You are on page 1of 18

‫المبحث الثاني‬

‫آليات حماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬

‫إن التطور التكنولوجي الذي شهدته التجارة اإللكترونية في العالم االفتراضي على شبكة‬
‫األنترنت‪ ،‬أدت إلى تعرض المستهلك االلكتروني إلى مخاطر تهدد خصوصية بياناته الشخصية‪،‬‬
‫فبحثت التشريعات على آليات لحماية حقوق المستهلك اإللكتروني فبظهور القانون ‪15/04‬‬
‫المتعلق بالتوقيع االلكتروني والتصديق االلكتروني اعتبر التوقيع والتصديق االلكترونين كآلية‬
‫لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني وهذا ما سنتطرق إليه في (المطلب األول) وكيف يتم‬
‫‪.‬حماية المستهلك االلكتروني من مخاطر وسائل الدفع االلكتروني ( المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول‬

‫التوقيع والتصديق االلكتروني كوسيلة لحماية خصوصية المستهلك في العقد االلكتروني‬

‫يعتبر التوقيع شرطا أساسيا في توثيق أغلب المستندات والمعامالت سواء العادية أو‬
‫االلكترونية بشرط إمكانية التأكد من صحة التوقيع والبيانات الشخصية للموقع عن طريق شهادة‬
‫التصديق التي تصدرها جهة المختصة بذلك تدعى هيئة التصديق وحماية تلك البيانات الشخصية‬
‫والتوقيع االلكتروني ظهر نظام التشفير االلكتروني كوسيلة فعالة في حماية أمن المعلومات‬
‫‪.‬السرية‬

‫نتناول في هذا المطلب التوقيع االلكتروني كآلية لحماية خصوصية المستهلك‬


‫االلكتروني( الفرع األول)‪ ،‬ثم التصديق االلكتروني كآلية لحماية خصوصية المستهلك‬
‫‪.‬اإللكتروني ( الفرع الثاني)‪ ،‬وأخيرا التشفير اإللكتروني( الفرع الثالث)‬

‫الفرع االول‬

‫التوقيع االلكتروني كآلية لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬


‫ظهر التوقيع االلكتروني نتيجة التطور الهائل و استخدام الحاسوب االلي فهو يعد كالية لحماية‬
‫‪ .‬خصوصية المعطيات الشخصية للمستهلك في العقد االلكتروني‬

‫وعليه سنقوم بتعريف التوقيع االلكتروني (اوال) مع ذكر انواعه (ثانيا) و تحديد اهميته و دوره‬
‫(ثالثا) و الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني (رابعا)‬

‫اوال‪ :‬تعريف التوقيع االلكتروني‬

‫تعددت التعريفات المنسبة الى التوقيع االلكتروني و هذا راجع الى االختالف الموجود في‬
‫‪ .‬التشريعات المقارنة و التشريع الجزائري‬

‫‪ :‬تعريف التوقيع االلكتروني في التشريعات المقارنة ‪1-‬‬

‫‪ :‬ا‪ -‬تعريف قانون االونيسترال‬

‫عرف قانون االونيسترال النموذجي للتوقيعات االلكترونية لسنة ‪ 20011‬التوقيع االكتروني في‬
‫المادة ‪ 2‬منه انه يقصد به "بيانات في شكل االلكتروني مدرجة في رسالة بيانات او مضافة اليها‬
‫‪" 2.‬او مرتبطة بها منطقيا ‪ ،‬يجوز ان تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة الى رسالة البيانات‬

‫نالحظ من خالل المادة ان التوقيع االلكتروني حسب قانون االونيسترال عبارة عن بيانات‬
‫الكترونية تتعلق بصاحب التوقيع ‪ ،‬جاءت لتحديد هوية الموقع و بيان موافقة على المعلومات‬
‫‪ .‬الواردة في الرسالة‬

‫‪ :‬ب‪ -‬تعريف التوجيه االوروبي‬

‫عرف التوجيه االوروبي رقم ‪ 1993-99‬الصادر بتاريخ ‪ 13/02/1999‬في المادة ‪2/1‬‬


‫التوقيع االلكتروني بانه " بيان او معلومة معالجة االلكتروني ترتبط منطقيا بمعلومات او بيانات‬
‫‪"3.‬الكترونية اخرى كرسالة او محرر التي تصلح كوسيلة لتمييز الشخص و تحديد هويته‬

‫قانون األونيسترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ ،12/12/2001‬منشورات األمم المتحدة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫نيويورك‪.2002 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪(Le terme signature Electronique ; designe des domes sous forme électronique contenues dans un message de‬‬
‫)……‪donnes ou jointes ou logiquement associees au dit message‬‬
‫التوجيه األوروبي رقم ‪ 1993-99‬المتعلق بالتوقيعات االلكترونية‪ ،‬الصادر في ‪.13/02/1999‬‬ ‫‪3‬‬
‫من خالل هذا التعريف يتبين لنا ان التوقيع االلكتروني ال يختلف عن تعريفه في قانون‬
‫االونيسترال ‪ ،‬حيث يتمثل الدور االساسي للتوقيع االلكتروني في تحديد هوية الشخص وارتباطه‬
‫‪ .‬به‬

