬
‫أو أﻛﺛر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻪ أو ﻧﻘل ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ‪.‬‬
‫واﻟﻌﻘد أﺻﻼ ﯾﺑرم ﺑﯾن أﺷﺧﺎص طﺑﯾﻌﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ أو ﺑﯾن أﺷﺧﺎص ﻣﻌﻧوﯾﺔ وأﺧري طﺑﯾﻌﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﻫذا اﻟﺻﻧف اﻻﺧﯾر ﯾﻛون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوﯾﻔﯾﻪ ﺷﺧص ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص) ‪Droit‬‬
‫‪(Prive‬أو ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم )‪ ، (DROIT PUBLIC‬وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻻﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم )اﻻدارات( ﺗﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻻﺧﯾرة ﻛﺷﺧص ﯾﺧﺿﻊ‬
‫ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺗﺻرف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺻﺎﺣﺑﺔ‬
‫ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وذﻟك ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺧذ اﻻدارة أﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻏﯾر‬
‫ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻻﺳﺎﻟﯾب ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺧﺻﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻧظﯾم ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﺗﺣت‬
‫ﻋﻧوان ﻣﻌﯾن ﻣﺛل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ ﺗرك ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺗﻔرﻗﺔ‬
‫ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺗرﻏب اﻻدارة ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺗﻪ ﻟﻸﻓراد ﻋن طرﯾق اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري وﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺈﺳﺗﻣرار ٕواطراد واﻟﻌﺟز اﻟذي ﻗد ﺗﻌرﻓﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻟﺗطور‪ ،‬ﺟﻌل أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺗﺗﻐﯾر وﺗﺗطور ﺑﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﺑﺄن ﺗظﻬر‬
‫أﺳﺎﻟﯾب ﺟدﯾدة ﻹدارة وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺗطور ﻗﺻد ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠطﻔرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺑﻼد ﻣﻧذ ‪ 1989‬أﺿﺣﻰ ﻣن أﻫم ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﺣول‬
‫اﻟﺳﻌﻲ وراء اﻟﺣد ﻣن اﻟﻌﺟز اﻟذي ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ﻣن‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل إﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣرﯾر‬

‫أ‬
‫ﻣﻘــﺪﻣ ـ ـ ــﺔ‬

‫اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ٕواﺷراك اﻟﺧواص ﻓﯾﻬﺎ ٕوازاﻟﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور‬
‫اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪.‬‬
‫اﻷﻣر اﻟذي أودى ﺑﺎﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام آﻟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري‬
‫وﻣن ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻻﻟﯾﺎت اﺳﺗﺧدامأﺳﻠوب اﻻﻣﺗﯾﺎزاﻟذي ﯾﻌد آﻟﯾﺔ ﻣـــرﻧــﺔوﺳﻬﻠﺔاﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻻﺳﺗﺧدام ‪،‬‬
‫وﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻛل ﻧﺷﺎط ﻣن أﻧﺷطﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻊ ﻛل اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ‪.‬‬
‫ذﻟك ﻷن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻋﻘد ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻣر وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻧﻔﺗﺎح‬
‫اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻊ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻗﺎﺑﺔ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﻛﺳﻠطﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ‪ ،‬ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم‬
‫ٕواطراد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪.‬‬
‫ورﻏم اﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﻏﯾﺎب ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺣدد ﺑدﻗﺔ‬
‫اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋدى ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾﻧواﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ‪.‬‬
‫وﯾﻌود ﺳﺑبإﺧﺗﯾﺎرﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﻛون أن دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻪ ﺿﻣن ﻣﻘرر اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري أﺛﻧﺎء‬
‫اﻟﻣﺳﺎر اﻟدراﺳﻲ ﻛﺎﻧت دراﺳﺔ ﻋﺎﺑرة دون ﺗﻌﻣق ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي زاد ﻣن اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﻗﺻد ﻣﻌرﻓﺔ أﺣﻛﺎم وﻗواﻋد ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻻدارة ‪.‬‬
‫وﻣن ﺧﻼل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻧطرح اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔاﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟﺿﻣﺎن‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻻﻫداف اﻟﻣرﺟوة ﻣن وراء اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؟‬
‫وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ أﻋددﻧﺎﻫﺎ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻓﻲ‬
‫ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺟﺎﻟوﺻﻔﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾوﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺎس ﻗﺳﻣﻧﺎ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن‪.‬‬
‫ب‬
‫ﻣﻘــﺪﻣ ـ ـ ــﺔ‬

‫*ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻻول ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟذي ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث‬
‫ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻻول( ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( أرﻛﺎن وﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻣﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( ﻓﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ اﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن‬
‫ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫* أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق اﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ‬
‫ﻛذﻟك اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول(آﻟﯾﺎت ﺗﻛوﯾن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ( اﻟﻰ آﺛﺎر ﻫذا اﻟﻌﻘد أﻣﺎ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( ﻓﺧﺻﺻﻧﺎﻩ ﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ‪.‬‬

‫ج‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد ﺑﺎﻹﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﺗﺑرم اﻹدارة أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺄﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ‬
‫وﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ورد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧص ﻓﻲ ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو أﺣد اﻷﻧواع اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻹدارة‪ ،‬وﻫو ﻣﻧﺎﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة ﻟم ﯾوﻟﻪ‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ وﻟم ﯾﺧﺻﻪ ﺑﻧﺻوص واﺿﺣﺔ وﻣﺣددة ﯾوﺿﺢ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻌﻘد‬
‫وﻗواﻋدﻩ‪.‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺧﻼل ﺿﺑط ﻣﻔﻬوﻣﻬﻔﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻻوﻟوﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وأرﻛﺎﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪،‬ﺛم ﺳﻧﺣﺎول ﺗﺑﯾﺎن ﺗﻛﯾﯾف ﻋﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫إن دراﺳﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز)‪ (acte de concession‬ﻛﻌﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻب‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗطﻠب أن ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻋدة ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﺎﻣﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋطﺎء‬
‫ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌرﯾﻔﻪ وﺗﺣدﯾد ﺗطورﻩ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪:‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن اﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﺳﻣﺎة واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻟم ﯾﻌطﻬﺎ ﻗﺎﻧون‬
‫ﺧﺎص وواﺿﺢ ﯾﺑﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود‪.‬‬

‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول‪:‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ‪.‬‬

‫ﻋرف اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔ‪ً :‬ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻘد إدارﯾﯾﺗم ﺑﯾن ﺷﺧص‬
‫ﻣﻌﻧوي ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم وأﺣد أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص )اﻟﻔرد أواﻟﺷرﻛﺔ( ﯾﺗﻌﻬد‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﻟﻣﻠﺗزم )اﻟﻔرد أو اﻟﺷرﻛﺔ ( ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﻪ وﺗﺣت ِ‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺑﺄداءﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﻬور طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﻪ ‪،‬ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺷروع ﻟﻣدة ﻣﺣددة ﻣن اﻟزﻣن‬
‫واﺳﺗﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ‪ ،‬وﯾﻛون اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ ﺻورة ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﺑﺗﺣﺻﯾل رﺳم أو أﺟر ﻣن‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن)‪.(1‬‬
‫ً‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ﻋﻘد اﻟﺗزام اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪" :‬ﻫو ﻣن طرق‬
‫إدارة وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺗﻔﺎق اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أو‬
‫اﻟﻣﻠﺗزﻣﺔ ﻣﻊ ﺷﺧص ﺧﺎص ﻋﺎدة ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﻠﺗزم ‪ ،‬ﺑﺈدارة وﺗﺳﯾﯾر وﺗﺷﻐﯾل أﺣد اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣدة‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪،‬ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر ذﻟك‬
‫رﺑﺣﺎ أو ﺧﺳﺎرة)‪.(2‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔ ‪،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر ‪،‬ﻣﺻر ‪ ، 2007 ،‬ص‪.15‬‬
‫)‪(2‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ‪،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2006 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﻧﺟد اﻟدﻛﺗور ﻋزري اﻟزﯾن ﻋرﻓﻪ ‪ً :‬ﻫو ﻋﻘد ﺗﻣﻧﺢ ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )ﻣﺎﻧﺣﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ( ﻟﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي )ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ( ﺣق ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻟﻣدة ﻣﺣددة‬
‫ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﻠﻎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻫذا اﻟﻣرﻓق وﯾﺗم‬
‫ﺗﺣدﯾد ﻫذا اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز)‪.(1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ً :‬ﯾﻘﺻد ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ أن ﺗﻌﻬد اﻹدارة )اﻟدوﻟﺔ أو‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ أو اﻟﻣدﯾﻧﺔ ( إﻟﻰ أﺣد اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺈدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم اﻗﺗﺻﺎدﯾواﺳﺗﻐﻼﻟﻬﻠﻣدة‬
‫ﻣﺣددة ‪،‬وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻋﻣﺎل وأﻣوال ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم وﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﻣن‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﻬذا اﻟﻣرﻓق)‪. (2‬‬

‫وﻋرﻓﻪ إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي "ﻫو ﻋﻘد اداري ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗزم )ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ ( ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ وﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم اﻗﺗﺻﺎدي واﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪ ،‬ﻣﻊ‬
‫ﺧﺿوﻋﻪ ﻟﻠﻘواﻋد اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ‬
‫")‪( 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻻدارة‬

‫ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 09‬ﻣﺎرس‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ 2004‬ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ‪ 11950‬ﻓﻬرس رﻗم ‪ 11952‬ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪ً:‬أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻫو ﻋﻘد إداري ﺗﻣﻧﺢ ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﻣﺳﺗﻐل ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣؤﻗت ﻟﻌﻘﺎر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻼك‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ وﺑﻬدف ﻣﺣدد وﻣﺗواﺻل ﻣﻘﺎﺑل دﻓﻊ إﺗﺎوة وﻟﻛﻧﻪ ﻣؤﻗت وﻗﺎﺑل ﻟﻠرﺟوع‬
‫ﻓﯾﻪ)‪.(4‬‬

‫)‪(1‬ﻋزري اﻟزﯾن ‪ ،‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ وﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺧﺑر اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ‪ ،‬ﺑﺳﻛرة ‪2010 ،‬‬
‫ص ‪. 15‬‬
‫)‪(2‬اﻟطﻣﺎوي ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪، 2007 ،‬ص‪.‬ص ‪. 453-452‬‬
‫)‪(3‬إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي ‪ ،‬ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ، B.O.T‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟطوﺑﺟﻲ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 15‬‬
‫)‪ (4‬ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 09‬ﻣﺎرس ‪ 2004‬ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ‪ 11950‬ﻓﻬرس رﻗم ‪. 11952‬‬
‫‪7‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫ﻋرف ﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ‪ 842/03.94‬اﻟﺻﺎدرة ﻋن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت‬


‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪" :‬أن أﺳﻠوب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻌﺗﺑر اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫو‬
‫ﻋﻘد ﺗﻛﻠف ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم واﺳﺗﻐﻼﻟﻪ‬
‫ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﻣن ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎل وأﻣوال ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺻﺎﺣب ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫو اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن ﺧدﻣﺎت وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣرﻓق")‪.(1‬‬

‫وﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻋرف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون ‪ 17-83‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪21‬‬
‫ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰً ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺗﻛﻠف ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻹدارة ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﻗﺻد‬
‫ﺿﻣﺎن أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ‪،‬واﻟذي ﻻ ﯾﺗم ﻣﻧﺣﻪ إﻻ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻬﯾﺋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ)‪.(2‬‬

‫وﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 14-08‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 30-90‬ﻋرف اﻻﻣﺗﯾﺎز‬


‫ﺑﺄﻧﻪً ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزاﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون‬
‫واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ‪،‬اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﻠك‬
‫اﻟﻣﺳﻣﺎة اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻣﻧﺢ ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي أو طﺑﯾﻌﻲ ﯾﺳﻣﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‬
‫ﺣق اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻠﺣق اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻧﺷﺄة ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻐرض ﺧدﻣﺔ ﻟﻣدة‬

‫)‪(1‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ رﻗم ‪، 842/94.3‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 07‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪، 1994‬اﻟﺻﺎدرة ﻋن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻌﻧوان اﻣﺗﯾﺎز‬
‫اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ ‪.‬‬

‫)‪(2‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ، 17-83‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 16‬ﯾوﻧﯾو ‪، 1983‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪ ، 37‬اﻟﻣﺎدة ‪، 21‬‬
‫ص ‪. 04‬‬
‫‪8‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﺗﻌود ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﺗﺟﻬﯾز ﻣﺣل ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز")‪.(1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻷﻣر ‪ 13-96‬وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪04‬واﻟﻣﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧون‬


‫اﻟﻣﯾﺎﻩ " ﯾﻘﺻدﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺗﻛﻠف اﻹدارة ﺑﻣوﺟﺑﻪ‬
‫ﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﻋﺎﻣﺎ أو ﺧﺎﺻﺎ ‪ ،‬ﻗﺻد ﺿﻣﺎن أداء ﺧدﻣﺔ ذات ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ")‪.(2‬‬

‫وﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 05‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 322-94‬ﺑﺄﻧﻪ "اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﺧول‬
‫ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻘطﻌﺔ أرﺿﯾﺔ ﻣﺗوﻓرة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺷﺧﺻﺎ‬
‫طﺑﯾﻌﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻣﻘﯾم أو ﻏﯾر ﻣﻘﯾم أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻟﺗﺳﺗﻌﻣل ﺗﻠك اﻷرض أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ"‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗطور ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ان ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧت‬
‫ﻗﺑل ﺳﻧﺔ ‪ ، 1989‬ﺗﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻛﺎﻧت ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ‪. 1989‬‬

‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل ‪.1989‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟﯾد اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪،‬إﻻ أﻧﻪ أﺳﺗﻌﻣل‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼﻹﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ‪،‬ﻟﻛن ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟذي ﺗﺄﺛر ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‬

‫)‪(1‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 14-08‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ، 30 – 90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﯾوﻧﯾو ‪ ،2008‬ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻣﻼك‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 44‬ص ‪ ،04‬اﻟﻣﺎدة ‪. 64‬‬
‫)‪(2‬اﻷﻣر رﻗم ‪ ، 13 – 96‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 15‬ﺟوان ‪ ، 1996‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 37‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 15‬ﺟوان ‪ ، 1996‬اﻟﻣﺎدة ‪. 04‬‬
‫)‪(3‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ، 322 - 94‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪17‬أﻛﺗوﺑر ‪ ، 1994‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز أرﺿﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ‪،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪، 67‬ص ص ‪. 26.25‬‬
‫)‪(4‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس ‪،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2010،‬ص ‪. 170‬‬
‫‪9‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫أﺳﺗﻌﻣل اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻣﯾﻣﺎﺗواﺳﺗﻌﻣل ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن‬
‫اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛت ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻧﺷﺎطﺎت أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣؤﻣﻣﺔ وأﺳﺗﻌﻣل ﻛذﻟك‬
‫ﻟﺗﺄطﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ) اﻟﺑﻠدﯾﺔ ( ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻣﺗﯾﺎز ﻗﺎﻋﺎت‬
‫)‪(1‬‬
‫‪،‬واﻷﻣﻼك ذات اﻟطﺎﺑﻊ‬ ‫اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ ‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪53-67‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ وﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟﻣرﺳوم ‪.(2) 16 – 68‬‬

‫ﺛم ﺗﻘﻬﻘر ﻫذا اﻷﺳﻠوب وﺗﺧﻠت ﻋﻧﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت‬
‫وﺗﻛرﯾﺳﻪ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1967‬وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 220‬ﻣﻧﻪ ‪ ،‬وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1969‬وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 136‬ﻣﻧﻪ ‪.‬‬

‫وﯾﻘول اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد ﺑوﺳﻣﺎحأن ﺳﺑب ﺗﻘﻬﻘر اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻻﺳﺗﺑدال اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔت ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم )‪.(3‬‬

‫وﻗد ﻋﺎد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﯾﻛرس ﻧظﺎم اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﺑﻧﻬﺞ ﺟدﯾد ﻛوﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻛرس ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻟﺳﻧﺔ ‪) 1983‬اﻟﻘﺎﻧون ‪(17 – 83‬‬

‫اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻛرﺳﺗﻪ ﻛﺗوﺟﻪ ﺟدﯾد ‪ ،‬وﻛذا اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪. 260- 85‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد ‪. 1989‬‬

‫ﺑﻌد ‪ 1989‬وﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﻬﺞ ﻣن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔإﻟﻰ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟذي ﻛرﺳﺗﻪ ﻋدة ﻧﺻوص ‪ ،‬أﺻﺑﺢ‬
‫ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺄﺧذ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣرﻣوﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﺳوم ‪308– 96‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز اﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﻛﺛر اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧواص ﻋﻛس اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث أﺳﺗﻌﻣل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾن‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 53- 67‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﻣﺎرس ‪ ، 1967‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻌرض اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪. 26‬‬
‫)‪(2‬اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 16 – 67‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 03‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ، 1967‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣﻧﺢ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣق اﺳﺗﻐﻼل‬
‫ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻘﻬﺎ ‪،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪. 08‬‬
‫)‪(3‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪10‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪،‬وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎﺣﺎﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺟزاﺋر أﻧذك ‪،‬ﻣﻣﺎ‬
‫اﺿطرﻫﺎإﻟﻰ اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ٕواﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن اﻟﻣﺗزاﯾدة‬
‫وﺗﺣﺳﯾن اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻠذﻟك ﻧﻘول أن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻼزﻣﺎ ﻟﻠﻌﺟز اﻟذي ﺗﻌرﻓﻪ‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق ﻣﺛل ﻣرﻓق اﻟﻧﻘل وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﯾﺎﻩ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ‪ ،‬وﻫذا ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد‬
‫ﺧوﺻﺻﺔ ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن اﺣﺗﻛﺎر اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ‬
‫اﻷﻣر ‪ 13 – 96‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻣﻌدل ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ 17 – 83‬واﻟذي ﻣﻛن اﻟﺧواص‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات ‪،‬وﺑﻬذا ﺑدأ اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺗﺳﻊ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ‪ ،‬دون أن ﺗﺗﺧﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟطرﯾق‬
‫اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻋن طرﯾق ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﺔ ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد ذﻟك‬
‫ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬذا اﻷﻣر وﺳﻌت ﻣن ﻧطﺎق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم‬
‫اﻟﺧواص ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت دون اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ و اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ)‪.(1‬‬

