You are on page 1of 24

‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‬
‫آليات حماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬
‫إّن التط ور التكنول وجي ال ذي ش هدته التج ارة اإللكتروني ة في الع الم االفتراض ي على ش بكة‬
‫األنترنت‪ ،‬أدت إلى تعرض المستهلك االلكتروني إلى مخاطر تهدد خصوصية بياناته الشخصية‪،‬‬
‫فبحثت التش ريعات على آلي ات لحماي ة حق وق المس تهلك اإللك تروني فبظه ور الق انون ‪15/04‬‬
‫المتعل ق ب التوقيع االلك تروني والتص ديق االلك تروني اعت بر التوقي ع والتص ديق االلك ترونين كآلي ة‬
‫لحماي ة خصوص ية المس تهلك االلك تروني وه ذا م ا س نتطرق إلي ه في (المطلب األول) وكي ف يتم‬
‫حماية المستهلك االلكتروني من مخاطر وسائل الدفع االلكتروني ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫التوقيع والتصديق االلكتروني كوسيلة لحماية خصوصية المستهلك في العقد االلكتروني‬

‫ُيعت بر التوقي ع ش رطا أساس يا في توثي ق أغلب المس تندات والمع امالت س واء العادي ة أو‬
‫االلكترونية بشرط إمكانية التأكد من صحة التوقيع والبيانات الشخصية للموقع عن طريق شهادة‬
‫التصديق التي تصدرها جهة المختصة بذلك تدعى هيئة التصديق وحماية تلك البيانات الشخصية‬
‫والتوقي ع االلك تروني ظه ر نظ ام التش فير االلك تروني كوس يلة فعال ة في حماي ة أمن المعلوم ات‬
‫السرية‪.‬‬

‫نتن اول في ه ذا المطلب التوقي ع االلك تروني كآلي ة لحماي ة خصوص ية المس تهلك‬
‫االلك تروني( الف رع األول)‪ ،‬ثم التص ديق االلك تروني كآلي ة لحماي ة خصوص ية المس تهلك‬
‫اإللكتروني ( الفرع الثاني)‪ ،‬وأخيرا التشفير اإللكتروني( الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع االول‬

‫التوقيع االلكتروني كآلية لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬


‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫ظه ر التوقي ع االلك تروني نتيج ة التط ور الهائ ل و اس تخدام الحاس وب االلي في اج راء‬
‫المع امالت التجارية‪ ،‬فهو ُيعد كآلية لحماية خصوصية المعطيات الشخصية للمستهلك في العقد‬
‫االلكتروني‪.‬‬

‫وعلي ه س نقوم بتعري ف التوقي ع االلك تروني (اوال) م ع ذك ر انواع ه (ثاني ا) و تحدي د اهميت ه و‬
‫دوره (ثالثا) و الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني (رابعا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تعريف التوقيع االلكتروني‬
‫تع ّد دت التعريف ات المنس بة الى التوقي ع االلك تروني و ه ذا راج ع الى االختالف الموج ود في‬
‫التشريعات المقارنة و التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف التوقيع االلكتروني في التشريعات المقارنة‬
‫ا‪ -‬تعريف قانون األونيسترال‬
‫عرف قانون االونيسترال النموذجي للتوقيعات االلكترونية لسنة ‪ 20011‬التوقيع االلكتروني‬
‫في المادة ‪ 2‬منه انه يقصد به‪" :‬بيانات في شكل االلكتروني مدرجة في رسالة بيانات او مض‪//‬افة‬
‫اليه ‪//‬ا او مرتبط ‪//‬ة به ‪//‬ا منطقي ‪//‬ا‪ ،‬يج ‪//‬وز ان تس ‪//‬تخدم لتع ‪//‬يين هوي ‪//‬ة الموق ‪//‬ع بالنس ‪//‬بة الى رس ‪//‬الة‬
‫البيانات" ‪.2‬‬

‫نالح ظ من خالل الم ادة ان التوقي ع االلك تروني حس ب ق انون االونيس ترال عب ارة عن بيان ات‬
‫إلكتروني ة تتعل ق بص احب التوقي ع‪ ،‬ج اءت لتحدي د هوي ة الموق ع و بي ان موافق ة على المعلوم ات‬
‫الواردة في الرسالة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعريف التوجيه االوروبي‬

‫ع رف التوجي ه االوروبي رقم ‪ 1993-99‬الص ادر بت اريخ ‪ 13/02/1999‬في الم ادة ‪2/1‬‬
‫التوقي ع االلك تروني بأن ه‪ " :‬بي‪//‬ان او معلوم‪//‬ة معالج‪//‬ة االلك‪//‬تروني ترتب‪//‬ط منطقي‪//‬ا بمعلوم‪//‬ات او‬

‫قانون األونيسترال النموذجي بشأن التوقيعات االلكترونية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ ،12/12/2001‬منشورات األمم المتحدة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫نيويورك‪.2002 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪(Le terme signature Electronique ; designe des domes sous forme électronique contenues dans un message de‬‬
‫)……‪donnes ou jointes ou logiquement associees au dit message‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫بيان ‪//‬ات الكتروني ‪//‬ة اخ ‪//‬رى كرس ‪//‬الة او مح ‪//‬رر ال ‪//‬تي تص ‪//‬لح كوس ‪//‬يلة لتمي ‪//‬يز الش ‪//‬خص و تحدي ‪//‬د‬
‫هويته"‪.3‬‬

‫من خالل ه ذا التعري ف يت بين لن ا أن التوقي ع اإللك تروني ال يختل ف عن تعريف ه في ق انون‬
‫االونيسترال‪ ،‬حيث يتمثل الدور االساسي للتوقيع االلكتروني في تحديد هوية الشخص وارتباطه‬
‫به‪.‬‬

‫ج‪ -‬تعريف التشريع الفرنسي‬

‫عرف المشّر ع الفرنسي التوقيع االلكتروني في القانون المدني في المادة ‪ 1316‬فقرة ‪ 4‬بأنه‪":‬‬
‫التوقي‪//‬ع الض‪//‬روري إلتم‪//‬ام التص‪//‬رف الق‪//‬انوني ال‪//‬ذي يم‪//‬يز هوي‪//‬ة من وقع‪//‬ه ويع‪//‬بر عن رض‪//‬ائه‬
‫باإللتزامات التي تنشأ عن هذا التصرف‪ ،‬وعندما يكون الكترونيا فيجب أن يتم بإستخدام وسيلة‬
‫أمنة لتحديد هوية الموقع وضمان صلة بالتصرف الذي وقع عليه"‪.4‬‬

‫كم ا ق ام المش رع الفرنس ي ك ذلك بتع ديل بعض نص وص الق انون الم دني لتتماش ى م ع التوقي ع‬
‫على العق ود والمح ررات االلكتروني ة‪ ،5‬وق ام بإص دار الق انون رقم ‪ 20-2000‬يتعل ق بالمب ادالت‬
‫والتج ارة اإللكتروني ة اش ترطت في ه الم ادة ‪ 1360/4‬من ه ذا الق انون أن تتم التج ارة االلكتروني ة‬
‫عن طريق استخدام وسيلة موثوقة تسمح بالعرف على صاحب التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫د‪ -‬تعريف التشريع األردني‬

