Professional Documents
Culture Documents
التوقيع الالكتروني
التوقيع الالكتروني
إن التطور التكنولوجي الذي شهدته التجارة اإللكترونية في العالم االفتراضي على شبكة
األنترنت ،أدت إلى تعرض المستهلك االلكتروني إلى مخاطر تهدد خصوصية بياناته الشخصية،
فبحثت التشريعات على آليات لحماية حقوق المستهلك اإللكتروني فبظهور القانون 15/04
المتعلق بالتوقيع االلكتروني والتصديق االلكتروني اعتبر التوقيع والتصديق االلكترونين كآلية
لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني وهذا ما سنتطرق إليه في (المطلب األول) وكيف يتم
.حماية المستهلك االلكتروني من مخاطر وسائل الدفع االلكتروني ( المطلب الثاني)
المطلب األول
يعتبر التوقيع شرطا أساسيا في توثيق أغلب المستندات والمعامالت سواء العادية أو
االلكترونية بشرط إمكانية التأكد من صحة التوقيع والبيانات الشخصية للموقع عن طريق شهادة
التصديق التي تصدرها جهة المختصة بذلك تدعى هيئة التصديق وحماية تلك البيانات الشخصية
والتوقيع االلكتروني ظهر نظام التشفير االلكتروني كوسيلة فعالة في حماية أمن المعلومات
.السرية
الفرع االول
وعليه سنقوم بتعريف التوقيع االلكتروني (اوال) مع ذكر انواعه (ثانيا) و تحديد اهميته و دوره
(ثالثا) و الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني (رابعا)
تعددت التعريفات المنسبة الى التوقيع االلكتروني و هذا راجع الى االختالف الموجود في
.التشريعات المقارنة و التشريع الجزائري
عرف قانون االونيسترال النموذجي للتوقيعات االلكترونية لسنة 20011التوقيع االكتروني في
المادة 2منه انه يقصد به "بيانات في شكل االلكتروني مدرجة في رسالة بيانات او مضافة اليها
" 2.او مرتبطة بها منطقيا ،يجوز ان تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة الى رسالة البيانات
نالحظ من خالل المادة ان التوقيع االلكتروني حسب قانون االونيسترال عبارة عن بيانات
الكترونية تتعلق بصاحب التوقيع ،جاءت لتحديد هوية الموقع و بيان موافقة على المعلومات
.الواردة في الرسالة
قانون األونيسترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية ،الصادر بتاريخ ،12/12/2001منشورات األمم المتحدة، 1
نيويورك.2002 ،
2
(Le terme signature Electronique ; designe des domes sous forme électronique contenues dans un message de
)……donnes ou jointes ou logiquement associees au dit message
التوجيه األوروبي رقم 1993-99المتعلق بالتوقيعات االلكترونية ،الصادر في .13/02/1999 3
من خالل هذا التعريف يتبين لنا ان التوقيع االلكتروني ال يختلف عن تعريفه في قانون
االونيسترال ،حيث يتمثل الدور االساسي للتوقيع االلكتروني في تحديد هوية الشخص وارتباطه
.به
عرف المشرع الفرنسي التوقيع االلكتروني في القانون المدني في المادة 1316فقرة 4بأنه":
التوقيع الضروري إلتمام التصرف القانوني الذي يميز هوية من وقعه ويعبر عن رضائه
باإللتزامات التي تنشأ عن هذا التصرف ،وعندما يكون الكترونيا فيجب أن يتم بإستخدام وسيلة
"4.أمنة لتحديد هوية الموقع وضمان صلة بالتصرف الذي وقع عليه
كما قام المشرع الفرنسي كذلك بتعديل بعض نصوص القانون المدني لتتماشى مع التوقيع
على العقود والمحررات االلكترونية ،5وقام بإصدار القانون رقم 20-2000يتعلق بالمبادالت
والتجارة اإللكترونية اشترطت فيه المادة 1360/4من هذا القانون أن تتم التجارة االلكترونية
.عن طريق استخدام وسيلة موثوقة تسمح بالعرف على صاحب التوقيع االلكتروني
عرف المشرع األردني التوقيع االلكتروني في المادة 2من قانون المعامالت االلكترونية رقم
85لسنة 2001بأنه ":البيانات التي تتخذ هيئة حروف أو أرقام أو رموز أو اشارات أو غيرها،
وتكون مدرجة بشكل الكتروني أو رقمي أو ضوئي أو أية وسيلة أخرى مماثلة في رسالة
معلومات أو مضافة عليها أو مرتبطة بها ،ولها طابع يسمح بتحديد هوية الشخص الذي وقعها
".6ويميزه عن غيره من أجل توقيعه وبغرض الموافقة على مضمونه
.نالحظ من خالل التعريف أن المشرع األردني أخذ تقريبا بنفس تعريف قانون األنيسترال
4
Décret n° 2001-272 du 30 mars 2001 pris pour l’application de l’article 1316/4 du code civile et relatif à la
signature électronique.