‫إن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻋﻘد إداري ﺗﺑرﻣﻪ‬
‫اﻹدارة ﻣﻊ اﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﺳواء ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق‬
‫ﻋﻣوﻣﻲ ‪،‬ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ‪ ،‬ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻣرﻓق ﻋﻠﻰ ﺷﻛل رﺳوم‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن ﻣﻔﻬوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗد ﺗطور وﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗوﺟﻬﺎت‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا‪.‬‬

‫)‪(1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.171‬‬


‫‪11‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وأرﻛﺎﻧﻪ‪.‬‬

‫إن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود ﻟﻪ ﻣﯾزات وﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫أﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﻠوا ﻣن اﻷرﻛﺎن اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن) ﻣﺣل ‪ ،‬ورﺿﺎ ‪ ،‬وﺳﺑب ( إﻻ‬
‫أن رﻛن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﯾظﻬر ﻓﯾﻪ ﺟﻠﯾﺎ ﻟﻛوﻧﻪ ﻫو اﻟﻘﺎﻟب اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﯾﺎﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﺗﺧﻠص اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻌﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎزﻛﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬ﻋﻘد إداري ‪.‬‬

‫إن اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻫو ﻋﻣل إداري ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻌﺎم‬
‫‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧري ‪ ،‬واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﺗﺷﻐﯾل‬
‫)‪.(1‬‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪،‬وﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑدﻻت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ‪ ،‬وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ‬

‫وﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘد ﻋن اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﺑﺣق ﺗﻌدﯾل اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻷن وﺟود اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﺣق اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻣن طرف‬
‫واﺣد إﻻ أﺣد اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺣق‬
‫ﻟﯾس ﻗﺎﺻ ار ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﺑل ﯾﻣﺗد ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وذﻟك ﺿﻣن‬
‫اﻟﺿواﺑط واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻟﻌﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺻﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻋﻘد ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﺗﺷﻐﯾل‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ‪ ،‬وﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣﺎة ‪ ،‬وأﻛد ﻣﺟﻠس‬

‫)‪(1‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ‪،‬طرق ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.80‬‬
‫‪12‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣرﻓق ﻋﺎم‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻣدى ﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺑﻧود اﻟﺧﺎرﻗﺔ)‪.(1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫إن ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم واﺳﺗﻐﻼل وﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق وﻛذا اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ‪ ،‬ﻓﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻ ﯾﻘﺗﺻر دورﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑل‬
‫ﯾﺗﻌداﻩ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺛم إدارﺗﻪ و اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﺗﺣﺻﯾل ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء ‪ ،‬أي‬
‫ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وأﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻷن ﺗﻛون ﻣﺣل اﻣﺗﯾﺎز ﻓﻘدﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ)اﻟﻣﺎدة ‪146‬و‪ (149‬وﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ)اﻟﻣﺎدة ‪155‬و‪ (149‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬
‫)اﻟﺗزوﯾد ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺷرب وﺻرف اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ واﻟﻔﺿﻼت اﻷﺧرى‬
‫‪ ،‬ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟطرﻗﺎت ٕواﺷﺎرات اﻟﻣرور ‪ ،‬اﻹﻧﺎرة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﺳواق اﻟﻣﻐطﺎة واﻷﺳواق واﻟﻣوازﯾن‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺣظﺎﺋر وﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺗوﻗف ‪ ،‬اﻟﻣﺣﺎﺷر ‪ ،‬اﻟﻧﻘل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ‪ ،‬اﻟﻣذاﺑﺢ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋزﯾﺔ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑر وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑر اﻟﺷﻬداء ‪ ،‬اﻟﻔﺿﺎءات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺿﺎءات اﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟﺗﺳﻠﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼﻛﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧﺿراء(‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺣﺻول ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺑدﻻت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ‪.‬‬

‫إن ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻛﻠف ﺑﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻪ ‪ ،‬ﻣﺗﺣﻣﻼ أﯾﺿﺎ‬
‫ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬وﺑﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ أﺟ ار ﻓﻲ اﻷﻏﻠب ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠون ‪ ،‬ﻓﺈن اﻗﺗﺿﻰ‬
‫اﻷﻣر أن ﺗدﻓﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺑﻠﻐﺎ إﺿﺎﻓﯾﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون ذﻟك دﻋﻣﺎ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﻻ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﯾدﻓﻊ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن إﻻ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﻲ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ‪.‬‬

‫)‪(1‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬


‫‪.‬‬
‫)‪(2‬ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2011 ،‬ص‪139‬‬
‫‪13‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﯾﺷﻛل ﺣﺻول ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺑدﻻت ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن أﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز‬
‫ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود‪،‬ﻓﻣﺛﻼاﻣﺗﯾﺎز اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﯾﻐطﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻫد‬
‫اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻟﺗزام ﻛل أﻋﺑﺎء ﺑﻧﺎء وﺗﺟﻬﯾز واﺳﺗﻐﻼل وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫وﻫذا ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻬو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻧﺟﺢ ﻟﺗﺟﻧب‬
‫ﺗﺣﻣﯾل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺿﺧﻣﺔ ﺗوﺟﻪ ﻹﻧﺷﺎء وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق‬
‫‪(1).‬‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬ﻋﻘد زﻣﻧﻲ طوﯾل اﻟﻣدة ‪.‬‬

‫إن اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻣﺗدﻫو اﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن ﺟوﻫرﯾﺎ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻘﺎس ﺑﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ) ﻣﻘﺗرﻧﺔ داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟزﻣن ( ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن ﻣن ﻋﻘد إﻟﻰ آﺧر ‪ ،‬ﻓﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‬
‫ﯾﺗﻣﯾز ﺑطول اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﯾث ﻧص دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻣﻧﺢ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻣدة أدﻧﺎﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ وﺛﻼﺛون )‪ (33‬ﺳﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﻣرﺗﯾن وأﻗﺻﺎﻫﺎ ﺗﺳﻌﺔ وﺗﺳﻌون‬
‫)‪(2‬‬
‫"‬ ‫)‪ (99‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾراﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺷروع واﻟﺳﻣﺎح‬
‫ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﺑﻘدر ﻣﻌﻘول ﻣن اﻟرﺑﺢ وﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﻠﺗزم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺣﯾث اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻣرﻛز‬
‫اﺣﺗﻛﺎري ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣدد اﻟﺣداﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠرﺳوم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ وذﻟك ﻟﻛﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺗرك اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺗﺣت ﺳﻠطﺗﻪ وﺗﺣﻛﻣﻪ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺗوي ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺷروط وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣن اﻟﻌﻘد‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﺷروط ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺟﻣﻬوراﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬

‫)‪(1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 172‬‬


‫)‪(2‬ﻧﻣوذج دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺣدد اﻟﺑﻧود واﻟﺷروط اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن طرﯾق اﻟﺗراﺿﻲ ﻟﻠﻘطﻊ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 27‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻣﺎي‬
‫‪ 2009‬ص‪. 13‬‬
‫)‪(3‬ﺑﻠﻛﻌﯾﺑﺎت ﻣراد ‪ ،‬ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ‪،‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد‬
‫ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ، 2011 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪14‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم ‪ 54-08‬ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ ، 04‬اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻣدة اﻟﻘﺻوى‬
‫) ‪. (1‬‬
‫ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ب ‪ 30‬ﺳﻧﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم‪ 53-08‬ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣدة واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ‪ 30‬ﺳﻧﺔ ‪.‬‬

‫وﻧﺟد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 26-10‬اﻟذي ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﺣق اﻣﺗﯾﺎز اﺳﺗﻐﻼﻻﻷراﺿﻲ‬


‫اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ )‪(3‬ﺑﺣد أﻗﺻﺎﻩ ‪ 40‬ﺳﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 14‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫ﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة ‪ 71‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ، 07-05‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت‬
‫ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻣدة ﺧﻣﺳون ﻋﺎﻣﺎ ﻛﺣد أﻗﺻﻰ‪.‬‬

‫ٕواذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﻷﻣر ‪ ، 11-09‬ﯾﺣدد ﺷروط و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ )‪( 5‬ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣدة ﻋﺷرﯾن ‪ 20‬ﺳﻧﺔ ﻛﺣد أدﻧﻰ‪.‬‬

‫وﻗد ﻧﺻﺗﺎﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ‪ 842 /94.03‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و‬
‫)‪.( 1‬‬
‫ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ‪،‬ﺑﺣد أدﻧﯨﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪ 30‬ﺳﻧﺔ وﺣد أﻗﺻﻰ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 50‬ﺳﻧﺔ‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 54-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري ‪ ، 2008‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻠﺗﺳﯾﯾر‬
‫ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺷرب وﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪. 08‬‬
‫)‪(2‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 53-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري ‪ ، 2008‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز‬
‫ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗطﻬﯾر وﻧظﺎم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 08‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻓﯾﻔري ‪2008‬‬
‫)‪(3‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 26-10‬اﻟﻣؤرخ ف ‪ 23‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ 2010‬ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷراﺿﻲ‬
‫اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ، 79‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 2010‬اﻟﻣﺎدة ‪. 13‬‬
‫)‪(4‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 07-05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 28‬أﻓرﯾل ‪ ، 2005‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ، 50‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪29‬‬
‫أﻓرﯾل ‪ ، 2005‬اﻟﻣﺎدة ‪71‬‬

‫)‪(5‬اﻷﻣر رﻗم ‪ ، 11-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 30‬أوت ‪ ، 2006‬ﯾﺣدد ﺷروط و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻟﻸﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ‪،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪، 53‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬اوت ‪2006‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪. 04‬‬
‫‪15‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﻣن ﺗواﻓق إرادﺗﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﻠﺗزم ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ‬
‫ذﻟك ﺷﺄن اﻟﻌﻘد اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﺑﺗواﻓق اﻹرادﺗﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﺎدل اﻹﯾﺟﺎب‬
‫واﻟﻘﺑول ﻣن اﻟطرﻓﯾن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﯾﻛون ﻣﺣﻠﻪ ﻣﺷروﻋﺎ وﺳﺑب إﻧﺷﺎﺋﻪ ﻗﺎﻧوﻧﻲ وأن ﯾﺻب ﻓﻲ‬
‫ﺷﻛل ﻣﻌﯾن وذﻟك ﺣﺳب ﻣﺎ رﺳﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﻘوم ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر‬
‫اﻟﺷروط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻘد أي أرﻛﺎﻧﻪ وﻫﻲ )اﻟرﺿﺎ واﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب واﻟﺷﻛل( ‪.‬‬

‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول‪ :‬اﻟرﺿﺎ ‪le consentement‬‬

‫إن ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻛون أن أﺣد أطراﻓﻪ اﻹدارة ) اﻟدوﻟﺔ ( ﻛﺷﺧص اﻋﺗﺑﺎري ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻬﺎ‬
‫ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﻘدرةاﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذﻟك ﻣﺛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻷﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾون ﺑل‬
‫إن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣن طرف ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﻋﻠﻰ ﻫرم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ أﺳﻔﻠﻪ ﺣﺳب‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ) رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ووزراء ‪ ،‬وﻣدراء اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﯾن ‪ ،‬رؤﺳﺎء (‪ ،‬ﻛل ﺣﺳب اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻓﻲ أﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎﻧﯾﻛون ﻣن طرف واﺣد ﻷن اﻹدارة‬


‫ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗرﯾد اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻷداء ﺧدﻣﺔ أو اﻗﺗﻧﺎء ﻣواد أو ﻟوازم ) ﻣﺛل ﻋﻘود اﻟﺗورﯾد (‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠن ﻣﺳﺑﻘﺎ‬
‫ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﻟﺗزام وﺗﻌرض ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ﺑﺷروط وﻗواﻋد ﺗﺧﺿﻊ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑدﻓﺗر‬
‫اﻟﺷروط وﻟﻬذا ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗواﻓق وﺗﻼﻗﻲ اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻗﺑول‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﺷروط ﻋرض اﻹدارة ورﺿﺎﻫﺎ ﺑﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧدﻣﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﯾز ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﻋن اﻟﻌﻘد اﻟﻣدﻧﻲ‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟدﻛﺗور ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ذﻛر ﺑﺄن اﻟﺗراﺿﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟرﺿﺎ ‪،‬‬
‫) ‪(2‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗراﺿﻲ ﯾﻛون ﻋﻧد اﻗﺗران اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول وﻫو رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻧﻌﻘﺎد أي ﻋﻘد‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ ‪، 842/3-94‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪(2‬ﺑﻠﻛﻌﯾﺑﺎت ﻣراد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.62‬‬
‫‪16‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻛﻣﺎ أن ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻛﺗوﺑﺎ ﺑﺎﻟﺻﻔﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ‪ ،‬ﻋﻘود اﻟﺗورﯾد ‪ ....‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫ﻋﻛس ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 59‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾن ﻧﺻت " ﯾﺗم اﻟﻌﻘد‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺗﺑﺎدل اﻟطرﻓﯾن إرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ"‪.‬‬

‫وﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد إﻣﺿﺎءﻩ ﻣن طرف اﻟﻣوظف اﻟﻣﺧول ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑذﻟك و إﻻ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ‬
‫ﺑطﻼن ﻣطﻠﻘﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﺣﻛﻣﻪ ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ وﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ أن ﺗﻘوم اﻹدارة ﻗﺑل اﻹﻓﺻﺎح‬
‫ﻋن رﺿﺎﻫﺎ ﺑﺄن ﺗﻌد دﻓﺗ ار ﻟﻠﺷروط ﺗﺿﻊ ﻓﯾﻪ ﺷروطﻬﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟطرف اﻵﺧر وﺑﻬذا ﻻ ﯾﺗم‬
‫اﻟﺗراﺿﻲ إﻻ ﺑﻌد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﻣن طرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﺛل ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ دﻓﺗر اﻟﺷروط‬
‫اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 152-09‬ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 23‬اﻟﺗﻲ ﺗﻘظﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻌﻠن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺄﻧﻪ اطﻠﻊ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ دﻓﺗر اﻟﺷروط وأﻧﻪ ﯾﺗﺧذﻩ ﻣرﺟﻌﺎ ﻟﻪ)‪.(2‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﯾﻣﻛن أن ﻧﻘول أن ﺻﺣﺔ اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺗﺳﺗﻠزم ﻣﺎ ﺗﺻﺢ ﺑﻪ‬
‫اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن أﻫﻠﯾﺔ وﺧﻠوﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﯾوب ‪.‬‬

‫ٕوان ﻛﺎﻧت اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻟﺻﺣﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻠوغ‬
‫اﻟﺷﺧص ﺳن ‪ 19‬ﻛﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ إذا ﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺄﻫﻠﯾﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎم اﻟذي‬
‫ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻹﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﻘﺑل‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟواﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺔ ‪ ،‬رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﻬﺎ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻷﻣر رﻗم ‪ 58 – 75‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1975‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ‪ 05-07‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬
‫‪ 13‬ﻣﺎي ‪ ، 2007‬اﻟﻣﺎدة ‪.59‬‬
‫)‪(2‬ﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 152-09‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﻣﺎي ‪ ، 2009‬ﯾﺣدد ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻻراﺿﻲ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪، 27‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻣﺎي ‪. 2009‬‬
‫‪17‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﺗﺗﻣرﻛز اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ إﺑراﻣﻬﺎ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ وﺳطﺔ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻋﻘود اﻹذﻋﺎن إذ ﻻ ﯾﻣﻛن إﺳﻧﺎد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري إﻟﻰ ﻓﻛرة ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن‬
‫ﺑﻌﻧﺎﺻرﻫﺎ وﺿواﺑطﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟوﻗت ﺣﯾﻧﻪ اﺣﺗواء ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﯾﺣول دون اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻘدا رﺿﺎﺋﯾﺎ ﺧﺎﻟﺻﺎ)‪.(1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﻧوﻩ وﻧﺷﯾر أن اﻟﻐﻠط واﻟﺗدﻟﯾس واﻹﻛراﻩ ﻧﺎد ار ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وذﻟك‬
‫ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﺣل ‪.l’objet‬‬