‫عرف المشرع األردني التوقيع االلكتروني في المادة ‪ 2‬من قانون المعامالت االلكترونية رقم‬
‫‪ 85‬لس نة ‪ 2001‬بأن ه‪ ":‬البيان‪//‬ات ال ‪//‬تي تتخ‪//‬ذ هيئ‪//‬ة ح‪//‬روف أو أرق‪//‬ام أو رم ‪//‬وز أو اش ‪//‬ارات أو‬
‫غيره‪//‬ا‪ ،‬وتك‪//‬ون مدرج‪//‬ة بش‪//‬كل الك‪//‬تروني أو رقمي أو ض‪//‬وئي أو أي‪//‬ة وس‪//‬يلة أخ‪//‬رى مماثل‪//‬ة في‬

‫التوجيه األوروبي رقم ‪ 1993-99‬المتعلق بالتوقيعات االلكترونية‪ ،‬الصادر في ‪.13/02/1999‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Décret n° 2001-272 du 30 mars 2001 pris pour l’application de l’article 1316/4 du code civile et relatif à la‬‬
‫‪signature électronique.‬‬
‫خالد محمود ابراهيم‪ ،‬ابرام العقد االلكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬طبعة ‪ ،2‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.244‬‬ ‫‪5‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫رس‪//‬الة معلوم‪//‬ات أو مض‪//‬افة عليه‪//‬ا أو مرتبط‪//‬ة به‪//‬ا‪ ،‬وله‪//‬ا ط‪//‬ابع يس‪//‬مح بتحدي‪//‬د هوي‪//‬ة الش‪//‬خص‬
‫‪6‬‬
‫الذي وقعها ويميزه عن غيره من أجل توقيعه وبغرض الموافقة على مضمونه"‪.‬‬

‫نالحظ من خالل التعريف أن المشرع األردني أخذ تقريبا بنفس تعريف قانون األونيسترال‪.‬‬

‫ه‪ -‬تعريف التشريع التونسي‬

‫تب نى المش ّر ع التونس ي التوقي ع اإللك تروني في الم ادة ‪ 2‬فق رة ‪ 6‬من الق انون رقم ‪ 83‬لس نة‬
‫‪ 2000‬المتعلق بالمبادالت والتجارة اإللكترونية وكان السياق في ذلك بأنه‪ ":‬مجموعة وحيدة من‬
‫عناص‪// /‬ر التش‪// /‬فير الشخص‪// /‬ية أو مجموع‪// /‬ة من المع‪// /‬دات المهي‪// /‬أة خصيص‪// /‬ا إلح‪// /‬داث امض‪// /‬اء‬
‫إلكتروني‪.7‬‬

‫إّن المشرع التونسي من خالل المادة السابقة لم ُيعرف التوقيع االلكتروني صراحة بل اكتفى‬
‫باإلشارة إلى العناصر المكونة له‪.‬‬

‫ولتدارك ذلك جاء في القانون رقم ‪ 57‬في الفصل ‪ 453‬مكرر بأن التوقيع االلكتروني يتمثل‬
‫في استعمال منوال موثوق به يتضمن صلة االمضاء المذكور بالوثيقة االلكترونية المرتبطة به‪.‬‬

‫و‪ -‬تعريف التشريع المصري‬

‫عرف التوقيع االلكتروني في القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 2004‬الخاص بتنظيم التوقيع االلك تروني‬
‫وإ نش اء هيئ ة تنمي ة ص ناعية تكنولوجي ا المعلوم ات‪ ،‬فحس ب الم ادة ‪ 1‬من ه ذا الق انون فإن ه‪ ":‬ك‪//‬ل‬
‫مايتم وضعه على محرر الكتروني ويتخ‪//‬ذ ش‪//‬كل ح‪//‬روف وأرق‪//‬ام أو رم‪//‬وز أو اش‪//‬ارات أو رس‪//‬وم‬
‫أو غيرها‪ ،‬ويكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع فيميزه عن غيره"‪.8‬‬

‫قانون المبادالت والمعامالت التجارية األردني رقم ‪ ،85‬الصادر في ‪.2001‬‬ ‫‪6‬‬

‫قانون المبادالت والتجارة االلكترونية التونسي رقم ‪ 83‬جريدة الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬الصادر‬ ‫‪7‬‬

‫بتاريخ ‪.11/08/2000‬‬
‫‪ 8‬قانون التوقيع االلكتروني وإ نشاء هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا المصري رقم ‪ ،15‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 17‬تابع د‪ ،‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪.22/04/2005‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫نج د أن المش ّر ع المص ري من تعريف ه لم يح دد بدق ة طبيع ة التوقي ع االلك تروني كغ يره من‬
‫التش ريعات ال تي بينت أن ه عب ارة عن بيان ات المروني ة مض افة لرس الة البيان ات أو المعلوم ات‬
‫الشخصية‪.9‬‬

‫‪ - 2‬تعريف التشريع االلكتروني في التشريع الجزائري‬

‫أ‪ -‬تعريف التوقيع االلكتروني في القانون ‪15/04‬‬

‫م يز المش ّر ع الجزائ ري بين ن وعين من التوقي ع االلك تروني المتمث ل في التوقي ع الع ادي‬
‫والتوقيع الموصوف‪.‬‬

‫فعرف التوقيع العادي في المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪ 15/04‬بأنه‪ ":‬بيانات الكتروني‪//‬ة في‬
‫شكل الكتروني مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات الكترونية أخرى تستعمل كوسيلة توثيق"‪.10‬‬

‫في حين عرفت المادة ‪ 7‬التوقي ع االلك تروني الموص وف‪ 11‬بأن ه‪ ":‬التوقيع االلكتروني الذي‬
‫تتوفر فيه المتطلبات أو الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن ينشأ التوقيع على أساس شهادة تصديق أو توثيق موصوفة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يرتبط بالموقع دون سواه‪.‬‬

‫‪ -‬أن يمكن من خاللها تمديد هوية الموقع‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون مصمما بواسطة ألية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التحكم الحصري للموقع‪.‬‬
‫براهمي حنان‪ ،‬جريمة تزوير الوثيقة الرسمية االدارية ذات الطبيعة المعلوماتية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪9‬‬

‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص‪.140‬‬


‫القانون رقم ‪ 15/04‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ ،2015‬يحدد القواعد المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونين‬ ‫‪10‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد‪ ،6‬الصادر في ‪.10/05/2015‬‬


‫نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن يك ‪//‬ون مرتبط‪//‬ا بالبيان‪//‬ات الخاص‪//‬ة ب‪//‬ه بحيث يمكن الكش ‪//‬ف عن التغي‪//‬يرات الالحق‪//‬ة به‪//‬ذه‬
‫البيانات"‪.‬‬

‫نستنتج أن جملة هذه الشروط المرتبطة بالتوقيع االلكتروني الموصوف جاءت متوافقة تماما‬
‫مع الشروط التي أقرها التوجيه األوروبي‪ ،‬كما يظهر لنا أن المشرع الجزائري اعت بر من شهادة‬
‫التصديق االلك تروني الموصوف أساسا إلنشاء التوقيع االلك تروني الموصوف‪ ،‬ولم يكتف بذلك‬
‫ب ل قرنه ا بض رورة ت أمين اآللي ة ال تي نش أ من خالله ا ‪ 12‬التوقي ع م ع التأك د من ارتب اط التوقي ع‬
‫والبيان ات الخاص ة ب ه ب الموقع دون غ يره‪ ،‬كم ا ق ام ب إدراج التوقي ع االلك تروني في الم ادة ‪327‬‬
‫فقرة ‪ 2‬من القانون المدني وذلك باإلشارة له دون تعريفه‪.13‬‬