خالد محمود ابراهيم ،ابرام العقد االلكتروني ،دراسة مقارنة ،طبعة ،2دار الفكر الجامعي ،مصر ،2011 ،ص.244 5
إن المشرع التونسي من خالل المادة السابقة لم يعرف التوقيع االلكتروني صراحة بل اكتفى
.باإلشارة إلى العناصر المكونة له
ولتدارك ذلك جاء في القانون رقم 57في الفصل 453مكرر بأن التوقيع االلكتروني يتمثل
.في استعمال منوال موثوق به يتضمن صلة االمضاء المذكور بالوثيقة االلكترونية المرتبطة به
عرف التوقيع االلكتروني في القانون رقم 15لسنة 2004الخاص بتنظيم التوقيع االلكتروني
وانشاء هيئة تنمية صناعية تكنولوجيا المعلومات ،فحسب المادة 1من هذا القانون فإنه ":كل
مايتم وضعه على محرر الكتروني ويتخذ شكل حروف وأرقام أو رموز أو اشارات أو رسوم أو
"8.غيرها ،ويكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع فيميزه عن غيره
نجد أن المشرع المصري من تعريفه لم يحدد بدقة طبيعة التوقيع االلكتروني كغيره من
التشريعات التي بينت أنه عبارة عن بيانات المرونية مضافة لرسالة البيانات أو المعلومات
9.الشخصية
قانون المبادالت والتجارة االلكترونية التونسي رقم 83جريدة الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،العدد ،64الصادر 7
بتاريخ .11/08/2000
8قانون التوقيع االلكتروني وإ نشاء هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا المصري رقم ،15ج.ر ،عدد 17تابع د ،الصادر
بتاريخ .22/04/2005
براهمي حنان ،جريمة تزوير الوثيقة الرسمية االدارية ذات الطبيعة المعلوماتية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة محمد 9
فعرف التوقيع العادي في المادة 2فقرة 1من القانون 15/04بأنه ":بيانات الكترونية في
10.شكل الكتروني مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات الكترونية أخرى تستعمل كوسيلة توثيق
في حين عرفت المادة 7التوقيع االلكتروني الموصوف 11بأنه ":التوقيع االلكتروني الذي
:تتوفر فيه المتطلبات أو الشروط التالية
.أن ينشأ التوقيع على أساس شهادة تصديق أو توثيق موصوفة -
.أن يكون مصمما بواسطة ألية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع االلكتروني -
.أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقع -
أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به بحيث يمكن الكشف عن التغييرات الالحقة بهذه -
.البيانات
نستنتج أن جملة هذه الشروط المرتبطة بالتوقيع االلكتروني الموصوف جاءت متوافقة تماما
مع الشروط التي أقرها التوجيه األوروبي ،كما يظهر لنا أن المشرع الجزائري اعتبر من شهادة
التصديق االلكتروني الموصوف أساسا إلنشاء التوقيع االلكتروني الموصوف ،ولم يكتف بذلك
بل قرنها بضرورة تأمين األلية التي نشأ من خاللها 12التوقيع مع التأكد من ارتباط التوقيع
القانون رقم 15/04المؤرخ في 10فبراير ،2015يحدد القواعد المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونين 10
عبيزة منيرة ،التوقيع االلكتروني كضمانة قانونية لحماية المستهلك االلكتروني ،المجلة األكاديمية للبحوث القانونية 12
تعددت التعريفات الفقهية لمفهوم التوقيع االلكتروني ،فعرف عند البعض بأنه ":بيان مكتوب