‫ﻋرف اﻟﻣﺣل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑوﺻﻔﻪ وﺷروطﻪ ﻻ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ) أن ﯾﻛون اﻟﻣﺣل‬
‫)‪(2‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻓﺈن اﻟﻣﺣل ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم ‪،‬‬ ‫ﻣوﺟودا وﻣﻣﻛﻧﺎ وﻣﻌﯾﻧﺎ (‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﺗﺻور أن ﺗﻌﻬد اﻹدارة ﻷﺣد اﻷﻓراد أو اﻟﺷرﻛﺎت إدارة ﻣرﻓق‬ ‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻋﺎم أو ﻣرﻓق دﺳﺗوري ) ﻣرﻓق اﻟﺷرطﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء ‪ ،‬اﻟﺟﯾش ‪ (..... ،‬ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن‬ ‫إداري‬
‫ﺧطورة ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻟﻛون أن ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق ﻻ‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف اﻟرﺑﺢ ﻣن وراء ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ‪ ،‬وأن ﯾﻘﺗﺻر ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إدارة و اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﻻ ﻧﻘل‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣرﻓق ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﺣﺗﻔظ اﻹدارة ﺑﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬وﻣﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم إﻻ ﺣق اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻣدة ﻣﺣددة )‪.(5‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ‪،www.ummto.dz,pdf,aklinaima. ،‬ﺗم ﻓﺣص اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ ‪ ، 2015/03/12‬ص‪.40‬‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ، ،‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪. 94‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت ﺧﯾر اﻟدﯾن اﻟﺧﯾري ‪ ،‬ﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪،‬‬
‫‪ ، 2012‬ص ‪170‬‬
‫)‪(4‬ﺑوﺿﯾﺎف ﻋﻣﺎر ‪ ،‬ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ودورﻩ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻣﻧﺗدﯾﺎت اﻟﺟﻠﻔﺔ ‪،‬‬
‫‪ ، http..//www.djelfa.nfo/vb/showthread.ph‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻔﺣص ‪. 2015/04/13‬‬
‫)‪(5‬آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪18‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺳﺑب ‪.la cause‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻟداﻓﻊ واﻟﺑﺎﻋث ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ‪ ،‬وﻓﻲ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﺗﺑررﻩ اﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﺗوﻓﯾر وﺗﻘدﯾم ٕواﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﺎﯾن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻣﺳﯾرة ﻋن‬
‫طرﯾق اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﺻورة اﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب واﺿﺣﺎ وﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻰ اﻟﺑﻠدﯾﺎت واﻟﺧواص ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻐرض اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﺎﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﻣﺎرس ‪ 1967‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم ‪ 26‬وﻛذا دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ اﻟﻣﻧﺷﺊ ﺑﻣوﺟب‬
‫اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪.(1) 308 – 96‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﺳﺑب اﻟﺗزام اﻟﻣﻠﺗزم أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻫو واﺿﺢ و ﺟﻠﻲ ﻓﻬو ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻻ ﻏﯾر ﻟﻛوﻧﻪ ﻣن اﻟﺧواص ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟﺷﻛل ‪.la formalité‬‬

‫أﺻﻼ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﯾﺗطﻠب ﺗواﻓق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول ) اﻟﺗراﺿﻲ (‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻌﻘد وﯾرﺗب آﺛﺎرﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﺗﺑﺎدل أطراﻓﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن ﻣﺎﻟم‬
‫ﯾﻔرض اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌض اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت و إﻓراﻏﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻣﻌﯾن‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ رﻛن اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻘود وﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻛﻣﺎ‬
‫ﻫو اﻟﺷﺄن ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻋﻘود ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻟﻣﺎ ﺗﺳﺗﻠزﻣﻪ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل واﻹﺷﻬﺎر‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 308 – 96‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 8‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ، 1996‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز اﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟر ﺳﻣﯾﺔ‬
‫‪.55‬‬ ‫اﻟﻌدد رﻗم‬
‫)‪(2‬آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 16‬‬
‫‪19‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺷﻔﺎﻫﻪ‪ ،‬وﻫو إﺟﺑﺎري ﻛﻣﺎ ﯾرى‬
‫اﻷﺳﺗﺎذ أﻧدري دي ﻟوﺑﺎدﯾرأن اﻟﺷﻛل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﻣﺗﯾﺎز ﻫو إﺟﺑﺎري ﻷﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ دﻓﺗر‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺷروط ‪ ،‬ﻣوﺿوع ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة وﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق و اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرﻓﯾن‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾرى اﻷﺳﺗﺎذ ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي أن اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﺷﺗرطﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﺈﻧﻪ ﻣن‬
‫اﻟﻌﺳﯾر ﺗﺻور ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز دون وﺛﯾﻘﺔ ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﺗﺣدد ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻠﺗزم وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺻﻔﯾﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﻛون ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻏﯾر ﻣﻛﺗوب ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺿﻣﺎن اﻟطرﻓﯾن ﻣن أي إﺧﻼل أﺣدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫ٕواذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 17‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 152 –09‬ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ‬
‫" ﯾﻛرس اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﻣﻧوح ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﻣرﺳوم وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣن اﻷﻣر ‪04– 08‬‬
‫‪ ، ...‬ﺑﻌﻘد إداري ﺗﻌدﻩ إدارة أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﻣرﻓﻘﺎ ﺑدﻓﺗر ﺷروط ﻣﻌد طﺑﻘﺎ ﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻬذا‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم وﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻛذا دﻓﺗر ﺷروط ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز"‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻼ اﻟﺗزام إﻻ ﺑﻣوﺟب دﻓﺗر ﺷروط ﺗﺣدد ﻓﯾﻪ اﻹدارة ﺳﻠﻔﺎ ﺳﺎﺋر اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻫﺎ ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬

‫)‪(1‬ﺑﻠﻛﻌﯾﺑﺎت ﻣراد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬


‫)‪(2‬اﻟﻣرﺟﻊ واﻟﻣوﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ ،152-09‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت ﺧﯾر اﻟدﯾن اﻟﺧﯾري ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 170‬‬
‫‪20‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫إن اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ وﯾﺗﺿﻣﻧﻬذا اﻟﻌﻘد ﺑﻧود ﺗﻘظﻲ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن أﯾﺿﺎ ﺑﻧود ﺗﻣﻠك اﻹدارة ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ )‪(1‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧوﺿﺣﻪ ﻓﻲ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﻟﺑس ﺑﯾن ﻋﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻷﺧرى ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻓﻲ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫ﻋﻧد ﺗﻛﯾﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ﺣﯾث اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﺳﻛﺗت ﻋن ﺗﻛﯾﯾف اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬وﺻرﺣت ﻧﺻوص أﺧرى ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ‪ ،‬ﻋﻘدا‬
‫إدارﯾﺎ ‪ ،‬ووﺻﻔﺗﻪ طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻧﺻوص ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘد وﻛﻔﻰ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻧﺻوص أﺧرى ﻓﺎﻛﺗﻔت‬
‫ﺑوﺻﻔﻪ ﻧﻣط ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟﺗﺳﯾﯾر دون ﺗﻔﺎﺻﯾل أﺧرى )‪.(2‬وﺳوف ﻧوﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ‪.‬‬

‫ﻓﺣوى اﻟﻧظرﯾﺔ أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﯾس ﺑﻌﻘد أو اﺗﻔﺎق ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫) اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ( ﺑل ﻫو ﺗﻧظﯾم ﯾﺳﺗﻠزم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﺑﯾن أطراف‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ )‪ ،(3‬وﺣﺗﻰ أن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف ﺗﺗﻌﺎرض ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﺗﻘدم اﻹدارة ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﺳﻬﯾﻼ ﻟﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرأي اﻟذي ﯾﻧﻛر اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد ‪ .‬ﺑﺄن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬
‫اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﺗرﺗﺑط ﻓﻲ وﺟودﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺑﯾن اﻹدارة و ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫)‪(1‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫)‪(2‬‬
‫ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪.174‬‬ ‫)‪(3‬ﺿرﯾﻔﯾﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‬
‫‪21‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫وذﻫب ﻓرﯾق ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو وﻟﯾد أﻣر اﻧﻔرادي ﺗﺻدرﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ وﯾرﺿﺦ ﻟﻪ اﻟﻣﻠﺗزم اﺧﺗﯾﺎ ار ﻟﻘﺑوﻟﻪ ﺷروط اﻻﻟﺗزام ‪ .‬وﯾﻌود ﻣﺻدر ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ)‪.(1‬‬

‫واﻟﻧﻘد اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أﻧﻪ ٕوان ﻛﺎن ﯾﺣﺗﻔظ ﻟﻺدارة ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛم وﺗﻌدﯾل ﻗواﻋد‬
‫اﻹﻣﺗﯾﺎز ٕواﻟﻐﺎﺋﻬﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟرﺿﺎ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﻐﺎﻟﻲ ﻓﻲ إﻏﻔﺎل ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣب‬
‫اﻹﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻗد ﯾؤدي ﻫذﻩ اﻟرأي إﻟﻰ ﺗﻬرب اﻟﺧواص ﻣن إﺑرام ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻷﻧﻬﺎ‬
‫ﻏﯾر ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن إرادﺗﻬم وﻻ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم)‪.(2‬‬

‫وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻫﺟرة ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﻣﻬد ﻟظﻬور ﻧظرﯾﺔ أﺧرى ﺗﺣل ﻣﺣﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن ‪ 19‬وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن ‪ 20‬وﻣﺿﻣون اﻟﻧظرﯾﺔ‬
‫أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف "ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ" واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻗﺎﻋدة "اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن"‪،‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺗواﻓق إرادة اﻹدارة ﻣﻊ إرادة اﻟﻣﻠﺗزم‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻻﻟﺗزام‬
‫واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻻ ﺗﺗﻌدى ذﻟك ﻟﺗﺷﻣل أﺳﻠوب ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن )‪.(3‬‬

‫وﺑرر أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻠﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ان اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﻣﻌدة ﻣن أﺟل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة ‪ ،‬ﻗد ﺗﺳﺗﻐرق ﻓﻲ دﻓﺗر‬
‫اﻟﺷروط اﻟذي ﯾﺗﺣول ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻣﺟرد رﺿﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﻣﺎ ورد ﻓﯾﻪ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن‬
‫ﻗﺎﻣواﺑﺎﺳﺗﻌﺎرة ﻓﻛرة اﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾن ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻹدارة ﺣﯾن إﺑراﻣﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري اﺷﺗرطت ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻛون دورﻫﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ دور اﻟوﻋد‪.‬‬

‫)‪(1‬أﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬


‫)‪(2‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺷرﯾﻔﻲ ﻧﺳرﯾن و آﺧرون ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2014 ،‬ص ‪.229‬‬
‫)‪(4‬أﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪22‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻻﻧﺗﻘﺎد اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻌرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎدات ﺣﺎدة ﻣن ﻗﺑل ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري أﻣﺛﺎل " دوﺟﻲ "‬
‫"ﻫوﯾرو" ‪ ،‬ﻣن زاوﯾﺔ أن اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﯾﺣول دون ﺗدﺧل اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط‬
‫اﻻﻟﺗزام وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرﻗل اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺑل ﻓﻛرة أن ﻋﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﻌﻘد ﻣدﻧﻲ ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎدي وﻟﻬذا أﺻﺑﺣت اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻓﻛرة ﻣرﻓوﺿﺔ ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء ﻟرﻓض ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘدﯾﺔ)اﻟﻣزدوﺟﺔ( ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز‬

‫أﺳﺎس ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷﺳﺗﺎذ ﻫوﯾوراﻟذي اﻋﺗﺑر أن ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺟﻣﻊ‬
‫واﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ‪ ،‬وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫وﺿﻌﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﻷن ﻫﻧﺎك ﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻣﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي‬
‫ﯾﺷﻐل وﯾدﯾر اﻟﻣرﻓق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻧد اﻟرﺑط ﺑﯾن ‪:‬‬

‫‪ -1‬وﺟود وﺿﻌﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ٕوادارﺗﻪ‪.‬‬


‫‪ -2‬إﺑرام ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ وﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻘﺎ ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ﯾﺣدد‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑدﻻت وﯾﻧظم اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻓﺣوى ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻛن ﻋﻘد ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﻟﯾس ﻛذﻟك ﻓﻲ‬
‫ﻛل ﺷروطﻪ ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻛون ﺑﻌض ﺷروطﻪ ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟطﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﺑﻌض اﻵﺧر طﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻷن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺗﯾن‬
‫ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺗﯾن وﻫﻣﺎ ‪ ،‬اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ) ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق ﻋﺎم ‪ ،‬واﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪92‬‬


‫‪23‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﺗوﻓﯾرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ وﯾﺗم ذﻟك ﺑوﺿﻊ ﻗواﻋد ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ( ‪ ،‬وﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ) ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ (‬

‫وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺻﺎﺣب اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻫو ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ذات طﺑﯾﻌﺔ‬
‫ﻣﺧﺗﻠطﺔ ‪ ،‬ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﺗﻧد ﻓﺣﺳب إﻟﻰ ﺷروط دﻓﺗر‬
‫اﻷﻋﺑﺎء ﺑل إﻟﻰ ﺷروط اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﯾﺗﺿﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗﻣس ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻻﻣر ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻟﻛن ﯾﺗﺣدد ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻠواﺋﺢ ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻓﺈن‬
‫ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻘﻊ ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺷرﻋﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠواﺋﺢ )‪.(2‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻ ﯾﺧﻠو ﻋن ﻛوﻧﻪ ﻣن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ‬
‫أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم إﻻ اﻧﻪ اﻧﻔرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺧﺻﺎﺋص واﻟﻣﯾزات ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل‬
‫واﻟﺷروط واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺗﻣﯾ از ﻋن ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف‬
‫ﻧوﺿﺣﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻵﺗﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻻول ‪ :‬ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻋﻘد اﻟﺑوت ‪B.O.T‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻘد اﻟﺑوت » ﻣﺷروع ﺗﻌﻬد ﺑﻪ اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﻟﻰ أﺣد اﻟﺷرﻛﺎت وطﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو أﺟﻧﺑﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﺳواء ﻛﺎﻧت ﺷرﻛﺔ ﻣن ﺷرﻛﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ) ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺷروع( وذﻟك ﻹﻧﺷﺎء‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻣرﻓق ﻋﺎم وﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺛم ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ «‬

‫ٕواﺻطﻼح اﻟﺑوت ) ‪ (B.O.T‬ﻫو اﺧﺗﺻﺎر ﻟﺛﻼث ﻛﻠﻣﺎت ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ وﺗﻌﻧﻲ ) ‪(build‬‬
‫اﻟﺑﻧﺎء او اﻻﻧﺷﺎء ) ‪ (Operate‬اﻟﺗﺷﻐﯾل ‪ (Transfer) ،‬ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‬

‫)‪ (1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 52‬‬


‫)‪(2‬ﺑﻠﻛﻌﯾﺑﺎت ﻣراد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪52‬‬
‫)‪(3‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد إﺳﻣﺎﻋﯾل ‪ ،‬ﻋﻘود اﻻﺷﻐﺎل اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 2003 ،‬ص‪52‬‬
‫ص ‪. 53‬‬
‫‪24‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫ﻣﺻطﻠﺢ ‪ (CET) ،‬وﻫو اﺧﺗﺻﺎر ﻟﺛﻼث ﻛﻠﻣﺔ ﻓرﻧﺳﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺑﻧﺎء )‪ (construire‬اﻟﺗﺷﻐﯾل‬


‫)‪ (exploiter‬ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ) ‪.(1) (transférer‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﺑوت وﻣﻌرﻓﺗﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻧﺟد ان اﻟﻌﻘدﯾن ﯾﻣﻛن‬
‫اﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ وﺟﻬﯾن ﻟﻌﻣﻠﺔ واﺣدة ‪ ،‬ﺣﯾث اﻧﻪ أﻋﺗﺑر ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن ﻋﻘد اﻟﺑوت ﻫو ﻋﻘد إداري‬
‫وﺻورة ﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﻷن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر واﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق ﻋﻣوﻣﻲ وﻟﻛن‬
‫رﻏم ﻫذا اﻟﺗﻘﺎرب واﻟﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﻌﻘدﯾن إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪:‬أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎزواﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻧد ﻣﺳﺄﻟﺔ إدارة‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ‪ :‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗظل ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن )‪.(2‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻔق اﻟطﺎﺋﻔﺗﺎن ﻣن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ ارﺗﺑﺎط اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل‬
‫ﺣﯾث ان اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳم ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون‬
‫ﻣن اﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻌﻘدﯾن ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ‪.‬‬

‫رﻏم ﻛل اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﻟذي‬
‫ﯾﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻛون اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺳﻠم ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﺎﻫز أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‬
‫ﻣﻛﺗﻣل اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷﺟل ﺗﺳﯾﯾرﻩ وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺟﻣﻬور ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك ﻓﺈن ﻧظﺎم‬
‫اﻟﺑوت ﻧﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻠﺗزم ﻫو ﻣن ﯾﺗﻛﻔل ﻣﺎدﯾﺎ وﻓﻧﯾﺎ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ وﺗﺳﯾﯾرﻩ‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد طﯾﻠﺔ اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬وﻓﻲ اﻻﺧﯾر ﯾﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز‪،‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻟﺑوت ُﯾﻠﺟﺄ اﻟﯾﻪ ﻋﺎدة ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﺑﻧﺎء واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫)‪(1‬ﺑﻧﻣﺣﯾﺎوي ﺻﺎرة ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ‪،‬‬
‫ﻟﺣﻘوق ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ، 2013 ،‬ص‪-‬ص ‪.22-21‬‬
‫)‪(2‬‬
‫آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪ ، 87‬ص‪. 88‬‬
‫‪25‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺟز اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺗﻬﺎ اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﺻﻐﯾرة ‪ ،‬ﻋﻛس ﻋﻘد‬