‫ج‪ -‬تعريف التشريع الفرنسي‬

‫عرف المشرع الفرنسي التوقيع االلكتروني في القانون المدني في المادة ‪ 1316‬فقرة ‪ 4‬بأنه‪":‬‬
‫التوقيع الضروري إلتمام التصرف القانوني الذي يميز هوية من وقعه ويعبر عن رضائه‬
‫باإللتزامات التي تنشأ عن هذا التصرف‪ ،‬وعندما يكون الكترونيا فيجب أن يتم بإستخدام وسيلة‬
‫‪"4.‬أمنة لتحديد هوية الموقع وضمان صلة بالتصرف الذي وقع عليه‬

‫كما قام المشرع الفرنسي كذلك بتعديل بعض نصوص القانون المدني لتتماشى مع التوقيع‬
‫على العقود والمحررات االلكترونية‪ ،5‬وقام بإصدار القانون رقم ‪ 20-2000‬يتعلق بالمبادالت‬
‫والتجارة اإللكترونية اشترطت فيه المادة ‪ 1360/4‬من هذا القانون أن تتم التجارة االلكترونية‬
‫‪.‬عن طريق استخدام وسيلة موثوقة تسمح بالعرف على صاحب التوقيع االلكتروني‬

‫د‪ -‬تعريف التشريع األردني‬

‫عرف المشرع األردني التوقيع االلكتروني في المادة ‪ 2‬من قانون المعامالت االلكترونية رقم‬
‫‪ 85‬لسنة ‪ 2001‬بأنه‪ ":‬البيانات التي تتخذ هيئة حروف أو أرقام أو رموز أو اشارات أو غيرها‪،‬‬
‫وتكون مدرجة بشكل الكتروني أو رقمي أو ضوئي أو أية وسيلة أخرى مماثلة في رسالة‬
‫معلومات أو مضافة عليها أو مرتبطة بها‪ ،‬ولها طابع يسمح بتحديد هوية الشخص الذي وقعها‬
‫‪".6‬ويميزه عن غيره من أجل توقيعه وبغرض الموافقة على مضمونه‬

‫‪.‬نالحظ من خالل التعريف أن المشرع األردني أخذ تقريبا بنفس تعريف قانون األنيسترال‬

‫ه‪ -‬تعريف التشريع التونسي‬

‫‪4‬‬
‫‪Décret n° 2001-272 du 30 mars 2001 pris pour l’application de l’article 1316/4 du code civile et relatif à la‬‬
‫‪signature électronique.‬‬
‫خالد محمود ابراهيم‪ ،‬ابرام العقد االلكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.244‬‬ ‫‪5‬‬

‫قانون المبادالت والمعامالت التجارية األردني رقم ‪ ،85‬الصادر في ‪.2001‬‬ ‫‪6‬‬


‫تبنى المشرع التونسي التوقيع االلكتروني في المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 83‬لسنة‬
‫‪ 2000‬المتعلق بالمبادالت والتجارة االلكترونية وكان السياق في ذلك بأنه‪ ":‬مجموعة وحيدة من‬
‫عناصر التشفير الشخصية أو مجموعة من المعدات المهيأة خصيصا إلحداث امضاء‬
‫‪"7.‬الكتروني‬

‫إن المشرع التونسي من خالل المادة السابقة لم يعرف التوقيع االلكتروني صراحة بل اكتفى‬
‫‪.‬باإلشارة إلى العناصر المكونة له‬

‫ولتدارك ذلك جاء في القانون رقم ‪ 57‬في الفصل ‪ 453‬مكرر بأن التوقيع االلكتروني يتمثل‬
‫‪.‬في استعمال منوال موثوق به يتضمن صلة االمضاء المذكور بالوثيقة االلكترونية المرتبطة به‬

‫و‪ -‬تعريف التشريع المصري‬

‫عرف التوقيع االلكتروني في القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬الخاص بتنظيم التوقيع االلكتروني‬
‫وانشاء هيئة تنمية صناعية تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬فحسب المادة ‪ 1‬من هذا القانون فإنه‪ ":‬كل‬
‫مايتم وضعه على محرر الكتروني ويتخذ شكل حروف وأرقام أو رموز أو اشارات أو رسوم أو‬
‫‪"8.‬غيرها‪ ،‬ويكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع فيميزه عن غيره‬

‫نجد أن المشرع المصري من تعريفه لم يحدد بدقة طبيعة التوقيع االلكتروني كغيره من‬
‫التشريعات التي بينت أنه عبارة عن بيانات المرونية مضافة لرسالة البيانات أو المعلومات‬
‫‪9.‬الشخصية‬

‫تعريف التشريع االلكتروني في التشريع الجزائري ‪2-‬‬

‫أ‪ -‬تعريف التوقيع االلكتروني في القانون ‪15/04‬‬

‫قانون المبادالت والتجارة االلكترونية التونسي رقم ‪ 83‬جريدة الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬الصادر‬ ‫‪7‬‬