‫ب‪ -‬تعريف التوقيع االلكتروني في الفقه‬

‫تع ّد دت التعريف ات الفقهي ة لمفه وم التوقي ع اإللك تروني فع رف عن د البعض بأن ه ‪ ":‬بيان مكتوب‬
‫بشكل الكتروني يتمثل بحرف أو رقم أو رمز أو اش‪//‬ارة أو ص‪//‬وت أو ش‪//‬فرة خاص‪//‬ة وم‪//‬يزة ينتج‬
‫عن اتباع وسيلة أمنة‪ ،‬وهذا البيان يلح‪/‬ق أو يرتب‪/‬ط منطقي‪/‬ا ببيان‪/‬ات المح‪/‬رر االلك‪/‬تروني للدالل‪/‬ة‬
‫على هوية الموقع على المحرر والرضا مضمونة"‪.14‬‬

‫كما عرف بأنه‪ ":‬مجموعة من االجراءات والوسائل التي يتيح استخدامها عن طريق الرم‪//‬وز‬
‫واألرق‪//‬ام إخ‪//‬راج رس‪//‬الة الكتروني‪//‬ة تتض‪//‬من عالم‪//‬ة مم‪//‬يزة لص‪//‬احب الرس‪//‬الة النقول‪//‬ة الكتروني‪//‬ا‬
‫يجري تشفيرها بإستخدام مجموعة من المفاتيح واحد معلن واألخر خاص بصاحب الرسالة"‪.15‬‬

‫عبيزة منيرة‪" ،‬التوقيع االلكتروني كضمانة قانونية لحماية المستهلك االلك تروني"‪ ،‬المجل ة األكاديمي ة للبح وث القانوني ة‬ ‫‪12‬‬

‫والسياسية‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪ ،3‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.186‬‬


‫أمر رقم ‪ 75/58‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني الجزائ ري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع دد ‪ ،78‬الص ادر‬ ‫‪13‬‬

‫في ‪ ،1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫أبوزي د محم د‪ ،‬تح ديث في ق انون االثب ات( مكان ة المح ررات االلكتروني ة بين األدل ة الكتابي ة)‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪ ،‬مص ر‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ ،2002‬ص‪.171‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Gean Batiste Michelle, créer et exploiter un commerce électronique, litec,paris,1998.p127.‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫مهم ا اختلفت التعريف ات إال أنها تش ترك في ك ون التوقي ع االلك تروني وس يلة الكترونية تنسب‬
‫الى صاحبها إلثبات هويته الشخصية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التوقيع االلكتروني‬

‫‪ -1‬التوقيع الرقمي‬

‫ُيعتبر التوقيع الرقمي من أشهر وأهم أنواع التوقيع االلكتروني في مجال التعامالت التجارية‬
‫اإللكتروني ة‪ ،‬لكون ه يمنح درج ة عالي ة من الثق ة واألم ان في اس تخدامه وتطبيق ه‪ ،‬فه و عب ارة عن‬
‫مجموع ة من البيان ات والرم وز الس رية‪ ،‬ينش أه ص احبه باس تخدام حاس وب ألي يتم تش فير تل ك‬
‫البيانات والرموز وإ لحاقها بالمستند االلكتروني عن طريق خوازميات المفتاح العام والخاص‪.16‬‬

‫‪ -2‬التوقيع البيومتري( التوقيع بالخواص الذاتية)‬

‫يتم التوقيع البيومتري عن طريق إدخال الخواص الذاتية الشخصية للمستخدم التي تختلف من‬
‫ش خص آلخ ر‪ ،‬المتمثل ة في بص مة األص ابع أو بص مة العين وبص مة الص وت‪ ،‬خ واص الي د‬
‫البش رية‪ ،‬أو التع رف على الوج ه‪ ،...‬وغ ير من الص فات الجس مية ال تي تس مح بتمي يز المس تخدم‬
‫االلكتروني في التوقيع البيومتري عن غيره‪.17‬‬

‫فيقوم الحاسوب بتخزين هذه الخصائص أو الخواص الذاتية على ذاكرته بطريقة مشفرة‪ ،‬إال‬
‫أن هذا النوع من التوقيع االلكتروني يعاب عليه كونه سهل التزوير بتقليد البصمات الشخصية‬
‫باستخدام الوسائل الحديثة‪.‬‬

‫أبو ماريه علي‪" ،‬التوقيع االلكتروني ومدى قوته"‪ ،‬مجلة جامعة الخيل للبحوث‪ ،‬المجلة‪ ،5‬العدد‪ ،2010 ،2‬ص‪.112‬‬ ‫‪16‬‬

‫طمين س هيلة‪ ،‬الش كلية في عق ود التج ارة االلكتروني ة‪ ،‬م ذكرة ماجيس تر في الق انون‪ ،‬ف رع الق انون ال دولي لألعم ال‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫مدرسة الدكتوراه للقانون األساسي والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص‪.56‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬التوقيع بالقلم االلكتروني‬

‫يس تعمل في ه ذا الن وع من التوقي ع قلم إلك تروني متص ل بجه از الحاس وب فيق وم الش خص‬
‫الموق ع بكتاب ة توقيع ه الخطي على الشاش ة الرقمي ة فيتم تخ زين توقيع ه على ذاك رة الحاس وب‬
‫المخص ص ل ذلك‪ ،‬فه ذا الن وع من التوقي ع يتمت ع بس هولة العم ل ب ه عن غ يره‪ ،‬إال أن ه يحت اج إلى‬
‫جهة تصديق وتوثيق تضمن صحته وعدم تزويره‪.18‬‬

‫‪ - 4‬التوقيع الكودي ( التوقيع بواسطة البطاقة الممغنطة والرقم السري)‬

‫ُيعت بر التوقي ع الك ودي أك ثر ش يوعا في مج ال المع امالت البنكي ة‪ ،‬فه و عب ارة عن اس تخدام‬
‫مجموع ة من األرق ام والح روف أو كليهم ا‪ ،‬يتم اختياره ا من ص احب التوقي ع من أج ل تحدي د‬
‫هويته الشخصية فال يعلم برقم السري إال صاحب التوقيع فيقوم المستخدم بإستخراج بطاقة بنكية‬
‫يصدرها البنك أو أحد المؤسسات االئتمانية من أجل استخدامها اليومي قصد سحب مبالغ مالية‬
‫في المص اريف اآللي ة أو دف ع ثمن ش راء الس لع والخ دمات اإللكتروني ة أين يتم اس تخدام ال رقم‬
‫السري كبديل عن التوقيع االلكتروني‪.19‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية ودور التوقيع االلكتروني‬

‫رغم التك افؤ الموج ود بين التوقي ع الع ادي التقلي دي والتوقي ع االلك تروني فكلهم ا يمنح المح رر‬
‫سواء العادي أو االلكتروني القوة الثبوتية‪ ،‬فالمشرع الجزائري في القانون المدني اعتبر اإلثبات‬
‫بالكتاب ة في الش كل االلك تروني كاإلثب ات على ال ورق‪ ،‬وذل ك بش رط إمكاني ة التأك د من هوي ة‬
‫الش خص الموق ع على المح رر وأن تك ون مع دة ومحفوظ ة في ظ روف تض من س المتها وه ذا م ا‬
‫نصت عليه المادة ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬من القانون المدني‪.20‬‬

‫رابعا‪ :‬الحماية القانونية للتوقيع االلكتروني‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪18‬‬

‫عاطف عبد الحميد حسن‪ ،‬التوقيع االلكتروني (مفهومه‪ ،‬صوره‪ ،‬حجيته في االثبات في نطاق المعامالت المدنية)‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص‪.70‬‬