‫اﻻﻣﺗﯾﺎزاﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣدة‬
‫اﻟﻌﻘد ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺑوت أﻛﺛر ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻷن ﻧظﺎم‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺑوت ﯾﺳﺗﻠزم ﻣدة ﻟﺗﺷﯾد اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ وﻣدة اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﻘﺎﻧون ﺧﺎص وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪ 01/89‬واﻟذي ﻧص ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻻوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ » اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻠﺗزم‬
‫أو ﺷرﻛﺔ‬ ‫ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﻣﺗﻌﺎﻣل ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺷﻬرة ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻣﺳﯾر إازء ﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﻣﺧﺗﻠطﺔاﻹﻗﺗﺻﺎدﺑﺗﺳﯾﯾر ﻛل أﻣواﻟﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ وﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل أﺟر ‪ ،‬ﻓﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻼﻣﺗﻪ‬
‫ﺣﺳب ﻣﻘﺎﯾﯾﺳﻪ وﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ و ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺷﺑﻛﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺗروﯾﺞ «‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺟد ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻻداري ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﻫﻲ‬
‫ﺗﺳﯾﯾر أﻣوال ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬إﻻ ان ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻌﻘدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻛون اﻹدارة داﺋﻣﺎ طرﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﯾن أن أﺣد اطراف ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﯾﺗﻣﺣور أو ﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﺷرﻛﺎت ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد)‪(2‬اﻟﻣﺧﺗﻠط اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺷرﻛﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻫﯾﺋﺎت‬
‫إدارﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺻدر اﻷﻣوال ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺻدر اﻷﻣوال ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻻداري ﯾﻌود إﻟﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر‬
‫أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ‪ ،‬ﻋﻛس ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺗﺳﯾﯾر أﻣوال‬
‫ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫)‪(1‬ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺻﺎرة ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫)‪(2‬آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪26‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫‪ -‬اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾدﯾرﻩ اﻟﻣﺷروع ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺷﻛل‬
‫ﻣﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن رﺳوم ﺑﻬﺎﻣش رﺑﺢ ﻣﺣدد ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﺈن اﻟرﺑﺢ ﻫو ﻋﺑﺎرة‬
‫ﻋن اﺗﻔﺎﻗﻣﺳﺑق ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻣﺳﯾر ﺣول اﻷﺗﻌﺎب‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺟد أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﻛون ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺗﻛون ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻻدارة ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻟﻛﻲ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧظم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‬
‫‪ 236-10‬وﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺟدر ﺑﻧﺎ اﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ‪ ":‬اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ‪ ،‬ﺗﺑرم وﻓق‬
‫اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻗﺻد إﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل و اﻗﺗﻧﺎء اﻟﻠوازم واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫واﻟدراﺳﺎت ‪ ،‬ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة "‪.‬أﻣﺎ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟوارد ﻓﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫" ‪ ...‬وﻫو‬ ‫اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ‪ 842/03. 94‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ‬
‫ﻋﻘد ﺗﻛﻠف ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓردا أو ﺷرﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم و اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ‬
‫ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﻣن ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎل و أﻣوال ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺻﺎﺣب ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ) اﻟﻣﻠﺗزم( ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣرﻓق"‪.‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﻫذﯾن اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن ﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫أن ﻛل ﻣن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻣﺎ ﻋﻘدﯾن إدارﯾﯾن ﻣﻛﺗوﺑﯾن ﯾﺧﺿﻌﺎن‬
‫ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣدد ﻣﺟﺎﻟﻪ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻻﺷﻐﺎل و‬
‫إﻗﺗﻧﺎء اﻟﻠوازم واﻟﺧدﻣﺎت واﻟدراﺳﺎت )‪ ،(2‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ إدارة واﺳﺗﻐﻼل‬
‫ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻣن طرف ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﺎم أو ﺧﺎص أو ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﯾدﻓﻌﻬﺎ‬

‫)‪(1‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ‪ ، 842/49.3‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬


‫)‪(2‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 236-10‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 07‬أﻛﺗوﺑر ‪ 2010‬ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪04‬‬
‫‪27‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺄﻣوال ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﯾﺧرج‬
‫ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻋن اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟطرﻓﯾن ﻣﺳﺑﻘﺎ‪ ،‬وﺑﻬذا ﺗﻛون‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﻠزم ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻣوﺿوع‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت و اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﻠزم اﻻدارة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون )‪.(1‬‬

‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‬
‫‪ 236-10‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﺧﺿﻊ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻷﺣﻛﺎم وﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪،‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠﻔﺑﺎﺧﺗﻼﻓﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣدة ﻓﺈن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣدﺗﻬﺎ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز‬
‫اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗورﯾد أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣدة ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون طوﯾﻠﺔ وذﻟك‬
‫ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﯾن اﻟﻣذﻛورﯾن أﻋﻼﻩ أن ﻋﻘود اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻘود ﻣﺳﻣﺎة‬
‫ﺑﻧﺎءﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 236-10‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر‬
‫ﻣﺳﻣﺎة ﺗرﻛﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو وذﻟك راﺟﻊ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﺗﻧظﻣﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود‬
‫)‪.(2‬‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ‪ ، 842/03. 94‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(2‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪28‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺳﻣﺎة ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫ﯾﻧظﻣﻬﺎ وﯾوﺿﺢ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻻﻋﺗﺑﺎر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻣﻧﺻب ﻣوﺿوﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎط‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻟﻛون ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣرﻓق اﻟﻰ آﺧر ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب اﯾﺟﺎد إطﺎر‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺛﺎﺑت وﺟﺎﻣﻊ وﻣوﺣد ﻟذﻟك‪.‬‬

‫اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺳﺗﻘﻲ اﻻﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻣن ﻣﺧﺗﻠف‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ )إﻣﺎ ﻟﻠﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز أو اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺋﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق ﻛﺎﻟﻣراﺳﯾم واﻟﻌﻘود ودﻓﺎﺗر اﻟﺷروط واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬آﻟﯾﺎت ﺗﻛوﯾن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻐﯾر ﻣﺳﻣﺎة ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓر اﻻرﻛﺎن وﺗﺣﻘق ﺷروط ﺻﺣﺔ اﻻﻧﻌﻘﺎد ﺑﺎﻧﻌدام ﻋﯾوب اﻟرﺿﺎ وﻋﯾوب‬
‫ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻣﺣل او اﻟﺳﺑب ‪ ،‬إﻻ اﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن‬
‫اﻟرﺿﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻹداري ﯾﻧﺻب ﻋﻠﯨﺈدارة واﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق ﻋﻣوﻣﻲ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻛون ﻏرض إﺑراﻣﻪ ﻫو اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣراﻋﺎت ﺑﻌض اﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺷﺧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﺎم ﯾﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺿوع اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﺷروط ‪،‬واﻟﻌﻘد‬
‫ﻟوﺛﺎﺋق ٕواﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻔﺻﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠﺑﯾن اﻻﺛﻧﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻻﻣر اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣن اﻹدارة‬
‫أن ﺗراﻋﻲ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻣن ﺟراء إﺑرام ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣراﻋﺎت اﻋﺗﺑﺎرات ﺟﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻟدى ﺻﺎﺣب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟﻬذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق إﻋداد دﻓﺗر ﺷروط ﻣﻌﯾن ﯾذﻛر ﻓﯾﻪ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣواﺻﻔﺎت وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر وﺳوف ﻧوﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﺗﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﻣرﺷﺣﯾن دون أن‬
‫ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻣرﺷﺣﯾن اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﯾﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﻌﻬد اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣﺣل‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻰ اﻟﻣرﺷﺢ اﻟذي ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ )‪ ،(1‬وﯾﻌد ﻫذا اﻻﺳﻠوب ﻣن اﻻﺳﺎﻟﯾب‬
‫اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ إﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب‬

‫)‪(1‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻗطب ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻻﻣﺗﯾﺎز وظل اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺻدور ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 122-93‬اﻟذي ﺧﻠق ﻧوع ﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﺣر ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻻﻣﺗﯾﺎز وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ إﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﻧﻬﺎ‬
‫)‪ )(1‬ﻛﺎﻟﺗراﺿﻲ أو اﻟﻣزاﯾدة‬ ‫اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﻠوب اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻣﻧﺢ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫أواﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺔ (‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد ﺣذت اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ﺣذو اﻻدارةاﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻐﺎﯾﺔ ﺻدور‬
‫اﻋﺗﻣدت‬ ‫اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ‪ ) .842/03.94‬اﻣﺗﯾﺎز و إﯾﺟﺎر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ( و اﻟﺗﻲ‬
‫إﺟراءات ﺟدﯾدة ﻟﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن طرﯾق اﻟﻣزاﯾدات واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺑﯾن اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻻدارة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ) أﺳس ﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘﻧﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ( وﻫذا ﺿﻣﺎﻧﺎﻟﺣﺳﯾن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.(2).‬‬

‫وﺑﻬذا ﺗم ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺿﻣﺎن ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻷﻣر ‪ 13-96‬اﻟﻣﻌدل‬


‫ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪ 17-83‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻪ اﻟراﺑﻌﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗوﻓر ﻣؤﻫﻼت‬
‫ﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾرﻩ )‪(3‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ذﻟك ﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر اﻷﺣﺳن واﻟﻣﻼﺋم ﻟﺳﯾر ﻫذا اﻟﻣرﻓق رﻏم أن ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺳس واﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ اﻷﺳس اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺑﻌد ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﺗﺗﻔرغ اﻻدارة إﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز )‪.(4‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺑرام ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﻛوﯾﻧﻪ ‪.‬‬

‫ﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺎﻹﺟراءات أو اﻟطرق اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﻟم ﯾﺑﻘﻰ ﺳوى‬
‫اﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ‪ ،‬ﺛم‬

‫)‪(1‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪186‬‬


‫)‪(2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫)‪(3‬اﻷﻣر ‪ ، 13-96‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫آﻛﻠﻲ ﻧﻌﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ إﺑرام ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗرار اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧﺻوص‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ) اﻟﻌﻘد ( ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬ﻗراراﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ‪.‬‬

‫ﻗﺑل أن ﯾﺻﺎغ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺷﻛل وﺛﯾﻘﺔ ‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن ﻗرار ﺗﺗﺧذﻩ اﻹدارة وﯾﺧﺗﻠف ﻫذا‬
‫اﻟﻘرار ﻓﻲ إﻧﺷﺎﺋﻪ وطرﯾﻘﺔ إﺻدارﻩ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻩ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻠﯾﺔ أو‬
‫ﻣرﻛزﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ )اﻟﺑﻠدﯾﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ (‪.‬‬

‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﺗﻛون ﺑﻌد أن ﯾﻘرر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي أو اﻟوﻻﺋﻲ ﺣﺳب‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣداوﻟﺔ اﻋﺗﻣﺎد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛطرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﻠﻲ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﺻﺎﺣب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻠﯾﻪ ﺗﺣرﯾر ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬واﻟذي ﯾﻌرض ﺑدورﻩ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻣﺟﻠس ﺛم‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻗرار وﺑﻬذا ﯾﻧﻌﻘد اﻟﻌﻘد‬

‫‪-2‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻓﺈن اﻧﻌﻘﺎد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻓﻲ أﻏﻠب اﻻﺣﯾﺎن ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ‬
‫ﺑذﻟك ﻓﻣﺛﻼ ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﯾﻛون ﻣوﺿوع اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطرق‬
‫اﻟﺳرﯾﻌﺔ وﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬ﻓﻲ ﺷﻛل إﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻻ ﯾﺗم ﻫذا اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ﯾﺗﺧذ ﻣن طرف ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣواد ‪ 54‬و ‪ 149‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 07-12‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 21‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 2012‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪21‬‬
‫‪ ،‬اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪29‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 2012‬وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10-11‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 149‬و ‪. 155‬‬
‫)‪(2‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪، 308 -96‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬اﻟﻣﺎدة ‪2‬و‪ 3‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.9‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬وﺛﺎﺋق ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻣن ﺑﯾن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺛﯾﻘﺗﯾن ) ‪ -1‬اﻟﻌﻘد ‪ -2،‬دﻓﺗر اﻟﺷروط (‬

‫اﻟﻌﻘد ‪:‬ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎغ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗزاﻣﺎت وواﺟﺑﺎت اﻷطراف ) اﻟﺳﻠطﺔ‬ ‫‪-1‬‬
‫اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز وﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز( ﺑﺻﻔﺔ دﻗﯾﻘﺔ ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺷﺎر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود إﻟﻰ اﻟوﺛﯾﻘﺔ‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ) دﻓﺗر اﻟﺷروط ( وﺑﻧودﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﯾﺗﻌرض ﻓﯾﻪ إﻟﻰ طرق اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ٕواﻟﻰ اﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫اﻹدارة ‪.‬‬

‫ﻓﯾﻛون ﺷﻛﻠﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﻣﻘدﻣﺔ وﻣواد ﯾذﻛر ﻓﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز )‬
‫اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔوض ﻹﻣﺿﺎء ﻫذا اﻟﻌﻘد (‪ ،‬و اﺳم اﻟطرف اﻵﺧر اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ اﻻﻟﺗزام ﺑﺻﻔﺗﻪ‬
‫)ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي( ﻣﺛﻼ ) ﺷرﻛﺔ‪ ،‬أو ﻣﻘﺎول ( ‪ ،‬وﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻣﺿﺎء اﻷطراف‬
‫) اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطرق ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬دون اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺷروط واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرك ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط ‪(.‬‬

‫‪-2‬دﻓﺗر اﻟﺷروط ‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﻫو ﺗﻠك اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﻛل اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﻧظم اﻟﺗزاﻣﺎت اﻷطراف وﯾﻌﺗﺑر دﻓﺗر اﻟﺷروط أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻫو ﺟزء ﻻ‬
‫ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ودﻓﺗر اﻟﺷروط ﻫذا ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣرﺳوم أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‬
‫ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫو ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ‪.‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪:‬‬


‫ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻹدارة ﻟﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم دون أن‬
‫ﯾﻛون ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد دﺧﻼﻓﯾﻬﺎ وﻣﺛﺎل ذﻟك‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣدﯾد اﻟرﺳوم ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ، 308-96‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )‪. (1‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ -‬ﻛﯾﻔﯾﺔ أداءاﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗؤدى ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧدﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 02-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪-17‬‬


‫‪ 2003-02‬ﯾﺣدد ﻗواﻋد اﺳﺗﻐﻼل واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﯾن ﻟﻠﺷواطﺊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﺣدد دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز وﺗﺗم اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم"‬

‫ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 54‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 13-01‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘل اﻟﺑري أن"‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻣﺣل اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ودﻓﺗر ﺷروط ﯾﺣددان ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز وﯾﺟب أن‬
‫ﺗﺗﺿﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﺣل اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﺗﺣدد ﺷروط‬
‫وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم")‪.(2‬‬

‫ب‪-‬اﻟﺷروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪: .‬‬

‫وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن )اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬وﺻﺎﺣب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ( وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز‬
‫‪ -‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫‪ -‬اﻻﻣﺗﯾﺎزات ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ ، 02-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 2003‬ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل و اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﯾن ﻟﻠﺷواطﺊ ‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ، 11‬اﻟﻣﻧﺷورة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪19‬ﻓﺑراﯾر ‪ ، 2003‬اﻟﻣﺎدة ‪، 04‬ص‪.08‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 13-01‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘل اﻟﺑري ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 44‬اﻟﻣﻧﺷورة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 08‬ﻏﺷت ‪، 2001‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ ، 24‬ص‪.07‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﺛﺎر ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻛﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن ﻟﻪ طرﻓﯾن وﯾرﺗب آﺛﺎر‬
‫ﻟﻬذﯾن اﻟطرﻓﯾن إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻘدﻧﺟد اﻵﺛﺎر ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ أطراف أﺧرى ﻫم اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدون ﻣن‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻫذﻩ ﻣن ﻣﯾزات ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻠﺧﯾص ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺳﺑق اﻟﻘول أن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾرﺗب آﺛﺎر ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أطراف وﻫم ) اﻹدارة‬
‫ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﻣرﻓق ( وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ‬
‫ﺛﻼث ﻓروع ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬


‫إن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻗواﻋد أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﺳن ﺳﯾرﻩ ﻣﻧﻬﺎ دوام ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم‬
‫واطراد وﺗﺳﺎوي اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت وﻣﺑدأ اﻟﺗﻛﯾﯾف ﻓﻬذﻩ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺗورث ﻟﻺدارة‬
‫ﺣﻘوق ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص وﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪-1‬ﺣق اﻟرﻗﺎﺑﺔ ‪:‬‬

