Professional Documents
Culture Documents
مشروع عمر ٢
مشروع عمر ٢
يشكل التمويل اإلسالمي العمود الفقري للمصرفية اإلسالمية ،وتطبيقا أساسيا لالقتص اد اإلس المي؛ إال
أن ماهية التموي ل اإلس المي المج اني اإلل زامي ،وخصائص ه لم تتض ح أبع اده بع د ،في ظ ل تن ازع
المصرفية اإلسالمية أكثر من مدرسة واتجاه علمي وتط بيقي ،مم ا أنتج اض طرابا ،وغموض ا اس تلزم
القيام بهذا البحث سبيال لتحديد ماهية التمويل اإلسالمي المجاني األسالمي ،والتعرف على خصائصه،
ونظًر ا لتخصص هذه الدراسة في مجال التمويل اإلسالمي ،فقد ك ان من الض روري التأكي د على أح د
المعايير المميزة والمهمة والمتمثلة في احترام أحكام الشريعة اإلسالمية وقيمها ،به دف تحقي ق أه داف
االقتصاد اإلسالمي ،وذلك من أجل تحقيق الكفاءة االقتص ادية والعدال ة والمص داقية الش رعية .ويمث ل
هذا المفهوم جوهر الدراسة للتمويل ،ويتم تقديمه في بداية الدراسة لتوضيح األسس ال تي س تبنى عليه ا
المعلومات والتحليالت في الفقرات الالحقة.
بجانب التمويل اإلسالمي الذي يعتمد على نظام المشاركة في الربح والخسارة بأشكاله المتع ددة ،هن اك
التمويل الربوي الذي يعتمد على دفع الفائدة.
يتمثل هذا التمويل الربوي في تقديم مبالغ مالية لوحدات العجز مقابل دف ع فائ دة ،حيث ُيق دم المبل غ من
وحدات الفائض بمقابل فائدة .وتعني الفائدة هنا المبلغ الذي ُيدفع أو ُيحسب كتكلفة الستخدام رأس المال
مع ضمان رد األصل لصاحبه في نهاية فترة االستخدام .بمعنى آخر ،تمثل الفائ دة تكلف ة االق تراض أو
المبلغ الذي ُيدفع كتأجير للنقود لفترة محددة.
أوال :الزكاة
التعريف :اسم لما يخرجه اإلنسان من حق هللا تعالى إلى الفقراء دليل الوج وب :ق ال تع الىَ﴿ :و ُخ ْذ
ِم ْن َأْم َو اِلِهْم َص َد َقًة ُتَطِّهُر ُهْم َو ُتَز ِّك يِهْم ِبَها﴾ [التوبة]103 :
األهمية :أحد اركان االسالم الخمسة وقرنت بالص الة في اث نين وثم انين آي ة ،وتع د الزك اة من أهم
موارد الدولة في إدارة سياس تها المالي ة ألنه ا تف رض دائم ا على الق ادرين وليس ت تبرع ا موهوب ا
بمشيئة االنسان
الهدف :تهدف الزكاة إلى إعادة توزيع الثروة مما يعني تقليل الفارق بين طبقات المجتمع.
الشروط:
أوال :شروط المزكي :اإلسالم -الحرية -البلوغ – العقل (عند جمه ور الفقه اء ال تش ترط بخالف
الحنفية)
ثانيا :شروط المال المزكي :فضوله عن الحاجة مض ي ع ام على امتالك ه -نم و الم ال -ذو قيم ة
شرعية)
أقسامها:
(زكاة النقد -الحلي -الثمار -بهيمة األنعام -عروض التجارة -الركاز)
المستحقون:
ِلْلُفَق َر اِء َو اْلَم َس اِكيِن َو اْلَع اِمِليَن َع َلْيَه ا َو اْلُم َؤ َّلَف ِة ُقُل وُبُهْم َو ِفي الِّر َق اِب قول ه تع الىِ﴿ :إَّنَم ا الَّص َد َقاُت
الَّس ِبيِل َفِر يَض ًة ِم َن ِهَّللا َو ُهَّللا َع ِليٌم َحِكيٌم ( :60التوبة) َو اْلَغاِر ِم يَن َوِفي َس ِبيِل ِهَّللا َو اْبِن
المستثنون:
ال تعطى الزكاة آلل ال بيت عليهم الس الم ،كم ا ال يج وز إعط اء الزك اة لمن يجب في حقهم النفق ة
بشكل عام.