بشكل الكتروني يتمثل بحرف أو رقم أو رمز أو اشارة أو صوت أو شفرة خاصة وميزة ينتج
عن اتباع وسيلة أمنة ،وهذا البيان يلحق أو يرتبط منطقيا ببيانات المحرر االلكتروني للداللة
"14.على هوية الموقع على المحرر والرضا مضمونة
كما عرف بأنه ":مجموعة من االجراءات والوسائل التي يتيح استخدامها عن طريق الرموز
واألرقام إخراج رسالة الكترونية تتضمن عالمة مميزة لصاحب الرسالة النقولة الكترونيا يجري
"15.تشفيرها بإستخدام مجموعة من المفاتيح واحد معلن واألخر خاص بصاحب الرسالة
مهما اختلفت التعريفات إال أنها تشترك في كون التوقيع االلكتروني وسيلة الكترونية تنسب
.الى صاحبها إلثبات هويته الشخصية
يعتبر التوقيع الرقمي من أشهر وأهم أنواع التوقيع االلكتروني في مجال التعامالت التجارية
االلكترونية ،لكونه يمنح درجة عالية من الثقة واألمان في استخدامه وتطبيقه ،فهو عبارة عن
مجموعة من البيانات والرموز السرية ،ينشأه صاحبه بإستخدام حاسوب ألي يتم تشفير تلك
16.البيانات والرموز والحاقها بالمستند االلكتروني عن طريق خوارزميات المفتاح العام والخاص
أمر رقم 75/58مؤرخ في 26سبتمبر ،1975المتضمن القانون المدني الجزائري ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر 13
أبوزيد محمد ،تحديث في قانون االثبات( مكانة المحررات االلكترونية بين األدلة الكتابية) ،د.ط ،د.د.ن ،مصر، 14
،2002ص.171
15
Gean Batiste Michelle, créer et exploiter un commerce électronique, litec,paris,1998.p127.
أبو ماريه علي ،التوقيع االلكتروني ومدى قوته ،مجلة جامعة الخيل للبحوث ،المجلة ،5العدد ،2010 ،2ص.112 16
يتم التوقيع البيومتري عن طريق إدخال الخواص الذاتية الشخصية للمستخدم التي تختلف من
شخص ألخر ،المتمثلة في بصمة األصابع أو بصمة العين وبصمة الصوت ،خواص اليد
البشرية ،أو التعرف على الوجه ،...وغيرها من الصفات الجسمية التي تسمح بتمييز المستخدم
17.االلكتروني في التوقيع البيومتري عن غيره
فيقوم الحاسوب بتخزين هذه الخصائص أو الخواص الذاتية عل ذاكرته بطريقة مشفرة ،اال
أن هذا النوع من التوقيع االلكتروني يعاب عليه كونه يسهل التزوير بتقليد البصمات الشخصية
.بإستخدام الوسائل الحديثة
يستعمل في هذا النوع من التوقيع قلم الكتروني متصل بجهاز الحاسوب فيقوم الشخص
الموقع بكتابة توقيعه الخطي على الشاشة الرقمية فيتم تخزين توقيعه على دائرة الحاسوب
المخصص لذلك ،فهذا النوع من التوقيع يتمتع بسهولة العمل به عن غيره ،إال أنه يحتاج إلى
18.جهة التصديق وتوثيق تضمن صحته وعدم تزويره
نظرا لألهمية البالغة للتوقيع االلكتروني نصت معظم التشريعات على توفير حماية قبلية
تكون في شكل تدابير وقائية تتعلق بتوفير أنظمة حماية للمحررات االلكترونية وأنظمة حماية في
المصاريف االلكترونية الهدف منها حماية البيانات والتوقيع االلكتروني للمستخدمين ،كما أقرت
حماية جزائية مباشرة وغير مباشرة لتوقيع المستهلك االلكتروني الهدف منها تجريم األفعال التي
.تمس بالتوقيع االلكتروني وسالمة المستهلك في التعامالت التجارية
الفرع الثاني