‫وﻫذا اﻟﺣق ﻣﺳﺗﻣد ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ‬
‫)‪ ،(2‬وﻫو ﺷرط ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﺣق ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻻ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻷن اﻻدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻋن ﺿﻣﺎن اﻟﺧدﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫو واﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹدارة‬
‫ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ أن ﯾﺣﺗﺞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻌدم وﺟود اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬وﺑﻬذا ﯾﻛون ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ اﻹﺷراف‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ، 308-96 ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 31‬ص‪.16‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز أﺛﻧﺎء ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟﻬﺎ أن ﺗﺟﺑرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺷروط اﻟواردة ﻓﻲ‬
‫دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻟﻬﺎ أن ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟزاء إذا أﺧل ﺑﻬذﻩ اﻟﺷروط دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ‪ ،‬ﻷن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣرﻓق ﯾﺳﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬و ﻛذا ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻬدف اﻟذي اﻧﺷﺊ ﻣن اﺟﻠﻪ ﻻ ﻏﯾر ‪ ،‬ﻣﺛﺎل ﻫذا‬
‫اﻟﺣق ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 18‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 308-96‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة " ﯾﺗم‬
‫ﺿﻣﺎن اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺷﺂت اﻟﻛﺑرى ﻣن طرف‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻣن طرف ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز "‬

‫‪-2‬ﺣق ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺣق ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻻدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫو ﯾﻌﺑر ﻋن وﺟﻬﺔ‬
‫ﻣن أوﺟﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﺑﺣﯾث ﻫو وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻬدﯾد ٕواﻧذار ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﻲء ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن طرف اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز وﻫذﻩ‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻣﺎرس ﻣن طرف اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ اﻧﻔرادﯾﺔ ﺑﻌد أن ﺗوﺟﻪ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻧذارات و‬
‫اﻋذارات)‪(2‬ﻟﻛﻲ ﯾﺗدارك أﺧطﺎءﻩ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ رﻏم ﻗﯾﺎم اﻟﻧزاع ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻹدارة ﻟﻐﺎﯾﺔ أن ﯾﺑت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ذﻟك )‪ ،(3‬وﻫذا‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﺧرج ﻫذﻩ اﻟﺟزاءات ﻋن ﻛوﻧﻬﺎ ﺟزاءات ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻗﺻرﯾﺔ أو ﻓﺳﺦ اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺟزاءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻹدارة‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﻋﻧد اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣد ﺑﻧود اﻟﻌﻘد أو دﻓﺗر اﻟﺷروط ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﯾﻛون ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط أو اﻟﻌﻘد‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ، 308-96 ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 18‬ص‪14‬‬


‫)‪(2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ 30‬ص‪16‬‬
‫)‪(3‬ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺳﺎرة ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫)‪(4‬اﻟﻣﺎدة ‪ 37‬ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك ‪ ،‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ،1998‬اﻟﻣﺣدد ﻟدﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ‪ ،‬ﻟﻣﻧﺢ‬
‫إﻣﺗﯾﺎزواﺳﺗﻐﻼل اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗزوﯾد ﺑﻣﺎء اﻟﺷروب ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة رﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 21‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 18‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪1998‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ب‪ -‬اﻟﺟزاءات اﻟﻘﺻرﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺗﻛب ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺧطﺄ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرﻩ ﻟﻠﻣرﻓق ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﺛﺑﺗﻪ‬
‫اﻹدارة ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻬﻧﺎ اﻻدارة ﻟﻬﺎ ﺣق اﻟﺣﻠول ﻣﺣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‬
‫ﺑواﺳطﺔ أﻣواﻟﻪ وﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ)‪ (la mise sous séquestre)(1‬وﯾﻌد ﻫذا أﺷد ﺟزاء ﺗوﻗﻌﻪ‬
‫اﻹدارة ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﻓﺳﺧﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ‪:‬‬

‫و ﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻔﺳﺦ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ وﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف‪.‬‬

‫وﻗد ﯾﻛون ﻣن طرف اﻻدارة ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة إذا ﻻﺣظت ﺗﻘﺻﯾر ﻣن طرف ﺻﺎﺣب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز وﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ أﺧطﺎر ﺟﺳﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ ﺑﻌد إﻋذارﻩ أن ﺗﻘوم‬
‫ﺑﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز واﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 20‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪(2) 152-09‬ﺣﯾث ﺟﺎءت‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟﺗﻧظﯾم أﺣﻛﺎم اﻷﻣر رﻗم ‪ 04-08‬ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻓﻘرة ‪ 01‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ»‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻛل إﺧﻼل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول وﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺿﻣﻧﻬﺎ دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣن أﺟل إﺳﻘﺎط ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﻟدى اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن ﻣدﯾر أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ «‬

‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟﻺدارة أن ﺗﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺈ اردﺗﻬﺎ وﺗﺳﺗرﺟﻊ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم إذا رأت أن ﻫذا اﻟﻣرﻓق ﻟم‬
‫ﯾﻌد ﯾﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟذي أﻧﺷﺊ ﻣن أﺟﻠﻪ وﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺣق ﺑﺄن ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اذا ﻟم‬
‫ﺗﺗم ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم ‪ ، 308-96‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪ .، 16‬اﻟﻣﺎدة ‪30-29‬‬


‫)‪(2‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ، 152 -09‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ﻣﺎدة ‪. 20‬‬
‫)‪(3‬اﻷﻣر رﻗم ‪ ، 04-08‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪.12‬‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ -3‬ﺳﻠطﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﻧﺻوﺻﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ دون إرادة ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬


‫)‪(1‬‬
‫اﻟظروف ﻟﯾؤدي‬ ‫وﻫذا اﻟﺣق ﯾرﺟﻊ أﺻﻼ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﺳﺎﯾر‬
‫ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ وﻟﻘد أﻋطﻲ ﻫذا اﻟﺣق ﻟﻺدارة ﻟﻠﺗﻛﯾﯾف ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطﻠﺑﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن ‪ ،‬ﻏﯾر اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻟﺗﻌدﯾل أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗوازن‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ‪.‬‬

‫‪-4‬ﺣق اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣدة‪:‬‬

‫ﻗد ﺗﻔرض ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻹدارة اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء‬
‫اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻌوض اﻟﻣﻠﺗزم ﻛل اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت ﺑﻪ وﻟﯾس‬
‫ﻟﻠﻣﻠﺗزم أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻔﻛرة اﻟﺣق اﻟﻣﻛﺗﺳب أو اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد)‪.(2‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗزاﻣﺎت اﻹدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣرﻓق ﻟﻠﻣﻠﺗزم واﺳﺗﻐﻼﻟﻬوﺗﺳﯾﯾرﻩ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬


‫)‪(3‬‬
‫واﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺣﻘوق ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺳﯾﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻛذا اﻻﻣﺗﯾﺎزات واﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ، 308 -96‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬اﻟﻣﻠﺣق اﻷول ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ 06‬و‪ ، 03‬ص ‪.12‬‬
‫)‪(2‬ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺳﺎرة‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫)‪(3‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪، 308-96‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 13‬اﻟﻔﻘرة ‪.03‬‬

‫‪39‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫أ‪ -‬اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻌﻘود أﻧﻬﺎ ﻋوﺿﯾﻪ )ﺑﻣﻘﺎﺑل ( ﻏﯾر اﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﻌوض ﻓﯾﻪ ﻫو‬
‫ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳم )‪(1‬وﻗد ﺗﺣددﻩ اﻹدارة ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ رﻓﻌﻪ أو‬
‫ﺗﺧﻔﯾﺿﻪ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﻌﺎﻗد ﻣن‬
‫أﺟﻠﻪ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ ‪ 842/03 .94‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻟت "‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣﻘﺎﺑل رﺳوم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌون ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت"‬

‫ب‪ -‬اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣزاﯾﺎ ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻹﻋﺎﻧﺎت أو اﻟﻘروض وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك أو اﻟﺣق ﻓﻲ اﺣﺗﻛﺎر ﺗﺳﯾﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ج‪-‬ﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫إذا اﺧﺗل اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟطﺎرئ ﻣن اﻟطوارئ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗوﻗﻌﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن دﻓﻊ‬
‫وﻗوﻋﻪ ﻣن ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻹﻣﺗﯾﺎز أن ﻻ ﯾﺗﺣﻣل وﺣدة اﻋﺑﺎء ﻫذا‬
‫اﻟطﺎرئ و ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ أو ﻓﻌل‬
‫اﻷﻣﯾر ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر)‪:(3‬‬

‫وﺗﻌﻧﻲ ﻛل إﺟراء ﺗﻣﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ ،308-96‬اﻟﻣﻠﺣق اﻷول ‪ ،‬ص‪ ، 12‬اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬اﻟﻔﻘرة ‪2‬و‪3‬‬


‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ ‪ ، 842/3- 94 ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(3‬ﻣﺣﯾو أﺣﻣد ‪،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋرب ﺻﺎﺻﻼ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪ ، 1996‬ﺻص ‪. 389 – 388‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫وﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻻﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض أﻋﺑﺎء إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ‪ ،‬أن ﺗﻛون ذات طﺎﺑﻊ‬
‫ﻋﺎم أو ﺧﺎص ‪ ،‬وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎم )زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ‪ ،‬رﺳوم‬
‫اﻟﺟﻣﺎرك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺳوق( ‪ ،‬وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺧﺎص‬
‫) إﻏﻼق طرﯾق ﻟﻠﺳﯾر ﺑﺣﯾث ﺗﺿطر اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻘطﻊ ﻣﺳﺎﻓﺔ أطول وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ(‬

‫إن ﻣن ﺷﺄن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات زﯾﺎدة ﺷروط ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﺛﻘﯾل ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي‬
‫ﯾﺑرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻬﺎ أو إﯾﻘﺎف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض‬
‫اﻟﺣﺎﻻت أن ﯾطﻠب ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﺿﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ‪ ،‬ورﻏم أن اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‬
‫ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺣق ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﻘﺎش ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﺷرطﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ﯾﻧﺗﺞ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر ﻣن إﺟراء أﻣﻠﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﺗﻛون اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر وﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗوﻗﻊ أﺛﻧﺎء‬
‫إﺑرام اﻟﻌﻘد ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن أن) ﻓﻌل اﻷﻣﯾر( ﯾﻧﺗﺞ ﻋن إرادة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ‪ ،‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬
‫ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن إرادة أطراف اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺣﺻل أن ﺗﺳﺗﺟد ﺧﻼل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أﻋﺑﺎء ﺑﺎﻫظﺔ وﻣدﻣرة ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻓﺗرة ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﺷدﯾد أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ وﯾﺳﻣﻰ ﻫذا ﺑﺎﻟطﺎرئ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟظروف وﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻋﺎﺋد ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﯾﻛون اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾطﻠب ﻣن ﺷرﯾﻛﻪ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻛرس ﺑﺎﻟﻣﺎدة ‪106‬‬
‫ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ)‪ ،1‬إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﯾﻔرض اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ .‬إﻻ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 107‬اﻟﻔﻘرة ‪ » :3‬ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺑﺎﻫظﺎ‬
‫ﺟدا ‪ ،‬دون أن ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻷﺣداث طﺎرﺋﺔ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻛﺑد اﻟﻣدﯾن‬

‫)‪(1‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪. 106‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺧﺳﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ ‪ ،‬ﯾﺧﻔض اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﺑﻘدر ﻣﻌﻘول وﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف وﺑﻌد أن ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر‬
‫ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟطرﻓﯾن ‪ ،‬اﻻﻟﺗزام اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﻔرطﺎ « ‪ .‬وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ وﺿﻊ‬
‫أﻓﺿل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎﻛﻌﻘد إداري اذ أﻧﻪ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻟﻧظرﯾﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود أﺻﻠﻬﺎ ﻟﻘرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺗزاﻣﺎت ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ) ﻣﺑدأ ﺳﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺈﻧﺗظﺎم و إطراد)‪ ،(2‬ﻣﺳﺎواة اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪ ،‬اﻟﺗﻛﯾﯾف (‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ)‪(3‬ﻟﯾﺳر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ ﻧﻔس ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻌن اﻟذي ﻗد ﯾﻘدﻣﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑـﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾـن ﻣـن ﺧدﻣﺎت اﻟﻣـرﻓق‬

‫ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﺳﺗﻣدون ﺣﻘوﻗﺎ ﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﺣﺳب ﺑل ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة أﯾﺿﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬
‫ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘون اﻟﺧدﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﻋﻘد ﺧﺎص ﺑﯾﻧﻬم و ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم و أن ﻫذا اﻟﻌﻘد وﺛﯾق اﻟﺻﻠﺔ‬
‫ﺑﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗرد ﺑﻪ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗوﯾﻬﺎ ﻋﻘد‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻻﻣﺗﯾﺎز‬

‫‪. 391-390‬‬ ‫)‪(1‬ﻣﺣﯾوأﺣﻣد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‬


‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم ‪ ، 308-96‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬اﻟﻣﺎدة ‪ ، 12‬ص‪.13‬‬
‫)‪(3‬اﻟﻣرﺟﻊ واﻟﻣوﺿوع ﻧﻔﺳﻪ ‪،‬اﻟﻣﺎدة ‪ 15‬اﻟﻔﻘرة ‪1‬‬
‫)‪(4‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪-‬ﻣﺻر‪-‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪2005 ،‬ص‬
‫‪717‬‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫أوﻻ ‪:‬ﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬

‫أ‪ -‬ﺣﻘوﻗﻪ اﺗﺟﺎﻩ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‬

‫و ﻫﻲ إﻣﺎ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻋﻘد ﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺣﯾث ﺗﺗﺣدد ﺣﻘوق ﻛل طرف و ﻓﻘﺎ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻌﻘد‪ ،‬و إﻣﺎ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﻘد و ﻣن ﺛم ﯾﺣق ﻟﻛل ﻣن اﺳﺗوﻓﻰ ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق أن‬
‫ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻠﺗزم ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﻻﻧﺗﻔﺎع و إﻻ أﺟﺑر ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻹدارة أو اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻧﺻوص ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺣﻘوق‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺣﻘـﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﺑﺧدﻣـﺎت اﻟﻣرﻓـق‬

‫إن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻧﺗﻔﺎﻋﻬم ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق ﯾدﺧﻠون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘدﯾﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﻠﺗزم وﺗظﻬر ﺑﯾﻧﻬم ﻋﻘود ﻏﯾر ﻣﻛﺗوﺑﺔ‪ ،‬رﻏم أن اﻟﻣﻠﺗزم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾرﻓض ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﻟﻣن‬
‫ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣرﻓق ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟذي ﯾرﺑطﻪ ﺑﺎﻹدارة‪ ،‬و ذﻟك ﻷن اﻟﻣﻠﺗزم‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﺗﻘﺎﺿﻰ أﺟ ار ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﯾﻘدم ﻟﻪ ﻣن ﺧدﻣﺎت و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﺳوم‬

‫‪ -2‬ﺣﻘـﻪ ﻓـﻲ ﻣطﺎﻟﺑـﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗدﺧـل‬

‫ﯾﺣق ﻟﻸﻓراد ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗدﺧل و ذﻟك ﻹﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ إذا ﻣﺎ‬
‫ﻗﺻر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ أداء اﻟﺧدﻣﺔ أو ﻋدم ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻫذا اﻟﺣق ﺛﺎﺑت ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻊ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬ﻓﻣن واﺟب اﻟﻣﻠﺗزم أن ﯾﻘدم‬
‫ﺧدﻣﺎﺗﻌﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و ﺑﺎﻟرﺳوم اﻟﺗﻲ ﺗﻘررﻫﺎ اﻹدارة‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎ أﺧل اﻟﻣﻠﺗزم ﺑواﺟﺑﺎﺗﻪ‬
‫ﺟﺎز ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن أن ﯾطﻠﺑوا ﻣن اﻹدارة اﻟﺗدﺧل ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم‪ ،‬و ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻋﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز داﺋﻣﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺷروط‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ أداء اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺧروج أي ﻣن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋن ﺗﻠك‬

‫)‪(1‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪،‬أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ،1993 ،‬ص ‪. 234‬‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﺷروط ﻻ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺟرد إﺧﻼل ﺑﺎﻟﺗزام ﺷﺧﺻﻲ ﻣرﺟﻌﻪ اﻟﻌﻘد و إﻧﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ‬
‫ﻟﻘﺎﻋدة ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﺈن اﻟطﻌون ﺗﻛون ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻹدارة و‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟطﻌون ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل و ﻟﯾس ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﺣﻘـوق ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹدارة‬

‫وﻫﻲ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﺣﻘﻬم ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة ﺑﺈﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋل ﺗﻧﻔﯾذ أو اﺣﺗرام‬
‫ﺷروط ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬ﻛﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أو اﻟرﺳوم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﺟﺎل و ﻣﻛﺎن و ﻣواﻋﯾد و‬
‫ﺷروط أداء اﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬و ﻛذﻟك اﻟﺣق ﻓﻲ إﺟﺑﺎر اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻣن ﯾطﻠﺑﻬﺎ ﻣﻣن‬
‫)‪(1‬‬
‫اﺳﺗوﻓت ﻓﯾﻬم ﺷروط اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻣرﻓق و ﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾﻧﻬم‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن‬
‫إن اﻟﻌﻘد و ﺑﺣﻛم اﺗﺻﺎﻟﻪ ﺑﻧﺷﺎط اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾؤدي أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻓرض أﻋﺑﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫أﺷﺧﺎص ﻟﯾﺳوا أطراﻓﺎ ﻓﯾﻪ و ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻋﺑﺎء ﻣﺛﻼ ‪:‬‬

