You are on page 1of 9

‫‪:‬تعريف التوثيق الرقمي ‪1-‬‬

‫إن وثقنة العمل المصرفي كانت بداية ظهور التوثيق الرقمي للعمليات المنجزة واختلفت الدول في‬
‫تقديم تعريف خاص بالتوثيق الرقمي فمنهم من وجه مضمونه إلى إجراءات التوثيق ومنهم من‬
‫عالج التوثيق من زاوية تحديد الجهات المخولة به ‪ ،‬فهذا المشرع األمريكي الذي أشار إلى أن‬
‫التوثيق الرقمي هو مصطلح يشير إلى التشفير أو الوسائل الرقمية اآلمنة التي تسمح لمستعمل‬
‫‪:‬هذه الوسائل بأن‬
‫‪.‬تتأكد من الهوية أو المعلومات المتعلقة بمن تم التعامل معه ‪-‬‬
‫التأكد من أن الوثائق المثبتة له بين األطراف المتعاقدة معه لم تعدل ولم تغير أثناء إرسالها ‪-‬‬
‫التأكد من الوثائق المسلمة أرسلت من قبل الطرف المحدد ‪-‬‬
‫وعرف مشرع إمارة دبي لسنة ‪ 2002‬التوثيق الرقمي بأنه ‪ ":‬اإلجراءات التي تهدف التحقيق من ‪.‬‬
‫أن الرسالة االلكترونية قد صدرت من شخص معين‪ ،‬والكشف عن أي خطأ أو تعديل في محتويات‬
‫أو في نقل أو تخزين رسالة رقمية ‪ ،‬أو السجل الرقمي خالل فترة زمنية محددة أو تسجل ذلك أي‬
‫إجراء يستخدم مناهج حسابية أو رموز أو كلمات أو أرقام تقريبية ‪ ،‬أو إجراءات للرد أو اإلقرار‬
‫باالستالم وغيرها من وسائل إجراءات حماية المعلومات"‪ .8‬ونقيض هذا نجد أنه لم يعرف التوثيق‬
‫الرقمي ولكن عرف الشخص القائم به المشرع الجزائري وقد خالف باقي التشريعات و عرف‬
‫جهة التوثيق والتصديق الرقمي في المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 11‬و عرف الموثق بأنه شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يقوم بمنح شهادات تصديق الرقمي موصوفة‪ ،‬وقد يقدم خدمات أخرى في مجال التصديق‬
‫الرقمي لفائدة المتدخلين في الفرع الحكومي"‪ .9‬وأضافت المادة ‪ 12‬من نفس القانون إلى تعريف‬
‫مؤدي خدمات التصديق االلكتروني بقولها‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بمنح شهادات‬
‫‪ ".‬تصديق الكتروني موصوفة وقد يقدم أخرى في مجال التصديق الرقمي‬
‫ووضحت المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 12‬المقصود بالمتدخلين الحكوميين وهم المؤسسات واإلدارات‬
‫الحكومية والمؤسسات الوطنية المستقلة وكل شخص أو كيان ينتمي الفرع الحكومي بحكم طبيعته‬
‫أو مهامه‪ .‬تبعا لذلك عرفنا أن التوثيق و ما يشتمله و ما يحتويه مشتق من فعل وثق ويعني القرار‬
‫أو التحديد أو التأكيد و الوضوح‪,10‬أما مفهومه االصطالحي القانوني فيقصد به إجراء يقوم به‬