‫بتاريخ ‪.11/08/2000‬‬
‫‪ 8‬قانون التوقيع االلكتروني وإ نشاء هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا المصري رقم ‪ ،15‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 17‬تابع د‪ ،‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪.22/04/2005‬‬
‫براهمي حنان‪ ،‬جريمة تزوير الوثيقة الرسمية االدارية ذات الطبيعة المعلوماتية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪9‬‬

‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص‪.140‬‬


‫ميز المشرع الجزائري بين نوعين من التوقيع االلكتروني المتمثل في التوقيع العادي والتوقيع‬
‫‪.‬الموصوف‬

‫فعرف التوقيع العادي في المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪ 15/04‬بأنه‪ ":‬بيانات الكترونية في‬
‫‪10.‬شكل الكتروني مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات الكترونية أخرى تستعمل كوسيلة توثيق‬

‫في حين عرفت المادة ‪ 7‬التوقيع االلكتروني الموصوف‪ 11‬بأنه‪ ":‬التوقيع االلكتروني الذي‬
‫‪:‬تتوفر فيه المتطلبات أو الشروط التالية‬

‫‪.‬أن ينشأ التوقيع على أساس شهادة تصديق أو توثيق موصوفة ‪-‬‬

‫‪.‬أن يرتبط بالموقع دون سواه ‪-‬‬

‫‪.‬أن يمكن من خاللها تمديد هوية الموقع ‪-‬‬

‫‪.‬أن يكون مصمما بواسطة ألية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع االلكتروني ‪-‬‬

‫‪.‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقع ‪-‬‬

‫أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به بحيث يمكن الكشف عن التغييرات الالحقة بهذه ‪-‬‬
‫‪.‬البيانات‬

‫نستنتج أن جملة هذه الشروط المرتبطة بالتوقيع االلكتروني الموصوف جاءت متوافقة تماما‬
‫مع الشروط التي أقرها التوجيه األوروبي‪ ،‬كما يظهر لنا أن المشرع الجزائري اعتبر من شهادة‬
‫التصديق االلكتروني الموصوف أساسا إلنشاء التوقيع االلكتروني الموصوف‪ ،‬ولم يكتف بذلك‬
‫بل قرنها بضرورة تأمين األلية التي نشأ من خاللها‪ 12‬التوقيع مع التأكد من ارتباط التوقيع‬

‫القانون رقم ‪ 15/04‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ ،2015‬يحدد القواعد المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونين‬ ‫‪10‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،6‬الصادر في ‪.10/05/2015‬‬


‫نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫عبيزة منيرة‪ ،‬التوقيع االلكتروني كضمانة قانونية لحماية المستهلك االلكتروني‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحوث القانونية‬ ‫‪12‬‬

‫والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،3‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.186‬‬


‫والبيانات الخاصة به بالموقع دون غيره‪ ،‬كما قام بإدراج التوقيع االلكتروني في المادة ‪327‬‬
‫‪13.‬فقرة ‪ 2‬من القانون المدني وذلك باإلشارة له دون تعريفه‬

‫ب‪ -‬تعريف التوقيع االلكتروني في الفقه‬

‫تعددت التعريفات الفقهية لمفهوم التوقيع االلكتروني‪ ،‬فعرف عند البعض بأنه‪ ":‬بيان مكتوب‬
‫بشكل الكتروني يتمثل بحرف أو رقم أو رمز أو اشارة أو صوت أو شفرة خاصة وميزة ينتج‬
‫عن اتباع وسيلة أمنة‪ ،‬وهذا البيان يلحق أو يرتبط منطقيا ببيانات المحرر االلكتروني للداللة‬
‫‪"14.‬على هوية الموقع على المحرر والرضا مضمونة‬

‫كما عرف بأنه‪ ":‬مجموعة من االجراءات والوسائل التي يتيح استخدامها عن طريق الرموز‬
‫واألرقام إخراج رسالة الكترونية تتضمن عالمة مميزة لصاحب الرسالة النقولة الكترونيا يجري‬
‫‪"15.‬تشفيرها بإستخدام مجموعة من المفاتيح واحد معلن واألخر خاص بصاحب الرسالة‬

‫مهما اختلفت التعريفات إال أنها تشترك في كون التوقيع االلكتروني وسيلة الكترونية تنسب‬
‫‪.‬الى صاحبها إلثبات هويته الشخصية‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التوقيع االلكتروني‬

‫يعتبر التوقيع الرقمي من أشهر وأهم أنواع التوقيع االلكتروني في مجال التعامالت التجارية‬
‫االلكترونية‪ ،‬لكونه يمنح درجة عالية من الثقة واألمان في استخدامه وتطبيقه‪ ،‬فهو عبارة عن‬
‫مجموعة من البيانات والرموز السرية‪ ،‬ينشأه صاحبه بإستخدام حاسوب ألي يتم تشفير تلك‬
‫‪16.‬البيانات والرموز والحاقها بالمستند االلكتروني عن طريق خوارزميات المفتاح العام والخاص‬