‫●ﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد و ﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﻔرض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت و‬
‫اﻟرﺳوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻧظﯾر ﺗﻠﻘﯾﻬم ﻟﻠﺧدﻣﺔ أو ﻟﻘﺎء اﻧﺗﻔﺎﻋﻬم ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدﯾرﻩ و‬
‫ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻔﺗﯾش اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن و اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧﻠون ﻣواﻗﻊ اﻟﻌﻣل أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾدﺧﻠون‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟذي ﯾدﯾرﻩ ﻛﺎﻟدﺧول ﻟﺣداﺋق اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ أو اﻟﺷواطﺊ‪.‬‬

‫●ﻓﯾﺣﺎﻟﺔاﻧﺗﻬﺎءاﻟﻌﻘدﻷﯾﺳﺑﺑﻣﻧﺎﻷﺳﺑﺎﺑﯾﺗﺣﻣﻼﻟﻣﺳﺗﻔﯾداﻵﺛﺎراﻟﻣﺗرﺗﺑﺔﻋﻠﯨﺎﻟﻌﻘداﻟﺟدﯾدﺑﺄﻧﯾﺗﺣﻣﻠﻔرﻗﺎﻟﺳﻌ ارﻟﺟدﯾد‬
‫ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟﻘدﯾم‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗد ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف طرف اﻟﻧزاع‬
‫وﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣوﺿوع اﻟﻧزاع و ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻛذﻟك اﻟﺑﻧد أو اﻟﺷرط اﻟذي ﺳﯾﻛون ﻣﺣل ﻧزاع ﻣن اﻟﻌﻘد‬

‫)‪(1‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.234‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫أو ﻣن دﻓﺗر اﻟﺷروط وﻟﻬذا ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﻣن اﻟﻧزاع ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧزاع اﻟذي ﻗد ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم وﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻧزاع اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزﻣﯾن واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن و‬
‫اﻟﺛﺎﻟث ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز وﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺣﺎﻻت ﻧﺟد اﺧﺗﻼف ﻛذﻟك ﺣول‬
‫اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻓض اﻟﻧزاع وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪.:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻧزاع اﻟﻧﺎﺷﺊ ﺑﯾن ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز و اﻟﻣﻠﺗزم‪.‬‬

‫ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻧزاع ﯾدور ﺣول اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻹدارة‬
‫ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط اﻟﻌﻘد أو ﻓﺳﺧﻪ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﻘد ﺣدد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﻬﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫذا طﺑق ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪800‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أوﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ‬
‫إدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد‬
‫أﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ ﻛذﻟك اﻋﺗراف ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2004/03/09‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻣﻠف رﻗم‬
‫‪ 11950‬ﻗﺿﯾﺔ ﺷرﻛﺔ ﻧﻘل اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﺿد رﺋﯾس ﺑﻠدﯾﺔ وﻫران ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬
‫وﻛذﻟك اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ‪ 842/03-94‬ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﻓﺻﻠت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺣﯾث ﺟﻌﻠت‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑﯾن ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز واﻟﻣﻠﺗزم ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻻداري إي اﻟﻣﺣﺎﻛم‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻻدارﯾﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ‬
‫ورﻏم ذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﯾطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات اﻹدارة ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﻟﺗﻌدﯾل ﺷروط اﻟﻌﻘد و إﺣدى ﺑﻧودﻩ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑل أﻧﻪ ﯾرﻓﻊ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء‬
‫‪.‬‬
‫اﻟﻛﺎﻣل ﻣن أﺟل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 09-08‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 25‬ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ ‪ ، 2008‬ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪21‬‬
‫ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 2008. 04-23‬اﻟﻣﺎدة ‪800‬‬
‫)‪(2‬ﺑن ﻣﺣﯾﺎوي ﺳﺎرة ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫)‪(3‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔاﻟو ازرﯾﺔ ‪ ،842/03.94‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪.‬‬

‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻷن أطرﻓﻬﻣﺎ أﺷﺧﺎص‬


‫ﺧواص إﻻ إذا ﻛﺎن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﻣﻧوح ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻻداري ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ‪.‬‬

‫ﺑﻣﺎ ان ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو إدارة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻬذا ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻻدارة اﻟﻣﺎﻧﺣﺔ‬
‫و اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧزاع ﻣوﺿوﻋﻪ اﺣﺗرام‬
‫ﺷروط وﻗواﻋد ﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻧﻬﺎﯾـﺔ ﻋﻘـد اﻻﻣﺗﯾـﺎز ﻓـﻲ اﻟﻣراﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪.‬‬

‫إن ﺷرط اﻟﻣدة ﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﻘود ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل ﻣرﻓق‬
‫ﻋﺎم ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﻓﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻛون ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗرﺟﺎع اﻷﻣوال‬
‫اﻟﺗﻲ ﺻرﻓﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗراﺧﯾص ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻬﻲ ﻣؤﻗﺗﺔ‬
‫ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺗﻣﻧﺢ ﻵﺟﺎل ﻗﺻﯾرة و ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد و ﯾﺣق ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻟﺗرﺧﯾص أن‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬و ﻋﻠﯾﻪ ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠب‬ ‫ﺗﻠﻐﯾﻪ ﻓﻲ أي وﻗت‬
‫أول ‪ ،‬و ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ ﻏﯾر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎن وﺗﺻﻔﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎﻟث‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ ﻟﻌﻘـد اﻻﻣﺗﯾـﺎز‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟزﻣن ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻌﻘود‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺗﺣل ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬و ﺑﻣﺎ أن ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو ﺗﺳﯾﯾر ﻣرﻓق‬
‫ﻋﻣوﻣﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﺳﺗﻣر إﻟﻰ زﻣن ﻏﯾر ﻣﺣدد و ﻗد ﺣددت أﻗﺻﻰ ﻣدة ﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن ‪ 30‬إﻟﻰ ‪ 50‬ﺳﻧﺔ و ﺗﺣدد اﻟﻣدة ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد ذاﺗﻪ أي أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣؤﺑدة‪،‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻷن ﯾﻐطﻲ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣﺎ أﻧﻔﻘﻪ ﻣن ﻣﺻﺎرﯾف ﻓﻲ ﺗﺟﻬﯾز‬
‫اﻟﻣرﻓق و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن أرﺑﺎح )‪،(2‬وﺗﺧﺗﻠف ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣﺳب ﻛل‬
‫ﻣرﻓق ‪.‬‬

‫وﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎن اﻟﻣدة ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد و ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻣن‬
‫ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﻧﻘﺿﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬و ﻟﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة ﻻ ﯾﺣول دون ﺗﺟدﯾد ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‬
‫ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻪ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺟدﯾد ﺑﻌﻘد ﺟدﯾد و ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻣدﯾد ﻣدة اﻟﻌﻘد اﻟﻘدﯾم‬
‫ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ إذا اﻧﻘﺿﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻠﺗزم أن ﯾﺗﻘدم ﻟﻠﺗﻌﺎﻗد ﻣرة أﺧرى و‬
‫ﻟﻣدة ﺟدﯾدة و ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد ﺟدﯾد‪ ،‬و اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻘد و اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫)‪(1‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.. 770‬‬
‫)‪(2‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم‪ ، 842/94.03‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ و ﻟﻛن ﺑﺷرط أن ﺗﻛون اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷﺻﻠﻲ أﻗل ﻣن ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ‬
‫و ﻫﻧﺎ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن ﺗﻣدد ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪.‬‬

‫وﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد أو ﺑﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻘد ﻟﻔﺗرة أﺧرى ﻓﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻧﯾﺔ اﻟطرﻓﯾن‬
‫واﺿﺣﺔ‪ ،‬و ﯾﺟب أن ﯾﺻدر اﻟﺗﺟدﯾد أو اﻟﺗﻣدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺑرام اﻟﻌﻘد اﻷول أو‬
‫اﻷﺻﻠﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة اﻟطرق اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ إﺑراﻣﻪ)‪.(1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔ ﻏﯾـر اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ ﻟﻌﻘـد اﻻﻣﺗﯾـﺎز‬

‫ﯾﻣﻛن رد أﺳﺑﺎب ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺑﺎب و ﻫﻲ اﻹﺳﻘﺎط و‬
‫اﻻﺳﺗرداد و اﻟﻔﺳﺦ ﻷﺳﺑﺎب أﺧرى‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬إﺳﻘـﺎط اﻻﻣﺗﯾـﺎز‬

‫وﻫو ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻠﺗزم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺄﻩ‪ ،‬ﺑل ﻫو ﺟزاء ﺗوﻗﻌﻪ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺟراء أﺧطﺎء ﺟﺳﯾﻣﺔ ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻓﻲ إدارﺗﻪ ﻟﻠﻣرﻓق ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻌذر اﻻطﻣﺋﻧﺎن إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣرﻓق و ﺗﺳﯾﯾرﻩ‪ ،‬و ﯾﻛون إﺳﻘﺎط اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺑﺎﺣﺗرام‬
‫اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫أن ﯾﻛون اﻟﻣﻠﺗزم ﻗد ﺛﺑت ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﺧطﺄ ﺟﺳﯾم ﻓﻲ إدارﺗﻪ ﻟﻠﻣرﻓق و اﻟذي ﻻ ﺗﺟدي ﻧﻔﻌﺎ‬
‫وﺳﺎﺋل اﻟﺿﻐط اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻣﻌﻪ اﻹدارة و ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻫﻣﺎل اﻟﻔﺎدح ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻠﺗزم‬
‫ﻛﻌﺟزﻩ ﻋن ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق أو أداﺋﻪ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أو ﻋدم وﻓﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ‬
‫اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫إﻋذار اﻟﻣﻠﺗزم ﻋﻧد ارﺗﻛﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ‬
‫اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬وﻫذا اﻹﻋذار ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ ﺟزاء‬
‫اﻟﻔﺳﺦ و ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬وﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻹﻋذار ﻣﺛﺎل ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ‬

‫)‪(1‬ﻗرارﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣت رﻗم ‪11950‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪– 2004/03/09‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋدد ‪ ، 05‬ﺳﻧﺔ ‪.2005‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 02-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2003/02/17‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل و‬


‫)‪(1‬‬
‫ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ اﻹدارة‬ ‫اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﯾن ﻟﻠﺷواطﺊ‬
‫ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻠﺗزم اﻟﻣﺧﺎﻟف و ذﻟك ﻣن اﻟﻣواد ‪ 40‬إﻟﻰ ‪، 45‬ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 40‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﻪ " ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت إﻋداد ﻣﺣﺿر ﯾﺳرد ﻓﯾﻪ ﺑوﺿوح اﻟﻌون اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ و اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ و ﯾرﺳل اﻟﻣﺣﺿر ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟواﻟﻲ‬
‫اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ أو إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ أﺟل ﻻ ﯾﺗﻌدى‪ 15‬ﯾوﻣﺎ اﺑﺗدءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 44‬أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗرام اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط ﯾﻌذر‬
‫اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻣن اﻟﻣدﯾر اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺧﺎﻟف‬
‫ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻺﻋذار اﻷول اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة أﻋﻼﻫﺧﻼل‬
‫أﺳﺑوع ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻋذار‪ ،‬ﯾﻌذر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و إذا ﻟم ﯾوف ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ دﻓﺗر‬
‫اﻟﺷروطﯾﺗم ﺳﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺻﺎﺣﺑﻪ دون اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ‬
‫اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪.‬‬

‫و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ أن ﺗﻘرر إﻋﺎدة اﻷﻣﺎﻛن إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟف‪.‬‬

‫دون اﻹﺧﻼل ﺑﺄﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺧﺎﻟف اﻟﻠﺟوء ﻟﻠﻘﺿﺎء طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول‬
‫ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ و ﻫﻲ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔرد ﺑﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ‬
‫ﺧﻼف اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺣق اﻹدارة ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟزاءات ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ دون ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻠﺟوء‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫)‪(1‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‪ ، 02-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﻓﯾﻔري ‪، 2003‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬اﻟﻣواد ‪40‬إﻟﻰ ‪. 45‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧـﻲ‪ :‬اﻻﺳﺗـرداد‬

‫وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﻬﺎء اﻹدارة ﻟﻌﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ دون ﺧطﺄ ﻣن ﺟﺎﻧب‬
‫اﻟﻣﻠﺗزم ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺈن اﻻﺳﺗرداد ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻣﺟرد ﻓﺳﺦ ﻟﻌﻘد‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣن اﻹدارة ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و دون ﺧطﺄ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وذﻟك‬
‫ﻟدواﻋﻲ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﯾﻛون اﻻﺳﺗرداد ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺣﺎﻻت اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ _(1‬اﻻﺳﺗرداد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد أو اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫وﻫو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز و اﻟﻧﺻوص اﻟواردة ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻫﻲ ﻧﺻوص‬
‫ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﺣﺗراﻣﻬﺎ‪ ،‬و ﺗﺗﺿﻣن ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﺎدة ﺣدا أدﻧﻰ ﻣن‬
‫اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن ﺗﺳﺗرد اﻟﻣرﻓق ﺧﻼﻟﻬﺎ و ﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺣﺗرام ﻫذا اﻟﺷرط أي‬
‫ﺑﺣﻠول اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﻗت اﻟذي ﺗﺧﺗﺎرﻩ اﻹدارة ﻓﻼ ﺗﻛون‬
‫ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻟذا ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗرداد ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪،‬‬
‫و إذا ﺷﺎءت اﻹدارة اﻻﺳﺗرداد ﻗﺑل اﻟﻣدة اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗدﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋﺎدﻻ‬
‫ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪ ،‬أﻣﺎ إذا اﺳﺗرﺟﻌت اﻹدارة اﻟﻣرﻓق و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ ‪.‬‬

‫وﻗد ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد أﺳﺑﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺳﺗرداد و ﺣﯾﻧﻬﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹدارة أن ﺗﺣﺗرم ﻫذا اﻟﺷرط‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺧﻼ اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻓﺈن اﻹدارة ﻻ‬
‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻠﺟﺄ ﻟﻼﺳﺗرداد إﻻ ﻷﺳﺑﺎب ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا‬
‫اﻟﺷرط ﻋﺎم ﯾﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارة‪ ،‬ﻓﺈذ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺑذﻟك‬
‫ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻻﺳﺗرداد )‪.(1‬‬
‫آﺛﺎر اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺗرداد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﺗزم رد اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗرداد و اﻷﺻل أن ﯾﻧﺻب اﻻﺳﺗرداد ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻓق ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ ﺑﺣﯾث ﻻ‬

‫)‪(1‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬اﻟﻌﻘوداﻹدارﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔاﻷﺳﺳﺎﻟﻌﺎﻣﺔﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ 778،‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻹدارة أن ﺗﺳﺗرد ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﻘط‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺎ ﻣوﻗف اﻹدارة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر؟ ﻗد ﯾﺗوﻟﻰ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘد أي ﺑﺣﻠول اﻹدارة‬
‫ﻣﺣل اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﺎن اﻹدارة ﺗﺗﺣﻣل‬
‫ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ إدارة اﻟﻣرﻓق و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻬدﻫﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐﯾر‪ ،‬و أﻫم اﺛر‬
‫ﻫﻧﺎ ﻫو ﺣق اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض و ﯾﻛون إﻣﺎ ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﻠﺗزم أو‬
‫ﺑطرﯾق أﻗﺳﺎط ﺳﻧوﯾﺔ ﻣﺣددة‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌوﯾض اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫و ﯾراﻋﻰ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾرﻩ أن ﯾﺷﻣل ﻋﻧﺻرﯾن‪ :‬اﻟﻌﻧﺻر اﻷول ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻟﺗﻐطﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل و اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺳﻬم و اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬و ﻛل ﻣﺎ‬
‫أﻧﻔق ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻬﯾز اﻟﻣرﻓق و إﻋدادﻩ وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻸﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬و اﻟﻌﻧﺻر‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎ ﯾﻔﻘدﻩ اﻟﻣﻠﺗزم ﻣن أرﺑﺎح ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻗﺑل ﻣﯾﻌﺎدﻩ اﻟطﺑﯾﻌﻲ و ﯾﻘدر‬
‫ﻋﺎدة و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﺗوﺳط أرﺑﺎح اﻟﻣﻠﺗزم ﻣن ﺧﻼل رﻗم ﯾﺣددﻩ اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻻﺳﺗرداد‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺻورة أﻗﺳﺎط ﺳﻧوﯾﺔ‪:‬‬


‫و ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ اﻟﻌﻧﺻران اﻟﺳﺎﺑﻘﺎن‪ ،‬ﻓﺑدﻻ ﻣن أن ﺗدﻓﻌﻪ اﻹدارة ﻣرة واﺣدة ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻘﺳطﻪ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺎن طرﯾﻘﺔ‬
‫ﺣﺳﺎب ﻫذﻩ اﻷﻗﺳﺎط ﻣﻌﻘدة ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ اﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة و ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ‬
‫إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻌد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺧﺑرة‪ ،‬و ﻟﻛن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﻫو اﻷﻧﺳب ﻟﻠﻣﻠﺗزم و اﻟذي‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾطﻠب ﻣن اﻹدارة أن ﺗرﻓﻌﻪ إذا رأى ﻓﯾﻪ ﻏﺑﻧﺎ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻪ و ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ‬
‫ﻓﺎن اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم أﯾﺿﺎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻻﺳﺗرداد ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‬
‫ﺣﺗﻰ وﻟو ﺧﻼ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻣن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق دون ﺣﺎﺟﺔ‬
‫ﻻﻧﺗظﺎر ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣق أﺻﯾل ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ أو ﺣﺗﻰ ﺗﻘﯾد ﺣرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗدﺧل ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣرﻓق ﻓﻲ ﻛل وﻗت ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ أﺻﻠﺢ ﻷداء اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻪ‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﺗرد اﻟﻣرﻓق ﻓﯾﻧﻘﺿﻲ اﻻﻟﺗزام أو ﺗﻐﯾر ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟطرق اﻷﺧرى‬
‫ﻛﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أن ﻟﻺدارة داﺋﻣﺎ ﺣق إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و ﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣﺎ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدار‬
‫ﺑطرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻻ ﻣن ﻗﺑﯾل ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻔﺳـﺦ ﻷﺳﺑـﺎب أﺧـرى‬