‫أمر رقم ‪ ،75/58‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫نظ را لألهمي ة البالغ ة للتوقي ع االلك تروني نص ت معظم التش ريعات على توف ير حماي ة قبلي ة‬
‫تكون في شكل تدابير وقائية تتعلق بتوفير أنظمة حماية للمحررات اإللكترونية‪ ،‬وأنظمة حماية‬
‫في المص ارف االلكتروني ة اله دف منه ا حماي ة البيان ات والتوقي ع االلك تروني للمس تخدمين‪ ،‬كم ا‬
‫أق رت حماي ة جزائي ة مباش رة وغ ير مباش رة لتوقي ع المس تهلك االلك تروني اله دف منه ا تج ريم‬
‫األفعال التي تمس بالتوقيع االلكتروني وسالمة المستهلك في التعامالت التجارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫التصديق االلكتروني كآلية لحماية خصوصية المستهلك االلكتروني‬

‫لك ون العق ود والمع امالت التجاري ة تتم م ا بين أش خاص ال يجمعهم زم ان ومك ان واح د فالب د‬
‫من توفير وسائل تكفل لنا تحديد هوية األطراف المتعاقدة والتأكد من صحة توقيعاتهم وبياناتهم‬
‫الشخصية‪ ،‬وهذا عن طريق شهادة التصديق االلكتروني( أوال)‪ ،‬وهيئة التصديق (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شهادة التصديق االلكترونية‬

‫ع رفت الم ادة ‪ 2‬من ق انون األونيس ترال ش هادة التص ديق بأنه ا‪ ":‬نفي رسالة بيانات أو سجل‬
‫أخر يؤكدان االرتباط بين الموقع وبيانات انشاء التوقيع"‪.21‬‬

‫أم ا المش ّر ع الجزائ ري فق د ع رف ش هادة التص ديق اإللكتروني ة في المرس وم التنفي ذي رقم‬
‫‪ 01/123‬بأنها‪ ":‬وثيقة يثبت من خاللها بأنه يقدم خدمات متطابقة لمتطلبات نوعية خاصة"‪.22‬‬

‫وبص دور الق انون ‪ 15/04‬المتعل ق ب التوقيع والتص ديق االلك تروني ع رف ش هادة التص ديق‬
‫االلكتروني في المادة ‪ 2‬فقرة‪ 7‬بأنها‪ ":‬وثيقة في شكل الكتروني تثبت الصلة بين بيان‪//‬ات التحق‪//‬ق‬
‫في التوقيع االلكتروني والموقع"‪.23‬‬

‫قانون األونيسترال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 01/123‬الم ؤرخ في‪ 9‬م اي ‪،2001‬المتعل ق بنظ ام االس تغالل المطب ق على ك ل ن وع من‬ ‫‪22‬‬

‫األنواع الشبكات بما فيها السلكية الكهربائية وعلى مختلف خدمات المواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪،37‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 07‬جوان ‪ ،2007‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪.07/162‬‬
‫قانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫رغم اختالف التعريف بشهادة التصديق االلكتروني إال أنها تجمع في كونها شهادة تمنح من‬
‫جهة مختصة بذلك تسمى جهة التصديق الهدف منها نسب التوقيع لصاحبه‪.24‬‬

‫كما أوجب المشرع الجزائري لإلعتراف بصحة شهادة التصديق توافر مجموعة من الشروط‬
‫فيها ذكرتها المادة ‪ 15‬فقرة ‪ 3‬من القانون ‪.15/04‬‬

‫نميز بين نوعين من شهادة التصديق‪ ،‬النوع األول هي شهادة التصديق الوطنية المعرف ة س ابقا‬
‫في الم ادة ‪ 2/7‬من الق انون رقم ‪ ،15/04‬أم ا الن وع الث اني فهي ش هادة التص ديق االلك تروني‬
‫األجنبي ة حيث نص عليه ا المش رع في الم ادة ‪ 63‬من نفس الق انون بقول ه‪ ":‬تك ‪//‬ون لش ‪//‬هادات‬
‫التص‪//‬ديق االلك‪//‬تروني ال‪//‬تي يمنحه‪//‬ا م‪//‬ؤدي خ‪//‬دمات التص‪//‬ديق االلك‪//‬تروني المقيم في بل‪//‬د أجن‪//‬بي‬
‫نفس قيم ‪//‬ة الش ‪//‬هادات الممنوح ‪//‬ة من ط ‪//‬رف م ‪//‬ؤدي خ ‪//‬دمات التص ‪//‬ديق االلك ‪//‬تروني المقيم في‬
‫الجزائر‪ ،‬بشرط أن يك‪//‬ون م‪//‬ؤدي الخ‪/‬دمات األجن‪/‬بي ه‪//‬ذا ق‪/‬د تص‪/‬رف في إط‪/‬ار اتفاقي‪/‬ة لإلع‪//‬تراف‬
‫المتبادل أبرمتها السلطة"‪.25‬‬

‫يتضح لنا من خالل نص المادة أن المشرع الجزائري اشترط في الشهادة األجنبية أن تكون‬
‫لها نفس مكانة شهادة التصديق الوطنية أن تكون هناك اتفاقية مسبقة بين الجزائر والبلد األجنبي‬
‫الصادر منه الشهادة وكذا أن تبرم من قبل سلطة مختصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هيئة التصديق االلكتروني‬

‫هيئ ة التص ديق أو جه ة التوثي ق ب الرغم من اختالف التس ميات يتمث ل دوره ا االساس ي في‬
‫اصدار شهادة التوثيق‪.‬‬

‫أحم د ب ورزق‪ ،‬الحماي ة القانوني ة للمس تهلك في المع امالت االلكتروني ة‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬الطبع ة‪ ،1‬منش ورات ألف ا‬ ‫‪24‬‬

‫للوثائق‪ ،‬قسنطينة‪ ،2021 ،‬ص‪.98‬‬


‫قانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬تعريف هيئة التصديق‬

‫عرفها قانون األونيسترال النموذجي لسنة ‪ 2001‬باسم مقدم خدمات التصديق في نص المادة‬
‫‪ 2‬من ه بأن ه‪ ":‬ش‪//‬خص يص‪//‬در الش‪//‬هادات ويج‪//‬وز أن يق‪//‬دم خ‪//‬دمات أخ‪//‬رى ذات ص‪//‬لة بالتوقيع‪//‬ات‬
‫االلكترونية"‪.26‬‬

‫كم ا عرفه ا التوجي ه األوروبي رقم ‪ 93‬لس نة ‪ 1999‬في نص الم ادة ‪ 2‬فق رة ‪ 11‬بأنه ا‪ ":‬ك‪//‬ل‬
‫ش‪//‬خص ط‪//‬بيعي أو معن‪//‬وي يص‪//‬در ش‪//‬هادات توثي‪//‬ق التوقي‪//‬ع االلك‪//‬تروني أو تق‪//‬ديم خ‪//‬دمات أخ‪//‬رى‬
‫متصلة بالتوقيع اإللكتروني‪.27‬‬

‫أم ا المش ّر ع الجزائ ري ف أطلق على هيئ ة التص ديق اإللك تروني تس مية م ؤدي خدم ة التص ديق‬
‫وهذا حسب ما نصت عليه المادة ‪ 3‬مكرر من المرسوم التنفي ذي رقم ‪ 07/162‬المتعلق بنظام‬
‫اس تقالل الش بكات بأنه ا‪ ":‬ك‪//‬ل ش‪//‬خص يس‪//‬لم ش‪//‬هادات أو يق‪//‬دم خ‪//‬دمات أخ‪//‬ر في مج‪//‬ال التوقي‪//‬ع‬
‫اإللكتروني‪.28‬‬