‫التوقيع البيومتري( التوقيع بالخواص الذاتية) ‪2-‬‬

‫أمر رقم ‪ 75/58‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر‬ ‫‪13‬‬

‫في ‪ ،1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫أبوزيد محمد‪ ،‬تحديث في قانون االثبات( مكانة المحررات االلكترونية بين األدلة الكتابية)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ ،2002‬ص‪.171‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Gean Batiste Michelle, créer et exploiter un commerce électronique, litec,paris,1998.p127.‬‬
‫أبو ماريه علي‪ ،‬التوقيع االلكتروني ومدى قوته‪ ،‬مجلة جامعة الخيل للبحوث‪ ،‬المجلة‪ ،5‬العدد‪ ،2010 ،2‬ص‪.112‬‬ ‫‪16‬‬
‫يتم التوقيع البيومتري عن طريق إدخال الخواص الذاتية الشخصية للمستخدم التي تختلف من‬
‫شخص ألخر‪ ،‬المتمثلة في بصمة األصابع أو بصمة العين وبصمة الصوت‪ ،‬خواص اليد‬
‫البشرية‪ ،‬أو التعرف على الوجه‪ ،...‬وغيرها من الصفات الجسمية التي تسمح بتمييز المستخدم‬
‫‪17.‬االلكتروني في التوقيع البيومتري عن غيره‬

‫فيقوم الحاسوب بتخزين هذه الخصائص أو الخواص الذاتية عل ذاكرته بطريقة مشفرة‪ ،‬اال‬
‫أن هذا النوع من التوقيع االلكتروني يعاب عليه كونه يسهل التزوير بتقليد البصمات الشخصية‬
‫‪.‬بإستخدام الوسائل الحديثة‬

‫التوقيع بالقلم االلكتروني ‪3-‬‬

‫يستعمل في هذا النوع من التوقيع قلم الكتروني متصل بجهاز الحاسوب فيقوم الشخص‬
‫الموقع بكتابة توقيعه الخطي على الشاشة الرقمية فيتم تخزين توقيعه على دائرة الحاسوب‬
‫المخصص لذلك‪ ،‬فهذا النوع من التوقيع يتمتع بسهولة العمل به عن غيره‪ ،‬إال أنه يحتاج إلى‬
‫‪18.‬جهة التصديق وتوثيق تضمن صحته وعدم تزويره‬

‫رابعا‪ :‬الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني‬

‫نظرا لألهمية البالغة للتوقيع االلكتروني نصت معظم التشريعات على توفير حماية قبلية‬
‫تكون في شكل تدابير وقائية تتعلق بتوفير أنظمة حماية للمحررات االلكترونية وأنظمة حماية في‬
‫المصاريف االلكترونية الهدف منها حماية البيانات والتوقيع االلكتروني للمستخدمين‪ ،‬كما أقرت‬
‫حماية جزائية مباشرة وغير مباشرة لتوقيع المستهلك االلكتروني الهدف منها تجريم األفعال التي‬
‫‪.‬تمس بالتوقيع االلكتروني وسالمة المستهلك في التعامالت التجارية‬

‫الفرع الثاني‬

‫التصديق االلكتروني كألية لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬

‫طمين سهيلة‪ ،‬الشكلية في عقود التجارة االلكترونية‪ ،‬مذكرة ماجيستر في القانون‪ ،‬فرع القانون الدولي لألعمال‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص‪.56‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪18‬‬
‫لكون العقود والمعمالت التجارية تتم ما بين أشخاص ال يجمعهم زمان ومكان واحد فالبد من‬
‫توفير وسائل تكفل لنا تحديد هوية األطراف المتعاقدة والتأكد من صحة توقيعاتهم وبيانتهم‬
‫‪.‬الشخصية‪ ،‬وهذا عن طريق شهادة التصديق االلكتروني( أوال)‪ ،‬وهيئة التصديق (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬شهادة التصديق االلكترونية‬

‫عرفت المادة ‪ 2‬من قانون األونيسترال شهادة التصديق بأنها‪ ":‬نفي رسالة بيانات أو سجل‬
‫‪"19.‬أخر يؤكدان االرتباط بين الموقع وبيانات انشاء التوقيع‬

‫أما المشرع الجزائري فقد عرف شهادة التصديق االلكترونية في المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 01/123"20.‬بأنها‪ ":‬وثيقة يثبت من خاللها بأنه يقدم خدمات متطابقة لمتطلبات نوعية خاصة‬

‫وبصدور القانون ‪ 15/04‬المتعلق بالتوقيع والتصديق االلكتروني عرف شهادة التصديق‬


‫االلكتروني في المادة ‪ 2‬فقرة‪ 7‬بأنها‪ ":‬وثيقة في شكل الكتروني تثبت الصلة بين بيانات التحقق‬
‫‪"21.‬في التوقيع االلكتروني والموقع‬

‫رغم اختالف التعريف بشهادة التصديق االلكتروني إال أنها تجمع في كونها شهادة تمنح من‬
‫‪22.‬جهة مختصة بذلك تسمى جهة التصديق الهدف منها نسب التوقيع لصاحبه‬

‫كما أوجب المشرع الجزائري لإلعتلراف بصحة شهادة التصديق توافر مجموعة من الشروط‬
‫‪.‬فيها ذكرتها المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 3‬من القانون ‪15/04‬‬