طمين سهيلة ،الشكلية في عقود التجارة االلكترونية ،مذكرة ماجيستر في القانون ،فرع القانون الدولي لألعمال، 17
مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2011 ،ص.56
نفس المرجع ،ص.58 18
لكون العقود والمعمالت التجارية تتم ما بين أشخاص ال يجمعهم زمان ومكان واحد فالبد من
توفير وسائل تكفل لنا تحديد هوية األطراف المتعاقدة والتأكد من صحة توقيعاتهم وبيانتهم
.الشخصية ،وهذا عن طريق شهادة التصديق االلكتروني( أوال) ،وهيئة التصديق (ثانيا)
عرفت المادة 2من قانون األونيسترال شهادة التصديق بأنها ":نفي رسالة بيانات أو سجل
"19.أخر يؤكدان االرتباط بين الموقع وبيانات انشاء التوقيع
أما المشرع الجزائري فقد عرف شهادة التصديق االلكترونية في المرسوم التنفيذي رقم
01/123"20.بأنها ":وثيقة يثبت من خاللها بأنه يقدم خدمات متطابقة لمتطلبات نوعية خاصة
رغم اختالف التعريف بشهادة التصديق االلكتروني إال أنها تجمع في كونها شهادة تمنح من
22.جهة مختصة بذلك تسمى جهة التصديق الهدف منها نسب التوقيع لصاحبه
كما أوجب المشرع الجزائري لإلعتلراف بصحة شهادة التصديق توافر مجموعة من الشروط
.فيها ذكرتها المادة 15فقرة 3من القانون 15/04
نميز بين نوعين من شهادة التصديق النوع األول هي شهادة التصديق الوطنية المعرفة سابقا
في المادة 2/7من القانون رقم ،15/04أما النوع الثاني فهي شهادة التصديق االلكتروني
المرسوم التنفيذي رقم 01/123المؤرخ في 9ماي ،2001المتعلق بنظام االستغالل المطبق على كل نوع من 20
األنواع الشبكات بما فيها السلكية الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،37
الصادرة بتاريخ 07جوان ،2007المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم .07/162
قانون رقم ،15/04مرجع سابق. 21
أحمد بورزق ،الحماية القانونية للمستهلك في المعامالت االلكترونية ،دراسة مقارنة ،الطبعة ،1منشورات ألفا 22
يتضح لنا من خالل نص المادة أن المشرع الجزائري اشترط في الشهادة األجنبية أن تكون لها
نفس مكانة شهادة التصديق الوطنية أن تكون هناك اتفاقية مسبقة بين الجزائر والبلد األجنبي
.الصادر منه الشهادة وكذا أن تبرم من قبل سلطة مختصة
هيئة التصديق أو جهة التوثيق بالرغم من اختالف التسميات يتمثل دورها االساسي في
.اصدار شهادة التوثيق
عرفها قانون األونيسترال النموذجي لسنة 2001بإسم مقدم خدمات التصديق في نص المادة
2منه بأنه ":شخص يصدر الشهادات ويجوز أن يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات
"24.االلكترونية
كما عرفها التوجيه األوروبي رقم 93لسنة 1999في نص المادة 2فقرة 11بأنها ":كل
شخص طبيعي أو معنوي يصدر شهادات توثيق التوقيع االلكتروني أو تقديم خدمات أخرى
"25.متصلة بالتوقيع االلكتروني
أما المشرع الجزائري فأطلق على هيئة التصديق اإلللكتروني تسمية مؤدي خدمة التصديق
وهذا حسب ما نصت عليه المادة 3مكرر من المرسوم التنفيذي رقم 07/162المتعلق بنظام
25
Directive 1999-93 du poulemet européen et du conseil, du 13 décembre 1999, sur un cadre communautaire
pour les signateurs électroniques du 13/12/1999.