‫فب الرجوع إلى نص الم ادة ‪ 8‬فق رة ‪ 8‬من الق انون ‪ 03-2000‬نج د أن ه يع رف م ؤدي خ دمات‬
‫التصديق بأنه‪ ":‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقدم خدمات مستعمال وس‪//‬ائل المواص‪//‬الت الس‪//‬لكية‬
‫والالسلكية‪.29‬‬

‫وبصدور القانون ‪ 15/04‬حسم االختالف في تعريف هيئة التصديق اإللكتروني حيث نصت‬
‫الم ادة ‪ 2‬بأن ه‪ ":‬كل شخص ط‪//‬بيعي أو معن‪//‬وي يق‪//‬وم بمنح ش‪//‬هادات تص‪//‬ديق إلك‪//‬تروني موص‪//‬وف‬
‫ويق‪//‬دم خ‪//‬دمات أخ‪//‬رى في مج‪//‬ال التص‪//‬ديق اإللك‪//‬تروني‪ ،30‬نالح ظ أن ه رغم تع دد التعريف ات في‬
‫التشريعات المقارنة والتشريع الجزائري إال أنها اشتركت في اعتبار سواء الشخص الطبيعي أو‬

‫قانون األونيسترال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪27‬‬
‫‪Directive 1999-93 du poulemet européen et du conseil, du 13 décembre 1999, sur un cadre communautaire‬‬
‫‪pour les signateurs électroniques du 13/12/1999.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/162‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،2007‬مرجع سابق‬ ‫‪28‬‬

‫القانون ‪ 03-2000‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ ،2000‬المحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية‬ ‫‪29‬‬

‫والالسلكية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،48‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬أوت ‪.2000‬‬


‫القانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫المعن وي كهيئ ة لممارس ة أعم ال التص ديق والتوثي ق‪ ،‬كم ا ح دد الوظيف ة األساس ية المتمثل ة في‬
‫إصدار شهادة التصديق االلكتروني اضافة إلى تقديم خدمات أخرى متعلقة بالتوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫‪ -2‬دور هيئات التصديق‬

‫يتمث ل ال دور األساس ي لهيئ ة التص ديق كم ا ذكرن ا س ابقا في إص دار ش هادة التص ديق للتوقي ع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬كما أن لهيئة التصديق مهام أخرى تقوم بها منها‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد والتحقق من صحة البيانات والمعلومات المقدمة لها من طرف الشخص المتعاقد حسب‬
‫نص المادة ‪ 44‬من القانون ‪.15/04‬‬

‫‪ -‬تقوم بتعقب المواقع التجارية والتحري عنها من أجل توفير الضمان والتأمين على التعامالت‬
‫التجارية عبر شبكة األنترنت‪.‬‬

‫‪ -‬المحافظة على سرية بيانات التوثيق‪.‬‬

‫‪ -‬اصدار المفاتيح والشهادات االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬منح التراخيص لمؤدي خدمات التصديق االلكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫التشفير االلكتروني‬

‫نظ ام التش فير االلك تروني ليس ولي د الي وم ب ل ك ان موج ود من ذ الق دم يس تعمل في األم ور‬
‫العسكرية لضمان سرية الرسائل والمعلومات المرسلة‪ ،‬وحاليا أصبح وسيلة حديثة لحماية أمن‬
‫المعلوم ات وال ترقيع اإللك تروني فه و يعت بر وس يلة فعال ة لحماي ة خصوص ية البيان ات الشخص ية‬
‫للمس تهلك اإللك تروني نتط رق في ه ذا الف رع إلى تعري ف التش فير االلك تروني( أوال)‪ ،‬وبي ان‬
‫أنواعه( ثانيا) مع ذكر أهميته( ثالثا)‪.‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف التشفير االلكتروني‬

‫‪ -1‬التعريف اللغوي‬

‫التشفير كلمة يونانية األصل ( اغريقية) تسمى بالترميز ويقصد بها الكتابة السرية‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف الفقهي‬

‫ُيعرف التشفير على أنه‪ ":‬أي تغيير أو تحويل أو تعديل في البيانات أو المعلومات أو الرسائل‬
‫عبر استخدام رموز وإ شارات غير متداول‪//‬ة‪ ،‬وال تك‪//‬ون معلوم‪//‬ة إال لمن يمل‪//‬ك ف‪//‬ك الرم‪//‬ز‪ ،‬بحيث‬
‫تصبح المعلومات عند تشفيرها غير مفهومة أو غير مقروءة حين القيام بعملية عكس التشفير‬
‫من خالل ال‪//‬برامج واألجه‪/‬زة المع‪//‬دة له‪/‬ذه الغاي‪/‬ة‪ ،‬بحيث تش‪//‬كل وس‪//‬يلة لحماي‪/‬ة المعلوم‪//‬ات أثن‪/‬اء‬
‫انتقائها ع‪/‬بر الش‪/‬بكة المعلوماتي‪/‬ة‪ ،‬وال يتحق‪/‬ق فهمه‪/‬ا أو قراءته‪/‬ا إال بع‪/‬د ف‪/‬ك رموزه‪/‬ا من خالل‬
‫منظومة أو برامج خاصة لدى مس‪//‬تقبل ه‪//‬ذه المعلوم‪//‬ة بحيث يض‪//‬من التش‪//‬فير س‪//‬المة المعلوم‪//‬ة‬
‫وموثقيها"‪.31‬‬

‫كم ا عرف ه األس تاذ ليون ال بوش ر ب اغ بأن ه‪" :‬مجموع‪//‬ة من التقني‪//‬ات ال‪//‬تي ته‪//‬دف إلى حماي‪//‬ة‬
‫المعلومات عن طري‪/‬ق اس‪//‬تعمال بروت‪/‬وكالت س‪//‬رية ‪ ،‬تجع‪//‬ل البيان‪/‬ات مش‪//‬فرة غ‪//‬ير مفهوم‪//‬ة ل‪//‬دى‬
‫الغير بواسطة البرامج المخصصة لذلك‪."32‬‬

‫نس تنتج أن التش فير اإللك تروني يق وم على أس اس تقني ات معق دة و آمن ة باس تخدام رم وز أو‬
‫إشارات غير متداولة و ال تكن معلومة إال عند صاحبها ‪ ،‬من أجل التأمين على سرية البيان ات و‬
‫المعلومات الشخصية للمستهلك اإللكتروني‪.‬‬

‫عبد الكريم فوزي القدومي‪ ،‬أث قانون المعامالت االلكترونية األردني على عمليات البنوك‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪31‬‬

‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات القانونية العليا‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص‪.276‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Lionel Bouchu RBERG, Internet et commerce électronique, 2ed,DELMAS, paris, 2001,p 155 et 156.‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬التعريف القانوني‬

‫تناول المشرع الفرنسي تعريف التشفير اإللكتروني في نص المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪-90‬‬
‫‪ 1170‬بنصه "يفهم من خدمات التشفير كل الخدمات التي تهدف إلى تغيير البيانات أو اإلشارات‬
‫الواضحة إلى بيانات و إشارات غير مفهومة من طرف الغير بفضل برامج و معدات مخصصة‬
‫‪33‬‬
‫لهذا الغرض"‬

‫كما أّن المشّر ع الجزائري استعمل مصطلح الترميز بدل التشفير في المادة ‪ 14‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 257-98‬المتعلق باستغالل خدمات األنترنت‪.34‬‬

‫لإلش ارة أن المش رع الجزائ ري لم يع رف التش فير اإللك تروني لكن ه ع رف مفت اح التش فير‬
‫الخاص و العام المتعلق بالتوقيع و التصديق اإللكتروني في المادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 8‬و‪.35 9‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التشفير‬