هناك عالقة بين الزكاة والتنمية اإلنسانية من مختلف الجوانب النفسية واالجتماعية واالقتصادية
أوًال ،تساهم الزكاة في تحقيق التنمية المتوازنة للنفس اإلنسانية في مجتمع الزك اة ،س واء ك انوا دافعين
للزكاة أو متلقين لها ،من خالل تطهير النفوس من البخل والطمع والحسد ،وزرع قيم الخير والفضيلة.
ثانيًا ،تعتبر الزكاة مؤسسة التكافل االجتماعي األساسية في البيئة اإلس المية ،حيث يس اهم األثري اء في
تقليل الفقر وتحقيق التوزيع العادل للدخل ،وضمان مستوى كاٍف من الرعاية لجميع أفراد المجتمع.
ثالثًاُ ،تسهم الزكاة في تحقيق التنمية االقتصادية في البيئة اإلسالمية ،من خالل مكافحة التكتل ال ثروات
وتش جيع اإلنف اق ،خاص ة اإلنف اق االس تثماري ،وتحف يز ت دوير رأس الم ال من خالل جباي ة الزك اة
وإنفاقها بطريقة تعزز التماسك والتكامل االجتماعي وتعزز االستقرار االقتصادي.
ال خالف بين أه ل العلم أن ص دقة الفط ر أو زك اة الفط ر تختل ف عن الزك اة ،وهي واجب ة على
المسلمين بعد صوم شهر رمض ان وهي واجب ة على ك ل مس لم ق ادر عليه ا ،وأض يفت الزك اة إلى
الفطر ألنها سبب وجوبها .وتمتاز عن الزك وات األخ رى بأنه ا مفروض ة على األش خاص ال على
األموال .بمعنى أنها فرضت لتطهير نفوس الصائمين وليس لتطه ير األم وال كم ا في زك اة الم ال.
واألدلة على وجوب زكاة الفطر كثيرة منها ما روي َع ْن اْبِن َعَّباٍس (رضي هللا عنه) َق اَل َ" :ف َر َض
َر ُسوُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْيِه َو َس َّلَم َز َكاَة اْلِفْطِر ُطْهَر ًة ِللَّصاِئِم ِم ْن الَّلْغ ِو َو ال َّر َفِث َو ُطْع َم ًة ِلْلَم َس اِكيِن َم ْن
َأَّد اَها َقْبَل الَّصالِة َفِهَي َز َك اٌة َم ْقُبوَلٌة ومناداها َبْع َد الَّصالِة َفِهَي َص َد َقٌة ِم ْن الَّص َد َقات “ .وعن ابن عمر
رضي هللا عنه أن رسول هللا (صلى هللا عليه السالم) فرض زكاة الفطر من رمضان على ك ل نفس
من المسلمين حر أو عبد ،أو رجل ،أو امرأة ،صغير ،أو كبير صاعا من تمر أو صاعا من ش عير،
ونقل ابن المنذر إجماع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر بقوله( :أجمع كل من نحفظ عنه من أه ل
العلم على أن زكاة الفطر ف رض) .وفي ض وء ه ذه األدل ة فق د ت وارث المس لمون العم ل بوجوبه ا
واالهتمام بفرضيتها منذ عصر النبي صلى هللا عليه وسلم وإلى يومنا هذا .والواجب في زكاة الفطر
صاع من أرز أو قمح أو شعير ونحو ذل ك مم ا يعت بر قوت ا يتق وت ب ه .والص اع مكي ال يتس ع لم ا
مقداره ( )2.5كيلو جرام من األرز .ويختلف الوزن بالنسبة لغير األرزمن األقوات.
ثالثا :المعادن والكنوز والركاز
المعدن -لغة -من العدن وهو اإلقامة ،يقال :عدن بالمكان إذا أقام به ،ومنه جنات عدن ،ومركز ك ل
شيء معدنه ،أما اصطالحا فالمعادن هي المواضع ال تي تس تخرج منه ا ج واهر األرض ،كال ذهب
والفضة والنحاس والحديد وغير ذلك ،واحدها معدن أو هو كل ما خرج من األرض مما يخلق فيه ا
من غيرها مما له قيمة.