‫نميز بين نوعين من شهادة التصديق النوع األول هي شهادة التصديق الوطنية المعرفة سابقا‬
‫في المادة ‪ 2/7‬من القانون رقم ‪ ،15/04‬أما النوع الثاني فهي شهادة التصديق االلكتروني‬

‫قانون األونيسترال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 01/123‬المؤرخ في‪ 9‬ماي ‪،2001‬المتعلق بنظام االستغالل المطبق على كل نوع من‬ ‫‪20‬‬

‫األنواع الشبكات بما فيها السلكية الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪،37‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 07‬جوان ‪ ،2007‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.07/162‬‬
‫قانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫أحمد بورزق‪ ،‬الحماية القانونية للمستهلك في المعامالت االلكترونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‪ ،1‬منشورات ألفا‬ ‫‪22‬‬

‫للوثائق‪ ،‬قسنطينة‪ ،2021 ،‬ص‪.98‬‬


‫األجنبية حيث نص عليها المشرع في المادة ‪ 63‬من نفس القانون بقوله‪ ":‬تكون لشهادات‬
‫التصديق االلكتروني التي يمنحها مؤدي خدمات التصديق االلكتروني المقيم في بلد أجنبي نفس‬
‫قيمة الشهادات الممنوحة من طرف مؤدي خدمات التصديق االلكتروني المقيم في الجزائر‪،‬‬
‫بشرط أن يكون مؤدي الخدمات األجنبي هذا قد تصرف في إطار اتفاقية لإلعتراف المتبادل‬
‫‪"23.‬أبرمتها السلطة‬

‫يتضح لنا من خالل نص المادة أن المشرع الجزائري اشترط في الشهادة األجنبية أن تكون لها‬
‫نفس مكانة شهادة التصديق الوطنية أن تكون هناك اتفاقية مسبقة بين الجزائر والبلد األجنبي‬
‫‪.‬الصادر منه الشهادة وكذا أن تبرم من قبل سلطة مختصة‬

‫ثانيا‪ :‬هيئة التصديق االلكتروني‬

‫هيئة التصديق أو جهة التوثيق بالرغم من اختالف التسميات يتمثل دورها االساسي في‬
‫‪.‬اصدار شهادة التوثيق‬

‫تعريف هيئة التصديق ‪1-‬‬

‫عرفها قانون األونيسترال النموذجي لسنة ‪ 2001‬بإسم مقدم خدمات التصديق في نص المادة‬
‫‪ 2‬منه بأنه‪ ":‬شخص يصدر الشهادات ويجوز أن يقدم خدمات أخرى ذات صلة بالتوقيعات‬
‫‪"24.‬االلكترونية‬

‫كما عرفها التوجيه األوروبي رقم ‪ 93‬لسنة ‪ 1999‬في نص المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 11‬بأنها‪ ":‬كل‬
‫شخص طبيعي أو معنوي يصدر شهادات توثيق التوقيع االلكتروني أو تقديم خدمات أخرى‬
‫‪"25.‬متصلة بالتوقيع االلكتروني‬

‫أما المشرع الجزائري فأطلق على هيئة التصديق اإلللكتروني تسمية مؤدي خدمة التصديق‬
‫وهذا حسب ما نصت عليه المادة ‪ 3‬مكرر من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/162‬المتعلق بنظام‬

‫قانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫قانون األونيسترال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪25‬‬
‫‪Directive 1999-93 du poulemet européen et du conseil, du 13 décembre 1999, sur un cadre communautaire‬‬
‫‪pour les signateurs électroniques du 13/12/1999.‬‬
‫استقالل الشبكات بأنها‪ ":‬كل شخص يسلم شهادات أو يقدم خدمات أخر في مجال التوقيع‬
‫‪"26.‬االلكتروني‬

‫فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 8‬من القانون ‪ 03-2000‬نجد أنه يعرف مؤدي خدمات‬
‫التصديق بأنه‪ ":‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقدم خدمات مستعمال وسائل المواصالت السلكية‬
‫‪"27.‬والالسلكية‬

‫وبصدور القانون ‪ 15/04‬حسم االختالف في تعريف هيئة التصديق االلكتروني‪ ،‬حيث‬


‫نصت المادة ‪ 2‬بأنه‪ ":‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بمنح شهادات تصديق إلكتروني‬
‫موصوف ويقدم خدمات أخرى في مجال التصديق االلكتروني"‪ ،28‬نالحظ أنه رغم تعدد‬
‫التعريفات في التشريعات المقارنة والتشريع الجزائري إال أنها اشتركت في اعتبار سواء‬
‫الشخص الطبيعي أو المعنوي كهيئة لممارسة أعمال التصديق والتوثيق‪ ،‬كما حدد الوظيفة‬
‫األساسية المتمثلة في إصدار شهادة التصديق االلكتروني اضافة إلى تقديم خدمات أخرى متعلقة‬
‫‪.‬بالتوقيع االلكتروني‬

‫دور هيئات التصديق ‪2-‬‬

‫يتمثل الدور األساسي لهيئة التصديق كما ذكرنا سابقا في إصدار شهادة التصديق للتوقيع‬
‫‪:‬االلكتروني‪ ،‬كما أن هيئة التصديق مهام أخرى تقوم بها منها‬