‫طرف ثالث تتوفر فيه الشروط القانونية لتأمين وتأكيد منتوج أو خدمة معينة" ‪ 11‬رغم عمومية‬
‫وشمولية هذا التعريف إال أنه ال يعبر عن حقيقة التوثيق الرمزي الرتباطه بمفهوم األمان الرقمي‬
‫‪ 12‬والغاية منه التأكد من صحة البيانات الموجودة وإسنادها للشخص الذي صدرت عنه مع تحديد‬
‫هويته كشخص متعاقد دون تحريف أو تعديل أو تغيير خصوصا أنه من الصعب بمكان تحديد‬
‫‪13‬‬
‫هوية المتعاقدين‬
‫‪ :‬أدوات التوثيق الرقمي‪2-‬‬
‫يتطلب التوثيق االلكتروني حماية البيانات والمعلومات بتقنية الترميز أو التشفير وهو ما ندرسه‬
‫‪.‬في الفرع األول ثم إلى التوقيع االلكتروني في الرفع الثاني‬
‫التشفير االلكتروني ‪: 2-1‬‬
‫يكتسي أهمية كبرى في العمليات االلكترونية والعسكرية وكان إلى وقت قريب حكرا على‬
‫‪16‬‬
‫الجهات الحكومية فقط‪.‬‬
‫ويعرف بأنه ‪" :‬إجراء تقني يسمح بزيادة االئتمان والثقة في التجارة االلكترونية ويضمن‬
‫السرية الكاملة والحيلولة دون تعديلها أو اختراقها‪ ، 17‬أما المشرع الجزائري فلم يعرف التشفير‬
‫و إنما اكتفى بالنص عليه في المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 04/15‬و قام بتفسير معنى مفتاح التشفير‬
‫الخاص بأنه عبارة عن سلسلة من األعداد يحوزها حصريا الموقع فقط‪ .‬و تستخدم إلنشاء‬
‫‪".‬التوقيع االلكتروني ‪ ،‬ويرتبط هذا المفتاح بمفتاح تشفير عمومي‬
‫ثم واصل المشرع تعريف مفتاح التشفير العمومي قوال بـ‪" :‬هو عبارة عن سلسلة من األعداد‬
‫تكون موضوعة في متناول الجمهور بهدف تمكينهم من التحقق من اإلمضاء الرقمي وتدرج في‬
‫‪".‬شهادة التصديق الرقمي‬
‫و يعتبر التشفير إجراء تقني يسمح بزيادة األمان والثقة في التجارة الرقمية وتضمن السرية‬
‫الكاملة في ذلك والحيلولة دون تعديلها أو اختراقها اكتشف سنة ‪ 1980‬من قبل ثالثة علماء‬
‫وعرفوا علم التشفير بأنه العلم الذي يعتمد على وسائل وطرق تجعل من المعلومة غير مفهومة‬
‫وغير مقروءة إال ألطرافها‪ ،‬حيث يتأكد كل من المرسل و المرسل إليه عدم تسليم الرسالة‬
‫لطرف ثالث غيرهما‪ ،‬يتم االطالع على البيانات الكترونية في المعامالت التجارية واإلدارية‬
‫باستخدام مفتاحين األول عام معروف العامة الناس أما الثاني فهو مفتاح خاص ال يعلمه سوى‬
‫صاحبه استعمال المفتاحين داللة قاطعة على التأكد من هوية األطراف اللذين قد يثبت من ذلك‬
‫اإلجراء رغبتيهما في التعاقد‬
‫‪.‬‬