وقد أوجب الجمهور في الركاز الخمس لسهولة استخراجه وقلة تكاليفه خالف ا وأوجب وا في المع دن
ربع العشر ،نظرا لكثرة ما ينفق على استخراجه وتصفيته من تكاليف .أما م ا وج دت علي ه عالم ة
أهل اإلسالم أو في المباني اإلسالمية ،أو في طرق المسلمين المستعملة في حركتهم وتنقالتهم ،فإن ه
ليس بكنز جاهلي وال يعطى حكم الركاز بل هو لقطة يجب أن ُتعَّرف سنة إن ك انت قيمت ه معت برة،
وإال فهو لواجده ،وقد میز رسول هللا (صلى هللا عليه وسلم بين هذين الن وعين بقول ه" :م ا ك ان في
طريق مأتى أو في قرية عامرة فعرفها س نة ف إن ج اء ص احبها ،وإال فل ك ،وم ا لم يكن في طري ق
مأتي وال في قرية عامرة ،ففيه وفي الركاز الخمس"
وهذا القدر الواجب إخراجه يجب على واجده أيا كان معتقده أو حاله ،أي سواء كان مسلما أو ذمي ا،
كان صغيرا أم كبيرا ،عاقال أو مجنون ا .وه ذا ق ول جمه ور الفقه اء لعم وم الح ديث (وفي الرك از
الخمس) ،على أن ما يخرج من القدر الواجب في المعدن والركاز ال يشترط فيه م رور الح ول ب ل
يخرج كل منهما بمج رد العث ور عليهم ا ،وإمكاني ة االنتف اع بهم ا .وم ا بقي من الرك از بع د الق در
الواجب فهو لواجده من مسلم ،أو ذمي ،أو غيرهما ،شأنه ش أن الغنيم ة ،بخالف المع دن ،فإن ه بع د
إخراج زكاته يكون لصاحب األرض التي وجد فيها ،إذ ه و ج زء منه ا عن د جمه ور الفقه اء .وإن
كان بعض العلماء يرى أنها ملك الدولة التي ملكت األرض التي وجد بها المع دن أو الرك از لبعض
األفراد أو الهيئات.
الغنيمة
الغنائم في اللغةَ :غ ِنْم ُت الشيء َأْغ َنُم ُه ُغْنًم ا أصبته َغ ِنيَم ًة وَم ْغ َنًم ا والجمع الَغَناِئِم .
وفي الشرع:
هي اسم لما يؤخذ من الكفار على وجه القهر والغلبة
ما أخذ من الكفار بالقتال وإيجاف الخيل والركاب واإليجاف هو :اإلعمال ،وقيل اإلسراع.
ما أخذ منهم قهرا بالقتال واشتقاقها من الغنم ،وهو الفائدة.
وقد بين هللا (عز وجل) في سورة األنفال كيفية تقسيم الغنائم بقوله تع الىَ﴿ :و اْع َلُم وا َأَّنَم ا َغ ِنْم ُتْم ِم ْن
َش ْي ٍء َفَأَّن ِهَّلِل ُخ ُمَس ُه َو ِللَّرُسوِل َو ِلِذ ي اْلُقْر َبى َو اْلَيَتاَم ى َو اْلَم َس اِكيِن َو اْبِن الَّس ِبيِل ِإْن ُكْنُتْم آَم ْنُتْم ِباِهَّلل َو َم ا
َأْنَز ْلَنا َع َلى َع ْبِد َنا َيْو َم اْلُفْر َقاِن َيْو َم اْلَتَقى اْلَجْمَع اِن َو ُهَّللا َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َقِد يٌر ﴾ [األنفال]41 :
الفيء:
الفيء لغة من فيأ والَفْي ء ما كان شمسا َفَنَس َخ ه الُّظُّل والجمع َأْفياء وُفُيوٌء وفاَء الَفْي ُء َفْيَنا َتَح َّو َل وَتَفَّيا
ِفيِه َتَظَّلل وإنما سمي الظل فيئا لُر جوعه من جانب إلى جانب وفاَء َر َج ع وفاء إلى اَألْم ِر َيِفيُء وفاَءُه
َفْيَنا وُفُيوءا َر َج ع إليه وَأفاَءُه غيُره َرَج عه ويقال ِفْئُت إلى األم ر َفْين ا ِإذا َر َج ْعَت إلي ه النظ ر .والفيء
في االص طالح م ا ورده هللا تع الى على أه ل دين ه من أم وال من خ الفهم في ال دين بال قت ال ،إم ا
بالجالء أو بالمصالحة ،على جزية أو غيرها .والغنيمة أخص منه ،والنفل أخص منهما.