‫التأكد والتحقق من صحة البيانات والمعلومات المقدمة لها من طرف الشخص المتعاقد حسب ‪-‬‬
‫‪.‬نص المادة ‪ 44‬من القانون ‪15/04‬‬

‫تقوم بتعقب المواقع التجارية والتحري عنها من أجل توفير الضمان والتأمين على التعامالت ‪-‬‬
‫‪.‬التجارية عبر شبكة األنترنت‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/162‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،2007‬مرجع سابق‬ ‫‪26‬‬

‫القانون ‪ 03-2000‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ ،2000‬المحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية‬ ‫‪27‬‬

‫والالسلكية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،48‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬أوت ‪.2000‬‬


‫القانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪.‬المحافظة على سرية بيانات التوثيق ‪-‬‬

‫‪.‬اصدار المفاتيح والشهادات االلكترونية ‪-‬‬

‫‪.‬منح التراخيص لمؤدي التصديق االلكتروني ‪-‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫التشفير االلكتروني‬

‫نظام التشفير االلكتروني ليس وليد اليوم بل كان موجود منذ القدم يستعمل في األمور‬
‫العسكرية لضمان سرية الرسائل والمعلومات المرسلة‪ ،‬وحاليا أصبح وسيلة حديثة لحماية أمن‬
‫المعلومات والترقيع االلكتروني‪ ،‬فهو يعتبر وسيلة فعالة لحماية خصوصية البيانات الشخصية‬
‫للمستهلك االلكتروني‪ ،‬نتطرق في هذا الفرع إلى تعريف التشفير االلكتروني( أوال)‪ ،‬وبيان‬
‫أنواعه( ثانيا) مع ذكر أهميته( ثالثا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف التشفير االلكتروني‬

‫التعريف اللغوي ‪1-‬‬

‫‪.‬التشفير كلمة يونانية األصل ( اغريقية) تسمى بالترميز ويقصد بها الكتابة السرية‬

‫التعريف الفقهي ‪2-‬‬

‫يعرف التشفير على أنه‪ ":‬أي تغيير أو تحويل أو تعديل في البيانات أو المعلومات أو الرسائل‬
‫عبر استخدام رموز واشارات غير متداولة‪ ،‬وال تكون معلومة إال لمن يملك فك الرمز‪ ،‬بحيث‬
‫تصبح المعلومات عند تشفيرها غير مفهومة أو غير مقروء‪ ،‬حين القيام بعملية عكس التشفير‬
‫من خالل البرامج واألجهزة المعدة لهذه الغاية‪ ،‬بحيث تشكل وسيلة لحماية المعلومات أثناء‬
‫انتقائها عبر الشبكة المعلوماتية‪ ،‬وال يتحقق فهمها أو قرائتها إال بعد فك رموزها من خالل‬
‫منظومة أو برامج خاصة لدى مستقبل هذه المعلومة بحيث يضمن التشفير سالمة المعلومة‬
‫‪.‬وموثيقيها‬
‫كما عرفه األستاذ ليونال بوشر باغ بأنه "مجموعة من التقنيات التي تهدف إلى حماية المعلومات‬
‫عن طريق استعمال بروتوكالت سرية ‪ ،‬تجعل البيانات مشفرة غير مفهومة لدى الغير بواسطة‬
‫‪29".‬البرامج المخصصة لذلك‬

‫نستنتج أن التشفير اإللكتروني يقوم على أساس تقنيات معقدة و آمنة بإستخدام رموز أو‬
‫إشارات غير متداولة و ال تكن معلومة إال عند صاحبها ‪ ،‬من أجل التأمين على سرية البيانات و‬
‫‪.‬المعلومات الشخصية للمستهلك اإللكتروني‬

‫‪:‬التعريف القانوني ‪3-‬‬

‫تناول المشرع الفرنسي تعريف التشفير اإللكتروني في نص المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪-90‬‬
‫‪ 1170‬بنصه "يفهم من خدمات التشفير كل الخدمات التي تهدف إلى تغيير البيانات أو اإلشارات‬
‫الواضحة إلى بيانات و إشارات غير مفهومة من طرف الغير بفضل برامج و معدات مخصصة‬
‫‪"30‬لهذا الغرض‬

‫كما أن المشرع الجزائري استعمل مصطلح الترميز بدل التشفير في المادة ‪ 14‬من المرسوم‬
‫‪31.‬التنفيذي رقم ‪ 257-98‬المتعلق بإستغالل خدمات األنترنت‬

‫لإلشارة أن المشرع الجزائري لم يعرف التشفير اإللكتروني لكنه عرف مفتاح التشفير‬
‫‪ 32.‬الخاص و العام المتعلق بالتوقيع و التصديق اإللكتروني في المادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 8‬و‪9‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التشفير‬

‫التشفير بإستخدام المفتاح المتماثل (المفتاح الخاص) ‪1-‬‬

‫التشفير المتماثل هو التشفير الذي يستعمل فيه صاحب الرسالة المفتاح الخاص ذاته إلنشاء‬
‫‪.‬الترميز و لفكه بعد اإلتفاق مع المرسل إليه على كلمة السر بينهما‬