‫التوقيع الرقمي ‪: 2-2‬‬


‫يعتبر التوقيع الرقمي وسيلة هامة في التعريف بهوية األطراف وإثبات العقود‪ .‬وعرفه الفقه‬
‫بحسب الطريقة التي ينشأ بها وال ينظر إلى بيان الدور الذي يقوم التوقيع الرقمي‪ ،‬لهذا نجدهم‬
‫يعرفونه بأنه التوقيع الناتج عن إتباع إجراءات محددة تؤدي إلى نتيجة معينة معروفة مقدما‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬فيكون مجموع هذه اإلجراءات هو البديل للتوقيع الرقمي "‬
‫ونجد فئة ثانية من الفقه من اعتمدت في تعريفها على وظيفة التوقيع الرقمي وترك المجال‬
‫لظهور أنواع جديدة من التعاريف حسب صور التوقيع الرقمي‪ ،‬ومن بينهم من عرفه بأنه "‬
‫توقيع يقوم على مجموعة من اإلجراءات والوسائل التي يتاح استخدامها عن طريق الرموز أو‬
‫األرقام ليتم إخراجها على شكل رسالة الرقمية تتضمن عالمات مميزة للموقع من غيره ومشفرة‬
‫‪19‬‬
‫بإحدى طرق التشفير‪ .‬ويتم تداول الرسالة الرقمية من خالل الوسائل الرقمية "‬
‫أما التعريف القانوني عرفته المادة ا‪ 02/‬من قانون اليونسترال المؤرخ في ‪2001/06/05‬‬
‫الخاص بالتوقيع الرقمي على أنه‪ " :‬بيانات في شكل رقمي مدرجة في رسالة بيانات أو مضافة‬
‫إليها أو مرتبطة به منطقيا‪ ,‬يجوز أن تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة لرسالة البيانات‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة في رسالة البيانات‬
‫و بموجب القانون ‪ 10/05‬عرفت المادة ‪ 327‬من القانون المدني التي تخص العقود العرفية ‪.‬‬
‫في الفقرة األخيرة ويعتد بالتوقيع االلكتروني وفقا للشروط المذ كورة في المادة‬
‫مكرر ‪ ،21‬والمشرع لم يقدم تعريفا للتوقيع الرقمي وعرف الكتابة الرقمية لكونهما نظامان ‪323‬‬
‫متشابهان زيادة على أن المشرع لم يخصص شروطا منفردة للتوقيع الرقمي وربطها بالشروط‬
‫‪ :‬المتعلقة بالكتابة االلكترونية وأكد على أن للنظامين نفس الوظائف التالية‬
‫إمكانية التأكد من هوية الشخص ‪1-‬‬
‫أن تكون الكتابة اإللكترونية معدة ومحفوظة في ظروف آمنة تضمن سالمتها ‪2-‬‬
‫والمشرع أورد كذلك تعريفا للتوقيع االلكتروني في المرسوم ‪ 162/07‬الصادر بتاريخ ‪.‬‬
‫‪ 2007/05/30‬في المادة ‪ 03‬بأن التوقيع الرقمي هو‪ ":‬معطى ينجم عن استخدام أسلوب عمل‬
‫يستجيب للشروط المحددة في المادتين ‪ 323‬مكرر ز ‪ 323‬مكرر من األمر‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪75-58 22".1975‬‬
‫‪ :‬وأضاف المشرع صورا له في الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 3‬بقولها‬
‫‪ :‬التوقيع االلكتروني المؤمن ‪:‬هو توقيع االلكتروني يفي بالمتطلبات اآلتية‬
‫يكون خاصا بالموقع ‪-‬‬
‫‪.‬يتم إنشاؤه بوسائل يمكن أن يحتفظ بها الموقع تحت مراقبته الحصرية ‪-‬‬
‫يضمن مع الفعل المرتبط بهن صلة بحيث يكون كل تعديل الحق للفعل قابال للكشف عنه ‪-‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة نجد أن للتوقيع الرقمي عدة خصائص تميزه عن التوقيع التقليدي‬
‫‪ :‬ويمكن إجمالها فيما يلي‬
‫التوقيع الرقمي يتم عبر وسائل الكترونية ‪-‬‬
‫عدم اشتراط التوقيع الرقمي لصورة معينة أو محددة ‪-‬‬
‫عدم قابلية التوقيع الرقمي للتزوير ‪-‬‬
‫تحقيق األمان والخصوصية والحصرية‪-‬‬