‫ﻗد ﯾﻔﺳﺦ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻗﺑل ﻣدﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب أﺧرى ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ‪:‬‬

‫وﻫو اﻟذي ﯾﺗم ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻹدارة و ﺑﯾن اﻟﻣﻠﺗزم ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدة اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺗﺧﺗﻠط ﺑطرﯾﻘﺔ‬
‫اﻻﺳﺗرداد اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ و ﻟﻛن اﻟطرﯾﻘﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن‪ :‬إن ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗرداد اﻟﻣرﻓق ﻫو ﺣق ﺛﺎﺑت‬
‫ﺳواء ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﻘد أو ﻟم ﯾﻧص‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﻓﯾﺗم ﻋن ﺗراﺿﻲ ﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻹدارة و‬
‫ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻔﺳﺦ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون‪:‬‬

‫وأوﺿﺢ ﻣﺛﺎل ﻟﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗدﻣﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟذي ﯾدار‬
‫ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز‪ ،‬و ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 27‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪13/83‬‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻐﯾر اﻻﻣﺗﯾﺎز أو ﯾﺧﻔض أو ﯾﺑطل ﻓﻲ أي وﻗت ﺑدون ﺗﻌوﯾض‬
‫و ذﻟك إﻣﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و إﻣﺎ ﻻﺗﻘﺎء اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت أو إﯾﻘﺎﻓﻬﺎ و إﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻣراﻋﺎة‬
‫اﻟﺑﻧود اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻻﻣﺗﯾﺎز‬

‫) ‪(1‬‬
‫أﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ﻋﯾﺎد ‪ ،‬ظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪1990 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﺻﻔﯾـﺔ ﻋﻘـد اﻻﻣﺗﯾـﺎز‬


‫ﯾﺛﯾر ﻣوﺿوع ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز إﺷﻛﺎﻻ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺻﻔﯾﺗﻪ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻﯾر‬
‫اﻷﻣوال و اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣرﻓق و ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ‪ ،‬و ﺳﻧﺗﻌرض‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻟﻣﺻﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -(1‬ﻣﺻﯾر اﻷﻣوال اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق‪:‬‬

‫ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻋداد اﻟﻣرﻓق ﻣوﺿوع اﻻﻣﺗﯾﺎز أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻷﻣوال‬
‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻌﻘﺎرات ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﻣﺣطﺎت اﻟوﻗود و اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ و ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻧﻘوﻻت‬
‫ﻛﺎﻟﺳﯾﺎرات و اﻟﺣﺎﻓﻼت‪ ،‬و ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﯾﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم و ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻗد ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻟﻪ‬
‫اﻹدارة‪ ،‬ﻛﺄن ﺗﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ أﺟزاء ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻐﻼل ﻛﺎﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ‬
‫ﺑﺷﻐل ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟطرﯾق أو ﻣد أﺳﻼك ﻓوﻗﻪ أو ﺣﻔر أﻧﻔﺎق ﺗﺣﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﻣﺻﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻋﻧد‬
‫اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻘد؟ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﺎن وﺛﯾﻘﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﯾر ﺗﻠك اﻷﻣوال‬
‫ﻋﻧد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣدد ﻣﺻﯾر ﺗﻠك اﻷﻣوال و ﺑﺎﻟذات ﻟﯾس ﻫﻧﺎك‬
‫ﻗﺎﻋدة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﺗؤول ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣﺟﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻘب ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز و ﻫذﻩ ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﯾﺗﻌﯾن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز و اﻟﻣﻠﺗزم ‪.‬‬

‫أ(‪ -‬اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻓﺎن ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗؤول إﻟﻰ اﻹدارة‬
‫ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة‪ ،‬ﻓﺎن ﻛل ﻣﺎ ﻟم ﯾدرﺟﻪ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟطﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻷﻣوال ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪ ،‬و ﺗﺣدﯾد‬
‫ﻫذﻩ اﻟطﺎﺋﻔﺔ ﯾﻛون ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﯾؤول ﻟﻺدارة ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪ ،‬وﻻ ﺗﻧص ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻠك اﻷﻣوال‪ ،‬و ﻟﻛن ﺟرى اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻼ ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﺗﻌود ﻟﻺدارة و ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻣرﻓق و ﻣﻧﻔﺻﻼ ﻋﻧﻪ‬
‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤول ﻟﻠﻣﻠﺗزم‪.‬‬

‫ص‪. 322‬‬ ‫)‪(1‬ﻋﺑد ﯾد ﻓﯾﺎض‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺟزاءات ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪،1985 ،‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻌﻘﺪ اﻻﻣﺘﻴﺎز‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ب(‪ -‬اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗؤول ﻟﻺدارة ﻣﺟﺎﻧﺎ‪:‬‬

‫وﻫﻲ ﺗﺷﻣل اﻷﻣوال اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع ﻛﺎﻷراﺿﻲ و اﻟطرق و اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص )‪ ،(1‬ﻓﺈذا‬
‫ﻛﺎن اﻷﺻل أن ﺗؤول ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺟرد اﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام ﻓﻘد‬
‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻧﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻹدارة اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﻲ ﺗرك ﺑﻌض اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﯾن ﻋﻧد اﻧﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻌﻘد أﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق ﻓﺗﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻣﺟﺎﻧﺎ وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل‪.‬‬

‫)‪(1‬ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﺎﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 778‬‬

‫‪54‬‬
‫ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬

‫ﺧــــﺎﺗﻣــــﺔ ‪:‬‬

‫إن ﺧﺎﺗﻣﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺗﺣﺗﻣﻧﺎ إﻟﻰ ﺳرد اﻟﺧﻼﺻﺔ واﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟذي وﺻﻠﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﻌد ﻋﻧﺎء وﺟﻬد‬
‫ﻛﺑﯾر ﻟﻧﻘص اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﯾدان وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺷﺑﻪ‬
‫ﻣﻧﻌدﻣﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺑﺈﺳﻬﺎب ‪ ،‬ﻟﻛون أن أﺳﻠوب‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو أﺳﻠوب ﻗدﯾم وﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟ ﱠﻣﺎ ﻋﺟزت اﻟدوﻟﺔ ﻋن‬
‫ﺗﺳﯾﯾر ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق وﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧﺷﺄة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻدارﯾﺔ ﻻ‬
‫ﺗرﺗﻛز ﻓﻲ أﺳﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾن أو ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺗﻧظﻣﻬﺎ وﺗﻧظم إﺟراءاﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺑﻬذا ﻧﻘول ﺑﺄن ﻫذا اﻻﺳﻠوب آﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن إزدﯾﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﺑﺎﻟﻣرﻓق وﻣن ﻫﻧﺎ‬
‫ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻟﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻدارة اﻟﻣرﻧﺔ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻻدارة ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺧول ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻻدارة ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺎن اﻹدارة وﺻﻔﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺟﻠﯾﺎ وواﺿﺣﺎ ‪،‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم ﺟﺑرﯾﺔ إذﻋﺎﻧﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرف اﻻﺧر ‪،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن‬
‫ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﺣرر ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ واﻟروﺗﯾن اﻻداري ‪ ،‬ﻻﻋﺗﺑﺎر أن‬
‫اﻟطرف اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻫو طرف ﺧﺎص ﯾﺳﺗﻌﻣل أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﺧﺎص ٕواﺟراءات اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺎت اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن ﺑﺄداء ﺟﯾد‬
‫وﺑﻧوﻋﯾﺔ ﺟﯾدة ‪.‬‬
‫وأن اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻠﺗزم ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺛﻣرة‬
‫ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪ ،‬ﺑﺄن ﺗﻛون اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻬم ذات ﻧوﻋﯾﺔ وﺟودة ﺟﯾدة ﺑﺄﺳﻠوب ﻣرن‬
‫ﺧﺎل ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾدات واﻻﺟراءات اﻟﻣﺿﯾﻌﺔ ﻟﻠوﻗت ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻪ ﯾﻌﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻋﺑﺎء‬
‫واﻟﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬

‫وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻛﺎن اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻻﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ وﻟﯾدة اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي اﻧﺗﻬﺟﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 1989‬ﻏﯾر أﻧﻪ وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻻﺣظﻧﺎ اﻧﻌدام ﻗﺎﻧون أﺳﺎﺳﻲ ﯾﻧظم ﻫذا اﻷﺳﻠوب وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧﺎ أن ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﺟد ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻻ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ‪ ،‬وﻻﺣظﻧﺎ ﻛذﻟك ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ‪،‬وﻟﻌل ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟﺳرﯾﻊ ﺧﯾر دﻟﯾل‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻛظل ﻣﻧﺢ إﻣﺗﯾﺎز ﻫذا اﻟطرﯾق ﺣﺑ ار ﻋﻠﻰ ورق وﻟم ﯾﺗﻘدم إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﺧواص ﻟﻛون أن‬
‫اﻟرﺳوم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣدروﺳﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻻ ﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺢ اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻪ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن إﺟراءات ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻزاﻟت ﺗﻔﺗﻘد إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ وﺗﺿﻣن‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻻﻋﺗﺑﺎر‬
‫أن ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻻزال ﯾدار ﺑﺎﻟطرق اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻟﻺدارة ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧﺣﻪ ﻟﻣن ﺗرﯾد دون ﺿواﺑط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ٕ ،‬واﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻻﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺣﺗوى ﻧص اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ اﻟو ازرﯾﺔ رﻗم ‪ 842/03 .94‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾرﻫﺎ ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺗﺧص اﻟﻣراﻓق اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺗم ذﻛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻛﻠﻣت ﻋن إﺟراءات‬
‫اﻟﻣﻧﺢ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻋرﺿﯾﺔ وأﻋطت ﺣق اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟواﻟﻲ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺷروط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻹدارة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﯾﯾﻣﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﻟم ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺟدﯾد ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺣددت ﻓﻘط ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق‬
‫اﻻﻣﺗﯾﺎز دون اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ وﺗﻛرﯾﺳﻪ ‪ ،‬ﺑل ﺟﺎء ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎدﺗﻪ ‪ 155‬وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ ، 149‬وﻟﺗﺣﻔﯾز اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺟز ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ وﺗﻛﻠﻔﻬﺎ أﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻏﻧﺎ ﻋﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻛﻣل ﻧﺟد ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ﺟﺎءت ﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﻏﯾر ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺑﻼد وﻫو‬
‫اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺣرر اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺧوﺻﺻﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺣث‬
‫اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرات اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ واﻟﻣذﻛور‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 155‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺎدة ‪ 149‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺗـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﺔ‬

‫ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧﻼﺣظ أن ﻏﯾﺎﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺄطﯾرﯾﺔﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻼﺷﻲ واﻻﻧدﺛﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺗﻛرﯾس اﻻدارة ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾدار ﺑﻪ‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ وأد ﻫذا اﻻﺳﻠوب وﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﺈﺳﺗﻐﻼل اﻟﺷواطﺊ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺻﯾف ‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟد أن وﻻﯾﺔ ﺗﯾﺑﺎزة وﺑﻠدﯾﺔ ﺗﯾﺑﺎزة أوﻗﻔت ﻫذا اﻟﻧوع‬
‫ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات ﻟﺳﺑب اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻷﺟدر ﺑﻬﺎ ﻛﺎن أن ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن‬
‫اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑل ﺗﺗدﺧل ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺎت ﻣﻧﺣﻬﺎ إﯾﺎﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺑﻌض اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ إﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا‬
‫اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود واﻟﺗﺳﯾﯾر ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﺧﺻﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫*إﯾﺟﺎد ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺄطﯾرﯾﺔ وﻋﺎﻣﺔ ﺗﺣﻛم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻘطﺎﻋﺎت ‪.‬‬
‫*ﺿﺑط اﺟراءات اﻟﻣﻧﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﻘد ﺑﻧﺻوص ﺗﺿﻣن اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﺣﺳن ﺳﯾر‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫*ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز أن ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺿﺑط ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ ﻟﻛل ﻣن‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدﯾد رﺳم اﻻﻣﺗﯾﺎز ووﺿﻊ ﻗواﻋد ﻟﺗﺣﯾﯾﻧﻪ ان اﻗﺗﺿﻰ‬
‫اﻷﻣر ذﻟك ‪،‬وﻫذا ﻟﻛﻲ ﺗﺿﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟﺳﯾر ﺑﺎﻧﺗظﺎم واطراد ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫أﺧرى ‪.‬‬
‫*ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﻘود ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات واﻟﻣﻬﺎرات واﻟﻘدرات‬
‫اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗوﺳﻊ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﺷﺄة اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺣﺳب ﺗﻧوع‬
‫اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣت ﻓﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺳﯾﯾر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ﻗﺎﺋــﻣــﺔ اﻟﻣراﺟـــــــﻊ ‪.‬‬

‫‪/1‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫ا‪/‬اﻟﻘواﻧﯾن ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻻﻣررﻗم ‪، 13 – 96‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 15‬ﺟوان ‪1996‬‬


‫‪،‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧوﻧﺎﻟﻣﯾﺎﻩ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 37‬اﻟﺻﺎدرﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 15‬ﺟوان ‪1996‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪ 14-08‬اﻟﻣﻌدﻟواﻟﻣﺗﻣﻣﻠﻠﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪، 30 – 90‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 20‬ﯾوﻧﯾو‬
‫‪،2008‬ﯾﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧوﻧﺎﻻﻣﻼﻛﺎﻟوطﻧﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪. 44‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم‪، 17-83‬اﻟﻣؤرﺧﺔﻓﻲ ‪ 16‬ﯾوﻧﯾو ‪1983‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧوﻧﺎﻟﻣﯾﺎﻩ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪.37‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻘﺎﻧون‪، 02-03‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪2003/02/17‬‬
‫‪،‬ﯾﺣدداﻟﻘواﻋداﻟﻌﺎﻣﺔﻻﺳﺗﻐﻼﻟواﺳﺗﻌﻣﺎﻻﻟﺳﯾﺎﺣﯾﯾﻧﻠﻠﺷواطﺊ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻣﺎدة‬
‫‪.04‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم‪، 10-11‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 22‬ﯾوﻟﯾو ‪2011‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪ 37‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﯾوﻟﯾو ‪.2011‬‬
‫‪ -6‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪ 07-12‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 21‬ﻓﺑراﯾر ‪2012‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 21‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪29‬ﻓﯾﺑراﯾر ‪. 2012‬‬
‫‪ -7‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪ 13-01‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧوﻧﺎﻟﻧﻘﻼﻟﺑري‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫‪ -8‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪ 09-08‬ﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 25‬ﻓﺑراﯾرﺳﻧﺔ ‪2008‬‬
‫‪،‬ﯾﺗﺿﻣﻧﻘﺎﻧوﻧﺎﻹﺟراءاﺗﺎﻟﻣدﻧﯾﺔواﻹدارﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪، 21‬ﻣؤرﺧﺔﻓﻲ ‪04-23‬‬
‫‪.2008.‬‬
‫‪ -9‬اﻟﻘﺎﻧوﻧرﻗم ‪ 07-05‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 28‬أﻓرﯾل ‪2005‬‬
‫‪،‬ﯾﺗﻌﻠﻘﺑﺎﻟﻣﺣروﻗﺎت‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔاﻟﻌدد ‪، 50‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬أﻓرﯾل ‪.2005‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ -10‬اﻟﻘﺎﻧوﻧﺎﻟﻣدﻧﻲ‪،‬اﻟﺻﺎدرﺑﻣوﺟﺑﺎﻻﻣر ‪ 58-75‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 20‬ﺳﺑﺗﻣﺑرﺳﻧﺔ ‪1975‬‬
‫‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪، 78‬اﻟﺻدرﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪، 1975‬ﻣﻌدﻟوﻣﺗﻣم‪.‬‬
‫‪ -11‬اﻷﻣررﻗم ‪، 11-06‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 30‬أوت ‪2006‬‬
‫‪،‬ﯾﺣددﺷروطوﻛﯾﻔﯾﺎﺗﻣﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزواﻟﺗﻧﺎزﻟﻌﻧﺎﻷراﺿﯾﺎﻟﺗﺎﺑﻌﺔﻟﻸﻣﻼﻛﺎﻟﺧﺎﺻﺔﻟﻠدوﻟﺔاﻟﻣوﺟ‬
‫ﻫﺔﻹﻧﺟﺎزﻣﺷﺎرﯾﻌﺎﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 53‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬اوت‬
‫‪.2006‬‬

‫ب‪/‬اﻟﻣراﺳﯾــــــم‬

‫*‪/‬اﻟﻣراﺳﯾﻣﺎﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ‬

‫‪-1‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟرﺋﺎﺳﯾرﻗم ‪ 236-10‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 07‬أﻛﺗوﺑر ‪2010‬‬