‫‪29‬‬

‫‪30‬‬

‫‪31‬‬

‫‪32‬‬
‫نص عليه المشرع الجزائري في القانون ‪ 04-15‬في المادة ‪ 2‬فقرة ‪" 8‬مفتاح التشفير‬
‫الخاص هو عبارة عن سلسلة من األعداد يحوزها حصريا الموقع فقط وتستخدم إلنشاء التوقيع‬
‫‪".‬اإللكتروني و يرتبط هذا المفتاح بمفتاح االتشفير العمومي‬

‫حيث يعتبر هذا النوع من أشهر طرق التشفير اإللكتروني استعماال في تشفير البيانات و‬
‫‪33.‬المعلومات فهو يحقق األمان ‪ ،‬كما يعد وسيلة تصدي ألي اعتداء على البيانات المشفرة‬

‫التشفير الغير المتماثل (المفتاح العام) ‪2-‬‬

‫تسمى هذه الطريقة بمفتاح التشفير العام جاءت في نص المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 9‬من القانون ‪04-15‬‬
‫على أنه ‪":‬مفتاح التشفير العمومي هو عبارة عن سلسلة من األعداد تكون موضوعة في متناول‬
‫الجمهور بهدف تمكينهم من التحقق من اإلمضاء اإللكتروني و تدرج في شهادة التصديق‬
‫‪34.‬اإللكتروني‬

‫لكنه بالرغم من إيجابيات توفير الحماية للبيانات الشخصية إال أنه هناك مشكلة ضمان رسمية‬
‫‪35.‬المفتاح العمومي أي أنه صادر فعليا من المستخدم و ليس طرف آخر بشكل غير مشروع‬

‫التشفير المزدوج ‪3-‬‬

‫معناه إستعمال خليط بين التشفير المتماثل والغير المتماثل من طرف المرسل و المرسل إليه‪،‬‬
‫وفيه يشفر المفتاح الخاص بمفتاح عام وإ رسال كل من الرسالة المشفرة والمفتاح الخاص المشفر‬
‫‪36.‬إلى المرسل إليه بإستخدام آية شبكة إتصاالت‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية التشفير اإللكتروني‬

‫عن طريق تقنية التشفير يمكننا التغلب وتجاوز الكثير من مخاطر التجارة اإللكترونية المتمثلة‬
‫‪:‬في‬

‫‪ .‬اإلطالع على المعلومة السرية و الشخصية المحظورة ‪-‬‬


‫‪33‬‬

‫‪34‬‬

‫‪35‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .‬محاولة تعديل البيانات المنقولة بالشبكة ‪-‬‬

‫‪ .‬إعادة توجيه البيانات إلى جهة أخرى ‪-‬‬

‫‪ .‬تغيير محتويات وكلمات السر الخاصة بالمستخدمين ‪-‬‬

‫‪ .‬إنتحال شخصية المستخدم الحقيقي ‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حماية المستهلك اإللكتروني من مخاطر الدفع اإللكتروني‬

‫أسفرت التجارة اإللكترونية إلى نشوء ما يعرف بوسائل الدفع اإللكتروني‪ ،‬التي إعتبرت بديل‬
‫فعال عن الوسائل التقليدية للدفع‪ ،‬حيث ساهمت هذه الوسائل في تسيير مختلف المعامالت‬
‫التجارية اإلفتراضية‪ ،‬إال أنه رغم ذلك لم ترقى هذه الوسائل إلى درجة المثالية نتيجة للمخاطر‬
‫واإلنتهاكات التي تصيبها والتي تسبب بالتالي التعدي على خصوصية المعلومات الشخصية‬
‫للمتعاملين‪ ،‬في هذا المطلب سنعالج فيه المقصود بوسائل الدفع اإللكتروني (الفرع األول)‪،‬‬
‫اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع‬
‫‪.‬الثاني) وأخيرا سنتطرق إلى حماية المستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول‬

‫المقصود بوسائل الدفع االلكتروني‬

‫تعد وسائل الدفع االلكتروني من الوسائل الحديثة التي جاءت لمواكبة التطور الحاصل في‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬حيث تتميز هذه الوسائل بإمكانيات وخصائص مكنتها من مواجهة‬
‫الصعوبات التي طالت مختلف وسائل الدفع القديمة وعليه وجب التعريف بوسائل الدفع‬
‫‪.‬اإللكتروني (أوال) وخصائصهما (ثانيا) مع ذكر أنواعها (ثالثا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف وسائل الدفع اإللكتروني‬

‫التعريف اللغوي ‪1-‬‬


‫هي عبارة عن طرق حديثة للدفع تقوم على التكنولوجيا األنترنت و األنظمة الذكية للبنوك و‬
‫‪.‬شركات األموال‬

‫التعريف الفقهي ‪2-‬‬

‫يقصد بوسائل الدفع اإللكتروني بأنها ‪":‬مجموعة من األدوات والتحوالت اإللكترونية التي تصدره‬
‫المصارف والمؤسسات كوسيلة دفع تتمثل في البطاقات البنكية والنقود اإللكترونية والشيكات‬
‫‪37 .‬اإللكترونية‬