هو اسم لما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ،وال ركاب ،نحو األموال المبعوثة بالرسالة إلى
إمام المسلمين ،واألم وال الم أخوذة على موادع ة أه ل الح رب ،وال خمس في ه ،ألن ه ليس
بغنيمة إذ هي للمأخوذ من الكفرة على سبيل القهر والغلبة.
الفيء كل ما أخذ من كافر على الوجوه كلها بغير إيجاف خيل وال ركاب وال قتال 3كل ما
أخذ من الكفار من غير قتال.
هو الراجع إلى المسلمين من مال الكفار بغير قتال.
الفرق بين الغنيمة والفيء هو أن الغنيمة ما غنمه المسلمون واستولوا عليه من أم وال الع دو ومع داتهم
بالقوة والقتال .فهذا يقسم كما سبق اإلش ارة إلي ه بين المق اتلين بع د خص م خمس ه وجعل ه في بيت م ال
المسلمين لصرفه في المصالح العامة.
وأما الفيء فهو ما حصل عليه المسلمون من أموال بدون قتال .وه ذا مرجع ه إلى بيت الم ال واجته اد
ولي أمر المسلمين .قال هللا تعالىَ﴿ :م ا َأَفاَء ُهللا َع َلى َر ُسوِلِه ِم ْن َأْهِل اْلُقَر ى َفِلَّلِه َو ِللَّرُسوِل َو ِلِذ ي اْلُق ْر َبى
َو اْلَيَتاَم ى َو اْلَم َس اِكيِن َو اْبِن الَّس ِبيِل َك ْي اَل َيُك وَن ُدوَلًة َبْيَن اَأْلْغ ِنَياِء ِم ْنُك ْم ﴾ [الحشر]7 :
مشروعية الفيء ،سبب تسميته وتقسيمه:
همت يهود بني النضير بالغدر برسول هللا (صلى هللا عليه وسلم) في الس نة الرابع ة للهج رة ف أخرجهم
رسول هللا (صلى هللا علي ه وس لم) من المدين ة بس بب نقض هم العه د ،وك ان الرس ول (ص لى هللا علي ه
وسلم) يزرع تحت النخل في أرضهم ،فيدخر من ذلك قوت أهله وأزواج ه س نة ،وم ا فض ل جعل ه في
الكراع والسالح أي جعله في خيل الجهاد .قال عم ر بن الخط اب رض ي هللا عن ه( :ك انت أم وال ب ني
النضير مما أفاء هللا على رسوله مما لم ُيوجف عليه بخيل وال ركاب وكانت لرسول هللا صلى هللا عليه
وسلم) خالصا يعزل نفقة أهله سنة ،ثم يجعل ما بقي في الكراع والسالح عدًة في سبيل هللا).
إن الفيء هو ما أخذ من الكفار بغير قتال ،ألن إيجاف الخيل والرك اب ه و مع نى القت ال .وس مي فيئ ا
ألن هللا أفاءه على المس لمين ،أي رده عليهم من الكف ار ،ف إن األص ل أن هللا تع الى إنم ا خل ق األم وال
إعانة على عبادت ه ،ألن ه إنم ا خل ق الخل ق لعبادت ه ،فالك افرون ب ه أب اح أنفس هم ال تي لم يعب دوه به ا،
وأموالهم التي لم يستعينوا بها على عبادته ،لعباده المؤمنين الذين يعبدونه ،وأفاء إليهم ما يستحقونه.
فرق الجمهور بين خمس الغنيمة وبين الفيء ،فقالوا :الخمس موض وع فيم ا عين ه هللا في ه من أص ناف
المسلمين في آية الخمس من سورة األنفال ال يتعدى به إلى غيرهم ،وأما الفيء فهو الذي يرج ع النظ ر
في مصرفه إلى رأي اإلمام بحسب المصلحة.