‫‪:‬إجراءات التوثيق الرقمي ‪3-‬‬


‫لقد اتفقت التشريعات على إجراءات الرقمية تقع على عاتق جهة التوثيق ومباشرتها من أجل‬
‫حماية صاحب الشهادة االلكترونية وأطراف العقد لهذا سندرس في الفرع األول إجراء التحقق‬
‫من صحة البيانات ثم إجراء إصدار الشهادة الرقمية في الفرع الثاني وفي الفرع الثالث سنتناول‬
‫إجراء التعليق العام بشهادة الكترونية أو إلغاءها في الحاالت التي تستوجب ذلك‬
‫إجراء التوثيق الرقمي بالتحقق من صحة البيانات المقدمة أو صحة الشهادات ‪3-1:‬‬
‫‪:‬االلكترونية الصادرة من الجزائر أو خارجها‬
‫وتلتزم هنا جهات التوثيق باتخاذ اإلجراءات الممكنة التي تسمح من تثبيت صحة البيانات‬
‫الشخصية المتعلقة بالمتعاملين وصفاتهم المميزة التي سيتم المصادقة عليها وتضمينها في‬
‫الشهادة ‪ ،‬وهذا اإلجراء جوهري من خالل اتصال مباشر بتقديم األوراق الثبوتية ‪ ،‬وعمال‬
‫بالتوجيه األوروبي ‪ 1999/93‬الذي ألزم جهات التوثيق بالسعي قبل إصدار الشهادة إلى اتخاذ‬
‫إجراءات كافية لجمع المعلومات المتعلقة بطالب الشهادة الرقمية وأجاز له الحصول عليها من‬
‫الغير بناء على موافقة مكتوبة وأنه ألزمها بعدم استعمال المعلومات خارج نطاق التوثيق ‪،26‬‬
‫ويلتزم بالبيانات المقدمة له فال يجوز اتخاذ أي إجراء أو عمل يهدف إلى تعديل مضمونها أو ما‬
‫‪27‬‬
‫يصطلح عليها حظر معالجة البيانات الرقمية‬
‫فضال على ذلك تتخذ جهات التصديق الرقمي عملية تحديث المعلومات المصادق عليها كما‬
‫تضع بنك معلومات يتضمن شهادات المصادقة الصادرة عنه وتعمل على الخصوص بنشر‬
‫تاريخ إصدارها وتاريخ انتهاء مدة صالحيتها أو توقيف مفعولها أو إلغاءها‪ . 28‬ويقصد هنا‬
‫ببيانات إحداث التوقيع االلكتروني تلك البيانات التي تستخدم في إنشاءه‪ .‬أما بيانات التحقق في‬
‫صحته فهي البيانات المستخدمة للتحقق من مصداقية التوثيق وصحته كالترميز والتشفير‪،‬‬
‫وتختص جهات التوثيق بتمكين الغير بالوسائل التي تحدد هوية الشخص المذكور في الشهادة‬
‫‪.‬االلكترونية والشخص الذي يحوز أداة التوقيع والتي كانت سارية يوم التوقيع‬
‫أما بخصوص الشخص المعنوي فقد ألزم المشرع الجزائري في المادة ‪ 44‬فقرة ‪ 02‬من‬
‫القانون ‪ 04/15‬جهة التصديق بقيد سجل يدون فيه هوية وصفة الممثل القانوني لألشخاص‬
‫االعتبارية أين يمكن تحديد هوية الشخص الطبيعي عند كل استعمال‬

‫‪:‬إصدار الشهادة االلكترونية ‪3-2‬‬


‫تعتبر الشهادة االلكترونية جوهر عمل جهات التصديق االلكتروني لكونها تعطي الثقة و األمان‬
‫الستكمال المعاملة االلكترونية‪ ،‬وبهذا المعنى فهي سند أمان صادر عن جهة مختصة يفيد قيد‬
‫وتسجيل المعاملة‪ ،‬وهذه الشهادة هي رسالة الكترونية تسلم من شخص ثالث موثوق فيه تكون‬
‫لها وظيفة ربط التوقيع بصاحبه‪ ،‬وتحتوي على المعلومات الكاملة عن المتعامل من هوية و‬
‫عنوان و أهلية وصفه وطبيعة الشخص القانونية وإسم الشهادة و المفتاح العمومي و الرقم‬
‫التسلسلي و تاريخ صالحية الشهادة و تاریخ انقضائها و حتى تاريخ تسليمها للمعني‪ ،‬وهذا‬
‫اإلجراء في حال اكتماله تتجلى نتيجته في صدور شهادة توثيقية مستوفية لكامل شروط‬
‫استخراجها‬
‫وتوسع المشرع الجزائري في وصف الشهادة االلكترونية وقام بتقسيمها إلى نوعين مقارنة‬
‫ببعض القوانين المقارنة‪ ،‬فموجب المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 162/07‬عرف نوعين من‬
‫الشهادات شهادة عادية وشهادة موصوفة األولى تعتبر وثيقة في شكل الكتروني تثبت الصلة‬
‫بين معطيات فحص التوقيع االلكتروني والموقع ‪ .29‬أما الشهادة الثانية أي الموصوفة فهي‬
‫الشهادة الموصوفة للتوقيع االلكتروني المنصوص عنها في المادة ‪ 03‬فقرة ‪ 09‬بأنها شهادة‬
‫‪30‬‬
‫تستجيب للشروط المحددة ولم ينص عليها المشرع الجزائري‬