‫تعريف القانوني‪3-‬‬

‫عرف المشرع الجزائري وسائل الدفع اإللكتروني في األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد و‬


‫القرض في المادة ‪ 69‬منه‪":‬تعتبر وسائل الدفع كل األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل‬
‫‪"38.‬أموال مهما يكون السند أو األسلوب التقني المستعمل‬

‫كما جاء في القانون ‪ 05-18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية للتأكيد عليها في المادة ‪ 6‬بأنها‪":‬كل‬
‫وسيلة دفع مرخص بها طبقا للتشريع المعمول به تمكن صاحبها من القيام بالدفع عن قرب أو‬
‫‪"39.‬بعد‪ ،‬عبر منظومة إلكترونية‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص وسائل الدفع اإللكتروني‬

‫‪:‬تتسم وسائل الدفع اإللكتروني بعدة خصائص تميزها عن وسائل الدفع التقليدية منها‬

‫تتمتع بالطبيعة الدولية ‪1-‬‬

‫هي وسيلة يتم استخدامها في المعامالت التجارية الدولية التي عبر المستخدمين في كل أنحاء‬
‫‪40.‬العالم‪ ،‬فهي تضفي الصفة أو الصبغة الدولية على العقد اإللكتروني‬

‫وسيلة لتسوية المعامالت اإللكترونية عن بعد ‪2-‬‬

‫‪37‬‬

‫‪38‬‬

‫‪39‬‬

‫‪40‬‬
‫حيث يتم إبرام العقد اإللكتروني بين أطراف غائبين‪ ،‬فالدفع اإللكتروني هي الوسيلة الوحيدة ليتم‬
‫‪.‬الدفع عبر شبكة األنترنت‬

‫الدفع الفوري ‪3-‬‬

‫تعد وسائل الدفع اإللكتروني من أكثر الوسائل سرعة وسهولة‪ ،‬حيث يمكن إستعمالها في أي‬
‫‪.‬مكان وزمان‬

‫توفر األمان ‪4-‬‬

‫حيث يمكن للشخص تأمين مدفوعاته بإستخدام كلمة السر أو التشفير‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فهذه‬
‫‪.‬الوسائل الحديثة تعمل على حفظ جميع المعلومات الخاصة بالمستخدم اإللكتروني‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع وسائل الدفع‬

‫النقود اإللكترونية ‪1-‬‬

‫هي نقود مسجلة إلكترونيا يتم تخزينها في معالجات وحسابات مخصصة لذلك نص عليها‬
‫‪41.‬المشرع الجزائري في المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‬

‫المحفظة اإللكترونية ‪2-‬‬

‫هي وسيلة وفاء تستعمل لسداد مبالغ قليلة القيمة‪ ،‬فهي عبارة على أساس ترتيب وتنظيم جميع‬
‫‪.‬حركات األموال‪ ،‬كما تحتوي تلك المحافظ على بيانات المستخدم لحامل البطاقة بصيغة مشفرة‬

‫الشيكات اإللكترونية ‪3-‬‬

‫عبارة عن وسيلة إلكترونية موثوقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك إلى مستلمه ليقدمه للبنك‬
‫‪42.‬كوسيلة وفاء‪ ،‬فالشيك االلكتروني مصمم لقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها شيك الورق العادي‬

‫السفتخة اإللكترونية ‪4-‬‬

‫‪41‬‬

‫‪42‬‬
‫تعتبر السفتجة عمال تجاريا ووسيلة دفع في شكلها العادي المحررة على الورق إذا تصممت‬
‫شروطها الواردة في نص المادة ‪ 390‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،43‬فالسفتجة اإللكترونية ال‬
‫‪.‬تختلف عن العادية إال كونها محررة ومعالجة إلكترونيا‬

‫البطاقات البنكية ‪5-‬‬

‫هي عبارة عن بطاقة مغناطيسية تسمح لحاملها بإستخدامها في شراء معظم حاجاته أو أداء‬
‫مقابل ما يحصل عليه من خدمات دون الحاجة لحمل مبالغ مالية قد تتعرض للسرقة أو الضياع‪،‬‬
‫‪44.‬بحيث يمكن سحب النقود منها في اآلالت المخصصة لذلك‬

‫الفرع الثاني‬

‫اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني‬

‫تتعرض عملية الدفع اإللكتروني مخاطر عديدة تمس بخصوصية البيانات الشخصية‬
‫للمستهلك اإللكتروني‪ ،‬وقد تتم من قبل أطراف عملية الدفع اإللكتروني (أوال) أو من قبل الغير‬
‫‪(.‬ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬إنتهاك خصوصية البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني من قبل أطراف عملية الدفع‬
‫اإللكتروني‬

‫اإلعتداء على خصوصية المستهلك من طرف المورد ‪1-‬‬

‫إن المعامالت اإللكترونية التي تتم إبرامها عبر شبكة األنترنت تعتمد على البيانات الشخصية‬
‫التي يقدمها‬

‫‪43‬‬

‫‪44‬‬

You might also like