استقالل الشبكات بأنها ":كل شخص يسلم شهادات أو يقدم خدمات أخر في مجال التوقيع
"26.االلكتروني
فبالرجوع إلى نص المادة 8فقرة 8من القانون 03-2000نجد أنه يعرف مؤدي خدمات
التصديق بأنه ":كل شخص طبيعي أو معنوي يقدم خدمات مستعمال وسائل المواصالت السلكية
"27.والالسلكية
يتمثل الدور األساسي لهيئة التصديق كما ذكرنا سابقا في إصدار شهادة التصديق للتوقيع
:االلكتروني ،كما أن هيئة التصديق مهام أخرى تقوم بها منها
التأكد والتحقق من صحة البيانات والمعلومات المقدمة لها من طرف الشخص المتعاقد حسب -
.نص المادة 44من القانون 15/04
تقوم بتعقب المواقع التجارية والتحري عنها من أجل توفير الضمان والتأمين على التعامالت -
.التجارية عبر شبكة األنترنت
القانون 03-2000المؤرخ في 05أوت ،2000المحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية 27
الفرع الثالث
التشفير االلكتروني
نظام التشفير االلكتروني ليس وليد اليوم بل كان موجود منذ القدم يستعمل في األمور
العسكرية لضمان سرية الرسائل والمعلومات المرسلة ،وحاليا أصبح وسيلة حديثة لحماية أمن
المعلومات والترقيع االلكتروني ،فهو يعتبر وسيلة فعالة لحماية خصوصية البيانات الشخصية
للمستهلك االلكتروني ،نتطرق في هذا الفرع إلى تعريف التشفير االلكتروني( أوال) ،وبيان
أنواعه( ثانيا) مع ذكر أهميته( ثالثا)
.التشفير كلمة يونانية األصل ( اغريقية) تسمى بالترميز ويقصد بها الكتابة السرية
يعرف التشفير على أنه ":أي تغيير أو تحويل أو تعديل في البيانات أو المعلومات أو الرسائل
عبر استخدام رموز واشارات غير متداولة ،وال تكون معلومة إال لمن يملك فك الرمز ،بحيث
تصبح المعلومات عند تشفيرها غير مفهومة أو غير مقروء ،حين القيام بعملية عكس التشفير
من خالل البرامج واألجهزة المعدة لهذه الغاية ،بحيث تشكل وسيلة لحماية المعلومات أثناء
انتقائها عبر الشبكة المعلوماتية ،وال يتحقق فهمها أو قرائتها إال بعد فك رموزها من خالل
منظومة أو برامج خاصة لدى مستقبل هذه المعلومة بحيث يضمن التشفير سالمة المعلومة
.وموثيقيها
كما عرفه األستاذ ليونال بوشر باغ بأنه "مجموعة من التقنيات التي تهدف إلى حماية المعلومات
عن طريق استعمال بروتوكالت سرية ،تجعل البيانات مشفرة غير مفهومة لدى الغير بواسطة
29".البرامج المخصصة لذلك
نستنتج أن التشفير اإللكتروني يقوم على أساس تقنيات معقدة و آمنة بإستخدام رموز أو
إشارات غير متداولة و ال تكن معلومة إال عند صاحبها ،من أجل التأمين على سرية البيانات و
.المعلومات الشخصية للمستهلك اإللكتروني
تناول المشرع الفرنسي تعريف التشفير اإللكتروني في نص المادة 22من القانون رقم -90
1170بنصه "يفهم من خدمات التشفير كل الخدمات التي تهدف إلى تغيير البيانات أو اإلشارات
الواضحة إلى بيانات و إشارات غير مفهومة من طرف الغير بفضل برامج و معدات مخصصة
"30لهذا الغرض
كما أن المشرع الجزائري استعمل مصطلح الترميز بدل التشفير في المادة 14من المرسوم