‫‪:‬اتخاذ اإلجراءات المتعلقة بتعليق أو إلغاء شهادة التوثيق الرقمي‪3-3‬‬


‫ويقصد بهذا قيام جهة التصديق بكل إجراء من شأنه مراجعة بيانات المتعاملين بصفة دورية‬
‫أي تحديث المعلومات المدونة‪ ،‬كما تخطر العمالء بأي طارئ وتعلمهم بتاريخ نهاية صالحية‬
‫شهادتهم االلكترونية‪ ،‬ومراجعة الشهادة االلكترونية قد ينجر عنه التزام أال وهو تعليقها أو‬
‫إلغائها تلقائيا أو بناء على طلب صاحبها‪ ،‬وهذه اإلجراء التزام جديد على عاتق جهة التصديق‬
‫‪31‬‬
‫‪.‬التي تبذل فيه التزام بتحقيق نتيجة تحت طائلة المسؤولية"‬
‫وتعلق الشهادة مؤقتا لسبب من األسباب وهو إجراء أولي يسبق اإللغاء أو استئناف سريانها‬
‫وذلك متى ثبت وجود سبب جدي‪ ،‬وقد يكون من صاحب الشأن متى أراد ذلك‪ ،‬كما قد تكون‬
‫لما تسلم الشهادة بناء على معلومات مغلوطة أو مزيفة‪ ،‬ويمكن أن تعلق في حالة انتهاك شروط‬
‫منح التوقيع االلكتروني أو تستعمل بغرض التدليس‬
‫هذا ويمكن لجهة التوثيق إذا تبين لها ما سبق أن تباشر إجراء توقيف الشهادة لما ترتبه من‬
‫أثار على مزودي خدمات التصديق االلكتروني في حالة السهو عن توقيفها وتقوم بنشر قرارها‬
‫في السجل االلكتروني المخصص لذلك حتى يتسنى لصاحب الشهادة والغير المعارضة لذلك‪.‬‬
‫أما بشأن اإللغاء فانه إجراء يكون لسبب جدي كذلك سواء بناءا على طلب صاحب الشهادة أو‬
‫بناء على رأي جهة التصديق االلكتروني كحالة وفاة الشخص الطبيعي أو انحالل الشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬ويثبت كذلك اإللغاء في حالة ما إذا ثبتت الحاالت الجدية في التعليق المؤقت أو في‬
‫‪.‬حالة إذا لم تصبح مطابقة لسياسة التصديق‬
‫‪:‬السجل الخاص بالشهادات الممنوحة لألشخاص االعتبارية ‪3-4‬‬
‫سبق اإلشارة إلى أن المشرع األوروبي عرف الموقع بأنه كل شخص طبيعي أو معنوي حائز‬
‫ألداة توقيع رقمي خاصة به ويقوم بالتوقيع أو يتم التوقيع بالنيابة عنه على الرسالة الرقمية‬
‫‪32‬‬
‫‪ .‬باستخدام هذه األداة‬
‫هذا ما يلزم مقدم خدمة التوثيق بأن يضع سجال خاصا بالتواقيع االلكترونية المرتبطة‬
‫بالشهادات الممنوحة لألشخاص االعتبارية العامة أو الخاصة وهذا من أجل معرفة الشخص‬
‫الطبيعي الذي ينوبه في كل معاملة رقمية‪ ،‬بمعنى أن هذا الموثق الرقمي ملزم بوضع قائمة‬
‫اسمية لألشخاص االعتبارية التي تم استصدار لصالحها شهادات تواقيع الكترونية دون أن‬
‫يكلفه القانون بمراقبة موضوع أو محتوى المعامالت الرقمية‪ ،‬بمعنى أدق أن هذا القيد ال يعني‬
‫حفظ المعامالت الرقمية فقط بل الحكمة من السجل هو التحقق من أن الشخص الطبيعي الممثل‬
‫لهذا الشخص االعتباري والموقع على المعاملة الرقمية هو الشخص الذي تم تقييد بياناته عند‬
‫‪.‬إصدار الشهادة الرقمية ومنه تتأكد المطابقة مع البيانات األولى‬
‫وبالرجوع إلى قانون دبي حول المعامالت االلكترونية نجده أكثر تفصيال في هذا المجال إذ‬
‫ينص في الفصل السادس منه على االستخدام الحكومي للسجالت والتوقيعات االلكترونية وكذا‬
‫قبول اإليداع واإلصدار االلكتروني للمستندات وذلك في حدود المهمات واالختصاص المخول‬
‫‪:‬لها في المادة ‪ 27‬على أنه‬
‫‪-‬قبول إيداع أو تقديم المستندات أو إنشائها أو االحتفاظ بها في شكل سجالت الكترونية ‪1‬‬
‫‪.‬إصدار أي إذن أو ترخيص أو قرار أو موافقة في شكل سجالت الكترونية ‪2-‬‬
‫قبول الرسوم أو أية مدفوعات أخرى في شكل الكتروني ‪3-‬‬
‫طرح العطاءات واستالم المناقصات المتعلقة بالمشتريات الحكومية بطريقة الكترونية ‪4-‬‬