‫‪ -1‬التشفير بإستخدام المفتاح المتماثل (المفتاح الخاص)‬

‫التشفير المتماثل هو التشفير الذي يستعمل فيه صاحب الرسالة المفتاح الخاص ذاته إلنشاء‬
‫الترميز و لفكه بعد اإلتفاق مع المرسل إليه على كلمة السر بينهما‪.‬‬

‫نص علي ه المش رع الجزائ ري في الق انون ‪ 04-15‬في الم ادة ‪ 2‬فق رة ‪" :8‬مفت‪//‬اح التش‪//‬فير‬
‫الخ‪//‬اص ه‪//‬و عب‪//‬ارة عن سلس‪//‬لة من األع‪//‬داد يحوزه‪//‬ا حص‪//‬ريا الموق‪//‬ع فق‪//‬ط وتس‪//‬تخدم إلنش‪//‬اء‬
‫التوقيع اإللكتروني و يرتبط هذا المفتاح بمفتاح التشفير العمومي"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Loi N 90-1170 du 29/12/1990 sur la réglementation de la télecommunication, J.O de la République‬‬
‫‪Française,nN 303 du 30/12/1990.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98/57‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،1998‬التي يضبط شروط وكيفيات اقامة خدمات األنترنت‬ ‫‪34‬‬

‫واستغاللها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،63‬الصادر في ‪.26/08/1998‬‬


‫القانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪35‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث ُيعت بر ه ذا الن وع من أش هر ط رق التش فير اإللك تروني اس تعماال في تش فير البيان ات و‬
‫المعلومات فهو يحقق األمان ‪ ،‬كما يعد وسيلة تصدي ألي اعتداء على البيانات المشفرة‪.36‬‬

‫‪ -2‬التشفير الغير المتماثل (المفتاح العام)‬

‫ُتسمى هذه الطريقة بمفتاح التشفير العام جاءت في نص المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 9‬من القانون ‪04-15‬‬
‫على أن ه ‪":‬مفت‪//‬اح التش‪//‬فير العم‪//‬ومي ه‪//‬و عب‪//‬ارة عن سلس‪//‬لة من األع‪//‬داد تك‪//‬ون موض‪//‬وعة في‬
‫متن ‪//‬اول الجمه ‪//‬ور به ‪//‬دف تمكينهم من التحق ‪//‬ق من اإلمض ‪//‬اء اإللك ‪//‬تروني و ت ‪//‬درج في ش ‪//‬هادة‬
‫التصديق اإللكتروني"‪.37‬‬

‫لكنه بالرغم من إيجابيات توفير الحماية للبيانات الشخصية إال أنه هناك مشكلة ضمان رسمية‬
‫المفتاح العمومي أي أنه صادر فعليا من المستخدم و ليس طرف آخر بشكل غير مشروع‪.38‬‬

‫‪ -3‬التشفير المزدوج‬

‫معناه استعمال خليط بين التشفير المتماثل والغير المتماثل من طرف المرسل و المرسل إليه‪،‬‬
‫وفيه يشفر المفتاح الخاص بمفتاح عام وإ رسال كل من الرسالة المشفرة والمفتاح الخاص المش فر‬
‫إلى المرسل إليه باستخدام آية شبكة اتصاالت‪.39‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية التشفير اإللكتروني‬

‫عن طري ق تقني ة التش فير يمكنن ا التغلب وتج اوز الكث ير من مخ اطر التج ارة اإللكتروني ة المتمثل ة‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬اإلطالع على المعلومة السرية و الشخصية المحظورة‪.‬‬

‫أمير فرج يوسف‪ ،‬التوقيع االلكتروني‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2008 ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪36‬‬

‫القانون رقم ‪ ،15/04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫أمير فرج يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫مرابط حمزة وداودي منصور‪" ،‬التشفير كآلية لحماية المصنفات الرقمية من القرصنة اإللكترونية"‪ ،‬مجلة الحقوق‬ ‫‪39‬‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،1‬جامعة التيارت بن خلدون‪ ،‬الجزائر‪ ،2023 ،‬ص‪.42‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬محاولة تعديل البيانات المنقولة بالشبكة‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة توجيه البيانات إلى جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تغيير محتويات وكلمات السر الخاصة بالمستخدمين‪.‬‬

‫‪ -‬إنتحال شخصية المستخدم الحقيقي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حماية المستهلك اإللكتروني من مخاطر الدفع اإللكتروني‬

‫أسفرت التجارة اإللكترونية إلى نشوء ما يعرف بوسائل الدفع اإللكتروني‪ ،‬التي اعتبرت بديل‬
‫فع ال عن الوس ائل التقليدي ة لل دفع‪ ،‬حيث س اهمت ه ذه الوس ائل في تس يير مختل ف المع امالت‬
‫التجارية اإلفتراضية‪ ،‬إال أنه رغم ذلك لم ترقى هذه الوسائل إلى درجة المثالية نتيجة للمخاطر‬
‫واإلنتهاك ات ال تي تص يبها وال تي تس بب بالت الي التع دي على خصوص ية المعلوم ات الشخص ية‬
‫للمتع املين‪ ،‬في ه ذا المطلب س نعالج في ه المقص ود بوس ائل ال دفع اإللك تروني (الف رع األول)‪،‬‬
‫اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع‬
‫الثاني) وأخيرا سنتطرق إلى حماية المستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫المقصود بوسائل الدفع االلكتروني‬

‫ُتع د وس ائل ال دفع االلك تروني من الوس ائل الحديث ة ال تي ج اءت لمواكب ة التط ور الحاص ل في‬
‫التج ارة اإللكتروني ة‪ ،‬حيث تتم يز ه ذه الوس ائل بإمكاني ات وخص ائص مكنته ا من مواجه ة‬
‫الص عوبات ال تي ط الت مختل ف وس ائل ال دفع القديم ة وعلي ه وجب التعري ف بوس ائل ال دفع‬
‫اإللكتروني (أوال) وخصائصهما (ثانيا) مع ذكر أنواعها (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف وسائل الدفع اإللكتروني‬

‫‪ -1‬التعريف اللغوي‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫هي عبارة عن طرق حديثة للدفع تقوم على التكنولوجيا األنترنت و األنظمة الذكية للبنوك و‬
‫شركات األموال‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف الفقهي‬

‫يقصد بوسائل الدفع اإللكتروني بأنها ‪":‬مجموعة من األدوات والتحوالت اإللكترونية التي تصدره‬
‫المص ارف والمؤسس ات كوس يلة دف ع تتمث ل في البطاق ات البنكي ة والنق ود اإللكتروني ة والش يكات‬
‫اإللكترونية‪.40‬‬

‫‪ -3‬التعريف القانوني‬

‫ع رف المش رع الجزائ ري وس ائل ال دفع اإللك تروني في األم ر ‪ 11-03‬المتعل ق بالنق د و‬


‫الق رض في الم ادة ‪ 69‬من ه‪":‬تعت بر وس ائل ال دفع ك ل األدوات ال تي تمكن ك ل ش خص من تحوي ل‬
‫أموال مهما يكون السند أو األسلوب التقني المستعمل"‪.41‬‬

‫كما جاء في القانون ‪ 05-18‬المتعلق بالتجارة اإللكترونية للتأكيد عليها في المادة ‪ 6‬بأنها‪":‬‬
‫كل وسيلة دفع مرخص بها طبقا للتشريع المعمول به تمكن صاحبها من القيام بالدفع عن قرب‬
‫أو بعد‪ ،‬عبر منظومة إلكترونية"‪.42‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص وسائل الدفع اإللكتروني‬