31.التنفيذي رقم 257-98المتعلق بإستغالل خدمات األنترنت
لإلشارة أن المشرع الجزائري لم يعرف التشفير اإللكتروني لكنه عرف مفتاح التشفير
32.الخاص و العام المتعلق بالتوقيع و التصديق اإللكتروني في المادة 2الفقرة 8و9
التشفير المتماثل هو التشفير الذي يستعمل فيه صاحب الرسالة المفتاح الخاص ذاته إلنشاء
.الترميز و لفكه بعد اإلتفاق مع المرسل إليه على كلمة السر بينهما
29
30
31
32
نص عليه المشرع الجزائري في القانون 04-15في المادة 2فقرة " 8مفتاح التشفير
الخاص هو عبارة عن سلسلة من األعداد يحوزها حصريا الموقع فقط وتستخدم إلنشاء التوقيع
".اإللكتروني و يرتبط هذا المفتاح بمفتاح االتشفير العمومي
حيث يعتبر هذا النوع من أشهر طرق التشفير اإللكتروني استعماال في تشفير البيانات و
33.المعلومات فهو يحقق األمان ،كما يعد وسيلة تصدي ألي اعتداء على البيانات المشفرة
تسمى هذه الطريقة بمفتاح التشفير العام جاءت في نص المادة 2فقرة 9من القانون 04-15
على أنه ":مفتاح التشفير العمومي هو عبارة عن سلسلة من األعداد تكون موضوعة في متناول
الجمهور بهدف تمكينهم من التحقق من اإلمضاء اإللكتروني و تدرج في شهادة التصديق
34.اإللكتروني
لكنه بالرغم من إيجابيات توفير الحماية للبيانات الشخصية إال أنه هناك مشكلة ضمان رسمية
35.المفتاح العمومي أي أنه صادر فعليا من المستخدم و ليس طرف آخر بشكل غير مشروع
معناه إستعمال خليط بين التشفير المتماثل والغير المتماثل من طرف المرسل و المرسل إليه،
وفيه يشفر المفتاح الخاص بمفتاح عام وإ رسال كل من الرسالة المشفرة والمفتاح الخاص المشفر
36.إلى المرسل إليه بإستخدام آية شبكة إتصاالت
عن طريق تقنية التشفير يمكننا التغلب وتجاوز الكثير من مخاطر التجارة اإللكترونية المتمثلة
:في
34
35
36
.محاولة تعديل البيانات المنقولة بالشبكة -
أسفرت التجارة اإللكترونية إلى نشوء ما يعرف بوسائل الدفع اإللكتروني ،التي إعتبرت بديل
فعال عن الوسائل التقليدية للدفع ،حيث ساهمت هذه الوسائل في تسيير مختلف المعامالت
التجارية اإلفتراضية ،إال أنه رغم ذلك لم ترقى هذه الوسائل إلى درجة المثالية نتيجة للمخاطر
واإلنتهاكات التي تصيبها والتي تسبب بالتالي التعدي على خصوصية المعلومات الشخصية
للمتعاملين ،في هذا المطلب سنعالج فيه المقصود بوسائل الدفع اإللكتروني (الفرع األول)،
اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع
.الثاني) وأخيرا سنتطرق إلى حماية المستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع الثالث)
الفرع األول
تعد وسائل الدفع االلكتروني من الوسائل الحديثة التي جاءت لمواكبة التطور الحاصل في
التجارة اإللكترونية ،حيث تتميز هذه الوسائل بإمكانيات وخصائص مكنتها من مواجهة
الصعوبات التي طالت مختلف وسائل الدفع القديمة وعليه وجب التعريف بوسائل الدفع
.اإللكتروني (أوال) وخصائصهما (ثانيا) مع ذكر أنواعها (ثالثا)