‫" إذا قررت أية دائرة أو جهة تابعة للحكومة تنفيذ أي من المهام المذكورة في الفقرة "‪1‬‬
‫‪ :‬من هذه المادة فيجوز لها عندئذ أن تحدد‬
‫الطريقة أو الشكل الذي سيتم بواسطته إنشاء أو إبداع أو حفظ أو تقديم أو إصدار تلك ‪1-‬‬
‫السجالت االلكترونية‬
‫الطريقة واألسلوب والكيفية واإلجراءات التي يتم بها طرح العطاءات واستالم المناقصات ‪2-‬‬
‫وانجاز المشتريات الحكومية‬
‫نوع التوقيع االلكتروني المطلوب بما في ذلك اشتراط أن يستخدم المرسل توقيعا رقميًا أو ‪3-‬‬
‫توقيعًا الكترونيًا محميًا آخر‬
‫الطريقة والشكل الذي سيتم بها تثبيت ذلك التوقيع على السجل االلكتروني والمعيار الذي ‪4-‬‬
‫يجب أن يستوفيه مزود خدمات التصديق الذي يقدم له المستند للحفظ أو اإلبداع‬

‫‪ :‬االعتراف الدولي بالشهادات االلكترونية‪3-5‬‬


‫حتى يمكن إضفاء فعالية على التجارة االلكترونية يجب أن تمتاز هيئات التوثيق االلكتروني‬
‫بالطابع العالمي في عملها‪ ،‬لذلك من التشريعات العالمية من تبنى فكرة قبول الشهادات‬
‫والتواقيع االلكترونية األجنبية في القوانين الداخلية وإن قيدتها ببعض الشروط التي كانت‬
‫بدايتها اإلقرار بنفاذ الشهادة والتوقيع االلكتروني دون البحث عن مكان صدورهما‪ ،‬إال أنه من‬
‫التشريعات ما تضع قيودا على ذلك حتى يمكن االحتجاج يهما‪ ،‬كأن تشترط الثقة الالزمة في‬
‫مزودوا خدمات التصديق األجانب في إصدار الشهادات االلكترونية بالقدر التي تشترط‬
‫للوطني كأن يتصرف بصدق في حدود البيانات االلكترونية التي لديه عن أصحابها والتي تدلل‬
‫على الشخص المعين في الهوية و أنه يسيطر سيطرة تامة على أداة التوقيع و يشترط أن يبذل‬
‫عناية الرجل الحريص لضمان دقة و اكتمال ما يقدمه من بيانات جوهرية ذات صلة بالشهادة‪،‬‬
‫أو توفير الوسائل واإلجراءات الكافية لإلعالم أن التوقيع قد تعرض لما يثير الشبهات وأن‬
‫يضمن كذلك ما يفيد إلغائها في الوقت المناسب‪ . 33‬كما قد تضع قيودا أخرى تتعلق بالتواقيع‬
‫االلكترونية‪ ،‬فمتى أريد االحتجاج بالتوقيع االلكتروني الموصوف تم التحقق من توفر شروطه‬
‫في كال البلدين‬
‫كتطابق المادة ‪ 20‬من القانون اإلماراتي دبي والمادة ‪ 02‬من التوجيه األوروبي ‪.‬‬
‫يتضح من المادتين وجود تفرقة بين الشهادات االلكترونية "‪"Certificats qualifies‬‬