‫تتسم وسائل الدفع اإللكتروني بعدة خصائص تميزها عن وسائل الدفع التقليدية منها‪:‬‬

‫‪ -1‬تتمتع بالطبيعة الدولية‬

‫سماح شعبور ومصباح مرابطي‪ ،‬وسائل الدفع في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر أكادمي‪ ،‬جامعة عربي تبسي‪،‬‬ ‫‪40‬‬

‫تبسة‪ ،2016 ،‬ص‪.17‬‬


‫األمر رقم ‪ 03/11‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثاني ‪ ،1424‬الموافق ل ‪ ،2003 26‬المتعلق بالنقد والقرض‪،‬‬ ‫‪41‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪.2003‬‬


‫قانون رقم ‪ 18/05‬المؤرخ في ‪ 24‬شعبان ‪ 1439‬الموافق ل ‪ 10‬ماي ‪ ،2018‬يتعلق بالتجارة االلكترونية‪،‬‬ ‫‪42‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد ‪ ،52‬الصادر في ‪.2018‬‬


‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫هي وس يلة يتم اس تخدامها في المع امالت التجاري ة الدولي ة ال تي ع بر المس تخدمين في ك ل أنح اء‬
‫العالم‪ ،‬فهي تضفي الصفة أو الصبغة الدولية على العقد اإللكتروني‪.43‬‬

‫‪ -2‬وسيلة لتسوية المعامالت اإللكترونية عن بعد‬

‫حيث يتم إبرام العقد اإللكتروني بين أطراف غائبين‪ ،‬فالدفع اإللكتروني هي الوسيلة الوحيدة ليتم‬
‫الدفع عبر شبكة األنترنت‪.‬‬

‫‪ -3‬الدفع الفوري‬

‫ُتعد وسائل الدفع اإللكتروني من أكثر الوسائل سرعة وسهولة‪ ،‬حيث يمكن إستعمالها في أي‬
‫مكان وزمان‪.‬‬

‫‪ -4‬توفر األمان‬

‫حيث يمكن للشخص تأمين مدفوعاته باستخدام كلمة السر أو التشفير‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فهذه‬
‫الوسائل الحديثة تعمل على حفظ جميع المعلومات الخاصة بالمستخدم اإللكتروني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع وسائل الدفع‬

‫‪ -1‬النقود اإللكترونية‬

‫هي نق ود مس جلة إلكتروني ا يتم تخزينه ا في معالج ات وحس ابات مخصص ة ل ذلك نص عليه ا‬
‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪.44‬‬

‫‪ -2‬المحفظة اإللكترونية‬

‫هي وسيلة وفاء تستعمل لسداد مبالغ قليلة القيمة‪ ،‬فهي عبارة على أساس ترتيب وتنظيم جميع‬
‫حركات األموال‪ ،‬كما تحتوي تلك المحافظ على بيانات المستخدم لحامل البطاقة بصيغة مشفرة‪.‬‬

‫فاروق محمد أحمد األباصري‪ ،‬عقد االشتراك في قواعد المعلومات عبر شبكة األنترنت‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار الجامعة‬ ‫‪43‬‬

‫الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.100‬‬


‫األمر رقم ‪ ،03/11‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪44‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬الشيكات اإللكترونية‬

‫عب ارة عن وس يلة إلكتروني ة موثوق ة ومؤمن ة يرس لها مص در الش يك إلى مس تلمه ليقدم ه للبن ك‬
‫كوسيلة وفاء‪ ،‬فالشيك االلكتروني مصمم لقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها شيك الورق العادي‪.45‬‬

‫‪ -4‬السفتجة اإللكترونية‬

‫ُتعتبر السفتجة عمال تجاريا ووسيلة دفع في شكلها العادي المحررة على الورق إذا تصممت‬
‫شروطها الواردة في نص المادة ‪ 390‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،46‬فالسفتجة اإللكترونية ال‬
‫تختلف عن العادية إال كونها محررة ومعالجة إلكترونيا‪.‬‬

‫‪ -5‬البطاقات البنكية‬

‫هي عب ارة عن بطاق ة مغناطيس ية تس مح لحامله ا باس تخدامها في ش راء معظم حاجات ه أو أداء‬
‫مقابل ما يحصل عليه من خدمات دون الحاجة لحمل مبالغ مالية قد تتعرض للسرقة أو الضياع‪،‬‬
‫بحيث يمكن سحب النقود منها في اآلالت المخصصة لذلك‪.47‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اإلنتهاكات التي تقع على البيانات الشخصية للمستهلك اإللكتروني عند الدفع اإللكتروني‬

‫تتع رض عملي ة ال دفع اإللك تروني لمخ اطر عدي دة تمس بخصوص ية البيان ات الشخص ية‬
‫للمستهلك اإللكتروني‪ ،‬وقد تتم من قبل أطراف عملية الدفع اإللكتروني (أوال) أو من قبل الغير‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫مصطفى كمال طه ووائل بندق‪ ،‬األوراق التجارية ووسائل الدفع اإللكترونية الحديثة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ ،2007‬ص‪.350‬‬
‫األمر رقم ‪ 75/59‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،101‬الصادر في‬ ‫‪46‬‬

‫‪ ،19/12/1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫مصطفى كمال طه ووائل بندق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.350‬‬ ‫‪47‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬إنتهاك خصوصية البيان‪/‬ات الشخص‪/‬ية للمس‪/‬تهلك اإللك‪/‬تروني من قب‪/‬ل أط‪/‬راف عملي‪/‬ة‬
‫الدفع اإللكتروني‬

‫‪ -1‬اإلعتداء على خصوصية المستهلك من طرف المورد‬

‫إّن المعامالت اإللكترونية التي تتم إبرامها عبر شبكة األنترنت تعتمد على البيانات الشخصية‬
‫التي يقدمها المتعاقدان‪ ،‬اذ تتطلب المبادالت والعقود التجارية االلكترونية توفر نوع من البيانات‬
‫للتأكد من هوية المستهلك عند الدفع عن طريق وسائل الدفع االلكتروني‪.48‬‬

‫قص نص ق انون التج ارة اإللكتروني ة ‪ 18/05‬على مجموع ة من االلتزام ات تق ع على ع اتق‬
‫المورد منها‪:‬‬

‫‪ -‬االلتزام بعدم جمع البيانات الشخصية للمستهلك إال الضرورية منها المتعلقة بالنشاط التجاري‬
‫وذلك بعد حصول على موافقة المستهلك‪.‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات التي يتحصل عليها من المستهلك‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام وسائل حماية مناسبة للحفاظ على البيانات والمعلومات وهذا ما جاءت به المادة ‪26‬‬
‫فقرة ‪ 3‬من القانون ‪" :18/05‬ضمان أمن المعلومات وسرية البيانات"‪.49‬‬

‫لك ون الم ورد ط رف أساس ي في العق د اإللك تروني فه و مل زم بحماي ة خصوص ية البيان ات‬
‫الشخص ية للمس تهلك االلك تروني من أي اعت داء علي ه س واء بالس رقة أو القرص نة أو ال تزوير أو‬
‫غيرها‪.50‬‬

‫حسن مكي مشيري‪ ،‬خصوصيات التعاقد عن طريق شبكة المعلومات الدولية‪ ،‬مكتبة زين الحقوقية واألدبية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪48‬‬