يقصد بوسائل الدفع اإللكتروني بأنها ":مجموعة من األدوات والتحوالت اإللكترونية التي تصدره
المصارف والمؤسسات كوسيلة دفع تتمثل في البطاقات البنكية والنقود اإللكترونية والشيكات
37 .اإللكترونية
تعريف القانوني3-
كما جاء في القانون 05-18المتعلق بالتجارة اإللكترونية للتأكيد عليها في المادة 6بأنها":كل
وسيلة دفع مرخص بها طبقا للتشريع المعمول به تمكن صاحبها من القيام بالدفع عن قرب أو
"39.بعد ،عبر منظومة إلكترونية
:تتسم وسائل الدفع اإللكتروني بعدة خصائص تميزها عن وسائل الدفع التقليدية منها
هي وسيلة يتم استخدامها في المعامالت التجارية الدولية التي عبر المستخدمين في كل أنحاء
40.العالم ،فهي تضفي الصفة أو الصبغة الدولية على العقد اإللكتروني
37
38
39
40
حيث يتم إبرام العقد اإللكتروني بين أطراف غائبين ،فالدفع اإللكتروني هي الوسيلة الوحيدة ليتم
.الدفع عبر شبكة األنترنت
تعد وسائل الدفع اإللكتروني من أكثر الوسائل سرعة وسهولة ،حيث يمكن إستعمالها في أي
.مكان وزمان
حيث يمكن للشخص تأمين مدفوعاته بإستخدام كلمة السر أو التشفير ،باإلضافة إلى ذلك فهذه
.الوسائل الحديثة تعمل على حفظ جميع المعلومات الخاصة بالمستخدم اإللكتروني
هي نقود مسجلة إلكترونيا يتم تخزينها في معالجات وحسابات مخصصة لذلك نص عليها
41.المشرع الجزائري في المادة 2من األمر 11-03المتعلق بالنقد والقرض
هي وسيلة وفاء تستعمل لسداد مبالغ قليلة القيمة ،فهي عبارة على أساس ترتيب وتنظيم جميع
.حركات األموال ،كما تحتوي تلك المحافظ على بيانات المستخدم لحامل البطاقة بصيغة مشفرة
عبارة عن وسيلة إلكترونية موثوقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك إلى مستلمه ليقدمه للبنك
42.كوسيلة وفاء ،فالشيك االلكتروني مصمم لقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها شيك الورق العادي
41
42
تعتبر السفتجة عمال تجاريا ووسيلة دفع في شكلها العادي المحررة على الورق إذا تصممت
شروطها الواردة في نص المادة 390من القانون التجاري الجزائري ،43فالسفتجة اإللكترونية ال
.تختلف عن العادية إال كونها محررة ومعالجة إلكترونيا
هي عبارة عن بطاقة مغناطيسية تسمح لحاملها بإستخدامها في شراء معظم حاجاته أو أداء
مقابل ما يحصل عليه من خدمات دون الحاجة لحمل مبالغ مالية قد تتعرض للسرقة أو الضياع،
44.بحيث يمكن سحب النقود منها في اآلالت المخصصة لذلك
الفرع الثاني
اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني
تتعرض عملية الدفع اإللكتروني مخاطر عديدة تمس بخصوصية البيانات الشخصية
للمستهلك اإللكتروني ،وقد تتم من قبل أطراف عملية الدفع اإللكتروني (أوال) أو من قبل الغير
(.ثانيا)
أوال :إنتهاك خصوصية البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني من قبل أطراف عملية الدفع
اإللكتروني
إن المعامالت اإللكترونية التي تتم إبرامها عبر شبكة األنترنت تعتمد على البيانات الشخصية
التي يقدمها
43
44