‫المحمية المحررة لألشخاص القانونية من طرف مزودوا خدمات التوثيق داخل الدولة و نطاق‬
‫تطبيق قانونها الوطني والشهادات االلكترونية األخرى المحررة من مزودي الخدمة األجانب‪،‬‬
‫بمعنى أنه تتساوى من حيث ترتيبها ألثارها القانونية كال الشهادتين داخل نفس الدولة وهذا ما‬
‫يحقق المعادلة القانونية السابق اإلشارة إليه‪ .‬غير أن اإلشكال الذي يطرح في حال ضياع أو‬
‫العدول عن الشهادة االلكترونية فهل يرتب القاضي نفس اآلثار القانونية؟‬
‫إن االعتراف القانوني بدولية الشهادات االلكترونية في القانون المقارن ال تخرج عن الحاالت‬
‫‪ :‬التالية‬
‫الحالة األولى إما أن يكون مزود الخدمة أجنبي لم يطلب اعتماده إلصدار الشهادات و‬
‫التواقيع االلكترونية فال مجال للبحث عن مكان إصدارها أو اعتماد الموثق االلكتروني فهي‬
‫نافذة قانونا فكل ما يشترط في ذلك أن يقدم مزود الخدمة األجنبي مستوى من الثقة يساوي على‬
‫األقل ما هو مطلوب قانونا أو ما هو معترف به دوليا من معايير في هذا المجال‪ ،‬علما أن‬
‫أغلبية هذه الشروط تقنية أكثر منها قانونية بنص المواد ‪ 24‬و‪ 26‬من القانون اإلماراتي دبي‬
‫والملحق الثاني من التوجيه األوروبي‪ ،‬غير أنه أضافت المادة ‪ 26‬فقرة ‪ 03‬ما يلي ‪ :‬يجوز‬
‫االعتراف بالتوقيعات التي تستوفي شروط القوانين الخاصة بدولة أخرى‪ ،‬واعتبارها في‬
‫مستوى التوقيعات الصادرة وفقًا ألحكام هذا القانون‪ ،‬إذا اشترطت قوانين الدولة األخرى‬
‫مستوى من االعتماد على التوقيعات يوازي على األقل المستوى الذي يشترطه هذا القانون‬
‫لتلك التوقيعات"‪ .‬أما الحالة الثانية تتعلق بطلب مزود خدمة التوثيق االلكتروني قد يطلب‬
‫اعتماد ما يصدره من شهادات لدى دولة أجنبية غير الدولة التي يمارس بها نشاطه وتبعا لذلك‬
‫وجب عليه التكيف وقانونها الوطني ورقابة السلطة التوثيقية الوطنية وهذا ما ذهب إليه‬
‫‪34‬‬
‫المشرع البلجيكي في المادة ‪ 16‬من قانون التاسع جويلية ‪ 2001‬والتوجيه األوروبي‬
‫أما الحالة الثالثة واألخيرة‪ ،‬يتعين إيالء االعتبار إلى االتفاقات‪ ،‬وقد تكون هذه االتفاقات‬
‫ثنائية بين الدول أو اتفاق بين الطرفين حول المعاملة التي يستخدم فيها ذلك التوقيع أو الشهادة‬

‫‪.‬‬

You might also like