‫‪ ،1‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،2019 ،‬ص‪.363‬‬


‫القانون رقم ‪ ،18/05‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫ابراهيم الدسوقي أبو الليل‪ ،‬الجوانب القانونية للتع امالت االلكتروني ة ( دراس ة الج وانب القانوني ة للتعام ل ع بر أجه زة‬ ‫‪50‬‬

‫االتصال الحديثة)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الكويت‪ ،2003 ،‬ص‪.38‬‬


‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬االعتداء على خصوصية المستهلك من طرف البنك‬

‫ُتعت بر بيان ات المس تهلك من األم ور الس رية ال تي ال يج وز الكش ف عنه ا مهم ا ك ان الس بب‪،‬‬
‫فالبنك كغيره من المسؤولين تجاه المستهلك فهو ملزم بحماية خصوصيته من االعتداءات‪ ،51‬لذلك‬
‫يمن ع على م وظفي البن ك إعط اء أي معلوم ة أو بيان ات عن عمالئه ا وحس اباتهم وودائعهم‪ ،‬وه ذا‬
‫الحظر يظل دائما وأبدي حتى لو انتهت العالقة التعاقدية بين الطرفين‪ ،‬فالموظف ملزم بكتمان‬
‫السر المهني‪.52‬‬

‫ثانيا‪ :‬االعتداء على خصوصية البيانات الشخصية للمستهلك االلكتروني من طرف الغير‬

‫تتع رض المع امالت اإللكتروني ة والحس ابات الشخص ية لمجموع ة من الج رائم الماس ة‬
‫بخصوصية بيانات المتعامل االلكتروني منها جريمة الخداع وجريمة القرصنة وجريمة االختراق‬
‫غير المشروع لمنظومة خطوط االتصاالت العالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬جريمة الخداع ( التزوير)‬

‫تتحق ق ه ذه الجريم ة بإنش اء مواق ع وهمي ة على ش بكة األن ترنت على غ رار مواق ع الش ركات‬
‫والمؤسس ات التجاري ة األص لية الموج ودة‪ ،‬بش كل يظه ر للمس تهلك االلك تروني موق ع واح د بنفس‬
‫العنوان للموقع األصلي‪ ،‬وهو الموقع الوهمي فيترتب على ذلك استقبال الموقع لكافة المعامالت‬
‫المالي ة والتجاري ة ال تي يق دمها الموق ع األص لي ع بر الش بكة‪ ،‬ومن ض منها البيان ات الخاص ة‬
‫بالمس تخدم االلك تروني‪ ،‬فه ذا م ا يمس بس رية وثق ة التعام ل بوس ائل ال دفع االلك تروني خاص ة‬
‫والتجارة االلكترونية عامة‪.53‬‬

‫زوزو ه دى‪" ،‬آلي ات حماي ة المس تهلك من مخ اطر التعاق د االلك تروني في التش ريع الجزائ ري"‪ ،‬مجل ة الحق وق‬ ‫‪51‬‬

‫والحريات‪ ،‬العدد‪ ،4‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2017 ،‬ص ‪.324‬‬


‫ابراهيم الدسوقي أبو الليل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪52‬‬

‫بساعد سامية‪" ،‬حماية البيانات الشخصية للمستهلك االلكتروني من مخ اطر ال دفع االلك تروني"‪ ،‬مجل ة الحق وق والعل وم‬ ‫‪53‬‬

‫السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬العدد ‪ ،1‬جامعة الجزائر‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2022 ،‬ص‪.1401‬‬
‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬جريمة تفجير الموقع المستهدف ( القرصنة)‬

‫تعتم د ه ذه الجريم ة على أس لوب منح مئ ات اآلالف من الرس ائل االلكتروني ة من جه از‬
‫الحاس وب اآللي الخ اص للمخ ترق ( من يق وم بالقرص نة) إلى جه از الحاس وب المس تهدف به دف‬
‫الت أثير على الس عة التخزيني ة ل ه‪ ،‬بحيث يش كل ه ذا الكم الهائ ل من الرس ائل ض غط ي ؤدي في‬
‫النهاية إلى تفجير الموقع مما يسمح بتشتت البيانات والمعلومات الموجودة فيه‪ ،‬وبالتالي سهولة‬
‫ال دخول إليه ا والحص ول على بيان ات بطاق ات االئتم ان والبيان ات الشخص ية للمس تهلك‬
‫االلكتروني‪.54‬‬

‫غالبا ما تعتمد هذه الطريقة لقرصنة حواسيب البنوك والمؤسسات المالية والفنادق الضخمة‬
‫وحسابات أصحاب األموال‪...‬‬

‫‪ -3‬االختراق غير المشروع لمنظومة خطوط االتصاالت العالمية‬

‫هو ما يعرف باسم « ‪ ، » illegal acces‬وهي الخطوط التي تربط الحاسوب اآللي للمستهلك‬
‫مع الحاسوب اآللي للمورد‪ ،‬حيث يستخدم قراصنة الحاسب اآللي لذلك برامج تتيح لهم االطالع‬
‫على البيان ات والمعلوم ات الخاص ة بالش ركات واألف راد‪ ،‬بالت الي الحص ول على بيان ات الخاص ة‬
‫المستعملة في عملية الدفع االلكتروني‪.55‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫حماية المستهلك االلكتروني عند الدفع االلكتروني‬

‫لحماية المستهلك االلكتروني عند القيام بعملية الدفع يستلزم اثبات الدفع وهذا يكون بالكتابة‬
‫االلكترونية (أوال) والتوقيع االلكتروني ( ثانيا)‪.‬‬

‫بساعد سامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1402‬‬ ‫‪54‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.1402‬‬ ‫‪55‬‬


‫األحكام المنظمة لحماية خصوصية المستهلك في العقد اإللكتروني‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الكتابة االلكترونية‬

‫ُتعت بر الكتاب ة من أهم وس ائل وط رق االثب ات في جمي ع المع امالت التجاري ة س واء الكتاب ة‬
‫العادية في العقود العادية الورقية أو الكتابة االلكترونية في العقد االلكتروني لكون كلتا الكتابتين‬
‫مقبولة ولها نفس الحجية في االثبات بشرط امكانية تحديد الشخص الذي أصدرها وتم حفظها‬
‫في ظ روف تض من س المتها‪ ،56‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 323‬مك رر ‪ 1‬من الق انون ‪05/10‬‬
‫المع دل والمتمم للق انون الم دني‪ ":‬االثب‪//‬ات بالكتاب‪//‬ة في ش‪//‬كل االلك‪//‬تروني كاإلثب‪//‬ات على ال‪//‬ورق‬
‫بشرط امكانية التأكد من هوية الش‪//‬خص ال‪//‬ذي أص‪//‬درها وأن تك‪//‬ون مع‪//‬دة ومحفوظ‪//‬ة في ظ‪//‬روف‬
‫تضمن سالمتها"‪.57‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوقيع االلكتروني‬

‫ال ُتع د الكتاب ة االلكتروني ة دليال ك امال في اإلثب ات إال اذا ك انت موقع ة من ص احبها وه ذا م ا‬
‫تناولناه سابقا‪ ،‬فالتوقيع االلكتروني عنصر أساسي لصحة الوثيقة سواء الورقية أو االلكترونية‪.‬‬

‫السايس ابتسام ونيلي صفاء‪ ،‬وسائل الدفع في التجارة االلكترونية‪ ،‬مذكرة إلستكمال شهادة ماس تر أك اديمي‪ ،‬تخص ص‬ ‫‪56‬‬

‫قانون األعمال‪ ،‬شعبة الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2020 ،‬ص ‪.59‬‬
‫القانون رقم ‪ 05/10‬المعدل والمتمم للقانون ‪ ،75/58‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪57‬‬

You might also like