‫ﯾﺗﺿﻣﻧﺗﻧظﯾﻣﺎﻟﺻﻔﻘﺎﺗﺎﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬ﻣﻌدﻟوﻣﺗﻣم‪،‬اﻟﻣﺎدة ‪04‬‬

‫*‪/‬اﻟﻣراﺳﯾﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 54-08‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري‪2008‬‬


‫‪،‬ﯾﺗﺿﻣﻧﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔﻋﻠﯨدﻓﺗراﻟﺷروطﺎﻟﻧﻣوذﺟﯾﻠﻠﺗﺳﯾﯾرﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻟﻠﺧدﻣﺔاﻟﻌﻣوﻣﯾﺔﻟﻣﯾﺎﻫﺎﻟﺷرﺑوﻧظﺎ‬
‫ﻣﺎﻟﺧدﻣﺔاﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔﺑﻪ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪. 08‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذي ‪ 152-09‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 02‬ﻣﺎي ‪2009‬‬


‫‪،‬ﯾﺣددﺷروطوﻛﯾﻔﯾﺎﺗﻣﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻋﻠﯨﺎﻻراﺿﯾﺎﻟﺗﺎﺑﻌﺔﻟﻸﻣﻼﻛﺎﻟﺧﺎﺻﺔﻟﻠدوﻟﺔواﻟﻣوﺟﻬﺔﻹﻧﺟﺎزﻣﺷ‬
‫ارﯾﻌﺎﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪، 27‬اﻟﻣؤرﺧﺔﻓﻲ ‪ 06‬ﻣﺎي ‪.2009‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾرﻗم ‪ 53-08‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 09‬ﻓﯾﻔري‪2008‬‬


‫‪،‬ﯾﺗﺿﻣﻧﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔﻋﻠﯨدﻓﺗراﻟﺷروطﺎﻟﻧﻣوذﺟﯾﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻟﻠﺧدﻣﺔاﻟﻌﻣوﻣﯾﺔﻟﻠﺗطﻬﯾروﻧظﺎﻣﺎﻟﺧدﻣﺔاﻟ‬
‫ﻣﺗﻌﻠﻘﺔﺑﻪ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪، 08‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬ﻓﯾﻔري ‪.2008‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾرﻗم ‪ 26-10‬اﻟﻣؤرﺧف ‪ 23‬دﯾﺳﻣﺑر ‪2010‬‬
‫ﯾﺣددﻛﯾﻔﯾﺎﺗﺗطﺑﯾﻘﺣﻘﺎﻻﻣﺗﯾﺎزواﻻﺳﺗﻐﻼﻻﻷراﺿﯾﺎﻟﻔﻼﺣﯾﺔاﻟﺗﺎﺑﻌﺔﻷﻣﻼﻛﺎﻟﺧﺎﺻﺔﻟﻠدوﻟﺔ‪،‬اﻟﺟرﯾد‬
‫ةاﻟرﺳﻣﯾﺔاﻟﻌدد ‪، 79‬اﻟﺻﺎدرةﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬دﯾﺳﻣﺑر ‪. 2010‬‬

‫‪ -5‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾرﻗم ‪،322 - 94‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪17‬أﻛﺗوﺑر ‪1994‬‬


‫‪،‬ﯾﺗﻌﻠﻘﺑﻣﻧﺣﺎﻣﺗﯾﺎزأرﺿﯾﺎﻷﻣﻼﻛﺎﻟوطﻧﯾﺔاﻟواﻗﻌﺔﻓﯾﺎﻟﻣﻧﺎطﻘﺧﺎﺻﺔﻓﯾﺈطﺎرﺗرﻗﯾﺔاﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪. 67‬‬

‫‪ -6‬اﻟﻣرﺳوﻣﺎﻟﺗﻧﻔﯾذﯾرﻗم ‪ 308 – 96‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 8‬دﯾﺳﻣﺑر ‪1996‬‬


‫‪،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺑﻣﻧﺣﺈﻣﺗﯾﺎزاﻟطرﯾﻘﺎﻟﺳرﯾﻊ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌددرﻗم ‪.55‬‬
‫‪ -7‬اﻟﻣرﺳوﻣرﻗم ‪ 16 – 67‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 03‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪1967‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﻣﻧﺣﺎﻟدوﻟﺔﻟﻠﺑﻠدﯾﺎﺗﻌﻧطرﯾﻘﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﺣﻘﺎﺳﺗﻐﻼﻟﺑﻌﺿﺎﻟﻣﻧﺷﺂﺗﺎﻟرﯾﺎﺿﯾﺔاﻟواﻗﻌﺔﻓﯾﻣﻧ‬
‫اطﻘﻬﺎ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد‪08‬‬
‫‪ -8‬اﻟﻣرﺳوﻣرﻗم ‪ 53- 67‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 17‬ﻣﺎرس‪1967‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣﻣﻧوﺣﻠﻠﺑﻠدﯾﺎﺗﻼﺳﺗﻐﻼﻻﻟﻣﺣﻼﺗﺎﻟﺗﺟﺎرﯾﺔﻟﻠﻌرﺿﺎﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟر‬
‫ﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪.26‬‬
‫‪ -9‬اﻟﻣرﺳوﻣرﻗم ‪ 53- 67‬اﻟﻣؤرﺧﻔﻲ ‪ 17‬ﻣﺎرس‪1967‬‬
‫‪،‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣﻣﻧوﺣﻠﻠﺑﻠدﯾﺎﺗﻼﺳﺗﻐﻼﻻﻟﻣﺣﻼﺗﺎﻟﺗﺟﺎرﯾﺔﻟﻠﻌرﺿﺎﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ‪،‬اﻟﺟرﯾدةاﻟر‬
‫ﺳﻣﯾﺔ‪،‬اﻟﻌدد ‪.26‬‬

‫ج‪/‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔاﻟو ازرﯾﺔرﻗم ‪،842/03-94‬‬


‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔﺑﺎﻣﺗﯾﺎزوﺗﺄﺟﯾراﻟﻣراﻓﻘﺎﻟﻌﻣوﻣﯾﺔاﻟﻣؤرﺧﺔﻓﻲ‪ 07‬دﯾﺳﻣﺑر‪1994‬‬
‫‪،‬اﻟﺻﺎدرةﻋﻧوزﯾراﻟداﺧﻠﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ /2‬اﻟﻛـﺗـب‬
‫‪62‬‬
‫‪ -1‬إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﻬﺎوي ‪ ،‬ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ‪ ، B.O.T‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟطوﺑﺟﻲ ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ﻋﯾﺎد ‪ ،‬ﻓﻲ ظﺎﻫر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1990 ،‬‬
‫‪ -3‬ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -4‬ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ‪،‬أﺻول اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬ﻣﺻر ‪،‬‬
‫‪. 1993‬‬
‫‪ -5‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪-‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ‪-‬ﻣﺻر‪-‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -6‬ﺷرﯾﻔﻲ ﻧﺳرﯾن و آﺧرون ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2014 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺟدﯾدة ‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪. 2010‬‬
‫‪ -8‬اﻟطﻣﺎوي ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -9‬ﻋزري اﻟزﯾن ‪ ،‬اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ وﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺧﺑر اﻹﺟﺗﻬﺎد‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ‪ ،‬ﺑﺳﻛرة ‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪،‬‬
‫ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -11‬ﻏﺳﺎن ﻣدﺣت ﺧﯾر اﻟدﯾن اﻟﺧﯾري ‪،‬ﻣدﺧل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -12‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ‪،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪. 2005،‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -13‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد إﺳﻣﺎﻋﯾل ‪ ،‬ﻋﻘود اﻻﺷﻐﺎل اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -14‬ﻣﺣﻣود ﻋﺎطف اﻟﺑﻧﺔ ‪،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر ‪،‬ﻣﺻر ‪،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -15‬ﻣﺣﯾو أﺣﻣد ‪،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋرب‬
‫ﺻﺎﺻﻼ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 1996،‬‬
‫‪ -16‬ﻣروان ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن اﻟﻘطب ‪،‬طرق ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪. 2009،‬‬

‫‪/3‬اﻟرﺳﺎﺋل واﻟﻣذﻛرات‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺑﺎﻟﻛﻌﯾﺑﺎﺗﻣراد‪،‬ﻣﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎراﻟﺻﻧﺎﻋﯾﻔﯾﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎﻟﺟزاﺋر‪،‬رﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔﻟﻧﯾﻠدﻛﺗوراﻫﻔﯾﺎﻟﺣﻘوق‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔﻣﺣﻣدﺧﯾﺿرﺑﺳﻛرة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺑﻧﻣﺣﯾﺎوﯾﺻﺎرة‪،‬اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻓﯾﺎﻟﺗﺷرﯾﻌﺎﻟﺟزاﺋري‪،‬ﻣذﻛرةﻣﻛﻣﻠﺔﻣﻧﻣﺗطﻠﺑﺎﺗ‬
‫ﻧﯾﻠﺷﻬﺎدةاﻟﻣﺎﺳﺗر‪،‬ﻟﺣﻘوﻗﺗﺧﺻﺻﻘﺎﻧوﻧﺈدارﯾﺟﺎﻣﻌﺔﻣﺣﻣدﺧﯾﺿرﺑﺳﻛرة‪. 2013 ،‬‬

‫‪/4‬اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﻛﻠﯾﻧﻌﯾﻣﺔ‪،‬اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر‪،‬ﻣذﻛرةﻣﻧﺄﺟﻼﻟﺣﺻوﻟﻌﻠﯨﺷﻬﺎدةﻣﺎ‬
‫ﺟﯾﺳﺗﯾرﻓﯾﺎﻟﻘﺎﻧون‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔﻣوﻟودﻣﻌﻣرﯾﺗﯾزﯾوزو‪،‬‬
‫‪،www.ummto.dz,pdf,aklinaima‬ﺗﻣﻔﺣﺻﺎﻟﻣوﻗﻌﻔﻲ ‪. 2015/03/12‬‬
‫‪ -2‬ﺑوﺿﯾﺎﻓﻌﻣﺎر‪،‬ﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزودورﻫﻔﯾﺗطوﯾراﻟﻌﻼﻗﺔﺑﯾﻧﺎﻻدارةاﻟﻣﺣﻠﯾﺔواﻟﻘطﺎﻋﺎﻟﺧﺎص‬
‫‪،‬ﻣﻧﺗدﯾﺎﺗﺎﻟﺟﻠﻔﺔ‪،http..//www.djelfa.nfo/vb/showthread.ph،‬ﺗﺎرﯾﺧﺎ‬
‫ﻟﺗﻔﺣص ‪. 2015/04/13‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﻔﻬــــــــــــــــرس‬
‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻌﻧوان‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪.............................................................................‬أ‪،‬ب‪،‬ج‬
‫اﻟﻔﺻﻼﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔﻋﻘدﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز‪04.....................................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻷول ‪:‬ﻣﻔﻬوﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز‪06...................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬ﺗﻌرﯾﻔﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز‪06...................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻔﻘﻬﻲ‪06..........................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪07........................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪08........................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﺗطورﻣﻔﻬوﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز‪09.............................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬ﻣرﺣﻠﺔﻣﺎﻗﺑل ‪09....................................................1989‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻣرﺣﻠﺔﻣﺎﺑﻌد ‪10...................................................1989‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﺧﺻﺎﺋﺻﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوأرﻛﺎﻧﻪ‪12........................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬ﺧﺻﺎﺋﺻﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪12...............................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬ﻋﻘدإداري ‪12..............................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﻣوﺿوﻋﺎﻻﻣﺗﯾﺎز‪13.........................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺣﺻوﻟﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎزﻋﻠﯨﺑدﻻﺗﻣﻧﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن‪13......................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ ‪:‬ﻋﻘدزﻣﻧﯾطوﯾﻼﻟﻣدة ‪14...................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬أرﻛﺎﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز‪16....................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬اﻟرﺿﺎ‪16....................................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻣﺣل‪18..................................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬اﻟﺳﺑب‪19...................................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ ‪:‬اﻟﺷﻛل‪19....................................................................‬‬
‫‪67‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬طﺑﯾﻌﺔﻋﻘداﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣرﻓﻘﺎﻟﻌﺎﻣوﺗﻣﯾﯾزﻫﻌﻧﺎﻟﻌﻘوداﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔﻟﻪ‪21......‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬طﺑﯾﻌﺔﻋﻘداﻣﺗﯾﺎزاﻟﻣرﻓﻘﺎﻟﻌﺎم‪21.......................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔﻟﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزاﻹداري‪21...................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﻌﻘدﯾﺔﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ‪22.................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘدﯾﺔ )اﻟﻣزدوﺟﺔ(ﻟﻼﻣﺗﯾﺎز ‪23............................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟراﺑﻊ ‪:‬اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﻣﺧﺗﻠطﺔﻟﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪23..........................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﺗﻣﯾزﻋﻘدﻋﻧﺎﻟﻌﻘوداﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔﻟﻪ ‪24.....................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻻول ‪ :‬ﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوﻋﻘداﻟﺑوت‪24........................................B.O.T‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﺗﻣﯾﯾزﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزﻋﻧﻌﻘداﻟﺗﺳﯾﯾر ‪26.....................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬اﻟﺗﻣﯾﯾزﺑﯾﻧﺎﻟﺻﻔﻘﺎﺗﺎﻟﻌﻣوﻣﯾﺔوﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪27............................‬‬
‫اﻟﻔﺻﻼﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻧظﺎﻣﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﻠﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز‪29..........................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻷول‪ :‬آﻟﯾﺎﺗﺗﻛوﯾﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪31............................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬اﺧﺗﯾﺎرﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ‪31.............................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬ﻓﯾﻔرﻧﺳﺎ‪31...............................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﻓﯾﺎﻟﺟزاﺋر ‪32............................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬إﺑراﻣﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎزوﺗﻛوﯾﻧﻪ ‪32...........................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬ﻗراراﻧﻌﻘﺎداﻟﻌﻘد ‪33......................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬وﺛﺎﺋﻘﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪34...................................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬آﺛﺎرﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪36..................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬ﺗﻧﻔﯾذﻋﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪36...................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬ﺣﻘوﻗوواﺟﺑﺎﺗﺎﻹدارةﻣﺎﻧﺣﺔاﻻﻣﺗﯾﺎز ‪36...................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﻘوﻗواﻟﺗزاﻣﺎﺗﺻﺎﺣﺑﺎﻻﻣﺗﯾﺎز‪39.......................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑـﺔﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾـﻧﻣـﻧﺧدﻣﺎﺗﺎﻟﻣـرﻓق‪42....................................‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﻋﻧﻌﻘداﻻﻣﺗﯾﺎز ‪44.................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول ‪:‬اﻟﻧزاﻋﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺑﯾﻧﻣﺎﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎزواﻟﻣﻠﺗزم‪44.................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﺑﯾﻧﺎﻟﻣﻠﺗزﻣواﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ‪46.................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث ‪:‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﺎﻟﻧﺎﺷﺋﺔﺑﯾﻧﺎﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾﻧوﻣﺎﻧﺣﺎﻻﻣﺗﯾﺎز ‪46..........................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣﺛﺎﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻧﻬﺎﯾـﺔﻋﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎزﻓـﯾﺎﻟﻣراﻓـﻘﺎﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪47............................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻷول ‪:‬اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔاﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔﻟﻌﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز‪47.........................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻧﻬﺎﯾـﺔﻏﯾـراﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔﻟﻌﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز‪48.....................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول‪ :‬إﺳﻘـﺎطﺎﻻﻣﺗﯾـﺎز‪48...........................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻧـﻲ‪ :‬اﻻﺳﺗـرداد‪50...............................................................‬‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻔﺳـﺧﻸﺳﺑـﺎﺑﺄﺧـرى ‪52................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﺻﻔﯾـﺔﻋﻘـداﻻﻣﺗﯾـﺎز‪53................................................‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪55...............................................................................‬‬
‫اﻟﻣﻼﺣق‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪59.................................................................‬‬
‫اﻟﻔﻬرس‪66.................................................................................‬‬
‫اﻟﻣﻠﺧص‬

‫‪69‬‬
‫ﻣﻠﺧــــــــــــــص‬

‫ﯾﻌدﻣوﺿوع ﻋﻘد اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣن أﻫم اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ‬


‫ﻋرﻓت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾ ار ﺑﻌد اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ ‪1989‬م‬
‫ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻛﺂﻟﯾﺔ وﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻹدارة ﻹﺷراك‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻧﺷﺎط اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻫذا ﻟﺗﺣﺻﯾل ﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ‬
‫رﻏﺑﺎت اﻷﻓراد واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن وﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣن ﻣﻬﺎرات اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‬
‫واﻟﺧﺑرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻓﺻﻠﯾن اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻓﯾﻪ ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻫذا اﻟﻌﻘد وﺗﻌرﯾﻔﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ‪ 842/03.14‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ‪ 07‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1994‬ﺣﯾث‬
‫أرﺳت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﻌض اﻟﻘواﻋد واﻻﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻌﻘد ﻣﻊ ذﻛر ﺑﻌض‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﻟﻬذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻛﻘطﺎع اﻟﻧﻘل )اﻟطرﯾق اﻟﺳﯾﺎر‬
‫وﺧﻠﯾﻔﺔ ﻟﻠطﯾران‪...‬اﻟﺦ( أﻣﺎ ﻋن اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺧﺻﺻﻧﺎﻩ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻌﻘد ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﯾث اﻻﻧﻌﻘﺎد‬
‫وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﺑرام واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

You might also like